![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1251 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() جميلة هي الحياة عندما جميلة هي الحياة عندما تعيش فيها بإحساس طيب بإحساس حنون ومتفاهم و رحيم.وعطوف. جميلة هي الحياة عندما تعيش فيها بقلبِ صافٍ نقي، بقلبٍ خالٍ من الحقد الحسد بقلب يضم الكثير من الأحباب من دون تفريق. جميلة هي الحياة عندما تكون فيها عبداً لله ومملوكاً له ،و تكون مسلماً قائماً بما أوجبه الله سبحانه عليك تاركاً ما نهاك عنه. جميلة هي الحياة عندما تملك فيها قلباً عامراً بذكر الله تعالى صافياً من الحقد وحسد محب ورفيق بكل من حولك. جميلة هي الحياة عندما تحب وتنحب وتشعر بمن تحب وتتلمس حاجاته وتراعي مشاعره وتشتاق له إن غاب وتفرح و تستبشر إن حضر. جميلة هي الحياة عندما تتفاءل وأنت ترى كل من حولك متشائم لأنك تؤمن أن غداً أفضل من اليوم. جميلة هي الحياة عندما تتوكل على خالقك وتفوض كل الأمور عليه وتستعين به وتثق أن نصره قريب. جميلة هي الحياة عندما تبتسم وترسم البسمة على وجهك وأنت ترى كل من حولك مقضب الجبين. جميلة هي الحياة عندما تكون كلك ثقة أن ما عند الله خيرٌ من الدنيا وما فيها وان بعد الضيق الفرج. جميلة هي الحياة عندما تحس فيها بالآخرين وتحزن لحزنهم وتفرح لفرحهم فهذا ’خلق المسلم التقي . جميلة هي الحياة عندما تدعو فيها لإخوانك دائماً بالخير والنصر القريب وان تتلمس أوقات الإجابة لذلك. جميلة هي الحياة عندما تؤمن فيها أن بعد هذا الليل نهار يشرق بالنور، وان بعد هذا الظلام والقهر والقتل والفتن والدمار والخراب ارض خضراء زاهية وان ما عند الله خير منها وأجمل. جميلة هي الحياة عندما تعلم انك فيها مسلم مؤمن بالله فوجودك في هذا الكون خير يعم على الجميع كافرهم ومسلمهم وظلام ’يزال ونور يظهر ودمعة ’تمسح من عين كل حزين وعدل ’ينشر للكون فأسعد بنفسك ولا تغتر بها وسخرها لطاعة مولاها لتنال جنته ورضاه ورؤيته . جميلة هي الحياة عندما تمتع فيها عينيك بمنظر جميل وتشكر خالقه وتعلم أن من خلق هذا الكون الصغير البديع اعد في جنته لمن حل فيها أجمل فأسعد قلبك بتلك التذكرة ومتع عينيك بما خلق الله من مناظر جميلة واحمده أن خلصك من الذين يرون الدنيا جنس وكأس وغناء. جميلة هي الحياة عندما تعيش سعيدا.. جميلة هي الحياة عندما تزيح الهم عن الآخرين.. جميلة هي الحياة عندما تبتسم ودموعك في عينيك.. جميلة هي الحياة عندما تمسح دموع الآخرين.. جميلة هي الحياة عندما تحتضن طفل صغير.. جميلة هي الحياة عندما تكون قريبا من أحبتك.. جميلة هي الحياة عندما يكون والداك راضون عنك.. جميلة هي الحياة عندما تعيش الحب مع من تحب.. جميلة هي الحياة عندما لا يوجد ظلم وحقد وكره بهذه الدنيا.. جميلة هي الحياة عندما تتحقق جميع آمالك.. جميلة هي الحياة عندما تجد من يداوي جرحك.. جميلة هي الحياة عندما تجد من يحتضنك ويخفف عنك لآلامك.. جميلة هي الحياة عندما تمسح دمعة طفل يتيم.. جميلة هي الحياة عندما تجد من يفهمك. جميلة هي الحياة عندما نجد فيها ذالك الخفي الذي يأتي و يصنع الأثر من حيث لا يدري الآخرون...فطوبى لكل من خفي وصلح عمله. جميلة هي الحياة عندما تعرف كيف نتعامل معها سواء في أوقات الشدة أو الرخاء.. في لحظات الضيق أو السعادة. جميلة هي الحياة عندما عندما تشعر بالحب يتدفق مع كل نبضة من نبضات القلب.. جميلة هي الحياة عندما تجد الحب والعطاء ينبع من قلوب من حولك. جميلة هي الحياة عندما عندما تحتاج إلى من يقف حولكـ وتجده بجواركـ. جميلة هي الحياة عندما تحتاج الصدق والوفاء وتجده ينبوع من الصفاء.. جميلة هي الحياة عندما تعتريكـ الأحزان والوحدة وتجد القلب الذي يواسيكـ.. تجد الروح الإنسانية المعطاءة ..هنا تقف تقديرا" واحتراما" لهم. جميلة هي الحياة عندما تدمع عينيكـ وتجد من يمسح عنكـ هذه الدموع حاضرا".. جميلة هي الحياة عندما تجد الصديق يقدر معنى الصداقة والأجمل أن يبادلك المشاعر والأحاسيس . جميلة هي الحياة عندما تجد الابن يوقر والديه والأجمل عندما تجده قدر رسم الابتسامة على شفاه كلا منهم. جميلة هي الحياة عندما يجد الزوج الاهتمام من قبل زوجته والأجمل عندما يكون الزوج يقدر ذلك الاهتمام . جميلة هي الحياة عندما تتقرب إلى الله والأجمل عندما تكسب رضا الرب. جميله هي الحياة ولكن الأجمل أن تتفاءل. جميل أن ترى العالم بعيونك ولكن الأجمل أن ترى العالم في عيون الآخرين... جميل أن تتعرف على حضارة بلدان أخرى ولكن الأجمل أن تتعرف على حضارة بلدك. جميل أن تحلم ولكن الأجمل أن تحقق الحلم. جميل أن تحاول ولكن الأجمل أن تتعلم من المحاولة. جميل أن تجتهد وتدرس ولكن الأجمل أن تنجح. جميل أن تضحك ولكن الأجمل أن تبتسم ابتسامه صادقه. جميل أن تبكي ولكن الأجمل أن تشعر بالراحة. جميلة هي القلوب ولكن الأجمل قلوب الأطفال في براءتها. جميل أن يكون لك أصدقاء ولكن الأجمل صديق كالأخ. جميله هي المجاملة ولكن الأجمل الصراحة دون تجريح. جميل أن تملك نفسك عند الغضب ولكن الأجمل أن لا تغضب. جميل أن تتغلب على الهم ولكن الأجمل أن تنسى الهم. جميل أن تقول نعم ولكن الأجمل أن تقول لا للخطأ. جميل أن تقرأ ولكن الأجمل أن تفهم ما تقرأ. جميل أن تكتب ولكن الأجمل أن تُنتقد بصدق. جميلة هي الحياة متى ما ملئت بالحب والأمل . جميلة هي الحياة عندما تجد فيها أناس يحرصون على إسعادك، ويسعون جادين إلى تسهيل العقبات أمامك. جميلة هي الحياة عندما يكون هناك شخص يهمه أمرك ،ومناه إسعادك يتألم إذا سمع آهاتك ،ولو كانت صامتة ويفرح إذا ارتسمت على محياك ابتسامة. جميلة هي الحياة عندما ترى شخص تسابق خطاه خطاك ليبعد عن طريقك ما قد يعيق مسيرتك أو قد يضايقك هذا الشخص هو الحبيب الذي ترتمي بأحضانه إذا ضاقت بك دنياك ،وتجده يخفي عنك حزنه كي لا يجرحك وتجد في حضنه كل ما يزيل عنك هم قد سكن فيك واقلقك. جميلة هي الحياة عندما تجد فيها أُذن تنصت لهمومك ومشاكلك،وصدرا يتسع لكل ما لديك من هموم وآهات ،تجده يسارع إلى مسح دمع قد جرى على وجنتيك ويرفع رأسك لكي يطمئن من خلال نظرة إلى عينيك أن الحزن فيك قد ولى وان الهم لديك قد انجلى.. حين يكون هذا الشخص في حياتك فهنيئا لك فقد ملكت الحياة وملكت معها السعادة واستشعرت جمال هذا الكون الرائع. جميلة هي الحياة عندما يــكـون لديك إنسان يسال عنك إن غبت ، يقترب منك إذا بعدت!يخاف عليك يحــبــك يرعاك يشاركك الفرح والسعادة والألم. جميلة هي الحياة عندما يكون لديك إنسان يحسن الظن بك ويغفرلك إن أخطأت ، ويلتمس لك العذر إن له أسأت ويحفظ غيبتك ويدافع عنك . جميلة هي الحياة عندما يكون لديك من يشدد من أزرك إن ضعفت ويشجعك إن جبنت ، ينصحك إن أخطأت. جميلة هي الحياة عندما يكون لديك إنسانا كاتما للسر ، حافظا للعهد وفيا للوعد ، صادق اللسان والقلب. جميلة هي الحياة عندما "لا تعيش فيها.."وأنت ظالم.الكل يخاف من ظلمك. لا تعيش قاسي تجرح وما تبالي. لا تعيش بإحساس حاقد وحسود وأناني واستغلالي و خاين في النهاية ستجد نفسك وحيدا لا احد يريد قربك. لا تعيش وأنت والشيطان في روح واحده و تصير مثله أو أحسن منه ،بل عيش بشخصيه أنت تحبها.شخصيه بعيده عن الحقد والحسد و الخيانة والكذب والظلم. جميلة هي الحياة عندما تعيش و أنت على يقين بأنك لن تجعل احد يتطاول عليك عيش وأجعل حولك حدود حمراء لا تسمح لأحد إن يتجاوزها. حدود لا احد يبعث ويهز أعماقك حافظ على دينك.بان يكون وهو الأفضل. كرامتك دائم تكون مرفوعة. وطنك هو حبك والذي تعيش تحت ظله حبك.بان تحافظ عليه ولا تتخلى عنه. ذاتك احترم ذاتك..والناس ستجدها تحترمك لذلك شخصيتك. نفسك حافظ عليه واهتم بها. روحك راعي مشاعرك ولا تسخر من روحك. هذه الحدود الحمراء مثل السور تحميك بإذن الله من الناس حاقدة و الخيانة. -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1252 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() رسالة لفتاة مسرفة على نفسها وصلني على بريدي رسالة لفتاة – لا تزال - مسرفة على نفسها بالذنوب , قد أهلكتها المعاصي فزاد حالها سوءاً , وكانت مستهينة بما هي , قائمة على ما يسخط الله تعالى , فبعثت لها بهذه الرسالة رجاء أن تنتفع بها . ولأنها مبهمة , وعلى شاكلتها بعض الفتيات , رغبت بنشرها ليعم نفعها , وتكون نموذجاً لمن أراد أن ينصح من على شاكلتها . أسأل الله أن ينفع بها , ويجعلها خالصة لوجهه . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فأكتب لك أختي الكريمة بعدما قرأت رسالتك , وتألمت للحالة التي وصلتي لها . أكتب لك بلسان المشفق عليك , المحب لك كل خير . أكتب لك وأنا أنفض يدي للتو من غبار قبر , قبرنا صاحبه قبل قليل , وقفنا عنده قليلاً ثم تركناه وحيداً فريداً مرتهناً بعمله , أتدرين قبر من؟ أنه قبر أحد طلابي الذي كان عندي العام الماضي في الصف الثالث الثانوي " وأظنك تكبرين منه " ولكنّ الموت لم يمهله لصغر سنه . ولا أظنه سيمهلك أنت . أكتب لك وقد قبرنا قبله بثلاثة أيام شاب في ريعان شبابه , أتدرين كم بين موته وزواجه ؟ أنها ثلاثون يوما فقط . جاء ليشتري أغراض بيت الزوجية , ويفرح مع زوجته في عش طالما رسم له في ذهنه أمنيات , وخطط لمستقبله مع زوجه وولده تخطيطات . فيا الله ما أقرب الموت منا ! وما أعظم غفلتنا عنه ! أخيتي : لئن كنت تعيشين سكرة الهوى , وظلام المعصية , وران على قلبك أثر الذنوب , وغفلت كما غفل غيرك عن ربه وعن مصيره المحتوم , فلعل رسالتي هذه أن توقظ بقية الخير فيك التي أعلم بثباتها ورسوخها ولكنها الغفلة التي سرعان ما تنقشع بالتذكرة . وأعلم بطهارة نفسك التي تحب الله ورسوله وجنته , وتخاف من ناره , ولكنها سكرة الهوى التي تعيشينها وتزول بالصدق مع النفس وتذكر الدار الآخرة . أخيتي لئن كنت اغتررت بشبابك فهلا اعتبرت بهؤلاء الذين ماتوا بعمر الزهور بعضهم أصغر منك . ولئن اغتررت بجمالك , فهل تأمنين بقاء هذا الجمال ؟ إن لسعة نار واحدة , أو بخار حار قد تُذهب هذا الجمال , وتمحو تلك النضرة . فلا تأمنين مفاجأة الأيام . احذرك – أخيتي - نقمة الله وأنت مقيمةٌ على معصيته , فقد تجرأ قبلك خلقاً على ربهم , وتمردوا على شرعه , فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر . أين من كانوا يُحيون الليالي الحمراء , تجمعهم الكأس والغانية , ويرأسهم إبليس بجنده , وكيف جاءهم الموت على حين غرة , فأصبحت قصصهم تُذكر ليُتعظ بها , فهل يسرك أن تكوني موعظة لغيرك ؟ ولئن كنت ذكرت في رسالتك أحوال زميلاتك وأنهن واقعين فيما أنت واقعة فيه من المعاصي , فلا تغتري بهم وبكثرة سوادهم - فالهالكون وربي كثير - ولكل واحد صحيفة عمل , وله حساب على حده , وليس هذا عذراً لك بين يدي الله . وبالمقابل انظري إلى من نجت من شهوات الدنيا , فكانت لها الحياة الطيبة والذكر الجميل بين الناس , وقد وعدها الله بعد مماتها بجنات النعيم . اغمضي عينيك الآن عندي حرفي هذا ....وتخيلي السنين تمضي عليك , وتخيلي أنه قد فات منها عشر سنوات أو عشرين وقد بلغت الأربعين أو الخمسين فقول لي بربك كيف سيكون حالك عند هذا السن ؟ هل ستكونين مع زوج في سعادة وبين يديك أطفالك تسعدين فيهم , وتهنئين ببرهم ؟ هل ستحضين برجل يفخر بك ويعتز أنه ارتبط بمثلك ؟ هل سيكون تحت قدميك أبناء بررة يجهدون لأجل برك ؟ كيف بك لو علموا أن أمهم يوماً من الأيام كانت .....؟ أخيتي إن الله يمهل ولا يهمل , فلا تغتري بستره عليك لا تلجي يا أختاه إلى طريق الظلام فإنه نفق موحش , صار قبلك فيه أُناس وظنوا أن فيه السعادة والأنس , فوجدوه سراباً خادعاً , وذاقوا مرارة الجراءة على حدود الله , فعضوا أصابع الندم , وبكوا بدل الدمع دماً . تمنوا أن لو لم تلدهم أمهاتهم وقد وصلوا إلى ما وصلوا إليه , فأُعيذك بالله أن تصلي إلى ما وصلوا إليه . أختاه إن باب التوبة مفتوح , والكريم يبسط يده بالليل لك إن أسأت بالنهار , ويبسط يده بالنهار لك إن أسأت بالليل , فلا تحرمي نفسك هذا العطاء . وربي إنه ليفرح بك وبغيرك من التائبين فلا تيأسي ولا تقنطي من رحمته فلو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتي الكريم – غفر لك – ولو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استرحمتي الرحيم - صب عليك رحمته , وأفاض عليك من جوده فهلمي إلى رحمته , وسارعي إلى بابه جوده المفتوح . اللهم إن أمتك بنت عبدك قد أقبلت إليك , يارب فاقبل توبتها , وامح خطيئتها , وأبدل سيئاتها حسنات . اللهم آمين . ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1253 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ســــــاعـــــات الانتظـــــــار أصبحتُ أعشق ساعات الانتظار قال لي صديقي: أمس ضحكت زوجتي مني فقد كنت أقرأ في الصباح سورة آل عمران، وخرجتُ لعملي، وإذا بي قبل النوم أقرأُ سورة هود.. فقالت: ما بك؟ أصبحتَ تتنقَّل بين السور على غير عادتك في ختم القرآن! هل لأنك تحب سورة هود أم أنك تقرأ وردك برموش عينيك..؟ قلت لها: سأحكي لكي لاحقًا، لكنها نامت. في الصباح كنَّا على موعدٍ عائلي، ولمَّا كانت زوجتي تتأخر في "الجهوزية".. فقد لبستُ ثياب الخروج، وأمرت الكبار بمساعدة الصغار وإنزال الشنط للسيارة. وسحبت كرسي وجلست بجوار باب الخروج، ومعي مصحفي، فكانت تتوقع مني أن أرفع صوتي وأصيح بصوتي الجهوري لها هيَّا.. تأخرتي.. لكنها كانت تسمع قراءة القرآن، وعند آيات الرحمة كنت أرفع صوتي فهمَّت زوجتي وقالت: سبحان الله ربنا يهدي.. أين موشحات الحِفاظ على الموعد وضرورة السرعة في "الجهوزية"؟ ضحكتُ وقلت لها: يكفي23 عامًا من النصائح. وكان لي موعد عند أحد الزبائن لكنه أبقاني في حجرة الجلوس نصف ساعة معتذرًا بأدب، فتناولت مصحفي وأنهيتً وردي. خرجتُ في مشوارٍ إلى وسط البلد بزحامها وضوضائها وزخمها أخذتُ ابني معي ليقود السيارة، وتناولت مصحفي ولم أحس بالزحام ولا الضوضاء ولا أي شيء بل السكون والراحة والسلام يملأ حياتي، لكن الدموع نزلت من عيني ليست دموع الفرح ولا دموع تأثُّري بالآيات الجليلة, إنما هي دموع الندم.. يا الله! كم فرطنا من ساعاتٍ، هل يُعقل أنني أختم القرآن في حوالي 5 أيام من ساعات الانتظار، هذه الأوقات التي كانت كلها توتُّر وتبرُّم وضيق وانزعاج.. فكم قصَّرتُ في حق نفسي..؟ هل يُعقل أنني أصبحت أحبُّ ساعات الانتظار!!. في انتظار الطعام ذلك الموعد المقدس الذي أحافظ عليه مع أولادي حين يتأخر الطعام كنت أنزعج.. لكني أمسكت مصحفي وعلا صوتي عند الآية ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (الإسراء: من الآية 82). قالت لي زوجتي: إن قراءتك هذه تركت انطباعًا طيبًا لدى الأولاد كلهم كبارًا وصغارًا، فهم بالرغم من أنهم يحفظون القرآن منذ الصغر إلا أن صوتك الطيب بحشرجته الخفيفة وإحساسك بالمعاني جعلهم يشتاقون لذلك، ويقولون: إنهم يتذكَّرون الآيات التي قرأتها ويقلدونك. أين أنت يا رجل..؟! يا الله! نزلت عليَّ الملاحظة كالصاعقة، فكم قصَّرت في حقهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته".. فغياب القدوة في القرآن بالبيت وغياب القدوة في الأذكار والصيام والأوراد.. يجعل تعليماتك لهم بأداء أعمالهم التعبدية باهتةً ودون روح.. وتصبح التعليمات أمرًا من ضمن آلاف الأوامر التي يسمعونها صباحَ مساء. يا الله! كم ضيعت عليهم ساعات الطمأنينة والهدوء والسلام التي كان يحققها القرآن؟.. ضيعت عليهم الرحمة والنور ومباركة الملائكة. . ضيعت عليهم الشفاء وينابيع الخير والعطاء التي يمنحنا إيَّاها القرآن، أأنا السبب؟.. الله المستعان. لكن عذرًا فأنا من سيزرع فيهم عشق ساعات الانتظار.. اللهم أكرمنا بكرم القرآن, وشرِّفنا بشرف القرآن, واجعلنا من أهله --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1254 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الإستغفار فضائل وآثار لقد عاد الحجاج من حجهم , وقفلوا من مناسكهم , رجعوا إلى بلدانهم آيبون تائبون عابدون لربهم حامدون , عادوا بما منّ الله عليهم من عظيم الفضل وجميل العطاء بعد أن أدوا تلك المناسك ووقفوا تلك الوقفات , والمتأمل لآيات الحج يجد أنها قد ذكّرت الحجاج بأمر عظيم يظهر فيه ضعف المرء وعدم قدرته على كمال العمل , وأن النقص صفةٌ لازمةٌ له فأمرت بما يكمله وذلك بالإستغفار, قال اللّه تعالى (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم) [البقرة:199]. والإستغفار عبادة جليلة شرعها الله في ختام كل عمل صالح ففي الصلاة يسن للمصلي أن يستغفر ثلاثاً بعد انقضائها فيقول : استغفر الله استغفر الله استغفر الله وبعدما ذكر الله أشراف الأمة والقائمين بحق ربهم - أهل الليل الأطهار - وصف حالهم وهم يتسغفرون فقال "كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " وفي خاتمة سورة المزمل بعدما ذكر الله أمره لنبيه بصلاة الليل ووصف حاله وحال من معه من صحابته الكرام قال سبحانه : "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم " وكان رسول الله يكثر من الإستغفار في آخر حياته ممتثلاً أمر ربه عز وجل بقوله " فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً " بالإستغفار يُرفع العذاب عن الأمة , فقد جعل الله للأمة أمانين أما أحدهما فهو وجود النبي عليه الصلاة والسلام بينها وقد مضى إلى ربه عليه الصلاة والسلام ولم يبق لها إلا الأمان الثاني وهو – الإستغفار - قال سبحانه : " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " ﴿سورة الأنفال٣٣﴾ وفي بعض آثار بني إسرائيل : إن الله أوحى فيما أوحى إلى موسى أن أحب عبادي إلي الذين يمشون في الأرض بالنصيحة ، والذين يمشون على أقدامهم إلى الجمعات ، والمستغفرون بالأسحار ، أولئك الذين إذا أردت أن أصيب أهل الأرض بعذاب ثم رأيتهم كففت عنهم عذابي . بكثرة الإستغفار ينال العبد رحمة الله عز وجل قال تعالى : {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وبه تُنال خيرات الدنيا والآخرة , ففي خبر نوح عليه الصلاة والسلام وترغيبه لقومه بهذا الذكر العظيم , قال تعالى: " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا" فتأمل معي هذه الآيات لترى آثار هذا الذكر العظيم , رحمة الله بالغيث وإنبات الزرع ووجود الحياة والإمداد بالولد والمال والحياة الطيبة البهيجة كلها تُنال بالإستغفار وفي السيرأن الحسن بن علي رضي الله عنهما وَفد على معاوية رضي الله عنه ، فلما خَرَج تَبِعَه بَعض حُجّابه ، فقال : إني رجل ذو مَال ، ولا يُولَد لي ، فَعَلِّمْني شيئا لعل الله يَرزقني وَلدا . فقال : عليك بالاستغفار . فكان يُكْثِر الاستغفار حتى ربما استغفر في يوم واحد سبعمائة مرة , فأكثر الله ولده حتى ولد عشرة من الأبناء يامن تشكو من كثرة الهموم والغموم وضيق العيش عليك بالإستغفار ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لــزم الاستغفار جــعل الله لـه من كل هم فـرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب " سنن أبي داود كثرة الإستغفار سبب لفرح المؤمن يوم القيامة قالت عائشة رضي الله عنها " طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً " وعن الزبير: "من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار". صحيح الجامع حديث رقم (5955). هو أعظم مجاور لك في قبرك قال أبو المنهال: ما جاور عبد في قبره من جار أحب من الاستغفار به النجاة من التبعات وآثار الذنوب والآثام ففي حديث زيد بن حارثة رضي الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف" وقال علي رضي الله عنه: " العجب ممن يهلك ومعه النجاة، قيل: وما هي ؟ قال: الاستغفار". وقال قتادة: إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دوائكم فالاستغفار هو أدب عظيم من آداب النوم , وذكر مبارك فضله جليل فقد جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر أو عدد رمل عالج أو عدد ورق الشجر أو عدد أيام الدنيا " حديث حسن يا رب عبدك قد أتاك وقد أساء وقد هفا يكفيه منك حياؤه من سوء ما قد أسلفا حمل الذنوب على الذنوب الموبقات وأسرفا و قد استجار بذيل عفوك من عقابك ملحفا رب اعف و عافه فلأنت أولى من عفا وأنفع الإستغفار ما كان القلب فيه حاضراً , والنفس معترفةٌ بالذنب والتقصير , فينبغي لك أيها المؤمن أن تستغفر ربك وقد استحضرت ذنوبك وجعلتها بين ناظريك , واستحضرت عظيم جنايتك وتقصيرك في جنب الله . الزم الإستغفار في كل وقت وحال فقد قال لقمان لابنه يا بني، عوِّد لسانك ، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً. قال الحسن: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة . وأفضل صيغ الإستغفار ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: " سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "رواه البخاري. وقد جاء في فضلها " أنه من قالها في يومه موقنا فمات من يومه دخل الجنة , ومن قالها في ليلته موقنا فمات في ليلته دخل الجنة " وتأمل في قوله – موقناً – ليستحضر العبد ربوبية الله له , واعترافه بجنايته وتقصيره , وأنه لا إله إلا الله يغفر الذنوب ويقيل العثرات فيسأله المغفرة والرحمة وفي حديث عبد الله بن عمرو أن أبا بكر قال: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي؟ قال: قل: " اللهم إني ظلمت نفسي ظلمـًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم "رواه مسلم. جعلني الله وإياكم ممن غفر الله لهم ذنوبهم وستر عيوبهم -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1255 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() إياك أن تُحرم الرضا كنت أتصفح يوماً أحد مواقع الشبكة العنكبوتية التي تُعنى بكتابة رسالة صغيرة في الواجهة الرئيسية. استوقفتني تلك الرسالة ما لم تستوقفني ملايين الرسائل السابقة في كل زيارة، استوقفتني فقرأت ما بها، وشيء ما في داخلي.. هيا فلتقرؤوها معي (المؤمن يستطيع أن يحتمل الجوع، ويستطيع أن يحتمل الحرمان...... هنا، هنا وجمت بصمت، وفكري يدور كالرحى (المؤمن يستطيع أن يحتمل الحرمان) ياه ما أقسى الكلمة!! منعتني عن إكمال القراءة للرسالة بل حتى عن التصفح كله. ياه ما أقسى الحرمان.... وما أشد وطأته!! تُمحى كل المغالطات إلاّ الحرمان يبقى كملك قد كرهه من حوله رغم سطوته... ينسى الفرد كل ما يصيبه إلاّ الحرمان تعاوده ذكراه عند كل ابتسامة. أينما اتجهت رأيت صور الحرمان.. يُحرم الوالد ابنه، يُحرم الفقير ماله، يُحرم السيد سؤدده، يُحرم الصغير أمه، يُحرم المبدع معينه، يُحرم الحبيب حبيبه. لكن حرماناً قاسياً أعني.. حرماناً مؤلماً أصور هنا... فأرجوكم أدركوا أحرفي فكّروا بقلوبكم.. أرجوكم أيها القرّاء.. حين يكون الحرمان حرمان رضا المولى -جل وعلا- تكون المهلكة ولات حين مناص. كل معاني الحرمان تتجسد في ساعة بلاءٍ لا يُرفع، ونداءٍ لا يُسمع. يا رب لا تحرمنا رضاك ولا تمنعنا طاعتك، فلا مأمن إذن من سخطك، ولا مهرب من قيّوميّتك.. أعلمتم الآن ما سر حزني من هذه الكلمة (الحرمان)؟ لقد نكأت كل الجراح وأعادت سواد الصور. والله لن نستطيع تحمُّل الحرمان.. ولو تحمّلناه لشقينا وأشقينا. * حين نـُحرم الرضا... يضيع كل شيء.. تختنق البسمات، تشتد البليّات، وتعظُم المهلكات. * حين نـُحرم الرضا نفقد الإحساس بكل شيء.. تضيع النيات، تتبعثر الأطروحات، وتنهار السامقات. * حين نـُحرم الرضا.. ينتهي كل شيء.. تتمزق الأركان، وتصفق الأيدي خسارة الدنيا. * حين نُحرم الرضا.. فطريقنا مسدود.. وسؤالنا مردود.. ونورنا محجوب.. وهمنا مغلوب... * حين نُـحرم الرضا.. لن نـحصد سوى الحسرة.. وما أشقانا!! ** أيها الإنسان أناجي قلبك.. فيا إنسان.. لا يُشقيك حرمان الرضا. يا إنسان.. كل جراح الحرمان تندمل إلاّ جُرح حرمان الرضا.. يا إنسان.. مسكين إن حُرمت الرضا فهمومك لمن تبثها؟! وأشجانك تبعثها لمن؟! كيف لا وقد حُرمت كل شيء.. أوليس الرضا كُل شيء؟! دموعك لمن.. وشكواك إلى من؟ كيف لا وقد حُرمت العطاء من المعطي.. كيف لا وقد قُوبلت بالجفاء من رب الأرض والسماء.. كيف لا وقد فقدت المعين والمجيب والقريب والنصير والحبيب.. فواه لك!! أعلمت الآن ما أقسى حرمان الرضا؟! مصائب وابتلاءات.. محن وفاجعات تعصف بكل فرد؛ تقذف به هنا وهناك، ولكن من سكن الرضا قلبه حوقلت أركانه وغشيته الرحمة، فظل رغم الأذى يكسوه الرضا... ويا روعة ذلك! من منا لم يئن من المصيبة، ويبكي الألم؟! من منا لم يمزّقه حدث، ويهزمه جرح؟! والله لا أحد... أجزم بها على اختلاف الآلام! هنا فقط يفيض نور الرضا يهَبُه الله لمن يحب.. فما أروع الحب والرضا! فالرضا تمام المحبة، ويعقبه الاقتراب، فما أروع أن يقترب العبد من جلال المولى -جل وعلا- فيعيش عذب المحيا وإن تراءى للناس الشقاء. أغلب الأشياء في هذا العالم المظلم تُبعدنا عن الرضا تجعلُنا نستسيغ الحرمان، ونحن بكل سذاجة نقبلها وبحب أيضاً.. ياه ما أشد سذاجتنا! ولا نزال باعتبارنا لما نحن فيه متباينين، لا نزال أسرى أوهام برّاقة، ومتغيرات متعبة، وواقع مؤسف. لماذا الإفاقة دائماً تكون متأخرة.. والبحث عنها مفقودٌ غالباً؟! إن القدرة الفائقة التي نحتاجها في ضبط أنفسنا وتوجيهها إلى الرضا ومنعها من الأنفة والجدال ليست قدرة مختلقة بل هي موجودة حين ندرك أن ثمة معنى دقيقاً لمفهوم الرضا لا يدركه إلاّ أولو الألباب. ولأن ضآلة المرجو نحن الملامون عليه، والسبب إغراؤنا لأنفسنا وترغيبها للبحث عن الرضا ضعيف واهن ضعف بيت العنكبوت. اعتدنا على الخيالات لمتع الدنيا والتشهي بها، ودغدغة المشاعر بطلب كل جديد فن نتقنه... ويا حسرتنا!! واعتدنا أيضاً أن نحزن على فوات مال، أو انقضاء مصلحة، ولقد كان الأولى بنا أن نطالب النفس بالاستقصاء عن الرضا الذي ندُر الطالبون له تحت وطأة الجديد المؤلم، والمستقبل المميت، وظل الرضا بعيد المنال رغم روعة معناه. ولأن تشطير النفس في أعمالها ومقاماتها مهلك لها ولا عجب، فالفخامة المطلوبة ليست في التشطير، وإنما في تحديد توجه النفس في طلب الرضا والرضا فقط. - فإياك أن تكون من الحمقى والسُذّج وأرباب الهوى الذين لا يعقلون معنى حديثي هذا... معنى الرضا!! - وإياك أن تكون كالغنم في الليلة الشاتية المطيرة. - وإياك أن تغلق الذهن وتدمغ الفكر عن جمال الرضا. - وإياك أن تكون جيفة بالليل حماراً في النهار. صحيح أن بعضنا ينظر إلى الحياة بمنظار ضيق أفقد قلبه هذا المعنى، وحرم نفسه من أروع طلب تدافع الصحابة من أجله نحو الموت ولم يأبهُوا بأقسى العذابات. تعال معي واجعل بين يديك كتاب ربك.. واقرأ قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ). سورة البينة. واقرأ قوله تعالى: (قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). [المائدة:119]. واقرأ قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ). [المائدة:54]. وأقرأ قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ). [البقرة:165].. وقوله تعالى: (فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى). [الليل:21]. وقوله تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). [المجادلة:22]. وقوله تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى). [طـه:130]. وقوله تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) [الضحى:5]. وغيرها وغيرها.. وأنت مسكين محروم حتى من التفكير في الرضا.. ياه ما أحقر عيش محروم الرضا!! لو أحتضن صدرك كل ما تودّه يبقى حرمانك الرضا متعباً ومنغصاً. أرجوك لا تُحرم الرضا! لا تُفرط في ساعة خلوة تُناجي نفسك وتسألها ترضية المولى جل وعلا. أولسنا نحب الله فلِمَ لا نسترضيه؟! حين أحببنا الأولاد استرضيناهم، وحين أحببنا الأزواج استرضيناهم فماذا عن الله جل وعلا..؟! دمعة تسأل الله الرضا أنفس من صدقات بثقل جبال تهامة.. فهل تعي معنى الرضا؟! أرجوك لا تُحرم الرضا... من حُرم أمه لا يضره.. من حُرم أباه والله لا يضرّه.. من حُرمهما رغم قسوة الزمن والله لا يضرّه مادام لم يُحرم الرضا من الله.. واسألوا فاقداً: ما معنى ألم الحرمان بين عينيه يخبركم اليقين.. اقرأ كتب العقيدة وتعمّق بالتوحيد، فكّر في ذات سمت وعلت أدركت بواطن الحجر وبكل عظمتها ترضى عنك.. ومن أنت!! شعور جميل حين تسعى له.. أرجوك لا تُحرم الرضا.. حين يمتلئ بالبحث عن الرضا قلبك.. حين تجتهد أركانك طلباً للرضا.. حين تتسامى نفسك نـحو الرضا.. حينها حتماً ولابد ستسعد وربي وتصل.. ويربو قلبك على ذلك، يرضى عنك الله ويُرضيك.. كل لمسة حانية.. كل بسمة رقيقة.. كل إعانة مبذولة.. تنتهي وتغيب إلاّ الرضا يُغنيك عن ذلك كله، فهل حقاً ستبحث عن الرضا.. ستطلب الرضا.. مصادمات نشاهدها في المجتمع، قلّب نظرك لن تجد إلاّ ذلك ولأسباب قذرة، وحين تعيش مع الرعيل الأول بروعتهم وبشريتهم تعلم أن هناك فرقاً بين من يتطلع إلى الرضا ومن حُرم منه! يوم أعلن محمد -صلى الله عليه وسلم- حب معاذ -رضي الله عنه- أوصاه بالبذل ليعلو لمنزلة الرضا: (يا معاذ، والله إني لأحبك؛ لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) فهل أنت كمعاذ؟! وأعجوبة ضمنها النبي -صلى الله عليه وسلم- لأُبي بن كعب -رضي الله عنه- حين علم صدق طلبه للرضا (ليهنك العلم أبا المنذر). ***** حتى لا تُحرم الرضا فكر بقلبك هُنا أرجوك.... - حين تقدم الإبداعات وتسعى للإنجازات.. لا يعني ذلك أنك هُديت إلى الرضا. حتى يعرف قلبك معنى الرضا ويطلبه. - اعقد العزم بحب الله والعمل له وفق صحيح المنهج وكلك رجاء بالوصول إلى رضا الله. - قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: (إنما تسبق من الخيل المُضمّرة). - قال حماد بن سلمه رحمه الله: (مهما سبقت فلا تُسْبقنّ بتقوى الله). - قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما). - قال عليه الصلاة والسلام: (ما من مسلم يقول حين يمسي وحين يصبح: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً إلاّ كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة). صحيح من طريق أبي سلام رضي الله عنه. - اتجه إلى طريق الرضا وحتماً ستجده حين يكون في جوفك صدق الالتجاء إلى الله، وسترى الرضا يغشاك والسعادة ترتع في قلبك...... وحينها ما أهنأ عيشك والله! - قال صلى الله عليه وسلم: (إن المعونة تأتي من الله للعبد على قدر المؤنة، وإن الصبر يأتي من الله على قدر المصيبة). صحيح الجامع من طريق أبي هريرة رضي الله عنه. - أصلح سريرتك تُرزق بالرضا ولا بد. - البحث عن مُعين يدفعك إلى الرضا مطلب مهم... يا باغي الرضا. - حدد معيارك نحو الوصول واسرحْ بفكرك نحوه.. وأنا أجزم بوصولك. - لابد أن تثري حياتك بكل ما يزيد من سموّها ورفعتها. - لا بد أن يكون توجّهنا في الاتجاه الصحيح لما يزيد من أفق الخير والرضا. - لا بد أن تطلب الرضا.. لتنال القرب. ختاماً: (أسماء العظمة تملأ القلب تعظيماً وإجلالاً لله. وأسماء الجمال والبر والإحسان والرحمة والجود تملأ القلب محبة له، وشوقاً إليه، ورغبة بما عنده، وحمداً وشكراً له. وأسماء العزة، والحكمة، والعلم، والقدرة تملأ القلب خضوعاً وخشوعاً وانكساراً بين يديه عز وجل. وأسماء العلم، والخبرة، والإحاطة، والمراقبة، والمشاهدة تملأ القلب مراقبةً لله في الحركات والسكنات، في الجلوات والخلوات، وحراسةً للخواطر عن الأفكار الرديئة، والإرادات الفاسدة، وأسماء الغنى، واللطف، تملأ القلب افتقاراً، واضطراراً، والتفاتاً إليه في كل وقت وحال)(1) أسال الله لي ولكم الرضا. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1256 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() كن ورعا تكون اعبد الناس هل تحب أن تكون من جلساء الله يوم القيامة؟ بلى إنك لتحب ذلك، إنه لمقام عظيم، ولكن أنى لنا أن نصل إلى هذه المكانة السامية.. وهل من اليسير أن نرتقي هذه القمة؟!الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أضاء لك المشعل ورفعه عاليا للناظرين فقال: جلساء الله غدا أهل الورع والزهد.. الورع الذي يطهر القلب من الأدران، ويصفي النفس من الزبد.. الورع الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "كن ورعا تكن أعبد الناس". وقال: "فضل العلم أحب إليّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع" . وقالت عائشة : إنكم لتغفلون عن أفضل العبادة .. الورع.وسئل الحسن: ما تقول في الورع؟ قال: ذاك رأس الأمر كله.وقال عيسى عليه السلام: "لو صليتم حتى تصيروا مثل الحنايا، وصمتم حتى تكونوا أمثال الأوتاد، وجرى من أعينكم الدمع أمثال الأنهار، ما أدركتم ما عند الله إلى بورع صادق..فما هو الورع إذًا؟قالوا : الورع أخذ الحلال الصرف، وترك كل ما فيه شبهة.قال الفضيل : "من عرف ما يدخل جوفه كتب عند الله صديقا". وقال سهل التستري: "من أكل الحلال أطاع الله شاء أم أبى، ومن أكل الحرام عصى الله شاء أم أبى".وقال يونس بن عبيد: الورع.. الخروج من كل شبهة، ومحاسبة النفس كل طرفة عين.قال الصحابة : كنا ندع سبعين بابا من الحلال مخافة أن نقع في باب من الحرام.والورع ظاهر وباطن: فالظاهر: ألا تتحرك إلا إلى الله، والباطن ألا تدخل قلبك سواه.كيف الطريق للورع؟ هو يسير لمن يسره الله عليه، يقول سفيان الثوري: ما رأيت أسهل من الورع! ما حاك في نفسك فاتركه..لقد اقتبس سفيان هذا المعنى من مشكاة النبوة، ففي حديث البر والإثم : " والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس".وقد جمع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الورع في كلمة واحدة فيما رواه الترمذي عن أَبِي هُرَيْرَةَ حيث قَال: "مِنْ حُسْنِ إِسلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ" . فالورع ترك ما لا يعني المرء.. وهذا يعم الترك لما لا يعني: من الكلام والنظر والاستماع والبطش و و و .. فهذه الكلمة كافية شافية في الورع .ويبين عليه الصلاة السلام هذا المعنى بتعبير أوضح عن طريق ضرب المثل لكي يترسخ المعنى المراد في الذهن ففيما رواه مسلم في صحيحه عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الْحلالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ألا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ ألا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ألا وَهِيَ الْقَلْبُ .فصيانة الدين والعرض وصلاح القلب بترك الأمور المشتبهات، وهي المسائل التي ليست بواضحة الحل والحرمة فلهذا لا يعرفها كثير من الناس ولا يعلمون حكمها، وأما العلماء فيعرفون حكمها.وبين عليه الصلاة والسلام أن للملوك أماكن يحمونها عن الناس ويمنعونهم من دخولها، فمن دخلها يعرض نفسه للعقوبة، فمن احتاط نأى بنفسه عن مقاربة حماهم، ولله عز وجل حمى وهي المعاصي والمحرمات فمن ارتكب المحرمات استحق العقوبة، ومن احتاط لنفسه لا يقرب المحرمات، ولا يتعلق بأمر يقربه من المعصية ولا يدخل في شيء من الشبهات.لذا فإن ميمون بن مهران يقول كما ذكر عنه الإمام أحمد في كتاب الورع: (لا يتم للرجل الحلال حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزا من الحلال).. ولهذا السبب كان الصحابة رضوان الله عليهم يتركون أبوابا كثيرة من الحلال خوفا من الوقوع في شيء من الحرام.الرسول الأمين يربيروى الشيخان عن أبي هريرة : أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كخ كخ ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة".وعند البخاري: "مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق، قال: لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها ."الصحابة يعلِّمونروى البخاري: عن أنس قال إنكم لتعملون أعمالاً، هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات.يقول هذا وهو يخاطب جيل التابعين، فبالله عليكم ماذا يقول لو رأى جيلنا؟]وروى البخاري أيضا: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: تدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أحسن الكهانة، إلا أني خدعته، فلقيني فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده، فقاء كل شيء في بطنه.وفي بعض الأخبار أنه صلى الله عليه وسلم لما أخبر بذلك قال : أو ما علمتم أن الصديق لا يدخل جوفه إلا طيبا .وفي الإحياء : ثم قال : اللهم إني أعتذر إليك مما حملت العروق وخالط الأمعاءوأخرج أحمد في الزهد عن ابن سيرين قال : لم أعلم أحدا استقاء من طعام أكله غير أبي بكر. أرأيتم إلى ورع الصديق رضي الله عنه!!وقال عمر رضي الله عنه تركنا تسعة أعشار الحلال مخافة الربا.وذكرالإمام أحمد في الزهد قال : "قدم على عمر مسك وعنبر من البحرين فقال عمر: والله لوددت أني وجدت امرأة حسنة الوزن تزن لي هذا الطيب حتى أقسمه بين المسلمين، فقالت له امرأته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل: أنا جيدة الوزن فهلم أزن لك! قال: لا، قالت: لم؟ قال: إني أخشى أن تأخذيه فتجعليه هكذا - أدخل أصابعه في صدغيه - وتمسحين به عنقك فأصبت فضلا على المسلمين".. هكذا يضرب المثل لكل من أراد أن يقتدي.القدوات يعلِّمون الورع وانظر رعاك الله إلى هذه المرأة التي بلغت من الورع أقصى المراتب امرأة تسأل الإمام أحمد : إنا نغزل على سطوحنا فيمر بنا مشاعل الظاهرية ـ الحرس ـ أفيجوز لنا الغزل في شعاعها؟ فسألها من أنت عافاك الله؟ قالت: أخت بشر الحافي! فبكى وقال: من بيتكم يخرج الورع الصادق.إنها أخت بشر الحافي الذي كان يقول: أشتهي شواءً منذ ثلاثين سنة لكن لم يصف لي درهمه.وهاك مثلا من التربية الفذة على الورع فعن حماد بن زيد قال : كنت مع أبي فأخذت من حائط تبنة، فقال لي: لم أخذت؟ قلت: إنما هي تبنة! قال: لو أن الناس أخذوا تبنة هل كان يبقي في الحائط تبن؟! يعلم ولده عدم استصغار التبنة حتى لا يستصغر في المستقبل ما هو أكبر منها.وهذا الحسن بن عبد العزيز الجروي شيخ البخاري لم يقبل من إرث أبيه شيئا لشبهة خالطته. قال عبد المجيد بن عثمان صاحب تاريخ تنيس: كان صالحا ناسكا وكان أبوه ملكا على تنيس ثم أخوه علي، ولم يقبل الحسن من إرث أبيه شيئا، وكان يقرن بقارون في اليسار.وأما ابن المبارك الإمام فقد سافر من بلاد مرو (بخراسان) إلى الشام ليرد قلما كان قد استعاره من رجل هناك، فلما عاد إلى مرو وجد القلم معه فعاد مرة أخرى إلى الشام ليرد القلم.فهل نحاول أن نسير على طريق الورع حتى نلحق بالرجال الورعين ونعيد لأمتنا سالف مجدها.. هذا الطريق واضح فأين السالكون؟!. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1257 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ظمـــــــة حضـــــــــــن في المساء الهادئ، والشتاء البار د، وعلى يمين الصالة التي تتزين باللون الوردي يجلس ذاك الشاب البرئ على الأريكة، بجانب المدفأة، يحتسى فنجاناً من القهوة السادة والدمعة تهبط على الخد ترسم آلاماً تعبر عن جراح طال أمدها . اليدان تعتصران من الذكريات الأليمة، والجبهة يرتسم عليها الغضب . أدخل على أخي بخطى هادئة، أخاف أن أزعجه، ( أقف مذهولاً) من نظراته المظلومة، ودمعته البريئة، وحيرته العظيمة كلماتي تريد الخروج متسائلة عن سبب هذا الحال . إلا أن أنفاسي تضطرب وتزداد سرعتها يداي بجانبي تكاد أن تتمزق من شدة الإعصار قدماي ثابتتان تكاد أن تخرق الأرض . أخي نظر يمنه، وأنا نظرت يسره، والدموع تعبر عن المعاناة، الصمت الرهيب لا يفارق المكان . ( اقتربت) ثم اقتربت وقف أخي وصلت إليه التقت نظراتنا نزلت دموعنا ، ضمة حضننا كادت أن تخلط عظام صدورنا ببعضها من شدة آلام زمانه وقوة إحساسي به . من شوقه للحنان وإصراري ورغبتي لإعطائه الحنان { وضمة الحضن} التي تثلج صدره . انتزعت حضني من حضنه، التقى نظري بنظره، نطق لساني . أخي ............. الغالي هذا حالك يؤلمني ..... يتعبني .... ( هات يدك بيدي) ..... أعلم . أن ربك لا ينسى من لجأ إليه . إن ربك يستحى أن يرد عباده . { كن صابراً }إن الله كريم رحيم . أنا معك وبجانبك بكل شئ وفى كل شئ يرضى الله العظيم . أجلس ما أجمل ابتسامتك التي ترتسم على وجهك الآن وربى إنها تريح قلبي وتثلج صدري ولك منى كل محبة ووفاء يا أخي الحبيب --------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1258 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() قصــــــــة واقعيـــــــــــة مــــــــؤثــــرة لاحول ولا قوة الا بالله هذه قضية حقيقية واقعية تم القبض عليها في أحد مراكز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أخبرني بها مباشرة من باشرها بنفسه وهو أحد المشايخ الفضلاء من أعضاء الهيئة يقول: قُبض على أحد الشباب وهو يعاكس في أحد الأسواق ..! أُخذ على الشاب تعهد بعدم تكرار ذلك وبعد قرابة أسبوعين يعود إلى مركز الهيئة وهو يسأل عني وقد قمت بنصحه في المرة السابقة ، قيل له هو الآن في الميدان وسوف يأتي إن شاء الله ، بقي هذا الشاب ينتظر حتى عاد الشيخ ولما رآه الشيخ قال الم نقبض عليك قبل أسبوعين وأخذنا عليك التعهد بعدم العودة ؟! قال الشاب : أنا لم أعد ولكني أتيت لزيارتك وأريدك في أمر ضروري ! قال الشيخ تفضل في المكتب ولكن الشاب رفض وقال أنا أريدك في أمر مهم جداً وأود أن يكون بعيد عن الرسمية.. وبداء الشاب يتحدث عن هذه المأساة !! قال الشاب:كنت مسافراً وعدت إلى المطار وركبت مع سائق أجرة (لوموزين) غير عربي وكنت لابس ملابس إفرنجية قال : وبعد الحديث مع هذا السائق أخرج لي ألبوم ملئ بصور لنساء من جنسيات مختلفة يقول: فتصفحت ذلك الألبوم ولا أكتمك سراً أنني فرحت بذلك ووقعت عيني على صورة لفتاة صغيرة في السن وجميلة جداً ، وقال : أختر أي صورة تعجبك وآتي بها إليك متى شئت ؟! يقول الشاب : قلت أريد هذه ووضعت يدي على صورة تلك الفتاة . فضحك وقال : هذه سعودية وأول واحد تطلع معه أنت وطلب مبلغاً كبيراً يقول: وجاءني بها في ليلة اليوم التالي يقول : ونزلتْ من الليموزين امرأة تلبس حجاباً كاملاً قفازات وجوارب وعباءة على الرأس قال : فأدخلتها في المجلس وجلستْ في الركن ولم تكشف عن وجهها ثم سمعت صوت بكاء ونشيج ولما أرتفع نحيبها سألتها عن قصتها ووعدتها بمساعدتها . قالت أنا شابة من أسرة محافظة والدي شيخ وإخوتي دعاة وحفظه لكتاب الله وتزوجت من قريب لي يعمل ضابط في أحد القطاعات العسكرية وكان يغيب كثيراً عن البيت ولكثرة انشغاله كان يقول خذي لموزين إذا أردتي زيارة أهلك وأنا لم أتعود على ذلك أبداً ولكن لأني أعاني من الفراغ أخذت أذهب إلى زيارة أهلي عن طريق الليموزين . وذات يوم ركبت مع صاحب ليموزين أجنبي وبمجرد أن ركبت معه لا أدري ما ألذي حدث ولكني غبت عن وعيي ولم أشعر إلا وأنا في شقة وإذا بي مجردةً من الملابس وحولي مجموعه من الرجال الأجانب ثم أطلعوني على مجموعة من الصور أخذت لي في أوضاع سيئة جداً !! وقالوا لا تخافي سوف نعيدك إلى منزلك الآن بشرط أن تعطينا هاتفك وإذا أتصلنا عليك نريد أن تعطينا أقرب موعد تستطيعين الخروج معنا فيه( وشرحوا لي طريقتهم الخبيثة ) !! وإلا سوف ننشر صورك ونوصلها إلى أهلك وجيرانك وفعلاً عدت إلى بيتي وأنا لا أدري كيف أتصرف ومن سيصدقني أن هذه الصور كانت بغير إرادتي ! واحترت في أمري !! ولم أجد بد من أن استسلم للأمر الواقع ! ثم اتصلوا علي بالأمس وأنا والله مكرهة ولا أعرف هذا الطريق الوحل وبكت بكاءً مراً. يقول الشاب فبكيت لبكائها ثم قلت اطمئني أنا أن شاء الله سأخلصك من هؤلاء المجرمين وأخبرتها أن الملجاء بعد الله في مثل هذه الحالة إلى رجال الهيئة ، ثم اتصلتُ على ذلك الخبيث فجاء وأعادها إلى بيتها . يقول الشاب : والآن يا شيخ نريد القبض على هؤلاء المجرمين وفعلاً عُمل كمين لهؤلاء المجرمين وتم القبض على عصابة كبيرة جداً يعبثون في أعراض المسلمين ويفسدون الرجال والنساء ويعيثون في البلد فساداً ،ووجد معهم عدد من الألبومات تحتوي على صور كثيرة لنساء من مختلف الجنسيات وأرقام هواتفهن وكان من بينهن صور لهذه الأخت فتم إتلافها ثم أتلفت جميع الصور وتم تسليم العصابة للشرطة ورفع بشأنهم للمقام السامي . ومن هذه الجريمة النكراء يتضح خطر تهاون المرأة بل والمجتمع بأسره في ركوب المرأة مع السائق الأجنبي من غير محرم ، وهنا لا ينتهي العجب ممن ينادي بسياقة المرأة للسيارة بحجة عاقل.ث من كوارث يندى لها الجبين بسبب السائق الأجنبي !!!!!!!!!! وهذا وإن كان صحيح أن في ذلك خطر وأي خطر إلا أن المصيبة لا تعالج بمصيبة أخرى مثلها أو أخطر منها ولا يخفى ما في قيادة المرأة للسيارة من المفاسد والأخطار التي لا تخفى على عاقل . ولكن الحل هو أن يتحمل الرجل مسئولية إيصال زوجته وبنته وكل من ولاه الله مسئوليتها بنفسه ويستعين بأبنائه إذا وجدوا وإلا فمكان المرأة القرار في بيتها فإذا غلبت الروم وكان لابد من الخروج وهو لا يستطيع القيام بالمهمة في إيصالها فيبحث عن رجل من أهل البلد لا يقل عمره عن الستين سنة يتعامل معه دائماً في إيصالهن... إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد -------------- للفايدة والعبرة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1259 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() معاني النور في اذكار مابعد الصلاة قال الراوي : قُضيت صلاةُ العشاء ، فكأنما عدنا إلى الدنيا بعد رحلة روح إلى ما وراء السماء ! ودارت الألسنة بأذكار ما بعد الصلاة ، في خشوع قلب يغلي بالتسبيح : عجبا من غفلة الخلق عن هذا الفيض من العطاء الرباني ، عطاء بسخاء لا مثيل له ، وهم في غفلة معرضون ، وبشهواتهم يتلهون ..! ثم بحمد الله ثلاثاً وثلاثين ، على فضله ، أن مَنّ الله علينا وهدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا برحمته ، فكأنما نستزيد الله من فضله ، بمزيد من الشكر والثناء والحمد له ، ولئن شكرتم لأزيدنكم .. ثم بالتكبير ثلاثاً وثلاثين لنقرر في قلوبنا أن الله أكبر مما وجدنا من نعيم قلب ، وصفاء روح ، وأكبر من طاعتنا كلها ، وأكبر من كل كبير فلا ينبغي الخضوع إلا له .. ففي هذا تربية لنا أن لا نعجب بطاعتنا ، من جهة ، وأن لا نذل أنفسنا لأحد من جهة أخرى .. ! وما أروع هذه المعاني وأمثالها ، وأنت تستحضرها ، وتكررها في كل يوم مرات ، لتقررها في عقلك وقلبك وروحك ، والأصل أن كثرة تكرارها بهذه الروح ، ستفعل فعلها في سلوكك ولابد ..! ومن ثم كانت لحظات الأذكار هذه صلاة أخرى ، تنتعش بها الروح ، وتواصل التحليق في سماوات مغمورة بالأنوار ، يتعطر بها القلب ويبتهج ، وتتربى بها النفس وتتعظ ..! ولكن للأسف أن ترى كثيرين لا يلتفتون إلى هذه الأذكار بمزيد عناية واهتمام ، بل كثيرون ينصرفون بعد الصلاة مباشرة ، كأنما هم طيور كانت محبوسة في قفص ، فلما فتح الباب ، طارت ..! وكثيرون يجلسون ليديروا ألسنتهم بها ، ولكن قلوبهم لم تتشرب معانيها ، ومن ثم لا يجدون صداها واضحا في قلوبهم ..! إن لهذه الأذكار صدى في القلب هو أوقع وأقوى من غيره ، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ! إنك تدير لسانك بها ، بعد أن طوفت روحك أثناء الصلاة ، في آفاق السماوات ، وعادت محملة بالنور والبركة ، فكأنما هذه الأذكار شكرا لله على ما من به عليك ! أو تعزيز لهذا النور ليزداد ثباتا ورسوخا في جذر القلب ، فتؤتي الشجرة أكلها بإذن ربها ، حين تخرج من حدود المسجد ، لتواجه الحياة بهذه الروح المشرقة ! ومن ذاق صداها ، ووجد حلاوتها ، عرف أن كل ما قيل عنها ويقال ، أقل من الحقيقة بكثير ! فإنك لن تذوق حلاوة العسل من خلال ما تسمع من كلام طويل عن هذه الحلاوة ، حتى تذوقه بلسانك مباشرة ، وكذلك الحال هنا ! لقد ارتبطت هذه الأذكار بالصلاة ، لتصبح غذاء يوميا لقلبك لا تغفل عنه ، ولا يمكن أن تنساه ، وكيف تنساها وأنت تعلم أنها من متمات الصلاة ..! إن هذه الصلاة وأذكارها محطة متجددة يومية ، لتربية النفس وتزكيتها ، وصقل القلب وتهذيبه ، وتعطير الروح والسمو بها ، فإذا اجتمعت هذه الأمور على تمامها ، ذاق القلب حلاوة يتقاصر بيان البلغاء عن وصفه ، ويعجز لسان الخطباء عن تقريبه ! ومن لا يحافظ على هذه الصلوات وأذكارها في أوقاتها ، فمحروم وشقي ! وإن ظن أنه اسعد خلق الله في هذا العالم ، وهل يعقل أن تكون السعادة في البعد عن مصدر السعادة وخالقها سبحانه؟ !! هيهات ، هيهات هذا بهتان عظيم ..! لقد كانوا يقولون : من صاحب السعيد يسعد . ونحن نقول بدورنا : فكيف بمن كان في صحبة الله جل جلاله .. ألا يسعد ؟! أليس هو سبحانه ( الودود ) ، يتودد بألوان من الود لمن أقبل عليه !؟ بلى والله بلى ، ولكن أكثر الناس لا يعقلون ! فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1260 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() نعــــــــم الـــــوقـــود التفـــاؤل بسم الله الرحمن الرحيم التفاؤل مولدٌ للهمة ، وباعثٌ للعزيمة ، ودافعٌ لنشاط يتجدد على مدار الساعة..ومن ثمّ لابد أن تجدَ الإنسانَ المتفائل : مستبشراً دائماً ، واثقاً دائما، مطمئنا دائماً .. يتولد الأمل في زوايا وجهه ، وفي بريق عينيه ، وعلى نبرات لسانه ..!فهما كانت الظروف التي يمر بها ، وضغط الأحداث عليه وعلى من حوله ، يبقى متلألئاً كصفاء السماء وهي تضحك للحياة ..!اشتدت وطأة جيش الكفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ، وزحفوا إليهم بقضهم وقضيضهم ، يريدون أن يجتثوا شافة هذا الدين ..! وعملاً بالأسباب : شمر الأصحاب ومعهم سيدهم وقائدهم وحبيبهم محمد صلى الله عليه وسلم لحفر الخندق ، والمنافقون يتشفون وهو يرون هذه المحاولة المستميتة لرد هذا الجيش الجرار !! وفي وسط المحنة، والبلاء قد اشتدت وطأته ، وضاقت الأرض على المؤمنين بما رحبت ، وبلغت القلوب الحناجر ، ولا أمل يلوح في الأفق ، فاليهود في الخلف ، والمنافقون في داخل الصفوف ، وجيوش الكفر تشحذ سيوفها !! وسط هذا البلاء الشديد ..الساحق الماحق !!! كان سيد الخلق ومعلم الدنيا ، لا يزال متلألئ الوجه ، بسّام الثغر ، مطمئن القلب .. !!ومن قلب رحم المحنة ينطلق الصوت الكريم كالرعد ، يبشر المؤمنين بالنصر !!!بأي نصر ..!!؟. إنه لا يبشرهم بالنصر في هذه المعركة ، مع هذه العناكب التي تحاصر مدينته ، بل الأمر ابعد من هذا بكثير ..!! إنه يبشرهم بفتح فارس والروم !! أقوى قوتين في العالم يومذاك !!! يا إلهي ..!! أي قلب رائع كان يملكه محمد صلى الله عليه وسلم !؟أي روح عجيبة كان يعيش بها هذا الإنسان الفريد الذي لم تعرف الدنيا مثله لا قبله ولا بعده .....!! صلوات ربي عليه وسلامه ، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه .. من هنا نقول ونعيد ونكرر لنقرر :إن الإنسان المتفائل لا يسمح لخيوط عنكبوت اليأس أن تعشعش في زوايا قلبه !لأن اليأس قرين الكفر ، وقد فر من نار الكفر إلى رياض الإيمان ! بل إنك لتجد الإنسان المتفائل يبحث وينقب ويقلب ويفتش ، لعله يرى الحدث من زاوية جديدة تغيب عن غيره ..ولا يلبث أن يجد تلك الزاوية ، فإذا هو يتلألأ بالبشر ، في اللحظة التي يكون الآخرون مصابون بالخيبة والإحباط ..!!ولذا يخيل إليك أن هذا الإنسان يرى الأمور من علٍ عالٍ .. ربما من كوة في السماء ! فهو يرى ما لا يرى الآخرون ..!ويصح في هؤلاء قول القائل : قلوبُ العارفين لها عيونٌ ترى ما لا يُـرى للناظرينا ..! فهو يتعدى بنظره قشرة الأمور ، ليصل إلى لب لبها ، ومن ثم ينكشف له ما لا ينكشف لغيره .. !!قد تقع المصيبة به ، لكنه يرى فيها ألواناً من العطاء ...!لما سيق الإمام ابن تيميه رحمه الله إلى سجن القلعة .. تبسم وقال ![]() إنك لتجد الإنسان المتفائل منشرح الصدر ، رابط الجأش ، مطمئن الفؤاد ، مبتهج الروح ، ومن هنا تجد هذا الإنسان أكثر الناس نشاطاً ، واقواهم أثراً ..!همته جياشة ، وعزمه متوقد ، وتطلعه إلى الأفق البعيد مستمر ، ولا يزال يطلب الأعلى والأرقى ، ويرى في عقبات الطريق سلّماً لابد منه للوصول إلى هدفه ، ويرى في عثرات الرحلة ، ضريبة لابد منها ، موصلة لما يريد .! ومن هنا يخيل إليك أن جميع الأبواب مفتحة بين يدي الإنسان المتفائل ، وأن كل عسير عليه يسير ، وأن كل شدة تمر به ، تتبطن فرجها القريب !!وإنك لتعجب كل العجب حين ترى ما يقع فيه من بلاء ، ثم هو يتلقى هذا كله بابتسامة الواثق ، وروح المنتصر الظافر ..!! لما حُكم على سيد قطب بالإعدام ، خرج من قاعة المحكمة وهو يتبسم !فقال فيه أحد الشعراء :يا شهيد .. أنت قد علمتنا بسمةَ المؤمن في وجه الردى !! لقد كان رحمه الله متفائلا حتى في أحلك ظروف المحنة.. أليس هو القائل : إلى الذين كنتُ ألمحهم بعين الخيال قادمين ، فوجدتهم في واقع الحياة قائمين !يجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ، مؤمنين في قرارة أنفسهم :أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ..إلى هؤلاء الفتية الذين كانوا في خيالي أمنية وحلماً ، فإذا هم حقيقة وواقع ، حقيقة أعظم من الخيال، وواقع أكبر من الآمال ..يقول هذا في ظروف ، يرى غيره أنه لا مكان لمثل هذه الكلمات !!!! ولذا نقول :إن المتفائل تسري في عروقه روح الأمل حتى في أحلك الظروف ..!إن الإنسان المتفائل لا تقف أمامه عقبة ، ولا يهوله طوفان الباطل وهو في ذروة هياجه ، ولا يفزعه ضجيج أهل الشر ، فإنه يتلمح الربيع في وسط حلكة الخريف ! إنه يدلك على مواطن القوة في حادثة الضعف ، ويضع يدك على أزرة النجاح ، وأنت تتعثر في محاولاتك ، فيجعل من كل عثرة درساً وعظة وعبرة !! بل إنك لتجده في حالة فرح روحي دائم ، هذا الفرح الروحي هو سر قوة تأثيره في الآخرين ، فإن الروح تبقى مشدودة إلى الروح المتلألئة !!ومن ثم فإنك لا بد أن تجد الإنسان المتفائل ، إنساناً " مغناطيسياً " إن صح التعبير !!ينجذب إليه الآخرون إذا تكلم ، فيؤثر فيهم بوضوح ، وقليلاً ما يتأثر بهم ، لكنه يتأثر بالمتفائلين أمثاله ، يشد بعضهم بعضا ، ويقوي بعضهم بعضا !!- -فلا عجب حين تخالط هذا الصنف من الناس ، أن تشعر بوضوح بقوة جذب روحه لروحك إذا تكلم ، بل إذا نظر في عينيك !! نعم إنه في منتهى الثقة بنفسه ، وبما معه ، وبما يحمل من فكر ، ومنتهى الثقة واليقين أن العاقبة سترسو لصالحه طال زمن أو قصر !!ويقسم لك أن ليل الظلم قصير مهما طال ! ومن هنا تجده يحدثك حديث الواثق بالنصر ، رغم أن كل شيء لا يوحي بذلك ! في قلب الشدائد تتجلى لعيني قلبه بوارق الفرج !!ويتلمح في قلب الظلمات ولادة الفجر الجديد ، ويقسم لك أنه قريب !!ويردد على مسمعك في ثقة : أليس الصبح بقريب ..! ويوصيك بقوله :المهم أن لا تقف مكتوف الأيدي ، عاجز الهمة ، متبلد المشاعر .. !!اعمل ما بوسعك أن تعمله ، لا تبقى متعطلا بليداً .. تقطع عمرك في الأماني ! قد رشحوكَ لأمرٍ لو فطنتَ لهُ فاربأ بنفسكَ أن ترعى مع الهملِ إن أهم ما يميز هذا الإنسان عن غيره .. أنه لا يركن إلى هذه الخصيصة عنده فينام تحت أشجار الكسل !!بل إنك لتجده متدفقاً كالنهر ، يروي كل أرضٍ يمر بها ، ولا ينتظر من أحد جزاءً ولا شكورا ..! ينثر بذور الخير اينما حل وارتحل .. شعاره :فعلّمْ ما استطعتَ لعل جيلاً ** سيأتي يُحدث العجبَ العجابا !! الله الغاية ، وله يعمل ، وبه يستعين ، ومعه تحلو رحلة الحياة مهما اعتورها من مشاق وعنت وعذاب ، ونكران جميل ..فما طابت الحياة إلا بخدمته سبحانه .. ولا طاب الليل إلا بمناجاته .. ولا طاب التعب إلا ليرضى هو .. ولا طاب الموت إلا للقائه جل في علاه .. اللهم ارزقنا قلوبا مطمئنة ، ونفوسا متفائلة ، وأرواحا متشوقة ..!!اللهم آمين .. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |