![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1171 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() وأهتزت جنبات المسجد بصوت كالرعد يردد ياارب ... يااارب .... يارب وقف الأب المغترب ، والمقيم بإحدي ضواحي لندن عاصمة الضباب البريطانية ، وقف بجوار إبنته المسجاة علي أحد سرائر أكبر وأعرق مستشفيات لندن ، وقف يتأمل أبنته زهرة عمره والبالغة من العمر ستة عشر عاما ، كانت الدموع المنهمرة من عينيه لا تنقطع ، ولا تتوقف وعقله في شبه غيبوبة ، وبصره مسلط علي فلذة كبده ، وهوفي حيرة من أمره ،فكره مشتت،قلبه يكاد أن يتوقف ، قدميه لا تستطيع حمله وشريط الذكريات يدور ويعرض في عقله الباطن ويسرد له تفاصيل رحلته منذ أكثر من عشرين سنة مضت ، يوم أن وطأت قدماه الأراضي الإنجليزية كطالب علم في منحة من بلده الأم مصر، إلي أن أصبح رئيس قسم في إحدي كليات أعرق جامعاتها ، ودار شريط الذكريات به ليتذكر قصة زواجه من إحدي جاراته بوطنه الأم مصر ، وتذكر قمة سعادته حين رزقه الله بإبنته (دعاء) ، وتمر الأيام والشهور والسنين في أقل من لحظة حتي تصل أبنته إلي سن السادسة عشر شابة جميلة متفتحة للحياة مقبلة عليها ، مدبرة عن كل طريق يؤدي إلي اليأس أو الخصام مع معطيات الحياة . أما الأب فقد كان يعيش حياته طولا وعرضا ،متمتعا بكل مباهج الحياة التي أتيحت له تحت مظلة حرية الفرد في المجتمعات الأوربية في مزاولة نمطه السلوكي بحرية تامة لا رقيب إلا الضمير ولاخوف إلا من نقص المادة فإذاغاب الضميروتوافرت المادة ،فلا خوف من شئ ،فلنتمتع اليوم بكل ما هو ممكن ، ولندع الغد للغد ،تلك كانت مقولته، وذاك كان سلوكه ، أما نصيبة من العبادة ،والدعاء ،والشكر وحمد الله علي نعمه يكاد يكون معدوم ،حتي حدث ما حدث . ففي ليلة من ليالي مدينة الضباب عاد الأب إلي منزله متأخرا كعادته بعد سهرة من سهراته التي لا تنقطع كعادة أكتسبها من أصدقاء السوء لتستقبله زوجته بدموع ونحيب وعيون حائرة ودموع منهمرة من بحر الهموم ، وأمواج من الأفكارالسوداء علي شاطئ اليأس والأحزان ماذا حدث ؟ قالها الأب بخوف وفزع، فما كان من الأم إلا أن أخذته من يديه بدون أن تنطق بحرف واحد إلي حجرة أبنتهما الراقدة علي السرير بلا حركة وبلا صوت ، فقط دموع تتساقط من الألم بدون صراخ،. هكذاحالها منذ عادت من المدرسة ، ما العمل ؟ ما العمل .. رحمتك يارب ..الطف بينا يارب ..قالت له الأم حمل الأب أبنته وذهب وأمها إلي أكبر المستشفيات في العاصمة البريطانية ، وها هما في إنتظار نتائج الفحوصات من تحاليل وأشعات - وفجأة دخل الطبيب المختص ليخبره أن نتائج التشخيص الطبية عاجزة تماماعن تفسير وتوضيح سبب لهذه العلة التي أصابت الأبنة .... كم نحن آسفون لما حل بأبنتكم ! وزاد الطبيب قائلا : مع الأسف لابد من إبلاغكم أن هذه الغيبوبة ستستمرعدة شهور قبل أن تفارق أبنتكم الحياة ثلاثة شهور علي الأرجح ، وننصحكم بعودتها إلي منزلكم ، وإنتظار ساعة الرحيل ...... كم نحن آسفون ! . حمل الأب أبنته وخرج من المستشفي وهو في حاله من الألم والحزن والهم لا يعرف مداه إلا الله ، ورقدت الأبنة بالمنزل شبه مستيقظة ، لا تدري شئ عما يدور حولها من أحداث، وجسمها يضعف يوم بعد يوم حتي أصبح 25 كج بعد أن كان 65 كج ، أصبحت عبارة عن عينين مفتوحتين ، وحدقة متحجرة لا تتحرك ، وجسم ضعيف ، ناحل ، منعدم لصور الحياة ، فقط عيون تدمع في صمت تام كلما حضر أحد لزيارتها وفي يوم من الأيام رن جرس التليفون وكان المتحدث صديق قديم للأب من مصر ، حضر إلي لندن في زيارة عمل، وأراد أن يزور صديقه القديم بالفعل حضر الصديق ، ولما سأل الأب عن أخبار أبنته فما كان من الأب إلا البكاء والنحيب وهو ينظر إلي صديقه ولسان حاله يقول ماذا أفعل ؟ ليس بيدي شئ ! ثم بكي كالأطفال ،وأخذ صديقه إلي حجرة أبنته ، وما كاد صديقه يري الأبنة حتي أخذ في ترديد ( لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون ) ، وتسابقت دموعه كلماته، وساد الصمت لحظات، ثم مال الصديق نحو الأب وأسر إليه كلمات ، فقام الأب علي أثرها وأغتسل وتطهر وتوضأ ، ثم خرج مع صديقه لصلاة الجمعة ، دخل الأب مع صديقه مسجد المركز الأسلامي ، وللأسف كانت هذه هي المرة الأولي التي يدخل فيها المسجد لتأدية صلاة الجمعة ، وصلي كلا منهما ركعتين تحية المسجد ، ثم جلس الأب بجوار صديقه وتذكر الأيام التي كان يحافظ فيها علي الصلاة ،ودموعه لا تنقطع وعينه في تلقائية فطرية تحلق في سماء المسجد وكأنها تبحث عن شئ أفتقده سنين طويلة ،طويلة جداً ، سنين تفوق عمر أبنته، كيف ضاعت منه كل هذه السنين؟ صعد خطيب المسجد المنبر ،وأفتتح خطبته بعد السلام وحمد الله والصلاة علي سيدنا محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، وكان موضوع الخطبة نعم الله عز وجل علي عباده ، ورحمته بهم ، وفي سياق خطبة إمام المسجد ، وحينما قال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ هنا أهتزت جنبات المسجد بصوت كالرعد يردد .... يارب ... يارب ... يارب ، حتي التف كل من كان بالمسجد نحومصدر الصوت الذي كان صاحبه وحده يناجي ربه ، ولا يشعر بكل من كان معه أو حوله ... فقط الله ... الله فقط هو من كان يشعر به قريب كما قال عز وجل ،وناجي ربه : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، يارب أنا عبدك ، وليس لي إله غيرك ، سبحانك أنت في غني عن عبادتي لك ،لكني لست في غني عن رحمتك ،لست في غني عن عفوك ، لست في غني عن رضاك ،لست في غني عن غفرانك ، لست في غني عن محبتك ،أسألك ياارب ان ترفع مقتك وغضبك عني ،... وكانت آخر كلمات خطبة الجمعة هذه هي ( أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) ، وإنتهت صلاة الجمعة وودع الصديق صديقه ، وأوصاه بالصلاة والمحافظة عليها ، وذكره أن الشافي هو الله فالتجئ إليه ،ثم سلم عليه ودعا له بشفاء أبنته وفارقه عائدا للوطن ،. عاد الأب إلي المنزل وقلبه يدق ويشعر بإحساس لم يشعر به من قبل ،وعندما دخل المنزل قابلته زوجته بوجه تعلوه بسمة أمل ، فأخذته من يده ودخلت به حجرة الأبنة التي ما أن دخل حتي رأها تحرك عينيها وتنظر نحوه وكانت هذه أول مرة تحرك فيها عينيها من شهور طويلة ، وبكي الأب والأم كما لم يبكيا في حياتهما ، وسجد الأب شاكرا لله ، وطالت سجدته وطال دعاءه وحمد الله وشكره ، لم ينقطع يوما عن الصلاة ، ولا عن الذهاب إلي المسجد ما أستطاع إليه سبيلا ، وبدأ حال الأبنة يتحسن يوم بعد يوم ، وشهر بعد شهر ، حتي عادت شبه ماكانت عليه قبل أصابتها بالمرض ، وحينما ذهبت مع الأب والأم إلي المستشفي ، بعد أن صحت و شفاها الله، إجتمع فريق الأطباء الذين إحتاروا في تشخيص المرض وسبب العلة ،وأتفقوا علي ميعاد موتها ثم إحتاروا للمرة الثانية في تعليل سبب عودتها للحياة مرة أخري ، وعندما سألوا الأب عن السبب أبتسم لهم ، ورفع بصره للسماء وأنهمرت الدموع من عينيه كالسيل ، لكنها هذه المرة لم تكن دموع ألم وحزن ، بل كانت دموع فرح وأمتنان وشكر وحمد لمن بيده الأمر في الأول والآخر . --------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1172 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() رســــــالــــة فــــي ليلــــة زفـــــــاف بسم الله الرحمن الرحيم جاء رسول البريد بكتاب وصورة الى زوج في ليلة زفافه على زوجته المسكينة والتي كانت على علاقة قبل ذلك مع عشيق قضت معه فترة من الزمن فأرادت بهذا الزواج ان تنسى تاريخا اسود ملطخا بالعار والاسى ولكنه اي عشيق ابى ان ينسى ولم يكتف بأن أهدر شرفها بل اراد ان يدمر حياتها فأرسل رسالته الى زوجها قبل ان تكتمل الفرحة. وإذا في الرسالة الكلمات التالية : ((علمتُ انكَ خَطَبتَ_فلانةالى ابيها وانك عما قريب ستكون زوجها , ولعمري لقد كَذَبَكَ نَظَرُك, وخدعك من قال لك : إنك ستكون سعيدا بها , فإنها لن تكون لك بعد ان كانت لغيرك ولا يخلص حبك الى قلبها,بعد ان امتلأت بحب عاشقها, فاعدل عن رأيك فيها وانفض يدك منها , وان اردت ان تعرف من هو ذلك العاشق وتتحقق صدق خبري وإخلاصي إليك في نصيحتي فانظر الى الصور المرفقة مع هذا الكتاب ......... والسلام التوقيع : فاعل شر )) اختاه ان قصص الذئاب اكثر من ان يحصيها العدُّ,ولكن اللبيب بالإشارة يفهم وقلما تتزوج فتاة ذات صلاةٍ فاسدة مع رجل إلا وردت عليها ليلة البناء بها او صبيحتها كُتُبُ الوشاية بها والسِّعاية من الاشخاص الذين احبتهم واخلصت اليهم ,فينتهي امرها في حياتها الجديدة الى الشقاء والعار وليس هناك فتاة بدأت حياتها بحب وغرام , استطاعت ان تتمتع بالحب في زواج سعيد شريف جزاءً وفاقا ولا يظلم ربك احدا والآن آن لك يا ابنتي ان تفرقي بقوة بين من يريدك مستترة فَتُعَزَّى ,وممتنعة فتُطلبي وبين من يريدك معروضة فتهوني , وكل معروض مهان قد آن لك ان تتشبثي بحجابك وسترك وعفافك وطهرك امتثالا لقول ربك عز وجل : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (59) سورة الأحزاب ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1173 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() حتــــى لاتفقــــــد زهــــورنــــا عبيــــرهـــا السلام عليكم و رحمة الله و بركاته آآهٍ ... أيُ المشاعرِ أسطرها..!!والألم يقتل كلماتي ..بل يُحرقها .. ينسفها .. ويزلزلها آآهٍ .. يا أُخية ..آآهٍ .. يا ابنة الإسلام ..ما أقسى قلبكِ ..بل يا لَبُعده عن أسمى المشاعر ..حينما..جعلتِ هذا القلب مسكناً لكلِ حبّ زائف..ليتك تدخلين قلبي ..فترين ما أحملهُ لكِ من حبٍ وإخاءوخوفٍ عليكِ وحرصٍ على مشاعرك الغالية لكن , هيهات هيهات .. فقلبكِ القاسي .. لا يرى إلا كل حبٍ خدّاع.. أما مشاعري الصادقة .. فيضربُ بها عرض الحائطآآهٍ ياغالية .. مااا أغباكِ أيخدعكِ ذئب .. باسم الحب ؟ أيسرقُ مشاعرك .. باسم الحب ؟أيجردكِ من حيائكِ .. باسم الحب ؟أيخلع عنكِ ثوب العفاف .. باسم الحب ؟أيخرجكِ من بيتكِ .. باسم الحب ؟أيدنسُ طهركِ .. باسم الحب ؟.. ما أحقر تلك الذئاب ..!!يناديكِ بأرقّ الأسماء .. حبيبتي , زوجة المستقبل , أم أولادي ..أميرتي .. مالكةُ قلبي ..أتعرفين لم كل هذا الإطراء ؟ ليس حبا لك والله .. ! وإنما ليأسر قلبك الطاهر ثم يستدرجك حتى يصل إلى مبتغاه البهيمي الحقيرأتعلمين ماذا يسميك عند أصدقائه ؟أيسميك العفيفة .. مثلاً .. ؟؟؟ أو الطاهرة ؟ أو حتى صديقة ؟؟لا والله .. فهو إنما يراكِ خائنة .. خائنة لله . وخائنة لأهلها ..فيسميك عند أصدقائه بأحقر الأسماء .. الزبالة .. والعاهرة .. والغبية .. والحقيرة .. و .... و .... وألفاظ أخرى كثيرة أخجل حتى من ذكرها ..!!وما أن ينتهي ممن مبتغاه القذر منكِ ..يترككِ خائبة ..خاسرة .. ذليلة .. منكسرة .. وربما تحملين أثرا من فعله الشنيع .. يكون وصمة عار لك ولأسرتك كلها أين تلك الابتسامة .. التى لم تكن تفارق محيّاكِ الطاهر ؟أين أحلامكِ .. بالزوج الصالح ..والأطفال الصالحين؟أين آآمالكِ بالحياة ؟أهدافكِ .. وطموحاتكِ ؟كُلها تحطمت .. لم يعد لها وجود .. فمن السبب ؟ ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1174 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="1 60"] { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ } [آل عمران:139] للعبد من العلو بحسب ما معه من الإيمان! [ابن القيم] [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1175 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 70"] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [التغابن:14] في الآية عزاء لمن بلي بزوج مؤذ أو ولد عاق فصبر على أذاهما، وعفا وصفح عن زلاتهما، وفي موعود الله من الغفران ما يهون عليه ذلك. [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1176 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 70"] قال سليمان عليه السلام : { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي } [ص:35] فبدأ بطلب المغفرة قبل طلب الملك العظيم؛ وذلك لأن زوال أثر الذنوب هو الذي يحصل به المقصود، فالذنوب تتراكم على القلب، وتمنعه كثيرا من المصالح، فعلى المؤمن أن يسأل ربه التخلص من هذه الذنوب قبل أن يسأل ما يريد. [ابن عثيمين] [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1177 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 60"] { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ } عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" يتأول القرآن. [متفق عليه]. أي يفعل ما أمره القرآن، وهذا من التدبر العملي. [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1178 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 80"] خبر تحطم الطائرة الفرنسية فوق الأطلسي يتردد في نشرات الأخبار. تصور جسما بحجم الطائرة يختفي فجأة، ويبقى البحث عنه أياما! فأين الأقمار الصناعية؟ وأين الرادارات؟ إنهم البشر مهما بلغوا من الإتقان والحذق! يريهم الله ضعفهم وقصورهم. ويريهم - أيضا - آية من آيات عظمته في مثل قوله : { وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [يونس:61]. [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1179 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() نور الطاعة ...وسعادة الدارين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبفضله تُغْفَر الذنوب وتُمْحَى السيئات وعلي أبوابه تُسْكَب العَبَرَات وبطاعته تُنَال الخيرات والبركات وبمعصيته تَحِلُّ الأزمات والنكبات والصلاة والسلام علي خير البريات سيد الخلق وإمام السعداء وقائد الغر الميامين إلي رب العالمين سيدنا محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم . أيها الباحثون المنقِّبون عن السعادة وأسبابِها يا من تعيشون في حيرة وشتات اقرؤوا معي هذه الكلمات : نعيش حالة من السعادة والطمأنينة وراحة البال في مواسم الخير ونفحات الرحمن في رمضان والعشر من ذي الحجة وفي الحج وعند صلاة الجمعة و الأيام الطيبة هذه ، فنجد صفاء الروح وطمأنينة النفس وقرة العين وبعد انقضاء هذه الأيام تتغير الحال فلا نشعر بما كنا نشعر به ، فما السبب في هذه الحال ؟ التي نكون عليها في هذه الأيام ، وما السبب في تغيرها وانتهاء ثمرتها ؟ وكيف الوصول إلي دوام السعادة واستمرار راحة البال ؟ ومقام الرضا والطمأنينة ؟ السر ليس في الأيام والليالي ، وإنما السر في الأعمال التي نعملها في هذه الأيام ، السر في الطاعة ، في القرآن الذي كنا نقرأه ، وفي الصيام الذي يرتقي بالروح ويزكِّي النفس وما فيه من مراقبة لله عز وجل ، وفي الصلاة التي هي الصلة بين العبد وربه ، والدعاء والتسامح ، والتزاور ، والتغافر ، وصلة الأرحام ، والتهادي ، وانتشار المودة والمحبة بين الناس . الطاعة مفتاح السعادة وسبب كل خير: يقول الله عز وجل {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد :28) أي: تطيب وتركن إلى جانب الله، وتسكن عند ذكره، وترضى به مولى ونصيرًا؛ولهذا قال:{أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } أي: هو حقيق بذلك.{ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} قال ابن أبي طلحة، عن ابن عباس: فرح وقُرة عين وقال عِكْرِمة: نعم مالهم. وقال الضحاك: غبطة لَهُم. وقال إبراهيم النَّخعي: خير لهم. وقال قتادة: هي كلمة عربية يقول الرجل:"طوبى لك" أي: أصبت خيرًا. وقال في رواية:{ طُوبَى لَهُمْ }حسنى لهم.{وَحُسْنُ مَآبٍ } أي: مرجع. وهذه الأقوال شيء واحد لا منافاة بينها. تفسير بن كثير . فذكر الله سبب الراحة والطمأنينة والسعادة ،وهو الإيمان وعمل الصالحات .فطوبى لهم وفرح لهم وقُرة عين لهم ونعم مالهم وغبطة لَهُم وخير لهم وحسنى لهم ونعمة لهم وبركة لهم وسعادة لهم وطمأنينة لهم وكل خير لهم .لهم وحدهم وكأن الخير والسعاة واقفة عندهم فلا يَسْعَدُ ولا يُفْلِح ولا يهنأ غيرهم غير أهل الله وأهل طاعته سبحانه وتعالي . قال أحمد ابن حنبل في الزهد سمعت وهبا يقول : « إن الرب تبارك وتعالى قال في بعض ما يقول لبني إسرائيل : إني إذا أُطِعت رضيت ، وإذا رضيت باركت ، وليس لبركتي نهاية ، وإني إذا عُصِيت غضبت ، وإذا غضبت لعنت ، ولعنتي تبلغ السابع من الولد »الزهد لابن حنبل ومحاسن التأويل: محمد جمال الدين القاسمي والدر المنثور في التأويل بالمأثور:السيوطي .في تفسير قوله تعالي {...وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ...} (الكهف:82) وقال ابن أبي حاتم في تفسيره"إِنَّ فِي الأَلْوَاحِ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِموسى الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ " ، قَالَ لَهُ: يَا موسى، اعْبُدْنِي وَلا تُشْرِكْ مَعِيَ شَيْئًا مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ، وَلا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، فَإِنَّهُمْ خَلْقِي كُلُّهُمْ، فَإِذَا أَشْرَكَ بِي غَضِبْتُ، وَإِذَا غَضِبْتُ لَعَنْتُ، وَإِنَّ لَعْنَتِي تُدْرِكُ الرَّابِعَ مِنَ الْوَلَدِ، وَإِنِّي إِذَا أُطِعْتُ رَضِيتُ، فَإِذَا رَضِيتُ بَارَكْتُ، وَالْبَرَكَةُ مِنِّي تُدْرِكُ الأُمَّةَ بَعْدَ الأُمَّةِ، يَا موسى، لا تَحْلِفْ بِاسْمِي كَاذِبًا، فَإِنِّي لا أُزَكِّي مَنْ حَلَفَ بِاسْمِي كَاذِبًا، يَا موسى ، وَقِّرْ وَالِدَيْكَ، فَإِنَّهُ مَنْ وَقِّرَ وَالِدَيْهِ مَدَدْتُ لَهُ فِي عُمُرِهِ، وَوَهَبْتُ لَهُ وَلَدًا يُبِرُّهُ، وَمَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ قَصَّرْتُ لَهُ مِنْ عُمُرِهِ، وَوَهَبْتُ لَهُ وَلَدًا يَعُقُّهُ، يَا موسى، احْفَظِ السَّبْتَ، فَإِنَّهُ آخِرُ يَوْمٍ فَرَغْتُ فِيهِ مِنْ خَلْقِي، يَا موسى، لا تَزْنِ وَلا تَسْرِقْ، يَا موسى، لا تُوَلِّ وَجْهَكَ عَنْ عَدُوِّي، يَا موسى، وَلا تَزْنِ بِامْرَأَةِ جَارِكَ الَّذِي يَأْمَنُكَ، يَا موسى، لا تَغْلِبْ جَارِكَ عَلَى مَالِهِ، وَلا تُخْلِفْهُ عَلَى امْرَأَتِهِ". تفسير القرآن العظيم مسندا عن الرسول صلى الله عليه وسلم و الصحابة و التابعين ( لابن أبي حاتم ) فالطاعة سبب في الرضا والرضا أصل كل سعادة ومع هذه السعادة بركة ، بركة في كل شيء في الرزق وفي العمر وفي الأولاد وفي الزوجة وفي كل شيء وليس لها نهاية أو أنها يأتي عليها يوم فتنفد وتنتهي . فهو سبحانه يملك مفاتيح كل شيء ومنها السعادة والبركة . ويصدِّق ذلك القرآنُ الكريم إذ يقول ربنا تبارك اسمه {وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ*مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}(النحل:97-96) لا تشتروا الثمن القليل الذي إذا ما قورن بما عند الله فهو قليل ، بل لا يُذكر من قلته ، لا تشتروه بعهد الله ، بمخالفتكم لما عاهدتم عليه الله من طاعة وامتثال ، لا تركنوا إلي المال والثروات والمناصب والدنيا فهي لعاعة لان ما عند الله في الدنيا وفي الآخرة خير مما عندكم فالسعادة التي يشعر بها القلب المتصل بالله خير من كل كنوز الدنيا فالمحروم من حرم لذة المناجاة من حرم طعم الإيمان وفي الحديث عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِىَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً » .رواه مسلم . فللإيمان طعم ولذة , وللصلاة طعم ولذة , وللمناجاة طعم ولذة , وللصيام طعم ولذة وللبكاء من خشية الله طعم ولذة من لم يذق هذا الطعم فهو المحروم الخاسر . وفي الآخرة ما من لذة يتلذذ بها أهل الجنة خير من لذة النظر إلي وجهه الكريم : عَنْ صُهَيْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) قَالَ « إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِداً يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ . فَيَقُولُونَ وَمَا هُوَ أَلَمْ يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا (وفي رواية وَيُعْطِنَا كُتُبَنَا بِأَيْمَانِنَا ) وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَيُخْرِجْنَا (وَيُنَجِّنَا)مِنَ النَّارِ . قَالَ فَيُكْشَفُ لَهُمُ الْحِجَابُ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمْ شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ وَلاَ أَقَرَّ لأَعْيُنِهِمْ » . رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد وصححه الألباني . يقول الشهيد سيد قطب : وأن العمل الصالح مع الإيمان جزاؤه حياة طيبة في هذه الأرض . لا يهم أن تكون ناعمة رغدة ثرية بالمال . فقد تكون به ، وقد لا يكون معها . وفي الحياة أشياء كثيرة غير المال الكثير تطيب بها الحياة في حدود الكفاية : فيها الاتصال بالله والثقة به والاطمئنان إلى رعايته وستره ورضاه . وفيها الصحة والهدوء والرضى والبركة ، وسكن البيوت ومودات القلوب . وفيها الفرح بالعمل الصالح وآثاره في الضمير وآثاره في الحياة . . وليس المال إلا عنصراً واحداً يكفي منه القليل ، حين يتصل القلب بما هو أعظم وأزكى وأبقى عند الله . وأن الحياة الطيبة في الدنيا لا تنقص من الأجر الحسن في الآخرة .في ظلال القرآن . فيا أهل الله أنتم الأغنياء، وأهل الدنيا وأرباب المال والثروات هم الفقراء ، فبارك الله لأهل الدنيا في دنياهم . ولا مانع بالطبع أن تكون من أهل الله وتكون صاحب مال أو كنوز ولكن تتقي الله فيها فإن الله أراد لنا أن ندخل جنة الدنيا قبل أن ندخل جنة الآخرة .إنما الحديث هنا عمن اشتري الدنيا بعهد الله فخانه . لا تخطيء الطريق : طريق السعادة والنعيم والراحة هي طريق الله طريق الطاعة والالتزام بمنهج القرآن هي أن تتعامل بالقرآن فتزرع بالقرآن أي وفق منهج القرآن وتصنع بالقرآن وتتاجر بالقرآن وتمارس كل حياتك بالقرآن فتحيى بالقرآن وتعيش مع القرآن لا طريق غيرها أما من أخطأ الطريق وظن أن طريق السعادة في جمع المال وقال أن التجارة شطارة فغش ودلس في سبيل المال والربح الكثير ووطأ علي رقاب الضعفاء والمساكين باسم التجارة والاقتصاد وتاجر بالأطعمة الفاسدة واحتكر فقد أخطأ الطريق . ومن حسب أن طريق السعادة في السلطان والجاه وقال إن السياسة خداع ومراوغة فكذب ودلس وزور وقال بالبهتان وظن أن هذه هي الفطنة والذكاء وانتظر من بعدها السعادة فقد أخطأ الطريق . ومن حسب أن السعادة في الطعام والشراب والنساء والملذات والشهوات فقد أخطأ الطريق وضل ضلالا مبينا . إنما السعادة أن تطعم بطونا جائعة وتكسوا أجسادا عارية وتداوي أناسا مرضى وأن تخفف عن آلام المتألمين أو أن تزيح الهم والحزن عن المهمومين هذه هي السعادة الحقيقية عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلاً شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَسْوَةَ قَلْبِهِ فَقَالَ لَهُ « إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ » . رواه أحمد وحسنه الألباني. هذه هي مليِّنَات القلوب .فلم يصف له إجازة في مصيف أو أكلة شهية أو نومة هنية أو قصرا مريحا أو سيارة فارهة - ولسنا نحرم شيئا من هذا فربما احتاجها المرء - بل وصف له طاعة يتعدي نفعها إلي غيره , أن يفعل الخير للناس... وهي التي تلين القلب وتزيح عنه قسوته . فمن حافظ علي المعروف بينه وبين الناس وحافظ علي الخلق الحسن فليشعرن بكل سعادة وكل طيب في الدنيا وله في الآخرة الأجر الجزيل . قَالَ الْحُطَيْئَةُ : وَلَسْت أَرَى السَّعَادَةَ جَمْعَ مَالٍ وَلَكِنَّ التَّقِيَّ هُوَ السَّعِيدُ كَانَ ابْنُ عَطَاءٍ يَقُولُ فِي مُنَاجَاتِهِ: مَاذَا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ، وَمَا الَّذِي فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ..لَقَدْ خَابَ مَنْ رَضِيَ بِدُونِكَ بَدَلاً، وَلَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغى عَنْكَ مُتَحَوَّلاً. ولما حضرت معاذا رضي الله عنه الوفاة قال : اللهم إني قد كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لجرى الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر. إحياء علوم الدين والثبات عند الممات - ابن الجوزي ما كان يعجبهم من الدنيا ويسعدهم إلا الساعات التي يخلون فيها مع الله محبوبهم وعلموا أنها طريق الراحة والسعادة والنعيم لذلك كانوا سعداء . قال إبراهيم بن بشار ،: خرجت أنا وإبراهيم بن أدهم ، وأبو يوسف الغسولي ، وأبو عبد الله السنجاري نريد الإسكندرية ، فمررنا بنهر يقال له نهر الأردن ، فقعدنا نستريح ، وكان مع أبي يوسف كسيرات يابسات ، فألقاها بين أيدينا فأكلناها وحمدنا الله تعالى ، فقمت أسعى أتناول ماء لإبراهيم ، فبادر إبراهيم فدخل النهر حتى بلغ الماء إلى ركبته ، فقال بكفيه في الماء فملأها ، ثم قال : ( بسم الله ) وشرب الماء ، ثم قال : ( الحمد لله ) ، ثم ملأ كفيه من الماء وقال : ( بسم الله ) وشرب ، ثم قال : ( الحمد لله ) ، ثم إنه خرج من النهر فمد رجليه ، ثم قال : يا أبا يوسف ، لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور لجالدونا بالسيوف أيام الحياة على ما نحن فيه من لذيذ العيش وقلة التعب ، فقلت : يا أبا إسحاق ، طلب القوم الراحة والنعيم ، فأخطأوا الطريق المستقيم . فتبسم ، ثم قال : من أين لك هذا الكلام ؟ ! من كتاب الزهد والرقائق الخطيب البغدادي نعم سعادة البسطاء الأتقياء لا تضاهيها حياة الملوك لأنهم يأكلون شهيا ويشربون هنيئا وينامون عميقا لا ينتابهم خوف أو قلق. وآباؤنا وأجدادنا وهم الآن في رغد من العيش ويترحمون علي زمن مضي كانوا فيه يأكلون قليلا مما تخرج الأرض بكسرات من الخبز اليابس ويشربون ربما من الترع وربما شبعوا مرة وجاعوا آخري ولكن كانوا يشعرون بسعادة غامرة افتقدوها مع تطور الحياة وكثرة الخيرات لأنه قد انتزعت البركة من كثير من حياتنا . أما أصحاب المال والكنوز فيؤرِّقهم الخوف علي ثرواتهم وينغِّص عيشهم القلق علي كنوزهم . وأصحاب السلطان غير العادلين ربما ملكوا شيئا ولكن لم يفوزوا بالسعادة لأن الخوف علي أنفسهم لا يهنئهم بلذة . أيها الباحثون علي السعادة وراحة البال يا من تدخل إلي بيتك فتجد هما وغما ونكدا ؛ لا تعتاضوا عن الأيمان بالله عَرَض الحياة الدنيا وزينتها، فإنها قليلة، ولو حيزت لابن آدم الدنيا بحذافيرها لكان ما عند الله هو خير له، وجزاء الله وثوابه خير لمن رجاه وآمن به ، وحفظ عهده . والمؤمن يحمل بين جنبيه وبداخله قلب سعيد لأنه امتلأ إيمانا وثقة بخالقه وبتدبيره فاستراح قلبه حتى ولو لم ينل من متاع الدنيا شيئا وإن كان في الحقيقة فاز بكل شيء الراحة والسعادة . عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « عَجَباً لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ » . صحيح مسلم النبي صلي الله عليه وسلم يعجب ممن حمل السعادة علي كل حال حتى في الضراء فهو سعيد أو مرتاح ولا يتحصل علي هذه الدرجة إلا بالإيمان إلا بالأنس بالله والرضا بقضائه وقدره . ------------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1180 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() أجمـــــل اللحظـــــات بسم الله الرحمن الرحيم نسعدُ حين نلتقي بمن نحبُّ، ونرغب في قضاءِ أطولِ وقتٍ ممكنٍ معه. عندَ اللقاء تنتابُنا حالةٌ من الارتياحِ الدَّاخلي والمشاعر الجميلة، اللِّقاءُ يرادفه دومًا الوداع، وما بين اللِّقاءِ والوداع حياةٌ نقضيها، قد تمتدُّ لسنواتٍ وقد لا تصلُ لدقائقَ معدوداتٍ . أجملُ اللَّحظات حين نناجي ربَّ الأرضِ والسَّماوات، لحظات تتعدَّدُ صورُها، فهو معنا أينما كنَّا؛ يرانا ولا نراه - سبحانه وجل في علاه - فالصَّلاةُ صلةٌ بين العبد ومولاه، ولحظات الدُّعاءِ ذلٌّ وخشوع ومناجاة، والتوبةُ والعودة بدموعٍ حارة وعبراتٍ منسكبة من أجمل اللَّحظات، وتدبُّر القرآنِ الكريم والعيش مع آياتِه وتدبرها من أروعِ اللَّحظات . من أجمل اللَّحظاتِ العيشُ مع سيرةِ الرَّسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - المبعوث رحمةً للعالمين، من قاسى وعانى من أجلِ نشرِ الدِّين، من كان له الفضلُ علينا بعد فضلِ ربِّ العالمين، من سطَّرَ سيرةً عطرة نرتوي من معينِها في كلِّ حين، فعليه أفضلُ الصَّلاةِ وأتمُّ التسليم. من أجملِ اللَّحظاتِ: العيشُ مع سيرة الأوَّلين من الصَّحابة الأجلاَّء والتَّابعين العظماء، دراسةً لحياتِهم ومواقفهم الخالدة التي سطَّرها التَّاريخُ، تاريخُ العزِّ والرِّفعة لهذه الأمَّة من أبطالٍ سطَّروا أروعَ المواقفِ البطوليَّة دحرًا لأعداء الدِّين، ونشرًا لهذا الدِّين. من أجمل اللَّحظاتِ: العيشُ مع العلمِ الذي يرفع الإنسانَ ويسمو بفكرِه وعقله، العيش ُمع أهلِ العلمِ مجالسةً ومُدارسةً، حضورًا وتعلُّمًا ومراجعةً، العيشُ مع الكتابِ الذي يأخذنا في جولةٍ فكرية نيِّرة في عصورٍ مضتْ وانقضتْ، لأناسٍ رحلوا وبقي علمُهم، من أجمل اللَّحظاتِ لحظاتٌ مع مَنْ وصَّانا اللهُ بهما إحسانًا وتقديرًا، واحترامًا وتوقيرًا وتكريمًا، لحظاتٌ تسعدُ بها نفسُك، لحظاتٌ هي راحةٌ وطمأنينة لك حين تجالسُ أمَّك التي ملأتْ حياتَك حنانًا، وأباك الذي مدَّك بالعون في بداياتِك، وظلَّ سندًا لك بعد الله. من أجمل اللَّحظات: لحظاتٌ تلتقي بها مع أحبابٍ لك في الله، تسامرُهم وتلاطفهم، جمعك بهم حبًّا لله وطلبًا لمرضات الله، عون لك في هذه الحياة القاسيةِ, وعون لك على نفسِك الأمَّارةِ بالسُّوء والشَّيطان ووسوسته وكيده، نصحًا ومحبةً وشفقة وأُلفة. من أجمل اللحظات: لحظاتٌ غفلنا عنها وتجاهلْناها، لحظاتٌ تختلي بها مع عزيزةٍ عليك وحبيبةٍ لك، هذه العزيزةُ وهذه الحبيبةُ هي نفسُك التي بين جنبيك، هذه النَّفسُ التي تحتاجُ لالتفاتةٍ منك وتحتاجُ لشيءٍ من وقتِك، تراجعُ حساباتِك تشحذُ همتَك وتزيد نشاطَك، تتلمَّسُ ما يرقِّقُها حتَّى لا تقسو، تتلمَّس علاجَها من أمراضٍ قد تصيبها . لِنعشْ جنَّةَ الدُّنيا بالقرب من الله، وقراءة وتدبر كلام الله، والعيشِ مع سيرةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومتابعتِه والاقتداءِ به، والعيش مع صور خالدة لشخصياتٍ خالدة سارت على النهجِ القويم واتباع سيد المرسلين، ولنعشْ مع الوالدين برًّا وعطفًا وحنانًا، وليكنِ العلمُ مطلبًا لنا نسعى إليه لنرضي ربَّنا ونتفقَّه في دينِنا، ولنزيدَ أواصرَ الحبِّ في مجتمعاتِنا؛ حبًّا لإخوةٍ لنا في الله وصلةً لأرحامِنا وتواصلاً مع جيرانِنا، ولْنعشْ أسمى اللَّحظاتِ حين نحاسبُ هذه النَّفسَ ونربيها ونزكيها، لحظات رائعة لا تتجاهلها ولا تتركها ولا تتنازل عنها، لحظات هي بداياتٌ ونهايات، بدايةٌ لطريقِ الخير لك ونهايةُ خيرٍ لك في هذه الدُّنيا، إنْ صدقتَ في نيتِك وأخلصتَ في عملِك، لحظات هي رقيٌّ لك في جناتِ الخلود، فيا رب اجعلْنا من عبادِك الصَّالحين المصلحين، واختم لنا بخيرٍ، واجعل الفردوسَ لنا مستقرًّا. هدى: قال - تعالى -: ? مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ?} [النحل : 97]. نور من السنة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حديثِ أبي هريرة - رضي الله عنه -: ((مَن ْأحبَّ لقاءَالله،أحبَّ اللهُ لقاءَه،ومن كره لقاءَالله، كره الله لقاءَه))؛ رواه مسلم. وقفة: إنَّ عمرَك أمانةٌ ائتمنك اللهُ عليها، فلا تأتينَّ غدًا وقد ضيَّعتَ الأمانة. -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |