ولي عهد الشارقة يفتتح معرضاً عن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالجامعة الأمريكية

[عذبة الاوصاف]

افتتح سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة صباح أمس معرضاً للأونروا عن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مقر الجامعة الأمريكية، في الشارقة والذي يقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس الجامعة الأمريكية تحت شعار “المكان . . الزمان . . الكرامة . . الحقوق: تحسين مخيمات اللاجئين الفلسطينيين” .

قام سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي بتفقد أجنحة المعرض الذي اشتمل على أحدث الإسهامات من جانب المجتمعات الأهلية في عملية تخطيط المخيمات وتحسينها، واستمع سموه لشرح عن محتويات المعرض الذي ضم صورا ومجسمات لمراحل التطوير في هذه المخيمات ومراحل إعمار مخيم البارد في لبنان الذي تعرض لتدمير في عام 2007 .

وأشاد سموه بالجهود التي تبذلها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين من خلال تبنيها لمشاريع تطويرية لتحسين أوضاع المخيمات .

ويبرز المعرض المشاركة المجتمعية الأولى من نوعها في عملية التخطيط العمراني لتحسين أوضاع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط والتي تأتي بمبادرة من الأونروا ودعم من الوزارة الألمانية الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية “بي . إم . زد” .

وعبر الدكتور توماس هوكستيتلر مدير الجامعة الأمريكية في الشارقة بالوكالة عن سعادته لتعاون الجامعة مع الأونروا، وقال ان الجامعة تهتم بهذه الأشكال من التعاون التي لا تقدر بثمن، مشيراً إلى أن المعرض يبرز أعمالا جديدة تم تطويرها من خلال شراكات ما بين سكان المخيمات والأونروا ومهندسين معماريين ومخططين وفنانين على المستوى المحلي والعالمي يشاهد خلالها زوار المعرض صورة حية لمراحل عملية التخطيط التي تبين كيف تم تطوير الأفكار واتخاذ القرارات وتنفيذ المشاريع من خلال أعمال الفيديو والتسجيلات الصوتية والوثائق والرسومات والتصاميم والمقابلات المسجلة مع الأهالي، حيث أثمر كل ذلك عن نتائج تتراوح ما بين مشاريع ضخمة تتعلق بالبنية التحتية إلى تداخلات حضرية بسيطة مثل إقامة ساحات جديدة ليلعب فيها الأطفال .

وقدم صاحب السمو حاكم الشارقة دعمه لمشروع حفظ سجلات اللاجئين الفلسطينيين الذي ساهم في أرشفة وتحسين عملية تسجيل اللاجئين من خلال تأسيس نظام جديد لهذه الغاية ودأبت المنظمات الإماراتية غير الحكومية في السنوات الأخيرة على المساهمة بصورة فاعلة في أعمال البناء والتطوير التي تجري في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين .

كما مولت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مشروعا كبيرا للإسكان في مخيم خان يونس في قطاع غزة وبرنامجا لتحسين المساكن في مخيم برج الشمالي في جنوب لبنان، كما قامت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية بإنشاء مبان مدرسية في قطاع غزة والضفة الغربية إضافة إلى المنظمات غير الحكومية الأخرى التي ساهمت في دعم اللاجئين الفلسطينيين منها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة أحمد بن زايد آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة خلف أحمد الحبتور للأعمال الخيرية وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ومؤسسة دبي العطاء وحملة سلام يا صغار .

وكانت وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” قد نظمت بالتعاون مع كلية العمارة والفنون والتصميم في أمريكية الشارقة مؤتمرا أكاديميا عن مخيمات اللاجئين وسبل تحسينها . حضر المعرض رالف شروور نائب سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الدولة والدكتور توماس هوكستيتلر مدير الجامعة بالوكالة وسالم القصير نائب مدير الجامعة الأمريكية في الشارقة للعلاقات العامة ومارجوت إيليس نائب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” وسارة برناردي مستشارة الشؤون السياسية والمراسم بسفارة ألمانيا .

"قهوة مالحة" يروي معاناة مخيم عين الحلوة

بالتزامن مع المعرض قدمت الأونروا فيلماً وثائقياً قام بتصويره شباب فلسطينيون من مخيم عين الحلوة في لبنان، عرض الفيلم المعاناة التي يتكبدها سكان المخيمات بشكل عام خلال حياتهم اليومية، من ضيق مساحات البيوت التي يتكدس فيها أعداد كبيرة من السكان نظرا لقلة الموارد والأرض اللازمة للتوسعة، ونقص في المياه الصالحة للشرب، فضلا عن انسداد آفاق المستقبل في وجه فئة الشباب الذين يسعون إلى تغير واقع حياتهم وذويهم من خلال إيجاد مصدر ثابت للرزق وصيانة البيوت التي تكاد أن تتداعى على رؤوس ساكنيها، لكن كل تلك المحاولات تصطدم مع السياسات التي تتبعها السلطات اللبنانية القاضية بمنع اللاجىء الفلسطيني من ممارسة 75 مهنة في لبنان، ووجوب إصدار تصاريح بمزاولة المهن والذي غالباً لايصدر .

20 مليون يورو حجم الإنفاق لتحسين المخيمات

قال الدكتور عصام المقدادي مدير دائرة البنى التحتية وتحسين المخيمات في مكتب الأونروا في عمان، ان المعرض يمثل عينة من بعض الأعمال التي قامت بها الدائرة ضمن برنامج “البنى التحتية وتحسين المخيمات”، الذي يعنى بدراسة حالة المخيمات في سوريا والأردن ولبنان ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة والتي يبلغ عددها 58 مخيماً، حيث بدأ البرنامج عمله الفعلي في عام 2007 كإحدى برامج الأونروا التي تشتمل على برنامج للتعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية وبرنامج القروض الصغيرة . موضحاً أن حجم الإنفاق على البنى التحتية وتحسين ظروف المخيمات بلغ 20 مليون يورو حتى الآن .

وبين أن ميزة برنامج “البنى التحتية وتحسين المخيمات”، تتمثل في أن عملية التخطيط لتطوير المخيمات أصبحت مدروسة بعيداً عن الآراء الارتجالية، فضلا عن دمج سكان المخيم في عملية التخطيط والحفاظ على حقوق اللاجئين خاصة حق العودة .

5 ملايين لاجئ

بين الدكتور عصام المقدادي ان عدد اللاجئين بلغ حتى الآن خمسة ملايين لاجىء منهم 5 .1 مليون لاجىء في المخيمات، موضحاً أن الزيادة السكانية للاجئين كبيرة، حيث بلغ عدد اللاجئين في عام ،1948 750 ألف لاجىء مسجلين لدى الانوروا .

وأوضح ان المخيمات الفلسطينية في سوريا ازداد وضعها سوءا بسبب الأوضاع الجارية فيها، مؤكداً أن ثلثي مخيم درعا قد دمر، وقد بدأ اللاجؤن بهجر المخيمات والتوجه إلى مناطق أكثر أمنا في داخل سوريا وخارجها، وقد تحولت مدارس الوكالة في سوريا إلى مأوى للاجئين وتأوي ما يقارب من 8 آلاف لاجىء .

إما فيما يتعلق بمخيمات الأردن فقد قال إن اللاجئين في الأردن يأخذون كل حقوقهم بالمقارنة مع دول أخرى، وقالت مارغو أليس نائب المفوض العام لوكالة الأونروا أنها تأمل نتيجة هذا المعرض شراكة ثلاثية بين الأونروا والجامعة الأمريكية في الشارقة وحكومة الشارقة لدعم المزيد من البرامج التابعة لها وتحسين ظروف اللاجئين .

[محمد الساهر]

جزاك الله كل خير والف شكر الله يعطيك الف عافيه على الموضوع