منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 31-05-2013, 07:42 AM   #2741
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
حديث اليوم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم بالليل بحبل فيه ثلاث عقد. فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة. فإذا قام فتوضأ انحلت عقدة. فإذا قام إلى الصلاة انحلت عقدة كلها. فيصبح نشيطا طيب النفس قد أصاب خيرا. وإن لم يفعل، أصبح كسلا خبيث النفس لم يصب خيرا. عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أخرجه البخاري ومسلم.
[/frame]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-2013, 07:46 AM   #2742
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
قصة اليوم
ولدته أمهُ وهي ميتة؛ ذكر ابن الجوزي في كتابه: (أمير المؤمنين عمر بن الخطاب) هذه القصة: عن زيد بن أسلم عن أبيه: بينما عمر بن الخطاب يُعرض عليه الناس إذ به برجل له ابن على عاتقه، فقال له عمر: ما رأيت غراباً بغراب أشبه من ذلك بهذا. فقال - أي الرجل: أما والله يا أمير المؤمنين لقد ولدته أمه وهي ميتة! فقال: ويحك فكيف ذلك؟ قال: خرجت في بعث كذا وكذا فتركتها حاملاً، فقلت: أستودع الله ما في بطنك، فلما قدمت من سفري أُخبرت أنها قد ماتت، فبينما أنا ذات ليلة قاعد في البقيع مع ابن عم لي، إذا نظرت .. فإذا ضوء شبه السراج في المقابر، فقلت لابن عمي ما هذا؟ قالوا: لا ندري .. غير أنا نرى هذا الضوء كل ليلة عند قبر فلانة، فأخذت معي فأساً ثم انطلقت نحو القبر، فإذا القبر مفتوح وإذا هذا في حجر أمة .. فدنوت فناداني مناد: أيها المستودِع خذ وديعتك .. أما لو استودعتنا أمه لوجدتها. قلت: روى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله إذا استودع شيئاً حفظه). وروى ابن السني وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أراد السفر فليقل لمن يخلفه: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه). وهذا الإعجاز لهذا المسافر المستودِع من بركات اتباع السنة.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-2013, 07:50 AM   #2743
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="1 50"]
دعاء اليوم
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير - الممتحنة: 4.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-2013, 07:54 AM   #2744
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="1 50"]
حكمة اليوم
من غاظك بقبيح الشتم منه فغظه بحسن الحلم عنه.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-2013, 08:00 AM   #2745
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 60"]
ابتسامة اليوم
نظر بعض المغفلين إلى منارة الجامع فقال: ما أطول هؤلاء الذين بنوا هذه!
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2013, 04:46 PM   #2746
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم
كن مع الله ترَ الله معك


عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المواقف التالية .

ولكن نتعرف - قبل الدخول في القصة – هذا الصحابي الذي أسلم يوم فتح مكة وكان اسمه " عبد الكعبة " فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم " عبد الرحمن " ، سكن البصرة وفتح سجستان مرتين ، مرة على عهد عثمان ، والثانية على عهد معاوية ، وصحبه في الفتح الثاني الحسن البصري والمهلب بن أبي صفرة وقطريّ بن الفجاءة ، ومات في البصرة سنة إحدى وخمسين للهجرة .
يقول الصحابي عبد الرحمن بن سمرة : إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه بعد صلاة فجر أحد الأيام من بيته ، فوقف على الصفة – بمسجد المدينة – يقول لهم :
" إني رأيت البارحة عجباً " وهذا أسلوب رائع من أساليب التربية ، حيث يطلق المعلم جملة تستقطب الانتباه ، وتجلب الاهتمام قبل الشروع في الحديث كي لا يضيع منه شيء ، ولتكون حواس الجميع متوثبة لتلقي الحرف الأول تلقياً واعياً ..
فتوجهت الأنظار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ينتظرون حديثه الشائق ، وتوجيهاته السامقة ، فقال :

1- " رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه ، فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه " ويقول العلماء :هذا لا يعني أن الأجل انتهى ، ولم يستطع ملك الموت أن يقبض روح الإنسان لأن بر الوالدين منعه من ذلك ، فالأجل محتوم ، ولا يظل الإنسان حياً إلى ما شاء أن يحيا ، فالله تعالى يقول : " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " إن المقصود من ذلك أن البر بالوالدين يجعل حياة الإنسان سعيدة رغيدة ، فيها خير وبركة مصداقاً لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يُبسط له له في رزقه ، ويُنسأ له في أثَره فليَصِلْ رَحِمه " ، ويقول بعضهم الآخر : قد يطول العمر بسبب بر الوالدين ، فالله تعالى هو المتحكم بكل شيء ، ألم يقل سبحانه وتعالى " يمحو الله ما يشاء ويُثبت ، وعنده أم الكتاب " ويبقى الأجل المكتوب بأمر الله تعالى ، لا يقدره إلا هو سبحانه يفعل ما يشاء ويقدر .

2- " ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ( أحاطت به )الشياطين،فجاء ذكر الله فطيّر الشياطين عنه " ،وذكر الله تعالى يطرد الشياطين عن الإنسان كما يطرد الدواءُ الناجعُ الداءَ ، فيبرأ صاحبه ، وراحة القلوب بذكر الله تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة المعوذتين ، وآية الكرسي لطرد الوسواس الخناس ، كما أن قراءة الزهراوين تبعد الشياطين على الدار ثلاثة أيام كما ورد في الأثر .

3- " ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب ،) تريد أخذه إلى النار بسبب كثرة ذنوبه وسوء عمله) فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم " ،فمن وقف متذللاً بين يدي الله خاشعاً ، يرجو رحمته ، ويخاف عذابه آمنه الله تعالى ، وأمر ملائكة الرحمة أن تحمله إلى الجنة ، وقصة الرجل التائب الذي قتل مئة، ثم تاب توبة نصوحاً خير دليل على ذلك . فلا ييأسنّ المسلم من رحمة الله تعالى . إن صلاة المسلم الخالصة لوجه الله – مهما قلـّتْ- ثقيلة في ميزان الله تعالى والله تعالى لا يضيّع مثقال ذرة " إن الله لا يظلم مثقال ذرة ، وإن تكُ حسنة يضاعفها ، ويؤتِ من لدنه أجراً عظيماً ".
4- " ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا ، كلما دنا من حوض منع وطرد ، فجاءه صيام شهر رمضان فأسقاه وأرواهوهذا دليل على شدة الموقف يوم القيامة ، وقد تكون أعمال ذلك الرجل ضعيفة ، يضيّع كثيراً من الحقوق ، فلم يؤهله رصيده الأخروي للدنوّ من الحياض إلا بشفاعة أو إذن ، فلما وصله الدعم الإلهي والرحمة الربّانيّة - وقلْ : وصلته بطاقة السماح ، وهي الصيام ،كما قال تعالى : في الحديث القدسي : " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " لما للصيام من ثواب كبير وأجر عظيم – جاءه الفرج فروى ظمأه ، نسأل الله تعالى أن يروينا بيد الحبيب المصطفى شربة لا نظمأ بعدها أبداً.

5- " ورأيت رجلا من أمتي ورأيت النبيين جلوسا حلقا حلقا ، كلما دنا إلى حلقة طرد ومنع ، فجاءه غسله من الجنابة فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي " وهذا موقف يدل على مكانة الطهارة المادية والمعنوية في الإسلام ، والنبيون الكرام رمز تلك الطهارة ، فهم أنبياء الله تعالى والمخلـَصون من خلقه لا يجلس معهم ولا يدنو منهم – في ذلك الموقف - إلا الطهور قلباً وبدناً ، وهذه لفتة كريمة إلى الطهارة ألا ترى معي كيف علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعو للميت " اللهم اغسله بالماء والثلج والبرَد ، ونقـّه من الخطايا كما يُنّقـّى الثوب الأبيض من الدنس "؟ فإذا بالطاهر من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه الله تعالى أن ينال حظوة ما بعدها حظوة وهي الجلوس قرب الحبيب صلى الله عليه وسلم ونيل شرف التقرب إليه . اللهم ارزقنا تلك الحظوة واحشرنا في زمرته صلى الله عليه وسلم .

6- " ورأيت رجلا من أمتي من بين يديه ظلمة ، ومن خلفه ظلمة ، وعن يمينه ظلمة ، وعن يساره ظلمة ، ومن فوقه ظلمة ، وهو متحير فيه ، فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور ، " تصوير مخيف ، مخيف لرجل يحيط به من كل مكان ظلام دامس ، لا يستطيع عنه فكاكاً ، ولا منه خلاصاً ، إنه موقف رهيب ، فقد يتحرك خطوة تودي به في حفرة من حفر النار – والعياذ بالله - ، فما المخرج ، وإلى أين الملجأ ؟ يدعو الله تعالى أن يبصّره ليمضي إلى حيث الأمان والنجاة .. وإذا بالحج والعمرة ينقذانه مما هو فيه . إنه تحمّل مشاق الحج وصعوبة العمرة من بذل للمال ، وتحمل لمشاق السفر ، يرجو بذلك رضوان الله تعالى والنجاة من النار والفوز بالجنة ، والله تعالى "لا يظلم مثقال ذرة ، وإن تكُ حسنة يضاعفها ، ويؤت من لدنه أجراً عظيماً " فإذا بركن الإسلام الخامس ينقل العبد إلى حيث النور ، ومن كان في النور فقد وصل بر الأمان ولندعُ كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يدعو ( اللهم اجعل في قلبي نورا ، وفي بصري نورا ، وفي سمعي نورا ، وعن يميني نورا ، وعن يساري نورا ، وفوقي نورا ، وتحتي نورا ، وأمامي نورا ، وخلفي نورا ، واجعل لي نورا( .

7- " ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النار وشررها ، فجاءته صدقته فصارت سترا بينه وبين النار وظلا على رأسه " ، في ذلك اليوم يشتد غضب الله تعالى على الكافرين والفاسقين الظالمين ، وتدنو الشمس من الخلائق جداً . وتظهر النار بمنظرها المخيف الرهيب ترمي شواظها على المجرمين ، أما من تقرب إلى الله عز وجل يرجو رحمته ويخشى عذابه ، فإن الله تعالى يبعده عن الشرر ، ويقيه المخاطر بفضله وكرمه ، فقد كان المسلم محسناً متصدّقاً ، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً . ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم " صدقة السر تطفئ غضب الرب " ألم يدلنا على المكان الذي يسترنا عن شدة الحر والظمأ يوم القيامة ؟ ألم يقل في حديث السبعة " سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله ؟ " ومن هؤلاء السبعة قوله صلى الله عليه وسلم " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " ؟ ألم يقل الحبيب المصطفى منبهاً ومعلماً " فاتقوا النار، ولو بشق تمرة " ؟ فمن كثرت صدقاته فقد عمل لآخرته، واتخذ عن النار ستاراً .

8- " ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه ، فجاءته صلته لرحمه فقالت : يا معشر المؤمنين إنه كان وصولا لرحمه فكلموه ، فكلمه المؤمنون وصافحوه وصافحهم ،"
يا سبحان الله .. الجزاء ذلك اليوم من جنس العمل فمن وصل رحمه في الدنيا وأحسن إليهم وجد جزاءه يوم القيامة احتفاء وتكريماً ، ومن قطع في الدنيا رحمه ، وجد في هذا اليوم ما لا يسر ، " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره " وصلة الرحم تتمسك بساق العرش تستعيذ من قاطع الرحم ، فتجد الله سبحانه ينتصف لها حين يقول : " ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ " فتقول راضية : بلى . ولْنتصور الرجل ينتقل من قوم إلى قوم يكلمهم ، فيعرضون عنه ، ويرى نفسه وحيداً قد قاطعه الناس ، فتنقذه صلة الرحم حين تبرئ ساحته من القطيعة والعقوق ، وتشهد له أنه كان وصولاً لرحمه ، ويستحق هنا الصلة والتكريم . فيلتفتون إليه ، يبتسمون له ، ثم يصافحونه ، ويكلمونه ، فهو يستحق الصلة إذاً .

9- " ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الزبانية ، فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من أيديهم وأدخله في ملائكة الرحمة ، " .
إنه منظر مخيف يقطع نياط القلوب ، وموقف رهيب حاسم .. فمن أحاطت به زبانية العذاب انتهى أمره ، وكان إلى النار مصيره ، وتصور هؤلاء الزبانية ذوي المناظر المرعبة والنظرات القاسية المتوعدة تدنو منك أو مني أو من أحدنا تحيط به إحاطة السوار بالمعصم وتضيّق الخناق عليه ، تهم به إلى حيث العذاب والهوان ، ولعلهم كانوا مأمورين أن يدفعوه إلى مصيره بعد أن طاشت حسناته وثقلت سيئاته ، نسأل الله العافية وحسن الختام ، فينادي يا رب إني كنت من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويصدح بالأية الكريمة من سورة التوبة- 71- " والمؤمنون والمؤمنات ، بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ، أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ." فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكريحوش عنه زبانية العذاب ، ويسلمه إلى ملائكة الرحمة ، فيا سعادته إذ خلص من ذلك الموقف الذي يقصم الظهور ويذيب الأفئدة . ولا شك أن من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يبدأ بنفسه أولاً فيطهرها ويكون وأسوة للآخرين ، فيقتدون به .

10- " ورأيت رجلا من أمتي جاثيا على ركبتيه وبينه وبين الله حجاب ، فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله على الله عز وجل ،" كل المخلوقات تجثو بحضرة الله سبحانه وتعالى في ذلك الموقف الرهيب ، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الجاثية الآية – 28- " وترى كل أمة جاثية ، كل أمة تُدعى إلى كتابها ، اليوم تُجزَون ما كنتم تعملون " هذا حين تُحشر الخلائق أمام الله تعالى ، أما أصحاب النار - فيُحشرون - والعياذ بالله حول جهنم " جاثين " قبل أن يُلقـَوا فيها ،وتصور الهلع والخوف اللذين لا يمكن وصفهما في أفئدة من يعلمون أنهم سيلقون في أية لحظة في أتون النار – اللهم الطف بنا – كما أن الجثوّ من صفة أصحاب النار وهم فيها يتعذبون " ثم ننجي الذين اتقَوا ، ونذر الظالمين فيها جثيّا " . وهذا الرجل المسلم يقف أمام ربه سبحانه بينه وبينه حجاب ، لماذا ؟ ما سبب الحجاب ؟ لعل أخطاءه الكثيرة منعته أن يرى ربه ، ورؤية الله تعالى علامة الخير والنهاية السعيدة بإذن الله ، لعله في الدنيا لم يكن ذلك الرجل الصالح المصلي القائم !! لكنه كان ذا خلق حسن ، يبتسم بوجه الناس ، ولا يؤذيهم ، ويتحمل إساءاتهم ، ولا بياديهم بمثلها !! ولم يكن ينم ، ولا يغتاب ، ولا يلمز ، ولعله كان يصلح بين الناس . خلقه الصالح هذا يأتيه بهيئة رجل جميل ، يأخذ بيده ويدخله حضرة ربه سبحانه ، يروي أبو ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه :" اتق الله حيث كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " وروت أم الدرداء عن زوجها عن النبي صلى الله عليه وسلم " أثقل ما يوضع في الميزان الخلق الحسن " وأعظم بهذا الوزن الثقيل الذي يُدخل صاحبه الجنة . ، وفي الحديث الحسن الذي رواه الصحابي أسامة بن شريك بشارة لصاحب الخلق الحسن " قالوا : يا رسول الله ما خير ما أعطي الإنسان ، أو المسلم ؟ قال : الخلق الحسن " اللهم جمّلنا بحسن الخلق .

11- " ورأيت رجلا من أمتي قد ذهبت صحيفته من قبل شماله ، فجاءه خوفه من الله عز وجل فأخذ صحيفته فوضعها في يمينه ،" وهذا تنبيه إلى أننا نعيش في رعاية الله سبحانه في كل لحظات حياتنا الدنيوية والبرزخية واليوم الآخر وما بعده إلى أبد الآبدين . وما نقرؤه في سورة الواقعة من تصوير لأخذ الكتاب باليمين – اللهم آتنا كتبنا بأيماننا – أو بالشمال – والعياذ بالله من هذا المصير البائس – دليل واضح على ذلك ، وخاصة حين نقرأ الفعل " آتى " بصيغة المبني للمجهول " فمن آوتي كتابه .. " إنه الدليل على أننا نعيش برحمة الله سبحانه ، لا ندري حتى اللحظة الأخيرة عندما تنتشر الكتب ، وتـُلقى إلى أصحابها أنحن من السعداء أم من الأشقياء ، لكن أملنا بالله الرحيم كبير، والمسلم يعيش دائماً بين رجاء وخوف ، ولن يجمع الله تعالى على عبده المسلم أمنين ولا خوفين ، والدليل على ذلك ما رواه شداد بن أوس وصححه الألباني " قال الله عز وجل ، و عزتي لا أجمع لعبدي أمنين و لا خوفين ، إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع فيه عبادي ، و إن هو خافني في الدنيا أمّنـْتـُه يوم أجمع فيه عبادي " فيا رب ؛ أعطني كتابي بيميني ، وحاسبني حساباً يسيراً ، ولا تعطني كتابي بشمالي ولا من وراء ظهري ، ولا تحاسبني حساباً عسيراً .

12- " ورأيت رجلا من أمتي خف ميزانه ، فجاءه رجاؤه من الله عز وجل فاستنقذه من ذلك ومضى ،" إن المسلم دائم الرجاء بالله وفضله ، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه بإسناد صحيح " إن حسن الظن من حسن العبادة " وكلنا ذلك الرجل - إن شاء الله – وقد علمنا أنه ما أحد يدخل الجنة بعمله إلا أن رحمة الله أوسع ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى " لن يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ، وقال بيده فوق رأسه " .. اللهم ارحمنا برحمتك ، ونجنا من النار وأدخلنا الجنة .

13 - " ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النار ، فجاءته دمعته التي قد بكى من خشية الله عز وجل فاستنقذته من ذلك ،" .. مسلم مذنب يهوي في النار .. منظر رهيب ، رهيب ، إنه يسرع إلى الهاوية وإلى نار تلظى ، ذنوبه كثيرة ، وأعماله دفعته إلى ذلك ، لكنه خلا بنفسه يوماً حين كان في الدنيا وحدثته نفسه بشفافية أنه مقصر بحق الله تعالى ، فبكى من خشية الله ، هذه الدمعة كانت سبب إنقاذه مما هو فيه ، وها هي ملائكة الرحمة تتلقفه قبل أن يسقط في الجحيم ، تتلقفه بفضل الله تعالى لينال سعادة الآخرة " وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله . "

14- " ورأيت رجلا من أمتي قائما على الصراط يرعد كما ترعد السعفة في ريح عاصف ، فجاءه حسن ظنه بالله عز وجل فسكن روعه ومضى ، " أهو على الصراط يحبو أم تراه لم يجرؤ على السير فوقه ؟! تحته النار بلهيبها المدوّي وحرارتها الملتهبة كالبحور الهائجة ذات الأمواج الدفـّاقة . والناس يمرون على الصراط بعضهم بلمح البرق ، وآخرون كالريح المرسلة ، وبعضهم بسرعة الجياد المضمرة .. وهو يرعد خائفاً ويرتجف مرعوباً كما ترتجف سعفة النخيل في يوم شديد الرياح ... ولا بد من اجتياز الصراط ، والرجل خائف ، خائف ، وهنا يهبه المولى تعالى الأمن والأمان ، فقد كان في الدنيا يعمل ما وسعه العمل الخيّر وحسن ظنه بالله كبير .. ما إن يأتيه حسن ظنه بالله حتى يبدأ سيره ، وتتسع خطاه ، ويمر على الصراط ساكن النفس هادئ البال ، فحسن ظنه بالله رائده
لا تعـاملـني بنـقصي
يا إلهي ... بـَل بمـَنِّ
حسن ظنّي فيك ربي
لا تخيّبْ حسنَ ظنّي

15- " ورأيت رجلا من أمتي يزحف على الصراط ، يحبو أحيانا ويتعلق أحيانا ، فجاءته صلاته عليّ فأقامته على قدميه وأنقذته ،" وهذا مسلم آخر مقصر يحبو على الصراط ، فذنوبه أثقلتـْه ، يزحف قليلاً ، ويكاد يسقط في نار جهنم ، فيتعلق بالصراط ، لا يستطيع السير ، والناس يمرون ، ساكتين وجلين ، والأنبياء صلوات الله عليهم يدعون بصوت خفيض " اللهم سلّمْ ، اللهم سلّمْ " والحبيب المصطفى يدعو الله تعالى أن يرحم أمته ، وينجيهم . مواقف لا يسعها إلا الدعاء ، والخوف والرجاء ، وهنا تأتي المرءَ صلاتُه على سيد المخلوقات وشفيعنا محمد عليه الصلاة والسلام ، فتحمله برفق وتوقفه على الصراط بثبات ، وتنقذه من السقوط في الهاوية ، ألم يقل الله تعالى – وقوله الحق – " إن الله وملائكته يصلون على النبي ؛ يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " أليس الحبيب محمد شفيعنا ، وهادينا إلى النور ، وإلى طريق مستقيم ؟ ألم يتحمل صلى الله عليه وسلم ما تحمّل ليوصل إلينا ضياء الإيمان ، وكان حريصاً علينا يريد لنا الهداية ، وكان بنا أرحم من آبائنا ؟ " لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، عزيز عليه ما عنتّم ، حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " أن من يصلي على رسول الله يفلح في الدنيا والآخرة ، فقد روى أبو طلحة رضي الله عنه قال " جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، والسرور يُرى في وجهه ، فقالوا : يا رسول الله ؛ إنا لنرى السرور في وجهك . فقال : إنه أتاني الملك فقال : يا محمد ؛ أما يُرضيك أن ربك عز وجل يقول : : إنه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشراً ، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشراً؟ قال : بلى . وقال صلى الله عليه وسلم من حديث أنس الذي أخرجه الديلمي مرفوعاً " ومن أكثر الصلاة عليّ كان في ظل العرش " اللهم إنا نحب نبيك العظيم فشفعه فينا يا رب .. اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم .

16- " ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت الأبواب دونه ، فجاءته شهادة أن لا
إله إلا الله ففتحت له الأبواب وأدخلته الجنة " لا إله إلا الله أحيا بها عمري ...
لا إله إلا الله يحلو بها دهري
لا إله إلا الله نور حوى قبري
لا إله إلا الله أجلو بها همّي
لاإله إلا الله أمضي بها دربي
لا إله إلا الله ألقى بها ربي ...
لا إله إلا الله : هويّة المسلم ، وشفاء قلبه ، ونور بصره .
لا إله إلا الله ، محمد رسول الله .
الراوي: عبدالرحمن بن سمرة - خلاصة الدرجة: أصول السنة تشهد له وهو من أحسن الأحاديث - المحدث: ابن تيمية - المصدر: المستدرك على المجموع - الصفحة أو الرقم: 1/9

------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2013, 05:02 PM   #2747
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أضحكهما كما أبكيتهما

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان فقال ( ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما ) (1)
من روائع هذا الدين تمجيده للبر حتى صار يعرف به ، فحقا إن الإسلام دين البر الذي بلغ من شغفه به أن هون على أبنائه كل صعب في سبيل ارتقاء قمته العالية فصارت في رحابه أجسادهم كأنها في علو من الأرض وقلوبهم معلقة بالسماء
وأعظم البر ( بر الوالدين ) الذي لو استغرق المؤمن عمره كله في تحصيله لكان أفضل من الجهاد ، الأمر الذي أحرج أدعياء القيم والأخلاق في دول الغرب فجعلوا له يوما واحدا في العام يردون فيه بعض الجميل للأبوة المهملة بعدما أعياهم أن يكون من الفرد منهم بمنزلة الدم والنخاع كما عند المسلم الصادق
قال تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )الإسراء 23- 24 بهذه العبارات الندية والصور الموحية يستجيش القرآن الكريم وجدان البر والرحمة في قلوب الأبناء ، ذلك أن الحياة وهي مندفعة في طريقها بالأحياء توجه اهتمامهم القوي إلى الأمام إلى الذرية إلى الناشئة الجديدة إلى الجيل المقبل وقلما توجه اهتمامهم إلى الوراء إلى الأبوة إلى الحياة المولية إلى الجيل الذاهب !ومن ثم تحتاج البنوة إلى استجاشة وجدانها بقوة لتنعطف إلى الخلف وتتلفت إلى الآباء والأمهات
إن الوالدين يندفعان بالفطرة إلى رعاية الأولاد إلى التضحية بكل شيء حتى بالذات . وكما تمتص النابتة الخضراء كل غذاء في الحبة فإذا هي فتات ، ويمتص الفرخ كل غذاء في البيضة فإذا هي قشر ، كذلك يمتص الأولاد كل رحيق وكل عافية وكل جهد وكل اهتمام من الوالدين فإذا هما شيخوخة فانية ــ إن أمهلهما الأجل ــ وهما مع ذلك سعيدان ! فأما الأولاد فسرعان ما ينسون هذا كله ويندفعون بدورهم إلى الأمام إلى الزوجات والذرية وهكذا تندفع الحياة ومن ثم لا يحتاج الآباء إلى توصية بالأبناء إنما يحتاج هؤلاء إلى استجاشة وجدانهم بقوة ليذكروا واجب الجيل الذي أنفق رحيقه كله حتى أدركه الجفاف ! وهنا يجيء الأمر بالإحسان إلى الوالدين في صورة قضاء من الله يحمل معنى الأمر المؤكد بعد الأمر المؤكد بعبادة الله
ثم يأخذ السياق في تظليل الجو كله بأرق الظلال وفي استجاشة الوجدان بذكريات الطفولة ومشاعر الحب والعطف والحنان ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ) والكبر له جلاله وضعف الكبر له إيحاؤه وكلمة ( عندك ) تصور معنى الالتجاء والاحتماء في حالة الكبر والضعف ( فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ) وهي أول مرتبة من مراتب الرعاية والأدب ألا يند من الولد ما يدل على الضجر والضيق وما يشي بالإهانة وسوء الأدب ( وقل لهما قولا كريما ) وهي مرتبة أعلى إيجابية أن يكون كلامه لهما يشي بالإكرام والاحترام ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) وهنا يشف التعبير ويلطف ويبلغ شغاف القلب وحنايا الوجدان فهي الرحمة ترق وتلطف حتى لكأنها الذل الذي لا يرفع عينا ولا يرفض أمرا وكأنما للذل جناح يخفضه إيذانا بالسلام والاستسلام ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) فهي الذكرى الحانية ذكرى الطفولة الضعيفة يراعها الوالدان وهما اليوم في مثلها من الضعف والحاجة إلى الرعاية والحنان وهو التوجه إلى الله أن يرحمهما فرحمة الله أوسع ورعاية الله أشمل وجناب الله أرحب وهو أقدر على جزائهما بما بذلا من دمهما وقلبهما مما لا يقدر على جزائه الأبناء (2)
الويل كل الويل لعاق والديه والخزي كل الخزي لمن ماتا غِِضابا عليه أف لك هل جزاء المحسن إلا الإحسان إليه أتبع الآن تقصيرك في حقهما أنينا وزفيرا ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
كم آثراك بالشهوات على النفس ولو غبت ساعة صارا في حبس حياتهما عندك بقايا شمس ، لقد راعياك طويلا فارعهما قصيرا ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
كم ليلة سهرا معك إلى الفجر يداريانك مداراة العاشق في الهجرِ فإن مرضت أجريا دمعا لم يجر ، تالله لم يرضيا لتربيتك غير الكف والحجر سريرا ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
يعالجان أنجاسك ويحبان بقاءك ولو لقيت منهما أذى شكوت شقاءك ، ما تشتاق لهما إذا غابا ويشتاقان لقاءك كم جرعاك حلوا وجرعتهما مريرا ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
تحب أولادك طبعا فأحبب والديك شرعا وتذكر أصلا أنبت لك فرعا ، وتذكر طيب المرعى أولا وأخيرا ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) (3)
------
د/خالد النجار
-----------------------------
الهوامش والمصادر
(1) رواه أبو داود ــ كتاب الجهاد برقم 2166 ، والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود / الألباني برقم 2205 ، وصحيح ابن ماجه/ الألباني برقم 2242، وصحيح النسائي / الألباني برقم 3881 ، وصحيح الترغيب /
-----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2013, 07:51 PM   #2748
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أحاديث لها قصة
الحياء من الإيمان

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل وهو يعاتب أخاه في الحياء يقول [ إنك لتستحي ] حتى كأنه يقول [ قد أضر بك ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعه فإن الحياء من الإيمان ) (1)
صدق رسولنا العظيم الكريم صلى الله عليه وسلم لأن من استحيا من الناس لا يفعل ما يخجله إذا عُرف منه أنه فعله ، فكان من أعظم بركة الحياء من الناس تعويد النفس ركوب الخصال المحمودة ومجانبتها الخلال المذمومة وتلك حقيقة الإيمان ، ومن استحى من الناس أن يروه بقبيح دعاه ذلك إلى أن يكون حياؤه من ربه تعالى أشد فلا يضيع فريضة ولا يرتكب خطيئة ، لأن المؤمن يعلم بأن الله يرى كل ما يفعله فيلزمه الحياء منه لعلمه بذلك وبأنه لابد أن يقرره على ما عمله فيخجل فيؤديه إلى ترك ما يخجل منه
قال صلى الله عليه وسلم ( الحياء والإيمان قرنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ) ) (2) وعن ابن عباس قال :الحياء والإيمان في طلق فإذا انتزع أحدهما من العبد اتبعه الآخر ، وكان الفاروق عمر رضي الله عنه يقول : من قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه . ويقول أيضا : من استحيا استخفى ومن استخفى اتقى ومن اتقى وقي
وللحياء حقيقة ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه ( استحيوا من الله تعالى حق الحياء ) قالوا ( إنا نستحي يا رسول الله ) قال ( ليس ذاكم ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء ) (3) ‌
والذين يستحي منهم الإنسان : الله عز وجل ثم الملائكة والناس ونفسه ، فمن استحى من الناس ولم يستحي من نفسه فنفسه أخس عنده من غيره لأنه يراها أحقر من أن يستحى منها ، ومن استحى من نفسه ولم يستحي من الله فلعدم معرفته بالله عز وجل فمن ثم قال صلى الله عليه وسلم للرجل الذي استوصاه ( أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك ) (4)
فحق الإنسان إذا هم بقبيح أن يتصور أحدا من نفسه كأنه يراه ، فالإنسان يستحي ممن يكبر في نفسه ولذلك لا يستحي من الحيوان ولا من الأطفال ولا من الذين لا يميزون ويستحي من العالم أكثر مما يستحي من الجاهل ومن الجماعة أكثر مما يستحي من الواحد ، وينبغي على الإنسان إذا كبرت عنده نفسه أن يكون استحياؤه منها أكثر من استحيائه من غيره ولذلك قال أحد الصالحين : من عمل في السر عملا يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر
إن حياء المرء من نفسه هو حياء النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة ، فيجد نفسه مستحييا من نفسه حتى كأن له نفسين يستحي بإحداهما من الأخرى وهذا أكمل ما يكون من الحياء فإن العبد إذا استحي من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر وبهذا يكون قد حاز حقيقة الإيمان
قال أبو حاتم : إن المرء إذا اشتد حياؤه صان عرضه ودفن مساويه ونشر محاسنه ، ومن ذهب حياؤه ذهب سروره ومن ذهب سروره هان على الناس ومقت ، ومن مقت أوذي ومن أوذي حزن ومن حزن فقد عقله ومن أصيب في عقله كان أكثر قوله عليه لا له ، ولا دواء لمن لا حياء له ولا حياء لمن لا وفاء له ولا وفاء لمن لا إخاء له ومن قل حياؤه صنع ما شاء وقال ما أحب
ولا يفهم من الحض على الحياء وإن أضر بحق المستحي أن من استغل هذا الحياء عار عن الإثم والحيف فقد قال العلماء [ أخذ المال بالحياء كأخذه بالسيف ] مستنبطين ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه ) (5) وعن أبي حميد رضي الله عنه قال [ لا يحل لرجل أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفس وذلك لشدة ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم من مال المسلم على المسلم ]
-----------------------------
الهوامش
(1) رواه البخاري ــ كتاب الأدب برقم 5653 (2) رواه الحاكم في المستدرك 1/22 عن ابن عمر وقال صحيح على شرطهما وأقره الذهبي ( صحيح
--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2013, 08:08 PM   #2749
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أحاديث لها قصة
إن الحسنات يذهبن السيئات

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي عَالَجْتُ امْرَأَةً فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَإِنِّي أَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا , فَأَنَا هَذَا فَاقْضِ فِيَّ مَا شِئْتَ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَقَدْ سَتَرَكَ اللَّهُ لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ , قَالَ فَلَمْ يَرُدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا , فَقَامَ الرَّجُلُ فَانْطَلَقَ , فَأَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلا دَعَاهُ ، وَتَلا عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ [ أَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ] فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا لَهُ خَاصَّةً ؟ قَالَ ( بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً ) (1)
رحمة الله جائزة الطائعين , ومرجع التائبين , وملاذ المسرفين من القنوط من عفو رب العالمين ، إنها الغيث الذي تنبت به القلوب المؤمنة , والنور الذي يضيء الطرق الحالكة ، والغيض الذي بلغ المؤمن غاية رشده ، والفيض الذي تعجز الأقلام عن وصف حده ، فرحمة الله تعالى تفيض على عباده جميعا , وتسعهم جميعا وبها يقوم وجودهم وتقوم حياتهم , وهي تتجلى في كل لحظة من لحظات وجودهم وفي جميع حركاتهم وسكناتهم
قال تعالى ( ‌ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ) الأعراف 156، وقال تعالى ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ) الحجر 49 وقال تعالى ( حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ) غافر 1-3 روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه افتقد رجلا ذا بأس شديد من أهل الشام فقيل له : تتابع في هذا الشراب , فقال عمر لكاتبه : اكتب من عمر إلى فلان , سلام عليك وأنا أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو , بسم الله الرحمن الرحيم ( حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ) ثم ختم الكتاب , وقال لرسوله لا تدفعه إليه حتى تجده صاحيا , ثم أمر من عنده بالدعاء له بالتوبة , فلما أتته الصحيفة جعل يقرؤها ويقول : قد وعدني الله أن يغفر لي وحذرني عقابه , فلم يبرح يرددها حتى بكى ثم نزع فأحسن النزوع وحسنت توبته , فلما بلغ أمره , قال : هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أحدكم قد زل زلة فسددوه وادعوا الله له أن يتوب عليه ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه
وقال جل ذكره ( وربك الغني ذو الرحمة ) الأنعام 133 ( وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا ) الكهف 58 ( وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم ) الأنعام 54 , ( كتب على نفسه الرحمة ) الأنعام 12
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة , فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة , فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة , ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار ) (2) وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم عليها ) (3)
وتمسك بظاهر قوله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات) المرجئة وقالوا: إن الحسنات تكفر كل سيئة كبيرة كانت أو صغيرة، وحمل جمهور العلماء هذا المطلق على المقيد في الحديث الصحيح ( الصلوات الخمس كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ) (4) فقال طائفة: إن اجتنبت الكبائر كانت الحسنات كفارة لما عدا الكبائر من الذنوب، وإن لم تجتنب الكبائر لم تحط الحسنات شيئا. وقال آخرون: إن لم تجتنب الكبائر لم تحط الحسنات شيئا منها وتحط الصغائر. وقال ابن عبد البر: ذهب بعض أهل العصر إلى أن الحسنات تكفر الذنوب، واستدل بهذه الآية وغيرها من الآيات والأحاديث الظاهرة في ذلك. قال: ويرد الحث على التوبة في أي كبيرة، فلو كانت الحسنات تكفر جميع السيئات لما احتاج إلى التوبة. واستدل بهذا الحديث على عدم وجوب الحد في القبلة واللمس ونحوهما لقوله [ عالجي امرأة .. ] أي داعبت واستمتعت بها , مع قوله [ وَإِنِّي أَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا ..] كناية عن الجماع ، واستدلوا بهذا الحديث أيضا على سقوط التعزيز عمن أتى شيئا منها وجاء تائبا نادما
----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2013, 08:18 PM   #2750
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أحاديث لها قصة
الاستئذان من النظر

عن هزيل بن شرحبيل قال : جاء رجل فوقف على باب النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن فقام على الباب وفي رواية مستقبل الباب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( هكذا عنك أو هكذا فإنما الاستئذان من النظر ) (1)
لقد جعل الله تعالى البيوت سكنا , يفئ إليها الناس فتسكن أرواحهم وتطمئن نفوسهم ويأمنون على عوراتهم وحرماتهم ويلقون أعباء الحذر والحرص المرهقة للأعصاب , والبيوت لا تكون كذلك إلا حين تكون حرما آمنا لا يستبيحه أحد إلا بعلم أهله وإذنهم , وفي الوقت الذي يريدون وعلى الحالة التي يحبون أن يلقوا عليها الناس ، ذلك إلى أن إلى أن استباحة حرمة البيت من الداخلين دون استئذان يجعل أعينهم تقع على عورات وتلتقي بمفاتن تثير الشهوات وتهيئ الفرصة للغواية الناشئة من اللقاءات العابرة والنظرات الطائرة التي قد تتكرر فتتحول إلى نظرات قاصدة تحركها الميول التي أيقظتها اللقاءات الأولى على غير قصد ولا انتظار وتحولها إلى علاقات آثمة بعد بضع خطوات أو إلى شهوات محرومة تنشأ عنها العقد النفسية والانحرافات ، ولقد كانوا في الجاهلية يهجمون هجوما فيدخل الزائر البيت ثم يقول : لقد دخلت ! وكان يقع أن يكون صاحب الدار مع أهله في الحالة التي لا يجوز أن يراهما عليها أحد , وكان يقع أن تكون المرأة عارية أو مكشوفة العورة هي أو الرجل وكان ذلك يؤذي ويجرح ويحرم البيوت أمنها وسكينتها , كما يعرض النفوس من هنا وهناك للفتنة حين تقع العين على ما يثير , من أجل هذا وذلك أدب الله المسلمين بهذا الأدب العالي , أدب الاستئذان على البيوت والسلام على أهلها لإيناسهم وإزالة الوحشة من نفوسهم قبل الدخول (2)
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها , ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون ) النور 27 والأصل في الاستئذان أن يكون باللفظ وصيغته المثلى أن يقول المستأذن [ السلام عليكم أأدخل ؟ ] فيجمع بين السلام والاستئذان , وينبغي أن يكون الاستئذان ثلاث مرات يقول المستأذن في كل مرة [ السلام عليكم أأدخل ؟ ] فإن لم يؤذن له في الثالثة فليرجع ولا يزد على الثلاث , وإذا قال له رب المنزل للمستأذن [ من أنت ] ؟ فلا يجوز له أن يقول [ أنا ] بل يفصح باسمه وكنيته إن كان مشهورا بها , فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : أتيت النبي e في دين كان على أبي فدققت الباب فقال ( من ذا ؟ ) فقلت : أنا , فقال ( أنا أنا ) كأنه كرهها (3)
ومن آداب الاستئذان أن لا يقف المستأذن قبالة الباب مستقبلا إياه , ولكن يقف بجنب وينحرف جاعلا الباب عن يمينه أو يساره , والمقصود أن يقف على صفة لا يطلع معها على داخل البيت في إقباله وإدباره , فعن عبد الله بن بسر قال كان رسول الله e إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه , ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول ( السلام عليكم , السلام عليكم ) وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور (4) , وفي حديثنا الجليل قال صلى الله عليه وسلم ( هكذا عنك أو هكذا ) أي تنح عن الباب إلى جهة أخرى ( فإنما الاستئذان من النظر ) قال الحافظ : أي إنما شرع من أجله لأن المستأذن لو دخل بغير إذن لرأى بعض ما يكرهه من يدخل إليه أن يطلع عليه , وقال الكرماني : أي إنما شرع الاستئذان في الدخول لأجل أن لا يقع النظر على عورة أهل البيت ولئلا يطلع على أحوالهم (5)
وأخيرا قد يأتي اعتذار صاحب البيت عن الإذن بدخوله ضمنيا أو صريحا وقد دل قوله تعالى ( فإن لم تجدوا فيها أحد ) النور28 على حالة الاعتذار الضمني , فربما كان في البيت صاحبه لكنه لم يشأ أن يرد على المستأذن , فيصدق على المستأذن أنه لم يجد فيها أحد , لأنه تعالى نفى الوجدان ولم ينف الوجود ولو قال ( فإن لم يكن فيها أحد ) لما كان هذا المنزع اللطيف والسر الدقيق , ودل على الاعتذار الصريح قوله تعالى ( وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم ) النور28, فإذا استأذن شخص وأجيب بقول صاحب الدار [ ارجعوا] فالواجب الانصراف فورا وهو على يقين أن هذا أفضل له , لأن ما قال الله إنه أزكى لنا لا شك أن لنا فيه خيرا وأجرا
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 0 والزوار 25)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 08:06 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved