![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10581 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10582 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() { الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ } قد تأولت في البخل بالمال والمنع، والبخل بالعلم ونحوه، وهي تعم البخل بكل ما ينفع في الدين والدنيا من علم ومال وغير ذلك، كما تأولوا قوله : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } النفقة من المال والنفقة من العلم، والنفقة من العلم هي صدقة الأنبياء وورثتهم من العلماء. [ ابن تيمية ] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10583 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() التــــــــــــوبــــــة الحمد لله الملك الحق المبين الذي أبان لعباده من آياته ما به عبرة للمعتبرين وهداية للمهتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث رحمةً للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا. أما بعد: فإن المولى - جل وعلا - لا يريد بنا إلا خيرًا، وخير دليل على ذلك أن هدانا للإسلام، وجعلنا من أمة النبيِّ العدنان، بل الفضل العظيم جاء في الحديث الصحيح عن المعصوم - عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم - قال: ((ينزل ربُّنا كلَّ ليلةٍ إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيبَ له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟))؛ رواه مالك، والبخاري، ومسلم، والترمذي، وغيرهم. الحديث فيه فضلُ الله على عباده ورحمته بخلقه، وأنه يقبل توبتهم ويغفر زلَّتهم ويكرمهم من فضله؛ فهو أكرم الأكرمين. قال الله - تعالى -: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]، وقال - تعالى -: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [هود: 3]، وقال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8]. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرةً))"؛ رواه البخاريُّ. وعن الأغر بن يسار المزني - رضي الله عنه - قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب في اليوم مائة مرةٍ))"؛ رواه مسلم. يُرْوى أن إبليس قال للمولى - عز وجل -: "وعزتك وجلالك لأغوينهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم"، فقال المولى - عز وجل -: ((وعزتي وجلالي لأغفرنَّ لهم ما داموا يستغفرونني)) قال العلماء:"إن التوبةَ لها شروط، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله - تعالى - لا تتعلَّق بحقِّ آدمي؛ فلها ثلاثة شروطٍ:أحدها: أن يقلع عن المعصية، والثاني: أن يندم على فعلها. والثالث:أن يعزم ألاَّ يعود إليها أبدًا، فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته. وإن كانت المعصية تتعلَّق بآدمي فشروطها أربعةٌ: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حقِّ صاحبها؛ فإن كانت مالاً أو نحوه، ردَّه إليه، وإن كانت حدَّ قذفٍ ونحوه، مكَّنه منه، أو طلب عفوه، وإن كانت غيبةً، استحلَّه منها، ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها، صحَّت توبته عند أهل الحقِّ من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي، وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسُّنة، وإجماع الأمة على وجوب التوبة؛ قال الله - تعالى -: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]، وقال - تعالى -: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [هود: 3]، وقال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8]. المولى - عز وجل - يفرح بتوبتك يا عبد الله،وإذا قلت في نفسك: أني كثير الزلل ولا تصلح توبتي، فأنا أقول لك: هل أنت صادق في توبتك؟ فإن كنت صادقًا، فاعزم على التوبة ولا يغوينَّك الشيطان، وخذ هذا الحديث الجليل عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فيما يحكي عن ربِّه - عز وجل - قال: ((أذنب عبد ذنبًا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى - : أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي ربِّ اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى -: عبدي أذنب ذنبًا فعلم أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي ربِّ اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى - أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي ربِّ اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى -: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمل عبدي ما شئت، فقد غفرت لك)). فيا أيها المسلم لا تجعل المعاصي حاجزًا بينك وبين التوبة، أقبل على الله؛ فإنه لا يخيب من دعاه ورجاه. قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "العجب لمن هلك ومعه كلمة النجاة، قيل: وما هي؟ قال: الاستغفار". فيا أخي إذا أذنبت، فأسرع بالعودة إلى الله يغفر ذنبك ويمحو زلتك؛ قال - تعالى -: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: 135 - 136]. ما أحوجنا إلى توبةٍ نصوح يغفر الله لنا بها زلاتنا وهفواتنا! أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَ وَصَدَّتْهُ الْأَمَانِي أَنْ يَتُوبَ أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي سُطِرَتْ عَلَيْهِ صَحَائِفُ لَمْ يَخَفْ فِيْهَا الرَّقِيْبَ أَنَا الْغَدَّارُ كَمْ عَاهَدْتُ عَهْدًا وَكُنْتُ عَلَى الْوَفَاءِ بِهِ كَذُوْبَا فَيَا مَنْ مَدَّ فِي كَسْبِ الْخَطَايَا خُطَاهُ أَلَمْ يَئِنْ لَكَ أَنْ تَتُوْبَ أعْلِنْها يا أخي توبةً صادقةً نصوحًا يفرح بها مولانا؛ فعن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لله أفرح بتوبة عبده من رجلٍ نزل بأرضٍ دوية مهلكةٍ معه راحلته، فنام واستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها، حتى إذا أدركه الموت، قال: أرجع إلى المكان الذي ضللتها فيه، فغلبته عيناه فاستيقظ، وإذا راحلته عند رأسه فيها طعامه وشرابه وزاده وما يصلحه، فالله أشدُّ فرحًا بتوبة عبده المؤمن من هذا براحلته وزاده))، وفي روايةٍ أنه قال من شدة الفرح: ((اللهم أنت عبدي، وأنا ربُّك، أخطأ من شدة الفرح))؛ رواه البخاري، ومسلم. بل إن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يحثُّنا على التوبة، فيبِّين لنا أنه من السابقين لفعل الخيرات، وكيف لا وهو سيد البريات؟! وأخرج مسلم عن الأغر المزني، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يأيها الناس، توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة))، وتوبة الرسول ليست من الآثام، وإنما هي من منازل المعرفة بالله التي ارتقى عنها إلى أعلى منها، فرآها ناقصةً وكان دائم الارتقاء في المعرفة. فما أحوجنا إلى توبةٍ صادقة ظاهرًا وباطنًا، توبة عاجلةٍ نتدارك بها ما بقي من أعمارنا! قال لقمان لابنه: "يا بُني، لا تؤخِّر التوبة؛ فإن الموت يأتي بغتةً". والتوبة النصوح التي نحتاجها هي كما يقول الحسن البصري: "أن يكون العبد نادمًا على ما مضى، مجمعًا على ألاَّ يعود إليه". ويُروى أن الخبيث إبليس تبدَّى ليحيى بن زكريا - عليهما السلام - فقال له: إني أريد أن أنصحك، قال: كذبت أنت لا تنصحني، ولكن أخبرني عن بني آدم، قال: هم عندنا على ثلاثة أصناف: أما صنف منهم، فهم أشدُّ الأصناف علينا نقبل حتى نفتنه ونتمكَّن منه، ثم يفزع إلى الاستغفار والتوبة، فيفسد علينا كلَّ شيءٍ أدركنا منه، ثم نعود له فيعود، فلا نحن نيئس منه، ولا نحن ندرك منه حاجتنا، فنحن من ذلك في عناء. وأما الصنف الآخر، فهم بين أيدينا بمنزلة الكُرة في أيدي صبيانكم، نتلقفهم كيف شئنا، فقد كفونا أنفسهم. وأما الصنف الآخر، فهم مثلك معصومون، لا نقدر منهم على شيء. فيا أخي، هل مازلت مترددًا في توبتك، تستكثر ذنوبك، تأمَّل معي هذا الحديث الجميل؛ ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كان فيمن كان قبلكم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على راهبٍ، فأتاه، فقال: إنه قتل تسعةً وتسعين نفسًا، فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله فكمَّل به المائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائةَ نفسٍ، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، من يحول بينه وبين التوبة؟ انْطَلِقْ إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسًا يعبدون الله، فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك؛ فإنها أرضُ سوءٍ، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكةُ الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاءنا تائبًا مقبلاً بقلبه إلى الله - تعالى - وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط، فأتاهم ملكٌ في صورة آدمي فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيِّهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكةُ الرحمة)). يا عبد الله، لنا إله عظيم فما أحوجنا إلى مناجاته ودعائه! فنسألك اللهم أن تمنَّ علينا بتوبة صادقةٍ تغفر لنا بها ذنوبنا وندخل بها جنتك، إنك على كلِّ شيءٍ قدير وبالإجابة جدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين. ---------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10584 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} فتأمل قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} فإن أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم نسبوه إلى ما لا يليق به، وقالوا فيه ما هو منزه عنه، فأمره الله سبحانه وتعالى أن يصبر على قولهم، ويكون له أسوة بربه سبحانه، حيث قال أعداؤه فيه ما لا يليق. [ابن القيم] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10585 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() دمعــــــه ثمنهـــــا جنــــه كثيرا ما يبحث هذا الانسان عن زاوية يرتمي فوقها ليبحر في دموعه الحارقة كثيرة هي تلك اللحظات حين نمسك ايدينا لنمسح بها قطرات ندى تجرعتها قلوبنا من ظلم ألم بها ... من حزن زارها ... من ألم أرهق روحها وكثيرة هي تلك الدموع المنهمرة والاجمل منها حين تكون دمعه تتجه لرب السموات والارض نحتاج الى البكاء .. نحتاج ان نضم دموعنا في حضن السماء ورحمة خالقها نحتاج كثيرا الى تلك اللحظة الضعيفة التي نشعر ان لا احد يسمع نداءنا المحترق .. من أجسادنا الا ربٍ سميعٍ عليمٍ .. بعباده ارحم الراحمين قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( عينان لا تمسهما النار أبداً : عينٌ بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ) ( سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظلّ إلا ظلّه ) وذكر منهم ( ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ) ( وقال ايضا رسولنا الكريم: ( قال الله سبحانه وتعالى : وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين إن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ) ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10586 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() أيها الصائم استأنف عملك ... رسالة بعد رمضان الحمد لله وكفى , والصلاة والسلام على الرسول المصطفى , أما بعد فلابد لكل صائم أن يستحضر نعمة الله عليه بإتمام الصيام والقيام , والتوفيق لهذا الختام , منة جليلة تعيشها أيها الصائم , ونعمة عظيمة قد وُفقت لها أيها القائم , لقد فزت بإذن الرحيم بمغفرة الذنوب , وربحت بفضل الكريم ثواب خير الشهور , تذكر كل فضل لرمضان جاءت به النصوص , واستحضر كل عطاء تفضل الله به على أهل هذه الطاعة . فاحمد الله اللطيف , واسأله أن تشملك تلك الرحمات , وأن تُوهب لك الأُعطيات . ومن تمام شكرك لربك أن تجعل من نهاية شهرك حياة جديدة ملئها الطاعة، ومعاملـة صادقة صالحة مع الله ، واستأنف عملك فقد كُفيت ما مضى ولكن الشأن فيما بقي . ليكن ذلك الموسم بداية للانطلاقة الكبرى نحو المعالي , وطلب رضى الكريم المتعالي . لتكن تلك الطاعات زاد مباركاً لك , تتحول به حياتك , من المعصية إلى الطاعة , ومن الشقاوة إلى السعادة , ومن العجز إلى العزيمة على الرشد . واعلم أن للطاعة أثرها البيّن على النفوس , وسلطانها القوي على القلوب , فهي تدفعها للخير دفعاً , وتكفها عن الشر كفاً , إذا أداها المرء كما أمر الله تعالى , كم من إنسان استقام بعد رمضان , وكم تبدلت أحوال خلق من آثار الصيام . استأنف عملك أيها الصائم فالطاعة لا انقضاء لها ولا انتهاء إلا بالموت والمؤمن يرتقي بالطاعة ,ويرى أنه مقصِّر في جنب الله تعالى مهما تقرّب إليه-وأي طاعة تُوفي بحق الكريم سبحانه - وهو المُنعم المتفضل أولاً وآخرا , فهو المُوفِق للطاعة ابتداءً والمتفضل بالقبول انتهاءً . تذكر فضل كل طاعة عند انقطاع عملك , وانتهاء أجلك , واعلم أن طول عمر المؤمن لا يزيده إلا خيرا . كن على يقين أن كل طاعة ترقيك وترفعك درجات عند مولاك , فكم من طاعة بعد رمضان كانت سببا في نزول العبد منازل الأبرار المتقين , وكم نعرف من أشخاص كانت هدايتهم بعد رمضان , فهي عطاء من الله – وعطائه لا يُحد - بل اسموا بهمتك بعد رمضان للانتقال من مرحلة العمل القاصر على النفس ,إلى أن تكون منار هدى للناس , وسببا في دلالة غيرك إلى طريق الرشاد . استأنف عملك أيها الصائم , واحذر بطلانه ففي التنزيل يقول الله تعالى لصحابة نبيه عليه الصلاة والسلام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (الحجرات:2) , تخيل مجرد رفع الصوت على النبي عليه الصلاة مُحبط لأعمال عظيمة من رجال عٍظام \"أهل جهاد ونفقة وهجرة وتضحيات \" تُحبطها معصية رفع صوت على النبي الكريم عليه الصلاة والسلام , فكيف بمن عاد للمعاصي الكبار , وتلطخ بالمحرمات التي تطهر منها في رمضان ؟ فحافظ على حسناتك كما تحافظ على أموالكم , وأغلى ما تملك من دنياك, بل وأشد من ذلك , فالحسرة كل الحسرة , في ضياع العمل الصالح بعد بذل الجهد , والتعب فيه . استأنف عملك أيها الصائم, فقد وفقت للطاعة وزالت عنك عقدة عدم القدرة عليها كم تعذر متعذر عن العمل الصالح , وزين له شيطانه أنه غير قادر عليه , ولا يمكن له أن يكون من أهله , فجاء رمضان ليُزيل عنه هذا اللبس , ويرفع عنه تلك الغشاوة , ليُصبح في رمضان عبداً صالحاً , يتقرب إلى الله بالطاعات , يصوم مع الصائمين , ويقوم مع القائمين , بل ويعتكف وينصرف للطاعة انصرافاً تاماً وإن كانت لا تظهر عليه آثار الاستقامة , ليزداد المرء يقيناً أن شعب الإيمان في القلب كبيرة في نفوس المسلمين . تُرى تلك الصور ليقال للشيطان اندحر , ولعباد الرحمن افرحوا بهذه الصور , وخذوا بأيدي إخوانكم إلى كل خير . واعلم أن الله لم يكلفنا فوق طاقتنا , بل الطاعات سهلة وميسرة لمن طلبها بصدق , فكن من أهلها . استأنف عملك أيها الصائم, واعلم أنك كلما داومت عليه هان عليك يشكو كثير من الناس من صعوبة العمل الصالح عليهم , ولا نُنكر المشقة في بعضه , فالجنة حُفت بالمكاره , ومع ذا فإن العبد إذا داوم عليه هان عليه , والواقع خير شاهد , فإنك تجد من نشأ على الطاعة صارت ميسرة عليه , وقد وُفقت للطاعات هذه الأيام ,فاجعل من هذا درساً لك , على قدرتك عليها , وتأهلك أن تكون من أهلها , ولا تكن أظلم الناس لنفسك , بحرمانها من الانتساب لأهل التقى والصلاح . استأنف عملك أيها الصائم , وعالج كل نقص بالتوبة والاستغفار فأنت لا تعدوا آدمياً ضعيفاً من طبعك الخطأ والتقصير , ومهما حاولت في تكميل ذاتك يبقى التقصير من طبعك , وليس هذا تهويناً للوقوع في المعصية , ولكنه بياناً للحال , وإيضاحاً للعلاج ,فعلاج تقصيرك هو الاستغفار الدائم في كل وقت وآن . تأمل في وصف أهل الجنة , واستغفارهم الدائم , وعدم إصرارهم على المحرمات يقول الله تعالى (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ*أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (آل عمران:133 -136) ولتعلم أخي القارئ أن أهل الإسلام يتفاوتون في طاعاتهم وقرباتهم , وفي بعدهم عن الذنوب والمعاصي , وليس حال من ابتعد عن المعاصي , كحال من تلبس فيها , ولكن يُرجى لمن داوم على الطاعات أن يترقى في منازل الصلاح حتى يصل إلى منازل عالية رفيعة بطاعاته وقرباته , بعد فضل الله عليه . استأنف عملك أيها الصائم, واثبت عليه فإنما الأعمال بالخواتيم وتذكر أنه كلما داومت على الطاعة , وُفقت لحسن الختام , ومن رحمة الله أن من خُتم له بعمل صالح كان ذلك دلالة على حُسن خاتمته , عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله) قالوا: كيف يستعمله؟ قال: (يوفقه لعمل صالح قبل موته) رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الحاكم في المستدرك ومن مات على عمل صالح كان من أهل الجنة ففي الحديث \" (من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ختم له بها دخل الجنة) رواه الإمام أحمد وغيره. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة , فاستدم على الطاعة , وأسأل ربك الثبات عليها , وتيقن أنه كريم جواد . ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10587 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ابــــــــك تــــرزق الخشــــوع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...أنقل لكم هذا الموضوع وأسأله سبحانه أن يكتب به النفع .... قال الله عزوجل واصفاً عباده المؤمنين إذا سمعوا آياته : { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً } .[مريم: 58]وقال عنهم : { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } .[الإسراء: 109]فاللبكاء عباد الله قيمة شرعيه تعبديه..والبكاء من خشية الله مفتاح لرحمته .. لا أقول أننا لا نبكي ..لا وألف لا ..بل نبكي..ولكن السؤال على ماذا نبكي ؟؟!!.. نبكي على مصائبنا وآلامنا ..هذا يبكي على أبٍ أو أم ..وذاك يبكي على أخٍ أو أخت ..وآخر يبكي على صاحب أو حبيب أو قريب ..وذاك يبكي لخسارة مادية أو مشكلة اجتماعية .. بل الأدهى هناك من يبكي على أحداث في مسلسلات وشاشات وقنوات ..وآخر يبكي على خسارة في المباريات ....شتان والله بين دموعهم ودموع الخاشعين لله .. بكت أم أيمن رضي الله عنها لما جاءها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يزورانها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالا لها :يا أم ما يبكيك ؟..يا أم أيمن ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسوله !!..قالت : بلى أعلم أنَّ ما عند الله خير لرسوله ، ولكن أبكي انقطاع الوحي من السماء ..بكت همَّا وحزنا وخوفاً على الأمة بعد نبيها .. فماذا عساى أن أقول عنهم وعن أخبارهم..فمنهم من بلَّ الأرض بدموعه ..ومنهم من إذا ذُكرت النار خرَّ على وجهه مغشياً عليه .. بل منهم من إذا سمع الأذان ارتعدت فرائصه ..ومنهم من إذا توضأ للصلاة احمَّر وجهه ، وسالت دموعه ..قال ابن عثيمين رحمه الله : والله لو أنَّ القلوب سليمة لتقطّعت ألماً ولتفطّرت حزناً وهي تقرأ قول الله مخاطباً عباده:{ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } ..[البقرة: 223] وأي بشارة أعظم من لقاء الحبيب ...فكل حبيب يشتاق إلى لقاء حبيبه ...واعلم أنَّ البكاء من مفاتيح التوبة ..ألا ترى أن القلوب ترق حينها فتندم ..اسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول ( عينان لا تمسهما النار:عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ) .إذا أردت أن تعرف قيمة الدموع وأثرها !!.فاسأل التائبين ..اسأل التائبين عندما يتوجهون إلى ربهم بقلب كسير وعيون خاشعة ذليلة فتنهمر الدموع لتكون دليلاً على الندم والتوبة ..{ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }[البقرة: 222]إذا أنت لم تبكي على ذنبك ، فمن يبكي لك عليه بعدك ؟!..:: اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع ، و عين لا تدمع ، وأذن لا تسمع ، ونفس لا تشبع ، وعلم لا ينفع اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 0 والزوار 17) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |