منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > الإسلام حياة

أرشيف [الحج] 1433-1434 هـ


الإسلام حياة

موضوع مغلقإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 13-10-2011, 03:15 AM   #11
عبدالرحمن الخزمري
 
الصورة الرمزية عبدالرحمن الخزمري
 







 
عبدالرحمن الخزمري is on a distinguished road
افتراضي رد: أرشيف [الحج] 1432 هـ

هدايا الحج

يسر مشرفي الاسلام حياة أن يقدموا لكم مع حلول شهر ذي الحجة ((ملخص أحكام الحج)) و((ملخص أحكام الأضحية)). من موقع [[ الدرر السنية ]]
-يحتوي ملخص أحكام الحج على أهم المسائل التي يحتاج إليها الحاج، بالإضافة إلى بعض الأحكام المتعلقة بالعمرة.
-ويحتوي ملخص أحكام الأضحية على أغلب المسائل التي يحتاج إليها المضحي.
وكلا الملخصين مأخوذين من الموسوعة الفقهية في الموقع، وهما من إعداد القسم العلمي بمؤسسة الدرر السنية تحت إشراف المشرف العام الشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف.

اضغط هنا لتحميل ((ملخص أحكام الحج))
اضغط هنا لتحميل ((ملخص أحكام الأضحية))
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن الخزمري ; 26-10-2011 الساعة 12:35 AM.
عبدالرحمن الخزمري غير متواجد حالياً  
قديم 13-10-2011, 03:16 AM   #12
عبدالرحمن الخزمري
 
الصورة الرمزية عبدالرحمن الخزمري
 







 
عبدالرحمن الخزمري is on a distinguished road
افتراضي رد: أرشيف [الحج] 1432 هـ

مسائل فقهيه :
توسعة أحواض الجمرات.................................................. ..........
نوازل في الحج.............................................. .........................
مسائل التعجيل في الحج.................................................. .............
المرور بالمسعى حال الطواف.................................................. .....
افْعَلْ وَلاَ حَرَجَ.................................................. ....................
مسائل يكثر السؤال عنها في الحج..................................................
هل مشقّة الحجّ تجلب التيسير الفقهيّ؟...............................................
من لم يطف طواف الإفاضة يوم النحر لا يتحلل.....................................
مسائل معاصرة في الحج.................................................. ..........
مناسـكُ الـصـبـيـانِ.................................................. .........
السكينة أيها الناس... مسائل في الحج................................................
مذكرة الحج .. أكثر من 675 مسألة فقهية في الحج.................................
سنن في الحج.................................................. ........................
حكم الهدي.................................................. ...........................
محظورات الإحرام.................................................. ....................
مسألة رفع اليدين عند الدعاء على الصفا والمروة (السعي)............................
مسألة السجود على الحجر الأسود..................................................
بحث حديثي : من مات ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا.................
بحث حديثي منًى مُنَاخُ مَنْ سَبَقَ.................................................. ........
الإنابة في الحج.................................................. ........................
الجواهر والدرر في حج الصبي المعتبر.................................................. .
الطيب في الإحرام.................................................. .....................
مسائل في الحجر الأسود.................................................. ............
الحلال والحرام في الإحرام.................................................. .............
أحكام زيارة المسجد النبوي والتنبيه على المخالفات التي تقع عند الزيارة....................


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن الخزمري ; 19-10-2011 الساعة 07:27 PM.
عبدالرحمن الخزمري غير متواجد حالياً  
قديم 13-10-2011, 03:17 AM   #13
عبدالرحمن الخزمري
 
الصورة الرمزية عبدالرحمن الخزمري
 







 
عبدالرحمن الخزمري is on a distinguished road
افتراضي رد: أرشيف [الحج] 1432 هـ

المرأة والحج :


هكذا فلتكن رحلة العمر ...................
وصايا ووقفات.. لحج المؤمنات...................
وقفات في رحلة الإيمان (يوميات حاجة).......
خصوصيات النساء في الحج.......................
30 نصيحة للمرأة في الحج والعمرة...............
أحكام تختص بها المرأة في الحج..................
كيف تكونين مشرفة حملة حج ناجحة............
المرأة والحج..............................................
خصوصيات النساء في الحج..........................
المرأة والحج................................................
من أحكام النساء في الحج...............................
رسائل إلى المرأة في الحج.............................
أحكام تختص بالمرأة في الحج والعمرة !........
أحكام الحج للمرأة........................................



الفتاوي الجامعة للمرأة المسلمة في الحج:
http://geoan99.tripod.com/M12.htm




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد .

فهذه بعض الفتاوى المهمة والتي يحتاج إليها كل حاج وحاجة يريد أن يحج على بصيرة من أمر دينة قد جمعناها واخترناها من مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - ليعم نفعها ولتكن دليلاً واضحاً لمن لم يتيسر له التفقه في أحكام الحج.



ندعوا الله أن يثيب كل من قرأها أو ساهم في نشرها.

الإحرام في الثياب للمرأة

سؤال: هل يجوز للمرأة أن تحرم في أي الثياب شاءت ؟

الجواب: نعم، تحرم فيما شاءت، ليس لها ملابس مخصوصة في الإحرام، كما يظن بعض العامة، لكن الأفضل أن يكون إحرامها في ملابس غير جميلة وغير لافتة للنظر، لأنها تختلط بالناس، فينبغي أن تكون ملابسها غير لافتة للنظر وغير جميلة، بل عادية ليس فيها فتنة، ولو أحرمت في ملابس جميلة صح إحرامها، لكنها تركت الأفضل.

أما الرجل فالأفضل أن يحرم في ثوبين أبيضين - إزار ورداء - وإن أحرم في غير أبيضين فلا بأس، وقد ثبت عن الرسول ، أنه لبس العمامة السوداء عليه الصلاة والسلام، فالحاصل أنه لا بأس أن يحرم في ثوب غير أبيض.

امرأة خلعت ملابس الإحرام بعد الإحرام بالعمرة بسبب الحيض

سؤال: امرأة أحرمت للعمرة ثم جاءها الحيض فخلعت إحرامها وألغت العمرة وسافرت فما هو الحكم ؟

الجواب: هذه المرأة لم تزل في حكم الإحرام وخلعها ملابسها التي أحرمت فيها لا يخرجها عن حكم الإحرام، وعليها أن تعود إلى مكة فتكمل عمرتها وليس عليها كفارة عن خلعها ملابسها وعودتها إلى بلادها إذا كانت جاهلة، لكنه إن كان لها زوج فوطأها قبل عودتها إلى أداء مناسك العمرة فإنها بذلك تفسد عمرتها، ولكن يجب عليها أن تؤدي مناسك العمرة وإن كانت فاسدة، ثم تقضيها بعد ذلك بعمرة أخرى، وعليها مع ذلك فدية وهي سُبع بدنة أو سُبع بقرة أو رأس من الغنم جذع ضأن أو ثني معز، يذبح في الحرم المكي، ويوزع بين الفقراء في الحرم عن فساد عمرتها بالوطء. وللمرأة أن تحرم فيما شاءت من الملابس وليس لها ملابس خاصة بالإحرام كما يظن بعض العامة، لكن الأفضل لها أن تكون ملابس الإحرام غير جميلة حتى لا تحصل فيها الفتنة، والله أعلم.

حكم حل ضفائر شعر المرأة أثناء إحرامها

سؤال: هل حل ضفائر شعر المرأة أثناء إحرامها يعتبر محظوراً عليها أو إستعمالها الحناء في يدها أو قدميها ؟

الجواب: ليس فيه بأس، حل الضفائر ليس فيه شيء ولا تتعمد قطع الشعر، أما أن تنقض ضفائرها للغسل أو غير ذلك من الأسباب فلا بأس، المحرَّم قطع الشعر حتى تحل من إحرامها، أما كونها تحل الضفائر أو تغسل الرأس بشيء أو تختضب بالحناء أو ما أشبه ذلك فلا يضر، فليس فيه محظور، ولكن إذا خضبت يديها أو رجليها تسترها عن الناس، تكون ساترة لهما بالثياب أو الملابس هذه فتنة.



فلو خلط الحناء بما يشبة الطيب؟

لا. الطيب لا. ممنوع، لكن الحناء ليس معها شيء فلا بأس، لكن تكون اليد مستورة؛ مستورة اليد والرجل عند الطواف والسعي والوجود بين الرجال.

حكم سقوط شعر من الرأس

سؤال: ماذا تفعل المرأة المحرمة إذا سقطت من رأسها شعرة رغماً عنها ؟

الجواب: إذا سقطت من رأس المحرم - ذكراً أو أنثى - شعرات عند مسحه في الوضوء أو عند غسله لم يضره ذلك، وهكذا من لحية الرجل أو من شاربه أو من أظفاره شيء لا يضره إذا لم يتعمد ذلك، إنما المحظور أن يتعمد قطع شيء، أما شيء يسقط من غير تعمد فهذه شعرات ميتة تسقط عند الحركة فلا يضر والله أعلم.

سؤال:هل يجوز للحائض قراءة كتب الأدعية يوم عرفة على الرغم من أن بها آيات قرآنية ؟

الجواب: لا حرج أن تقرأ الحائض والنفساء الأدعية المكتوبة في مناسك الحج، ولا بأس أن تقرأ القرآن على الصحيح أيضاً، لأنه لم يرد نص صحيح صريح يمنع الحائض والنفساء من قراءة القرآن، إنما ورد في الجُنب خاصة بأن لا يقرأ القرآن وهو جنب، لحديث علي رضي الله عنه وأرضاه؛ أما الحائض والنفساء فورد فيهما حديث ابن عمر : ( لاتقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن ) ولكنه ضعيف؛ لأن الحديث من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين، وهو ضعيف في روايته عنهم .

ولكنها تقرأ بدون مس المصحف عن ظهر قلب، أما الجنب فلا يجوز له أن يقرأ القرآن لا عن ظهر قلب ولا من المصحف حتى يغتسل، والفرق بينهما أن الجنب وقته يسير وفي إمكانه أن يغتسل في الحال من حين يفرغ من إتيان أهله فمدته لا تطول والأمر في يده متى شاء اغتسل، وإن عجز عن الماء تيمم وصلى وقرأ، أما الحائض والنفساء فليس بيدهما وإنما هو بيد الله عز وجل فمتى طهرت من حيضها أو نفاسها اغتسلت، والحيض يحتاج إلى أيام والنفاس كذلك، ولهذا أبيح لهما قراءة القرآن لئلا تنسيانه، ولئلا يفوتها فضل القراءة، وتعلم الأحكام الشرعية من كتاب الله، فمن باب أولى أن تقرأ الكتب التي فيها الأدعية المخلوطة من الأحاديث والآيات إلى غير ذلك. هذا هو الصواب، وهو أصح قولي العلماء رحمهم الله في ذلك.

حكم تناول حبوب منع الحيض

سؤال: هل من المباح للمرأة أن تأخذ حبوباً تؤجل بها الدورة الشهرية حتى تؤدي فريضة الحج؟ وهل لها مخرج آخر ؟

الجواب: لا حرج أن تأخذ المرأة حبوب منع الحيض تمنع الدورة الشهرية أيام رمضان حتى تصوم مع الناس، وفي أيام الحج حتى تطوف مع الناس ولا تتعطل عن أعمال الحج، وإن وجد غير الحبوب يمنع من الدورة فلا بأس إذا لم يكن فيه محذور شرعاً أو مضرة.

سؤال:كيف تصلي الحائض ركعتي الإحرام ؟ وهل يجوز للمرأة ترديد آي الذكر الحكيم في سرها ؟

الجواب: أ ) الحائض لا تصلي ركعتي الإحرام، تحرم من غير صلاة، وركعتا الإحرام سنة عند الجمهور، وبعض أهل العلم لا يستحبها، لأنه لم يرد فيها شيء مخصوص، والجمهور استحبوها لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال له عن الله عز وجل صلِّ في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة ) رواه البخاري في الصحيح، أي: في وادي العقيق في حجة الوداع، وجاء عن الصحابة أنه صلى ثم أحرم، فاستحب الجمهور أن يكون الإحرام بعد صلاة، إما فريضة وإما نافلة يتوضأ ويصلي ركعتين.

والحائض والنفساء ليستا من أهل الصلاة، فتحرمان من دون الصلاة، ولا يشرع لهما قضاء هاتين الركعتين.

ب) يجوز للمرأة الحائض أن تردد القرآن لفظاً على الصحيح، إما في قلبها فهذا عند الجميع، إنما الخلاف هل تتلفظ به أم لا؟

بعض أهل العلم حرم ذلك وجعل من أحكام الحيض والنفاس تحريم قراءة القرآن ومس المصحف، والصحيح جواز قراءتها للقرآن عن ظهر قلب لا من المصحف، لأنهما لم يرد فيهما نص صحيح يمنع ذلك بخلاف الجنب، فإنه ممنوع حتى يغتسل أو يتيمم عند عدم القدرة على الغسل كما تقدم.

سؤال: لا شك أن الإفاضة ركن من أركان الحج، فإذا تركته الحائض لضيق الوقت ولم يتسع الوقت لانتظار الطهر فما الحكم ؟

الجواب: الواجب عليها وعلى وليها الانتظار حتى تطهر وتتطهر وتطوف طواف الإفاضة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لما قيل له إن صفية قد حاضت: ( أحابستنا هي؟ ) فلما أُخبر أنها قد أفاضت، قال: ( انفروا ) لكن إذا لم يمكنها الانتظار وأمكنها العودة لأداء الطواف، جاز لها أن تسافر ثم تعود بعد الطهر لأداء الطواف، فإن لم يمكنها العودة أو خافت أن لا يمكنها ذلك كسكان البلاد البعيدة عن مكة المكرمة كأهل المغرب وأندونيسيا وأشباه ذلك جاز لها على الصحيح أن تتحفظ وتطوف بنية الحج، وأجزأها ذلك عند جمع من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم - رحمة الله عليهما - وآخرون من أهل العلم.

حاضت أثناء طواف الإفاضة وأكملته حياء

سؤال: سافرت امرأة إلى الحج، وجاءت العادة الشهرية منذ خمسة أيام من تاريخ سفرها وبعد وصولها الميقات اغتسلت وعقدت الإحرام وهي لم تطهر من العادة، وحين وصولها إلى مكة المكرمة ظلت خارج الحرم ولم تفعل شيئاً من شعائر الحج أو العمرة، ومكثت يومين في منى ثم طهرت واغتسلت وأدت جميع مناسك العمرة وهي طاهرة، ثم عاد الدم إليها وهي في طواف الإفاضة للحج، إلا أنها استحت وأكملت مناسك الحج، ولم تخبر وليها إلا بعد وصولها إلى بلدهم، فما حكم ذلك ؟

الجواب: إذا كان الواقع هو ما ذكره السائل فعلى المرأة المذكورة أن تتوجه إلى مكة وتطوف بالبيت العتيق سبعة أشواط بنية الطواف عن حجها بدلاً من الطواف الذي حاضت فيه، وتصلي بعد الطواف ركعتين خلف المقام أو في أي مكان من الحرم وبذلك يتم حجها. وعليها دم يذبح في مكة لفقرائها إن كان لها زوج قد جامعها بعد الحج؛ لأن المحرمة لا يحل لزوجها جماعها إلا بعد طواف الإفاضة ورمي الجمرة يوم العيد والتقصير من رأسها، وعليها السعي بين الصفا والمروة إن كانت لم تسع إذا كانت متمتعة بعمرة قبل الحج، أما إذا كانت قارنة أو مفردة للحج فليس عليها سعي ثان إذا كانت قد سعت مع طواف القدوم. وعليها التوبة إلى الله سبحانه وتعالى مما فعلت من طوافها حين الحيض ومن خروجها من مكة قبل الطواف، ومن تأخيرها الطواف هذه المدة الطويلة، نسأل الله أن يتوب عليها.

من نزل بها الحيض قبل طواف الإفاضة

سؤال: امرأة حجت مع زوجها وفي يوم عرفة فوجئت بالحيض، والمعلوم أنها تفعل ما يفعله الحاج إلا الطواف بالبيت، وشاهد ذلك حديث عائشة، ولكن هل تبقى في مكة حتى تطوف طواف الإفاضة أم ماذا تفعل؟ وماذا يلزمها في حالة بقائها إذا كان من معها قد ذهبوا من مكة ؟

الجواب: الواجب على من نزل بها الحيض أو النفاس قبل أن تطوف طواف الإفاضة البقاء في مكة حتى تكمل حجها لقوله صلى الله عليه وسلم، لما أُخبر عن صفية يوم النحر أنها حائض، قال أحابستنا هي؟ ) فقالوا: يا رسول الله قد أفاضت فقال: ( انفروا ) متفق عليه، لكن ذكر أهل العلم أن من لم يستطع البقاء إلى أن تطهر جاز لها النفير ثم الرجوع إلى مكة لتكمل حجها لقول الله سبحانه: { فاتقوا الله ما استطعتم } وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ) متفق عليه. وليس لزوجها إن كانت ذات زوج أن يقربها حتى تعود إلى مكة وتكمل حجها. أما طواف الوداع فيسقط عن الحائض والنفساء، لما ثبت في "الصحيحين" عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض ) والله ولي التوفيق.

حاضت قبل طواف الإفاضة

سؤال: إذا حاضت المرأة قبل أن تطوف طواف الإفاضة فما حكمها؟ علماً بأنها فعلت كل بقية المناسك، واستمر حيضها حتى بعد أيام التشريق ؟

الجواب: إذا حاضت المرأة قبل طواف الحج أو نفست، أنه يبقى عليها الطواف حتى تطهر فإذا طهرت تغتسل وتطوف لحجها ولو بعد الحج بأيام ولو في المحرم ولو في صفر حسب التيسير، وليس له وقت محدود، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يجوز تأخيره عن ذي الحجة، ولكنه قول لا دليل عليه، بل الصواب جواز تأخيره، ولكن المبادرة به أولى مع القدرة، فإن أخره عن ذي الحجة أجزأه ذلك ولا دم عليه، والحائض والنفساء معذورتان فلا حرج عليهما، لأنه لا حيلة لهما في ذلك، فإذا طهرتا طافتا سواء كان ذلك في ذي الحجة أو في المحرم.

إتيان النساء بعد طواف الإفاضة

سؤال:إذا طاف الحاج طواف الإفاضة فهل يحل له النساء مدة أيام التشريق ؟

الجواب: إذا طاف الحاج طواف الإفاضة لم يحل له إتيان النساء إلا إذا كان قد استوفى الأمور الأخرى كرمي الجمرة والحلق أو التقصير وعند ذلك يباح له النساء وإلا فلا.

والطواف وحده لا يكفي بل لا بد من رمي الجمرة يوم العيد، ولا بد من حلق أو تقصير، ولابد من الطواف والسعي إن كان عليه سعي، وبهذا يحل له مباشرة النساء أما بدون ذلك فلا، ولكن إذا فعل اثنين من ثلاثة بأن رمى وحلق أو قصر، فإنه يباح له اللبس والطيب ونحو ذلك ما عدا النكاح، وهكذا لو رمى وطاف أو حلق فإنه يحل له الطيب واللباس المخيط ومثله الصيد وقص الظفر وما أشبه ذلك، لكن لا يحل له جماع النساء إلا باجتماع الثلاثة: أن يرمي جمرة العقبة، ويحلق أو يقصر، ويطوف طواف الإفاضة، ويسعي إن كان عليه سعي كالمتمتع، بعد هذا كله تحل له النساء. والله أعلم.

الاستنابة في رمي الجمار

سؤال:هل يجوز الاستنابة في رمي الجمار للعاجز عن مباشرة الرمي لمرض ونحوه ؟

الجواب: نعم يجوز الاستنابة في رمي الجمار للعاجز عن مباشرة الرمي، وذلك لمرض أو كبر سن أو صغر، وكذا لمن يخشى على غيره كالحامل وذات الطفل التي لا تجد من يحفظ طفلها حتى ترجع، لما عليهما من الخطر والضرر في مزاحمة الناس وقت الرمي، وقد نص أهل العلم على هذه المسألة واحتجوا عليها بما رواه أحمد و ابن ماجه عن جابر قال: حججنا مع رسول الله، معنا النساء والصبيان، فلبينا عن الصبيان، ورمينا عنهم، ومن الحُجَّة على ذلك أيضاً قوله تعالى: { فاتقوا الله ما استطعتم } وقوله تعالى: { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } (البقرة:195) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) وقوله عليه الصلاة والسلام: ( لا ضرر ولا ضرار ) .

حكم لباس المرأة للجوربين في الإحرام

سؤال:ألبس في الإحرام الجوارب السوداء حتى تستر قدمي، وأطوف بهن وقيل إن هذا يبطل الإحرام وعليك دم، أرجو من سماحتكم إفادتي عن حكم لبسي لهن في الإحرام والطواف والصلاة ؟ جزاكم الله خيراً .

الجواب: هذا عمل طيب تشكرين عليه لما فيه من ستر العورة والبعد عن أسباب الفتنة، والذي قال لك إن عليك دماً في ذلك قد أخطأ وغلط، وإنما الممنوع في حق المحرمة لبس القفازين خاصة، أما لبس الجوربين في القدمين فلا بأس به في حق المرأة بل لابد منه في الطواف والصلاة، ولا مانع أن تحتاط عن ذلك بالملابس الضافية التي تستر قدميها في الطواف والصلاة، ولا يشترط أن تكون الجوارب سوداء بل لا مانع من لبس غير السود مع مراعاة أن تكون ساترة للقدمين، وفق الله الجميع لإصابة الحق إنه سميع مجيب.

إذا نفست المرأة في اليوم الثامن وطهرت بعد عشرة أيام

سؤال:المرأة النفساء إذا بدأ نفاسها يوم التروية، وأكملت أركان الحج عدا الطواف والسعي إلا أنها لاحظت أنها طهرت مبدئياً بعد عشرة أيام فهل تتطهر وتغتسل وتؤدي الركن الباقي الذي هو طواف الحج ؟

الجواب: نعم إذا نفست في اليوم الثامن مثلاً فلها أن تحج وتقف مع الناس في عرفات ومزدلفة، ولها أن تعمل ما يعمل الناس من رمي الجمار والتقصير ونحر الهدي وغير ذلك، ويبقى عليها الطواف والسعي تؤجلهما حتى تطهر، فإذا طهرت بعد عشرة أيام أو أكثر أو أقل، اغتسلت وصلت وصامت وطافت وسعت.

وليس لأقل النفاس حد محدود فقد تطهر في عشرة أيام أو أقل من ذلك أو أكثر لكن نهايته أربعون يوماً فإذا تمت الأربعون ولم ينقطع الدم فإنها تعتبر نفسها في حكم الطاهرات، تغتسل وتصلي وتصوم وتعتبر الدم الذي بقي معها على الصحيح - دم فساد - تصلي معه وتصوم وتحل لزوجها، لكنها تجتهد في التحفظ منه بقطن ونحوه وتتوضأ لوقت كل صلاة، ولا بأس أن تجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء كما أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حمنة بنت جحش بذلك.

حكم من أحرمت بالعمرة وهي حائض

سؤال: امرأة تسأل وتقول: كان عليها العذر أي حائض، وأراد أهلها الذهاب للعمرة حيث لا يبقى عندها أحد فيما لو تأخرت عنهم، وذهبت معهم للعمرة وأكملت كل شروط العمرة من طواف وسعي كأن لم يكن عليها عذر وذلك جهلاً وخجلاً من أن تعلم وليها بذلك لا سيما أنها أمية لا تعرف القراءة والكتابة. ماذا يجب عليها ؟

الجواب: إذا كانت أحرمت معهم بالعمرة فعليها أن تعيد الطواف بعد الغسل وتعيد التقصير من الرأس، أما السعي فيجزئها في أصح قولي العلماء، وإن أعادت السعي بعد الطواف فهو أحسن وأحوط، وعليها التوبة إلى الله سبحانه من طوافها وصلاتها ركعتي الطواف وهي حائض.

وإن كان لها زوج، لم يحل له وطئها حتى تكمل عمرتها، فإن كان قد وطئها قبل أن تكمل عمرتها فسدت العمرة وعليها دم، وهو رأس من الغنم، جذع ضأن أو ثني معز يذبح في مكة للفقراء، وعليها أن تكمل عمرتها كما ذكرنا آنفاً، وعليها أن تأتي بعمرة أخرى من الميقات الذي أحمرت منه بالعمرة الأولى بدلاً من عمرتها الفاسدة، أما إن كانت طافت معهم وسعت مجاملة وحياء وهي لم تحرم بالعمرة من الميقات، فليس عليها سوى التوبة إلى الله سبحانه؛ لأن العمرة والحج لا يصحان بدون إحرام، والإحرام هو نية العمرة أو الحج أو نيتها جميعاً.

عبد العزيز بن عبد الله بن باز



أحكام حج المرأة
عبدالله بن محمد المعيتق

هذه بعض المسائل المتعلقة بحج المرأة، وما يخصها من أحكام؛ نظراً لقرب وقت هذه العبادة المباركة، وهي مسائل تحوي جملةً من الأحكام رأيت عدم البسط فيها، ولكنها في الوقت نفسه أتت على غالب أحكام حج المرأة فيما يخصها دون ما يشاركها فيه الرجل.

وفيه ثلاث وعشرون مسألة:

المسألة الأولى: للمرأة أن تحج عن الرجل كما أن لها أن تحج عن المرأة ؛ لما جاء في الصحيحين ( خ-1855 )، ( م-1334 ) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قصة المرأة الخثعمية قالت: يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يتثبت على الراحلة؛ أفأحج عنه؟ قال: "نعم" وذلك في حجة الوداع، ولما جاء عند البخاري (1852) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت؛ أفأحج عنها؟ قال: "نعم حجي عنها؛ أرأيتِ لو كان على أمك دين أكنتِ قاضيته؟ اقضوا لله؛ فالله أحق بالوفاء".

قال ابن المنذر: وأجمعوا على أن حج الرجل عن المرأة، والمرأة عن الرجل بجزيء.. الإجماع ( ص77)، ( المغني 5/27).

المسألة الثانية: يشترط لحج المرأة وجود محرم؛ فلا يجب عليها الحج إن لم تجد محرماً، وتكون في حكم غير المستطيع، وهي ممنوعة شرعاً من السفر بدون محرم.

لما جاء في الصحيحين ( خ - 1088)، (م - 1339) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم".

والمحرم هو من تحرم عليه على التأبيد:

أ - بسبب قرابة أو رضاع؛ كالآباء والأجداد، وإن علو من قبل الأب أو من قبل الأم، والأبناء وأبناء الأبناء وإن نزلوا، والإخوة الأشقاء؛ أو لأب أو لأم، والأعمام الأشقاء أو لأب أو لأم، وكذلك أعمام الأب أو الأم، والأخوال وأبناء الإخوة والأخوات وأبناء بناتهم.

ب - أو بسبب مصاهرة: كأبناء زوج المرأة، وأبناء بناته وإن نزلوا، وآباء الأزواج وأجداده من الأب أو الأم، وأزواج بنات المرأة، وأزواج بنات بناتها وإن نزلن، وزوج أم المرأة وزوج جداتها.

ويشترط في المحرم أن يكون بالغاً عاقلاً لا صغيراً ومعتوهاً.

وإذا حجت المرأة من غير محرم فهي آثمة، وحجها صحيح.

المسألة الثالثة: لا يشترط لحج المرأة إذن الزوج إذا كان حج فرضها ووجدت محرماً، ولكن يستحب أن تستأذن منه في ذلك.

أما حج التطوع فله أن يمنعها منه، وعليها أن تستجيب؛ لأن حق الزوج واجب، وإن أذن لها في حج التطوع ثم تلبست به فليس له أن يمنعها لأنه يجب عليها الإتمام.

المسألة الرابعة: لا تخرج المرأة إلى الحج في عدة وفاة زوجها؛ لأن لزوم المنزل والمبيت فيه واجب عليها، وذمتها مشغولة به.

ولكن لها أن تخرج إلى الحج في عدة الطلاق المبتوت؛ أما عدة الطلاق الرجعي فلها أن تخرج حسب التفصيل الوارد في المسألة الثالثة؛ لأنها ما زالت زوجة ما دامت في العدة.

المسألة الخامسة: إذا خرجت المرأة إلى الحج فتوفي زوجها؛ فإن كانت قريبة من بلدها رجعت لتعتد في منزلها، وإن كانت قد بعدت عن بلدها فإنها تمضي في سفرها لأن في رجوعها لابد لها من سفر بدون محرم، المغني/ 5.

المسألة السادسة: يستحب للمرأة أن تغتسل عند الإحرام، وإن كانت حائضاً أو نفساء لما جاء عند مسلم (1209) عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: نفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر بالشجرة ( بذي الحليفة) فأمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أبا بكر يأمرها أن تغتسل وتهل.

وجاء عند مسلم أيضاً (1218) عن جابر -رضي الله عنه- في حديثه الطويل "حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر؛ فأرسلت إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: كيف أصنع؟ قال: "اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي".

المسألة السابعة: للمرأة أن تلبس ما شاءت من الثياب الساترة؛ وألا تكون من ثياب الزينة، وكذلك لها أن تلبس السراويل والخفاف عند إحرامها، ولكنها ممنوعة من لبس القفازين، والنقاب، والبرقع.

لما جاء عند البخاري (1838) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "ولا تنتقب المحرمة، ولا تلبس القفازين".

المسألة الثامنة: على المرأة أن تستر وجهها حتى ولو كانت محرمة ما دامت بحضرة رجال أجانب؛ لما روى أبو داود في سننه (1833) بسندٍ لا بأس به من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- محرمات؛ فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها؛ فإذا جاوزونا كشفناه".

وأما في حال عدم وجود رجال أجانب فالصحيح أنه لا بأس عليها أن تغطي وجهها، وكذلك يديها بأكمامها.

قال ابن القيم -رحمه الله- ( بدائع الفوائد -3/1073- 1074) وانظر (تهذيب السنن - 2/350): النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يشرع لها كشف الوجه في الإحرام ولا غيره، وإنما جاء النص بالنهي عن النقاب خاصة؛ كما جاء النهي عن القفازين، وجاء بالنهي عن لبس القميص والسراويل، ومعلوم أن نهيه عن لبس هذه الأشياء لم يرد أنها تكون مكشوفة لا تستر البتة بل قد أجمع الناس على أن المحرمة تستر بدنها بقميصها ودرعها، وأن الرجل يستر بدنه بالرداء وأسافله بالإزار؛ مع أن مخرج النهي عن النقاب والقفازين والقميص والسراويل واحد؛ فكيف يزاد على موجب النص؟ ويفهم منه أنه شرع لها كشف وجهها بين الملأ جهاراً؛ بل وجه المرأة كبدن الرجل يحرم ستره بالمفصل على قدره كالنقاب، والبرقع؛ بل وكيدها يحرم سترها بالمفصل على قدر اليد كالقفاز، وأما سترها بالكم وستر الوجه بالملاءة، والخمار والثوب فلم ينه عنه البتة. ا.هـ.

وقد جاء عن الإمام مالك في الموطأ (1/328) عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت: كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات، ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-.

وأما ما يروى "إحرام المرأة في وجهها، وإحرام الرجل في رأسه" فهو موقوف على عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- (رواه الدار قطني في سننه (2735)، ومن طريقه رواه البيهقي في السنن الكبرى (5/47).

وقد قال شيخ الإسلام (الفتاوى - 26/112): "ولم ينقل أحد من أهل العلم عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إحرام المرأة في وجهها"، وإنما هذا قول بعض السلف".ا.هـ.

المسألة التاسعة: لو أحرمت المرأة بحج الفرض؛ فحلف زوجها بالطلاق الثلاث ألا تحج هذا العام؛ فهنا تكون المرأة بمنزلة المحصر على الصحيح، وقد أفتى بذلك عطاء بن أبي رباح، ولأن ضرر الطلاق عظيم، وقد أخذ بذلك الإمام أحمد (المغني 5/433).

المسألة العاشرة: يجوز للمرأة أن تتطيب قبل عقد نية الإحرام، ولكن بشرط ألا تظهر رائحة الطيب؛ لما روى أبو داود في سننه (1830) بسندٍ صحيح عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كنا نخرج مع النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى مكة فنضمد جباهنا بالمسك المطيب عند الإحرام؛ فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراه النبي –صلى الله عليه وسلم- فلا ينهاها".

أما الطيب بعد الإحرام فلا يجوز لا في الثوب، ولا في البدن؛ لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- في الصحيحين (خ - 1542)، و(م - 1177) عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "ولا تلبسوا من الثياب شيئاً مسه زعفران أو ورس".

المسألة الحادية عشرة: ليس للمرأة أن تشترط بسبب الخوف من نزول دم الحيض، ولكن لها أن تستعمل ما يمنع من نزول الدم إذا لم يكن هناك ضرر عليها.

المسألة الثانية عشرة: للمرأة أن تلبس الحلي حال إحرامها بشرط ألا تظهر ذلك للرجال الأجانب؛ كما أن لها أن تختضب على الصحيح، ولكن لا تبدي شيئاً من ذلك للأجانب.

المسألة الثالثة عشرة: إذا أحرمت المرأة بعمرة متمتعة بها إلى الحج ثم حاضت أو نفست قبل أن تطوف للعمرة، ولم تطهر قبل وقت الوقوف بعرفة؛ فإنها تحرم بالحج وتصير قارنة على الصحيح من أقوال أهل العلم.

وتفعل ما يفعله الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر وتغتسل، وليس عليها إلا طواف واحد وسعي واحد على الصحيح، ويسقط عنها طواف القدوم.

لما جاء في صحيح مسلم (1213) من حديث جابر –رضي الله عنه- قال: أقبلنا مهلين مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بحج مفرد وأقبلت عائشة -رضي الله عنها- بعمرة حتى إذا كنا بسرف عركت -أي حاضت- حتى إذا قدمنا طفنا بالكعبة، والصفا والمروة؛ فأمرنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن يحل منا من لم يكن معه هدي، قال: فقلنا: حل ماذا؟ قال: "الحل كله" فواقعنا النساء وتطيبنا بالطيب ولبسنا ثيابنا وليس بيننا وبين عرفة إلا أربع ليال؛ ثم أهللنا يوم التروية؛ ثم دخل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على عائشة -رضي الله عنها- فوجدها تبكي فقال: "ما شأنك؟".

قالت: شأني أني قد حضت، وقد حل الناس ولم أحلل، ولم أطف بالبيت، والناس يذهبون إلى الحج الآن؛ فقال: "إن هذا أمرٌ كتبه الله على بنات آدم فاغتسلي ثم أهلي بالحج" ففعلت ووقفت المواقف حتى إذا طهرت طافت بالكعبة، والصفا والمروة؛ ثم قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "قد حللت من حجك وعمرتك جميعاً".

المسألة الرابعة عشرة: إذا حاضت المرأة قبل طواف الإفاضة، وتعذر بقاؤها في مكة، ولو رجعت إلى بلدها لم تستطع أن تعود؛ فلها أن تتحفظ بما يمنع نزول الدم، وتطوف لاضطرارها لذلك، هذا أحد قولي العلماء (مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 26/244) وإعلام الموقعين (3/25) وتهذيب السنن (1/52-53) لابن القيم.

وكذلك الأمر لو جاءها الحيض أثناء طوافها.

المسألة الخامسة عشرة: إذا حاضت المرأة بعد طواف الإفاضة أجزأها عن طواف الوداع لما جاء في الصحيحين (خ - 1755)، و ( م-1328) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض".

ولما جاء أيضاً في الصحيحين (خ-1733)، و( م-1211) من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "حججنا مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فأفضنا يوم النحر فحاضت صفية - فأراد النبي –صلى الله عليه وسلم- منها ما يريد الرجل من أهله؛ فقلت: يا رسول الله إنها حائض؛ فقال: "أحابستنا هي؟" قالوا: يا رسول الله إنها قد أفاضت يوم النحر؛ قال: "اخرجن" وفي لفظ عند البخاري (1771) "فانفري"، وهذا بإجماع أهل العلم (التمهيد لابن عبد البر 22/153).

المسألة السادسة عشرة: إذا حاضت المرأة بعد طواف الإفاضة ثم نفرت ثم طهرت قبل مفارقة بنيان مكة فإنها ترجع وتغتسل وتطوف طواف الوداع؛ لأنها في حكم من طهرت في مكة، وإذا مضت فعليها دم، وأما إن طهرت بعد مفارقة البنيان فلا شيء عليها لأنها شرعت في السفر.

المسألة السابعة عشرة: المرأة كالرجل في بعض محظورات الإحرام ( كإزالة الشعر بحلق أو تقصير) لقوله تعالى (ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله) (البقرة -196).

(وتقليم الأظفار بقلع أو قص، واستعمال الطيب، وكذلك عقد النكاح) فلا يعقد للمرأة المحرمة لما جاء عند مسلم (1409) من حديث عثمان - رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "لا ينكح المحرم، ولا ينكح ولا يخطب"، وهو شامل للرجل والمرأة ,(وكذلك المباشرة) فلا تمكن زوجها من نفسها وهي محرمة؛ حتى ولو كان زوجها حلالا.

(وكذلك الجماع) لقوله تعالى (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) ( البقرة - 197 ).

المسألة الثامنة عشرة: لو راجع الرجل زوجته المحرمة في عدة الطلاق الرجعي صحت الرجعة؛ لأن الرجعة لا تفتقر إلى عقدٍ جديد؛ بخلاف ما لو كانت الرجعة بعد انتهاء العدة.

المسألة التاسعة عشرة: ليس على المرأة رمل لا في الطواف، ولا في السعي؛ لأنها مأمورة بالستر والحشمة، وهذا بإجماع أهل العلم (الإجماع لابن عبد البر - ص70)، ( التمهيد لابن عبد البر-22/78).

المسألة العشرون: لا يجوز للمرأة حلق شعرها للتحلل، وإنما عليها التقصير فقط بقدر أنملة. وهذا بإجماع أهل العلم (ابن المنذر- ص75).

المسألة الحادية والعشرون: السنة في حق المرأة المحرمة ألا ترفع صوتها في التلبية، والدعاء، وإنما تسمع نفسها فقط.

المسألة الثانية والعشرون: يجوز للمرأة أن تدفع من مزدلفة قبل طلوع الفجر؛ لما جاء عند مسلم (1290) عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "استأذنت سودة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ليلة المزدلفة تدفع قبله، وقبل حطمة الناس، وكانت امرأة سبطة (ثقيلة) فأذن لها.

فخرجت قبل دفعه، وحبسنا حتى أصبحنا؛ فدفعنا بدفعه.

قالت عائشة: ولأن أكون استأذنت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كما استأذنته سودة فأكون أدفع بإذنه أحب إلي من مفروح به".

المسألة الثالثة والعشرون: الأصل في المرأة أن ترمي بنفسها إلا إذا تعذر ذلك عليها لنحو مرض أو ضعف أو غير ذلك.

كما أن عليها أن تتحين خفة الزحام، ولو أن تؤخر الرمي إلى الليل فلا بأس بذلك؛ فالليل كله وقت للرمي.

وإذا تعذر عليها ذلك كله فلا بأس أن يرمى عنها.


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن الخزمري ; 28-10-2011 الساعة 02:42 PM.
عبدالرحمن الخزمري غير متواجد حالياً  
قديم 13-10-2011, 10:50 PM   #14
عبدالرحمن الخزمري
 
الصورة الرمزية عبدالرحمن الخزمري
 







 
عبدالرحمن الخزمري is on a distinguished road
افتراضي رد: أرشيف [الحج] 1432 هـ

الشيخ ابراهيم السعدي



وصايا للمرأة في الحج






أمة الله

نصائح لأيام الحج وفي بدايته :

* بعد الإنطلاق لا تنسي أذكار الصباح ولا دعاء السفر ..

* اكثري من الذكر ..إلى حين الوصول إلى الميقات..

* الإحرام ..استشعري هذه الشعيرة ..ولا تنسي محظورات الإحرام وهناك محظور قد تغفل عنه كثير من النساء وهو تغطية الوجهه..فإن لم يكن هناك رجال أجانب ..فلا غطاء ..

* بعد الإحرام ..اكثري من التلبية ..! استشعري وأنت تلبين...
"لبيك اللهم لبيك"

ومعنى ذلك: أنني خاضع لك، منقاد لأمرك، مستعد لما حمَّلتني من الأمانات؛ طاعة لك، واستسلاماً دونما إكراه أو تردد.

أتيتك ربي... سعيت نحوك .. أبغي رضاك ومغفرتك..
رب .. كل هذه الجموع أتت ... ترجو رحمتك...
رب...رحمتك وسعت كل شيء ... أفتسعهم جميعًا وتطردني؟
إليك إلهي قـد أتيت ملبيا ~ فبارك إلهي حجـتي ودعائيا
قصدتك مضطرا وجئتك باكيا ~ وحاشاك ربي أن ترد بكـائيا
كـفاني فخـرا أنني لك عابد ~ فيا فرحي إن صرت عبدا مواليا
أتيت بلا زاد وجودك مطمعي ~ وما خاب من يهفو لجودك ساعيا
إليك إلهي قد حضرت مؤملا ~ خلاص فؤادي من ذنوبي ملبـيا

* استشعري تلبية الشجر والحجر وأنت تلبيـــن!!
(( ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا )) رواه الترمذي..
ومن الأحاديث الجامعة : في صحيح الترغيب:. قال : ((فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خف ولا ترفعه إلا كتب الله لك بها حسنة ومحا عنك خطيئة ))

* حــلـِّــقــي !!
كيف يكون شعورك حين يحدثونك عن حبيب لم تلقيه إلا منذ أزمان ..
عن حبيب رائع .. فيه من العجائب والنسمات ماليس عند غيره !!...
ألا تشتاقين له ؟ وللقائه .. والحديث معه ..
ألا تبحثين ..عما يسعده .. ويسره .. لعل وعسى أن ينظر اليك !!
فقط نظرة واحدة ..تدفعين الدنيا ومافيها من اجلها ..
فهاهو الحج ..هاهي نفحات الرحمن التي طالما اشتقت ِ إليها فأري الله من نفسك خيراااا ..وقولي :
يااارب ...أتيتك مشتاقة .. راغبة محتاجة ..
يااارب .. لعلي أخطأت ..!! بل إني كذلك ..
ياارب .. جئتك وكلي خطايا ..قد ألجمتني لولا رحمتك ..
ياارب .. ضيوفك .. جاؤا لموسم الرحمة والعطايا ..
وأنا منهم يا إلهي ..
خجلي من ذنوبي يقيدني ..
ولكني أحبك ..فلعل هذه تذهب تلك !!..
يااارب لا تعاقبني ... واقبلني عندك ممن تحبهم وتهديهم وتصلح أحوالهم ..
يا رب البيت ..رضاك هو ما أرجوه ..فلا تطردني عن رحماااااتك ....
وقولـــــــــــي ..:
إلهنا ما أعدلك ..
مليك كل من ملك ..
لبيك قد لبيت لك ..
لبيك إن الحمد لك
والملك لاشريك لك ..
ماخاب عبد ٌ سألك ..
أنت له حيث سلك ..
لولاك يارب هلك ..
لبيك إن الحمد لك ..
والملك لالالاشريك لك ،،،

* استشعري استشعري استشعري ..عيشي اجوائك حتى وأنت بين الناس..

* وأنت في الطريق الى الحج استشعري(واجعل أفئدة من الناس تهفو)ورتلي (يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عمـــــــــيق)

* انظري إلى جبال مكة واستشعري أن رسولنا-بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه- خيّر بين أن تطبق على أهلها وأن يصبر فقال(إني لأرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا) وقد فعل سبحانه..

* قبل الدخول إلى مشارف مكة ليس أقل من أن نعزم على ترك كبيرة من الكبائر، خذيها من قوله تعالى(وعهدنا إلى ابراهيم واسماعيل أن طهرا بيتي) فبيت الله طاهر، بقي على الحجاج أن يطهروا أنفسهم قبل دخوله..

* وتذكري الحج هيئات غير مقصودة لذاتها، وإنما شرعت لمقاصد أجلها:
ذكـــــــــر الله


ومـــضــات :

* حج (مسروق) فما نام الا ساجداً !!!!

* لا تطيعي من حولك ممن يحثك على الراحة والخمول... هي أيام قصيرة وستنقضي فأحسني استغلالها بقدر طاقتك..
لا أقول لكِ أرهقي نفسك وكلفيها فوق طاقتها... لا!
فقط كوني حكم نفسك في "هل تستطيعن فعل المزيد" ولا تأبهي بمن حولك.. لا تقولي "على الأقل أنا أفضل من حولي".... بل اسعي لما يرضي طموحك في أن تكوني الأقرب إلى الله عز وجل...

* كنت أسمع دائمًا ممن حج: فعلت أيام الحج، وحصل أيام الحج.. فأتخيل أن الحج رحلة طويلة.. ولكن عندما حججت وجدته قصيير قصييييير جدًا.. يمضي سريعًا.... ولكنه عظيم!

* الكثير من الناس في الحج يكون أكبر همهم ماذا أكلنا وكم نمنا..... رغم أنها أكثر أيام تعلمنا البساطة والبعد عن الترف!!

* للأسف الكثيرات يضيعن الليل في "السوالف" ثم يقضين النهار نيامًا...!

* ابتعدي عن الناس قدر الإمكان..واستغلي غاليتي وقتك.. ليس كل ثانية فقط.. بل كل نفَس..وإن كان معكِ صحبة صالحة ..اجلسي معهم ولكن ليس الوقت كله ..حاولي الإختلاء مع نفسك أكثر الوقت..
فوالله ما هي إلا أيام معدودة سرعان ما تنقضي ..!

*إذا سمعتِ إحداهن تنتقد الحملة.. تجهيزاتها من حيث السكن، الأكل، المواصلات.... فابتعدي عنها!! لا تفسد عليك روحانية الحج بأمور كهذه..!
.
* جبال منى لها منظر ساحر أخّاذ عند الشروق والغروب، خاصة اذا تيسر لك مطل ومع أصوات الملبين...

*حاولي أن تتصدقي كل يوم بصدقة وإن كانت يسيرة ..

* تحلي بالصبر،وتذكري أنه (لا جدال في الحج) قد تقع أمور صغيرة جداً تدخل المرء في جدال بسيط ..(انتبهي لها)..!

* أخيرا ً:
إن استطعتِ أن تكوني أفقر الحجاج إلى الله وأشدهم له ذلة؛ فافعلي..!



نصائح حول اختيار حملة الحج :

- لاشك أن المبلغ المدفوع سيحدد اختيار الحملة .. تأكدي من الأسعار وقارني ..
هناك بعض الحملات تمنح خصما ً في حالة حج أكثر من فرد من نفس الأسرة .."اسألي عن ذلك" ..

- إذا استطعت ِ فالأفضل أن تكون الحملة من فئة ( أ ) وهي الفئة القريبة من موقع الجمرات ..
مع العلم أن الحملات في نفس الفئة تختلف في مدى قربها من الجمرات .. لذا احرصي عن السؤال عن عدد الأمتار التي تفصل بين الحملة وموقع الجمرات وقارني بنفسك ..

- احرصي كثيييييرا ً على الحملة ذات عدد الحجاج القليل .. فهي وإن قلت في بعض المميزات أفضل بكثير من الحملة ذات عدد الحجاج الكبير .. مع العلم أن غالبية الحملات المشهورة ذات عدد حجاج كبير !

- ركزي كثيرا ً على السؤال عن طريقة الحملة في مزدلفة (هل يتعجلون جميعا ً أم يسمحون للبعض بالمبيت تطبيقا ً للسنة) ..وكذلك عن طريقتهم في أيام التشريق (هل تتعجل الحملة جميعها في العودة ..أم تسمح لمن أراد التزود من الخير بالبقاء لليوم الثالث عشر ..)

- بعد اختيارك للحملة حاولي أن تسألي شخص حج معها في السابق "خاصة ً في العام المنصرم" اسألي زميلاتك في العمل ..الدراسة ..جاراتك ..!

- إذا هممتم بالحجز لدى الحملة فصلي ركعتي الاستخارة ..ووكلي الأمر لله مهما واجهت ِ بعد ذلك .. فلو كان الأمر شراً (أقصد اختيار هذه الحملة) لما أمضاه لك الله ..

- إذا تم الحجز فاطلبوا من الموظفين أن يكون فراشك في الحملة بجانب الداعية .. وهي نصيحة من أخية أفادتني كثيرا ً في حجي ..

- كذلك إذا كنت ِ مع مرافقة معك ِ فاطلبي تجاور الفرش .. فهو أحوط لك ِ للإستيقاظ لصلاة الليل والحث على الطاعات ..

- بعد عودتك من الحج احرصي على إيصال ملاحظاتك على الحملة للمسؤولين (بريديا ً أو إلكترونيا ً أو مناولة ً للمسؤولات في آخر أيام الحج) ..فهو أحوط بالتسديد لحجاج الله فيما بعد .. ولن تعدمي أجره ..

- أكثري من الدعاء لهم بظهر الغيب فهم يجتهدون كثيرا ً مهما بدا لك ِ من تقصير أحيانا ً ..
فالأمور في الحج تخرج عن المتوقع والسيطرة في كثير من الأوقات ..

- وأخيرا ً .. تحلي بالصبر على ما قد يحدث من مكاره وزحام وتأخر في المواصلات وأكثري من الخلوة بنفسك واحرصي على الذكر خاصة ً في الحافلة ..
ولا تنسي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبصير الجاهل وإعانة الكبير والابتسام في وجه الجميع ..



مستلزمات حقيبة الحج :

أولا ً : حقيبة اليد الصغيرة :
ينبغي أن تحوي مايلي :
- مصحف مفسر صغير .
- كتيب الأذكار "حصن المسلم" .
- مسواك .
- قلم + نوته صغيرة.
- بنادول .
- مسجل "جيب" يعمل على البطارية .
- لاصق للجروح.
- مناديل ديتول "البعض يرى أنها معطرة".
- محفظة صغيرة للنقود "احملي معك كمية تكفي للصدقة فقط وتكون موزعة لفئات"
- جورب أسود إضافي .
- غطاء للوجه عند الحاجة لاستبدال النقاب "وقت الإحرام" .
- الأشخاص المصابين بالسكر يضعون قطع حلوى صغيرة "خشية ً من انخفاض السكر"..
والمصابين بانخفاض الضغط يحملون كمية قليلة من الملح أو الشبس المالح ..


ثانيا ً : حقيبة الملابس :
ينبغي أن تحوي مايلي :
- ملابس تناسب مناخ المشاعر ..وفي هذه السنوات الطقس بارد..
والملابس تشمل :
# جلابيات دافئة ومريحة إحداها متميزة ليوم العيد ..
# عدد 2 تنورة مريحة + بلايز قطنية دافئة ..
"هناك من يقتصر على الجلابيات وهناك من يقتصر على لبس التنورة والبلوزة ..
والأمر يعود للارتياح الشخصي..عن نفسي زاوجت بين هذا وذاك .."
# ملابس داخلية تزيد عن عدد أيام الحج ..
"يفضل استخدام الغيارات ذات الاستخدام الواحد من الصيدلية"
- منشفتين.
- شامبو + صابون + كريم + "أي من مستلزمات قبل أو بعد الاستحمام المعتادة"
بشرط أن تكون غير عطرية!
- شرابات الخروج "بعدد كافي بحيث ترمى بعد كل استخدام"..
- شرابات قطنية دافئة .
- شبشب لدورة المياة "أعزكم الله" .
- بوت خفيف وعملي "غير مرتفع للانتقال والتحرك بين الجمرات".
- كيس قماشي للملابس المتسخة .
- مشط "وأي كريم للشعر ينبغي أن يخلو من العطر" + ربطات للشعر ..
- عباء من نوع (الجلباب والخمارالذي تلبسه أخواتنا في مصر) بشرط أن يكون الخمار سااااتر ..والغرض منه مساعدتك أثناء السير بين الجمرات أو في الحرم ومنعك من التعثر ..
- طرحتان للشعر ..
- في موسم الشتاء قد تحتاجين لشال قطني خفيف أثناء الفجر "خاصة ً إذا كنت ِ تصلين في مكان مفتوح"..
- كشاف ..
- عدد 4 معاليق (مايستخدم لتعليق الملابس!) حديد من النوع الخفيف تطوى وتوضع في الشنطة ..وستستفيدين منها في تعليق منشفتك أو عبائتك ..
- مقص "تأكدي من وضعه في شنطة سوف تشحن"..
- كيس من النوع الذي يغلق بسحاب ..
"سوف تحتاجينه لوضع حاجياتك أثناء التنقل في يوم عرفة "..!
- سجادة للصلاة والرداء الخاص بك ِ أثناء الصلاة ..
- علبة أو اثنتين من أي نوع بسكويت تفضلينه "خاصة ً إذا كنت ِ مثلي لا يناسبك أي طعام"..
- بخاخ الديتول + مناديل جيب صغيرة ..
- حبوب مص للحلق + فيتامين سي مضغ ..
- شاحن الجوال ..
- جوارب خاصة ..(محشوة بالقطن الناعم ومبطنة بالجلد) ..
هذه مهمتها تقي قدميك ِ أثناء الطواف من الرضوض ومن أي مياه قد تكون مسكوبه ..
" تجدينها في محلات الجوارب المتخصصة" ..
- لحاف قطني من النوع الخفيف " لأن تجهيزات الحملات تختلف"..
- جميع الكتب والنشرات والأشرطة التي تخص الحج واستفدت ِ من قرائتها قبل ذهابك للحج لأنك ِقد تحتاجين للرجوع إليها في أي وقت !
- استشوار "إذا كنت ِ من النوع اللي يمرض إذا تعرض للجو البارد بعد الاستحمام!"
.
.
.
هذا مايحضرني ..
وأرجو أن أكون وفقت ِ فلم أنس َ شيئا ً ..!


نصائح طبية ..:

# إن كان ثمة أدوية معينة تستخدمينها اصطحبي معك كمية كافية وتزيد على أيام إقامتك ..

# انشغالك بالعبادة لا يعني (تنطيشك) أدويتك .. أصحاب بخاخات الربو والحبوب على اختلاف بلاويها لا تتساهلون وتتركون انتظامكم باستخدام العلاج ..

# خذي معك في شنطة اليد علبة فيتامين سي (مضغ) واحرصي على تناول جرعة كافية منه كل يوم ..

# احرصي كثيرا ً على شرب السوائل ..وعلى الأكل بكمية كافية حتى ما ينخفض ضغطك ويصيرون يدورون لك ملح من تحت الأرض ..!

# إذا كنت ِ مرهقة فلا تهلكي نفسك .. فالرحمن لا يكلف نفسا ً إلا وسعها ..
إذا كان ثمة فسحة شرعية لك ِ فلا تضيقي على نفسك .. عن نفسي قمت بتأخير طواف الإفاضة وسعي الحج لآخر يوم ولم أجبر نفسي على الطواف مع من كانوا معي لأني كنت متعبة قليلا حينها .. والحمدلله .

# إن كان حجك في فترة شتاء (وهو وقتنا الحالي) فاحرصي على الملابس الدافئة (قطنية ثقيلة) وخذي منها مايريحك لبسه (جلابية ، تنورة وبلوزة)

# احرصي على وجود المسكّن الذي تستخدمينه معك في شنطة يدك ..

# أيضا ً ..ضعي ضمن حقيبتك بخاخ ديتول .. وعن نفسي اشتريت مناديل ديتول على أن البعض يرى بأنها معطرة ..

واحرصي أن يكون ضمن حاجياتك مناديل الجيب الصغيرة الحجم لأنك سوف تحتاجينها كثيرا ً ..في ذهابك للحرم .. للجمرات .. أحيانا ً بجانبك أثناء جلوسك في أي مكان ..

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن الخزمري ; 26-10-2011 الساعة 11:59 PM.
عبدالرحمن الخزمري غير متواجد حالياً  
قديم 26-10-2011, 12:53 AM   #15
عبدالرحمن الخزمري
 
الصورة الرمزية عبدالرحمن الخزمري
 







 
عبدالرحمن الخزمري is on a distinguished road
افتراضي رد: أرشيف [الحج] 1432 هـ
















































التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن الخزمري ; 28-10-2011 الساعة 02:31 PM.
عبدالرحمن الخزمري غير متواجد حالياً  
قديم 26-10-2011, 12:54 AM   #16
عبدالرحمن الخزمري
 
الصورة الرمزية عبدالرحمن الخزمري
 







 
عبدالرحمن الخزمري is on a distinguished road
افتراضي رد: أرشيف [الحج] 1432 هـ

الحج المبرور



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فالحج ركن من أركان الإسلام وشعيرة من الشعائر العظام تهفوا إليه الأفئدة وتحنو إليه القلوب، وتتوق في أشهره النفوس إلى زياره تلك البقاع الطاهرة تحقيقا لقول الله عز وجل (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا) وقوله(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ).
يتدافع الحجاج كل عام يحدوهم الشوق إلى تلك البقاع الطاهرة وكلهم أمل في أن يرجعوا من ذنوبهم كاليوم الذي خرجوا فيه من بطون أمهاتهم ؛ (فالحج يهدم ما كان قبله\" كما في صحيح مسلم ، و\"من حجّ فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه\" كما في صحيح البخاري، و(الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب ) كما في سنن الترمذي والنسائي وابن ماجة.
ومن لم يوفق للحج ولم يستطع السير إليه فإنه يودع الحجيج ويتابع مناسكهم ولسان حاله:
( يا سائرين إلى البيت العتيق لقد ... سرتم جسوما و سرنا نحن أرواحا )
( إنا أقمنا على عذر و قد رحلوا ... و من أقام على عذر كمن راحا )
لكن ينبغي أن ننتبه إلى أمر مهم ألا وهو الحرص على أن يكون حجنا مبرورا ؛ فمغفرة الذنوب بالحج و دخول الجنة به مرتب على كون الحج مبرورا .
وقد أشارت الأحاديث إلى ذلك ، فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : سُئِل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- :« أيُّ العمل أفْضَل ؟ قال : إيمان بالله ورسوله ، قيل : ثم ماذا ؟ قال : الجهادُ في سبيل الله ، قيل: ثم ماذا ؟ قال:حَجّ مبرور ».
وفي الصحيحين أيضا عن أبي هريرة - رضي الله عنه -أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).

فما هو الحج المبرور:

قال أهل العلم يكون الحج مبرورا باجتماع عدة أمور منها:

1- إيفاء أركانه وواجباته، أي: الإتيان به على الوجه الأكمل ، فقد بين النبي صلى الله مناسك الحج للأمة قوليا وعمليا في حجة الوداع وقال هناك (خُذُوا عَني مَناسِكَكُمْ ، لا أدري لَعَلَّي لا أَحُجُّ بعد حَجَّتي هذه) أخرجه مسلم.

2- ومنها الإتيان فيه بأعمال البر: أي فعل الطاعات كلها و قد فسر الله تعالى البر بذلك في قوله : { و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين و آتى المال على حبه ذوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و في الرقاب وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة(177) فتضمنت الآية –كما يقول الإمام ابن رجب في لطائف المعارف-: أن أنواع البر ستة أنواع من استكملها فقد استكمل البر : أولها : الإيمان بأصول الإيمان الخمسة و ثانيها : إيتاء المال المحبوب لذوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و في الرقاب و ثالثها : إقام الصلاة و رابعها : إيتاء الزكاة و خامسها : الوفاء بالعهد و سادسها : الصبر على البأساء و الضراء و حين البأس و كلها يحتاج الحاج إليها ،فإنه لا يصح حجه بدون الإيمان و لا يكمل حجه و يكون مبرورا بدون إقام الصلاة و إيتاء الزكاة فإن أركان الإسلام بعضها مرتبطة ببعض فلا يكمل الإيمان و الإسلام حتى يؤتي بها كلها و لا يكمل بر الحج بدون الوفاء بالعهود في المعاقدات و المشاركات المحتاج إليها في سفر الحج و إيتاء المال المحبوب لمن يحب الله إيتاءه و يحتاج مع ذلك إلى الصبر على ما يصيبه من المشاق في السفر فهذه خصال البر .

3- ومنها حسن معاملة الناس والتحلي بحسن الخلق : فالإحسان إلى الناس من البر كما يقال البر والصلة ، و في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم سئل عن البر ؟ فقال : [البر حسن الخلق ] و كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : إن البر شيء هين : وجه طليق و كلام لين.
و هذا يحتاج إليه في الحج كثيرا أي معاملة الناس بالإحسان بالقول و الفعل-كما يقول الإمام ابن رجب- قال بعضهم : إنما سمي السفر سفرا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال ، وفي المسند والمستدرك عن جابر رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بر الحج ؟ قال:إطعام الطعام و إفشاء السلام وفي لفظ(و طيب الكلام) ضعفه ابن حجر وحسنه الألباني.
و من أجمع خصال البر التي يحتاج إليها الحاج ما وصى به النبي صلى الله عليه و سلم أبا جري جابر بن سليم الهجيمي حيث قال : لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تعطي صلة الحبل ولو أن تعطي شسع النعل ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ولو أن تنحي الشئ من طريق الناس يؤذيهم ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه ولو أن تؤنس الوحشان في الارض وإن سبك رجل بشئ يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه فلا تسبه فيكون أجره لك ووزره عليه وما سر أذنك أن تسمعه فاعمل به وما ساء أذنك أن تسمعه فاجتنبه. (أخرجه الحاكم).
وفي رواية« و إن امرؤ شتمك و عيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه ، فإنما وبال ذلك عليه و لا تسبن أحدا \" قال : فما سببت بعده حرا و لا عبدا و لا بعيرا و لا شاة \" .وفي الحديث قصة وهي مروية عند أحمد ، وأبي داود ، والنسائى ، ، والطبرانى ، وابن حبان ، والبيهقى فى شعب الإيمان وغيرهم وصححه الألباني. .
و في الجملة : فخير الناس أنفعهم للناس و أصبرهم على أذى الناس كما وصف الله المتقين بذلك في قوله تعالى : { الذين ينفقون في السراء و الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين } و الحاج يحتاج إلى مخالطة الناس ، و المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم أفضل ممن لا يخالطهم و لا يصبر على أذاهم .

4- ومنها كثرة ذكر الله تعالى فيه و قد أمر الله تعالى بكثرة ذكره في إقامة مناسك الحج مرة بعد أخرى كما قال سبحانه لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ) البقرة .
و خصوصا كثرة الذكر في حال الإحرام بالتلبية و التكبير ، ففي سنن الترمذي وابن ماجه و غيرهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ أفضل الحج العج و الثج ] والعج: هو رفع الصوت بالتكبير والتلبية ، والثج: هو إراقة دماء الهدايا و النسك .

5- ومنها اجتناب أفعال الإثم فيه من الرفث و الفسوق و المعاصي ، قال الله تعالى : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} البقرة (197).
و في الحديث الصحيح:[من حج فلم يرفث و لم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ] رواه البخاري ومسلم.
فما تزود حاج و لا غيره بأفضل من زاد التقوى و لا دعي للحاج عند توديعه بأفضل من التقوى .
وقد روى الترمذي وقال : (( حديث حسن )) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : « جاء رجلٌ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال : إِني أُرِيدُ السفر ، فزَوِّدني ، قال : زَوَّدك اللهُ التَّقوى ، قال : زِدني ، قال : وغفر ذَنبَكَ ، قال : زدني، - بأبي أنتَ وأُمِّي - قال : ويَسَّرَ لك الخير حيثما كنتَ».
وقال بعض السلف: لمن ودعه للحج أوصيك بما وصى به النبي صلى الله عليه و سلم معاذا حين ودعه : [ اتق الله حيثما كنت و أتبع السيئة الحسنة تمحها و خالق الناس بخلق حسن ]

6- ومنها أن يطيب نفقته في الحج وأن لا يجعلها من كسب حرام، فالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ، وقد قيل:
( إذا حججت بمال أصله سحت ... فما حججت و لكن حجت العير )
( لا يقبل الله إلا كل صالحة ... ما كل من حج بيت الله مبرور )

7- ومنها أن لا يقصد بحجه رياء و لا سمعة و لا مباهاة و لا فخرا و لا خيلاء و لا يقصد به إلا وجه الله و رضوانه و يتواضع في حجه و يستكين و يخشع لربه.
إذلايُقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجه الله ، فقدقال الله تعالى(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ). وروى أبو داود والنسائي عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه).
روي ابن ماجة والتِّرْمِذِيّ في (الشَّمائل) عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم حج على رحل رث و قطيفة ما تساوي أربعة دراهم و قال : اللهم اجعلها حجة لا رياء فيها و لا سمعة ] .
( أتاك الوافدون إليك شعثا ... يسوقون المقلدة الصواف )
( فكم من قاصد للرب رغبا ... و رهبا بين منتعل و حاف )

8- وقيل ( المبرور ) : المقبول. قالوا : ومن علامات قبول الحج، أن يرجع العبد خيرًا مما كان، ولا يعاود المعاصي.
وعلى كل فكما قال الإمام الْقُرْطُبِيّ : الْأَقْوَال الَّتِي ذُكِرَتْ فِي تَفْسِيره مُتَقَارِبَة الْمَعْنَى ، وَهِيَ أَنَّهُ الْحَجّ الَّذِي وُفِّيَتْ أَحْكَامه وَوَقَعَ مَوْافقا لِمَا طُلِبَ مِنْ الْمُكَلَّف عَلَى الْوَجْه الْأَكْمَل. نقله ابن حجر في (فتح الباري) وَاَللَّه تعالى أَعْلَم .

أسأل الله تعالى أن يرزقنا حجا مبرورا وسعيا مشكورا وعملا متقبلا إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصجبه وسلم.

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن الخزمري ; 28-10-2011 الساعة 02:36 PM.
عبدالرحمن الخزمري غير متواجد حالياً  
قديم 28-10-2011, 02:37 PM   #17
عبدالرحمن الخزمري
 
الصورة الرمزية عبدالرحمن الخزمري
 







 
عبدالرحمن الخزمري is on a distinguished road
افتراضي رد: أرشيف [الحج] 1432 هـ

رُوحـانية الحــج
أ.د. عبد الرحمن البر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه .

اللهم اجعل عملنا كله صالحاً خالصاً متقبلاً ، ولا تجعل للشيطان في عملنا حظاً ولا نصيباً ، ووفقنا لما تحب وترضى ، وارزقنا خير الآخرة والأولى .

أيها الإخوة الكرام ، أيتها الأخوات الكريمات ، حجاجَ بيت الله ، الذين أنابوا إلى ربِّهم ، واستجابوا لنداء الخليلِ إبراهيمَ حين أذَّن بأمر ربِّه في الناس بالحج ، وانطلقوا من ديارهم ، وتخلَّصوا من معوقات الدنيا ، وهُرِعوا إلى الله وحده ، بعد أن تلقَّوا الدعوةَ منه ؛ الدعوةَ التي آثرهم الله بها ، وألقاها إلى قلوبهم وأفئدتهم ، فتحركوا شوقًا ومحبةً واستجابةً لأمر الله ، فانبعثوا مُلَبِّين دعوةَ خالقهم وسيدهم : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعــــد ؛

فهذا هو موسم الحج قد أظلنا بظلال الأمن والأمان من الأرض المباركة التي أَهْدَتْ إلى العالم أعظمَ رسالة وأصدقَ راية ، وفيها تَعْذُبُ المناجاة ، وتحلو الطاعة ، ويسري نورُ الإيمان بين الجوانح ، ويشعر المسلم أنه فوق عالَم البشر ، يُجَنِّح مع الملائكة الكرام ؛ فالذنبُ مغفورٌ ، والسعيُ مشكورٌ ، وكلُّ خطوة يخطوها الحاجُّ تكتب له ملائكةُ الرحمة بها حسنةً ، وتضع عنه بها سيئة .

أيها الحجاجُ الكرام ، هاأنتم تلبّون راجين ، وتسعَوْن محبين وطائعين ، وتطوفون مذعنين ومشتاقين ، وترمون مهلِّلين ، وتصعدون وتهبطون مكبِّرين ؛ فيجيب الحق جل وعلا كلاً منكم : لبيك عبدي وسعديك ، والخير بين يديك .

إخواني الكرام ، إن الحجَّ تهذيبٌ للنفس ، وتطهيرٌ للقلب ، وغسلٌ لأدران الشر ، وهو تلاقٍ اجتماعيٌّ ، وتعارفٌ إسلاميٌّ ، واجتماع ٌللنفوس المؤمنة على مودةٍ ورحمةٍ ورُوحانيةٍ في ظل البيت المقدس ، وفي الأماكن المطهرة .

فلنتجول معاً أحبتي الكرام مع رُوحـانية الـحج في سائر أعماله ، لنرتشف عشراً من نسمات الروحانية في هذه الشعائر العظيمة ، آملين في وجه الله الكريم أن يجعلنا من المقبولين :

أولاً : الاستعداد للحج :


يبدأ الاستعداد للحج بالتوبة النصوح ، وتجديد النية والإخلاص لله رب العالمين ، فكلُّ ذنبٍ أو مظلمةٍ هي غريمٌ حاضرٌ متعلقٌ بتلابيب قاصد الحج ، ينادي عليه ويقول: إلى أين تتوجه ؟ أتقصد بيتَ ملك الملوك وأنت مضيعٌ أمرَه في منزلك هذا ومستهينٌ به ومهملٌ له ؟ أَوَلا تستحيي أن تقدم عليه قدوم العبد العاصي فيردك ولا يقبلك ؟ .

فإن كنت راغبًا في قبول زيارتك فنفّذ أوامر الله عز وجل ، ورُدَّ المظالِمَ ، وتُبْ إليه أولاً من جميع المعاصي ، واقطع عَلاقة قلبك عن الالتفات إلى ما وراءك ؛ لتكون متوجهًا إليه بوجه قلبك ، كما أنك متوجه إلى بيته بوجه ظاهرك . فإن لم تفعل ذلك لم يكن لك من سفرك أولاً إلا النصبُ والشقاءُ ، وآخراً إلا الطردُ والرد . ومن ذا الذي يرضى لنفسه بهذا الخسران ؟!

ثم احرصوا أيها الأحبة على آداب الرفقة والسفر ، من بذل المعروف والإحسان ، والكف عن الإساءة ، وحسن الصحبة ، وترك الرفث والفسوق والجدال ، والتواضع للرفقاء ، وخدمة الإخوان ، وحمل الضعفاء ، والتغافل عن الزلات والهفوات ، والحرص على سلامة القلب واللسان ، فقد قيل : أفضلُ الحجاج : أخلصهم نيةً ، وأزكاهم نفقةً ، وأحسنهم يقيناً .

واذكروا أنكم في سفركم هذا كالمجاهدين في سبيل الله ، فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( وفد الله ثلاثة : الغازي ، والحاج والمعتمر )) (1). وما ينبغي لوفد الله تعالى إلا الكمال في كل المحاسن ، فحسِّنوا أخلاقكم ، واصبروا على ما تلقون من المشقات والشدائد ، وما تواجهون من المصاعب ، واحتسبوا عند الله ذلك كله ، والله يتولى أمركم وهو يتولى الصالحين .

جعلنا الله وإياكم من التائبين المقبولين الفائزين .

ثانياً : الإحـرام :


إن الروحانية تبدأ فتسيطر على مشاعر وأحاسيس مريد الحج عندما يبتدأ بالإحرام الذي هو الركن الأول من أركان الحج ، إذ ينوي الإنسانُ الحج في ميقاته ، وميقات الحج : هو المكان الذي يُحرِم منه الحاج ، ويلبس ثيابَ الإحرام فيه ، وكل جهةٍ من الجهات الأربع للحرم لها ميقات ، أي مكان معلوم يبدأ الحجاج الإحرام منه ، ولا يصح لقاصد الحج أن يَمُرَّ من ميقات من هذه المواقيت المكانية للحج بغير إحرام ، وكأنَّ هذه الأماكنَ التي تحيطُ بالحرمِ المقدَّس إحاطةَ هالة الشمس بها هي حدودٌ بين متاع الدنيا وأعراضها ؛ وحياة الروح ونعيمها ، فهي حدود للمكان الذي جعله الله تعالى لضيافته الروحية ، يستضيف فيه عبادَه المؤمنين الذين جاءوا إليه من مشارق الأرض ومغاربها ، نازعين من قلوبهم وأجسامهم كلَّ مظاهر المادية ؛ ليتجرَّدوا بأرواحهم وينالوا شرف الضيافة على تلك المائدة الربانية ، وذلك الغذاء الروحي .

إن عبارات النبي صلى الله عليه وسلم في نيته الإحرام ، تعلمنا كيف نتخلص من أهواء الدنيا ، ومن الطبائع الأرضية في نفوسنا ، لنتعلق بأسباب السماء ، فقد كان صلي الله عليه وسلم يقول في إحرامه : (( اللهم حجةً لا رياءَ فيها ولا سُمْعَة )) (2)، ويقول أيضاً : (( لبيك حجاً حقاً ، تعبداً ورقاً )) (3) ويكرر ذلك ؛ لنتعلم منه صلى الله عليه وسلم كيف نخلص أنفسنا من الرياء والسمعة . والرياءُ آفةُ العبادة ، وهو الذي يبعدها عن الدرجات العالية في الروحانية ، وهو في ذاته الشركُ الخفيُّ ، ولذا قال صلي الله عليه وسلم : (( من صلى يرائي فقد أشرك ، ومن صام يرائي فقد أشرك ، ومن تصدق يرائي فقد أشرك )) (4).

بهذا الإحرام تدخل أيها الحاجُ المؤمنُ في محيط الرُّوح ، وفي متسع الضيافة ، ولذلك وجب عليك أن تعلن أنك قد دخلتَ في هذا الوادي المقدس ، وادي الرُّوح ، وادي الضيافة الإلهية ، ولذلك تقول: لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .

بهذا النداء الذي هو إعلان الحج ، أو مظهر الروحانية فيه ، يكون الشخص قد دخل في مقام الضيافة ، وانتقل من دركات الأرض إلى المنازل الرُّوحية ، وكأنه بِحَجِّه قد أجاب داعيَ الله تعالى إذ دعاه إلى تلك المائدة المقدسة ؛ وإنه ليكرر تلك التلبيةَ في كل مرتفع وكل منخفض ؛ ليكون في تذكرٍ دائمٍ ، ولكيلا ينسى أنه في الحضرة الإلهية ، وفي الضيافة الرحمانية.

إخواني الأحبة قاصدي بيت الله الحرام ، ينبغي أن يتذكر الحاج أنه إذ يحل في تلك الضيافة الرُّوحية فإنه يجب أن يترك مظاهرَ الزينة وما اختُصَّت به الحياةُ الأرضيةُ ؛ فقبل أن يعقد النية والإحرام : يغتسلُ ويتطهرُ ويستكملُ أسبابَ النظافة ، ثم يصلي ركعتين ، ثم يحرمُ بالتلبية مع بداية انطلاقه من الميقات ، فإذا أحرم فلا يتطيب ولا يتزين ولا يقص شعره ولا يحلقه ، وذلك لأنه في حال تجرد رُوحي ؛ فلا يصح أن يُشغَل عنه بمظاهر مادية ؛ ولأن حياة الرُّوح توجب المساواة ؛ إذ الجميع سواء أمام عظمة الخالق ، ولا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لقوي على ضعيف ، ولا لغني على فقير .

كما ينبغي أن يتذكر بملابس الإحرام كفنَه الذي يلقى به ربه الكريم ، وما أشبه الثوبين والرحلتين ، إلا أن الرحلة اليوم هي رحلة للعمل ، وهي غداً رحلة لنيل ثواب العمل ، وعلى قدر الصدق والإخلاص في الرحلة الأولى يكون الأجر المدخر في الرحلة الأخرى . الرحلة اليوم هي إجابة طوعية لنداء الخليل إبراهيم عليه السلام حين أذَّن في الناس بالحج كما أمره ربه ، أما الرحلة غداً فهي استجابة قهرية لنداء إسرافيل حين يؤمر بأن ينفخ في الصور .

ومما ينبغي أن لا يفوتك أيها الأخ الكريم أن تتذكر دواماً أنك بالإحرام قد دخلت في عبادة الحج ، فأكثر من التلبية وجدِّدْها عند اجتماع الناس ، وعند كل صعود ، وعند كل هبوط ، وعند كل ركوب ، وعند كل نزول ، رافعاً بها صوتك بصورة معتدلة ، فإنك لا تنادي أصمَّ ولا غائباً وإنما تنادي سميعاً بصيراً ، وأكثر مع التلبية من التكبير عند كل مرتفع ، والتسبيح عند كل منخفض ، فتلك هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم .

فليتذكر كلُّ حاج هذه المعانيَ عند الإحرام ؛ حتى يبدأ النسك على الوجه الأكمل ، وعلى النحو الْمُرضي إن شاء الله . نسأل الله أن يجعلنا يوم الفزع الأكبر من الآمنين .

ثالثاً : عند الوصول إلى مكة :


إن الحاج ليرى في طرقات البلد الحرام في هذه الأيام المباركة عجبًا ، فحيثما قلبتَ ناظريْك أيها الحاج الكريم في أرجاء البلد الحرام رأيتَ ثَمَّ موكبًا من مواكب الله ، وقافلةً من قوافل الإيمان ، وجيشًا من جيوش الحق ، وجندًا من جنود اليقين ، هديرُهم تكبيرٌ ، وهتافُهم تسبيحٌ ، ونداؤُهم تلبيةٌ ، ودعاؤُهم تهليلٌ ، مشيُهم عبادةٌ ، وزحفُهم صلاةٌ ، وسفرُهم هجرةٌ إلى ربهم ، وغايتُهم مغفرةٌ من الله ورضوانٌ ، تراهم في حشدهم صورةً متكاملةً متناسقةً في إطار نوراني على اختلاف الأجناس ، وتباين اللغات وتغاير الأوطان .

اجتمعوا على كلمة الله تعالى ، والْتأموا في بيت الله ، والتحموا أمام الله في رحمة وعطف وحنان ، شعار كل فرد منهم ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِين ) مظهرهم كأنهم بنيان مرصوص ، تركوا البلاد والديار والأهل والأولاد ، والتجارات والأعمال ، لم تسُقْهم قوةٌ قاهرةٌ ، ولم تجبرهم قوانينُ دنيوية ، بل جاءوا مندفعين بدافع من أعماقهم ، منبثق من وجدانهم ، نابع من فيض إيمانهم ومعين يقينهم ، قطعوا الفيافي والقفار ، واجتازوا الجبال والوديان ، وعبروا البحار والأنهار ، وطاروا على متن الهواء ، قاصدين بيت الله الحرام ، يعيشون في رحابه ، وينعمون بقدسيته ، متشرفين بضيافته ، متلمسين لرحمته ، مستهدفين المغفرة ، مستمطرين الرضوان ، كما قال ربهم: ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ).

فلتتذكر أيها الحاج الكريم ، أيتها الحاجة الكريمة أن هذا البلد الأمين قد جعلها الله حرماً آمناً ، لا يُنَفَّرُ طيرُها ، ولا يُقْطَع شجرُها ، ولا يُخَوَّف ساكنُها ولا نزيلُها ، ولا يُصَاد صيدُها ، فنَزِيلُها لا بدَّ أن يكون في سلامٍ مع نفسه ومع الآخرين من الناس والشجر والدواب والطير ، فمَنْ أحدث فيها حدثاً أو فعل فيها محرماً أو آوى فيها مُحْدِثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا .

إن نزول هذا البلد المقدس تدريب عظيم على ممارسة السلم الذي هو شعار الإسلام العظيم ، فعيشوا أيها الحجاج هذه الأيام الكريمة في واحة الأمن والسلام ، باذلين المعروف ، صابرين على المكروه ، آمنين في أنفسكم ، مسالمين لغيركم ، وإذا دعتك نفسك أيها الحاج إلى محرم أو إلى اعتداء على غيرك فاذكر أن الله تعالى يعاقب في هذا البلد الحرام على مجرد الإرادة للشر فضلا عن فعل الشر نفسه ، كما قال تعالى ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) .

وإذا كنتم معاشر الأحبة تحجون إلى حرم الله الآمن ؛ فلتتفكروا في منازل الوحي ومدارك النبوة والعهد الأول للإسلام ، ولتذكروا كيف كان صبره صلى الله عليه وسلم في الشدائد ، وكيف كان دفعه للمكايد ، وكيف كان قويًّا في إيمانه ، وهو الذي لم يكن له ناصر إلا الله بين قوم توافرت لديهم أساب الغلب المادي ، وظنوا أنهم مانعتهم أموالهم وأولادهم وقوتهم من أمر الله ، فجعل الله عاقبتهم خسرانا وبوارا ، وجعل عاقبة صبر نبيه صلي الله عليه وسلم وتمسكه بدعوته نصراً وفوزاً مبينا .

وفي ذلك عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، فيعرف كيف يكون الاعتزاز بالله هو الملجأَ عندما تتكاثر عليه الأعداء ، ويتضافر عليه الأقوياء ، وتكثر الضراء ، وتقل السراء ، وتتزلزل القلوب إلا من عصم ربك .

ثم اذكر أخي الحاج أختي الحاجة وأنتما تسيران في طرقات البلد الحرام آمنين مطمئنين ، اذكرا البلدَ المباركَ الذي بارك الله حوله ، بيتَ المقدس ، القدسَ الشريف الذي يشكو إلى ربه ظلمَ اليهود الظالمين ، وعجزَ المسلمين المتخاذلين ، واذكروا كيف يعيش أهله من إخوانكم تحت سياط القهر والخوف ، فتضرعوا إلى الله في إخلاصٍ وإخباتٍ وخشوعٍ بالدعاء أن يفك الله أسْرَ هذا البلد المبارك ، ليلحق بأخويه مكة والمدينة ، وأن يكتبَ لأهله ونازليه الأمنَ في ظل الإسلام الحنيف ، وأن يحفظه وأن يثبت المجاهدين من أهله ويربط على قلوبهم حتى يتم لهم النصر الموعود إن شاء الله .

نسأل الله العظيم أن يبلغنا حرمه الآمن أعزةً مطمئنين ، وأن يكتب لنا الأمن في الدنيا ويوم الدين .

رابعاً : عند الوصول إلى البيت الحرام :


البيت الحرام أيها الأحبة الكرام هو بيت العز والشرف ، بيت المجد والكرم ، بيت الرجاء والأمل ، واحة الضال ، وهداية التائه ، وملجأ القاصد ، وملاذ الخائف ، ومقام الطائف والعاكف ، من دخله كان آمنًا . في جنباته الطهر والنقاء ، وعلى أبوابه البذل والعطاء ، وبين أركانه الجود والسخاء ، فالأجر فيه مضاعف ، والجزاء موفور ، والذنب مغفور ، والسعي مشكور ، عند رب لا تُغلق رحابُه ، ولا تُسد أبوابُه ، لا يخيب سائلاً ، ولا يرد طالبًا ، فهو الحليم الذي لا يعجل ، والكريم الذي لا يبخل ، وفي ميدان هذا البيت يتجلى الإسلام في أروع صورة وأبدع مظهر. جموع تطوف وتطوف ، وفئات تصعد وتنحدر بين الصفا والمروة ، وأنفاس تتلاحق بالذكر والدعاء ، وأياد مرفوعة ممدودة بالسؤال والرجاء ، وعيون دامعة ، وقلوب خاشعة ، وألسن ضارعة بالذكر والقرآن . فكن أيها الحاج الكريم عند البيت على صورة من هذه الصور ، وفي حال من تلك الأحوال ، ولا تضيع هذه الفرصة وأنت في حالة القرب وفي موطن القبول ، ولا تنشغل بالصور والأشكال عن الحقائق ، ولا تُحدثْ في هذا البيت محرما ، ولا تؤذ أحداً ، ولا يفتر قلبك ولسانك عن الذكر والدعاء والابتهال .
وليتذكر كل حاج عندما يصل إلى البيت الحرام أنه قد انتهى إلى حرم الله تعالى آمنًا ، وليَرْجُ عنده أن يأمن بدخوله من عقاب الله عز وجل ، ولْيَخْشَ أن لا يكون أهلاً للقرب فيكون بدخوله الحرم خائباً ومستحقاً للمَقْت . وليكن رجاؤه في جميع الأوقات غالبًا ، فالكرم عميم ، والرب رحيم ، وشرف البيت عظيم ، وحق الزائر مَرْعِيّ ، وذمام المستجير اللائذ غير مُضَيَّع .
ثم اذكروا إخواني وأخواتي حجاج بيت الله الحرام وأنتم تدخلون المسجد المقدس شقيقَه المأسورَ المسجدَ الأقصى المباركَ ، الذي ربط الله بينه وبين المسجد الحرام برباطٍ وثيق ، حين أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، ثم عرج منه به صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلا ، حتى كان من ربه قاب قوسين أو أدنى ، وأوحى الله إليه هنالك ما أوحى ، اذكروا هذا المسجد الأقصى المبارك في دعواتكم ، واجتهدوا في الدعاء أن يفك الله أسره ، وأن يحفظه من كيد اليهود المجرمين ، وأن ينصر أهله والمدافعين عنه ، وأن يلحقه بأخويه المسجد الحرام والمسجد النبوي في الأمن والأمان والسلامة والإسلام .
كتب الله لنا ولكم والقبول وهيأنا وإياكم لكل خير ، إنه على كل شيء قدير .

خامسا : الطواف :

حين تصل إلى البيت الحرام أيها الحاج الكريم فإنك تبدأ بالطواف ، سواء كنتَ حاجاً فتطوف طواف القدوم ، وهو سنة ، أو معتمراً فتطوف طواف العمرة ، وهو ركن ، أما الطواف الذي هو ركن الحج وهو طواف الإفاضة فيكون بعد العودة من عرفات ، ومن خلال الطواف نتعلم النظام ، ونتدرب على التعاون وإنكار الذات ، ونتلقى دروسًا عملية في الآداب والمروءة والحب والعطف والحنان ، ونؤمن بأن التوجيه الديني أسمى من أي توجيه ؛ فأي توجيه تكون له مثل هذه الفعالية ؟ إن الجيوش تحتاج إلى ربط وإحكام ، وضبط ودقة ، بعد تدريب متواصل ، وإشراف حازم ، إلا أننا نرى الحجيج – على كثرتهم واختلاف أجناسهم وتباين لغاتهم - يسيرون في اتجاه واحد ، وارتباط وتآزر ، ووحدة وتكاتف . ووسط التلبية الهادرة ، والأصوات العالية ، إذا أذن المؤذن سمعوا الأذان ، ولبوا النداء ، فإذا بالجميع وقوف كأن على رؤوسهم الطير ، لا تسمع حينئذ إلا همسًا ، ولا ترى إلا أجسامًا منظومة ، وأقدامًا مصفوفة . إذا ركع إمامهم ركعوا ، وإذا سجد سجدوا ، وإذا قرأ أنصتوا ، وإذا دعا أمّنوا .
إنها صورة من صور الجمال ، والحسن والجلال ، ومشهد من مشاهد الكمال . فلْتَأْتِ الدنيا كلُّها لتُطِلَّ على هذا المنظر البديع المتناسق ، وليشهد الوجودُ كله بأن الإسلام هو دين النظام ، ودين التضامن ، ودين الألفة ، ودين الحياة .
ثم اعلم أيها الطائف الكريم أن الطواف صلاةٌ غير أنه أُبيح فيه الكلام ، ولذلك يلزمك الطهارةُ للطواف من الحدثين الأكبر والأصغر ، كما يلزمك طهارةُ الثوب وسترُ العورة ، ولا يحل طوافُ غير المتطهر ، وما دام الطواف صلاةً فأحضرْ في قلبك فيه من التعظيم والخوف والرجاء والمحبة ما يليق به ، ولا تنشغل بالكلام الفارغ ، بل اعلم أنك بالطواف متشبه بالملائكة المقربين الحافين حول العرش الطائفين حوله ، فاجتهد أن تشغل قلبك ولسانك بالذكر والدعاء والاستغفار والقرآن والتضرع ، وكن ملائكيا ولا تنشغل بغير الله تعالى . وإياك وإيذاءَ الطائفين بلسانك أو بجوارحك ، وإياكَ والتضجرَ من الزحام أو من الطائفين والعاكفين .
ولا تظنن أن المقصود طواف جسمك بالبيت فحسب ، بل المقصود طواف قلبك بذكر رب البيت ، حتى لا تبتدي الذكر إلا منه ، ولا تختم إلا به ، كما تبتدي الطواف من البيت وتختم بالبيت .

سادساً : السعي بين الصفا والمروة :


السعي بين الصفا والمروة أحد أركان الحج أو العمرة ، وهو لا يكون إلا بعد طواف صحيح ، ومن خلال السعي بين الصفا والمروة يستشعر الحجاج معنى التضحية والجهد . هذا الجهد الذي قاسته السيدة هاجر من أجل شربة ماء تروي غلة طفل رضيع أنهكه الجوع وأرهقه الظمأ . امرأة وحيدة وسط الجبال الشاهقة وبطون الوديان السحيقة تهرول هنا وهناك ، في صعود وانحدار ، وحيرة واضطراب ، يمزق أحشاءَها أنينُ ولد عليل ، جف ريقه ، وجمد لسانه اللاهث من شدة العطش ، فإذا ما اشتد الخطْب ، وادلهمّ الأمر ، تجلت رحمة الله كالنور في الظلمة ، كالأمل الباسم وسط اليأس الحالك ، فتفجر الماء سلسالاً ، وانساب عذبًا دفاقًا . إنه بئر زمزم الميمون المبارك ، النبع الطاهر ، والرحيق الحلو ، والدواء الشافي ؛ ليعرف الناس أن الله تعالى لا ينسى أولياءه ، وأن الفرج بعد الضيق ، وأن مع العسر يسرًا ) وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (.
ولتتذكر أيها الساعي الكريم عند ترددك بين الصفا والمروة ترددَك بين كفتي الميزان في عرصات القيامة ، ناظراً إلى الرجحان والنقصان ، متردداً بين العذاب والغفران ، فأكثر في السعي من الدعاء والرجاء ، وإياك أن يُشَبِّه الشيطان عليك ، ويُلْبِس عليك عبادتك ، ويقول لك : إن هاجر إنما صعدت وانحدرت ، وراحت وجاءت ، وسعت وهرولت ، بحثا عن ماءٍ أو بشر ، أما أنا فما قيمة عملي وما فائدة سعيي ؟ فاعلم أنه ليس من شرط العبودية أن تفهم المقصود بجميع ما يأمرك به مولاك ، ولا أن تطلع على فائدة تكليفه ، وإنما يتعين عليك الامتثال ويلزمك الانقياد ، من غير طلب فائدة ولا سؤال عن مقصود . وليكن على قلبك دائما هذه العبارة الصديقية : سَلِّمْ لما لا تعلم .
نسأل الله أن يكتب لنا القبول والرضوان ، إنه على كل شيء قدير .

سابعاً : الوقوف بعرفات :

وفي الموكب الإلهي ، وفي الركب الروحاني ، وفي مسيرة الإيمان ، تتوجهون إخواني وأخواتي الحجاج بين الزحام المتكاثف ، وسط الجموع المؤمنة الصاخبة ، وخلال الكتل الموحدة الزاحفة ، قاصدين عرفات ، متجردين من الملابس إلا من إزار ورداء أبيضين يتساوى فيهما الغني ذو المال الوافر والجاه العريض بالفقير والمسكين ؛ لنتذكر جميعًا ذلك الكفن الذي يلُفّنا عند وداعنا الأخير لهذه الحياة . إن هذا الزحام المائج يذكرنا كذلك بيوم الحشر وما فيه ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
في عرفات الذي هو ركن الحج الأكبر تذوب الطبقية ، وتتلاشى التفرقة ، وتتجسد المساواة الحقة ، المساواة الصادقة ، المساواة الخالية من كل تكلف أو خداع ، المساواة التي فقدت في العالم المتحضر ، وضاعت في دنيا المدنية الزائفة .
عند الصعود إلى عرفات يتسابق الحجاج ويتنافسون . يتسابقون إلى ربهم ، ويتنافسون في كسب رضاه . في عرفات ينسى المؤمن الدنيا وما فيها من متاع ، ويهجر الحياة بما تحويه من ترف وملذات ، لا يهمه لفح الهجير ، أو وهج الشمس ، ولا يمنعه شدة البرد ، أو هطول المطر ؛ لأنه خرج من نطاق البشرية إلى رحاب الروحانية ؛ لأنه انسلخ من المادية إلى عالم المعنويات ؛ لأنه تجرد من تربته الأرضية ليصعد إلى الملأ الأعلى من الملائكة ، وينتظم في صفوف الأبرار .
في عرفات لا يقع البصر في مكان ، إلا ويرى عابدًا يتبتل ، أومذنبًا يتوجع ، أومؤمنًا يخشع ، أومصليًا يركع ، أوعاصيًا ذا عين تدمع ، فكأنه بحيرة قدسية تغسل الآثام ، وتمسح الخطايا ، وتمحو السيئات .
ولم لا أيها الإخوة والأخوات ؟! والله تعالى يتجلى لأهل الموقف بالرحمة والغفران ، ويباهي بهم ملائكة الأرض والسماء ، ويشهدهم أنه قد غفر لهؤلاء الذين أتوا من كل فج ضاحين غبرا شعثا ! لم لا ، وهذا اليوم أفضل الأيام على الإطلاق ! لم لا وإبليس ما رؤي في يوم أغيظ ولا أحقر ولا أدحر منه في هذا اليوم ، إذ يرى ما ينزل الله على العباد من رحمات !
لك الله يا عرفات ! يومك يوم نور ، ويوم رحمة . يوم بركة ، ويوم عطاء . يوم تبتسم فيه الآفاق ، وتشرق الأكوان ، ويعم الغفران ، فيندحر الشيطان .
إذا تذكرت ذلك أخي الحاج الكريم فألزِمْ قلبك الضراعة والابتهال إلى الله عز وجل ، لتحشرَ في زمرة الفائزين المرحومين ، وحقِّق رجاءك بحسن الظن بالله ؛ فالموقف موقف إجابة ؛ ولذلك قيل : إن من أعظم الذنوب أن يحضر العبد عرفات ويظن أن الله تعالى لم يغفر له . وكأن اجتماع الهمم والاستظهار بمجاورة المجتمعين من أقطار البلاد هو سر الحج ، وغاية مقصوده ، فلا طريق إلى استدرار رحمة الله سبحانه مثل اجتماع الهمم وتعاون القلوب في وقت واحد .
أما دعاء يوم عرفة فأفضله أن تقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، فأكثروا أيها الحجاج الكرام من هذا الذكر في هذا اليوم المبارك .
كأني بكم أيها الإخوة الحجاج تسألون عرفات عن هذه الأمجاد التي اعتلت ذروته ، وتلك الكتائب الأولى التي عاشت على سطحه فترة من الزمن ، وكأني بالجبل الرحيب يقول : كانوا أبطالاً أفذاذًا وجنودًا بواسل . كانوا أنقياء أطهارًا ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، أشداء على الكفار رحماء بينهم ، تراهم ركعًا سجدًا ، يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا ، سيماهم في وجوههم من أثر السجود . فرضي الله عنهم ورضوا عنه ، وذلك هو الفوز العظيم .
كأني بالجبل الأشم يذكّرنا أيها الأحبة بالقائد الأعظم ، بالزعيم الأكبر ، بالمرشد الملهم ، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهو يلقي أسمى خطاب في الوجود ، وأخلد حديث على صفحات الزمان ، وأظهر دستور عرفه التاريخ في حجة الوداع . يرسم للبشرية طريق خلاصها ، وسبيل مجدها ، ودروب سعادتها ، ويسكب في أذن الدنيا أصدق قانون ، فيه صلاح المجتمع ، وكرامة الإنسان ، ويتلو عليهم قول الله تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) .

أيها الحجاج الكرام ، في هذا اليوم الذي يتجلى الله عليكم فيه ويباهي بكم الملائكة لا تنسوا من خالص الدعاء إخوانكم المضطهدين في فلسطين والعراق والشيشان وغيرها من بلاد الإسلام ، اذكروا أخواتكم وأمهاتكم الثكالى والأرامل وأبناءكم وبناتكم اليتامى ، وإخوانكم وأخواتكم المجاهدين والمجاهدات ، وألحوا على الله في الدعاء أن يأخذ لهم بثأرهم ممن ظلمهم ، وأن ينصرهم على عدوهم ، وأن يربط على قلوبهم ويعوضهم خيراً مما فقدوا .
اذكروا آباءكم وأمهاتكم وإخوانكم وأخواتكم وأبناءكم وبناتكم في العراق الشقيق الذين يتعرضون للاحتلال الظالم من الصليبيين ، والذين سبق أن ذاقوا الويلات من نظامٍ متسلط وعجزٍ عربي فاضح وعدوانٍ غربي متغطرس ، اذكروهم فادعوا الله أن يكشف عنهم الغمة ، وأن يفرج كربهم ، ويبدل عسرهم يسراً ، وأن يكشف عن الأمة ما أصابها وما ألـمَّ بها ، وأن يرفع لواء الإسلام والمسلمين في كل مكان .
أيها الحجاج الكرام ، فإذا أفضتم من عرفات فأكثروا من ذكر الله ، وإياكم والتدافع ، وعليكم بالسكينة والوقار ، فبذلك أمر الله عز وجل وأوصى نبيكم صلى الله عليه وسلم .
فإذا وصلتم إلى مزدلفة فاعلموا أنكم قد دخلتم في حدود الحرم ، فادخلوها بالوقار ، ولا تكفوا عن التلبية والدعاء ، وأكثروا من ذكر الله عند المشعر الحرام في مزدلفة ، استجابة لأمر الله عز وجل حيث يقول : ( فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم ، وإن كنتم من قبله لمن الضالين . ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ) .
نسأل الله أن يجعلنا في يوم عرفة من المغفورين ، وأن يكتب لأمتنا النصر والفلاح والتمكين ، إنه على كل شيء قدير .

ثامناً : رمي الجمار :

اعلم أيها الحاج الكريم أن رمي الجمار واجب من واجبات الحج ، وأن المقصود منه الانقياد للأمر؛ إظهارًا للرق والعبودية ، وانتهاضاً لمجرد الامتثال من غير حظ للعقل والنفس فيه ، ثم التشبه بإبراهيم عليه السلام ، حيث عرض له إبليس لعنه الله تعالى في ذلك الموضع ، فأمره الله عز وجل أن يرميه بالحجارة طرداً له وقطعاً لأمله .
فإن خطر لك أن الشيطان عَرَض له وشاهده فلذلك رماه ، وأما أنا فليس يعرض لي الشيطان ؟ فاعلم أن هذا الخاطر من الشيطان ، وأنه الذي ألقاه في قلبك ليفتر عزمك في الرمي ، ويخيل إليك أنه فعل لا فائدة فيه ، وأنه يضاهي اللعب فلم تشتغل به ؟ فاطرده عن نفسك بالجد والتشمير في الرمي فيه برغم أنف الشيطان . واعلم أنك في الظاهر ترمي الحصى إلى العقبة وفي الحقيقة ترمي به وجه الشيطان ، وتقصم به ظهره ؛ إذ لا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثالك أمر الله سبحانه وتعالى ؛ تعظيمًا له بمجرد الأمر من غير حظ للنفس والعقل فيه .
ثم اعلموا أيها الحجاج الكرام أن الحج عنوان الحب والتآلف ، ورمز الأخوة والترابط ، وأن الواجب على المسلم الرفق بإخوانه ، ومراعاة ظروف الناس عند أداء المناسك ، وعدم التزاحم بصورة تخرج الحج عن حقيقته التي أمر الله بها ، وعدم تقديم السنن والمندوبات على الفروض والواجبات ، وإذا كان الشرع الحنيف قد جاء بالتيسير ورفع الحرج ، كما قال الله تعالى ) يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ( وقال تعالى ) ما جعل عليكم في الدين من حرج ( ، وقال تعالى ) يريد الله أن يخفف عنكم ( ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يسروا ولا تعسروا )) (5)؛ إذا كان الأمر كذلك فلا ينبغي أن يضيق الحاج على نفسه أو على إخوانه بالإلزام بوقت معين في الرمي ، فيتزاحم الناس في أوقات الفضيلة ويَدَعوا سائر الأوقات التي رخص أكثر العلماء في الرمي فيها ، كما ينبغي أن يراعي الحجاج من الشباب آباءهم وأمهاتهم من كبار السن ، وإخوانهم وأخواتهم من ذوي الأعذار والضعف الذين يرغبون في أداء النسك ، حتى يكون العمل مقبولا إن شاء الله .
نسأل الله أن يرزقنا حسن الانقياد له ، وأن يجعلنا ممن اتبع ملة إبراهيم حنيفا .

تاسعاً : ذبح الهدي:

اعلم أن ذبح الهدي من أعظم القربات التي يتقرب بها الحاج إلى الله تعالى ، فإنه سبحانه يعتق الله بكل جزء منه جزءاً منك من النار ، فكلما كان الهديُ أكبَرَ وأجزاؤُه أوفرَ كان فداؤُك من النار أعمَّ ، وذلك من تعظيم شعائر الله ) ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ( .
فاجتهد أيها الحاج الكريم أن تذبح هدياً ولو لم يكن واجباً عليك ، فإراقة الدماء في يوم النحر أفضل الأعمال وأرجاها عند الله . واعلم أنه ليس المقصود اللحم ، بل المقصود تزكية النفس وتطهيرها عن صفة البخل ، وتزيينها بجمال التعظيم لله عز وجل ، وقد قال تباركت أسماؤه : ) لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرناها لكم لتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ( . ولتكن أيها الحاج الكريم طيب النفس بما أنفقتَ ، فإن لك بكل صوفة من جلدها وبكل قطرة من دمها حسنة ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (( ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله تعالى من إهراق الدم ، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها ، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض ، فطيبوا بها نفسا )) (6).
نسأل الله الكريم أن يتقبل أعمالنا ، وأن يعتق رقابنا من النار .

عاشرا : زيارة المدينة النبوية :
ليست زيارة المدينة من مناسك الحج ، ولكن المسلم المحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحج أو يعتمر غالباً إلا وهو يحرص على زيارة المسجد النبوي المبارك ، وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وزيارة الأماكن الطيبة في هذا البلد الطيب ، فإذا وفقك الله أيها الحاج الكريم لزيارة هذا البلد الطيب التي سماها الله طابة أو طيبة فاعرف آداب زيارتها ، واعلم أنها حرم مثل مكة تماما ، لا يحل لأحد فيها أن يحدث شراً أو يؤوي محدثا ، أو ينفر صيداً أو يقطع شجراً إلا لعلف دابته ، كما لا يحل ترويع أحد من أهلها أو زوارها .
واجتهد أيها الأخ الكريم أن تصلي في الروضة الشريفة ، وأن لا تفوتك فريضة في غير جماعة المسجد ، وأكثر في الروضة من الدعاء والتضرع والذكر والاستغفار ، واحذر أن يدفعك الحرص على الجلوس في الروضة أو غيرها على إيذاء المسلمين .
ثم اذكروا إخواني وأخواتي الحجاج الكرام وأنتم تسيرون في هذه المدينة الطيبة أنها البلدة التي اختارها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وجعل إليها هجرته ، فكانت داره التي بَيَّن فيها فرائضَ ربه ، وجاهد فيها عدوه ، وأظهر الله بها دينه ، إلى أن توفاه ربه جل وعلا ، وجعلها مستقر جسده الشريف إلى يوم القيامة ، ثم اذكروا أولئك النفر الذين صحبوه فيها ورباهم على عينه ، فأيده الله بهم ، ونصره بجهادهم ، وشرفهم ورفع شأنهم وأعلى مقامهم بصحبتهم إياه صلى الله عليه وسلم ، وتذكر أيها الحاج الكريم كم من الخير فاتك إذ لم يكتب الله لك صحبته معهم ، وأنه لا سبيل للحاق بهم والوصول إلى مراتبهم إلا بالتأسي والاقتداء بهم والسير على طريقهم ، فتحمل الدعوة كما حملوها ، وتنصر الشريعة كما نصروها ، وتضحي في سبيل الدين بالغالي والنفيس كما فعلوا ، وتشتري الآخرة بالدنيا فتربح كما ربحوا ، والله يتولانا وإياكم بفيض رحمته وعطائه ، وهو يتولى الصالحين .

وختـاماً ،
فإذا كان العرب قد حجوا إلى بيت الله العتيق في جاهليتهم ، فالإسلام قد شدد في طلب الحج حتى اعتبره من الجهاد ، واعتبره نسك الإسلام الأكبر ؛ فقد جعل الله تعالى لكل أمة نسكا ، وجعل الحج نسك الإسلام ) ولكل أمة جعلنا منسكًا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام( .
ولقد استمر الناس على القيام بحق هذا النسك العظيم ، ينفرون إليه خفافًا وثقالاً ورجالاً وركبانًا ، تمخر بهم السفن في عباب البحار ، ويطوون الأرض طيًّا ، ويركبون الهواء ، شوقًا إلى ربهم ، وتلبية لندائه ، حتى تعج بهم الأرض المقدسة ؛ وبيت الله ، والمشعر الحرام . وها أنتم أيها الإخوة والأخوات قد يسر الله لكم أداء هذا النسك العظيم ، فاحرصوا على أدائه على الوجه الأكمل ، وإياكم والرفث و الفسوق ، عسى الله أن يجعلنا وإياكم من المقبولين الفائزين .
ولعل من علامات قبول الحج أن يعود الحاج وقد ازداد زهدًا في الدنيا ، وإقبالاً على الآخرة ، ويعود أرقّ فؤادًا وأزكى نفسًا ، وأخشى قلبًا ، يعود تاركا لما كان عليه من المعاصي ، مستبدلاً بإخوان البطالة والكسل واللهو واللعب إخوانا صالحين ، وبمجالس اللهو والغفلة مجالس الذكر واليقظة ، يعود وقد أدرك أنه هاجر بحجة إلى الله تبارك ، والله يتولى توفيقنا وإياكم لما يحب ويرضى .

من فاته الحج :
أما أنت أيها الأخ الكريم الذي لم يتيسر له الحج مع الطائفين العاكفين الركع السجود فلا تحرم نفسك من التشبه بالحجيج من خلال بعض الطاعات التي دلنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام المباركة وهي :
1 - نية التضحية : فمتى كنت ميسور الحال واجدا سعةً لأن تضحي فلا تحرم نفسك من هذه الشعيرة المباركة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من نفقة بعد صلة الرحم أفضل عند الله من إهراق الدم ))
وقال صلى الله عليه وسلم : (( ما من عبد توجه بأضحيته إلى القبلة إلا كان دمها وفرثها وصوفها حسنات محضرات في ميزانه يوم القيامة ، فإن الدم إن وقع في التراب فإنما يقع في حرز الله حتى يوفيه صاحبه يوم القيامة )) ( رواهما ابن عبد البر في كتاب التمهيد ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ((ما عمل آدمي عملاً يوم النحر أحبَّ إلى الله من إهراق الدم ، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها ، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع إلى الأرض فطيبوا بها نفسا )) . ( أخرجه الترمذي وحسّنه والحاكم وصححه )
ولما كانت هذه الأضحيةُ قربةً إلى الله تعالى فإنه ينبغي لك أن تختار لها أفضلَ الأضاحي وأسمنَها وأغلاها وأنفسَها ، وهو ما فعله النبيُّ صلى الله عليه وسلم كما في حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي بكبشين أملحين أقرنين ، ويسمي ويكبر ويضع رجله على صِفَاحِهما . وفي لفظ : ذبحهما بيده .(متفق عليه). وفي لفظ : سمينين ، وفي لفظ : ثمينين بالمثلثة بدل السين ، وفي لفظ : موجوءين .
وإذا نويت ذلك أيها الحبيب فإنه يستحب لك أن لا تأخذ من أظفارك وشعرك شيئا إذا دخلت عشر الحجة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا دخلت العشر فأراد أحدكم أن يضحى فلا يأخذ من شعره ولا بشره شيئا )) .
2- الإكثار من العمل الصالح في العشر الأول ذي الحجة : فهذه الأيام أعظم الأيام عند الله تعالي ، وقد أقسم الله تعالى بلياليها في قوله تعالى ) والفجر وليال عشر ( ، وفي بيان أهمية العمل الصالح في هذه الأيام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر )) قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : (( ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء )) .
وهذا العمل الصالح في هذه الأيام يشمل صيام نهارها ، وقيام لياليها ، وكثرة الإنفاق فيها ، والاجتهاد في الذكر والتسبيح والتكبير ، والمسارعة إلى الخيرات ، وصلة الأرحام ، وسائر الطاعات والقربات .
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى طاعته ، وأن يبلغنا وإياكم منازل الصالحين من عباده ، وأن يختم لنا ولكم بخير وعافية .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
عبدالرحمن الخزمري غير متواجد حالياً  
قديم 28-10-2011, 02:38 PM   #18
عبدالرحمن الخزمري
 
الصورة الرمزية عبدالرحمن الخزمري
 







 
عبدالرحمن الخزمري is on a distinguished road
افتراضي رد: أرشيف [الحج] 1432 هـ

سنن الحج والعمرة
عبدالرحمن بن فؤاد الجارالله

بسم الله الرحمن الرحيم
1- مشروعية استقبال القبلة عند إرادة الدخول في النسك: عن بن عمر رضي الله عنهما ذا صلى بالغداة بذي الحليفة, أمر براحلته فرحلت, ثم ركب, فإذا استوت به استقبل القبلة قائما ثم يلبي حتى يبلغ الحرم ثم يمسك حتى إذا جاء ذا طوى بات به حتى يصبح فإذا صلى الغداة اغتسل, وزعم أن رسول الله ز فعل ذلك. رواه البخاري

2- استحباب التلفظ بالنسك الذي يختاره عند ركوب الدابة على الصحيح. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله ز يركب راحلته بذي الحليفة ثم يهل حين تستوي به قائمة. رواه البخاري ومسلم.

3- استحباب التطيب عند الإحرام, عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي ز قالت: (كنت أطيب رسول الله ز لإحرامه حين يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت).رواه البخاري, ومسلم. بخلاف الأخذ من الأظافر, والأخذ من الشعر فلا يقال إنه من السنة, لكن من احتاج أخذ.

4- استحباب التسبيح, والتكبير قبل الدخول في النسك, عن أنس رضي الله عنه قال صلى رسول الله ز ونحن معه بالمدينة الظهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين ثم بات بها حتى أصبح, ثم ركب حتى استوت به على البيداء, حمد الله وسبح وكبر ثم أهل بحج وعمرة. رواه البخاري.

5- يشرع للقارن, والمفرد, قلب إحرامهما إلى التمتع,لمن لم يسق الهدي.عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قدمت على النبي ز فأمرني بالحل. رواه البخاري.

6- مشروعية الاغتسال لمن دخل مكة, خاصة إذا طالت مدة وصوله بين الميقات, والحرم كان ابن عمر رضي الله عنهما: إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية, ثم يبيت بذي طوى, ثم يصلي به الصبح, ويغتسل, ويحدث أن نبي الله ز كان يفعل ذلك. رواه البخاري.

7- مشروعية دخول مكة نهارا. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بات النبي ز بذي طوى حتى أصبح, ثم دخل مكة, وكان ابن عمر رضي الله عنهما يفعله. رواه البخاري.

8- مشروعية دخول مكة من أعلاها. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله ز يدخل من الثنية العليا ويخرج من الثنية السفلى. رواه البخاري

9- مشروعية استلام الحجر الأسود عند إرادته الطواف إن تمكن,عن بن عمر رضي الله عنهما قال:رأيت رسول الله زحين يقدم مكة إذا استلم الركن الأسود أول ما يطوف.

10- استحباب الابتداء بالنسك - عمرة أو حج- وعدم تأخيره, أو الانشغال بغيره, مالم يكن عند عذر. عن عائشة رضي الله عنها: أن أول شيء بدأ به - حين قدم النبي ز - أنه توضأ ثم طاف ثم لم تكن عمرة . فأول شيء بدأ به الطواف. رواه البخاري ومسلم

11- مشروعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ولو كان في أثناء النسك. عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي ز رأى رجلا يطوف بالكعبة بزمام أو غيره فقطعه. رواه البخاري.

12- يستحب بعد فراغه من الطواف, وتوجهه إلى مقام إبراهيم ليصلي خلفه ركعتي الطواف أن يقرأ قوله تعالى: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى).عن جابر رضي الله عنهما قال: ثم نفذ ز إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى).رواه مسلم.

13- بعد فراغه من صلاة ركعتي الطواف يستحب أن يتوجه إلى الكعبة, ويستلم الحجر الأسود, إن تمكن من ذلك. عن جابر رضي الله عنهما قال: ثم رجع إلى الركن فاستلمه. رواه مسلم.

14- مشروعية قراءة قوله تعالى: ( إن الصفا والمروة من شعائر الله..). إلى آخرها, وذلك عند توجهه للصفا, ودنوه منه. وذلك في الشوط الأول فقط. عن جابر رضي الله عنهما قال: ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ (إن الصفا والمروة من شعائر الله).رواه مسلم. رواه مسلم.

15- استحباب قول: أبدأ بما بدأ الله به, عند توجهه للصفا. عن جابر رضي الله عنهما قال: فلما دنا من الصفا قرأ (إن الصفا والمروة من شعائر الله) أبدأ بما بدأ الله به. فبدأ بالصفا. رواه مسلم.

16- استحباب رقي الصفا, والحد المجزئ منتهى العربات. قال جابر رضي الله عنهما. (فرقي ز عليه). يقصد الصفا. رواه مسلم.

17- استحباب استقبال القبلة بالدعاء عند رؤية البيت, , وتكرير ما ورد ثلاث مرات. عن جابر رضي الله عنهما قال: (حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات. رواه مسلم.

18- استحباب ذهاب الحاج إلى منى, بعد فراغه من عمرته –للمتمتع-, أو طوافه القدوم-للمفرد والقارن- وعدم البقاء في مكة إلا من عذر. عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي ز مكة فطاف وسعى بين الصفا والمروة, ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة. رواه البخاري.

19- مشروعية الطهارة للطواف بالبيت – لمن لم ير وجوب الطهارة للطواف- عن عائشة رضي الله عنها أنه أول شيء بدأ به ز حين قدم أنه توضأ ثم طاف بالبيت.رواه البخاري ومسلم

20- مشروعية الاشتغال بالتلبية, والتكبير. عند الغدو والذهاب لعرفة, عن محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك وهما غاديان من منى إلى عرفة كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله ز ؟ فقال كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه.رواه البخاري

21- مشروعية التلبية من عرفة إلى منى ولا يقطعها حتى يرمي جمرة العقبة, ثم يشتغل بالتكبير, عن الفضل أن رسول الله ز لم يزل يلبي حتى بلغ الجمرة. رواه البخاري, ومسلم.

22- مشروعية المبادرة إلى الصلاة, عند وصوله لمزدلفة, وعدم الاشتغال بغير ذلك, من لقط الجمار وغير ذلك. فجاء المزدلفة فتوضأ فأسبغ ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ثم أقيمت الصلاة فصلى ولم يصل بينهما.رواه البخاري, ومسلم.

23- عدم التنفل بين الصلاتين المجموعتين. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء بجمع كل واحدة منهما بإقامة ولم يسبح بينهما ولا على إثر كل واحدة منهم. رواه البخاري.

24- استحباب المبادرة إلى النوم في مزدلفة بعد فراغه من صلاته, وحاجته, وعدم السهر, والحكمة حتى يتفرغ لأعمال يوم العيد. عن جابر رضي الله عنهما قال: (ثم اضطجع رسول الله ز حتى طلع الفجر.رواه مسلم.

25- المبادرة والتعجيل لصلاة الفجر يوم النحر في مزدلفة, حتى يتفرغ للدعاء, عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: وصلى ز الفجر قبل ميقاته. رواه البخاري, ومسلم. يقصد قبل ميقاتها المعتاد, وهو ظهور طلوع الفجر لعامة الناس.

26- مشروعية استقبال القبلة بعد صلاته الفجر يوم مزدلفة, والتهليل, والتحميد, والتكبير, والدعاء.عن جابر رضي الله عنهما قال: (فاستقبل القبلة فدعاه, وكبره, وهلله ووحده). رواه مسلم.

27- استحباب الاشتغال بالتلبية, لا التكبير, عند انصرافه من مزدلفة إلى منى. عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ز أردف الفضل, فأخبر الفضل أنه لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة. رواه البخاري.

28- استحباب أن يجعل منى عن يمينه, ومكة عن يساره, عند رمي جمرة العقبة. عن عبد الله رضي الله عنه: أنه انتهى إلى الجمرة الكبرى جعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه ورمى بسبع. رواه البخاري.

29- استحباب ذبح الحاج هديه بيده, عن أنس وذكر الحديث قال: ونحر النبي ز بيده سبع بدن قياما وضحى بالمدينة كبشين أملحين أقرنين. رواه البخاري.

30- استحباب الأكل من هدي التمتع, والقران, عن جابر رضي الله عنهما قال: (ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بيده, ثم أعطى عليا فنحر ما غبر, وأشركه في هديه, ثم أمر من كل بدنة ببضعة, فجعلت في قدر فطبخت, فأكلا من لحمها, وشربا من مرقها. رواه مسلم.

31- استحباب التطيب قبل الانصراف لطواف الإفاضة. عائشة رضي الله عنها تقول: طيبت رسول الله ز بيدي هاتين حين أحرم ولحله حين أحل قبل أن يطوف. رواه البخاري.

عبدالرحمن الخزمري غير متواجد حالياً  
قديم 28-10-2011, 02:39 PM   #19
عبدالرحمن الخزمري
 
الصورة الرمزية عبدالرحمن الخزمري
 







 
عبدالرحمن الخزمري is on a distinguished road
افتراضي رد: أرشيف [الحج] 1432 هـ

ثمانون مسألة في أحكام الأضحية
عقيل بن سالم الشمري

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فإنَّ تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب، ولأن شعيرة الأضاحي تتكرر في كل موسم فقد أحببت أن أجمع مسائلها، وقد يسَّر الله أن جمعت سبع وسبعين مسألة مما ذكرها أهل العلم في كتبهم، أو أجابوا السائلين عنها، فرحمهم الله رحمة واسعة؛ فقد سهَّلوا لنا عناء العلم فقربوا المسائل وبسطوها، فنالهم عناء البحث، ونالنا عناء الجمع!.
ولم أراعِ في جمعي لهذه المسائل الترتيب؛ لأني جمعتها على زمن متفاوت، كما أني لم أعتنِ بالعزو كثيرًا؛ لأني لم أجمعها على صفة البحث العلمي الموثق من المصادر والمراجع، وإنما جمعتها تذكرة للخطيب، وتسهيلاً لعموم المسلمين، سائلا الله أن يتقبَّل هذه الأحرف مني، وأن يجعلها في ميزان حسنات والدي، وإلى المسائل:

المسألة الأولى:
تعريف الأضحية:
هي: ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام عيد الأضحى تقرُّباً لله.

المسألة الثانية:
سبب تسميتها:
قيل في ذلك نسبة لوقت الضحى لأنه هو الوقت المشروع لبداية الأضحية.

المسألة الثالثة:
الأدلة على مشروعيتها:
يدل على مشروعيتها ما يلي:
1- الأدلة من الكتاب العزيز:
أ- قوله تعالى "فصلِّ لربك وانحر" فقد فسرها ابن عباس رضي الله عنهما بقوله: والنحر: النسك والذبح يوم الأضحى، وعليه جمهور المفسرين كما حكاه ابن الجوزي في زاد المسير (9/249).
2-الأدلة من السنة:
يدل على مشروعيتها ما يلي:
أ- حديث أنس رضي الله عنه قال: ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، فرأيته واضعاً قدمه على صفاحهما يسمي ويكبِّر فذبحهما بيده " متفق عليه.
ب- عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا " مسلم (5232).
ج- عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين». رواه البخاري(5225) .
3- الإجماع:
وقد أجمع العلماء على مشروعيتها، كما حكاه ابن قدامة في المغني (11/95)، واختلفوا في حكمها كما سيأتي.

المسألة الرابعة:
حكمها:
بعد الاتفاق على مشروعيتها اختلف أهل العلم في حكمها على قولين:
القول الأول: الجمهور إلى أنها سنة مؤكدة، واستدلوا بما يلي:
1- حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا" مسلم (5232).
ووجهة الدلالة: قوله (أراد) فتعليق الأضحية على الإرادة دليل على عدم الوجوب.
2- صح عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أنهما لا يضحيان مخافة أن يعتقد الناس أنها واجبة.
القول الثاني: ذهب أبو حنيفة والأوزاعي إلى أنها واجبة على القادر، ورجَّحه فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، واستدلوا:
1- فعل النبي صلى الله عليه وسلم، والأصل الاقتداء به.
2- قوله صلى الله عليه وسلم: "من وجد سَعَةً لأن يضحي فلم يضحِ فلا يحضر مصلانا " أخرجه ابن ماجه وأحمد، ورجح الحافظ وقفه ( الفتح 16/3).
والذي يظهر –والله أعلم– أنها سنة مؤكدة، وأدلة الوجوب لا تدل على الوجوب، إما لعدم صحتها أو أنها مجرد فعل، والفعل لا يصل للوجوب بذاته كما هو مقرر في علم الأصول، إلا أنه لا ينبغي للقادر تركها لما فيها من العبودية لله سبحانه وتعالى، ولاتفاق أهل العلم على مشروعيتها.

المسألة الخامسة:
مشروعة لكل أهل بيت:
الأضحية مشروعة لأهل البيت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ عَلَى أَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أَضْحَاةً) رواه أحمد (20207) وقال الترمذي: حسن غريب، وقال عبد الحق:إسناده ضعيف، وضعَّفه الخطابي.
فعلى هذا فيدخل فيها أهل البيت جميعاً، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم (5203) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال – على أضحيته -: "باسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمَّة محمد" فدلَّ ذلك على أن دخول أهل البيت في الأضحية جائز.

المسألة السادسة:
حكمتها:
للأضحية حِكم كثيرة، منها:
1- التقرب إلى الله تعالى بامتثال أوامره، ومنها إراقة الدم، ولهذا كان ذبح الأضحية أفضل من التصدق بثمنها –عند جميع العلماء- وكلما كانت الأضحية أغلى وأسمن وأتم كانت أفضل، ولهذا كان الصحابة –رضوان الله عليهم- يسمنون الأضاحي، فقد أخرج البخاري معلقاً في صحيحه: قال يحيى بن سعيد سمعت أبا أمامة بن سهل قال: "كنا نسمن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يسمنون".
2- التربية على العبودية .
3- إعلان التوحيد، وذكر اسم الله عز وجل عند ذبحها.
4- إطعام الفقراء والمحتاجين بالصدقة عليهم .
5- التوسعة على النفس والعيال بأكل اللحم الذي هو أعظم غذاء للبدن، وكان عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يسميه شجرة العرب، أخرجه سعيد بن منصور في سننه.
6- شكر نعمة الله على الإنسان بالمال.

المسألة السابعة:
التقسيم:
جاء في ذلك عدة أقوال، منها:
- ورد عن ابن عباس "يأكل هو الثلث، ويطعم من أراد الثلث، ويتصدق على المساكين بالثلث ".
- وقيل: يأكل النصف ويتصدق بالنصف.
- والراجح أن يأكل ويهدي ويتصدق ويفعل ما يشاء، وكلما تصدق فهو أفضل.

المسألة الثامنة:
إهداء الكافر منها:
يجوز أن يهدي منها كافراً غير مقاتل للمسلمين، خاصة إن كان يُرجى إسلامه، وعلى هذا فيجوز أن تهدي عاملاً أو خادمةً أو راعياً ولو كان كافراً، قاله ابن عثيمين رحمه الله.

المسألة التاسعة:
إذا تعيبت الأضحية بعد شرائها:
من اشترى أضحية ثم أثناء تنزيلها انكسرت أو تعيبت فإنه يضحي بها، ولا حرج لأنه غير مفرط، فهو معذور في الشريعة.

المسألة العاشرة:
شراء الأضحية دَيْناً:
يجوز شراء الأضحية دَيْناً لمن قدر على السداد، وإذا تزاحم الدَيْن مع الأضحية قدم سداد الدين لأنه أبرأ للذمة.

المسألة الحادية عشرة:
الأضحية عن الغير:
يجوز أن تضحي عن غيرك العاجز بشرط إذنه، فإن لم يكن عاجزاً فالأصل أن الوجوب متعلق برقبته.

المسألة الثانية عشرة:
هبة الأضاحي للمحتاجين ليضحوا بها:
قسم النبي صلى الله عليه وسلم ضحايا بين أصحابه" رواه البخاري.
ففيه الدلالة على أن أهل الغنى يوزعون ضحايا على المعوزين لأجل أن يضحوا بها.

المسألة الثالثة عشرة:
مستحبات الأضحية:
المستحبات: أفضلها أسمنها وأغلاها ثمنا، وأنفسُها عند أهلها، وعليه أن يتفحص الأضحية.

المسألة الرابعة عشرة:
المرأة تمسك عن شعرها وأظفارها:
المرأة إن كانت صاحبة أضحية فإنها تمسك عن شعرها وأظفارها لحديث أم سلمة رضي الله عنها، وهو عام فيمن أراد أن يضحي فيشمل الرجال والنساء.

المسألة الخامسة عشرة:
البقرة والبعير:
البقرة والبعير يشترك فيه سبعة أو أقل، أما أكثر من سبعة فلا، وقد صح بذلك الدليل.

المسألة السادسة عشرة:
هل يشترك في الجزور من يريد اللحم؟
يجوز أن يدخل مع المشتركين في البقرة أو البعير من لا يريد الأضحية لكن يريد اللحم.

المسألة السابعة عشرة: بيع جلد الأضحية:

لا يجوز للمضحي أن يبيع جلد أضحيته؛ لأنها بالذبح تعينت لله بجميع أجزائها، وما تعيّن لله لم يجز أخذ العوض عنه، ولهذا لا يعطى الجزار منها شيئا على سبيل الأجرة.
وقد روى البخاري (1717)، ومسلم (1317) واللفظ له عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لَا أُعْطِيَ الْجَزَّارَ مِنْهَا. قَالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا.
وقال الشوكاني رحمه الله في "نيل الأوطار" (5/153): "اتفقوا على أن لحمها لا يباع فكذا الجلود. وأجازه الأوزاعي وأحمد وإسحاق وأبو ثور، وهو وجه عند الشافعية قالوا: ويصرف ثمنه مصرف الأضحية.

المسألة الثامنة عشرة:
التصدق بالجلد:
يجوز أن يتصدق بالجلد على فقيرٍ، أو يهب لمن يشاء .

المسألة التاسعة عشرة:
الفقير يبيع ما يصله من لحم الأضحية:
يجوز للفقير أن يبيع ما يصله من لحم الأضاحي.

المسألة العشرون:
إعطاء الأضحية للجمعيات الخيرية:
يجوز إعطاء الأضحية للجمعيات الخيرية لصرفها على الفقراء، لكن الأفضل أن يضحي الإنسان بنفسه، ويتولى توزيعها، فإن إظهار الشعيرة من مقاصد الأضاحي وهي عبودية لله.

المسألة الحادية والعشرون:
ما يقال عند ذبح الأضحية:
يتلفظ الذابح بقوله: "اللهم هذا عني وعن أهل بيتي" كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

المسألة الثانية والعشرون:
اجتماع الأضحية مع العقيقة:
إذا اجتمعت الأضحية مع العقيقة فقد اختلف العلماء في إجزاء إحداهما عن الأخرى، وأجازه الحنابلة ومحمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية في زمانه.

المسألة الثانية والعشرون:
اجتماع النذر مع الأضحية:
لا يجمع بين النذر والأضحية؛ لأن كلاً منهما مستقل عن الآخر، وباب النذر يتشدد فيه ما لا يتشدد في غيره؛ لأن الإنسان ألزم به نفسه ولم يلزمه الله به.

المسألة الثالثة والعشرون:
الأضحية تكفي عن أهل البيت:
الأضحية الواحدة تكفي عن أهل البيت كلهم مهما كان العدد.

المسألة الرابعة والعشرون:
من كان متزوجاً زوجتين:
إن كان الرجل متزوجاً زوجتين أو أكثر فأضحية واحدة تكفي أيضاً كما أجزأت أضحية النبي صلى الله عليه وسلم عن زوجاته جميعاً.

المسألة الخامسة والعشرون:
إن كان معه في البيت من ليس من أولاده:
من معه يتيم أو ابن لابنته أو ابن لابنه، ويأكل ويعيش معهم في البيت، فأضحية صاحب البيت تكفي عنه.

المسألة السادسة والعشرون:
إن كان في البيت إخوة:
ففيه تفصيل:
1- إن كانا مستقلين عن بعضهما في البيوت فالأصل أن لكل واحد أضحية تخصه.
2- إن كانا مشتركين في بيت واحد فأضحية واحدة تكفي على الصحيح.

المسألة السابعة والعشرون:
إن كان الأولاد متزوجين ففي أضحيتهم تفصيل:
1- إن كان الأولاد مع أبيهم في بيته: فتكفي أضحيته.
2- إن كان الابن معزولاً: فيضحي عن نفسه أفضل إن كان قادراً، فإن رأى أن هذا يؤثر على شعور والده، وقد يشعر والده بالألم، فلا بأس أن يكتفي بأضحية والده، فهم جميعا أهل بيتٍ واحد.

المسألة الثامنة والعشرون:
أضحية تارك الصلاة:
تارك الصلاة لا تحل ذبيحته ولا تؤكل، وعلى مبني على القول بكفر تارك الصلاة سواء جحودا باتفاق العلماء، أو تهاونا على الصحيح من أقوالهم.

المسألة التاسعة والعشرون:
التسمية والتكبير على الأضحية:
يشترط أن يسمي، ويستحب أن يكبر، ثم يذكر من يريد من أهله باسمه، ولو شملهم بقوله: وعن أهل بيتي فلا بأس بذلك.

المسألة الثلاثون:
ذكر من يريد من أمواته في أضحيته:
يجوز أن يدخل معه في أضحيته من يريد من الموتى فيقول مثلاً: "اللهم هذا عني وعن أهلي الأحياء والموتى" كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أمته وهو يشمل الأحياء والأموات

المسألة الحادية والثلاثون:
وصية الميت بالأضحية عنه:
الميت إن أوصى بأن يضحى عنه، ففيه تفصيل من حيث الوجوب وعدمه:
1- إن كان له ثلث: فيجب أن يضحي عنه من ثلثه.
2- إن لم يكن له ثلث: فيستحبُ لابنه أن يضحي له، لكن لا يجب، فلو تركها الابن لا يأثم، لكن الأضحية عنه من برِّه بعد موته.

المسألة الثانية والثلاثون:
من كان في بلدٍ لا يُذبح فيها الذبح الشرعي:
من كان في بلد لا يذبح فيها الذبح الشرعي كالبلاد الغربية فيرسل مالاً إلى أهله يوكلهم على أضحيته، ويمسك هو عن شعره وأظفاره.

المسألة الثالثة والثلاثون:
ما يفعله من يريد الأضحية:
من أراد أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره وبشرته من بداية دخول العشر، لحديث أم سلمة: "إِذَا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ"، وفي لفظ له: "إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا".

المسألة الرابعة والثلاثون:
حكم الاغتسال والطيب والمشط وغيره:
كل ما لم يذكر في حديث أم سلمة فلا يمتنع منه المحرم، وعلى هذا فيجوز الاغتسال والمشط والطيب واللباس والجماع والحناء وغير ذلك.

المسألة الخامسة والثلاثون:
هل يمسك أهل البيت:
أهل البيت لا يلزمهم الإمساك، وإنما يلزم الإمساك صاحب الأضحية وهو المشتري لها ومن يريد الأضحية بها.

المسألة السادسة والثلاثون:
حكم من نسي فأخذ من شعره وأظفاره:
من نسي فأخذ من شعره أو أظفاره فلا شيء عليه ويضحي ولا حرج؛ لعموم رفع الحرج عن الناسي.

المسألة السابعة والثلاثون:
من تعمد أخذ الشعر والأظفار:
من تعمد الأخذ من شعره وأظفاره فهو آثم، وعليه التوبة والاستغفار، ويضحي وليس عليه كفارة، كمن تعمد فعل محرم فإن أصل العبادة لا يبطل ويلزمه التوبة.

المسألة الثامنة والثلاثون:
هل على الحاج أضحية؟
الأضحية تجب على غير الحاج، أما الحاج فقد اختلف أهل العلم فيها، والراجح أنها لا تجب، ولم يعرف عن الصحابة الذين حجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم أنهم ضحوا، ورجَّحه ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، وجماعة من أهل العلم.

المسألة التاسعة والثلاثون:
بهيمة الأنعام:
الأضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام، وعلى هذا فلا يجوز أن يضحي بغير ذلك من الدجاج والخيل والضباء وغيرها من الحيوانات.

المسألة الأربعون:
بيع الأضحية وهبتها ورهنها:
لا يجوز بيع الأضحية بعد شرائها وتعينها، ولا هبتها، ولا رهنها؛ لأنها أوقفت في سبيل الله، وكل ما كان كذلك لم يجز التصرف فيه.

المسألة الحادية والأربعون:
ما يجزئ من الأضاحي:
يجزئ من الضأن ما بلغ ستة أشهر، ومن الماعز ما بلغ سنة، ومن البقر ما بلغ سنتين ومن الإبل ما بلغ خمس.

المسألة الثانية والأربعون:
أفضل الأضاحي:
اختلف العلماء في أفضل الأضاحي من حيث النوع، والراجح أن:
أفضل الأضاحي البدنة، ثم البقرة، ثم الشاة، ثم شرك في بدنة - ناقة أو بقرة -؛ لما ثبت في البخاري (2001) من قوله صلى الله عليه وسلم في الجمعة: من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر.

المسألة الثالثة والأربعون: شروطها:
للأضحية عدة شروط، وهي:
1- القدرة: بأن يكون صاحبها قادراً على ثمنها.
2- أن تكون من بهيمة الأنعام .
3- أن تكون خالية من العيوب.
4- أن تكون في الوقت المحدد شرعا.

المسألة الرابعة والأربعون:
العيوب:
اتفق العلماء على العيوب التالية:
1- العور البين: وهو الذي تنخسف به العين، أو تبرز حتى تكون كالزر، أو تبيض ابيضاضاً يدل دلالة بينة على عورها.
2- المرض البين: وهو الذي تظهر أعراضه على البهيمة، كالحمى التي تقعدها عن المرعى وتمنع شهيتها، والجرب الظاهر المفسد للحمها أو المؤثر في صحته، والجرح العميق المؤثر عليها في صحتها ونحوه.
3- العرج البين: وهو الذي يمنع البهيمة من مسايرة السليمة في ممشاها.
4- الهزال المزيل للمخ: لما ثبت في الموطأ من قول النبي صلى الله عليه وسلّم حين سئل ماذا يتقي من الضحايا فأشار بيده وقال: "أربعاً: العرجاء البين ظلعها، والعوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تنقي" رواه مالك في الموطأ من حديث البراء بن عازب، وفي رواية في السنن عنه رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: "أربع لا تجوز في الأضاحي".

المسألة الخامسة والأربعون:
ما كان أولى من هذه العيوب:
لا تجوز الأضحية بما كان أولى من هذه العيوب، كالعمياء ومقطوعة اليد وغيرها.

المسألة السادسة والأربعون:
مقطوع الإلية:
اختلف العلماء في مقطوع الإلية وهي البتراء، والصحيح أنه يجوز التضحية بها؛ لأن لحمها لا ينقص بذلك ولا يتضرر، وهو قول ابن عمر وابن المسيب وغيرهم.

المسألة السابعة والأربعون:
الأضحية بالخصي:
يجوز الأضحية بالخصي، فقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين موجوءين، ولأن لحم الأضحية يطيب بذلك، وهو قول الجماهير، وقال ابن قدامة: من غير خلاف نعلمه.

المسألة الثامنة والأربعون:
العيوب التي تذكر في كتب الفقه تجزئ مع الكراهة، وهي:
1- ما به طلع: وهو مرض في الثدي وغيره.
2- معيب الثدي.
3- مكسور القرن، وذاهبة القرن أصلاً.
4- الهتماء، وهي ماسقط بعض أسنانها.
5- المجبوب، وهو الخروف الذي قُطع ذكره.
6- ومشقوقة الأذن طولاً أو عرضاً، ومخروقة الأذن.
7- والتي بها خُرّاج وهو الورم.
8- المصفرة وهي التي: تستأصل أذنها حتى يبدو سماخها.
9- والمستأصَلة وهي التي: استؤصل قرنها من أصله.
10- والبخقاء التي: تُبخق عينها، والبخق هو أقبح العور.
11- والمشيعة التي: لا تتبع الغنم عجفاً وضعفاً.
12- والكسراء هي: الكسيرة
13- العشواء: وهي التي تبصر نهاراً ولا تبصر ليلاً
14- الحولاء: وهي التي في عينها حول.
15- العمشاء: وهي التي يسيل دمعها مع ضعف البصر.
16- السكاء: من السكك وهو صغر الأذنين.
17- المُقَابَلَةُ: وهي التي قطع من مقدم أذنها قطعة.
18- المدابرة: وهي ما قطع من مؤخر إذنها قطعة، وتدلت ولم تنفصل، وهي عكس المقابلة.
19- الشرقاء: وهي مشقوقة الأذن، وتسمى عند أهل اللغة أيضاً عضباء.
20- الخرقاء: وهي التي في إذنها خرق وهو ثقب مستدير.
21- الجماء: التي لم يخلق لها قرن، وتسمى جلحاء أيضاً.
22- الجدعاء: وهي مقطوعة الأنف.
23- التي لا لسان لها أصلاً.
24- الجدَّاء التي يبس ضرعها.
25- البتراء، وهي التي لا ذنَب لها خلقةً أو مقطوعاً.
26- الهيماء: من الهيام، وهو داء يأخذ الإبل فتهيم في الأرض لا ترعى.
27- الثولاء: من الثَوَل، وهو داء يصيب الشاة فتسترخي أعضاؤها، وقيل هو جنون يصيب الشاة فلا تتبع الغنم وتستدبر في مرتعها.
28- المجزوزة: وهي التي جز صوفها.
29- المكوية: وهي التي بها كيٌّ.
30- الساعلة: وهي التي بها سعال.
31- البكماء: التي فقدت صوتها.
32- البخراء: وهي متغيرة رائحة الفم.
وكل ما لم يكن من العيوب المتفق عليها فيجزئ مع الكراهة، وكلما كانت الأضحية أسلم من العيوب كانت أفضل، وينبغي للمسلم أن يختار الأفضل لأضحيته فهو أفضل عند ربه.

المسألة التاسعة والأربعون:
وقت ذبح الأضحية:
يبدأ وقت ذبح الأضحية بعد صلاة يوم العيد، ويستمر ثلاثة أيام بعده، وهي أيام التشريق إلى غروب شمس اليوم الرابع من أيام العيد، والأفضل المبادرة بذبحها مسارعة في الخيرات.

المسألة الخمسون:
زمن ذبح الأضحية:
يجوز الذبح نهاراً أو ليلاً لا حرج في ذلك، ولا يوجد دليل على النهي عن وقت من الأوقات لذاته.

المسألة الحادية والخمسون:
إذا ولدت الأضحية:
إذا ولدت الأضحية فإنه يذبح ولدها تبعاً لها؛ لأنه أخرج أمها في سبيل الله فيُخرج ما كان تابعاً لها كذلك، وعليه الجمهور من أهل العلم.

المسألة الثانية والخمسون:
توكيله غيره على الذبح:
الأفضل أن يذبح أضحيته بنفسه، ويجوز أن يوكل عليها مسلماً غيره، ولو ذبحها المسلخ فيجوز إن كان العامل مسلماً، أما ذبح الكافر فلا يحل، وعلى هذا ينبغي اهتمام محلات المسالخ بأضاحي المسلمين.

المسألة الثالثة والخمسون:
بدع ومخالفات:
البدع تختلف باختلاف البلدان، والضابط فيها كل فعل في الأضحية ليس يتعبد فيه المضحي ليس عليه دليل، ومنها:
- أن يتوضأ قبل ذبحها فلم يرد دليل على ذلك.
- أن يلطخ صوفها أو جبهتها بدمها، فليس على ذلك دليل من الكتاب أو السنة.
- أن يكسر رجلها أو يدها بعد ذبحها مباشرة.
- أن يضحي عن فقراء المسلمين فيقول:" اللهم هذه عن فقراء المسلمين " فلم يرد به دليل، ولم يفعله خيار الأمة من السلف الصالحين.

- المسألة الرابعة والخمسون:
من كان لديه ابنٌ مغترب ولا يستطيع الأضحية:
من كان ابنه مبتعثاً للدراسة أو غيرها في بلد فيجزئ عنه أضحية والده في بلده.

- المسألة الخامسة والخمسون:
إذا ماتت الأضحية أو سرقت أو ضلت:
إذا ماتت الأضحية أو سرقت أو ضلت قبل الأضحى فليس على صاحبها ضمان ولا بدلٌ إن كان غير مفرط، فإن كان مفرطاً لزمه بدلها كالوديعة.

المسألة السادسة والخمسون:
إن أخطأ في أضحيته:
إن حدث خطأ في المسلخ فأخذ شخصٌ أضحيةَ آخر فلا شيء عليهما، وتجزئ كل واحدة عن الأخرى، وقد رفع عن الأمة الخطأ والنسيان.

المسألة السابعة والخمسون:
مكروهات الذبح:
يكره في الذبح عموما عدة أشياء، وهي:
1- أن يحد السكين والبهيمة تنظر.
2- أن يذبح البهيمة والأخرى تنظر.
3- أن يؤلمها قبل الذبح بكسر رقبتها أو قدمها.

المسألة الثامنة والخمسون:
أحاديث لا تصح في الأضحية:
هناك أحاديث تذكر في هذا الباب وهي غير صحيحة، منها:
1- ما روي: "ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله عز وجل من إهراق الدم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا".
2- وكذلك: "يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذه الأضاحي؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم. قالوا: فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال: بكل شعرة حسنة. قالوا: فالصوف يا رسول الله؟ قال: بكل شعرة من الصوف حسنة".
3- وكذلك: "يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فأشهديها فإن لك بكل قطرة تقطر من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك. قالت: يا رسول الله ألنا خاصة آل البيت أو لنا وللمسلمين؟ قال: بل لنا وللمسلمين".
4- وكذلك: "استفرهوا –وفي رواية- عظموا ضحاياكم فإنها مطاياكم على الصراط - وفي رواية – على الصراط مطاياكم – وفي رواية – إنها مطاياكم إلى الجنة".
5- وكذلك: "من ضحى طيبة بها نفسه محتسبا لأضحيته كانت له حجابا من النار".
6- وكذلك: "إن الله يعتق بكل عضو من الضحية عضوا من المضحي - وفي رواية - يعتق بكل جزء من الأضحية جزءاً من المضحي من النار".
7- وكذلك: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يضحى ليلاً".
قال ابن العربي المالكي في كتابه عارضة الأحوذي6/288: "ليس في فضل الأضحية حديث صحيح وقد روى الناس فيها عجائب لم تصح".

المسألة التاسعة والخمسون:
من ذبح أيام العيد وصنع وليمة بعد ذلك:
من أراد أن يذبح الأضحية أيام التشريق ويصنع وليمته بعد ذلك، فلا حرج ما دام الذبح وقع في أيام التشريق، لأن العبرة بالذبح وقد وقع صحيحاً معتبراً شرعاً.

المسألة الستون:
من كان له أضحية وهو وكيل على أضحية غيره فمتى يأخذ من شعره؟
من كان له أضحية وهو وكيل عن غيره أيضا، فيجوز أن يأخذ من شعره وأظفاره بعد أن يذبح أضحيته ولو لم يذبح أضحية من وكله.

المسألة الحادية والستون:
من كان مغتربا في بلد وأهله في بلد آخر:
من كان مغتربا في بلد وأهله في بلد آخر كالعمال مثلاً فيجوز لهم أن يذبحوا في البلد التي يعملون فيها، ويجوز لهم أن يوكلوا أهلهم أن يذبحوا عنهم.

المسألة الثانية والستون:
إذا تعارض الدَيْن والأضحية فأيهما يقدم:
إذا تعارض الدَيْن والأضحية فيقدم الدْين لعظم خطره، ولأنه أوجب.

المسألة الثالثة والستون:
الأضحية بالخنثى:
اختلف العلماء في الأضحية بالخنثى، والصحيح الجواز؛ لأنه ليس من العيوب الواردة، وغيرها أكمل منها.

المسألة الرابعة والستون:
صفة ذبحها:
يسن أن يذبحها بيده، فإن كانت من البقر أو الغنم أضجعها على جنبها الأيسر، موجهة إلى القبلة، ويضع رجله على صفحة العنق، ويقول عند الذبح: بسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم هذا عني (أو اللهم تقبل مني) وعن أهل بيتي، أو عن فلان -إذا كانت أضحية موصٍّ.

المسألة الخامسة والستون:
الأضحية بالخروف الأسترالي:
الخروف الأسترالي هو مقطوع الإلية، وقد سبق بيان جواز الأضحية بما كان كذلك، خاصة إن كان ذلك من أصل الخلقة كما في هذا الخروف، والله أعلم.

المسألة السادسة والستون:
من ذبح أضحيته ليلة العيد:
من ذبح أضحيته ليلة العيد نظرا للزحام على الجزارين فإنها لا تقع أضحية وإنما شاته شاة لحم، وعليه أن يذبح مكانها أخرى.

المسألة السابعة والستون:
أيهما الأفضل أن يذبح أضحية أم يتصدق بثمنها:
الأفضل أن يذبح الأضحية كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد فصل بعض العلماء بين الأضحية عن الحي فالأفضل أن يذبحها، وأما الأضحية عن الميت فالأفضل أن يتصدق بثمنها لأن الصدقة عن الميت متفق عليها بين العلماء، وهذا له وجه قوي.
وقال ابن المسيب: لأن أضحي بشاة أحب إليَّ من أن أتصدق بمائة درهم.

المسألة الثامنة والستون:
هل على المسافر أضحية:
اختلف العلماء في ذلك، والصحيح أن السفر لغير الحج لا يمنع الأضحية وهو قول الجمهور من أهل العلم، وذلك لعموم الأدلة الواردة فيها.

المسألة التاسعة والستون:
التضحية بالعجول المسمنة:
العجول المسمنة هي التي لم تبلغ السن المعتبرة شرعاً، لكن يقوم أهلها بتسمينها فتصبح أكثر وزناً من التي بلغت السن المعتبرة، والصحيح أنه لا يجوز أن ينقص من السن لثبوت ذلك في الأحاديث، وليس اللحم هو المقصود من الأضحية وإنما المقصود التعبد لله بالذبح.

المسألة السبعون:
أفضل الألوان في الأضحية:
الأفضل أن يكون كأضحية النبي صلى الله عليه وسلم وهو: اللون الأملح، وهو: الذي فيه سواد وبياض والبياض أكثر، ويقال هو الأغبر.

المسألة الحادية والسبعون:
إذا فات وقت الأضحية فكيف يصنع؟
إذا فات وقتها فإنها تكون شاة لحم إن شاء ذبحها ووزعها على الفقراء وله أجر الصدقة، وإلا فلا تقع أضحية عنه لفوات وقتها على الصحيح من أقوال العلماء.

المسألة الثانية والسبعون:
حلب الأضحية:
اختلف العلماء في حلب الأضحية، والصحيح أنه يجوز لصاحبها أن يحلب ما زاد على ولدها ولم يضر بها، وقد رواه البيهقي عن مغيرة بن حذف العبسي قال: كنا مع علي رضي الله عنه بالرحبة، فجاء رجل من همدان يسوق بقرة معها ولدها فقال: إني اشتريتها لأضحي بها وإنها ولدت. قال: فلا تشرب من لبنها إلا فضلاً عن ولدها، فإذا كان يوم النحر فانحرها هي وولدها عن سبعة.

المسألة الثالثة والسبعون:
جز صوف الأضحية:
صوف الأضحية إن كان جزه أنفع لها، مثل أن يكون في زمن الربيع تخف بجزه وتسمن: جاز جزه ويتصدق به.
وإن كان لا يضر بها، لقرب مدة الذبح، أو كان بقاؤه أنفع لها، لكونه يقيها الحر والبرد: لم يجز له أخذه، قاله ابن قدامة رحمه الله.

المسألة الرابعة والسبعون:
الادخار من لحم الأضحية:
ثبت في الأحاديث الصحيحة، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ادخار لحوم الأضاحي، في إحدى السنوات، ثم أذن في الادخار بعد ذلك، أي أن النهي عن الادخار منسوخ، وبهذا قال جماهير أهل العلم..

المسألة الخامسة والسبعون:
الانتفاع بجلد الأضحية:
يجوز على الصحيح الانتفاع بجلد الأضحية لما ثبت في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: دفَّ ناس من أهل البادية، حضرة الأضحى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله: ادخروا ثلاثاً ثم تصدقوا بما بقي، فلما كان بعد ذلك قالوا: يا رسول الله إن الناس يتخذون الأسقية من ضحاياهم ويجملون منها الودك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ قالوا: نهيت أن تؤكل لحوم الضحايا بعد ثلاث، فقال: إنما نهيتكم من أجل الدافة فكلوا وادخروا وتصدقوا )، والأسقية: جمع سقاء ويتخذ من جلد الحيوان.

المسألة السادسة والسبعون:
إذا اشترى أضحية فهل يجوز تبديلها بأفضل منها؟
اختلف العلماء في ذلك، والصحيح قول الجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة أنه يجوز تبديلها بأفضل منها؛ لأنه بدل حقا لله بحق آخر أفضل منه.

المسألة السابعة والسبعون:
هل يجوز نقل الأضحية إلى غير بلد صاحبها؟
الأصل أن لا تنقل الأضحية من بلد المضحي، وأن توزع على فقراء بلده المحتاجين قياساً على الزكاة، فإن دعت الحاجة أو كان مصلحة يجب مراعاتها، كأن يوجد فقراء في بلد إسلامي آخر أشد حاجة فإنه يجوز نقلها.

المسألة الثامنة والسبعون :
من انكسر ظفره أو آذته شعرة وهو محرم
من انكسر ظفره أو آذته شعرة وهو محرم فيجوز له إزالتها ولا حرج عليه في ذلك، ولا يعتبر مرتكبا للنهي الوارد وذلك مراعاة لحاجته ورفع الضرر عنه، وهذا من تيسير الله.

المسألة التاسعة والسبعون :
هل صح في فضل الأضحية حديث
قال ابن العربي المالكي في كتابه عارضة الأحوذي6/288:"ليس في فضل الأضحية حديث صحيح و قد روى الناس فيها عجائب لم تصح "والمراد بذلك حديث في فضلها على التحديد وإلا فهي من عموم الطاعات التي يثاب عليها المسلم.

المسألة الثمانون: إن كان صاحب البيت شيخاً كبيراً مخرفاً
إن كان صاحب البيت شيخاً كبيراً مخرفاً فيضحي عن أهل البيت ابنه الأكبر أو أحدهم ولو كانت من البنات أو الزوجة أو غيرهم

عبدالرحمن الخزمري غير متواجد حالياً  
قديم 28-10-2011, 02:41 PM   #20
عبدالرحمن الخزمري
 
الصورة الرمزية عبدالرحمن الخزمري
 







 
عبدالرحمن الخزمري is on a distinguished road
افتراضي رد: أرشيف [الحج] 1432 هـ

10 همسات إلى حُجَّاجِ البيتِ الحرام
عبد الرحمن بن محمد السيد

لبَّيْكَ اللهمَّ لبيك .. لبَّيك لا شريك لك ..
لبَّيكَ حجةً حقاً .. تذلُّلاً ورقَّاً ..
لبَّيكَ وسَعَديْك .. والخيْرُ بيَديْك .. والرَّغباءُ والعملُ إليك ..
الهمسةُ الأولى : أيُّها الحاجُّ المُبارك .. يا من أكرمكَ الله – سبحانه وتعالى – بالعزمِ على أداء الحجِّ لهذا العام .. يا منِ اصطفاكَ الله لتقفَ بينَ يديه .. واختاركَ لِتــفِدَ عليه .. هلاَّ أعدَدتَ قلبكَ وعنِ الشرِّ انتهيْت .. وهيَّأتَ نفسك وتزوَّدتَ .. (( وتزوَّدوا فإنَّ خير الزادِ التقوى )) ، (( ومن يُعظِّم شعائرَ اللهِ فإنها من تقوى القلوب )) .

الهمسةُ الثانية :
أخي الحاجّ .. في الحج .. اُسكُبِ العطرَ الحلال ( دموع الندمِ و التوبة ) .. وأقبِلْ على ربَّك بقلبٍ خاشع .. أقبِل عليهِ إقبالَ الذَّليلِ الخاضع .. فإنَّ في القلوبِ شعثاً لا يُلِمُّها إلا الإقبالُ عليه .. وإنَّ للحُجَّاجِ عند ربِّهم وعداً : { أُشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم } .. فاحرِص على الحصولِ عليه .

الهمسةُ الثالثة :
أيُّها الحاجُّ الكريم : في يومِ عرفة تُسكَبُ العبَرَات .. وتتنزلُ الرحمات .. وتفيضُ العطايا والهِبات .. وتُمنَحُ الهدايا والشهادات .. فتعرَّض إليها بحُسنِ العمل .. واحرِص عليها بإخلاصِ القصدِ والأمل .. ففي المسند عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : ( إن الله عز وجل يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبرا .. ) .

الهمسةُ الرابعة :
أخي الحاج .. احرص على اغتنام لحظاتك وأوقاتك .. وتجنب اللَّغط واللغو .. ولْيكن شعارك : ( فلا رفَثَ ولا فسوقَ ولا جدال في الحج ) فإنما هي أيامٌ معدودات .. ثم ترجعُ بجائزة ( رجع من ذنوبه كيومِ ولدته أمه ) .. ولْيكن حجُّكَ خالصاً من الجدالِ والمِراء .. وأكثر من ذكرِ ربِّكَ لينشرِحَ قلبُك (( إنَّ الحسناتِ يُذهبنَ السيِّئات )) .

الهمسةُ الخامسة : يا من أصرَّ على الذنوبِ والآثام .. واقترفَ الكبائرَ والعِظام .. ألاَ تخشى أن يُقالَ لك : لا لبيَّكَ ولا سَعديْك .. وحجُّك مردودٌ عليْك .. فعاهد نفسكَ من الآن على تركِ كلِّ ذلك .. فإنها فرصتُكَ الآن .

يا راحلين إلى منى بقيادي *** هيجتمُ يوم الرحيلِ فؤادي
سرتم مسار دليلكم يا وحشتي *** والعِيسُ أطربني وصوتُ الحادي
ويلوحُ لي ما بين زمزم و الصفا *** عند المقامِ سمعتُ صوت منادي
من نال من عرفات نظرة ساعةٍ *** نال السرور و نال كل مرادِ
الهمسةُ السادسة : رافِق أهل الصلاحِ والدعوةِ والعلم ، وكن قريباً منهم ، فإنهم زادُك ، إذا أخطأت قوَّموك ، وإن زللتَ أرشدوك ، وإذا تكاسلتَ نبَّهوك ، فاحرِص عليهم ، فإنهم أغلى من الذهبِ في هذه الأيام .

الهمسةُ السابعة : لا تترُكِ الأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المنكر ، ولْيكن ذلكَ برفقٍ وحلمٍ ولين .. والدالُّ على الخير كفاعله ، (( وما تفعلوا من خيرٍ يعلمْهُ الله )) .. قال شجاع بن الوليد : " كنتً أحجُّ مع سفيان ؛ فما يكادُ لسانه يفترُ من الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكر ذاهباً وراجعاً " .

الهمسةُ الثامنة : أخي الحاج .. وأنتَ تلبسُ ملابس الإحرام تذكَّرُ حينما تكونُ وحيداً في كفنِكَ الأبيض ، فاليومَ عملٌ ولا حساب ، وغداً عرضُ كتابٍ وحساب .. فماذا أعددت ؟

الهمسةُ التاسعة :
أيُّها الحاجُّ الفاضل .. قبلَ أن تذهبَ إلى أداءِ هذه المناسك .. اِحرص على التفقُّهِ والتعلَّم في أحكامها ومقاصدها ، وأوصيكَ باتِّباع السُّنةِ في أقوالِكَ وأفعالِك (( وما آتاكمُ الرسولُ فخذوه )) ، { خُذوا عنِّي مناسِكَكم } .

الهمسةُ العاشرة :
وبعدَ الحجّ (( إن الحسناتِ يُذهبْنَ السيِّئات )) ، ومن علامةِ قبولِ الطاعةِ فعلُ الطاعةِ بعدها ، ولا تكنْ كالذي نقَضت غزلها من بعدِ قوّةٍ أنكاثاً ، واحفظ حسناتِك ، ولا تُضيِّع ما اكتسبته من طاعاتٍ في هذا الموسمِ بالعودةِ إلى السيِّئات وملازمةِ المنكرات ، تقبَّل اللهُ منِّي ومنك ، وهداني وإياك سواءَ السبيل
عبدالرحمن الخزمري غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : أرشيف [الحج] 1433-1434 هـ
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أرشيف [تفسير سور المصحف الشريف] عبدالرحمن الخزمري الإسلام حياة 1 12-09-2011 12:24 PM
الإثنين 1/9/1432 ALRAGI المنتدى العام 6 03-08-2011 11:21 PM
بشرى سارة لمحدودي الدخل راغبي الحج لعام 1431هـ من وزارة الحج خليل الحريري الإسلام حياة 3 21-10-2010 08:48 PM
حادثة لاتنسى !! من أرشيف الكرة السعودية / فيديو سلمت يداك ابو يزيد الحريري المنتدى الرياضي 1 19-10-2010 06:45 PM
تهنئة بالعشر من ذو الحجة وتهنئه بالعيد وقبول الحج لمن كتب الله له الحج الصابر المنتدى العام 2 04-12-2008 04:41 PM


الساعة الآن 06:10 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved