![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2801 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() رسالة إلى شاب غافل بسم الله الرحمن الرحيم أخي الشاب الغافل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهذه كلمات من القلب إلى القلب أحببت أن ألقيها على مسامعك علها أن تخالط شغاف قلبك وتحرك مشاعرك وغيرتك وتجدد إيمانك وتغير سلوكك إلى الأفضل ولئن اتبعتها وعملت بها كنت من أسعد الناس بإذن الله. أخي الشابكم غفلت وغفلت وغفلت في دنياك وأعرضت عن آخرتك ولهوت بالباطل واجترحت السيئات وأصبحت من أتباع الشيطان وأهل الباطل لا تعرف طريق المسجد ولا تركع لله ركعة ولا تصون حرمة لمسلم ولا تؤدي برا لأهلك ولا ترحم أحدا إنما همك الوحيد قضاء وطرك وتحصيل متعتك وإشباع كبريائك وسيرك في طريق الهوى والشيطان. تذكر أنك من أهل لا إله إلا الله فاشكر نعمتك على أن جعلك من المسلمين ولم يجعلك من الكافرين واعلم أن هذه الكلمة لن تنفعك في الآخرة إلا بعمل صالح وإخلاص قصد وإيمان صادق وموالاة للمسلمين وبراءة من الكافرين فأقم دينك واحرص على آخرتك كما تحرص على دنياك. تذكرأن الصلاة من أعظم أعمالك التي تصلك بالله والفرقان بين الإسلام والكفر وأنها أول ما تسأل عنه يوم القيامة فاحرص على أدائها وإن فاتتك أو نمت عنها فاقضها ولا تتركها بالكلية فتكون كافرا وإياك أن تصحب صديقا لا يصلي ومهما أذنبت فلا تتساهل فيها لأنك إن فقدتها فقدت كل دينك وقطعت الحبل بينك وبين الله. تذكر أن سلوكك طريق الإلحاد وإنكار وجود الله أو رسالته أو شريعته أو سنته الثابتة يخرجك من ملة الإسلام ويجعلك زنديقا منافقا خالدا مخلدا في النار فلا تغتر بعقلك ولا تتكبر بذكائك لأنك مهما أوتيت من القدرات فلن تستطيع فهم حقيقة روحك التي بين جنبيك وأنت تشعر بها فكيف تفهم حقيقة الخالق والكون والقدر وطبيعة الحياة وأمور الغيب وكلما فكرت في الغيبيات ازددت حيرة ونكصت على عقبيك كما احتار الفلاسفة من قبلك ورجعوا إلى حيث بدأوا ولن تستطيع فهم ذلك كله إلا عن طريق الشرع المحكم فأسلم عقلك لله وآمن بقلبك تجد برد اليقين وراحة البال ورضا النفس. تذكر والديك الذين ربياك وسهرا عليك وأنفقا كل شيء في سبيل سعادتك وكم أصابهما الهم والحزن لأجلك فاحرص على برهما والإحسان إليهما وصلتهما خاصة في الكبر بعد أن أغناك الله واعلم أن الجفاء والعقوق والإساءة لهما من أعظم شيم اللئام فإياك أن تقصر أو تبخل أو تتخلى عنهما واعلم أن برهما مفتاح النجاح والرزق والسعادة وعقوقهما مفتاح الشر والتعاسة والخذلان. تذكر أن الله حباك طاقة وحيوية وشهوة لحكمة أرادها منك فلا تستعملها في سخط الله من زنا وعلاقات محرمة بالبنات وأفلام إباحية فإن طريق الشهوات يظلم دنياك ويفسد دينك ويمحق شبابك ويتبع ذلك حسرة وندامة في الدنيا والآخرة ولن تجد طعم الراحة والرضا إلا في طريق الحلال فاحرص على أن تستعملها في رضا الله واعلم أن الله يعجب من الشاب الذي ليس له شهوة في الحرام. تذكرأن بناء علاقة الحب مع البنت الأجنبية التي تحرم عليك كذبة من الشيطان وخلل في العقل وضعف في المروءة ورقة في الدين واعلم أن هذه التجربة فاشلة فلا تضيع عمرك وراء السراب ولا تفسد فطرتك بالسفاسف وكيف تبني حياتك على شبهة وعليك بالطريق الشرعي المباح الذي لا شبهة فيه فئت البيوت من أبوابها وتزوج امرأة عفيفة لم تخاطب الرجال ولم تعرف الحب فحري أن توفق معها وكم إنسان ندم أشد الندم على زواجه بامرأة كانت له علاقة بها سابقة ودخله الشك وأساء الظن بها فأفسد الود بينهما وانتهت القصة بالفراق الأليم. تذكرأن الله عز وجل شرع الزواج لحكم عظيمة من أهمها إحصان الفرج وإيجاد السكن واستقرار الروح وسعادتها ووالله لن تجد طعم الراحة والأنس والاستقرار في كل نساء الدنيا إلا بالزواج فلا تضيع شبابك في طريق الشيطان ومهما أوتيت من النعيم وتلذذت بالشهوات فستعيش وحيدا إن لم تتزوج وستستوحش حين تكبر ويتفرق عنك الخلان ولن ينفعك الندم حينئذ. تذكر أن كثرة الأسفار وقطعها في الحرام ضياع لدينك وصحتك وشبابك ومالك واتباع للهوى وخطوات الشيطان فلا تضيع شبابك في الملاهي ولا تسود صحيفتك بالآثام وكم ضاع شاب وخسر دينه في هذه الأسفار فأوصيك أن تقلع عنها واحرص على السفر المباح الخالي من الشهوات على قدر الحاجة. تذكرأن ارتكاب الذنوب وإدمانها يقسي القلب ويطفئ نور الإيمان ويعزلك عن الطاعة ويحملك على ارتكاب الفواحش والمجاهرة بها ويجعل قلبك ميتا لا يحس بموعظة ولا يتأثر بعبرة فامنع نفسك من كثرة الذنوب وأكثر ممن التوبة والندم وإن حصل منك معصية فتب في الحال واعمل عملا صالحا من صلاة وصدقة وصوم ليطهر ذنبك وتزكو نفسك وتتخلص من الآثام. تذكر أن شرب الخمر من أعظم الكبائر وهي أم الخبائث ومن شربها في الدنيا ولم يتب منها لم يشربها في الآخرة وشاربها ملعون مذموم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم وهي طريق لكل خصلة سوء وشر وتدعو لكل رذيلة وفجور وشارب الخمر تعلو وجهه قترة وظلمة وشارب الخمر ذليل للشيطان وهو كافر بنعمة العقل وجاحد لها فلا تشربها وابتعد عنها في جميع الأحوال وإن كنت مبتلى بها فأقلع عنها وتب منها قبل أن تحرم منها في الجنة. تذكرأن الغناء المحرم طريق للزنا ويغذي في قلبك الشهوة المحرمة ويحرك مشاعرك تجاه الحرام فاجتهد من التخلص منها وإن ابتليت بها فاستتر ولا تكثر من سماعها واحرص على سماع القرآن كل يوم وإياك أن تدخل في مجال الفن بأي وسيلة محرمة فتخسر دينك من أجل الشهرة والمال وتسيء سمعة أهلك. تذكر أن صحبة الفاسقين وأهل المجون والبطالة الذين يداومون على ترك الفرائض وإظهار الفواحش وتعاطي المسكرات تمرض القلب وتفسد الدين وتجعل المرء يعيش في سكرة الهوى لا يكاد يفيق منها إلا بعد ذهاب الشباب وانتهاء العمر وكم من شاب أفسده أقرانه فاقطع صحبتهم ولا تجاملهم على حساب دينك وسمعتك وابحث عن صاحب الخير الذي يذكرك بفعل الخير وينهاك عن الشر ويدلك على ما ينفعك في دينك و دنياك وإن قصر بك عملك فاقبل نصيحة الصالحين وتولهم وأظهر محبتهم ويرجى لك الخير في محبة الخير وأهله وإياك أن تكون حربا على أولياء الله فيخذلك الله ويخزيك. لا تيأس مهما فعلت من الفسق والفجور وعصيت ربك وتركت شعائر الدين وبلغ الشيطان منك ما بلغ فلا تيأس فإن باب التوبة مفتوح والله يقبل توبة العبد مهما فعل ولو بلغت ذنوبه عنان السماء ويثيب عليها ويغفر له ويستره ويتولاه وينصره فلا تظن أن الباب مغلق والأمر انتهى والفرصة ضاعت بل ما زالت أمامك فرصة عظيمة فأقبل وأبشر وأمل خيرا فالتوفيق والفلاح حليفك. وبعد فهذه نصائح كتبتها شفقة عليك ومحبة لوصول الخير إليك وحرصا على أن تترك طريق الهوى والشيطان وأرجو أن تنتفع بها وتعمل بما فيها وأسأل الله الإخلاص والسداد فيما كتبت وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. محبك د/خالد بن سعود البليهد ------------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2802 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الكنـــــــــــز الضــــــائــــع الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد فإن نعم الله عز وجل لا تحصى وآلائه لا تعد على الانسان كما قال تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا). وهذه النعم كثير منها ظاهر مشاهد محسوس يشعر بها العبد ويكثر من ذكرها والثناء بها على مسديها والمنعم بها. لكن هناك بعض النعم غير مشاهدة ولا محسوسة لا يشعر بها ولا يدرك قيمتها إلا خواص الناس وعقلائهم لخفائها وكثرة وقوعها. ومن هذه النعم العظيمة التي لا يفطن إليها نعمة الوقت فهو كنز ثمين ضائع عند كثير من الخلق ومفقود عند أهل البطالة والكسل كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ).رواه البخاري. إن كثيرا من الناس اليوم مضيع لقيمة الوقت غير مكترث بأهميته يقضيه باللهو والكسل والنزهة واللقاءات الفارغة من كل فائدة وإذا تأملت في حياته لم تجد أي برامج أو أنشطة مفيدة. أسباب تضييع الوقت والاستخفاف به: 1- الجهل بقيمة الوقت وقدره وعظم منزلته. 2- عدم إدراك منافعه والآثار الحسنة المترتبة على استغلاله. 3- عدم معرفة حقيقة الدنيا والركون إليها. 4- طول الأمل والاغترار بالصحة والغنى. 5- نسيان الموت والذهول عن أهوال القيمة وأحوال الآخرة وشدة الحساب. 6- رفقة أصحاب السوء وأهل البطالة الذين لا يقيمون للوقت وزنا ولا يحسبون له أي حساب. إن من أعظم البلاء على المرء أن يكون مضيعا لوقته مفرطا لساعاته سائر الأحوال لا يشتغل بتحصيل أمر يعود على إصلاح دينه وتزكيته ولا بأمر يعود بالنفع على دنياه وتراه يلهث وراء شهواته وباطله كالبهائم. قال ابن مسعود رضي الله عنه: (إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس في شي من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة). وأعجب من ذلك أن تجد كثيرا من شباب اليوم يحس بثقل الوقت وملله ويشتكي من ذلك ويشعر بالفراغ ويحاول جاهدا أن يقتل هذا الفراغ ويتخلص منه بسفاسف الأمور ولم يدر هذا المسكين هداه الله أن أهل الآخرة يندمون ويتحسرون على كل ساعة ومجلس مر عليهم من غير أن يذكروا الله فيه كما روي في سنن أبي داود عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما جلس قوم مجلسا فتفرقوا عن غير ذكر الله عز وجل إلا تفرقوا عن مثل جيفة الحمار وكان ذلك المجلس عليهم حسرة يوم القيامة). وفى حديث آخر. (لا يجلس قوم مجلساً لا يذكرون الله عز وجل ولا يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة). وقال تعالى: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ). وهذا فيمن أضاع وقته باللهو الذي لا فائدة فيه فكيف بمن أفناه في ارتكاب الآثام ومقارفة الكبائر والسهر على معصية الله وتضييع الفرائض. إن المؤمن الحق يستثمر هذا الوقت فيما ينفعه في دينه ودنياه وليس في حياته وقت فراغ ولا إجازة كما يراه أهل الدنيا فلا ينقطع عن الذكر والعبادة ولو كان في نزهة لأنه مؤمن أن الله سائله عن هذه النعمة ومحاسبه عليها هل أدى شكرها أم لا. ومن المؤسف أن ترى الناس يستبشرون بانصرام الأعوام وانقضاء الليالي والشهور ويهنئون الآخرين على ذلك وما علم هؤلاء أن هذه الأوقات تؤخذ من أعمارهم وتنقص آجالهم وتقربهم من الآخرة. قال الحسن البصري: (يا بن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك). أما أهل البصيرة والحكمة فيوقنون أنها مزرعة لأعمالهم ويعتبرون من تصرم الأعوام وذهاب السنين ويحاسبون أنفسهم ويعاتبونها في الحق فإن كانوا أحسنوا فيما مضى حمدوا الله وإن كانوا أساءوا رجعوا فتابوا وأنابوا. قال تعالى: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ). وقال قتادة: (اعلموا أن طول العمر حجة فنعوذ بالله أن نغتر بطول العمر). قال بعض السلف: (كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره...كيف يفرح من يقود عمره إلى أجله وتقوده حياته إلى موته). والناس في استثمار الوقت أقسام: 1- قسم استثمره في إصلاح الدنيا وكسب المعاش وصرف همته وجهده لذلك ولم يلتفت ألبته إلى إصلاح آخرته وفرط في الطاعة الواجبة وأعرض عن ربه فهذا حاله كحال الكفار الذين عمروا دنياهم وخربوا آخرتهم. 2- وقسم استثمر وقته في إصلاح دينه ودنياه لكن صرف جل وقته وجهده في طلب الدنيا والتكثر منها وجعل اليسير لدينه وقام بالواجب منه فهذا على خير وإن كان مقتصد في عمل الآخرة. 3- وقسم استثمر وقته في إصلاح دينه ودنياه لكن صرف جل وقته وجهده في طاعة ربه والتزود من الصالحات والمسابقة في الخيرات وصرف القليل من وقته في إصلاح دنياه والحصول على قوته واستغناءه عن الخلق فهذا هو خير الأقسام وهذه طريقة الأنبياء والصالحين. قال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا). 4- وقسم لم يستثمر وقته في أمر نافع وضيع وقته في السيئات والأعمال التافهات فلا دينا أقام ولا دنيا أصلح وكان عالة على غيره حملا ثقيلا على أهله فهذا حاله كفقير النصارى الذي ما أصاب دنيا ولا صلحت آخرته وهذا هو شر الأقسام. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على استثمار وقته كله ليلا نهارا في طاعة الله ومرضاته يبتدأ يومه بصلاة الفجر ثم يمكث في المسجد يذكر الله ثم ينصرف في قضاء مصالح المسلمين والدعوة إلى الله ثم يصلي الظهر ويقيل ثم يزور أزواجه عصرا يتفقدهم ويمكث عند من كان يومها ثم يصلي المغرب والعشاء في المسجد ويصلي النوافل في البيت ويصلي من الليل ما كتب له ومع ذلك كان مشتغلا سائر الوقت بالجهاد وتعليم الخلق ووعظهم وإرشادهم ونفعهم وقضاء حوائجهم وعيادة مريضهم وإجابة دعوتهم وتفقد ضعيفهم ومواساة فقيرهم وكان يتطوع بالنوافل من صوم واعتكاف وغيره. وهكذا كانت حال السلف الصالح رضوان الله عليهم يعتنون بنعمة الوقت ويشغلونه بالطاعة ووجوه الخير إلى درجة أن كان أحدهم لا يخاف قدوم الموت عليه لكثرة استعداده له في كل حال. قال الحسن البصري: (أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم). ----------------- يتبـــــــــــــــــــع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2803 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() فينبغي على المؤمن أن يستثمر وقته في طاعة الله يسعى في استغلاله في الأمور النافعة والبرامج المفيدة من عبادة وذكر وتعلم وتعليم ووعظ ودعوة وحضور مجالس الإيمان ونشاط في وجوه الخير والإحسان إلى الخلق واجتهاد في تعلم وتدرب كل جديد نافع من الدورات العلمية والبرامج التطبيقية التي تطوره وترفع مستواه الفكري والسلوكي والمهني. ولا حرج أحيانا في ترويح النفس مع الأهل والأصحاب وادخال السرور عليهم والتنزه والتفكر والتأمل في آيات الله الكونية ومزاولة الرياضة فهذه أمور مباحة ونافعة وتكون عبادة إذا أحسن العبد فيها النية واستعان بها على طاعة الله ولكن ينبغي أن تكون على قدر الحاجة ولا تؤثر على حياته الجادة المثمرة. قال معاذ رضي الله عنه : (أما أنا فأنام وأقوم فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي) . رواه البخاري. إن أعظم ما يجعل المؤمن مهتما بالوقت معظما لشأنه التأمل والتفكر في حقيقة الوقت في كونه إذا انقضى وذهب لا يرجع أبدا. وفي سرعة انقضائه وانتهاءه. قال ابن عمر: (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك).رواه البخاري. وكذلك اليقين بأنه محاسب يوم القيامة على نعمة الوقت والقيام بشكرها وفيما شغله بخير أو شر بحق أو باطل كما يحاسب على المال والصحة وغيرها من النعم كما روى معاذ بن جبل رضى الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به). رواه الترمذي. وكذلك النظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأحوال أهل الهمم العالية والعزائم الكبيرة ودراسة سيرهم وتراجمهم يورث المرء نشاطا كبيرا في اغتنام الوقت ويوقظ فيه الهمة ويجعله يشعر بالأسى والندم على كل وقت ضاع بلا فائدة. قال حماد بن سلمة: (ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله عز وجل فيها إلا وجدناه مطيعا إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصليا وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضئا أو عائدا مريضا أو مشيعا جنازة أو قاعدا في المسجد. قال :فكنا نرى أنه لا يحسن أن يعصي الله عز وجل). وكان الخطيب البغدادي يمشي وفي يده جزء يطالعه. وكان ابن عساكر رحمه الله كما يقول عنه ابنه: (لم يشتغل منذ أربعين سنة إلا بالجمع والتسمية حتى في نزهته وخلواته، يصطحب معه كتب العلم والمصحف يقرأ ويحفظ). وكان أبو الوفاء علي بن عقيل رحمه الله يقول: (إنني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا تعطل لساني عن المذاكرة وتعطل بصري عن المطالعة أعملت فكري في حال راحتي وأنا منصرف، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره). وقال الربيع بن سليمان: (كان الشافعي قد جزأ الليل ثلاث أجزاء الثلث الأول يكتب والثلث الثاني يصلي والثلث الثالث ينام). ولما حضرت أبا بكر بن عياش الوفاة بكت أخته فقال: (لا تبكي وأشار إلى زاوية في البيت فقد ختم أخوك في تلك الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة). ومما يورث العبرة والعظة في هذا الباب التفكر في أحوال أهل الغفلة والبطالة الذين أمضوا حياتهم في اللهو والباطل والمنكرات ويظنون أنهم في سعادة وهم في الحقيقة قوم مفاليس يسعون وراء سراب لا حقيقة ومتعة زائلة كما قال تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا). وإن تعجب منهم فعجب زعمهم أنهم يحييون الليالي بالمعازف والرقص واللهو المحرم والأحق أن فعلهم إماتة وإفساد للوقت وإهدار لقيمته وإنما الإحياء المحمود هو قضاء الليالي بالصلاة والذكر والاستغفار والثناء والدعاء والعلم. قالت عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره و أحيا ليله و أيقظ أهله). متفق عليه. وقال تعالى: (أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ). إن الأسرة الصالحة والوالدين لهما أثر عظيم في تربية الأولاد على الاهتمام بعنصر الوقت وإدراك قيمته من خلال النصائح وإشغالهم بالأنشطة والبرامج المفيدة ومتابعتهم في ذلك وتعزيز قدراتهم على تنظيم الوقت واستثماره في أفضل الأعمال ووضع الحوافز المعنوية والمادية في سبيل تحقيق ذلك. وأخيرا لو تأمل أحدنا وراجع حساباته كم من الساعات أضاع وكم من الليالي فرط وكم من الشباب أهدر في أمور لا فائدة فيها ولا خير يرجى منها لشعر بالحزن على تفريطه وتضييعه لهذه النعمة التي يتمناها من حرمها بسبب المرض أو الشقاء أو الحبس أو غير ذلك من المصائب التي تمنعه من الاستمتاع بالوقت وتجعله محروما من متعة الحياة. ومن فرط يمكنه التدارك وإحسان العمل قبل فوات الفوات وانقطاع الأجل والخروج من الدنيا. قال ابن مسعود رضي الله عنه : (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي). د/خالد بن سعود البليهد عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة --------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2804 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() تغريدات حول تشبه الرجل بالنساء (التشبه) يحرم على الشاب أن يتشبه بخصال وهيئة المرأة وهو من الكبائر العظيمة وفاعلها ملعون على لسان الرسول ﷺ. (التشبه) والحكمة في تحريم الشارع لأن الله فطر الرجل على القوة والخشونة والتشبه بالمرأة يكسبة رقة ونعومة والتطبع بطبعها ويخالف فطرته. (التشبه) تشبه الرجل بالنساء سببه ضعف البصيرة واتباع الهوى وفساد الفطرة ودنائة الطبع ومخالطة الفساق والبعد عن صحبة أهل الشيم والمروئات. (التشبه) والتشبه يشمل كل صفات وعادات ولباس المرأة التي تختص بها أما الأشياء المشتركة بينهما فلا يدخل في التشبه ولا حرج في استعمالها. (التشبه) التشبه بالمرأة حرام في جميع الأحوال سواء كان الانسان جادا أم هازلا ولأي غرض من الأغراض لأن الشارع منعه كليا ولم يستثن صورة معينة. (التشبه) الممثل الذي يقوم بدور المرأة جمع سيئتين في فعله التشبه المحرم وإشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم وإفساد النشئ. (التشبه) من صور التشبه إطالة الشعر وتسريحه وربطه كهيئة النساء واستعمال أدوات المرأة في تصفيف الشعر وتزيينه. (التشبه) من صور التشبه لبس ملابس المرأة الخاصة بها واستعمال الحلي والاكسسوارت الخاصة بها. (التشبه) من صور التشبه تقليد المرأة في حديثها وحركاتها وهيئة المشي من التكسر والتخنث وإبراز المفاتن. (التشبه) من الصور المنتشرة عند بعض الشباب الغافل لبس السوار في اليد ولبس القلادة على الصدر والتختم بالذهب وهي عادات مستوردة من الغرب. (التشبه) شبابنا تلقفوا بعض هذه العادت المشينة من بعض الممثلين واللاعبين المشاهير وغالبهم ليسوا مسلمين والقليل منهم مسلمين مخالفين للشرع. (التشبه) من أعظم صور التشبه رغبة الرجل في التحول إلى جنس المرأة وأخذ العقاقير لتغيير طبيعة الجسم ومحاكاة المرأة في كل شيء. (التشبه) بعض الشباب يحب التشبه بالنساء وتقليدهن لأنه نشأ في بيئة نسائية ولم يترب على عادات وشيم الرجال فأثر ذلك على طباعه وأخلاقه. (التشبه) بعض الشباب يتشبه بالنساء في المظهر لقصد سيء وهو جذب النساء ومغازلتهن وإقامة علاقات مشبوهة معهن. (التشبه) على الوالدين والأسرة دور عظيم ومسؤلية كبيرة في تحذير الشاب من هذه العادة القبيحة منذ الصغر وعدم التهاون في ذلك. (التشبه) ينبغي على الدولة المسلمة أن تسن أنظمة وعقوبات وبرامج لمكافحة هذه العادة القبيحة مع التركيز على التوعية والتثقيف في الإعلام. (التشبه) كان النبي ﷺ يأمر بإخراج المخنثين من الرجال من البيوت وأخرج رجلا من بيته وأخرج الخليفة رضي الله عنه عمر رجلا من بيته. (التشبه) قال ابن تيمية (فالذي يعظم المخنثين من الرجال ويجعل لهم من الرياسة والأمر على الأمر المحرم ما يجعل هو أحق بلعنة الله وغضبه). (التشبه) ينبغي للمجتمع المسلم أن لا يمكن المتشبهين بالنساء من إدارة المؤسات التربوية والاجتماعية حتى لا يفسدوا الجيل الصاعد. د/خالد سعود البليهد ---------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2805 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() حمــــــدُ الله تعـــــالــــــــى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد: فإن عبادة الحمد لله من أشرف العبادات وأعلى مقامات العبد التي لا تطيب حياة المؤمن إلا بها ولا تسكن جوارحه ويخشع قلبه ويطمئن فؤاده إلا بالمداومة عليها قال تعالى: (الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ). وقال: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً). وقال تعالى في ثبوت الحمد له في الدنيا والآخرة: (وَهُوَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ). والحمد لله هو الثناء الكامل على الله بذكر فضائله وخصاله وأفعاله الحسنة وأسمائه الحسنى مع التذلل والخضوع والمحبة أما الثناء وذكر الفضائل بلا محبة لغرض الدنيا فمجرد مدح للمخلوق ولا يليق بالخالق ولا يترتب عليه الثواب الأخروي. قال ابن القيم: (فالحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه). والحمد يتضمن إقرار العبد بغنى الله وكماله وافتقاره إلى هدايته ونعمه فقلبه موقن أن المنعم والمتفضل هو الله جل جلاله. والحمد لله من أطيب الكلام لقوله صلى الله عليه وسلم: (أحب الكلام إلى الله تعالى أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا يضرك بأيهن بدأت). رواه مسلم. والله سبحانه يحب المدح لما ثبت في مسلم: (ولا أحد أحب إليه المدح من الله). والحمد لله تعالى يكون بسبب حدوث النعمة وبدونها فهو مشروع في سائر الأحوال وهو خاص بآلة اللسان أما الشكر فمحله عند حدوث النعمة ويكون بالقلب واللسان والجوارح فبين الحمد والشكر عموم وخصوص. والله جل جلاله مستحق للحمد المطلق لأنه الخالق والمالك والمدبر والرازق حقيقة والمتفضل على أوليائه وأعدائه بجميع أنواع النعم ولأن له الكمال المطلق في جلاله وجماله فهو محمود بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله فلا يقضي سبحانه ولا يقدر ولا يحكم ولا يختار ولا يفضل إلا أمرا محمودا لا نقص فيه ولا عيب بوجه من الوجوه. والله من أسمائه الحميد لكثرة محامده وكثرة من يحمده من الخلائق قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الوَلِيُّ الحَمِيدُ). فله الحمد حمدا كثيرا بعدد خلق السموات والأرض وما شاء ربنا مما لا يحصيه إلا الله كما ثبت في دعاء المصلي: (اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد). وعبادة الحمد مشروعة في جميع الأحوال وتتأكد في أحوال: 1- عند الأكل : كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها). رواه مسلم. وكان إذا رفع مائدته قال: (الحمد لله كثيرا طيبا مباركا غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا). رواه البخاري. وهذا يدل على أن حمد الله سبب لنيل رضا الله على العبد. 2- عند النوم والاستيقاظ: كما جاء في حديث حذيفة بن اليمان قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: (باسمك اللهم أموت وأحيا) وإذا قام قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور). رواه البخاري. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه قال: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فَكـم ممن لا كافي له ولا مؤوي). رواه مسلم. 3- عند العطاس: كما ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل له أخوه أو صاحبه يرحمك الله فإذا قال له يرحمك الله فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم). 4- عند لبس الثوب الجديد: لما في سنن أبي داود: (ومن لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر). 5- عند ركوب الدابة: كما ورد: (الحمد لله الذي سخر لنا هذ و ما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون الحمد لله الحمد لله الحمد لله الله أكبر الله أكبر الله أكبر) .رواه أبوداود والترمذي والنسائي. 6- في صلاة التهجد: كما ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: (اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن). 7- عند ابتداء الخطبة والموعظة: لما ثبت في السنة في ابتداء النبي صلى الله عليه وسلم بالحمد والثناء قبل الخطب. 8- عند الابتداء في الدعاء: لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد بما شاء). رواه أبوداود والترمذي. 9- عند فقد الولد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله تعالى ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد). رواه الترمذي. 10-عند الانصراف من المجلس: لما في سنن أبي داود: (سبحانك اللهم وبحمدك وأشهد أن لا إله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك). 11-عند رؤية المبتلى: لما يروى في الترمذي: (من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا). 12-عند رؤية ما يحب وما يكره: لما يروى في سنن ابن ماجه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال). والحاصل أن الحمد تشرع عند حصول النعمة وعند حصول المصيبة وعند الاستفتاح في العبادة وعند الفراغ منها وعند الشروع في الدعاء وعند تغير الأحوال وعند وقوع الكربة وعند الثناء على الرحمن. والحمد لله لها فضائل عظيمة لا يحصيها إلا الله فهي تملأ الميزان كما ثبت في صحيح مسلم وهي حبيبة للرحمن وثقيلة في الميزان كما ثبت في البخاري وهي أفضل الدعاء وأفضل الذكر كما ورد في الترمذي وهي غراس الجنة من الشجر كما ورد في الترمذي ومن قالها كتبت له حسنات ومحيت عنه خطيئات كما في مسند أحمد: (ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحط عنه ثلاثون خطيئة). وقال الحسن: (ما من نعمة إلا والحمد لله أفضل منها). وذلك لأن الدنيا فانية والحمد باقية من الباقيات الصالحات. والحمد آخر كلام أهل الجنة وقد ورد في الحديث: (أن أهل الجنة يلهمون التحميد والتسبيح كما يلهمون النفس). والتلفظ بالحمد يبارك للعبد في الأمور وييسرها عليه لأن بركة الله تنال بذكره وتمجيده. والمؤمن إذا حمد الله في السراء والضراء شعر برضا ويقين في روحه واستسلام مطلق لله لأنه فوض أمره لله ورضي بقضائه وقدره واعترف وأقر أن النعم من الله لا كسب له ولا حول ولا قوة في حصولها من قبل نفسه لأنه فقير إلى الله وعاجز عن الإحاطة بالنعم وجاهل بجميع أسباب النعم. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الحمد لربه ولذلك سمي أحمد لكثرة حمده فقد كان يثني على الله بما هو أهله في سائر الأحوال لكمال معرفته بأسماء الله وصفاته وأفعاله وفضله وعدله ورحمته ولما كان صلى الله عليه وسلم أحمد الخلائق بالله وأعظمهم قياما بحمده أعطي لواء الحمد يوم القيامة كما قال: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر). رواه أحمد. وقال محمد بن كعب: (كان نوح عليه السلام إذا أكل قال الحمد لله وإذا شرب قال الحمد لله وإذا ركب قال الحمد لله فسماه الله عبدا شكورا). وكان الحسن إذا جلس مجلسا يقول : (اللهم لك الحمد بالإسلام ولك الحمد بالقرآن ولك الحمد بالأهل والمال بسطت رزقنا وأظهرت أمتنا وأحسنت معافاتنا ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا فلك الحمد كثيرا كما تنعم كثيرا وصرفت شرا كثيرا فلوجهك الجليل الباقي الدائم الحمد الحمد لله رب العالمين). فينبغي للمؤمن أن يكون من الحمادين لله في السراء والضراء في السر والعلن ليفوز بالثواب وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل الجنة قال سعيد بن جبير: (أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله في السراء والضراء). فالحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله حمدا يملأ السموات والأرض وما بينهما وما شاء ربنا من شيء بعد بمجامع حمده كلها ما علمنا منها وما لم نعلم على نعمه كلها ما علمنا منها وما لم نعلم عدد ما حمده الحامدون وغفل عن ذكره الغافلون وعدد ما جرى به قلمه وأحصاه كتابه وأحاط به علمه. خالد سعود البليهد ---------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2806 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() خاطرة: من يستحق صحبتي إذا وجدت صاحبك لا ينصرك في المضايق ويمنع عنك الخير وهو قادر على إنفاذه وخيره سابق إلى الأباعد ولا يقبل عليك إلا تجملا فاعلم أنه ليس بأهل لصحبتك ومودتك. وإذا وجدنه مقبلا عليك بقلبه وقالبه حريصا على إيصال الخير إليك حافظا لودك محسنا في التودد لك تسري محبته ومودته لروحك من غير استئذان ولا تكلف فأوقن أنه صاحبك الذي تبحث عنه . ومن الناس من تجد في صحبته أنسا وفرحا وتفاؤلا وأملا في الحياة ومنهم من تجد في مجلسه حزنا وكآبة وبؤسا وفشلا فلا تزره إلا إذا كنت ترجو صلاحه. والناس ثلاثة شخص يتأثر بالخير وشخص يؤثر على غيره بالخير وشخص سبهللا لا يؤثر ولا يتأثر فاحذر أن تكون الثالث وإن وجدته فلا تصحبه ولا تؤمل عليه واحرص أن تكون الثاني فإن عجزت فكن الأول. وصحبة الفاسق تمرض القلب وصحبة الأحمق تفسد العقل وصحبة السفيه تفسد الطباع وصحبة البخيل تورث اللؤم وصحبة الشريف تورث الشهامة وصحبة الصالح توقظ الغافل من الرقدة. وليس أضر على دين المؤمن من صحبة أهل البدع إن لم يفسدوا قلبه عرضوه للتهمة ومواطن الريب. وليس أنفع للفتى من صحبة صاحب سنة يدله على هدي النبي وآثار السلف ويربيه على اتباع الحق. ومن صحب قوما عرف بهم فاحرص على صحبة الأفاضل من أهل العلم والنسك. -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2807 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() سفــــــــــاهـــــة العقــــــل السفاهة ضرب من الحماقة وقلة العقل وضحالة الرأي ومهانة الشيم. ومن ابتلي بالسفه زل رأيه وفسد طبعه وغلب شره خيره واستحمق. والسفه يدخل في القول والفعل والعشرة والمعاملة. وأعظم السفه أن يعلق العبد رجاءه وخوفه ومحبته وبغضه بغير الله. ومن صحب السفهاء وحمد خلتهم سفه عقله. ومن السفه إعطاء المال للسفهاء وائتمانهم كبار الأمور. ومن طاول السفهاء وخاصمهم سفهوا عليه واستخفوا بمهابته. ومن الحكمة ترك السفهاء وعدم مجاراتهم والدخول معهم. ومن سفاهة الرجل وقلة عقله وضعف حكمته كثرة إصغائه لأحاديث النساء وائتماره بأمرهن وتحكمهن في مودته وبغضه وعلاقاته بالآخرين ومن طاوع المرأة فقد قرابته. ومن ترك المروءة وخالف أعراف الناس واستخف بآدابهم وقع في السفه لا محالة. ومن السفاهة الدخول في الريبة والتعرض للتهمة ومن فعل ذلك فلا يلوم إلا نفسه. وعادة السفيه إطلاق لسانه بأعراض المسلمين لا سيما الأكابر. ومن السفه كثرة الكلام بلا فائدة ومدح الأراذل لأجل الدنيا والطعن في الأفاضل اتباعا للهوى. ومن أكثر الغضب واستجاب لسلطانه ولم يلجم نفسه صار سفيها في تصرفه. ومن رزق الحلم والأناة في الأمور كمل عقله ولم يسفه يوما من الدهر. ومن نصب نفسه إماما في الدين ولم يكن أهلا لذلك كان سفيها عند الناس وذهب أمره. --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2808 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() دنـــــــــاءة الطبــــع الدناءة طبع لئيم وخلق مشين في بعض الخلق وهو دنو الهمة والكرامة والشهامة والمروءة. ومن ابتلي بالدناءة فاته الخير كله وعاش حياة المهانة وانتقصه أهل الكرامة ولم يهنأ بعيشه. والدناءة مفتاح للكذب والغش والخداع وغيرها من مساؤى الأخلاق. ومن الدناءة أكل المكاسب الدنيئة والأموال المشتبهة وترك التوقي في باب طلب الرزق. ومن دنا طبعه ذل لغيره وخان الأمانة وغدر بالعهد وركب كل شر وبلية. ومن قلة عقل المرء ودناءة طبعه تدخله في خصوصيات الناس واستشرافه لمعرفة عيوبهم وعوراتهم وهذا الخلق شائع في النساء ومن طرق باب الناس طرقوا بابه. والدنيء يتلون ويظهر المودة حتى إذا نال مراده تولى وأعرض بظهره. ومن الدناءة أن يبخل المرء بماله ومعروفه على أحبابه مع قدرته على الإحسان. ومن الدناءة الحسد بما أوتي الخلق من النعم وتعلق النفس بمال الغير. ومن كان عبدا للدنيا زاهدا في الآخرة كان دنيئا وإن لبس لباس أهل الكرامة. ومن دناءة المرء أن ينسب فضل غيره لنفسه ويصعد للمعالي على أكتاف الرجال ويجحد المعروف والفضل عن أهله. ومن أعظم الدناءة أن ينصب الرجل دينه شبكة يصطاد بها المغفلين من أهل الدنيا. ومن الدناءة صحبة السفهاء والفساق والرضا بمودتهم والإعراض عن العقلاء وأهل الفضل. ومن الدناءة إظهار المعاصي والمجون عند العامة وعدم التحرج من ذلك. ومن نظر في عرض أخيه وتشوفت نفسه لماله ولم يرع حرمة الأخوة كان من أشد الناس دناءة. ومن دناءة الطبع بث الأسرار وهتك الأستار للمسلمين. ---------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2809 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() نـــــــور الحكمـــــــة الحكمة نور يقذفه الله في قلب المؤمن إذا صفا قلبه وقويت بصيرته وخلا من أوساخ الدنيا وتعرض لنفحات ربه. وليست الحكمة عن كثرة الرواية والمسائل وإنما الحكمة إصابة الحق والرفق واختيار القول والفعل الأصلح في الوقت المناسب. وليس كل عالم حكيم وليس كل حكيم عالم فمن الناس من هو واسع العلم والثقافة ولكنه خال من رداء الحكمة ومنهم من علمه محدود ولكنه ممتلأ الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا. وحري بمن كان حريصا على اتباع السنة وموافقة الشرع أن يوفق للحكمة في سائر أمره. ونور الحكمة يميز بها المؤمن بين الحق والباطل والصواب والخطأ والحسن والأحسن عند اشتباه الأمور واختلاطها. ومن أعظم فضائل الحكمة تمييز الفتن وتوقيها قبل وقوعها فمن خاض في الفتنة واستشرف لها فقد خلا من الحكمة ولو كان عالما. والحكيم هو من يوفق لاتباع الحق في غضبه ورضاه ومحبته وكراهيته وفقره وغناه وعند مضائق الدنيا. وقد يصيب المؤمن الحكمة في حال ويخطئها في حال أخرى ولكن حري بمن بذل وسعه واتبع وسائل الحكمة واستهدى بالله واستعان به أن يوفق لها. والتأمل في كتاب الله والسنة ومدارسة أحوال أرباب الحكمة وسؤال المحنكين ممن عركتهم الدنيا ومشاورة أهل الرأي موارد للحكمة والموفق من وفقه الله ونفى عنه خطل الرأي وفساد العمل. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2810 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() عقـــــــــــل المـــــرأة نعم المرأة العاقل التي إذا رأت خطأ في بعلها تغافلت عنه وإذا رأت عيبا في مسلم سترته. تزن الكلام قبل أن تتفوه به وتفهم الفحوى بالإشارة وتحسن السمع والفهم حين الخطاب. لا تسخر من مسلمة ولا تهمز غافلة ولا تذيع الأسرار ولا تكون مطية للشائعات. إذا نزلت بها مصيبة هونت الأمر ولم تجزع وأحسنت الصبر. لا تفرح بالسوء ولا تحفل به مغلاقة للشر مفتاحة للخير. ترضى باليسير وتقبل المعاذير وتكافأ بالأحسن كريمة اليد والشمائل. تعيش يومها على أحسن حال وتستثمر ظرفها وتجعل حياتها سعادة وحبورا. دينها عزها وتاج رأسها لا تسلمه ولا تساوم عليه. حصان رزان تصون عرضها عن الأراذل. وإن تزين النساء بالحلي وثياب الزينة تزينت بالحياء وحسن المنطق ورجاحة العقل وخصال المروءة. وبئس المرأة الحمقاء التي إذا قصر زوجها شكته وإذا رأت عيبا لمسلم هتكت ستره. مهذارة ثرثارة للكلام تسيء السمع والفهم مطية للشائعات. همازة لمازة تفرح بالشر وتمشي بالسوء وتعظم الصغائر وتصير منها جفاء وقطيعة ولا ترعى للرحم والمصاهرة حرمة. لا ترضى باليسير ولا تقنع بالحال لحوح في المضائق سباقة إلى التضجر والتسخط من حياتها وتقلب المعيشة على شريكها نكدا وهما. إذا نقص قوتها جزعت وإذا رأت سوء كفرت وإذا نزل بها بلاء ولولت. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 0 والزوار 21) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |