منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 25-05-2013, 02:47 PM   #2661
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وأخيرا عاد الدفء لقلبي

لم أكن لأكتب هذه الأسطر عن مرحلة من مراحل حياتي لولا إدراكي لأهميتها وضرورة عرضها لما فيها من العبرة والعظة.
فأنا فتاة شابة أنعم الله على بالهداية، ونور لي بصيرتي بعد العمى والضلال.. فقد كنت تائهة حائرة، شربت من الموارد المختلفة حلوها ومرها فلم أجد ألذ من طعم الهداية والتقى في رحاب كتاب الله تعالى وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم..
بلغ عمري الآن الثامنة والعشرين.. عشت في أسرة ثرية.. وكان والدي دائم الأسفار ليوفر لنا كل ما نتمنى ونريد.. ولكثرة أسفار والدي تغيرت علي ملامحه..
كانت والدتي تصنع كل شيء في البيت.. وهي التي تدبر شؤوننا في غياب والدي المتكرر.. وكنا نسافر في الإجازة كثيرا حتى أنني أعتقد أنني جئت معظم أقطار العالم.. كنا نسافر مع بعض المعارف، وغالبا ما كانت تذاكر السفر على حسابنا.. كانت والدتي- في ظل غياب والدي- متحررة تارة، ومحتشمة تارة أخرى.. ولم يكن يجرؤ أحد من أخوالي على مفاتحتها في الأمر أو نهيها عن سفورها؛ لأنها كانت تجود عليهم بالمال وتمنحهم ما يحتاجون إليه من النقود.. عشت في هذه الأجواء أنا وأخواتي حتى كبرنا وصرنا نرتدي الحجاب.. لكننا كنا نشعر بعدم الحاجة إليه، ولم نكن على قناعة في ارتدائه.. لذلك كنا إذا ركبنا الطائرة لسفر خارج وطننا نسرع في خلع الحجاب فتخلص منه.. ولم نكن وحدنا الذين نفعل هذا، فقد شاهدنا فتيات كثيرات يفعلن مثلنا في الطائرة.. وهذا جعلنا نشعر بأن الكل يشارك نفس الشعور مما يولد لدينا شعورا بالراحة والرضى.. وما أن تصل الطائرة ونهبط من سلمها حتى يجتاحني شعور ببداية برنامجي المليء بالتسلية واللعب.. مسارح.. رقص.. فنادق.. سباحة.. ملاهي.. وغير ذلك.
وكثيرا ما كنت أتعرف على كثير من أبناء وطني أو من خارجه، ونقضي معا أوقاتا في اللهو والعبث و..
كان والدي قد اشترى لنا هناك شقة.. وكنت أعرف أننا على خطأ جسيم.. ولكنني كنت أعرف عددا من الفتيات من بنات وطني يفعلن !مثلي، فكثيرات هن اللاتي يأتين لممارسة العري والفحش.. كنت "أشعر بالذل لكثير من المشاهد والمواقف المؤسفة.. فعندما عرف أحدهم أنني من بلد.. تعجب وأنكر على ما أفعله، فخجلت من نفسي.. كنت أرى الكثير من الفتيات يبحثن عن صديق يشاركهن السهر والرقص.. وكنت من بين هؤلاء.. وكنت أشعر أن الكثيرين ينظرون إلينا نظرة احتقار لما نحن فيه من إقبال على الشهوات.. كنت أبحث عن والدتي لأبث لها همومي ورغبتي الأكيدة في العودة.. كنت لا أراها في البيت.. وكانت تأتي متأخرة حيث تقضي الليل خارج البيت وتأتي في الصباح.. وكانت تأتي متعبة لا ترغب في الحديث مع أحد.. شعرت بأنني أواجه هموما كالجبال.. وضاقت علي نفسي بسبب إهمال والدتي لي وعدم سماعها لما يخالج نفسي.. عدت مرة أخرى للهو والعبث.. عدت لأنتقم مما أنا فيه.. ذهبت لأحد الملاهي الشعبية في ملابس شبه عارية.. جعلت أرقص وأتلوى يمينا وشمالا لمدة طويلة.. ثم أمسكت (بالميكروفون) وجعلت أغني، وطلبت من الجمهور أن يختاروا أي أغنية لأغنيها لهم.. فوجئوا بهذا الطلب وخاصة بعد أن عرفوا أنني خليجية.. رأيت أحل الشباب يخرج من بين الجمهور ويتجه نحوي.. أقبل على بغضب ولطمني بقوة.. سحبني من خشبة المسرح وعاتبني لما صنعت.. شعرت بأن الدنيا تدور بي، وجعلت الذكريات تطوف بي وتشدني إلى الوراء.. شعرت بأن أخطائي تراكمت حتى أصبحت كالجبال.. كنت نكسة لأمتي ووطني وديني. لامني الشاب وسترني ببعض ما لديه من ملابس وغادرت معه حيثما أوصلني إلى المنزل.. كثيرا ما لامني وأنا في السيارة.. وشعرت بكلماته تنهال على كالصواعق المحرقة.. كانت صدمة اهتزت لها نفسي واستيقظت معها جوارحي وعاد دفء الحياة لقلبي.. شعرت بالندم يجتاح كياني ودخلت منزلي منكسرة ذليلة.. جلست في غرفتي أتأمل هذا الضياع الذي وصلنا إليه.. بكيت كثيرا حرقة وألفا على الذنوب والآثام.. عزمت على التوبة فاغتسلت وتوضأت وصليت.. شعرت ببرد اليقين يتسلل إلى صدري.. علمت أمي بذلك ورأتني في البيت محتشمة فذهلت وسألتني عن الخبر.. جلست أناقشها وأبث لها همومي وجعلت أستعرض معها ما نحن فيه.. بينت لها أننا نسير في الطريق الخطأ.. مرضت أياما وفكرت كثيرا فيما نحن فيه فهداها الله للقرار الصائب.. عدنا للوطن ووصلنا البيت وقد عزمنا على التغيير.. رأى والدي ما !ن فيه فندم على تفريطه.. فكر كثيرا في حقنا الذي ضيعه في التربية والبناء.. ندم على ذلك أشد الندم.. رجع إلى بيته ليصلحه من جديد.. وشاء الله تعالى أن يتقدم لخطبتي شاب صالح زادني الله على يديه هدى وتقى..
كانت فاتحة زواجنا أداء عمرة في رحاب بيت الله.. وشعرت هناك بأني إنسانة جديدة.. وأدركت كم كنت تائهة بعيدة عن الحق.. بكيت كثيرا قرب الكعبة ودعوت الله أن يغفر لنا سالف عملنا وألا يضلنا بعد إذ هدانا إليه..
كانت تجربة مريرة مررنا بها.. ولكن رحمة الله تداركتنا جميعا حيث أصبحت عائلتنا بأكملها تتشبع بنور الإيمان والهدى، وتنهل من كتاب الله تعالى، وتسير على هدي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.. فحمدا لله على هذا.. وحذار يا فتيات وطني أن تقعن فيما وقعت فيه..

-----------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-2013, 02:57 PM   #2662
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مات وهو ساجد يناجي ربه

توبة شاب عن ترك الصلاة

انطلق صوت أحد أولئك الشباب بأذان المغرب، يختلط مع صوت الأمواج الهادئة التي كانت قريبة من "الشاليه " الذي كانوا يفطرون به، وإذا بأحدهم يقدم لصاحبنا تمرة، فقال له: شكرا، ولكني لست بصائم.
قال له صاحبه: ما عليك!، مجرد مشاركة معنا.. أقيمت الصلاة فدخل معهم في الصلاة لأول مرة- منذ أن تركها- قبل فترة طويلة- وبعد الصلاة قام أحد الشباب بإلقاء خاطرة إيمانية دخلت كل كلمة فيها إلى أعماق قلبه، وبعد الإفطار استأذن من صاحبه ليعود إلى البيت، كان يفكر في هذا الجمع الطيب، وتلك الكلمات التي لم يسمع مثلها من قبل، أو ربما سمع مثلها كثيرا، ولكن لأول مرة يسمعها بقلب متفتح، فكان يحاسب نفسه أثناء قيادته سيارته إلى متى أظل على هذا الطريق؟
أما آن الأوان للاستقامة؟ ما المانع من ذلك؟
وصل إلى البيت مبكرا على غير عادته، تعجبت زوجته من قدومه المبكر، وعندما سألته قص عليها ما جرى لي.
وفرحت زوجته، واستبشرت بقدوم أيام الفرح، بعد أن أحال أيامها كلها منذ أن تزوجته حزنا يولد حزنا، بسبب ما يقترف من المعاصي وما يعاملها بها من القسوة.
صحا من النوم الساعة الثانية قبل الفجر بمدة طويلة، توضأ وأخذ يصلي مناجيا ربه، ويستغفر عن الأيام الخالية، يطيل في السجود والقيام حتى أذن الفجر.
استيقظت زوجته، فرأته ساجدا، فرحت كثيرا بهذا التغيير، واقتربت منه منتظرة انتهاءه من الصلاة، ولكنه لم يقم من سجدته، فوضعت يدها عليه مخاطبة: "بو فلان شفيك "؟
ولكنه بدل أن يجيبها سقط على جبنه، لقد وافته المنية وهو ساجد يناجي ربه.

-------------
يتبع في مابعد ان شاء الله /للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-2013, 03:15 PM   #2663
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

دع الشمس تشرق في قلبك




هنا نسجت كلمات وحروف

عجبتني وبعثت الأمل والتفاؤل بين ثنايا قلبي ..


أحببت ان انثرها لكم هنا..

فاقرأوها على مهلْ ..
كيف تجعل الشمس تشرق في قلبك ..؟
هناك حكمة تقول :
لكل منا شمسان شمس تشرق كل صباح و شمس تشرق في قلبه
.. ولكن..}
مهما أضاءت شمس الصباح وأشرقت
فإننا لا نراها إن كانت شمس قلوبنا مطفأة
ومهما أضاءت شمس الصباح وأشرقت
…فإننا لا نراها إن كنا نضع أكفنا أمام أعيننا ونمنع النور إن ينفذ إلى داخلنا…
ومهما أضاءت شمس الصباح وأشرقت
فلن تشرق دنيانا مادمنا لا نرى جمالها ولا نستمتع به
ومهما أضاءت شمس الصباح وأشرقت
فان قلوبنا لن تشرق مادمنا
لآ نملأها بالأمل والرضا ..
مادمنا لا نجددها ولا نجدد أهدافنا
وان قلوبنا لن تشرق أن تركنا ظلام اليأس والإحباط يخيم عليها ..
ولن نتذوق الفرح والحياة أن لم نحافظ على شمس قلبنا متوهجة دافئة …
..|[ غيّر نظرتك]|..
..أنا وأنت وهو وهي ..
||نملك نفس العينان||
نرى نفس الأشياء ..
لكن داخلنا ..
هي من تجعل هذا الشيء يسعدنا أو يرمينا في ظلام اليأس ..
مهما كان هذا الشيء
ولو كان وردة ..
ربما أمنح أحدهم وردة فيفرح بها ويشمها
ويستمتع بمنظرها ..
وأمنح الأخر وردة فيصرخ من أشواكها
هناك عينان يملكها شخص قلبه عذب جميل
يحمل معه الفرح أينما حل ..
.ابتسامته تسبقه إليك ..
.ضحكته هو عطره منثوران أمامك ..
ربما هو يسكنه الم .. تعذَّبه كوارث الدنيا ..
لكنه لا يحملها معه أينما حل ولا ينشرها هنا وهناك ..
قلبه يجعل العالم أفضل ..
تفكيره ووعيه يجعله يبدأ من حيث إنتهى الآخرون ..
يبدأ بالحل مباشرة .. يبدأ بالايجابية ..
لا يكثر الشكوى
و العتاب
و الملام ..
وهناك عينان يملكها شخص معذب يائس ..
لا يرى من الحياة سوى الكوارث ..
تسبقه عذاباته .. وتنهداته ..
وآهاته .. زفراته .. تأففه .. غضبه ..
لروحه زمجرة عاصفة ترابية ..
ربما لو سمع تغريد عصفور لصرخ يطالبه بالصمت..
لا يرى سوى العيوب والأخطاء في كل شيء..
تراه شاكيا .. كارها كل شيء ..
تمضي معه دقائق فتتحول نفسيتك لدمار مرعب
إمنح قلبك للحب
.الحب بكل أشكاله وألوانه يجعلك تشرق وتحب الحياة ..
.أحب الله وإمنحه قلبك خالصا واجعل فعلك يصدق قولك ..
.أحب اهلك .. أصدقائك .. الناس من حولك .. ومن يحيط بك ..
.أحب الأشياء .. تعامل معها بلطف ..
وأحط نفسك بالأشياء التي تحبها
..................
هكذآ تشرق شمسك
ويسطع نورها من حولك

وان شاء الله تشرق شمسكم
--------
للفايدة يمكن مكرر
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-2013, 03:42 PM   #2664
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

๘ ๔ كــــم يـــــؤلمـنــيْ قلـــــــــــــــــــبي ๘ ๔



حين أرى ولدا بعمر الزهور يمسك سيجارة بين يديه , يستمتع

باحتراقها كي يحس بالرجولة

و هو لا يدرك بأنها ستحرق بقية حياته أسى و ضياع !!!


๘ ๔ كــــم يـــــؤلمـنــيْ قلـــــــــــــــــــبي ๘ ๔
حين أ رى فتاة ساذجة تجعل ثقتها بوحوش لا يقدرونها على أمل

حب ينتهي بزواج , لتحطم ثقة والديها اللذان يعيشان من أجل
سعادتها و مستقبلها . و النهاية ؟! ; دمعة و ألم بعد فوات الأوان .
๘ ๔ كــــم يـــــؤلمـنــيْ قلـــــــــــــــــــبي ๘ ๔
حين أرى اناسا تتلون بألوان من تقابلها , فتراها حزينة مع
الحزين و سعيدة مع السعيد , و غاضبة مع الغاضب .. , و لا تحاول

إبراز شخصيتها و صراحة رأيها .
๘ ๔ كــــم يـــــؤلمـنــيْ قلـــــــــــــــــــبي ๘ ๔


حين أرى شخصا يحب بصدق , عنوانه الإخلاص , و كلمته

الوفاء , و أمله السعادة , لكن من يحبه لا يهتم لأمره و لا يعيره

أدنى إهتمام فيعيش على واقع أليم , بين سندان الصراحة و


مطرقة النسيان .
๘ ๔ كــــم يـــــؤلمـنــيْ قلـــــــــــــــــــبي ๘ ๔

حين أرى شخصا يعيش في الدنيا و هو ميت فيها , لا يدرك
واجباته و مسؤولياته , و كل همه ثلاثة أشياء الراحة , المال , و

الإستمتاع بالدنيا .
๘ ๔ كــــم يـــــؤلمـنــيْ قلـــــــــــــــــــبي๘ ๔


حين أرى شخصا قضى عمره في سبيل العلم و أخذ المعرفة ,

يبحث بعد التخرج عن عمل يضمن له عيشة كريمة بوطنه , يترك


بين طرقات الشارع , و بالمقابل !! يأخذ مكانه شخص لا يمت
للعلم بصلة ... إما لوساطة أو لمكانته بالمجتمع !!

๘ ๔ كــــم يـــــؤلمـنــيْ قلـــــــــــــــــــبي ๘ ๔
حين أرى أمة فرقتها المشاكل القبلية , و الفتن الداخلية , و حب
السلطة و الكراسي ,

تعيش بحقد وكره بينها , عوض أن تعلي رايتها و تتحد ,
لمواجهة قضايا .. , هي أهم من


هذه التفهات !! . .
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-2013, 08:55 PM   #2665
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

درس علــــــــى الطــــــــــريق

قال الراوي :
منذ إن كنت صبياً ، في سن السابعة ، كان أبي يحرص على إيقاظي لصلاة الفجر ، ليعرّض قلبي لنفحات السماء في تلك الساعة الصافية ، التي لم تتلوث بأنفاس الناس بعد ، حيث أن أكثر الخلق فيها لا زال متدثراً في فراشه ، قد آثر شهوة نفسه في النوم ، على مراد الله منه ، فخسر مرتين من حيث لا يدري !
وكان أبي بعد انصرافنا من الصلاة ، يحرص أن يضمني إليه ، فأسير إلى جواره ملتصقاً به ، وفي كثير من الأحيان يحدثني حديثه الروحي الشجي ، في حب وحنو وإشفاق ..وكنت أشعر أن حديثه في مثل تلك الساعة ، يأتي وله نكهة خاصة ، وفيه عبق مميز ..!
أما أثناء الذهاب للمسجد ، فإنه يؤثر أن ينشغل بالذكر والمناجاة طوال الطريق ..*
مما أذكره أنه قال لي يوما بعد انصرفنا من الصلاة ، وكنت يومها قد بلغت نهاية المرحلة الإعدادية ، وكنا على أبواب العطلة الصيفية .. قال :
يا بني اعمل على توسيع منافذ الخير في نفسك ، وابحث عن الوسائل الموصلة إلى ذلك ، وستجد الكثير منها ،
وفي المقابل : اجهد جهدك أن تعمل على تضييق منافذ الشر ، وإغلاق وبواباته ، بعدم الاقتراب منها ..
بهذا وهذا وأمثاله تصبح يا بني ، مباركاً أينما كنت ، حيث تبقى مسدد الخطو حيثما حللت ونزلت ..
=
وضمني ضمة حانية ، ومسح على راسي ثم واصل حديثه :
واعلم أن الوصول إلى سماء السمو ، يحتاج منك إلى جرعة صدق ، وشيء من همة ، وصبر ومصابرة ، ومجاهدة للنفس وأنت تلزمها بالإقبال على أنواع من الطاعات ، فيتولد من ذلك أن يتسلل إلى شغاف قلبك أنوار الإيمان واليقين والتقوى ، تحسها إحساساً مباشرا ، لا مجرد معانٍ هائمة في الخيال ...
ونظر إليّ متبسماً ، كأنه كان يخشى أنني لا افهم ما يقول ، ثم واصل حديثه :
إنك حين تصبح كذلك تغدو كالشامة متميزا حيث كنت ، يقذف الله محبتك في قلوب المحيطين بك ، بل تجده سبحانه يخلصك من كل ضيق قد يلم بك ، ويخرجك من كل كربة قد تقع عليك ، ويهون عليك كل شدة ،
لأن القاعدة الربانية تقول :
اعرف الله بصدق في الرخاء ، يعرفك سبحانه في الشدة ..
وهنا قال في حنو : هل تفهم ما أقوله .. ؟
قلت : كلامك واضح وجميل يا أبت ..
اتسعت ابتسامته وعاد يقول :
فالمفتاح إذن بيدك أنت ، وأنت تستطيع أن تفعل الكثير إذا عزمت عزماً صادقا ، ومضيت فيه .
ولا تنس خلال ذلك كله أنك مطالب أيضا أن يكون لك سمتك الخاص المتميز ، وسلوكياتك الراقية التي تتهلل لها الملائكة ، فلا تزال منشغلة بك حيثما كنت !
يا بني ، إنه ينتظر منك الكثير ، وأنت قادر على إنجاز ما يُنتظر منك ، فلا تستخف بنفسك ، ولا تحتقرن شأنك ، ولا تقلل من قدرتك .. واحرص على الانتفاع بوقتك ، فلا تضيع ساعة منه هدراً ...
ثم يا بُني ، اسمع ما قال القائل :
ليس المطلوب منك أن تطفئ جذوة الحماسة في قلبك ، بل المطلوب أن توجهها ، ولا المطلوب منك أن تقبل على العمل فقط ، بل أنت مطالب بإتقان العمل ..
وصدق والله ..
قلت : أعجبتني هذه الكلمات يا أبي ، ثم استدركت وقلت :
كما أعجبني كلامك كله ..!
ضحك عاد يمسح على رأسي ثم قال :
فإن شئت أن تحقق نجاحا متميزا في هذا كله فاسمع مني ما سأقوله :
=
صوّر في ذهنك الإنسان الذي ترغب أن تكون مثله ، واقرأ سيرته ابتداءً ، واعرف تفاصيل عن جوانب حياته المشرقة ، تمثله بين عينيك .. تصوره يصحبك حيثما كنت ، يمشي إلى جانبك .. يراك ..يتابع خطواتك .. يسمع منك ، وتصغي أنت بدورك إليه .. يوجهك بالكلمة والإشارة والبسمة والهمسة ، وشيئا فشيئا يتشرب قلبك هذه الشخصية وينفعل بها ، فإذا أنت مسدد الخطو ، كأن شيخاً يربيك خطوة في إثر خطوة !
=
ولكن إذا أردت أن تكون نسخة من أحدٍ ، فلا ترضى بالدون ، ولا تقنع بغير الأصل الأصيل ، ولن يكون غير سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ..
وهل مثل محمد أحد في العالمين ؟! لا والذي فطر الخلق ، ورفع السماء بلا عمد
واعلم أنك كلما اقتربت من هذا الأصل تطبيقا ، فأنت إلى سمو وخير ورفعة ..
ليس في دنيا الناس منذ أن خلقهم الله أروع ولا أفضل ، ولا أزكى ولا أرقى ، ولا أجمل ولا أعظم من محمد صلى الله عليه وسلم .


في ضميري دائما صوت النبي
آمراً : جاهدْ وكابد واتعبِ
صائحاً : غالب وطالب وادأبِ
صادحاً : كن أبداً حراً أبي !

اجعله نصب عينيك ، تخيل أنك في صحبته حيثما كنت ، كلما واجهك موقف ، أو توجب عليك اتخاذ قرار ، تفكّر لو أن رسول الله مكانك ، ماذا يمكن أن يفعل ، وكيف يمكن أن يتصرف ، حاول أن تصل إلى القرار الذي يمكن أن يتخذه صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف ، ثم استعن بالله وتوكل عليه وامض ولا تلتفت إلى شيء !
إنك لو استطعت أن تنجح في هذه الخطوة ، سيتغير مجرى حياتك كله ، وسترى أنك لا تزال تسمو وتسمو ، في الوقت الذي ينحدر فيه غيرك من الشباب إلى دركات الشقاء ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ..
تعلو ويسفلون ، وتسعد ويشقون ، وشتان بين الثرى والثريا ..!
*
كنا قد أوشكنا أن نصل إلى البيت ، فقال مختتما حديثه :
أتمنى أن تكون قد استوعبت ما قلته لك اليوم ، فإنه ظل يختمر في قلبي وعقلي منذ البارحة ، وأنا أركع واسجد قبل صلاة الفجر ..
قلت : وأنا أتمنى أن ترى مني ما تقر به عينك ..
فضمني إليه وقبلني على جبيني ، وقبلته في صدره وأنا أحتضنه بقوة ..
----------------------
للفيايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-2013, 11:41 PM   #2666
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

توبة فتاة مستهترة

حياتي كلها كانت مختلطة متبرجة، عشتها كما أردتها لنفسي، وكنت أصرف دخلي الشهري على الملابس الضيقة والقصيرة وأصباغ المكياج التي ألطخ بها وجهي كلما أردت الخروج، ولا أشتري إلا أغلى العطور حتى أن الجميع يشم رائحتي من على بعد مسافة.. وكنت مغرمة بإتباع ما تجلبه الموضة من قصات الشعر وتسريحاته ولا أرضى بديلا..
وكنت أرتاد الرحلات ونقضيها في الغناء المحرم والمزاح والاختلاط وهذا والله- ما يريده أعداء الإسلام بشباب المسلمين، يريدون منهم أن يكونوا كالبهائم العجماوات لا هم لهم إلا البحث عن الشهوات، وأذكر مرة أثناء إحدى الرحلات كنا نغني ونطلق أنواع النكت والأهازيج هما جعل سائق الحافلة يتضجر وينزعج وينظر إلينا بسخرية..
وسألنا هل تجيدون جميع الأغاني، فأجبنا بثقة. نعم، ماذا تريد أن نغني لك؟ فلم يجب؟ ثم قال: هل تعرفون كل شيء؟-.. قلنا: نعم نعرف كل شيء..
فقال: كم عدد أولاد النبي !؟
فتلعثمنا جميعا ولم يستطع أحط منا الإجابة لجهلنا بها..
لقد كنت أسخر واستهزئ بالملتزمات والمحجبات ولملابسهن المحتشمة ثم التحقت بالعمل، فإذا بإحدى زميلاتي الملتزمات تأمرني بالحجاب الشرعي فكنت أسخر منها ولا أطيق كلامها ولا الجلوس معها، ولكنها لم تيأس من نصحي وتذكيري وإهدائي بعض الأشرطة والكتيبات النافعة حتى بدأت أميل لكلامها بعض الشيء..
ورزقني الله بزوج صالح، أخذ يرغبني في الله ويأمرني بالصلاة، فتأثرت بكلامه.. واستطاع بأسلوبه الطيب أن يجذبني إلى طريق الإيمان ويحببه إلى.. وإن كنت لم ألتزم التزاما كاملا.. إلى أن هز مشاعري غرق إحدى البواخر ومات من مات، ونجا من نجا.. فاستيقظت من غفلتي، وسألت نفسي سؤالا صريحا.. إلى متى الغفلة؟.. إلى متى أظل أسيرة الهوى والشيطان والنفس الأمارة بالسوء.. ودارت في مخيلتي أسئلة كثيرة.
وبعد لحظات من التفكير ومحاسبة النفس نهضت مسرعة إلى تلك الأخت الفاضلة التي كنت أكره الجلوس معها وبحوزتي جميع الأشرطة الغنائية التافهة، فأعطيتها إياها للتسجيل عليها محاضرات وندوات دينية، وأعلنت توبتي وعاهدت ربي أن يكون هدفي هو إرضاء الله، وحمدت الله على هدايتي قبل حلول أجلي.

----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-2013, 11:53 PM   #2667
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

توبة الفضيل بن عياض

كان الفضيل تقطع الطريق وحده. فخرج ذات ليلة ليقطع الطريق، فإذا هو بقافلة قد انتهت إليه ليلا، فقال بعضهم لبعض: اعدلوا بنا إلى هذه القرية فإن أمامنا رجلا يقطع الطريق، يقال له: الفضيل.
قال: فسمع الفضيل، فأرعد، فقال: يا قوم! أنا الفضيل، جوزوا، والله لأجتهدن أن لا أعصي الله أبدا، فرجع عما كان عليه. وروي من طريق أخرى أنه أضافهم تلك الليلة؟ وقال: أنتم آمنون من الفُضيل. وخرج يرتاد لهم علفا؛ ثم رجع فسمع قارئا يقرأ
: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16].
قال: بلى والله قد آن. فكان هذا مبتدأ توبته.
وذكر الحافظ ابن حجر سببا آخر للتوبة،

فقال: قال الفضل بن موسى: كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينما هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليا يتلو: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} فلما سمع قال: بلى يا رب قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها قافلة، فقال بعضهم: نرتحل، وقال بعضهم: حتى نصبح، فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا، قال: ففكرت، قلت: أنا أسعى بالنيل في المعاصي، وقوم من المسلمين يخافونني ههنا، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع؟ اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام.
وقال إبراهيم بن الأشعث: سمعت فضيلاً ليلة وهو يقرأ سورة محمد صلى الله عليه وسلم، ويبكي ويردد هذه الآية {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد:31].
وجعل يقول: ونبلوا أخباركم، ويردد ويقول: وتبلوا أخبارنا،إن بلوت أخبارنا فضحتنا، وهتكت أستارنا، إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا.
وسمعته يقول: تزينت للناس وتصنعت لهم وتهيأت لهم، ولم تزل ترائي حتى عرفوك، فقالوا: رجل صالح، فقضوا لك الحوائج، ووسعوا لك في المجلس، وعظموك، خيبة لك، ما أسوأ حالك إن كان هذا شأنك.

وسمعته يقول: إن قدرت أن لا تعرف فافعل؛ وما عليك أن لا تُعرف، وما عليك إن لم يُثن عليك، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت عند الله محمودا.
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-2013, 11:59 PM   #2668
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

توبة زاذان الكندي

روِي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنه مر ذات يوم في موضع من نواحي الكوفة، فإذا فتيان فشاق قد اجتمعوا يشربون، وفيهم مغن، يقال له: زاذان، يضرب ويغني، وكان له صوت حسن.
فلما سمع ذلك عبد الله، قال: ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله. وجعل الرداء على رأسه ومضى.
فسمع زاذان قوله، فقال: من كان هذا؟ قالوا: عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وأي شيء قال؟ قالوا: إنه قال: ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى.
فقام وضرب بالعودة على الأرض فكسره، ثم أسرع فأدركه، وجعل المنديل في عنق نفسه، وجعل يبكي بين يدي عبد الله بن مسعود، فاعتنقه عبد الله بن مسعود، وجعل يبكي كل واحد منهما.
ثم قال عبد الله: كيف لا أحبّ من قد أحبه الله- عز وجل-، فتاب إلى الله- عز وجل- من ذنوبه.
ولازم عبد الله بن مسعود حتى تعلم القرآن، وأخذ حظا من العلم حتى صار إماما في العلم، وروى عن عبد الله بن مسعود وسلمان وغيرهما.

-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-2013, 12:21 AM   #2669
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصة عجيبة في توبة رجل

يحكي قصته وعلامات الندم تعلو وجهه. يقول: كنت لا أصلي، ولا أشعر بالذنب، ولا تأنيب الضمير، وكأن الأمر لا يهمني، مع أني مسلم. كنت مسلما بالاسم فقط. إذا جاء شهر رمضان كنت أصوم وأصلي وكأني أعبد رمضان، ناسيا تلك الفريضة والشعيرة العظيمة، باقي السنة. رغم أني أسكن بجوار المسجد لم أقل لنفسي يوما: لماذا لا أصلي؟ وإذا جاء المساء كنت أنطلق إلى السهر مع أصدقاء السوء.
لم أفكر في الزواج رغم تجاوزي خمسة وثلاثين عاما. كنت أراقب امرأة تذهب إلى المسجد وقت الصلوات، خصوصا صلاة العصر، وهي متحجبة تمشي على استحياء بطرف الطريق وكأنها تلصق بالجدار. كنت أعترض لها كثيرا وأحدثها ولا ترد عليَّ. وعندما كثرت مضايقتي لها قالت لي: ماذا تريد مني؟
قلت لها: أريدك أن تدخلي بيتي ليس معي أحد في المنزل.
قالت وبكل أدب: أطلب منك طلبا إذا نفذته سأدخل منزلك.
قلت لها: اطلبي ما تشائين.
قالت: أريدك أن تصلي أربعين يوما في المسجد كل الصلوات وخصوصا الصبح والعصر والمغرب والعشاء، وأن تحضر الدروس بعد صلاة العصر.

قلت لها: سأفعل وسأصلي هذه المدة. لأول مرة أدخل المسجد وأصلي العصر وأخذت أعد الأيام على أمل اللقاء بها.. وأصبحت أحضر الدروس تلو الدروس، وبعد أسبوعين فقط تغيرت أحوالي ولزمت المسجد رغبة مني في التوبة، خصوصا وقد تعلمت من الدروس أمور ديني وأن تارك الصلاة كافر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ومن تركها فقد كفر". وأخذت أحاسب نفسي وأنا أندم إلى يومي هذا على ما فاتني من الخير الكثير. وعندما أوشكت المدة على الانقضاء قابلتني وأنا في طريقي إلى المسجد،
وقالت لي: هل أنت ما زلت على رأيك؟
قلت لها: معاذ الله إني تائب وإني نادم، وأنت جزاك الله خيرا فقد غير الله بك حالي، وأرجو أن تسامحيني على ما بدر مني.
قالت: يا أخي، والله إنني منذ وعدتك وأنا أدعو الله لك الهداية في جميع صلواتي، والآن الحمد لله الذي هداك وأخذ بيدك إلى طريق الخير، فطالما عرفت الطريق إلى الله نسأل الله لك الثبات، فاصبر يا أخي فإن الدنيا متاع من لا متاع له، ومن لا حظ له في الآخرة. ثم انصرفت والدموع تنهمر من عيني وأنا مطأطئ الرأس.
إنه الإيمان، إنه طريق الخير والرشاد. إن هذه المرأة علمتني ما لم تعلمني الأيام.. هذه قصتي لعلها عبرة وعظة.

------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-2013, 12:40 AM   #2670
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم


القصة الأولى :
إنك تنظر أحياناً إلى الحيوان في حدائقه التي أنشأها الإنسان له لتتمتع وتتعرف عليه عن كثب فتجد بعضه ينظر إليك بعينين فيهما تعبيرات كثيرة عن أحاسيس يشعر بها ، فتتجاوب معه ، ويتقدم إليك بغريزته ، ويُصدر بعض الحركات ، فيها معان تكاد تنطق مترجمة ما بنفسه ... هذا في الأحوال العادية ... فكيف إذا كانت معجزات أرادها الله سبحانه وتعالى تهز قلوب الناس وعقولهم وأحاسيسهم ؟
ألم يسمع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسبيح الحصا في يده الشريفة ؟ ألم يسمعوا أنين جذع الشجرة ، ويرَوا ميله إليه عليه الصلاة والسلام حين أنشأ المسلمون له منبراً يخطب عليه ؟
وقد كان يستند إلى الجذع وهو يخطب فعاد إليه ، ومسح عليه ، وقال له : ألا ترضى أن تكون من أشجار الجنة ؟ فسكت ..
إذا كان الجماد والطير صافات تسبح وتتكلم ، ولكن لا نفقه تسبيحها أفليس الأقرب إلى المعقول أن يتكلم الحيوان ؟...
اشتكى بعير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلمَ صاحبه إياه ، وكلّم الهدهدُ سليمانَ عليه السلام ، وسمع صوت النملة تحذّر جنسها من جيش سليمان العظيم أن يَحْطِمها ، والله سبحانه وتعالى – أولاً وأخيراً- قادر على كل شيء ، والرسول صلى الله عليه وسلم صادق فيما يخبرنا ، ويحدثنا .
في صباح أحد الأيام بعد صلاة الفجر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه ، ولم يكن فيهم صاحباه العظيمان – الصديقُ أبو بكر والفاروق عمر – رضي الله عنهما ، فلعلهما كانا في سريّة أو تجارة ... فقال :
بينما راع يرعى أغنامه ، ويحوطها برعايته إذْ بذئب يعدو على شاة ، فيمسكها من رقبتها ، ويسوقها أمامه مسرعاً ، فالضعيف من الحيوان طعام القويّ منها – سنة الله في مسير هذه الحياة – وتسرع الشاة إلى حتفها معه دون وعي أو إدراك ، فقد دفعها الخوف والاستسلام إلى متابعته ، وهي لا تدري ما تفعل . ويلحق الراعي بهما – وكان جَلْداً قويّاً – يحمل هراوته يطارد ذلك المعتدي مصمماً على استخلاصها منه ... ويصل إليهما ، يكاد يقصم ظهر الذئب . إلا أن الذئب الذي لم يسعفه الحظ بالابتعاد بفريسته عن سلطان الراعي ، وخاف أن ينقلب صيداً له ترك الشاة وانطلق مبتعداً مقهوراً ، ثم أقعى ونظر إلى الراعي فقال :
ها أنت قد استنقذتها مني ، وسلبتني إياها ، فمن لها يومَ السبُع؟ !! يومَ السبُع ؟!! وما أدراك ما يومُ السبُع ِ؟!! إنه يوم في علم الغيب ، في مستقبل الزمان حيث تقع الفتن ، ويترك الناس أنعامهم ومواشيهم ، يهتمون بأنفسهم ليوم جلل ، ويهملونها ، فتعيث السباع فيها فساداً ، لا يمنعها منها أحد . .. ويكثر الهرج والمرج ، ويستحر القتل في البشر ، وهذا من علائم الساعة .
قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متعجبين من هذه القصة ، ومِن حديث الذئب عن أحداث تقع في آخر الزمان ، ومن فصاحته ، هذا العجب بعيد عن التكذيب ، وحاشاهم أن يُكذّبوا رسولهم !! فهو الصادق المصدوق ، لكنهم فوجئوا بما لم يتوقعوا ، فكان هذا الاستفهام والتعجّبُ وليدَ المفاجأة لأمر غير متوقّع :
إنك يا سيدنا وحبيبنا صادق فيما تخبرنا ، إلا أن الخبر ألجم أفكارنا ، وبهتَنا فكان منا العجب .
فيؤكد رسولً الله صلى الله عليه وسلم حديثَ الذئب قائلاً :
أنا أومن بهذا ... هذا أمر عاديّ ،فالإنسانُ حين يسوق خبراً فقد تأكد منه ، أما حين يكون نبياَ فإن دائرة التصديق تتسع لتشمل المصدر الذي استقى منه الرسول الكريمُ هذه القصة ، إنه الله أصدق القائلين سبحانه جلّ شأنُه .
ويا لجَدَّ الصديق والفاروق ، ويا لَعظمة مكانتهما عند الله ورسوله ، إن الإنسان حين يحتاج إلى من يؤيدُه في دعواه يستشهد بمن حضر الموقعة ، ويعضّد صدقَ خبره بتأييده ومساندته وهو حاضر معه . لكنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بعِظَم يقين الرجلين العظيمين ، وشدّة تصديق الوزيرين الجليلين أبي بكر وعمر له يُجملهما معه في الإيمان بما يقول ، ولِمَ لا فقد كشف الله لهما الحُجُبَ ، فعمَر الإيمانُ قلبيهما وجوانحهما ، فهما يعيشان في ضياء الحق ونور الإيمان . فكانا نعم الصاحبان ، ونعم الأخوان ، ونعم الصديقان لحبيبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يريان ما يرى ، ويؤمنان بما يقول عن علم ويقين ، لا عن تقليد واتباع سلبيّ.
فأبو بكر خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صدّقه حين كذّبه الناسُ ، وواساه بنفسه وماله ، ويدخل الجنة من أي أبوابها شاء دون حساب ، وفضلُه لا يدانيه فضلٌ .
والفاروق وزيره الثاني ، ولو كان بعد الرسول صلى الله عليه وسلم نبيٌّ لكان عمر . أعزّ اللهُ بإسلامه دينه ، ولا يسلك فجاً إلا سلك الشيطان فجّاً غيره .
كانا ملازمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وكثيراً ما كان عليه الصلاة والسلام يقول :
ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر .
فطوبى لكما يا سيّديّ ثقةَ رسول الله بكما ، وحبَّه لكما ، حشرنا الله معكما تحت لواء سيد المرسلين وخاتم النبيين .
وأتـْبَعَ الرسولُ الكريمُ صلى الله عليه وسلم قصةَ الراعي والذئب بقصة البقرة وصاحبها ، فقال :
وبينما رجل يسوق بقرة – والبقر للحَلْب والحرْث وخدمة الزرع – امتطى ظهرها كما يفعل بالخيل والبغال والحمير ، فتباطأَتْ في سيرها ، فضربها ، فالتفتَتْ إليه ، فكلّمَتْه ، فقالت: إني لم أُخلقْ للركوب ، إنما خلقني الله للحرث ، ولا يجوز لك أن تستعملني فيما لم أُخلقْ له .
تعجّب الرجل من بيانها وقوّة حجتها ، ونزل عن ظهرها ...
وتعجب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: سبحان الله ، بقرةٌ تتكلم ؟!
قالوا هذا ولمّا تزل المفاجأة الأولى في نفوسهم ، لم يتخلّصوا منها ... فأكد القصة َ رسول ُ الله صلى الله عليه وسلم حين أعلن أنه يؤمن بما يوحى إليه ، وأن الصدّيق والفاروقَ كليهما – الغائبَين جسماً الحاضرَين روحاً وقلباً وفكراً يؤمنان بذلك .
رضي الله عنكما أيها الطودان الشامخان ، وهنيئاً لكما حبّ ُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لكما وحبُّكما إياه .
اللهمّ إننا نحب رسول الله وأبا بكر وعمر ، فارزقنا صحبة رسول الله وأبي بكر وعمر ، يا رب العالمين ....
البخاري مجلد – 2
جزء – 4
كتاب بدء الخلق ، باب فضائل الصديق وعمر
-------
الدكتور عثمان قدري مكانسي

---------------
يتبــــــع ان شاء الله للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 12:09 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved