|
تقول "حاشا ان يكون اسود السواد الذي تذكره انت" . يا أخي, فكرتك و نظرتك تجاه هذا اللون العربي الأصيل نظرة العجم تجاهه. كلامك يذكّرني كلام مقوقس - ذاك العجمي - عندما رأى سواد عبادة بن الصامت الخزرجي الأزدي من ولد عمرو بن عامر. ماذا قال مقوقس؟ هنا القصة:
بعث عمرو بن العاص عشرة نفراً الى مقوقس أحدهم عبادة بن الصامت، وكان طولة عشرة أشبار ، وأمره أن يكون متكلم القوم ، ولا يجيبهم إلى شئ دعوه إليه إلا إحدى هذه الثلاث خصال (إما أن دخلتم فى الإسلام ..فكنتم أخواننا وكان لكم ما لنا , وإن أبيتم فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون .. وإماجاهدناكم بالصبر والقتال حتى يحكم الله بيننا وبينكم وهو خير الحاكمين) فإن أمير المؤمنين قد تقدم إلى فى ذلك وأمرنى أن لا أقبل شيأً سوى خصلة من هذه الثلاث خصال ، وكان عبادة بن الصامت أسود، فلما ركبوا السفن لمقوقس ودخلوا عليه ، تقدم عبادة فهابه مقوقس لسواده ، وقال : " نحوا عنى هذا الأسود وقدموا غيره يكلمنى " ، فقالوا جميعاً : " أم هذا الأسود أفضلنا رأياً وعلماً ، وهو سيدنا وخيرنا ، والمقدم علينا ، وإنما نرجع جميعاً إلى قوله ورأيه ، وقد أمره الأمير دوننا بما أمره وأمرنا ألا نخالف رأيه وقوله".
وقال مقوقس : "كيف رضيتم ان يكون هذا الأسود أفضلكم وإنما ينبغى أن يكون هو دونكم " ، قالوا : " كلا أنه وإن كان أسود كما ترى فإنه من أفضلنا موضعاً و أفضلنا سابقة وعقلاً وعقلاً ورأياً وليس ينكر السواد فينا". (أذكرك ان "أسود" في ذلك الوقت كان يعني أسود).
فقال مقوقس لعبادة : " تقدم يا أسود وكلمنى برفق فإنى أهاب سوادك ، ،وإن إشتد كلامك على أزددت لك هيبة ، فتقدم عليه عبادة فقال : "سمعت مقالتك وإن فيمن خلفت من أصحابى ألف رجل أسود كلهم أشد سواداً منى وأفظع منظراً ولو رأيتهم لكنت أهيب لهم منك لى ، وأنا قد وليت وأدبر شبابى ،وأنى مع ذلك بحمد الله ما أهاب مائة رجل من عدوى لو أستقبلونى جميعاً ،كذلك أصحابى وذلك رغبتنا وهمتنا الجهاد فى الله و إتباع رضوانه وليس غزونا عدونا ممن حارب الله لرغبة فى الدنيا ولا طلب للأستكثار منها ، إلا أن الله عز وجل قد أحل لنا ذلك ، وجعل ما غنمنا منذلك حلالا ، وما يبالى أحدنا إن كان له قنطاراً من ذهب أم كان لا يملك إلا درهماً ، لأن غاية أحدنا من الدنيا لا يملك إلا كفاة ، وإن كان له قنطاراً من ذهب أنفقه فى طاعة الله ، وأقتصر على هذا الذى بيده ، ويبلغه كان فى الدنيا لأن نعيم الدنيا ليس بنعيم و رخاءها ليس برخاء ، إنما النعيم والرخاء فى الآخرة".
ألم تر كيف ان نظرتك لهذا اللون العربي الأصيل مشابهة لنظرة مقوقس و العجم عامة تجاهه؟
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
" اللهم لا يدركني زمان - أو قال : لا تدركوا زمانا - لا يتبع فيه العليم ولا يستحيا فيه من الحليم ، قلوبهم قلوب الأعاجم ، وألسنتهم ألسنة العرب "
|
|
 |
|
 |
|
طفل في الابتدائي سيفهم ان الذي تستشهد به هو الخاص على العام ... الله يعينك على قصر فهمك .