[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;border:3px double orange;"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]

الحقوق والواجبات المتبادلة في الأسرة:
مسؤولية الأسرة تتبلور في حقوق وواجبات متبادلة بين الزوجين وبين الزوجين والأبناء. فهذه الحقوق والواجبات تنبني في الشريعة الإسلاميةعلى أساس قوي متين أرسى القرآن العظيم قاعدته الراسخة، وعلى تلك الأسس الفطريةالجميلة بنيت علاقة الرجل بالمرأة، فعليهما أن يحيطاها بجو من الوقار والقداسة. ولتنظيم العلاقة بينهما جاء قوله تعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة" سورة البقرة.
هذه الآية الكريمة تتضمن المبادئ الآتية: وهي العدالة والمساواة والشورى وهي مبادئ تستهدف تماسك الأسرة بكل مكوناتها، ويحيطهابضمانات العيش الكريم والحياة الرغيدة.
ومن هذا النظام المحكم تبلورت قوانين الأسرة في الأخلاق والمعاملة والحقوق والواجبات.
المبدأ الأول مبدأالعدالةوهو مبدأ يقرر العدالة التامة الماثلة في قوله تعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"، وهو يقتضي أن الرجل والمرأة يتبادلان الحقوق والواجبات في شركة الحياةالزوجية دون تفضيل أحدهما على الآخر، وليس للرجل أن يبغي على شيء من حقوق زوجتهوإلا كان ظالما مبطلا لمفهوم الآية الكريمة. وليس للمرأة أن تبغي على شيء من حقوقزوجها وإلا كانت ظالمة مبطلة لمفهوم الآية.
المبدأ الثاني:المساواة: وهي مبدأيقتضي توزيع الحقوق والواجبات بين الزوجين على سبيل التكافؤ والمماثلة الواضحة فيقوله تعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" إذ ليس المراد من تماثل الحقوقوالواجبات تماثلها الحسي العيني، إنما هو تماثل التكافؤ الذي يعود على كل منهما بمايرضيه لقاء ما قدمه لصاحبه.
المبدأ الثالث:مبدأ الشورى: مما يساهم في استقرارالأسرة هو تطبيق مبدأ الشورى داخل هذه المؤسسة، فتصدر التدابير والقرارات بعدالتداول والتشاور مبنية على التفاهم والتراضي لا على الرأي الواحد المنفرد. ويؤكدهذا المبدأ العظيم قوله تعالى: (وأمرهم شورى بينهم) ، لما في الشورى من نفععميم للفرد والأسرة والمجتمع, فإذا طبق المبدأ داخل الأسرة انتشر وانتقل نفعه إلىالمجتمع بأكمله. وتبعا لذلك تصبح حرية الفكر سائدة لا في الأسرة وحدها، ولكن فيالمجتمع بأكمله.
وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو أسوتنا وقدوتنايستشير أسرته وأصحابه في شؤون الدولة. وكان كثير المشورة، فقد ورد عن أبي هريرة رضيالله عنه: "ما رأيت أحدا أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم". وهنا أشير إلى فكرة هامة وهي أن قيم الأسرة في العدل والمساواة والشورى هي بالضبطالقيم الأساسية التي يقوم عليها نظام المجتمع والدولة. وهذا يعني أن المجتمع هوامتداد للأسرة، وفضاء فسيح للتعاون المثمر ولمجهودات الأسرة والدولةمعا.
وقد سبق لنا أن سياسة البيت تقوم بين الرجل والمرأة على أساس دقيق منالعدالة والمساواة والشورى، وذلك ينفي معنى القهر والاستبداد، ويوفر حرية الرأيوكمال الشخصية لكل أفراد الأسرة ويوفر للمرأة على الخصوص ما حققه لها الإسلام منمساواة وحرية في الرأي ومسؤولية وتكليف وإذا كانت المسؤولية في البيت مشتركة، وفيتربية الأبناء مشتركة، فإن هذه المسؤولية مشتركة أيضا في تسيير المجتمع وتوجيههوتربيته، وهو معنى قوله تعالى: (والمومنون والمومنات بعضهم أولياء بعض، يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر). وللحفاظ على تماسك العائلة جعل القرآن لمسؤولية الزوج ميزة ودرجة أعلى، نظرا لمسؤولياته المتعددة، فإن الآية الكريمة تبرز هذه المسؤوليةفي قوله تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة) فدرجةالمسؤولية التي قررها الإسلام للرجل داخلة في حكم قوله تعالى: (الرجال قوامون علىالنساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) فالرجل قائم وقوام علىالمرأة بواجب النفقة، وبصنوف الرعاية والحماية. فالدرجة والقوامة في الآيتين همادرجة تكليف وقوامة لا درجة علوية قضت بها الخصائص الفطرية لكل من الرجل والمرأة قبل أن تقضي بهما الشريعة. والدرجة أو القوامة في الآيتين لا تعني القهر والحجروالاستبداد، ولا تعني إهدار شخصية وأهليتها ومقومات إنسانيتها، وإنما تعني أخذالمسؤولية بمساواة وعدل كما أمر بذلك القرآن، كل منهما حسب خصائصه الفطريةومؤهلاته.
تحياااااتي
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]