![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#11 |
عضوية شرفية خاصة
![]() |
![]() حبيبي الغالي، لا تفرح كهؤلاء فتشقى
إن الله لا يحب الفرحين الفجر الباسم: بزغ شُعاع الفجر، وعلا صوت الحق، فشقَّ الآفاق، واخترق الآذان، وبلغ القلوب التي تفاعلت مع النداء، وهرعت إلى ربِّ السماء، ففرحت باللِّقاء، هي كانتْ حاضرة بين يديه، لكنَّها تشتاق أكثر إلى بيته، هناك تدعوه وتناجيه، وتبثُّ إليه حاجَتَها وشكواها ورجاها. كنت حاضرًا مع هؤلاء في صلاة الفجر، في بيت الله، خير البقاع، وأفضل المراتع، وأسمى الأماكن، جمع طيب (جمهور الفجر)، ووقت طيب (وقت صلاة الفجر)، ومكان طيب (بيت الله). دوحة القرآن وسورة القصص: أقيمت الصلاة، فامتثل الحاضرون قولَ الإمام: اعتدلوا، استووا، فتصافحت قلوبهم، وتعانقت أرواحهم، واستوت صفوفهم، وتوحدت غاياتُهم، وبدا الإمام - بارك الله فيه وأحسن الله إليه - بصوتِه النديِّ الرائع يلمس الأرواحَ الظَّمْأى، ويسقي القلوبَ الجرحى، ويسكن النفوس العطشى بآياتٍ من شفاء نبع الإحسان، وكلمات من نور القرآن، وحروف من فيض الإيمان؛ ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [القصص: 71 - 73]. جمال الصوت، وصفاء النفس، وروعة القرآن، وبركة الزمان، وهدوء المكان يُشعِرُك وكأن كلماتِ الله تتنَزَّل على قلبك الآن، وأنت وحْدَك المعنيُّ بها دون بني الإنسان، إنَّها روح جديدة تأتي مع بزوغ كل فجر جديد، إنَّها حياة جديدة تولد مع ميلاد كل يوم جديد، حياة جديدة تَمُرُّ على القلب المكدود، تجري فيه الدِّماء، وتبعث فيه الرُّوح، وتُجدد فيه الحياة، وتشعل فيه الأمل. فرَحٌ غير شرعي: وصل الإمامُ في هذه اللوحة البديعة، وهذه الفرحة الكبرى، وهذه الدوحة الوارفة الرائعة من سورة القصص إلى فرحة من نوع آخر: ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]، وكَأَنَّ هذا الطاغية ومَن على شاكلتِه نشازٌ في هذه اللَّوحة الغناء، فاستوقفتني هذه الآية، وخاصَّة نصيحة القوم المغلوبين على أمرِهم للطاغية قارون؛ لأنَّه يفرح بظُلمِه للبشر: ﴿ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]، بقدر ما هي إنذارٌ للظالم عاقبةَ ظُلمه، وترهيبٌ للطاغية عن طُغيانه، إلاَّ أنَّها لمسة حانية، ونظرة وادعة لكلِّ مَظلوم لا يرضى بظُلمه على وجه الأرض. أنهيت الصلاةَ بفضل الله، وعُدت إلى بيتي بسلامة الله، فأمسكت قلمي، وبدأت أسطر ما جال بخاطري حول هذه الآية، وكأنَّ الفرح أنواع: فرحة النجاح، وفرحة الزواج، وفرحة الإنجاب، وفرحة النجاة، وفرحة الطاعة، وفرحة العودة بعد طول غياب، كلها أفراح بالحق تبعث الشجون، وتُريح المحزون، وتقتل السكون، وتغيظ إبليسَ الملعون، لكنَّ هناك فرحة بالباطل، فرحة ممقوتة، فرحة يبغضها الله ويكره صاحبها، هي فرحةٌ بظُلم الفقراء، بخداع البُسطاء، بالبطش بالضُّعفاء... ﴿ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]، إنَّ الله لا يحب الفرحين أمثالك يا قارون، إنَّ الله لا يحب الفرحين على شاكلتك - وهم كُثُر - يا قارون. لا تكن مِن هؤلاء: حبيبي الغالي، إياك أنْ تقفَ هذا الموقف في: ظلم، وخداع، ونفاق، وغش، وشهادة زور ثم تفرح. حبيبي الغالي، لا تكن مِن هؤلاء: ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 188]. ولا تكن من هؤلاء: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44]. وإيَّاك أن تكن من هؤلاء: ﴿ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 81]. ولا تكن من هؤلاء: ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ [الرعد: 26]؛ لأنَّ مصير الفرح الزائف، الفرح غير الشرعي، الفرح بغير الحق - هو المقت واللعن في الدنيا، والعذاب والانتقام في الآخرة؛ ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾ [القصص: 81] لماذا؟ ﴿ ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ﴾ [غافر: 75]. كن مِن هؤلاء: حبيبي الغالي، مِن حقك أن تفرح بطاعة الله من حجٍّ وصلاة، من صيام وزكاة، من الوقوف مع الحق، وحسن الجوار، وطاعة الوالدين، وصلة الأرحام وغيرها كثير؛ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]. ومن حَقِّك أن تفرحَ بالجهاد ولو ذهبتْ روحك في سبيل الله؛ ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آل عمران: 170]، وتفرح كما فرح السابقون بحُبِّ رسول الله هناكَ ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54 - 55]؛ لتفرح بلقائه، وتشرب من حوضه، وتلتقي مع صحبه: "غدًا ألقى الأحبة محمدًا وصحبه، ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]؛ راجع مقال "رمضان يدعوكم إلى فرحة حقيقية، فهل من ملبٍّ؟". اللهم فرِّحنا بالإسلام، وفرحنا بالقرآن، وفرحنا بالإيمان، وشَفِّع فينا الصيام والقرآن، واجعلنا من المخلصين لك، العاملين لدينك، الفَرِحين بلقائك، التَّوَّاقين للقاء حبيبك وصفيك في الجنة، اللهم ارزقنا الإخلاصَ في القول والعمل، ولا تَجعل الدُّنيا أكبر هَمِّنا ولا مبلغ علمنا، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلِّم، والحمد لله رب العالمين. أخي أحمد زادك الله فرحا في طاعته وجعل أيامك كلها سعادة دمت بحفظ الله |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#12 |
عضوية شرفية خاصة
![]() |
![]() حبيبي الغالي، لا تفرح كهؤلاء فتشقى
إن الله لا يحب الفرحين الفجر الباسم: بزغ شُعاع الفجر، وعلا صوت الحق، فشقَّ الآفاق، واخترق الآذان، وبلغ القلوب التي تفاعلت مع النداء، وهرعت إلى ربِّ السماء، ففرحت باللِّقاء، هي كانتْ حاضرة بين يديه، لكنَّها تشتاق أكثر إلى بيته، هناك تدعوه وتناجيه، وتبثُّ إليه حاجَتَها وشكواها ورجاها. كنت حاضرًا مع هؤلاء في صلاة الفجر، في بيت الله، خير البقاع، وأفضل المراتع، وأسمى الأماكن، جمع طيب (جمهور الفجر)، ووقت طيب (وقت صلاة الفجر)، ومكان طيب (بيت الله). دوحة القرآن وسورة القصص: أقيمت الصلاة، فامتثل الحاضرون قولَ الإمام: اعتدلوا، استووا، فتصافحت قلوبهم، وتعانقت أرواحهم، واستوت صفوفهم، وتوحدت غاياتُهم، وبدا الإمام - بارك الله فيه وأحسن الله إليه - بصوتِه النديِّ الرائع يلمس الأرواحَ الظَّمْأى، ويسقي القلوبَ الجرحى، ويسكن النفوس العطشى بآياتٍ من شفاء نبع الإحسان، وكلمات من نور القرآن، وحروف من فيض الإيمان؛ ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [القصص: 71 - 73]. جمال الصوت، وصفاء النفس، وروعة القرآن، وبركة الزمان، وهدوء المكان يُشعِرُك وكأن كلماتِ الله تتنَزَّل على قلبك الآن، وأنت وحْدَك المعنيُّ بها دون بني الإنسان، إنَّها روح جديدة تأتي مع بزوغ كل فجر جديد، إنَّها حياة جديدة تولد مع ميلاد كل يوم جديد، حياة جديدة تَمُرُّ على القلب المكدود، تجري فيه الدِّماء، وتبعث فيه الرُّوح، وتُجدد فيه الحياة، وتشعل فيه الأمل. فرَحٌ غير شرعي: وصل الإمامُ في هذه اللوحة البديعة، وهذه الفرحة الكبرى، وهذه الدوحة الوارفة الرائعة من سورة القصص إلى فرحة من نوع آخر: ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]، وكَأَنَّ هذا الطاغية ومَن على شاكلتِه نشازٌ في هذه اللَّوحة الغناء، فاستوقفتني هذه الآية، وخاصَّة نصيحة القوم المغلوبين على أمرِهم للطاغية قارون؛ لأنَّه يفرح بظُلمِه للبشر: ﴿ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]، بقدر ما هي إنذارٌ للظالم عاقبةَ ظُلمه، وترهيبٌ للطاغية عن طُغيانه، إلاَّ أنَّها لمسة حانية، ونظرة وادعة لكلِّ مَظلوم لا يرضى بظُلمه على وجه الأرض. أنهيت الصلاةَ بفضل الله، وعُدت إلى بيتي بسلامة الله، فأمسكت قلمي، وبدأت أسطر ما جال بخاطري حول هذه الآية، وكأنَّ الفرح أنواع: فرحة النجاح، وفرحة الزواج، وفرحة الإنجاب، وفرحة النجاة، وفرحة الطاعة، وفرحة العودة بعد طول غياب، كلها أفراح بالحق تبعث الشجون، وتُريح المحزون، وتقتل السكون، وتغيظ إبليسَ الملعون، لكنَّ هناك فرحة بالباطل، فرحة ممقوتة، فرحة يبغضها الله ويكره صاحبها، هي فرحةٌ بظُلم الفقراء، بخداع البُسطاء، بالبطش بالضُّعفاء... ﴿ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]، إنَّ الله لا يحب الفرحين أمثالك يا قارون، إنَّ الله لا يحب الفرحين على شاكلتك - وهم كُثُر - يا قارون. لا تكن مِن هؤلاء: حبيبي الغالي، إياك أنْ تقفَ هذا الموقف في: ظلم، وخداع، ونفاق، وغش، وشهادة زور ثم تفرح. حبيبي الغالي، لا تكن مِن هؤلاء: ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 188]. ولا تكن من هؤلاء: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44]. وإيَّاك أن تكن من هؤلاء: ﴿ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 81]. ولا تكن من هؤلاء: ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ [الرعد: 26]؛ لأنَّ مصير الفرح الزائف، الفرح غير الشرعي، الفرح بغير الحق - هو المقت واللعن في الدنيا، والعذاب والانتقام في الآخرة؛ ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾ [القصص: 81] لماذا؟ ﴿ ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ﴾ [غافر: 75]. كن مِن هؤلاء: حبيبي الغالي، مِن حقك أن تفرح بطاعة الله من حجٍّ وصلاة، من صيام وزكاة، من الوقوف مع الحق، وحسن الجوار، وطاعة الوالدين، وصلة الأرحام وغيرها كثير؛ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]. ومن حَقِّك أن تفرحَ بالجهاد ولو ذهبتْ روحك في سبيل الله؛ ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آل عمران: 170]، وتفرح كما فرح السابقون بحُبِّ رسول الله هناكَ ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54 - 55]؛ لتفرح بلقائه، وتشرب من حوضه، وتلتقي مع صحبه: "غدًا ألقى الأحبة محمدًا وصحبه، ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]؛ راجع مقال "رمضان يدعوكم إلى فرحة حقيقية، فهل من ملبٍّ؟". اللهم فرِّحنا بالإسلام، وفرحنا بالقرآن، وفرحنا بالإيمان، وشَفِّع فينا الصيام والقرآن، واجعلنا من المخلصين لك، العاملين لدينك، الفَرِحين بلقائك، التَّوَّاقين للقاء حبيبك وصفيك في الجنة، اللهم ارزقنا الإخلاصَ في القول والعمل، ولا تَجعل الدُّنيا أكبر هَمِّنا ولا مبلغ علمنا، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلِّم، والحمد لله رب العالمين. أخي أحمد زادك الله فرحا في طاعته وجعل أيامك كلها سعادة دمت بحفظ الله |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#13 | ||||||||||||
عضو اداري
كبار الشخصيات ![]() |
![]()
ماشاالله ![]() ![]() يعني قلبتووه شات ![]() يلاااا اضفتوا اضافات مفيدة ومسلييية ![]() |
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#14 | ||||||||||||
عضو اداري
كبار الشخصيات ![]() |
![]()
العفوووو يعني بالله تنزل موضوع على كلمتيين تخسر حبر وورق على الفاضي ![]() ![]() على الاقل حط صورة وبعدين اكتب كم كلمة نفتح الموضوع ونتعب نفسنا ![]() ![]() وفي النهاية كلمتين ورد غطاهم مو بعيدة تنزل موضوع تقول فيه اعطوني عيدية لاتعيدها ![]() |
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#15 |
موقوف
![]() |
![]() ![]() عيديتك ياسيده شذى ![]() اول طابع في العالم, ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#16 |
عضو مميز
![]() |
![]() نسأل الله لنا ولك دوام السعادة والفرح على طاعته
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#17 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
شاعر
![]() |
![]()
هههههه .... الله يعافيك .... شووووكرن ع الدعوه .... بس ![]()
هلا بك أخوي سعد تعرف أنا خفيف دم ![]() ![]() بس أخاف أرد عليك بقصيده ينقلون موضوعي ![]() قصيدتك والمه يالغالي ... بس بعد رمضان ننشرها .... ![]() الله يسعدك ياسعد ![]()
![]() ![]() ![]()
![]() ![]() ![]() شكلك أمس جيتي مدرعمه وأنفلقتي يوم قريتي موضوعي ... ![]() هذي حلاوة قسم الاستراحه ![]() ![]() مبسوط حييييل انك رجعتي تستانسين معنا ... وفي انتظار مقالبك المفيده ![]()
عيديه بـ مليون يورو ![]() ![]()
مشرفنا العزيز محمد مشكور ع مرورك .. ودعائك لي .... ![]() لازال للفرحه بقيه ![]() ![]() |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
للعيد فرحه | ألمحيط | الشعر الشعبي | 4 | 17-09-2011 11:42 AM |
فرحه ماتمت | الهيثم 07 | المنتدى العام | 18 | 14-07-2010 09:27 AM |
::: يا فرحه ماتمت ::: | m7bcom | منتدى السيارات | 4 | 07-05-2010 03:38 AM |
فرحه ال سعيدان!!!!!! | ابو مسفر | مجلس دوس بني علي | 25 | 13-09-2008 10:28 PM |
يا فرحه ما تمت | العرنين | منتدى الحوار | 8 | 31-10-2006 02:41 PM |