منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 17-06-2013, 05:02 AM   #2921
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

البعد الانساني للامة المسلمة في واقع المسلمين

لا تقوم الأمة الإسلامية الواحدة على أساس من هيكل سياسي واحد فحسب، ولا على أساس من ارتباط مصالح اقتصادية فقط، ولا على توحيد مناهج تربوية، أو على التقاء أعراف وتقاليد، ولغة وتاريخ، وإن كانت كل هذه العوامل وكثير غيرها يمكن أن يكون دليلاً على وحدة الأمة، أو مظهراً من مظاهرها، أو رمزاً من رموزها، أو عاملاً مساعداً على بنائها.
فالأمة المسلمة الواحدة تقوم قبل كل شيء على جوهر صاف، وتلتقي على أسس عميقة في وجودها وكيانها، وتلتف كلها حول محور واحد ثابت يجمعها.
إن هذا الجوهر والمحور، وإن تلك الأسس العميقة كلها، يمكن أن نعبر عنها بكلمة (الحق)، إنه الحق الذي يقوم عليه الكون كله، والخبر كله، إنه(التوحيد) بامتداد معانية ومداه إلى جميع آفاق الحياة الدنيا، إنه التوحيد الذي يربط الحياة الدنيا بالآخرة، إنه التوحيد الذي قضت مشيئة الله أن يكون أمة في الأرض تحمله رسالة ونهجاً، وتجاهد في الحياة الدنيا من أجله، لتنشره في الأرض صلاحاً وخيراً وبراً وإحساناً.
هذه الأمة التي قضت مشيئة الله أن تقوم في الأرض، لتحمل رسالة الله إلى الناس، على مدى العصور والدهور، هذه الأمة هي أمة الإسلام، أمة التوحيد، أمة لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فعلى هذا الأساس تقوم هذه الأمة، وهذا هو جوهرها، وهذا هو محور كيانها ووجودها.
(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) [الأنبياء: 92].
هذه الأمة التي امتدت مع تاريخ الإنسان كله في الأرض، لتمثل أشرف انتساب، وأعز أرومه، ولتمثل جوهر الخير والصلاح،
وحقيقة الأخوة والحرية، وأمانة العدالة، وقوة الأمن، وبهجة السعادة، هذه الأمة لم تعد حاجة العرب وحدهم، ولا حاجة منطقة الشرق الأوسط، ولا حاجة أي شعب محدود أو قطر محدود، إنها حاجة الإنسان حيثما كان، حاجة الشعوب كلها والأقطار كلها والعصور كلها، إنها الهواء والماء للإنسان، وإنها الغذاء لوجوده الصادق كله، إنها السلام الصادق، والأمن والأمان، والحرية والعدالة والإخاء، في أصفى معانيها، لمن يريد أن يكون هذا حقاً تقوم الحياة عليه، لا شعاراً زائفاً وزخرفاً كاذباً تتاجر به الثورات والشهوات والأهواء، والمصالح الدنيوية المادية المتصارعة، من أجل الإنسان ومسئوليته في الحياة الدنيا من خلافة وعبادة وأمانة وعمارة، من أجل تحقيق عبوديته لله، ووفائه بعهده مع الله، من أجل ذلك كله يكون قيام الأمة المسلمة الواحدة في الأرض ضرورة دين وعبادة وسياسة واقتصاد، واجتماع وسعادة، ضرورة حياتية وأخروية، ضرورة لا غناء عنها، وسيظل غياب هذه الأمة عن حياة الإنسان في الأرض سبباً لفوران الشهوة والفساد والإجرام فيها.

ولقد بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - نبياً ورسولاً، مبشراً ونذيراً، خاتم الأنبياء والمرسلين عندما أمتد الفساد في الأرض وظهر، فكان قيام الأمة الإسلامية أو امتدادها آنذاك ضرورة لصلاح الإنسان وخيره، ضرورة حضارية، إنسانية، إيمانية، ويصف القرآن الكريم فترة البعثة النبوية، وضرورة قيام الأمة المسلمة، لتحمل رسالة الله في الأرض، بقوله - سبحانه وتعالى -: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون * قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين * فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون * من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون) [الروم: 41ـ44].
لابد أن نعي هذه الحقيقة وعياً كاملاً، لندرك خطورة القضية التي نعرضها، قضية قيام الأمة المسلمة الواحدة في الأرض، ولندرك كذلك مدى الإفساد الذي يقع في حياتنا وفي حياة الإنسان عامة في الأرض إذا تهاونا عن تحقيق هذه القضية ولندرك عظيم الجريمة التي يرتكبها الظالمون بحق الإنسان، وبحق الشعوب كلها حين يصدون عن سبيل الله، وحين يقاومون مسيرة الحق، ويقاومون بناء الأمة المسلمة في الأرض.
ولابد كذلك أن تدرك الحركات الإسلامية هذه الحقيقة، لتعلم مدى مسئوليتها في قضية قيام الأمة المسلمة الواحدة ومدى الخطر الذي يتحقق نتيجة الشقاق والتدابر، والتمزق والشتات، وضياع الجهود ووهنها.
وإذا كان لقاء الحركات الإسلامية أمراً ضرورياً لبناء الأمة المسلمة الواحدة، فإن تحقيقه يتيسر ما دامت الحركات الإسلامية صادقة في نهجها، زاهدة في شهوات الدنيا، مقبلة على نعيم الآخرة، مدركة عظيم مسئوليتها بحق الإنسان، فالله - سبحانه وتعالى - قادر على أن يضع هذه المسئولية على أكتاف رجالها الصادقين الثابتين، إذا تولى الضعفاء والمنافقون: (ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) [محمد: 38].
وإذا كان قيام الأمة المسلمة الواحدة أمراً من عند الله، وقاعدة من قواعد هذا الدين، فلابد أن يكون الله - سبحانه وتعالى - قد وضع في دينه الأسس التي يجب أن يلتقي عليها المؤمنون، وكذلك الأسس التي تلتقي عليها الحركات الإسلامية، لتتجمع الجهود المؤمنة الصادقة كلها في مجرى خير واحد، حتى لا تتبدد وتتمزق إذن فلننظر في دين الله، في كتاب الله وسنة رسوله، لنبحث هناك عن الأسس التي يجب أن نطرحها في واقعنا اليوم، لتلتقي عليها الحركات الإسلامية، وليقوم لقاء المؤمنين على طريق بناء الأمة المسلمة الواحدة، كما ذكرنا سابقاً.
ومن هذا المنطلق، يجب أن ندرس واقعنا، لندرك ما هي أخطر القضايا التي يجب أن نثيرها، لنعالج القضية المطروحة، قضية جمع جهود الحركات الإسلامية، جمع جهود المسلمين، لبناء الأمة المسلمة الواحدة.
فمن كتاب الله إذن وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ومن رؤية الواقع الذي نعيش فيه من خلال منهاج الله، من هذا كله نقدم عرض الأسس التي نتصورها، ونعتبر أنها أساسية في لقاء المؤمنين، وجمع جهود الحركات الإسلامية، على طريق بناء الأمة المسلمة الواحدة.
ومع كل آية أو حديث نجد حقيقة البعد الإنساني لأهمية قيام الأمة المسلمة، للقاء المؤمنين، حتى يصبح لقاء المؤمنين أمل الإنسان في الأرض كلها، وحتى يصبح قيام الأمة المسلمة الواحدة في الأرض حاجة كل مظلوم وأمنية كل صادق، إلا عصابة المجرمين، طغمة المفسدين، وزهوة الظالمين المعتدين، إلا أولئك الذين يعيشون على نهب الثروات، وسحق الإنسان، أو تخدير العباد حتى تسكن وتلين، إلا أولئك فإنهم لن يجدوا في قيام الأمة المسلمة الواحدة راحة لهم أبداً، سيحاربونها ما أمكنهم ذلك، حتى يبقى لهم (نعيم) اللصوص، و(متعة) الإجرام.
إن السعي الجاد إلى بناء الأمة الإسلامية الواحدة على جوهر التوحيد وقواعد الإيمان، على كتاب الله وسنة رسوله، على الحق الذي تقوم عليه السماوات والأرض، إن هذا السعي الجاد هو الصحوة الإسلامية وجوهرها.
إن التوحيد بكل صفائه وجلائه هو جوهر قيام الأمة المسلمة الواحدة، وهو جوهر لقاء المؤمنين. ويحمل التوحيد ذاته أقوى إشارة إلى البعد الإنساني في قيام الأمة الواحدة، حيث يكون التوحيد جوهر فطرة الإنسان حيثما كان، جوهر وجوده، ماضيه وحاضره ومستقلبه، جوهر دنياه وآخرته.
فالتوحيد هو أصدق علاقة إنسانية، وأطهر صلة بين الشعوب وأقوى عُروة بين المؤمنين، ما دام التوحيد صادقاً صافياً.
من هذا البعد الإنساني لقيام الأمة المسلمة الواحدة، يحمل المؤمنون في الأرض مظهراً من مظاهر الصحوة، وقوة من قوى العمل، ليخاطبوا العالم كله، من كل منابره، بالآيات البينات والأحاديث الشريفة التي تجلو هذه الحقيقة، وتجلو نهجها الصادق الأمين، وتقيم عزتها الصادقة الأمينة.
إننا حين نبرز هذا البعد الإنساني في الأمة المسلمة الواحدة في الأرض، نؤكد انتفاء هذا البعد الإنساني عن أي كيان أو تجمع للكفر والإلحاد، إن كرامة الإنسان تنهار في تربة الكفر والإلحاد، وقد جعل الله الكافرين كالأنعام بل أضل!.
وإذا كان الإسلام يحترم حقوق الإنسان، فإنها حقوق لا تهبه الكرامة الحقة والعزة الطاهرة إلا أن يؤمن بالله وحده لا شريك له، إن رغيف الخبز والكساء والمأوى، والماء والهواء، حق للإنسان حتى يعيش فيبتلى ويمحص ولكن رغيف الخبز والكساء والمأوى، كل ذلك على أهميته، لا يهب الإنسان عزته وكرامته، ولا يجلو إنسانيته وجوهره، ذلك أن الطعام والمأوى حاجة الإنسان كما هي حاجة الحيوان والأنعام.
وربما ينطلق داعية من الدعاة المسلمين ليدافع عن كرامة الإنسان من حيث أنه إنسان، مهما كان مذهبه ومعتقده، كافراً أو من أهل الكتاب، أو مجوسياً أو وثنياً أو غير ذلك، ونعجب من هذه الدعوة لسبب بسيط، ففي واقعنا اليوم يجد معظم هؤلاء حقوقهم، إلا الإنسان المسلم الذي يسحق ويذل بسبب إيمانه، ولا يجد من يدعو لحماية كرامته وحقوقه، ويتنطع ذلك الداعية المسلم ناسياً ذلك كله، ليدعو إلى حماية كرامة الإنسان الوثني الملحد، وهي محمية بين أهله الوثنيين!
وإن أول حماية لكرامة الإنسان، وأول حق من حقوقه، هو أن تبلغه رسالة الله، وأن تصان فطرته ليتلقى الرسالة بصفائها، وأن ينال الرعاية والإعداد حتى يتدرب على ممارسة الإيمان وقواعده، كما يتدرب على الكلام والمشي والطعام وخلاف ذلك.
----------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 05:25 AM   #2922
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الشمــــــــــــــــــس

تقول: ماري كايآش
كلغروب شمس هو شروق في مكان آخر
الأمر يعتمد على أين تقف
أنت من يحدد البهجة والرضى
في حياتك انها نظرتك أنت للحياة
وليس بالضرورة ما يحدث لك أو حولك
أنظر للشمس وهي تغيب كيف تجعلك في شوق متكرر لها
كي تشرق مرة أخرى كن كالشمس غب أحيانا عمن تحب
يشتاقوا لك أكثر وتشتاق لهم
ويتعرف الكل كيف تكون الحياة كئيبة دون الشمس
كن شمسا لمن تحب ولمن حولك
وأشعرهم بقيمة الضياء والنور الذي يشع منك برحمة الله وفضله
وكن مصدر دفــء للجميع
فالشمس تدفيء من تحب ومن لا تحب
وما أجمل أن ينتقل معك ضياء القلب
أينما تحل وأن يتطلع من حولك
الى عودتك كما ينتظرون شروق الشمس
ليبدأ يومهم لا تكتئب عندما
تغيب الشمس بل خذ من الوقت لنفسك
لتحمد الله أن جعلك ممن يرونها
وأعطاك الأمل لتنتظر عودتها وأعطاك
الهمة لتصحو قبل شروقها لتشكر
من منحها للكون على نعمه
الأمر دائما يعتمد على كيف
تفكر وأين تقف
--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 05:38 AM   #2923
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب



الخلـــــــــــق الـــــرفيــــــــــع

قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ،
ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق )
هذا الخلق الرفيع نتعلمه من معلم الإنسانية نبي الرحمة الذي يضرب لنا
المثل والقدوة في هذا الخلق. من المعروف أن اليهود في المدينة
قد خططوا لثلاث محاولات لاغتيال وقتل النبي صلي الله عليه وسلم ،
عنف ما بعده عنف أظن لا شيء أكثر من ذلك يجلب العنف ،
وطلب وفد من هؤلاء اليهود زيارة النبي في بيته،
وعلي الرغم من ذلك استقبلهم النبي ( ما هذا الرفق ) وأثناء دخولهم قالوا:
( السامُ عليك . يا أبا القاسمِ !
قال : وعليكم
قالت عائشةُ : قلتُ : بل عليكم السامُ والذَّامُ .
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ " يا عائشةُ ! لا تكوني فاحشةً
فقالت : ما سمعتَ ما قالوا ؟
فقال " أو ليس قد رددتُ عليهم الذي قالوا ؟ قلتُ : وعليكم )
إنها رسالة من نبي الرفق والرحمة رسول الإنسانية..
هذا الخلق الرقيق لابد من استثماره وترجمته إلي واقع حي ملموس
في تصرفاتنا وسلوكياتنا وأخلاقياتنا مع أفراد المجتمع من حولنا،
فالناس ما أحوجها إلي رفق وعطف وبسمة علي الوجوه
قد لا يكون لديك القدرة لإجبار الناس على محبتك
و لكن بالتأكيد لديك القدرة لإجبارهم على إحترامك ..!!
و ذلك بأن تحترم نفسك
--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 06:00 AM   #2924
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أحبــــــــك و لكـــــــــــن !

الحب أيها الصديق لا مثنوية فيه، ولا يحتاج إلى إفراط في الاعتدال،
نبض القلب، وشوق الروح، فلم الاستدراك إذاً؟
"أحبك ولكن أختلف معك!"
وهل يوجد اثنان إلا وبينهما اختلاف ما ؟
هل لحظة التعبير عن الحب هي أفضل وقت للحديث عن الاختلاف
وربما لو لم تكن مختلفاً معي ما أحببتني ولا أحببتك،
فالمرء يبحث عن شيء مختلف بعدما أحب نفسه التي هي هو!
هل سمعت بالشاعر "المثقب العبدي" الذي يقول:
فَإِمّــــا أَن تَــكـــونَ أَخـــــي بِـــحَـــقٍّ
فَـأَعـرِف مِـنـكَ غَـثّـي مِـن سَـمـيـنـي
وَإِلّا فَــاطَّـــرِحـــنـــي وَاتَّـــخِــــذنــــي
عَـــــــدُوّاً أَتَّـــقـــيـــكَ وَتَــتَّــقــيـــنـــي
فــإنـــي إنْ تـخـالــفــنــي شــمــالـــي
بـشـيءٍ مـا وصـلــتُ بـهــا يـمـيـنــي
إذاً لـقـطـعــتــهــا ولــقــلــتُ بــيــنــي
كـذلــك أجـتــوي مــن يـجـتـويــنــي
!أتراه صادقاً ؟
كلا؛ فالإخاء الحق ليس موافقة تامة، ولا ذوباناً، ولا تبعية،
وقد يخالفك أحب الناس إليك ويظل الحب قائماً رغم الخلاف،
وليس البديل عن الحب هو العداء والحرب،
وربما مرّت بالحب عاصفة عابرة كدَّرت الصفو ثم هدأت
وعادت دماء الحب تجري في العروق!
ألا تعلم أن لغة الصفح والتسامح تعني القوة والسيطرة على المشاعر
السلبية، أن تملك نفسك عند الغضب
{ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ }
( الشورى: من الآية 37 )
-"أحبك ولكن احتفظ بكرامتي وكبريائي وعزة نفسي".
كلا أيها الصديق، فالحب لا يجيد هذه الحسابات،
ولا يعد التواضع للحبيب ذلاً أو مهانة..
هَنيئاً مَريئاً غَيرَ داءٍ مُخامِرٍ لِعَزَّةَ مِن أَعراضِنا ما اِستَحَلَّتِ
-"أحبك بصمت ولا أستطيع البوح".
ليس هذا بمقدورك، فالحب الصادق تبوح به العيون والملامح
والقسمات إن لم تعبر عنه الحروف والكلمات، والبوح هو الماء الزلال
الذي يروي شجرة الحب ويبعد عنها شبح الجفاف والتَّيبُّس!
وَتَلَفَّتَتْ عَينِيْ فَمُذْ خَفِيَتْ عَنِّيْ الطُّلُولُ تَلَفَّتَ القَلبُ
-"أحبك ولكن العتب يطرى على بالي!"
لك العتبى حتى ترضى، والعتب العابر حياة للحب،
ما لم يتحول إلى ملامة دائمة توحي بانفكاك رباط الوصل !
-"أحبك ولكن جرحك غائر في ضميري"
لله قلبك الطيب الذي ما زال يحتفظ بالحب رغم الجراح،
لم لا تعوّد قلبك نسيان الآلام ليكون أقدر على استقبال
موجات الفرح والسعادة؟
-"أحبك ولكن أغار عليك"..
وهل تقبل أن يتحول الحب إلى أنانية واستفراد؟
أوليست الغيرة مفتاح الفراق فلم الغيرة في غير ريبة؟
أليس لأجل دوام الحب يتوجب مدافعة الشعور السلبي والاستعانة بذكر الله
ودعائه على نوازع النفس الضعيفة ؟
-"أحبك ولكن أعرف أن الطريق إليك مستحيل"!
كلا؛ لا مستحيل مع الإيمان بالله القادر على التغيير:
وَقَد يَجمَعُ اللهُ الشَّتِيتَينِ بَعدَما يَظُنَّانِ كُلَّ الظّنِّ أَن لاَ تَلاَقِيَا!
والطرق إلى الحبيب بعدد الأنفاس والخطرات !
-"أحبك ولكن البُعد قدر مكتوب"
والحب قدر مكتوب.. والمؤمن يدافع القدر بالقدر، وإذا تقاربت القلوب
فلا يضير تباعد الأجساد!
-"أحبك ولكن هل تحبني؟"
لئن كنت السابق بالفضل، فلا أقل من أن أبادلك الجميل بمثله
وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ دَليلٌ حينَ يَلقاهُ!
وإذا عجزت عن أن أكون مبادراً مثلك فلأتعلم منك وأقفو خطاك!
-"أحبك ولكن على طريقتي.."
لك ذلك.. فللناس فيما يعشقون مذاهبُ!
ربما لا تحسن تزويق العبارات ولا سبك الألفاظ ولا نظم القصيد،
فحسبي قلبك الطاهر ولسانك العف، وحفظك لمحبك في حضوره ومغيبه!
-"أحبك ولكن كيف أنساك؟"
أرجو ألا ينسيك الشيطان ذكر أخيك، فليس الحب سجناً تطلب الفكاك منه..
فإذا طرأ النسيان عليك فهي آية تقصير أو ذنب أحدثته
وحيل بيني وبينك بسببه، فاستغفر الله العظيم من كل ذنب يحول
بيني وبين أحبتي.
-"أحبك ولكن تغيّرت"!
وَقَد زَعَمَت أَني تَغَيَّرتُ بَعدَها وَمَن ذا الَّذي يا عَزَّ لا يَتَغَيَّرُ؟
إن الحب الحق هو ذاك الشعور الراسخ الذي قد يتغير في طريقته
ولكن لا يحول ولا يزول.. حتى الموت لا يمحوه، وفي لقاء الآخرة
{ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }
( الزخرف:67 ).
د. سلمان بن فهد العودة
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 06:12 AM   #2925
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من سار نحو الهداية يسر الله له سبلها

الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم،
اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما،
وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا أتباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه
واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه
وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
من الفوائد لابن القيم
من سار نحو الهداية يسر الله له سبلها
تكرر في القرآن جعل الأعمال القائمة بالقلب والجوارح
سبب الهداية والإضلال,
فيقوم القلب والجوارح أعمال تقتضي الهدى اقتضاء السبب لمسببه
والمؤثرة أثره.
وكذلك الضلال, فأعمال البر تثمر الهدى, وكلما ازداد منها ازداد هدى.
وأعمال الفجور بالضد,
وذلك أن الله سبحانه يحب أعمال البر فيجازي عليها بالهدى والفلاح,
ويبغض أعمال الفجور ويجازي عليها بالضلال والشقاء.
وأيضا
فانه البر ويحب أهل البر فيقرب قلوبهم منه بحسب ما قاموا به من البر,
ويبغض الفجور وأهله فيبعد قلوبهم منه بحسب ما اتصفوا به من الفجور,
فمن الأصل الأول قوله تعالى :
{ الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }
[ البقرة 1- 2 ] ,
وهذا يتضمن أمرين :
الأمر الأول :
أنه يهدي من اتقى مساخطه قبل نزول الكتاب,
فان الناس على اختلاف مللهم ونحلهم قد استقر عندهم
أن الله سبحانه يكره الظلم والفواحش والفساد في الأرض ويمقت فاعل ذلك,
ويحب العدل والإحسان والجود والصدق والإصلاح في الأرض,
ويحب فاعل ذلك. فلما نزل الكتاب,
أثاب سبحانه أهل البر بأن وفقهم للإيمان به جزاء لهم على برهم وطاعتهم,
وخذل أهل الفجور والفحش والظلم بأن حال بينهم وبين الاهتداء به.
------------
يتبــــــــــع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 06:33 AM   #2926
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

والأمر الثاني :
أن العبد آمن بالكتاب واهتدى به مجملا وقبل أوامره وصدق بأخباره,
وكان ذلك سببا لهداية أخرى تحصل له على التفصيل.
فان الهداية لا نهاية لها ولو بلغ العبد فيها ما بلغ,
ففوق هدايته هداية أخرى وفوق تلك الهداية هداية أخرى الى غير غاية.
فكلما اتقى العبد ربه ارتقى الى هداية أخرى,
فهو من مزيد هداية ما دام في مزيد من التقوى.
وكلما فوّت حظا من التقوى فاته حظ من الهداية بحسبه,
فكلما اتقى زاد هداه, وكلما اهتدى زادت تقواه.
قال تعالى :
{ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ {15}
يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِقِيمٍ }

[ المائدة : 15 – 16 ]
وقال تعالى :
{ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }
[ الشورى : 13 ]
وقال تعالى:
{ سَيَذَّكَّرُمَن يَخْشَى }
[ الأعلى : 10 ]
وقال :
{ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ }
[ غافر : 13 ]
وقال :
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ }
[ يونس : 9 ]
فهداهم أولا للإيمان, فلما آمنوا هداهم للإيمان هداية بعد هداية,
ونظير هذا قوله تعالى :
{ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى }
[ مريم : 76 ]
وقوله تعالى :
{ يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً }
[ الأنفال : 29 ]
ومن الفرقان ما يعطيهم من النور الذي يفرقون به بين الحق والباطل,
والنصر والعز الذي يتمكنون به من أقامة الحق وكسر الباطل,
فسر القرآن هذا بهذا.
وقال تعالى :
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ }
[ سبأ : 9 ]
وقال :
{ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }
[ 31من سورة لقمان, والآية 5من سورة إبراهيم,
والآية 19 من سورة سبأ, والآية 33من سورة الشورى ] .
فأخبر عن آياته المشهودة العيانية أنها أنما ينتفع بها أهل الصبر الشكر,
كما أخبر عن آياته الإيمانية القرآنية أنها
أنما ينتفع بها أهل التقوى والخشية والإنابة ومن كان قصده أتباع رضوانه,
وأنها أنما يتذكر بها من يخشاه سبحانه
كما قال :
{ طه {1} مَاأَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى {2} إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى }
[ طه : 1 – 3 ]
وقال في الساعة :
{ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا }
[ النازعات : 45 ]
وأما من لا يؤمن بها ولا يرجوها ولا يخشاها
فلا تنفعه الآيات العيانية ولا القرآنية.
ولهذا ذكر الله سبحانه في سورة هود عقوبات الأمم المكذبين للرسل
وما حل بهم في الدنيا من الخزي,
قال بعد ذلك :
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْخَافَ عَذَابَ }
[ هود : 103 ]
فأخبر أن في عقوباته للمكذبين عبرة لمن خاف عذاب الآخرة.
وأما من لا يؤمن بها ولا يخاف عذابها فلا يكون ذلك عبرة وآية في حقه,
وإذا سمع ذلك قال :
[ لم يزل في الدهر الخير والشر, والنعيم والبؤس, والسعادة والشقاوة ] .
وربما أحال ذلك على أسباب فلكية وقوى نفسانية.
وإنما كان الصبر والشكر سببا لانتفاع صاحبهما بالآيات,
لأن الأيمان يبني على الصبر والشكر, فنصفه صبر ونصفه شكر,
فعلى حسب صبر العبد وشكره تكون قوة إيمانه.
وآيات الله إنما ينتفع بها من آمن بالله وآياته,
ولا يتم له الأيمان إلا بالصبر والشكر, فان رأس الشكر التوحيد,
ورأس الصبر ترك إجابة داعي الهوى.
فإذا كان مشركا متبعا هواه لم يكن صابرا ولا شكورا,
فلا تكون الآيات نافعة له ولامؤثرة فيه إيمانا
------------
يتبـــــــــــع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 06:44 AM   #2927
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وأما الأصل الثاني :
وهو اقتضاء الفجور والكبر والكذب للضلال فكثير أيضا للقرآن
كقوله تعالى :
{ يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ {26}
الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }
[ البقرة : 26 – 27 ]
وقال تعالى :
{ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }
[ إبراهيم : 27 ]
وقال تعالى :
{ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ }
[ النساء : 88 ]
وقال تعالى :
{ وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ }
[ البقرة : 88 ]
وقال تعالى :
{ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ }
[ الأنعام : 110 ]
فأخبر أنه عاقبهم على تخلفهم عن الأيمان
لما جاءهم وعرفوه وأعرضوا عنه بأن قلب أفئدتهم وأبصارهم
وحال بينهم وبين الأيمان,
كما قال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْاسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ
وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ }
[ الأنفال: 24 ]
فأمرهم بالاستجابة له ولرسوله حين يدعوهم الى ما فيه حياتهم,
ثم حذّرهم من التخلف والتأخرعن الاستجابة الذي يكون سببا
لأن يحول بينهم وبين قلوبهم.
قال تعالى :
{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }
[ الصف : 5 ]
وقال تعالى :
{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
[ المطففين : 14 ]
فأخبر سبحانه أن كسبهم غطى على قلوبهم وحال بينها وبين الايمان بآياته,
فقالوا :
{ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ }
[ الأنعام : 25 ]
وقال تعالى في المنافقين :
{ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ }
[ التوبة : 67 ]
فجازاهم على نسيانهم له أن نسيهم فلم يذكرهم بالهدى والرحمة,
وأخبر أنه أنساهم أنفسهم فلم يطلبوا كمالها بالعلم النافع والعمل الصالح
وهما الهدى ودين الحق,
فأنساهم طلب ذلك ومحبته ومعرفته والحرص عليه عقوبة لنسيانهم له,
وقال تعالى في حقّهم :
{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ {16}
وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ }
[ محمد : 16 – 17 ]
فجمع لهم بين أتباع الهوى والضلال الذي هو ثمرته وموجبه
كما جمع للمهتدين بين التقوى والهدى.
----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 08:56 AM   #2928
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لا تحقرن أحدا مهما هان ...

فقد يضعه الزمان موضع من يرتجى وصاله ويخشى فعاله !
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

( ألا أُخبركم بأحبِّكم إليَّ وأقربِكم مني مجلسًا يومَ القيامةِ ؟
فأعادها مرتَين أو ثلاثًا .
قالوا : نعم يا رسولَ اللهِ !
قال : أحسنُكم خُلُقًا .)
الراوي : عبدالله بن عمرو – المحدث : الألباني –
المصدر : صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم : 2650
خلاصة حكم المحدث : صحيح

فنحن نسعى للوصول لحسن الخلق

واليوم حديثنا على ::::

لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تحقرَنَّ من المعروفِ شيئًا ، ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طلِقٍ )
الراوي : أبو ذر الغفاري – المحدث : مسلم –
المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم : 2626
خلاصة حكم المحدث : صحيح
و قال صلى الله عليه و سلم :
( لا تَسُبَّنَّ أحدًا ، ولا تَحقِرَنَّ من المعرُوفِ شيئًا ،
ولوْ أنْ تكلَّمَ أخاكَ وأنتَ مُنبسِطٌ إليه وجْهُكَ ، إنَّ ذلكَ من المعرُوفِ ،
وارْفعْ إِزارَكَ إلى نِصفِ السَّاقِ ، فإنْ أبيْتَ فإلى الكعبيْنِ ،
وإيَّاكَ وإِسبالَ الإِزارِ ؛ فإنَّهُ من الْمَخِيلَةِ ، وإنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ ،
وإنِ امْرؤٌ شتَمَكَ وعيَّرَكَ بِما يعلَمُ فِيكَ ، فلا تُعيِّرْهُ بما تَعلَمُ فيه ،
فإنَّما وبالُ ذلكَ عليْهِ )
الراوي : جابر بن سليم - المحدث : الألباني –
المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم : 7309
خلاصة حكم المحدث : صحيح

وعنه - رضي الله عنه- قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -:
( يا أبا ذرٍّ ! إذا طبَخت مرَقةً ، فأكثِرْ ماءَها ، وتعاهَدْ جِيرانَك )
الراوي : أبو ذر الغفاري – المحدث : مسلم –
المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم : 2625
خلاصة حكم المحدث : صحيح

وفي الصحيحين من حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة
أنه قال :
( يا نساءَ المسلماتِ ، لا تَحقِرنَّ جارةٌ لجارَتِها ولو فِرسِنَ شاةٍ )
الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري –
المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم : 6017
خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

وهذا ثبت في حديث أبي جري جابر بن سليم عند أبي داود بإسناد
صحيح أنه قال :
( لا تحقرَنَّ من المعروفِ شيئًا ، ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طلِقٍ )
مجرد انبساط الوجه إلى أخيك هذا من المعروف ، فلا يحقرن شيئا
من المعروف .

ومثل ما تقدم الكلمة الطيبة صدقة
لأن ما يراد به وجه الله عز وجل لا يحتقر ، والله عز وجل لو تصدق
العبد بشيء يسير أو تكلم بكلمة يسيرة ، ولو تكلم بكلمة يسيرة ،
فإنه - سبحانه وتعالى - يقبلها بيمينه ويربيها .
قال صلى الله عليه و سلم :
( لا يتصدقُ أحدٌ بتمرةٍ من كسبٍ طيِّبٍ . إلا أخذها اللهُ بيمينِه . فيُربِّيها
كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّه أو قلوصَه . حتى تكونَ مثلَ الجبلِ ، أو أعظمَ،
وفي حديثِ روح : من الكسبِ الطيِّبِ فيضعَها في حقِّها ،
وفي حديثِ سليمانَ : فيضعَها في موضعِها )
الراوي : أبو هريرة – المحدث : مسلم –
المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم : 1014
خلاصة حكم المحدث : صحيح
كما يربي أحدكم فلوة ، أي حتى تكون أعظم من الجبل ،
يقبلها - سبحانه وتعالى - حتى تكون أعظم من الجبل ،
ولهذا لا يحتقر المسلم ما يراد به وجهه - سبحانه وتعالى-
لأنه يضاعفه ويعظمه .

ولهذا قال :
( ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طلِقٍ )
لأنه أمر متيسر .
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 09:22 AM   #2929
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مـــــن همـــــس المنــــاجــــاة

إذا كان الأساس للأديان أولا وأخيرا هو الوحى والإيمان بحصوله
وصدقه ومن ثم تصديق ما جاء به فإن هذا ليس معناه
وأن الأديان تستغنى عن العقل أو لا تحفل بالعقل أو لا توصى بإعماله
والاحتكام إليه .
ذلك أن الأديان تخاطب من خلال الوحى عقول أتباعها ورشدهم
خاصة فيما يتعلق بالواجبات والممنوعات أو الأوامر والنواهى
وفيما تفرضه أو تندب إليه أو توصى به من الاستقامة فى السلوك
والرشد فى الخيارات مما مناطه إعلاء شأن الحكمة والعقل بل
وبيان أن مناط المسئولية وكما أفصح القرآن المجيد هو العقل .
وحرية الاختيار وصلاحية الآدمى بعقله للتمييز بين الخير والشر
والصواب والخطأ مما مقتضاه أن مناط محاسبته ومسئوليته عن أفعاله
خلال حياته الدنيا إنما هو توفر عقله ورشده فهذا العقل برشده
وحكمته هو دليل الآدمى وهاديه فى طريقه المطلوب إليه فيه أن لا يخرج
عن الصراط المستقيم.
وأن يلزم الرشد والاستقامة فى سلوكـه وألا يخرج إجمالا
عن " الخط " الذى تتطابق فيه الديانة والعقل والحكمة تطابقاً كاملاً تاماً .
قال ابن عطاء الله :
[ الرضا سكون القلب إلى قديم اختيار الله تعالى للعبد أنه سبحانه وتعالى
قد إختار له الأفضل فيرضى له وبه ويترك السخط ]
قال بعض العارفين :
[ اعلم أن اليقين مقامات لا ينقطع السير فيها إلى الأبد لأنه ثمرة
شجرة المعرفة وهى غير متناهية وكذلك ثمرتها .
فكما تتجدد للعارف المعرفة فى مقام السير فى الله وتزيد إلى الأبد
كذلك يتجدد للموقن السائر فى مقام حق اليقين مزيد فى اليقين إلى الأبد
ويقول رب العزة لنبيه المصطفى :
{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }
( الحجر 99 ) ]
لا صلاح لحركة الحىّ إلاَّ أن تكون غايتها ونهاية مطلبه
هو الله عز وجل وحده .
أصل الرضا القضاء بالمقدور وانشراح الصدر وامتلاء القلب بنور اليقين
فى مدارج السالكين تشرق عليهم أنوار اليقين :
بدايتها : علم اليقين بكشف الأسرار .
ووسطها : عين اليقين بشواهد الآثار .
ونهايتها : حق اليقين بتتابع الأنوار .
أصل المحبة المحمودة التى أمر الله تعالى بها هى محبته وحده لا شريك له
وعبادته سبحانه دون سواه .
وفى الحديث الشريف :
( ثلاثٌ مَن كنَّ فيه وجَد حلاوةَ الإيمانِ :
مَن كان اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، ومَن أحبَّ عبدًا لا يحِبُّه إلا للهِ،
ومَن يَكرَهُ أن يعودَ في الكفرِ، بعد إذ أنقَذه اللهُ، كما يَكرَهُ أن يُلقى في النارِ )
لا خير فى قوم يُظهرون العلم ويضيعون العمل ويتحابون بالألسن
ويتباغضون بالقلوب وتنقطع بينهم الأرحام !
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2013, 09:37 AM   #2930
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

سامح من أذاك و أستمتع بعفو الله

عندما تخلد إلى النوم هذه الليلة، سامح كل أولئك الذين آذوك،
أو تحدثوا عنك بغير حق، أو أرادوا الإضرار بك. سامحهم وامنحهم عفوك،
افعل ذلك كل ليلة، واستمتع بما سيمنحك الله جزاء تسامحك من هدوء ورضا،
وسرور وحبور في الدنيا والآخرة. والله ولي التوفيق.
من المشاهد التاريخية المؤثرة في السيرة النبوية، تلك اللحظات التي
وقفت فيها قريش بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
بعد دخوله مكة فاتحاً منتصراً..
فقد كانوا جميعهم يلفهم الذعر والخوف الشديد وهم يستعرضون في أذهانهم
السنوات الطويلة من الأذى والعذاب
الذي كالوه للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام، رضي الله عنهم.
ترى كيف سينتقم محمد - صلى الله عليه وسلم - منهم؟
ما العقوبة التي سينزلها بهم، والتي تتناسب مع أكثر من عشرين سنة
من الإيذاء والتعذيب والحرب والتنكيل؟
عرف الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ما يدور في أذهان قريش؛
فسألهم: ما تظنون أني فاعل بكم؟
وكان الحكم التاريخي المذهل:
( اذهبوا فأنتم الطلقاء )
هكذا؛ آلام أكثر من عشرين سنة وجروحها، يتجاوز
عنها الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - في لحظة واحدة !.
بأبي أنت وأمي يا رسول الله.
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يعلّمَنا القيمة الرائعة
التي تكمن وراء التسامح والعفو عن الناس؛
ذلك أن الأمر الأخر في الأحداث المؤلمة والظالمة التي نتعرض لها،
هي أن الغضب ممن آلمونا يتحول إلى كراهية. وللأسف؛
تبقى هذه الكراهية لنا نحن، التي نحملها أينما ذهبنا وتبقى في قلوبنا
في كل حين، وبذلك نعطي لشخص آخر الإذن ليس بإيذائنا مرة واحدة
فحسب، بل بالاستمرار في التحكم في عالمنا الداخلي.
إن الكراهية تفسد حياتنا، في حين يعيش من سبّبها حياته الطبيعية كما هي!
أما التسامح فهو الوسيلة الفعَّالة لالتئام أشد الجروح النفسية إيلاماً.
وهو الذي يحررنا من سجن الكراهية والخوف والشعور بالمرارة.
وعندما تسامح شخصاً على ما فعله بك، فإنك في الواقع تقول له:
" لم أعد أعطيك القوة والسلطة للتحكم في حياتي"
أعرف أنك تقول في نفسك:
هل أعفو عنه وكأن شيئاً لم يكن، وأحرره من إثم فعلته؟!
والسؤال هنا هو: من الذي سيتحرر؟!
عندما نحتفظ بالذكرى الأليمة لشخص آذانا فإننا - ففي الواقع –
نرتكب ثلاثة أخطاء:
(1) نحن نسمح لهذا الشخص أن يحتل جزءاً من عقولنا وأرواحنا،
ولنا أن نسأل: هل يستحق ذلك أم لا ؟!
(2) عندما تبرق تلك الذكرى المؤلمة تنبعث في أجسادنا العديد
من المواد الكيميائية الضارة بها فيخلدُ لنا الألم والضرر.
(3) وأخيراً فإننا نعلن عن عجزنا وقصورنا في التعامل
مع أمر مضى وانتهى.
يقول نلسون مانديلا :
" عندما تحمل الشعور بالاستياء، تكن كمن يشرب سماً وينتظر
من عدوه أن يموت".
خطوات عملية:
إن أول عمل يستحق أن نقوم به هو أن نسامح أنفسنا في أمور دنيانا؛
فكم نرتكب من أخطاء وكم نخسر من أشياء، ثم نندم وننقم على أنفسنا
بسبب هذه الزلات؛وهي أقدار الله أولاً وأخيراً،
لقد حان الوقت أن تعفو عن نفسك، وأن ترضى بما رضيه الله لك،
موقناً أن الخير فيما اختاره الله لك، ومستفيداً من أخطائك في المستقبل.
- التسامح ينمو مع الممارسة؛ لذا يجب أن تبدأ الآن، ابدأ بالتجاوز
عن المضايقات الصغيرة. مارس ذلك كل يوم،
عندما يتأخر صديقك عن موعده، سامحه، وعندما تتأخر الطائرة
عن موعد إقلاعها، فقط انغمس في مقعدك دون ضيق، واستمتع بوقتك
في المطار.
مع هذه الممارسة، سيتحول التسامح من عفو في موقف معين إلى فعل
يومي، وصفة متأصلة في شخصيتنا نتجاوز بها عن أولئك الذين ضايقونا
بأفعال صغيرة - كتجاوز الطريق بأسلوب خاطئ، أو تأخير مهم لعملنا –
أو آذونا بظلم فاضح ترك ذكرى مؤلمة
- تقدم خطوة أخرى إلى الأمام، حتى تصل إلى أكثر الناس إيذاءً أو إيلاماً لك،
تجاوز عنه.. سامحه.. كم هو أمر صعب،
لكنه أمر يستحق كل معاناة.
- حاول أن تقلد ذلك الصحابي الجليل الذي بشره
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، ولما سأله أحد الصحابة
عن فعله قال:
( ما هو إلَّا ما رأيتَ غيرَ أنِّي لا أجِدْ في نفسي لأحدٍ من المسلمين غِشًّا
ولا أحسُدُ أحدًا على خيرٍ أعطاه اللهُ إيَّاه
فقال عبدُ اللهِ : هذه الَّتي بلغَتْ بك )
ما أروع هذا التميز
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 06:06 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved