منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 22-05-2013, 08:09 AM   #2611
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

إذا أردتم صلاح الدين فكونوا نور الدين زنكي

(قال عمرو بن عتبة يوصي مؤدب ولده : يا أبا عبد الصمد ليكن أول إصلاحك بنيَّ إصلاحك نفسك فإن عيوبهم معقودة بعيبك، فالحسن عندهم ما فعلت والقبيح ما تركت، علمهم كتاب الله ولا تملهم منه فيكرهوه ولا تدعهم منه فيهجروه، روِّهم من الشعر أعفَّه ومن الكلام أشرفه، ولا تخرجهم من علم إلى علم حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم، تهددهم بي وأدبهم دوني وكن كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء قبل معرفة الداء، وجنبهم محادثة النساء وروّهم سير الحكماء، ولا تتكل على عذر مني فقد اتكلت على كفاية منك واستزدني بزيادة منهم أزدك) [الدراري في ذكر الذراري، كمال الدين عمرو بن أحمد بن هبة الله، ص 56]

إن الخطة تبدأ من أن نحدد لطفلنا رسالة في الحياة وهدفًا يعيش لأجله، إن البداية بأن نرسم لأطفالنا الطريق الذي يمشون عليه حتى يحققون الانتصارات للإسلام، ويُخلِّدون ذكره في العالمين كما فعل الأبطال الأوائل صحابة رسول الله r.

ولابد أيضًا أن يرى الطفل فينا نموذج القدوة في وضوح الهدف، والسعي نحو تحقيق الرسالة بجانب رسم الخطة له، ونصحه بسلوك الطريق.
ولكن قد يقول البعض كيف نفعل هذا مع الأطفال الصغار، وكيف نحملهم هذه المسئولية الكبيرة؟
فنقول لك (إن إسناد بعض الأعمال للصغار يجعل هؤلاء الصغار يتعلمون من الكبار، ويجعل طاقاتهم الكبيرة تلتقط ألوان السلوك الذي ينتهجه الكبار) [اللمسة الإنسانية د.محمد محمد بدري، ص(250)].

وإليك هذا المثال لتعرف كيف يمكن أن يتحمل الأطفال المسئولية:
أطفال في الحضانة في الصين، متواضعة المباني، في جزء منها حجرة هي مصنع صغير، ليست فيه أجهزة تحتاج لأموال طائلة، ولا اتصالات كهربائية معقدة، فقط مجموعة لمبات كهربائية صغيرة تصلح للبطاريات، وجهاز أقل من حجم اليد يشير: ما إذا كانت هذه اللمبة سليمة أم فاسدة، ثم صندوق ورقي فيه ثقوب وورق لاصق، يدخل الأطفال ويختبرون كل لمبة، فإذا كانت صالحة؛ وضعها الطفل في مكان مثقوب بالصندوق أعد له، وإذا كانت فاسدة ألقاها في سلة مجاورة، وهكذا تتكون الاتجاهات والقيم بالعمل لا بالقول) [اللمسة الإنسانية، د.محمد محمد بدري، ص(251)]
فإذا كانت هذه هي همة من رسالتهم "الصين"!

فكيف تكون همتكم أنتم أيها المربون، يا من مهمتهم ورسالتهم "الإسلام"؟
ماذا ستقدمون للإسلام، هل ستقدمون الطبيب الحاذق كأبي بكر الرازي، أم ستقدمون العالم الخبير بالفلك والهندسة كالحسن بن الهيثم، أم ستقدمون العالم الزاهد العابد كالعز بن عبد السلام، أم ستقدمون القادة كصلاح الدين وكمحمد الفاتح وكسيف الدين قطز؟
إذا كنتم تريدون أن تقدموا صلاح الدين؛ فكونوا نور الدين زنكي، وإذا كنتم تريدون أن تقدموا محمد الفاتح؛ فكونوا آق شمس الدين، وهكذا، فهذا الشبل من ذاك الأسد.
قدِّموا أنفسكم كقدوات لأبنائكم، وارسموا لهم طريقهم، ولا تقولوا صغارًا، فلا أصغر من الهمة الدنية.
ولكم في رسول الله r خير قدوة في البذل، وخير قدوة أيضًا في تربية أصحابه عليه.

كيف ربى النبي أصحابه على البذل والتضحية للإسلام؟
إن هذا الجانب تحديدًا من جوانب التربية، لم أستطع أن أختصره أكثر من ذلك.
بل هو أغلب حديث السيرة، وأجمل ما جادت به الأقلام في الحديث عن الصحابة رضوان الله عليهم عندما كانوا أطفالًا.

كيف كان حبهم للإسلام؟
كيف كانت تضحيتهم من أجله؟
كيف كان حب الشهادة يروي قلوبهم ويغذيها؟
أتعرف لماذا عزيزي المربي؟
لأنهم شاهدوا خير قدوة في التضحية من أجل الإسلام؛ محمد :
عن أنس رضى الله عنه قال: (كان رسول الله أحسن الناس وجهًا، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس من قبل الصوت، فتلقاهم رسول الله r راجعًا وقد سبقهم إلى الصوت، وهو يقول: (لم تراعوا، لم تراعوا)، قال: وجدناه بحرًا أو إنه لبحر، قال: وكان فرسًا يبطأ) [متفق عليه].
وعندما رأى الصحابة رضوان الله عليهم هذه القدوة المتمثلة في النبي r؛ كانوا هم أيضًا خير القدوات في التضحية من أجل الإسلام وهم أطفال.

سعد بن أبي وقاص يضحي بأنفاس أمه:
كان سعد رضى الله عنه يقول: (ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام) [رواه البخاري]
عن أبي عثمان أن سعدًا قال: نزلت هذه الآية فيَّ {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [العنكبوت: ٨].
قال: (كنت برًّا بأمي فلما أسلمت، قالت: يا سعد، ما هذا الدين الذي أحدثت؟ لتدعن دينك أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي فيُقَال: يا قاتل أمه، قلت: لا تفعلي يا أمه، إني لا أدع هذا لشيء.
فمكثت يومًا لا تأكل ولا تشرب، وأصبحت وقد جهدت، فلما رأيت ذلك قلت:
يا أمه، تعلمين والله، لو كان لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا ما تركت ديني، إن شئتِ فكلي أو لا تأكلي، فلما رأت ذلك أكلت) [تفسير ابن كثير، (6/337)].
زيد بن ثابت يتعلم لغة يهود:
زيد بن ثابت كاتب الوحي وجامع القرآن، قتل أبوه قبل الهجرة يوم بعاث، فتربى زيد يتيمًا، وكان أحد الأذكياء، فلما هاجر النبي r أسلم زيد وهو ابن إحدى عشرة سنة.
وفي غزوة بدر أراد هذا الفتى الصغير أن ينال شرف الجهاد والشهادة في سبيل الله، فأقبل على النبي r، وقال: جُعلت فداك يا رسول الله، ائذن لي أن أكون معك وأجاهد أعداء الله تحت رايتك، فنظر إليه الرسول r نظرة سرور وإعجاب، وطيَّب خاطره ورده لصغر سنه.

عن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال: (كانت وقعة بُعاث وأنا ابن ست سنين، وكانت قبل هجرة رسول الله r بخمس سنين، فقدم رسول الله r المدينة وأنا ابن إحدى عشرة سنة، وأُتي بي إلى رسول الله r، فقالوا: غلام من الخزرج.
فقرأت ست عشرة سورة فلم أُجَزْ في بدر ولا أُحُد، وأُجِزْتُ في الخندق)[تاريخ دمشق، ابن عساكر، (19/313)].
وعن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال: (لما قدم النبي صلى الله علية وسلم المدينة، قال زيد: ذُهب بي إلى النبيr صلى الله عليه وسلم فأُعجب بي، فقالوا: يا رسول الله، هذا غلام من بني النجار، معه مما أنزل الله عليك بضع عشرة سورة، فأَعجب ذلك النبي r، وقال: (يا زيد، تعلَّم لي كتاب يهود، فإني والله ما آمن يهود على كتابيقال زيد: فتعلمت كتابهم ما مرت بي خمس عشرة ليلة حتى حذقته، وكنت أقرأ له كتبهم إذا كتبوا إليه، وأجيب عنه إذا كتب) [رواه أحمد في مسنده، وإسناده صحيح].
معاذ ومعوذ وعبد الله بن مسعود يقتلان فرعون هذه الأمة:
قال عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه (بينا أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بغلامين من الأنصار، حديثة أسنانهما، تمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم، هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أُخبِرت أنه يسب رسول الله r، والذي نفسي بيده، لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك.
فغمزني الآخر، فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس قلت: ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني، فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه.
ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه فقال: (أيكما قتله؟)، فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال: (هل مسحتما سيفيكما؟)، قالا: لا، فنظر إلى السيفين، فقال: (كلاكما قتله، سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح)، وكانا معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح [متفق عليه]
وفي حديث أنس قال صلى الله عليه وسلم يوم بدر: (من ينظر لنا ما صنع أبو جهل؟)، فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، فأخذ بلحيته فقال: أنت أبا جهل، قال: وهل فوق رجل قتله قومه [متفق عليه]
(فلابد لنا من وقفة مع هذا الجيل الفاضل الذي رباه رسولالله صلى الله عليه وسلم فكانوا على أعلى مستوى من الدين والخلق والإخلاص والتفانيفي سبيل نصرة هذا الدين فاستحقوا بذلك رضا الله عز وجل ورضا رسوله صلى الله عليهوسلم، وفتح الله عز وجل بهم البلاد وقلوب العباد، وتكونت الدولةالإسلامية بالمدينة المنورة في فترة كأنها لحظات من عمر الدنيا بعد ثلاثة عشر عاماًمن ابتداء البعثة النبوية المباركة، ثم توالت الانتصارات وانتشر الضوء وعم الخير،فجاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجاً في السنة الثامنة من الهجرة،وما فارق النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا حتى عم الإسلام جزيرة العرب ثم سطع النوربعد ذلك في المشارق والمغارب حتى دق المسلمون أبواب فينا في أوربا ووصلوا إلى حدودالصين فلا شك فأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا خير أمة أخرجت للناسو كان الراجح في قوله عز وجل : {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]أنهاعامة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا أن الصحابة رضي الله عنهم هم خير هذاالخير.
فالواجب على الدعاة والمربين أن يدرسوا المؤهلات التي أهلت الصحابة رضي الله عنهم لتبوأ أعلى المنازلوالوصولإلى أعلى الدرجات في الدنيا والآخرة، حتى يجعلوا خصائصهم ومؤهلاتهم نصب أعينهم وهميقومون بواجب تربية أجيال الصحوة الإسلامية، فغاية المربين إنشاء جيل على نمطالصحابة رضي الله عنهم، في عقيدتهم وفهمهم للكتاب والسنة وطاعتهم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وزهدهم في الدنيا ورغبتهم في الآخرة، وبذلهم في الله عز وجل طلبالمرضاته، ورغبة في إعزاز دينه ونشر رسالة رسوله صلى الله عليه وسلم) [كيف ربى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه، كمال بن مختار إسماعيل].
إننا إذا قدمنا القدوة الصالحة لأبنائنا؛ نكون بحق قد حافظنا على فطرتهم الطاهرة وساهمنا في بنائهم إيمانيًّا وأخلاقيًّا وروحيًّا
.
فإذا كنا نريد أن نصنع محمد الفاتح من جديد؛ فلابد أن نكون نحن الشيخ "آق شمس الدين"، الذي علم محمد الفاتح القرآن، والذي كان يأخذ بيده ويشير إلى القسطنطينية، فيذكر له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لتفتحن القسطنطينية؛ فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش) [رواه أحمد في مسنده ، وإسناده صحيح].
(الأطفال هم زينة الحياة الدنيا، يولدون كصفحةٍ بيضاء ، وعلى الآباء والمربين مسؤولية ملء هذه الصفحة بالعقيدة الصحيحة، والأفكار الإسلامية، التي تؤهلهم ليكونوا شبابا ذوي إنتاجية فعّالة في المجتمع ، وسبباً من أسباب رُقيّه وتقدمه ، فهم نواة المجتمع الذي سوف يأتي بعدنا –إن شاء الله- ليكمل مسيرة الاستخلاف في الأرض) [تربية الطفل النفسية في الإسلام، سيما راتب عدنان أبو رموز]
واعلم ـ عزيزي المربي ـ أن بناء طفلك إيمانيًّا ليس من نافلة الأعمال التي يمكنك أن تعطيها فضلة وقتك، ولكنه عمل قد يكون من أثمر وأنفع الأعمال التي قمت بها في حياتك، ليبقى كتاب حسناتك عامرًا حتى بعد موتك بصلاح أبنائك وقربهم من الله تعالى، كما أخبر بذلك النبي r حين قال: (إذا مات الإنسان؛ انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) [رواه مسلم]
-----------------

للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2013, 08:35 AM   #2612
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

امــــــور تعجبـــت منهــــا

- لكم تعجبتُ عندما سمعتُ أنَّ الإنسانَ قد يدفِن بعضَه، وبعضُهُ الآخرُ على قيد الحياة! وسرعان ما زال عجبي عندما دفنت ولداً من أولادي تحت أطباق الثرى، عندها أيقنت أني دفنت فلذةً من كبدي، وجزءًا من سويداء قلبي.-
طالما تعجبت في صغري عندما كنتُ أسمع عِبارة (دموع الفرح)، وأقول في نفسي: وهل للفرح دموعٌ، وللحزن دموعٌ؟! فإنني ما عرفت إلا دموعَ البكاء والأحزان والأشجان..ولكنْ ها أنا اليوم أرى للفرح أنواعاً شتّى من الدموع، وللبكاء أنواعاً شتى من الدموع، فلله درُّ الدموع! نبكي فنذرفها من العيون، ونفرح فتفيض بها المآقي والجفون!-
تعجبت عندما قرأت عنوان كتاب (بحر الدموع) لمؤلفه ابن الجوزي، فقلت: سبحان الله! وهل للدموع أيضاً بحرٌ؟!فما انتهيت من قراءته حتى قلت في نفسي: ليته سماهُ (بحارَ الدموع)!-
عجبتُ من الصخور الصماءِ التي تتفجّر منها الأنهارُ،
وعجبت من الصدور التي تحتوي على قلوبٍ أقسى من الأحجار!- عجبت من إنسانٍ يملك قلباً لا يلينُ، وعيناً لا تدمعُ، ونفساً لا تشبعُ، ويدًا إلى الله - متضرعةً - لا تُرفع!-
عجبتُ ممن أعطاه الله قلباً نابضاً، فأحبَّ فيه الأغيارَ، ونسي العزيزَ الجبار!-
عجبت ممن يعيشُ حياتَه بلا هدف، ويمضي في الدنيا بلا عقيدةٍ!- عجبتُ ممن يموتُ ولم يترك أحداً يترحَّمُ عليه،
وعجبت ممن يحيا، ويتمنى الناسُ أن يترحموا عليه!-
عجبتُ من طالب الوصول، وهو نائمٌ في أول الطريق، وازداد عجبي من إنسانٍ وصل إلى نهاية الطريق، ثم اكتشف أنه كان يسير في غير الطريق المطلوب، وإذا به في ضلال مُبين..!-
عجبت من ظالمٍ يضحك ملءَ فيه، ويمضي ليلَهُ في سباتٍ عميق، وسهامُ دعواتِ المظلومين تشقّ عنان السماء، وترقى فوقَ الْحُجُب، في الصباحِ والمساء..!-
عجبت ممن يبيع البخسَ بالثمين، ويخسر تجارةً كان حرِيًّا بها أن تكون رابحةً، ويستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خيرٌ!-
طالما تعجبت من الغافل عن ذكر الله، معيشتهُ ضنْكٌ، وقلبُه مَيْتٌ، وحياتُه شقاءٌ، ووقتهُ هباءٌ!-
ما أشدّ تعجبي من إنسانٍ كافأ اليدَ التي أعطته بالقطعِ، وقابل العطاءَ بالمَنع!-
عجبت من عينين مبصرتين كيف يعمى صاحبُهما عن نور البصيرة، ولا يرى بهِما شعاعَ الحق، وضياءَ التقى، وإشراقَ شمسِ الهداية!-
عجبت ممن يدّعي محبة النبي - صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لا يسير على نهجه، ولا يتّبع سنته، ولا يترسَّم خُطاه!-
عجبت ممن أعطاه الله وجهاً حسناً، ولا يزال سادراً في ضلاله، متّبِعاً هواهُ وشهواتِهِ، وكأنه ما قرأ قولَه تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. [سورة القصص: الآية 88].- تعجبت كثيراً من الذين رأوا وجه الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ولم يبصروا النورَ الذي في مُحَيَّاهُ، والجمالَ والبهاء الذي للوجه الشريف كساهُ، ولم يتبعوا سبيله، ويهتدوا بهداهُ!لكن عجبي زال عندما قرأتُ قوله تعالى: {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا}. [سورة الأعراف: الآية 179].
وعلمت أن الإنسان لا يبصر بعينه، بل يبصر بقلبه, وفعلاً كما قال اللهُ تعالى: {فإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. [سورة الحج: الآية 46].-
طالما تعجبتُ من ليل الصحابة رضي الله عنهم، فلا هو كلَيلنِا، ولا نهارُهم كنهارِنا، فمن أين لنا أن نتشبَّهَ بهم؟!ولكنْ على أية حالٍ:
فتشبَّهوا إنْ لم تكُونوا مِثلَهمْ

إنّ التشبُّهَ بالكِرامِ فَلاحُ
- عجبت من الكثيرين الذين يتشوَّقون إلى رؤية المصطفى - صلى الله عليه وسلم،

ويتحسرون لأن الله لم يخلقْهم في عصر الصحابة رضي الله عنهم، فقلت في نفسي: ليتَ شعري ومن قال لهم إنهم سوف يؤمنون به، وإنّ أحدَهم سيكون كأبي بكر وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ رضي الله عنهم؟ فهم لا يدرون، وبالقدر الْمُغَيَّب لا يعلمون!
فربما كان أحدهم كأبي لهب وأبي جهل!فليحمدِ الإنسانُ ربَّه على عظيم نعمه، وليدعُ مع ذلك الأعرابي: اللهم إنك أعطيتنا الإسلامَ من غير أن نسألَك، فلا تحرمْنا الجنة ونحن نسألُك.-
تعجبتُ من الذين ينتظرون الثوابَ من الناس، ثناءً ومدحاً وإطراءً، فقلت: ليت شعري ألاَ يعلم هؤلاء أن الناسَ كما تمدحُ تقدحُ، وكما تثني عليك، تغتابك وتنمُّ عليك! وأن الناس ينسون حسناتِك، ويتذكرون كل زلةٍ من زلاتك، فانتظر ثوابَك ممن يعلم خائنةَ الأعين، وما تخفي الصدورُ, ويعلم السرَّ وأخفى، وأحاط بكل شيءٍ علماً.فالناسُ - يا أخي - كما قال الشاعر:
فإنْ رأَوا هفوةً طاروا بها فرحاً

منِّي ومَا علِمُوا من صالحٍ دفنوا
- كم تعجبتُ من إنسانٍ كنتُ أظنُّه أُميًّا فإذا بي تلميذٌ بين يديه! وكم تعجبتُ من إنسانٍ يدّعي العلمَ، وهو غارقٌ في بحارٍ من الجهل!-

كم من إنسانٍ كنتُ أظنُّه وفيًّا، فإذا به أشدّ خيانةً من أبي رغال!
وكم من إنسانٍ قالوا عنه "خائنٌ" فإذا به أوفى من السموأل!
-------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2013, 08:52 AM   #2613
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ألـــــــــرحيــــــــــــل

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العامين والصلاة والسلام
على من لا نبي بعده . أما بعد
بدت أختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم, لكنها كعادتها تقـــــرأ القرآن الكريم
تبحث عنها تجدها في مصلاها راكعة ساجـــد رافعة يديها إلى السماء
هكذا في الصباح وفي المساء وفـي جوف الليل لا تفتر ولا تمل
كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي
أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أني عُرفت به.. ومـن أكثر من شيء عُرف به
لا أؤدي واجباتي كاملة , ولســـــت منضبطة في صلواتي
بعد أن أغلقت جهاز الفيديو وقد شاهدت أفلاماً منوعـــــــة
لمدة ثلاث ساعات متواصلة.. ها هو ذا الأذان يرتفع مـــــــن المسجد المجاور
عدت إلى فراشي .
تناديني أختي من مصلاها
قلت: نعم ماذا تريدين يا نورة ؟
قالت لي بنبرة حادة : لا تنامي قبل أن تصلي الفجر
هكذا هي حتى قبل أن يصيبها المـــــــــرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش
نادتني : تعالي يا هناء إلــى جانبي .. لا أستطيع إطلاقاً ردّ طلبها
وأنت تشعر بصفائها وصدقها
نعم ماذا تريدين ؟ أجلسي .. ها قد جلست ماذا تريدين ؟
بصوت عذب {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركــــم يوم القيامة }.
سكتت برهة .. ثم سألتني: ألم تؤمني بالموت ؟
بلى مؤمنة ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة ؟
بلى .. لكن الله غفور رحيم .. والعمر طويل
يا أختي ألا تخافين من الموت و بغتته ؟
انظري إلى هند أصغر منكِ وتوفيت في حادث سيارة .. وفلانـــــة وفلانة
الموت لا يعرف العمر وليس مقياساً له
أجبتها بصوت خائف حيث مصلاها المظلم
إنني أخاف من الظلام وأخفتيني من الموت .. كيف أنام الآن؟
كنت أظن أنكِ وافقتي على السفر معنا هذه الإجازة .
فجأة .. تحشرج صوتها واهتز قلبي .. لعلي هذه السنة أسافر سفراً بعيداً.
إلى مكان آخر, ربما يا هناء الأعمار بيد الله, وانفجرتُ بالبكاء
تفكرت في مرضها الخبيث وأن الأطباء أخبروا أبي ســــراً
أن المرض ربما لن يمهلها طويلاً, ولكن من أخبرها بذلك
أم أنها تتوقع هذا الشيء ؟ ما لك بما تفكرين ؟
جاءني صوتها القوي هذه المرة
هل تعتقدين أني أقول هذا لأني مريضة ؟ كلا, ربما أكون أطول عمراً من الأصحاء

وأنت إلى متى ستعيشين ؟ ربـــما عشرين سنة, ربما أربعين, ثم ماذا ؟
لمعت يدها في الظلام وهزتها بقوة
لا فرق بيننا, كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا إما إلى الجنة أو إلى النار
تصبحين على خير هرولتُ مسرعة وصوتها يطرق أذنــــــــي هداك الله
لا تنسي الصلاة
وفي الثامنة صباحاً أسمع طرقاً على الباب, هذا ليس موعد استيقاظي
بكاء .. وأصوات
مـــــــــاذا جــــــــــرى ؟
لقد تردت حالة نورة وذهب بها أبي إلى المستشفى
إنا لله وإنا إليه راجعون .. لا سفر هذه السنة , مكتوب عليّ البقاء
هذه السنة في بيتنا
بعد انتظار طويل, بعد الواحدة ظهراً هاتفنا أبي من المستشفى
تستطيعون زيارتها الآن, هيا بسرعة
أخبرتني أمي أن حديث أبي غير مطمئن وأن صوته متغير
ركبنا في السيارة,أمي بجواري تدعو لها, إنها بنت صالحة ومطيعة
لم أرها تضيّع وقتاً أبداً
دخلنا من الباب الخارجي للمستشفى وصعدنا درجات السلـــــم بسرعة .
قالت الممرضة : إنها في غرفة العناية المركــــــــزة وسآخذكم إليها
إنها بنت طيّبة وطمأنت أمي إنها في تحســن بعد الغيبوبة التي حصلت لها
ممنــــــوع الدخول لأكثر من شخص واحد .
هذه غرفة العناية المركزة .
وسط زحام الأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة أرى
عيني أختي نورة تنظر إليّ وأمي واقفة بجوارها
بعـــد دقيقتين خرجت أمي التي لم تستطع إخفاء دمعتها .
سمحوا لي بالدخول والسلام عليها بشرط أن لا أتحدّث معها كثيراً.
كيف حالك يا نورة ؟ لقد كنتِ بخير البارحة.. ماذا جرى لك ؟
أجابتني بعد أن ضغطت على يدي : وأن الآن والحمد لله بخير.
كنتُ جالسة على حافة السرير ولامست ساقها فأبعدته عنـــي
قلت: آسفة إذا ضايقتكِ
قالت : كلا ولكني تفكرت في قول الله تعالى
{ والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق }
عليك يا هناء بالدعاء لي فربما أستقبل عن ما قريب أول أيام الآخرة
سفري بعيد وزادي قليل .
سقطت دمعة من عيني بعد أن سمعت ما قالت وبكيت
لم أنتبه أين أنا .. استمرت عيناي في البكاء
أصبح أبي خائفاً عليّ أكثر من نورة
لم يتعودوا هذا البكاء والانطواء في غرفتي
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين .. ساد صمت طويل في بيتنا
دخلت عليّه ابنة خالتي .. ابنة عمتي أحداث سريعة
كثر القادمون .. اختلطت الأصوات
شيء واحد عرفته
نــــــــــــورة مـــــــــاتت.
لم أعد أميز من جاء .. ولا أعرف ماذا قالوا .. يا الله
أين أنا ؟ وماذا يجري ؟
عجزت حتى عن البكاء, تذكرت من قاسمتني رحم أمي , فنحن توأمان
تذكرت من شاركتني همومي, تذكرت من نفّـست عني كربتي
مـــن دعت لي با لهداية, من ذرفت دموعها ليالي طويلة
وهي تحدّثني عن الموت والحساب
الله المستعان .. هذه أول ليلة لها في قبرها
اللهم ارحمهـا ونور لها قبرها .. هذا هو مصلاها .. وهذا هو مصحفها
وهذه سجادتها .. وهذا .. وهذا
بل هذا هو فستانها الوردي الذي قالت لي سأخبئه لزواجي
تذكرتها وبكيت على أيامي الضائعة
بكيت بكاءً متواصلاً ودعوت الله أن يتوب علي ويعفو عنّي
دعوت الله أن يثبّتها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو.

-------------
قصة من الواقع ( من كتاب ا الزمن القادم)

--------------
للفايدة


الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2013, 09:12 AM   #2614
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

اللهــــــم انا نسالك حســن الخاتمة

قصة عجيبة .. حدثني بها زوج هذه المرأة ..
القصة لشابة في الثلاثة والثلاثين من عمرها .. وقد حدثت في عام 1418 هـ كما يحدثني زوجها بذلك ..
لا أكتمكم سراً إذا قلت لكم لقد والله ضاقت عليّ حروف اللغة على سعة معانيها حال كتابة هذه القصة .. التي أحسست أنني أكتبها باندفاع .. وأقولها الآن باندفاع ..
يقول زوجها : زوجتي لها في الخير سهم .. تعيش هم الدعوة إلى الله تعالى .. حتى كان همها أن تنطلق إلى الدعوة إلى الله تعالى خارج أرض المملكة .. وأنا بحمد الله تعالى أعيش هذا الهم ..
اتفقت أنا وهي على الخروج إلى الدعوة .. لمدة شهر وقد تزيد على ذلك ..
في ذلك اليوم .. كانت تتكلم عن الدعوة بشوق وحماس .. كانت هذه عادتها .. لكنني لاحظت عليها في ذلك اليوم مزيد اهتمام .. وفجأة .. بدأت توصينا على الأولاد ..
وفي تلك الليلة أحسّت بتعب .. ذهبت بها أثر ذلك إلى المستشفى .. ثم تم تنويمها لإجراء الفحوصات .. الفحوصات تثبت أن كل شي سليم ..
وكان دخولها للمستشفى في ليلة الثلاثاء .. من الغد أي يوم الأربعاء والأمر لا يدعوا إلى القلق ..
لكن من معها في الغرفة يسمعنها كثيراً تردد
قول
الله تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28
وفي يوم الخميس .. وبعدما صلّت صلاة الضحى .. اتصلت علي تطلب مني أن أسامحها إن كان بدر منها تقصير .. تذكر ذلك وهي تردد الشهادة كثيراً ..
ذهبت إلى المستشفى مسرعاً .. وكان الوقت ضحى ولا يسمح بالزيارة في ذلك الوقت .. فاتصلت عليها من صالة الانتظار ..
وإذا هي تردد الشهادة ثم تقول لا إله إلا الله .. إن للموت سكرات .. أشهد أن الموت حق .. وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة حق وأن النبيون حق ..
أغلقت سماعة الهاتف على أثر ذلك .. وحاولت بالمسؤولين مرة أخرى .. لكنهم رفضوا أن أقوم بزيارتها ..
طلبتُ الطبيب .. فقال زوجتك ليس فيها شي .. لكنها تحتاج إلى تحويلها إلى مستشفى الصحة النفسية .. فلأول مرة كما يقول الطبيب امرأة تكون في سكرات الموت وتقول هذا الكلام !! .. زوجتك ليس فيها شي ..
يقول زوجها .. في أثناء حديثي مع الطبيب فاضت روحها .. بعدما تلت قوله تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28
ثم نطقت بالشهادة .. فتوفيت رحمها الله تعالى كما تذكر النسوة الجالسات معها ..
يقول زوجها : رؤيا فيها بحمد الله تعالى منامات كثيرة .. وتكاد تتفق الرؤى أنها في قصر فسيح .. وعليها ثوب أخضر .. بحالة طيبة وحالة حسنة ..
تعليق :
رحمكِ الله أيتها المرأة وأسكنكِ فسيح جناتك .. وهنيئاً ثم هنيئاً لك هذه الخاتمة الحسنة ..
فأين هذه من تلك التي تردد الأغاني الساقطة في سكرات موتها ؟!
منا لا يريد حسن الخاتمة ، ومن منا لا يتطلع إليها ..
هكذا كان الحاج اللبناني الذي يبلغ من العمر ثلاثة وسبعين عاماً ... لقد كان يكثر من الدعاء بحسن الخاتمة كما حدّث عنه أحد أبنائه ...
وفي العام الأخير من حياته أصر على تأدية مناسك الحج على الرغم من كبر سنه ورقة عظمه ، وبدأ يجهز نفسه للرحلة على غير عادته
في السنوات الماضية ، وكان يردد بين الحين والآخر : " اللهم أحسن خاتمتي ووقفني لأداء مناسك الحج مع إخواني المسلمين " .
واقترب موسم الحج ، وودع الشيخ عائلته وداعاً لم يعهدوه منه قبل ذلك ، وطلب منهم الدعاء له بحسن الخاتمة ، وقال : " قد لا أراكم مرة أخرى " ، وكرر هذا القول مراراً ..
وفي صعيد عرفات ، جلس الشيخ على كرسيه مستقبلاً القبلة ، ورافعاً يديه إلى السماء داعياً الله عز وجل بحسن الخاتمة ، والنصر للمسلمين ، وتوحيد شملهم . .
يقول ابنه الذي كان يرافقه ، لقد كان والدي جالساً على كرسيه أثناء الدعاء
وفي الساعة السادسة وعشرين دقيقة عصراً ، وقبل أن ينفر الحجيج إلى مزدلفة ، اقتربت منه لكي آخذه إلى الحافلة المعدة لنقلنا إلى مزدلفة ،
فإذا به قد فارق الحياة على تلك الحال ، في صعيد عرفات الطيب
فقد استجاب الله دعاءه ، وختم له بخاتمة السعادة إن شاء الله تعالى ..
فهنيئاً له هذه الخاتمة الطيبة
كانت البراءة بعينها بل كانت الطفولة بذاتها لكن هيهات للطفولة أن تستمر لكن ....!
لقد أصيبت بالمرض اللعين مرض أعجز الأطباء إلا الطبيب المداوي الله بيده الخير و هو على كل شيء قدير
كانت في ربيع عمرها أربعة عشر عاما من البراءة في تصرفاتها ولكن بعقل الكبار في رأسها الجميل الذي ما لبث أن تساقط فيه الشعر الأشقر الجميل لمجر أخذها الدواء المدمر الذي يسمونه الكيماوي ولكنه يقتل حتى الخلايا الحية السليمة !
فمن صغرها قامت تفترش سجاد صلاتها وتقوم بالصلاة في الوقت الذي كان فيه أقرانها يلعبن بالألعاب و تقوم بقراءة القرآن
وعندما بلغت الرابعة عشرة أحست بوخز في أسفل ساقها اليسرى وعند عرض حالتها على الأطباء طمئنونا بأنها مجرد التهاب و لكن عند السفر للمدينة لأجراء فحوص أخرى أقر الطبيب المعالج بهذا المرض و للتخلص من هذا المرض أراد الطبيب إما بتر ساقها لإيقاف انتشار المرض أو إزالة الجزء المسرطن من الساق
و لكن رفض والدها رفضا ً قاطعا ً ببتر ساقها لأن هذا الأمر سيدمرها و هي حية
لذلك أجرو لها العملية و عادت إلى البيت و هي تظن بأنها ستشفى قريباً لكن ما لبث إن انتشر المرض خلال ثمانية أشهر إلى جميع أنحاء جسدها الذي تفتحت براعمه على مرضٍ خبيث و تساقط شعيراتها الشقراء بفعل العلاج الكيميائي في الوقت الذي تتباها صديقاتها بتسريحاتهن الجميلة
لكن تجلت إرادة الله في صبرها على أوجاعها الذي لا يوقفا إلا المخدر
حتى الأطباء استغربوا من هدوءها وحتى نجعلها تنسى نطلب منه أن تشعل التلفاز فتقول ضعي على قناة القرآن و نقول هل تريدين طعاماً فتجيب بأنها تريد مسبحة لتذكر الله
ومرة سألت عمها الطبيب قبل موتها بعشرة أيام متى سأشفى فأجاب قريباً ستشفين بإذن الله و ستنامين مرتاحة جداً
وجاء اليوم الذي ستغادر من دنيا الفناء إلى دنيا الشقاء إلى ربٍ أرحم عليها من والديها و كانت في المشفى أنقطع عنا التنفس
و لكن فجأةً
خرج صوتها وهي تنادي على جميع أفراد أسرتها و أولاد عمها و أخوالها جميعاً و تقول لكل واحد منهم بأنها تحبهم جميعا ! و قامت بترديد الآيات القرآنية قائلة
: لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون ....... إلى آخر الآية .
ثم تقول : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
ويقوم عمي بقراءة سورة ياسين و يخطئ في قراءة الآية ثم تقوم هي بتصحيح الآية له .
و تدخل الممرضة لتعدل لها الأكسجين حتى تصرخ لها و تقول تحجبي تحجبي أنك في حضرتهم و الممرضة تخرج باكية من تأثرها
حتى أمها تستغرب من الآيات التي ترددها فهي متى و أين حفظتها
و أخيراً عندما سمعت صوت آذان الصبح رفعت أصبع التشهد و نطقت شهادة الإسلام حتى المرضى في المشفى القابع جنب المشفى سمعوا صوتها
ثم سلمت الروح إلى بارئها و جاءت سكرة الموت ذلك ما كنت منه تحيد
؛،؛، اللهم نسألك حسن الخاتمة ؛،؛،
------------

للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2013, 09:27 AM   #2615
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفتـــاة كقطــــــــرة المطــــــر

الفتاة كقطرة المطريقول الفيتناميون في أمثالهم الفتاة كقطرة المطر لا أحد يدري أتسقط في قصر أم في الوحل ؟ فلو تأمل الإنسان عدداً من الفتيات وفكر في مصيرهن بعد الزواج لأدرك حقاً أنهن كقطرات المطر لا أحد يدري عنهن أين يقعن وأي مصير يواجههن بعد الزواج ... هل تتزوج الواحدة من فارس أحلام أصيل ... أم تتزوج من (.....) لا يحسن سوى النهيق ؟ . هل الزوج الذي اختاره لها الأهل وبموافقتها يسعدها أم يشقيها ؟... لا أحد يدري سوى الله تبارك وتعالى ... وإن كان هناك أسباب ومؤشرات ... فقد استشار رجلٌ الحسن البصري رحمه الله قائلاً إن لي بُنية ولا أدري لمن أُزوجها ؟ . فقال الحسن : زوجها لرجل فيه دين ، فإن أحبها أكرمها ، وإن أبغضها لم يظلمها.. وما أشد توق الفتاة البريئة وشوقها أن يحبها زوجها فذلك أهم عندها من أن تحبه هي ... سُئلت أعرابيةٌ حديثة العهد بالزواج : أتحبين زوجك ؟ . فقالت : المهم أن يحبني هووجوابها صادق وحكيم ، فالمرأة إذا أحبها زوجها سعدت في حياتها ، وإن لم تُحببه كل الحب لأنها تُحقق ذاتها بحبه لها ... ثم لا تلبث في الغالب أن تحبه ؛ لأنها تحب فيه حبه لها ... يقول النجديون : البنات همهن إلى الممات ذلك بأن البنت همٌ على قلب الأب والأم ، لا ينتهي بعد الزواج ... بل كثيراً ما يبدأ بذلك ، حين لا تُوفق البنت في زواجها ، ولا تسعد بحياتها ... وتأتي إلى بيت أهلها ودمعتها على خدها مرة مضروبة ، ومرة مهانة ، ومرة مطرودة... وقد تأتي مطلقة على يدها طفلٌ يبكي ... غير أن همّ البنات وإن لم يزل بعد قد خف في العصر الحديث ، مع تعليم البنات ، ووعيهن ومشاركتهن في اختيار الزوج ، وما أتاح التعليم والوعي من قدرة على حل مشكلاتهن بأنفسهن ، ومن مجال رحب لإسعاد أزواجهن ، ومن القدرة على العمل والكسب ومواجهة أعباء الحياة ...
لم تعد البنت عبئاً . وبعد ... فالبنات أصدق حناناً من الأبناء وأكثر مودة ورحمة وأقل عقوقاً ...
(ومن آياته أن خلف لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها
وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون
)
ولنتذكر دوما التوجيه النبوي
قـال رسـول اللـه _صلى الله عليه وسلم _ :
( الدنيـا متـاع وخيـر متاعـها المـرأة الصالحـة )
"إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحصّنت فرجها،
وأطاعت زوجها قيل لها أدخلي من أي الأبواب الجنة شئت "

(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)
فالزوجان المتحابان في الله
يستطيعان أن يبنيا حياة زوجية مستقرة
تتغشاها السكينة وتسودها الألفة والمودة
تذوب في ظلالها الآمنة الخلافات الزوجية
وينشأ أبناؤها متحابين أسوياء بعيدًا عن كل أشكال الانحراف

---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2013, 09:36 AM   #2616
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 60"]
حديث اليوم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم. عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ رواه البخاري ومسلم.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2013, 09:43 AM   #2617
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
قصة اليوم
قال يعقوب بن جعفر بن سليمان غزوت مع المعتصم عمورية, وكان رجلٌ من الروم يقوم كلّ يوم على السور (أي سور عمورية) ويشتم النبيّ صلى الله عليه وسلم بالعربيّة، باسمه ونسبه! فاشتدّ ذلك على المسلمين ولم يكن يصل إليه النُّشَّاب. قال يعقوب: وكنت أرمي رمياً جيّداً فاعتمدته بنشابة فأصبت نحره فهوى وكبَّر المسلمون. وسُرّ المعتصم وقال: عليّ بالذي رماه. فأُدخلت عليه فقال: من أنت؟ فانتسبت. فقال: الحمد لله الذي جعل ثواب هذا السهم لرجل من أهلي, يعني من بني عبّاس. ثمّ قال: بِعني هذا الثواب. فقلت: يا أمير المؤمنين, ليس الثواب ممّا يُباع. فقال: إني أرغبك, فأعطاني مائة ألف درهم. فقلت: ما أبيع ثوابي. فبلغها إلى خمس مائة ألف درهم. فقلت: لا أبيع ثوابي بالدنيا وما فيها, ولكن قد جعلت لك - أي وهبت لك نصف ثوابه - أي ثواب هذا السهم, والله يشهد عليّ بذلك. قال: جزاك الله خيراً قد رضيت، ثمّ قال: فأين تعلّمت الرمي؟ قلت: بالبصرة في داري. فقال: بعنيها. فقلت: هي وقفٌ على من يتعلَّم الرمي. فوصلني بمائة ألف درهم.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2013, 09:46 AM   #2618
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="1 50"]
دعاء اليوم
اللَّهُمَّ متعني بسمعي وبصري واجعلها الوارث مني، وانصرني على من ظلمني وخذ منه بثأري.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2013, 09:51 AM   #2619
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="1 50"]
حكمة اليوم
لسان العاقل وراء قلبه وقلب الأحمق وراء لسانه.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2013, 09:56 AM   #2620
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 60"]
ابتسامة اليوم
قيل لأشعب: أرأيت أطمع منك؟ قال: نعم، كلبة آل أبي فلان، رأت شخصاً يمضغ علكاً، فتبعته فرسخاً تظن أنه يرمي لها بشيء من الخبز.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 02:18 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved