منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-03-2013, 07:48 PM   #1211
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عجبا ً أيتهآ الدموع



||لمآذآ في أيآم الهدوء ..بعد أن يكتمل القمر .. و تظلم الدنيآ ..و المصبآح ينطفئ ..:أرى في كل زاوية ٍ ظلآم ..أخشى من الإقترآب منه ..:رغم خوفي .. إلا أنني تعبت من عنآء الرحيل ..ذقت من ظروووف الحيآة دمووعا ً ..:لكنني تركتهآ و الحمدلله ..فبعدي الآخر .. و يومي القآدم ..قد نآدآني في أحلى أوقآت حيآتي ..:فحين أرى البيضآء .. في جوف السوآد ..كأنني أرى النور .. و سط الظلآم ..:وحين أمسح دمعتي ..أراهآ قد ذرفت من جديد ..فعآلمي .. خآص .. و بعيد ..لا يسكنه سوآي ..فقد أحتكر نفسي بين أحلآمي .. رغم نسيآني لهآ ..:و أعيش في ماض ٍ ..رسمت فيه طفولتي .. و عشت فيه جميل أوقآتي ..:أعيش مع أهلي و مع أصدقآئي .. !!أبتسم .. و أضحك .. و لا تفآرقني إبتسآمتي ..غدوت زهرة ً في حديقة ٍ سودآء ..في عآلم ٍ شرس .. لا يرحم براءة الطفولة ..:عآلم .. عنوانه الحقد .. و الحروب القاتله ..:رغم هذآ ..جميعنآ نبتسم .. أنآ و أنتم ..نبتسم .. و نرسم البهجة في أحضآننآ ..و نحلم بالسعآدة .. و ننسى همومنآ ..:فقط طرحت سؤآلا ً .. ؟؟طرحته في وحدتي .. و أنآ في غرفتي ..نظرت إلى مرآتي ..و وجدت دموعي .. ترتسم على خدي ..فابتسمت بهدوء ..و قلت بهدوء ٍ أشد ..ღ~ .. عـجـبـا يـا دمــوعــي .. !! .. أرآكـ تـبـتـسـمـيـن .. ~ღ
-------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2013, 08:47 PM   #1212
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وبشـــــر الصـــابـــريــــن.


الحمدلله وحده،والصلاة والسلام على من لانبي بعده،أمابعد:
فلما كان الصبر نصف الإيمان ،وخلقاً فاضلاً من أخلاق النفس ، وقائداً للنفس إلى طاعة الله، وصارفاً لهاعن معصيته، كان ضرورياً أن نبين حقيقته وفضله وأنواعه ومراتبه وحال الناس معه،والأمور التي تقدح فيه وتنافيه، في وقت كثرت فيه المصائب، وعمت الفتن، وزادت الشبهات، وأصبــح القابض على دينه كالقابض على الجمر، وصارت حاجة الناس إلى الصبر لا تقـل عن حاجتــهم إلى الطعام والشراب. .
فنسأل الله تعالى أن يرزقناالصبرعلى طاعته، والصبر عن معصيته،والصبرعلى قضائه وقدره ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
حقيقة الصبر وحال الناس معه: الصبرهو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن لطم الخدودوشق الثياب ونحوهما.وهو خلق فاضل من أخلاق النفس، يتمتع به من فعل مالايحسن ولايجمل.
وهوقوة من قوى النفس،التي بها صلاح شأنهاوقوام أمرها.وقيل(هوالمقام على البلاء بحسن الصحة كالمقام مع العافية).
ومعنى هذا أن لله على العبد عبودية في عافيته وفي بلائه، فعليه أن يحسن صحبة العافية بالشكر ،وصحبة البلاء بالصبر.
وسئل عنه الجنيدفقال):هو تجرع المرارة من غير تعبس).
وقال ذو النون هو التباعد عن المخالفات،والسكون عند تجرع غصص البلية،وإظهارالغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة).
والصبر للنفس بمنزلة الخطام والزمام،فهو الذي يقودها في سيرها إلى الجنة أو النار،فإن لم يكن للمطية خطام ولازمام،شردت في كل مذهب.
وحفظ عن بعض السلف قوله اقدعوا هذه النفوس فإنها طلعةإلى كل سوء) أي:كفوهاعماتتطلع إليه من الشهوات.
فرحم الله امرأً جعل لنفسه خطاما وزماما فقادها بخطامها إلى طاعة الله ،وصرفها بزمامهاعن معاصي الله،فإن الصبرعن محارم الله أيسرمن الصبرعلى عذابه.
فحقيقة الصبر إذن أن يجعل العبد قوة إقدامه مصروفةإلى ما ينفعه،وقوة إحجامه إمساكاً عما يضره.
أماعن حال الناس مع الصبر:فمنهم من تكون قوة صبره على فعل ما ينفع به أقوى من صبره عما يضره؛فيصبر على مشقة الطاعة ولا صبر له عن داعى الهواه إلى ارتكاب مانهي عنه.ومنهم من تكون قوة صبره على المخالفات والمعاصي أقوى من صبره على مشقة الطاعات.
ومنهم من لا صبر له على هذا ولا على ذاك.فكثيرمن الناس يصبر على مشقة الصيام في الحر وعلى مشقة قيام الليل في البرد،ولا يصبر عن نظرة محرمة.
وكثير منهم يصبر عن النظر إلى المحرمات وعن الالتفات إلى الصورالعارية،ولا صبر له على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وجهاد الكفار والمنافقين،بل هو أضعف شيء عن هذا.
وأكثرهم لا صبر له على واحدمن الأمرين،وأقلهم أصبرهم في الموضعين،ولهذا قيلالصبر ثبات باعث العقل والدين في مقابلة باعث الهوى والشهوة).
فضل الصبر: للصبرفضائل كثيرة منها:أن الله يضاعف أجر الصابرين على غيرهم،ويوفيهم أجورهم بغير حساب،فكل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر،قال تعالى
إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) [الزمر:10].
وأن الصابرين في معية الله،فهو معهم بهدايته ونصره وفتحه،قال تعالى إن الله مع الصابرين)[البقرة:153].قال أبو علي الدقاق فاز الصابرون بعزالدارين لأنهم نالوا من الله معية). v وأخبرسبحانه عن محبته لأهله فقال(والله يحب الصابرين) [آل عمران:146]وفي هذا أعظم ترغيب للراغبين.وأخبرأن الصبر خير لأهله مؤكداً ذلك باليمين فقال سبحانه
ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)[النحل:126].
وجمع الله للصابرين أموراً ثلاثة لم يجمعها لغيرهم وهي:الصلاة منه عليهم،ورحمته لهم، وهدايته إياهم،قال تعالى:{وبشر الصابرين،الذين إذاأصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون،أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}[البقرة:155-157].
وقال بعض السلف وقدعزي على مصيبة وقعت به:مالي لا أصبر وقد وعدني الله على الصبر ثلاث خصال،كل خصلة منها خير من الدنياوماعليها. ومنهاأيضاأن الله علق الفلاح في الدنيا والآخرة بالصبر،فقال: {يأيها الذين ءامنوااصبرواوصابرواورابطواواتقواالله لعلكم تفلحون}[آل عمران:200]فعلق الفلاح بمجموع هذه الأمور.
واستقصاء جميع فضائل الصبر يطول،وسيأتي مزيدعند الحديث عن الصبر في القران والسنة.
أنواع الصبر:
أنواع الصبرثلاثة: كما قال أهل العلم وهي:صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله،وصبر على أقدار الله.
ومرجع هذا أن العبد في هذه الدنيا بين ثلاثة أحوال:بين أمر يجب عليه امتثاله،وبين نهى يجب عليه اجتنابه وتركه،وبين قضاء وقدر يجب عليه الصبرفيهما، وهو لا ينفك عن هذه الثلاث مادام مكلفا،وهو محتاج إلى الصبر في كل واحد منها.
وهذه الثلاثه هي التى أوصى بها لقمان ابنه في قوله:{يابنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر و اصبر على ما أصابك} [لقمان:17].
بالإضافة إلى أن الصبرفي اللغة هو الحبس والمنع، فيكون معناه حبس النفس على طاعة الله،وحبس النفس ومنعها عن معصية الله،وحبس النفس إذا أصيبت بمصيبة عن التسخط وعن الجزع ومظاهره من شق الجيوب ولطم الخدود والدعاء بدعوى الجاهلية.
أماالصبرعلى الطاعات فهو صبر على الشدائد؛ لأن النفس بطبعها تنفر عن كثير من العبادات،فهي تكره الصلاة بسبب الكسل وإيثار الراحة، وتكره الزكاة بسبب الشح والبخل،وتكره الحج والجهاد للأمرين معاً،وتكره الصوم بسبب محبة الفطر وعدم الجوع، وعلى هذا فقس.فصبر على الطاعات صبر على الشدائد.
والعبديحتاج إلى الصبرعلى طاعته في ثلاثة أحوال:
الأولى: قبل الشروع في الطاعة بتصحيح النية والإخلاص وعقد العزم على الوفاء بالمأمور به نحوها،وتجنب دواعي الرياء والسمعة، ولهذاقدم الله تعالى الصبر على العمل ].
الثانية:الصبرحال العمل كي لايغفل عن الله في أثناء عمله،ولا يتكاسل عن تحقيق آدابه وسننه وأركانه،فيلازم الصبرعند دواعي التقصيرفيه والتفريط،وعلى استصحاب ذكر النية وحضور القلب بين يدي المعبود.
الثالثة:الصبر بعدالفراغ من العمل، إذ يحتاج إلى الصبر عن إفشائه والتظاهر به للرياء والسمعة،والصبر عن النظر إلى العمل بعين العجب،والصبر عن الإتيان بما يبطل عمله ويحبط أثره كما قال تعالى:{لاتبطلواصدقاتكم بالمن والأذى}[البقرة:264] فمن لا يصبر بعد الصدقة عن الأذى فقد أبطل عمله
فالطاعة إذن تحتاج إلى مجاهدة وصبر،ولهذاقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حفت الجنة بالمكاره.....))[رواه مسلم]أي بالأمور التي تشق على النفوس.
وأماالصبرعن المعاصي فأمره ظاهر،ويكون بحبس النفس عن متابعة الشهوات،وعن الوقوع فيما حرم الله. وأعظم ما يعين عليه ترك المألوف،ومفارقة كل مايساعد على المعاصي، وقطع العادات،فإن العادةطبيعة خاصة،فإذاانضمت العادة إلى الشهوة تظاهرجندان من جند الشيطان على جند الله،فلا يقوى باعث الدين على قهرهما.ولهذاقال النبي صلى الله عليه وسلم...وحفت النار بالشهوات) وذلك لأن النفوس تشتهيها وتريد أن تقتحم فيها،فإذاحبس الإنسان نفسه عنها وصبر على ذلك كان ذلك خيرا له.
وأماالصبرعلى البلاء فقدقال الله تعالى:{ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشرالصابرين} [البقرة:155].
ويكون هذا الصبر بحبس اللسانعن الشكوى إلى غيرالله تعالى،والقلب عن التسخط والجزع،والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ونحوها. فالصبر من العبد عند وقوع البلاء به هو اعتراف منه لله بما أصاب منه واحتسابه عنده ورجاء ثوابه ، فعن أم سلمة قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل:إنالله وإنا إليه راجعون،اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها،وأبدل لي بهاخيرأمنها)[رواه أبو داود].
فلمااحتضر أبو سلمة قال:اللهم اخلفني في أهلي خيراً مني.
فلما قبض قالت أم سلمة:إنا لله وإنا إليه راجعون،عندالله أحتسب مصيبتي.
فانظر عاقبة الصبر والاسترجاع ومتابعة الرسول والرضا عن الله إلى ماآلت إليه.
ونالت أم سلمة نكاح أكرم الخلق على الله محمد صلى الله عليه وسلم مراتب الصبر
وهي ثلاثة كما ذكر ابن القيم رحمه الله:
الأولى
:الصبر بالله،ومعناها الاستعانة به ،ورؤيته أنه هو المصير،وأن صبر العبد بربه لا بنفسه،كما قال تعالى:{واصبر وما صبرك إلابالله}[النحل:127]يعنى:إن لم يصبرك الله لم تصبر.
الثانية:الصبر لله،وهوأن يكون الباعث له على الصبر محبة الله تعالى،وإرادة وجهه والتقرب إليه،لا لإظهار قوة نفسه أوطلب الحمد من الخلق،أو غير ذلك من الأغراض.
الثالثة:الصبر مع الله وهو دوران العبد مع مراد الله منه ومع أحكامه،صابراً نفسه معها،سائراً بسيرها،مقيماً بإقامتها، يتوجه معها أينما توجهت، وينزل معها أينما نزلت، جعل نفسه وقفا على أوامر الله ومحابه،وهذا أشد أنواع الصبر وأصعبها ، وهو صبر الصديقين.
قال الجنيد المسير من الدنيا إلى الآخرة سهل هين على المؤمن،وهجران الخلق في جنب الله شديد، والمسير من النفس إلى الله صعب شديد ، والصبر مع الله أشد).
الصبر في القرآن ذكر ابن القيم رحمه الله كثيرا من المواضع التي ورد بها الصبر في القرآن الكريم،ونقل عن الإمام أحمد رحمه الله قوله ذكر الله سبحانه الصبر في القرآن في نحو تسعين موضعا)ونحن نذكر بعض الأنواع التي سيق فيها الصبر في القرآن ومنها:
1-الأمر به كقوله تعالى:{واصبر و ما صبرك إلا بالله} [النحل:127]،وقوله:{واصبر لحكم ربك}[الطور:48].
2-النهى عن ضده وهو الاستعجال كقوله تعالى:{فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم}[الأحقاف:35].وقوله: {ولاتكن كصاحب الحوت}[القلم:48].
3-الثناء على أهله،كقوله تعالى:{والصابرين في البأساء والضرآء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}[البقرة:177].
4-تعليق النصر والمدد عليه وعلى التقوى،كقوله تعالى:{بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة ألف من الملائكة مسومين } [آل عمران:125]ولهذاقال النبي صلى الله على وسلم: ((واعلم أن النصر مع الصبر))
5-الإخبار بأن الفوز بالمطلوب المحبوب ؛والنجاة من المكروه المرهوب،ودخول الجنة وسلام الملائكة عليهم،إنما نالوه بالصبر، كما قال :{والملائكة يدخلون عليهم من كل باب،سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} [الرعد:23،24]
6-الإخبار أنه إنما ينتفع بآيات الله ويتعظ بها أهل الصبر، كقوله تعالى:{ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لأيات لكل صبار شكور}[إبراهيم:5] 7
-الإخبار أن خصال الخير والحظوظ العظيمة لا يلقاها إلا أهل الصبر كقوله تعالى:{ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقها إلا الصابرون}[القصص:80]،وقوله:{ومايلقها إلا الذين صبروا وما يلقها إلا ذو حظ عظيم} [فصلت:35]
8-تعليق الإمامة في الدين بالصبر واليقين ،كقوله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآيتنا يوقنون}[السجدة:24]فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين0
9-أن الله أثنى على عبده أيوب بأحسن الثناء على صبره فقال:{إنا وجدنه صابرا نعم العبد إنه أواب}[ص:44]فأطلق عليه نعم العبد بكونه وجده صابرا:وهذا يدل على أن من لم يصبر إذا ابتلى فإنه بئس العبد
10-أنه سبحانه قرن الصبر بأركان الإسلام ومقامات الإيمان، فقرنه بالصلاة في قوله:{واستعينوابالصبر والصلوة}[البقرة:45]، وبالتقوى في قوله:{إنه من يتق ويصبر} [يوسف:90]،وبالشكر وبالرحمةفي قوله:{وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة}[البلد: 17]،وبالصدق في قوله:{والصادقين والصادقت والصابرين والصابرات} [الأحزاب:35].
وجعل الله الصبر في آيات أخرى سبب محبته ومعيته ونصره وعونه وحسن جزائه،ويكفي بعض ذلك شرفا وفضلا.
الصبر في السنة لقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان فضل الصبر والحث عليه،وما أعد الله للصابرين من الثواب والأجر في الدنيا والآخرة .
ولقد بوب العلماء للصبر أبوابا عدة في كتبـهم، وذكروا تحتهامن الأحاديث مالا يحصى،ونحن نذكر هنا بعضها:
1-في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال:مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال اتقي الله واصبري)فقالت:إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي-ولم تعرفه- فقيل لها:إنه النبي صلى الله عليه وسلم،فأخذها مثل الموت، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد على بابه بوابين، فقالت:يا رسول الله،لم أعرفك.فقال صلى الله عليه وسلم(إنما الصبر عند الصدمة الأولى)فإن مفاجأة المصيبة بغتة لها روعة تزعزع القلب وتزعجه بصدمها،فإن صبر للصدمة الأولى انكسرت حدتها وضعفت قوتها فهان عليه استدامة الصبر.
2-وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (...ومن يتصبر يصبره الله،وما أعطي أحد عطاء خيرا و أوسع من الصبر)[رواه البخاري ومسلم].
3-وعن أنس رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عزوجل قال:إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه-أي عينيه- فصبر عوضته منهما الجنة)[رواه البخاري].
4-وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم مالاً فقال بعض الناس:هذه قسمة ما أريد بها وجه الله،فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر).
والأحاديث في فضل الصبر والحث عليه أكثر من أن تحصى ،وما ذكر يكفي. من كلام السلف في الصبر
1-قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجدنا خير عيشنا بالصبر)وقال أيضا أفضل عيش أدركناه بالصبر،ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريما).
2-وقال الحسن الصبر كنز من كنوز الخير،لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده).
3-وقال علي رضي الله عنه ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسد .
ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له
) وقال أيضا والصبر مطية لاتكبو).
4-وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعوضه مكانها الصبر إلا كان ماعوضه خيرا مما انتزعه).
5-وقال سليمان بن القاسم رحمه الله كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر).
6-وقال ميمون بن مهران رحمه الله الصبر صبران:فالصبر على المصيبة حسن،وأفضل منه الصبر عن المعصية)وقال أيضا ما نال أحد شيئا من جسم الخير فما دونه إلا بالصبر).
أمور تقدح في الصبر وتنافيه لما كان الصبر حبس اللسان عن الشكوى إلى غير الله،والقلب عن التسخط والجزع،والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب وخمش الوجوه، ونحو ذلك، كان ما يقع من العبد عكس ما ذكرته قادحا في الصبر، منافيا له.
ومن هذه الأمور:
1-الشكوى إلى المخلوق،فإذا شكا العبد ربه إلى مخلوق مثله فقد شكا من يرحمه ويلطف به ويعافيه وبيده ضره ونفعه إلى من لا يرحمه وليس بيده نفعه ولا ضره.
وهذا من عدم المعرفة وضعف الإيمان .وقد رأى بعض السلف رجلا يشكو إلى آخر فاقة وضرورة فقال:يا هذا،تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك؟
ثم أنشد:
وإذا عرتك بلية فاصبر لها
صبر الكريم فإنه بك أعلم
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لايرحم
ولاينافي الصبر الشكوى إلى الله، فقد شكا يعقوب عليه السلام إلى ربه مع أنه وعد بالصبر فقال:{إنما أشكوا بثى وحزنى إلى الله} [يوسف:86].
ولا ينافي الصبر أيضاً إخبار المخلوق بحاله؛كإخبار المريض الطبيب بحاله، وإخبار المظلوم لمن ينتصر به،إذا كان ذلك للاستعانة بإرشاده أو معاونته على زوال الضر.
2-ومما ينافي الصبر ما يفعله أكثر الناس في زماننا عند نزول المصيبة من شق الثياب، ولطم الخدود، وخمش الوجوه، ونتف الشعر، والضرب بإحدى اليدين على الأخرى، والدعاء بالويل، ورفع الصوت عند المصيبة
ولهذا بريء النبي صلى الله عليه وسلم ممن فعل ذلك.ولا ينافي الصبر البكاء والحزن من غير صوت ولا كلام محرم، قال تعالى عن يعقوب:{وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم}[يوسف:84] .
قال قتادة: كظيم على الحزن،فلم يقل إلا خيرا)
3-ومما يقدح في الصبر إظهار المصيبة والتحدث بها .وقد قيل: من البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة.وقيل أيضا:كتمان المصائب رأس الصبر.
4-ومما ينافي الصبر الهلع،وهو الجزع عند ورود المصيبة، والمنع عند ورود النعمة،قال تعالى:{إن الإنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا} [المعارج:19-21].
قال عبيد بن عمير ليس الجزع أن تدمع العين ويحزن القلب، ولكن الجزع القول السيىء والظن السيىء).
وقال بعضهم:مات ابن لي نفيس،فقلت لأمه:اتقي الله واحتسبيه عند الله،واصبري.
فقالت: مصيبتي به أعظم من أن أفسدها بالجزع.
وأخيراً أسال الله تعالى أن يرزقنا الصبر،وأن يجعلنا من الصابرين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2013, 08:57 PM   #1213
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وبشـــــر الصـــابـــريــــن.


الحمدلله وحده،والصلاة والسلام على من لانبي بعده،أمابعد:
فلما كان الصبر نصف الإيمان ،وخلقاً فاضلاً من أخلاق النفس ، وقائداً للنفس إلى طاعة الله، وصارفاً لهاعن معصيته، كان ضرورياً أن نبين حقيقته وفضله وأنواعه ومراتبه وحال الناس معه،والأمور التي تقدح فيه وتنافيه، في وقت كثرت فيه المصائب، وعمت الفتن، وزادت الشبهات، وأصبــح القابض على دينه كالقابض على الجمر، وصارت حاجة الناس إلى الصبر لا تقـل عن حاجتــهم إلى الطعام والشراب. .
فنسأل الله تعالى أن يرزقناالصبرعلى طاعته، والصبر عن معصيته،والصبرعلى قضائه وقدره ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
حقيقة الصبر وحال الناس معه: الصبرهو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن لطم الخدودوشق الثياب ونحوهما.وهو خلق فاضل من أخلاق النفس، يتمتع به من فعل مالايحسن ولايجمل.
وهوقوة من قوى النفس،التي بها صلاح شأنهاوقوام أمرها.وقيل(هوالمقام على البلاء بحسن الصحة كالمقام مع العافية).
ومعنى هذا أن لله على العبد عبودية في عافيته وفي بلائه، فعليه أن يحسن صحبة العافية بالشكر ،وصحبة البلاء بالصبر.
وسئل عنه الجنيدفقال):هو تجرع المرارة من غير تعبس).
وقال ذو النون هو التباعد عن المخالفات،والسكون عند تجرع غصص البلية،وإظهارالغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة).
والصبر للنفس بمنزلة الخطام والزمام،فهو الذي يقودها في سيرها إلى الجنة أو النار،فإن لم يكن للمطية خطام ولازمام،شردت في كل مذهب.
وحفظ عن بعض السلف قوله اقدعوا هذه النفوس فإنها طلعةإلى كل سوء) أي:كفوهاعماتتطلع إليه من الشهوات.
فرحم الله امرأً جعل لنفسه خطاما وزماما فقادها بخطامها إلى طاعة الله ،وصرفها بزمامهاعن معاصي الله،فإن الصبرعن محارم الله أيسرمن الصبرعلى عذابه.
فحقيقة الصبر إذن أن يجعل العبد قوة إقدامه مصروفةإلى ما ينفعه،وقوة إحجامه إمساكاً عما يضره.
أماعن حال الناس مع الصبر:فمنهم من تكون قوة صبره على فعل ما ينفع به أقوى من صبره عما يضره؛فيصبر على مشقة الطاعة ولا صبر له عن داعى الهواه إلى ارتكاب مانهي عنه.ومنهم من تكون قوة صبره على المخالفات والمعاصي أقوى من صبره على مشقة الطاعات.
ومنهم من لا صبر له على هذا ولا على ذاك.فكثيرمن الناس يصبر على مشقة الصيام في الحر وعلى مشقة قيام الليل في البرد،ولا يصبر عن نظرة محرمة.
وكثير منهم يصبر عن النظر إلى المحرمات وعن الالتفات إلى الصورالعارية،ولا صبر له على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وجهاد الكفار والمنافقين،بل هو أضعف شيء عن هذا.
وأكثرهم لا صبر له على واحدمن الأمرين،وأقلهم أصبرهم في الموضعين،ولهذا قيلالصبر ثبات باعث العقل والدين في مقابلة باعث الهوى والشهوة).
فضل الصبر: للصبرفضائل كثيرة منها:أن الله يضاعف أجر الصابرين على غيرهم،ويوفيهم أجورهم بغير حساب،فكل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر،قال تعالى
إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) [الزمر:10].
وأن الصابرين في معية الله،فهو معهم بهدايته ونصره وفتحه،قال تعالى إن الله مع الصابرين)[البقرة:153].قال أبو علي الدقاق فاز الصابرون بعزالدارين لأنهم نالوا من الله معية). v وأخبرسبحانه عن محبته لأهله فقال(والله يحب الصابرين) [آل عمران:146]وفي هذا أعظم ترغيب للراغبين.وأخبرأن الصبر خير لأهله مؤكداً ذلك باليمين فقال سبحانه
ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)[النحل:126].
وجمع الله للصابرين أموراً ثلاثة لم يجمعها لغيرهم وهي:الصلاة منه عليهم،ورحمته لهم، وهدايته إياهم،قال تعالى:{وبشر الصابرين،الذين إذاأصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون،أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}[البقرة:155-157].
وقال بعض السلف وقدعزي على مصيبة وقعت به:مالي لا أصبر وقد وعدني الله على الصبر ثلاث خصال،كل خصلة منها خير من الدنياوماعليها. ومنهاأيضاأن الله علق الفلاح في الدنيا والآخرة بالصبر،فقال: {يأيها الذين ءامنوااصبرواوصابرواورابطواواتقواالله لعلكم تفلحون}[آل عمران:200]فعلق الفلاح بمجموع هذه الأمور.
واستقصاء جميع فضائل الصبر يطول،وسيأتي مزيدعند الحديث عن الصبر في القران والسنة.
أنواع الصبر:
أنواع الصبرثلاثة: كما قال أهل العلم وهي:صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله،وصبر على أقدار الله.
ومرجع هذا أن العبد في هذه الدنيا بين ثلاثة أحوال:بين أمر يجب عليه امتثاله،وبين نهى يجب عليه اجتنابه وتركه،وبين قضاء وقدر يجب عليه الصبرفيهما، وهو لا ينفك عن هذه الثلاث مادام مكلفا،وهو محتاج إلى الصبر في كل واحد منها.
وهذه الثلاثه هي التى أوصى بها لقمان ابنه في قوله:{يابنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر و اصبر على ما أصابك} [لقمان:17].
بالإضافة إلى أن الصبرفي اللغة هو الحبس والمنع، فيكون معناه حبس النفس على طاعة الله،وحبس النفس ومنعها عن معصية الله،وحبس النفس إذا أصيبت بمصيبة عن التسخط وعن الجزع ومظاهره من شق الجيوب ولطم الخدود والدعاء بدعوى الجاهلية.
أماالصبرعلى الطاعات فهو صبر على الشدائد؛ لأن النفس بطبعها تنفر عن كثير من العبادات،فهي تكره الصلاة بسبب الكسل وإيثار الراحة، وتكره الزكاة بسبب الشح والبخل،وتكره الحج والجهاد للأمرين معاً،وتكره الصوم بسبب محبة الفطر وعدم الجوع، وعلى هذا فقس.فصبر على الطاعات صبر على الشدائد.
والعبديحتاج إلى الصبرعلى طاعته في ثلاثة أحوال:
الأولى: قبل الشروع في الطاعة بتصحيح النية والإخلاص وعقد العزم على الوفاء بالمأمور به نحوها،وتجنب دواعي الرياء والسمعة، ولهذاقدم الله تعالى الصبر على العمل ].
الثانية:الصبرحال العمل كي لايغفل عن الله في أثناء عمله،ولا يتكاسل عن تحقيق آدابه وسننه وأركانه،فيلازم الصبرعند دواعي التقصيرفيه والتفريط،وعلى استصحاب ذكر النية وحضور القلب بين يدي المعبود.
الثالثة:الصبر بعدالفراغ من العمل، إذ يحتاج إلى الصبر عن إفشائه والتظاهر به للرياء والسمعة،والصبر عن النظر إلى العمل بعين العجب،والصبر عن الإتيان بما يبطل عمله ويحبط أثره كما قال تعالى:{لاتبطلواصدقاتكم بالمن والأذى}[البقرة:264] فمن لا يصبر بعد الصدقة عن الأذى فقد أبطل عمله
فالطاعة إذن تحتاج إلى مجاهدة وصبر،ولهذاقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حفت الجنة بالمكاره.....))[رواه مسلم]أي بالأمور التي تشق على النفوس.
وأماالصبرعن المعاصي فأمره ظاهر،ويكون بحبس النفس عن متابعة الشهوات،وعن الوقوع فيما حرم الله. وأعظم ما يعين عليه ترك المألوف،ومفارقة كل مايساعد على المعاصي، وقطع العادات،فإن العادةطبيعة خاصة،فإذاانضمت العادة إلى الشهوة تظاهرجندان من جند الشيطان على جند الله،فلا يقوى باعث الدين على قهرهما.ولهذاقال النبي صلى الله عليه وسلم...وحفت النار بالشهوات) وذلك لأن النفوس تشتهيها وتريد أن تقتحم فيها،فإذاحبس الإنسان نفسه عنها وصبر على ذلك كان ذلك خيرا له.
وأماالصبرعلى البلاء فقدقال الله تعالى:{ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشرالصابرين} [البقرة:155].
ويكون هذا الصبر بحبس اللسانعن الشكوى إلى غيرالله تعالى،والقلب عن التسخط والجزع،والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ونحوها. فالصبر من العبد عند وقوع البلاء به هو اعتراف منه لله بما أصاب منه واحتسابه عنده ورجاء ثوابه ، فعن أم سلمة قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل:إنالله وإنا إليه راجعون،اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها،وأبدل لي بهاخيرأمنها)[رواه أبو داود].
فلمااحتضر أبو سلمة قال:اللهم اخلفني في أهلي خيراً مني.
فلما قبض قالت أم سلمة:إنا لله وإنا إليه راجعون،عندالله أحتسب مصيبتي.
فانظر عاقبة الصبر والاسترجاع ومتابعة الرسول والرضا عن الله إلى ماآلت إليه.
ونالت أم سلمة نكاح أكرم الخلق على الله محمد صلى الله عليه وسلم مراتب الصبر
وهي ثلاثة كما ذكر ابن القيم رحمه الله:
الأولى
:الصبر بالله،ومعناها الاستعانة به ،ورؤيته أنه هو المصير،وأن صبر العبد بربه لا بنفسه،كما قال تعالى:{واصبر وما صبرك إلابالله}[النحل:127]يعنى:إن لم يصبرك الله لم تصبر.
الثانية:الصبر لله،وهوأن يكون الباعث له على الصبر محبة الله تعالى،وإرادة وجهه والتقرب إليه،لا لإظهار قوة نفسه أوطلب الحمد من الخلق،أو غير ذلك من الأغراض.
الثالثة:الصبر مع الله وهو دوران العبد مع مراد الله منه ومع أحكامه،صابراً نفسه معها،سائراً بسيرها،مقيماً بإقامتها، يتوجه معها أينما توجهت، وينزل معها أينما نزلت، جعل نفسه وقفا على أوامر الله ومحابه،وهذا أشد أنواع الصبر وأصعبها ، وهو صبر الصديقين.
قال الجنيد المسير من الدنيا إلى الآخرة سهل هين على المؤمن،وهجران الخلق في جنب الله شديد، والمسير من النفس إلى الله صعب شديد ، والصبر مع الله أشد).
الصبر في القرآن ذكر ابن القيم رحمه الله كثيرا من المواضع التي ورد بها الصبر في القرآن الكريم،ونقل عن الإمام أحمد رحمه الله قوله ذكر الله سبحانه الصبر في القرآن في نحو تسعين موضعا)ونحن نذكر بعض الأنواع التي سيق فيها الصبر في القرآن ومنها:
1-الأمر به كقوله تعالى:{واصبر و ما صبرك إلا بالله} [النحل:127]،وقوله:{واصبر لحكم ربك}[الطور:48].
2-النهى عن ضده وهو الاستعجال كقوله تعالى:{فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم}[الأحقاف:35].وقوله: {ولاتكن كصاحب الحوت}[القلم:48].
3-الثناء على أهله،كقوله تعالى:{والصابرين في البأساء والضرآء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}[البقرة:177].
4-تعليق النصر والمدد عليه وعلى التقوى،كقوله تعالى:{بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة ألف من الملائكة مسومين } [آل عمران:125]ولهذاقال النبي صلى الله على وسلم: ((واعلم أن النصر مع الصبر))
5-الإخبار بأن الفوز بالمطلوب المحبوب ؛والنجاة من المكروه المرهوب،ودخول الجنة وسلام الملائكة عليهم،إنما نالوه بالصبر، كما قال :{والملائكة يدخلون عليهم من كل باب،سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} [الرعد:23،24]
6-الإخبار أنه إنما ينتفع بآيات الله ويتعظ بها أهل الصبر، كقوله تعالى:{ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لأيات لكل صبار شكور}[إبراهيم:5] 7
-الإخبار أن خصال الخير والحظوظ العظيمة لا يلقاها إلا أهل الصبر كقوله تعالى:{ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقها إلا الصابرون}[القصص:80]،وقوله:{ومايلقها إلا الذين صبروا وما يلقها إلا ذو حظ عظيم} [فصلت:35]
8-تعليق الإمامة في الدين بالصبر واليقين ،كقوله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآيتنا يوقنون}[السجدة:24]فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين0
9-أن الله أثنى على عبده أيوب بأحسن الثناء على صبره فقال:{إنا وجدنه صابرا نعم العبد إنه أواب}[ص:44]فأطلق عليه نعم العبد بكونه وجده صابرا:وهذا يدل على أن من لم يصبر إذا ابتلى فإنه بئس العبد
10-أنه سبحانه قرن الصبر بأركان الإسلام ومقامات الإيمان، فقرنه بالصلاة في قوله:{واستعينوابالصبر والصلوة}[البقرة:45]، وبالتقوى في قوله:{إنه من يتق ويصبر} [يوسف:90]،وبالشكر وبالرحمةفي قوله:{وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة}[البلد: 17]،وبالصدق في قوله:{والصادقين والصادقت والصابرين والصابرات} [الأحزاب:35].
وجعل الله الصبر في آيات أخرى سبب محبته ومعيته ونصره وعونه وحسن جزائه،ويكفي بعض ذلك شرفا وفضلا.
الصبر في السنة لقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان فضل الصبر والحث عليه،وما أعد الله للصابرين من الثواب والأجر في الدنيا والآخرة .
ولقد بوب العلماء للصبر أبوابا عدة في كتبـهم، وذكروا تحتهامن الأحاديث مالا يحصى،ونحن نذكر هنا بعضها:
1-في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال:مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال اتقي الله واصبري)فقالت:إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي-ولم تعرفه- فقيل لها:إنه النبي صلى الله عليه وسلم،فأخذها مثل الموت، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد على بابه بوابين، فقالت:يا رسول الله،لم أعرفك.فقال صلى الله عليه وسلم(إنما الصبر عند الصدمة الأولى)فإن مفاجأة المصيبة بغتة لها روعة تزعزع القلب وتزعجه بصدمها،فإن صبر للصدمة الأولى انكسرت حدتها وضعفت قوتها فهان عليه استدامة الصبر.
2-وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (...ومن يتصبر يصبره الله،وما أعطي أحد عطاء خيرا و أوسع من الصبر)[رواه البخاري ومسلم].
3-وعن أنس رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عزوجل قال:إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه-أي عينيه- فصبر عوضته منهما الجنة)[رواه البخاري].
4-وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم مالاً فقال بعض الناس:هذه قسمة ما أريد بها وجه الله،فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر).
والأحاديث في فضل الصبر والحث عليه أكثر من أن تحصى ،وما ذكر يكفي. من كلام السلف في الصبر
1-قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجدنا خير عيشنا بالصبر)وقال أيضا أفضل عيش أدركناه بالصبر،ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريما).
2-وقال الحسن الصبر كنز من كنوز الخير،لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده).
3-وقال علي رضي الله عنه ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسد .
ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له
) وقال أيضا والصبر مطية لاتكبو).
4-وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعوضه مكانها الصبر إلا كان ماعوضه خيرا مما انتزعه).
5-وقال سليمان بن القاسم رحمه الله كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر).
6-وقال ميمون بن مهران رحمه الله الصبر صبران:فالصبر على المصيبة حسن،وأفضل منه الصبر عن المعصية)وقال أيضا ما نال أحد شيئا من جسم الخير فما دونه إلا بالصبر).
أمور تقدح في الصبر وتنافيه لما كان الصبر حبس اللسان عن الشكوى إلى غير الله،والقلب عن التسخط والجزع،والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب وخمش الوجوه، ونحو ذلك، كان ما يقع من العبد عكس ما ذكرته قادحا في الصبر، منافيا له.
ومن هذه الأمور:
1-الشكوى إلى المخلوق،فإذا شكا العبد ربه إلى مخلوق مثله فقد شكا من يرحمه ويلطف به ويعافيه وبيده ضره ونفعه إلى من لا يرحمه وليس بيده نفعه ولا ضره.
وهذا من عدم المعرفة وضعف الإيمان .وقد رأى بعض السلف رجلا يشكو إلى آخر فاقة وضرورة فقال:يا هذا،تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك؟
ثم أنشد:
وإذا عرتك بلية فاصبر لها
صبر الكريم فإنه بك أعلم
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لايرحم
ولاينافي الصبر الشكوى إلى الله، فقد شكا يعقوب عليه السلام إلى ربه مع أنه وعد بالصبر فقال:{إنما أشكوا بثى وحزنى إلى الله} [يوسف:86].
ولا ينافي الصبر أيضاً إخبار المخلوق بحاله؛كإخبار المريض الطبيب بحاله، وإخبار المظلوم لمن ينتصر به،إذا كان ذلك للاستعانة بإرشاده أو معاونته على زوال الضر.
2-ومما ينافي الصبر ما يفعله أكثر الناس في زماننا عند نزول المصيبة من شق الثياب، ولطم الخدود، وخمش الوجوه، ونتف الشعر، والضرب بإحدى اليدين على الأخرى، والدعاء بالويل، ورفع الصوت عند المصيبة
ولهذا بريء النبي صلى الله عليه وسلم ممن فعل ذلك.ولا ينافي الصبر البكاء والحزن من غير صوت ولا كلام محرم، قال تعالى عن يعقوب:{وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم}[يوسف:84] .
قال قتادة: كظيم على الحزن،فلم يقل إلا خيرا)
3-ومما يقدح في الصبر إظهار المصيبة والتحدث بها .وقد قيل: من البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة.وقيل أيضا:كتمان المصائب رأس الصبر.
4-ومما ينافي الصبر الهلع،وهو الجزع عند ورود المصيبة، والمنع عند ورود النعمة،قال تعالى:{إن الإنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا} [المعارج:19-21].
قال عبيد بن عمير ليس الجزع أن تدمع العين ويحزن القلب، ولكن الجزع القول السيىء والظن السيىء).
وقال بعضهم:مات ابن لي نفيس،فقلت لأمه:اتقي الله واحتسبيه عند الله،واصبري.
فقالت: مصيبتي به أعظم من أن أفسدها بالجزع.
وأخيراً أسال الله تعالى أن يرزقنا الصبر،وأن يجعلنا من الصابرين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2013, 09:44 PM   #1214
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصتــــــــي مــــــع صــــور الخلاعـــــة






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت شاباً يافعاً مشرئب المعالي ، سليم المعاني ، تتزاحم في قلبي الكثير من الآمال والأحلام التي تراود كل فتى , أجد نهمتي في قراءة القرآن الكريم ، وألتهم كل ما يقع في يدي من الكتب النافعة ، لا أزال ملتحقاً بحلقة تحفيظ القرآن منذ بلوغي العاشرة من عمري ، ولم أتركها حتى يومي هذا ، لطيف المشاعر صادق الإحساس ، يحبني كل من يقابلني ، أستقبل كل من يراني بابتسامة ترتسم على محياي
لم أكن بمعزلٍ عما يداهم شباب زمني من توافد الملهيات وشواغل الترهات لاسيما الشهوات وما أدراك ما الشهوات !
كنت أجاهد نفسي عن ذلك كله إذا عنّ لي ما قد يضرني منها مستعيناً بالله ثم بالرفقة الصالحة التي تلزمني طاعة الله والاستقامة على طريقه , محاضرات , ودروس علمية , ومجالس تربوية جادة كل ذلك كان حياتي ، أنسى نفسي الساعات الطوال في القراءة ، أمكث في المسجد أوقاتاً كي أحفظ سورة من سور القرآن
. تخرجت من الجامعة وكانت فرحتي غامرةٌ جداً , كان تخصصي نادراً لذلك كان تعييني في المكان الذي أختاره , لا أصف فرحة الوالد والوالدة عندما علموا أنني سأقيم معهم ولم أتغرب لا سيما أنني أول أبنائهم الذكور . لا أريد أن أطيل عليكم في مقدمة قصتي حتى لا تملوا .
بعد زواجي بفترة وجيزة ، اجتمعت مع بعض الأصدقاء والأحباب ، في منزل أحدهم كانت جلسة ثرية تنوعت مواضيعها الجميلة , المشوبة بالطرف النادرة والفكاهة البريئة والتعليقات على البعض
تطرق أحد الشباب لموضوع الإنترنت وشخـّّص بعض حالات الشباب وانهماكهم في استخدام الشبكة العنكبوتية كيف استخدموها في إشباع غرائزهم
كنت في ذلك الوقت منصتاً مستمعاً مردداً : إنا لله وإنا إليه راجعون . لا حول ولا قوة إلا بالله . أسهب الإخوان في هذا الموضوع , وأنا مابين مستغرب ومتعجب
أقول في نفسي أنا أملك حاسوباً , وأدخل الشبكة بين الحين والآخر ولم أجد ما يقولون من تلك الصور والمشاهد الخليعة
في أثناء الكلام قلت لأحد الإخوان :
كيف يستطيع الشباب الدخول لهذه المواقع
.... رد علي ّ بكل ثقة وتمكن : الأمر بسيط جداً ثم أخذ يشرح لي الطريقة التي سجلتها في ذاكرتي تسجيل الآلة . ويا ليتني لم أسمعه ولم أعي ما يقول !
لم أعلم أنني من ذلك المجلس سوف أدمر نفسي وأسعى في خرابها ! خرجت من هذا المجلس وقد تعاهدنا ألا يقطع أحدٌ منا الآخر . ركبت سيارتي , ولا زال شرح صديقي يرن في مخيلتي , ويتكرر علي ّ إلى أن وصلت البيت ، استقبلتني زوجتي وابنتي , كما تستقبل الأرض الجرداء ماء المطر , جلست معهم بجسمي لكن عقلي بعيد ٌ عنهم , فلا زال كلام صديقي يمر ّ علي تكراراً
وكأن الشيطان يحفظني إياه .
تظاهرت بالنوم ، ثم استعديت له . ما إن استقر جسدينا على السرير ، ووضعت رأسي على الوسادة بدأت زوجتي تكلمني عن بعض الأمور التي دائماً ما نتكلم عنها ، لكني أشرت إليها بحالي أني لا أرغب بما تعودنا عليه فأنا أريد النوم , عندما أخلدت هي إلى النوم , إنسللت منها وخرجت بكل هدوء , قاصداً جهازي الحاسوب , لا يمكن أن أعبر لكم حالي هذه إلا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن
"
لم أزني ولكني أحسست أني لست أنا أحسست أني في سكرة .. أني تجردت من كياني وشخصيتي .. نسيت ذاتي نسيت القرآن والدروس وهم الدعوة ... نسيت كل شيء لم يحضرني منها شيء جلست أمام الحاسوب , وبدأت في تشغيله ، فوراً اتجهت نحو الإنترنت ، أدخلت رقم بطاقة الشبكة ويدي ترتجف بدأت أنامي ترتعد والعرق يتصبب . وكلام الشباب حاضرٌ في مخيلتي ، والشرح الوافي من صديقي لم أنس منه شيء .
ثم بدأ التطبيق خطوة خطوة .. بدأت المواقع تنهال علي من كل حدبٍ وصوب ٍ ! أشخصت بصري ! زاد خفقان قلبي ! علت عليّ ابتسامة الظفر عندما رأيت أول منظر . كان منظراً تافها ً إذا قارنته بما رأيته من بعد .
لكني واصلت المسير وصرت كالقناص المترف الذي يبحث جاداً عن صيدٍ هو في غنىً عنه . مضيت تلك الليلة في الانتقال من موقع لآخر كل منظر يدعوني لما هو أفسخ منه حتى أذن الفجر . يا الله أذان الفجر الذي دائماً أتلذذ به , كنت أسمعه من قبل وأنا مستغرق في النوم فأقوم إلى صلاتي ، بل كنت أستمع إليه وأنا قائم أصلي ما تيسر لي من قيام الليل
. أذن الفجر هذه المرة ولم يعني لي هذه المرة أي شيء ، الموقع تلو الموقع , تضايقني كثيراً صفحة الحجب و يتمعر لها وجهي .
وددت لو أن العالم العاري كله أمام عيني . يالله ما هذا الشغف ما هذا الجنون الذي أعيشه . دقائق وصوت المؤذن يرتفع بالإقامة ، قمت وأنا لا زلت في شوق للمزيد . قمت وأنا أتابع بنظري الشاشة ، توضأت ثم عدت إلى الشاشة مرة أخرى أرقب مفاجآتها
. أسرعت إلى المسجد لعلي أدرك الجماعة ، أو أدرك الصلاة قبل السلام . كانت هذه الصلاة بمثابة استرجاع لما رأيته آنفاً مرت علي كل الصور والمشاهد الخليعة التي رأيتها ، لم أعقل من صلاتي شيء
.
بعد أن أنهيت الصلاة ، كررت راجعاً أستبق خطاي نحو جهازي ، استيقظت زوجتي ، وعلى وجهها علامات الإستغراب , هل نمت البارحة ؟ غريبة قاعد على الحاسب ؟ أردّ ُ عليها بكل برود : أنت ِ تعرفين هذا الكمبيوتر فتنة ، الواحد إذا فتحه ينسى نفسه .
قالت وقد ارتسمت على محياها ابتسامة جميلة يخالطها النعاس : بس ما تنساني ؟!
أشرقت الشمس ، واتضح النهار وأنا أخوض هذا البحر الهائج ! أشرقت شمس يومي على هذه الحالة , وقد كانت من قبل تشرق علي ّ وأنا في المسجد أتلو كتاب الله , وأذكره سبحانه . سبحان مغير الأحوال . تغيرت حالي في سرعة عجيبة . بعد أن أجهدت عيناي ، وبدأت أفقد الكثير من تركيزي بسبب الساعات الطوال التي مضت ، أغلقت الجهاز بعد أن حفظت الكثير من المواقع الخبيثة .
أسرعت إلى فراشي واستلقيت عليه ثم ابتسمت ابتسامة ً عريضة ، وبدأت تمر علي ما اختزلته في ذاكرتي من مشاهد السوء , كنت في سكرة ، لم أفق منها . نسيت "
الذين يخشون ربهم بالغيب " و " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " و " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
" و الكم الهائل من الأحاديث التي قد توقظني من سكرتي .
مر اليوم الذي يليه على هذه الحال ، كنت فيه أشره من سابقه ، كنت كالمجنون يبحث عن ليلاه . تغيرت حالي وتبدلت أحوالي , دائما أفكر , أتهرب ، أتنصل من مسؤلياتي , أفرّعن بر أبي وأمي . وفي غمرة السكرة ولجة الظلمة ، استيقظت ،
وقلت في نفسي : أنا ماذا فعلت ؟؟؟ هل أنا مهبول ؟؟ لجأت إلى الله سبحانه , ندمت على ما فات أشد الدم .
كان وقع هذه المعصية كبيراً على نفسي ، بكيت وبكيت وبكيت في سجودي . وقيامي وركوعي . ولكن النظرة كالجمرة تحرق وتبقي أثراً. عزمت على ترك ما أنا فيه واستغفرت الله . لكني - والأمر بيد الله والحكم حكمه – لا أزال أعاني من توارد تلك المشاهد والصور ، على تفكيري تشغلني كثيراً في أغلب أوقاتي ، ومع كثرة هذه الأفكار التي ترد عليّ وإلحاحها على ذهني ،
وقعت في الفخ مرة أخرى !!!
نعم وقعت في الفخ مرة أخرى ! عدت لما كنت عليه بل صرت أكثر احترافاً ومقدرةً أظلم قلبي ، وشغفت بتلك المناظر شغف الخليل إلى خليله . كنت أظهر للناس بمظهري السابق ، الإلتزام ، الخلق الحسن ، حفظ القرآن .... وكنت أبطن في نفسي الكم الهائل من المناظر والصور العارية لأجساد الكفرة والفسقة .
أتوب وألجأ إلى الله ، ثم أعود مرة أخرى , على هذه الحال مراراً وتكراراً !!
نذرت على نفسي النذور وأخذت عليها العهود والمواثيق ، ولكن لا جدوى , فدائماً قلبي مشغوف بالصور . قلت في نفسي السبب جهاز الحاسوب ، هو الذي يعيني على هذه المعصية ، ثم إن جهاز المودم هو الوسيلة الوحيدة للاتصال بهذه المواقع .
أخذت مفتاحاً ثم قمت وأنا في حنق وغضب أكسر المودم وأهشمه حتى أيقنت أنه تعطل وأصبح لا جدوى له . حمدت الله وشكرته إذ ، لا مواقع بعد اليوم . بقيت في حال جميلة فقد عدت إلى ما كنت عليه من التقى والصلاح .
ولكن لا زالت المناظر التي رأيتها تُـعرض عليَّ ، ويمر طيفها على خيالي . لا أراها بعيني ، ولكن أرها في فكري , في ذهابي ، وإيابي ، حتى في صلاتي . عشت أياماً عصيبت , أصارع فيها نفسي , وشهواتي . كنت المنهزم دائماً أمام نفسي فلا ألبث أن أعود مرة أخرى إلى ما كنت عليه والبحث عن مواقع السوء لا أخفيكم سراً ، أنني مع مرور الزمن لم أكن أتلذذ برؤية هذه الصورة لذة تذكر ، بل أحس أني أجر إليها جراً وأسعى إليها بلا سبب يدعوني إلى ذلك ، ناهيك عن الحسرات والآهات التي كنت أتجرعها !
لا أكتمكم أيضاً أن شؤم هذه المعصية بدأ يترآ لي بين الفينة والأخرى ،
كانت المصيبة تأتيني وأقول في نفسي هذه والله المعاصي ، هذا من النظر إلى ما حرم الله ، هذا مصداق قول الله عز وجل : " وما أصابكم من مصيبة ٍ فبما كسبت أيدكم
..." الآية .
كم مرة حرمت من الرزق وأنا أراه يأتي إلي ، بل والله إني أرى بعض الأمور التي أسعى إليها من أمور الدنيا كترقية أو انتقال أو غيره ليس بين تحقيقها إلا اليسير ، ثم أرها تذهب عني ، وتنتقل إلى غيري وقد أعقبتني حسرة وندم . قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (
إن العبد ليحرم الرزق بسبب الذنب يصيبه
) .
أعود إليكم وأقول أنني مع ما أنا فيه من حال لم أترك الالتجاء إلى الله والتضرع إليه ، بل أكثر من العبادات صياماً وصلاة ً وتصدقاً وبراً . وبالأخص بعد كل توبة ٍ أجددها إذا استرسلت في غيي ، كنت أبكي في صلاتي بكاء الأطفال متضرعاً إلى الله أدعوه بأسمائه الحسني وصفاته العلى أن يغفر لي وأن يبعدني عن هذه الشهوة . أواضب على حضور المحاضرات والدروس ، أستمع كثيراً إلى كتابه .
فأنا وإن كنت ملطخاً بهذه المعصية إلا أن ذلك لا يمكن أن يبعدني عن ربي ؛ حيث لا ملجأ من الله إلا إليه . والأمر أمره والقضاء قضاؤه ضاق صدري وضاقت حيلتي ، قد يقول قائل : لماذا لا تبعد عنك الجهاز أو تبيعه وتستريح ؟ وأنا أقول : يا ليت ذلك ينفع وقد جربته مراراً .
كم من جهازٍ كسرته ، وخسارة خسرتها ، ومع كل ذلك أعود لما أنا عليه . لا أخفي عليكم أني فكرة في الإنتحار أكثر من مرة ، ولكن الله سلم وقلت أيهما أعظم أن أقتل نفسي فأبوء بالإثم العظيم ، أم أجاهد نفسي عن هذه المعصية. لكل شيء نهاية ولكل أمر مستقر .
كثرت علي المصائب وتوالت على الخسائر المالية ، وكثرت التعقيدات التي لا أعلم من أين تأتي ، أصبحت محطم الكيان ، دائم التفكير لا أعلم كيف أنجو وكيف أخرج من هذا الكهف المظلم .
مر حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : (
لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا
)
قلت في نفسي هل كل أعمالي التي أعملها لله وأسعى في أن تكون خالصة له ستذهب هباءً منثوراً يوم القيامة ؟ كانت الصدقة والصلاة من العبادات المحببة إلى قلبي : حفرت بئراً في إحدى الدول الإسلامية وكفلت فيها حلقة لتحفيظ القرآن الكريم ، وكفلت يتيماً ، لا أرد من يسألني مالا ً سواءً صدقة ، أو قرضاً ، كنت مقصد إخواني وأحبابي فيما يعترض لهم من حاجة .
لا أريد أن أباهي بما عملت ، أو أعجب به ولكن هل هذا كله سيذهب هباءً منثوراً يوم القيامة ، عندما يستظل الناس في ظل صدقاتهم يوم الحر الشديد ، آتي أنا أبحث عن صدقاتي فأجدها هباءً منثوراً .
يحرمني الله عز وجل من مصاحبة نبيه عندما قال صلى الله عليه وسلم : (
أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين
...)
بكيت على حالي ، وندمت على ما عملت ، هل هناك مقارنة بين لذة الساعة والساعتين التي أمكث فيها أمام الشاشة لرؤية العاريات ً وبين رضا الله عز وجل والدخول في الجنة والسلامة من النار ؟!
كنت وأنا أعمل هذه المعصية ، أبالغ في التحفظ والتأكد من أن أحداً لا يراني ، وأمحو من جهازي جميع ما يتبقى من صور أو روابط تدل على جريمتي . غاب عني أن علام الغيوب يعلم ما أفعل ويسمع ويبصر!! " يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله " إن سمعت في البيت صوتاً ، وأمراً غريباً خفت وارتعدت ، ولم أخف من الحي القيوم الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض والسماء يا الله ما أحلمك ! ما ألطفك بي !
مرت الأيام تلو الأيام ، وعندما بلغ الأمر منتهاه ، صارحت زوجتي بحالي ، وما أنا فيه . تفاجأت المسكينة ، ونظرت إلى بنظرة استغراب واستحقار ، وكأني بها تقول لا أرى منك إلا كل خير فما الذي دهاك ؟ لقد شعرت بأني لا شيء ، وأني أحقر ما أكون !
طأطأت برأسي أمامها وقلت في أسى وحيرة : ما أدري ما أفعل ، لقد كنت منذ زمن بعيد وأنا على هذه الحال .... وأنا أقرأ كعادتي في كتاب الله مررت بقوله تعالى : "
إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير
"
تأملت هذه الآية ووقفت عندها كثيراً كثيراً أمام معناها ، الذين يخشون ربهم بالغيب . هل أنا منهم ؟
الغيب معناه ألا يراك أحد ، أن تكون غائباً عن الخلق فلا يراك أحد فتدعوك نفسك للشهوة ، ثم تقول إن كان أحدٌ لا يراني فالله يراني .
ليس لي نصيب ؟ من أجر هذه الآية إن أنا بت على ما أنا عليه !
لقد بدأ النور يشع في قلبي ، وبدت أزاهير التقوى تتزين في روحي . عزمت على التوبة النصوح والندم الصادق ، توجهت إلى الخالق سبحانه ، بقلب منكسر ، ورح مفتقرة إليه ، ناديته تضرعت إليه ، توسلت إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، مرغت وجهي في السجود إليه ،
ناديت : يا ربي يا خالقي ، إن لم تغفر لي وترحمني لأكونن من الخاسرين ، يا رب ليس لي ربٌ سواك فأدعوه ، ليس لي مَن ألجأ إليه إلا أنت ضاقت الأبواب إلا بابك ، يا رب اعصمني من هذه الفتنة التي أنا فيها يا رب إني فقير إليك ليس بي حول ولا قوة إلا بك .
ربنا كريم ربنا رحيم ، يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ، في سجودي وقيامي وقعودي كان هذا همي وهذا دعائي ، أنتظر الفرج من الله الكريم فقد ضاقت بي الدنيا ، وأغلقت أبوبها في وجهي وليس لي إلا الله . لا يفتر لساني من ذكره ، وقلبي من التفكر فيه سبحانه وفي مخلوقاته ،
الحمد لله انكشفت الغمة وزالت الظلمة ، تركت هذه المعصية وانسلخ قلبي من التعلق بها ، أحسست أني أولد من جديد ، استنار قلبي ، وانفرجت أسارير وجهي ، وتحسنت أحوالي .
أسأل الله العظيم بمنه وكرمة أن يرزقني شكر نعمته ، وأن يلزمني الطريق المستقيم ، والبقاء عليه ، وأن يحسن خاتمي ،،،

هذه قصتي أقولها لكم ، كي تجتنبوا ما وقعت فيه ، ولتعلموا أن الله وحده هو المنجي فلا يتعلق أحد ٌ بغيره ، وهو يكشف الضر ويرفع البلاء ،
وليعلم كل من وقع في الصور والمشاهد الخليعة أنه
يقتل نفسه ، وينسفها إلى أسفل سافلين ،
----------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2013, 10:05 PM   #1215
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


إشـراقــات رائـعــه، اسـتـوقـفـتـنــي..!




الاشرآقه الأولى
(( وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ))
لو استقر مفهوم هذه الآية في شغاف قلبك
لاستطعت أن تقابل الدنيا بوجه جديد ، وقلب حديد
ويقين راسخ تهون معه شدائد الدنيا وابتلائآتها
كل شيءٍ لم يستثنِ شيء .. كل شيء بمقدار
مقدار دقيق ، بعلم دقيق شامل ، وبحكمة دقيقة لا يفوتها شيء
وبلطف دقيق يتجلى لأصحاب القلوب ...الخ
فلا يغررك العطاء ... ولا يهولنك المنع
فافهم

الاشرآقه الثآنيـه
:: البـــــــــلاء ::
إذا حلّتْ بك مصيبة
فلا تجزع جزعاً يفقدك رشدك
واعلم أن المقدّر واقع لا محاله
وتذكر أن كلّ شيءٍ يبدأ صغيراً ثم يكبر
إلا الحزن .. فإنه يبدا كبيراً ثم يصغر ..!
ولا يزال يصغر ويصغر حتى يُنسى
فاعتبر بما سيكون ، واجعله وقد كان ..!

الإشراقه الثالثه
:: صــــدى ::
حين تسعى لإسعاد الآخرين
تنعكـس عليك سعادتهم
وتفيض على نفسك ألوان من المسره
امنح الآخرين سعاده .. وسقهم إليها
تجد صدى ذلك في أغوار نفسك
ولكن لا تنس : أن سعادة الآخره هي سعادة الأبد

الإشراقه الرابعه
:: قــــاعده ::
ليس عيباً ابداً أن تتعثر ..
بل هذا هو المتوقع والطبيعي ما دمت تحاول
العيب كل العيب
أن تبرر أخطاءك وأن تدافع عنها
أو أن تيأس فلا تعاود المحاوله
إياك ثم إياك من هاتين الدائرتين ،
فإنهما بعض فخاخ الشيطان في طريقك ليقطعك عن الوصول إلى الفردوس
وفي الحديث : كل ابن آدم خطاء .... وخير الخطائين التوابون
فكن من خير الخطائين .. ولا تطمع بأن تصل إلى حالة لا تخطئ فيها ولا تزل
وافهم ، تسلم ..
الإشراقه الخامسه
:: طـريقه مضمونه ::
لو أنك تأملت في أي إنسانٍ تحدثه ، فلن تعدم أن تجدَ فيه جانباً ما:
يستحق الإشادة به ، والثناء عليه ، والمدح له ، والإعجاب به
جرّب أن تلتقطَ هذا الخيطَ
وامتدحْ بحق ، واثنِ بصدق ، وأظهر إعجابك بالفم الملآن
ثم انظرْ في وجه صاحبك لترى أثر سحر كلامك ، كيف تجلى
على ملامحه بكل وضوح
إشراقاً ، وابتهاجاً ، وسروراً يطفح من قلبه
حتى ليكاد لسانه يعجز عن شكرك
الأعجب من هذا
أن سرورَ صاحبك وابتهاجه ، وفرحه الروحي
سينعكـس عليك أنت
لاحظ نفسيتك في تلك اللحظة وستعلم صدق ما أقول
فلماذا تحرمُ نفسكَ _ والآخرين _ من هذا الخير كله !!؟
أهي أنانية منك ؟ أم جهل عندك ؟؟ أم غفلة فيك ؟؟
ثم .. وتأمل هذه أيضا
إن ولوجَ هذا الطريقَ يسيرٌ للغايه من جهه
ومكـسبةٌ لمحبة القلوب لك من جهة أخرى
فما أكثر ثمرات هذا الطريق ، وما أقلّ سالكوه
الخطوة الأعجب من كل هذا .. تجدها في الإشراقه التي تلي .. فإلى هناك
الإشراقه السادسه
:: وصـفـه عـجـيبـه ::
حين تجثو على ركبتيك .. وتجمع قلبك .. وتغمض عينيك
وترفع أكف الضراعه .. وتعلن فقرك وعجزك بين يدي الله سبحانه
ثم تهتف من غور روحك ، وأعماق قلبك
.. ثناءً على الله .. وتمجيداً له .. ومدحا فيه ..وإعجاباً بصفاته
وتملقاً له .. وإطراءً عليه .. وتبجيلاً له ..وعجزاً عن الثناء عليه
وتعديدا لنعمه عليك في مقابل تقصيرك معه .. وتوسلاً به إليه .. ونحو هذه الفنون
فإن صدى هذه اللحظات السماوية الصافية ، سينعكـس على نفسيتك ولابد
وما أكثر الذين اقدموا على هذه الخطوة وكرروها وأعادوا الطرق لها
فقالوا : وجدنا أنفسنا نجهش ببكاء شديد من حيث لا نشعر
وكان بكاءً لذيذاً لأن فيه نكهه سماويه خالصه ،
تجعل الروح ترف وتشف وتسمو
و مساكين ( عُبّـاد الشهوات ).. مساكين والله
كم حرموا أنفسهم من ألوان النعيم السماوي ،وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
شاهت الوجوه
على نفسهِ فليبكِ من ضاعَ عمرهُ وليسَ له منها نصيبٌ ولا سهمُ

الإشراقه السابعه
:: حـــوار ::
قالت المعصيه
هلم اليّ !! بي تتلذذ !! ومعى تتمتع
قالت النار
يا مسكين ! يا مسكين
إنما هذه فخ ، لإيقاعك بين ألسنتي وعذابي
قالت المعصيه
هيت لك !! هيت لك !! أيها الحبيب
صاح المؤمن الحق
((( إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)))
ثم مضى شامخا مستعليا
وتركها تلهث وراءه خائبه ترجوه تستعطفه
فصاح بها
مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
فانكـسرت ، وأخذت تلملم نفسها لتولي هاربه
غير أنها عزمت أن تتربص به الدوائر .. إن فات اليوم قد يقع غدا
قالت الحقيقه
كلا لن يقع ما دام معه قلبه .. وقلبه حاضر مع ربه
الإشراقه الثامنه
:: قاعده جليله ::
دُر مع العلمِ حيثُ دار بك
وقفْ مع القرآنِ حيثُ وقف بك
وعشْ مع رسولك الحبيب ولا تغادرْ أعتابه
وإنْ شئتَ أن تكونَ من أهلهِ فاخلطْ نفسك مع أحبابه

الإشراقه التاسعه
:: شعــار ::
الله .. او .. الدمار
اجعل هذا شعارا لك أمام كل أمر تدعوك إليه نفسك
فإن كان هذا الأمر يزيدك قربا من الله
فقد اخترت الله ، فهنيئا لك
وإن كان سيبعدك عنه ويعرضك لسخطه
فقد اخترت ( الدمار ) عاجلا أو آجلا أو هما معاً
فلا تلومن إلا نفسك

الإشراقه العاشره
:: طريق المعرفه ::
وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ
يتعرّف الله سبحانه إليك في كل شيء ، وما عرفته
.. ذلك هو البعد ...
أعد النظر في آفاق الكون لتزداد معرفة بربك سبحانه
وفي كل شيءٍ له آيةٌ تدل على أنه واحـد

الإشراقه الحاديه عشر

:: كن متميزاً ::
اجعل كلمتك إشراقة النور في عتمة الظلام
وصيحة الحق في وجه الباطل
ولا عليك إن رُدت عليك كلمتك
أواستهزئ بك
فقد استهزأ السفهاء بالرسل قبلك
وكفاك تميزاً وتألقاً
أنك في السماء تحلق .. وغيرك في الوحل ينغمس
الإشراقه الثانيه عشر
:: الهمم الكبيره ::
النفوسُ الصغيرةُ
هي وحدها التي تتسقطُ على الأشياءِ الصغيرة
أما الهممُ الكبيرةُ
فإنها تأبى إلا الارتقاء والسمو أبداً
إذا كانت النفوسُ كباراً

تعبتْ في مرادها الأجسامُ
الإشراقه الثالثه عشر
:: مقدمه ونتيجه ::
انعشْ عقلك بالتفكر
في آيات الله المنظوره والمقروءه
وانعشْ قلبكَ بالتأملِ
في نعمهِ المنهمره عليكَ صباحَ مساءَ
وانعشْ روحكَ باللهجِ بذكرهِ
والثناءِ عليهِ والتضرعِِ بين يديهِ ليلكَ ونهاركَ على السواء .
ثم انظر أي خير سيفيض على قلبك

الإشراقه الرابعه عشر
:: أدب ::
إن تُحسنَ الأدبَ مع الخلقِ ، فذلك أمرٌ حسنٌ ومطلوب
** ولكن الأحسن والأروع والأولى **
أن تُحسنَ الأدبَ مع الله جل جلاله
فهو معك حيثما كنت .. يراك ويسمعك ، ويحصي عليك

الإشراقه الخامسه عشر
:: ثـقـه ::
( إذا أطلق لسانكَ بالطلب ، فاعلم أنه يريد أن يعطيك )
وعليك أن تثق ، وأن تواصل الطلب وأنت في حالة شكر قلبي لله
لما فتح عليك ، ومنّ به عليك

الإشراقه السادسه عشر
:: الصلاه ::
ليستِ العبرةُ أنْ تؤدي الصلاةََ
إنما العبرةُ أن تخشعَ فيها ، وتُحسنَ الأدبَ خلالها وبعدها
هنالك تمنحك الصلاةُ أنوارَها وبركاتها
--------------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2013, 10:12 PM   #1216
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
صــــــــــدى
حين تسعى لإسعاد الآخرين .. تنعكس عليك سعادتهم ولابد .. وتفيض على نفسك ألوان من المسرة .. امنح الآخرين سعادة .. وسقهم إليها .. تجد صدى ذلك في أغوار نفسك .. ولكن لا تنس : أن سعادة الآخرة هي سعادة الأبد .
أبو عبد الرحمن

[/frame]

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2013, 10:30 PM   #1217
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أين انتة من فضيحة الاخرة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي في الله : أنت تعلم قبل كل شيء أن النظر سهم مسموم من سهام إبليس فلا تُتبع النظرة بالنظرة ، فلقد ذكرت أن
بصرك أوردك المهالك وهذا بدايته تتابع النظرات ،
وإليك هذه النصائح التي أسأل من الله أن ينفعك بها :
* لا تنس الدعاء وخاصة في الثلث الأخير من الليل ، ابكِ واخشع وتضرع وارفع شكواك إلى الله بقلب صادق أن يعينك على
حفظ بصرك ، فمن حفظ بصره نوّر الله بصيرته .* عندما تنظر إلى ما حرم الله اصرف نظرك بسرعة ولا تعد النظرة واستعذ بالله من الشيطان الرجيم واذهب من مكانك فوراً ..* تذكر أن :كل الحوادث مبدؤها من النظر = ومعظم النار من مستصغر الشرر* ذكرت في رسالتك أنك تخاف أن يفضحك بصرك في الملأ . لقد خفت من فضيحة الدنيا ولم تخف من فضيحة الآخرة أمام
الخلق جميعاً ، فإن كان الله قد سترك في الدنيا فلابد من فضيحة الآخرة ما لم تتب ، أفتخاف أن يراك الناس ولا تخاف من
نظر الله إليك فلا تجعل الله أهون الناظرين إليك ..* لقد وهبك الله زوجة حلالاً فلا تدع الحلال وتذهب للحرام .* اعلم أن من أهم أسباب طلاق النظر ضعف مبدأ مراقبة الله تعالى ، فلا تنس أن الله يراك ..* أنجح دواء لغض البصر هو مجاهدة النفس والصبر مع غض البصر ..
إنتبه إلى طريقكالشهوة الميل للجنس الآخر غريزة فطر الله الناس عليها .
فلو كانت هذه الشهوة ضعيفة لقلت رغبة الناس في الزواج ولضعفت العلاقة والألفة والمحبة بين الزوجين ولكثر الطلاق
لأتفه الأسباب .. الخ .فهناك أسرار وحكم لا يعلمها إلا الله عز وجل ، وقد جعل سبحانه هذه الغريزة على مقدار من القوة بحيث يستطيع الرجل
السيطرة على نفسه وكبح جماح شهوته .
فتخيل أنك تقود سيارتك في طريق سوي واضح المعالم إلا أنه يوجد في هذا الطريق حفر ومنحدرات خطيرة قد وضعت
أمامها لوحات إرشادية تحذر منها ، ثم قال لك شخص : اترك مقود السيارة ودعها تسير بنفسها ولمدة دقائق فقط !!
لا شك أنك ستقول عنه إنه مجنون ؛ لأنك بعقلك السليم تعرف أن هذه السيارة سوف تنحرف بك عن الطريق السوي
وتوقعك في تلك الحفر والمنحدرات التي ربما تنتهي بك إلى الهلاك ، فكذلك هذه النفس تريد من يقودها في طريق هذه
الحياة بيقظة وحذر وانتباه .
وقياساً على ذلك : لو كنت تمشي في الشارع فوقع بصرك على امرأة متبرجة فتذكر أن أمامها لوحة إرشادية تقول : ( قل
للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ..
) الآية . وما وضعت هذه اللوحة أمامها إلا لأنها حفرة في طريقك وربما
منحدر سحيق يودي بك إلى الهلاك لا سمح الله .
وهكذا في كل ما حرم الله ، فعليك أن تقود هذه النفس بحذر شديد حتى تصل بها إلى بر الأمان وهو رضى الله والجنة : إن
عرضك لمشكلتك دليل على صدق توجهك ورغبتك في التخلص والخروج مما أنت فيه ، فجدد همتك وقوَّ عزيمتك واستعن
بالله ولا تعجز ، وتذكر وصية الرسول صلى الله عليه وسلم : ( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، تعرف على الله
في الرخاء يعرفك في الشدة
.. ) الحديث .
وأتوجه بندائي للمرأة المسلمة فأقول : اتقي الله في نفسك ، اتقي الله في شباب المسلمين ، لا تكوني عوناً للشيطان
عليهم لا تخرجي من بيتك إلا لحاجة ولو خرجت فالتزمي بحجابك الشرعي وإياك وتلك العباءة الخبيثة السافرة ، والله إن
إحداكن لتخرج وهي تلبس تلك العباءة التي لا ترضي الله فتعود إلى بيتها وهي تحمل أوزاراً كالجبال على ظهرها – تدري
ذلك أو لا تدرِ – لما تحدثه من إفساد لقلوب كثير من الرجال .
وإني والله لأرى المرأة المحتشمة في لبسها فأدعو الله لها من قلبي أن يحفظ لها عفتها ويكثر من أمثالها ،وأرى المرأة المتبرجة في لبسها ومشيتها فأدعو الله أن يهديها أو يشل أركانها ويقعدها في بيتها حتى ترتاح عيون الرجال
منها .
إجراءات
يقول الله عز وجل : ( إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ويقول عز وجل ( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ) .
اعلم أيها الأخ المسلم أن لك في الحياة غاية عظيمة ألا وهي رضى الله عنك والجنة وأن الله عز وجل سيبتليك ببعض
الأمور التي ستكون مقياساً لمؤشر الإيمان في قلبك ومن تلك الأمور غض البصر .
ستقول : إنك حاولت ولم تنجح وتغلب الشيطان عليك ، أقول :
قبل المحاولات عليك باتخاذ الإجراءات التالية التي إن
اتبعتها بدقة فإنك ستنجح حتماً بإذن الله تعالى ألا وهي
:
أولاً : استحضر عظمة الله عز وجل في قلبك واستشعر حقيقة عبوديتك لله عز وجل وأنه مالك الملك ، حتى يقشعر بدنك
وتدمع عينك .ثانياً : تذكر دائماً أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى الحرام ، فعندما تشعر أنك بمقربة من امرأة أو أنك تقترب من قسم
المجلات المليئة بصور النساء ، تذكر أن الله عز وجل ينظر إليك وأن أنفاسك بيديه سبحانه ، فلو شاء لأوقفه ! ، فكيف وبأي
وجه تلقاه وأنت تنظر ، وهو يقول : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) .
ثالثاً : تذكر قبل أن تعصي الله أنك تعصي الله بنعم الله ، والواجب عليك شكره على نعمة البصر ، وشكرها يكون بحفظها
عن الحرام ، وأن الذي منحك إياها قادر على سلبها منك ، أفلا تعض .
رايعاً وأخيراً: اعلم أن لغض البصر مكافأة عظيمة من الله عز وجل ، ألا وهي حلاوة تجدها في القلب كلما غضضت بصرك ،
وإن كثرة التلفت والنظر تورث البلادة وفراغ القلب ، وإن من أسباب الفراسة غض البصر ، فجاهد نفسك ، ومن ترك شيئاً لله
عوضه خيراً منه

-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2013, 10:56 PM   #1218
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

طرق تجديد المحبة الزوجية




إن من أعظم النعم التي امتن الله عز وجل بها على عباده هي نعمة الزواج، قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) [الروم:21].
فهي الصلة التي ارتضاها لنا الإسلام لصون العفاف، وتحقيق الإحصان، وحفظ الأعراض، واستمرار النوع، لمواصلة رسالة الإنسان في إعمار الأرض وإصلاحها، كما أنها الصلة التي اختارها الإسلام لتقر أعين الرجال والنساء بالحلال، ويهنأ المحبون في أفيائها وارفة الظلال، وتسكن بها نفوسهم، وتستقر ضمائرهم بعد متاعب كدح العيش، وإغراءات الفتن، في بيوت ملؤها المودة الخالصة، والانسجام والتناغم اللطيف الحنون بين الزوجين.
كما أن الإسلام في هديه الوضيء السامي لم يدخر وسعًا في توجيه وتوصية الأزواج إلى الرحمة والعناية والرعاية بالزوجات، في نصوص كثيرة مشهورة، وفعل الأمر ذاته مع النساء، فتعددت النصوص التي أمرت الزوجة بحسن التبعل لزوجها، وجعلت من ذلك عبادة منها وقربة إلى الله، وكأني بهذه النصوص تريد من الزوجة أن ترد المعروف بمثله، وأن تلاقي تعب زوجها وجهده من أجل راحتها وهنائها، بما يكافِئه من المشاعر الرقيقة الفياضة، والأحاسيس الحنونة الرقراقة، فتتفنن في إسعاده وإبهاجه، وإيناسه وإمتاعه.
ذلك أن الزوجة المسلمة الواعية بتعاليم دينها تدرك أن قيامها بحقوق الزوجية، ورعاية زوجها، وحسن تبعلها خلق إسلامي أصيل للمرأة المسلمة.
ولكن قد تفهم المرأة نفسية زوجها، وتعرف مواضع رضاه وسخطه، فتقدر على كسب قلبه، وتحوز على إعجابه، وتوصد كل منفذ يعكر صفو حياتهما وهنائهما، ويفعل الرجل الأمر ذاته، غير أن مضي الحياة الزوجية على وتيرة واحدة، ونسق ثابت، مما يولد الملل والسآمة، حيث لا جديد ينشط النفس، ويجدد المشاعر، ويرطب جفاف الحياة، وينضر جوانب العيش الرتيبة، بينما لو حدث التجديد والتغيير لانبثقت الآمال بين حين وحين بطيوف عيش جديدة مختلفة أروع وأجمل وأهنأ.
ولعلنا نشير في النقاط التالية إلى بعض الأفكار المساعدة في هذا الشأن:
1- الهدية عطر يفوح حبًّا :
الهدية بريد الحب، والهدية لو كان لها لسان لقالت: أنا أحبك وأقدرك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تهادوا تحابوا)) رواه البخاري ولكن في كتاب الأدب المفرد حسنه الألباني، فالهدية إعلان عما يكنه الصدر من مشاعر الود، وقد قيل: ما استرضي الغضبان، ولا استعطف السلطان، ولا استميل المحبوب بمثل الهدية.
والهدية إذا قُدِّمت للمرأة من زوجها لها طعم لذيذ، ومفعول عجيب، ومعنى جميل يفوق بكثير معناها عند الرجل. وهي بداية جيدة لصناعة وقت جميل- وذكرى جميلة فيما بعد- يبهج الطرفين، حيث ينعم المُعطي بنعمة القدرة على العطاء والوفاء وإسعاد حبيبه، وينعم الآخذ بمشاعر الود والحب واللطف والوفاء والتقدير من شريك حياته وحبيبه.
وليُراعى في اختيارها حُسن مناسبتها للطرف الآخر، ووقت تقديمها، وطريقة تقديمها، فإن كل ذلك مما يضاعف تأثيرها ومفعولها في نفس المُهدَى إليه.
فالهدية تمد جسور المحبة للمتهادين، وتزيل الخلاف بين المتخاصمين، ووردة جميلة، أو بطاقة رقيقة: "أحبك في الدنيا وفي الجنة"، لن تكلف شيئًا، ولكن أثرها الجميل يبقى عمرًا طويلاً.
وهذه زوجة كتبت على بطاقة صغيرة ذات شكل جميل لزوجها بجوار سريره مساء: ذهبت اليوم لأشتري لك ساعة، فلم أجد أجمل من الساعة التي عرفتك فيها.
2- المشاركة.. المؤالفة والملاطفة :
والمقصود هنا كل شيء يصلح فيه مشاركة أحدهما للآخر دون أن يتسبب للآخر في تعطيل أو إفساد لعمله، كأن تشاركه ترتيب حاجياته، أو إعادة تنظيم مكتبته، أو مشاهدة برنامج يحبه، وكذلك يفعل الزوج، فيشاركها أحيانًا في مشاهدة برنامج أو حلقة تحبها، أو صناعة طبق من الطعام أو الحلوى، أو مشاركتها عبء بعض الأعمال المنزلية، على أن يكون ذلك في جو من المرح والمزاح، لا بشعور الكاره المستثقل أو الساخر، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان في مهنة أهله، فليس في مساعدة المرأة ما يقدح في رجولة الزوج أو هيبته، وإنما هي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أعظم النبيين، وسيد المتواضعين.
3- لطف الحوار والإصغاء الجيد :
الحوار اللطيف الهادئ من الأشياء القليلة جدًا بين الأزواج، فأغلب الأزواج يميلون إلى استخدام قوامتهم أو سلطتهم في إنهاء أي حوار غير مرغوب به مهما شعرت الزوجة بحاجتها إلى هذا الحوار.
والمرأة تحب الشرح والتفصيل، وأن يتفهم الزوج ما تقوله، بحيث يؤازرها إن كانت بحاجة إلى المؤازرة، أو يؤنسها إن كانت بحاجة للمؤانسة، أو يساعدها في الحل إن كانت في حيرة أو مشكلة، فإذا وجدت ذلك من زوجها فلا شك أنها ستتجدد لديها آمال، وتشعر بسعادة يفيض أثرها عليهما.
وكما أن على الرجل أن يتفهم طبيعة زوجته وحاجاتها ويلبيها، كذلك سوف يشعر الرجل بالتجديد والتغيير إذا وجد من زوجته تفهما للأوقات التي يرغب بالمناقشة فيها، والأوقات التي ستكون المناقشة فيها نوع من الاستفزاز، وأن يجد تغيرًا حقيقيًا يلمسه في المواقف والأفكار يشعر معه بجدوى النقاش وحيويته. ويتجسد هذا في مفاجأة كل طرف للآخر بتغير رأيه ومواقفه حيال بعض المسائل أو العادات أو الأشخاص.
إن سيادة الحوار الهادئ اللطيف بين الأزواج والإصغاء الجيد من أحدهما للآخر وسيلة رائعة لتبديد الملل، والتخلص من رتابة أسلوب الأوامر والنواهي السائد في بعض البيوت، والذي يفضي إلى حالة الخرس الزوجي.
4- الكلمة الطيبة أجمل من كل جميل :
إن الكلمة الطيبة في حياة الزوجين تنمية لمشاعر الألفة، وتقوية لحبهما، ويكفي في أثر الكلمة ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من البيان لسحرا"رواه البخاري، ومهما قلنا من وسائل لتجديد المحبة بين الزوجين سنجد أن الكلمات الحلوة الطيبة التي يقولها أحد الطرفين للآخر هي العامل الأهم والأبرز، فمهما فعل الزوج أو الزوجة من جهد ليسعد أحدهما الآخر، سيبقى كل منهما في ظمأ إلى كلمة أو تعبير طيب يترجم ما في قلبه من ود وحب وتقدير، وحينئذ يرتوي الظمأ، وتنتعش الآمال، وتتجدد الأماني بتكرار الكلمات الحلوة.
5- الإطراء والثناء على الجهد يزيل المشقة والعناء :
تستطيع الزوجة أن تأسر لبَّ زوجها بالثناء والإطراء، بحيث تشكره فيها على جهوده وتعبه من أجلها، وحسن أخلاقه معها، وكذلك يفعل الرجل، فيثني على أكلة شهية أنفقت فيها الزوجة سحابة نهارها، أو يُطري حسن تنسيقها وترتيبها لأثاث المنزل، أو يثني على جمالها ورقتها وحنانها الفياض، وتلهُّفه عليها دائمًا.
ومِن عجــبٍ أنِّي أحـنُّ إليـهم وأسأل عنهم من لقيتُ وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعــي
6- التزين تبادل للاهتمام :
أروع أيام الزواج هي أيامه الأولى كما يظن الكثيرون، حيث لا أولاد ولا كثرة أعباء ومتطلبات، وحيث لا شغل للزوجة إلا التزين لزوجها، والاهتمام بطعامه وشرابه. والحق أن هذه الأيام الرائعة سهلة العودة، بل وأروع منها شريطة أن يقرر الزوجان ذلك، بحيث تقرر الزوجة أن لزوجها حقًا لا يُهمل أو يُؤجَّل في التزين له، والاهتمام به، ولا يمكن أن يجور عليه حق الأولاد، ولا حق البيت من نظافة وغسيل وإعداد طعام وما إلى ذلك، وحينئذ ستجد الزوج متعطشًا إلى الرجوع إلى بيته، لأنه يثق بأنه سيجد فيه واحة السعادة والهناء.
وكذلك أن يقرر الزوج أن يخصص جزءًا من وقته لملاطفة زوجته، وتلبية حاجاتها، والاستماع إليها، ومجاذبتها أطراف الحديث، وإدخال السرورعلى نفسها وقلبها بما تيسر من الوسائل، أو بما يبدعه هو بين الحين والحين من وسائل.
إحدى الزوجات انشغل عنها زوجها أسبوعين في أعمال خاصة ضرورية، فوفرت له أجواء إنجاز العمل، وعندما علمت بيوم تسليم هذا العمل، طلبت منه ألا يرتبط بأي موعد مساء هذا اليوم، فوافق، ثم أرسلت الأولاد إلى أختها، ورتبت البيت، واشترت فاكهة، ولبست أجمل ثيابها، فلما عاد مساء وجدها كالعروس بانتظاره، فقضيا ليلة من أجمل الليالي، وحين ذهب للعمل في اليوم الثاني أرسل لها رسالة تقول: ((ليس أجمل من ليلة أمس، إلا اللحظة التي رأيتك فيها يوم الخطبة)).
-----------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2013, 11:10 PM   #1219
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

المرأة المثالية في عيون زوجها !





تحاول المرأة في الشهور الأولى من الزواج أن تبدو من الحور بالنسبة لزوجها فيسعد الزوج بحياته وينسى سنين التعب والعناء الماضية , ويجد في هذه الأيام والشهور الأولى تحقيقا لأحلامه في البيت الذي طال انتظاره له والذي بات يحلم بوضع جدرانه لبنة لبنة في خيالاته ..
لكن الحياة الروتينية المعتادة مع طبيعة الإنسان جعلت الزحف التدريجي للملل والضيق إلى النفوس يصبح أمرا مسلما به , خاصة عندما تنتهى الشهور التي يطلق عليها الغربيون : " شهور العسل " !!
أكثر من ذلك عندما تبدأ الانشغالات لدى البعض من النساء بأمور الأبناء ومتطلبات البيت فتبدأ المسافات تتباعد بين الزوجين .
انا لا اشك أن كثيرا من النساء توجد بهن الصفات المتعددة التي تؤهلهن لتكن الزوجات الناجحات في بيوتهن بكل المقاييس , لكننا نريد أن نلقى الضوء على بعض الصفات التي لا تبالي الكثير من النساء بالاهتمام بها وقد تخفى على البعض منهن وربما إن تحلت بها المرأة قد تصبح زوجة مثالية في عيون زوجها
.
قد تجد الكثير من هذه الصفات عند النساء الغربيات مما يشد انتباه البعض من الرجال فيبدؤون في وضع المقارنات بين هؤلاء النساء وبين زوجاتهم مما يزيد العلاقات الزوجية توترا واحتقانا ومن هذه الصفات :
1- اهتمام المرأة بمظهرها -
وربما هذه الصفات تساعد في تغيير الوضع الروتيني لليوم المعتاد لدي الزوجين وتبدل ذلك الروتين بحياة متغيرة كل يوم فتجعل في اليوم المليء بالغيوم خيطا أبيض يشع ... بل قد يكون له تأثير فتنقلب السحابة السوداء في ذلك اليوم إلى يوم مشرق دافئ .
لعل البعض من النساء قد تأخذ هذه النصائح وكأنها كلمات تكتب على الأسطر ليس إلا , وتحجم تفكيرها بأنها يستحيل أن تتغير حياتها !!
لكننا نطلب منها الاستئناف ومحاولة تطبيق هذه النصائح , ربما تجد شمس بيتها تشرق عليها من جديد , يقول الله تعالى "
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .
لذلك إن كانت المرأة تريد الحياة الهادئة فعليها أن تحاول حصر كل ما يحزن زوجها منها , ولا مانع لبعض التنازل منها لتعديل سلوكها واعترافها بأخطائها لتفتح صفحة جديدة جادة للتغيير ..
بل وتبحث عن الطرق للصعود على درجات سلم الوصول لتحول بيتها وتزيل الستائر القاتمة التي تحجب ضوء السعادة عنه وتستطيع أن تسعد زوجها لتحظى وتكون المرأة المثالية في عيون زوجها .
-------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2013, 11:31 PM   #1220
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قلـــــب يبحــــث عـــن أضلعــــه !



وكأن القلب الحائر يبحث عن اضلاعه التي ياوي إليها , فتكون له بمثابة الكهف الآمن من مخاوف التقلبات , وكأنه - بلا هدى وتقى - كشراع تائه في مهب الريح عبر البحر الهائج الكبيير

فتدور قلوبنا بين اللحظة واللحظة بين مترددين يستقطبانها من اقصى البعد إلى اقصى البعد , ومن طرف إلى طرف , تبحث عن الطمأنينة والأمان والسكينة والراحة , ولن تجدهم إلا في القرب من الله سبحانه , والطمأنينة بذكره , والسكينة في طاعته , والأمان في توحيده ورسالته ...

وقلوبنا أثناء الحيرة تستاثر بقيادة كياننا كله - مع كل اسف - وتستحوذ على مكان الصدارة في التخطيط والتوجيه والسلوك , فتصير الجوارح معه كعبد مطيع , وتابع سهل القياد , وبينما هي تتهاوى في هوى غالب أو غفلة عميقة , تهوي معها الجوارح كلها , فإذا بك ترى حركة بلا هدف , وفكرا بلا غاية , وحياة بلا نتيجة .. بل معاناة وألم وحزن وهم , وههنا تنتشر الأمراض النفسية الناتجة من ضعف هداية القلوب وسيطرة الأمراض عليها

وبينما القلب يهتدي , وتبدأ تومض بين عينيه ومضات الرشاد , تبدأ عملية الإفاقة , ويبدأ في استرداد قواه التي خارت , وبصيرته التي غبشت , فيدرك الحقائق بنور الإيمان , ويرى الحق بأثر اليقين

والقلوب تحتاج - كما تحتاج الأفكار - إلى وضع خطط لتصل إلى أهدافها وآمالها , كما تحتاج إلى ترتيب أحوالها ووضع وسائل وصولها لما ترجو وترنو ..

والقلب الهائم بلا خطة محكمة لآدائه غالبا ما يستشعر الألم والحزن ويأخذ صاحبه إلى متاهات غير معلومة من الكآبة والضيق والاستشعار بالفشل المحيط ..

إننا نخطىء كثيرا عندما ننسى خطط القلوب في زحمة خطط الأفكار والأعمال , فإذا بنا نرتب لأنفسنا كل شىء غافلين عن أهم الآلات وأقوى الدوافع للنجاح وهو القلب ..

إنه المحرك الأكبر الذي يمد الجوارح بالدافعية الذاتية , وهو الحكيم الناصح لكل حركة وسلوك , وهو المستشعر الحساس لصحة أي قرار ..

قلوبنا هي ذواتنا الفعلية إذا نحن تجردنا عن المظاهر والأشكال , وهي حقيقتنا إذا نحن خلعنا أقنعة الأجساد , وهي مقياس فعاليتنا ومحور دوران نفوسنا في كل لحظة تمر بها الحياة ..

وخطط القلوب ليست كخطط الأفكار والأعمال في طبيعتها , إذ إن لها طبيعة أخرى ونسقا مختلفا , ومعنى غير معتاد ...

و خطط القلوب دوما هي خطط سرية مخبوءة , لا يكاد يعرفها أحد غير صاحبها , وقد يحاول صاحبها أن يبدو بها بغير حقيقتها في أحيان , إلا أنها تبدو عليه في لفظات لسانه وقد تبدو في المواقف الصعبة والشدائد ..

كلنا يمر بذلك .. وكثير منا يفاجأ بمواقف لم يكن يتوقعها من أناس يراهم ليل نهار , مواقف في التضحية والعطاء , ومواقف في الشجاعة والبذل , ومواقف في الرقة والعاطفية , ومواقف في المحبة والتفاني .... وآخرين نفاجأ بمدى سوء طويتهم في الشدائد , فتفاجئنا قسوة قلوبهم , ويفاجئنا بخلهم , وحرصهم , وربما - في بعض الأحيان - تفاجئنا حتى خيانتهم !!

إن كلا من هؤلاء قد أعد خطته واختار سبيله ..فالأول أبيض مثل الصفا والآخر أسود بدرجاته !! وخطط القلوب إما علوية وإما سفلية , والقلوب بين الصفتين تتدرج , فالقلب صاحب الخطة العلوية يتدرج بين النظافة والطهارة والصدق والإخلاص , فتراه يقترب – كلما نجحت خطته – من الشفافية والنقاء والنورانية ,

والآخر هو يقترب دوما من الظلمة , ويتدرج بين المكر والكذب والظلم .. ومن القلوب من لا يعرف لنفسه مخططا ولا يدري لنفسه منهجا , هو يحب الخير ولكنه يضع نفسه مكان السوء , ويتمنى الصدق وهو ممارس دائم للكذب , ويريد النور وهو ساكن في بيت من ظلام . ومن القلوب من يتردد بين سبيلين , فساعة في خير وأخرى في سوء, ولحظة في هدى ولحظات في غي ,

وهذا القلب قد بنى خطته على ما يهواه لا على ما يصلحه , والواقع أن خطته غالبا ما تفشل وأن الغي والسوء يجرانه نحو هلكته. وقلب آخر قد بنى لنفسه خطة محكمة وقعد قواعدها وحبك مبانيها على أساس حسن ثم ابتدأ في تطبيقها وبينما هو سائر إذ عاقته العوائق وتنافسته المغريات , فإن هو استرسل معها فقد جهده وإن هو أعرض عنها قفز من نجاح إلى نجاح ..فيا ترى أين نلقاه في نهاية السبق
------------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 01:48 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved