![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2911 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() معاً على طريق الجنة تربية القادة لا تربية العبيد بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: فالقيادة شأنها عظيم وخطير، حتى عدَّ البعض ضعف القيادة من أعظم مشاكل المسلمين المعاصرة، وقال: المسلمون إلى خير، ولكن الضعف في القيادة، وقال الآخر: القيادة شطر القضية، وشطرها الآخر الأمة بمجموع أفرادها. وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. وحين أنكر الخوارج ضرورة الخلافة، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لابد للناس من إمارة برة كانت أو فاجرة، فقيل: يا أمير المؤمنين، هذه البرة قد عرفناها (وهي ما كانت على منهاج النبوة) فما بال الفاجرة؟، فقال: تُقام بها الحدود، وتأمن السبل، ويخشاها العدو، ويُقسم بها الفيء. وقد سمعنا عن مدارس تخريج القادة، وتكلم آخرون عن صفات القائد الذي لا يقر ولا يستقر، ولا يعرف كللاً ولا مللاً، ولا يطلب راحة ولا هدوءً دون تحقيق الهدف الذي يصبو إليه، وأن هؤلاء قلَّة في العالم، ولو كانوا كثيرين لأحدثوا في كل يوم انقلاباً، ويذكرون لنا الأمثلة على هؤلاء القادة كنابليون بونابرت، وهتلر، وجيفارا، وماوتس تونج، وكاسترو.... ولا تكاد تسمع إلا أسماءً ليس لله فيها نصيب، وكثرة ممن كتبوا عن القيادة، إذا ذكروا اسم النبي صلى الله عليه وسلم، وأدخلوه في مصاف القادة العظام، فلابد عندهم من تعريته من صفة الوحي والنبوة، ولذلك كان لابد من مراجعة وتدقيق وتمحيص، فما هو مفهوم القيادة، ومن الذي رباهم، وما هي مناهج تربيتهم، فقد لا يصلح ذلك كله لتربية الجنود فضلاً عن القادة. والميزان في هذا وغيره هو هذا المنهج الكامل الشامل لكل ناحية من نواحى الحياة {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 3]، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14]، فموازين القيادة الحقَّة محفوظة في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تتعداها لغيرها، فالله يعلم وأنتم لا تعلمون. وما ترك الصادق المصدوق-صلوات الله وسلامه عليه-خيراً يُقرب الأمة من ربها إلا ودلَّها عليه، ولم يترك شراً يُباعد الأمة عن الله-عز وجل- إلا حذرها منه، ونهاها عنه وأمرها باجتنابه، وإذا ورد شرع الله بطل نهر معقلٍ، فهل من يعقل. وما علينا إلا أن نقول: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285]، نريد قيادة ترضى ربها، وتضع الإسلام نُصب عينها، تأتلف حولها القلوب، وتتحقق على يديها للبلاد والعباد خيرات الدنيا ونعيم الآخرة، وهذا لا يتحقق إلا بمتابعة منهج الأنبياء والمرسلين {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90]. أما أن يلعن القادة الأتباع، والأتباع القادة، ويسفك بعضهم دماء بعض، فلا خير فيهم، وباطن الأرض خير لهم من ظاهرها. بعث ربنا -جل وعلا- للبشر رسلاً، كانوا هم القدوة والقادة: انظر في قصة نبي الله نوح عليه السلام واجه أمة كافرة، ظلَّ يدعوها ألف سنة إلا خمسين عاماً، قال لهم: اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، وفى هذا خيرهم وسعادتهم في العاجل والآجل، فكانوا يؤذونه حتى يُغمى عليه، فإذا أفاق دعاهم إلى الله وحده، لم تضعف عزيمته، بل واصل الليل بالنهار، ودعاهم سراً وعلانية، وفى النهاية ما آمن معه إلا قليل، والقادة الحقيقيون لا يُعرفون بكثرة الأتباع ولا بقلتهم، ولكن بمقدار قربهم للحق، وانشغالهم بمعالي الأمور وأشرافها، وهكذا كان نبي الله نوح، فمهمته هي أعظم مهمة، وعزيمته تضعف أمامها الجبال. وقد كان نبي الله إبراهيم عليه السلام أمة وحده {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [النحل: 120، 121]، تعرف ذلك من دعوته لأبيه ومواجهته لقومه، ومناظرته للنمروذ، وتسلميه لأمر الله، وإقامته لدين الله. وانظر إلى دعوة نبي الله موسى عليه السلام، لقد واجه فرعون والملأ، وصبر على دعوة بني إسرائيل وتعبيدهم لله -جل وعلا-، ارتحل إلى مدين، وقد تجمَّعت فيه معاني القيادة: القوة والأمانة، ولذلك قالت ابنة شعيب لأبيها: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، وكان لسان حالها ينطق قبل مقاله: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84]. ونبينا هو سيد القادات، وقائد السادات، دعوته وسيرته وأخلاقه... هي الأسوة والقدوة لتربية القادة، وقيادة الدنيا {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم علماءً ورجالاً وقادةً لا كالقادة، لهم أوفر الحظ والنصيب، مِن واقعه الذي نطق: "والله لو جعلوا الشمس في يميني والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهره الله أوأهلك دونه"، استعلوا على الدنيا وحطامها الفاني، فكانوا سادة وقادة. يقول أبو بكر الصديق: أينقص الإسلام وأنا حيّ، قاتل المرتدين وقال: والله لو جرت الكلاب بأرجل أمهات المؤمنين ما حللت لواءً عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما صحب الأنبياء مثله رضي الله عنه، يقول عنه عمر: "رحم الله أبا بكر، كان أعرف منى بالرجال". وتولى عمر الفاروق الخلافة من بعده، وهو القوي في دين الله، سار بالعدل في الرعية، وكان محدثاً، وافق الوحي في أكثر من موضع، وكان يتخوف أن تتعثر شاة بوادي الفرات فيُسأل عنها يوم القيامة لماذا لم يمهد لها الطريق، قال يوماً: أرأيتم إن استعملت عليكم خير من أعلم، ثم أمرته بالعدل, أقضيتُ ما عليَّ؟ قالوا: نعم،قال: لا، حتى أنظر في عمله، أقام بما أمرته أم لا. وسيرة خالد بن الوليد في قيادة الجيوش وفتوحاته معلومة لدى العدو قبل الصديق، تولَّى يوم مؤتة بعد موت القادة الثلاثة من غير إمرة ففتح الله عليه، وعزله عمر رضي الله عنه عن القيادة فقاتل جندياً، وفتح قنسرين هو وثلة من أصحابه، وكان قادة الروم يسمعون بمجيء خالد فيفرون من المعركة. ومن تتبع سيجد الكثير من صور القيادة الفذة، يحكون عن هارون الرشيد أنه بعث إلى نقفور ملك الروم يقول له: "أما بعد، فمن هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، فإن الأمر ما ترى لا ما تسمع"، وكان هارون الرشيد يحج عاماً، ويغزو عاماً، ويخاطب السحاب، ويقول: "سيرى أينما شئت أن تسيري فسيأتيني خراجك". وكان صلاح الدين الأيوبي كالوالهة الثكلى، فقدت وحيدها، يتململ في فراشه ويتقلب فيه، ولا يجد النوم سبيلاً إلى جفنيه، يقول لوزيره ابن شداد:"أما أسر لك حديثاً، إني أتمنى إن فتح الله عليَّ بيت المقدس أن أركب البحر أقاتل في سبيل الله كل من كفر بالله حتى يظهرني الله أو أموت". نحن بحاجة لإعادة صياغة، وأن نتربى تربية إيمانية تصل الدنيا بالآخرة، والأرض بالسماء، تربية القادة لا تربية العبيد، تربية يُشارك فيها الرجال والنساء، والكبار والصغار، وما فاتنا وضعف فينا، نحاول تداركه في أبنائنا، فنحن لا ندري من الذي سيفتح على يديه بيت المقدس، ومن الذي سيقود الدنيا بدين ربها. دخل رجل على هند بنت عتبة، وهي تحمل معاوية، فقال لها: "إن عاش معاوية ساد قومه"، قالت: "ثكلته إن لم يَسُد قومه"، وكان معاوية رضي الله عنه إذا نوزع الفخر يقول: "أنا ابن هند". وكان علي رضي الله عنه يقول: "أنا الذي سمتني أمي حيدرة" (والحيدرة من أسماء الأسد). ويقولون: وراء كل رجل عظيم امرأة، والمرأة لها دور كبير في تخريج القادة إذا تأسَّت بالصحابيات الفضليات، أما إذا أصبحت همتها في الرقص والغناء، ومتابعة الموضات، وارتياد شواطئ البحر، ودور السينما والمسرح أضاعت نفسها وأضاعت الأمة من حولها، وخلفت أشباه الرجال ولا رجال، شباب قنع، لا خير فيهم، وبورك في الشباب الطامحين. والفارق كبير بين تربية السادة وتربية العبيد، لقد وُجدت أجيال تربَّت على سموم الفرعونية والبابلية والوطنية والقومية والاشتراكية والديمقراطية، ولم تعرف شيئاً عن دينها، فهل يُقال عن هؤلاء قادة المستقبل وجنود معركة المصير؟!. إن الواحد من هؤلاء قد لا يصلح لأن يقود نفسه أو بيته فكيف يُطلق عليه وصف القائد والزعيم، وفاقد الشيء لا يعطيه، فالقيادة ليست تسلطاً ولا قهراً ولا جبروتاً، ولكنها أمانة وكفاءة بصيرة بالأمور وعلو همة، صبر وثبات وثقة بنصر الله، وطمأنينة إلى تأييده، نحرص على توافر الشروط الشرعية فيمن يقود، فالخليفة والحاكم ينبغي أن يكون ذكراً حراً عاقلاً عدلاً مجتهداً في دين الله، على معرفة بأمر الحرب، وتدبير الجيوش، وسد الثغور، وحماية بيضة المسلمي،ن لا تأخذه رقة في إقامة الحدود الشرعية... فالخلافة موضوعة لإقامة الدين وسياسة الدنيا به، والولاية والإمارة تكون للأمثل فالأمثل، ولابد فيها من القوة والأمانة، ولا يجوز الترأس بالجهالة، ولذلك قالوا: تفقهوا قبل أن ترأسوا، وقالوا: تفقهوا قبل أن تسودوا، أي قبل أن تصبحوا سادة وقادة، أما الاكتفاء بمعرفة البروتوكول في تناول الطعام والشراب والمشي، وقراءة كتاب الأمير لميكافيللي، فهذه الأمور لا تصلح لتربية الجنود فضلاً عن تخريج القادة. ومع حرصنا على الأخذ بالأسباب الشرعية لابد وأن تعلم أنَّ القيادة من قبل ومن بعد فضل من الله يؤتيه من يشاء، فالمؤهلات والقدرة وتذليل الصعاب ومحبة الرعية لقائدها وانقيادها له، كل ذلك محض فضل وتوفيق من الله، وهذه الأمة قد أنيط بها إقامة الحق وقيادة البشرية بأسرها {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]، {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55]. فإذا كنا قد أصبحنا غثاءً كغثاء السيل، فهذا لا يمنعنا من النهوض والأخذ بالأسباب لوراثة الأرض بالحق والعد، وإقامة خلافة على منهاج النبوة، وهذا يتطلب منَّا إيجاد المسلم بمفهومه الحقيقي، بحيث تتوافر فيه الصبغة الإلهية والثبات على الحق، ومعاني العزة والمجاهدة والبصيرة والأوبة إلى الله وإدراك الغاية من الحياة، وغير ذلك من المعاني التي تؤهل المسلم لأن يناطح السحاب، تهتز الجبال ولا تهتز معاني اليقين في نفسه، يصنع كما صنع ربعي بن عامر عندما دخل على رستم قائد الفرس فسأله: من بعثكم؟، فأجابه ربعي: "ابتعثنا الله لنُخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام". ولو استقامت الموازين لعلمنا أن القيادة بحق كانت لربعي المغمور لا لرستم المشهور، فالقائد يجب أن يُخلص عمله لله ويتواضع لجنابه سبحانه. والتنازع على القيادة يُفسد النوايا، وتضيع به البلاد والعباد، فالمركب تستقر في قعر المحيط إذا بويع لخليفتين، وحسبك أن تطيع قائدك في غير معصية الله، حتى وإن كنت أهلاً للقيادة والإمارة، فمن الجائز إمامة المفضول للفاضل، والخلاف شر كله، ولا تُبالي إذا وضعوك في المؤخرة، أو خفي حالك على الخلق، فأنت ممن يتعامل مع الله. قيل عن عمر بن عبد العزيز-رحمه الله-: إنما أدخله في العبادة ما رأى من ابنه عبد الملك، وكان من الصلاة والقوة في دين الله بمكان. والدال على الخير كفاعله، ومن نفس المنطلق قد تجد مخايل النجابة وعلامات القيادة المبكرة في ولدك أو في غيره، فتعاهده، كقوله للصبيان: من يكون معي؟، وتعالوا:أكن أميركم، ومن ذلك ما حكاه نضراً الهلالي قال:كنت في مجلس سفيان بن عيينة، فنظروا إلى صبى دخل المسجد، فتهاونوا به لصغر سنه فقال سفيان: {كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ} [النساء: 94]، ثم قال: يا نضر لو رأيتني ولي عشر سنين، طولي خمسة أشبار، ووجهي كالدينار، وأنا كشعلة من نار، ثيابي صغار، وأكمامي قصار، وذيلي بمقدار، ونعلي كآذان الفار، وأنا أختلف إلى علماء الأمصار، مثل الزهرى وعمرو بن دينار، أجلس بينهم كالمسمار، محبرتي كالجوزة، ومقلمتي كالموزة، وقلمي كاللوزة، فإذا دخلتُ المجلس، قالوا: أوسعوا للشيخ الصغير، أوسعوا للشيخ الصغير. وعلى كل حال فمن وجد توفيقاً وتسديداً فالله يوفقه {وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88]، وعليه أن يزداد طاعة وعبودية لله، ويؤدي شكر النعمة التي امتن بها سبحانه عليه {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7] وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ------------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2912 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() معـــــــاً علــــى طــــــريـــــــق الجنـــــــة لماذا ننزعج من القرآن ولا ننزعج من الغناء؟! أيها المسلم الحبيب: هذا سؤال مُحيّر, وظاهرة تحتاج إلى تدبر؛ لكي نقف على الأسباب الداعية لذلك, فهي حقيقة ما ينبغي أن نخفيها أو نرددها؛ فواقع الناس طافح بذلك الأمر - أليس كذلك؟! والناس في أحوالهم العادية قد اعتادوا على الاستماع للقرآن مع بداية يومهم, فهذا صاحب المحل, وهذا صاحب المقهى, وهذه عيادة الدكتور, بل نجد أنَّ التلفاز إذا ابتدأ البرامج لا يبدؤها إلا بالقرآن, ولا ينهيها إلا بالقرآن, حتى سائق السيارة سواء الخاصة أو العامة إن كان لديه الكاسيت في سيارته إن بدأ يبدأ بالقرآن ثم يحول المؤشر بعد ذلك إلى الغناء. أيها المسلم الحبيب: هل فكرت, هل سألت ما سبب تحول الناس عن القرآن إلى الغناء؟، أهو المرض في حواسهم؟, أهو لعدم استطابة الإنسان للطيب, كحال المريض عندما يتذوق العسل يراه مراً؛ لفساد الحواس لديه بسبب مرضه؟ هل فكرت ما نفعله عند نزول الكارثة أو النازلة, أو إذا حلَّ الموت بأحد أقاربنا, فما هو تصرف الناس عند ذلك؟ ألا تراهم يهرعون لقراءة القرآن، ويسألون بلهفة وشفقة: هل قراءة القرآن على الميت تنفعه؟، وهل يصل ثوابها إليه؟ وما وجدناهم يسألون عن الغناء, بأن الميت كان محباً لأغنية كذا، وأنه كان كثيراً ما يُرددها عن ظهر قلب, أو أنه كان محباً لهذا المطرب, أو هذا الممثل, أو لتلك المغنية, ما سمعناهم يقولون ذلك!! لحظة تأمل وتفكّر ورويّة, ونقول: ما السبب يهرعون في تلك اللحظات للقرآن, ولا يفكرون تماماً في الغناء؟! فلمن يهرعون عند النازلة..... إلى الله وحده, أليس كذلك؟ وهذا حال وصفه لنا ربنا تبارك وتعالى: { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } [يونس: 22]. ولكن الإنسان يوصف بالبغي والطغيان, فإذا نجّاهم الله تعالى, هل تراهم يوفون بما عاهدوا الله عليه؟! لا والله, ولكنهم عادوا إلى سيرتهم الأولى. { فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } [يونس: 23]. انظر إلى حال الإنسان إذا أُصيب بمكروه!! { وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِماً } [يونس: 12]. لا يفتر بالليل والنهار عن دعاء ربه, ويأخذ على نفسه المواثيق الغليظة والعهود أنه لو كُتب له النجاة من هذا الكرب, وكُشفت عنه الغمَّة ليكونن من حاله كذا وكذا! ولكن أتراه يصدق؟! { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [يونس: 12]. عجيب أمر هذا الإنسان!! { وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ } [يونس: 21]. { كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى } [العلق: 6، 7]. فنقول لك: احذر أيها الإنسان ولا تغتر بحلم الله عليك. { إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى } [العلق: 8]. ونقول لك أيها الإنسان: { إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمَ } [يونس: 23]. فنقول لهؤلاء: هل فكَّرت, وهل سألت نفسك: أنت تحولت من حال إلى حال, كيف كان الابتداء, ثم كيف كان الانتهاء؟ هل عندما تدير هذا المؤشر, أنت تحولت من طيب إلى خبيث أم من خبيث إلى طيب؟ قد نقول كما يقولون: ساعة وساعة. قلنا لك صدقت فيما قلت: ساعة لربك، وساعة لقلبك! ولكن هل تظن أنَّ الساعة التي تكون لقلبك يكون مسموحاً لك فيها أن تخرج عن أن تكون عبداً لله تعالى؟ أأنت أجير عند الله, وانتهت ساعات الإجارة, فلك أن تتصرف في وقتك بعد ذلك كما ترى دون تدخّل من الله؟ أم أنَّ الساعة التي لقلبك هي لمعاشك بما لا تخرج فيه عن إطار العبودية؟ أيها المسلم الحبيب: أتظن أنَّ هناك بعض الفترات الزمنية التي يسمح لك فيها أن لا تكون فيها عبداً لله تعالى, فلا تُؤمر فيها ولا تُنهى, ولكن لك مُطلق الحرية أن تتصرف في هذا الوقت وتلك الفترة الزمنية بما تريد وبما تشتهي, والله تعالى ليس له سلطان علينا في هذه الفترات؟ أهذا ظنك بربك؟! أيها المسلم الحبيب: أي الرجلين أنت عندما تستمع للقرآن؟ فإما أن تكون من عباد الله الصالحين. أو كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء؟! فما هو حال عباد الله الصالحين عندما يستمعون إلى القرآن؟! { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّ } [مريم: 58]. { وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ } [المائدة: 83]. أما الطائفة الأخرى المُبغضة للاستماع لآيات ربها, المنزعجة عند سماع القرآن. { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } [الحج: 72]. { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } [لقمان: 7]. { يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً } [الجاثية: 8]. أيها المسلم الحبيب: نقول لك: أما آن الأوان لكي يخشع قلبك عند سماعك للقرآن؟ { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } [الحديد: 16]. { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ } [الزمر: 23]. أيها المسلم الحبيب: هل انتفعت يوماً بما تسمع من كلام الله تعالى؟ هل خشعت يوماً عندما استمعت إلى كلام ربك؟ أتدرى صفات الذين ينتفعون بالقرآن؟ أتدرى صفات الذين يخشعون عند سماع القرآن؟ { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } [السجدة: 15]. { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [الأنفال: 2]. { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَاناً } [الفرقان: 73]. أيها المسلم الحبيب: لقد بعث الله رسولاً وحدَّد الله لنا مهمته. أتدرى ما هي مهمة هذا الرسول, ولماذا أرسل الله إلينا الرسل؟ لقد أرسل الله إلينا الرسل: { يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا } [الأنعام: 130] فكان من باب امتنان الله على المؤمنين: { لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } [آل عمران: 164]. { رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } [الطلاق: 11]. أتدرى ما هو مطلب هؤلاء الذين كانوا يصمّون آذانهم عن سماع هذا الحق؟ { لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى } [طه: 134]. فكتب الله عليهم الذلة والخزي, تصيب أهل النار يوم القيامة لما فرطوا فيه من الإيمان و العمل الصالح. فيا أيها المسلم الحبيب: قل لي بربك, ما المانع الذي يمنعك من الاستماع إلى آيات ربك؟! لماذا لا تعمل قبل أن يحل بك ما حلَّ بهؤلاء الذين أصموا آذانهم عن الاستماع لكلام ربهم, وأنت في عافية؟ ماذا تقول لربك عندما يقول لك: { أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ } [الجاثية: 31]. { قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } [المؤمنون: 66]. أتدرى ما السبب فى عدم قبولك للقرآن؟! { وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً } [الإسراء: 46]. أتدرى ما علامة مرض القلب: { وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [الزمر: 45]. وختاماً نقول لك: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [يونس: 57]. ولتعلم أيها الحبيب: { فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } [الأنعام: 125]. { أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } [الزمر: 22]. أيها المسلم الحبيب: ماذا تفعل بعد ذلك؟ أما زلت مصراً على عصيان الرحمن, وعلى طاعة الشيطان؟ - أما زلت تتألم عند سماع القرآن؟ أم أنك سوف تكون أيها المسلم المطيع لربه, المحب له, المحب لرسوله، المحب لدينه؟ فهيا بنا إلى جنة عرضها السماوات و الأرض أُعدت للمتقين. فقم بنا إلى الجنة. قم بنا نسلك سوياً طريقنا إلى الجنة إلى دار السلام. ولننزعج من الغناء... ولا ننزعج بعد اليوم من كلام الرحمن. ------------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2913 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() معــــــاً علــــى طريــق الجنـــة تدبُّر القرآن أفـلا يــتـدبــرون الـقــرآن بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: فالقرآن هو كلام الله، وهو أحسن الكلام، وهو حبل الله المتين والذِّكر الحكيم والصراط المستقيم، أنزله سبحانه على نبيه صلى الله عليه وسلم وتعبدنا بتلاوته، من عمل به اُجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُديَ إلى صراط مستقيم، لا تشبع منه العلماء، ولا تلتبس به الألسن، ولا تزيغ به الأهواء، من تركه من جبار قصمه الله، أنزله سبحانه لينذر من كان حيّاً ويحق القول على الكافرين. قال: { لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ } [الحشر: 21]، فإذا كان هذا شأن الجبل فكيف يكون حال المكلفين؟!، وهل يليق بهم العبث والمزاح واللعب أثناء سماع الآيات البينات؟، لقد بلغ التدبر في آيات الله كل مبلغ، فكان الواحد يمر بقوله تعالى: { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً } [الإسراء: 109]، فيسجد ثم يقول لنفسه: هذا السجود فأين البكاء، وسمع أبو الدحداح قوله تعالى: { مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً } [البقرة: 245]، فقال: أوَ يَقبل الله منا القرض، فتصدق ببستان له فيه ستمائة نخلة، ثم ذهب لزوجته يخبرها، فقالت: بشرك الله بخير، ولم تلطم خداً أو تشق جيباً، أو تقول له ضيعتنا، بل عمدت إلى صغارها، تخرج ما في جيوبهم وأيديهم من تمر، لأن البستان قد صار لله تعالى، وكانوا لربما قرأوا الآية الواحدة طوال الليل يتدبرون معناها، فقد قامت أسماء بت أبي بكر رضي الله عنها الليل كله تردد قوله تعالى: { فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ، إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } [الطور: 27، 28]. وقام سعيد بن جبير –رحمه الله- بقوله: { وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } [البقرة: 281]، ويمر الواحد بالآية تبكيه كما صنع عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما مر بقوله تعالى: { إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ } [يوسف: 86]، سُمِعَ نشيجه من مؤخرة المسجد. ولم يقتصر ذلك على الراسخين في العلم، حديثي العهد بمعرفة الإسلام، حكى عبد الواحد بن زيد قال: ركبنا سفينة فانكسرت بعرض البحر، فأوفأتنا على جزيرة، فرأينا رجلاً يعبد صنماً، فقلنا: ما تعبد؟ فأشار لهذا الصنم، وقال: وأنتم ما تعبدون؟، قلنا: نعبد الذي في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، وفي الأحياء والأموات قضاؤه، قال: فما دليلكم عليه؟، قلنا: بعث إلينا رسول الله، قال: وأين هو؟، قلنا: قبضه الله إليه، قال: فما علامتكم عليه؟، قلنا: ترك لنا كتاب الملك، قال: أرونيه، قال عبد الواحد: فدفعنا له مصحفاً، قال: لا أحسن هذا (أي لا يحسن القراءة)، يقول: فقرأنا له سورة من كتاب الله، وهو يبكي ويقول: ما ينبغي لمن كان هذا كلامه أن يُعصى، قال عبد الواحد: فعلمناه من شرائع الإسلام حتى آوانا الليل فنمنا، فقال: أإلهكم الذي تعبدونه ينام؟، قلنا: مولانا حيٌ قيوم لا ينام، قال: بئس العبيد أنتم تنامون ومولاكم لا ينام، يقول عبد الواحد: فتعجبنا له، وبلغنا عبادان فدفعنا له مالاً، فقال: سبحان الله، دللتموني على طريق لم تسلكوه، إني كنت أعبد صنماً في البحر فلم يضيعني فكيف بعد ما عرفته، وهذا القصة الطريقة التي حكاها ابن الجوزي تدل على مبلغ تدبر الرجل وفقهه رغم حداثة تدينه، وذلك فصل الله يؤتيه من يشاء. خرج هارون الرشيد يوماً من مجلس الإمارة فاعترضه يهودي، وقال له: اتق الله، فنزل هارون من على دابته وسجد على الأرض، فقال له أتباعه: إنه يهودي، قال هارون: اتق الله، { وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ } [البقرة: 206]، فكان عملهم ووعظهم وتذكيرهم يدل على عظيم تدبرهم لآيات الله. ومن ذلك لما قدم سليمان بن عبد الملك المدينة، وذهب إليه الناس يهنئونه وامتنع أبو حازم فبعث له سليمان يعاتبه، ويقول له: وجوه الناس زاروني وأنت لم تزرني، فقال له أبو حازم: أنت لم تعرفني قبل هذا وأنا لم أرك قبل هذا اليوم، قال يا أبا حازم، قل لي: لماذا نكره الموت؟، قال: لأنكم عمَّرتم الدنيا وخربتم الآخرة، فتخافون أن تخرجوا من العمران إلى الخراب، قال: فما لنا عند الله غداً؟، قال: اعرض نفسك على كتاب الله، قال: وأين أجده؟، قال: عند قوله تعالى: { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ، يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ، وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ } [الانفطار: 13- 16]، وقال: فأين رحمة الله إذن؟، قال: { قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } [الأعراف: 56]، فهذا التدبر يورث الحزن والفطنة ودقة التمييز بين الطيب والخبيث والفاسد والصحيح ويجعل الإنسان راغباً راهباً كما أنه يفضي إلى رسوخ الإيمان في القلب. قال ابن القيم –رحمه الله-: الناس ثلاثة: رجل قلبه ميت فذلك الذي لا قلب له، ليست الآية ذكرى في حقه، فهذا الثاني: رجل له قلب حي مستعد لكنه غير مستمع للآيات المتلوة التي يخبر بها الله عن الآيات المشهودة أما لعدم ورودها، أو لوصلها إليه، وقلبُهُ مشغول عنها بغيرها، فهو غائب القلب ليس حاضراً، فهذا أيضاً لا تحصل له الذكرى، مع استعداده ووجود قلْبِه. والثالث: رجلٌ حيٌّ القلب مستعدٌّ، تُليت عليه الآيات، فأصغَى بسمعهِ، وألقى السمع وأحضر قلبه، ولم يشغله بغير فهم ما يسمعه، فهو شاهدُ القلبي، مُلقي السمع، فهذا القسْمُ هو الذي ينتفعُ بالآيات المتلوَّة والمشهودة. فالأول: بمنزلة الأعمى الذي لا يبصر. والثاني: بمنزلة البصير الطامح ببصره إلى غير جهة المنظورة إليه، فكلاهما لا يراه. والثالث: بمنزلة البصير الذي حدَّق إلى جهة المنظور، وأتبعه بصرَه وقابل، وقابلهُ على توسُّط من البُعد والقرب، فهذا هو الذي يراه. فسبحان من جعل كلامه شفاء لما في الصدور، فاعلم أن الرجل قد يكون له قلبٌ وقادٌ، مليءٌ باستخراج العِبَر، واستنباط الحِكَم، فهذا قلبه يوقعُهُ على التذكُّر والاعتبار، فإذا سمع الآيات كانت له نوراً على نورٍ، وهؤلاء أكملُ خلق الله، وأعظمهم إيماناً وبصيرة، وحتى كأن الذي أخبرهم به الرسول مشاهدٌ لهم، لكن لم يشعُرُوا بتفاصيله وأنواعه، حتى قيل: إن مثل حال الصِّديق مع النبي صلى الله عليه وسلم كمثل رجُلين دخلا داراً، فرأى أحدُهُما تفاصيل ما فيها وجزئياته، والآخر وقعت يداه على ما في الدار ولم ير تفاصيله ولا جزئياته، لكن علم أن فيها أموراً عظيمة، ولم يُدرك بصرُه تفاصيلها، ثم خرجا فسأله عمَّا رأى في الدار فجعل كما أخبره بشيء صدَّقه، لما عنده شواهد، وهذه أعلى الدرجات الصدِّيقيَّة، ولا تستبعد أن يمن الله المنان على عبد بمثل هذا الإيمان فإن فضل الله لا يدخل تحت حصر ولا حسبان. فصاحب هذا القلب إذا سمع الآيات وفي قلبه نورٌ من البصيرة ازداد بها نوراً على نوره، فإن لم يكن للعبد مثلُ هذا القلب فألقى السمع وشهد قلبه ولم يغب حصل له التذكر أيضاً، { فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ } [البقرة: 265]، والوابل والطَّلُّ في جميع الأعمال وآثارها وموجباتها، وأهلُ الجنة سابقون مقرِّبون وأصحاب يمين، وبينهما في درجات التفصيل ما بينهما؟ وقد وردت الآيات تستحث العباد على التدبر: قال تعالى: { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرً } [النساء: 82]. وقال: { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ } [المؤمنون: 68]. وقال: { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } [ص: 29]. وقال سبحانه: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَ } [محمد: 24]. كما وردت السنن توضح قيمة التدبر: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بتُّ عند خالتي ميمونة فتحدَّث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رَقَد، فلما كان ثُلُث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء فقال: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ } [آل عمران: 190]، ثم قام فتوضَّأ واستَنَّ فصلى، إحدى عشرة ركعة ثم أذَّن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى الصبح [متفق عليه]. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً صلاةً فأطال فيها، فلما انصرف قلنا –أو قالوا- يا رسول الله أطلت اليوم الصلاة، قال: "إني صليت صلاةَ رغبةٍ ورهبةٍ، سألت الله عز وجل لأمتي ثلاثاً، فأعطاني اثنتين، ورَدَّ عليَّ واحدة، سألتُه ألا يسلط عليهم عدواً من غيرهم، فأعطانيها، وسألته أن لا يهلكهم غرقاً، فأعطانيها، وسألته أن لا تجعل بأسهم بينهم، فردَّها عليَّ" [رواه ابن ماجه والترمذي وقال حسن صحيح]. وعن حذيفة رضي الله عنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح بالبقرة، فقلت يركع عند المائة، ثم مضى، فقلتُ يصلي بها في ركعة، فمضى، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلاً، إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوَّذ [رواه مسلم]. وورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : "اقرأ عليَّ"، قلت: أقرأُ عليك وعليك أُنزل؟، قال: "فإني أُحب أن أسمعه من غيري"، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدً } [النساء: 41]، قال: "أمسك"، فإذا عيناه تذرفان" [رواه البخاري ومسلم]. وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان أول ما بُدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح، ثم حُبِّب إليه الخلاء، فكان يلحق بغار حراء يتحنَّث فيه –وهو التعبد- الليالي أولات العَدَدِ [رواه البخار ومسلم]. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: ركعتان مقتصدتان في تفكُّر خير من قيام ليلة بلا قلب. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا تلا هذه الآية { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ } [الحديد: 16]، قال: بلى يا رب، بلى يا رب. وعن طاوس قال: قال الحواريون لعيسى ابن مريم: يا روح الله، هل على الأرض اليوم مثلك؟، فقال: نعم، من كان منطقه ذكراً، وصمته فكراً، ونظره عبرة، فإنه مثلي. قال عبد الله بن المبارك: مر رجل براهب عند مقبرة ومزبلة، فناداه فقال: يا راهب، إن عندك كنزين من كنوز الدنيا، لك فيهما معتبر، كنز الرجال وكنز الأموال. وعن محمد بن كعب القرظي قال: لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح بـ { إِذَا زُلْزِلَتِ }، و{ الْقَارِعَةُ } لا أزيد عليهما وأتردد فيهما وأتفكر أحب إليَّ من أن أهذُّ القرآن ليلتي هذا –أو قال-: أنثره نثراً. قال الفضيل: إنما نزل القرآن ليُعمل به فاتخذ الناس قراءته عملاً، قيل: كيف العمل به؟، قال: ليحلوا حلاله، ويحرموا حرامه، ويأتمروا بأوامره، وينتهوا عن نواهيه، ويقفوا عند عجائبه. قال ابن القيم: أما التأمل في القرآن فهو تحديق نظر القلب إلى معانيه، وجمع الفكر على تدبره وتعقله وهو المقصود بإنزاله، لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر، قال تعالى: { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } [ص:29]، وقال تعالى: { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَ } [محمد: 24]، وقال تعالى: { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ } [المؤمنون: 68]، وقال تعالى: { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [الزخرف: 3]. وقال الحسن: نزل القرآن ليُتدبر ويُعمل به، فاتخذوا تلاوته عملاً. فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته من تدبُّر القرآن، وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته، فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرها، وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغايتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما وتَتُلُّ في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة وتُثبت قواعد الإيمان في قلبه وتشيد بنيانه وتوطد أركانه وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه وتحضره بين الأمم وتريه أيام فيهم وتبصره مواقع العبر وتشهده عدل الله وفضله وتعرفه ذاته وأسماءه وصفاته وأفعاله وما يحبه وما يبغضه وصراطه الموصل إليه وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه وقواطع الطريق وآفاتها وتعرفه النفس وصفاتها ومفسدات الأعمال ومصححاتها وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم وأحوالهم وسيماهم ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه وافتراقهم فيما يفترقون فيه. وبالجملة: تعرفه الرب المدعوَّ إليه وطريق الوصول إليه وما له من الكرامة إذا قدم عليه. وتعرفه مقابل ذلك ثلاثة أخرى: ما يدعو إليه الشيطان والطريق الموصلة إليه، ما للمستجيب لدعوته من الإهانة والعذاب بعد الوصول إليه. وفي تأمل القرآن وتجبره وتفهمه أضعاف أضعاف ما ذكرنا من الحكم والفوائد. عباد الله: القرآن ليس كتاب مطالعة ولا جغرافيا بل هو كلام رب العالمين فتدبروه ولا تنثروه نثر الرمل ولا تهزوه هز الشعر قفوا عند عجائبه حركوا به القلوب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. -------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2914 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() معـــــاً علــــــى طــريـــــــق الجنــــة وقفة.. مع بيوت الأزياء الراقية يها المسلم الحبيب: إنَّ القلب الذي أقرَّ بلا إله إلا الله، واستقرت فيه حقيقة الألوهية، وحقيقة الربوبية، وحقيقة العبودية لا يمكن أن يهدأ أو يستقر كما تستقر القلوب الخالية الخاوية، إلا أن يرى هذه الحقيقة الربانية قد استقرت وتمكَّنت في الأرض. • لذا ننادي عليك: أيها المسلم الحبيب! إنَّ إسلامنا ليوجب علينا أن نتناصح فيما بيننا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة". قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". فنقول: إنَّ لنا رباً رازقاً خلقنا ورزقنا ووهب لنا هذه الحياة. ونحن نعترف لله تعالى بذلك، فهو الخلاق العليم، وهو الرزاق ذو القوة المتين. أليس كذلك؟ ألست تعترف أيها المسلم بما نعترف به؟ فهذا مما لا خلاف فيه، فالكون بأسره يعترف لله تعالى بذلك. فما ظنك برب العالمين؟ - أأمرنا الله ونهانا لكي يضيق علينا سبل العيش؟ - أأمرنا الله و نهانا لكي يقيد حريتنا ولكي نُكبل بهذه الأوامر والنواهي؟ - أأمرنا الله تعالى لأن ذلك ينفعه ويزيد في ملكه؟ - أنهانا الله تعالى لأن ذلك يضره وينقص من ملكه؟ إذاً لماذا أمرنا ونهانا؟ - أليس لمصلحتنا؟ - أليس لأنه يعلم ما يُصلحنا وما يُفسدنا؟ وكان مما أمر الله به سبحانه المرأة بالتستر و الحجاب, فقال سبحانه: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمً } [الأحزاب: 59]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال معهم أسياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.." [رواه مسلم]. فما قولك أيها المسلم الحبيب؟ - أترى أهذا حق لله تعالى أن يفرض على المرأة الملبس الذي تلبسه, أم أنَّ هذا حق لبيوت الأزياء وليس بحق الله؟ - أترى أهذا حق الله تعالى أن يتدخل في شئوننا أم لنا الحق الخالص وأن ذلك ليس بحق الله؟ -أترى أحق لنا أن نعترض على أوامر الله التي أمر بها وأن يكون لنا وجهة نظر في تنفيذها أم ما هي حدود العبد المخلوق المرزوق من ربه مع أوامر الله؟ فنقول: إنَّ الحق خالص لله تعالى أن يفرض على المرأة الملبس الذي تُصان المرأة من خلاله, فهذا الملبس الذي فرضه الله تعالى هو لباس العفة والطهارة والنقاء والعفاف, أليس كذلك؟ فلماذا أيها المسلم الحبيب - تحادّ ربك؟ - ولماذا تُساعد الفتيات على التعري والسفور وإظهار ما أمر الله المرأة أن تستره؟ من تُرضي؟ -أتُرضي ربك الخالق الرازق أم ترضي المخلوق المرزوق؟ استمع أيها الحبيب إلى قول ربك: { وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ، أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ } [التوبة: 62، 63]. أتريد أن تكون وقوداً لجهنم ؟!! أتقدم نفسك إلى النار كقربان لإرضاء الناس في سخط ربك؟ فاعلم: { فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } [التوبة: 96]. قل لي بربك: - ما هو رصيدك الذي سوف تُقابل به ربك؟ - منذ كم من السنوات وأنت تبيع للنساء أمثال هذه الملابس؟ - كم عدد النساء اللاتي اشترين منك أمثال هذه الملابس التي لا ترضي الله ولا ترضي رسوله ولا ترضي المؤمنين؟ - كم من امرأة أظهرت مفاتنها وأنت ساعدتها على إظهار أقبح ما فيها, أتُباهي بذلك وتتفاخر به عندما تقف بين يدي ربك؟ قال سبحانه: { وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [التوبة: 105]. فإن قلت: ما السبيل وما المخرج من هذا الهلاك؟ قلنا لك: قد يتلاعب الشيطان برأسك ويقول لك أنَّ هذا هو مصدر رزقك وأن لديك عمالاً يعملون لديك, ولهم بيوت ومعيشة, وليس لهم مصدر رزق إلا ذلك, وإن لم تقم ببيع ذلك فالفقر أسرع ما يكون إليك, وإن لم أقم ببيع ذلك إلى الفتيات فغيري يقوم ببيعه. وسواء قمت بالبيع أم لا فهذا لا يُغير من حالها ولا يجعلها تتحجب. فنقول: - أيصلح أن يكون ذلك عذراً لك عند ربك؟ - وإن كان غيرك أراد أن يقحم نفسه في النار فهل أنت حزين على أنك لم تدخلها مع الداخلين؟! - أيحزنك أنَّ الناس يدخلون النار وتدخل أنت الجنة؟! وإن كنت تخشى الفقر فنقول لك: { وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [التوبة: 28]. بل قل: { حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ } [التوبة: 59] بل نقول لك: إن محبة الآباء والأبناء والزوجة والعشيرة والمال وكل متاع الدنيا لا يقدم على محبة الله وطاعته, وإِلا كان الندم أشد الندم. قال سبحانه: { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة: 24]. وإياك ثم إياك أن تفضل الدنيا عن الآخرة: { أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ } [التوبة: 38] فلتنظر أيها المسلم الحبيب: إلى الأسس والقواعد التي تبنى عليها عملك, أتبنيه على أرض صلبة أم على كثبان من الرمال؟ { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [التوبة: 109] فعليك أيها المسلم الحبيب: أن تُسارع بإنقاذ نفسك وإنقاذ ولدك وإنقاذ زوجك قبل أن تكونوا وقوداً للنار. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ } [التحريم: 6] وختاماً نقول: - أمازلت مُصراً على أن تُبارز ربك بهذه المحرمات؟ - أمازلت مُصراً على عصيان ربك؟ - أما زلت مُصراً على نزع ثياب العفّة عن المرأة وعلى إلباسها ثياب الرذيلة؟ - أما زلت مصراً على شيوع الفاحشة في الذين آمنوا؟ - أما زلت مصراً على أن تَطعَم وتُطِعم أولادك من حرام؟ فلا نملك إلا أن نقول لك: { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } [التوبة: 129]. اللهم هل بلغت ...اللهم فاشهد... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2915 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() معــــــاً علــــى طــــريــــق الجنـــــة مَنْ أَنْتَ فكفاك غروراً وبغياً وطغياناً أيها المسلم الحبيب: - لماذا الكبر، ولماذا الغرور؟! - لماذا الزهو والعجب؟! - لماذا البغي و الطغيان؟! فمن أنت؟!! أيها المسلم الحبيب: - هل تفكَّرت يوماً في شأنك, من أنت ومن تكون؟ هل تفكرت في بداية خلقك وكيف خُلقت, ومن أي مادة صُنعت؟! فنحن نحتاج أيها الحبيب: أن نقف مع أنفسنا, ونقول لها: قفي يا نفس واعرفي مكانك, واعرفي قدرك وحجمك!! فإذا وقف الإنسان أمام المرآة, كشف حقيقة نفسه, لعله يُحاول أن يسترها عن الناس, ويخرج عليهم في ملبس لعله لم يكن ملبسه! أما إذا وقف أمام المرآة, فإنه يعري نفسه أمام نفسه؛ حتَّى لا يصاب بالغرور والجحود والنكران. { بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ } [القيامة: 14، 15] أتدرى أيها الإنسان مم خلقت؟! اسمع إلى قول الخالق الذي خلقك وصورك وأخرجك على تلك الصورة والهيئة التي أنت عليها: { فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ، خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ، يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ } [الطارق: 5- 7] أتدري ما بداية خلقك؟ مم خُلق الإنسان الأول؟! { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ } [الأنعام: 2]. { الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ } [السجدة: 7، 8]. { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } [المؤمنون: 12- 14]. فما أنت إلا مزج بين ماء الرجل وماء المرأة لفعلة يستحي العبد من ذكرها، فلقد احتوتك أحشاء أمك بين فرث ودم. { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ } [آل عمران: 6]. أتدري كيف أنت قبل أن تكون على تلك الهيئة؟! { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورً } [الإنسان: 1]. { أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئً } [مريم: 67]. فإن كنت أنت بهذه الصورة وتلك الهيئة، فعلام الغرور ولماذا الطغيان والتكبر؟! { يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ، الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ } [الانفطار: 6- 8]. { كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى } [العلق: 6، 7]. لماذا هذا البغي والطغيان؟! { إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } [العاديات: 6] ولماذا هذا العناد والتخاصم؟! أتدري من تُخاصم وتُعاند؟! { خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } [النحل: 4]. { أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } [يس: 77]. أتدري من تناظر وتُجادل وتُخاصم وتُعاند؟! { وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [النحل: 78]. أيها الإنسان: - من تدعو إذا مسَّك الضر؟ - وإلى من تلجأ إذا حلَّ بك البلاء؟ - وإلى من تجأر إذا ضاقت عليك السُّبل؟ { وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ } [الزمر: 8]. { وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [يونس: 12]. انظر إلى حال الإنسان بعد إنعام الله عليه { وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ } [فصلت: 51]. انظر إلى حاله إذا ضُيّق عليه بعد الإنعام. { وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ } [فصلت: 51]. والإنسان بدأبه يجزع! { إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعً } [المعارج: 19- 21]. انظر إلى جهل الإنسان بالسنن. { فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ } [الفجر: 15، 16]. { وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ } [هود: 9]. أيها الإنسان: صف لنا من حالك إذا كنت في سفينة, ولعبت بك الأمواج حتى أوشكت على الغرق, قل لي بربك إلى من تلجأ ومن تدعو, وإلى من تتضرع؟ وقبل أن تُجيب, نقول لك: حالك كهذا الحال الموصوف: { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } [يونس: 22]. هل تظن أنَّ الإنسان يصدق فيما عاهد الله عليه؟! { فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } [يونس: 23]. وهذا من جهل الإنسان وغبائه. { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [يونس: 23]. فيا أيها الإنسان: اعلم: { يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ } [الانشقاق: 6]. وعند ذلك تكون أحد الرجلين: { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا، وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ، فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا، وَيَصْلَى سَعِيرًا، إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا، إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } [الانشقاق: 7- 14]. وفى ذلك اليوم: { وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى، يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } [الفجر: 23، 24]. ولكن هيهات هيهات فإنك في هذا اليوم: { يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } [القيامة: 13]. { يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ } [القيامة: 10]. فما ظنكم بربكم؟! { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } [المؤمنون: 115]. { أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى } [القيامة: 36]. فلتعلم: { وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى، ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى، وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى } [النجم:39- 40]. وختاماً.. نقول لك: { فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى، وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى } [الليل: 5- 11]. --------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2916 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() هكذا فقدنا القمم .... عندما غابت القيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.... وبعد أوصيكم ونفسي أحبتي بتقوى الله جل جلاله ففيها السعادة والفلاح والنجاة والفوز بجنة عرضها السماوات والأرض ... أيها الأفاضل نعلم وتعلمون أن شخصية الإنسان هي عبارة عن مجموعة من القيم والمبادئ وهذه القيم هي النافذة التي من خلالها ينظر الشخص للآخرين ويتعامل معهم ويؤثر فيهم ويحاورهم ، وهذه القيم هي المعيار الذي من خلاله ترتفع قيمة الشخص بناءً على ما يملكه من خير وإحسان ونفع للآخرين ، أو تهبط قيمة الشخص بناءً على ما يملكه من جوانب شر وحسد وظلم ... لذلك فإن الإيمان بالله وتعظيمه ومراقبته والخوف منه والالتزام بشرعه هي قيمٌ عظيمة يجب أن تتربى عليها النفوس العظيمة وكذلك فإن الصدق والعدل والحياء والأمانة وبذل المعروف وكف الأذى وحب الخير وأهله وكراهية الشر وأهله والإحسان إلى الآخرين ومساعدة الفقراء والمحتاجين كل هذه قيم بها يسعد الأفراد وتسعد الأسر و المجتمعات بل وتسعد الدول ، ولمّا ضعفت هذه القيم بل لربما فقدت رأينا تغير في واقع شباب الأمة الإسلامية .. رأينا ضعف الهمم والاهتمام بالأمور التافهه التي لا تخدم الدين ، ورأينا الوقوع في بحار المخدرات والتقليعات ومعصية فاطر الأرض والسماوات ورأينا كثرة القضايا السلوكية والأخلاقية والاجتماعية ورأينا التقليد الأعمى لطوائف الكفر والزندقة والبعد عن شرائع هذا الدين العظيم ، ورأينا التساهل في أمور الطاعة وتقديم المباحات على الطاعات في معظم المواقف وإلى الله المشتكي من هذا الواقع ... ولنا في رسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فقد بقي ما يقارب العشرون عاماً يغرس القيم والمبادئ في نفوس أصحابة رضي الله عنهم حتى أتى الوقت المناسب لهدم الأصنام كما ورد في عام الفتح وأتى الوقت المناسب لتحريم الخمر وهكذا .. ويمر صلى الله عليه وسلم على جارية ويقول لها أين الله قالت : في السماء فقال صلى الله عليه وسلم (اعتقوها فإنها مؤمنة) نعم هذه الجارية وإن كانت جارية إلاّ أنها تحمل قيم عظيمة .. ومما ورد في سيرة عمر – رضي الله عن عمر وعن الصحابة عموماً – أنه بقي عاماً كاملاً لم يحكم في قضية بين المسلمين فذهب إلى خليفة المسلمين أبا بكر رضي الله عنه وقال : يا أمير المؤمنين أعفني من هذه الوظيفة وليس لي حق في هذا المال الذي آخذه من بيت مال المسلمين وأنا عام كامل لم أحكم في قضية . فقال له أبو بكر (كيف أتولى أمر المسلمين وتريدون أن تتخلوا عني والله لا أعفيكم ) الشاهد في هذا أنه عام كامل لم يحصل فيه خصومات أو منازعات لأن القيم عالية في نفوس أصحاب رسول الله صلى اله عليه وسلم . وفي قصة عمر رضي الله عنه المشهورة لمّا خرج ذات ليلة يتفقد أحوال الرعية وبينما هو يسير في إحدى طرقات المدينة في آخر الليل وإذا به يسمع نلك المرأة التي تقول لابنتها (قومي فامزجي اللبن بالماء ) قالت هذه الفتاة التي امتلأ قلبها بتعظيم الله تعالى والخوف منه ومراقبته قالت : ألم تسمعي منادي عمر يقول (لا تمزجوا اللبن بالماء ) قالت الأم : إن عمر لا يرانا ، فقالت هذه الفتاة الصالحة هذه المقولة التي تكتب بماء الذهب بل تكتب بدموع العيون قالت (إن كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا) لا إله إلا الله ما عظم هذه الفتاة وما أعظم ما تحمله من قيم ... لنا أن نتساءل : هل هذه الأسرة غنية .. طبعاً لا ..فهي أسرة فقيرة من أفقر أسر المدينة .. هل هي غير محتاجة .. طبعا لا ..فهي في أشد الحاجة ... هل هذه الفتاة تتكلم والناس يسمعون فقالت هذا الكلام ... طبعاً لا ..فهي تراقب الملك العلام سبحانه وتعالى .. لذلك عمر بكى في تلك اللحظات وأمر خادمة أن يعرف هذا البيت ، فما كان منه رضي الله عنه إلا أن زوجها ابنه عاصم فانجب ابنةً تزوجها عبد العزيز بن مروان فأنجب عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل المعروف .. وفي عام الرمادة أصاب المسلمين من الجوع والفقر والحاجة ما الله به عليم فأتت قافلة لعثمان بن عفان رضي الله عنه قوامها ألف بعير محمّلة بالتمر والزبيب والحبوب وغيرها ، فتلقاها تجار المدينة وقالوا لعثمان : نعطيك بكل درهم درهمين ، فقال لهم ( لقد أعطيت أكثر من هذا ) قالوا : نعطيك الدرهم بخمسة دراهم ، فقال (أعطيت أكثر من هذا ) قالوا: من اعطاك ونحن تجار المدينة وأعرف بمن فيها قال لهم : ألم تقرؤوا قول الله تعالى ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) أُشهدكم أني قد بعتها لله ورسوله ، ثم أنفقها على المسلمين لأنه يحمل قيم عظيمة في حب المسلمين وبذل المعروف وكف الأذى فلو كان رضي الله عنه يحمل الجشع والطمع لوجدها فرصة مع فقر وحاجة الصحابة في ذلك الزمن –وحاشاه رضي الله عنه - فهو ليس كتجار هذا الزمان الذين يتحكمون في الأسعار مما أدى بالمستهلكين إلى تحمل القروض والديون الكثيرة التي أثقلت كواهلهم .. أيها الأخوة : وهذا رجل سارق كان يقطع الطريق وفي يوم من الأيام يوقف هذا السارق غلام ويقول له : كم معك من النقود؟ فيقول ذلك الغلام الذي تربى على الصدق والقيم العظيمة ( عندي أربعين دينار ) فيقول السارق : تعلم أيها الغلام أن سأسرق ما معك وتخبرني بما معك !!! فقال الغلام (نعم أمي ربتني على أن لا أقول الصدق ) فقال ذلكم السارق : سبحان الله أمك علمتك أن تقول الصدق فتصدق وربي يقول لي لا تسرق فاسرق فأنا من هذه أُشهدكم أن تائب إلى الله تعالى ثم أمر بإرجاع كل ما سرق من أموال إلى أصحابها .. لا إله إلا الله كيف كان ذلك الشاب سببا في توبة هذا السارق عندما تربى على الصدق وعلى هذه القيمة العظيمة .. كم نحتاج وتحتاج الأمة إلى تربية الجيل على هذه القيم في هذا الزمن العجيب .. والأفراد والمجتمعات تتربى على هذا القيم من مصادر مختلفة وهي كما يلي : أولاً/ البيت والأهل والأسرة والوالدين فكما جاء عند مسلم والبخاري في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) لذلك فدور البيت دور عظيم في زرع هذه القيم في نفوس الأبناء والبنات من خلال الجلسات الأسرية والمواقف وسرد القصص حتى ينشئوا عليها وعندها يسعد البيت والمجتمع والأمة.. ثانياُ/ المسجد وهو المكان الذي كان ينطلق منه الحبيب صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه والمسجد هو المكان الذي نؤدي فيه العبادة ونسمع فيه الأذان والخطب والمحاضرات والدروس وبهذا يجب أن نستغل المسجد في غرس القيم الصالحة التي يبنى عليها صلاح المجتمع والأمة . ثالثاً/ وسائل الإعلام –المسموعة والمقروءة والمرئية – وكذلك وسائل التقنية الحديثة والمطورة والتي أصبحت تشغل أوقات أبناءنا بشكل مخيف ، فنعدما نربي في أبناءنا وبناتنا مراقبة الله والخوف منه والحذر من مزالق هذه التقنية وكم من القصص سمعنا بها في انحراف الشباب خلقيا وسلوكيا ما يندى لها الجبين .. رابعاً/ المناهج والمقررات المدرسية التي تصدرها وزارة التربية والتعليم وهي بلا شك تغرس في نفوس البنين والبنات قيم كثره فإن حادت هذه المقررات عن طريق الصواب فسوف تخرج لنا جيلا هشاً ضعيفاً لا يحمل قيم ولا ينفع أمة ولا يبني حضارة . أحبتي في الله : إن القيم هي المؤشر الذي يحدد مسار الشخص وهي البوصلة التي ترسم اتجاه ملاحة الشخص في اليوم والليلة لذا يجب علينا أن نعيد النظر في أهمية غرس القيم في أبناءنا وبناتنا حتى نأخذ بأيديهم إلى بر الأمان ونبني بهم حضارة ونحيي بهم الأمة كما فعل أسلافنا في تربيتهم لأبنائهم .. والعجيب أن ماليزيا تفوقت على معظم دول العالم عندما وضعت عشر قيم مهمة لفترة عشر سنوات وفعلا حققت النجاح عندما حققت هذه القيم وقفزت من مصاف الدول المتأخرة إلى الدول المتقدمة على مستوى العالم .. اسأل الله تعالى أيها الأخوة أن يصلح أبناءنا وبناتنا وشباب المسلمين في كل مكان وأن يقيهم شر الفتن والشهوات والمغريات ونسأل الله تعالى أن ينصر دينه وكتابة وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ...... ------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2917 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() حكم و مواعظ لا تنسى v لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنياً . v لا تطعن في ذوق زوجتك فقد اختارتك أولاً . v لا تجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما . v من جار على صباه جارَتْ عليه شيخوخته . v المال خادمٌ جيد لكنه سيدٌ فاسد. v تاج القيصر لا يمكن أن يحميه من الصداع أن تكون فردًا في جماعة الأسود خير لك من أن تكون قائدًا للنعاج. v لو أنك لا تصادق إلا إنسانًا لا عيب فيه لما صادَقْتَ نفسك أبدًا. v اللسان الطويــــل دلالة على اليد القصيرة. v ليس شجاعًا ذلك الكلب الذي ينبح على جثة الأسد. v عظَمة عقلك تخلق لك الحساد وعظَمة قلبك تخلق لك الأصدقاء . v لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظم من عصيت . v ثلاثة أصناف من البشر لا يستطيعون فهم المرآة : الأطفال والشبان والشيوخ ! v يقول الرجل في المرأة ما يريد لكن المرأة تفعل في الرجل ما تريد ! v إذا قدرتَ على عدوك فاجعل العفو عنه شكرًا للقدرة عليه . v يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم . v من دعا لظالمٍ بالبقاء فقد أحب أن يُعصى الله . v دقيقة الألم ساعة وساعة اللذة دقيقة . ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2918 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() تعالوا ننظر من نافذة الأمل قليلاً!! بسم الله الرحمن الرحيم بعيداً عن الأحداث الدامية التي يمر بها العالم الإسلامي وعلى رأسه سوريا الجريحة بصفة عامة، دعوني أحلق بكم في فضاء الثقة في الله تعالى، وأطل معكم من نافذة الأمل في نصره وتمكينه لهذا الدين، وهو القضاء الواقع لا محالة!! فمنذ عهد قريب وبعد سقوط الخلافة الإسلامية تحديداً، لم يكن أحد يجرأ على التحدث باسم الإسلام، أو الدعوة إلى اتخاذه منهج حياة، وإلا اعتبره الناس مخبولاً يسبح في فضاء الخيالات والأحلام!! ثم جاءت عهود من الظلم والطغيان؛ استشعر فيها حكامها بما لديهم من حاسة الشم التي فاقت حاسة الشم لدى الكلاب المدربة، كل من تسول له نفسه القيام بالدعوة لهذا الدين مجدداً، فاستفردوا بهم في غياهب السجون والمعتقلات، وأذاقوهم وذويهم سوء العذاب، وجعلوا منهم مضرب الأمثلة في التنكيل بهم تقتيلاً وتشريداً!! حتى ظن الناس أنه لم يعد على وجه الخليقة من ستأخذه الجرأة مجدداً للدعوة إلى هذا الدين!! ولكن ظل دين الله راسخ في القلوب الصادقة لم يتزعزع، ولم تلن له قناة!! ثم جاءت عهود أحيا الله فيها الدعوة لدينه من جديد على أيدي عباده المخلصين، وأقبل الناس عليهم بفطرهم السليمة، واستشعرت قوى البغي والظلام الخطر المحدق بكهوفها المظلمة من شدة بريق نور هذا الدين، فسارعت لطمسه، وشنت هجماتها الغوغائية؛ لتشويه صورة دعاته لدى القاصي والداني من الناس، لتحكي السجون والمعتقلات مجدداً صورا من المأسي والمعاناة!! ولكن بقي دين الله راسخاً في القلوب كذلك، فلم تخفت أنواره، ولم تنتكس رايته!! وتحولت تلك السجون والمعتقلات إلى مصانع للرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فألفوا الصدع بالحق، والثبات عليه في وجه أعتى الطغاة، بعدما انحصرت غايتهم في نيل الاصطفاء بالشهادة في سبيل نصرة هذا الدين!! فتغيرت لديهم أولويات الأهداف من هذه الحياة، وتبدلت معالمها؛ بما لا يجعل للمجرمين عليهم سبيلاً!! وزحف المارد الإسلامي يجتاح قطراً بعد قطر، في ظاهرة واضحة تؤكد رغبة المسلمين في العودة لهذا الدين!! وبدلاً من أن يحاصر الطغاة الإسلاميين ليحولوا بينهم وبين الدعوة، إذا بمسيرة دعوتهم تتقدم خطوات بعيدة؛ أجبرت معها الطغاة على مفاوضنهم للدخول في قواعد اللعبة الديمقراطية؛ عساهم يظفروا من خلال اللعب بقواعدها الخبيثة في صرف الناس عنهم، بعدما يسقطونهم في فخاخها، وذلك بعدما استشعروا الزحف الصادق والجاد من تلك الشعوب، نحو العودة لهذا الدين، والعيش في ظلاله!! لتسفر الأحداث الدامية عن زيف دعوتهم، ومسارعتهم قبل غيرهم إلى الكفر بديمقراطيتهم؛ حينما عاينوا بما لا يدع مجالاً للشك أنها ستكون مركب الإسلاميين للوصول إلى مقاليد الحكم في معظم البلدان!! لتسقط مبادئهم ويسقطون معها بإذن الله عما قريبٍ إلى غير رجعة في مزبلة التاريخ!! أحبتي . . إن الله ينتصر لهذا الدين من فوق سبع سماوات، والمتابع لمسيرة الدعوة عبر الأزمنة الماضية لا ينتابه أدنى شك في أنها تكسب مع كل لحظة أرضاً جديدة ولله الحمد والمنة، وها نحن الآن على مشارف المرحلة الأخيرة؛ لسقوط شعارات الزيف والتضليل عن أعين وعقول الناس بإذن الله، لتعلو راية هذا الدين صافية نقية من كل شائبة وكدر!! ولكن يبقى السؤال الذي لا ينبغي أن نغفل عنه بجال يتمثل في : (هل سيصطفينا الله بنصرة هذا الدين؛ ضمن عباده الصادقين الثابيتن على الطريق حتى نهايته؟!) إن السعي للثبات على هذا الدين، ونيل ذلك الاصطفاء، ينبغي أن يكون همنا الشاغل صباح مساء، فدين الله منصورٌ لا محالة (بنا أو بغيرنا) ولكن من هؤلاء النفر الذين سينصر الله بهم هذا الدين؟! قال تعالى : (أم حسبتم أن تدخلو الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) (142) آل عمران . . نسأل الله أن يعاملنا وإياكم بما هو أهله، ولا يعاملنا بما نحن أهله، وان يمن علينا بهذا الاصطفاء والثبات على الدين؛ حتى نلقاه وهو راضٍ عنَّا . ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، . وهو سبحانه أهل التقوى وأهل المغفرة. ------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2919 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() (( الكـــــوامـــــــل الجــــوامـــع )) بسم الله الرَّحمن الرَّحيم هل جاءك خبر هذا الدعاء العظيم والذي أطلق عليه سيد الأولين والآخرين أنه من (( الكوامل الجوامع )) والذي يدخل تحته كل أنواع الخير بلا استثناء ..؟ هو قليل الألفاظ والكلمات, شامل وكامل المعاني, يدخل تحته السؤال عن كل أنواع الخير, والاستعاذة من كل أنواع الشر بلا استثناء. جاء في شرح الدعاء رقم (80) من كتاب: "شرح الدعاء من الكتاب والسنة" للشيخ ماهر بن عبدالحميد مقدم والذي شرح فيه كتيب الشيخ سعيد بن وهف القحطاني: "الدعاء من الكتاب والسنة" مايلي: 80- ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ: عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ [مَا اسْتَعَاذَ بِكَ] [مِنْهُ] عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا))(1). الشرح: هذا الدعاء العظيم الذي بين يديك أطلق عليه سيد الأولين والآخرين، بعد أوصاف كمالٍ وجلالٍ: أنه من/ ((الكوامل الجوامع))(2) الذي ليس بعده مبنى يفيد في معنى الكمال في سعة المعنى، وشموله، واحتوائه على أجلّ المقاصد، وأعلى المطالب منه، حيث أمر به صلى الله عليه وسلم إلى أحب أزواجه، وابنة أحب رجاله، فما من خير يتمناه العبد ما علمه وما لم يعلمه في دينه ودنياه وآخرته إلا وقد دخل فيه، وما من شرٍّ يخافه العبد مما علمه، ومما لم يعلمه في دنياه وآخرته إلا وقد دخل في الاستعاذة منه, وغير ذلك أنه من دعا به فقد كفاه ما دعا به سيد الأولين والآخرين طول حياته في سرِّه وعلانيته، فأظنك يا عبد اللَّه قد علمت لماذا وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه من الكوامل الجوامع، بعد كل هذه المزايا ينبغي للعبد أن يفرّ إليه في كل أحواله في أدعيته في ليله ونهاره، وفي سفره وحضره، مع قلّة ألفاظه، وجزالة معانيه، وعذوبة كلماته، التي تجعلك يا عبد اللَّه أن تتشبّث به. قوله: ((اللَّهمّ إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه و ما لم أعلم)): أي: يا اللَّه أعطني من جميع أنواع الخير مطلقاً في الدنيا والآخرة ما علمت منه وما لم أعلم، والتي لا سبيل لاكتسابها بنفسي إلا منك(3), فأنت تعلم أصلح الخير لي في العاجل والآجل. قوله: ((وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه، وما لم أعلم)): أي: اللَّهمّ أجرني واعصمني من جميع الشرور العاجلة والآجلة في الدنيا والآخرة، الظاهرة منها والباطنة، والتي أعلم منها، والتي لا أعلمها؛ فإن الشرور إذا تكالبت على العبد أهلكته. قوله: ((اللَّهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك)): تأكيد لما قبله، وتفضيل لاختيار الرسول على اختيار الداعي، لكمال نصحه، وحرصه على المؤمنين من أنفسهم، وهذا الدعاء الجليل، يتضمن كل ما فات الإنسان من أدعية عن النبي صلى الله عليه وسلم التي لم تبلغه أو لم يسمع بها، فهو يسأل كل ما سأله النبي صلى الله عليه وسلم بأوجز لفظ، وبأشمل معنى . قوله: ((وأعوذ بك من شر ما استعاذ به عبدُك ونبيُّك)): وهذا كسابقه، فذاك في [سؤال] الخير، وهذا في الاستعاذة من الشر، ويدخل كذلك كل شر ما استعاذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم. قوله: ((اللَّهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل)): أي: وفقني يا اللَّه إلى الأسباب القولية والفعلية الموصلة إلى الجنة، وهذا الدعاء فيه تخصيص الخير الذي سأله من قبل؛ لأن هذا الخير هو أعظمه، وأكمله، وهو الجنة، فلا خير أعظم منها [إلا رضى اللَّه، والنظر إلى وجهه الكريم]. قوله: ((وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل)): أي: قني واعصمني من الوقوع في الأسباب الموجبة لدخول النار، سواء كانت [اعتقادية أو قولية أو فعلية]، وهذا الدعاء فيه تخصيص من الشر المستعاذ منه من قبل، والعياذ باللَّه، فهي أشد الشر وأخطره، فما من شر أشد منها. قوله: ((وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً))، وفي رواية وهي مفسرة للرواية الأخرى: ((وَمَا قَضَيْتَ لِي مِنْ قَضَاءٍ ، فَاجْعَلْ عَاقِبَتَهُ لِي رَشَدًا))(4): أي: أسألك يا اللَّه أن تكون عواقب كل قضاء تقضيه لي خيراً، سواء كان في السراء أو الضراء، وافق النفس أو خالفها؛ لأن كل الفوز و الغنيمة في الرضا بقضائك؛ فإنك لا تقضي للمؤمن إلا خيراً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عجباً لأمر المؤمن، إنّ أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له))(5).اهـ ----------------------------------- (1) ابن ماجه، أبواب الدعاء، باب الجوامع من الدعاء، برقم 3846، بلفظه، وأحمد، 41/ 474، برقم 25019، ولفظ الزيادة الثانية له، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، 1/521، ولفظ الزيادة الأولى له، وابن أبي شيبة، 10/ 263، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 2/327. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2920 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ليتهم يوم ادفنوني .. ادفنوا ذيك العباية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إنَّ حال النساء اليوم من تبرُّج وسفور يُندى له الجبين ويزيد من أحزان كل مسلم غيور وهذه قصيدة متواضعة أسأل الله أن ينفع بها كتبتها بدمي قبل حبري من نسج خيالي ولكنَّها تُحاكي واقع مِئات الفتيات المسلمات المُتساهلات في حِجابهن أهديها إلى كل أخت اتبعت هواها إلى.......من تجرأت على الله إلى....... من عصت أوامر الجبار إلى .........من عصت رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى ...... من اغترت بجمالها إلى........من فتنت الرجال بزينتها إلى...... من هدمت بيوت قائمة وشتتت أسر آمنة بميوعتها وخلاعتها إلى .... من مشت مجاهرة بمعصيتها بين الناس إلى .... من تحملت وزرها ووزر من رآها وعمل مثلها إلى ......من تركت حجابها أوتساهلت في حشمتها إلى..... من انساقت خلف دور الأزياء..!!!! في ماذا...؟؟؟!! في الحجاب !!! الحجاب .. الذي يشكي حاله من نساء اليوم الحجاب .. الشفاف الضيق المزخرف الفاتن والذي والله يحتاج لحجاب الحجاب ..الذي أمرت بستر زينتك به مابالك تسترينه بزينة أخرى أنفقت عليها أبهض الأثمان أختاه..... أما تعلمين أن حجابك عبادة لله تتقربين بها إليه كما هو حالك مع باقي العبادات أختاه... أما قرأت قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59 أختاه...أنت غدا" ستموتين وستكفنين بقطعة قماش بيضاء من أرخص أنواع الأقمشة ووالله الذي لا إله إلا هو ليس فيها نقوش ولا ألوان ولا حبة خرز واحدة أختاه..... يامن حرصت على إسدال خصلات من شعرك من خلف الحجاب إعلمي أن من سيكفنك سيحرص جاهدا" على أن لا يرى منك شعرة واحدة أختاه .....يامن كشفت وجهك بإرادتك ولم تبقي أداة من أدوات الزينة إلا ووضعتيها عليه سيغطى وجهك بالكفن عند موتك بغير إرادتك أختاه.... إعلمي أن الله لم يخلقك عبثا ولم يتركك سدى بل أن الله خلقك لغاية جليلة ألا وهي عبادته قال الله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 والله سبحانه وتعالى أوجدنا في هذه الدار للإختبار فبعد انقضاء الأعمار الكل سيقف بـين يديه ليس بينه وبين الله حجاب فيسأله عن الصغير والكبير أختاه ...لايغرَّك بأن الحليم أمهلك فهو سبحانه ليس بغافل عما تعملين فاليوم عمل وغداًحساب وجزاء قال تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ)المؤمنون115 وأهديها إلى كل أخت تمسكت بحجابها وطهرها وعفافها وعانت من ألسنة المستهزئين إلى القابضة على الجمر إلى من أحست أنها بتمسكها بحجابها أصبحت غريبة أقول لها طوبى لك .. نعم طوبى للغرباء قال صلى الله عليه وسلم : ( طوبى للغرباء ، قيل : و من الغرباء يا رسول الله ؟ قال : ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير ، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1619 وأهديها إلى كل أب وأم إلى كل زوج وأخ ...وأقول لهم قال صلى الله عليه وسلم : (ما من عبد يسترعيه الله رعية ، يموت يوم يموت ، و هو غاش لرعيته ، إلا حرم الله عليه الجنة) الراوي: معقل بن يسار المزني - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5740 وقال صلى الله عليه وسلم : (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، الأمير راع ، والرجل راع على أهل بيته ، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5200 هدى الله نساء المسلمين ورزقهن الحياء والحشمة والعفاف ووفقهن إلى ما يحبه ويرضاه القصيــــــــــــــدة -------- قِصَّتي حُزن ومَرَارة تِحكي عن سارة الفتون لبسهاعالموضة دايم والعــبــاية بكــل لون العــطـــر فوَّاح منها والكــحل غطَّى العيون تقول: (إيماني في قلبي لا تسيـؤن الظّنون) **** يا شَريفة يا عَفيفة لِيْه رشِّيتي العطر؟؟ يالِّي أهدافِك نَظيفة لِيْه جمَّلتي الثَّغر؟؟ لِيْه لِسِيقانِك كَشفتي ولِيْه لِشَعْرك والنَّحر؟؟ ليه خصَّرتي العَبَاية لِيْن أبْدِيتي الصَّدْر؟؟ *** شافوا سارة رجال حِسبة كلَّموها وانصحوها مخــــافة الله ذكَّروها ومن عذابه حذَّروها أم ســـارة خاصمتهم واشتـــكتهم لأبوها والأب اللاهي تكلَّم : (بنتي حُرَّة اتركوها) **** مَــرَّة سارة خارجة من بيتها ويَّا الرفيق اصدمتهم شاحنــــة في حادثة وسط الطَّريق من عُقب مَلْهَى ومَقْهَى صاروا في قبرٍ وضِيق وصاروا عبرة لكلِّ عاصي علُّــــه من غيُّه يفيق **** الشباب في كلِّ مـــول ما دَروا شِي الِّي جَرى ويــن سارة ؟؟ يسألون مـــوت سارة ما طرى ما دَروا إنِّـــك يا سارة غيَّبــــــوكِ في الثَّرى ما دروا مين الِّي باع وما دروا مين اشترى **** كَمْ فسَدت وكَمْ غويت!! ما سلكْت درب الهِداية ليْت ربِّي ما عَصيت!! ليْت ما طِعتك هوايَ !! ليتِنـــي يوم إني مِتْ ماتَـــت ذنوبي معايَ !! ليتـــهم يوم ادفنوني ادفنـــوا ذِيك العَبَاية !! **** ليْت أبويَة يوم جوني قال يا بنتي خطيتي !! ليْت ما طِعْتينـي يُمَّة ولعَبـاتي ما شَريتي !! ليْت لأفعالي نهـيتي ولعذابِــي ما سَعيتي !! ليْت حَرَّصْتـي عَليَّ ليْت عنِّـي ما غفِيتي !! **** ماأدري وِش بألقى يَا يُمَّة يُوم نُومي في القُبور !! ألقـى حُفْرة وإلاَّ روضَة ألقـى ظُلْـــمَة وإلاَّ نور !! ألقى نــــار وإلاَّ جَنَّــــة ألقــى ظِل وإلاَّ حَــرُور !! آه مِن دُنيَــــا الأمانــــي آه من دُنيـــــا الغـــــرور **** لِيْه تِبرَّجتـي يا سارة ؟؟ ما قَريتـي في الكِتاب ؟!! السُّوَر أنزلـــها ربِّـي فيــها آيـــات الحِجــــاب !! لِيْه بِحُكْمُه ما رضيتي ؟؟ لِيْه جانبتي الصَّواب ؟؟ لِيْه تِكَبَّرْتـي وعَصِيتي ؟؟ ما تِذكَّرتي الحِساب ؟!! **** يا بَنــات في كِلِّ دِيْرة لا تسَـــوُّا مِثل ســارة التَبَــــرُّج والسُّفــــور هوَّعِنـــــوان الخَسارة الحِجَـــــاب هوَّ الرُّقي والتَّقــدًّم والحضـــــارة الحِجاب تَقْوى وعِبَادة الحجاب عِفَّة وطهَارة **** ما نقــــول حِجَابنـــــا تَقْـليد وعَادة ما نقــول ما نقـــــــول هوَّ خِيْرَة نِتَّبِـــعْها أو نِحُــــول ما نقــــــول قـــولٍ على قول ربِّي والرَّسُــول ما لنـــا إلاَّ الرِّضــى بشَــرْع ربِّــي والقبــول ------------------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 0 والزوار 12) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |