منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 21-03-2013, 08:32 PM   #1461
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الشفاء بعد المرض



كان هناك رجل يعيش مع زوجته عيشة هنييئة لا يكدرها شيء وفي يوم من الايام جاءت حية ودخلت المنزل وعندما رآها أمسك ذنبها من أجل قتلها فانثنت عليه ونهشت يده فانشلت يده ومضى على ذلك زمان طويل فشلت اليد الأخرى

لغير سبب يعرف ثم جفت رجلاه ثم عمي ثم أصبح أخرساً. وبقي على تلك الحال ملقى سنة كاملة لم تبقى له جارحة صحيحة إلا سمعه وهو طريح الفراش لايستطيع الحركة حتى أنه يقول : كنت أسقى وأنا ريان وأترك وأنا عطشان وأهمل وأنا جائع وأطعم وأنا شبعان فلما كان بعد سنة دخلت امرأة إلى زوجتي فقالت كيف أبو علي فقالت لها زوجتي لاحي فيرجى ولا ميت فيسلى فأقلقني ذلك وآلمني ألماً شديداً وبكيت أشد البكاء وكنت في جميع تلك العلل والامراض لااجد ألماً في جسمي فلما كان في بقية ذلك اليوم ضرب على جسمي ضرباً عظيماً كاد يقتلني ولم أزل على تلك الحال فترة من الوقت حتى سكن الألم قليلاً فنمت فلما استيقضت من نومي وجدة إحدى يدي على صدري وقد كانت طول تلك الفترة بدون حركة فحاولت تحريكها فتحركة ففرحت بذلك فرح شديد وقوي طمعي في تفضل الله عز وجل علي بالعافية فحركة الأخرى فتحركة واخذة احرك رجلاي فتحركة فحاولت النهوض للقيام فأمكنني الله من ذلك فقمت من الفراش الذي كنت مطروحاً عليه فمشيت ألتمس الحائط في الظلمة لأنه لم يكن هناك سراج إلى أن وقعت على الباب وأنا لا اطمع في بصري فخرجت من البيت إلى صحن الدار فرأيت السماء والكواكب تزهو فكدت أموت فرحاً وانطلق لساني بأن قلت : ياقديم الإحسان لك الحمد. هذ القصة ذكرها القاضي التنوخي في كتابه الفرج بعد الشدة ونقلتها هنا بتصرف .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2013, 08:45 PM   #1462
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الزواج المبكر

لقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم الشباب وصية جامعة كما رواها ابن مسعود -رضي الله عنه- في قوله: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شباباً لا نجد شيئاً فقال: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»(رواه البخاري ومسلم).
ولهذا بادر هؤلاء الشباب -رضوان الله عليهم-، مع ضيق حالهم لتنفيذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم فحفظت لنا كتب السير نماذج من مبادرة هؤلاء في الزواج فمن ذلك:- عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- وقصته مشهورة في تزويج أبيه له امرأة من قريش. ومنهم أبو أسيد الساعدي -رضي الله عنه-، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم في زواجه كما سبق. ومنهم جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام -رضي الله عنهما- وقصته مشهورة، قال: تزوجت امرأة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«يا جابر تزوجت؟» قلت: نعم، قال:«بكر أم ثيب؟» قلت: ثيب، قال:«فهلا بكراً تلاعبها؟» قلت: يا رسول الله إن لي أخوات فخشيت أن تدخل بيني وبينهن، قال:«فذاك إذن، إن المرأة تنكح على دينها ومالها وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك»(رواه البخاري ومسلم). ومنهم أسامة بن زيد -رضي الله عنهما-، كما في قصة فاطمة بنت قيس -رضي الله عنها- أن زوجها طلقها ثلاثاً فلم يجعل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم سكناً ولا نفقة، قالت، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إذا حللت فآذنيني» فآذنته، فخطبها معاوية، وأبو جهم، وأسامة بن زيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أما معاوية فرجل ترب لا مال له، وأما أبو جهم فرجل ضراب للنساء، ولكن أسامة بن زيد» فقالت بيدها هكذا: أسامة أسامة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:«طاعة الله وطاعة رسوله خير لك» قالت: فتزوجته فاغتبطت. ومنهم أيضاً عمر بن أبي سلمة الذي ولد قبل الهجرة بسنتين تزوج في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقد احتلم، فسأل عن القبلة للصائم. ومنهم أيضاً عبدالله بن أبي حدرد فقد حدث عن نفسه أنه تزوج امرأة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينه في صداقها، فقال:«كم أصدقت؟» قال قلت: مائتي درهم، ثم أرسله صلى الله عليه وسلم في سرية فأصاب منها. ومنهم أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري فقد أثبت أهل السير لولده يزيد الصحبة
------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2013, 08:54 PM   #1463
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الرياضة لدى شباب الصحابة



تتطلع النفوس دوماً للهو والترفيه، وتشكل تبعات الحياة ومشاغلها عاملاً يدفع النفس للبحث عن متنفس، لذا فإن الباحث في تاريخ مجتمع من المجتمعات في أي عصر لابد أن يقف على مجالات للترفيه والرياضة.
ويبدو أن هناك تناسباً عكسياً بين عمر الشخص وميله للرياضة والترفيه؛ لذا فالرياضة لدى الشباب لها مذاق وإقبال غير ما لدى الشيوخ. فكيف كانت رياضة شباب الصحابة -رضوان الله عليهم-؟ لنستمع لذلك من أحدهم:- عن عبدالله بن عمر رضي عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي لم تضمر وكان أمدها من الثنية إلى مسجد بني زريق وأن عبدالله بن عمر كان سابق بها. لقد أدرك شبان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يعشقون الجهاد ويشاركون فيه أنه لابد من الإعداد والتدريب، فأخذوا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم :«ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي». ومن ذلك قصة سلمة -رضي الله عنه- في أثناء روايته لغزوة بني قرد « قال فبينما نحن نسير قال وكان رجل من الأنصار لا يسبق شداً، قال: فجعل يقول: ألا مسابق إلى المدينة؟ هل من مسابق؟ فجعل يعيد ذلك، قال: فلما سمعت كلامه قلت:أما تكرم كريماً ولا تهاب شريفاً؟ قال: لا، إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلت: يا رسول الله، بأبي وأمي ذرني فلأسابق الرجل، قال: إن شئت قال: قلت: اذهب إليك، وثنيت رجلي فطفرت فعدوت قال: فربطت عليه شرفاً أو شرفين أستبقي نفسي ثم عدوت في إثره فربطت عليه شرفاً أو شرفين، ثم إني رفعت حتى ألحقه قال فأصكه بين كتفيه قال قلت قد سبقت والله قال أنا أظن قال فسبقته إلى المدينة …»(رواه مسلم). وهكذا تتعانق الرياضة وبرامج الترفيه لدى هؤلاء مع الأهداف السامية الطموحة العالية وتمثل رصيداً وزاداً يدفع لمزيد من الجدية والنشاط، فالترفيه عند هؤلاء ما أوصل إلى أهداف ونتائج سامية. وقد أخذوا هذا المبدأ من قوله صلى الله عليه وسلم:«لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر»(رواه أحمد). وحيث كانت الرياضة لدى هؤلاء وسيلة لغاية عظمى فهل يمكن أن تشغلهم عن فريضة من الفرائض أو طاعة من الطاعات؟ وحين نعود لعصرنا ونفتح صفحة من حياة بعض شباب الأمة ندرك البون الشاسع بين رياضة هؤلاء وأولئك، فكم يفعل التعلق بالكرة في نفوس أصحابه، إنه يأخذ نفيس أوقاتهم متابعة ومشاهدة، وقراءة للصحف قبل المسابقات وبعدها، وتنازع ونقاش وإحن، وتبدل للعواطف بين رضا وسخط، وتفريغ للحماس فيما لا فائدة منه، ناهيك عن إضاعة الصلوات والتنازع والتشاجر. وندرك أيضاً حينها سر عناية الأعداء بالترويج لهذه المشاغل لدى الشباب لصرفهم عن القضايا الكبار العظام فما أجدر شباب الأمة أن يعودوا لدراسة سير سلفهم الصالح، وفرطهم المبارك.

-----------------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2013, 09:09 PM   #1464
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

المواقف المشهودة

حفلت السيرة النبوية بمواقف مشهودة عظيمة، ومواطن بذل فاضلة، لذا كان علماء السير حين يترجمون لأحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يذكرون هذه المشاهد التي شهدها -رضي الله عنه-.
وما كان لشباب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم السباقون إلى الخير أن يدعو هذه الصفحات الناصعة خالية من منجزاتهم ومشاركاتهم، ومن هنا فإنك حين تضع أمامك قائمة بهذه المواقف فلن تعدم أن تجد أسماء هؤلاء في كل موطن وموقف ، ومن هذه المواطن:-

1- بيعة العقبة الثانية التي قال عنها كعب بن مالك -رضي الله عنه-:«ولقد شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام، وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها»(رواه البخاري ومسلم). فممن شهد العقبة من شباب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل -رضي الله عنه- وكان عمره حينها دون العشرين، وأبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري وعمره عشرون عاماً، وسلمة بن سلامة بن وقش، و معاذ ابن عفراء كلاهما شهدا العقبتين، وجابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام، وأبو مسعود البدري.
2 - وفي غزوة بدر أول مواجهة بين النبي صلى الله عليه وسلم وقريش، وسماها تبارك وتعالى ((يوم الفرقان يوم التقى الجمعان)) وسارت بفضائلها الركبان وقال صلى الله عليه وسلم عمن شهدها:«لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة أو فقد غفرت لكم»(رواه البخاري ومسلم). وكان ممن شهد بدراً من شباب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبو اليسر، ومعاذ بن جبل، ومعاذ ومعوذ، وعمير بن أبي وقاص واستشهد فيها، وعلي بن أبي طالب، وسعد بن خولة، ومعتب بن عوف، و معمر بن حبيب، وطليب بن عمير بن وهب، ومسطح بن أثاثة، وسنان بن أبي سنان، وكعب بن عمرو الأنصاري.
3 - ومنها بيعة الرضوان التي قال تبارك وتعالى عن أصحابها((لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً))، وقال فيها صلى الله عليه وسلم لهم :«أنتم خير أهل الأرض» قال جابر: وكنا ألفا وأربع مائة ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة. وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- يقول أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة: «لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها» قالت: بلى يا رسول الله فانتهرها، فقالت حفصة: ((وإن منكم إلا واردها)) فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«قد قال الله عز وجل ((ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا))». وكان ممن شهد هذه البيعة من الشباب عبدالله بن عمر، وسلمة بن الأكوع، وابن أبي حدرد، والبراء بن عازب، وعبدالله بن أبي أوفى، وعبدالله بن يزيد الأنصاري، وأبو سعيد الخدري، ورافع بن خديج، وزيد بن خالد الجهني. بل كان أول من بايع في هذه البيعة سنان بن أبي سنان -رضي الله عنه- وعمره إحدى وعشرون سنة. وهاهو سلمة -رضي الله عنه- يبايع النبي صلى الله عليه وسلم -إذ طلب منه ذلك- ثلاث مرات فيحدث عن نفسه : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعانا للبيعة في أصل الشجرة، قال: فبايعته أول الناس، ثم بايع وبايع، حتى إذا كان في وسط من الناس قال:«بايع يا سلمة» قال قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس، قال:«وأيضاً» قال: ورآني رسول الله صلى الله عليه وسلم عزلاً يعني ليس معه سلاح، قال: فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حجفة أو درقة، ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال:«ألا تبايعني يا سلمة؟» قال قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس وفي أوسط الناس، قال:«وأيضاً»، قال: فبايعته الثالثة، ثم قال لي:«يا سلمة، أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك؟» قال قلت: يا رسول الله، لقيني عمي عامر عزلاً فأعطيته إياها، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:«إنك كالذي قال الأول: اللهم أبغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي».
-------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2013, 09:40 PM   #1465
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الجهاد والبطولة

الجهاد والبطولة وحيث كانت حياة الرعيل الأول حياة جهاد وبذل في سبيل الله، وكانت هذه القضية هي الشغل الشاغل للمجتمع المسلم؛ إذ كان إقرار هذا الدين في ذاك المجتمع الغارق في الشرك والضلال يتطلب رصيداً من الجهاد والبذل والدماء، فقد أخذ شباب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بنصيب وافر، وأبوا أن يستأثر غيرهم بفضيلة الجهاد.

وهانحن نرى أنه في كل غزوة يستعرض صلى الله عليه وسلم الجيش فيرد الصغار، لذا فأنت تقرأ كثيراً في السيرة :«استصغر فلان في غزوة كذا وكذا». فحفظت لنا كتب السير أنه في غزوة بدر استُصْغِر البراء بن عازب، ورافع بن خديج -رضي الله عنهما- . وفي غزوة أحد استصغر أبو سعيد الخدري، وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت -وقيل في بدر- وعرابة بن أوس، وأسيد بن ظهير بن رافع، وسعد بن بجير -رضي الله عنهم- . فهؤلاء الذين حُفِظَت أحوالهم في تلك الغزوات، فهناك بلا شك من لم يرد ذكره، وهناك طائفة كبيرة ممن أجيزوا وحضروا تلك المواقع. ومن هؤلاء رافع بن خديج فقد استصغر في بدر وأجيز في أحد، وابن عمر فقد استصغر في أحد وأجيز في الخندق -رضي الله عنهما- . وكان عمير بن أبي وقاص -رضي الله عنه- في بدر يتوارى لئلا يراه النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه رده فبكى وأجازه. وهناك من كان يرغب في المشاركة لكن يعوقه عن ذلك علمه بأنه لن يجاز. ولا تقف البراهين على جهاد هؤلاء وبذلهم عند حدود ما يرويه أهل الأخبار، بل يبقى في أجسادهم أثر ذلك ليصبح شامة يعتز بها وأنعم بذلك. فيحكي عروة عن الزبير -رضي الله عنه- : «كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف، إحداهن في عاتقه، إن كنت لأدخل أصابعي فيها، ضرب ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك». وحين رأى إسماعيل في يد عبدالله بن أبي أوفى -رضي الله عنه- ضربة على ساعدة سأله: ماهذه؟ قال: ضربتها يوم حنين، قال له: أشهدت معه حنيناً، قال: نعم وقبل ذلك. وفي أول موقف يحضره رافع بن خديج، في أحد حيث استصغر في بدر أصابه سهم فانتزعه، فبقي النصل في لحمه إلى أن مات. وتتجاوز الآثار ذلك لتبقى على أسيافهم وسلاحهم، فعن عروة بن الزبير قال قال لي عبدالملك بن مروان حين قتل عبدالله بن الزبير: ياعروة، هل تعرف سيف الزبير؟ قلت: نعم، قال: فما فيه؟ قلت: فيه فلة فلها يوم بدر، قال: صدقت، (بهن فلول من قراع الكتائب) ثم رده على عروة. والاستطراد وتتبع كتب السير في حصر من شارك من الشباب في الغزوات يطول أمره، لكن الأمر لا يقف عند حد مجرد المشاركة -وإن كان بحد ذاته أمراً له دلالته التي لا ينبغي أن تغيب عن شباب أمتنا ومن يقوم على تربيتهم ورعايتهم- فيتجاوز ذلك إلى مواقف بطولية رائعة حفظها لنا التاريخ. ومن ذلك موقف لسلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- يحدثنا هو فيه عن نفسه إذ يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن قال :فبينما نحن نتضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على جمل أحمر فأناخه ثم انتزع طلقاً من حقبه فقيد به الجمل، ثم تقدم يتغدى مع القوم، وجعل ينظر وفينا ضعفة ورقة في الظهر وبعضنا مشاة، إذ خرج يشتد فأتى جمله فأطلق قيده ثم أناخه وقعد عليه فأثاره فاشتد به الجمل، فاتبعه رجل على ناقة ورقاء، قال سلمة: وخرجت أشتد فكنت عند ورك الناقة، ثم تقدمت حتى كنت عند ورك الجمل، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلما وضع ركبته إلى الأرض اخترطت سيفي فضربت رأس الرجل فندر ثم جئت بالجمل أقوده عليه رحله وسلاحه، فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فقال: «من قتل الرجل؟». قالوا: ابن الأكوع، قال: «له سلبه أجمع». سلمة وموقف آخر: وهي ليست حادثة يتيمة، أو حماسة طارئة أنتجت هذا الموقف بل هانحن نراه -رضي الله عنه- يسجل موقفاً آخر يحدثنا أيضاً فيه هو عن نفسه فيقول:- خرجنا مع أبي بكر بن قحافة -رضي الله عنه- أمَّره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا قال: غزونا فزارة فلما دنونا من الماء أمرنا أبو بكر، فعرسنا قال: فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر، فشننا الغارة فقتلنا على الماء من قتلنا، قال سلمة: ثم نظرت إلى عنق من الناس فيه الذرية والنساء نحو الجبل وأنا أعدو في آثارهم، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل، فرميت بسهم فوقع بينهم وبين الجبل، قال فجئت بهم أسوقهم إلى أبي بكر -رضي الله عنه- حتى أتيته على الماء، وفيهم امرأة من فزارة عليها قشع من أدم، معها ابنة لها من أحسن العرب، قال: فنفلني أبو بكر ابنتها، فما كشفت لها ثوباً حتى قدمت المدينة، ثم بت فلم أكشف لها ثوباً قال: فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق فقال لي:«يا سلمة هب لي المرأة» قال: فقلت: يا رسول الله لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوباً، قال: سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركني، حتى إذا كان من الغد لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق فقال :«يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك» قال: قلت: يا رسول الله، والله أعجبتني ما كشفت لها ثوباً، وهي لك يا رسول الله، قال: فبعث بها رسول الله صلى ا ومرة أخرى مع سلمة -رضي الله عنه- في غزوة الحديبية حيث يروي لنا الموقف بنفسه فيقول «قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية. ثم إن المشركين راسلونا الصلح حتى مشى بعضنا إلى بعض، قال: وكنت تبيعاً لطلحة بن عبيدالله أحس فرسه، وأسقيه، وآكل من طعامه، وتركت أهلي ومالي مهاجراً إلى الله ورسوله، فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة واختلط بعضنا ببعض أتيت شجرة فكسحت شوكها واضطجعت في ظلها فأتاني أربعة من أهل مكة، فجعلوا وهم مشركون يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحولت عنهم إلى شجرة أخرى وعلقوا سلاحهم واضطجعوا، فبينما هم كذلك، إذ نادى مناد من أسفل الوادي: يا آل المهاجرين قتل ابن زُنَيم، فاخترطت سيفي فشددت على الأربعة فأخذت سلاحهم فجعلته ضغثاً، ثم قلت: والذي أكرم محمداً لا يرفع رجل منكم رأسه إلا ضربت عنقه الذي -يعني فيه عيناه- فجئت أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجاء عمي بابن مكرز يقود ه فرسه، يقود سبعين حتى وقفناهم فنظر إليهم فقال: «دعوهم يكون لهم بدو الجور» وعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزلت ((وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم)) (الفتح:24) ثم رجعنا إل شاب يقود موقعة وحده: ولا يقف الأمر عند سلمة -رضي الله عنه- عند هذا الحد فقبل هذه الغزوة -هوازن- كان له موقف رائع، وكان بطل قصة ممتعة من حوادث السيرة ألا وهي غزوة ذي قرد ومع بقية الحديث السابق الذي يرويه هو بنفسه -رضي الله عنه- إذ يقول فيه:« ثم قدمنا المدينة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره مع رباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه، وخرجت معه بفرس طلحة أنديه مع الظهر، فلما أصبحنا إذا عبدالرحمن الفزاري قد أغار على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم فاستاقه أجمع وقتل راعيه، قال: فقلت: يا رباح، خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيدالله، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المشركين قد أغاروا على سرحه، قال: ثم قمت على أكمة فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثاً: يا صباحاه، ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز أقول:- أنا ابن الأكــوع واليوم يوم الرضَّع فألحق رجلاً منهم فأصك سهماً في رحله حتى خلص السهم إلى كتفه، قال: قلت: خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع، قال: فوالله ما زلت أرميهم وأعقر بهم، فإذا رجع إلي فارس أتيت شجرة، فجلست في أصلها، ثم رميته، فعقرت به حتى إذا تضايق الجبل فدخلوا في تضايقه علوت الجبل فجعلت أرديهم بالحجارة، قال: فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا خلفته وراء ظهري وخلوا بيني وبينه، ثم اتبعتهم أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة، وثلاثين رمحاً يستخفون، ولا يطرحون شيئاً إلا جعلت عليه آراماً من الحجارة يعرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حتى أتوا متضايقاً من ثنية، فإذا هم قد أتاهم فلان بن بدر الفزاري فجلسوا يتضحون (يعني يتغدون) وجلست على رأس قرن، قال الفزاري: ما هذا الذي أرى؟ قالوا: لقينا من هذا البرح والله ما فارقنا منذ غلس، يرمينا حتى انتزع كل شيء في أيدينا، قال: فليقم إليه نفر منكم أربعة، قال: فصعد إلي منهم أربعة إلى الجبل، قال: فلما أمكنوني من الكلام، قال: قلت: هل تعرفوني؟ قالوا: لا، ومن أنت؟ قال: أنا سلمة بن الأكوع، والذي كرم وجه محمد صلى وأنا ابن الأكــوع واليوم يوم الرضَّع قال: يا ثكلته أمه، أكوعه بكرة، قال: قلت: نعم يا عدو نفسه أكوعك بكرة، قال: وأردوا فرسين على ثنية، قال: فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن، وسطيحة فيها ماء، فتوضأت وشربت، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الماء الذي حليتهم عنه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ تلك الإبل وكل شيء استنقذته من المشركين وكل رمح وبردة، وإذا بلال يشوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كبدها وسنامها، قال: فقلت: يا رسول الله خلني فأنتخب من القوم مائة رجل فأتبع القوم، فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه في ضوء النار، فقال: «يا سلمة، أتراك كنت فاعلاً؟» قلت: نعم والذي أكرمك، فقال: إنهم الآن ليقرون في أرض غطفان، قال: فجاء رجل من غطفان فقال: نحر لهم فلان جزوراً، فلما كشفوا جلدها، رأوا غباراً فقالوا: أتاكم القوم فخرجوا هاربين» . لقد كان هذا الموقف العظيم من سلمة -رضي الله عنه- موقفاً يستحق الإشادة والاهتمام، لذا فقد كافأه صلى الله عليه وسلم مكافأة لها قيمتها قال: فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة» ثم أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمين سهم الفارس وسهم الراجل فجمعهما لي جميعاً، ثم أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة فقد جمع له صلى الله عليه وسلم بين أنواع من التكريم: ثناؤه عليه، وإعطاؤه سهمين من الغنيمة، وإردافه إياه. خير الفرسان وخير الرجال شابان: لقد قال صلى الله عليه وسلم بعد هذه الغزوة خير رجالتنا سلمة، وخير فرساننا أبوقتادة، وكلاهما من شباب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهنيئاً لهما هذه الخيرية وهذه الشهادة من النبي صلى الله عليه وسلم . سبعة أبيات ضحية جهاد سلمة: في إحدى السرايا التي شارك فيها سلمة -رضي الله عنه- يروي عن نفسه «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا أبا بكر رضي الله عنه فغزونا ناسا من المشركين فبيتناهم نقتلهم، وكان شعارنا تلك الليلة أمت أمت، قال سلمة فقتلت بيدي تلك الليلة سبعة أهل أبيات من المشركين». لم تعد البطولة حكراً على سلمة: ومع تلك البطولات التي سطرها سلمة -رضي الله عنه- فهل تظن أن التاريخ سيعجز عن صفحات شاغرة ليسجل فيها مآثر بطولية لغيره من شباب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟. فهاهما شابان حديثة أسنانهما يسجلان هذا الموقف الفذ وفي أول غزوة ومواجهة حاسمة مع المشركين فعن عبدالرحمن بن عوف -رضي الله عنهما- أنه قال: بينا أنا واقف في الصف يوم بدر نظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم، هل تعرف أبا جهل؟ قال قلت: نعم وما حاجتك إليه يا ابن أخي ، قال: أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسه بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، قال: فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر، فقال مثلما قال، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يزول في الناس، فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، قال: فابتدراه فضرباه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال: «أيكما قتله؟» فقال كل واحد منهما: أنا قتلت، فقال: «هل مسحتما سيفيكما؟»، قالا: لا، فنظر في السيفين فقال: «كلاكما قتله» وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح. والرجلان: معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء . وتعجب وأنت تقرأ هذا النموذج الفذ للهمة العالية لهذين الغلامين التي لم تقف عند حد المشاركة في الغزوة، بل طمحت نفوسهما إلى الإطاحة برأس الكفر والضلال، وهذا أمر لم يقتصر على الشعور والحماس، بل بدا مصداق ذلك في تمريغ الضال وتجريعه كأس الموت. القراء وبئر معونة: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:« كان شباب من الأنصار سبعين رجلاً يقال لهم القراء، قال: كانوا يكونون في المسجد، فإذا أمسوا انتحوا ناحية من المدينة فيتدارسون ويصلون، يحسب أهلوهم أنهم في المسجد، ويحسب أهل المسجد أنهم في أهليهم حتى إذا كانوا في وجه الصبح استعذبوا من الماء واحتطبوا من الحطب فجاءوا به فأسندوه إلى حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً، فأصيبوا يوم بئر معونة، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم على قتلتهم خمسة عشر يوماً في صلاة الغداة»(رواه أحمد). ولهذا وجد عليهم صلى الله عليه وسلم وحق له، ففي رواية «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على سرية ما وجد على السبعين الذين أصيبوا يوم بئر معونة »(رواه مسلم والبخاري). رصيد من المشاركة في الجهاد: ويحدثنا أحد أولئك الذين استصغروا في بعض الغزوات وهو البراء بن عازب -رضي الله عنه- عن جهاده ومشاركته مع النبي صلى الله عليه وسلم فيقول :«غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة غزوة». ومثله شاب آخر هو عبدالله بن أبي أوفى -رضي الله عنه- فيقول :«غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد». وآخر ممن استصغر يحدث عنه أحد تلامذته فيقول: سمعت أبا سعيد -رضي الله عنه- أربعاً، قال:«سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة غزوة». أما سلمة -رضي الله عنه- فحدث عن مشاركته قائلاً:«غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات، مرة علينا أبو بكر، ومرة علينا أسامة». وزيد بن أرقم -رضي الله عنه- يحدث عنه عبد الله بن يزيد فيقول: خرج يستسقي بالناس فصلى ركعتين ثم استسقى قال فلقيت يومئذ زيد بن أرقم وقال: ليس بيني وبينه غير رجل أو بيني وبينه رجل، قال: فقلت له: كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: تسع عشرة، فقلت: كم غزوت أنت معه؟ قال سبع عشرة غزوة، قال: فقلت: فما أول غزوة غزاها؟ قال: ذات العسير أو العشير. إن هذه غيض من فيض، ونماذج من بعض ما وقفنا عليه مما حفظته لنا كتب السيرة، وما لم نقف عليه، أو يحفظ لنا فهو كثير. إن ذلك كله ليدل على أن مشاركة هؤلاء -رضوان الله عليهم- في الجهاد لم تكن مواقف فردية، أو نتاج حماسة واندفاع مرة أو مرتين، بل هو دأب لهم وشأن فهل من مشمر ومقتد بهم؟ شاب ينتزع راية المشركين: وفي غزوة بدر التي شارك فيها خيار الأمة، وصار من مناقب أي صاحب للرسول صلى الله عليه وسلم شهوده بدراً، في تلك الغزوة قام أحد الشباب وهو أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري بانتزاع راية المشركين، وأسر العباس بن عبدا لمطلب -رضي الله عنه-. أحد الشباب من أسد الله ورسوله: هذه شهادة من أبي بكر -رضي الله عنه- لأحد شباب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بمحضره، ويقره عليها صلى الله عليه وسلم فنترك صاحب الشأن يحدثنا عن موقفه:- عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة، فرأيت رجلا من المشركين علا رجلا من المسلمين، فاستدرت حتى أتيته من ورائه، حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه، فأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقت عمر بن الخطاب، فقلت: ما بال الناس؟ قال: أمر الله، ثم إن الناس رجعوا وجلس النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه» فقمت فقلت: من يشهد لي؟، ثم جلست، ثم قال:«من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه»، فقمت فقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال الثالثة مثله، فقمت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما لك يا أبا قتادة؟» فاقتصصت عليه القصة، فقال رجل: صدق يا رسول الله، وسلبه عندي فأرضه عني، فقال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: لاهاً الله إذاً لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يعطيك سلبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدق»، فأعطاه فبعت الدرع فابتعت به مخرفاً في بني سلمة، فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام.
-------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2013, 09:49 PM   #1466
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ساهمي في البناء !!


أيتها الأم :
قد يعاني طفلك من بعض المشاكل السلوكية التي كثيرًا ما يتعرض لها الصغار في سنه وقد لا تعيرين لها بالا فتزداد مع كبر سنه لتتحول إلى استجابات غير صحيحة مع أفراد المجتمع من أقرانه وقرابته .
وقد تخطئين في معالجتها ؛ فتكون عقدة لديه في المستقبل تؤثر على حياته الخاصة والعامة وعلى علاقته الاجتماعية سلبيًا . والمشاكل السلوكية أهم جانب من جوانب حياة الطفل التي يجب أن نوليها اهتمامًا جنبًا إلى جنب مع العقيدة إذا أردنا أن نعد جيلا مستقبليًا سليم السلوك والأخلاق والتعامل، يمد يده للآخرين ويحسن التصرف مع الجماعة ويتصف بالانسجام والإقدام وضبط النفس وإعذار الآخرين، يقاوم الحسد والغيرة واثقًا من نفسه،يتمنى الخير للآخرين كما يحبه ويتمناه لنفسه .
وإنه- والله- أكبر علة يعاني منها هذا الجيل من الشباب المسلم . فنظرة متفحصة لمؤسستنا الإسلامية واطلاع مباشر على بعض التجارب ونتائجها وما آلت إليه وعلى بعض محاولات العمل الجماعي الحالية نجد أن :
الغيرة على هذا الدين والاندفاع للعمل له مع القصد والنية الحسنة لا تكفي لنجاح تلك الأعمال واستمرارها ؛إذ سرعان ما تصطدم مع ما بداخل الأفراد من مخلفات مشاكل سلوكية في الصغر لم تعالج وأهملت أو أسيء علاجها فتفاقمت؛ مما يؤثر على سير تلك المؤسسات، ويفتت تعاونها ،ويحد من نشاطها، وقد تصل إلى مرحلة تتلاشى فيها كليًا .
ومع محاولة علاج تلك المشاكل عند الشباب بالمحاضرات والدروس والنصائح وتحريك القلوب والتي قد تكون نسبة نجاحنا فيها غير مضمونة، لابد لنا من تصحيح البناء من الأساس ،لابد لنا أن نلجأ إلى محاضن شباب الغد إلى أمهات المستقبل إلى أمهات أطفالنا رجال المستقبل للمساهمة في البناء عن طريق بعض النصائح التي جمعت من الخبرة في التربية والتجربة وكان لها أطيب الأثر على بعض الحالات الفردية .

الغضب :
- كوني قدوة لطفلك في ضبط النفس بكظم الغيظ.
- لا تسخري ولا تستهزئي به أو تظهريه بمظهر العاجز لئلا يثور غضبه .
- لا تجبري طفلك على الطاعة لمجرد الطاعة ،ولا تكرهيه على القيام بأي عمل مهما كانت أهميته .
- استغلي طاقات الطفل استغلالا حسنًا في اللعب والرياضة وتنظيم وقت الفراغ. - لا تستجيبي لمطالبه حين يصرخ فيتعود هذه الطريقة .
- لا تناقشي سلوكه مع الآخرين وعلى مسمع منه .
- لا تتعاملي مع نوبة الغضب بالصراخ والعنف وفقد السيطرة على النفس أو العقاب البدني ولا تستسلمي له وتتركيه يحصل على ما يريد .
- حاولي تجاهله وسكِّني ثورته . غيري مكانك استمعي إلى حديث آخر أو أي عمل آخر، ثم بعد انتهاء النوبة تحدثي معه بهدوء ولا تعلقي على نوبته .
- حاولي أن تعلمي طفلك- وبالتدريج - طريقة التعبير المناسبة عن الغضب إما بالتعبير اللفظي : مناقشة لوبصوت مرتفع قليلا مع ضبط النفس أو بالتعبير الحسي أو الجسدي : عن طريق إفراغ غضبه بغسل الوجه؛ لأنّ الغضب إذا كبت يؤدي إلى اضطراب نفسيّ وجسميّ .
- بيني له هدي الإسلام في علاج الغضب: تغيير الحالة ، الوضوء، السكوت، التعوذ من الشيطان .
- اسردي عليه بعض القصص والأحاديث والآيات وبيني له أن الغضب يجب أن يكون لدين الله ، وأن العفو لمن أساء إلينا من المسلمين.

الغيرة:
- عودي طفلك الأخذ والعطاء منذ الصغر حتى لا يغار إذا شاركه غيره في الامتيازات والعطاءات.
- ربي طفلك على احترام حقوق الآخرين منذ نعومة أظفاره .
- علّميه أن يفرح لنجاح الآخرين وخيرهم وأن يقهر مشاعر الغيرة بحب الآخرين .
_لا تميزي بين طفل وآخر من أولادك ولا تشعريهم بذلك .
- عامليه على أساس إشباع حاجاته ومزاولة ألعابه وأنشطته التي يرغب بها .
- لا تهملي طفلك، ولا تعيّريه لفشله وتقصيره بالنسبة لمن هم في سنه .

التخريب :
- تفهمي الأسباب التي جعلت مـنه مُخَرّبا أي ابحثي فيما وراء الفعل .
- ساعدي طفلك على التنفيس عن الغضب بشكل غير ضار (جري . أعمال فنية .تلوين رسم)
- استخدمي معه أسلوب الاعتدال والوسطية في المعاملة لا إفراط ولا تفريط (لا دلال و لا قسوة)
- واجهي طفلك كلما بدر منه سلوك تخريبي بالعمل على وقف هذا السلوك بإصدار أمر لفظي هادئ .
- اشرحي له سبب منعه من التخريب مع بيان القيمة المادية للشيء وحقوق الآخرين .
- اعزلي طفلك على ألا تتجاوز مدة العزل على (2- 5) دقائق حتى يهدأ ثم امتدحي هدوءه .
- يستحسن أن تشعري طفلك بفداحة عمله وذلك بأن يدفع تعويضًا عن الشيء المخرب ماديًا من حصّالته أو مصروفه أو معنويًا مثل: حرمانه من بعض ما يحب . - ساعديه على أن يجد أفضل الطرق للسيطرة على مشاعره في المستقبل . - وأهم من هذا كله أن تكوني له قدوة في ذلك.

الخجل :
- تجنبي تعيير الطفل بخجله أو الإشادة به ( مؤدب خجول ).
- شجعي طفلك أن يطلب ما يريد بجرأة دون خوف أو حرج من التعبير عن نفسه .
- اجعلي طفلك يشترك مع غيره في نشاطات رياضية أو غيرها فيتغلب على الخجل من خلال ما يحرزه من نجاح أمام الآخرين .
- لا تدفعي طفلك للقيام بأعمال تفوق قدراته ؛فذلك يشعره بالعجز ويجعله يزداد خجلا .
- اجعليه منذ صغره يخالط الآخرين ويكتسب الصداقات، ويزور الأهل والأقارب ،وأن يتحدث أمام غيره صغارًا وكبارًا فابن عباس يقول :كان عمر يدخلني مع شيوخ بدر .
- تحدثي له من قصص السيرة والسلف الصالح مثل: موقف عبد الله بن الزبير عندما مر عمر بن الخطاب في الطريق وانصرف الأولاد هيبة من عمر- رضي الله عنه- إلا عبد الله ولما سأله عمر عن سبب عدم انصرافه مع الأطفال قال: لست مذنبا فأفر منك، وليست الطريق ضيقة فأوسع لك! انظري إلى هذا الجواب الجريء فالإسلام دين الشجاعة والثقة بالنفس يعلم أبناءه الحياء وليس الخجل والثقة بالنفس وليس الغرور .

الخوف :
- كوني نموذجًا للهدوء والاستقرار في تصرفاتك وأن تكون مخاوفك وقلقك بعيدة عن مرأى ومسمع طفلك .
- اغرسي الشعور بالأمن في نفس طفلك عن طريق التعاطف معه وفهم أفكاره ومشاعره ومشاركته فيها ومناقشته بالأمر إذا تعرض لشيء مخيف .
- استخدمي اللعب لتعليم طفلك كيفية التعامل مع الخوف والرسم أحيانًا فإن خاف من شيء فاجلبي له لعبة أو ساعديه على رسمه وإن خاف من الماء فإن اللعب به ومشاهدة الأطفال يلعبون به يجعله يألفه .
- ساعديه على مواجهة المواقف المخيفة بشكل تدريجي مثل زيارة طبيب الأسنان قبل الحاجة إليه أو سرد القصص الباعثة على السرور عندما يريد أن ينام .
- لا تتركي أيّ حادثةِ خوفٍ يتعرض لها دون مناقشة فيما حدث فهو قد ينسى ما حدث وبصورة لاشعورية بعد سنوات تكون مصدرًا للعقد النفسية إذا لم تناقشيه فيها وتزيلي أثرها .
- راعي طبيعة نمو طفلك خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة في رغبته للاستطلاع واستكشاف الأشياء المحيطة به دون أن تلجَئِي إلى المزيد من الأوامر والنواهي التي تجعله يحس أن الأشياء التي يحاول التعرف عليها مخيفة .
- لا تظهري قلقك عليه إن أصابه مرض أمامه أو تأخر عن الحضور إلى المنزل من المدرسة .
- اغرسي في حس ابنك الإيمان بالله ،واجعليه ينشأ على الروح الإيمانية فيسلم بقضاء الله، ولا يخاف إذا ابتلي ولا يهلع إذا أصيب ( إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعًا وإذا مسه الخير منوعًا إلا المصلين ).
- قصي عليه قصصًا من سيرة أبناء الصحابة مثل معاذ بن عمر بن الجموح ومعاذ بن عفراء مع أبي جهل .
- لا تحرمي طفلك اكتساب خبراته أو التعبير عنها بنفسه فتنشأ لديه نفس واهية تحتاج إلى من يتولى عنها كل أمورها فلا تبادري بالإجابة عنه إذا سئل عن اسمه أو عمره أو أي شيء آخر .
- لا تمارسي الحماية الزائدة على طفلك بحيث يفقد استقلاله ويكون جبانًا معتمدًا على غيره ولا تمارسي الإهمال والنبذ ؛ لأن ذلك يؤدي إلى شعوره بعدم الجدارة والاهتمام .
- لا تتوقعي الكمال من طفلك فيشعر طفلك بالخوف من أنّه لا يقدر على تلبية هذه التوقعات .
- لا تسرفي في عقاب طفلك ولا في النقد المستمر له لأن ذلك ينمي عنده الخوف والاستهانة بنفسه فيخاف ويحجم .

ضعف الثقة بالنفس :
- لا تقيمي الموازنات بين الأطفال متجاهلة أن لكل طفل شخصيته وقدراته وإن كان لا بد من الموازنة فبين الطفل ونفسه كأن تقولي له: أنت البارحة كنت ممتازًا في تصرفك في الموقف الفلاني .فما بالك اليوم؟
- اتركي شيئا من الحرية للطفل يتصرف من خلاله ليدرك ذاته حتى وإن أخطأ ،ولا تتدخلي في كل صغيرة وكبيرة من أموره كي يشعر باستقلال شخصيته .
- ركزي على الجوانب الإيجابية في شخصيته وأكثري من الاستحسان والتقدير ليدرك بشكل تدريجي قيمة نفسه وأكثري من عبارات الثناء على أعماله الطيبة لتنمية مفهوم الذات .
- أشركي طفلك في أعمال الخير والهوايات على قدر طاقته لرفع الروح المعنوية.
- إن كان عندك أكثر من طفل فخصصي يومًا لكل طفل يكون فيه محط اهتمام الجميع ويستحسن أن تستخدمي أسلوب الدور المعكوس معه أي يأخذ الطفل دور الوالدين ويستحسن أن تتحققي شيئا من رغباته في ذلك الدور في الحدود المعقولة .
أدخليه على الضيوف يلقي السلام، ويعرف باسمه، وإذا دخلت عليه حجرته ألقي السلام عليه .
- اجعليه يختار أشياءه بنفسه من بين مجموعة وجَدْتِ فيها أنت ما يناسبه .
وهناك الكثير من المشاكل السلوكية سنتعرض لها في مقال آخر- إن شاء الله - كالكذب والطمع والعدوان والسرقة وغيرها كثير .
المصدر : الإسلام اليوم

---------------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2013, 10:25 PM   #1467
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

كيف تجعل ابنك مطيعاً


فضل تأديب الولد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع) الترمذي و قال (ما نحل والد ولداً أفضل من أدب حسن ) الترمذي .
كيف تجعل ابنك مطيعا ً؟
نقصد بالولد/الذكر والأنثى, ومن كان دون الرشد و ليس رضيعاً, و إن كان لكل مرحلة سمات و أساليب في التعامل , لكن الحديث هنا عام بسبب صعوبة التفصيل لكل مرحلة على حدة , و منعاً للإطالة .
ما هي صفات الابن الذي نريد ؟
أن يتصف بصفات فاضلة أجمع العقلاء على استحسانها و جاء الشرع حاظاً عليها و أهمها ما يلي :
أ- الدين
نعني الابن صاحب القلب و الضمير الحي , و الابن موصول القلب بالله و المؤمن حقاً .
قال تعالى:
(والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ) الطور
و قال عليه الصلاة والسلام
: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد إذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب ), فصلاح القلب بالدين فإذا استقام دين المرء استقامت أحواله كلها .
قال تعالى (
ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماماً ) الفرقان
ب- كبر العقل
قال الشاعر:
يزين الفتى في الناس صحة عقله

و إن كان محظورا عليه مكاسبه
يشين الفتى في الناس قلة عقله

وإن كرمت أعراقه و مناسبه
يعيش الفتى بالعقل في الناس إنه

على العقل يجري علمه و تجاربه
و أفضل قسم الله للمرء عقله

فليس من الأشياء شيء يقاربه
إذا أكمل الرحمن للمرء عقله

فقد كملت أخلاقه و مآربه

وأشد ما يخشاه المرء الحمق, قال الشاعر :
لكل داء دواء يستطب به

إلا الحماقة أعيت من يداويها

ج - الطاعة :أن يستجيب لتوجيهاتك ويعمل ما يعلم أنك ترضاه و يترك ـ ما يريده ـ رغبة في تحقيق رضاك (إنما الطاعة بالمعروف ) وبالقدوة الحسنة يتربى الابن على صفات الأب الحسنه
د- حسن الخلق:
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) الحديث فالابن الحسن الخلق كثير الطاعة لله و لوالديه .
من الذي يصنع الرجال؟ من يحدد سمات الابن؟
لاشك أنه الأبوان حيث أنه كلما كانا قدوة حسنة لأبنائهم كلما كان صلاح الأبناء أقرب , ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود الا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) الحديث
و إذا كانا مسلمين كان الولد مسلماً , فصلاح الآباء سبب لصلاح الأبناء قال تعالى: ( وكان أبوهما صالحاً )الكهف .
1 ـ التنشئة المتدرجة :
- تنشئة الطفل شيئاً فشيئاً حتى يرشد قال تعالى (و لكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون) آل عمران.
تربيته و تعاهده حتى يشب و يقوى ساعده و يبلغ أشده مثال ذلك تربية إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام , ثم كيف استجاب لطلب والده بتنفيذ رؤياه بقتله إياه .
فلا بد من التنمية المتدرجة (التعليم للفعل المرغوب) ، التقويم للخطأ و الرد الى الصواب , و ذلك بأن تعمل على تعديل ما تراه من خطأ شيئاً فشيئاً , و لا تعجل فإن الإخفاق في التغيير الشامل ثقيل وله عبء على النفس قد يقعد بها عن السعي بما ينفع ولو كان هذا السعي قليلاً سهلا.
2 - بذل الحقوق للطفل ( اختيار الأم، التسمية الجيدة ، التعويد على الفضائل )
3- حفظ القرآن
فحفظ القرآن الذي به أكبر مخزون من المعارف التي تهذب النفس وتقوم السلوك و تحيي القلب لأنه لا تنقضي عجائبه, فكلما زاد مقدار حفظ الولد للآيات و السور زاد احتمال معرفته بمضامينها التي هي إما عقيدة تقود السلوك أو أمر بخير أو تحذير من شر أو عبر ممن سبق أو وصف لنعيم ( أهل الطاعة أو جحيم أهل المعصية ) .
4- التعليم قبل التوجيه أو التوبيخ :
( حيث أن البناء الجيد في المراحل المبكرة من حياة الطفل تجنبه المز الق وتقلل فرص الانحراف لديه مما يقلل عدد الأوامر الموجهة للطفل فمن الأوامر ما يوافق هواه وخاطره وباله ما يخالف ذلك,تدل الدراسات أن هنالك ما يقارب من 2000 أمر أو نهي يوجه من الجميع للطفل يومياً !! لذا عليك أن تقلل من المراقبة الصارمة له, و من التحذيرات, و من التوجيهات, و من الممنوعات, ومن التوبيخ التلقائي
نعم الطفل يحب مراقبة الكبار له لكنه ليس آلة نديرها حسب ما نريد !! . فلماذا نحرم أنفسنا من رؤية أبنائنا مبدعين ؟؟
و هناك أهمية بالغة في تربية الطفل الأول ليقوم هو بمساعدتك في تربية من بعده , لكن احذر (( كثرة الأوامر له و قلة خبرتك في التعامل مع الصغير لأنها التجربة الأولى لك و لأمه في تربية إنسان !!! )) .
وأنت تتعامل مع أخطاء ابنك تذكر ذلك:
أن الجزء الأفضل من ابنك لمََـا يكتمل بعد , و أن عقله وسلوكه وتعامله لم يكتمل بعد !!
هل فات الوقت المناسب للتربية ؟؟؟
الوقت باقي مادام الإبن دون سن الرشد.
ما الذي يقطع عليك الطريق إلى اكتمال ابنك بالصورة التي ترغب؟
هناك عدة أمور أهمها:
- ترك المبادرة إلى تقويم الأخطاء.
- القدوة السيئة
إذا شاهد الولد الأب أو الأم _ القدوة _ يكذب فلن يصدق الابن أبداً !! .
- إبليس
قال تعالى على لسان إبليس (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين)
- النفس الأمارة بالسوء
((وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)) يوسف .
- أصدقاء السو ء
ورد في الحديث ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير) هناك الكثير من أصدقاء السوء أوصلوا أصاحبهم إلى المهالك .
إذا سارت الأمور على طريق مختلف
أو تُرك الابن و أهمل و حدث الخلل !!
فما موقفك؟ عند الخلل في..؟؟؟ فلذة كبدك !!
ابنك من استرعاك الله إياه تذكر أنه صغير – ضعيف - قليل الخبرة – بسيط التجربة- يعايش ظروف تجعله غير مستقر بسبب مرحلته العمرية !
هنا لابد أن تلاحظ مايلي :
1- الأحداث مؤقتة.
2- ليس المهم ما الذي حصل لكن المهم كيف تفكر في الذي حصل
3- حاول أن تقلل التفكير في الإساءات أو الإزعاجات .
4- لا تترك وتتجاهل الأمور التي يفعلها وتزعجك .
5- لا تجعل رضاك متوقفا على أمر واحد .
6- أحذر النقد القاسي للأسرة والأبناء .
7- تذكر الذكريات الإيجابية .
8- لا تركز على صرا عات خاسرة .
9- علمه و لا تعنفه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف ) الحديث
10- تقبل ابنك مرحلياً بلا شروط .
11- الرضا التام قليل و نادر .
أدرك كل هذا حتى ترى طريق التربية الهادئة بوضوح .

ما لذي يفيد في جعل طاعة الابن لأوامر الأب أكثر ؟
هناك عدة وسائل أهمها :
أولاً: التربية على الاستقامة

مهم تربيته على الفرائض و محبة الخير وأهله و بغض المنكر و أهله , ورد في الحديث ( مروا أولادكم بامتثال الأوامر و اجتناب النواهي , فذلك وقاية لكم و لهم من النار ) .
ثانياً: أدنو منه
عند ما تريد توجيهه فاقترب منه أولاً حتى تلامسه لقول النبي صلى الله عليه وسلم للشاب الذي جاء يستأذنه في الزنى ( أدن مني ثم مسح على صدره ) الحديث .
إذا شعرت بقربك من الآخرين فانك سوف تشعر بالرضا عن نفسك .

ثالثاً : قويٍ العلاقة به
لا بد من بناء العلاقة الجيدة معه وتنميتها و صيانتها مما يعكر صفوها, فالعلاقة القائمة على الرحمة و الشفقة و التقدير و الصفح لها أثر كبير .
عندها ستقول : علاقاتي قربت مني الناس قاطبة !! وسوف تزيد من شبكة العلاقات الطيبة ؟
وجد أن العلاقة السامية لها ميزات كثيرة منها :
سرعة إنجاز العمل ، تسهيل الخدمة دون ضرر ، الاستعداد لأداء العمل برغبة، تذليل المشاكل إن وجدت .
و أن العلاقة العادية لها آثار منها :
تبادل الخبرات، حرارة اللقاء ، اكتساب عدد من الأصدقاء .
و العلاقة المؤقتة لها آثار منها :
إنجاز بطيء ، عدم الاكتراث بالمتكلم, تبادل الخبرات
أما العلاقة السيئة فأضرارها :
عدم أداء الخدمة برغبة, عدد قليل من الأصدقاء ,الترصد الأخطاء ، إنهاء اللقاء بأسرع وقت، عدم بروز العمل الجماعي .

رابعاً: قابله بالابتسامة و بطلاقة وجه :
تبسمك في وجه ابنك صدقة وقربى وتقارب للقلوب , فإن عمل الابتسامة في نفس الابن لا حدود لها في كسبه و استجابته لما تريد منه .
خامساً : مارس طلاقة الوجه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيء و لو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) الحديث . تعود على طلاقة الوجه مع أبنائك لأنه كلما كنت سهلا طليق الوجه كلما ازدادت دائرتك الاجتماعية معهم أو مع غيرهم, وكلما كنت فظا منغلقا كلما ضاقت دائرتك حتى تصبح صفراً . قال تعالى ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) آل عمران
الدور الذي تجنيه عندما تملك مهارة طلاقة الوجه :
1- تبعث هذه المهارة روح التجديد و النشاط .
2- تقضي على التوتر و الضغوط النفسية .
3- ينجذب إليك الناس . 4- تجعلك مقبولا لدى الناس .
5- تذيب السلوكيات غير المرغوبة مثل (الكبر ، الحسد، الحقد و العناد) .
6- تضفي روح التواضع . 7- تشعر عند تمثلك هذه المهارة بسهولة المؤمن و ليونته
8- تعيد روح الود و تبث روح المداعبة . 9- تكسبك الجولة في النقاشات الحادة .
سادساً: امنحه المحبة

المحبة تفعل في النفوس الأعاجيب و رسول الله خير قدوة في ذلك لأنه تحلى بأفضل خلق يتحلى به بشر فأحبه أصحابه محبة لم يشابهها محبة من قبل و لا من بعد , فهل يستطيع أحد أن يجاري فضائل النبي صلى الله عليه وسلم و أخلاقه و سجاياه التي حببته للناس و الدواب حتى الجماد , و يدل على ذلك قصة ثوبان رضي الله عنه ففي الحديث (أن ثوبان رضي الله عنه كان شديد الحب للنبي صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه أتاه ذات يوم و قد تغير لونه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ما غير لونك فقال يا رسول الله ما بي من مرض و لا وجع غير أني إذا لم أراك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك لأنك ترفع مع النبيين و إني إن دخلت الجنة فإن منزلتي أدنى من منزلتك , و إن لم أدخل الجنة لم أراك أبداً فنزلت الآية : ( و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً) النساء .
غريب أمر الحب في حياة الناس فلا أحد يشبع منه , وكل من يحصل عليه يشع بدفئه و صفائه على من حوله .
- ليس هناك أفضل من أن تظهر ذلك التقدير بأن تخبر شخصاًً ما مقدار اهتمامك به لقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال : أنه يحب فلاناً " هلاَ أخبرته أنك تحبه " الحديث .
- الدراسات بيَنت أن الذي لا يفعل ذلك قد تكون علاقته مع الآخر تنافسية و أفضل مكافأة للولد هو شعوره أن أمه و أبو يحبانه ويثقان به فعلا !!! عندها سوف يحبهما فعلاً لا لمصلحة ما.
- إذا أحبك الناس فانك بأعينهم كحديقة فيها شتى أنواع الزهور ذات الرائحة الفواحة .
كل طفل يحب أن يكون محبوباً و مُحباً و إلا فإنه سوف يلجأ إلى إزعاج من حوله لتنبيههم لحاجته إلى الحب
سابعاً: عليك بالهدوء
تحلى بالهدوء و الحلم و الرفق ورد في الحديث ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نزع من شي إلا شانه)
لا تجعل جفوة والدك _ أن وجدة _ عليك صغيراً سبباً في تعاسة ابنك مستقبل
ثامناً : عامله بالثقة و التقدير و التقبل.
أشعره بمدى أهميته بالنسبة لك , و بثقتك به , فإن شخصيته تتحدد بحسب ما يسمع منك من أوصاف تصفه بها فإذا كنت تصفه دائما بالذكاء فإنك ستجده ذكياً , و إن كنت تصفه بالبخل فستجده مستقبلاً بخيلاً شحيحاً و هكذا فكن واثقاً من نفسك و اجعل ابنك واثقاً من نفسه حتى يكون لنفسه مفهوماً جيداً و ايجابياً .
فقد ثبت أن الأيمان الراسخ في قدراتنا الذاتية يزيد من الرضا في الحياة بنسبة 30 % و يجعلنا أكثر سعادة ! و أقدر على النجاح , و كن متفائلاً..!ّ و واقعياً في توقعاتك إن السعداء من الناس
لا يحصلون على كل ما يريدون !!! و لكنهم يرغبون في كل ما يحصلون عليه
فنظرتك لنفسك سوف تجدها واقعاً بفعل الإيحا النفسي , سواء اعتقدت أنك تستطيع أو لا تستطيع فأنت على حق في كلتا الحلتين فاجعل ابنك واثقاً من نفسه و في قدراته و لا تحطمها _ بقلة الثقة به _ قبل أن يبرزها للوجود .
و لكن لا تكن مفرطا في الثقة !! و اعلم أن التقدير الإيجابي للذات مهم في تربية الرجال ليحققوا ذوات هم على حقيقتها بعيداً عن تحطيم الشخصية الذي قد يمارسه الكبار مع الناشئة .

تاسعا : اجعل لابنك هدفا في الحياة
تشير الدراسات أن من أفضل أدوات التنبؤ بالسعادة هي فيما إذا كان الإنسان يعتقد أن هناك هدف في حياته ؟؟؟ , بلا أهداف محددة نجد أن سبعة أشخاص من بين عشرة يشعرون بعدم الاستقرار في حياتهم .
عاشراً: احرص على تماسك أسرتك
فـعبارة _ إنني أعيش مع زوجي من أجل الأطفال _ احذر أن يسمعها ابنك من أمه حتى لا يشعر بمدى التفكك الحاصل بين والديه _أن وجد _ فيضعف بسبب ضعف الأسرة ذلك الركن الذي يركن إليه_ بعد الله _ و يرتاح .
حادي عشر : تعرف على صفات ابنك :
لابنك صفات تختلف عن صفات الكبار أهمها :
1- يميل الصغير دائماً إلى أن يحصل على رضى الكبار المهمين في حياته .
2- الثناء و الثقة و التقدير تؤثر على سلوكه أكثر من التوبيخ و الزجر .
3- عادة ما يستقبل الابن أوامر الوالدين بمنتهى الحب والرغبة في التنفيذ و لكن قد يرتبك عندما يتلقى الأوامر بعصبية أو فتور أو استهجان فيتخيل أنه كائن غير مرغوب فيه أو أن والديه قد قررا التخلي عنه أو أنهما ضاقا ذرعاً به و أنه مصدر إزعاج لهما , و هذا الارتباك قد يؤدي به إلى عدم تنفيذ الأوامر الصادرة عنهما .
4- و الولد يُحبُ أن يقوم هو بالجز الأكبر من العمل فإذا زاد عليه الإلحاح ظهر عليه العناد
5- و يحارب كثير من الأبناء من أجل أن يلعب باللعب المحبب لديه .
6- الكبار عندما يصرخون في وجه الصغير هي دعوة له ليتحدى الكبار _ خاصة إذا كانت الأوامر متناقضة , و أن يستمر في السلوك السيئ ويتمادى فيه ليعرف لأي درجة يمكن أن يصل الصراع بينه وبين الكبار .
7- الطفل يمتلك قدرة هائلة على تحمل والديه فهو أطول منهما نفساً عند العناد و التحدي.
8- الأولاد يحتاجون قدراً من الحرية ليختاروا نوع النشاط الخاص بهم .
9- الولد بحاجة أن تعلمه كل جديد دون أن تكرهه عليه .
10- الطفل يدرك مشاعرك تجاهه ويركز عليها ولا يهتم للتوجيه إذا كانت المشاعر تجاهه سلبية _ وقت لخطأ الذي يرتكبه _ مثل الغضب منه أو الحيرة تجاه سلوكه .
مثال ذلك :-
عند ما يجري أمامك ليفتح الباب ثم تصطدم رجله بإناء فينكسر الإناء إذا كان رد فعلك أن تغضب تنفعل فإنه لن يستقبل أي معلومة أو توجيه . أمَا إذا ضبطت نفسك و حاورته بهدوء ووجهته كيف يجب أن يجري مستقبلاً داخل الصالة فإن الرسالة سوف تصل إليه و معها احترامك له وتقديرك لأخطائه التي لا يجد هو نفسه مبرراً لها. و قد يكون منزعجاً منها ولا يرغب في تكرارها دون أن تحدثه عن الخطأ الذي ارتكبه !!! .
11- يحتاج إلى الرعاية الممزوجة بالثقة فلا تكن مفرطاً في الوقاية له من أخطار ما يتعامل معه من ألعاب أو مهام .
12- الصغار لا يحبون ما يشعرهم بالعجز أمام الكبار , و من ذلك إثارة العواطف عند الحديث معهم كقولك إني أخاف عليك من كذا إني مشفق عليك من كذا , فلا نجني من إثارة العواطف معهم إلا الإعراض أو العناد.
13- الولد تتوسل إليه فيعاندك و تتحدث معه كصديق فيطيعك !!! بسبب المنافسة على قلب الأم و البنت على قلب الأب .
14- يحب الصغار أن تتضمن الأوامر الصادرة من الكبار معنى إمكانية المساعدة منهم له .
15- النفاق مع الابن لا يفيد لأنه قادر على اكتشاف حقيقة الأمر !!! .
16- استجابة الولد تتأثر بالوقت و العبارات , فاختر الوقت المناسب للتوجيه أو النقد وكذلك العبارات المناسبة .
اعلم !!!
أن هناك من هو أقدر منك على كسب ود ابنك فالجد و الجدة أقدر على التعامل المعقول مع الأبناء بسبب أن الوقت بالنسبة لهم وقت حصاد و لعدم تأثرهم بالانفعالات الناتجة عن تصرف الصغير و لقدرتهم على النزول لمستواه و لوجود الخبرة الكافية لديهما , وعلى أساس أن الصغير عندهما صاحب حق في إجابة رغبته المعقولة , و الآباء و الأمهات ينتابهم الخوف على مستقبل الولد و فيختلط لعبه _ الأب / الأم _ مع الابن برغبته / رغبتها في التوجيه و عدم الصبر و ضيق الوقت فتصدر الأوامر المختلطة بالتهديد , وكذلك الأقارب والغرباء يستطيعون أن يحققوا تواصلاً جيداً في الغالب مع الصغير فيكون مطيعاً لهم فما هو السبب !! تأمل ستجد أن نوع العلاقة التي أنشئت تختلف عن العلاقة التي بينك وبينه غالباً.
لاحظ !!!
أنك لست دائماً على حق و أنت تتعامل مع مشكلات أبنائك , فاجعل عقلك هو ارتكاز السهم !!! .و ليس عاطفتك ؟ .

ثاني عشر : عوده على الحوار :
تفاهم فالحوار الهادئ هو أساس الامتزاج و الاندماج لا بد أن يُعطي فرصة لسماع ما لديه ثم محاورته بهدوء و بمنطقية و عقلانية , لأنه قد لا يعرف الكثير من المعلومات عن سلبيات الأمر الذي و قع فيه و لا ايجابيات تركه , لأنه لم يخبر من قبل بذلك , أو أنه قد نسي ما تعلم , أو كسل عنه .
حدد ما الذي يجعلك حزيناً أو سعيداً وبلغ به في وقت الهدوء فقط
ابحث عن مراكز القوة لديه و أبرزها له و امتدحه فيها و لا تشعره بالضعف أبداً.
البدء بالثناء عليه و مدحه و التركيز على الأمور التي يتقنها
افتح المجال للحوار و افتعال المواقف لذلك .
ابحث عن السبب الحقيقي لما دفعه لفعل ذلك الأمر ثم وجه أو وبخ أو عالج و قد تلوم نفسك على تقصيرك إذا كنت منـصفاً . مهم إيجاد جو مناسب للحديث عن المخالفات , و ذلك بعد أن تهدأ الأمور لأن الولد لا يدرك سلبيات فعله للصواب ولا إيجابيات تركه للخطأ .
إذا أخطأ لا تركز على إظهار مشاعر السخط أو الضجر, بل ركز على إيضاح التصرف المطلوب منه مستقبلاً في مثل هذا الموقف مع مراعاة أن تكون هادئ وغير منفعل.
مثال:
( سلوك رفع صوته في وجهك متذمراً ) فعل لابد أن تُعرِفه بسلبياته و إيجابياته ثم تناقشه في وقت هدوءه وارتياحه و إقباله , و ابدأ بالثناء عليه يما يستحق الثناء بأي فعل آخر , و طالبه بأن يكون في موضوع احترام الوالدين كما هو في ذلك الأمر ( الممدوح فيه ) لاحظ أنه من الضروري أن يكون إدراكه للموضوع محل الحوار مشابه لإدراكك أنت و أنه فهم منك ما تعنيه فعلاً و أن تركيزه على ما تقول مناسب جداً حتى تستطيع أن تطالبه مستقبلا بتنفيذ ما عرفه منك من صواب في هذا السلوك .
من المفيد أن يسمع حوارا عن المشكلة _ محل النقاش _ من شخص أخر محايد و قد يفيد افتعال موقف يجعله يسمع الحوار على أنه من غير قصد منك , أو أن يشعر أن الحديث ليس موجها إليه هو بالذات .
إذا لا تواجه المشكلات منفرداً فمساهمة أي شخص آخر في معالجة الأمور مهم .
كمخلوق اجتماعي تحتاج إلى أن تناقش مشكلاتك مع أشخاص آخربن ممن يولونك و توليهم اهتماما خاصا , أو ممن مر بنفس المشكلة أو من أصحاب الخبرة .

مستشارو القروض المالية يقولون :
إن الشيء الوحيد الذي يحققه إخفاء مشكلاتك هو ضمان عدم مساعدة غيرك لك في الحل .
اسمع ما لديه أو اجمع معلومات . ماذا يدور في خلده ؟ ما هي رؤيته للمشكلة ومن يؤثر عليه ؟ و ما هي المعلومات التي تصل إليه ؟
ثالث عشر: استغل الصداقة.
لماذا الصداقة .؟ , الصداقة لا بد له منها , وأنت تستفيد منها , كإيصال رسالة لا تستطيعها , و قد تجد عند الصديق الكثير من الدعم و المشاركة للأفراح و الأحزان .الصداقة على التقى تهزم المال , و إذا أردت أن تعرف هل فلان سعيد فلا تسأله عن رصيده في البنك ولكن سله عن علاقته بربه ثم عن عدد أصدقائه الذين يحبهم ويحبونه
رابع عشر : أغلق التلفاز
و لكن بحكمة و أوجد بديلاً يساعد على تحقيق أهدافك.!!!
التلفاز ما هو إلا حشوت الكريمة التي تبعدك عن جوهر الطعام , يقطع فرص التواصل الطبيعية , يسرق وقتنا ولا يعيده أبداً , افتحه عندما يكون هناك ما يستحق المشاهدة , إنه يفرض علينا ما نشاهد ولا نختار ما يجب أن نشاهد !! مثل من يدخل السوق و يشتري كل ما يراه أمامه ثم عندما يعود لداره يكتشف ضعف نفسه وقلة عقله .
لا تقبل الصورة التي ينقلها لك التلفاز أو الناس من حولك .

خامس عشر : آخر العلاج الكي
عندما تسير الأمور على خلاف ما تراه ! ولم تتيقن الخطأ ..! , لا تفترض أن هناك خطأ كبيراً يستحق العقاب ! أو أنه فعل ذلك لتحقيق مصلحة شخصية فردية له !, أو أنه كان يريد النيل منك !,
افترض أنه محق.! أو مجتهد معذور .! , أو مخطئ يحتاج التوجيه. !
و أحذر العقاب وقت الغضب فلا تجعل كتفه ملعباً تلهو فيه _ بكرة القلق الزائد الموجود لديك , العقاب المثمر هو ما تضمن التالي:
1- تعليم السلوك المرغوب فيه و التحذير من السلوك المرفوض وذلك قبل الوقوع في الخطأ .
2- الاتفاق على العقوبة حال الخطأ , بحيث تكون مناسبة لحجم الخطأ .
3- أن يفهم أن هذا خطأُ يستحق العقوبة عليه .
4- أن يدرك أن العقوبة متجهة للسلوك و ليس لشخصه هو .
وأخيراً تأكد من أنه أدرك خطأه حتى لا يكون للعقوبة أثر سلبي يجلب العناد أو التمرد .
كن حكيماً في عقدك للمقارنات
في الواقع أنه لم يتغير شيء نتيجة للمقارنة !!! الاَ أن شعورنا تجاه حياتنا يمكن أن يتغير بشكل كبير بناء على تلك المقارنة , فكثير من حالات الشعور بالرضا أو عدم الرضا تعود إلى كيفية مقارنة أنفسنا بالآخرين من هم أفضل منا أو قل حظاً منا ! في تربية أولادهم .
فوض غيرك ينكر عليه بالأسلوب المناسب إذا وقع في منكر .
عليك أن تبقى دائماً مع الحقيقة و تسعى جاهداً على تحسين الأمور ! كل يحلم بأسرة مثالية ولكن ينجح في تحقيق شيئاً من ذلك الواقعيين منهم !! .
إذا لم تكن متأكداً . ليكن تخمينك على الأقل .. إيجابيا انتبه فقد تحصل على ما تريد بأبسط طريق.
افعل ما تقول أنك ستفعله . لا تكن عدوانياً . لا تفكر في مبدأ ( ماذا لو ) . طور اهتماماً مشتركاً مع الابن و لاعبه . اضحك معه ومازحه . لتكن حمامة سلام . لا تساوم على أخلاقياتك . لا تشتري السعادة بالمال فقط .
أخيراً تذكر أن مشوار التربية طويل و البداية الصحيحة تختصره و وتضفي عليه طعماً مختلفاً ,
و اطلب العون من الله و استعن ولا تعجز و لا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا و لكن جدد و و اصل العمل و قل قدر الله و ما شاء فعل ثم ابذل السبب .
و الحمد لله رب العالمين

المصدر موقع المربي
----------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2013, 10:48 PM   #1468
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أطفالنا ومعاني الرجولة ..



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه وبعد:
فإنّ مما يعاني منه كثير من الناس ظهور الميوعة وآثار التّرف في شخصيات أولادهم، ولمعرفة حلّ هذه المشكلة لابد من الإجابة على السّؤال التالي: كيف ننمي عوامل الرّجولة في شخصيات أطفالنا؟
إن موضوع هذا السؤال هو من المشكلات التّربوية الكبيرة في هذا العصر، وهناك عدّة حلول إسلامية وعوامل شرعية لتنمية الرّجولة في شخصية الطّفل، ومن ذلك ما يلي:

الـتـكـنـيـة
مناداة الصغير بأبي فلان أو الصغيرة بأمّ فلان ينمّي الإحساس بالمسئولية، ويُشعر الطّفل بأنّه أكبر من سنّه فيزداد نضجه، ويرتقي بشعوره عن مستوى الطفولة المعتاد، ويحسّ بمشابهته للكبار، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكنّي الصّغار؛ فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: { كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ – قَالَ: أَحسبُهُ فَطِيمًا – وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟! } (طائر صغير كان يلعب به) [رواه البخاري: 5735].
وعَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ قالت: { أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ ( الخميصة ثوب من حرير ) فَقَالَ: مَنْ تَرَوْنَ أَنْ نَكْسُوَ هَذِهِ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ، قَالَ: ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ. فَأُتِيَ بِهَا تُحْمَلُ ( وفيه إشارة إلى صغر سنّها ) فَأَخَذَ الْخَمِيصَةَ بِيَدِهِ فَأَلْبَسَهَا وَقَالَ: أَبْلِي وَأَخْلِقِي، وَكَانَ فِيهَا عَلَمٌ أَخْضَرُ أَوْ أَصْفَرُ فَقَالَ: يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَاه، وَسَنَاه بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنٌ } [رواه البخاري: 5375].
وفي رواية للبخاري أيضاً: { فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الْخَمِيصَةِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَيَّ وَيَقُولُ: يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَا، وَالسَّنَا بِلِسَانِ الْحَبَشِيَّةِ الْحَسَنُ } [رواه البخاري: 5397].
أخذه للمجامع العامة وإجلاسه مع الكبار
وهذا مما يلقّح فهمه ويزيد في عقله، ويحمله على محاكاة الكبار، ويرفعه عن الاستغراق في اللهو واللعب، وكذا كان الصحابة يصحبون أولادهم إلى مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ومن القصص في ذلك: ما جاء عن مُعَاوِيَةَ بن قُرَّة عَنْ أَبِيهِ قَالَ: { كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ.. الحديث } [رواه النسائي وصححه الألباني في أحكام الجنائز].
تحديثهم عن بطولات السابقين واللاحقين والمعارك ا لإسلامية وانتصارات المسلمين
لتعظم الشجاعة في نفوسهم، وهي من أهم صفات الرجولة، وكان للزبير بن العوام رضي الله عنه طفلان أشهد أحدهما بعضَ المعارك، وكان الآخر يلعب بآثار الجروح القديمة في كتف أبيه كما جاءت الرواية عن عروة بن الزبير { أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ: أَلا تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي إِنْ شَدَدْتُ كَذَبْتُمْ. فَقَالُوا: لا نَفْعَلُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ ( أي على الروم ) حَتَّى شَقَّ صُفُوفَهُمْ فَجَاوَزَهُمْ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلاً فَأَخَذُوا ( أي الروم ) بِلِجَامِهِ ( أي لجام الفرس ) فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ عَلَى عَاتِقِهِ بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْر، قَالَ عُرْوَةُ: كُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيرٌ. قَالَ عُرْوَةُ: وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ وَوَكَّلَ بِهِ رَجُلاً } [رواه البخاري: 3678].
قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث: وكأن الزبير آنس من ولده عبد الله شجاعة وفروسية فأركبه الفرس وخشي عليه أن يهجم بتلك الفرس على ما لا يطيقه، فجعل معه رجلاً ليأمن عليه من كيد العدو إذا اشتغل هو عنه بالقتال. وروى ابن المبارك في الجهاد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير "أنه كان مع أبيه يوم اليرموك , فلما انهزم المشركون حمل فجعل يجهز على جرحاهم" وقوله: " يُجهز " أي يُكمل قتل من وجده مجروحاً, وهذا مما يدل على قوة قلبه وشجاعته من صغره.
تعليمه الأدب مع الكبار
ومن جملة ذلك ما رواه أَبو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: { يُسلِّمُ الصَّغِيرُ على الكبِيرِ، والمارُّ على القاعِدِ، والقليلُ على الكثِيرِ } [رواه البخاري: 5736].
إعطاء الصغير قدره وقيمته في المجالس
ومما يوضّح ذلك الحديث التالي: عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: { أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلامٌ أَصْغَرُ الْقَوْمِ وَالأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارهِ فَقَالَ: يَا غُلامُ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ الأشْيَاخَ؟ قَالَ: مَا كُنْتُ لأوثِرَ بِفَضْلِي مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ } [رواه البخاري: 2180].
تعليمهم الرياضات الرجولية
كالرماية والسباحة وركوب الخيل وجاء عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: { كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ أَنْ عَلِّمُوا غِلْمَانَكُمْ الْعَوْمَ } [رواه الإمام أحمد في أول مسند عمر بن الخطاب].
تجنيبه أسباب الميوعة والتخنث
فيمنعه وليّه من رقص كرقص النساء، وتمايل كتمايلهن، ومشطة كمشطتهن، ويمنعه من لبس الحرير والذّهب. وقال مالك رحمه الله. "وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَلْبَسَ الْغِلْمَانُ شَيْئًا مِنْ الذَّهَبِ لأَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، فَأَنَا أَكْرَهُهُ لِلرِّجَالِ الْكَبِيرِ مِنْهُمْ وَالصَّغِيرِ" [موطأ مالك].
تجنب إهانته خاصة أمام الآخرين
عدم احتقار أفكاره وتشجيعه على المشاركة
إعطاؤه قدره وإشعاره بأهميته

وذلك يكون بأمور مثل:

(1) إلقاء السّلام عليه، وقد جاء عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى غِلْمَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ } [رواه مسلم: 4031].
(2) استشارته وأخذ رأيه.
(3) توليته مسئوليات تناسب سنّه وقدراته.
(4) استكتامه الأسرار.
ويصلح مثالاً لهذا والذي قبله حديث أَنَسٍ قَالَ: { أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ قَالَ: فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ فَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّي، فَلَمَّا جِئْتُ قَالَتْ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَةٍ. قَالَتْ: مَا حَاجَتُهُ؟ قُلْتُ: إِنَّهَا سِرٌّ. قَالَتْ: لا تُحَدِّثَنَّ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدًا } [رواه مسلم: 4533].
وفي رواية عن أَنَسٍ قال
: { انْتَهَى إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا غُلامٌ فِي الْغِلْمَانِ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَأَرْسَلَنِي بِرِسَالَةٍ وَقَعَدَ فِي ظِلِّ جِدَار- أَوْ قَالَ إِلَى جِدَار - حَتَّى رَجَعْتُ إِلَيْهِ } [رواه أبو داود في كتاب الأدب من سننه، باب في السلام على الصبيان].
وعن ابْن عَبَّاسٍ قال: { كُنْتُ غُلامًا أَسْعَى مَعَ الْغِلْمَانِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِنَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفِي مُقْبِلاً فَقُلْتُ: مَا جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلا إِلَيَّ، قَالَ: فَسَعَيْتُ حَتَّى أَخْتَبِئَ وَرَاءَ بَابِ دَار، قَالَ: فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى تَنَاوَلَنِي فَأَخَذَ بِقَفَايَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً ( ضربه بكفّه ضربة ملاطفة ومداعبة ) فَقَالَ: اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ. قَالَ: وَكَانَ كَاتِبَهُ فَسَعَيْتُ فَأَتَيْتُ مُعَاوِيَةَ فَقُلْتُ: أَجِبْ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ عَلَى حَاجَةٍ } [رواه الإمام أحمد في مسند بني هاشم].
وهناك وسائل أخرى لتنمية الرجولة لدى الأطفال منها:
(1) تعليمه الجرأة في مواضعها ويدخل في ذلك تدريبه على الخطابة.
(2) الاهتمام بالحشمة في ملابسه وتجنيبه الميوعة في الأزياء وقصّات الشّعر والحركات والمشي، وتجنيبه لبس الحرير الذي هو من طبائع النساء.
(3) إبعاده عن التّرف وحياة الدّعة والكسل والرّاحة والبطالة،وقد قال عمر: اخشوشنوا فإنّ النِّعَم لا تدوم.
(4) تجنيبه مجالس اللهو والباطل والغناء والموسيقى؛ فإنها منافية للرّجولة ومناقضة لصفة الجِدّ.
هذه طائفة من الوسائل والسّبل التي تزيد الرّجولة وتنميها في نفوس الأطفال، والله الموفّق للصواب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

-----------
د/محمد بن صالح المنجد
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2013, 11:27 PM   #1469
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

محاكمــــة بأطـــراف اللســــان




بسم الله الرحمن الرحيم
ذاب كالملح بغير أثر .. وترك فؤاداً يجتاز مسافات الحيرة .. ويقيس عمق الأسباب بالاجتهاد .. ثم تمشي بها النفس في دهاليز الاحتمالات .. وفيها علامات عدة منها الموت .. ولو صدق ذلك الاحتمال فهي للموت أقرب منه .. ولكنها تتنبه إلى حيلة إبليس في وساوسه فتطرد الوساوس .. ثم ترى الأنسب في مقولة أن للغائب حجة متى ما كان في حالة سبات .. ولكن متى ما حضر الغائب فحينها لكل مقام مقال .. والغائب في مرحلة أغلق فيها كل منافذ الأسباب .. حتى أنه لم يلمح يوماً بتلميحه أو إشارة .. وقد يكون لقلبه تحولاً .. وتلك حيلة أخرى من إبليس يرفضها قلبها جملة وتفصيلاً .. والساحة حالياً مربكة ولا تحتمل المزايدات في اتهامات بخيانة أو بغـدر .. هل يعقل ذلك ؟؟ .. تسأل نفسها مراراً وتكراراً .. فإذا بإبليس يجيبها بسرعة .. وما الذي يمنع ذلك ؟؟ !! سؤال يقابل بسؤال في مرحلة شك .. مما يوقد شرارة لخصام .. ثم تكبح نفسها بالصبر .. وتحاول أن تزجر إبليس حتى يكون خارج الصراع .. ومن حيلة إبليس دائماً إظهار الانصياع ثم الإقدام لمرحلة جديدة .. قاومت تكهنات إبليس كثيراً .. ولكنها في عمقها بدأت تجاري مشاوير الشك .. وترى أن في الأمر إنـة وألف إنـة .. فأين معاني التقدير من قلب نال منها الإحسان دون جرح .. وأين مقامها في قلب إنسان منحته حبها بغير حد .. كيف رضي أن يتركها في ظلام دون أثر .. ذاك إجحاف بكل المعايير والموازين .. ونجح إبليس في ظنه وقد أشعل ناراً في قلب اجتهد كثيراً في الصبر .
وفي ذات يوم حجبت فيه الشمس بتراكمات السحب .. ورقصت فيه نسمة عليلة فوق رياض الحسن .. وانفلتت من يد الغيوم حبات مطر .. كبيرة في أحجامها .. تختار صفحة الأرض هنا وهناك .. وكأنها هاربة من سطوة قناص .. تضرب الأرض بشدة بعشوائية هالكة .. ثم بعدها تتمكن الغيوم من السيطرة مرة أخرى وتمنع المزيد من الهروب .. فلا يستطيع احد أن يحكم بأن اليوم ماطر .. ولا يستطيع احد أن يحكم بأن اليوم جدب .. صورة من الطلاسم ترسمها الطبيعة .. وفي صورة مماثلة من الألغاز ظهر لها من جديد .. وتقدم نحوها وفي خطواته الحذر الشديد .. لا يتجرأ كسابق عهده في إظهار الهيام .. ومد لها يداً متخاذلة مترددة وخائفة أن ترتد في خسران .. ولكنها لم تلمك اللحظة في اتخاذ قرار .. فمدت يدها بفتور .. والتقت اليدان فوق حافة الاستفهام .. لم يقل حرفاًً يبرر الغياب ولكن كان هناك حوار :
قالت له : هل تعلم أنك ظالم جاحد ؟؟ .
فقال لها : وأنا اقر بذلك دون تحفظ أو نقاش .
فقالت له : وذاك أقرار فيه جرأة يستوجب القصاص .
فقال لها : وفي ذلك نحن نأخذ كل حكم يصدر منكم عدلاً وإن كان جوراً .
فقالت له : ويحك !! أراك تفقد الكبرياء .. ولا تحاجج بقوة .
فقال لها : لأنني أعلم بأن حججي لا أملكها لنفسي .. ولا أريدها داعمة لشأني .. وفقط أريده حكماً
منكم فيه الرأفة مشفوعاً بغير أدلة وبراهين .
فقالت له : تلك مراوغة لا تفيد الأحكام .. وقد أغلقت منافذ العواطف منذ ذاك الغياب المجهول .. ثم
استدركت فجأة .. وقالت وهل تقبل بأن تنفذ الأحكام بنفس تلك الجرأة بالإقرار ؟؟ .
فقال لها : وقد سبق القول منا بالقبول عدلاً أو جوراً .
فقالت له : فإذن إليك أتلوا قراري بالحكم .. فأنا أريد أن أعرف أسباب الغياب !! .
فقال لها : إلا ذاك .. فذاك سر مقدس لا أملك الخيار بالبوح به .
فقالت له : ومن هنا تبدأ نقطة الافتراق لطريقين .. وكل طريق يأخذ شانه .
فقال لها : وهل الحكم يقبل منكم الاسترحام والاستئناف ؟؟
فقالت له : فما بال من يقبل الحكم عدلاً أو جوراً ؟
وسكت شهريار عن الكلام المباح .

-----------------

للفايدة


التعديل الأخير تم بواسطة الفقير الي ربه ; 21-03-2013 الساعة 11:36 PM.
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-2013, 12:01 AM   #1470
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الغـريق الـذي يخشـى البــلل







بسم الله الرحمن الرحيم
سنوات .. حتى كلت السنوات في مجاراته بالمواساة والتكرار .. والقلب يصر على ظبية هي بـدر أنار الفؤاد .. ولا يريد أن ينسى أو يحاول الفرار .. تلك ظبية ملكت أحلامه وعاشت في خياله بأحلى الذكريات .. غير أنها لا تدري به لأنه لم يلمح لها يوماً أو يرسل لها العنوان .. فهي لا تدري بوجوده في جملة الأعيانأكملت النفس حيلتها .. ولم تخرج إلا خائبة من كل محاولة .. والعلة في ذلك أنها تحب ولكنها تستحي بشدة .. ولا تملك الإقدام والشجاعة لتبكي جهاراً .. منذ عهود وهو يتجول في سواحل الأشواق .. ولا يتجرأ ليجتاز ذاك البحر .. والنفس تحذره بأن ذاك البحر عميق وأمواجه قاتلة .. وتياراته عاصفة لمن لا يملك السابقة في غور البحار .. حديث نفس لا تثق في الخطوات .. وأحلام ضعيف لم يجرب من قبل منابر الأسرار .. سار في دروب الخوف منذ .. فكيف تدري به وهو لم يكن يوماً قد أشار لها بالبنان .. غائب هو في قواميسها .. والاسم والرسم عندها مفقود عند البيان .. ساحل يحب ويتوق ويشتاق ويحلم .. وساحل يملك البراءة من كل لوم أو عتاب .. ومن يلوم قلباً غير مولود وموجود إنما يلوم الهوى بغير برهان .. وهو كعادته يجول في رحاب التوهان .. يلوم النفس تارة ويلوم القلب تارة لأن القلب هو سبب الأحزان .

رأته من بعيد غجرية قارئة كف .. ثم أشارت إليه بالاقتراب .. عرفته من تردده وعرفته من تخاذل الخطوات .. أقدامه تشتكي من كثرة الاضطراب وعنقه يشتكي من كثرة الالتفات .. أتى إليها والنفس تجادله بالاستحياء .. فطلبت منه أن يمد كفه فأطاعها ومد لها الكف دون رفض أو امتناع .. نظرت في الخطوط ثم نظرت من جديد .. فقالت ويحك يا هذا أرك تحمل أثقال الجبال .. وكلك يشتكي من كثرة الترحال .. أتخاف الأعماق أم تخاف الأمواج .. وكيف يجتاز البحر من لا يملك عدة الإبحار ؟؟ . تقف السنوات في ساحل ليقبل إليك ساحل وأن تدري جيداً أن السواحل لا تلتقي إلا بالمعابر والجسور .. وأنت ليس بذاك البطل الجسور .. ولماذا لا تتجرأ وتسمح للعيون بأن تبوح بما تريد ؟؟ .. فقال لها : هناك آخرون من الحواس .. وكل يريد البوح بما يريد .. فلو سمحنا لها لعمت الفوضى ساحة التنزيه .. فقالت يا هـذا !! ( أكلك في المنام لا يقنيك عن الطعام ) .. أنت غارق في عمق غرام ثم تخشى طوق النجاة !! .. وتلك لعمري من أعجب ما تناولته خطوط الكف بالقراء .. كم من كفيف ينتظر الحظ فيأتي الحظ لديه فلا يدري به حتى يرتحل .. وكم من قلوب تقف في السواحل تنتظر قلوباً وخطوة كانت كفيلة بأن تلتقي .. ولكنها لا تلتقي حتى ترحل قاطرة الأعمار .. وتلك محنة من يعيش الحزن وحيداً في ظمأ ويريد أن يشرب من كفوف الآخرين .. يا هذا أنصحك بأن تعود للبحر وأن تجتهد في الاجتياز .. ولا تخشى من الغرق وأنت تمـوت منذ سنوات .. وما حالك بأفضل من ميت ينازع الرمق في كل اللحظات .. فقال لها : قد يكون الساحل قد نال منه محظوظ وأنا لا أريد الانتحار .. فنظرت في الخطوط من جديد .. ثم نظرت وبصرت .. فقالت له ويحك أسرع فهناك من يقف عند الباب !! .. والكف يفقد الجرأة في تحدي الأخطار .. ولا يستطيع الخط أن يجادل في قوة الأقدار .. فهي قد تكون لك أو قد تكون لذلك المغوار .. ثم تنهدت وأطلقت حرية الكف بإصرار .. تاركة الساحة له أكثر قتامه وسواد . وهو ما زال كعادته يقف حائراً يراقب ساحلاً هناك .. وهناك علامات في الآفاق بإعصـار .. فلا تملك الغجرية ترياقاً لمن لا يملك الإقدام .. ولا يملك الطب دواءً لداء ينازع في الأحلام .

-----------------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 12:47 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved