![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم تفسير سورة الكافرون {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } يأمر الله -جل وعلا- نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يقول للكافرين المتصفين بهذا الوصف حالة كفرهم: {يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } وهذا خطاب للكافرين المتصفين بصفة الكفر؛ ولهذا ما جاء فيه يا أيها الأشخاص، أو يا أيها النفر؛ لأن الحكم متعلق بالوصف. {لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } أي: لا أعبد في الحاضر، ولا في المستقبل ما تعبدونه أنتم في الحاضر أو المستقبل؛ لأن كليهما فعل مضارع، والفعل المضارع يدل على الحال والاستقبال. { وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } أي: لستم عابدين ما أعبد في الحال أو المستقبل. { وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ } أي: ولا أنا عابد في الحال، ولا في المستقبل ما عبدتم في الماضي. {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } في جميع الأحوال. وهذه السورة يبين الله -جل وعلا- فيها أن نبينا -صلى الله عليه وسلم لن يعبد إلههم الذي يعبدونه حال كفرهم، كما أنهم لن يعبدوا إله النبي صلى الله عليه وسلم حال كفرهم؛ لأنهم لو آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم- لعبدوا إلهه، والنبي صلى الله عليه وسلم- يستحيل أن يعبد آلهتهم؛ لأنه لا يعبد إلا الله وحده. وهذا قضاء على ما عرضه المشركون على النبي -صلى الله عليه وسلم بأن يعبدوا إلهه سنة، ويعبد آلهتهم سنة، فأمره ربه -جل وعلا- وأنزل عليه هذا الوحي بأن يقول: لهم ذلك لكن إذا آمنوا، فقد انتفى عنهم وصف الكفر، فعندئذ يعبد النبي -صلى الله عليه وسلم ما يعبدون، وهم يعبدون ما يعبد النبي صلى الله عليه وسلم. وأما وهم موصفون بوصف الكفر الذي في صدر السورة فإن النبي -صلى الله عليه وسلم لا يعبد ما يعبدون، وهم لا يعبدون ما يعبد النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قرر الله -جل وعلا- ذلك على سبيل التهديد: { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } أي: أنتم لكم دينكم الذي تتبعونه وتدينون به، وأنا لي ديني الذي أتبعه، وهو دين الله -جل وعلا- وهذا خرج مخرج التهديد لهم، كقوله جل وعلا: { فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} وهذا ليس راجعا إلى مشيئتهم واختيارهم بأنهم إن شاءوا آمنوا، وإن شاءوا كفروا، وإنما خرج مخرج التهديد. ولهذا قال الله -جل وعلا: { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } وهذه الآية وهذه السورة جاءت كما أمر خليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- بأن يقول ذلك للمشركين: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } ونبينا -صلى الله عليه وسلم- تابع للخليل -عليه السلام- وأصل دين الأنبياء واحد، فهم في العقيدة سواء؛ ولهذا قال الله -جل وعلا: { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ } نعم. المصدر ![]() التعديل الأخير تم بواسطة الهيثم 07 ; 15-06-2009 الساعة 10:09 PM. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
![]() |
![]() جزاك الله خير وبارك الله فيك لك شكري وتقبل مروري |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
إداري أول ![]() |
![]() الهيثم 07
جزاك الله الجنه وجعل مانقلت في موازين حسناتك وبارك الله فيك |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
قلم مميز ![]() |
![]() زهران للمجد عنوان
شرفني تواجدك ومرورك الراقي لاعدمناك |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
قلم مميز ![]() |
![]() m7bcom
[التفاعل لشهر جمادى الاول] مشكور ويعطيك العافية |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
قلم مميز ![]() |
![]() ابو عادل العدواني
كم انا سعيد بتواجدك ومرورك الراقي لاعدمناك |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
![]() |
![]() الله يجزاك خير ..لاعدمناك
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 |
![]() |
![]() جزاك الله الف الف خير
وجعله الله في موازين حسناتك |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تفسير القرآن الكريم | البدر2 | مجلس قبائل الاحلاف | 1 | 27-04-2009 01:21 AM |
تفسير سورة الليل | خليل الحريري | الإسلام حياة | 6 | 21-07-2008 12:00 AM |
تفسير القرآن الكريم بضغطة زر ( تفسير ابـن كثير ) | ابو عادل العدواني | الإسلام حياة | 14 | 22-03-2008 02:22 PM |
تفسير القرأن كامل | ابو عادل العدواني | الإسلام حياة | 13 | 12-03-2008 07:45 AM |