منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-05-2013, 11:24 PM   #2431
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
بقول الإمام الشافعى رضى الله عنه
-
إذا شئت أن تحــيا سليمــا من الأذى

وحظك موفور وعرضــك صـين

لســانك لا تذكــر به عــورة امــرئ

فـكلك عــورات وللنـــاس ألســن

وعينــك إن أبــدت إليك مســاويــــا

فصنها وقل ، يا عين للناس أعين

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى

وفارق ولكن بالتى هى أحــــسن
[/frame]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-2013, 11:42 PM   #2432
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
{ نزهة في روضة ذكر .
-
خَرَجَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ :
"
مَا أَجْلَسَكُمْ
قَالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ
عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا
قَالَ آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ
قَالُوا وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ
قَالَ أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ
وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلَائِكَةَ "
.................................................. .............. رواه مسلم

[/frame]

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-05-2013, 12:19 AM   #2433
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الحب في الله لة ثمن باهض


بسم الله الرحمن الرحيم
من درر وفوائد الإمام الألباني - رحمه الله - سائل: الذي يحب في الله يجب أن يقول له أحبك في الله ؟الشيخ : نعم ، ولكن الحب في الله له ثمن باهظ ، قَـلّ من يدفعه ، أتدرون ما هو الثمن في الحب في الله ؟ هل أحد منكم يعرف الثمن ؟ من يعرف يعطينا الجواب ...أحد الحضور : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ،... منهم رجلا تحابا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا على ذلك.الشيخ : هذ كلام صحيح في نفسه ، ولكن ليس جواباً للسؤال ، هذا تعريف للحب في الله تقريباً وليس بتعريف كامل ، أنا سؤالي ما الثمن الذي ينبغي أن يدفعه المتحابان في الله أحدهما للآخر ، ولا أعني الأجر الأخروي ، أريد أن أقول من السؤال ما هو الدليل العملي على الحب في الله بين اثنين متحابين ؟ فقد يكون رجلان متحابان ، ولكن تحاببهما شكلي ، وما هو حقيقي فما الدليل على الحب الحقيقي ؟أحد الحضور : " أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ".الشيخ : هذا صفة الحب أو بعض صفات الحب ...أحد الحضور : قال تعالى (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " [ آل عمران 31].الشيخ : هذا جواب صحيح لسؤال آخر ..أحد الحضور : الجواب قد يكون في الحديث الصحيح " ثلاث من كن فيه وجد في حلاوة الإيمان " .... من ضمنه الذين تحابا في الله.الشيخ : هذا أثر المحبة في الله ، ما هو ، حلاوة يجدها في قلبه.أحد الحضور : قال تعالى : (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر )).الشيخ : أحسنت ، هذا هو الجواب ، وشرح هذا إذا كنتُ أنا أحبك في الله فعلاً تابعتك بالنصيحة ، كذلك أنت تقابلني بالمثل ، ولذلك فهذه المتابعة في النصيحة قليلة جداً بين المدعين الحب في الله ، الحب هذا قد يكون فيه شيء من الإخلاص ، ولكن ما هو كامل ، وذلك لأن كل واحد منا يراعي الآخر ، بيخاف يزعل ، بيخاف يشرد ....إلى آخره ، ومن هنا الحب في الله ثمنه أن يخلص كل منا للآخر وذلك بالمناصحة ، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر دائماً وأبداً فهو له في نصحه أتبع له من ظله ، ولذلك صح أنه كان من دأب الصحابة حينما يتفرقون أن يقرأ أحدهما على الآخر (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر )).المصدر: الحاوي من فتاوى الألباني . ص (165-166).
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-05-2013, 12:40 AM   #2434
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


أفتش في طيات نفسي عن إنسان


قالت .. تعال أستمع لقصة تهز الكيان..وتبكي العيون..قصة إنسان رائع بل ملاك بريء .... فأقبلت أليها بقلب
متلهف متشوق لسماع قصتها.. فقلت تفضلي، من هو ذلك الإنسان الرائع ؟؟ قالت هو إنسان من مدرستي
هذه .. فقلت من ؟؟ قالت طفلة عمرها 8 سنين .. فأهتز قلبي سخرية وقلت في نفسي "نادتني فجئت
متلهفا لتحدثني، فإذا هي تحدثني عن طفلة عمرها 8 سنين تصفها بأنها إنسان رائع ..
عجبا طفلة مثل هذه هل تعرف من الحياة إلا اللعب والحلوى !!! ولكني سأستمع للنهاية " ... فقلت لها
أكملي ... قالت ترتدي الحجاب والجلباب هل تصدق ؟! ..فعاد قلبي وأهتز مرة أخرى سخرية من كلامها
،وقلت في نفسي "طفلة ترتدي الحجاب والجلباب في المدرسة ، ولكـن ما أن تعود للبيت ستخلع هذه الثياب
وترتدي ثياب الأطفال الملونة القصيرة ،كما أنها لا تعي معنى الحجاب والجلباب وربما تلبسه لعبا او تقليدا
لمن تحب ، فأين الروعة !!! ولكني سأستمع للنهاية " ... فقلت لها أكملي ..
قالت هل تصدق إنها ترفض خلع الحجاب والجلباب في حصة التربية الرياضية وارتداء زي الرياضة!!؟؟فتحرم
نفسها من الاستمتاع باللعب كبقية الأطفال وتقول بقناعة غريبة مدهشة " أنا لا أخلع الحجاب والجلباب أبدا
لأن ذلك حرام لا يرضي الله سبحانه
" ...
فأهتز قلبي حينها ... ودمعت عيني بل وشل عقلي عن التفكير ، ما عدت أسمع ولا أرى ،وكأني صعقت
،مرت ثواني فعدت لوعي وقلت أكملي، أكملي أرجوك ...قالت من أسبوع مضى أقامت المدرسة احتفالا
،فطلبت منها أن تشارك في فقرة من الاحتفال ،ففرحت فرحا كبيرا ..ولكن عندما أخبرتها أن عليها أن ترتدي
الزي الموحد للحفلة "وهو لباس محتشم" رفضت وقالت لن اخلع الحجاب والجلباب لا أريد ،لا أريد أحب ألي
رضى ربي من كل الدنيا وما فيها
..... وفشلت كل محاولاتي معها ..فما رأيك .. ؟ خيم الصمت في
نفسي ..فوجدت جسدي يرتعش وعيني تدمع ..وشعرت بشعور لم أشعر بمثله في حياتي .. شعور
متناقض، فرح وحزن ،ابتسامة ودموع ،تقديرا وحسرة ..نعم فرح على فتاة في عمر الزهور 8 سنين لم تضيع
الحجاب والجلباب وبقناعة منها فهيا لم تخلعه بعيدا عن البيت رغم أن أهلها لم يروها ولكن "رب أهلها يراها"
لم تخلعه تعظيما لحب الله في قلبها ..وحزن على فتيات عاقلات راشدات متعلمات يكرهن الحجاب ويعتبرهن
تخلف وقيد ،وأخريات يلبسنه إذا خرجن من البيت ،أما في البيت وأمام هذا وذاك فلا ...!!! نعم شعور متناقض
فبسمة تفرح قلب كل مؤمن لأنه لم يزل هناك من يحفظ الله سبحانه في نفسه ويعظمه وهو طفل ..ودمعة
على كبار في العمر ما عرفوا عظمة الله فهجروا الحجاب والجلباب إلى لباس الغرب الكافر.... فنادتني أين
ذهبت ؟ فقلت نعم أكملي هل بقي من كلامك شيء ..قالت نعم سأخبرك عن أخر قصة سمعتها منها ..قلت
نعم ،نعم .... قالت بعد عطلة العيد رأيتها فأسالتها "ماذا فعلتي في عطلة العيد ؟؟؟" فأجابت "حفظت سورة
البقرة " أسمعت لقد حفظت سورة البقرة !!؟؟...
فقلت لها أرجوك كفى ،كفى لا تكملي وهربت بعيدا في طيات نفسي أفتش عن إنسان فما وجدت في
نفسي معنى الإنسان عندما عرفت أن هذه الطفلة هي معنى الإنسان الحقيقي ,,,أي صدمة تلك ،طفلة في الوقت الذي ينتظر الأطفال فيه قدوم العيد ليفرحوا ويلعبوا تجدها تحفظ سورة
البقرة، أي اعجوبة هذه ...فإلى كل من سمع أو قرأ هذه الكلمات أناديك أن تعيد قرأتها مرة أخرى فهي قصة حقيقة لطفلة مسلمة
أقرأها وتعلم من تلك الطفلة ،تعلم كيف تعظم الله في نفسك وتحفظه وأنت لا تراه، وتعلم من أبويها كيف
تكون الأمانة في التربية ،لتحرص أن يكون أبناءك مثل طفلتنا هذه فالتربية أمانة ستسأل عنها وأنت بين يدي
العزيز الجبار ،فهل أديت الأمانة حقا ؟؟ أم هل ضيعتها ؟؟؟...وأنت أختي التي ضيعتي الحجاب والجلباب هل سمعتي كلمات بنت 8 سنين ؟؟؟سأترك القلب المؤمن والضمير الحي والعقل الكبير الذي قرا كلماتي هذه يختار نهايتها ولن أكتبها أنا ...

قال تعالى
" فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" (الحج: من الآية46)
وقال سبحانه
"أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" (الملك:22) وقال عليه السلام
"صنفان من أهل النار لم أرهما:قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس،ونساء كاسيات
عاريات،مائلات مميلات،رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة،لا يدخلن الجنة ،ولا يجدن ريحها،وان ريحها ليوجد من
مسيرة كذا وكذا
".
قال تعالى: " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ (الحديد: من الآية16 )" وقال
تعالى " سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى "(الأعلى:
13) " صدق الله العظيم اللهم أهدنا وتقبل منا واغفر زلاتنا انك أنت الغفور الرحيم وصلى اللهم وبارك على
حبيبنا محمد خير المرسلين القائل:
" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة ربه ورجل قلبه معلق
في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
-------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-05-2013, 01:07 AM   #2435
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

دعـــــــــــوة من القلب ... قبـل النــدم



دعوة لمحاسبة النفس ... فالأيام تمر والصفحات تنطوي والأعوام
تتوالى وكل منا يستطيع أن يحاسب نفسه قبل أن يُحاسب ويأخذ
من سنين عمره المنصرمه المواعظ والعبر وأن يراقب الله ، فها هي
الأيام تركض وهكذا الأيام تجري من غير أن نحس أو ندري إلا عند
بــــــــداية سنــــــة او قــــــــــدوم الشهـــر الكــــــريم أو العيـــــــد.
والــسؤال الأهم ... ماذا أعددنا للرحلة النهائية؟ ماذا قدمنا لأنفسنا
من خير لنجـده عنــد الله خير ثواب وخير أمـل ؟ مـــاذا سجـل في
صحائفنــا ؟ ماذا أعــددنا للحفرة التي سنــوضع فيها ؟ ...


فهل تذكــرنا اليـوم الموت والقبر ؟ هل قرأنا شيئــاً من القراّن ؟ هل
ثابرنا على الأذكار والأوراد دبر كــل صـلاة ؟ هل كنا خاشعين في
الصلاة ؟ هــل سـألنـا الله الجنــة ؟ واستعذنــا به من النــار ؟ هل
استغفرنا الله اليـوم من ذنوبنا ؟
هل تجنبنا كل مالا يرضي الله عز وجــل ؟ هل فكرنا في الابتــعاد عن
قرناء السوء ؟ هل نظفنا قلوبنا من الكبرياء والحسد والحقد وألسنتنا
من الغيبة والنميمة والكذب ؟ (هـل تـركنا الـنظر إلى ما حرم الله ؟)
هل تركنا سماع ما حـــرم الله ؟ هل أمرنا بالمعروف ونهينا عن
المنكر ؟ هل بذلنا الغالي والرخيص من أجل نصرة ديننــا والعمـــل
لــــه ؟ وهـــــل ... وهـــــل ... وهــــل ...؟
دعوة صادقة
لكل إنسانٍ أن يحاسِبَ نفسَه ، ويُعد زادَه للرحيلِ الأخير..
----------------

للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-05-2013, 02:22 AM   #2436
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


صراع النفس والمعصية


هذه القصة هي قصة نجاح يحتاج إليه كل منّا حين تواجهه معصية من معاصي السر أو العلانية؛ كيف يواجهها, كيف يفكّر حين تلح عليه، كيف يحصّن نفسه، كيف يتغلب عليها.
المواجهة مع المعصية والانتصار عليها في بعض الأحيان تكون صعبة، لكنها مع معصية السر تكون لدى بعض الناس أشد صعوبة، وحين نتأمل في هذه القصة نجد أن هناك قوة عظيمة حين يمتلكها القلب ينجح في التغلب على دواعي المعصية، وطردها والانتصار عليها.
والقصة متكررة، ولها أبطال كثيرون، وبعضهم معروفون، لكن أحداثها متشابهة، تبدأ من الإثارة التي يواجهها رجل من امرأة بلغت أعلى مراتب الفتنة، من جمال يثير الرغبة، ومال وجاه تهفو إليه النفس، وفوق ذلك هي التي تدعوه إلى نفسها, فأتاحت جميع السبل المحرمة أمام هذا الرجل لإشباع شهوته، وسقطت كل الحواجز بينه وبين المعصية، إلا حاجز واحد حال بينه وبين السقوط، ألا وهو خشية الله تعالى والخوف منه, فقال لها "إني أخاف الله" رواه البخاري ومسلم.
كيف نجح مثل هذا الرجل؟ وما السر وراء ثباته أمام فتنة كهذه؟ أهي تلك الكلمة التي قالها "إني أخاف الله"؟ لا يمكن أن يكون الموضوع بهذه السهولة، فكم من الناس لو سألته هل تخاف الله؟ لقال نعم! لكنه ساقط في كثير من المعاصي، لا سيما معاصي السر.
ثبات مثل هذا الرجل وراءه شيء آخر أكبر من مجرد قوله: "إني أخاف الله"، فقوله "إني أخاف الله" هو نتيجة لعملية كبيرة دارت في نفسه، قام فيها صراع بين داعي الهوى، وتزيين الشيطان، وقوة الفتنة، وثورة الشهوة، وبين ما رسخ في قلب هذا الرجل من خشية الله عز وجل، انتصر فيه هذا الرجل من داخله على كل ذلك رافضاً عرض تلك المرأة الفاجرة، فالله تعالى يراه، ويعلم سره كما يعلم علانيته، وهو يحب ربه عز وجل فكيف يرتكب المعصية، كيف يتجرأ على الله تعالى ولا يخاف غضبه وعقابه، فكانت النتيجة نجاحاً عظيماً في هذا الابتلاء, نطق به لسانه مُنهياً هجوم المعصية عليه فقال: "إني أخاف الله". وهذا ما نبحث عنه ونريده، خشية الله تعالى في القلب، فخشية الله هي الوقاية من تلك المعاصي التي كثرت دواعيها ليل نهار، وهي الدواء لتلك المعاصي التي تصيب القلب أحياناً، من نفاق أو ريـاء أو عُجب أو كبر، أو تلك التي تتجرأ عليها الأبصار أو الألسنة أو الأيدي أو الأرجل خـفية أو علانـية، من ترك واجب، أو ارتكاب فاحشة، أو نظر إلى محرّم، أو غيبة ونـميمة، أو غش، أو خيانة، أو تجسس، أو تعد خفي على حقوق الناس، أو اختلاس من أموالهم، أو غير ذلك من معاصي السر والعلانية.
المعصية تجد فرصتها للظهور حين تقوى دواعي الهوى، وتثور شهوات النفس ونزاواتها، ويشتد تزيين الشيطان، وتخلو النفس حينها من ذكر أو عمل صالح أو ممارسة نافعة؛ وتضعف في القلب خشية الله تعالى التي هي سلاح المجاهدة، قال إبراهيم الخواص: "أول الذنب الخطرة، فإن تداركها صاحبها بالكراهية وإلا صارت معارضة، فإن تداركها صاحبها بالرد وإلا صارت وسوسة، فإن تداركها صاحبها بالمجاهدة وإلا هاج منها الشهوة مع طلب الهوى فغـطّى العلم والعقل والبيان" مداواة النفوس، ص 19. وللنفس أحوال مع المنكرات، تتوقف على نتيجة المدافـعة بين خشية الله في القلب ودواعي المعصية، فأيهما كان له حضور قوي في القلب كانت له الغلـبة والانتصار, ومن هنا يتضج مدى حاجة النفس إلى الخشية من الله تعالى في دفع المنكرات، ومدى الخطر الكبير من ضعفها، فضعف الخشية فرصة للشيطان يتسلل منه إلى النفس، فيزين لها المنكرات، ويجرئها على فعل المعصية، حتى تحمل الأوزار والسيئات، قال المناوي: "بقدر قـلّة الخوف يكون الهجوم على المعاصي، فإذا قـلَّ الخوف جداً واستولت الغفـلة؛ كان ذلك من علامة الشـقاء، ومن ثم قالوا: المعاصي بريد الكفر" فيض القدير، رقم 1505.
ولا يقتصر خطر ضعف الخشية من الله تعالى على إعطاء الفرصة للمعصية لتنتصر على النفس، بل هذا السقوط في صراع المعصية يضر بما للنفس من رصيد الحسنات، فعن ثوبان رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام: "لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا, فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً. قال ثوبان: يا رسول الله، صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم! قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم, ويأخذون من الليل كما تأخذون, ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها" سنن ابن ماجه.
وإذا كان ضعف الخشية من الله تعالى داء، فخير دواء للمعاصي، معاصي السر ومعاصي العلانية، هو زيادة قوة الخشية من الله تعالى في القلب، قال في فيض القدير: "القلب إذا امتلأ من الخوف أحجمت الأعضاء جميعها عن ارتكاب المعاصي" رقم 1505. ودواء الخشية مركب من عنصرين؛ من الخوف الذي يأتي من تذكير النفس بالعقوبة، والتفكر فيما توعّد الله تعالى به العاصين في الدنيا والآخر، وأخذ العبرة ممن نزل بهم عقاب الله تعالى، كفرعون الذي قال الله تعالى فيه: (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى) [النازعات : 25]، قال عز وجل بعد أن ذكر ما وقع بفرعون من العذاب: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْـرَةً لِّمَن يَخْشَى) [النازعات : 26].
فإن أُضـيف إلى هذا الخوف العنصر الآخر، وهو المعرفـة بما لله تعالى من صفات تثير في القلب محبته سبحانه ومحبة طاعته، وصفات تنبه القلب إلى ما يستحقه عز وجل من إجلال وتوقير، وما يتصف به سبحانه من صفات تورث في القلب الحياء كصفة السمع والبصر والعلم، وما يتصف به سبحانه من صفات تثير الوجل كصفة القوة والغضب والعدل، مع المعرفة بآثار الذنوب والمعاصي القبيحة وأضرارها في الدنيا والآخرة؛ صار الخوف خشـية، وكان علاجاً للمعاصي نافعاً ودواء واقياً بإذن الله تعالى.
فالخشية "خوف مقرون بمعرفة... وعلى قدر العلم والمعرفة يكون الخوف والخشية كما قال النبي: "إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية" وفى رواية "خوفاً".
فصاحب الخوف: يلتجىء إلى الهرب والإمساك، وصاحب الخشية: يلتجىء إلى الاعتصام بالعلم، ومثلهما مثل من لا علم له بالطب ومثل الطبيب الحاذق، فالأول يلتجىء إلى الحمية والهرب، والطبيب يلتجىء إلى معرفته بالأدوية والأدواء" مدارج السالكين، ج 1، ص 512، 513. قال الله تعالى: (... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر : 28 ]؛ "أي إنما يخـشاه حق خشيته العلماء العارفون به, لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى كلما كانت المعرفة به أتم، والعلم به أكمل؛ كانت الخشية له أعظم وأكثر" تفسير ابن كثير. وقد رتّب الله عز وجل حصول الخشية في القلب على معرفة الله عز وجل، إذ قال تعالى فيما وصى به موسى عليه السلام ليقوله لفرعون: (وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَـى) [النازعات : 19]؛ " أي أرشدك إلى عبادته وتوحيده فتخـشى عقابه، والفاء لترتيب الخشية على الهداية، لأن الخشية لا تكون إلا من مهتد راشـد" تفسير فتح القدير, للشوكاني، وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال: "بحسب المؤمن من العلم أن يخشى الله".
وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو الله تعالى أن يرزقه خشيته في السـر والعلانـية، مع أنه عليه الصلاة والسلام أخشى الناس وأتقاهم، فعن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول: "اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق ... وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة ..." سنن النسائي.
وربما لا تخلو مجاهدة النفس في ترك معصية السر أو معصية العلن من سقطات، ودواؤها حينئذ التوبة والاستغفار،
فالتوبة هي الدواء الذي أوصـى به رسول الله عليه الصلاة والسلام، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:
"قلت: يا رسول الله، أوصني!
قال: عليك بتقوى الله ما استطعت، واذكر الله عند كل حجر وشجر، وما عملتَ من سوء فأحْدِث له توبـة؛ السـر بالسر، والعلانـية بالعلانية" صحيح الترغيب والترهيب، ج 3، رقم 3144.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: "اللهم لك الحمد، أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن... فاغـفر لي ما قدّمتُ وما أخّرتُ، وما أسـررتُ وما أعلـنتُ، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت..." رواه البخاري ومسلم. وقال المناوي: "فإن حصل للعبد غفلة عن ملاحظة خوفه وتقواه, فارتكب مخالفة مولاه؛ لجأ إلى التوبة ثم داوم الخشية" فيض القدير , ح 3472. ولخشية الله تعالى فضل عظيم، لكن خشية الله تعالى في السر أعظم قدراً من الخشية في العلانية؛ ولهذا خصها الله تعالى بالذكر في عدد من الآيات كما في قوله تعالى: (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ) [ق : 33] قال القرطبي: "الخشية بالغيب أن تخافه ولم تره. وقال الضحاك والسدي: يعني في الخلوة حين يراه أحد. وقال الحسن: إذا أرخى الستر وأغلق الباب"، وقال المناوي: "إن خشية اللّه رأس كل خير، والشـأن في الخشـية في الغيب لمدحـه تعالى من يخافه بالغيب" فيض القدير، رقم 1537. وقدّمها الرسول صلى الله عليه وسلم على خشية العلن في حديث (المنجيات) "ثلاث منجيات: خشية الله تعالى في السِّـر والعلانـية ..."، فقدّم عليه الصلاة والسلام الخشية في السِّـر؛ "لأن تقوى اللّه فيه أعلى درجـة من العلن؛ لما يخاف من شوب رؤية الناس، وهذه درجة المراقبة، وخشيته فيهما تمنع من ارتكاب كل منهي, وتحثه على فعل كل مأمور" فيض القدير, ح 3472. ومع ذلك فخشية الله واجبة في السر والعلانية، والظاهر والباطن، والغيب والشهادة على السواء، قال تعالى: (... وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ... ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [الأنعام : 151]، وقال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ...) [الأعراف : 33]، عن قتادة قال: "المراد سر الفواحش وعلانيتها" الفتح.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتق الله حـيثما كنت... " سنن الترمذي، ومعنى (حيثما كنت): "أي وحدك أو في جمـع ... أو المراد في أي زمان ومكان كنت فيه، رآك الناس أم لا، فإن الله مطّلع عليك" فيض القدير، ح 115. وأول ما يُذكر في فضل الخشية من الله تعالى أنها سبب الانتفاع بآيات القرآن ومواعظه وعبره، والتي يترتب عليها صلاح النفس في الدنيا، حيث ذكر الله تعالى أن الموعظة والتذكرة لا تنفع إلا الذين اتصفوا بصفة الخشية منه سبحانه،
قال تعالى: (طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى) [طه : 3]،
وقال تعالى: (سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى) [الأعلى : 10]؛ أي سيتعظ الذي يخاف ربه (التفسير الميسر)، وفي تفسير القرطبي: "وقد يذّكر مَن يرجوه، إلا أن تذكرة الخاشي أبلغ من تذكرة الراجي؛ فلذلك علقها بالخشية دون الرجاء، وإن تعلقت بالخشية والرجاء". وخشية الله تعالى من المُنجيات التي تنجي العبد من مهالك الذنوب والمعاصي في الدنيا والآخرة، قال عليه الصلاة والسلام: "ثلاث مُنجيات: خشية الله تعالى في السر والعلانية, والعدل في الرضا والغضب, والقصد في الفقر والغنى. ..." صحيح الجامع الصغير، ج 1، رقم 3039. وأما أجر الذين يخشون ربهم فقد تكرر ذكره في الكتاب والسنة مرات عدة، لا سيما أولئك الذين يخشون الله تعالى في السر، فخشية الله تعالى من صفات السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظل عرشه وكرامته وحمايته حين يشتد الكرب بالناس يوم القيامة، قال عليه الصلاة والسلام: "سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله... ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله..." رواه البخاري ومسلم. ويأتي موعدهم بعد المعفرة مع أجر وصفه الله تعالى بأنه أجر كريم وكبير فقال تعالى: (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) [يس : 11]، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [الملك : 12]، كما ذكر جزاءهم على وجه التفصيل فقال تعالى: (جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) [البينة : 8]، قال في فتح القدير: "أي ذلك الجزاء والرضوان لمن وقعت منه الخشية لله سبحانه في الدنيا وانتهى عن معاصيه بسبب تلك الخشية التي وقعت، لا مجرد الخشية مع الانهماك في معاصي الله سبحانه، فإنها ليست بخشية على الحقيقة". المصدر : موقع المسلم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

-------------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-05-2013, 03:36 AM   #2437
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ساعة لسفر الروح وصفاء القلب


حين تكون نعم الله سبحانه مبتذلة ، متوفرة ، تُرى بشكل يومي ، فإن أكثر الخلق لا يكادون يلتفتون إليها بنظرة إكبار ، وإعجاب وتسبيح ، فيمرون عليها وكأنهم لا يرونها !
( وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ) .!
الشمس مثلاً ، لا شك أنها آية عظيمة من آيات الله الكونية ، غير أن شدة الألفة لها ، برؤيتها كل يوم ، جعل أكثر الناس لا يلتفتون إلى روعتها وجلالها ، وعظيم فضلها على الحياة !
مشاهدة الناس لها بشكل مستمر ، وحركتها اليومية الدائمة أمام أنظارهم ، جعلهم لا يقفون أمام روعتها وبهائها وسحرها وعجائبها ودروسها !!
لو أنهم توقفوا قليلا من هذا اللهاث الذي لا ينقطع وراء شهوات الدنيا ، ليتطلعوا إليها ملياً بحس جديد ، وقلب حاضر ، لربما هالهم أن يروا هذا البهاء كله ،ولربما راعهم أن تتجلى لهم هذه العظمة كلها !
قد تتراءى هذه الشمس لكثيرين أشبه بالعروس ، تزف إلى بيت الزوجية في ليلة مخملية مشهودة ! وقد تبدو لكثيرين أروع وأقوى وسيلة إيضاح لتقرير درس التوحيد !
هي زينة السماء ، وبهاء الدنيا ، وسر اهتزاز الأرض بالحياة !
هي هناك في علوها العالي ، غير أن خيرها لم يغفل الصغير من النبات والحيوان ناهيك عن البشر ! انعكاس شعاعها على البحر ، يمنح الحياة سر بقائها ، بارتفاع بخار الماء ، ليسقط مطراً تحيا به الأرض ، ويُسقى به الناس !
وتكسر ظلالها على السحاب _ حين ترى المشهد من الطائرة _ يزرع في قلبك مشاعر الجلال لله رب العالمين ، فلا تملك إلا التسبيح ثم التسبيح !!
ولحظة غروبها وهي تودع الدنيا محمرة الخدين ، بعد يوم حافلٍ من السير الطويل في كبد السماء ،يوحي بأنها قطعت نهاراً طويلاً ، رأت فيه من سلوكيات الناس ، ما يزعج أهل السماء ،لولا حلم الله عليهم !حتى ليخيل إليك _ وأنت تتابع غروبها على شاطئ بحر _ أنك تراها راحلة لن تعود من جديد أبداً ،غضبا لله على ما رأت من سوء البشر ،
غير أنها تعود في اليوم التالي على أروع ما تكون ! كأنها لم تر بالأمس شيئا ، أو كأن الله أنساها ما رأت ، فعادت متبسمة في شوق لتطل على هذا العالم الجميل المسمى الأرض !ألا ما أروع هذا الدرس لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..!
إنه درس حين تتملاه ، يقذف في قلبك مشاعر الحب لهذا الرب العظيم الجليل ، الذي يعصيه العباد ، وهو يسترهم ، ويرعاهم ، ولا يزال يمنحهم الكثير مع كل صباح وفي نهاية كل يوم .. على ما قال الشاعر :
أزيدك تقصيرا تزدني تفضلاً

كأنيَ بالتقصيرِ أستوجبُ الفضلا !!!
سبحان الله ! نِعمَ الرب ربنا جل في علاه ..!
إن التأمل في آية الشمس يفتح كوى كثيرة ورائعة ، ويقدم دروسا وعبرا شتى ، تجعل القلب موصولا بالسماء مباشرة وعلى أقوى ما يكون الوصل وأروعه !
وعلى هذا قس لو أنك أخذت تقلب صفحات هذا الكون بكياسة ووعي وعيون مفتوحة ، وقلب حاضر !
هذا الليل الرائع .. هذا السحاب الطائر .. هذا الهواء العليل .. هذه السماء المرفوعة بلا عمد .. هذا البحر الهادر المترامي الأطراف .. وغير ذلك كثير.كثير ..
رب ساعة تستقطعها من وقتك ، لتتأمل فيها عجائب هذا الكون الحافل بالأعاجيب ، لعلها تكون بمثابة المفتاح لكنوزك الكامنة فيك ، وأنت لا تدري عنها ألفاً ولا باء ً !!
إنك حين تصغي لهمس هذا الكون جيداً ، في خلوة بين يدي ربك سبحانه ، لتكاد تسمع عجباً ، وترى عجباً ، وتعيش عجباً !!
يا إلهي ! هل يدخل القلبُ الجنةَ ليذوق شيئا من نعيمها ، حين يقرر الانقطاع ساعة لله سبحانه ،متأملاً في عجائب خلقه ، مبحرا في كونه الفسيح ، يلتقط درره ، ويتشرب دروسه ، ويشحن طاقاته بهذا المدد السماوي العجيب !؟
اعط نفسك فرصة .. امنح قلبك ساعة .. حاول أن تصغي إلى حوار الأشياء !
استكشف هذا الكون بقلب واعٍ ، اجهد في تقليب صفحات هذا الكتاب الهائل الحافل ..
امض في هذه الرحلة العجيبة ، اخطُ خطواتك المشرقة ولو ببطء ! فإن محطاتها كثيرة ، وفي كل محطة زاد ، ومع كل زاد يتجدد صقل قلبك ، وتشف روحك ..!
قرر أن تستقطع ساعة أو بعض ساعة في كل يوم ، لتبحر في هذه الرحلة المخملية المدهشة !
ومن يدري لعلك تكتشف _ فيما بعد _ أن هذه الساعة كانت أجمل ساعات عمرك ، لأنها ببساطة ، كانت أقوى سبب يشد قلبك بكل قوة إلى السماء ليعرج فيها !
لعلك الآن تدرك سر كثرة خطاب القرآن الكريم إلى ضرورة النظر في الكون ، والتفكر في آياته ،ولقد ذكر بعض العلماء ، أن آيات التفكر تحتل أكبر مساحة على الإطلاق من كتاب الله عز وجل .. !!
ومن المعلوم بداهة أن كتاب الله سبحانه كتاب تربية في المقام الأول .. فهل وعيت الدرس !؟إذن .. ماذا تنتظر ، !؟هذا الكتاب مفتوح بين عينيك صباح مساء ، وهذا عمرك بين يديك استقطع ساعة منه من أجل نفسك وقلبك وروحك !
ومن يدري لعلنا نسمع أخبارا طيبة منك ،تسوق إلينا فيها بعضا مما أكرمك الله به في هذه الرحلة الممتعة الشائقة .. !

--------
للفايدة


الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-05-2013, 04:05 AM   #2438
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ما قيمتك في الحياة ..


قال المتنبي :
إذا غامرت في أمر مروم
فلا تقـنع بما دون النجـوم
فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم
إذ علينا أن نقنع فقط بعظائم الأمور، وديننا الحنيف يأمرنا بذلك حيث أن
الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى" ولم يقل الجنة.
وصدق الشاعر حيث قال:
نحن قوم لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر

وصدق من قال:
لاستسهلن الصعب أو أدرك المنى
فما انقادت الآمال إلا لصابر
* فهل لديك طموح؟
* وهل ارتقيت بطموحك للسماء؟
* وهل قمت بتحويل تلك الطموحات لحقائق؟

* أم إلى أحلام يقظة وقلاعاً ترابية مثلما يفعل الأطفال؟
فطموحاتك … تشكل حياتك
أم أن حياتك لا تعني لك شيئا؟
فللأسف كثير من الناس يعيش كسائر البشر لا هدف له، بل يفعل مثلما يفعل الآخرين،
وقد نهانا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه أن نكون إمعة إن أحسن الناس أحسنا،
وإن أساؤوا أسأنا، فلتكن لنا هويتنا الواضحة، لنكن أشخاصاً لا نبتغي غير العلا، والمناصب الرفيعة،
فكما قال أحمد شوقي: "الطير يطير بجناحيه، والمرء يطير بهمته
فهل هممنا ترقى بنا إلى أعالي الجبال، أم تهوي بنا إلى الأسفل؟
ويقول ابن قيم الجوزية: " كمال الإنسان بهمة تُرَقِيهِ، وعلمٍ يُبَصِرُهُ ويَهديهِ ".
وقال عبد القادر الكيلاني لغلامه: "يا غلام، لا يكن همك ما تأكل وما تشرب، وما تلبس وما تنكح،
وما تسكن وما تجمع، كل هذا همُ النفس والطبع فأين هم القلب، همك ما أهمك، فليكن همك
ربك عز وجل وما عنده
".
وقد حثنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- على التحلي بعلو الهمة حيث قال: " إن الله – تعالى –
يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها".
وقال كذلك: “ إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى
“ ولم يقل- صلوات الله وسلامه عليه-: "فاسألوه الجنة"، بل يعلمنا
أن نطلب فقط المراتب
العالية.
وقد قيل: " قيمة كل امرئ ما يطلب "
فيا ترى ما هي قيمتك يا من تقرأ هذه الخاطرة؟
هل ما تطلبه سامي ويستحق التعب والسهر والكد من اجله؟
أم ما تطلبه شيء بسيط ولا يرقى لقيمتك؟
أخي وأختي اجعلوا الهمة العالية نصب أعينكم، ولا تقبلوا دونها بديلا!!!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-05-2013, 04:25 AM   #2439
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الحـــــــب الحقيقــــــي


في ما مضى من حياتي ...فقدت كثيرا ممن أحببتهم...سواءا أكان ذلك بالبعد عنهم لسفر او لعارض ما ...أو لرحيلهم عن هذه الدنيا....أو بسبب خلاف لم نجد له حلا...
وأثر هذا الفراق كثيرا في حياتي....وعشت انكسارات كثيرة...وعذابا أكثر...حتى خرجت من دوامة الفراق بنتيجة ....أن لا تجعل حياتك قائمة على شخص واحد...أن لا تحب أحدا أكثر من حبك للحياة...
لكن الطبيعة البشرية غلبتني ...ففي قلب كل منا فراغ.... يجب ملؤه...ومهما مرت عليك من صدمات...تعتقد انها تقوي من شخصيتك ...إلا أن كل منا بحاجة ان يملأ هذا الفراغ بحب أحدهم..
لكن كيف تستقيم المعادلة؟؟؟
فأنا لا أريد أن أفقد من أحب وأعود لدوامة العذاب والانكسار وفي نفس الوقت لاأستطيع أن أهمل هذا الجانب في قلبي...
مضت فترة طويلة وهذا الحوار يدور في خلدي... وعيناي كانت غافلة عن أعظم حب....الحب الذي يدوم ....الحب الخالد...الحب الأطهر والأنقى ...حب ذلك الحبيب الذي لا يموت...فهو الحي القيوم....حب من لا يتخلى عنك ...فهو أرحم الراحمين...حب من هو أرحم بي من أمي التي أنجبتني...حب من يقف بجانبي دوما...حب من إذا طلبته أجابني...وإذا سألته أعطاني....وإذا شكوت له همي لم يمل مني...حب من هو أعلم بي من نفسي...حب من لا يقطع الرجاء منه...
حب من قال وقوله الحق
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) البقرة 186
يا الله ....كم أحبك....
اللهم إني أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أني أحبك...اللهم لا تشغل قلبي بغيرك...
اللهم آمين اللهم آمين

---------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-05-2013, 05:38 AM   #2440
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أبتسم لتكن أجمل



أعطوا الصباح نصيباً من تفاؤلكم

سيهديكم مساء مليئاً بالسعادة والرضا.
وأعطوه من حبكم ودفء مشاعركم سيهديكم أُنساً وطمأنينة.
ابتسم لتكن أجمل لتمسح صدأ الحزن الذي يتربع بداخلك

الابتسامة تعطينا الأمل و تجدد فينا حب الحياة.
عندما تبتسم فإن الراحة تتغلغل الى قلبك تقتل العبوس

الذي لازمك و تضمد جراحك الدفينه.
ليس هناك أجمل من ابتسامة أحيت قلب انسان يائس

فلتكن ابتسامتك هي السبب في رسم الأمل في عيون كل انسان تقابله

وارسم الامل فى قلبك اولا.
كن حسن المظهر ولن تنساك العيون

كن حسن الخلق ولن تنساك القلوب
أضخم الأبوابّ مفاتيحِها صغيرَة فلا تعجزك ضخامة الأمنيات

فَرُبما دعوةٌ واحدة ترفعها الي الله
تجلب لك المستحيل.
تَنالُ الْفَراشَةُ إِعْجابَ الْجَمِيعِ لا أَحَدَ

يَكْرَهُها مــا السّر ؟
إِنَّهُ الْهُدُوءْ فهي لا تُزْعِجُ أَحَدً .
وإِنَّها الأَناقَةُ مَنْظَرٌ رائِعٌ بِأَلْوانٍ جَمِيلَةٍ .
إِنَّهُ السُّلُوكُ الرّاقِي تُداعِبُ الرِّيآحَ .
وَ تَقِفُ عَلَىَ كُلِّ شَيْئٍ جَمِيلٍ .
تُحِبُّ السَّلامَ فَتَبْتَعِدُ عَنِ الْمَخاطِرِ لا تُؤْذِي حَتَّى مَنْ يُؤْذِيها .
فَإِنْ كُنّا مِثْلَها لَمَلَكْنا قُلُوبَ النّاسِ أَيْنَما

ذَهَبْنآ التطلع للمستقبل ليس هروباً من الحاضر ولا قفزاً

على السنن الربانية ولكنه الأمل الذي يدفع إلى العمل واليقين بالله اولا
-------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 04:19 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved