منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-08-2015, 07:03 PM   #10721
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

http://www.e-quran.com/s1.html


القران الكريم كامل مكتوب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة الفقير الي ربه ; 03-08-2015 الساعة 07:17 PM.
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2015, 08:06 PM   #10722
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الضغوط النفسية وأثرها على القلب والجسد
الغضب والتفكير السلبي والضغط النفسي تعتبر عوامل مدمرة لصحة القلب والجسد، ولذلك أمرنا الإسلام بالابتعاد عنها....
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب لأمر من أمور الدنيا إلا أن تُنتهك حرمة من حرمات الله تعالى! فكان رضاه من أجل الله وغضبه من أجل الله، فكان بذلك أسعد الناس وأكثرهم استقراراً وطمأنينة، وضرب لنا أروع الأمثلة في ذلك.
ولم يكد يمرّ يوم على رسول الله إلا وتحدث معه أحداث تدعو للغضب والانفعال والتوتر النفسي، ولكننا لم نعلم أنه غضب مرة واحدة إلا عندما يتعدى أحد على حدّ من حدود الله. فقد كان النبي الكريم يعالج أي مشكلة بهدوء وأناة وهذا ما جعل الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ولذلك مدحه الله في كتابه المجيد فقال في حقه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4].
وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن التوتر النفسي والضغوط والغضب تعتبر عوامل مدمرة لصحة الإنسان وقلبه وقد تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل السرطان! ويعتقد الباحثون أنه على الرغم من أن ممارسة التمارين الرياضية وإتباع حمية غذائية جيدة وغيرها من العوامل ذات أهمية حيوية لصحة القلب، إلا أن للعوامل الاجتماعية والسعادة والإحساس بالرضا والكمال والعمل من أجل هدف في الحياة، تأثير بدورها.
بل إن النبي الكريم كان يأمر أصحابه أن يرددوا عبارة مهمة تعبر عن الرضا، صباحاً ومساءً وهو هذا الذكر: (من قال إذا أصبح : " رضيت بالله ربا ، و بالإسلام دينا و بمحمد نبيا " ، فأنا الزعيم ، لآخدن بيده حتى أدخله الجنة )
وكما يؤكد الباحثون أن الرضا يعتبر من أهم الوسائل العلاجية لأي مرض نفسي، فمعظم الاضطرابات النفسية ناتجة عن عدم الرضا، ويعتبر الغضب على رأس العوامل القاتلة للإنسان، ويسبب الموت المفاجئ والجلطة الدماغية واحتشاء العضلة القلبية وضغط الدم.
الإجهاد النفسي يؤثر على الصحة البدنية والعقلية
كشف بحث أمريكي أن الإجهاد والضغوط النفسية التي يتعرض لها الأفراد بشكل يومي يمكن أن تسبب بعض أنواع السرطان، في حين وجدت دراسة أوروبية مشابهة أن الإجهاد مضر لصحة القلب. وأظهرت الدراسة التي نفذها باحثون من جامعة "ييل" الأمريكية، أن الضغوط النفسية اليومية قد تحفز نمو الأورام، وأن أي صدمة، عاطفية أو جسدية، يمكن أن تكون بمثابة "ممر" بين الطفرات السرطانية التي تؤدي في النهاية إلى الإصابة بأورام خطيرة.
وتبين نتائج الدراسة، التي نشرت في دورية الطبيعة"، أن الظروف اللازمة للإصابة بهذا المرض يمكن أن تتأثر بالبيئة العاطفية بما في ذلك كل المهام اليومية التي نقوم بها سواء في العمل أو في نطاق العائلة.
يقول البروفسور تيان إكسو، المختص في علم الوراثة من جامعة ييل: "هناك الكثير من الظروف المختلفة يمكن أن تؤدي إلى الإجهاد، والحد منه أو تجنب الظروف المسببة له دائماً نصيحة جيدة.."
وتناولت دراسة أوروبية جانباً آخر للإجهاد، إذ أظهر بحث بريطاني تأثيره السلبي على القلب وما يمكن أن يتسبب به من أمراض، لتؤكد علمياً الاعتقاد السائد منذ القدم بارتباطه بالنوبات القلبية.
وأُخضع كل المشاركين لاختبارات ضغط ومن ثم قيست مستويات هرمون الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد الابتدائي الذي ينتجه الجسم عندما يتعرض إلى ضغوطات نفسية أو جسدية، ويؤدي في حال إطلاقه إلى تضييق الشرايين.
ولاحظ الباحثون أن المشاركين ممن أصيبوا بالإجهاد جراء الاختبارات كانوا الأكثر عرضة، وبواقع الضعف، للإصابة بضيق الشرايين، عن أولئك الذين احتفظوا بهدوئهم.
آيات كثيرة تحض على الهدوء النفسي
إن الذي يتأمل القرآن يلاحظ أن كثيراً من الآيات تأمرنا بالصبر وعدم الغضب والتسامح والعفو، ومن هذه الآيات قوله تعالى: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى: 40]. ويقول أيضاً: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل: 126-128].
ويقول في حق المتقين الذين وعدهم جنات عرضها السموات والأرض: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134].
وأفضل طريقة لعلاج الضغوط النفسية هي العفو، لأن الله تعالى يقول: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [البقرة: 237].
فجزء كبير من الضغوط اليومية التي يتعرض لها الإنسان سببها الإحساس بالظلم وعدم القدرة على النيل من الآخرين، ولكن بمجرد أن يمارس الإنسان "العفو" فإن المشكلة تتبخر مثل الحرارة عندما تبخر الماء! ولذلك كان النبي الكريم أكثر الناس عفواً، ويكفي أن نتذكر يوم فتح مكة عندما نصره الله على أعدائه الذين استهزؤوا به وآذوه وأخرجوه وشتموه، ولكنه عفا عنهم
وقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء!
إن هذا الموقف هو درس لكل مؤمن أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه جعل ثواب التسامح والعفو كبيراً جداً في الآخرة، وجعل ثوابه عظيماً في الدنيا وهو التمتع بصحة أفضل واستقرار نفسي أكبر!
وتأملوا معي هذا النص القرآني الرائع: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت: 34-35]،
فمهما كانت مشكلتك مع الآخرين يمكن حلّها بمجرد المعاملة بالتي هي أحسن وبقليل من الصبر وبكلمة طيبة كما قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [إبراهيم: 24-25].
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2015, 08:43 PM   #10723
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مشـــــاريـــــع العمـــــــــــر
الحديث عن "المشاريع" حديثٌ من نوع خاص .. حديث تكتبه المشاعر قبل أن يتدفق الحبر على الورق، وهكذا هي المشاريع في حياة كل إنسان ..إلى هذه اللحظة وهذه الكلمة بالذات تقلب مشاعري ، وتطوّح بي في الفضاء، وما وجدت كتاباً يتحدث عن هذه اللغة إلا وشريته، ولا سمعت متحدثاً يهتف بهذه الكلمة إلا وأصغيت له مجبراً .. أكاد أن أقول إذا أردت أن تقيمني من مجلسي، وتهتف بروحي من وحل هذه الدنيا كلها فردد هذه الكلمة فإن الماء البارد على قلب العطشان في يوم صائف ..
ولأنني مخمور بهذه الكلمة إلى الثمالة فقد ساقتني هذا المساء أن أكتب لك على غير ميعاد، داعياً الله تعالى أن تجد منها مثل ما يجد صاحبك .. فإنها سياط الراقدين الغافلين.إن بإمكان الواحد منا أن يكون مشروعاً في حياة نفسه وأسرته ومجتمعه وأمته ..
يقول د/ عبد الكريم بكار وهو يتحدث عن مشروع العمر للإنسان: يستطيع كثير من أفراد هذه الأمة أن يتخيّل أن حياته عبارة عن مشروع أنشأته أمة الإسلام ، واستثمرت فيه ، ثم أوكلته إليه ليديرَه ويتابعَه ، ويبذل فيه من ماله ووقته وجهده، وقد قبل هذه الوكالة وشرع يحاول في جعل ذلك المشروعَ ناجحاً ومثمراً؛
بل يحاول أن يجعل منه مشروعاً نموذجياً بين المشروعات المناظرة ... وأود هنا أن أشير إلى فكرة مهمة هي أن الأمة الفقيرة ليست تلك التي لا تملك الكثير من المال لكنها التي يتلفّت صغارها وكبارها فلا يرون إلا رجالاً من الدرجة الرابعة ، ولا يجدون نماذج رفيعة حيّة يقتدون بها ويقبسون من روحها وسلوكها ما يشكل قسمات حياتهم .. إننا نريد من كل واحد منّا أن يفكّر هل يمكن أن يقدّم نموذجاً في الحفاظ على الوقت أو القراءة أو الحرص على صلاة الجماعة أو نموذجاً في الصدق ، أو التواضع أو خدمة المجتمع أو بر الوالدين أو الغيرة على حرمات الله تعالى أو نصح المسلمين ... ؟
وحين يتمكّن 5%) منّا تمثّل هذه الفكرة وتطبيقها ثم نشرها والدعوة إليها فإنني أعتقد جازماً أن وجه العالم سيتغيّر تغيّراً واضحاً. اهـلعلك تود أن تتعرّف على مشروع العمر ماهو ؟ إن مشروع العمر هو مشروع تتضح في ذهن صاحبه أهدافه ، وتستولي فكرته على فكره وعقله ويبذل له جميع طاقاته . هذا هو مشروع العمر ، مشروع يتناسب أولاً مع قدراتك وإمكاناتك ، ثم تعيش همه في كل لحظة من حياتك ، ثم تبذل له جميع ما تملك من فكر وعمل ومتابعة.إن بإمكان الواحد منا أن يكون "مشروعاً "
خاصاً في حياة أمته فقط حين يتحرر من الوهن ، والضعف ، وتقزيم النفس ليركب نحو المعالي كاتباً في حياته الشخصية أنه أحد الكبار في حياة أمته ..
أود أن أقرّب لك الصورة أكثر ، في السنة النبوية ورد ذكر امرأة كان لها مشروعها الشخصي الخاص ، أتدري ما هو مشروعها ؟ " كانت تقم المسجد " هذا هو مشروعها كانت تحرص على أن يكون مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نظيفاً ،
وهي بهذا تشارك في خدمة هذا الدين .. وفي النهاية رحلت من الأرض ..
ماتت في ساعة متأخرة من الليل غسلها الصحابة ودفنوها ولم يخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ظناً منهم أنها ليست بذات الشأن ،
وفي الصباح دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مسجده فتلفّت فلم ير المرأة ، فسأل عنها فأخبروه أنها ماتت .. فقال : أفلا آذنتموني ! أي أخبرتموني قالوا إنها ماتت في ساعة متأخرة .. فيقوم صلى الله عليه وسلم متوجهاً إلى المقبرة ويتبعه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، ويقف على قبرها ويصلي عليها ..
ثم يقول: ((إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله - تعالى - يُنوِّرُها بصلاتي عليهم)).ولا يُعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تتبع جنازة امرأة غير هذه، مما يدلك على عظمة صاحب المشروع.وهذا رجلٌ آخر كان له "مشروعه الخاص به"، فتح الله - تعالى عليه - ورزقه مالاً، وأراد أن يكون شيئاً، فصار يداين الناس ويُيسِّر عليهم في القضاء، فيرسل رسوله ليأخذ دَيْنه لكنه كان يرسله ويُذكِّرُه
بقوله: "خذ ما تيسر، واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله - تعالى - أن يتجاوز عنا
ثم مرَّت الأيام، ومات الرجل، فلقي الله - تعالى - وسأله الله - تعالى -: هل عملت خيراً قط؟ قال: لا، إلا أنه كان لي غلام، وكنت أُدَايِنُ الناس، فإذا بعثتُهُ يتقاضى قلت له: "خذ ما تيسَّر، واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله - تعالى - يتجاوز عنا"، فقال الله - تعالى -: "قد تجاوزت عنك".
خذ سيرة أبا هريرة - رضي الله تعالى عنه - صحابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي ملأ الدنيا ذكراً وصيتاً وحياةً، وتأمل سيرته كاملة لا تجد فيها سوى "مشروعاً واحداً"
كوّن له هذا الصيت في الأرض، لقد كان مشروعه حفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم، فلم يغادر الدنيا حتى تجاوزت محفوظاته خمسة آلاف حديث، ولا يكاد يذكر نبيك - صلى الله عليه وسلم - اليوم في مجلس إلا وجدت لصيقه هذا الصحابي الجليل، وهكذا هي المشاريع تجعل من أصحابها كباراً لهذه الدرجة الكبيرة.
لكن ينبغي أن تعلم أن هذا ما جاء من غفلة، أو نوم، أو انشغال بظروف خاصة؛ بل جاء من عمل وتعب نال به هذه المنزلة الرفيعة، يقول - رضي الله عنه - حاكياً ذلك: "إنكم تقولون: أكثر أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم، والله الموعد، وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخوتي من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم، وكنت امرأً مسكينا ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مِلء بطني، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا: ((لن يبسط أحدٌ منكم ثوبَهُ حتى أقضي مقالتي هذه، ثم يجمعه إلى صدره فينسى من مقالتي شيئًا أبدا))، فبسطت نمرةً ليس عليَّ ثوبٌ غيرها، حتى قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - مقالته، ثم جمعتها إلى صدري، فوالذي بعثه بالحق ما نسيتُ من مقالته تلك إلى يومي هذا.لم تكن "المشاريع" حصراً على أفراد في ذاكرة التاريخ، كلا! وإنما هي كذلك ممتدة حتى تاريخنا الذي أُحدِّثُك به.
خذ على سبيل المثال: الألباني - رحمه الله تعالى - مشروعه لا يغيب عن ذاكرة أي إنسان في عصرنا الحاضر، مشروعه: تحقيق الحديث النبوي، بما تجزم معه اليوم أنك لا تجد عالماً أو متعلماً على ظهر الأرض إلا وكتب هذا العلم أحد مراجعه في التحقيق.
ولعلك تسأل: كيف بدأ الألباني؟ وأُخبِرُك أنه كان في صغره عاملاً يصلح الساعات، وليس له هم ّإلا تلك الصنعة، حتى وقعت بين يديه إحدى المجلات وجد فيها فكرة المشروع، ثم أقبل على هذا المشروع حتى ملأ الدنيا أثراً وتأثيراً.
خُذ مثالاً آخر: عبد الرحمن السميط طبيباً كويتياً، أراد أن يكون مشروعه الخاص: الدعوة إلى الله - تعالى،
ولعلك تسأل: كيف بدأ؟يقول: أردت أن أجمع لمشروعي ألف ريال من أجل البداية، وبقيت لمدة ثلاثة أشهر لم أتمكن من جمع ألف ريال.أودُّ هنا أن أنقلك إلى النهاية التي وصل إليها الرجل في مشروعه: الدعوة إلى الله - تعالى، واصل
فذهب إلى أفريقيا يدعو إلى الله - تعالى - واسمع إلى تلك النهايات؛ أسلم على يديه إلى الآن ما يزيد على مليونين ونصف إنسان، وعلمّ ما يزيد على نصف مليون، ورسولك - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم)).
لعلك تسأل: ما هي المشاريع التي يمكن أن يبدأ فيها الإنسان ويحقق بها أمثال هذه الأحلام ؟!ولعل من نافلة القول: أن أذكّرك بمشروع تربية الأبناء في البيت، وجعلهم مشروع الإنسان الشخصي تعليماً وتربية،
وما يدريك أن يكون منهم علم الأمة ومُجدِّدها في الأيام القادمة ..خدمة الناس وتفريج كربهم وعونهم مشروعٌ كبير، يمكنك تحقيقه من خلال المشاركة في جمعيات البر، وهو مشروعٌ فيه قول رسولك - صلى الله عليه وسلم: ((أنا وكافل اليتيم في الجنة، والساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله)).تعليمُ الناس كتاب الله - تعالى - قراءةً وحفظاً مشروعٌ ضخم، فيه قول رسولك - صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمَه))، ويمكنك تحقيق ذلك من خلال المشاركة في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم.الصلح بين المسلمين، وجمع شمل المتخاصمين مشروعٌ يُمثِّلُ أهميته قول الله - تعالى: {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيْرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعْرُوفٍ أَو إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114].
توزيع الشريط، وتعليق إعلانات المحاضرات والدروس،والقيام على تربية الشباب في التعليم أو القرى، يمكن أن يكون مشروعك أن تكون أديباً، شاعراً، كاتباً، عالماً، مفكراً، قائداً، معلماً .. وغير ذلك مما لا سبيل إلى حصره في مكان كهذا ..وأخيراً: أرجوك أن تبدأ هذه اللحظة بالتفكير في مشروعك الخاص "مشروع العمر" المشروع الذي يمكن أن تكون من خلاله شيئاً كبيراً في تاريخ نفسك .. وأرجوك ثانيةً ألا تقزّم نفسك وترى بأنك لست أهلاً لذلك، فقط أدعوك للتفكير بصدق، والتأمل حقيقة، ثم ابدأ الخطوة الأولى مهما كانت ظروفك .. وقريباً ستعانق الأفراح بإذن الله - تعالى.
----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2015, 10:16 PM   #10724
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

بشــــــــــرى للصـــابــريــن
في عصرنا الذي نعيش فيه، تعصف بإيماننا عواصفُ الشَّدائد والمصائب التي تجتاحنا ليلَ نهارَ، فتَذْرُو ثوابت هذا الإيمان،
فما أحوجَنا إذًا إلى أسلحةٍ إيمانيَّة نتصدَّى بها؛ حيث إنَّ المسلم لا بُدَّ أن يتسلح بسلاح الأخلاق الإسلاميَّة العظيمة؛ كي يواجه بها شتَّى المصاعب والمشكلات، ومنها الصَّبر، فلا بُدَّ من التسلح والتقَوِّي بتلك الأسلحة،
وذلك اقتداءً بأشرف خلق الله رُسلِه الكرام الذين سمَّاهم الله - عزَّ وجلَّ - أُولِي العزم؛ حيثُ خاطب نبيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ونحن معنيُّون بالخطاب معه؛ لكوننا مأمورين بالاقتداء به؛ كما قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] - بقَولِه - تبارك تعالى -: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ...} [الأحقاف: 35].
معنى الصبر:الصَّبرُ في اللُّغة: هو الحبس، وفي الاصطلاح: هو حبسُ النَّفس على ما يقتضيه الشَّرع والعقل، أو ما يقتضيان حبسها عنه، أو هو حبس النَّفس على ما تكره؛ ابتغاء مرضاة الله؛ كما قال تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف: 28].
وجاء في "لسان العرب" ما نصُّه: "... صَبَرَ الإنسانُ غَيْرَه على القَتْل: حَبَسَهُ ورَمَاه حتَّى يَموت، وإذا حبس الرَّجل نفسهُ على شيء، قال: صَبرت نفسي على كذا؛ أي: حبسْتُها،
ويقال للرجل إذا شُدَّت يداه ورجلاهُ، أو أمسكهُ رجلٌ آخر حتَّى يضرب عنقه، أو حُبِس على القَتل حتى يُقْتَل: قُتِل صبرًا، وكذا إذا حُبِس على اليمين حتى يحلف يقال: حلف صبرًا.
وفي "الصِّحاح": كلُّ ذي روح يُصْبَر حيًّا، ثم يُرْمَى حتى يُقْتَل، فقد قُتِلَ صبرًا، قيل: الصبر موضوعٌ في الأصل لمعنى الإمساك في الضيق، وباقي المعاني متفرِّع منهُ، صبَّره: أمَرَه بالصَّبر، وفلانًا: طلب منه أن يصبر، والطَّعام: جعلهُ صُبرَةً، وصابره مصابرةً وصِبارًا: غالبه في الصَّبر، وفي سورة آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} [آل عمران: 200]؛ أي: غالبوا أعداءَ الله في الصَّبر على شدائد الحرب، وأعدى عدوكم في الصَّبر على مُخالفة الهوى.
مكانة الصبر والصابرين:إنَّ الصبرَ خلق عظيم، وله فضائل كثيرة، منها أنَّ الله يضاعفُ أجرَ الصابرين على غيرهم، ويُوفِّيهم أجْرَهم بغير حساب، فكُلُّ عمل يُعرف ثوابه إلا الصَّبر؛ قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، كذلك فالصَّابرون في معيَّة الله، فهو معهم بهدايته ونصره وفتحه؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153] [الأنفال: 46]، وأخبر – سبحانه - عن محبته لأهله فقال: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146]، وفي هذا أعظم ترغيب للرَّاغبين، وأخبر أنَّ الصبر خيرٌ لأهله، مُؤكدًا ذلك باليمين؛ فقال سبحانه: {وَلَئِن صَبَرْتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَابِريِنَ} [النحل: 126].
ولقد خصَّ الله - تعالى - الصَّابرين بأمورٍ ثلاثة لم يخصَّ بها غيرهم، وهي:الصَّلاة منه عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إيَّاهم؛ قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155 - 157].
والله - سبحانه - قد علَّق الفلاحَ في الدنيا والآخرة بالصبر، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، فعلق الفلاح بكل هذه الأمور.وخصال الخير والحظوظ العظيمة لا يلقاها إلاَّ أهل الصبر؛ كقوله تعالى: {وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلاَ يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ} [القصص:80]، وقوله: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35].
ولقد وردت في السُّنة النبويَّة أحاديثُ كثيرة عن رسول الله في بيان فضل الصَّبر والحثِّ عليه، وما أعدَّ الله للصابرين من الثَّواب والأجر في الدُّنيا والآخرة منها:عن أنس - رضي الله عنه - قال: مرَّ النَّبي بامرأةٍ تبكي عند قبر، فقال: ((اتقي الله واصبري))، فقالت: إليك عني؛ فإنَّك لم تُصب بمصيبتي - ولم تعرفه - فقيل لها: إنه النبي، فأخذها مِثْلُ الموت، فأتت بابَ النبِيِّ، فلم تجدْ على بابه بوَّابين، فقالت: يا رسول الله، لم أعرفك، فقال: ((إنَّما الصَّبر عند الصَّدمة الأولى))؛ فإنَّ مفاجأةَ المصيبة بغتة لها روعةٌ تُزعزع القَلْب، وتُزعجه بصَدْمِها، فإنَّ مَن صبر عند الصَّدمة الأولى، انكسرت حدَّة المصيبة، وضعُفت قُوَّتُها، فهان عليه استدامة الصبر.
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله قال: ((... ومن يتصبَّر يُصبِّره الله، وما أعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصَّبر))؛ رواه البخاري ومسلم.
وفي الصَّحيحين: إنَّ رسولَ الله قسم مالاً، فقال بعض الناس: هذه قسمة ما أُريدَ بها وجه الله، فأُخبر بذلك رسول الله، فقال: ((رحم اللهُ موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر))؛ فالنَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُعلِّمنا كيف أنَّه كان يصبر ويتحلَّى بالصَّبر؛ حيثُ كان لا تزيده شدَّة الجهل عليه إلا حِلمًا.
قالوا عن الصبر:- قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "وجدنا خَيْرَ عيشنا بالصَّبر"، وقال أيضًا: "أفضلُ عيشٍ أدركناه بالصَّبر، ولو أنَّ الصَّبر كان من الرِّجال كان كريمًا".
- وقال علي - رضي الله عنه -: "ألاَ إنَّ الصَّبر من الإيمان بمنزلة الرَّأس من الجسد، فإذا قطع الرأس، بَارَ الجسد"، ثم رفع صوته فقال: "ألا إنَّه لا إيمانَ لمن لا صَبْرَ له"، وقال أيضًا: "والصبر مطية لا تكبو".
- وقال الحسن: "الصَّبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله إلاَّ لعبد كريم عنده".
- وقال عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله -: "ما أنعم اللهُ على عَبْدٍ نعمةً، فانتزعها منه، فعوَّضَه مكانَها الصَّبر إلاَّ كان ما عوَّضه خيرًا مما انتزعه".
الصابرون أهل الفضل:للصابرين عند ربِّهم منزلةٌ عظيمة، فهم يلقبون يومَ القيامة بـ"أهل الفضل"؛ نظرًا لما يلاقون في دُنياهم من ابتلاءات فيصبرون عليها؛ فعن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا جمع اللهُ الخلائقَ يومَ القيامة، نادى منادٍ: لِيَقُمْ أهلُ الفضل، فيقومون وهم قليل، فيسيرون سِراعًا إلى الجنَّة، فتستوقفهم الملائكة، وتقول: مَن أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الفضل، فيقولون لهم: وما فَضْلُكم؟ فيقولون: كنا إذا ظُلمنا صَبَرْنا، وإذا أُسِيء إلينا غَفَرنا، وإذا جُهِلَ علينا حَلُمْنَا، فتقول لهم الملائكة: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين))؛ قال الألباني: ضعيف جدًّا؛ لأن العرزميَّ متروك.
ومِن هُنا كان لأسلافنا الكرام - رحمهم الله - باعٌ طويلٌ في توضيحِ أهميَّة تلك الأسلحة الإيمانيَّة، التي هي بمثابة جهاز مناعة للإيمان، فلْنَعِشْ مع العلاَّمة ابن القيم وحديثه عن الصَّبر وحاجتنا إليه، وذلك بعد أنْ نوضِّح معنى الصبر.
مع ابن القيم في بستان الصابرين:لقد أورد العلاَّمة ابن القيم - رحمه الله - كثيرًا من المواضع التي ورد بها الصَّبر في القرآن الكريم، ونقل عن الإمام أحمد - رحمه الله - قوله: "ذكر الله - سبحانه - الصبر في القرآن الكريم في نحو تسعين موضعًا"، منها:1 - الأمر به كقوله - تعالى -: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [النحل: 127]، وقوله: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} [الطور: 48].
2 - النَّهي عن ضده وهو الاستعجال؛ كقوله - تعالى -: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} [الأحقاف: 35]، وقوله: {وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} [القلم: 48].
3 - الثناء على أهله؛ كقوله - تعالى -: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].
4 - تعليق النَّصر والمدد عليه وعلى التقوى؛ كقوله - تعالى -: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران: 125]، ولهذا قال النبي: ((واعلم أنَّ النَّصر مع الصبر)).
5 - الإخبار بأنَّ الفوزَ بالمطلوب المحبوب، والنَّجاة من المكروه المرهوب، ودخول الجنَّة وسلام الملائكة عليهم - إنَّما نالوه بالصبر؛ كما قال: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 23 - 24].
6 - الإخبار أنَّه إنَّما ينتفع بآيات الله ويتعظ بها أهل الصبر؛ كقوله - تعالى -: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم: 5].
7 - الإخبار أن خصال الخير والحظوظ العظيمة لا يلقاها إلاَّ أهل الصبر؛ كقوله - تعالى -: {وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} [القصص: 80] ، وقوله: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35].
8 - تعليقُ الإمامة في الدين بالصَّبر واليقين؛ كقوله - تعالى -: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]، فبالصَّبر واليقين تنال الإمامة في الدين.
9 - أن الله أثنى على عبده أيوب بأحسن الثناء على صبره؛ فقال: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 44]، فأطلق عليه: "نعم العبد"؛ بكونه وجده صابرًا، وهذا يدُلُّ على أنَّ مَن لم يصبر إذا ابتلي، فإنه بئس العبد.
10 - أنه - سبحانه - قرن الصبر بأركان الإسلام ومقامات الإيمان، فقرنه بالصلاة في قوله: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45]، وبالتقوى في قوله: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ} [يوسف: 90]، وبالشُّكر في قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم: 5] [لقمان: 31] [سبأ: 19] [الشورى: 33]، وبالرحمة في قوله: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: 17]، وبالصِّدق في قوله: {وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ} [الأحزاب: 35].
وجعل الله الصَّبر في آيات أخرى سببَ مَحبته، ومعيَّته، ونصره، وعونه، وحسن جَزَائه، ويكفي بعضُ ذلك شرفًا وفضلاً.
مع الصبر نشكو للخالق لا للمخلوق:لما كان الصبر حبس اللسان عن الشَّكوى إلى غير الله، والقلب عن التسخُّط والجزع، والجوارح عن لَطْم الخدود وشقِّ الثياب وخَمْشِ الوُجُوه، ونحو ذلك - كان ما يقع من العبد عكس ما ذكرته قادحًا في الصَّبر، منافيًا له.
ومن هذه الأمور:1- الشكوى إلى المخلوق: فإذا شكا العبد ربَّه إلى مخلوق مثله، فقد شكا مَن يرحمه ويَلْطُفُ به ويُعافيه، وبيده ضَرُّه ونفعه - إلى مَن لا يرحمه، وليس بيده نفعه ولا ضَرُّه، وهذا من عدم المعرفة وضَعْفِ الإيمان.
وقد رأى بعضُ السَّلف رجلاً يشكو إلى آخر فاقةً وضرورةً، فقال: "يا هذا، تشكو مَن يرحَمُك إلى من لا يرحمك؟"، ثم أنشد قائلاً:
وَإِذَا عَرَتْكَ بَلِيَّةٌ فَاصْبِرْ لَهَا صَبْرَ الْكَرِيمِ فَإِنَّهُ بِكَ أَعْلَمُوَإِذَا شَكَوْتَ إِلَى ابْنِ آدَمَ إِنَّمَا تَشْكُو الرَّحِيمَ إِلَى الَّذِي لاَ يَرْحَمُ
لا يُنافي الصبر الشَّكوى إلى الله، فقد شكا يعقوب - عليه السَّلام - إلى ربِّه مع أنه وعد بالصبر، فقال: { إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [يوسف: 86].
ولا يُنافي الصَّبرَ أيضًا إخبارُ المخلوق بحاله؛ كإخبار المريض الطَّبيب بحاله، وإخبار المظلوم لمن ينتصر به، إذا كان ذلك للاستعانة بإرشاده، أو مُعاونته على زوال الضُّرِّ.
2- ومِمَّا يُنافي الصبر:ما يفعله أكثر النَّاس في زماننا عند نزول المصيبة، من شقِّ الثِّياب، ولطم الخُدُود، وخَمْشِ الوجوه، ونَتْفِ الشعر، والضرب بإحدى اليدين على الأخرى، والدُّعاء بالويل، ورَفْع الصَّوت عند المُصيبة؛ ولهذا نهى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن فعل ذلك.
ولا ينافي الصبر البكاء والحزن من غير صوت ولا كلام مُحرم؛ قال تعالى عن يعقوب: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84]، قال قتادة: "كظيم على الحزن، فلم يقل إلاَّ خيرًا".
3- ومما يقدح في الصبر:
إظهار المصيبة والتحدُّث بها، وقد قيل: "مِن البِرِّ كتمان المصائب والأمراض والصدقة"، وقيل أيضًا: "كتمان المصائب رأس الصبر".
4- ومما يُنافي الصبرَ: الهلعُ، وهو الجزع عند ورود المصيبة، والمنع عند ورود النعمة؛ قال تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} [المعارج: 19 - 21].
----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2015, 03:34 AM   #10725
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قال أحد الحكماء لإبنه



















الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2015, 03:39 AM   #10726
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لماذا الحزن..؟





































































الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2015, 03:44 AM   #10727
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لحن الحياه















الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2015, 03:47 AM   #10728
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من آثار الذنوب‎























الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2015, 03:50 AM   #10729
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من أقوال العلماء و الدعاه











الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2015, 03:56 AM   #10730
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

نصائح أسد لإبنه‎











































الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 05:11 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved