منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 20-06-2013, 12:49 AM   #2961
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


إمبراطورية الشعراء
في بلاط الإمبراطور


الحمد لله حمداً كثيرا طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضي، واصلي وأسلم علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه ومن بسنته اهتدي.
أما بعد :
فتحية طيبة يا أبا الطيب فقد حسونا كاس سحرك حتى ثملنا بياناً، أما أبياتك فالنجوم ضياء ورفعة، وأما قصائدك فالحدائق بهجة ونضرة .
من أين جئت يا أستاذ القافية ، وكيف وصلت يا فيلسوف الإبداع.
لقد عاش قبلك وبعدك آلاف الشعراء الذين ملؤوا الفضاء ضجيجاً، والكون صياحاً، ثم ماتوا وماتت أصواتهم، وبقيت أنت منشداً للدهر عازفاً علي نياط القلوب كما قلت أنت:
وما الدهر إلا من رواة قصائدي
إذا قلت شعراً اصبح الدهر منشدا
لقد عرفتك من ثلاثين سنة فكنت معي حضراً وسفراً النبي صلي الله عليه وسلم أتمثل أبياتك ، انشد قصائدك ، أحفظ ديوانك، ولكن ذنبك أنك زهدتني في غيرك من الشعراء . وعذرتك أنك سطعت ولمعت وأبدعت.
يا أبا الطيب، أخذنا من قصائدك ما كان شاهداً ومثلاً وحكمة وعبرة، وتركنا غلوك وهجاءك وصخبك، وعسى الجيل أن يعود للبيان العربي ليفهم كتاب ربه وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم حق الفهم، لأن الوحي هو المقصود بالتدبر والتأمل والدراسة: أما ما سواه فوسائل وأدوات فحسب:
قواصد كافور توارك غيره ومن قصد البحر استقل السواقيا
د. عائض القرني


عائض القرني


حسبك الله لم تزل تتحـدا
ما رهبت المنون أو هبت جندا
أنت كالدهر والقوافي ليــال
تبتني بالقريض في الناس مجدا
أرجفوا : مات! قلت لا أموت قالوا:
قد مضي، قلت بل زماني تبدا
نبشوا فيك عبقرياً أديباً
حــركـــوا فيك مارداً بل ألدا
اشعلوا منك في الدياجي نجوما
أحرقوا فيك غيظهم فاستبــــدا
كلهم قاتل وكل الضحايــا
أنت يا مالئ الفافي جــــدا
أنعلوا خيلك الأفاعي فهابت
كل أفعى ذاقت من السم وردا
اصلتوا في عيونك الموت سيفا
أغمدوا في حشاك رمحاً معدا
كيف أفلت والصحاري زؤام
والمنايا خرس وقد جئت فردا
أي ليل ركبت؟ أين الأعادي
فتهم يا عظيم معني وبعدا
أنت في الشام أم وصلت عماناً
أم وردت العراق أم زرت نجدا
عند من أنزلوك عند ابن موسى
أم سعيد وابن العميد المفدى؟
عند كافور اصبح العبد حرا
أم علي ذا الحر أصبح عبــدا
أم تريد الحياة أم أنت صب
يعشق الحسن كاتماً ما تبــدى
هل رأيت القرود حولك أسدا؟
أم تخليت طلعة الليث قردا؟
وعلي من تلقي القريض شجياً
وإلي من تهدي من الشعر وردا؟
أنت يا ملبس السلاطين عـزا
أنت يا كاسي الصعاليك بردا
أنت يا مشعل الزمان أرحنا
قال دعني أذكيه برقا ورعدا!
عشت بالعز مؤمنا لا يداجي
ومن الذل كافــراً مــرتدا!
بصر العمي اسمع الصم شعرا
علم الضاد تركماناً وكردا
بك ينوي الممات أن يتعشى
قال: كلا أنا به أتغدي!
تلبس الثور مطرفاً وهو اعمي
كى تراه اصمى وأطغي وأردا!
تحرق النذل بالقريض فيبقي
خائباً خاسراً حقيراً مـــردا
لم تبال ركبت أدهم ضاف
أو قطعت الصحراء سعيـــاً
أو لقيت الخطوب في ثوب هول
أو حضنت الأيام عزاً وسعدا
أو ملت القلوب فيك ابتهاجاً
أو نقشت الصدور غلاً وحقدا
اترجي وصال أهيف غر
قال: كلا طلقت سلمى ودعدا
كل شبر مصائب تتلظى
كسيوف بواتر بل أحداً
تطلب الثأر في حنايا
عظيم قد اعناقها بجنبية قدا
أنت يا بن الحسين اكبر لغز
في بلاط الملوك تروى وتهدي
كيف أنهي الخطاب فيك وأجلو
عن معانيك؟ قال لي : كيف تبدا؟
----------
د/عايض القرني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-2013, 01:09 AM   #2962
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
وردة من دم المتنبئ
للشاعر / عبد الله البردوني
-----------
من تلظي لموعة كاد يعمي
كاد من شهرة اسمه لا يسمي
جاء من نفسه إليها وحيداً
رامياً اصله غباراً ورسما
حاملاً عمره بكفيه رمحاً
ناقشاً نهجه علي القلب وشما
خالعاً ذاته لريح الفيافي
ملحقاً بالملوك والدهر وصما
***
ارتضاه أبوه السيف طفلاً
أرضعته حقيقة الموت حلما
بالمنايا أردي المنايا ليحيا
وإلي الأعظم احتذي كل عظمي
***
عسكر الجن والنبوءات فيه
وإلي سيف( قرمط) كان ينمي
***
البراكين أمة، صار أما
للبراكين للإرادات عزماً
( كم إلي كم تفني الجيوش افتداء
لقرود يفنون لثماً وضما)
***
ما اسم هذا الغلام يا بن معاذ؟
اسمه ( لا) : من أين هذا المسمي؟
إنه أخطر الصعاليك طراً
إنه يعشق الخطورات جما
***
فيه صاحت إدانة العصر: أضحى
حكماً فوق حاكميه وخصما
قيل: أردوه، قيل : مات احتمالاً
قيل: همت به المنايا ، وهما
قيل: كان الردى لديه حصاناً
يمتطيه برقاً ، ويبريه سهما
الغرابات عنه قصت فصولاً
كالتي أرخت (جديساً) و( طمسا)
***
أوراق الحبر كالربى في يديه
أطلعت كل ربوة منه نجماً
العناقيد غنت الكاس عنه
الندي باسمه إلي الشمس أومى
***
هل سيختار ثروة واتساخاً؟
أم تري يرتضي نقاء وعدما؟
ليس يدري، للفقر وجه قميء
واحتيال الغني من الفقر أقما
ربما ينتحي ملياً، وحيناً
ينحني، كي يصيب كيفاً وكما
عندما يستحيل كل اختيار
سوف تختاره الضرورات رغما
ليت أن الفتي ـ كما قيل ـ صخر
لو بوسعي ما كنت لحماً وعظما
هل سأعلو فوق الهبات كمياً؟
جبروت الهبات أعلي وأكمي
***
أنعلوا خيلة نضاراً ليفني
سيد الفقر تحت أذيال نعمي
( غير ذا الموت أبتغي، من يريني
سيد الفقر تحت أذيال نعمي
أعشق الموت ساخناً، يحتسيني
فائراً، أحتسبه جمراً وفحما
أرتعية، أحسه في نيوبي
يرتعيني ، أحس نهشاً وقضما
وجدوا القتل بالدنانير أخفي
للنوايا، أمضي من السيف حسما
ناعم الذبح، لا يعي أي راء
أين ادمي، ولا يري اصمي
يشتري مصرع النفوس الغوالي
مثلما يشتريه نبيذاً ولحما
يدخل المرء من يديه وينفي
جسمه من أديمه وهو مغمي
يبتدى مبغي هنا، ثم يبدو
معبداً ها هنا، وبنكين ثما
يحمل السوق تحت إبطيه، يمشي
بايعاً شارياً، نعياً ويتما
من تداجي يابن الحسين؟ ( أداجي
أوجهاً تستحق ركلا ولطما
كم إلي كم أقول ما لست أعني؟
وإلي كم أبني علي الوهم وهماً؟
تقتضيني هذي الجذوع اقتلاعاً
أقتضيها تلك المقاصير هدما)
***
يبتدي يبتدي، يداني وصولاً
ينتهي ينتهي ، ويدنو ولما
هل يري غير ما تري مقلتاه؟
( هل يسمي تورم الجوف شحما)؟
***
في يديه لكل سينين جيم
وهو ينشق: بين ماذا وعما
لا يريد الذي يوافيه، يهوى
أعنف الاختيار: إما ، وإما
كل أحبابه سيوف وخيل
ووصيفاته : أفاع وحمى
( يا ابنة الليل كيف جئت عندي
من ضواري الزمان مليون دهما؟
الليالي ـ كما علمت ـ شكول
لم تزدني بها المرارات علما)
***
أه يابن الحسين:ماذا ترجي؟
هل نثير النقود يرتد نظما؟
بحفيف الموز ترمي سيوفاً
عاريات: فهل تحديث ظلما؟
كيف تدمي ولا تري لنجيع
حمرة تنهمي رفيقاً وشماً؟
كان يهمي النبات والغيث طل
فلماذا يجف والغيث أهمي؟
الأن الخصاة أضحوا ملوكاً
زادت الحادثات، وازددن عقما؟
***
( هل اقول الزمان أضحي نذيلا؟
ربما قلت لي : متي كان شهما؟
هل اسمي حكم الندامي سقوطاً؟
ربما قلت لي : متي كان فخما؟
أين ألقي الخطورة البكر وحدي؟
لست أرضي الحوداث الشمط أما
أبتغي يا سيوف ، أمضي وأهوي
اسهماً من سهام ( كافور) أرمي)
***
شاخ في نعله الطريق وتبدو
كل شيخوخة، صبي مدلهما
كلما انهار قاتل ، قام أخزي
كان يستحلف الذميم الأذما
هل طغاة الورى يموتون زعماً
ـ يا منايا ـ كما يعيشون زعما؟
أين حتمية الزمان؟ لماذا
لا يري للتحول اليوم حتما؟
هل يجاري، وفي حناياه نفس
أنفت أن تحل طيناً محمي؟
( ساءلت كل بلدة: أنت ماذا؟
ما الذي تبتغي؟ أجل واسمى
غير كفي للكاس، غير فؤادي
لعبة في بنان (( لميا)) و ((ألمي))
***
كيف يرجو أكواز بغداد نهر
قلبه وحده من البحر أطمي؟
كان أعلي من ( قاسيون) جبيناً
من نخيل العراق أجني وأنمي
للبراكين كان أماً: أيمسي
لركام الرماد خلاً وعما؟
***
( حلب يا حنين، يا قلب تدعو
لا ألبي ، يا موطن القلب مهما..
اشتهي عالماً سوي ذا، زماناً
غير هذا وغير ذا الحكم حكما
أين أرمي روحي وجسمي، وأبني
لي، كما أستطيب روحاً وجسما؟)
***
خفف الصوت للعداء ألف سمع
: هل ألاقي فدامة القتل فدما؟
يا أبا الطيب اتئد: قل لغيري
: أتخذ حيطة : علي من ومما؟
كلهم ( ضبة) فهذا قناع
ذاك وجه سمي تواريه حزما
( الطريق الذي تخيرت أبدي
وجه غتمامه أريد الأتما
مت غماً: يا درب (( شيراز)) أورق
من دمي كي يرف من مات عما
***
أصبحت دون رجله الأرض، أضحي
دون إطلاق برقه، كل مرمي
هل يصافي؟ شتي وجوه التصافي
للتعادي وجه وإن كان جهما
أين لاقي مودة غير أفعي؟
هل تجلى ابتسامة غير شرمي؟
***
أهله كل جذوة كل برق
كل قفر في قلبه وجه ((سلمي))
تنمحي كلها الأقاليم فيه
ينمحي حجمه ليزداد حجما
تحت أضلاعه (( ضفار)) ورضوي
وعلي ظهره (( اثينا)) و(( روما))
يغتلي في قذالة (( الكرخ)) يرنو
من تقاطيع وجهه(( باب توما))
***
التعاريف تجتليه وتغضي
التناكير عنه ترتد كلمي
كلهم يأكلونه وهو طاو
كلهم يشربونه وهو أظما
كلهم لا يرونه وهو لفح
تحت أجفانهم من الجمر أحمي
حالو، حصره فأذكوا حصاراً
في حناياهمو يدمي ويدمي
جرب الموت محوة ذات يوم
وإلي اليوم يقتل الموت فهما
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-2013, 01:34 AM   #2963
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصتــــي مــــع البيــــان

كنت في الصبا اعجب بالكلمة الجميلة، أنصت لها. أتمتع بحسنها، يشدني جرسها، يخلبني سرها، يدهشني أسرها، اسمع الكلمة البليغة من النثر والشعر فأجد لذة في سماعها ، وتغمرني فرحة في تأمل بيانها، فالبيان سواء كان قرآناً أو حديثاً أو شعراً أو رواية هو منهي الإبداع لدي، وأحياناً أتناول كلمات من القرآن فاٌقرأ ما كتب عنها المفسرون والبلاغيون ثم أعود بنفسي متأملاً متفكراً متدبراً، فأجد لها في أعماقي معاني لا أيستطيع أحياناً أن أعبر عنها بلساني، وكم هي الآيات التي هزت كياني، وحركت أشجاني، وزلزلت أركاني، وقد تكون هذه الآيات وعظاً، أو قصصاً، أو حواراً، أو خطاباً، أو وصفاً، المهم أنني أعيش مواقف من التأثر لروعة البيان وجمال الخطاب.
وفي عام 1400هـ كنت مع سماحة الشيخ الإمام العلامة / عبد العزيز بن باز في جازان لافتتاح مخيم دعوى هناك، وبدأ الحفل بآيات من أول سورة فصلت، قارئها طالب جميل الصوت، حسن الأداء،رخيم النغمة، وكنت قريب عهد بقراءة السيرة، وقصة السورة؛ فتأثرت وأنا جالس بين الناس وأصابني اندهاش ، ودعيت بعدها بفقرتين لإلقاء قصيدة؛ فلما ألقيت ما يقارب عشرة أبيات وكانت أربعين بيتاً لم أستطيع المواصلة، وشعرت بتعب وإعياء، فقطعت الإلقاء فجأة وجلست، وكان الموقف لافتاً للنظر، وما ذاك إلا لما بقي في نفسي من تأثر بالغ أثر علي مشاعري وعواطفي.
وصلينا في الحرم المكي صلاة التراويح فرفع الإمام صوته بقوله تعالي: )فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك)(محمد: الآية19) ، وارتج الحرم بالصوت، ولكنه بلغ الأعماق فلا أدري هل أعجب من هذا البيان الآسر، أم من هذه الفخامة والإشراق والإعجاز، أم من هذا الصدق واليقين والعدل؟!
كنت اقف علي بعض الجمل من القرآن فأفصلها كلمة كلمة كما يفصل الدر من عقده، والجوهر من خيطه، وقفت مرة عند قوله تعالي: )وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ) (قّ:10) فتأملت كلمة( باسقات) وجمالها، فإذا لها مدلول غير مدلول طويلات؛ لأن الباسق الطويل في حسن ورواء، وكذلك كلمة : (طلع) كيف اختارها من بين كلمة ثمر وحب ورطب وبسر ونحوها وكلمة: ( نضيد) وما فيها من جمال ودلالة وإشراق يذكرك بالعقد الزاهي من الجوهر.
وقرأت قوله تعالي عن كتابه: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42) فهزني هذا الكلام الجليل، ثم عدت إلي مصطفي صادق الرافعي، فإذا هو مندهش لهذه الآية ، مأسور لجزالتها وفصاحتها . ومرت به آية: ) فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ )(سـبأ: الآية19) فوقف متأملاً صامتاً منبهراً من هذه الإجادة والإيجاز والإعجاز، ثم طالعت مذكرات الإبراهيمي الجزائري فإذا هو يدبج أروع الكلام عن هذه الآية، ويعلن اندهاشه من هذا الكلام المشرق السامي الراقي.
وعشت مع سورة الجن، فكأني في عالم الجن والأنين، يبهرني اللفظ وياسرني المعني، وتذهلني الفصاحة، ويهزني الإعجاز ، ثم أعذر الجن وهم يقولون : (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً)(الجـن: الآية1)، وأقرأ كلام سيد قطب فإذا هو يعيش تلك اللحظات من الانبهار والاندهاش لهذا الكلام وكم هي الآيات التي أوقفتني وسلبت لبي، وذهب بي الإعجاب بها كل مذهب، وتمنيت أن عندي من البيان ما يعبر عما يدور بخلدي من معان كامنة مستورة في الحشا، وكنت أردد آية: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (هود:44) ، فأعيد النظر فيها وأعرضها علي بعض الأصدقاء ليشاركني هذه المتعة ، ثم أجد عبد القاهر الجرجاني يبسط الكلام عن إعجاز هذه الآية ووجه البيان والبديع فيها .
ووقفت عند آية : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاء)(المائدة: الآية64) ، فعجبت لقوة هذا الحديث الذي ينسق قلاع الباطل، ويحطم أسوار الزور، ويجتث شجرة العناد والتمرد.
وطالعت عالم البيان في حديثه صلي الله عليه وسلم وتأملت أحاديثه العذاب الرطاب، وكلامه الجزل الفخم وذهبت مع الشعر فحفظت منه الكثير ورويت الكثير، ولكن الذي أحفظه هو الذي يعجبني ويطربني.
وسافرت مع المحدثين، والنفلة والمؤرخين، والمفسرين، وأهل اللغة والأدباء، أقف مع الرائع الجميل من كلامهم وأعيد القطعة الماتعة من كلام الذهبي، والوقفة الصادقة لابن تيمية والمقولة المؤثرة لابن القيم، والمداخلة الخلابة للجاحظ، والعرض الشائق لابن خلدون ونحوهم، وأكثر ما يشدني في ذلك البيان وحسن السبك، وجمال اللفظ ، وقوة المعني وسطوع البرهان.
جلست مع صديق لي فقرأت عليه هذه القطعة للجاحظ إذ يقول : جعلا فداك، وإنما أخرجك من شيء إلي شيء وأورد عليك الباب بعد الباب، لأن من شأن الناس ملالة الكثير واستثقال الطويل؛ وإن كثرت محاسنه، وجمت فوائده، وإنما أردت أن يكون استطرافك للآتي قبل أن ينقضي استطرافك للماضي، ولأنك متي كنت للشيء متوقعاً، وله منتظراً، كأن أحظى لما يرد عليك، وأشهى لما يهدي إليك وكل منتظر معظم ، وكل مأموم مكرم، كل ذلك رغبة في الفائدة، وصبابة بالعلم، وكلفا ًبالاقتباس، وشجاً علي نصيبي منك، وضنناً بما أؤمله عندك ومدارة لطباعك واستزاده من نشاطك، ولأنك علي كل حال بشر، ولأنك متتاهي القوة مدبر.
كررت هذه القطعة الفائقة ،فكأنني أجد طعمها في فمي قطعة من الشهد ، وزلالاً بارداً من معين صاف، وبقيت أقلبها في عيني تقليب الدرة في اليد، والفكرة في القلب، والخاطر في الضمير، وأنت لو تأملت هذه القطعة النثرية الفائقة للجاحظ لوجدتها في أوج البيان، وقمة الفصاحة بعيدة عن التزويق والتكلف ، سليمة من التبذل والرعونة، ساحرة فاتنة.
وإنما ذكرت هذا مثلاً ، وإلا فكم من مقالة وقطعة وقصيدة توقف اللبيب وتدهش الفطن من حسنها وروعتها.
أسمع الخطيب والواعظ والمعلم والمفتي والشاعر والمحاضر فلا يملك إعجابي إلا المتفرد في بيانه ، المتوحد في اختيار مفرداته ، واصطفاء كلماته، وانتقاء جملة، أما الهذر والحشو والإكثار النبي صلي الله عليه وسلم فكل يستطيعه وهو المبذول المملول المرذول المدخول!.
حدثني أحد الأدباء : أن ( هتلر) أراد أن يلقي خطاباً للعالم يوم زحفت جيوشه غلي موسكو، يملأ به المكان والزمان ،فامر مستشاريه باختيار أقوس وأجمل وأفخم عبارة يبدأ بها خطابه الهائل للعالم، سواء كانت من الكتب السماوية، أو من كلام الفلاسفة ، أو من قصيد الشعراء، فدلهم أديب عراقي مقيم في ألمانيا علي قوله تعالي: )اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (القمر:1) فاعجب ( هتلر) بهذه الآية وبدأ بها كلمته وتوج بها خطابه.
قف مع هذه الآية ورتلها وتأملها لتجد فخامة في إشراق، وقوة في إقناع، وأصالة في وضوح.
وقرأت مقالة لأديب يهاجم أديباً آخر سرق له مقالات ونسبها إليه، فجعل عنوان هذه المقالة قوله تعالي : ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ)(يوسف: الآية70) فبقيت مع العنوان متأملاً مكرراً معجباً ، وأهملت المقالة!؛ ولهذا فإنك تعذر كل من أسره القرآن واستمال قلبه وسيطر علي روحه، حتى إن أحد العرب صلي خلف الرسول صلي الله عليه وسلم فسمعه يقرأ: )يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً) (الطور:13) فكاد قلبه أن يطير ، وسمع آخر قوله تعالي: )أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) (الطور:35)فذهل وتحير من بلاغتها وجمالها، وهذا الذي حمل الوليد بن المغيرة ليصبح صيحة المعترف ويقول: (( إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلي عليه).
إن صرعي الشبهات لا يعجبهم القرآن، وإن عبيد الشهوات لا يهزهم هذا الكتاب العظيم؛ إن القرآن يعجب سليم الفطرة، بريء الضمير، حي القلب، مشبوب العاطفة، متوقد الذهن، صافي القريحة، فهذا أرض طيبة خصبة لغيث البيان ومطر الفصاحة العذب.
مرت بي مئات المقالات والقصائد؛ فوجدتها ثقيلة وبيلة لا تستحق الاهتمام والمطالعة، مهلهلة السبك ضعيفة البناء، ركيكة اللفظ ، ماتت قبل أن تولد، ودفنت قبل أن تحيا جزاء وفاقاً، وبقيت الكلمات الآسرة الساحرة الساطعة خالدة خلود الحق، لامعة لموع الفجر، جميلة جمال الإبداع.
طالع كتاب( صيد الخاطر) لابن الجوزي، وكرر كلماته، وأعد جملة لتدرك سر شيوع هذا الكتاب وذيوعه وخلوده؛ إنها الفكرة الرائدة في ثوب جميل، والتوجيه الصادق في قالب بديع، والمعني العميق في لفظ بهيج مشرق، يقول ابن الجوزي في كتاب طيب الذكر(( إلا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يحفظ الله بهم الأرض ، بواطنهم كظواهرهم بل أجلي، وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلي ، وهممهم عند الثريا بل أعلي ، إن عرفوا تنكروا ، وإن رئيت لهم كرامة أنكروا فالناس في غفلاتهم، وهم في قطع فلاتهم، تحبهم بقاع الأرض ، وتفرح بهم أفلاك السماء، نسأل الله عز وجل التوفيق لاتباعهم، وان يجعلنا من أتباعهم)).. انتهي كلامه ولكن لم ينته أثره ولا نوره ولا أسره ولا جماله، إن البحث عن البيان في الكلام متعة؛ لا يعادلها متعة ارتياد الروض الأخضر، والخميلة المائسة ولا يعادلها مجلس أنس، أو رحلة سياحة ، وقد وصف أحد البلغاء كلام أحد الأدباء فقال: إذا تحدث فكأن السحر دب في جسمك، وهذا معني قوله صلي الله عليه وسلم : (( إن من البيان لسحراً))، فهو يفعل السحر في خلبه للب السامع ، يقول ابن الرومي:

وكلامها السحر الحـلال لوانه
لم يجن قتل المسلم المتحرز
إن طال لم يملل وإن هي أوجزت
ود المحدث أنها لم توجـز
----------------------------
يتبـــــــــــــــــع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-2013, 02:09 AM   #2964
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

إن طال لم يملل وإن هي أوجزت ود المحدث أنها لم توجـز

والكلمات الجميلة هي التي نقشت في أذهاننا وكتبت في قلوبنا، فبقيت وعاشت : أقرا كلام علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ فأكرره كأنني اشرب زلالاً بارداً حلواً علي ظمأ في قيظ، حتى عقد له ابن كثير في تاريخه فصلاً عنوانه: باب في كلماته الحاصلة التي هي إلي القلوب واصلة، ولما افتتح البخاري كتاب الرقاق من صحيحه ذكر قول علي: (( إن الدنيا ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة ارتحلت مقبلة، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب بلا عمل)) فأنظر إلي هذا الإيجاز مع قوة المعني وحسن الفواصل ، وبراعة الإيراد، وجمال العرض.
ولما بدأت في مطالعة ( الكشاف)
للزمخشري بدأ ليصلي علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: والصلاة والسلام علي حامل لواء العز في بني لؤي، وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي، صاحب الغرة والتحجيل، المذكور في التوراة والإنجيل...إلي آخر الكلام الجزل الفخم ، ولحسنه حفظته.
عن أول طبعة لمصنف ابن أبي شيبة طبعت في الهند، قدم لها أحد علماء الهند مقدمة باردة سامجة متفككة متهالكة، حتى صارت مصدر نادرة في المزاح، وما هذا إلا لأن الرجل يكتب بغير لسانه، وما غاص في مفردات اللغة العربية، وما تمتع بجمالها فهو غريب، وإنك لتسمع العالم يفتي، والمعلم يدرس، والخطيب يتحدث، والشاعر يلقي، فتعرف قوة هؤلاء من ضعفهم وبيانهم من عيهم من أول وهلة؛ لأن الكلام الباهر الجميل الساطع لا يخفي حسنه، ولا يجهل قدره.
إن أساطين البيان حفروا كلماتهم في ديوان التأريخ، وذاكرة الأجيال لأن الإبداع له خلود، والتفوق له ذيوع، والتفرد له امتياز.
قال أحد الخلفاء لبليغ: ما البلاغة؟ قال هي: أن لا تبطئ ولا تخطئ. قال مثل هذا؟ قال مثل هذا؛، وانظر كيف أوجز وأعجز . فما أسرع جوابه وأحسن صوابه.
ومدح رجل علياً ـ رضي الله عنه ـ وكان يبغض علياً ـ فقال له علي: أنا فوق ما في نفسك ودون ما تقول، وقال له رجل : لماذا اتفقت الأمة علي الشيخين، واختلف عليك، قال لن رعيتهم أنا وأمثالي ، ورعيتي أنت وأمثالك ! فقل لي بربك أي جواب هذا الذي كأنه أعده من شهر.
لقد حرمنا متعة البيان بسبب هذا الهذيان، كلام طويل ثقيل وبيل، وتكرار وتبذل، حتى إنك لتسمع الخطيب يتكلم ساعة كاملو ولو جمع ما قال في خمس دقائق لأحسن إلي نفسه وإلي السامعين.
إن السيلان الخطابي، والثرثرة في الحديث شيء ، والبيان والبلاغة شيء آخر ، إن البيان هو أن تصيب المحز وتشفي النفس وتبلغ حجتك.
ولولع النفس بالبيان ، وتعلق القلب بالفصاحة؛ سافرت مع أبى الطيب المتنبئ لجمال شعره وروعة بيانه،وجزالة لفظه، وبراعة عرضه، وأما مبادئه ومذهبه في الحياة فلنا معه حديث آخر في هذا الكتاب.

مملكة البيان (ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ)


(الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْأِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) فصار هذا المخلوق بالمنطق آية باهرة علي عظمة خالقه، وصار بالبيان مخلوقاً كريماً يقول الكلمة فتخلب الألباب، وينطق اللفظة فتدهش العقول، يصوغ من الحروف سحراً، ويجري من الجمل نهراً، يهدي الجموع الثائرة بخطاب، ويحرك القلوب الخامدة بموعظة وإن العبارة البليغة الباهرة لهي أجمل من اللوحة الهائمة في الحسن وإن الجملة الموحية الآسرة الأخاذة لهي أبرع من ريشة الرسام العبقري، وإن أهل العقول الراشدة السوية يجدون في مطالعة البيان من المتعة واللذة ما لا يجدونه في مشاهدة الخمائل المائسة، والجداول الرقراقة.
واعلم أن قوت القلوب موائد من المعاني الجميلة الخلابة، وإن زاد النفوس لهو مدد من البينات، وإن معين الأفئدة الرقراق لهو عين من الإبداع في القول يشرب بها النبلاء يفجرونها تفجيراً.
إن من أعظم أوصاف رسالته صلي الله عليه وسلم أنها ذات بيان باهر ، وبلاغة فائقة، وتأثير عجيب، ودونك هذا القرآن الكتاب الخالد، والمعجزة الظاهرة، التي شدهت العقول، وهزت الأنفس، حتى أنصتت لها البصائر بإمعان، وأخبتت لها الأرواح في خشوع، فاهتزت لهذا البيان، وربت بهذه البلاغة ، وأنبتت من كل زوج بهيج من الإيمان والعطاء والتضحية.
كان رسولنا صلي الله عليه وسلم افصح الناس مل الناس، وأبلغ البشر جميع البشر، فجاء خطابه غيثاً هنيئاً مريئاً، يهجم علي القلوب القاحلة فإذا هي حدائق ذات بهجة ببركة هذا الكلام، فصارت جملة صلي الله عليه وسلم حديث السمار، وزاد الركب، اشهر من الأمثال ، وآنس من العافية، وأجمل من طلعة الفجر الباهية، ولأن المتفوقين من الناس والبارعين من العقلاء يطربون لأسرار إعجاز في البيان، ولطائف الإلهام في القول، ونكات الفصاحة في الحديث، ولقد أمر الله تعالي رسوله صلي الله عليه وسلم أن يهز الأنفس بالقول المؤثر فقال: ( وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً)(النساء: الآية63)فبالقول البليغ تقوم الحجة، وتتضح المحجة، ويقذف بالحق علي الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق.
وقد أحببنا أن نسافر مع الكلمة الشاردة الفريدة، والجملة الناصعة المشرقة والقول الفصيح الجذاب فاخترنا شاعراً لامعاً وأديباً باقعة، وعبقرياً فذاً، تجذرت كلماته في قلوب رواد الإبداع ، وغاصت إشراقاته في نفوس محبيه، هذا من حيث جمال شعره، وروعة قصائده،وسحر بيانه، وأما من حيث مذهبه ومنهاجه في حياته فلنا معه وقفات ومؤاخذات ، لا نظلمه ولا نهضمه، ولا نفرط عليه ولا نطغي، بيننا وبينه ميزان الإنصاف، لا يضيع حبة خردل من الحقيقة، وأمامنا وأمامه كتاب المروءة والعدل، لا يغادر صغيرة من الإبداع ولا كبيرة من جواهر البيان إلا أحصاها.
فمرحباً بملك الشعراء في مملكة البيان، ونحييه بقوله هو:
يا فخر فإن الناس فيك ثلاثة
مستعظم أو حاسد أو جاهل
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل

وسوف نقرأ المتنبئ قراءة المتلمس للبيان، المشغوف بالحسن، المتلهف علي الإبداع ، وهو الذي يقول لنا:
لا تعذل المشتاق في أشواقه
حتى يكون حشاك في أحشائه
وقد أبدع في هذا البيت، وإليك بسطه بالنثر، فهو يقول لك: أرجوك لا تثرب علي المشتاق المحب في تلهفه وتوجعه واحترافه، ولا تلمه علي زفراته والتهاب حشاياه ، واضطراب جوانحه، فإنه معذور بما يحمل من حب، وما يجد من صبابة، فما دام انك لم تذق ما ذاق من اللوعة والأسى، فلماذا ـ رعاك الله ـ تلومه وتؤنبه؛ لأن حالك غير حاله.
ونحن في قراءة شعر المتنبئ نجد من هذه اللوعة والاشتياق والتأثر ما نرجو معه أن يعذرنا لائمونا، ولا يثرب علينا أحد من الناس هذه النزعة الأدبية، والغرام البياني مع كل لفظ جميل ساحر.
المتنبئ
تجاوزنا السيرة الذاتية، وتخطينا التراجم التقليدية، ووصلنا إلي نتاج هذا الشاعر مباشرة؛ فالمتنبئ عندي ملك الشعراء؛ لأن للشعر وزيراً وأميراً وقاضياً وفقهياً ، ولكن مملكة الشعر لملكها احمد بن الحسين المتنبئ لمجموع محاسنه، وكلية إبداعه، وقد يفوقه في قصيدة أو بيت واحد غيره من الشعراء، لكن مجموع شعره لا يفوقه فيه شاعر ولهذا يقول:
أنا السابق الهادي إلي ما أقوله
إذا القول قبل القائلين مقول
وهذا الشاعر انصهر مع الكلمة، وذاق البيان، وأشرب في قلبه الفصاحة فذابت حشاياه، وغلت مراجل فكره بجواهر من القول فاقت الوصف، والذي يعجبك في المتنبئ هذا الاحتراف والإشراق، فهو محترف بهمومه وهمته وطموحاته، مشرق بعبقرية وإبداعه ونبوغه، وهو كما قال في ممدوحه:
وإن تفق الأنام وأنت منهم
فإن المسك بعض دم الغزال
ولك أن تقف أمام هذا البيت الذي يغنيك عن إسهاب من القول، وحواش من الحديث ، فهو كما يقول لممدوحه: إنك وإن تفوقت علي أقرانك ، وتفردت بصفاتك عن بني جنسك، وتميزت هذا التميز المنقطع النظير ، فلا غرابة في ذلك ، فإن المسك علي ندرته وشرفه وطيب رائحته وارتفاع ثمنه؛ من جنس دم الغزال.
البطاقة الشخصية:
أنا الذي نظر الأعمى إلي أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم

هذه ترجمة موجزة للمتنبئ ، فليس يهمنا معرفة اصله وفصله ونسبه وحسبه، بل نريد إبداعه ولموعه كما قال الشاعر:
أنا لست مهتماً بأصل قبيلتي
ورائي قريش أم ورائي تغلب
فليست بلادي ببرقاً أو خريطة
ولكن بلادي حيث اسطيع أكتب

فهو يقدم لنا نفسه بهذا البيت علي أنه موهوب ، فرض نفسه علي الناس بشعره وأدبه حتى إن الأعمى الذي لا يبصر شيئاً نظر إلي أدبه، لقوة تأثيره، وسطوع تعبيره، وبلاغة تصويره، والأصم الذي لا يسمع شيئاً أنصت لكلماته النافذة الأسرة الباهرة.
أما شعره ، فيكفيه أن الدهر أحد رواة شعره، والأيام والليالي أصبحت تردد هذا الإبداع وتغني هذا السحر الحلال:
وما الدهر إلا من رواة قصائدي
إذا قلت شعراً اصبح الدهر منشداً
فسار به من لا يسير مشمــراً
وغني به من لا يغني مفـــرداً
----------------------
يتبــــــــــــع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-2013, 12:41 PM   #2965
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مطـــالـــــــع قصـــائـــــده
المتنبئ يخطف الأضواء ببريق مطالعة القوية النافذة، ومطلع القصيدة كالوجه من الجسم ، والعنوان من الكتاب؛ لأنها اول ما يطرق السمع، ويصل إلي القلب، فهو يختار المطاع بعناية، ويجود أول القصيدة، حتى صارت مطالعة كالأمثال إشراقاً ، واسمع بعض أجزاء لهذه المطالع، ثم بسط القول في ذلك؛ يقولك (( وأحر قلباه ممن قلبه شبم)) ويقول : (0 لكل امرئ من دهره ما تعودا)) ويقول : (( حشاشة نفس ودعت يوم ودعوا)) ويقول: (( باد هواك صبرت أم ام تصبرا)) ويقول : (( لا خيل عندك تهديها ولا مال)) ويقول : (( بم التعلل لا أهل ولا وطن)) ويقول : (( نعد المشرفية والعوالي)) ويقول : (( فراق ومن فارقت غير مذمم)) ويقول : ((لا تعذل المشتاق في أشواقه)) ويقول : (( عدوك مذموم بكل لسان)) إلي آخر تلك المطالع التي تفرض حسنها علي بصائر عشاق البيان.
فهو لا يبدأ في قصيدته ضعيفاً، ولا متخاذلاً، بل يحتفل بأول كلمة يقولها في قصيدته ، ويمنحها من رشاقة عباراته، وحلاوة منطقه، وطلاوة سحره ما يجعل هذا المطلع محفوظاً سائراً شارداً.
أراد أن يعاتب سيف الدولة، وأن يتوجع أمامه، وأن يتوجع عنده من حساده ، ,ان يشكو إليه من خصومه؛ فماذا عسي أن يبدأ به لهذه القصيدة، هل يبدؤها بحكمة؟ لا، هل يبدؤها بغزل؟ لا ، بل الأحسن أن يقول في أولها: (( واحر قلباه)) هكذا صارخة قوية متمردة، تتقطع معها كبده وأنيناً ، ويتمزق مع آهاتها وزفراتها ما بقي معه من قلب مكلوم، وروح منهكة مضطربة.
ودخل علي امير ليهنيه ويبارك له، فليس للغزل والغرام هناك مقام، وليس للحكمة مناسبة،وإنما بدأ معتذراً ومتلطفاً ليقول:
لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
وهو مطلع فائق بكل معاني الكلمة ، آسر بكل مدلول الأسر، غاية في الحسن، وآية في المتعة، حتى صار أنشودة عذبة علي شفاه الرواة، ومثلاً شروداً علي ألسنة الحداة . وكأني به يمد صوته بحرف (( لا)) ثم يرسل البيت ليكون أجمل من الهدية وأثمن من العطية.
يريد أن يصف همة سيف الدولة، وعلو قدره، وارتفاع درجته بما حققه من نصر، وحازه من مجد فيبدأ بقوله:

علي قدر أهل العلم تأتي العزائم
وتأتى علي قدر الكرم المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم

وأنت إذا سمعت هذا البيت وقر في خلدك ، واستوي في فؤادك، فسوف تعلم أن الرجل سوف يحلق بإبداعه في عالم الهمة، وسماء التضحية ، ودنيا العظمة، فهو يقدم لك عنوان الكتاب، ومفتاح الباب، ولجام الفرس؛ لتتهيأ لما سوف يبثه من مديح راق ، وثناء عبق وإشادة سامية.
يريد أن يخبرك بحاله بعد الفراق والبعد ونكسة البال، وضيق الصدر وتكالب الأعداء ، وقلة النصر؛ فيقذف بهذه العبارات أولاً:
بم التعلل لا أهل ولا وطن
ولا نديم ولا خل ولا سكن
فتفهم أن الرجل محترف بمعاناته ، ملتهب بآلامه، تكاد نياط قلبه أن تتقطع، وتوشك أعصابه أن تتمزق ، فهو يتساءل متعجباً من حاله، لماذا يتعلل ويتصبر وليس عنده أهل يأوي إليهم، فيبثهم وجده، ولهيب صدره، وليس لديه وطن لأنه غريب مرتحل، وليس عنده صديق؛ فقد خانه الكل، وتنكر له الجميع، وما عنده محبوب يبثه نجواه، وينفث فيه شكواه، وأيضاً ليس عنده سكن يضمه ويحتضنه، فهو في حالة أبلغ وصف لها هذا البيت ، وياله من مطلع ذائغ فائق.
ويذهب طريداً شريداً إلي كافور، وقد تقطعت به الحبال، وضاقت به الآمال، وأظلمت أمامه السبل، فلا يبدأ بالمدح؛ لنه في شغل شاغل عنه، ولا يستفتح بالغزل؛ لأنه يتلظى بالمرارة، ولا يقدم الأمثال؛ لأنه في عالم المعاناة والغربة، وإنما يقذف بهذه الحكمة التي تدل علي ما وراءها من كرب شديد، وحزن بالغ، وبال كسيف أسيف:
كفي بك داء أن تري الموت شافياً
وحسب المنايا أن يكن أمانيا
تمنيتها لما تمنيت أن تــــري
صديقاً فاعيا أو عدواً مداجياً

يا الله! إلي هذه الدرجة من البلوى يصل هذا العبقري الفذ، إلي درجة يتمني فيها المنايا الحمر الكوالح، ، وإلي حد يري ان دواءه يمكن في الموت، فإذا وصل الحال إلي هذا المستوي ، فحسبك بها بلية كبرى ومصيبة عظمى، حتى إن شاعرنا فقد كل صديق، ولم يجد حتى عدواً مجاملاً ، بل كلهم أصبحوا أعداءه؛ لأنه ناجح فحسب ، وهم كلهم أعداء النجاح.
أما كافور فيريد مدحه وتبجيله وتفخيم أمره؛ فينفجر بهاذ المطلع الذي كأنه إطلاله بدر من سحب، أو إشراقة نجم من حجب، أو طلعة فجر في الآفاق، يقول:

عدوك مذموم بكل لسان
ولو كان من أعدائك القمران
ولله سر في علاك وإنما
كلام العدى ضرب من الهذيان

هكذا بدأ قصيدته قوياً لامعاً فياضاً، وانظر إلي قوة الأسر، وبراعة الاستهلال، وإشراق الكلمات، وجزالة الجمل، فكأنه يفصل ثوباً زاهياً علي ممدوحه، أو يضع علي هامته تاجاً مرصعاً ، فهو يحطم شبه أعداء ممدوحه، وينسف أباطليهم، ويدفع اقوالهم بهذا القول البليغ السار، حتى لما سمع أحد العلماء هذا المطلع المرار قال: هذا والله هو الشعر.
ولكنه يحارب حتى في مصر، وتضيق به الأرض بما رحبت كما وصف حاله:

غريب من الخلان في كل بلدة
إذا عظم المطلوب قل المساعد

ويصل إليه عيد الفطر وهو في مصر، فلا يفرح بالعيد ولا يبهج به، ولا يحتفي به؛ لأنه غريب شريد طريد مكبوت، بل ينفجر ناقماً غاضباً باسراً عابساً ليقول:

عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضي أم لأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهم
فليت دونك بيد دونها بيـــد

بهذا المطلع البارع المعبر المصور يبدأ بكاءه، ويستهل عويله، فهو أبداً غاضب كالليث، جاهم كالليل، ثائر كالبركان، عاصف كالريح، يعلن للمشاهدين كل ساعة تمرده وعنفوانه ورفضه ، وهو دائماً معارض، تغلي نفسه بالغصص من زمانه وبني جنسه. إنه عند نفسه مظلوم معتدى عليه مقصود بالإيذاء ، تحبك له المؤامرات، وتنسج له العدوات، وتلفه المصائب من كل جانب، ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت.
إنها عقوبة من الله لأعدائه كما يقول:
إني وإن لمت حاسدي
فما أنكر أني عقوبة لهـــم
--------------------
يتبــــــــــــع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-2013, 01:01 PM   #2966
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

المرأة في المزاد العلني






ظلمت المرأة عند الجهلة في مالها ثلاث مرات
مرة قبل زواجها يوم كان أبوها الجافي

وأخوها القاطع يحاسبانها في آخر كل شهر على راتبها
ويقتران عليها بالنفقة

وظلمت مرةً ثانية من زوج بخيل شحيح
تسلط على مالها وحرمها حرية التصرف في ما تملكه
وهو يقابلها بالفظاظة والغلظة وصنوف الإيذاء
وظلمت مرة ثالثة لما طلقت فمنعت من أبسط حقوقها المالية
فخسرت المال والزوج والأطفال والبيت والحياة الأسرية
والمرأة مظلومة عند الكثير من القساة الجفاة الجهلة بالشريعة
فإن تأخر زواجها لسبب من الأسباب الخارجة عن إرادتها
قالوا: عانس حائرة بائرة
ولو أن فيها خيرا لتزوجت
وإن طُلقت
قالوا: لو أن عندها بعد نظر
وحسن تبعُّل
وجميل خُلق
لما فارقها زوجها
وإن رُزقت كثيراً من الأبناء والبنات
قالوا: ملأت البيت بالعيال
وأشغلت الزوج بالأطفال
وإن لم ترزق ذرية بأقدار إلهية
قالوا: هذه امرأة عقيم لا يمسكها إلا لئيم
والبقاء معها رأي سقيم
وإن تركت مواصلة التعليم وجلست في بيتها تشرف على أولادها
قالوا: ناقصة المعرفة، ضحلة الثقافة، رفيقة جهل
وإن واصلت التعليم وازدادت من المعرفة
قالوا: أهملت البيت، وضيعت الأسرة، وتجاهلت حقوق زوجها
وإن لم يكن عندها مال
قالوا: حسيرة كسيرة فقيرة أشغلت زوجها بالطلبات وكثرة النفقات
وإن كان عندها مال وأرادت التجارة والبيع والشراء
قالوا: تاجرة سافرة مرتحلة مسافرة
لا يقر لها قرار ولا تمكث في الدار،
عقت الأنوثة وتنكرت للأمومة
وإن طالبت بحقوقها عند زوجها وأهلها
قالوا: لو أن عندها ذوقا وحسن تصرف لنجحت في حياتها الزوجية ولكنها حمقاء خرقاء
وإن سكتت فصبرت على الظلم ورضيت بالضيم
قالوا: جبانة رعديدة، لا همة لديها، ولا حيلة في يديها
وإذا ذهبت إلى القاضي ورفعت أمرها للحاكم
قالوا: هل يعقل أن امرأة شريفة عفيفة تنشر أسرارها عند القضاة وتشكو زوجها وذويها عند المحاكم؟
أين العقل الحصيف؟
وأين العرض الشريف؟
وإنما يحصل هذا الظلم والإقصاء والتهميش للمرأة
في المجتمعات الجاهلة الغبية
فهي عندهم من سقط المتاع
ومن أثاث البيت تُورث كما تورث الدابة
ويُنظر إليها على أنها ناقصة الأهلية
قليلة الحيلة ضعيفة التكوين
تحتاج إلى تدبير وتقويم وتوجيه وتهذيب وتعزير
بل بعض المتخلفين الحمقى
لا يذكرها باسمها في المجالس بل يعرض ويلمح ويقول
مثلا: (الأهل)، (والحرمة)، و
(راعية البيت)
لئلا يفتضح بذكر اسمها
وهذه غاية النذالة
ونهاية الرذالة
وهي مخلوق كريم
وجنس عظيم
فالنساء شقائق الرجال
وأمهات الأبطال
ومدارس المجد
وصانعات التاريخ
وشجرات العز
وحدائق النبل والكرم
ومعادن الفضل والشيم
وهن أمهات الأنبياء
ومرضعات العظماء
وحاضنات الأولياء
ومربيات الحكماء
فكل عظيم وراءه امرأة
وكل مقدام خلفه أم حازمة
وكل ناجح معه زوجة مثابرة
فهنّ مهبط الطهر
وميلاد الحنان والرحمة
ومشرق البر والصلة
ومنبع الإلهام والعبقرية
وقصة الصبر والكفاح
فلا جمال للحياة إلا بالمرأة
ولا راحة في الدنيا إلا بالأنثى الحنون
فآدم لم يسكن في الجنة حتى خلق الله له حواء
ورسولنا صلى الله عليه وسلم
هو أبو البنات العفيفات الشريفات
ذرف من أجلهن الدموع
ووقف لأجل عيونهن في الجموع
وسجل أعظم قصة من البر والإكرام والاحترام والتقدير
للمرأة أما وأختا وزوجة وبنتا
فيا أيها المتنكرون لحقوق المرأة
لقد ظلمتم القيم وعققتم الفضيلة
وجهلتم الشريعة
ونقضتم عقد الوفاء
ونكثتم ميثاق الشرف
فأنتم خاسرون لأنكم ناقصون
ناديتم على أنفسكم بالجهل والغباء
وحكمتم على عقولكم بالتخلف والحمق
فتبا لمن ظلم المرأة وسحقا لمن سلبها حقوقها
-----------
د/عايض القرني
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-2013, 01:50 PM   #2967
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


العشــــــــــــاق

من هو الله ؟
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي أشرف الأنبياء المرسلين نبينا محمد واله وصحبه أجمعين .
يـا مـن يـرى مـد البـعـوض جـنـاهـا
فـي ظـلـمـة الـلـيـل البـهـيـم الأليـل
ويـرى نـيـاط عـروقـهـا فـي مـخـهـا
والـمـخ فـي تـلـك الـعـظـام الـنـحـل
اغــفــر لـعـبـد تـاب مــن زلاتــه
مـا كــان مـنـه فـي الـزمـــان الأول
يقول الله لموسى ، عليه السلام ، وهو يرسله للطاغية فرعون الملحد يقول له ، ويثبته على العقيدة الصحيحة ، قبل أن يقوم بمهام الدعوة : ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي ) (طه: من الآية14) . فهذا تعريف الله عند أهل السنة والجماعة ، وهذا أحسن تعريف لصاحب النعم تبارك وتعالى ، وهذه هي أحسن الصفات أن تسميه : الله الذي لا إله إلا هو .
* سيبويه صاحب أعظم كتاب في النحو رؤي في المنام ، فقالوا : ماذا فعل الله بك ؟ قال : غفر لي وأدخلني الجنة .
قالوا : بماذا ؟
قال : لما وصلت إلى باب : الله لفظ الجلالة ، قلت : هو أعرف المعارف ، لا يعرف ( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّ ) (مريم: من الآية65) .
* في قوله سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21) قد سئل أبو حنيفة رحمة الله من الملاحدة والزنادقة ، عن دليل قدرة الباري ، جل وعلا .
فقال أبو حنيفة لهم : سفينة تجوب عباب البحر ، بلا ربان ، وبلا قائد في بحر دجلة .
فقالوا : هذا لا يكون أبداً ، يا أبا حنيفة .
قال : سبحانه الله ! ليل داج ، وسماء ذات أبراج ، وبحر يزجر ، ونجوم تزهر ، ألا تدل على السميع البصير .
وفـي كــــل شـــيء لــه آيـــة
تـدل عـلـى أنــه واحــــد
فـيـا عـجـبـاً كـيـف يـعـصـى الإله
أم كـيـف يـجـحـده الجـاحـد
أما سألت الزهرة من أنبتها وجملها ؟
أما سألت الليل من كساه وأعطاه ؟
أما سألت من رفع السماء وبسط الأرض ؟
أننا جميعاً أو معظمنا نعيش ركوداً فكرياً عن التدبر في الكائنات ، قد أركدتنا أصوات الآلات ، وهدير المصانع ، والمشروبات ، والملبوسات ، والمطعومات .
* قيل للإمام أحمد : ما دليل القدرة ؟
قال : سبحانه الله ! بيضة الدجاجة ، أما سطحها : ففضة بيضاء ، وأما باطنها : فذهب أبريز ، تفقس فيخرج منها حيوان سميع بصير .
وقال هارون الرشيد للإمام مالك : ما دليل القدرة ؟
قال : سبحان الله ، اختلاف الأصوات ، وتعدد النغمات ، وتباين اللهجات .
* قالوا لابن الراوندي الزنديق : اكتب كتاباً في تفسير القرآن .
قال : بل أكتب كتاباً ، أرد به على القرآن ، وأدمغ به القرآن !
فدمغه الله على أم رأسه : ( وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ) (فصلت: من الآية16) .
وأتى أبو العلاء المعري ، أعمى القلب والبصر ، يعترض على الشريعة يخاطب رب العزة ويقول :
يـد بـخـمـس مـئـيـن عـسـجـدٍ وديـت
مـا بـالـها قـطـعـت فـي ربـع ديـنـار
تـنـاقـض مـالنـا إلا الـسـكـوت عـلـيـه
ونـسـتـعـيـذ بـمــولانـا مـن الـنـار
يقول : ما بال اليد اليمنى إذا قطعت وديت بخمسمائة دينار ذهب ؟ وهي تقطع إذا سرقت ربع دينار ؟
فنقول له ولأمثاله : يا عدو الله ، هذا شرع الله ودينه ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50) فما كان لأعمى القلب والبصر أن يعترض عليه . ولكن .. قد رد على هذا الأعمى كثير من أهل السنة ، وبينوا الحكمة في هذا الحكم الإلهي .
يقول أحدهم :
عـز الأمـانـة أغـلاهـا وأرخــصـهـا
ذل الـخـيـانـة فـافـهـم حـكـمـة الـبـاري
ويقول عبد الوهاب المالكي :
قـل لـلـمـعـري عـار أيـمـا عــار
جـهـل الـفـتى وهـو عن ثـوب التـقـى عـاري
لا تـقـدحـن بـنـود الشـرع عـن شـبه
فـشــرائـع الـديـن لا تـقــدح بـأشــعــار
* أعرابي يصلي في الصحراء ، مر به زنديق ملحد ، فقال له لمن تصلي ؟
قال : اصلي لربي .
قال : هل رأيته ؟ قال سبحان الله ، البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، وسماء ذات أبراج ، وليل داج ، ونجوم تزهر ، ألا تدل على السميع البصير ؟ فهبت الذي كفر .
* قال ابن كثير : رؤي أبو نواس في المنام ، فقالوا له : ما فعل الله بك ؟ قال غفر لي .
قالوا : ماذا ؟
قال : بقصيدتي في النرجسة التي يقول فيها :
تـأمـل فـي نـبـات الأرض وانـظــر
إلـى آثـار مـا صــنـع الـمـلـيــك
عـيـون مـن لـجــيـن شـاخـصـات
بـأحـداق هـي الـذهــب الـسـبـيـك
عـلـى كـثـب الـزبـرجـد شـاهـدات
بـأن الله لـيـس لــه شــــــريـك

* في الحديث أن أنس بن مالك قال : كنا جلوساً مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في المسجد بعد صلاة العصر ، فدخل أعرابي ، قائلاً : أين ابن عبد المطلب ؟
قالوا : هو ذاك الرجل الأبيض الأمهق المرتفق .
فدخل ، فوقف على رأس المصطفى ، عليه الصلاة والسلام ، وقال : يا محمد .
قال : ( قد أجبتك ) .
قال : أني سائلك ، فمشدد عليك في المسألة .
قال : ( سل ما بدا لك ) .
قال الأعرابي : من رفع السماء ؟ وكان ( صلى الله عليه وسلم ) متكئاً ، فقال : ( الله ) .
قال الأعرابي : ومن بسط الأرض ؟ قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( الله ) .
قال الأعرابي : ومن نصب الجبال ؟ قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( الله ) .
قال الأعرابي : أسألك بالذي رفع السماء ، وبسط الأرض ، ونصب الجبال آلله أرسلك إلينا رسولاً ؟ فاحمر وجهه ( صلى الله عليه وسلم ) ، وتربع ، وقال : ( اللهم نعم ) .
قال الأعرابي : أسألك بمن رفع السماء ، وبسط الأرض ، ونصب الجبال ، آلله أمرك بأن تأمرنا بخمس صلوات في اليوم والليلة . قال : ( اللهم نعم ) .
وأخذ يسأله ، حتى انتهى من أركان الإسلام ، ثم قال في الأخير : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، والله لا أزيد على ما سمعت ولا أنقص ، أنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر .. ثم ولى !
فالتفت عليه الصلاة والسلام إلى أصحابه يتبسم ويقول : ( من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا )(1) .
* عمير بن الحمام رضي الله عنه ،خرج مجاهداً في سبيل الله ، وترك أهله، وماله وأولاده وكل ما يملك .
فسمع الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وهو يقول في المعركة : ( يأهل بدر ما بينكم وبين الجنة إلا أن يقتلكم هؤلاء ) .
فيقول عمير بن الحمام : يا رسول الله ، ما بيننا وبين الجنة إلا أن يقتلنا هؤلاء ؟
قال (صلى الله عليه وسلم ) : ( إي والذي نفسي بيده ) .
فأخذ تمرات كانت بيده ، وألقاها ، وقال : والله ، إنها لحياة طويلة ، وإذا بقيت كي آكل هذه التمرات ! ثم كسر غمد سيفه على ركبته ، بالسيف مسلولاً وهو يقول : اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى(1) .
مـن ذا الـذي الـسـيـوف لـيـرفــع
أسـمـك فـوق هـامـات النـجـوم مـنـارا
كـنـا جـبـالاً فـي الجـبـال وربـمـا
سـرنـا عـلـى مـوج الـبـحـار بـحـارا
بـمـعـابـد الإفـرنـج كـان أذنـنــا
قـبـل الـكـتـائـب يـفـتـح الأمـصـارا
لـم تـنـس أفـريـقـيـا ولا صحراؤها
ســجــداتـنـا والأرض تـقـذف نــارا
وكـأن ظـل السـيـف ظـل حـديـقـة
خـضـراء تـنـبـت حـولـنـا الأزهــارا
أرواحــنـا يـا رب فـوق أكــفـنـا
نـرجـو ثـوابـك مـغــنـمـاً وجــوارا

* وقف عقبة بن نافع بفرسه على المحيط الأطلنطي ، قال : والله الذي لا إله إلا هو ، لو أعلم أن وراءك ، يا بحر ، أرضاً لخضتك حتى أصل إليها ، لأرفع لا إله إلا الله محمد رسول الله .
* سليمان بن مهران ، الأعمش ، لما حضرته الوفاة ، بكى أطفاله قال : أبكوا أو لا تبكوا ، والله ما فاتتني تكبيرة الإحـرام مع الجماعة ستين سنة ، فبيض الله وجهه ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوه) (آل عمران : من الآية106) .
ألا لا أحـب الـسـيـر إلا مـصــعــدا
ولا الـبـرق إلا أن يـكـون يـمــانـيـا

وهذا سعد بن المسيب ، حضرته الوفاة ، فبكت ابنته ، قال : يا بنتي لا تبكي ، فو الله ما أذن المؤذن من أربعين سنة إلا وأنا في مسجده ، عليه الصلاة والسلام .
* رفع عمار بن ثابت بن الزبير يديه بعد صلاة الفجر ، وقال : يا رب أسألك الميتة الحسنة ، فقال أبناؤه : ما هي الميتة الحسنة ؟ قال : أن يتوفاني ربي وأنا ساجد .
فحضرته سكرات الموت ، وقد صدق الله ، فصدقه ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69) ، فقبضت روحه ، وهو في السجدة الأخيرة في صلاة المغرب !
* يقول الذهبي : أن عبد الملك بن مروان لما حضرته الوفاة قال : أنزلوني من على سريري ، فأنزلوه ، فسمع بجانب القصر غسالاً يتغنى .
فقال : يا ليتني كنت غسالاً ! يا ليتني ما توليت الخلافة !
قال ابن المسيب لما سمع ذلك : الحمد لله الذي جعلهم يفرون إلينا وقت الموت ، ولا نفر إليهم .
* قالوا أن بعض الصالحين كان نجاراً ، فإذا سمع الصلاة وكان رافعاً المطرقة ألقاها قبل أن ينولها وقام إلى الصلاة .
وصح عن عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) إذا سمع الأذان قام كأنا لا نعرفه ولا يعرفنا .
وقال وهو في سكرات الموت ( الصلاة الصَلاة )(2) وقال عمر بن الخطاب ، ( لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة )(3) .
وإذا كان مهتماً أو مغتماً يقول : ( أرحنا بالصلاة يا بلال )(4) .
وقـل لـبـلال الـعـزم مـن قـلـب صــادق
أرحـنـا بـهـا إن كـنـت حـقاً مصـلـيـاً
تـوضـأ بـمـاء التـوبـة اليـوم مـخـلصـا ً
بـه تـلـقـى أبواب الـجـنـان الثـمـانـيا

* شاب من الجزائر ، البلد المسلم ، أصيب في حادث تصادم ، فأغمى عليه أربعة أيام ، فظل يكرر الفاتحة حتى مات .
مات عليها ؛ لأنه عاش عليها .
( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) (إبراهيم:27).
* ذكر أهل العلم أن الإمام أحمد كان يصلي غير الفرائض ثلاثمائة ركعة ‍ فمن مثله منا ؟ اللهم لا تؤخذنا بتقصيرنا .
* الخشوع في الصلاة ، هو : أن تدخل الصلاة ، وأنت متيقن بأنه لا أعظم ولا أجل من الله ، وأن ترسل أشواقك إلى الحي القيوم ، وأن تصلي وكأنك ترى الحي القيوم ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
* قالوا لأحد الصالحين : هل تتذكر أحداً وأنت في صلاتك ؟ قال : والله لو اختلفت الأسنة وراء ظهري ، ما تذكرت إلا الله .
قالوا عن أبي بكر الصديق : أنه كان إذا قام ليصلي كأنه الظل الذي لا يزول ، تأتي الطيور فتقف على رأسه من خشوعه .. فأين نحن من هذا الجيل ؟
نـحـن الـذيـن إذا دعــوا لـصــلاتـهـم
والـحـرب تـسـقـي الأرض دمـاً أحـمـرا
جـعـلـوا الوجـوه إلى الحـجـاز فـكـبـروا
فـي مـسـمـع الـروح الأمـيـن فـكـبـرا

* قال الرسول عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن مسعود : ( اقرأ على القرآن ) .
قال : أقرأ عليك وعليك أنزل .
قال : ( أقرأ فإني أحب أن أسمعه من غيري ) .
فبدأ ابن مسعود يقرأ في سورة النساء حتى بلغ إلى قوله تعالى : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) (النساء:41) .
قال عليه الصلاة والسلام : ( حسبك الآن ) .
قال : فنظرت فإذا عيناه تذرفان(1) .
-----------
يتبــــــــع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-2013, 02:05 PM   #2968
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من الآثار المترتبة على ترك الصلاة :
1- المقت والغضب من الله ن والكفر لمن تركها ، فقد صح عنه (صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر )(2) .وصح عنه أنه قال : ( بين المسلم والكافر ترك الصلاة )(3) .
2- البغضاء والبعد بينه وبين الخـلق ، فإن أبعد الناس إلى الناس : أبعدهم عن رب الناس تبارك وتعالى .
3- قسوة القلب ، وضيق الصدر ، وسواد الوجه ، وظلمة القلب ، وضيق الرزق واللعنة ، والشؤم ، وكل مصيبة في الدنيا والآخرة .
4- انقطاع الحبل بين العبد وربه الحي القيوم ، وعدم الولاية .
* يقول الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي في منظومته :
خـذ واضـح الـحـل ودع مـا أشـتـبـه
مـخـافـة الـمـحـذور يـا مـن فـقـه
وازهـد فـي دنـيـاك وأقـصــر الأمـل
واجـعـل لـوجـه الله إجـمـاع العـمـل
وزهـرة الـدنـيـا بـهـا لا تـفـتـتــن
ولا تـغــرنـك وكـن مـمـن فـطــن
تـالله لـو عــلـمــت مـــا وراءكـا
لـمـا ضـحـكـت ولأكـثـرت الـبــكا

إلى أن يقول :
والـمـوت فـاذكــره ومــا وراءه
فـمـنـه مـا لأحـــــد بـــراءه
وإنـه لـلـفــيـصــل الـذي بـه
يـنـكـشـف الحـال فـلا يـشـتـبـه
والـقـبـر روضـة مـن الـجـنـان
أو حـفـرة مـن حــفـر الـنـيــران
إن يـك خــيـراً فـالـذي بـعـده
أفـضــل عـنـد ربـنـا لـعـبـده
وإن يـك شـراً فـمـا بـعـد أشــد
ويـل لـعـبـد عـن سـبـيـل صـد

هذه الكلمات كالمقدمة لكتابي هذا ( مصارع العشاق ) وسيظهر بعد قليل ، من هم العشاق ، ومن عشقوا ، ولماذا عشقوا ، فإن ذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم وأسأل الله تعالى أن ينتفع بها من كتبها وقرأها وساهم في نشرها ، أنه ولي ذلك والقادر عليه .
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

د. عائض القرني
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-2013, 02:42 PM   #2969
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مصــــارع العشــــاق


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ، وبعد .
فهذه بنات فكر ضمرت مرائرها ، وسرحت ضفائرها ، سموها ما شئتم : مقامات أدبية ، أو صولات خطابية ، إلياذة أو ملحمة ، المهم أنني آمن بأفكارها ، وتبطنت أسرارها ، جعلت عنوانها ( مصارع العشاق ) . فإن كنتم منهم حصل الاتفاق ، وإلا فالسماع يكفي ، والقراءة تشفي .
* نحن أمة تسال عن دم البعوضة ، وتهريق دم الحسين !!
لبست قمص المثنى بن حارثة ، وفي يدها حربة بابك الخرمي .
* حج محمد ، عليه الصلاة والسلام ، ليقول للحجاج : ( أنا كأفقركم ! ) ففهمها الفطناء ، لكن أبا جهل ما حضر الموقف ..!
* عرب بلا عمر .. وأكراد بلا صلاح الدين .. وترك بلا فاتح .. وأفارقة بلا بلال .. لا قيمة لهم .
* جسم الأمة كله جراح يوم عرفة : جؤار البوسنة والهرسك أخجل أهل الموقف ، وخلاف الأفغان أزعج المحرمين ، وضياع بيت المقدس ن-رؤوسنا عند الصخرات .
* من لم تنفعه عينه ، لم تنفعه أذنه .. ونحن كذبنا ما سمعناه بآذاننا ، وقد رأيناه بعيوننا .
لـقـد نـصـحـتـك عـيـنـك فـي نـهـار
مـن الـتـبـيـانِ حـتـى ســال مــاهـا

* حج عمر فأنفق عشرين درهماً ، وقد ختم بالرق على عنق كسرى وقيصر ، وقد حججنا ندوس الحرير ونستخشن الديباج ، ونحن نسبح للرق في أدبار الصلوات !!
أمـا الـخـيـام فـإنـهـا كـخـيـامـهــم
وأرى رجـال الـحـي غــيـر رجـالـهـا
* صحن طعامنا مكسـور ؛ لأنه ما صنع في المدينة ، وخيمتنا ممزقة ؛ لأن أطنابها مسـتورة ، ونسينا ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ) (النساء: من الآية65).
* نحن ثلاثة حجاج ضاع رابعنا !
حاج في عرفة ، وما له في البنك الربوي ، وحاج في مزدلفة ، ولكنه بات مع نغمة ووتر ، وحاج رمى الجمرات ، وأشعل في قلوبنا الجمرات ، والرابع أشعث أغبر ، رفعت دموعه إلى العرش .
لا تـسـل عـن خـلـدي قـد ضـاع مـنـي
عـدنـي فـي زحـمـتـي أو عـد عـنـي

* عشق بلال الجنة ، فأمهرها ركعتين مع كل وضوء ، فسمع صاحب العقد دفي نعليه باب المخطوبة ، فعرف أن ليلة العرس حانت :
ألـم تـرى أنـي كــلـمـا زرت زيـنـبـاً
وجـدت بـهـا طــيـبـاً وإن لـم تـطـيب

وقصر بلال تلوح عليه أحرف : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الزخرف:72) .
وعشق أبو جهل النار فصعبت عليه لا إله إلا الله ؛ لأن نافخ الكير تزكمه نفحة المسك .
قيل لأبي جهل : قد أقام بلال الصلاة ، فصل وراء الإمام ، فقال لست على وضوء ، فمات قبل أن يصلي .
قيل لأبي جهل : لماذا تدخل النار ؟ قال : لني عاشق !
لا تـلـمـنـي فـي هـواهـا والـجــوى
فـأنـا مـن لـومـكـم فـي صـــمـم

صاح في وجه أبي جهل لسان القدر : ( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) (فصلت:19) .
* أبو مسلم الخراساني .
عشق الإمارة حتى الثمالة ، فعاش من أجلها وهاش ، وسكر من حبها وطاش ، وبقر بطون المساكين بالخنجر ، فبقر بطنه أبو جعفر (1):

كـل بـطـاح مـن الـنـاس لـه يـوم بـطـوح

تعلق بغير الله فعلقه أقرب الناس إليه من قدميه ( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأنعام:129) .
أبـعـيـن مـفـتـقـر إليـك نـظـرت لـي
فـأهـنـتـنـي وقـذفـتـنـي من حـالـقي
لـسـت الـمـلـوم أنـا الـمـلـوم لأنـنـي
عـلـقـت آمـالـي بـغـيـر الـخــالـق

جعل الرياسة تميمة في عنقه، وقد قال المعصوم ، عليه الصلاة والسلام من علق تميمة فقد أشرك )(1).
عشق أبو مسلم الخراساني المنصب فما تراجع عنه ، والتراجع حرام عند العاشقين .
* مات الجعد بن درهم في حب البدعة ، فما أحس للذبح في هوى المحبوب ألماً ، فلماذا يألم أهل السنة من الذبح في حب السنة ، والله يقول إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ ) (النساء: من الآية104) .
سـقـيـنـاهـمـوا كـأسـاً سـقـونا بـمـثـلهـا
ولـكـنـنـا كـنـا عـلـى المـوت أصـبرا

خرج خالد القسري على الجعد بن درهم بالسكين ، فما تاب المسكين ؛ لأنه عاشق ، والعاشق يقول :
والله لـو قـطـعـــوا رأسـي لأهـجــرهــا
لـسـار نـحـو هـواهـا في الحـمـى راسي

الجعد بن درهم : ممن زين له سوء عمله فرآه حسناً .
صاح النذير لأبطال السنة بلسان : ( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ )(آل عمران: من الآية140) فما أحسوا لمس حسا !
* تحدى أحمد بن حنبل الدنيا في حب مبدئه الحق ، فتكسرت السياط على البساط ، وأبو عبد الله يضحك في وجوه المنايا ، والوحي يهتف به : ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ) (الفرقان: من الآية58) . ليعلم أحمد أن : المتوكل سوف يتولى ، والمعتصم يموت .
* في قاموس أحمد بن حنبل : حديث قدسي : ( وعزتي وجلالي ما اعتصم بي أحد فكادت له السماوات والأرض إلا جعلت له من بينها فرجاً ومخرجاً ) .
أراد أهل البدعة أن يصرفوه عن الحق فما انصرف ، لأن أحمد ممنوع من الصرف !
عـجـبـاً كـيـف شـربـت الـمـوت شـربـا
وجـعـلـت الـسـيـف للـعـلـيـاء دربـا
عـجـبـاً كـيـف تـحـــديـت الـمـــلا
وسـقـيـت الـرمـح حـتـى صـب صـبا

كنا أطفالاً نسمع بأحمد بن حنبل ، فحسبناه مفتياً في الزوايا ، فلما كبرنا علمنا أنه معلم جيل ، وشيخ حياة .
-------------------
يتبــــــع في ما بعد ان شاء الله
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-2013, 05:34 PM   #2970
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عشق الدماء الحجاج بن يوسف
.. كما عشقت امرأة العزيز يوسف ! فجرد السيف على الملة ، فشقي بسعيد ، وكسر بابن جبير منارة الدين .
الرجل محنط في الدماء فما سمع من سكاره : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93) .
* أحد الفنانين رقص على نغمة :
أخــبـروهـا إذا أتـيـتـم حــمـاهــا
أنـنـي ذبــت فـي الـغــرام فـداهـا
وتراقصت أطراف جعفر الطيار على زمجرة :
يـا حــبـذا الـجـــنـة واقـتـرابـها
طــيـبـة وبـارد شــــرابـــها

طارت روح جعفر إلى الجنة ، فأعطاه مولاه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، والذي يطير أعظم ممن يسير .
نـطـيـر إلـيـك مـن شـوق الـحـشـايـا
وبـعـض الـنـاس نـحـوكـم يـســيـر

* حمل أبو بكر الصديق الصدق فصار في قـافلة : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) (الزمر: من الآية33 ) فسمي الصديق ، فلا يعرفه العالم إلا ( بالصديق ) وصار خليفة الصادق المصدوق .
وحمل مسيلمة الكذاب رداء الكذب ، فهو زنزانة ( أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (هود: من الآية18) فلا يعرف مسيلمة إلا ( بالكذاب ) .
أراد خالد بن الوليد أن يداوي مسيلمة الكذاب من الكذب ، فما نجع الدواء ، فقطع رأسه ، ليزول الألم بالكلية !!
عشاق الصدق كثير يموتون من أجله ، وعشاق الكذب أكثر يقتلون تحت نعليه !
* جرحت أصبع رسولنا ( صلى الله عليه وسلم ، فسال الدم الطاهر فقال :
( هــل أنـت إصــبـع دمـيـت
وفـي ســـبـيـل الله مـا لـقــيـت )(2)
لأن من قرب روحه للرحمن ، لا يحزن على إصبعه ، ومن انتظر أن يسيل دم ظهره ، لا يبكي على دم ظفره .
* حرام بن ملحان طعن بالرمح من قفاه ، فأخذ من دم صدره ، ورش القاتل وهو يقول : فزت ورب الكعبة ! شهد له دمه أنه محب وأقام دليل المحبة ، فسلوا رمح القاتل .. ( فالبينة على المدعي واليمين على من أنكر ) .
يأتي حرام بن ملحان يوم القيامة ، وكلمه يدمي ، الريح ريح المسك ، واللون لون الدم .
تـفــوح أرواح نـجــد مـن ثـيـابـهـم
عـنـد القـدوم لـقـرب الـعـهـد بـالـدار
الشـيـح والكـاد والريـحـان قـد عـقـبـت
يـا مـوقـد النـار أطـفـئ شـعـلـة النـار

* دخل المهدي ـ خليفة بني العباس ـ المسجد ، والعلماء جلوس ، فلما رأوه قاموا ، وقعد ابن أبي ذئب ، لأن الذئاب لا تقوم للثعالب ، فقال له : لمَلم تقم لي ؟ قال كدت أفعل فذكرت : ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (المطففين:6) . فتركت القيام لذاك اليوم ، فقال الخليفة
اجلس فقد أقمت شعر رأسي ! . فقامت الدنيا لابن أبي ذئب ؛ لأنه ما قام ، والقيام مع القدرة ، ولا قدرة لمن يدخر قيامه لمولاه !
* مد سعيد الحلبي رجله في المسجد ، فدخل السلطان عليه فما رد رجله ، فأعطاه مالاً ، فقال سعيد : إن الذي يمد رجله لا يمد يده ، ولو مد سعيد يده لقطع السلطان رأسه !
أنـا لا أرغــب تـقــبـيـل يــد
قـطـعـهـا أحـسـن مـن تـلـك الـقـبل
إن جـزتـنـي عـن صـنيعي كنت في
رقـهـا أولا فـيـكـفـيـنـي الـخـجــل

* الكافر يولد مرة ، ويموت مرتين ، والمؤمن يولد مرتين ، ويموت مرة ، الكافر : جثماني بليد ، والمؤمن : روحاني مجيد .
* الهدهد أذكى من فرعون ؛ لأن الهدهد أنكر على بلقيس سجودها للشمس ، وفرعون يقول : ( مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) (القصص: من الآية38) !!
رزق الهدهد يخبئه في الأرض ، فلما عرف ربه قال : ( الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (النمل: من الآية25).
أحب الهدهد رب العالمين ، فأتى سليمان من سبأ بنبأ يقين ، وفرعون مهين ، دس أنفه في الطين !
الهدهد آمن في الرخاء ، فنفعه إيمانه في الشدة ، وفرعون كفر في الرخاء ، فما نفعه إيمانه في الشدة ، بل قيل له : يا فتان ، الآن ! فات لأوان .
قـد مـضـى الركـب وخـلـفـت لـوحـدك
فـابـك مـا شـئـت ولا تـأنـس بـرشـدك

* عبد الدينار يرد النار كلما كثرت دراهمه دار همه .
إمامه : قارون ، خرج في زينته ، فدفن في طينه !
صاح متكبراً : ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ) (القصص: من الآية78) .قيل له عندك أو عندنا ؟ هيا إلى الدور الأرضي ، وخذ دارك معك !
( فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ ) (القصص: من الآية81) ؟‍!
* دراهم أبي بكر ختمت بـ ( يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى) (الليل : من الآية18) .
ودراهم أمية بن خلف عليها ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) (الهمزة:1) !
أعطي أبو بكر حلة ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ) (الليل:17) . وألبس أمية قميص ( فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ) (لأنفال: من الآية36) .

لـشـتـان مـا بـيـن اليـزيـديـن في النـدى
يـزيـد بـن عـمـرو والأغـر بـن حـاتـم
فـهـم الـفـتـى الأزدي إتـلاف مــالــه
وهـم الـفـتـى الـقـيـسي جـمـع الدراهم
فـلا يـحـسـب الـتـمـتـام أنـي هـجـرته
ولـكـنـنـي فـضـلـت أهـل الـمـكـارم

* سمع حنظلة مؤذن الجهاد في أحد ، وعليه جنابة ، فطار إلى سيفه ، وصب دمه مع دماء الأبرار ، وقدم لحمه مع لحوم الأخيار ، هذه الكتائب ( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ) (الحج: من الآية37) .
يا حنظلة : ثمار شجرك ما حنظل ، وحب زرعك قد سنبل ، قبل أن تدخل الجنة تغسل :
أمـلاك ربـي بـمـاء الـمـزن قـد غـسـلـوا
جـثـمـان حـنـظـلـة والـروح تختطف
وكــلـم الله مــن أوس شـهـيـدهــم مـن
غـيـر تـرجـمـة زيحـت له السـجـف

* تلاميذ عبد الله بن أبي يحفظون ( لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ) (المنافقون: من الآية7) . وينسون ( وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (المنافقون: من الآية7)، فيسرقون لقمة العيش من على الشفاه !
ومداوي الداء بالداء ، أعله وما شفاه .
* عبد الله بن أبي ، فاكهته : لحوم الصحابة ، ومصحفه : الربابة ، سهامه طائشة ؛ لأن الصيد عائشة :
أتـدري مـن رمـيـت وكـيـف تــدري ؟
فـمـا أعـمـاك عـن شـمــــس وبـدر
رمـيـت الـفـجـر بـالـبـهـتـان كـيـداً
ونــور الـحـق مـحـفـوف بـفـجـــر

* درسنا قصة ( طه والطبلة ) فألهانا طه عن : ( طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) (طـه:2) . والذي حفظ قصة الطلبة خرج أبله ..! وقيم المدرسة أرقم ؛ لأنه ألغى منهج دار الأرقم بن أبي الأرقم .
* صاح أنس بن النضر : إني لأجد ريح الجنة من دون أحد فقتل على مبدأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) (الإخلاص:1)!
بحثت عنه أخته ، فما عرفته إلا ببنانه ؛ لأن داخل الجنة يحتاج إلى شهود ، وقد كتبوا شهادتهم بخطوطهم على جسم أنس ، فكل جرح يقول : ( وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ) (يوسف: من الآية81).
* قالوا لأحد المنافقين : جاهد لتؤجر ، قال : أخاف بنات بني الأصفر ، قيل له تضحك على من ؟ ونزلت فتوى ( أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) (التوبة: من الآية49) .فضحهم الوحي ، فسجلاتهم مكشوفة وأسماؤهم معروفة .
وقال أحدهم : أنا لا أخشى بنات بني الأصفر ، لكن لا تنفروا في الحر ، فما أصبح الأمر سراً ( جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً ) (التوبة: من الآية81) .
تـفــر مــن الـهـجـيـر وتـتـقـيـه
فـهـلا مـن جــهـنـم قــد فــررتا
وتـشـفـق للـمـصـر على الخـطـايـا
وتـرحـمـه ونـفـسـك مـا رحـمـتا !!
* عاشق الشهادة تأتيه على الفراش : ( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ) . لأن الحـب يفتت الأكباد ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69).
نـسـيـت فـي حـبـك الـدنـيـا ومـا حـمـلت
وبـعـت مـن أجـلك الأنـفـاس والنـفـسـا
----------------
يتبع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 06:40 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved