منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 10-06-2015, 03:06 AM   #10281
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-2015, 03:08 AM   #10282
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-2015, 03:10 AM   #10283
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-2015, 03:12 AM   #10284
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-2015, 03:17 AM   #10285
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-2015, 03:48 AM   #10286
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

فوائد من كتاب: (الرسالة التبوكية)
للإمام ابن القيم –رحمه الله-
بسم الله الرحمن الرحيم
• قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب}.
اشتملت هذه الآية على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم، فيما بينهم بعضهم بعضا وفيما بينهم وبين ربهم.
• البر والتقوى: هما جماع الدين كله، وإذا أفرد كل واحد من الاسمين دخل في مسمى الآخر إما تضمنا وإما لزوما، ودخوله فيه تضمنا أظهر؛ لأن البر جزء مسمى التقوى، وكذلك التقوى فإنه جزء مسمى البر، وكون أحدهما لا يدخل في الآخر عند الاقتران لا يدل على أنه لا يدخل فيه عند انفراد الآخر، و نظير هذا لفظ الإيمان والإسلام والإيمان والعمل الصالح والفقير والمسكين والفسوق والعصيان والمنكر والفاحشة ونظائره كثيرة.. وأما عند اقتران أحدهما بالآخر كقوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} فالفرق بينهما فرق بين السبب المقصود لغيره والغاية المقصودة لنفسها، فإن البر مطلوب لذاته، إذ هو كمال العبد وصلاحه الذي لا صلاح له بدونه كما تقدم. وأما التقوى فهي الطريق الموصل إلى البر والوسيلة إليه.
• حقيقة البر: هو الكمال المطلوب من الشيء والمنافع التي فيه والخير ..ومنه البُر بالضم.
• ذم الله تعالى في كتابه من ليس له علم بحدود ما أنزل الله على رسوله؛ فإن عدم العلم بذلك مستلزم مفسدتين عظيمتين:
إحداهما: أن يدخل في مسمى اللفظ ما ليس منه،كالنكاح وإدخال ما ليس منه فيه.
والثانية: أن يخرج من مسمى اللفظ بعض أفراده الداخلة فيه,كإخراج بعض المسكرات من الخمر.
• المقصود من اجتماع الناس وتعاشرهم: التعاون على البر والتقوى، فيعين كل واحد صاحبه على ذلك علما وعملا.
• الفرق بين الإثم والعدوان كالفرق ما بين محرم الجنس ومحرم القدر؛ فالإثم ما كان حراما لجنسه، والعدوان ما حرم لزيادة في قدر وتعدي ما أباح الله منه...
• البر: كلمة جامعة لجميع أنواع الخير والكمال والمطلوب من العبد.
• والتقوى: العمل بطاعة الله إيمانا واحتسابا، أمرا ونهيا، فيفعل ما أمر الله به إيمانا بالأمر وتصديقا بوعده، ويترك ما نهى الله عنه إيمانا بالنهي وخوفا من وعيده.
• والإثم: كلمة جامعة للشرور والعيوب التي يذم العبد عليها.
• العدوان: هو تعدي حدود الله.
• {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الأيمان في قلوبكم} هؤلاء - على أصح القولين - : مسلمون غير منافقين، وليسوا بمؤمنين.
• جمع الله خصال البر في قوله تعالى:{ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}.
• الفرق بين قوله تعالى:
{تلك حدود الله فلا تعتدوها}و{تلك حدود الله فلا تقربوها}: أن حدوده سبحانه هي النهايات الفاصلة بين الحلال والحرام، ونهاية الشيء تارة تدخل فيه فتكون منه وتارة لا تكون داخلة فيه فتكون لها حكم المقابلة فبالاعتبار الأول نهى عن تعديها، وبالاعتبار الثاني نهى عن قربانها.
• فوائد من قول الله تعالى: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين، فقربه إليهم قال ألا تأكلون فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم}:
1- (هل) إذا جاءت في صدر الكلام تضمنت تعظيم هذا الأمر، وهذه القصة, والتنبيه على تدبرها ومعرفتها وما تضمنته.
2-التنبيه على أن إتيان هذا إليك علم من أعلام النبوة؛ فإنه من الغيب الذي لا تعمله أنت ولا قومك فهل أتاك من غير إعلامنا وإرسالنا وتعريفنا؟
3-قوله: "ضيف إبراهيم المكرمين" متضمن لثنائه على خليله إبراهيم؛ فإن في المكرمين قولين:
أحدهما: إكرام إبراهيم لهم؛ ففيه مدح إبراهيم بإكرام الضيف.
والثاني: أنهم مكرمون عند الله كقوله تعالى: {بل عباد مكرمون} وهو متضمن أيضا لتعظيم خليله ومدحه، إذ جعل ملائكته المكرمين أضيافا له.
4-قوله: {فقالوا سلاما قال سلام} متضمن بمدح آخر لإبراهيم؛ حيث رد عليهم السلام أحسن مما حيوه به، فإن تحيتهم باسم منصوب متضمن لجملة
فعلية تقديره: سلمنا عليك سلاما، وتحية إبراهيم لهم باسم مرفوع متضمن لجملة
اسمية تقديره: سلام دائم أو ثابت أو مستقر عليكم.
5-قوله:{قوم منكرون} في هذا من حسن مخاطبة الضيف والتذمم منه وجهان في المدح:
إحداهما: أنه حذف المبتدأ والتقدير: أنتم قوم منكرون، فتذمم منهم ولم يواجههم بهذا الخطاب لما فيه من الاستيحاش.
الثاني:أنه حذف فاعل الإنكار وهو الذي كان أنكرهم، كما قال في موضع آخر ( نكرهم ) ولا ريب أن قوله ( منكرون ) ألطف من أن يقول: أنكرتكم.
6-قوله: {فراغ إلى أهله} الروغان: الذهاب بسرعة واختفاء وهو يتضمن المبادرة إلى إكرام الضيف، والاختفاء يتضمن ترك تخجيله وألا يعرضه للحياء.
7-قوله تعالى: {إلى أهله} مدح آخر؛ لما فيه من الإشعار أن كرامة الضيف معدّة حاصلة عند أهله.
8-قوله: {فجاء بعجل سمين} يتضمن ثلاثة أنواع من المدح:
أحدها: خدمة ضيفه بنفسه؛ فإنه لم يرسل به وإنما جاء به بنفسه.
الثاني: أنه جاءهم بحيوان تام لم يأتهم ببعضه؛ ليتخيروا من أطيب لحمه ما شاءوا.
الثالث: أنه سمين ليس بهمزول.
9-قوله: {إليهم} متضمن المدح وآدابا أخرى، وهو إحضار الطعام إلى بين يدي الضيف، بخلاف من يهيئ الطعام في موضع ثم يقيم ضيفه فيورده عليه.
10-قوله: {ألا تأكلون} فيه مدح وآداب آخر؛ فإنه عرض عليهم الأكل بقوله: {ألا تأكلون} وهذه صيغة عرض مؤذنة بالتلطف، بخلاف من يقول: ضعوا أيديكم في الطعام، كلوا، تقدموا، ونحو هذا.
11-قوله: {فأوجس منهم خيفة}؛ لأنه لما رآهم لا يأكلون من طعامه أضمر منهم خوفا أن يكون معهم شر؛ فإن الضيف إذا أكل من طعام رب المنزل اطمأن إليه وأنس به، فلما علموا منه ذلك قالوا: {لا تخف وبشروه بغلام عليم}.
12-هذا الغلام: إسحاق لا إسماعيل..كما قال تعالى: {فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب}.
13-قوله تعالى: {فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم} فيه بيان ضعف عقل المرأة وعدم ثباتها.
14-قوله: {عجوز عقيم} فيه حسن أدب المرأة عند خطاب الرجال واقتصارها من الكلام على ما يتأدى به الحاجة؛ فإنها حذفت المبتدأ ولم تقل: أنا عجوز عقيم، واقتصرت على ذكر السبب الدال على عدم الولادة لم تذكر غيره.
15-قوله تعالى: {قالوا كذلك قال ربك} متضمن لإثبات صفة القول له. وقوله: {إنه هو الحكيم العليم} متضمن لإثبات صفة الحكمة والعلم اللذين هما مصدر الخلق والأمر.
16-جميع ما خلقه سبحانه صادر عن علمه وحكمته، وكذلك أمره وشرعه..والعلم والحكمة متضمنان لجميع صفات الكمال، فالعلم يتضمن الحياة و لوازم كمالها..والحكمة تتضمن كمال الإرادة والعدل والرحمة..ووضع الأشياء في مواضعها على أحسن وجوهها..
17-قوله تعالى: {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} التفريق بين الإسلام والإيمان هنا لسر اقتضاه الكلام؛ فإن الإخراج هنا عبارة عن النجاة فهو إخراج نجاة من العذاب, و لا ريب أن هذا مختص بالمؤمنين المتبعين للرسل ظاهرا وباطنا.
وقوله تعالى: {فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} لما كان الموجودون من –التبعيضية- المخرجين أوقع اسم الإسلام عليهم؛ لأن امرأة لوط كانت من أهل هذا البيت وهي مسلمة في الظاهر، فكانت في البيت الموجودين لا في القوم الناجيين.
18-خيانة امرأة لوط: أنها كانت تدل قومها على أضيافه وقلبها معهم.
19-قوله تعالى: {وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم} فيه دليل على أن آيات الله سبحانه وعجائبه التي فعلها في هذا العالم وأبقى آثارها دالةً عليه وعلى صدق رسله إنما ينتفع بها من يؤمن بالمعاد ويخشى عذاب الله تعالى.
• انفراد العبد في طريق طلبه دليل على صدق المحبة.
• من أراد هذا السفر (إلى الله والدار الآخرة) فعليه بمرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء، فإنه يبلغ بمرافقتهم إلى مقصده، وليحذر من مرافقة الأحياء الذين هم في الناس أموات، فإنهم يقطعون عليه طريقه.
• صفات من هذه حاله: غريب محبوب يرى ما الناس فيه ولا يرون ما هو فيه، يقيم لهم المعاذير ما استطاع، ويحضهم بجهده وطاقته، سائرا فيهم بعينين: عين ناظرة إلى الأمر والنهى، بها يأمرهم وينهاهم ويواليهم ويعاديهم، ويؤدي لهم الحقوق و يستوفيها عليهم. وعين ناظرة إلى القضاء والقدر بها يرحمهم ويدعو لهم و يستغفر لهم، ويلتمس وجوه المعاذير فيما لا يخل بأمر و لا يعود بنقض شرع، وقد وسعهم بسطته ورحمته ولينه ومعذرته، وقف عند قوله تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} متدبرا لما تضمنته هذه الآية من حسن المعاشرة مع الخلق وأداء حق الله فيهم والسلامة من شرهم.
• لو فكر الرجل في كل شر يلحقه من العالم - أعني الشر الحقيقي الذي لا يوجب له الرفعة والزلفى من الله - وجد سببه الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها (التي في الآية السابقة).
• قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله} تضمنت هذه الكلمات مراعاة حق الله وحق الخلق، فإنهم إما أن يسيئوا في حق الله وفي حق رسوله، فإن أساءوا في حقك فقابل ذلك بعفوك عنهم وإن أساءوا في حقي فاسألني أغفر لهم واستجلب قلوبهم، وأستخرج ما عندهم من الرأي بمشاورتهم، فإن ذلك أحرى في استجلاب طاعتهم وبذل النصيحة، فإذا عزمت فلا استشارة بعد ذلك بل توكل وامض لما عزمت عليه من أمرك فإن الله يحب المتوكلين.
• قالت عائشة رضي الله عنها:" كان خلقه القرآن "، وهذا لا يتم إلا بثلاثة أشياء:
أحدها: أن يكون العود طيبا. (طبيعة الشخص)
الثاني: أن تكون النفس قوية غالبة قاهرة لدواعي البطالة والغي والهوى.
الثالث: علم شاف بحقائق الأشياء وتنزيلها منازلها.
فإذا اجتمعت فيه هذه الخصال الثلاث وساعد التوفيق فهو القسم الذي سبقت لهم من ربهم الحسنى، وتمت لهم العناية.
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-2015, 04:28 AM   #10287
سيسيل الزهراني
وسام التميز العام
 
الصورة الرمزية سيسيل الزهراني
 







 
سيسيل الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

اللهم صلي على محمد عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
اللهم وفقنى في زواجي وارزقنا الذريه الصالحه.
أخر مواضيعي
سيسيل الزهراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-2015, 04:46 AM   #10288
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من فوائد كتاب (تهذيب مدارج السالكين
للإمام ابن القيم)
بسم الله الرحمن الرحيم
1- "صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم" أضاف النعمة إليه، وحذف فاعل الغضب لوجوه:
منها: أن النعمة هي الخير والفضل، والغضب من باب الانتقام والعدل، والرحمة تغلب الغضب، فأضاف إلى نفسه أكمل الأمرين، وأسبقهما وأقواهما، وهذه طريقة القرآن في إسناد الخيرات والنعم إليه، وحذف الفاعل في مقابلتهما..
الوجه الثاني: أن الله سبحانه هو المنفرد بالنعم .. فأضيف إليه ما هو منفرد به.. وأما الغضب على أعدائه فلا يختص به تعالى، بل ملائكته وأنبياؤه ورسله وأولياؤه يغضبون لغضبه..
الوجه الثالث: أن في حذف فاعل الغضب من الإشعار بإهانة المغضوب عليه، وتحقيره وتصغير شأنه ما ليس في ذكر فاعل النعمة من إكرام المنعم عليه والإشادة بذكره، ورفع قدره ما ليس في حذفه..
2- قال الفراء: العرب تسمي ما يوصل إلى الإنسان: كلاما، بأي طريق وصل، ولكن لا تحققه بالمصدر، فإذا حققته بالمصدر لم يكن إلا حقيقة الكلام، كالإرادة، يقال: فلان أراد إرادة يريدون حقيقة الإرادة..
3- "وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون" ما أضل الله سبحانه أحدا قط إلا بعد هذا البيان (البيان العام)..
4- من أراد أن تصدق رؤياه فليتحر الصدق وأكل الحلال، والمحافظة على الأمر والنهي، ولينم على طهارة كاملة مستقبل القبلة، ويذكر الله حتى تغلبه عيناه، فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة..
5- وأصدق الرؤيا: رؤيا الأسحار، فإنه وقت النزول الإلهي، واقتراب الرحمة والمغفرة، وسكون الشياطين، وعكسه رؤيا العتمة، عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية، وقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: رؤيا المؤمن كلام يكلم به الرب عبده في المنام.
6- اشتملت الفاتحة على الشفاءين: شفاء القلوب، وشفاء الأبدان.
7- كثيرا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: {إياك نعبد} تدفع الرياء {وإياك نستعين} تدفع الكبرياء.
8- الناس قسمان: مقر بالحق تعالى، وجاحد له، فتضمنت الفاتحة إثبات الخالق تعالى، والرد على من جحده، بإثبات ربوبيته تعالى للعالمين.
9- سمعت شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية قدس الله روحه يقول: كيف يطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء؟ وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت:
وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
ومعلوم أن وجود الرب تعالى أظهر للعقول والفطر من وجود النهار، ومن لم ير ذلك في عقله وفطرته فليتهمهما.
10- سر الخلق والأمر، والكتب والشرائع، والثواب والعقاب انتهى إلى هاتين الكلمتين (إياك نعبد وإياك نستعين)..
11- العبادة تجمع أصلين: غاية الحب بغاية الذل والخضوع.
12- تقديم " العبادة " على " الاستعانة " في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل..
13- العبودية محفوفة بإعانتين: إعانة قبلها على التزامها والقيام بها، وإعانة بعدها على عبودية أخرى، وهكذا أبدا، حتى يقضي العبد نحبه.
14- قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه: تأملت أنفع الدعاء؛ فإذا هو سؤال العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في: {إياك نعبد وإياك نستعين}
15- لا يكون العبد متحققا بــــ {إياك نعبد} إلا بأصلين عظيمين: أحدهما: متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
والثاني: الإخلاص للمعبود.
16- أهل الإخلاص للمعبود والمتابعة، هم أهل "إياك نعبد" حقيقة، فأعمالهم كلها لله، وأقوالهم لله، وعطاؤهم لله، ومنعهم لله، وحبهم لله، وبغضهم لله، فمعاملتهم ظاهرا وباطنا لوجه الله وحده، لا يريدون بذلك من الناس جزاء ولا شكورا .. بل قد عدوا الناس بمنزلة أصحاب القبور، لا يملكون لهم ضرا ولا نفعا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا..
17- أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته، فأفضل العبادات في وقت الجهاد: الجهاد..والأفضل في وقت حضور الضيف مثلا القيام بحقه.. والاشتغال به عن الورد المستحب، وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل..
18- المتحقق بــ " {إياك نعبد وإياك نستعين} ..هو لله وبالله ومع الله، قد صحب الله بلا خلق، وصحب الناس بلا نفس..
19- {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} أي: مهملا، قال الشافعي: لا يؤمر ولا ينهى، وقال غيره: لا يثاب ولا يعاقب، والصحيح الأمران..
20- فأصل العبادة: محبة الله، بل إفراده بالمحبة، وأن يكون الحب كله لله..
21- بنى {إياك نعبد} على أربع قواعد: التحقق بما يحبه الله ورسوله ويرضاه، من قول اللسان، والقلب، وعمل القلب، والجوارح، فالعبودية: اسم جامع لهذه المراتب الأربع.. فــ {إياك نعبد} التزام لأحكام هذه الأربعة، وإقرار بها، {وإياك نستعين} طلب للإعانة عليها والتوفيق لها، و{اهدنا الصراط المستقيم} متضمن للتعريف بالأمرين على التفصيل، وإلهام القيام بهما، وسلوك طريق السالكين إلى الله بها..
22- أما مرتبة أصحاب اليمين: فأداء الواجبات، وترك المحرمات، مع ارتكاب المباحات، وبعض المكروهات، وترك بعض المستحبات.
23- وأما رتبة المقربين: فالقيام بالواجبات والمندوبات، وترك المحرمات والمكروهات، زاهدين فيما لا ينفعهم في معادهم، متورعين عما يخافون ضرره..
24- الصبر واجب باتفاق الأمة، قال الإمام أحمد: ذكر الله الصبر في تسعين موضعا من القرآن، أو بضعا وتسعين، وله طرفان أيضا: واجب مستحق، وكمال مستحب.
25- شهوة الكبائر معصية، فإن تركها لله مع قدرته عليها أثيب، وإن تركها عجزا بعد بذله مقدوره في تحصيلها استحق عقوبة الفاعل، لتنزيله منزلته في أحكام الثواب والعقاب..
26- التحقيق: أن حركة اللسان بالكلام لا تكون متساوية الطرفين، بل إما راجحة وإما مرجوحة، لأن للسان شأنا ليس لسائر الجوارح.. وكل ما يتلفظ به اللسان فإما أن يكون مما يرضي الله ورسوله أو لا، فإن كان كذلك فهو الراجح، وإن لم يكن كذلك فهو المرجوح..
27- في الحديث: «من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، ففقئوا عينه فقد هدرت عينه».. وهذا إذا لم يكن للناظر سبب يباح النظر لأجله، كعورة له هناك ينظرها، أو ريبة هو مأمور أو مأذون له في الاطلاع عليها..
28- قال تعالى: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} قال مقاتل: استعن عليهم بركبان جندك ومُشاتهم. فكل راكب وماش في معصية الله فهو من جند إبليس.
29- الإيمان نصفين: نصف صبر، ونصف شكر، والصبر داخل في الشكر، فرجع الإيمان كله شكرا..
30- منتهى همة الصادقين أرباب البصائر إلى ثلاثة أشياء:
أحدها: الكشف عن منازل السير.
والثاني: الكشف عن عيوب النفس، وآفات الأعمال ومفسداتها.
والثالث: الكشف عن معاني الأسماء والصفات، وحقائق التوحيد والمعرفة.
وهذه الأبواب الثلاثة هي مجامع علوم القوم. وعليها يحومون. وحولها يدندنون. وإليها يشمرون.
31- شهادة العقل بالجزاء كشهادته بالوحدانية، ولهذا كان الصحيح أن المعاد معلوم بالعقل، وإنما اهتدي إلى تفاصيله بالوحي..
32- البصيرة: تحقُّقُ الانتفاع بالشيء والتضرر به، وقال بعضهم: البصيرة ما خلصك من الحيرة، إما بإيمان وإما بعيان..
33- البصيرة تُنبِتُ في أرض القلب الفراسةَ الصادقة..
34- التوبة بين محاسبتين، محاسبة قبلها، تقتضي وجوبها، ومحاسبة بعدها، تقتضي حفظها..
35- وأما سوء الظن بالنفس فإنما احتاج إليه؛ لأن حسن الظن بالنفس يمنع من كمال التفتيش ..ولا يسيء الظن بنفسه إلا من عرفها، ومن أحسن ظنه بنفسه فهو من أجهل الناس بنفسه..
36- لعل تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه وأشد من معصيته..
37- إنك أن تبيت نائما وتصبح نادما، خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا..
38- منزل التوبة أول المنازل، وأوسطها، وآخرها، فلا يفارقه العبد السالك، ولا يزال فيه إلى الممات..
39- شرائط التوبة ثلاثة: الندم، والإقلاع، والاعتذار..
40- تعظيم الجناية يصدر عن ثلاثة أشياء: تعظيم الأمر، وتعظيم الآمر، والتصديق بالجزاء..
41- المؤمن من نوع الإنسان خير البرية على الإطلاق..
42- قال الله تعالى {وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين - لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين}
أخبر سبحانه أن الناس قسمان: حي قابل للانتفاع، يقبل الإنذار
وينتفع به، وميت لا يقبل الإنذار ولا ينتفع به، لأن أرضه غير زاكية ولا قابلة لخير البتة، فيحق عليه القول بالعذاب، وتكون عقوبته بعد قيام الحجة عليه، لا بمجرد كونه غير قابل للهدى والإيمان..
43- من عرف حقيقة نفسه وما طبعت عليه علم أنها منبع كل شر، ومأوى كل سوء، وأن كل خير فيها ففضل من الله من به عليها، لم يكن منها.. قال تعالى {ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون} فهذا الحب وهذه الكراهة لم يكونا في النفس ولا بها، ولكن هو الله الذي من بهما، فجعل العبد بسببهما من الراشدين..
44- لا يزال (الشيطان) يهون عليه أمرها (الصغيرة) حتى يصر عليها، فيكون مرتكب الكبيرة الخائف الوجل النادم أحسن حالا منه، فالإصرار على الذنب أقبح منه، ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار..
45- {ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} فمغايظة الكفار غاية محبوبة للرب مطلوبة له، فموافقته فيها من كمال العبودية..
46- فإن لم يكن (العبد) في تقدم فهو متأخر ولا بد، فالعبد سائر لا واقف، فإما إلى فوق، وإما إلى أسفل، إما إلى أمام وإما إلى وراء، وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف البتة..
47- (إعلام المقذوف المغتاب): لا يشترط الإعلام بما نال من عرضه وقذفه واغتيابه، بل يكفي توبته بينه وبين الله، وأن يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه بضد ما ذكره به من الغيبة، فيبدل غيبته بمدحه والثناء عليه، وذكر محاسنه، وقذفه بذكر عفته وإحصانه، ويستغفر له بقدر ما اغتابه، وهذا اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية، قدس الله روحه..
48- تأمل قوله: {يبدل الله سيئاتهم حسنات} ولم يقل: مكان كل واحدة واحدة، فهذا يجوز أن يبدل السيئة الواحدة بعدة حسنات بحسب حال المبدل..
49- توبة العبد إلى الله محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها، وتوبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من ربه، سابقة ولاحقة، فإنه تاب عليه أولا إذنا وتوفيقا وإلهاما، فتاب العبد، فتاب الله عليه ثانيا، قبولا وإثابة، قال الله سبحانه وتعالى {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم - وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم}..
50- الصحيح قول الجمهور: أن اللمم: صغائر الذنوب..
51- كل قول رتب الشارع ما رتب عليه من الثواب، فإنما هو القول التام، كقوله صلى الله عليه وسلم «من قال في يوم: سبحان الله وبحمده مائة مرة، حطت عنه خطاياه - أو غفرت ذنوبه - ولو كانت مثل زبد البحر» وليس هذا مرتبا على مجرد قول اللسان. نعم من قالها بلسانه، غافلا عن معناها، معرضا عن تدبرها، ولم يواطئ قلبه لسانه، ولا عرف قدرها وحقيقتها، راجيا مع ذلك ثوابها، حطت من خطاياه بحسب ما في قلبه، فإن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، فتكون صورة العملين واحدة، وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض، والرجلان يكون مقامهما في الصف واحدا، وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض..
52- ولا يستحق العبد اسم التائب حتى يتخلص من جميع أجناس المحرمات.
وهي اثنا عشر جنسا مذكورة في كتاب الله عز وجل: الكفر، والشرك، والنفاق، والفسوق، والعصيان، والإثم، والعدوان، والفحشاء، والمنكر، والبغي، والقول على الله بلا علم، واتباع غير سبيل المؤمنين.
53- الصحيح أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين، الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصيانا، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة، فهذا كفر أصغر، وإن اعتقد أنه غير واجب، وأنه مخير فيه، مع تيقنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر، وإن جهله وأخطأه فهذا مخطئ، له حكم المخطئين.
54- ثلاثة أصول، تقطع شجرة الشرك من قلب من وعاها وعقلها: لا شفاعة إلا بإذنه، ولا يأذن إلا لمن رضي قوله وعمله، ولا يرضى من القول والعمل إلا توحيده، واتباع رسوله.
55- قد هتك الله سبحانه أستار المنافقين، وكشف أسرارهم في القرآن، وجلى لعباده أمورهم، ليكونوا منها ومن أهلها على حذر، وذكر طوائف العالم الثلاثة في أول سورة البقرة: المؤمنين، والكفار، والمنافقين، فذكر في المؤمنين أربع آيات، وفي الكفار آيتين، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية، لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم، وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله، فإن بلية الإسلام بهم شديدة جدا، لأنهم منسوبون إليه، وإلى نصرته وموالاته، وهم أعداؤه في الحقيقة..
56- زرع النفاق ينبت على ساقيتين: ساقية الكذب، وساقية الرياء، ومخرجهما من عينين: عين ضعف البصيرة، وعين ضعف العزيمة، فإذا تمت هذه الأركان الأربع استحكم نبات النفاق وبنيانه..
57- وأحمدُ طبائع الحيوانات طبائع الخيل التي هي أشرف الحيوانات نفوسا، وأكرمها طبعا وكذلك الغنم، وكل من ألف ضربا من ضروب هذه الحيوانات اكتسب من طبعه وخلقه، فإن تغذى بلحمه كان الشبه أقوى فإن الغاذي شبيه بالمغتذى. ولهذا حرم الله أكل لحوم السباع وجوارح الطير لما تورث آكلها من شبه نفوسها بها، والله أعلم.
58- أجمع العارفون بالله أن التوفيق هو أن لا يكلك الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك.
59- {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} أي: فمغفرتك عن كمال قدرتك وحكمتك، لست كمن يغفر عجزا، ويسامح جهلا بقدر الحق، بل أنت عليم بحقك، قادر على استيفائه، حكيم في الأخذ به.
60- وهو سبحانه يحب موجب أسمائه وصفاته.
فهو عليم يحب كل عليم، جواد يحب كل جواد، وتر يحب الوتر، جميل يحب الجمال، عفو يحب العفو وأهله، حيي يحب الحياء وأهله، بر يحب الأبرار، شكور يحب الشاكرين، صبور يحب الصابرين، حليم يحب أهل الحلم..
61- شهودُ العبدِ نقصَ حالِه إذا عصى ربه، وتغير القلوب عليه، وجفولها منه، وانسداد الأبواب في وجهه، وتوعر المسالك عليه، وهوانه على أهل بيته وأولاده وزوجته وإخوانه. وتطلبه ذلك حتى يعلم من أين أُتي؟ ووقوعه على السبب الموجب لذلك، مما يقوي إيمانه، فإن أقلع وباشر الأسباب التي تفضي به إلى ضد هذه الحال، رأى العز بعد الذل، والغنى بعد الفقر، والسرور بعد الحزن، والأمن بعد الخوف، والقوة في قلبه بعد ضعفه ووهنه ازداد إيمانا مع إيمانه، فتقوى شواهد الإيمان في قلبه وبراهينه وأدلته في حال معصيته وطاعته، فهذا من الذين قال الله فيهم {ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون}.
---------------
يتبــــــع ان شاء الله في ما بعد
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-2015, 06:41 AM   #10289
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

62- إن العبد إذا وقع في الذنب، خرج من قلبه تلك الغلظة والقسوة، والكيفية الغضبية التي كانت عنده لمن صدر منه ذنب، حتى لو قدر عليه لأهلكه، وربما دعا الله عليه أن يهلكه ويأخذه..
63- كان شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه يقول: من أراد السعادة الأبدية، فليلزم عتبة العبودية.
64- إنما ينتفع بالعظة بعد حصول ثلاثة أشياء: شدة الافتقار إليها، والعمى عن عيب الواعِظ، وتذكر الوعد والوعيد.
65- من تجريبات السالكين التي جربوها فألفوها صحيحة أن من أدمن يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت أورثه ذلك حياة القلب والعقل. وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه شديد اللهج بها جدا، وقال لي يوما: لهذين الاسمين وهما الحي القيوم تأثير عظيم في حياة القلب..
66- ليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن، وإطالة التأمل فيه، وجمع الفكر على معاني آياته، فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما، وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما، وتتل في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه، وتشيد بنيانه وتوطد أركانه، وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه، وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم، وتبصره مواقع العبر، وتشهده عدل الله وفضله، وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه..
67- وأما مفسدات القلب فهي: كثرة الخِلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشبع، والمنام، فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب.
68- سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
69- صاحب الهمة العالية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان، والعمل الذي يقربه إلى الله، ويدنيه من جواره.
70- وبالجملة فأعدل النوم وأنفعه نوم نصف الليل الأول، وسدسه الأخير، وهو مقدار ثمان ساعات.
71- سميت القلاع: العواصم، لمنعها وحمايتها.
72- قيل للإمام أحمد: أيكون الرجل زاهدا، ومعه ألف دينار؟ قال: نعم على شريطة ألا يفرح إذا زادت ولا يحزن إذا نقصت..
73- من قرئ عليه القرآن فليقدر نفسه كأنما يسمعه من الله يخاطبه به، وعندئذ تزدحم معاني المسموع ولطائفه وعجائبه على قلبه..
74- الخوف المحمود الصادق: ما حال بين صاحبه وبين محارم الله عز وجل، فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط.. وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله.
75- القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر..
76- وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: العارف لا يرى له على أحد حقا، ولا يشهد على غيره فضلا، ولذلك لا يعاتب، ولا يطالب، ولا يضارب.
77- ما زوي عن (العبد) من الدنيا، أو ما لحقه منها من ضرر وأذى فهو مِنَّة أيضا من الله عليه من وجوه كثيرة، يستخرجها الفكر الصحيح..
78- قيل: لا تستوحش في طريقك من قلة السالكين، ولا تغتر بكثرة الهالكين.
79- بين العبد وبين السعادة والفلاح: قوة عزيمة، وصبر ساعة، وشجاعة نفس، وثبات قلب. والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
80- سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول:الزهد: ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع: ترك ما تخاف ضرره في الآخرة. وهذه العبارة من أحسن ما قيل في الزهد والورع وأجمعها.
81- "وثيابك فطر"..بين الثياب والقلوب مناسبة ظاهرة وباطنة؛ ولذلك تدل ثياب المرء في المنام على قلبه وحاله. ويؤثر كل منهما في الآخر؛ ولهذا نهى عن لباس الحرير والذهب، وجلود السباع، لما تؤثر في القلب من الهيئة المنافية للعبودية والخشوع. وتأثير القلب والنفس في الثياب أمر خفي يعرفه أهل البصائر من نظافتها ودنسها ورائحتها، وبهجتها وكسفتها، حتى إن ثوب البر ليعرف من ثوب الفاجر، وليسا عليهما.
82- قال لي يوما شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - في شيء من المباح: هذا ينافي المراتب العالية، وإن لم يكن تركه شرطا في النجاة. أو نحو هذا من الكلام.
83- قيل: من راقب الله في خواطره، عصمه في حركات جوارحه.
84- سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا، فاتهمه، فإن الرب تعالى شكور.
يعني: أنه لا بد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه، وقوة انشراح وقرة عين، فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول.
85- سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله تعالى روحه - يقول: أعظم الكرامة لزوم الاستقامة.
86- السلف يذكرون هذين الأصلين كثيرا - وهما الاقتصاد في الأعمال، والاعتصام بالسنة - فإن الشيطان يشم قلب العبد ويختبره، فإن رأى فيه داعية للبدعة، وإعراضا عن كمال الانقياد للسنة: أخرجه عن الاعتصام بها، وإن رأى فيه حرصا على السنة، وشدة طلب لها: لم يظفر به من باب اقتطاعه عنها، فأمره بالاجتهاد، والجور على النفس، ومجاوزة حد الاقتصاد فيها، قائلا له: إن هذا خير وطاعة، والزيادة والاجتهاد فيها أكمل، فلا تفتر مع أهل الفتور، ولا تنم مع أهل النوم، فلا يزال يحثه ويحرضه، حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها، فيخرج عن حدها، كما أن الأول خارج هذا الحد، فكذا هذا الآخر خارج عن الحد الآخر.
87- قال رسل الله وأنبياؤه: {وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا} فالعبد آفته إما من عدم الهداية، وإما من عدم التوكل، فإذا جمع التوكل إلى الهداية فقد جمع الإيمان كله.
88- التوكل نصف الدين، والنصف الثاني الإنابة، فإن الدين استعانة وعبادة، فالتوكل هو الاستعانة، والإنابة هي العبادة.
89- منزلة الثقة بالله تعالى، وهي التي لقنها الله تعالى لأم موسى بقوله لها: {فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني} فإن فعلها هذا هو عين ثقتها بالله تعالى، إذ لولا كمال ثقتها بربها لما ألقت بولدها وفلذة كبدها في تيار الماء، تتلاعب به أمواجه، وجريانه إلى حيث ينتهي أو يقف.
90- سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، ثم تلا قوله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}
91- الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد..
92- قيل: تجرع الصبْر، فإن قتلك قتلك شهيدا. وإن أحياك أحياك عزيزا.
93- أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه بالصبر الجميل،والصفح الجميل، والهجر الجميل، فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه، والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه، والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه.
94- الشكوى إلى الله عز وجل لا تنافي الصبر؛ فإن يعقوب - عليه السلام - وعد بالصبر الجميل، والنبي إذا وعد لا يخلف. ثم قال: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} وكذلك أيوب أخبر الله عنه أنه وجده صابرا مع قوله: {مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} وإنما ينافي الصبر: شكوى الله، لا الشكوى إلى الله.
95- أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن من رافق الراحة فارق الراحة..
96- ثمرة الرضا: الفرح والسرور بالرب تبارك وتعالى.
97- رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - في المنام، وكأني ذكرت له شيئا من أعمال القلب، وأخذت في تعظيمه ومنفعته - لا أذكره الآن - فقال: أما أنا فطريقتي: الفرح بالله، والسرور به، أو نحو هذا من العبارة.
98- أصل مخاصمة إبليس لربه: من عدم رضاه بأقضيته وأحكامه الدينية والكونية.
99- الرضا يفرغ القلب لله، والسخط يفرغ القلب من الله.
100- قلة أهل (الشكر) في العالمين تدل على أنهم هم خواصه كقوله: {وقليل من عبادي الشكور}
101- أعلى مراتب الصدق: مرتبة الصدِّيقية، وهي كمال الانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم، مع كمال الإخلاص للمرسِل.
102- ومن الجود بالعلم: أن السائل إذا سألك عن مسألة: استقصيت له جوابها جوابا شافيا، لا يكون جوابك له بقدر ما تدفع به الضرورة، كما كان بعضهم يكتب في جواب الفتيا: نعم، أو: لا، مقتصرا عليها. ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه -
في ذلك أمرا عجيبا: كان إذا سئل عن مسألة حكمية، ذكر في جوابها مذاهب الأئمة الأربعة، إذا قدر، ومأخذ الخلاف، وترجيح القول الراجح، وذكر متعلقات المسألة التي ربما تكون أنفع للسائل من مسألته، فيكون فرحه بتلك المتعلقات، واللوازم: أعظم من فرحه بمسألته.
103- كل خُلق محمود مكتنف بخلقين ذميمين، وهو وسط بينهما، وطرفاه خلقان ذميمان.
104- "الهَون" بالفتح في اللغة: الرفق واللين، و"الهُون" بالضم: الهوان. فالمفتوح منه: صفة أهل الإيمان، والمضموم: صفة أهل الكفران.
105- أربعة يعشقهم الذل أشد العشق: الكذاب، والنمام، والبخيل، والجبار.
106- إذا كان الله قد رضي أخاك المسلم لنفسه عبدا، أفلا ترضى أنت به أخا؟ فعدم رضاك به أخا: عين الكبر، وأي قبيح أقبح من تكبر العبد على عبد مثله، لا يرضى بأخوته، والله راضٍ بعبوديته؟.
107- اعلم أنه لا يستوجبُ العبد على الله بسعيه نجاةً ولا فلاحا، ولا يدخل أحدا عمله الجنة أبدا، ولا ينجيه من النار، والله تعالى - بفضله وكرمه، ومحض جوده وإحسانه - أكد إحسانه وجوده وبره بأن أوجب لعبده عليه سبحانه حقا بمقتضى الوعد؛ فإن وعد الكريم إيجاب، ولو "بعسى، ولعل".
108- وكان بعض أصحاب (شيخ الإسلام) الأكابر يقول: وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه، وما رأيته يدعو على أحد منهم قط، وكان يدعو لهم. وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه، وأشدهم عداوة وأذى له، فنهرني وتنكر لي واسترجع، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم،
وقال: إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه، ونحو هذا من الكلام، فسروا به ودعوا له، وعظموا هذه الحال منه، فرحمه الله ورضي عنه.
109- الأدب هو الدين كله.
110- إذا تجردت الروح وكانت مستعدة، وباشر القلب روح المعنى، وأقبل بكليته على المسموع، فألقى السمع وهو شهيد، وساعده طيب صوت القارئ: كاد القلب يفارق هذا العالم، ويلج عالما آخر، ويجد له لذة وحالة لا يعهدها في شيء غيره ألبتة، وذلك رقيقة من حالة أهل الجنة في الجنة.
111- من أحب شيئا أكثر من ذكره.
112- (العلم): مذكراته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وطلبه قربة، وبذله صدقة، ومدارسته تعدل بالصيام والقيام، والحاجة إليه أعظم منها إلى الشراب والطعام.
113- الحكمة: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي.
114- كان شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إذا اشتدت عليه الأمور: قرأ آيات السكينة. وقد جربتُ أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب بما يرد عليه، فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه وطمأنينته. (منها: {ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين})..
115- قوله تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين} الصحيح: أن ذكره الذي أنزله على رسوله - وهو كتابه - من أعرض عنه: قيض له شيطانا يضله ويصده عن السبيل، وهو يحسب أنه على هدى.
116- (من أنواع الغيرة): الغيرة على وقت فات، فإن الوقت أبيُّ الجانب، بطيء الرجوع.
117- والفرق بين (الأمنية) وبين الأمل:أن الأمل: يتعلق بما يُرجى وجوده. والأمنية: قد تتعلق بما لا يرجى حصوله، كما يتمنى العاجز المراتب العالية.
118- في القلب شعث، لا يلمه إلا الإقبال على الله. وفيه وحشة، لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته. وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته. وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه، والفرار منه إليه. وفيه نيران حسرات: لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه.
وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه. وفيه فاقة: لا يسدها إلا محبته، والإنابة إليه، ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له. ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبدا.
119- من أعظم الضر: حجاب القلب عن الرب، وهو أعظم عذابا من الجحيم.
120- "بدأ الإسلام غريبا.." وهذه الغربة قد تكون في مكان دون مكان، ووقت دون وقت، وبين قوم دون قوم، ولكن أهل هذه الغربة هم أهل الله حقا..
121- {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} الصواب: أنها حياة القلب ونعيمه، وبهجته وسروره بالإيمان ومعرفة الله، ومحبته، والإنابة إليه، والتوكل عليه، فإنه لا حياة أطيب من حياة صاحبها، ولا نعيم فوق نعيمه إلا نعيم الجنة..
122- أكمل الناس حياة: أكملهم حياءً..
123- من لا يفرح بنعمة المنعم لا يُعدُّ شَكورا.
124- قال لي شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - مرة: العوارض والمحن هي كالحر والبرد، فإذا علم العبد أنه لابد منهما لم يغضب لورودهما، ولم يغتم لذلك ولم يحزن..
125- وبالجملة: فما كل من علم شيئا أمكنه أن يستدل عليه، ولا كل من أمكنه الاستدلال عليه يحسن ترتيب الدليل وتقريره، والجواب عن المعارض..
والحمد لله أولا وآخرا..
----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-2015, 08:11 PM   #10290
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب






وأخيراً تمكن العلماء من تصوير الأمواج العميقة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وذلك من خلال الأقمار الاصطناعية، لنرى ونسبح الله تعالى....

يقول العلماء في دراسة جديدة تجرى لأول مرة (أكتوبر/تشرين الأول 2013) من خلال جامعة واشنطن: إن الدراسة تمت في منطقة عميقة وباردة ومظلمة في المحيط الهادئ، تم الكشف فيها عن أضخم أمواج عميقة حتى الآن world’s largest deep-sea waves حيث يصل ارتفاع بعض الأمواج إلى 300 متر وهو ما يعادل ناطحة سحاب!
لقد أنزل العلماء أجهزة لقياس ارتفاع الموجة لعمق 5000 متر وقام الجهاز بتسجيل خصائص الماء وكثافته وارتفاع الأمواج وشدتها وغير ذلك، وتبين أن هذه الأمواج تتشكل على عمق خمسة آلاف متر تقريباً تحت سطح البحر وتستغرق ساعة أو أكثر حتى تتكسر، فهي عميقة جداً ومظلمة والطبقة التي تحتها من الماء كثيفة جداً.
إن هذه الأمواج العميقة ضرورية لمزج مياه البحار وعدم فسادها عبر آلاف السنين، كما أنها تساهم في الحفاظ على التوازن البيئي. إن امتزاج الماء يساعد على عدم بقاء الماء الكثيف في قاع المحيط وبالتالي عم فساد ماء البحر. وعلى الرغم من الاختلاط والمزج والاضطراب المستمر إلا أن الماء في الأسفل يحافظ على نوعيته وكثافته وملوحته ودرجة حرارته...









العلماء يحاولون دراسة الأمواج الع
ميقة ويقولون إنها أعنف وأقوى بكثير من الأمواج السطحية.







صورة بالقمر الصناعي لمنطقة من المحيط وتظهر الأمواج الداخلية على الجانب اليسار على شكل خطوط نصف دائرية.
ويقول العلماء إن قاع البحر يتميز بوجود تضاريس خاصة عبارة عن وديان وجبال وممرات ضيقة وحفر ونتوءات... كل هذه التضاريس يمر خلالها ماء البحر مولداً أمواجاً هائلة. ومن الصعب جداً التواجد في بيئة مضطربة عميقة ومظلمة كهذه بسبب الضغط الكبير والأمواج الهائلة giant waves







صورة بالقمر الصناعي نرى فيها الأمواج الداخلية في المحيط الهندي Indian Ocean والخطوط الطويلة هي الأمواج الداخليةونرى انعكاسها على سطح الماء بسبب تأثيرها على حركة الأمواج السطحية (الأمواج العميقة أثقل من الأمواج السطحية لذلك تدفعها وتؤثر عليها) فتظهر هذه الخطوط الطويلة وتبدو في الصورة خطوط صغيرة جداً هي الأمواج السطحية على وجه الماء والتي نراها مباشرة.







صورة لمنطقة مضيق جبل طارق بين المغرب وإسبانيا، حيث تتدفق مياه المحيط إلى داخل البحر الأبيض المتوسط عبر هذا المضيق. وبنتيجة القياسات تبين أن هناك اختلافاً بين ماء البحر وماء المحيط. لكل منهما كثافة ودرجة ملوحة مختلفة، وأثناء امتزاج هذا الماء مع ذاك تحدث عملية خلط مستمر واضطرابات عميقة بسبب مرج واختلاط ماء المحيط مع ماء البحر، وهذه المنطقة تبدو فضية اللون بسبب انعكاس أشعة الشمس عليها بشكل مختلف عن البحر (على الجانب الشرقي).
طبعاً هذه الصورة تُظهر منطقة البرزخ بين البحرين والتي أخبر عنها القرآن في آية كريمة: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ) [الرحمن: 19-20]. حيث نرى بشكل واضح منطقة البرزخ والتي تمتد لعشرات الكليومترات (باللون الفضي) وفي نهاية هذه المنطقة (على اليمين) نرى الأمواج العميقة (الخطوط النصف دائرية على اليمين).





هذه صورة بالكمبيوتر لقاع المحيط ونرى فيه الأمواج بلون أخضر وأصفر ويبلغ ارتفاعها طول ناطحة سحاب (300 متر) وهي أمواج عنيفة جداً وتغطي منطقة مظلمة جداً من أعماق المحيط.
القرآن والإعجاز في عالم البحار
قال تعالى: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) [النور: 40].
معجزات الآية الكريمة:
1- تحدثت الآية عن ظلمات في أعماق البحار، وهذه الحقيقة لم تكن معروفة من قبل حيث لم يكن بإمكان الإنسان النزول لأكثر من (10-20) متراً... لأن الضغط يتضاعف كل عشرة أمتار وبالتالي لا يمكن للإنسان تحمل ذلك الضغط على أعماق كبيرة وبالتالي لا يمكنه التنبؤ بوجود ظلمات في أعماق المحيط.
2- تحدثت الآية عن (بَحْرٍ لُجِّيٍّ) هذا البحر يغشاه الموج ومن ثم موج آخر. وكأن لدينا بحر في الأعماق يختلف عن البحر الذي نعرفه ونراه. وبالفعل هذا ما ثبت علمياً حيث يؤكد العلماء أن المياه الموجودة تحت الأمواج العميقة تختلف كلياً عن المياه الموجودة فوق الأمواج!
فقد وجد العلماء أثناء دراسة الأعماق أن المياه العميقة تكون باردة وأكثر كثافة وأكثر ملوحة، وتختلط مع المياه الدافئة في الأعلى والتي تكون أقل كثافة وأقل ملوحة وبالتالي يحدث ما يسمى بالجريان المضطرب والذي بنتيجته تتشكل أمواج عنيفة جداً .
3- إن تشبيه أعمال الكافر مرة بالسراب ومرة بالبحر اللجي فيه إعجاز مذهل، فالنص القرآني بدأ بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [النور: 39].
ولا نملك إلا أن نقول سبحان الله!
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 08:45 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved