افتتح عبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، صباح أمس ملتقى التراث الخامس “المتاحف الشخصية بين الواقع والمأمول”، الذي أقيم في مقر الدائرة وضم 10 معارض من التراث من إمارات الدولة كافة، لربط الأجيال الجديدة بماضي وتاريخ الأجداد القدامى، بحضور عبيد الكأس رئيس جمعية بن ماجد للفنون الشعبية والتجديف في رأس الخيمة، وخبراء التراث عبيد بن صندل، وجاسم عبيد بن صندل، وعلي درويش .
قال عبدالعزيز المسلم: المتحف هو أي مقر دائم للفن ويعمل على خدمة المجتمع وتطويره، ويقوم القائمون عليه بالجمع والحفظ، والبحث، والتواصل، وعرض مقتنيات من التراث المحلي أو الإنساني، لأغراض التعليم، والترفيه، مشيراً إلى وجود عشرات الآلاف من المتاحف في جميع أنحاء العالم تهتم بجمع أشياء ذات قيمة علمية وفنية، أو ذات أهمية تاريخية وجعلها متاحة للجمهور من خلال المعارض التي قد تكون دائمة أو مؤقتة، لذلك رأت إدارة التراث في الدائرة ضرورة التوعية بأهمية التراث المحافظة عليه، وتقييم الواقع الحالي للمتاحف الشخصية، والمأمول منها، خصوصاً في ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي دشن خلال العقدين الأخيرين باقة منوعة من المتاحف الشخصية .
ولفت مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية إلى أن الواقع الحالي للمتاحف يبرز عدم وضوح الرؤية بشكل تام عند بعض القائمين على هذه المتاحف، وإن وضحت الرؤية فإنها قد تكون مشوشة في كثير من النواحي .
وعرضت ذكريات معتوق رئيسة قسم المعارض والمقتنيات بإدارة التراث بالشارقة تجارب عديدة للمتاحف الشخصية والتراثية، مؤكدة أن المتاحف الشخصية في الإمارات تحديداً نبعت من الحب والشغف الشخصي للناس بتراثهم النابع من الهوية الوطنية، بينما المتاحف التراثية أقامها أصحابها في منازلهم وخصصوا لها أماكن عرض تشمل الأدوات والقطع القديمة وكل ما اشتهر به البيت الإماراتي، ما أسهم في إلقاء الضوء على وجود أشخاص مازالوا متمسكين بتراثهم، مشيرة إلى أن عملية الاقتناء تتنوع فقد يكون اقتناء القطع الأثرية أو الفنية بغرض الهواية أو الانتفاع المادي، وقد يكون عاماً يجمع كل مقتنيات الإنسان، وأحياناً يكون محدداً مثل اقتناء شيء معين لهدف ما .
وفي النهاية دارت حلقة نقاشية بين الحضور تمحورت حول ضرورة عقد المزيد من الندوات لتعريف أصحاب المعارض الشخصية بتجارب الآخرين في الخارج، خاصة التي أثبتت نجاحاً، فيما طالب أصحاب تلك المتاحف بضرورة تشييد الشارقة لمبنى خاص بهم ينقلون إليه معارضهم من منازلهم، حتى تكون متاحة للعامة .
وفي الختام قام عبدالعزيز المسلم بتكريم أصحاب المعارض مثنياً على جهودهم التي تتطلب الصبر والبحث من أجل الوصول لكل قطعة يعرضونها في معارضهم .