منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-11-2014, 10:44 PM   #8351
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

آل عمران أخلصوا فاستحقوا الاصطفاء
نخبة مختارة من البشر
آل عمران عائلة الأنبياء، تتكون من عمران، وزوجته المرأة الصالحة، لم يذكر القرآن الكريم اسمها، رغم أنها سبب
خير العائلة وصلاحها، أخرج الله من ذريتها بنتين، الأولى تزوجت سيدنا زكريا عليه السلام، والثانية والتي وُلدت
بعد فترة كبيرة هي السيدة مريم البتول، خلد ذكرهم إلى يوم الدين، سورة في القرآن باسمهم.
وردت القصة في قول الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ *ذُرِّيَّةً
بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي
إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي
سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا
زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، «آل عمران: الآيات 33 - 37».
يقول المفسرون، لقد اصطفى الله سبحانه وتعالى هؤلاء الأربعة على العالمين آدم، ونوح وآل إبراهيم وآل عمران،
وآل عمران هم عمران بن ماتان أبو مريم، وزوجه حنة وأختها زوجة زكريا، وكذا عيسى بن مريم
ويحيى بن زكريا عليهم الصلاة والسلام، وهم مضرب مثل في الثبات على الأمر الحق.
نذر زوجة عمران
العائلة كانت تعيش عند المسجد الأقصى، والرومان مسيطرون على فلسطين، وبنو إسرائيل واليهود معرضون
عن الله، ويقص سبحانه قصة «حنة بنت فاقود» زوجة عمران، امرأة عجوز، لا تلد، وكانوا أهل بيت من الله
بمكان، كانت ذات يوم تحت ظل شجرة، إذ رأت طائراً يطعم فرخه فحنت إلى الولد وتمنته،
وقالت اللهم إن علي
لك نذراً إن رزقتني ولداً أن أتصدق به على بيت المقدس فيكون من سدنته، أن تجعل ولدها محرراً، عتيقاً
خالصاً لله تعالى، وقفا للخدمة في بيت المقدس، مفرغا لعبادة الله تعالى، ثم هلك عمران وهي حامل، وكان الشائع
أيامها هذا النوع من النذور فيجعل الآباء أبناءهم لخدمة بيت المقدس وعبادة الله، ودعت حنة ربها أن يتقبل
منها نذرها، وظهرت المفاجأة، تحس بجنين في أحشائها قالت لئن نجاني الله ووضعت ما في بطني غلاما
لجعلته محرراً لعبادتك.
ولكن شاء الله سبحانه أن تضع أنثى ومن الصعوبة أن تطبق نذرها، حيث إن للأنثى ظروفها المانعة من تحقيق
هذا النذر الذي يستوجب البقاء في بيت المقدس والخدمة الدائمة والعبادة المستمرة وهي لا تناسب وضعية المرأة،
وأن الأنثى لا تصلح للخدمة، يصيبها من الحيض والأذى، ولا تصلح لمخالطة الرجال.
لقد كان المولود بنتا، بعد كل النوايا والنذور، وبعد انتظار عشرين سنة، وهي تتمنى أن يكون ولدا، بدأت المرأة
تحس بشيء من الإحباط، رزقها الله ببنت فتحسرت لذلك لأنها تمنت ذكراً لتفي بنذرها،
سمتها مريم،
وأعاذتها بالله من شر الشيطان الرجيم، فتقبل الله دعاءها، قال ابن عباس، إنما قالت هذا لأنه لم يكن يقبل في النذر
إلا الذكور، فقبل الله مريم.
نشأة مريم
وقوله سبحانه: (...وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ ...)، «سورة آل عمران: الآية 36»، إعلام من الله تعالى لنا على طريق
التثبيت، فلما رأته أنثى لا تصلح وأنها عورة اعتذرت إلى ربها من وجودها لها على خلاف ما قصدته فيها،عندما
دعت، ربنا تقبل مني أن يكون ولداً، ورغم أن الله رزقها بنتا فقد تقبل من زوجة عمران نذرها، لأنها مخلصة
ونيتها خالصة،
ربتها حتى ترعرعت وحينئذ أرسلتها للخدمة في بيت المقدس، تنفيذاً للنذر، وكان الإمام زكريا
وهو زوج ابنتها الكبرى، أي أخت مريم، وبدأ بجمع الأئمة والذين يقيمون على خدمة المسجد من بني إسرائيل،
بدأوا يتنازعون، كل واحد منهم يريد أن يكفلها واختصموا، كل واحد يأتي بالقلم الذي يكتب به التوراة ويرميه في
الماء،
وزكريا معهم، جرت كلها مع الماء وبقي واحد مرفوعا، يسير عكس التيار، هو قلم زكريا، فكفلها وبدأت
مريم تنشأ في رعاية هذا النبي الكريم، الذي اختاره الله لتربيتها وكفالتها،
فكانت تعبد الله في محراب المسجد،
في غرفة صغيرة في أعلى البيت المقدس، عاشت مريم منقطعة عن العالم، تمضي وقتها في المحراب تصلي وتعبد لله.
وحينما يحضر لها زكريا الطعام يجد عندها رزقاً ومنه فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء،
فاستفسر عن الأمر فأجابته بأنه من عند الله الذي يرزق من يشاء بلا جهد ولا تعب.
حال المؤمنين
ومن مقاصد هذه القصة بيان حال المؤمنين مع ربهم، حيث عرضت جملة صالحة من أخبار النخبة المختارة من البشر،
التي اصطفاها سبحانه لأداء رسالته، وجعلها ذرية بعضها من بعض، وتتمثل هذه الصور المشرقة في حديث
امرأة عمران مع ربها، ومناجاته في شأن وليدتها.
وقصة آل عمران جاءت تمهيداً للموضوع الذي تعالجه وتواجهه وهو شبهات النصارى وبخاصة ما يتعلَّق منها
بعيسى عليه السلام، وتدور حول عقيدة التوحيد الخالص، كما جاء به الإسلام، وتصحح ما أصاب عقائدهم من انحراف
وخلط وتشويه، وتدعوهم إلى الحق الواحد الذي تضمنته كتبهم الصحيحة التي جاء القرآن بصدقها.
------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-2014, 02:43 AM   #8352
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الملكان هاروت وماروت معلما السحر
لم يشتغل أناس بالسحر مثلما اشتغل بنو إسرائيل، على مدى تاريخهم منذ موسى عليه السلام، رغم أن الله عز وجل
حرم عليهم ذلك، كما في توراتهم كانوا وثنيين يعبدون التماثيل، حتى أنهم عبدوا العجل في وقت موسى، وكانت
الشياطين تكلم الناس وهم لا يرونهم ويتلبسون بهم ويصرعونهم، فكان بنو إسرائيل يستغيثون بالتماثيل وكهنتها،
ويطلبون من القائمين عليها عمل أي شيء يشفيهم من أمراضهم، ولما ازداد اعتقاد الناس فيهم ادعى الكهنة أنهم
يعلمون الغيب ويحددون ويعرفون مواقع النجوم وقادرون على تغيير النحس إلى السعد وطرد الأرواح الشريرة
المتلبسة الأجساد، مما روج كثيراً للسحر بينهم.
وكان يهود المدينة لا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء من التوراة، إلا أجابهم عنه، فسألوه عن السحر،
فأنزل الله تعالى قصة الملكين «هاروت وماروت»، وأنه لما ذكر نبي الله سليمان عليه السلام في القرآن قال
اليهود ألا تعجبون لمحمد يزعم أن ابن داوود كان نبياً وما كان إلا ساحراً، فأنزل الله هذه الآية ليكذب
أقوالهم وليبريء رسوله سليمان مما ينسبون إليه.
قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ
السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ
فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ
وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
«سورة البقرة: الآية 102».
لا تتعلم السحر
قال الإمام عبدالرحمن السعدي. وكذلك اتبع اليهود السحر الذي أُنزل على الملكين، الكائنين بأرض «بابل»
في العراق، أنزل عليهما السحر امتحاناً وابتلاء من الله لعباده، فيعلمانهم السحر وما يعلمان من أحد حتى
ينصحاه، ويقولا إنما نحن فتنة فلا تتعلم السحر فإنه كفر، فينهيانه عنه، ويخبرانه عن مرتبته فتعليم الشياطين
السحر على وجه التدليس والإضلال فهؤلاء اليهود يتبعون السحر الذي تعلمه الشياطين، فتركوا علم الأنبياء
والمرسلين، وأقبلوا على علم الشياطين.
وقد نبذ اليهود كتاب الله واتبعوا كتب السحرة التي كانت في زمن ملك سليمان عليه السلام وكانت الشياطين
تصعد إلى الفضاء فتصل إلى الغمام والسحاب، حيث يسترقون السمع من كلام الملائكة الذين يتحدثون
ببعض ما سيكون بإذن الله في الأرض من موت أو أمر أو مصائب، فيأتون الكهنة الكفار الذين يزعمون
أنهم يعلمون الغيب ويخبرونهم، فتحدث الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا، فلما ركنت إليهم الكهنة، أدخلوا
الكذب على أخبارهم فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة، وقد دونوها في كتب يقرؤونها ويعلمونها الناس،
وفشا ذلك حتى قالوا إن الجن والشياطين تعلم الغيب، وكانوا يقولون هذا علم سليمان عليه السلام،
وما تم لسليمان ملكه إلا به وبه سخر الجن والإنس والطير والريح
فأنزل الله هذين الملكين
هاروت وماروت لتعليم الناس السحر ابتلاء
من الله وللتمييز بين السحر والمعجزة وظهور
الفرق
بين كلام الأنبياء عليهم السلام وكلام السحرة.
ثبات على الإيمان
وما يعلم هاروت وماروت من أحد حتى ينصحاه، ويقولا له إنما نحن ابتلاء من الله، فمن تعلم منا السحر
واعتقده وعمل به كفر، ومن تعلم وتوقى عمله ثبت على الإيمان فيتعلم الناس من هاروت وماروت
علم السحر الذي يكون سببا في التفريق بين الزوجين، بأن يخلق الله تعالى عند ذلك النفرة والخلاف بين
الزوجين، ولكن لا يستطيعون أن يضروا بالسحر أحداً إلا بإذن الله تعالى فيتعلم الناس الذي يضرهم
ولا ينفعهم في الآخرة لأنهم سخروا هذا العلم لمضرة الأشخاص.
ويؤكد العلماء والمفسرون أن الله تعالى إنما أنزلهما ليحصل بسبب إرشادهما معرفة الفرق بين الحق
الذي جاء به سليمان، وأتم له الله به ملكه، والباطل الذي جاءت الكهنة به من السحر، ليفرق بين المعجزة والسحر.
وسيقت أوهام وخرافات من الإسرائيليات حول هاروت وماروت، وقال الإمام القاضي عياض في
الشفاء، وما ذكره أهل الأخبار، ونقله المفسرون لم يرد فيهما شيء لا سقيم، ولا صحيح عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - وليس هو شيئاً يؤخذ بالقياس.
عصمة الملائكة
وقال المحققون إن المروي في قصة هاروت وماروت، راجع إلى أخبار بني إسرائيل وأن ما نسب إلى
الملكين بأنهما شربا الخمر، وقتلا نفساً وزنيا غير جائز في حقهما لما تقرر من عصمة الملائكة عليهم
السلام من ذلك ومن ادعى أنهما وقعا في معصية فمسخهما الله تعالى
فقد تكلم في أمر الغيب بلا علم،
وادعى أمرا ينتقص به ملائكة الرحمن المكرمين، واعتقد بما في كتب بني إسرائيل، بغير شاهد صدق له من الوحي.
وقال ابن كثير وقد روي في قصة «هاروت وماروت» عن جماعة من التابعين، وقصها خلق من المفسرين،
من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديث
مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق
القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن، على ما أراده الله تعالى،
والله أعلم بحقيقة الحال.
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-2014, 04:01 PM   #8353
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

النمرود ادعى الربوبية.. وقهره إبراهيم
كان ملكاً جباراً متكبراً كافراً يحكم العالم من مملكته في بابل بالعراق، وهو أول جبار في الأرض ادعى الربوبية
وجادل إبراهيم خليل الرحمن في ربه.. قال علماء النسب والأخبار، إن هذا الملك اسمه النمرود بن كنعان بن كوش
بن سام بن نوح لم يذكر القرآن الكريم اسمه إنما ربط المفسرون بينه وبين الاسم، وقالوا: إنه هو الذي تحداه إبراهيم
عليه السلام في مناظرة بعد أن أراد أن ينازع الله الجليل في العظمة وادعى الربوبية، أبطل الخليل عليه دليله،
وبين جهله، وقلة عقله، ألجمه الحجة، وأوضح له طريق المحجة.
وقد أوجز الله سبحانه وتعالى هذه القصة في آية واحدة بالقرآن الكريم قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي
رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ
مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، «سورة البقرة: الآية 258».

سجود الناس

قال مجاهد كان النمرود أحد ملوك الدنيا، استمر في ملكه أربعمئة سنة، وطغا وبغا وتجبر، وآثر الحياة الدنيا وقيل
إنه أمر الناس بالسجود له وعبادته من دون الله الخالق والبداية عندما رأى في المنام، كوكباً ظهر في السماء، فغطى
ضوء الشمس، سأل حكماء قومه فأخبروه بأن ولداً سوف يولد هذه السنة ويقضي على ملكه،
فأمر بقتل جميع
الأولاد الذين يولدون هذه السنة وفيها ولد سيدنا إبراهيم وخافت عليه أمه فخبأته في سرداب وكان الله يرعاه
فلما كبر، حتى إذا بلغ عمره سنة واحدة، يحسب الناس أن عمره ثلاث سنوات استطاعت إخراجه من السرداب
ولم يتعرض له الملك.
عندما أصبح إبراهيم عليه السلام شاباً بدأ مناقشة أهله وقومه يدعوهم لعبادة الله، وترك عبادة النمرود، وفي أحد الأيام،
وبينما كان قومه يحتفلون خارج المدينة ذهب إبراهيم لأصنامهم وكسرها كلها إلا كبيرهم وعندما رجعوا من حفلتهم
وجدوا أصنامهم محطمة، فسألوه فقال لهم إنه كبيرهم الذي كسر الأصنام الأخرى لأنه يغار منهم فأخذوه للنمرود،
فبدأ إبراهيم يناقشه.
ولما دعاه إبراهيم الخليل إلى عبادة الله وحده لا شريك له حمله الجهل والضلال وطول الآمال على إنكار الصانع،
فحاج إبراهيم في ذلك وادعى الربوبية فلما
قال الخليل: «ربي الذي يحيي ويميت» قال أنا أحي وأميت يعني أنه
إذا جاء بالرجلين قد تحتم قتلهما، فإذا أمر بقتل أحدهما وعفا عن الآخر، فكأنه قد أحيا هذا وأمات الآخر.
ادعاء
ذكر إبراهيم دليلاً آخر بين وجود الصانع وبطلان ما ادعاه النمرود قال: «فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأْت
بها من المغرب»، أي هذه الشمس مسخرة كل يوم تطلع من المشرق، كما سخرها خالقها ومسيرها وقاهرها وهو
الذي لا إله إلا هو خالق كل شيء فبين ضلاله وجهله وكذبه فيما ادعاه، وبطلان ما سلكه وتبجح به عند جهلة قومه،
ولم يبق له كلام يجيب به، بل انقطع وسكت ولهذا قال تعالى: (فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين).
سمع «النمرود» عن «إبراهيم» عليه السلام الذي دعا قومه لعبادة الله الخالق، ولكنهم رفضوا وأصروا على عبادة
الأصنام، فما كان من إبراهيم عليه السلام إلا أنه حطم أصنامهم باستثناء كبيرهم ليثبت لهم أن هذه الأصنام لا تنفع
ولا تضر، ليعرفوا أنها مجرد حجارة لا حول لها ولا قوة، فكيف تحميهم وهي لا تستطيع الدفاع عن نفسها فأعد قومه
النار ليحرقوا فيها «إبراهيم» عليه السلام جزاء ما فعله بآلهتهم، وتعجب النمرود كيف نجا إبراهيم من النار لذلك
أراد مناظرته ومجادلته في أمر ربه وكانت النتيجة أنه بهت أمام الناس.
الدعوة إلى عبادة الله

كان إبراهيم سخيا يكرم الضيوف، ويحب الفقراء وعاش بين قومه، يدعوهم إلى عبادة الله الواحد ونبذ الأصنام، لكن
الكهنة كانوا يكرهون إبراهيم، والنمرود يخاف على ملكه، لهذا قرروا إخراج إبراهيم من أرض بابل وأمر النمرود
بطرده ومصادرة كل ما يملكه من الماشية، وقال إبراهيم لهم: إذا أخذتم أموالي، فأعيدوا إليَّ ما أنفقته من عمري في
هذه البلاد وتم رفع الشكوى إلى القاضي، الذي أصدر حكمه بأن يسلم إبراهيم كل ما يملكه إلى ملك بابل، وفي
المقابل أن يعيد الملك إلى إبراهيم عمره لهذا تراجع النمرود وسمح لإبراهيم بالهجرة مع أمواله وماشيته وقال إبراهيم
وهو يغادر إلى فلسطين إني ذاهب إلى ربي سيهدين.
عندما يعرض الإنسان عن طاعة الله
بعث الله إلى ذلك الجبار ملكاً يأمره بالإيمان بالله، فأبى عليه، ثم دعاه الثانية فأبى عليه، ثم دعاه الثالثة فأبى عليه،
وقال أجمع جموعك وأجمع جموعي، فجمع النمرود جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس، فأرسل الله عليه البعوض،
حيث لم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم، فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظاماً، وأرسل الله بعوضة فدخلت
في أنف النمرود، فكان يطلب من الناس أن يضربوه بالنعال على رأسه ليخف الألم، وعذبه الله أربعمائة سنة،
مثل عدد سنوات حكمه حتى مات ذليلاً.
-----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-2014, 11:16 PM   #8354
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أصحاب الرس ألقوا رسولهم في بئر فأهلكهم الله
عطشوا وانقطعت ثمارهم وخربت ديارهم
اختلف المفسرون في تحديد هوية أصحاب الرس، ولكنهم اتفقوا على أن «الرس» بئر عظيمة أو حفير كبير،
قال ابن عباس، أصحاب الرس أهل قرية من قرى ثمود، والرس بئر بأذربيجان،
وقال القرطبي، إن «الرس»
في كلام العرب هو البئر التي تكون غير مطوية أي غير مبنية،
وقال عكرمة، الرس بئر دفنوا فيها نبيهم، وفي
تفسير أبي السعود، أصحاب الرس هم قوم يعبدون الأصنام فبعث الله تعالى إليهم شعيباً فكذبوه، فبينما هم حول
الرس إذ انهارت فخسف بهم وبديارهم.
وقال الزمخشري، أصحاب الرس، كانوا قوما من عبدة الأصنام أصحاب آبار ومواش، فبعث الله إليهم شعيباً
فدعاهم إلى الإسلام، فتمادوا في طغيانهم وفي إيذائه، فبيناهم حول الرس انهارت بهم فخسف بهم وبديارهم.
جاءت قصة أصحاب الرس، في قول الله تعالى: (وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ،
وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا)، «سورة الفرقان: الآيتين 38-39»، وقوله:
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ، وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ، وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ
كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ)، «سورة ق: الآيات 12 - 14».
حول البئر ذهب بعض المفسرين إلى أن أصحاب الرس، كانوا يبنون منازلهم حول بئر، فبينما هم حول البئر
في منازلهم انهارت بهم وبديارهم، فخسف الله بهم فهلكوا جميعاً، وذكروا أن البئر كانت ترويهم وتكفي
أرضهم جميعها، وكان لهم ملك عادل حسن السيرة، فلما مات وبعد أيام، تصور لهم الشيطان في صورته،
وقال إني لم أمت، ولكن تغيبت عنكم حتى أرى صنيعكم، ففرحوا أشد الفرح وأمر بضرب حجاب بينهم
وبينه، وأخبرهم أنه لا يموت أبدا، فصدق به أكثرهم وافتتنوا به وعبدوه،
فبعث الله فيهم نبيا فأخبرهم أن
هذا شيطان يخاطبهم من وراء الحجاب، ونهاهم عن عبادته، وأمرهم بعبادة الله، فعدوا عليه فقتلوه وألقوه
في البئر، فغار ماؤها وعطشوا بعد ريهم، ويبست أشجارهم وانقطعت ثمارهم، وخربت ديارهم،
وتبدلوا بعد الأنس بالوحشة وبعد الاجتماع بالفرقة وهلكوا عن أخرهم، وسكن في مساكنهم الجن والوحوش،
فلا يسمع ببقاعهم إلا عزيف الجن وزئير الأسود وصوت الضباع.
نهر الرس وقيل سموا أصحاب الرس، لأنهم رسوا نبيهم في الأرض، وذلك بعد سليمان عليه السلام وكانت
لهم اثنتا عشرة قرية على شاطئ نهر يقال له «الرس» من بلاد المشرق، وبهم سمي النهر، ولم يكن
يومئذ في الأرض نهر أغزر ولا أعذب منه ولا قرى أكثر ولا أعمر منها، وقد غرسوا في كل قرية منها
حبة من طلع تلك الصنوبرة وأجروا إليها نهراً من العين، فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة وحرموا
ماء العين والأنهار،
فلا يشربون منها ولا أنعامهم، ومن فعل ذلك قتلوه، ويقولون هو حياة آلهتنا فلا ينبغي
لأحد أن ينقص من حياتنا ويشربون هم وأنعامهم من نهر الرس الذي عليه قراهم، وقد جعلوا في كل شهر
من السنة في كل قرية عيدا يجتمع إليه أهلها فيضربون على الشجرة التي بها كلة من حرير فيها من أنواع
الصور ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قرباناً للشجرة، ويشعلون فيها النيران بالحطب، فإذا سطع دخان الذبائح
في الهواء وحال بينهم وبين النظر إلى السماء خروا سجداً يبكون ويتضرعون إليها أن ترضى عنهم.
فكان الشيطان يجيء، فيحرك أغصانها ويصيح من ساقها صياح الصبي أن قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا
نفساً وقروا عينا، فيرفعون رؤوسهم عند ذلك ويشربون الخمر ويضربون بالمعازف، فيكونون على ذلك
يومهم وليلتهم ثم ينصرفون.
عيد قريتهم العظمى حتى إذا كان عيد قريتهم العظمى اجتمع إليها صغيرهم وكبيرهم فضربوا عند الصنوبرة
والعين سرادقاً من ديباج عليه من أنواع الصور، وجعلوا له اثنا عشر بابا كل باب لأهل قرية منهم ويسجدون
للصنوبرة خارجاً من السرادق ويقربون لها الذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم.
فيجيء إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكاً شديداً ويتكلم من جوفها كلاماً جهورياً ويعدهم ويمنيهم
بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها فيحركون رؤوسهم من السجود، ولا يتكلمون فيكونون على ذلك
اثني عشر يوما، لياليها بعدد أعيادهم سائر السنة ثم ينصرفون.
فلما طال كفرهم بالله عز وجل وعبادتهم غيره، بعث الله نبيا من بني إسرائيل من ولد يهودا بن يعقوب،
فلبث فيهم زماناً طويلاً يدعوهم إلى عبادة الله عز وجل ومعرفة ربوبيته، فلا يتبعونه، فلما رأى شدة تماديهم
في الغي وحضر عيد قريتهم العظمى،
قال يا رب إن عبادك أبوا إلا تكذيبي وغدوا يعبدون شجرة لا تضر
ولا تنفع، فأيبس شجرهم أجمع وأرهم قدرتك وسلطانك، فأصبح القوم وقد أيبس شجرهم كلها، فهالهم ذلك،
فصاروا فرقتين، وأجمعوا رأيهم على قتله، فاتخذوا أنابيب طوالا ونزحوا ما في البئر من الماء،
ثم حفروا
في قرارها بئرا ضيقة المدخل عميقة وأرسلوا فيها نبيهم، وألقموا فاها صخرة عظيمة، وقالوا نرجو الآن
أن ترضى عنا آلهتنا، بقوا يومهم يسمعون أنين نبيهم، حتى مات.
وهم في عيدهم جاءتهم ريح عاصف شديدة الحمرة، فتحيروا فيها وذعروا منها، ثم صارت الأرض من
تحتهم تتوقد وأظلتهم سحابة سوداء، فألقت عليهم جمرا، فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص بالنار.
وسياق الآيات يدل على أنهم دمروا وتبروا، وهو الهلاك.
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-2014, 11:41 PM   #8355
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الإمامُ الشافعي ... يحث على الترحال ِ
ما في المقام ِلذي عقل ٍوذي أدبِ
من راحةٍ فدع الأوطان َواغتربِ
-
سافرْ تجد ْعوضا ًعمن تفارقه ُ
وانصبْ فإن لذيذ َالعيشِ في النصبِ
-
إني رأيتُ ركود َالماء ِ يفسده ُ
إنْ ساحَ طابَ وإن لم يجرِ لم يطبِ
-
والأُسْد ُ لولا فراقُ الغاب ِ ما افترستْ
والسهمُ لولا فراقُ القوس ِ لم يُصبِ
-
والشمسُ لو وقفت في الفـُلك ِ دائمة ً
لملـَّها الناسُ من عُجـْمٍ ٍ ومن عربِ
-
والبدرُ لولا أُفولٌ منه ما نظرتْ
إليه في كل حينٍ عينُ مُرتقبِ
-
والتبرُ كالتربِ مـُلقىً في أماكنهِ
والعودُ في أرضهِ نوعٌ من الحطبِ
-
فإن تغــرَّبَ هذا عــزَّ مطلبـُــه ُ
وإن تغرَّبَ هذا عــــزَّ كالذهـــبِ
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 07:16 AM   #8356
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

بلعام بن باعوراء نموذج لسقوط العلماء
وردة الأولياء
كان «بلعام بن باعوراء» عالماً من علماء بني إسرائيل، وقيل من الكنعانيين، أتاه الله تعالى آيات كثيرة، وعلماً ببعض
الكتب المنزلة على الرسل قبله وفي زمانه، كان مجاب الدعوة، يعرف اسم الله الأعظم، بلغ مقاماً شامخاً في العلم
والدراية، وكان مؤمناً تقياً عابداً، ولكن بداخله يحب المنزلة والشهرة ، يطلب العلم حباً في المكانة، فكفر به ونبذه
وراء ظهره،
فلحقه الشيطان وصار قريناً له وكان من الغاوين الضالين الكافرين، وسقط في الهاوية وقيل إنه من
بلد الجبارين، أو من مدينة البلقاء، واسمه بلعام أو بلعم.
وردت القصة في قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ *
وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ
ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، «سورة الأعراف: 175-176».
وقد اختلفت أقوال المفسرين، حول تحديد شخصية من نزلت فيه الآيتان، لكن الأكثر أنه بلعام، وقال مالك بن دينار
كان من علماء بني إسرائيل، مجاب الدعوة، يقدمونه في الشدائد، وقالوا إنه كان من أحبار بني إسرائيل،
وقد تلقى علم التوراة على يدي نبي الله موسى عليه السلام، وهو الذي رباه وعلمه، حتى صار من أعلم علماء
بني إسرائيل، وقد بلغ بلعام من العلم درجة لم يبلغها إلا الأنبياء والصديقون، ومن غزارة معرفته وتقواه،
كان الآلاف يتلقون عنه العلم في مجلس واحد، ويكتبون كل ما يسمعونه منه، وقالوا إنه كان في مجلسه
اثنتا عشرة ألف محبرة للمتعلمين يكتبون عنه.
من جند إبليس ومع هذا كله، أصبح فتى من جند إبليس وانحطت به الحال حتى صار إبليس من جنده،
فكان
من الغاوين بعد أن كان من المهتدين الراشدين، ولو شاء الله لرفعه بالآيات التي علمها إلى منازل الأبرار
ومراتب الأخيار، ولكنه ركن ومال إلى الدنيا رغبة بملاذها، ونزولا لشهواتها الوضيعة، واتبع هواه بإيثار
الدنيا على الآخرة،
فمثله كمثل الكلب في الدناءة، ولا تتعدى همته بطنه، يدلي لسانه بالنفس الشديد، وهو
طبع في الكلب، واللهث غريزة فيه لا تتقيد بحال التعب والعطش وشدة الحر.
والمثل الذي ضربه الله عز وجل لعباده فيمن آتاه الحكمة وتركها وعدل عنها فترك آخرته وآثر دنياه في
الخسة والضعة، بأخس الحيوانات، وهذا هو مثل العالم الذي اتبع هواه، لا يقدر على نفع نفسه، لأن الحريص
على الدنيا إذا وعظته لا ينتفع به وإن لم تعظه، فهو باق على حرصه فصار الحرص على الدنيا طبعاً له
غريزياً، وهذا المثل الذي ضربه الله للمكذب بآياته يعم كل مكذب بها لأنهم إذا جاءتهم الرسل بالهداية لم
يهتدوا فهم ضلال في كل حال.
ويروى أن نبي الله موسى عليه السلام بعثه إلى ملك مدين يدعوه إلى الله، فعرض عليه الملك الكافر أن يزوجه
بأجمل النساء من بنات قومه، ويقدم له الكثير من الهدايا والأموال، في مقابل أن يهجر دعوة موسى،
ويتخلى عن دينه، لينضم اليهم في كفرهم،
وكان هذا أول اختبار حقيقي يتعرض له بلعام وأول فتنة وابتلاء له،
وقال له أهل مدين إن موسى جاء بقومه ليقتلنا ويخرجنا من ديارنا،
فادع الله عليهم، وكان يعرف اسم الله
الأعظم، فقال لهم كيف أدعو على نبي الله والمؤمنين ومعهم الملائكة، فراجعوه في ذلك وهو يمتنع عليهم.
خسران الدنيا والآخرة فأتوا امرأته وأهدوا لها هدية وطلبوا إليها أن تدس لزوجها أن يدعو على بني إسرائيل،
فقالت له فامتنع، فلم تزل به حتى قال أستخير ربي فاستخار الله تعالى، فنهاه في المنام، فأخبرها بذلك،
فقالت
راجع ربك، فعاد إلى الاستخارة فلم يجد جواب، فقالت لو أراد ربك لنهاك، ولم تزل تخدعه حتى أجابها،
فركب حماراً متوجهاً إلى جبل يشرف على بني إسرائيل، فما مشى إلا قليلاً حتى ربض الحمار فضربه حتى
قام فركبه، فسار قليلاً فربض، ففعل ذلك ثلاث مرات، فلما اشتد ضربه في الثالثة فأنطقه الله، ويحك يا بلعم
أين تذهب؟ أما ترى الملائكة تردني؟ فلم يرجع، فأطلق الله الحمار حينئذ فسار حتى أشرف على بني إسرائيل،
فكان كلما أراد أن يدعو عليهم، ينصرف لسانه إلى الدعاء لهم، وإذا أراد أن يدعو لقومه انقلب دعاؤه عليهم،
فقالوا له في ذلك؟ فقال هذا شيء غلب الله عليه، وخرج لسانه فوقع على صدره، فقال الآن خسرت الدنيا
س والآخرة، ولم يبق إلا المكر والحيلة وأمرهم أن يزينوا النساء ويعطوهن السلع للبيع ويرسلوهن إلى العسكر
ولا تمنع امرأة نفسها ممن يريدها، وقال إن زنى منهم رجل واحد كفيتموهم، ففعلوا ذلك ودخل النساء
عسكر بني إسرائيل، فأخذ أحدهم امرأة، وأتى بها إلى موسى عليه السلام
فقال له أظنك تقول إن هذا حرام
فوالله لا نطيعك، ثم أدخلها خيمة فوقع عليها، فأنزل الله عليهم الطاعون.
اضله الله بعد علم، وأعمى بصيرته بعد نور، مع أنه سبحانه كان قادراً على رفعه وتنزيهه وتقريبه إليه،
وليظل بلعام بن باعوراء مثلا لكل من أتاه الله الآيات والعلم، فترك العمل به، واتبع هواه، وآثر سخط الله
على رضاه، ودنياه على أخراه
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 07:40 AM   #8357
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

داود يحكم بين الخصمين بفصل الخطاب
اتباع الهوى سبب للضلال
وصف الله سبحانه نبيه داود عليه السلام، بأسمى ما توصف به الشخصية المثالية، ذكر ملكه وسلطنته على الجبال
والطيور، على وجه يمثل أقوى طاقة نالها البشر طيلة استخلافه على الأرض،
أخبر بأنه أوتي الحكمة وفصل الخطاب،
الذي يعد القضاء الصحيح بين المتخاصمين من فروعه وجزئياته، وكان داود قد قسم الدهر ثلاثة أيام، يوم يقضي فيه
بين الناس، ويوم يخلو فيه لعبادة ربه، ويوم يخلو فيه بأهله وأشغاله، وعندما كان في محرابه، أمر أن لا يدخل عليه
أحد ذلك اليوم، فلم يشعر إلا بشخصين قد تسورا المحراب، احتاطا به، يسألانه عن شأنهما.
يخبرنا الله عز وجل بالقصة، في قوله: (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ *إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ
قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ *إِنَّ هَذَا أَخِي
لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ *قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ
وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ
فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ *فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ*يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ
فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ. «سورة ص: الآيات 21- 26».
قال المفسرون، كان داود عليه السلام جالسا في غرفته، إذ دخل عليه شخصان بغير إذنه، وكانا أخوين يملك أحدهما
تسعاً وتسعين نعجة ويملك الآخر نعجة واحدة، وطلب الأول من أخيه أن يعطيه النعجة التي تحت يده، مدعياً كونه
محقاً فيما يقترحه على أخيه، وقد ألقى صاحب النعجة الواحدة كلامه على وجه هيج رحمة النبي داود وعطفه،
فقضى طبقاً لكلام المدعي من دون الاستماع إلى كلام المدعى عليه، وقال: (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ.)،
«سورة ص: الآية 24»،
ولما تنبه أن ما صدر منه كان غير لائق بساحته، وان رفع الشكوى إليه كان فتنة وامتحانا منه سبحانه بالنسبة إليه
( فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ)، «سورة ص: الآية 24»،
قال ابن كثير، قد ذكر المفسرون قصة أكثرها مأخوذ
من الإسرائيليات، ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه، ولكن روى ابن أبي حاتم حديثا، لا يصح سنده،
وضعيف الحديث عند الأئمة، فالأولى أن يقتصر على مجرد تلاوة هذه القصة، وأن يرد علمها إلى الله عز وجل،
فإن القرآن حق، وما تضمن فهو حق أيضاً.
وقال ابن حزم في «الفصل في الملل والأهواء والنحل»، إنما كان ذلك الخصم قوماً من بني آدم بلا شك مختصمين
في نعاج من الغنم على الحقيقة بينهم بغى أحدهما على الآخر على نص الآية، ومن قال إنهم ملائكة معرضين بأمر
النساء، فقد كذب على الله عز وجل وقوّله ما لم يقل، وزاد في القرآن ما ليس فيه، وأقر على نفسه الخبيثة أنه كذب
الملائكة، لأن الله تعالى يقول: (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ...)، «سورة ص: الآية 21».
ويدل سياق الآيات التي روت قصة داود، على تنزيه داود عن القصة الواهية التي ذكرها البعض، حيث ذكره الله في
مقام العبودية، فقال سبحانه: (...وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ)، «سورة ص: الآية 17».
وقال الخازن في تفسيره «لباب التأويل في معاني التنزيل»، في فصل في تنزيه داود عليه السلام عما لا يليق به
وما ينسب إليه، اعلم أن من خصه الله - تعالى - بنبوته وأكرمه برسالته وشرفه على كثير من خلقه وائتمنه على
وحيه لا يليق أن ينسب إليه ما لو نسب إلى آحاد الناس، فكيف يجوز أن ينسب إلى بعض أعلام الأنبياء والصفوة الأمناء.
اتباع الهوى وقال الشنقيطي في «أضواء البيان»، قد أمر الله نبيه داود بالحكم بين الناس بالحق، ونهاه عن اتباع الهوى،
وأن اتباع الهوى سبب للضلال عن سبيل الله.
وقال القاضي ابن العربي، وأما القول إنه حكم لأحد الخصمين قبل أن
يسمع من الآخر، فلا يجوز على الأنبياء، كما أن هذا يتنافى مع ما وصف به من أنه أوتي فصل الخطاب.
ويرجح العلماء، أن داود كان منفردا في محرابه للعبادة، وأن وقته هذا لا يدخل فيه عليه أحد، فلما دخل عليه الخصمان
من غير المدخل - حيث تسورا المحراب - وفي غير وقت جلوسه للحكم، فزع منهما ظانا أنهما جاءا لقتله، فلما اتضح
له أنهما في خصومة، ولم يقع ما كان ظنه استغفر من ذلك الظن، وخر ساجدا، فغفر الله له ذلك الظن.
استغفار داود وسجوده
تشير الآيات إلى استغفار داود وسجوده:«وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ»، فالأنبياء عليهم السلام
أولى الناس بهذه الأفعال الكريمة، والاستغفار فعل خير لا ينكر من ملك، ولا من نبي، ولا من مذنب، ولا من غيره،
فالنبي يستغفر الله لمذنبي أهل الأرض، والملائكة يستغفرون للذين آمنوا (...رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ
لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)، «سورة غافر: الآية 7»، وأما عن قوله تعالى:
(...وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ..)، «سورة ص: الآية 24»،
فقد ظن داود أن يكون ما آتاه الله من سعة الملك العظيم فتنة، فاستغفر الله من هذا الظن فغفره له إذ لم يكن ما آتاه من ذلك فتنة.
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 08:06 AM   #8358
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قوم سبأ هدم حضارتهم فأر وأغرقهم السيل
عوقبوا بالتفرق في البلاد
أنزل الله القرآن هدى للناس، وقص فيه القصص والأخبار، للعظة والتذكرة والاعتبار، ومما قص من أخبار السابقين،
قصة قوم سبأ، وسميت السورة باسمهم، لعظيم ما في قصتهم، وبداياتها فيها بيان ربوبية الله تعالى، وقدرته، وألوهيته.
ورد ذكر القصة في قوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا
لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ، فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ
وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ، ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ، وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا
قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ، فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ
أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)، «سورة سبأ: الآيات 15-19».
قال ابن إسحاق، إنه سبأ عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان، أول من سبى من العرب فسمي سبأ لذلك، تنسب
إليه قبائل مذحج، وكندة، والأزد، والأشعريون، وأنمار، وحمير، وفلخم، وجذام، وعاملة، وغسان.
وذكر غير واحد من علماء السلف والخلف من المفسرين، أنه كانت المياه تجري من بين جبلين فعمدوا في قديم الزمان
فسدوا ما بينهما ببناء محكم جداً هو سد مأرب، حتى ارتفع الماء فحكم على أعالي الجبلين، وغرسوا فيهما البساتين
والأشجار المثمرة الأنيقة، وزرعوا الزروع الكثيرة، ويقال كان أول من بناه سبأ بن يعرب وسلط إليه سبعين وادياً يفد
إليه وجعل له ثلاثين فرضة يخرج منها الماء، ومات ولم يكمل بناءه فكملته حمير بعده، وكان اتساعه فرسخا في فرسخ
وكانوا في غبطة عظيمة وعيش رغيد وأيام طيبة، أنعم عليهم بالخيرات، ورزقهم من الطيبات حتى شبعوا، ولكن آل سبأ
بطروا وكفروا، فكانت أمة كفورة.
إن سبأً قوم اكتملت نعمهم، ودفعت النقم عنهم، وكفوا مؤونة الطعام والشراب، فأرزاقهم حاضرة، وأرضهم مخضرة،
وسماؤهم ممطرة، وثمارهم يانعة، وضروعهم دارة، تحيط بمساكنهم الأشجار والثمار، وتملأ جنبتي بلادهم، فلا يسيرون
إلا في خضرة من الأرض، ولا يأكلون إلا أطيب الطعام والثمار، يشربون من الماء أعذبه، وذكروا أنه لم يكن في
بلادهم شيء من البراغيث ولا الدواب الموذية لصحة هوائهم وطيب فنائهم.
أمن وطمأنينة كان من عظيم ما أنعم الله به عليهم أنهم كفوا مئونة السفر ومشقته، ورفِع عنهم عنت الطريق ولصوصه،
فارتاحوا في سفرهم وأمنوا، وسبب ذلك اتصال القرى بينهم وبين الأرض المباركة، فكانوا يسافرون من اليمن إلى الشام
في أمن وطمأنينة، لا يحملون للسفر زاداً لوفرته، ولا يعدون له عدة، ويستريحون في القرى التي في طريقهم، وهي
على مراحل لا تنقطع، فتمت نعم الله عليهم في بلادهم، ثم أكملها لهم في أسفارهم، وكان من أثر الرخاء والوفرة والمتاع
الجميل،
جنتان عن يمين وشمال فكانت آية تذكرهم بالمنعم الوهاب، وقد أمروا أن يستمتعوا برزق ربهم شاكرين له.
الاستكبار، والإعراض ولم يطلب ربهم سبحانه منهم مقابل هذه النعم المتتابعة إلا شكره عليها، بإقامة دينه، وتحقيق توحيده،
فوصفها بأنها بلدة طيبة، فكل شيء فيها طيب، فنالوا غاية ما يطلبه البشر في معايشهم، وقد عفا الله عنهم ما مضى من
كفرهم وتجاوزهم، فلم يستأصلهم به، ودعاهم إلى شكره بتذكيرهم بمغفرته ورزقه، لكنهم قابلوا دعوة الله بالاستكبار،
والإعراض وهو أشد أنواع الكفر، فاستحقوا العذاب والدمار، ففتح الله عليهم سدهم، ليغرق بلادهم، ويهلك حرثهم وأنعامهم،
ويتلف أشجارهم وثمارهم، فأضحت بلادهم بعد الخضرة مغبرة مقفرة، وبعد السعة ضيقة، وذهبت نعمهم في لمح البصر.
وبعث الله إليهم الرسل تأمرهم أن يأكلوا من رزقه ويشكروه بتوحيده وعبادته، فكانوا كذلك ما شاء الله، ثم أعرضوا، فعوقبوا
بإرسال السيل والتفرق في البلاد، فلما عبدوا غير الله وبطروا نعمته وسألوا تقارب ما بين قراهم وطيب ما بينها من البساتين
وأمن الطرقات، أن يباعد بين أسفارهم وأن يكون سفرهم في مشاق وتعب، طلبوا أن يستبدلوا الشر بالخير.
غلبت على قوم سبأ الشقاوة فلم يتعظوا بالنذير الأول ولم يرجعوا إلى ربهم ويستغفروه بل دعوا دعوة الحمق والجهل، بطروا
النعمة العظيمة، ودعوا بالمشقة والبعد، فسلبوا تلك النعم العظيمة والحسنات العميمة بتخريب البلاد والشتات على وجوه العباد.
سيل العرم أرسل الله سبحانه وتعالي عليهم سيل العرم، بماء غزير شديد السرعة، فدمر السد، وخربت الزراعة في الجنتين
من حوله، حتى تم استبدال أشجارها الغنية بثمارها بأشجار الأراك والأثل، وقليل من أشجار النبق أو الدوم، أرسل الله سبحانه -
الفأر على أصل السد، فسقط وانهار، فقطعت الجداول والأنهار، وانقطعت الثمار، وبادت الزروع والأشجار، وتبدلوا بعدها
برديء الأشجار والأثمار، ولما هلكت أموالهم وخربت بلادهم احتاجوا أن يرتحلوا منها وينتقلوا عنها فتفرقوا في البلاد، وجعل
خبرهم أحاديث يتحدث بها الناس في مجالسهم، ويحكون ما جرى لهم، وضرب العرب المثل بتفرقهم وشتاتهم.
وفي هذه القصة دليل على قدرة الله على تحويل النعم إلى نقم، وقلب المنح إلى محن، وتختم بتوجيه من الله لمن يقرأ هذا القرآن
ويعتبر بما فيه من الأحكام والشرائع والأخبار، أن ما حدث آية وموعظة لكل صبار شكور، فيحذر من الجزع والكفر.
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 08:35 AM   #8359
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 08:39 AM   #8360
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 10:28 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved