![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10081 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10084 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() المدينة النبوية وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها * وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يثرب (المدينة): نزل موكب الرسول عليه السلام إلى قُباء, في يوم الأثنين الثاني عشر من ربيع الأول, سنة وثلاث عشرة من البعثة المباركة, حيث تلقاه المسلمون مبتهجين, وأخذوا يكبّرون الله, ويشكرونه على مجيئ المصطفى عليه السلام إلى ديارهم, والعيش معهم, فمكث في قُباء ثلاثة أيام, وضع خلالها أساس أول مسجد في الإسلام؛ حيث يعتبر مسجد قُباء بذلك أول مسجد بُني منذ انطلاق دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم على وجه الأرض. فسواء كان الذين اختاروا موضعه ابتداءٍ, هم المهاجرون, والأنصار, قبل وصول النبي صلى الله عليه وسلم, أم كان الذي اختار موضعه هو النبي صلى الله عليه وسلم قبيل دخوله المدينة النبوية لأول الهجرة ـ على المشهور ـ فإن ذلك لا يُغَيِّر من كونه أول مسجد بني منذ انطلاق دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك دلالته الكبرى التي لا تنكر, ثم لحق بهم علي بن أبي طالب بعد أن قام بمهامه على الوجه المطلوب (التمويه على قريش, وإعطاء الأمانات إلى أهلها) ثم تحرك الركب الميمون صوب يثرب صباح الجمعة. فخرج المسلمون يستقبلونه بغبطة وسرور, وكان كل نفر من المسلمين يتمنى أن ينزل الرسول الله صلى الله عليه وسلم عنده, فتسابقوا يمسكون بخطام ناقته, وهو يقول لهم:(دعوها فإنها مأمورة), وبركت ناقة الرسول عليه السلام في قطعة أرض لبني مالك بن النجار, وكان يسمى مِربداً, وهو لغلامين يتيمين هما: سهل, وسهيل ابنا عمرو, فنزل صلى الله عليه وسلم عن الناقة, ودخل بدار خالد ابن يزيد ((أبو أيوب الأنصاري)) واشترى المِربد من ابني عمرو, وبدأ ببناء المسجد, وسَمَّى عليه السلام من جاء من مكة من المسلمين ((المهاجرين)), وسَمَّى من أسلم أهل المدينة ((الأنصار)), وأُطلِق على يثرب اسم مدينة الرسول, وغيَّر اسمها ودعاها بالمدينة, وطيبة, وطابة, ونهى عن تسميتها بيثرب, فَعن جَابر بن سَمُرَةَ, قَالَ: سَمِعتُ رسَوُل الله يَقُولُ:(إِنَّ الله تَعَالىَ سَمَّى المِديَنةَ طابَة ) صحيح مسلم. مسجد التقوى قيل:لما قدم النبي عليه السلام, مهاجراً نزل بقُباء على بني عمرو بن عوف, فأقام فيهم يوم الأثنين, ويوم الثلاثاء, ويم الأربعاء, ويوم الخميس, وأسّس مسجده, ثم أخرجه الله من بين أظهُرهم يوم الجمعة, وذكر ابن أبي خيثمة أنّ رسول الله عليه السلام, حين أسّسه كان هو أول من وضع حَجَراً بيده قِبلتَهِ, ثم جاء أبو بكر بحَجَر فوضعه, ثم جاء عمر بحَجَر فوضعه إلى جنب حَجَر أبي بكر, ثم أخذ الناس في البنيان, وهذا المسجد أول مسجد بُني في الإسلام, وفيه وفي أهله نزلت:( فيه رجال يحبون أن يتطهّروا )؛ وهو هذا هو المسجدُ الذي أُسِّس على التقوى, وإن كان روى أبو سعيد الخدري, أنّ رسول الله, صلى الله عليه وسلم, سُئِلَ عن المسجد الذي أُسِّس على التقوى, فقال: هو المسجد هذا, وفي رواية أُخرى, قال: وفي الآخر خيرٌ كثيرٌ, وقد قال لبني عمرو بن عوف حين نزل:(لَمَسجِدٌ أُسّس على التقوى من أول يوم ) ما الطهور الذي أثنى الله به عليكم؟ فذكروا له الاستنجاء بالماء بعد الاستجمار, قال: هو ذاكم فعليكموه. وليس بين الحديثين تعارُضٌ؛كلاهما أُسِّس على التقوى, غير أن قوله من أول يوم يقتضي مسجد قُبَاء؛ لأن تأسيسه كان في أول يوم من حلوله صلى الله عليه وسلم, دار هجرته, وهو أول التاريخ للهجرة المباركة, ولعلم الله تعالى بأن ذلك اليوم سيكون يوم من التاريخ سّماه أول يوم أُرّخ فيه في قول بعض الفضلاء, وقد قال بعضهم: إن ههنا حذف مضاف تقديره تأسيس أول يوم, والأول أحسن. ![]() على اليمين خارطة فضائية من ((جوجل إرث)) تبين موقع مسجد قُباء في جنوب غربي المدينة النبوية, والذي يبعد عن المسجد النبوي حوالي 5كم. وفيه بئر تنسب لأبي أيوب الأنصاري, وفي أعلى اليسار صورة تاريخية للمسجد النبوي. وفي الأسفل صورة المسجد في العهد السعودي الميمون. حدَّثنا عبد الله, حدثني أبي, ثنا يحيى, عن أنيس بن أبي يحيى قال: حدثني أبي قال: سمعت أبا سعيد يقول: (ختلف رجلان أو امتريا, رجل من بني خدرة, ورجل من بني عمرو بن عوف في المسجد الذي أسس على التقوى, قال الخدري: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقال العمري: هو مسجد قُباء, فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك؟ فقال:( اهو هذا المسجد؛ لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقال: في ذلك خير كثير يعني مسجد قُباء). * بناء المسجد النبوي الشريف: - كان نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة في بني النجار يوم الجمعة 12 ربيع الأول سنة 1هـ ـ الموافق 27سبتمبر سنة 622م, وأنه نزل في أرض أمام دار أبي أيوب الأنصاري, وقال: هاهنا المنزل إن شاء الله, ثم انتقل إلى بيت أبي أيوب رضي الله عنه. * بناء المسجد النبوي: - أول خطوة خطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك هو بناء المسجد النبوي, واختار له المكان الذي بركت فيه ناقته صلى الله عليه وسلم, فاشتراه من غلامين يتيمين كانا يملكانه, وأسهم في بنائه بنفسه, فكان ينقل اللَّبِن والحجارة ويقول: اللهم لا عَيشَ إلا عيَشُ الآخرة فاغِفر للأنصار والمُهاَجِرةَ - وكان يقول: هذا الحِمَالُ لا حِمَال خَيبَر هذا أبَرُّ رَبَّنَا وأطهَر - وكان ذلك مما يزيد نشاط الصحابة في العمل, حتى إن أحدهم ليقول: لئن قَعَدنا والنبي يَعمَل ذاك منَّا العَمَلُ المُضَللَّ - وكانت في ذلك المكان قبور للمشركين, وكان فيه خرب, ونخل, وشجرة من غَرقدَ, فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت, وبالخَرب فسويت, وبالنخل والشجرة فقطعت, وصفت في قبلة المسجد, وكانت القِبلةَ إلى بيت المقدس, وجُعِلت عضادتَاه من حجارة, وأقيمت حيطانه من اللَّبِن والطين, وجعل سقفه من جريد النخل, وعمُدُه الجذوع, وفرشت أرضه بالرمال, والحصباء, وجعلت له ثلاثة أبواب, وطوله مما يلي القبلة إلى مؤخره مائة ذراع, والجانبان مثل ذلك أو دونه, وكان أساسه قريباً من ثلاثة أذرع. وبني بجانبه بيوتاً بالحجر واللَّبِن, وسقفها بالجريد, والجذوع, وهي حُجرات أزواجه صلى الله عليه وسلم, وبعد تكامل الحجرات انتقل إليها من بيت أبي أيوب. - ولم يكن المسجد موضعاً لأداء الصلوات فحسب؛ بل كان جامعة يتلقى فيها المسلمون تعاليم الإسلام وتوجيهاته, ومنتدى تلتقي وتتآلف فيه العناصر القبلية المختلفة التي طالما نافرت بينها النزعات الجاهلية وحروبها, وقاعدة لإدارة جميع الشؤون وبث الانطلاقات, وبرلمان لعقد المجالس الاستشارية والتنفيذية. - وكان مع هذا كله داراً يسكن فيها عدد كبير من فقراء المهاجرين اللاجئين (أهل الصُّفّة), الذين لم يكن لهم هناك دار, ولا مال, ولا أهل, ولا بنون. وفي أوائل الهجرة شُرِع الأذان, حيث رأى في المنام؛ عبد الله بن زيد ابن عبد ربه رضي الله عنه صيغة الأذان؛ فأقره النبي عليه السلام على ذلك, وقد وافقت رؤياه عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ فأقره النبي عليه السلام. ![]() مرتسم يدوي تخيلي للمسجد النبوي في عصر النبوة - كان اسم المدينة النبوية "يثرب"قبل هجرة الرسول عليه السلام إليها, ويثرب اسم رجل كان أول من سكن المدينة النبوية بعد الطوفان, وهناك أكثر من رواية حول سبب التسمية, إلاّ أن الثابت أن العرب عند ظهور الإسلام كانوا يدعونها بهذا الاسم. ثم تغير إلى اسم "المدينة النبوية" بعد الهجرة النبوية المباركة. - وحسب المدينة النبوية: أنها دار الإيمان, ومتبوأ الهدى والفرقان, والعاصمة الأولى للإسلام, وحاضنة مسجد رسول الله وقبره الشريف, فالاسم المعروفة به هو " المدينة", وهو علم عليها إذا أطلقت كلمة المدينة دون إضافة, وقد ذكر هذا الاسم في القرآن الكريم في أربعة مواضع, كما ذكر في السُّنَّة النبوية أيضاً, ويضاف إليها ((النبوية)) لسكن الرسول عليه السلام فيها؛ ويضاف إليها أيضاً "المنورة"؛ لأنها أضاءت بنور الله, وبهدي رسوله صلى الله عليه وسلم. - لقد نالت المدينة النبوية حباً كبيراً من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ, وكانت لها المكانة العالية الجلية في قلبه, هذا مما جعل المسلمون يُكنُّون لها كل الحب؛ محبة لله, ورسوله, وإتباعاً للسُّنَّة المطهرة؛ لأن الله ـ تعالى ـ قد فرض علينا أن نحب ما كان يحبه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وروى الإمام أحمد في مسنده (من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله عز وجل هي طابة, هي طابة). - وذكر البخاري في تاريخه قول النبي صلى الله عليه وسلم-من قال يثرب مرة, فليقل المدينة عشر مرات ) وفي هذا القول الكريم مدلول على ما دلنا عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أن تسمية التي لحقت بها (أي يثرب) إنما جاءت على عهد اليهود الذين سموها بها, وهي تعني الفساد ـ عياذاً بالله تعالى ـ. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10085 |
وسام التميز العام
![]() |
![]() الحمدلله والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاه واتم التسليم
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10086 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() قال الشافعي في القناعة : تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه وإن خالفتني وعصيت قولي ..... فلا تجزع إذا لم تعط طاعه |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10087 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() تعلم كيف يفكر الفاشل .. ولكن ![]() تغيير نمط تفكيرك لينسجم مع تفكير الناجحين وليتنافر مع تفكير الفاشلين 1- الناجح يفكر في الحل والفاشل يفكر في المشكلة 2- الناجح لا تنضب أفكاره والفاشل لا تنضب أعذاره 3- الناجح يساعد الآخرين والفاشل يتوقع المساعدة من الآخرين 4- الناجح يرى حلا في كل مشكلة والفاشل يرى مشكلة في كل حل 5- الناجح يقول : الحل صعب لكنه ممكن والفاشل يقول : الحل ممكن ولكنه صعب 6- الناجح يعتبر الإنجاز التزاما يلبيه والفاشل لا يرى في الإنجاز أكثر من وعد يعطيه 7- الناجح لديه أحلاما يحققها والفاشل لديه أوهام وأضغاث أحلام يبددها 8- الناجح يقول : عامل الناس كما تحب أن يعاملوك والفاشل يقول : اخدع الناس قبل أن يخدعوك 9- الناجح يرى في العمل أمل والفاشل يرى في العمل ألم 10- الناجح ينظر للمستقبل ويتطلع لما هو ممكن والفاشل ينظر للماضي ويتطلع لما هو مستحيل 11- الناجح يختار ما يقول والفاشل يقول دون أن يختار 12- الناجح يناقش بقوة وبلغة لطيفة والفاشل يناقش بضعف وبلغة فظة 13- الناجح يتمسك بالقيم ويتنازل عن الصغائر والفاشل يتشبث بالصغائر ويتنازل عن القيم 14- الناجح يصنع الأحداث والفاشل تصنعه الأحداث -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10088 |
![]() |
![]() فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وها قد مضى أيها الأحبة شهر رجب، ودخل شعبان، وفاز من فاز بالتقرب والاستعداد في رجب لرمضان، ودخل شعبان والناس عنه غافلة. ولنا مع هذا الشهر المبارك وقفات ننظر فيها حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحال سلف الأمة، الذين أمرنا بالاقتداء بهم، مع ذكر بعض فضائله وأحكامه. عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال : ((ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)) [رواه النسائي]. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليه في شعبان، [رواه الإمام أحمد]. ومن شدة محافظته صلى الله عليه وسلم على الصوم في شعبان أن أزواجه رضي الله عنهن، كن يقلن أنه يصوم شعبان كله، مع أنه صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شهر غير رمضان، فهذه عائشة رضي الله عنها وعن أبيها تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان. [رواه البخاري ومسلم]. وفي رواية عن النسائي والترمذي قالت: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان، كان يصومه إلا قليلا، بل كان يصومه كله، وفي رواية لأبى داود قالت: كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان. وهذه أم سلمة رضي الله عنها تقول: ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان)). ولشدة معاهدته صلى الله عليه وسلم للصيام في شعبان، قال بعض أهل العلم: إن صيام شعبان أفضل من سائر الشهور، وإن كان قد ورد النص أن شهر الله المحرم هو أفضل الصيام بعد رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)) [رواه مسلم]. وعند النسائي بسند صحيح عن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم)). وذكر أهل العلم حكما في تفضيل التطوع بالصيام في شعبان على غيره من الشهور: منها: أن أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده، وذلك يلتحق بصيام رمضان، لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالنسبة للصلاة، فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه، ولذلك فإنك تجد رمضان يسبق بالصيام من شعبان والاستكثار منه ثم بعد انقضاء رمضان يسن صيام ست من شوال، فهي كالسنن الرواتب التي قبل وبعد الصلاة المفروضة. ومن الحكم كذلك في الإكثار من صيام شعبان: ما تضمنه حديث أسامة بن زيد المتقدم ذكره وفيه قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فبين له صلى الله عليه وسلم سبب ذلك فقال له: ((ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان)) وماذا أيضا؟ قال: ((وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)). إن هذا الحديث تضمن معنيين مهمين: أحدهما: أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان. وثانيهما: أن الأعمال ترفع وتعرض على رب العالمين، فأما كون شعبان تغفل الناس فيه عنه، فإن ذلك بسبب أنه بين شهرين عظيمين، وهما الشهر الحرام رجب، وشهر الصيام رمضان، فاشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولا عنه، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان لأن رجب شهر محرم، وهذا ليس بصحيح، فإن صيام شعبان أفضل من صيام رجب للأحاديث المتقدمة. وفي قوله: ((يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان)) إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو حتى الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه إما مطلقا أو الخصوصية فيه، لا يتفطن لها أكثر الناس، فيشتغلون بالمشهور عندهم عنه، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم، ولما كان الناس يشتغلون بغير شعبان عن شعبان فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعمره بالطاعة وبالصيام، ويقول لأسامه لما رآه مستفهما عن سبب الإكثار من الصيام في شعبان، ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه بين رجب ورمضان، ولذلك قال أهل العلم: وهذه لفتة فتنبه لها يا عبد الله قالوا: هذا فيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، ولذا كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة ويقولون: هي ساعة غفلة، وكذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم فضل القيام في وسط الليل لشمول الغفلة لأكثر الناس فيه عن الذكر كما قال: ((إن افضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل)) ولهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يؤخر العشاء لنصف الليل، وإنما علل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: مكثنا ذات ليلة ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة، فخرج إلينا حين ذهب ثلث الليل أو بعده، فلا ندري أشيء شغله في أهل، أو غير ذلك؟ فقال حين خرج: ((انكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم ولولا أن يثقل على أمتي لصليت بهم هذه الساعة)) [رواه مسلم]. وفي رواية: ((ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم)) وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بالذكر في وقت من الأوقات لا يوجد فيه ذاكر ولاستيلاء الغفلة على الناس ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القران، ليحصل التأهب لتلقي رمضان وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، ولهذه المعاني المتقدمة وغيرها كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في هذا الشهر المبارك، ويغتنم وقت غفلة الناس وهو من؟ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولذلك فإن السلف كان يجدّون في شعبان، ويتهيأون فيه لرمضان قال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القراء. وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القران، قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع، وقال أيضا: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان، وها قد مضى رجب فما أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد رمضان، هذا حال نبيك وحال سلف الأمة في هذا الشهر المبارك، فما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات: مضى رجب وما أحسنت فيـه وهذا شهر شـعبان المبـارك فيـا من ضيع الأوقـات جهلا بحرمتها أفق واحـذر بواركفسـوف تفـارق اللذات قهـرا ويخلى الموت قهرا منك داركتدارك ما استطعت من الخطايا بتوبة مخلص واجعل مـدارك على طلب السـلامة من جحيم فخير ذوي الجرائم من تدارك وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)) [رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح]. ولنا مع هذا الحديث الذي يتعلق بالنصف من شعبان أربع وقفات مهمة: الأولى: أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشرك فتفقد نفسك يا عبد الله، وفتش باطنها، فلعلك أن تكون مبتلى بشيء من هذه الشركيات المنتشرة في الأمة، ولا تظنن بنفسك خيرا بل فاتهمها في جانب الله وفي تقصيرها، ولا تقل أني بريء من الشركيات، ولا يمكن أن أقع فيها، ويكفى أنني أعيش في بلد التوحيد، فإن هذا غرور وجهل منك، إذا كان أبو الأنبياء وإمام الحنفاء خليل الرحمن يخشى على نفسه الشرك، بل يخشى على نفسه وعلى بنيه عبادة الأصنام، قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام وقد بين إبراهيم ما يوجب الخوف من ذلك فقال: رب انهن أضللن كثيراً من الناس .قال إبراهيم التيمي: من يأمن البلاء بعد إبراهيم؟ فلا يأمن الوقوع في الشرك إلا من هو جاهل به، وبما يخلصه منه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه؟ فقال: الرياء)) الوقفة الثانية: خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين، والشحناء هي: حقد المسلم على أخيه المسلم بغضا له لهوى في نفسه، لا لغرض شرعي ومندوحة دينية، فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة، كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: انظروا هذين حتى يصطلحا))، وقد وصف الله المؤمنين عموما بأنهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، فأقِل يا عبد الله حتى تُقال. الوقفة الثالثة: إحياء بعض الناس لليلة النصف من شعبان، وبعضهم يصليها في جماعة ويحتفلون بأشياء وربما زينوا بيوتهم، وكل هذا من البدع المحدثة التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحبه ولا تابعوهم، وهم الحجة لمن أراد سواء السبيل وما ثبت في هذه الليلة من فضل هو ما قدمناه من أنك يجب عليك أن تحقق التوحيد الواجب، وتنأى بنفسك عن الشرك، وأن تصفح وتعفوا عمن بينك وبينه عداوة وشحناء، أما إحداث البدع في هذه الليلة فإن أهلها هم أولى الناس بالبعد عن رحمة الله، وأن ينظروا هم حتى يتوبوا من بدعتهم. لوقفة الرابعة: أن لا يصوم الإنسان بعد منتصف شعبان بنية استقبال رمضان وحتى يحتاط لشهر رمضان بزعمه فإن هذا من التنطع والغلو في الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان)) فهذا الحديث وما في معناه للمتنطعين والمتشددين الذين يستقبلون رمضان بالصيام بنية الاحتياط لرمضان، فهذا منهي عنه، ولا يدخل في هذا أن يصوم الإنسان ما كان معتادا له من صيام الاثنين والخميس مثلا، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو القضاء، أو النذر. وما له تعلق بهذا أيضا، حرمة صيام يوم الشك قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم. ويوم الشك هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أو من شعبان و هو يوم الثلاثين، فيحرم صومه بنية الاحتياط قال: صلى الله عليه وسلم: ((لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صوما فليصمه)) فهذا في الرجل الذي له عادة ويصومه بنية التطوع لا بنية الفرض، وأنه من رمضان أو بنية الاحتياط، فالنية هي الفيصل هنا، ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)). اللهم إننا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا . http://alminbar.net/malafilmy/shabaan/malaf1.htm تباع الأثر - شبكة الفجر |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10089 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() أبهى من البدر في ليل التمـــــــام و قـل أسخى من البحر بل أرســـى من العلـمِ أصفى من الشمسِ في نطق و موعـظةٍ أمضى من السيف في حكم و في حكمِ أغرٌ تشـرق مـن عينيــــــــــه ملحمـــــةٌ من الضياء لتجلـو الظـــــلـم و الظلـــــــمِ في همة عصفت كالــــــدهـر و اتقـــدتْ كم مزقت من أبي جهــل و من صنــــــمِ أتي اليتيـم أبـو الأيتـــــــام فـــــــي قَـدَرٍ أنهـى لأمتـه مـا كـان مـن يُتـــــــــــــــمِ محرر العقـل بانـي المجـــــــد باعثـــــنـا من رقدة في دثار الشـرك و اللمـــــــــمِ بنـور هديـك كحلـنـــــــا محاجـــــــــــرنـا لمـا كتبنـا حروفنـا صــــــــــــغتهـا بـدمِ من نحـن قبلـك إلا نقطـةٌ غرقـــــــــــتْ في اليم بل دمعة خرساء فـي القــــدمِ ----------------- مشاركة / همس الذكريات |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |