منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 04-03-2013, 11:55 AM   #1061
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الهــــــــاويـــــــة



قال بلال بن سعد: ربَّ مسرور مغبون يأكل ويشرب ويضحك، وقد حُقَّ له في كتاب الله عز وجلً أنه من وقود النار.
--------------------

وأنا أحمل إبريق الشاي.. بدا لي أن كل شيء يتحرك من مكانه الأكواب تقدمت إلى الأمام.. وإبريق الشاي رجع إلى الخلف ولكني أمسكت بقوة على صينية الشاي حتى وضعتها..
ناداني أخي.. تعالي هنا
تحركت ببطء يلفه الخجل.. وبخجل يحركه الارتباك
ولما جلست.. فإذا عينيَّ بعينه..!!
بدأت أضغط على يدي وأحرك أصابعي بقوة..
لم أشعر بالألم ولا بشيء حولي
غشاوةٌ على عيني.. ودقات قلبي تُسمع من بعيد..
وقطرات الماء من جبيني.. سالت أودية وأنهاراً
كان حديث أخي والخاطب.. عن الجو هذا الأيام
والمطر.. وكثرة الخير
سألني.. كيف حالك؟
سمعت السؤال.. ولكني فقدت الجواب
لساني استعصى عليّ.. وتحولت حركته إلى جمود..
انتزعته انتزاعاً من فمي
وقلت بصوت لا يُسمع.. الحمد لله
فكرتُ أن أهرب..
ولكن قدميّ تقول.. لا.. لن تتحركي!!
لاحظ سكوتي وارتباكي.. ووجه الحديث إلى أخي..
وجدتها فرصةُ لا تُعوض.. اهربي
بعد لحظات كنت أتنفس الصعداء.. شربت كوباً من الماء.. وأتبعته بثان..
عندما هدأت أعصابي قليلاً.. سألتني أختي..
كل هذا حياء؟!
قلت لها.. ما هو شعورك.. ترين رجلاً لأول مرة.. ليس مَحرماً لك؟
• بعد أسبوع.. إذا بالرجل يطرق الباب
جلس مع أبي.. وتحدث إليه.. ثم قدم له المهر..
كان أبي حازماً ملأته السنين حكمة وتجارباً
قال له: ما هذا يا بنيّ؟
قال: هذا مهرُ لعفاف..
وفاجأه أبي.. كل هذا مهر.. ماذا تفعل به ابنتي؟
ارتبك الشباب.. وأجاب
تشتري به ملابس.. وحُلي..
أجاب أبي بلطف..
هذا المهر.. وأخذ مبلغاً يسيراً وناوله ما تبقى..
وهو يحدثه..
الذهب.. ابنتي لا تعرف شراء الذهب.. اشتره أنت.. أما الملابس.. فسنجهزها بما تيسر.. ثم عليك كسوتها.
يا بُنيّ: أكثر النساء بركة أيسرهن مؤنة..
ونحن اشتريناك من بين تقدم.. وفضلناك على كل من أتي.. لا تُخيب أملنا قيل.. لم نزوجها إياك إلا لتُكرمها.. وتُعينه على الطاعة والخير
تمت الأمور.. فرح الجميع.. بما فيهم أنا..
رجلٌ كما ذكر أخي.. لا تفارقه الابتسامة.. على محياه الخير لا يترك صلاة الجماعة.. بارٌّ بوالديه.. جمع بين الخُلق والدين..
صفات كافية لأعلن فرحي به
حمدت الله.. حدثت نفسي.. بقي الكثير.. بدأت رحلة العذاب.. وأي عذاب
إنها رحلة الأسواق..
في ما مضى لا نذهب للسوق إلا نادراً
الآن تغير الأمر.. لابدّ أن نذهب كل أسبوع..
شحذ للهمم.. وترتيب للوقت.. وحساب للمصاريف.. (نُجهز عروساً)
فكرت.. لماذا لا نتجهز للقبر هكذا؟!
استعداد.. وهمة.. واستقطاع من وقت أبي وأخي.. وسؤال عن ذا وذاك.. أين نجده وكم ثمنه؟!
مع أبواب الأسواق.. ندلف إلى فتن.. ومزاحمةٌ للرجال.. هذا أمرٌ لا يُطاق.. ألقيت بحمل ثقيل على أخي..
شراء بعض ما أريد..
تحدثت مع أختي.. يجب أن ننظم أنفسنا ونرتب أوقاتنا.. كتبت ورقة فيها ما أحتاجه.. ثم وزفتها على حسب الأمكنة والأيام..
وبهذا حددت أين أذهب وماذا أشتري..
لن أبدأ حياتي الزوجية بذنوب ومعاصٍ.. أبحث عن التوفيق.. وهو لا شك في طاعة الله وامتثال أوامره..
ذهبت مرة للسوق.. ولعلي اشتريت الكثير مما أريد
فأنا أعرف أين أذهب وماذا أشتري.. فالقائمة بيد..
• مرة أخرى.
ذهبت.. وعندما دخلت إلى محل أخذت منه بعض ما أريد.. ولكن كان هناك زحام شديد.. نساء في كل زاوية.. وأمام كل بائع.. الجميع يشتركن في أنهن بنات الإسلام..
ولكن البون شاسع.. والفرق واضح
إحداهن مُظهرة لشعرها.. وأخرى كاشفةٌ عن وجهها.. وثالثة تسمع صوتها يجلجل في المكان..
فكرت أن أتحدث مع كاشفة الوجه.. من أبانت عن زينتها.. ألا تخافين من العقاب؟
وجهك الجميل.. كيف يصبر على النار؟
تذكري.. إذا وسدت في القبر..!!
تذكري يوم العرض على الله!!
ماذا تقولين يوم الحساب؟
واستجمعتُ كلمات.. ولكن المكان مليء ومكتظ بالمتسوقين.. وفضلت أن أُبعد صوتي عن مسامع الرجال.. أبحث عن هدوء.. عن مكان أنصحها فيه.. وأنا أفكر في اختيار الوقت المناسب.. إذا بشاب عليه ملامح الخير.. ومعه امرأة.. ربما زوجته أو أخته..
• هاتَفها..
يا أختي.. عليك بالستر.. لو غطيت وجهك لكان خيراً لك رأيت الحياء سقط من النساء.. عندما رفعت صوته.. ما شأنك أنت؟
سكتَ قليلاً.. والأنظار متجهة إليه ثم قال.. يا أُختي.. كلامك خطير.. ويخشى عليك الكفر.. لا تأخذك العزة بالإثم.. توبي إلى الله..
ثم خفض صوته.. وهو يدعو.. هداك الله.. وخرج.. توقعت أن الأمر انتهى بخروجه..
ولكن لاحقته النبال والسهام..
فضولي.. ما شأنه.. الكل يريد أن يأمر وينهي..
أما أنا فقد شغل ذهني قوله.. يُخشى عليك الكفر.. كيف يقول هذا؟
سألت أخي.. ووعدني خيراً.. سأبحث لك الأمر.. ولكن مضى أسبوع بدون أن أسمع الجواب؟
قلت في نفسي.. هل الرجل قال هذا الكلام جُزافاً.. وهل يقبلُ مسلمٌ ناصح أن يقول على الله ما لا يعلم؟
وعزمت.. إن شاء الله بهمتي سأبحث عن ذلك.. سألت.. وسألت.. ولكن بدون أن أجد جواباً شافياً.. في زحمة انشغلي.. نسيت الأمر بل وتوقفت عن السؤال..
وبعد شهور.. من زواجي عادت الكلمات إلى أذني..
سألت زوجي
قال: كلامه صحيح وقد سمعت به ولكن أين؟ لا أذكر..
ومضت الأيام.. حتى قرأت قدراً ما بحثت عنه مرات عديدة.. وصدمت من هول المفاجأة..
في حاشية ابن عابدين أن من قال (فضولي) لمن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر فهو مرتد.. وقرأت أيضاً.. فالقائل لمن يأمر بالمعروف أنت فضولي يخشى عليه الكفر..
أعدت القراءة مرة أخرى.. وسألت نفسي.
هل بلغ الجهل بالناس إلى هذا الحد.. محاربة الله ورسوله.. والارتداد عن الإسلام..

-------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 12:04 PM   #1062
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

بُـــــــــــــــــــدور



وحدثتـك الليـالي أن شيمتهــا
تفريـق ما جَمعتـه فاسمـع الخبرا
وكن على حذرٍ منهـا فقد نصحتْ

وانظر إليهـا ترى الآيات والعبـرا
فهل رأيت جديداً لم يعـد خَلِقــاً

وهـل سمعت بصفوٍ لم يعـد كدراً

أقبلت ابنتي بدور.ز يسبها صوت كتغريد الطيور.. وما أن التفتُّ إليها فإذا بها تجري نحوي بسرعة رافعة يديها..
ضممتها بقوة.. وتحسست أطراف أصابتها تخترق جسمي.. أغمضت عينيّ.. حمدت الله.. نعمٌ كثيرةٌ..
زوج وطفلة.. وسعادة ورافة الظلال..
تذكرت تلك الأيام الأولى.. وأنا لازلت في المرحلة الثانوية.. ولكن بحكم القرابة وافق الأهل.. سنوات مضت من تلك اللحظة التي علمت بأن عادل تقدم لخطبتي
كانت قلوب الكثيرات تتمناه.. جمع بين حُسن الخلق والدين..
• بعد انتظار طويل تمّ عقد الزواج بعد أن نلت شهادتي الجامعية.. بدأنا نفكر في المستقبل..
ونحن في بداية الطريق.. والآمال كبيرة.. والطموحات كثيرة.. تم التعاقد معه للعمل في المملكة..
سافر وحده.. وبقي في غربته.. وأنا وحيدةٌ في غربتي.. بعد عام ونصف من بعد المسافات ومن الشوق والحنين
قدمت إليه وكلي خوفٌ من الغربة الجديدة.. وخوف من الوحدة.. كيف سأعيش بعيدة عن أهلي وأقاربي..
ولكن تذكرت أن هنا زوجاً ينتظرني.. ذا خلقٍ ودين ما حلمت به في منامي ويقظتي من صفات وجدتها فيه.. حُسن المعاشرة.. لينُ الجانب.. بشاشة الوجه.. صفاءُ النفس.. صدق الحديث.. منحني من الحنان أوفره ومن العطف أكثر جمعت بيننا الغربة.. ونمتْ في قلوبنا المودة
أشياؤه البسيطة.. أحببتها..
أحياناً يطلب كأساً من الماء أو الشاي.. يُتبعه الثناء والشكر عجبتُ من أدبه وحسن تعامله..
قلت له: لا تشكرني على خدمتك.. هذا واجبي نحوك.. ولكنه كان يغمرني بطيب أخلاقه..
حمدت الله وشكرته.. أن زوقني بزوج مسحَ دموع الغربة وعوضني فقد من أحب..
كان لي نعم الزوج والأب والأهل..
• وأنا في الشهور الأخيرة من حملي..
لم يرهقني بطلب.. ولم يأمرني بما لا أستطيع
بل كان يقدم لي سؤالاً قبل طلبه
هل أنت مرهقة..؟ هل أنت متعبة؟
كان يشاركني فَرحَه.. وحُلمه.. ويقول إن رزقنا الله طفلاً.. سنسميه بلالاً.. كان يحب بلالاً مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• تمر الأيام الأخيرة للحمل.. وأضع طفلة كالبدر.. أسميناها بدور.. سألته يوماً وهو يداعبها..
هل أنت حزين لأنها أتت بدور ولم يأت بلال..؟
قال لي.ز إن هذا رزق الله (يهب لمن يشاءُ إناثاً ويهب لمن يشاءٌ الذكور) ومن رزقنا بدوراً.. يرزقنا بلالاً.. إن شاء الله
الحمد لله.. ظِلُّ السعادة يزيد.. وشجرة المحبة تكبر وتنمر.. ومن نِعم الله علينا.. قدومنا إلى هذه البلاد..
حيث دروس العلماء.. والمحاضرات والندوات.. وحتى مجتمع المدرسة مجتمع تناصح وخير.. أهدتني زميلة لي في المدرسة .. شريط.." أيتها المرأة الحجاب أو النار " لأحد العلماء...
بمجرد سماعي لهذا الشريط . هداني الله لغطاء وجهي .. كان زوجي يفرح بسماع أذان الفجر .. يهب من فراشه مسرعاً .. يوقظني .. ويخرج للصلاة .. وكانت وصيته لي وأنا ذاهبة للمدرسة أنت مربية الأجيال.. عليك بإخلاص..
وحذري الغيبة والنميمة .. إن كان في حديثك خيرٌ فتحدثي لا خير في حديث تندمين عليه يوم القيامة..
في ذهابنا وعودتنا.. غالباً نسمع شريطاً لأحد العلماء.. مرت الأيام حلوة جميلة.. كهبات نسيم معطرة..
• وفي يوم .. مثل بقية الأيام ..
ذهبت للمدرسة .. وعندما خرجت بعد صلاة الظهر من المدرسة .. رأيته على غير عادته .. لاحظت تعبه وإرهاقه .. قلت ماذا بك ..؟؟
قال .. مرهق وأحس بدوار في رأسي وعندما وصلنا إلى المنزل.. جهزت له طعام الغداء..
لم يستطع أن يتحرك من سريره.. أطعمته بيدي كررت عليه السؤال.. ما بك؟!
قال.. مرهق وأريد أن أرتاح..
تركته نائماً حتى موعد صلاة العصر.. أيقظته.. لم يستطع أن يستيقظ.. اتصلت بالجيران.. ذهبت معهم إلى المستشفى..
• وهناك.. كانت بداية النهاية..
أتى الطبيب بخطوات سريعة .. وقال لي .. حالة زوجك حرجة وهناك اشتباه في وجود التهاب على قشرة المخ..
ثم فصل الأمر ..
هناك نوعان .. نوع بسيط ونوع خطير
تقبلت الخبر بثبات .. وما كنت أظن أني كذلك ..
حتى الساعة الواحدة والنصف ليلاً وأنا أصلي وأدعو الله أن يشفيه.. ظل في غيبوبة ثلاثة أيام متواصلة من ظهر يوم الأربعاء... ومروراً بيومي الخميس والجمعة..
وفي صباح يوم السبت.. تحسنت حالته وأفاق من غيبوبته وبدأ يعرف الزائرين شكلاً.. وعندما اقتربت منه..
قلت له.. هل عرفتني يا عادل ؟
قال.. لا...
قلت له أتعرف بدور ؟
قال هي ابنتي..
أردفت بسرعة ..أنا أم بدور..
تبسم ضاحكاً وقال.. أنت زوجتي !!
بكيت بكاءً مراًّ ..
قبل ثلاثة أيام .. كيف كان حاله .. ذاكرته .. عقله .. سؤاله عني ..واليوم تبدلت الأحوال.. لا يعرف حتى أحب الناس إليه.. لا يعرف زوجته وابنته..!!!
طال بي التفكير.. ولم أنس ذكر الله .. وتنبهت على صوت الإمام يقرأ في الصلاة..وكأنه يخاطبني..  يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين  ..
وأنا أتابع الآيات تتابعت دموعي.. وعلمت أنني من أصحاب هذه الآية..
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون  ..
نحن هنا في غربة.. وبفقد الزوج.. في مصيبة.. من يذهب بي إليه في المستشفى.. من يأتي معي.. إنها غربة وأشد أنواعالغربة.. خاصة إذا كانت إمرأة ضعيفة مثلي.. وحيدة في بيتها.. لا أخ ولا أب.. ولا زوج..
في يوم الأحد كتمت حزني.. ذهبت مع أحد أصدقائه وزوجته.. اليوم سعادتي لا توصف.. وفرحي لا نهاية له..
عرفني زوجي.. وعرف كل من ذهب إليه
شد انتباه من حوله.. أن كل زائر ملتحٍ يبتسم له ويعرفه.. ولكنه لا يستطيع تذكر الأسماء.. أما أنا زوجته وأم أبنائه.. عرفني منذ أن رآني.. وناداني باسمي.. وابتسم في وجهي..
كأني لم أذق طعم السعادة إلا اليوم.. وكأني لم أسمع اسمي على لسانه إلا هذه المرة..
طلب مني أن يتوضأ للصلاة ويصلي ما فاته من الصلوات في الأيام الماضية.. هاجسه الأذان.. وحديثه الصلاة..
• في أحداث سريعة..
يوم الاثنين.. نقلوه إلى غرفة بمفرده لأن الفيروس انتشر في جسمه وزادت حرارته.. كان هذا اليوم.. يوماً مشهود في حياته..
كل يوم أزوره من الساعة الثالثة حتى الساعة الخامسة.. ومن الساعة السابعة وحتى التاسعة.. وأراد الله هذا اليوم أن أبقى معه من الثالثة وحتى التاسعة..
وأنا أضع له الكمادات على وجهه ويديه ورجليه.. ولكن حرارته في ازدياد..
بدأت أقرأ القرآن بصوت يسمعه..
وعندما توقفت برهة عن القراءة لكي أضع الكمادات على قدميه..
قال لي.. افتحي جهاز التسجيل..
فرحت وقلت له.. تريد أن تسمع القرآن يا عادل..
قال.. طبعاً..
أكملت له التلاوة إلى أن أتى موعد الزيارة الثانية وحضر بعض زملائه وأصدقائه.. ومنهم صديق له ملتزم يحبه ويوده..
تبسم زوجي عندما شاهده.. ومد يده نحوه ليسلم عليه..
ولكن كانت فرحتي أكبر فمددت يدي بسرعة.. وصافحت زوجي.. وكان آخر سلام ومصافحة له..
ذهبت إلى منزلي فارغة القلب.. مهمومة النفس
أغالب الحزن.. وأسأل الله الثبات
مع تباشير فجر يوم الثلاثاء.. والمؤذن يرفع صوته بالآذان.. الله أكبر.. الله أكبر..
فتح عادل عينيه وجلس نصف جلسة على سريره.. ونظر بعينيه إلى السماء..
ثم رجع إلى الخلف وأغمض عينيه.. وصعدت روحه إلى بارئها..
كل إنسان له نهاية.. وقد حانت نهايته.. في هذا اليوم.. أصبح من أهل الدنيا وأمسى من أهل الآخرة
• في الصباح.. بحثت عمن يذهب بي إلى المستشفى وتطوع احد الجيران مع زوجته
شعرت أن زوجي ربما قد حدث له شيء من أثر الحرارة المستمرة..
ونحن بجوار المستشفى قال لي جارنا.. انتظري سأذهب وأسأل عن حالته ثم أعود..
رفعت طرفي إلى مكان غرفته.. أقلب الطرف.. ويعود كسيراً..
طالت غيبة جارنا.. أو حسبت أن الأمر كذلك..
لم أستطع الصبر.. وعندما هممت بدخول المستشفى.. فإذا به قادم مطأطئ الرأس..
قال بصوت خافت.. رحمه الله.. اصبري..
قلت له.. هل ذهبوا به من هنا..؟
قال.. لا..
قلت .. لابد أن أراه.. ,أصررت على ذلك ذهبنا نحن الثلاثة.. وأنا أردد  إنا لله وإنا إليه راجعون 
أسابق اللحظات.. واستحث الخطى.. دلفت إلى غرفته.. فإذا به ممدداً على السرير.. ومغطى برداء.. كشفت الغطاء..
فإذا بوجهه تعلوه السكينة والبشر.. لم أشعر إلا وأنا أقبله على جبينه..إلى جنة الخلد.. إلى الحور العين..
أخرجوني ولساني يردد  إنا لله وإنا إليه راجعون 
اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها...
الصدمة قوية.. والفجيعة كبيرة..
ولكني أحتسب مصيبتي..
دفناه هنا حيث الأرض التي أحب..
فرح حولي من المعزيات.. فالجميع يعدد محاسنه.. ومحافظته على الصلاة..
حمدت الله على هذه الخاتمة الطيبة
تفكرت في حال الدنيا.. إن أعطت أخذت.. وإن أفرحت أبكت.. وإن أسرت أحزنت..
ساعات قليلة.. بين فرحي وحزني.. بين ابتسامتي ودمعتي
• اليوم..
انقلبت إليَّ غربتي.. وعادت إليَّ وحدتي..
فقدت عادل.. ولكن بقي رب عادل..
لن يضيعني أنا.. وبدور..
وهو أرحم الراحمين..
----------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 12:09 PM   #1063
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

العيـــــــــــــــــــد



بينما الفتى مرح الخطأ فرح بما
يسعى له إذ قيل: قد مرض الفتى
إذ قيل: بات ليلة ما نامها

إذ قيل أصبح مثخناً ما يُرتجى
إذ قيل: أصبح شاخصاً وموجهاً

ومعللاً إذ قيل: أصبح قد مضى

--------------------

أيام العشر الأواخر من رمضان بدأت تنقضي.. والعيد قاب قوسين أو أدنى.
لا أعرف أين سنذهب وأنا انتظر صديق الطفولة.. ولكن كالعادة الجزء الأكبر من وقتنا ليلاً نقضيه في جولات بين الأسواق والتجمعات والشوارع..
وحين استقريت على مقعد السيارة بجوار عبد الرحمن سألني.. هل جهزت ثوباً جديداً ؟! .. لقد أقبل العيد!!..
قلت له.. لا..!! قال: ما رأيك نذهب للخياط الآن..
وأنا أهز رأسي متعجباً سألته.. بقي ثلاثة أيام أو أربعة على العيد.. أين نجد الخياط الذي يسابق العيد ويختصر الأيام ؟؟!
لم يعجبه حديثي واستغرابي..
سابق الزمن بسيارته حتى توقفت أمام الخياط بصوت قوي يوحي بالعجلة والتسرع!!..
فاجأني صاحبي بالسلام الحار على الخياط فهو يعرفه منذ زمن وقال له نريد أن نفرح بالعيد.. ونلبس الجديد!!
ضحك الرجل وأجاب وهو يربت على كتفه !! كم بقي على العيد.. لماذا لم تأت منكراً؟!
أجاب عبد الرحمن وهو يهز يده بحركة لها معنى.. سنزيد لك في الأجرة.. المهم أن ينتهي بعد غد!!
وأعاد الموعد مرة أخرى.. بعد غد..!!
وأنا أراقب المفاوضات الشاقة إذا بصاحبي يدفع جزء من الثمن وهو يردد.. ويؤكد.. بعد غد..!! لا تنسى الموعد..
• حتى قبيل الفجر.. ونحن لا هون.. ساهون.. غافلون..مضت الليلة كاملة لم نذكر الله  فيها ولا مرة واحدة.. ربما أنها ليلة القدر..
حياة لا طعم فيها.. وسعادة لا مذاق لها..
ولجنا من المعاصي كل باب.. وهتكنا منها كل حجاب... وحسينا الأمر دون حساب.. إظهار للسرور والسعادة.. وضحكات تملأ المكان.. ولكن في القلب هم وغم.. والنفس تلحق بها حسرات ويحيطها نكد..
افترقنا قبيل الفجر.. يجمعنا الليل والسهر والعبث.. نلتقي على المعاصي وتجمعنا الذنوب.. نوم طويل.. يمتد من الفجر حتى العصر.. صيام بلا صلاة.. وصلاة بلا قلب..
ساعة الصيام التي استيقظ فيها قبل المغرب كأنها أيام.. أقطعها بالمكالمات الهاتفية العابثة.. وبقراءة الصحف والمجلات..
وأنا أنتظر موعد أذان المغرب حادثني بالهاتف أحد الأصدقاء.. وصوته متغير وقال: أما علمت أن عبد الرحمن مريض..
قلت.... لا.. مساء البارحة كان بصحة وعافية..
قال.. إنه مريض..
انتهت المكالمة.. والأمر لا يعني لي شيئاً.. سوى معلومة غير صحيحة.. والمؤذن يرفع أذان العشاء.. فإذا بالهاتف يناديني.. إنه الشقيق الأكبر لعبد الرحمن...
قلت في نفسي ماذا يريد؟. هل سيؤنبني على ما أفعله أنا وعبد الرحمن؟؟!!
أو أن أحداً أخبره بزلة من زلاتنا أو سقطة من سقطاتنا!!..
ولكن أتى صوته منهكاً مجهداً.. وعبراته تقطع الحديث... وأخبرني بالخبر.. مات عبد الرحمن..
بُهِتُّ ولم أصدق.. لا أزال أراه أمامي.. وصوته يرن في أذني كيف مات؟؟!!
وهو عائد إلى المنزل ارتطم بسيارة أخرى قادمة ثم حمل إلى المستشفى.. ولكنه فارق الحياة ظهر هذا اليوم..
أذني لا تصدق ما تسمع.. لا أزال أراه أمامي..نعم أمامي بل اليوم موعدنا إلى السوق الفلاني.. بل وغداً موعد ثياب العيد..
ولكنه أيقظني من غفوتي وهز جوانحي وأزال غشاوة على عيني عندما قال: سنصلي عليه الظهر غداً.. أخبر زملائك!! انتهى الحديث..
تأكدت أن الأمر جدُّ لا هزل فيه.. وأن أيام عبد الرحمن انقضت آمنت بأن الأمر حق.. وأن الموت حق.. وأن غداً موعدنا هناك في المقبرة لا عند الخياط!! لقد ألبس الكفن وترك ثوب العيد.. تسمرت في مكاني.. وأُصبت بتشتت في ذهني.. وبدوار في رأسي.. قررت أن أذهب إلى منزل عبد الرحمن لأستطلع الأمر.. وأستوضح الفاجعة..
وعندما ركبت سيارتي فإذا شريط غناء في جهاز التسجيل.. أخرجته.. فانبعث صوت إمام الحرم من المذياع يعطر المكان بخشوعه وحلاوته.. أنصت بكل جوارحي.. وأرهفت سمعي كأن الدنيا انقلبت.. والقيامة قامت.. والناس تغيرت.. أوقفت سيارتي جانباً أستمع.. وأستمع.. وكأني أول مرة أسمع القرآن..
وعندما بدأ دعاء القنوت.. كانت دمعتي أسرع من صوت الإمام.. رفعت يدي تستقبل تلك الدموع.. وقلبي يردد صدى تلك العبرات.. وبارقة أمل أقبلت خلف تلك الدموع..
أعلنت توبة صادقة.. بدأتها بصحبة طيبة ورفقة صالحة..
من كرهتهم.. هم أحب الناس إليَّ.. من تطاولت عليهم.. هم أرفع الناس في عيني.. من استهزأت بهم.. هم أكرم الناس عندي... كنت على شفا جرف هار.. ولكن الله رحمني..
بعد فترة من الزمن.. هدأت نفسي.. أطلت سعادة لا أعرفها.. انشراح في القلب..
وعلى عيني سكينة ووقار..
• فاجأت الخياط وسألته عن ثوبي.. سأل عن عبد الرحمن.. قلت له مات..
أعاد الاسم مرة أخرى.. قلت له.. مات.. بدأ يصف لي الرجل وسيارته وحديثه.. قلت نعم هو.. لقد مات وعندما أراني ثوبه بدأت أسترجع الذاكرة.. هل حقاً مات؟؟!!
ثوبي بجوار ثوبه.. ومقعدي في السيارة بجوار مقعده.. ولكن بقي لي أجل وعمر.. لعلي استدرك ما فات..
حمدت الله على التوبة والرجوع والأوبة ولكن.. بقي أخ لي هناك.. لا يزال على عينيه غشاوة ويعلو قلبه ران المعصية.. هل أتركه؟!.. شمرت عن ساعدي.. لن أتركه..
أمامه نارٌ وعذاب.. وأهوال وصعاب.. لن أتركه.. وقد هداني الله..
هنا كتاب.. وهناك شريط..
وبيني وبينه نصيحة صادقة .
----------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 12:32 PM   #1064
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

إلا بـــــــاب السمــــــــاء



قال بعض السلف: من الذنوب ذنوبٌ لا يُكفرها إلا الغم بالعيال.
------------------------

قال محدثي يؤكد ذلك:
إنها من صميم الواقع.. ليست من نسج الخيال.. ولا أسطورة من الأساطير.. أنا الأب.. وطفلي محور الحديث بعد انقضاء شهر رمضان ومع إطلالة العيد.. لاحظت أن ابني عبد الله صاحب السنتين والنصف متعب ودرجة حرارته مرتفعة.. اختفت الابتسامة.. وذبلت النضارة.. ولم يعد صاحب الحركة والشقاوة.. أصبه الضعف فجأة.. نظراته زائغة.. وحديثه متقطع.. يبحث عن مكان ينزوي فيه..
فزعنا إلى الكمادات والمهدئات ريثما نبحث عن طبيب.. لكن الحرارة عادت مرة أخرى في الارتفاع.. ليس هناك خيار.. ولا وقت للتشاور..
تبادر إلى ذهني جميع المستشفيات.. ولكن نحن في إجازة.. قررت الذهاب به للطوارئ.. قلت لوالدته وأنا أحمله بي يدي.. لا تخافي.. كل الأطفال هكذا.. وتابعت حديثي لأطمئنها قبل أن أغلق الباب الطفل سريع المرض.. سريع الشفاء.. هدأي من روعك.. واتكلي على الله..
• بعد سير متقطع من شدة الزحام
تبهرك الأنوار في الخارج
ثم تدلف إلى عالم آخر وأنت تصعد عتبات المستشفى..
والتسلط فيه.. الإنسان هنا ضعيفٌ. ضعيف.. هذا منكس الرأس.. وذاك ممسك بكلتا يديه على بطنه.. وصمت أنين تسمعه يقطع الصمت ولا ترى صاحبه
أما الجرحى ونزف الدماء.. تراه بين حين وآخر يسبقه صوت سيارة الإسعاف في الخارج.. ثم لحظات وتقع عينك عليه..
لا تتذكر أن هناك شيئاً اسمه الصحة والعافية إلا إذا أتيت هنا..
في زاوية بعيدة.. صاحب الثمانين عاماً.. رجل مكتمل العمر تراه فقد كل شيء!!
النظرات.. زائغة.. يمنة ويسرة.. تبحث عن طبيب.. عن دواء.. لا تُحس نعمة العافية إلا عندما ترى وتُشاهد.. ربما تجد صحيحاً معافى يسير ببط وكأنه يقفز ويجتاز البحار في عيون المرضى..
هانت حالة ابني عندما رأيت الأم يعتصر الجميع..
صُرف لنا أشكال وألوان من الأدوية.. تحسست طعم العافية وأنا أخرج من المستشفى..
• في اليوم الأول تحسنت صحته قليلاً..
ولكن بعد نفاد الدواء عادت الحرارة.. عُدنا إلى الطبيب.. لمح في عينيّ وأنا أشرح حالة ابني الاضطراب والقلق.. طمأنني.. لا تخف.. وصرف لنا نفس الأدوية السابق!!
نفرح بالدواء عندما يُصرف.. ولكن الحالة تعاوده..
تكررت المراجعة خمسة أسابيع متتالية ولكن بدون نتيجة..
ساورني الخوف.. ووالدته أكثر مني.. أصبح حديثنا هو.. بدأ الطفل يضعف وتقل شهيته للأكل.. يمشي ببطء ويحس بوجع في عظامه ولاحظت والدته اصفراراً في لونه..
ذهبت به إلى مستشفى خاص وفحصه استشاري.. سأل أسئلة كثيرة.. وقال بعد محاورة طويلة:
هذه الحالة لا تحتاج لمجرد صرف الأدوية والفحص السريع.. لابدّ من تنويم وتحليل شامل.. أدركت أن في الأمر شيئاً وأن هناك أياماً طويلاً تنتظرنا. قَبلتُ جبينه وحملته إلى قسم التنويم.. بدأت تنهال عليه الحقن بأشكال وألوان مختلفة وهو يستنجد بي.. لا أملك إلا أن أُمسكه بقوة وأسلمه لتلك الحقن..
علا صوته.. وارتفع أنينه.. وسالت دموعه بعضها يسقط على يدي وأنا ممسك به..
تخاطبني تلك الدموع.. ما هذه القسوة يا أبي..؟
شيء في صدري يضطرم.. وبين أحشائي قلب يذوب..
دموعك يا بني.. ليست إلا نقطة في بحر آلامي..
يا بني.. أنا لست تمثالاً ولا قلبي حجر..
• مرت بضعة أيام ونحن في ترقب.. كلما دخل علينا طبيب تلهفنا سماع جواب منه.. ننتظر كلمة تُحيي الأمل.. وتداوي الجُرح ولكن التحاليل على كثرتها لم تعط نتيجة واضحة!!
الرد الوحيد.. المرض في الدم
زاد تدهور صحة طفلي حتى لم يعد يقدر على الجلوس فضلاً عن الوقوف.. ونظرات شاردة تطاردني كلما أقبلت
وسؤال في عينيه.. متى أخرج من هنا..؟!
بارقة الأمل في علاجه تخبو وأنا أسمع الطبيب يحادث زميله:
(رغم ضعفه الشديد لا نستطيع نقل الدم إليه لأن ذلك يؤثر على نتيجة التحاليل).
• ونحن في تلك الحال.. والأيام تسير ببطء وطفلي بدأ يفقد الحياة..
طلب منا الطبيب إجراء فحص لنخاع العظم.. فهو مصنع الدم في الإنسان
وافقت بدون تردد وقلبي يعتصر ألماً وأنا أنظر إلى رأسه.. وجمجمته الصغيرة.. تلمست استدارتها بيدي.. وكأني أتلمس العافية..
تم تخدير الطفل وأخذت عينة من نخاع العظم.. وطُلب مني أن أجري هذا التحليل في مستشفى خاص.. سرت وأنا أحمل العينة.. عينيّ شاخصة.. وقلبي معلق برب السماء.. لا أذوق للحياة طعماً ولا للنوم لذة..
سلمت العينة للمختبر ومعها خطاب يحدد نوع التحليل المطلوب فرحت.. ربما أن نتيجة هذا التحليل تُنهي ألمه ومرضه..
في اليوم الثاني.. واللحظات تمر بطيئة ودقات قلبي تسابق عقارب الساعة.. عجزت عن التفكير في كل شيء..
تناولت سماعة الهاتف.. ربما أن التقرير وصل.. تحاملت على نفسي وسألت عن النتيجة.. أترقب العافية والشفاء لطفلي..
عادت أذني تطرب لضحكاته.. تذكرت جريه ليستقبلني.. جلوسه على ظهري.. قُبلتُه على جبيني..
في نشوة الفرح.. أجاب بكلمة مروعة.. شتت آمالي.. وبعثرت أحلامي.. فجرت الدم في عروقي.. وتركت صداها في أُذني.. نزف لها قلبي ودمعت عيني.. ورفعت إصبعي.. الحمد لله قال (إن مرض ابنك هو سرطان في الدم).
لحظات طويلة قاسيت فيها الهموم.. اضمحلت الدنيا في عيني.. ولم تستطع قدماي السير.. سُدت الطرف أمامي.. وأُغلقت الأبواب في وجهي.. ولكن تذكرت..
هناك باب واحد لا يُغلق.. باب السماء.
فرحت بهذا الثبات..
الحمد لله.. وأكملت.. إنا لله وإنا إليه راجعون
تداركت نفسي.. تحركت خطوات ثقيلة..
دارت في ذهني أسئلة لها أول ولا أعرف لها آخر.. سأودع ابني قريباً كيف سأخبر والدته وأخوته؟ بل كيف سأنظر إليه؟ أي نظرة وداع.. أم نظرة رجاء..؟! أسرعت أسئلة متلاحقة تطرق قلبي ثم قفز سؤال شدني من مكاني.. قفز بقوة أجري هل سألحق به في المستشفى..؟ أم أنه توفي..؟
مشاعر متقلبة.. وأسئلة مضطربة.. حملت قدماي أسير في طرقات المستشفى أجمع أطراف الكلام..
• والدته بجواره.. بفرح.. بشر ما هي النتيجة؟
ماذا أجيب.. حيرتي أكبر من حيرتها. وحاجتي للسكوت أكبر من حاجتها للجواب.. ذبول وشحوب يخيم على سرير ابني.. أستعجل اللحظات والدقائق.. ربما ينقل إلى الرياض.. لحظاتٌ بسنوات.. ودقائق بأعوام.. تمر ببطيئة ثقيلة..
ثم نقله بعد جهد وعناء..
• في مساءٍ طويلٍ.. والحديث طويل..
الحزن يلف رداءه حولنا.. والألم ناصبٌ رايته في قلوبنا
غداً عيد الأضحى..
زمانٌ بين عيدين.. عيدٌ بأي حال عدت يا عيد
اصبر واحتسب.. ما قدر الله كان.. مسحت الحزن على قلبي ودعوت الله دعوة موقنٍ بالإجابة
في ثاني أيام العيد..
صرخات الأطفال تصل إلى مسامعي.. وأصوات الحديث تعلن الفرح بالعيد.. والتهنئة على كل لسان
الأمر لعبد الله مختلف.. يتلوى على فراشه من الألم
نظرتُ إليه وهو على سرير المرض.. يتقلب.. لا يستطيع الحركة.. فتح عينه بصعوبة ليتأكد من وجودي.. نظرات غير مفهومة.. مسحت دمعة في عيني لِما أرى.. تحكي حالي وألمي..
ابنـي الصبـر آيات أراها وإنني أرى كل حبل بعـد حبلك أقطعا
وإنّي متى ما أدع باسمك لا تُجب وكنت جديـراً أن تُجيب وتسمعا
اليوم يبدأ علاج ابني بالعلاج الكيميائي.. وما أدراك ما العلاج الكيميائي؟!
حُقن تُعطى مع المغذي في الدم لتُمر الخلايا الخبيثة ومعها الخلايا الطيبة.. العلاج طويل ومركز يستمر ثلاث سنوات..
• في الشهر الأول من العلاج..
نوّم طفلي شهراً كاملاً ليصارع المرض ويحتسي ألم الدواء الكيميائي بعد ثلاث أسابيع.. هناك تحسن بسيط بدأ يمشي مشية بطيئة مهزوزة.. وأشار علينا الطبيب بإمكان علاجه في مدينتنا..بعد أن رأى المشقة التي أعانيها من مكوثي وحيداً مع ابني.. وأمه وأخوته هناك.. حملت طفلي مغادراً المستشفى..
حملني همّ وغمّ.. طفل يصارع الموت.. وأم تصارع الأحزان.. وأب يصارع الحياة.. وسؤال في عين طفلي..
أين تذهب بي يا أبي.. أما تعبت من حملي..؟ المستشفى آخر أم إلى بيتنا..؟ أريد أن أرى أمي..
• أقمنا مدة واضطررنا إلى العودة بعد شهرين وفي الأسبوع الأول من إقامتنا أجري تحليلاً آخر..
الفرح يُعطر المكان.. والسعادة تحوم حولنا.. ولكن المفاجأة.. أتت بصوت قوي
انتكست حالة الطفل.. مرحلة انحدار خطرة..
أصابني إعصار الفوضى.. ماذا أفعل. كيف أتصرف؟
لقد بدأت الخلايا السرطانية تعاود نشاطها من جديد.. لابدّ من إعادة برنامج العلاج من جديد.. وبتركيز أشد..
تأثر الطبيب وهو يقرأ التقرير ثم أردف وكأنه ينعى إليّ ابني.. إن شئت نبدأ بالعلاج من جديد هنا.. أو تعود إلى جدة.. قلت له بل هناك في جدة
أمسكت تقرير ابني في يدي.. وخرجت بطفلي من المستشفى وصوت الطبيب يُلاحقني..
عليك بسرعة العلاج وعدم الإهمال.. حالة الطفل خطيرة..
• طرقت أبواب المستشفيات..
تحمل ابني من الإبر ما لا يتحمله رجل كبير.. لم يبق موضع لإبرة جديدة.. يحتار الطبيب أين يضع إبرته.. قاسي من الآلام.. ومن البعد عن والدته وأخوته الكثير.. تعرف على وجوه الأطباء وعلى أنواع الأدوية..
أما أنا. فقد حفظت كل شيء في المستشفيات.. أصبحت يستنجد بي من شدة الألم ولكن ليس الأمر بيدي يا بُني..
كل الأبواب طُرقت إلا باب الله.. وكل الأبواب أُغلقت إلا باب الله..
(أمَن يّجيبُ المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)
• سمعت في تلك الفترة عن شيخ يرقي بالقرآن
وأشار علي بعض الاخوة بذلك.. الحمد لله.. والقرآن فيه شفاء..
تنازعتني الأهواء.. كثر الحديث.. تشتت ذهني..
كيف سأترك الطب الحديث.. ربما.. وربما؟!
استخرت الله قبل أن أذهب..
• نمت تلك الليلة فرأيت في المنام أني أقف على شاطئ البحر وكانت المياه على الشاطئ ضحلة.. وفي جزء معين كانت الأرض ظاهرة للعيان قد انحسر عنها ماء البحر، وفجأة تظهر حفرة في طين البحر.. يخرج منها ما يسمى سرطان البحر ويذهب بعيداً.. استيقظت وكانت نفسي منقبضة تلك الليلة من خبر انتكاس المرض.. حدثت بتلك الرؤيا من أثق به..
قال.. أبشر لعله خير إن شاء الله.. فالطين هو ابن آدم والسرطان يخرج منه إن شاء الله
استشرت خيراً وقررت الذهاب إلى الشيخ ليرقي ابني بالقرآن..
في زحام المرضى.. هناك راحة نفسية تشعر بها.. وقصص العافية تزين المكان..
بارقة أمل أطلت عليّ.. سحابة خير أظلتني..
تمت الرقية على ابني.. وطلب مني المراجعة ثلاث مرات كل أسبوع.. وأوصاني أن أقرأ بنفسي عليه آيات من القرآن
قررت إيقاف العلاج بالمستشفى.. لعدم تمكني من إخراجه عندما يبدأ علاجه بالكيميائي
• مرت ثلاثة أسابيع.. تحسنت فيها حالة ابني..
في كل موعد أسافر من جدة إلى الرياض ثم أعود..
عانيت من التعب والمشقة الكثير..
وعندما انقضت مدة الرقية وهي ثلاثة أسابيع..
قررت العودة للمستشفى. ولكن لابدّ من الانتظار لحين فراغ سرير..
سجلت رقم هاتفي لدي المستشفى وأعطيت أولوية الدخول نظراً لتأخري في العلاج. ووضع الطفل كما ذكروا لا يسمح بإضاعة دقيقة واحدة..
• أيام معدودة..
فإذا بالهاتف ينادي..
عليك الحضور سنأخذ عينة لنخاع العظم على أن يكون الطفل صائماً.. أخذت ابني.. وأخذتني الحيرة.. وتبعتها آلام الصغير وصراخه..
أقبلت على المستشفى..
وأنا أدعو الله أن لا يعيدنا إليه مرة أخرى
أخذت العينة.. وعدت للمنزل..
حدثنا.. بين التحليل والنتيجة؟! أسبوع كامل..
تركنا الأمر للتفسير.. ماذا؟ وأين؟ في موعد التحليل أسرعت بي أقدامي.. أحسست أن هناك خيراً ينتظرني..
• جلست مع الطبيب لأسأله..
فكان جوابه الذي هزّ أعماق قلبي..
تأكدت أنني أعي ما يقول..
أرهفت سمعي.. وأسكنت جوارحي..
في زمن لم يعد للفرحة في قلبي مكان
بحثت عن ابني يمنة ويسرة.. لأقبله..
لأنظر في عينيه.. لأمسح دمعته..
التفت إلى مكان لأسجد سجدة الشكر لله.. ومن أحق منه بذلك
(بعد أن كانت عند الانتكاسة بليونين من الخلايا على أقل تقدير لا أثر الآن للخلايا السرطانية)
واستطرد الطبيب
يسمى هذا بوضع الكمون..
أي عدم ظهور أي خلايا في التحليل.. ويجب وضعه تحت الملاحظة تحسباً لأي أعراض.. أسرعت خارجاً..
التفت أبحث عن هاتف لأخبر زوجتي.. ولكن خطواتي أسرع من نظري..
حمدت الله على نعمة الإسلام.. ونعمة إنزال القرآن..
سقطت دموعي حُزن أياماً طويلة..
أما الآن..
ليست دموع فرح فحسب..
بل فرح وشكر
استرجعت الذاكرة
(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أو لم يكفِ بربك أنه على كل شيء قديد)
رأيت هذه الآية في نفسي..
هنا بين أكوام التقارير والأرقام والتحاليل..
بين بكاء الطفل وحزن الأم.. وهم الأب..
صدق الله إذ يقول:
(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين).
---------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2013, 02:38 AM   #1065
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ثــــــلاجــــة القلـــــــوب




من تكتيكات النفس معك؛ التبريد:
حين تسمع أو تُشاهد أو تًعايش موقفًا جللًا أو تقرأ قصة أو موعظة بليغة.
حين يحدث ذلك وتتأثر أنت به وتحدث إنتباهة أو إستفاقة لحظية قابلة أن تتحوّل إلى مشروع إنابةٍ وتوبةٍ دائمة، ما يعني للنفس كارثةً مُدمِّرة وضياعٍ لمجهودِ سنواتٍ من الغواية.
هنا وبمنتهى السرعة تنتفض هذه النفس لتقوم بعملية تبريدٍ سريعةٍ لهذه الحرارة الإيمانية المفاجئة.
تعرف النفس جيداً أن استمرار مؤشر حرارة القلب في الارتفاع دليل أنك تضيعُ منها.
ارتفاع حرارة القلب يعني أن الحياة تعود له.
ارتفاع حرارة القلب يعني أنه يُولَد من جديد.
يعني أن الموت السريري يمكن أن يعود منه البعض.
حين تقف أمام جثمانٍ أو على باب قبرٍ أو خلف نعشٍ أو تُحدّق في صورة ذلك الميت أو تُعيد قراءة أو سماع تلك الموعظة التي تمكنت من تجاوز طبقة الرَّان والنفاذ إلى منطقة القلب فانتبه.
حين ترى النفس ذلك، وتشعر بهذه الحرارة التي تدب، فإنها تُعلِن النفير وتشحذ أمضى مالديها من أسلحة كي تنجح في إعادة القلب إلى برودته المعتادة، لأن البرودة تعني الحياة لملذاتِ وشهواتِ هذه النفس.
في طريق عودتك من الجنازة أو بعد أن تُغادر غرفة هذا المريض أو بعد أن تنتهي المحاضرة التي تأثرت بها تُزيِّن لك نفسك الدنيا وتُذكِرُك بمواعيد واستحقاقات ومناسبات ومهمات وأشياء كل الهدف منها إخراجك من هذه الحالة لأنها إن طالت فقد تُصبِح مستدامة.
وللأسف في غالب الحالات تنجح النفس في إعادة القلب إلى ثلاجة الغفلة من جديد في انتظار مُنبِّهٍ جديد ربما يسبقه الموت لتُصبح أنت لغيرك حالة تمنح دفئاً وانتباهة.
قليلون هم من يتمكنون من الإفلات من هذا الكمين.
قليلون من يتمكنون من استغلال حالة دفءٍ عارض كي يتمكنوا من تحويلها إلى مشروع عودةٍ دائم.
الأمر يحتاج بعد عون الله إلى استغلال هذه اللحظة النادرة التي تكون عين اليقين فيها مُنتبِهة والدنيا ظاهرة حقارتها والنفس مُتربِّصة.
استغلالها في إصدار فرمانات تاريخية صارمة وعميقة.
قرارات فورية بالانعتاق من حياة التيه.
البحث عن المسجد والشيخ والصحبة ومفارقة بيئة المعصية.
تغييرات جذرية وفورية وقراراتٍ ثورية قبل مغادرة الميدان.
تغيير بنية النظام القديم.
إن لم تستغل أجواء الدفء فربما ضاعت الفرصة وللأبد.
{وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: من الآية 48].

---------------------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2013, 03:05 AM   #1066
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عمـــــركِ كنـــــزٌ يفنــــى



لا تزول قدما عبدٍ حتى يُسألَ عن عمُرهِ فيما أفناهُ، وعن علمِه فيما فعل، وعن مالِه من أين اكتسَبه وفيما أنفقَه، وعن جسمِه فيما أبلاهُ
الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2417خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
الوقت كنز عظيم وهبه الله لعباده ليحسنوا استغلاله في أمور تعود عليهم بالنفع العميم، ولكن الكثير منا يجهل قيمته ولا يحسن التصرف فيه ولعل هذا الحديث يوضح لنا أهميتة والتي تتجلى في كونه أول شيء سنسأل عنه يا حبيبات في القبر.
يا الله فماذا أعددنا من إجابات؟و إلى أين ستؤدي بنا يا ترى؟إلى جنة الخلد أم إلى عذاب النار وغضب من الله ؟نسأله عز وجل أن يجيرنا منه.
أختي الغالية عمرك هو كنز ولكنه للأسف يفنى فأنتِ تستطيعين أن تستغليه في فعل الخيرات وعمل الطاعات و إقامة الفروض ومساعدة المحتاج وإدخال السعادة على قلوب المسلمين، فتكونين بذلك قد أحسنتِ التصرف فيه، ولا يكون ذلك يا غالية إلا بتنظيم الوقت وإخلاص النية إلى الله عز وجل. فأذكرك وأذكر نفسي دائما بحسن استغلاله وتعداد النيات لأن في ذلك الكثير من الخيرات و زيادة الحسنات، وسيكون جزاؤنا عند ربنا بإذن الله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار قال تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)."(سورة البينة)
أما -أيتها الغافلة -عن حقيقة أن عمركِ يفنى ولا تنتبهين فيماتقضيه ، وتضيعينه في مشاهدة التلفاز وسماع الأغاني والشات ومتابعة الموضة والجري وراء الشهوات، فيا حسرتي عليكِ ألا تعلمين أنكِ سوف تقابلين ربكِ قريبا وسيسألكِ عن هذا العمر ؟وسوف تقفين أمام كل الخلائق وتشهد عليكِ يداكِ ورجلاكِ وجلدكِ ,نعم سينطقها الله وتشهد بما كنتِ تفعلين قال تعالى:"وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21)"(سورة فصلت)"وقال تعالى"الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى? أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (
65)"(سورة يس)
وفي صحيح مسلم عن أنس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخاطب العبد ربه يقول : يا رب ألم تجرني من الظلم ؟ فيقول : إني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني، فيقول الله : كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا ، فيختم على فيه . فيقال لأركانه : انطقي، فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول : بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل.
"وعن علمه فيما فعل به"هذا الكلام موجه لكِ أنتِ يا طالبة العلم ،أيتها المجدة التي تحسنين استغلال الوقت في تعلم العلوم أحسنتِ يا حبيبة بارك الله فيكِ، ولكنك الآن ستسألين عن هذا العلم ماذا فعلت به؟هل تعلمتِ هذه العلوم ولم تفعلِي بها شيئا ؟ ألم تعلمِي أخواتكِ في الله مما رزقكِ من العلم النافع ؟! كم مرة أمرتِ بالمعروف ونهيتِ عن المنكر ؟!إذن لماذا أتعبتِ نفسكِ وسهرتِ الليالي في المطالعة؟ ما حاجتك إلى ذلك العلم إن كنتِ ستحفظينه في داخلكِ كما تضعين الكتاب على الرف فيتراكم عليه التراب.
لا يا من تطلبين العلم عليكِ أن تفيدي من حولكِ بما تعلمتِ وبما عرفتِ من أحكام وشرائع وأن تعلمِي أبناءكِ وتشجيعهم على طلب العلم والعمل به حتى يفوزوا بجنة ربهم التي هي خير من الدنيا وما فيها، وتذكري أنه ثاني شيء ستسألين عنه يوم العرض فاهتمِي بطلبه والعمل به اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل به.
"وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه"ها هو قد جاء ثالث ما نسأل عنه يوم القيامة المال، علينا بكسب المال الحلال الذي لا تشوبه شائبة "اجتنبوا الشبهات"
لأن المال الحرام لا ينفع صاحبه فهو كالنار يأتي الحرام فيأكل الحلال ويضيعا الإثنين، فكسب قليل من مصدر حلال خير وأفضل من كثير من مصدر مشكوك فيه. واجعلِِي من مالكِ حق للفقراء والمحتاجين ليبارك لكِ الله في رزقك مصداقا لقوله تعالى في كتابه العزيز:"وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24)لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)"(سورة المعارج).وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:"ما نقص مال من صدقة".
"وعن جسمه فيما أبلاه"وأخيرا علينا الاهتمام بصحتنا وأجسامنا واعلمِي أنها ليست إلا أمانة عندك سيسألكِ رب العالمين عنها وعن إهمالها .
فلنفق من هذه الغفلة ولنعمل لآخرتنا فنحن لا نعلم متى ستكون قال تعالى في سورة لقمان :"إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( 34)" (سورة لقمان)
فلنستعد لها ولنعمل ونجتهد بقدر ما نستطيع وكأنها غدا أواليوم، بل هي الآن.
تخيلِي أنها الآن، و أنكِ بين يدي الله وتُسألين عن عمركِ فيما أفنيتيه؟ياتري ماذا ستكون الإجابة؟
نسأل الله العفو والعافية.
لذلك يا حبيبات أحسِن من استغلال الأوقات ولا تهدرنها، فالساعة التي تمر لن تعود بعد الآن ولتحتسبن عملكن في سبيل الله، وأهم شيء الإخلاص في القول والعمل فنسأل الله أن يرزقنا إياه .واستعدن إلى يوم العرض على ربكن بإجابات تجعلكن تفزن بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
-----------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2013, 03:14 AM   #1067
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قمـــــم لا تنتهـــــي





ذات يوم بارد من ايام الخريف، لمح فلاح عصفورا صغيرا مستلقيا على ظهره في منتصف الحقل... فتوقف الفلاح عن الحرث ونظر الى هذا المخلوق الضعيف وسأله مستغربا: لماذا تستلقي على ظهرك هكذا !!
فأجابه الطائر: سمعت ان السماء ستسقط اليوم...
فضحك الفلاح وقال: اتظن ان رجليك النحيلتين ستمنعان السماء من السقوط؟؟
فأجاب العصفور: على كل منا بذل ما في وسعه).
على كل منا بذل ما يستطيع من قدره وطاقه... عليك أن تشعل شمعه قبل أن تلعن الظلام..قدم ما تستطيع من جهد وقدره لعلَك تغير من الواقع ليصبح واقعا أجمل وأفضل لك ولغيرك،واذكر دائما أن الشمعة المضيئة تقترب من أختها المنطفئة فتضيء، فأنت بإخوانك أقوى واقدر على التغيير والثبات.
لا تركن إلى ضعفك وقلة حيلتك وتذكر: أن الانتصار والهزيمة أحيانا لا تكون بمفهوم الربح والخسارة.فقد تكون قد حققت النصر لكنك بداخلك مهزوم ضعيف منكسر..
أو أن تكون قد هزمت لكنك بداخلك قوي منتصر عزيز، فكن دائما على ثقة بنفسك وبالطاقة الكامنة بين اضلعك. واعلم أن الشجاعة ليس أن لا يكون في قلبك خوف من شيء... ولكن أن تنتصر على خوفك وان تحقق المطلوب منك أداؤه.
ولا يوجد انسان ذو مناعة من الألم، لكن عليك ان توقن انك قادر أن تحيى رغم هذا الألم، بل انك قادر ان تحيل ألمك هذا الى أمل.
ما الذي يمنعنا من التغيير نحو الأفضل؟؟ ما الذي يجعلنا نلتصق بالأرض ونرفض النهوض من جديد لرسم المستقبل الجميل لأبنائنا؟؟!!
نسارع دائما لقول : لا نستطيع.. ليس بيدنا شيء...ما بقدر.
حتى أنها أصبحت على لسان كل واحد منا.. أصبحنا نحب الركون لليأس، ولا نحاول حتى محاولة للتغيير !!!
يجب على كل منا أن لا يستهين بنفسه...كل منا قادر على التغيير في جانب من الجوانب..كل واحد منا مبدع في مجال. فلنسخر إبداعنا لخدمة قضايانا وقضايا امتنا، يجب ان تكون هذه رسالتنا لبعضنا البعض ولأبنائنا ويمكن أن يؤثرتغيرك على العديد من الأجيال القادمة فتكون أنت صاحب التغيير،و ليكن شعارنا في الحياة، ولنقوله بقلوبنا وعقولنا قبل ألسنتا :
نحن قادرين على التغيير للأفضل... اجل قادرين على التغيير وان نكون أفضل.. بل الأفضل.
وتذكر قول ابن الجوزي: ما ابتلي الإنسان قط بأعظم من علو همته ؛فإن مـن علـت همـته يـختـار المـعالي

-----------------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2013, 03:24 AM   #1068
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

المــــوت يــــأتــــى بغتـــــه.‏



يا نائما بالليل هل المنام يطيب
الموت يأتى بغته ولكن الفراق صعيب

اسمحوا لى اخوانى الكرام ان اروى هذه القصه
القصيره التى حدثت بمدينتنا البارحه
انها لشاب فى عمر الزهور عمره ثمانيه عشره
عاما يدرس بكليه الهندسه ووالده ذو شأن
عظيم واحوالهم ميسوره
ويقول عنه اصحابه انه كان حسن المنظر
والمظهر.
كنا واقفين بالشارع واذا بسياره تمر تقول
توفى الى رحمه الله تعالى فقيد الشباب فلان
ابن فلان.
قلنا الله يرحمه ماكنا نعرف هذا الشاب
مشينا بالشارع شوى وبعد قابلنا زميل لنا
وباين على وجهه علامات الحزن والاسى فقلنا
له ماذا بك؟
قال والله ان لى لصديق توفى بحادث قلنا له
ما اسمه قال فلان.قلنا له لقد سمعنا اسمه
توا قال اى والله هو رفيقى.قلنا له ما
قصته.قال ان هذا الشاب عاد من كليته
بالقاهره فى هذا اليوم ودخل البيت وكان له
صديق مسافر طنطا ولما رجع صديقه قاله ما
رايك لو نطلع نتجول بعض الوقت بالسياره قال
له هيا
.
فخرجا حتى اذا بلغا الطريق السريع فاذا
باحد عجلات السياره الاماميه تنفجر واذا
بالسياره يختل توازنها ويفقد قائدها
السيطره عليها فتقفز الى الجانب الاخر من
الطريق والذى تاتى فيه السيارات بعكس سيرهم
فتصدم سيارتهم الصغيره المسرعه بشاحنه
عملاقه فتدهسها قاتله طالب الهندسه وتاركه
الاخر وقد تحطمت عظامه شفاه الله.
فأنظروا اخوانى الاحبه كيف عاد هذا الشاب
من سفره ليموت فى سفر اخر
وانظروا كيف يخرج
الله الحى من الميت

وانظروا كيف ياتى الموت
بغته
.
بالله عليكم ان تدعوا لهذا الشاب
بالرحمه وان يتغمده الله برحمته وان يجعل
خير اعمالنا خواتمها وخير ايامنا يوم
لقاه.
(يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك).
-----------------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2013, 03:42 AM   #1069
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

إيـــــاك وخبيئــــــة الســــــوء!



أن تقع في المعصية، فهذا أمرٌ واردٌ في حقك كعبدٍ ضعيفٍ!!
وأن تستغفر من ذنبٍ ثم تعود إليه، ثم تستغفر منه وتعود إليه!!
فهذا أيضاً واردٌ في حقك كعبدٍ ضعيفٍ!!
أما أن تترك (بسبب عجزك) مساحة في قلبك (ولو يسيرة) لهذه المعصية؛ كي تتأصل فيه!! (كنوع من الاستسلام أمام هذا العجز) فإنك بذلك تكون قد بذرت من حيث لا تدري نبتة خبيثة، تسمى (خبيئةالسوء) وتركت أمامها المجال؛ لكي تنمو وتترعرع في قلبك مع مرور الأيام، طالما لم تعمل بصدق على اجتثاث جذورها!!
ولمن لا يعرف، فإن (خبيئةالسوء) هذه، تعتبر بمثابة السرطان القاتل للنفس والقلب معاً (عياذاً بالله)!!
· فهي التي تنخر في الحواجز والأسوار المحيطة بإخلاص قلبك لله؛ لتهدمها!!
· وهي التي تثير بواعث السوء في نفسك؛ كي تتجرأ على معصية الله، وترتكبها!!
· وهي التي تلقى على عقلك أستاراً من حجب الغفلة؛ لتحول بينك وبين إدراكك لعظم تلك المعصية؛ فتقترفها!!
· وهي التي تنبت في قلب العبد نبتة النفاق؛ التي تجعله يعيش ازدواجية مقيتة، بين حقيقة نفسه وعجزها، وبين ما يظن فيه الناس من الخيرالظاهر!!
· وهي التي يدخرها الشيطان للانقضاض بها على العبد لحظة احتضاره (عياذاً بالله) أملاً في قوة تأثيرها عليه في تلك اللحظة الفاصلة؛ بما استفحلت في قلبه على مدى أيام عمره؛ ليحول بينه وبين حسن الخاتمة (نسأل الله العافية)!!
لذا ينبغي على العبد الصادق في طلب النجاة؛ أن يجري عمليات مسح شامل لقلبه ما بين كل وقتٍ وحينٍ؛ لاجتثاث ما نبت من جذورها؛ لأن قلبه هو البضاعة الوحيدة التي ستؤهله للنجاة برحمة الله غداً؛ يوم يلقى الله!!
قال تعالى : (يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ)

ولهذا المسح الشامل آليات عديدة، من أهمها :
· الصدق مع النفس في تحديد الداء!!
· البحث عن الأسباب التي أدت بوصول هذا الداء إلى القلب!!
· السؤال عن الأسباب الشافية من هذا الداء!!
· شدة مراقبة القلب؛ للتأكد من تطبيق أسباب الشفاء؛ للقضاء على الداء!!
· صدق اللجوء إلى الله؛ لطلب العون والقدرة على محو آثار الداء!!
وهذه الآلية الأخيرة؛ يمكنها أن تؤهله بفضل الله - حسب إخلاص العبد لربه – إلى الوصول إلى (خبيئة الخير) التي تجعل بينه وبين الله حال؛ بما كان من :
·تنهيدات القلب (رغبة ورهبة) في ظلمة السحر!!
· صدق اللجوء إلى الله، وغرس محبته في قلبه!!
· قطع الرجاء في الخلق، وتعلق القلب بالله وحده سبحانه وبحمده!!
· البعث بأشواق النفس إلى اللقاء المأمول في جنة الفردوس، ومرافقة الأحبة (محمداً صلى الله عليه وسلم وصحبه)!!
· الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة!!
· الاستغناء بالله، والاستعلاء بدين الله، والشعور بالمنعة والحفظ والرعاية الربانية في كل وقت وحين!!
وهذه كلها من الخيرات المترتبة على سعي العبد في الوصول إلى (خبيئة الخير)، والتي من أبرز نتائجها بإذن الله على مسيرته في هذه الحياة؛ أن يرزقه الله في نهاية المطاف (بتأصيلها في قلبه) نعمة (حسن الخاتمة) التي بها سعادته الحقيقة التي لا يشقى بعدها بإذن الله أبداً!!
فاحرص أخي الحبيب
على تأصيل (خبيئة الخير) في قلبك
وإياك ثم إياك من (خبيئة السوء)!!
أعاذنا الله وإياكم منها

----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2013, 03:51 AM   #1070
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حكــــــايــــــة الملـــــــك وابنتــــــــــه



كان يوجد ملك كثير المال وكانت له ابنة لم يكن له ولد وكان يحبها حبا شديدا وكان يلهيها بصنوف اللهو فمكث كذلك زمانا وكان الى جانب الملك عابد فبينما هو ذات ليلة يقرأ اذا رفع صوته وهو يقول : ( ياأيها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) فسمعت الجارية قراءته فقالت لجواريها : كفوا فلم يكفوا وجعل العابد يردد الاية والجارية تقول : كفوا فلم يكفوا فوضعت يدها فى جيبها فشقت ثيابها فانطلقوا الى ابيها فأخبروه بالقصة فأقبل اليها فقال : ياحبيبتى ما حالك منذ الليلة ؟ مايبكيك ؟ وضمها اليه فقالت : أسألك بالله ياأبتي لله عز وجل دار فيها نار وقودها الناس والحجارة ؟ قال : نعم قالت : ومايمنعك ياأبتي أن تخبرنى ؟ والله لا أكلت طيبا ولانمت على لين حتى أعلم أين منزلى فى الجنة أو النار؟ اللهم احسن ختامنا واجعلنا من أهل الفردوس الاعلى اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 04:51 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved