منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 25-01-2013, 05:08 AM   #241
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

همســــات



بســــــــــم الله الرحمــــن الرحيـــــــــــم
اذا ماتكاثرت عليك همومك...
وازدادت معاناتك يوما بعد يوم مما جنته يداك..وظننت انك هالك .. .
تذكر ان كل ابن أدم خطاء.. وخير الخطائين التوابون..
تذكر الله فتنسى كل أحزانك.. وتسلو كل همومك...
ويشرق من نوره العظيم أملاً يحيل الليل فجراً... يضئ عمرك من جديد...
نبضة:
الحياة امتحان صعب ..والإيمان شئ عظيم..
ولايمكن تذليل هذا الصعب الا بذلك العظيم...
همسة:
لكي تكون عظيما..
فعليك أن تبتسم عندما تكون دموعك على وشك الانهيار.
.تجلد فان الحياة تحتاج منك للصبر.. وتسامح مع الناس ..
فان فيهم من الطيبة أكثر مافيهم من الشر..
اغسل قلبك كل يوم..
لتبدأ صفحة بيضاء مع كل الناس ..
فالكراهية تحطم مناعتك ولاتحطم خصومك...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2013, 05:18 AM   #242
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مــــــــــــع الله




جاء فى الحديث القدسى ان الله يقول(عبدى, خلقتك لعبادتى فلا تلعب
وقسمت لك رزقك فلا تتعب,ان قل فلا تحزن, وان كثر فلا تفرح
ان انت رضيت بما قسمته لك,ارحت بدنك وعقلك وكنت عندى محمودا
وان لم ترضي بما قسمته لك, اتعب بدنك وعقلك وكنت عندى مذموما
وعزتى وجلالي,لا سلطن عليك الدنيا, تركض فيها ركض الوحوش
في الفناء,ثم لا يصيبك منها الا ماكتبته لك)


ومن هذا الحديث نعلم انه إذا أصبح العبد وأمسى وليس همُّه إلا الله وحده

تحمَّل الله- سبحانه, حوائجه كلها، وحمل عنه كل ما أهمَّه، وفرَّغ قلبه
لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته. وإن أصبح وأمسى
والدنيا همُّه؛ حمَّله الله همومَها وغُمومها وأنكادها! ووَكَلَه إلى نفسه

فنسال الله العظيم ان يعيننا على العمل بما يرضاه عنا ونشكو اليه
ضعف حالنا وقلة حيلتنا ... اللهم كن بنا رحيما عفوا كريما..
ربى انا من تعرف انا من تعلم اقسم بعزتك ما عصيتك عن عمد
ولكن عن ضعف يارب كلما أيأستنى معاصى أطمعتنى رحمتك
فارحمنى يا ارحم الراحمين.


الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2013, 05:40 AM   #243
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

إشـراقــات رائـعــه، اسـتـوقـفـتـنــي..!




الاشرآقه الأولى
(( وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ))
لو استقر مفهوم هذه الآية في شغاف قلبك
لاستطعت أن تقابل الدنيا بوجه جديد ، وقلب حديد
ويقين راسخ تهون معه شدائد الدنيا وابتلائآتها
كل شيءٍ لم يستثنِ شيء .. كل شيء بمقدار
مقدار دقيق ، بعلم دقيق شامل ، وبحكمة دقيقة لا يفوتها شيء
وبلطف دقيق يتجلى لأصحاب القلوب ...الخ
فلا يغررك العطاء ... ولا يهولنك المنع
فافهم

الاشرآقه الثآنيـه
:: البـــــــــلاء ::
إذا حلّتْ بك مصيبة
فلا تجزع جزعاً يفقدك رشدك
واعلم أن المقدّر واقع لا محاله
وتذكر أن كلّ شيءٍ يبدأ صغيراً ثم يكبر
إلا الحزن .. فإنه يبدا كبيراً ثم يصغر ..!
ولا يزال يصغر ويصغر حتى يُنسى
فاعتبر بما سيكون ، واجعله وقد كان ..!

الإشراقه الثالثه
:: صــــدى ::
حين تسعى لإسعاد الآخرين
تنعكـس عليك سعادتهم
وتفيض على نفسك ألوان من المسره
امنح الآخرين سعاده .. وسقهم إليها
تجد صدى ذلك في أغوار نفسك
ولكن لا تنس : أن سعادة الآخره هي سعادة الأبد

الإشراقه الرابعه
:: قــــاعده ::
ليس عيباً ابداً أن تتعثر ..
بل هذا هو المتوقع والطبيعي ما دمت تحاول
العيب كل العيب
أن تبرر أخطاءك وأن تدافع عنها
أو أن تيأس فلا تعاود المحاوله
إياك ثم إياك من هاتين الدائرتين ،
فإنهما بعض فخاخ الشيطان في طريقك ليقطعك عن الوصول إلى الفردوس
وفي الحديث : كل ابن آدم خطاء .... وخير الخطائين التوابون
فكن من خير الخطائين .. ولا تطمع بأن تصل إلى حالة لا تخطئ فيها ولا تزل
وافهم ، تسلم ..
الإشراقه الخامسه
:: طـريقه مضمونه ::
لو أنك تأملت في أي إنسانٍ تحدثه ، فلن تعدم أن تجدَ فيه جانباً ما:
يستحق الإشادة به ، والثناء عليه ، والمدح له ، والإعجاب به
جرّب أن تلتقطَ هذا الخيطَ
وامتدحْ بحق ، واثنِ بصدق ، وأظهر إعجابك بالفم الملآن
ثم انظرْ في وجه صاحبك لترى أثر سحر كلامك ، كيف تجلى
على ملامحه بكل وضوح
إشراقاً ، وابتهاجاً ، وسروراً يطفح من قلبه
حتى ليكاد لسانه يعجز عن شكرك
الأعجب من هذا
أن سرورَ صاحبك وابتهاجه ، وفرحه الروحي
سينعكـس عليك أنت
لاحظ نفسيتك في تلك اللحظة وستعلم صدق ما أقول
فلماذا تحرمُ نفسكَ _ والآخرين _ من هذا الخير كله !!؟
أهي أنانية منك ؟ أم جهل عندك ؟؟ أم غفلة فيك ؟؟
ثم .. وتأمل هذه أيضا
إن ولوجَ هذا الطريقَ يسيرٌ للغايه من جهه
ومكـسبةٌ لمحبة القلوب لك من جهة أخرى
فما أكثر ثمرات هذا الطريق ، وما أقلّ سالكوه
الخطوة الأعجب من كل هذا .. تجدها في الإشراقه التي تلي .. فإلى هناك
الإشراقه السادسه
:: وصـفـه عـجـيبـه ::
حين تجثو على ركبتيك .. وتجمع قلبك .. وتغمض عينيك
وترفع أكف الضراعه .. وتعلن فقرك وعجزك بين يدي الله سبحانه
ثم تهتف من غور روحك ، وأعماق قلبك
.. ثناءً على الله .. وتمجيداً له .. ومدحا فيه ..وإعجاباً بصفاته
وتملقاً له .. وإطراءً عليه .. وتبجيلاً له ..وعجزاً عن الثناء عليه
وتعديدا لنعمه عليك في مقابل تقصيرك معه .. وتوسلاً به إليه .. ونحو هذه الفنون
فإن صدى هذه اللحظات السماوية الصافية ، سينعكـس على نفسيتك ولابد
وما أكثر الذين اقدموا على هذه الخطوة وكرروها وأعادوا الطرق لها
فقالوا : وجدنا أنفسنا نجهش ببكاء شديد من حيث لا نشعر
وكان بكاءً لذيذاً لأن فيه نكهه سماويه خالصه ،
تجعل الروح ترف وتشف وتسمو
و مساكين ( عُبّـاد الشهوات ).. مساكين والله
كم حرموا أنفسهم من ألوان النعيم السماوي ،وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
شاهت الوجوه
على نفسهِ فليبكِ من ضاعَ عمرهُ وليسَ له منها نصيبٌ ولا سهمُ


الإشراقه السابعه
:: حـــوار ::
قالت المعصيه
هلم اليّ !! بي تتلذذ !! ومعى تتمتع
قالت النار
يا مسكين ! يا مسكين
إنما هذه فخ ، لإيقاعك بين ألسنتي وعذابي
قالت المعصيه
هيت لك !! هيت لك !! أيها الحبيب
صاح المؤمن الحق
((( إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)))
ثم مضى شامخا مستعليا
وتركها تلهث وراءه خائبه ترجوه تستعطفه
فصاح بها
مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
فانكـسرت ، وأخذت تلملم نفسها لتولي هاربه
غير أنها عزمت أن تتربص به الدوائر .. إن فات اليوم قد يقع غدا
قالت الحقيقه
كلا لن يقع ما دام معه قلبه .. وقلبه حاضر مع ربه

الإشراقه الثامنه
:: قاعده جليله ::
دُر مع العلمِ حيثُ دار بك
وقفْ مع القرآنِ حيثُ وقف بك
وعشْ مع رسولك الحبيب ولا تغادرْ أعتابه
وإنْ شئتَ أن تكونَ من أهلهِ فاخلطْ نفسك مع أحبابه

الإشراقه التاسعه
:: شعــار ::
الله .. او .. الدمار
اجعل هذا شعارا لك أمام كل أمر تدعوك إليه نفسك
فإن كان هذا الأمر يزيدك قربا من الله
فقد اخترت الله ، فهنيئا لك
وإن كان سيبعدك عنه ويعرضك لسخطه
فقد اخترت ( الدمار ) عاجلا أو آجلا أو هما معاً
فلا تلومن إلا نفسك

الإشراقه العاشره
:: طريق المعرفه ::
وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ
يتعرّف الله سبحانه إليك في كل شيء ، وما عرفته
.. ذلك هو البعد ...
أعد النظر في آفاق الكون لتزداد معرفة بربك سبحانه
وفي كل شيءٍ له آيةٌ تدل على أنه واحـد

الإشراقه الحاديه عشر

:: كن متميزاً ::
اجعل كلمتك إشراقة النور في عتمة الظلام
وصيحة الحق في وجه الباطل
ولا عليك إن رُدت عليك كلمتك
أواستهزئ بك
فقد استهزأ السفهاء بالرسل قبلك
وكفاك تميزاً وتألقاً
أنك في السماء تحلق .. وغيرك في الوحل ينغمس

الإشراقه الثانيه عشر
:: الهمم الكبيره ::
النفوسُ الصغيرةُ
هي وحدها التي تتسقطُ على الأشياءِ الصغيرة
أما الهممُ الكبيرةُ
فإنها تأبى إلا الارتقاء والسمو أبداً
إذا كانت النفوسُ كباراً *** تعبتْ في مرادها الأجسامُ

الإشراقه الثالثه عشر
:: مقدمه ونتيجه ::
انعشْ عقلك بالتفكر
في آيات الله المنظوره والمقروءه
وانعشْ قلبكَ بالتأملِ
في نعمهِ المنهمره عليكَ صباحَ مساءَ
وانعشْ روحكَ باللهجِ بذكرهِ
والثناءِ عليهِ والتضرعِِ بين يديهِ ليلكَ ونهاركَ على السواء .
ثم انظر أي خير سيفيض على قلبك

الإشراقه الرابعه عشر
:: أدب ::
إن تُحسنَ الأدبَ مع الخلقِ ، فذلك أمرٌ حسنٌ ومطلوب
** ولكن الأحسن والأروع والأولى **
أن تُحسنَ الأدبَ مع الله جل جلاله
فهو معك حيثما كنت .. يراك ويسمعك ، ويحصي عليك
الإشراقه الخامسه عشر
:: ثـقـه ::
( إذا أطلق لسانكَ بالطلب ، فاعلم أنه يريد أن يعطيك )
وعليك أن تثق ، وأن تواصل الطلب وأنت في حالة شكر قلبي لله
لما فتح عليك ، ومنّ به عليك

الإشراقه السادسه عشر
:: الصلاه ::
ليستِ العبرةُ أنْ تؤدي الصلاةََ
إنما العبرةُ أن تخشعَ فيها ، وتُحسنَ الأدبَ خلالها وبعدها
هنالك تمنحك الصلاةُ أنوارَها وبركاتها

---------------
للفــــــــــايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2013, 07:26 AM   #244
براااق الحـــازم
 
الصورة الرمزية براااق الحـــازم
 







 
براااق الحـــازم is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

.
الغني بربه..

ما احوجنا الى صب الماء في قلوب جف ماؤها وزاد عناؤها.

فكم كلمة اسمعت وكم عبرت اوجعت, وكم همسه اينعت.

هي كلمة..
لكنها مفتاح معلق بين السماء والارض.

ففتح به ما تشاء فأنت مخير بين سموٍ أو عنا.

هي كلمة تجف منها الحلوق او تفيض منها العروق.

ما اسعد من وعى وسعى.

وما ابعد من اعرض وادّعى.

تكتب بحبر قلب شاكر حين يطيب للروح السلام.. فتتعطر الصحائف والسير.

وتجبر بقرع السنين والتجارب, فتختصر المدى, وتهز الوجدان والضمائر.

وكل في كتاب حفيظ..

حفظك الله واسعد صباح قلبك النابض بالخير.
.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
براااق الحـــازم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-2013, 08:03 AM   #245
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

اللآلئ العشر الحسان لسالك طريق الجنان


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى ،،، أما بعد :

فهذه رسالة يسيرة أبعث به إلى كل سائر على طريق الله حاولت قدر استطاعتي أن أجمع فيها بين قواعد عامة ومبادئ وقيم لا بد للسائرين أن يعرفوها ويفهموها ويستوعبها ..

وقد أسميتها (( اللآلئ العشر الحسان لسالك طريق الجنان )) أسال الله أن يسلك بنا جميعا سبيله ويجعلنا من السائرين على نهج نبيه صلوات الله وسلامه عليه .. اللهم ألهمنا الصواب
والمعونة يا رب العالمين ولا حول ولا قوة لنا إلا بك ..

اللؤلؤة الأولى // الاستقامة استجابة لأمر الله عز وجل وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم :

وقد جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية متواترة في تأييد وتأكيد هذا المعنى

حيث قال الله تعالى في محكم التنزيل ? فاستقيموا إليه واستغفروه ?

وقال عز وجل ? فاستقم كما أمرت ? وقال النبي عليه الصلاة والسلام (( استقيموا ولن تحصوا )) وكذا قال في حديث آخر (( قل آمنت بالله ثم استقم )) .. وبهذا يتبين أن الاستقامة ليست كما يفهم كثير من الناس في زمننا أنها خيار من الخيارات لك أن تختارها ولك أن تعرض عنها وقد وجدنا في زماننا من يستشهد بآية سورة الكهف ? فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ? وهذا غلط وخطأ بيّن في فهم الآية وتفسيرها ولذا فإن من اختار الضلالة قص الله لنا عاقبته حيث قال جل من قائل في تتمة آية الكهف ? إنا أعتدنا للظالمين نارًا أحاط بهم سرادقها ... ? الآية .. حتى لا يتصور المرء أن الخيارات مفتوحة متروكة على عواهنها.. وطريق الاستقامة أيها المبارك هو طريق الأنبياء الذي ساروا فيه حتى لقوا ربهم عز وجل وهو عنهم راض وكان خاتمهم وآخرهم نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي الذي شيبته آية هود? فاستقم كما أمرت ? كما ورد في بعض الروايات لحديث (( شيبتني هود وأخواتها )) ..
لذلك من سار في طريق الاستقامة يسير في طريق النبي محمد إمام المتقين وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين صلوات ربي وسلامه عليه فإن لاقى ساخرًا أو مستهزئـًا ..
فليتساءل هل هناك من هو خير من هذا النبي فأتبعه وأفضل من هذا الرسول فأقتدي به ؟
الجواب بلا مواربة ولا أدنى شك : لا ..
فكيف بكثير من شباب الأمة يضلون وينحرفون عن طريق محمد عليه الصلاة والسلام
لأدنى همز ولمز يلحق بهم ؟؟!!!
ألم يؤذ أنبياء الله ورسله وهم خير وأشرف ؟؟!!!
ألم يقتل بعضهم ويضرب ويسفه آخرون ؟؟!!!
بلى والله .. لكنهم يا أخي أيقنوا حق اليقين أن? العاقبة للمتقين ? كما وعد الله سبحانه في كتابه .. وأعظم فائدة من ترسيخ هذه النقطة في نفوسنا هي : الثقة والاستمساك بهذا الدين والتضحية بكل غال ونفيس من أجل الثبات عليه ولقاء الله به بإذن الله ..

اللؤلؤة الثانية // الاهتمام بالنفس (( بناء وتزكية )) من أعظم دلالات الصدق مع الله :

قد نرى عددا لا يستهان به يقررون التمسك بهذا الدين والاستقامة عليه ثم ما يلبثوا بعد أعوام وسنين إلا أن يتخلوا عما كانوا عليه ويحيدون عن صراط الله .. فإذا تأملت في ذلك تجد أن السر كامن في النفس لا يعلمه إلا الله فلو صدق العبد مع ربه ولجأ إليه حق اللجأ وخضع لأمره حق الخضوع وسعى في تزكية نفسه وبنائها وترقيتها في مراقي الكمالات مع ربها لثبته الله وزاده هدى ? والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ? ..
فلابد أن نصدق مع ربنا ونبدأ في تزكية نفوسنا ونحرص على بنائها ونجعلها نفسا تواقة لاترض إلا بالفردوس الأعلى من جنات النعيم نسأل الله من فضله ? قد أفلح من زكاها ?
وقد جاء هذا الجواب بعد أحد عشر قسمًا في سورة الشمس ..
وهذا البناء له طريقه وهذه التزكية لها سبيلها وهذا العمل له مسلكه ..

ألا أيها المبارك فلتعلم أن أس العمل وأساسه مبني على صلاح القلب وإصلاحه ونقائه وتنقيته وطهره وتطهيره .. ولذا وجب علينا جميعا أن نلتفت لما في قلوبنا وألا نجعل فيها أحدا غيره مهما علوا وارتفعوا في قدرهم عندنا ..

البناء والعمل هما السر الجوهري في ثبات المؤمن أزمان المحن وأوقات الزلازل و الإحن .. فلا مقارنة بين إنسان يفني عمره في بناء نفسه وتزكيتها وبين آخر وكل نفسه إلى ما حصل لها بادئ الأمر واعتقد أن وقت التحصيل قد انتهى وجاء وقت العطاء فقط ..

اللؤلؤة الثالثة // كثرة السالكين لا تعني صحة الطريق :
يفتتن بعض الناس بكثرة السالكين لطريق معين فيتوهمون أنه خير سبيل وأصوب طريق ولو تأملت أيها الأمل المنتظر في كتاب الله عز وجل وتدبرت آياته لوجدت أن الله جل وعلا لم يمتدح الكثرة في كتابه قط بل قال عز من قائل ? وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ? وقال سبحانه أيضا ? كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ?
وقد ألمح الإمام ابن القيم رحمه الله إلى لطيفة بديعة حيث قال ( لا تنظر إلى الهالك كيف هلك ولكن انظر إلى الناجي كيف نجا ) وهو بهذا يشير إلى أن الهالكين كثير فلا تنشغل بهم بل الزم طريق الناجين و سر في ركابهم و اسلك سبيلهم و تتبع آثارهم .
.
في هذا الزمان اختلط على الناس كثير من أمور دينهم فالذي كان محرمًا أصبح عند أناس حلالا وما كان مكروهًا أصبح عند آخرين مستحبًا وقد أصبح - والله المستعان - الحليم حيرانـًا .. فلا غرو أن تجد أصنافـًا من الناس يستحلون محرمات حرمها الله بنص كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته بل ويسمونها بغير أسمائها فقد تغير اسم الخمر وتغيرت تسمية الموسيقى واستبدل مصطلح الكافر بالآخر وهكذا دواليك ..
ولن يقفوا عند هذا بل هم مستمرون في التراجع والتفلت من هذا الدين شيئا فشيئا عياذا بالله .. فهل معنى هذا أننا سنعيش تائهين حائرين ؟؟
لا ورب الكعبة فمصادرنا التي نتحاكم إليها واضحة جلية لا غبار عليها ..

(( تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسنتي ))
نعم كتاب الله تبارك وتعالى وسنة النبي عليه الصلاة والسلام على فهم السلف الأخيار رحمهم الله تعالى .. وهذه الأخيرة ( فهم السلف الأخيار رحمة الله عليهم ) هي التي قصمت ظهور كثير من أهل الأهواء .

وقد تسمع وترى اليوم من يقول : لا داعي ولا حاجة لفهم السلف ففهمهم خاص بهم ولابد أن نفهم ديننا فهمًا خاصًا بنا مناسبًا لزماننا فضلوا وأضلوا .. نسأل الله السلامة ..
ألا تراهم يبتدعون في الدين بدعًا عجيبة غريبة ما أنزل الله بها من سلطان وهم في ذات الوقت يستدلون على ذلك بآيات وأحاديث و يقرأونها قراءة خاصة بهم ..
وهي ما يسمونه اليوم : إعادة قراءة النصوص .. وإعادة فهمها ..

ونخرج من هذه النقطة بفائدة مهمة وهي :

أننا لا نسلم لكل أحد بما يقول خاصة الآراء الشاذة التي تخالف ما عليه سلف الأمة من العلماء الأكابر ومن تبعهم من أهل الفضل والعلم .. وبهذا ستنضبط كثير من مرئياتنا وقناعاتنا ..

اللؤلؤة الرابعة // الخلاف لا يعني الاختلاف :
سنجد خلافات وأقوالا في بعض المسائل وكذلك في بعض الرؤى و النظرات فلابد حينها
أن نفهم أنّ خلافنا مع أحد كائنا من كان لا يعني أنه عدو لنا ونحن أعداء له بل من المحتم علينا أن نحترم بعضنا ونقدر إخواننا ولعل لهم عذر ووجه في هذا الخلاف .. خصوصا فيما يسوغ فيه الخلاف ويكون خلافا معتبرا ..ومن المهم أيضًا أن نفهم ويفهمون هم كذلك أنه من الخطأ إجبار الآخرين وإكراههم على ما نحن عليه أو يمارسون هم أسلوب الإجبار والإكراه معنا لأن هذا دلالة ضعف وخور أكثر من كونه دلالة قوة وسلطان وهذا هو ذات الأسلوب الذي استخدمه فرعون مع قومه ? ما أريكم إلا ما أرى ? ..

فلنتعلم أثناء حوارنا مع الآخرين ونقاشاتنا معهم طرائق التأدب والاحترام وكذلك نبين لهم أن نقاشنا لبعضنا ليس تخطئة وتجريمًا بل هو سعي في طلب الحق فلنحترم بعضنا ولنقدّر ذواتنا ولنتفادى السب والشتائم والانتقاص والتسفيه لأنها لا تأت بخير ..

من المهم أن نعود أنفسنا على ثبات الشخصية وعدم التذبذب لأن ذلك مؤثر في قبول الناس لما نحن عليه ولما ندعو له .. فلا يصلح أن نكون كل يوم برأي .. بل بعضهم كلامه في الليل يختلف عن كلامه في الصباح ..

ونخرج من هذه النقطة بالتالي //

أ ) رفض طريقة الإجبار والإكراه لأننا ننشد الحق لا ننشد نصرة كلامنا وآرائنا .
ب ) خلافنا مع أي شخص لا يعني أنه انضم لدائرة الأعداء والمناوئين .
ج ) فهم الرأي واستيعابه (التأصيل)قبل القناعة به و تثبيته مهم جدًا لأن ذلك مؤثر في ثبات
الشخصية.
د ) الاحترام والتقدير لمن نناقش ونحاور ولو سبّ وشتم (عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم ).

اللؤلؤة الخامسة // الذي لا يؤثر في الناس إيجابًا يتأثر بسلبياتهم :
من أعظم الأمور التي ينبغي الإشارة إليها مسألة التأثير سواء تأثرك أنت أو تأثيرك فإذا لم يتنبه الإنسان إلى أن الخير الذي وصله لابد أن يوصله هو بدوره إلى الناس ويغرسه فيهم ويدعوهم إليه فليعلم علمًا يقينيًا بأنه يتراجع ويتخلى وكذلك في ذات الوقت هو يتأثر بما عندهم من الخطأ فيصبح مستساغـًا مقبولا عنده .. فإذا رأى الإنسان ما يسوؤه أو يكدر صفوه فلا أقل من أن يغادر هذا المكان إن أمكنه ذلك .. ولو استطاع تغييره وإصلاح ما فسد فهذا خير عظيم .. نلتقي أحيانـًا بأناس سيئين يمارسون أخطاء .. ويرتكبون منكرات ..
ويتلبسون بخطيئات دون أدنى حياء وحشمة .. وينقسم الناس حينها إلى أقسام فمنهم من يستطيع أن يغير ما يراه بحوار هادف ونقاش هادئ وكلمة طيبة ونصيحة صادقة فهذا أرفع القوم وأكملهم .. ومنهم من يرضى بالانسحاب فقط مع وجود ألم وحسرة لما يراه ويسمعه وهذا أقل من الأول .. ومنهم من ينسحب ويترك المجال لهم ولكنه لا يجد في نفسه حرقة و ألم وهذا أقل من الإثنين .. أما أدنى القوم وأذلهم هو الذي يبقى ويرضى بما يراه وهو إقرار منه وعذره في ذلك الصنيع كل إنسان يتصرف كما يشاء لن أكون سلطانـًا على عباده وهذه قمة الجهل والسفه !!!

اللؤلؤة السادسة // لا تلتفت إلى الوراء لأنك ربما تقف :
هذه القاعدة كتبتها لك أيها الهمام لتتأملها جيدًا لأننا نرى اليوم من تراجع ونكص على عقبيه بسبب التفاته المتكرر إلى الوراء ونظره إلى ماضيه على أنه قيد في يديه وقدميه لا يستطيع معه الانطلاق فكلما انبعثت همته وتاقت نفسه إذا بتاريخه أسودًا كان لونه أو رماديًا يَمثـُل أمامه كعقبة كؤود وحاجز يتمنع عليه تخطيه .. ولا يعني هذا ألا ينظر المرء إلى الوراء محاسبة لنفسه ومتابعة لسيره وتقويما لخطواته بل هذا مطلوب .. ولكن الذي أحذرك منه أشد التحذير النظر إلى الوراء ( الماضي ) على أنه حجر عثرة يقف في طريقك إلى ربك ويعرقل سيرك إلى خالقك .. وأيضا لا تلتفت لمن يذكرك بماض ولـّى وانقضى وبأخطاء تجاوزتها وتخطيتها وكأنه بهذا يدعوك للعودة ويناديك للرجعة إلى سابق عهدك الذي كنت فيه بعيدا عن ربك مجانبًا طريق الصواب وتأمل معي كيف حكى لنا القرآن مثل هذا ..
يقول الدكتور مجدي الهلالي حفظه الله : (( وقديمًا حاول فرعون تذكير موسى عليه السلام بماضيه والعمل على ربطه به وتقييمه من خلال صورته القديمة عنده ? قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين * وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ? فلم ينف موسى عليه السلام التهمة عن نفسه بل نبه فرعون إلى التغيير الذي حدث له ووضعه الجديد الذي أكرمه الله به ? قال فعلتها إذاً وأنا من الضالين * ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكمًا وجعلني من المرسلين ? )) .. اهـ
فتخلق يا أخي بخلق الأنبياء ولا تستجب لكل نداءات المثبطين المغرضين الذين لا يحبون أن يروا فلانـًا - الذي خبروه وعرفوه - خيرًا منهم فتراهم يسعون في هدم قناته وصدع بنيانه ولن يقف أمام موجهم الهادر إلا صخرة كالجبل تتكسر عليها أمواجهم ويعودوا بخفيّ حنين بائسين خاسرين فتمضي أنت إلى ربك منتصرا على كل شيء صانعا من ماضيك سلمًا تصعد به إلى مولاك وتعجل إليه ? وعجلت إليك رب لترضى ? ..
ثم كن على يقين أن الالتفاتة الواحدة إلى الوراء تؤخرك عن كثير من التقدم إلى الأمام .. فخير لك أن تنطلق لأن الفترة التي ستعيشها قصيرة والزمن محدود والوقت كما قيل ( سريع التقضي أبيّ التأتي ) ..
ثم هل بلغك أن الغزال أسرع من الفهد ؟؟
ولكن الفهد يستطيع افتراس الغزال إذا أكثر الغزال من الالتفات !!

و نخرج من هذه اللؤلؤة بالتالي :

1) لا تلتفت إلى كل ما يذكرك بماض غير جيد لأن ثمن ذلك باهض !!!
2) لا نقصد بعدم الالتفات إلى الماضي : محاسبة النفس على التقصير وتقويم العمل وإنما
نقصد الالتفاتة التي ترجع بنا إلى الوراء .
3) شعارنا : ? وعجلت إليك رب لترضى ? .

اللؤلؤة السابعة // العـلم .. العـلم :
أيها السائر إلى الله إن كل من يسير في طريق ويسلك سبيلا لا بد له من دليل ومرشد يدله ويرشده ليبلغ هدفه ويصل إلى مقصوده ولا يشك عاقل في أن العلم هو الدليل الوفي لكل سائر إلى ربه ..كيف لا ؟؟ فهذا ابن القيم رحمه الله يقول (( إن لم يصحب العلم السالك من أول قدم يضعه في الطريق إلى آخر قدم ينتهي إليه فسلوكه على غير طريق ، وهو مقطوع عليه طريق الوصول مسدود عليه سبل الهدى والفلاح مغلقة عنه أبوابها ولم ينه عن العلم إلا قطاع الطريق ونواب إبليس )) ..
نعم يا أخي .. هانحن اليوم نعاني مرارة الجهل المتمثلة في بعض التصرفات التي نقوم بها أو نراها من بعض إخواننا وليس أسهل على إبليس من سائر جاهل لا يعرف إلى أين يسير فيسيء من حيث أراد الإحسان .. وفي أزمان الفتن والبلايا .. والمحن والرزايا .. يكون العلم أكثر وجوبًا من غيره .. تعال إلى كتاب ربك عز وجل وانظر كيف أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام بدعائه تبارك وتعالى بالزيادة من العلم ? وقل رب زدني علمًا ? ..
ولكن أنصت إلي بسمعك وأحضر قلبك وأشهد جنانك لأدلك دلالات مهمة حول العلم ..
1) بعد استقراء يسير لبعض آيات الله في كتابه وجدت أن الله سبحانه وتعالى يربط بين التقوى والعلم فلا ينال العلم الحقيقي إلا متق لله محبوب عنده قال الله تعالى في محكم التنزيل :
? واتقوا الله ويعلمكم الله ? ولو تأملت آية? قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون?
لوجدت أن الآية التي قبلها كانت تتحدث عن قيام الليل والعمل في الله في الخلوات .. ولذلك هؤلاء هم أهل العلم حقا .. وكما قال الإمام أحمد رحمه الله : وهل العلم إلا خشية الله ؟؟!!!
وأصدق من ذلك قول ربنا جل وعلا : ? إنما يخشى الله من عباده العلماء ? نسأل الله من فضله .. فالله الله في تحصيل العلم المقرب إلى الله الباعث إلى السير إليه بخطى ثابتة ..
2) إن كان العلم مهما جدا فليس بأقل منه أهمية مصدر العلم (( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم )) فلا يصح ولا يقبل من أحد أن يتساهل في اختياره لمصدر العلم الذي يتلقاه بل من الواجب عليه أن يجتهد كثيرا في اختيار المصدر الموثوق الذي يصل به إلى علم ينفعه في دينه ودنياه .. يجتهد في تحري حال من يأخذ عنهم دينه ولا يعقل أن يتلقف كل شاردة وواردة من كل متكلم ..
لأننا اليوم نرى من يتكلمون في أمور لو كانت في عهد عمر الفاروق لجمع لها أهل بدر وتجدهم يخوضون فيها على الشاشات والقنوات كأنها مسألة سهلة يسيرة لا حظ لها تستحقه من النظر والتدقيق وهذه التي أوتينا منها والله المستعان في عصرنا ..
فحاول قدر استطاعتك ألا تأخذ العلم إلا عن علماء عاملين صادقين وهم ولله الحمد قد ملأوا سمع الكون وبصره بسيرهم العطرة الطاهرة..
3) أعط العلم كلك يعطيك بعضه .. لا بد يا أيها المبارك أن تأخذ بالحسبان أن العلم يحتاج منك لبذل وجهد وتضحيات فكن على استعداد لتقديمها رخيصة في سبيل تحصيله ليرضى عنك ربك ويحبك مولاك وتقترب من خالقك .. ولا تلتفت لأولئك الرهط الذين يهونون من أمر العلم وتحصيله .. بل امض قدما في سبيل العلم .. وصدقه بالعمل حتى تبرهن على صدق النية في تحصيله ..



اللؤلؤة الثامنة // شاور .. واستخـدم عقول الآخرين :

تأمل يا أخي الموفق تربية الله لنبيه صلى الله عليه وسلم كيف كانت .. ألم تقرأ يوما من الأيام قوله تعالى حاثا نبيه وآمرًا له ? وشاورهم في الأمر ? ؟؟
ألم ينقدح في ذهنك تساؤل محتواه لماذا يطالبه بالاستشارة وهو مؤيد بالوحي من السماء ؟؟ إنها التربية الربانية ..
لكي يتربى الأتباع أيضـًا من بعد نبيهم عليه صلاة الله وسلامه على مبدأ الاستشارة ..
وليعلموا أن أمرها عظيم وشأنها جسيم بل سمى الله سورة في القرآن بالشورى .
إننا حين نربي أنفسنا على مبدأ الشورى مهما بلغنا من الفهم والوعي والاستيعاب والخبرة نجعل لأنفسنا سندًا ومعينـًا يدعّم تصرفاتنا ويضبط ردات أفعالنا فإنه بلا ريب ليس عقل الواحد كعقل الإثنين وعقل الإثنين كعقل الخمسة وهكذا.. وكلما تربت النفوس على الاستشارة تخلصت من داء عضال هو التفرد والاستقلال بالرأي والصدور عن رأي النفس فقط دون النظر إلى أي شيء آخر ..
وقد يوفقك الله إلى أخ ناصح أو مرب ناجح فمثل هذا عض عليه بالنواجذ ..
ولعلي أذكرك هنا بأنه ليس كل أحد مؤهلا لأن يكون مستشارًا ولذلك حاول أن تراعي الصفات التي لابد أن تتوفر في المستشار ..
ومن أبرزها : الصدق في النصح وكذلك العلم والدراية فيما يستشار فيه وأيضـًا لا تغفل عن جانب الخبرة والتجربة فإنها تلعب دورًا بارزًا في المشورة .. وصفات أخرى ..
إن استشارتك لا تعني أنك ضعيف أو جاهل لا تفقه بل يعني أنك حريص على أن تكون قراراتك وتصرفاتك وعملك منبثق عن دراسة وبحث وسؤال وليست خبط عشواء ..
دعنا نتساءل سؤالا مهمًا أرجو أن تحضر ذهنك وتستجمع حواسك :
هل تقف الاستشارة عند حد معين ومنزلة معينة ؟؟
أريد منك أن تسأل نفسك بكل تجرد .. للأسف هناك من يعتقد أنه في منأى عن الاستشارة
ولا يحتاج إليها لقدراته الفذة ومهاراته العالية وهو بهذا قد حرم نفسه كثيرًا من الخير ..
فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يستشير صحابته في بدر ويأخذ برأيهم ، ويستشيرهم في أحد ويستجيب لمشورتهم فكيف بهذا يعتقد أنه مستغن ؟؟!!
سأهديك عبر هذه اللؤلؤة كلمة خالدة سارت بها الركبان وعمل بها كثيرون ووجدوا أثرها وبصمتها إنها (( ما خاب من استخار وما ندم من استشار )) .. نعم والله ما خاب ولا ندم ..
نخرج من هذه اللؤلؤة بالتالي :

1) الاستشارة ضمان صواب لكثير من الأعمال التي نقوم بها .
2) لا تقف عن استشارة غيرك ولو بلغت ما بلغت .
3) عقل الإثنين خير من عقل الواحد .. والخمسة خير من الإثنين .
4) ليس هناك تعارض بين الاستشارة وبين القدرة على اتخاذ القرارت
5) تخير من تستشير ولا يكن كل أحد مصبًا لموضوعاتك بل اصطف المستشار اصطفاءً .

اللؤلؤة التاسعة // محط نظر الرب جل وعلا :

القلب وما أدراك ما القلب !! هذه المضغة الصغيرة التي بصلاحها يصلح كل شيء وبفسادها يفسد كل شيء والعياذ بالله .. من المسلمات أن تسأل نفسك بشكل دائم :: كيف هو قلبي ؟؟
لأن القلب سريع التقلب ولهذا سمي القلب قلبًا ..وهذا بين أيدينا حديث النبي صلى الله عليه وسلم :: (( القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء ))
وقد ثبت أن النبي عليه الصلاة والسلام كان كثيرا ما يدعو في سجوده (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )) ألسنا يا أخي الغالي أحوج إلى هذا الدعاء من كل أحد غيرنا ؟؟
بلى والله .. لأننا نعيش في زمن الفتن والبلايا التي إن تشربتها قلوبنا لم تخرج منها أبدًا إلا أن يشاء الله رب العالمين .. نسأل الله السلامة ..
أدمن سؤال نفسك ::
ماذا صنعت من أجل صلاح قلبي وسلامة جناني ونقاء فؤادي ؟؟
كم من الأعمال القلبية أقوم به ؟؟
كيف صدقي مع الله ؟؟
كيف توكلي على الله ؟؟
كيف إخلاصي لله ؟؟
كيف وكيف وكيف ؟؟
وقد بين الله جل جلاله في كتابه أن النفع الكبير لن يتحقق إلا لصاحب القلب السليم حيث قال سبحانه وتعالى :: ?يوم لاينفع مال ولابنون * إلا من أتى الله بقلب سليم ? ولهذا وجب على كل سائر إلى ربه طالب لمرضاته أن يتفحص هذا القلب في كل حين لأن الله عليم بكل ما فيه من أسرار ومكنونات تخفى على بني آدم ?إن الله عليم بذات الصدور ? ..
يا قرة العين سأهديك طريقة بالغة الأثر في إصلاح هذا القلب معينة في تقدمه عند ربه على كثير من القلوب إنها الاستشعار .. نعم والله الاستشعار ..
لو تساءلت أنا وأنت عن عدد المواقف والعبر والعظات التي تحصل معنا في يومنا وليلتنا لوجدنا عددا هائلا من المواقف ثم هيا لنتساءل بعمق أكثر :: أين هي بصمتها وأثرها علينا ؟؟ أم أنها مرت مرور الكرام وكأن شيئا لم يكن !!
قد نرى عجوزا هرمة في الطريق لا تجد ما تأكله فهل استشعرنا عظيم نعمة الله علينا بأن سترنا في بيوتنا وجعلنا ممن يأكل ما يريد ويشرب مايريد ...
وقد نرى زحامًا شديدا عند محل معين بحثــًا عن سلعة معينة وقد تكدست الجموع عند الأبواب فنستشعر الزحام عند أبواب الجنان وهل سنكون من المزاحمين ؟؟
ونرى مقبرة ونحن سائرون بمركباتنا فهل نستشعر دنو الأجل والموعد الذي لايتأجل ؟؟ وغيرها من المواقف الكثير والكثير .. يمنعني من سرد بعضها الإطالة ولكن حسبي من القلادة ما أحاط بالعنق ..
إن أجمل ما في الاستشعار أنه بينك وبين خالقك وكلما كان العبد الصادق أكثر استشعارا كلما رزقه ربه حلاوة في قلبه يجدها ويذوقها ويشعر بها ..
اسأل إن شئت من يقف بعرفة في الحج وهو يستشعر عظمة الموقف ..
واسأل إن شئت الذي يرمي الجمرات بقلبه قبل أن يرميها بيده ..
واسأل إن شئت المصلي الذي يستشعر حضور الرب تلقاء وجهه في صلاته ..
اسألهم لتتعرف على أسرار القلوب ولتكتشف بنفسك كيف أن القلب إذا عمل عمله الذي أراده له ربه وخالقه وجد ما وعده الله به من صلاح وتقى ..
واحذر أولئك الذين تخالف صورهم ومظاهرهم أوامر الله ويكتفون بالإجابة عند سؤالهم بأن الإيمان في القلب !! عجبًا والله ..
عمل القلب الذي أقصده وأدلك عليه هو ذلك العمل الذي تبدو آثاره على ظاهرك ..
إن هذا القلب ملك والأعضاء جنوده فإذا صلح الملك صلحت الجنود وإذا فسد الملك فسدت الجنود .. اعتن بقلبك أشد العناية واحرسه أشد الحراسة وفتش في جنباته واحذر أن يسكن سويداءه غير الله جل جلاله .. لاتزاحم ربك في قلبك بغيره لأن الله غني عنك وعن قلبك..
بل اجعل قلبك لله خالصًا .. واجعل شعارك :: قلبي مع ربي ..
ونخرج من هذه اللؤلؤة بالتالي :
1) دوام التفتيش في القلب ضرورة ملحة خاصة في مثل زمننا الحاضر.
2) العمل القلبي يظهر أثره على الظاهر ولا انفصال بينهما ولكن العمل القلبي هو الأصل .
3) تعلم الاستشعار وتفكر في كل موقف ولو كان بسيطـًا ستجد أن له رابط يذكرك بربك
ويقربك منه .
4) أخلص تخلص .. صدق مع الله فصدقه الله .. ومن يتوكل على الله فهو حسبه ..

اللؤلؤة العاشرة // الخطأ لا يعني النهاية :
لقد تعمدت أن أختم لك اللآلئ بهذه اللؤلؤة لأنها إذا ترسخت في قلبك وتشربتها نفسك فستصبح من ألد أعداء الشيطان وهذا أعظم ما نرغب أن نصل إليه ..
في البداية ماذا نعني بالخطأ ؟
إن هذا الخطأ قد يكون معصية أو ذنبًا أو سلوكا غير سوي ..
هذه وغيرها هي الأخطاء ..
وقد يبلغ الواحد منا مبلغا كبيرا من الاستقامة والعلم والبناء والتزكية والتأثير الإيجابي في الآخرين وعدم الالتفات إلى ماضيه غير الجيد والمشورة والاهتمام بأعمال القلوب وهذا فضل من الله ونعمة ..
ولكنه قطعًا لن يصل إلى مرحلة يصبح فيها بلا خطأ صغيرا كان أو كبيرا ..
نعم حتى الأخطاء الكبيرة محتملة .. تأملها في كتاب الله لمّا بيّن الله صفات المتقين ذكر من صفاتهم أنهم قد يقعون في فاحشة ..
يا الله متقي ويفعل فاحشة !!!
نعم قد تقع منه ولكن له ما يميزه عن غيره من أولئك الذين يقعون في الفواحش ..
تدبرها وأنخ المطايا تحت ظلالها قال الله العلي القدير ?والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ... ? الآية .. نعم هذه ميزتهم أنهم سريعو الفيئة والعودة من أخطائهم لا يتمادون فيها بل يتعلمون منها ويأخذون منها درسًا قد يكون قاسيًا أحيانا ..
إن الإنسان إذا تسلل إلى عقله وتبادر إلى مخيلته أنه إذا سار على طريق الله وسلك سبيل المؤمنين لن يخطئ أبدًا بل سيصبح معصومًا فإنما أصيبت مقاتله .. ألم يتربى في روضة الحبيب عليه الصلاة والسلام الذي وضع لنا قاعدة أصيلة في هذا الباب (( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )) ؟
يا ثمرة الفؤاد : إنك حينما تخطئ ثم تتراجع عن خطئك تتجاوز الخطأ الذي صدر منك إلى الصواب فتصبح بهذا الخطأ قد توصلت إلى صواب فلعل الله عز وجل أن يتجاوز عن خطئك ويقلبه حسنة .. ها هي ماثلة في كتاب الله ?فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ? .. إذا رسخ هذا المعنى عندك فلن تجد خواطر السوء التي داهمت كثيرا من شبابنا وأوحت إليهم بأن تمادوا في خطئكم لأنكم لن تعودوا كما كنتم أسوياء ولا يصح منكم أن تبقوا في محيطات الصلاح وأنتم بهذا الحال ..
فتنسلوا وابتعدوا فاستفرد بهم الشيطان وأعوانه وقضوا عليه وكما هو معلوم (( إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية )) ..
لن تجد أحدًا من الناس أيا كان مقامه يعدك بأنك لن تخطئ بعد اليوم ..
ولكن العاقل حقيقة هو الذي يعلمك طريقة التعلم من الأخطاء وتجاوزها إلى فعل الصواب واعتبار الخطأ وسيلة من وسائل الوصول إلى المراتب العالية ..
احذر أن تستلم لأخطائك مهما كان حجمها .. فلأن تلاقي الله مجاهدا لنفسك خير لك من أن تلقاه وقد استسلمت لشيطانك وقد وعد الله الذين يجاهدون أنفسهم ويصارعون شهواتهم بهدايته لهم ?والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ? وأما الآخرون فلا بواكي لهم ..
فالاستسلام سهل يقدر عليه كل أحد ولكن المجاهدة والمصابرة والمدافعة لن يستطيعها إلا ذلكم الأسد الهصور الذي نشأ مجاهدًا نفسه وتربى على مصارعة هواه وتشربت روحه معاني التحدي والصمود في مقابل أخطائه التي ليست إلا محطة يستطيع أن يتخطاها إلى خير منها وقبل هذا كله عون الله وتوفيقه للعبد ..
إننا جميعًا اليوم بحاجة ماسة إلى نوع من الفقه بإمكاننا أن نسميه (( فقه الخطأ )) قد تستغرب من هذا ولكنها حقيقة .. إن فقهنا للخطأ يمنع عنا كثيرا من التراجعات عن الخير وكذلك التمادي في الخطأ بل ستجد أناسًا تعلموا من أخطائهم الكثير ..
و بدأوا يصلون إلى مرحلة عالية من اليقين بأن الخطأ ملازم للإنسان ما جرت فيه الأنفاس وسارت في عروقه الدماء ولذلك شرعوا في تصحيح المسار وتعديل السلوك وتوجيه الأفعال وتهذيب النفس ..
ونخرج من لؤلؤتنا العاشرة بالتالي :
1) الخطأ حقيقة موجودة لا مناص عن الوقوع فيها (( كل ابن آدم خطاء )) ولكن (( خير الخطائين التوابون )) .
2) حتمية الخطأ ليست مبررا للتمادي فيه ولكنها دعوة إلى التعامل الصحيح مع الأخطاء .
3) استمرار المجاهدة للأخطاء لا يقف عند حد معين بل كلما تكرر الخطأ كلما طالبنا أنفسنا من الرجوع عنه وهكذا ?والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ? .
4) احذر ثم احذر ثم احذر أن تلاقي الله مستسلما لخطئك وشعارك في هذا (( لا مجال للاستسلام .. إلى دخول دار السلام )) .
5) علينا أن ندافع الأخطاء والسيئات بالصواب والعمل الصالح ألسنا نقرأ في كتاب ربنا تبارك وتعالى ?إن الحسنات يذهبن السيئات ?

أخي :: ? تلك عشرة كاملة ?
أحسب أني أطلت عليك وشرقت بك وغربت ولكني أحببت أن أجمع لك جمعـًا يسيرًا مختصرًا أجيب به عن تساؤلاتك وقد تعرضت لعشرة أمور أراها من الأهمية بمكان لسائل مثلك .. فإن كان من صواب فمن الله وحده فهو صاحب الفضل والمنة وله الحمد في الأولى والآخرة .. وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان ..
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد ألا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك ..
هذا والله أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه أسلم .. وصلى الله على محمد وسلم
---------------------------

للفـــــــــــــايــــــــــــدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-2013, 08:11 AM   #246
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

معلمتي الوردة شكرا




وقفتُ انتظرُ أخاً لي قربَ حديقةِ بيته الصغيرة ، فاسترعى انتباهي وجود وردةٍ جميلةٍ بديعةٍ ، كانت هناك ترمقني في دلال ..!!فأخذتُ أنظرُ إليها في انتشاءٍ ، وأتأملُ في انبهارٍ ، وأتابعُ في زهوٍ ..!!هذه وردةٌ تتراقصُ على غصنها ، يتلاعبُ بها النسيمُ ، ويرقّصها كما ترقّص الأم الأم طفلتها الحبيبة بين يديها ، وهي تطربُ مع هذا الترقيص ..!حتى ليخيلُ إليكَ أن هذهِ الوردةَ الساعةَ تبتسمُ ، فيتضوعُ أريجُها مع ابتسامتها ، ليُعطرَ روحكَ قبل أن يعطر أنفكَ ..!!وردة مصبوغةٌ بألوانٍ أجمل من ألوان الشفق ، مغتسلةٌ بالعطر ، منتشيةٌ كأنها حورية نزلت للتو من الجنةِ .!!نزلت من خدرها هناكَ لتمنحَ السائرين في دروبِ الحياة وشعابها ، وهم يعانونَ شظف عيشها ونكدها ،تمنحهم جرعةَ ثقةٍ ، وتشعلُ بين أعينهم إضاءةً تكشفُ لهم عن نعيمٍ أُعدّ لهم في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر .أنْ هم صبروا وصابروا ورابطوا ..( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)تقولُ للعاقلِ: ما هنالكَ خيرٌ وأفضل وأبقى مما هنا ..فافهم ثم اعملْ !!وتقول مبتسمة : إنما أنا ( عينةٌ ) تذكّركَ بما ينتظركَ من نعيم وجمال وروائع !!وتقول له : إن كنتَ تراني بديعةً ، فلا تغفلْ عن من أبدعني ..!!وإن كنتَ تراني جميلةً ، فسلْ نفسك : مَن جمّلني وزينني وحلاني !؟وتقولُ له : إن انتشيتَ معي حين مررتَ بي ونظرتَ إليّ ، فتذكّر ما أعدّ لك هناك .. حيثُ لم تر عين ، ولا سمعت أذن ، ولاخطر على قلب بشر ..!! قال الراوي : مشهدٌ ربما مر بهِ آلافٌ غيري ، ورآه مئاتُ آلافٌ سواي ، غير أنه زرعَ في نفسي ألواناً من المباهج ، وغرسَ في نفسي فسائلَ من المعاني ، التي أحسبُ أنها ستؤتي أكلها بإذن ربها ولو بعد حين ..هذهِ الوردةُ البديعةُ التكوينِ ، هي درسٌ قائم بذاته ، عالمٌ من الأسرار ينطوي في أوراقها ، ووراء أريجها ..!!هي كالبحرِ ، من أين قلبّت النظر فيها خرجَ في يديكَ معنىً بديع ، وسر عجيب ، وحكمة رائعة .. بل حكمٌ تتوالد عن حكم ..!!ألا ترى كيف شقّ اللهُ سبحانه لها طريقاً من تربة الأرض العفنة ، وقد غطاها سماد لا تكاد تطيق أن تشمهُ ..!!لم تمنعها ظروفُ الأرض ، ولا نتنُ السماد ، أن تجدَ لها طريقاً نحو السماء ..!فتشامخت نحو الأعلى في زهوٍ ، لتعطي عطاءها بسخاء لكل من يمر بها ..!!أليس هذا من أبدع وأروع دروس الوردة ..!؟فهل استوعبت الدرس أيها العاقل !!!؟وقالتْ لي وهي تتبسمُ منتشيةً ، أو لعلها تتبسمُ معاتبةً :ألا ترى أني أتوجهُ نحو السماء ، وأتطلعُ إليها ، وأبقى مشدوداً نحوها ، ولولا عروقي التي تشدني إلى الأرض ، لعرجتُ صُعداً في السماء ..!!هذا أنا ، وهذه وجهتي وتطلعاتي ..!!فماذا عنكَ أنتَ ، وما وجهتكَ ، وما هي تطلعاتكَ ..؟!أنتَ مخلوقٌ للسماءِ ، فلماذا تبقى مشدوداً إلى الأرضِ ..؟!أنتَ مخلوقٌ للجنةِ ، فلماذا تعشقُ شهوات الدنيا وتتسقط عليها ؟؟!!وقالتْ لي أيضاً :إنما خلقني اللهُ لأبث أريجي ، وأعطي رحيقي ، ولأمتع الناظرَ إليّ ، ولأكونَ زينة في وجه الدنيا ..!!فهل تراني أخللتُ بحكمةِ خلقي التي من أجلها خلقني الله سبحانه ؟!ولكن ماذا عنكَ أنت أيها العاقل ؟!هل وفيّتَ بما عهد الله عندك !!؟ فقمتَ قياماً كاملاً بما خلقك اللهُ له ..؟!ألم يخلقك اللهُ سبحانه لعبادته وحده ، والتعلق به وحده ، وعدم الالتفات بقلبك إلى سواه !!؟ ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) .. فماذا فعلتَ في هذا كله ..!!؟ قال الراوي : وشعرتُ أني أقف مدهوشاً مبهوتاً مروّع القلبِ ، لا أجد جواباً على كل هذه الأسئلة ..!!ثم سل نفسك : من لوّنَ أوراق هذه الورود ؟؟ من هندسَ أشكالها ؟؟من نسّقَ زواياها ؟؟من أبدعَ صورتها ؟؟.من عطّرَ أريجها ؟؟من شقّ لها طريقها وهي الضعيفة وقد كانت مدفونةً ، ثم إذا بها تتطاول كأنما تريد أن تطبع قبلاتها في وجه السماء ..؟!من غير الله جل في علاه ..!!؟من غير ربي وربها ورب هذا الكون الفسيح الملئ بالعجائب وأخواتها !!في منظر هذه الوردةِ الساحرة ببديع ألوانها ، وروعة أريجها ، تلوحُ لك لوحةٌ من لوحات الجنة تتزخرف ..!!أو ينبثق بين عينيك طرفٌ من حكمة الله سبحانه في خلقهِ وهو ينسق هذا الكون ، ويبث فيه من روائعه وبدائعه وعجائب خلقه ، وينثر في زواياه روائع الإبداع فيه .. ومع هذا فأكثر الخلق كما قال تعالى : ( وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ) ومن دروس الوردة أيضاً :أنها لا تمنعُ خيرها عن قريب أو بعيد ، أو حبيب أو خصم ..!!بل عطاؤها عطاء البحر ، لكل وارد عليه نصيب منه ..!!ومن دروس الوردة أيضا : لم يحل بينها وبين تميزها وجمالها وعطاؤها ، كونها خرجت في بيئة قذرة وكدرة ومنتنة !!بل تميزها وتلألؤها منح المكان كله جمالا ..!! واستوقف المارين بها ليتأملوا منها ، ويتزودوا منها ، ولم يلتفتوا إلى كدر ما حولها ، ونتن ما خرجت منه ..!!ومن دروس الوردةِ أيضا : أنه إذا ادلهم خطبٌ ، أو نزل كرب ، أو وقع بلاء ..ليس سوى أن يلتفت القلب الحي هاهنا وهاهنا ليرى في كل شيءٍ حوله مشاهد بديعة ، يشير كل منها إليه إلى السماء ، ويشده إلى الله سبحانه ، ويحرك أشواقه إلى الجنة ، ويهيج مشاعره لتبقى مشدودة إلى اسماء الله الحسنى وصافته العليا .فالوردة _ مثلاً _ تبسم في وجهه .. تهمسُ له في أذن روحه ، كأنما تعاتبه ، وتقرعه ، إن هو سخط على قدر الله ، فيسمع منها ، ويصغي لها ، كأنما تقول له : انظر إليّ وتعلّم مني ..!! كذلكَ شأنُ كل مشهدٍ يمر به ، وتقع عليه عينه ، ..ومن ثم تهون الشدةُ ، ويحلو طعمُ التعبِ ، مادام للهِ وبالله ، ومن أجل الله ، وابتغاء مرضاته سبحانه ..وبهذا ونحو هذا وأمثال هذا .. تطيب الحياة ، ويسعد القلبُ أيما سعادة ..!!ومن زعم لكَ أنه يعرفُ شيئاً عن السعادة الحقة ، ولم يعرف هذا الطريق ، ولم يسلك هذا السبيل ، فاعلم أنه كاذبٌ مخادعٌ ، وممثلٌ فحسب ..!!قال الراوي:لم أعرف كم استغرقت في وقفتي تلك أمام الوردة ، وأنا أتلقى دروسها ..!!لقد انتقلتُ بها ومعها إلى عوالم أخرى ملونة بألوان الشفق .. !!ولم يخرجني من دائرة النور التي كنتُ أسبح فيها ، إلا صوت صديقي يستعجلني ،فانتبهت إليه ، ومضيت نحوه ، وأنا أشعر شعورا واضحا أن صدى دروس تلك الوردة ، كانت تتجلى في وجهي ، لأنها لا زالت تتوالد في قلبي .. !!( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)

------------------------
ابو عبدالرحمن

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-2013, 08:17 AM   #247
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أيها القلب..افتح بابك للحب



أيها القلب المحب المخلص ليس معني فشلك في تجربتك الأولي هو انتهاء الحياة وانعدام القيم وانحدار الفضائل لا زالت شمس الرحمة مشرقة، ويد العطاء ممدودة ، وباب الأمل مفتوحا ما دام الايمان بالله يملؤك ونور الله يسكنك وحب الله ورضاه يحتويك، ورعاية الله وعنايته تحرسك
أيها القلب احذر من أن تيأس.. احذر من أن تنهزم احذر من أن تقع فريسة سهلة لمعد ومي الضمير والخير والفضيلة، احذر من أن تقع في شرك الحاقد ين والحاسد ين والظالمي أنفسهم احذر من أن توقف نبضاتك التي تؤمن بالقيم وتسكت دقاتك التي تعلو تنادي بالفضيلة
احذر من أن تغلق بابك فلا تعرف الخير من الشر، ولا تدرك العلم من الجهل، ولا تري النور من الظلام فما تحسبه خيرا يكون شرا، وما تحسبه شرا يكون خيرا، وما تدركه علما فهو جهلا، وما تدركه جهلا فهو علما، وما تراه نورا فهو ظلاما، وما تراه ظلاما فهو نورا احذر من أن تفقد بصيرتك فتعطي لضميرك أجازة ، ولعقلك راحة فتصاب بالحقد والحسد والكراهية والآ فات النفسية ، وتغرب شمس حياتك بعد اشراقها ، وتظلم غرفــــــة قلبك بعد اضاء تها فتضل الطريق بعد أن اهتد يت اليه
اياك وأن تغلق بابك واعرف أيها القلب بأنه لا بد من الفشل حتي تصل الي النجاح، ولا بد من السقوط علي الأرض حتي تصعد الي القمة، ولا بد من توقفك للحظات مع نفسك حتي تستمر حياتك فما النور الا بعد ظلام وما العلم الا بعد جهل وما السكينة والراحة والاستقرار الا بعد ضياع وما المجد الا بعد تدهور وما الانتصار الا بعد هزيمة وما اليقظة الا بعد غفلة وما الحياة الا بعد موت
أيها القلب افتح بابك للحب والأمل والنور مد يد ك للعطاء الذي يكمن في الحب والخير والانسانية والرحمة لك ولغيرك حب الخير ولا تفسده بيأسك وانهزامك ساعد نفسك والآخرين ان حبك الخير لآخرين ومساعدتهم وبذل العطاء دائما لهم، ونثر ورود الحب والأمل في طريقهم لهو السعادة النفسية لك ولهم لأنك في تقديمك الخير، وبذلك العطاء والايثار ستجد نفسك فتسعد وتسعد
أقـم برج القيم وشيد عمارة الفضيلة وازرع سنابل الخير علي أساس من الحب والايمان والايثــــــــــار والعطاء المستمر
أيها القلب كن شمعة مضيئة للآخرين كن صحوة نابضة للضمائر الغافلة كن بلسما شافيا للمجروحين كن رحمة هادية للنفوس المريضة كن مصباحا منيرا لفاقدي الطريق
أيها القلب افتـح بابـك للحـب والخيـر ولا تخف تضاء لك شمعة من شموع الحياة فتنير طريقك ، وترد لك ما قد مته بل أعظم مما قدمت من حـب كبيـر وعطاء غزيـر ووفاء نادر

-----------------------
للفـــــــــــايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-2013, 08:37 AM   #248
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الغنائم الخمس


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين. أما بعد:

ما أشبه الإنسان بالهلال! يبدو في أول الشهر وليدًا، ثم يكبر حتى يبلغ أشده في منتصف الشهر فيكون بدرًا واضح الرؤية عظيم الفائدة، وما يلبث كذلك إلا ويعود إلى الضعف والتراجع حتى يبلغ أرذل عمره قبل انصرام الشهر، ثم ينطوي ويختفي، ليظهر هلال شهر جديد وزمن جديد.

وكذلك الإنسان يولد صغيرًا فقيرًا حسيرًا ثم يترعرع ويكبر حتى يبلغ أشده مرورًا بمرحلة شبابه حتى اكتمال نضجه إذا بلغ أربعين سنة، قال -تعالى-: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} [الأحقاف: 15]، ثم يعود إلى الانحدار من جديد ليصل إلى آخر محطة وهي: أرذل العمر إن كتب الله له بقاءًا حتى يصلها، وهو في هذه المحطة ينتظر قافلة هادم اللذات ليصحبهم إلى تلك الدار التي يقصدها -شاء أم أبى- فما هي إلا عشية أو ضحاها حتى يختفي هلال عمره ليهلّ عليه هلال عمر جديد وحياة جديدة لا يعلم تقديرها إلا مُقدّرها -عز وجل-، تلكم هي حياة البرزخ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ} [الحج: 5].

والمتأمل في عمر الإنسان وعمر الهلال يدرك أن الأيام والليالي هي القاسم المشترك بين كل منهما،وكل يوم يمضي عليهما لا يعود إلى يوم القيامة، ولذا حثّ النبي على اغتنام العمر فقال: «اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هِرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» [الراوي: عمرو بن ميمون، المحدث: الألباني، إسناده صحيح].

فسماها النبي غنائم، وكأن العبد في حرب مع الزمن؛ لأن العلاقة بين هذه الأمور المذكورة في الحديث هي عامل الزمن، فما بين الشباب إلى الهِرم زمن، وما بين الصحة إلى السقم زمن، وما بين الغنى والفقر زمن، وما بين الفراغ إلى الشغل زمن، وما بين الحياة إلى الموت زمن، ومجموع ذلك هو العمر، فإما أن يغنمه، وإما أن يحرمه، فالشباب
غنيمة ويفسده الهِرم، والصحة غنيمة ويفسدها السقم، والغنى غنيمة ويفسده الفقر، والفراغ غنيمة ويفسده الشغل بما لا ينفع، والحياة غنيمة ويفسدها الموت، فما أكثر الغنائم، ولكن أين المغتنمون؟!

شبابك قبل هِرمك

كم من شاب انفتل في ريعان شبابه وأصابته مقاتل إعجابه! لم يتذكر أن الموت يقطع كل لذة ويفسد كل متعة، وأن المنايا تخبط في الناس خبط عشواء، ومع ذلك فهو في اللهو واللعب ممتطيًا كل ذلول وصعب، فلم يشعر بنفسه إلا والروح في الحلقوم تغرغر، وإلى من حوله ينظر هل من راق فيرقيه أو شاف فيشفيه: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ} [سبأ: 54]، وإن كان ممن أمهل حتى طال عمره وهو كذلك في لهوه ولعبه فإذا الأيام تنصرم والأعوام تندرس، فما يدرك نفسه إلا وهو في غياهب الكهولة تهب عليه عواصف الهرم فحينئذ لا ينفع الندم، عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: «أعذر الله إلى امرئ أخّر أجله حتى بلّغه ستين سنة» [الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، صحيح].
قال العلماء: "معناه لم يترك له عذرًا إذا أمهله هذه المدة".

وصحتك قبل سقمك

وكم من صحيح معافى داهمه السقم قبل أن يتحصن منه! فهو إما أن يكون ممن أصابته أمراض البدن فلم يعد قادرًا على أداء المأمور به من العبادات وقد كان معافى فلم يبادر إليها؛ فتمنى ألا يكون قد فرّط أيام عافيته، وإما أن يكون ممن أصابه داء الغفلة فمرض قلبه حتى تراكمت الذنوب عليه فصارت رانًا لا يمكنه التخلص منه: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطفيين: 14]، فأنّى لمثل هذا أن يتدارك نفسه -إلا أن يشاء الله- وقد أضاع عمره بين سيئات الأماني ورديء المعاني، فما أدرك نفسه إلا وهو صريع الفراش، قد باع نفسه من الشيطان ببلاش {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الزمر: 56-58].

وغناك قبل فقرك

وكم من غني موسر غزته جيوش الفقر والفاقة قبل أن يملأ خزائن آخرته! لم يبال من أي مصدر جمع أمواله، وما ترك مصرفاً من مصارف لذائذه وشهواته إلا وأنفق فيه إلا مصارف البر والإحسان لم يكن لها نصيب من نفقاته، وقد قال المعصوم: «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال» وذكر منها: «وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه» [الراوي: معاذ بن جبل، المحدث: المنذري، إسناده صحيح].

فلم يشعر ذلك الغني إلا وهو بين براثن الفقر يقلب كفيه وهي خاوية، وحاله كحال أصحاب الجنة: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} إلى أن قال -سبحانه-: {كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [القلم: 17-33].

وفراغك قبل شغلك

وكم من متفرغ من الأعباء والمسئوليات أوقاته واسعة، والنعم بين يديه راتعة، فلم يقدر لذلك قدرًا! ولم يعرف للنعمة عليه حقًا، بل أضاع أوقاته ما بين اللعب والطرب والسهر والسفر، قد انشغل بما لا يصلح شغلًا في الحقيقة، قتلته سهام الأماني ورماح التسويف، وليت هذا وأمثاله يستشعر قول المصطفى: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» [الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، صحيح].
وصدق القائل:
إن الشباب والفراغ والجدة
مفسدة للمرء أي مفسدة

مرّ أحد السلف عل قوم يتسامرون في مقهى قد علا ضحكهم وكثر لغطهم فتأوّه وقال: "ليت أن الأوقات تُباع وتُشترى لاشتريت من هؤلاء أوقاتهم". فمن حاله كذلك ولم يبادر إلى التوبة النصوح لن يستفيق إلا حين ينادى عليه: {كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ} [المؤمنون: 112].

وحياتك قبل موتك

وكم من حي غزاه الموت قبل أن يغزو إليه! اشتغل بدنياه وغرّته الأماني فلم يستفد من حياته إلا ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى، ولم يفق إلا وهو في عسكر الموتى مرهون بعمله، ولسان حاله يقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون: 100،99] وما أكثر هؤلاء في هذا الزمان! أقوام هم في عداد الأحياء وهم في الحقيقة أموات.

قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات

فيا شاباً غرّه شبابه وأهلكه إعجابه، أما تعلم أن عاقبة الشباب هِرم؟! أما علمت أن الموت بالمرصاد، والمنايا تتخطف الأكابر والأصاغر، والأباعد والأقارب؟! فما يدريك لعل الساعة الآتية ساعتك والمنية منيتك؟! فليت شعري ما الذي تتمناه وأنت في السكرات قد غشيتك العبرات. أأغنية تريد سماعها أم خمرة تدير كأسها، أم بغية تفجر بها، أم تريد ما قال ربك على لسان أولئك: {رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون: 100،99].

ويا شيخًا أضاء الشيب طلعة محياه، قد استحيا الله منك فهل استحييت منه، قد جاءتك نذر ربك، فما عذرك من أولئك النذر إذا قيل لك: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ} [غافر: 37]،

أم أنت كما قال القائل:

شاب الصبا والتصابي بعد لم يشب
وضاع وقتك بين اللهو واللعب
وشمس عمرك قد حان الغروب لها

والفيء في الأفق الغربي لم يغب
كم ذا التخلف والدنيا قد ارتحلت

ورسل ربك قد وافتك في الطلب

وكيف سيكون لقاؤك لرسل ربك، وما ردك عند طلبهم لك، فوصيتي إليك أيها الشيخ أن تستعد للقاء ما دمت في البقاء، واربط حزام الإيمان لعلك تصل إلى الله بأمان.

ويا فتاة فتنت بحسن طلعتها وبهجتها وجمالها، فتنت بالثياب وموضتها، والشعور وقصتها، والقنوات وفضيحتها، والمجلات وخلاعتها، أيسرك أن تلقى ربك بهذا، أما تذكرت حديث الكاسيات العاريات، المائلات المميلات، اللاتي لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها؟! أما تذكرت أن أكثر أهل النار من النساء فتتقي ذلك بالتوبة النصوح؟!

فشمري يا أختاه عن ساعد الجد، واعلمي أن الدنيا لا تدوم على حال، وأن الموت قد يحول بينك وبين الآمال، وفقني الله وإياكِ لصالح الأعمال.


وأخيرًا.. أخي
-رعاك الله- قبل رحيل هذا القلم أُذكرك بالرحيل الأعظم، واسأل نفسك بأي شيء تلقى ربك؟! ما جوابك حين تقف أمامه فيسألك: "يا عبدي، ألم أصح جسدك، ألم أطعمك وأروك من الماء البارد" ما حيلتك حين يقررك بذنوبك فتراها في صحيفتك لم تغادر منها شيئاً؟! فوالله إن ذل ذلك الموقف وخجله لهو عذاب في حد ذاته، فكيف بجهنم أعاذني الله وإياك؟ لكني أزفها إليك بشرى من لسان من لا ينطق عن الهوى حتى لا تقنط من رحمة ربك -سبحانه-، فإنه مع ذلك كله يضع كنفه على عبده فإذا قرره بذنوبه قال له: "يا عبدي سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم".

فهل لك أخي أن تراجع النفس قبل أن يضيق النفس، وتعود إلى ربك قبل أن يختم على قلبك: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} [القيامة: 26-30].

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

---------------------
للفايدة


الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-2013, 07:25 PM   #249
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="10 10"]
سبحــــــان الخـــــالـــق
-
في الكونِ جمالٌ نشهدهُ
ونظامٌ يدعو للنظرِ
إبداعُ الذرةِ مبدؤهُ

والروحُ وإحكامُ السيرِ
فتسيرُ الأرضُ على سننٍ

والشمسُ ودوراتُ القمرِ
أفلاكٌ تجذبُ أفلاكاً

في شوقٍ علويُ الوطرِ
والجسم كأجهزة خلقت

من هذا الطينِ المحتقرِ
سواها الخالق فانطلقتْ

منها الطاقاتُ من الصغرِ
تنميه وتحفظ كائنة

وتصون النوع مدى البصرِ
وحنانُ الأمِ ورقتها

ومكان الوالد في الأسرِ
أشواقٌ تطلبُ اشواقاً

وحنانٌ حتى في النمرِ
والعقلُ ينظّمُ فطرتنا

والعلمُ وألوانُ الفِكّـرِ
والقلبُ يناجي خالقهُ

والروحُ تُحلّقُ في السحرِ
ودموعٌ تذرفها عينٌ

والبسمةُ من هذا الثغرِ
والزهرةُ يخصبها نحلٌ

والغصنُ وألوان الثمرِ
صورٌ وعجائبُ إنْ ذُكرتْ

ذُكِـرَ الخلاّق على الأثرِ
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-2013, 07:40 PM   #250
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="1 10"]
نداء حب وعشق
...أنادي في الليل والناس نيام . . .أنادي عشقي الوحيد وحبي الذي لا ينتهي . .أناديك يا خالقي ويا مولاي يا من لا حب لي سواه . .يا ربي أناجيك . . .أوجه هذه الكلمات إلى كل حب إلتهى عن حب خالقه . . .وإلى كل عشق أغرقته الآلام في فراق حبيبته . . .أنادي وأقول . . .يا كثير السيئات إن للموت سكرات . .يا هاتك الحرمات إن للقبر ظلمات . .يا صاحب الشهوات إن للنار زفرات . .قبور موحشات عظام نخرات . .يا أسير الغفلات إلى كم ذا التعامي عن أمور واضحات . .وإلى كم أنت غارق في بحار الظلمات . .لم يلن قلبك أصلا . .بالنواهي والعظات متى يا أسير الغفلات . .هل إذا قيل مااااات . .يا أخي . . . .قد مضى العمر وفااااات . . .فاغنم العمر وبادر بالتقى قبل الممات . .وأنب وأرجع وأقلع عن عظيم السيئات . .وأطلب الغفران ممن ترتجى منه الهبات . .ثم نادي في الدياجي يا مجيب الدعوات . .إعفوا عنا يا رحيما وأقلنا العثرات . . .اللهم ارزقنا لذة النظر الى وجهك الكريم دعواتكم
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 10:07 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved