![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#291 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() زخــــــــرفـــــت الحيـــــــــــــاة بسم الله الرحمن الرحيم سلبت دنيانا عقولنا وأوردتنا إلى المهالك... نعم أخيتي هذه الحياة التي تزخرفت لنا بكل مفاتنها وجعلتنا ننظر إليها بأنها الحياة الهانئة التي نبحث عنها فغيرت نظرتنا الحقيقية إلى مجرد نظرات مزيفة .... هذه هي الحياة المترفة استجبنا لها دون أن نفكر في العواقب وسرنا معها كالحيارى ... وأنستنا متعها أننا لن نعيش فيها طويلا ... أنستنا أن كل لذة جملتها في ناظرنا أنها فانية بفناء أرواحنا ... يا الله إلى متى سنمضي معها وهي أفقدتنا حتى مشاعرنا وأحاسيسنا ... نعم ... إنها حياة عابثة حين تعبث بكل هذه المشاعر واستطاعت أن تنتشلنا من واقعنا إلى عالم لا نعي فيه من نحن؟؟؟ والى أين سنمضي ؟؟؟حقيقة إنا ساهون عن حياة الصحابة رضوان الله عليهم وكيف كانوا يراقبون الله في كل لحظات حياتهم...فقد كانوا إذا أحسوا بشعث في عبادتهم قال بعضهم لبعض : هيا بنا نؤمن ساعة فيجتمعوا ويتذاكروا فيما بينهم.. فلله درهم ...وفي زماننا هذا أجد الكثير من الأخوات تتهرب من مجالس العلم وحلق الذكر ،،، سبحان الله أين باتت قلوبنا ؟؟؟أين الخشية من الله ؟؟ أين استشعار لذة العبادة التي نؤديها لوجه الله ؟؟كلام قد يطول الكلام عنه إلا أن الدموع استوقفتني ...نريد أن نحيا من سباتنا العميق ... نريد أن نجدد نياتنا ونصفي قلوبنا ... وننطلق إلى قمم الالتزام بثبات .. وصدق عزيمة ..وهمة عالية .. لنصل إلى الراحة التي لم نحس بها من قبل ولننعم بها في أعالي الجنان .... --------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#292 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() طبيــــــــــــب القلـــــــــــوب بسم الله الرحمن الرحيم" كتاب الفوائد كتاب قيّم للإمام ابن القيّم رحمه الله تعالى، و هو كغيره من كتب هذا الإمام لا تمل مطالعته، و قد اخترت بعضاً من فوائده، و لا يفوتني أن أدعو الجميع لاقتنائه فهو من الكتب التي لا ينبغي أن تخلو المكتبة المنزلية منها لانه كتاب رائع فعلاً . قال الإمام ابن القيّم رحمه الله تعالى: - اشتر نفسك اليوم، فإن السوق قائمة، والثمن موجود, والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك البضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل ولا كثير:﴿ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾ وَ { يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ } .- العمل بغير إخلاص ولا اقتداء، كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه.- إذا حمَّلت على القلب هموم الدنيا وأثقالها، وتهاونت بأورادها التي هي قوته وحياته، كنت كالمسافر الذي يحمِّل دابته فوق طاقتها ولا يوفِّيها علفها، فما أسرع ما تقف به.- كن من أبناء الآخرة ولا تكن من أبناء الدنيا، فإن الوليد يتبع الأم.-الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها، فكيف تعدو خلفها؟-الدنيا مجازٌ والآخرة وطن، والأوطار إنما تطلب من الأوطان.- دخل الناس النار من ثلاث أبواب: باب شبهة أورثت شكاً في دين الله، وباب شهوةٍ أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته، وباب غضبٍ أورث العدوان على خلقه.- لو عرفت قدر نفسك عندنا ما أهنتها بالمعاصي، إنما أبعدنا إبليس إذ لم يسجد لك، وأنت في صلب أبيك، فوا عجباً كيف صالحته وتركتنا! - من لاح له حال الآخرة هان عليه فراق الدنيا.-إذا أصبح العبد وأمسى وليس همُّه إلا الله وحده، تحمل الله سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كل ما أهمه، وفرَّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته. وإن أصبح وأمسى والدنيا همُّه، حمَّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكله إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره، كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره. فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته، بُلِيَ بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته. قال تعالى { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } .-الجاهل يشكو الله إلى الناس، وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه، فإنه لو عرف ربه لما شكاه، ولو عرف الناس لما شكا إليهم. ورأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجل فاقته وضرورته، فقال: يا هذا، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك، وفي ذلك قيل:وإذا شكوت إلى ابن آدم إنماتشكو الرحيم إلى الذي لا يرحموالعارف إنما يشكو إلى الله وحده. وأعرَف العارفين من جعل شكواه إلى الله من نفسه لا من الناس، فهو يشكو من موجبات تسليط الناس عليه، فهو ناظر إلى قوله تعالى { وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } , وقوله { وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } ، وقوله { أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } . فالمراتب ثلاثة: أخسُّها أن تشكو الله إلى خلقه، وأعلاها أن تشكو نفسك إلى الله، وأوسطها أن تشكو خلقه إليه.- القلب يمرض كما يمرض البدن, وشفاؤه في التوبة والحميّة، ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه بالذكر، ويعرى كما يعرى الجسم، وزينته التقوى، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة.- إياك والغفلة عمن جعل لحياتك أجلاً ولأيامك وأنفاسك أمداً ومن كل سواه بداً ولا بد لك منه.- من شُغل بنفسه شُغل عن غيره، ومن شُغل بربه شغل عن نفسه.- للقلب ستة مواطن يجول فيها لا سابع لها: ثلاثة سافلة، وثلاثة عالية، فالسافلة: دنيا تتزين له، ونفس تحدثه، وعدو يوسوس له، فهذه مواطن الأرواح السافلة التي لا تزال تجول بها. والثلاثة العالية: علم يتبين له، وعقل يرشده، وإله يعبده. والقلوب جوّالة في هذه المواطن.- إذا أراد الله بعبد خيراً جعله معترفاً بذنبه، ممسكاً عن ذنب غيره، جوّاداً بما عنده، زاهداً فيما عند غيره، متحملاً لأذى غيره، وإن أراد به شراً عَكَسَ ذلك عليه.- من اشتغل بالله عن نفسه، كفاه الله مؤونة نفسه، ومن اشتغل بالله عن الناس، كفاه الله مؤونة الناس، ومن اشتغل بنفسه عن الله، وكّله الله إلى نفسه، ومن اشتغل بالناس عن الله، وكله الله إليهم. - إذا استغنى الناس بالدنيا استغنِ أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنِسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله، وإذا تعرفوا بملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة، فتعرف أنت إلى الله، وتودد إليه تنل بذلك غاية الرفعة.- للعبد بين يدي الله موقفان: موقف بين يديه في الصلاة، وموقف بين يديه يوم لقائه. فمن قام بحق الموقف الأول هوّن عليه الموقف الآخر، ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفّه حقّه، شدّد عليه ذلك الموقف. قال الله تعالى { وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً. إِنَّ هَـؤُلاَءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً } -------------------------------- كتاب الفوائد للإمام ابن القيّم رحمه الله تعالى |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#293 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() فـــوائـــــــــــــــــــــــــد · طوبى لمن نظر إلى حاضره، نظرته إلى ماضيه، وفعل ما كان يتمنى من الصالحات فيه!! · أشد السموم خطراً على القلب، أن يألف هذا المزيج العجيب من فعل الطاعات وارتكاب المنكرات في آن واحد!! · ابق بينك وبين الله باباً مفتوحاً؛ حتى ولو أعجزتك نفسك بارتكاب المعاصي، فإنك لا تدري لعل سعة رحمة الله تعالى أن تتداركك قبل فوات الأوان!! · يارب اهدِ قلبي، وأعذني من شرور نفسي؟! · حب الثناء والمدح، مادة فساد إخلاص القلب!! · كم تمنيت وتمنيت من فعل الطاعات؟! فكم حققت من تلك ما الأماني؟! فاحذر أوهام تلك الأماني؛ فإنها حادي الغافلين إلى خلو صحائفهم من الحسنات يوم الدين!! · قولٌ بلا عمل، كسعي بلا أمل، والخلاصة إقدامٌ على الله بلا رصيد من العمل!! · من لسكينة قلبك سوى ذكر ربك؟! · من يقود سفينة حياتنا نحو بر الأمان إلا أنت يا أرحم الراحمين، ويا أكرم الأكرمين؟! ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#294 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() فـــوائـــــــــــــــــــــــــد · أولى مراتب رحمة الله بالعبد، الحيلولة بينه وبين مواطن الإثم، وأوسطها التوفيق للطاعة، وأعلاها حلاوة الإيمان!! · أشد الندم، ندم العبد على عمر قضاه في غير طاعة الله، وأقساه مرارة، ما وقع فيه من معصية الله!! · تستطيع وقف سير الأيام بك حال سعيك مخلصاً لنيل الشهادة في سبيل الله؛ حيث تصل أيام حياتك بنبض جوف الطيور الخضر في الجنة، إذ تسرح فيها حيثما شاءت، وقد انقضى عامل الزمن، فلا يهرم بك العمر بعد ذلك أبداً!! · يرى البصير ما يدور الآن من أحداث الدنيا؛ وكأنها تتهيأ لإغلاق دفاتر صفحاتها؛ إيذاناً بالفناء أو الرحيل!! فهل من مستدرك قبل فوات الأوان؟! · ضيوفٌ نحن على موائد أوهام هذه الحياة، وقد آن لضيافتنا أن تنتهي، ولن تمنحنا الآجال مزيداً من التمادي في أوهامنا، فهلا استعددنا لموعد الاستيقاظ؟! · ليت العبد يبذل من إخلاص قلبه لله، مثقال ذرة مما يبذله من التجمل أمام الخلق في الظاهر!! فأحسب أن ذلك كافيه ليكون من عباد الله المخلصين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!! · أعلى مراتب الإخلاص منزلة، هي تلك التي لا يخالط فيها قلب العبد شيئاً غير مرضاة الله تعالى!! · سوق قام ثم انفض!! فأين كنت؟! وإلى أين سيذهب بك المصير؟! · سونامي القبور، يتمثل فيما يغمر العبد من طوفان سوء أعماله خلال أيام غفلاته!! فاللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فإنك علينا قادر، والطف بنا يا موالانا فيما جرت به المقادير!! ---------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#295 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() فـــوائــــــــــــــــــــــــد · صاحبك من أهمته آخرتك قبل دنياك!! وبذل وسعه لانتشالك من مواطن الزلل؛ خشية هلكتك يوم العرض الأكبر على مولاك!! · أوامر الله خير كلها، فمن أذعن أدرك السعادة والعافية من مهالك السوء، ومن خالف أدركه الشقاء ولاحقته الفتن، حتى تذعنه العواقب في نهاية المطاف مرغماً لتلك الأوامر!! ولكن الفارق أنه لا بالسلامة من مواطن السوء حظي، ولا أجر الإذعان لأوامر الله أدرك!! · ابحث في كلمات محدثك عن مقاصد الخير، فلربما تصرفك كلمة واحدة منه عن محامل سوء الظن، وتجعلك تحمل حديثه كله على محمل الخير!! · كل ما يتصوره الكاذب من إحكام كذباته وهمٌ وخيال، مهما حاول إحباك تلك الكذبات، فهو كمهندس فاشل، شرع في تشييد بنيانه على غير أساس!! فكان الانهيار فوق رأسه هو المآل لا محالة!! · بقدر ما يقطع المبتلى أمله في المخلوقين ويعلقه بالله وحده؛ بقدر ما يدنو منه الفرج، غير أنه لا يدري!! · يا أهل الآخرة ما الخطب لديكم؟! هل فاحت بأرواح الصادقين نسمات الجنان، ولافحت وجوه المنافقين زفرات النيران؟! يارب . . لا نهلك وأنت رجاؤنا!! · إذا رأيت الله يعجل لك العقوبة على المعاصي في الدنيا؛ فاعلم أنك عزيز عنده!! ولو شاء لأهلكك بالتمادي فيها؛ ثم كانت أخذته المباغتة هي شر المآل عياذاً بالله تعالى!! · أسعد العباد من زاد التصاقه بجناب ربه، حتى تصير الآخرة من شدة تفكيره فيها وحمله لهمومها، امتداداً لبقية أحداث حياته، فلا الموت يجزعه، بل ويصبح القدوم على الله تعالى له بمثابة يوم عرسه!! · خلوتك هي محك تقواك لربك، فلتكن ساحة مبارزتك وانتصارك على شيطانك؛ وإياك أن تجعله ينال من آخرتك!! ---------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#296 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() اغسل همومك في نهر الدموع كم هي صعبة تلك اللحظات التي طالت حتى أضحت كالكابوس الذي يأبى أن يفارق من ذهب إلى فراشه وهو مشغول البال ومشتت الذهن. حاولت أن أهرب من وجعي الدائم وألمي الذي لا ينقطع بتلاوة القرآن وبعد عدة محاولات متتالية، اكتشفت أنّ أثر الذنوب في قلبي لم يعد من الممكن محوه بسهولة.. كانت حروف السورة الحبيبة إليّ والتي كنت أسارع بتلاوتها كلما ضاق صدري لأي سبب من الأسباب تبدو كالصخر فوق لساني، والذي كان يتحرك بعد كل هذا الجهد الشاق في غيبة كاملة عن قلبي الذي يبدو أنه قد صار في قطيعة دائمة معي، وهو الأمر الذي كان يصر معه على أن يُحوّل حياتي إلى عذاب لا ينقطع . أين ضاع الخشوع؟ بعد أن ازدادت مساحة الضيق النفسي والتي بدأت تتسرب إلى كل ذرة في كياني عادت طاقة المقاومة الذاتية في داخلي للحركة من جديد، ولذلك انتفضت على الفور إلى الحمام، حيث أحسنت الوضوء وهرولت مسرعاً إلى غرفة المكتب الخاصة بي، والتي اعتدت أن أغلقها بين الحين والآخر على نفسي , طلبا للخشوع في الصلاة والدعاء الذي أهفو إليه بين فترة وأخرى. بعد تكبيرة الإحرام بدأت في صلاة ركعتين للتوبة إلى الله عز وجل من الزلات الكثيرة التي سقطت فيها قدمي خلال الفترة الماضية، وما إن بدأت في الصلاة حتى أخذ صدري يضيق بصورة متواصلة إلى الحد الذي أصبحت أشعر معه بالاختناق والضيق الشديد ..أدركت على الفور أن هذا كله بفعل الشيطان الذي استطاع خلال الفترة الماضية أن يفرض جزءا كبيرا من سيطرته عليّ بفعل تقصيري المتواصل في حق الله عز وجل . قررت عدم الاستسلام له هذه المرة خاصة أن الحزن والهم بلغ بي مبلغه، واصلت الصلاة قمت بتلاوة الفاتحة وإحدى قصار السور وحاولت الرجوع ولكني لم أتمكن، أعدت المحاولة مرات متتالية لكثرتها لم أعد أذكر عددها الآن . أنهيت الصلاة وأنا أتذكر زلاتي وتقصيري الدائم في حق الله الذي أفقدني أي قدرة على الخشوع وجعلني أشعر وأنا واقف بين يديه أن هذا ليس هو المكان الذي يستحقه شخص مثلي .. عند هذا الخاطر ذكرت نفسي برحمته جعل وعلا وأنه لا يغلق أبوابه في وجه المقصرين من عباده مهما بلغت ذنوبهم. بعد طول تفكير توصلت أن المشكلة ببساطة أن هناك شيئا من القسوة والجمود الذي يحكم الآن أجزءا واسعة من قلبي وبالتالي فأنا لن أستطيع العودة إلى الله من جديد والتوبة على ما فعلت إلا من خلال تفتيت صخرة القسوة. طرت إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بي، حيث بدأت أستمع إلى محاضرة عن إصلاح القلوب وكليّ أمل أن يرق قلبي قليلا بحيث أستطيع تلاوة القرآن أو الصلاة للخروج من تلك الأزمة التي تفرض نفسها عليّ. بعد فترة وجيزة انتبهت لنفسي كنت غارقا في التفكير في عدد من مشاكل الأسرة والمنزل والعمل، ولم أكن أستمع على الإطلاق للمحاضرة التي أوشكت على الانتهاء .. ليس هناك فائدة على الإطلاق مني فأنا كثير الزلات والخطايا، وكيف يريد من هو مثلي أن يستمر في تقصيره وأن ينعم بالهدوء والسكينة والاستقرار النفسي، ليست هذه سوى أوهام شخص لاه ومقصر في حق الله .. تبا لسيل المعاصي الذي انفجر في داخلي ويأبى أن يتوقف ويصر على أن يضاعف من حجم احتقاري لنفسي الأمارة بالسوء. صدمني الشعور الذي سيطر عليّ بأنه ليس لأي شيء جدوى طالما كان الإنسان يحترق من داخله، هكذا دون أن يستطع إيقاف زحف النيران التي تسري داخله والتي لا يدري ..اشتد الضيق في صدري حتى بدا لي الأمر فوق طاقتي على الاحتمال وناديت من أعماقي يارب .. برحمتك أستغيث .. فجأة انهمر نهر الدموع من عيني يبكي ذنوبا كثيرة وعينا لاهية وقلبا غافلا ومع انهماره بدأت أشعر تدريجيا بالراحة والسكينة وعلى الفور هرعت إلى الصلاة وطاقة جديدة من النور تفتح في صدري وساعتها شعرت وكأني ولدت من جديد بعد أن غسلت أوجاعي في نهر الدموع ------------------- اافايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#297 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() نوادر في زماننا بسم الله الرحمن الرحيم إذا قابلتك هذه النوادر من خلق الله فأنت أسعد السعداء . من إذا حزنت ... أسعدك . من إذا تضايقت ... أضحكك . من إذا تألمت ... طبّبَك . من إذا نسيت ... ذكّرك . من إذا خلوت ... جاورك . من إذا بكيت ... هدّأك وطمأنك. من إذا مللت .. أنعشك . **** من إذا أتيته .... جاءك مهرولا . من إذا أحببته ... جاءك عاشقا . من إذا ناديته ... جاءك مُلبيا . **** من إذا رأيته ... أسعدك . من إذا سمعته .... أطربك . من إذا إنفلتّ ... قوّمك . من إذا تكلّم .... أدهشك . من إذا كَتَب .... أرْشَدَك . حقا ... إنها نوادر فى زمن النوادر . ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#298 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() مَنْ صَاحِـبُـك ؟ بسم الله الرحمن الرحيم صديقان تعرفت عليهما في معترك الحياة ، كان أحدهما متوسط الدخل والآخر ثرياً، كان لقائي بالثري أكثر بحكم قرب السكن ولتوقعي أن يسدّ حاجتي في وقت الشدّة، ولم أكن أشكّ في ذلك مما أراه من الحفاوة والاحترام . ذات يوم احتجت مبلغ 30.000 ريال فما بدر لي إلا الصاحب الغني، وقلت سيكون فرحه عظيماً بعرضي حاجتي عليه. اتصلت به وعرضت عليه الأمر وتفاجأت بأن الرجل يتلعثم في الردّ ويتلكأ في الجواب ويختم المكالمة بأنه بحاجة إلى وقت في التفكير، صُدمت من رده ولم أُبْدِ له شيئاً، لكني قررت أن لا أحرجه وأن لا آخذ منه شيئاً. أغلقت السماعة ثم اتصلت على صاحبي الأول الذي تعرفت عليه في رياض المساجد وحلق الذكر وساحات المراكز الصيفية فأجابني بالسؤال التالي: أين أنت الآن ؟ قلت: في بيتي . قال:" خيراً، سآتيك بعد قليل ". ظننته سيأتي ليتحدث معي في الموضوع بعد نصف ساعة ، إذ به يطرق الباب ويضع المبلغ نقداً بيدي، شكرته على سرعة استجابته وطلبت منه أن نوثق القرض طاعة لله، فأبى، وقال : إن جئت به فالحمد لله وإن لم تستطع فأنت في حلٍّ ولذا لا حاجة إلى الكتابة" ، هكذا أقنعني.... أخذت المبلغ وقضيت حاجتي في نفس اليوم بل في نفس الساعة . من الغد اتصل بي صاحبي الثري وطلب مني أن أحضر لمنزله ، حضرت وأبدى موافقته على القرض ثم طلب مني بطاقتي الشخصية، فصَوَّرها ، ثم طلب مني أن أكتب إقراراً بالقرض وطريقة سداد المبلغ والمدة المتوقعة، كتبته، ثم وضع مدير مكتبه الأوراق في ملف خاص بالموضوع ثم كتب الشيك باسمي ، ولعلمكم أيها السادة لم يكن بي حاجة للمبلغ لأن صاحبي الذي هو صاحبي قد قضاها لكني أردت أعرف النهاية ولا أخزي الرجل، ثم شكرته وودعته. لقد قررت أن أصرف المبلغ من البنك ثم أسدده له في غضون عشرة أيام، وفعلت ذلك بحمد الله، وقد تعجب من سرعة سدادي للقرض ، فقلت له : لقد قضيت حاجتي وأريد براءة ذمتي. بقيت صحبتي واحترامي لصاحبي هذا لكن عرفت أن الأصحاب ليسوا صنفاً واحداً، فمنهم من يكون للمؤانسة والسراء، ومنهم من يكون للسراء والضراء، ومنهم من يكون عدة للدنيا والأخرى، وهذا خيرهم فإنك لا تندم على مصاحبته ولا على مجالسته، إن أصابتك مصيبة أعانك ، وإن حلت بك نعمة فرح لك كما يفرح لنفسه وهكذا كان صديقي الأول، وهذا ما تنتجه الصداقة إذا كانت لله. ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#299 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() قاعدة جليلة محركات القلوب .. اعلم أن محركات القلوب إلى الله عز وجل ثلاثة : المحبة ، والرجاء ، والخوف .. وأقواها المحبة … وهي مقصودة تراد لذاتها ، لأنها تراد في الدنيا والآخرة بخلاف الخوف فإنه يزول في الآخرة .. قال تعالى : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) والخوف المقصود منه : الزجر والمنع من الخروج عن الطريق فالمحبة تلقي العبد في الطريق الأسرع للوصول إلى محبوبه وعلى قدر قوتها وضعفها يكون سيره إليه .. والخوف يمنعه أن يخرج عن طريق المحبوب ..والرجاء يقوده ..فهذا أصل عظيم ، يجب على كل عبد أن ينتبه له ، فإنه لا تحصل له العبودية بدونه .. فإن قيل : فالعبد في بعض الأحيان قد لا تكون عنده محبة تبعثه على طلب محبوبه ، فأي شيء يحرك القلوب ؟ قلنا : شيئان : أحدهما : كثرة الذكر للمحبوب ، لأن كثرة ذكره تعلق القلب به . ولهذا أمر الله عز وجل بالذكر الكثير في آيات كثيرة في مواضع متعددة في كتابه الكريم .. ومنها : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) والثاني : مطالعة آلائه ونعمائه .. قال تعالى : ( فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وقال : ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) وقال : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) وقال : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ) فإذا ذكر العبد ما أنعم الله به عليه ، من تسخير السماء والأرض وما فيها من الأشجار والحيوان ، وما أسبغ عليه من النعم الباطنة ، من الإيمان وغيره .. فلابد أن يثير ذلك عنده باعثاً .. وكذلك الخوف : تحركه مطالعة آيات الوعيد والزجر والعرض والحساب ونحوه .. وكذلك الرجاء : يحركه مطالعة الكرم والحلم والعفو ونحو ذلك .. فتنبه لهذه القاعدة فإنها جليلة .. نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا ، وأن ينفعنا بما علمنا .. ---------------- ابو عبد الرحمن |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#300 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() البكاء من خشية الله... الوسيلة المثلى لتربية القلب يتسارع وقع خطى الأيام وتتسابق لحظات المرء نحو ساعات يشبه بعضها بعضا.. وتشتد غفلة الإنسان مع متطلبات شئونه الحياتية.. فلا يفيق إلا بعد ما طويت مراحل من عمره مهمة.. فيندم عندئذ ندما كبيرا.. ويتمنى أن لو أيقظه موقظ أو صرخ في وجهه ناصح.. وهذا في الواقع يحصل لكل أحد، فلا أحد ينجو ن الغفلة، ولا أحد يهرب من التأثر بدوامة الحياة.. ولكن ثمة لحظات صدق تائبة، ونوبات خشوع صادقة تتلمس شغاف القلب المنيب إلى ربه.. يحاسب فيها نفسه.. ويجدد فيها العهد.. وعندها تثور ثائرة مشاعره الصادقة التائبة.. وتغرورق عيناه بدموع إيمان.. فيكون بكاؤه عندئذ أشبه ما يكون بغيث السماء الذي يرسله الله سبحانه على جدباء الأرض فيحييها وينبت فيها الحياة من جديد.. القرآن والسنة يحثان على البكاء: قال الله _تعالى_: "وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً" (الاسراء:109). وعن أبي أمامة _رضي الله عنه_ قال النبي _صلى الله عليه وسلم_: " ليس شيء أحب إلى الله _تعالى_ من قطرتين وأثرين: قطرة دموع من خشية الله وقطرة تهرق في سبيل الله، وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله _تعالى_ " أخرجه الترمذي. وعن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ " لا يلج النار رجل بكى من خشية الله _تعالى_ حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم " أخرجه الترمذي. وعن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. وذكر منهم " ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه " متفق عليه. البكاء سمت الصالحين: عن العرباض بن سارية قال: "وعظنا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ موعظة سالت منها العيون ووجلت منها القلوب..." أخرجه أحمد والترمذي وكان الضحاك بن مزاحم إذا أمسى بكى فيقال له: ما يبكيك؟ فيقول: لا أدري ماذا صعد اليوم من عملي! وقال ثابت البناني: كنا نتبع الجنازة فما نرى إلا متقنعا باكيا أو متقنعا متفكرا وقال كعب الأحبار: لأن أبكي من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهبا وقال قتادة: كان العلاء بن زياد إذا أراد أن يقرأ القرآن ليعظ الناس بكى، وإذا أوصى أجهش بالبكاء.. وقال الذهبي: كان ابن المنكدر إذا بكى مسح وجهه ولحيته من دموعه ويقول: بلغني أن النار لا تأكل موضعا مسته الدموع.. وعن يحيى بن بكير سألت الحسن بن صالح أن يصف لنا غسل الميت فما قدرت عليه من البكاء. وعن محمد بن المبارك قال كان سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى.. وقال معاوية بن قرة: من يدلني على رجل بكاء بالليل بسام بالنهار؟ وقال بكر بن عبد الله المزني: " من مثلك يا ابن آدم خلي بينك وبين المحراب، تدخل منه إذا شئت وتناجي ربك، ليس بينك وبينه حجاب ولا ترجمان، إنما طيب المؤمن الماء المالح هذه الدموع فأين من يتطيبون بها؟ من مثيرات البكاء من خشية الله: 1- الخلوة الصالحة في أوقات إجابة الدعاء: فالخلوة الصالحة هي خليلة الصالحين والعبّاد وكل قلب يفتقر إلى خلوة، وأنا هنا أنعتها بالصالحة وهي الخلوة التي يقصدها المرء بنية التعبد لله والخلوص له _سبحانه وتعالى_ قال الله _سبحانه_: " واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا ".. وهذه الخلوة الصالحة يكون فيها التدبر في شأن الإنسان وحاله مع ربه، ويكون فيها محاسبة المرء لنفسه، ويكون فيها استدعاء تاريخ حياة كل واحد مع نفسه وفقط، وتكون فيها المصارحة والمكاشفة بين كل امرئ وقلبه، فيعرف مقامه وتقصيره وكم هو مذنب مقصر خطاء.. وعندها يسارع إلى الاستغفار والبكاء من خشيته _سبحانه_.. 2- الإنصات والتدبر للتذكرة والموعظة: فكم من كلمة طيبة كانت سببا في تغيير حياة إنسان من الغفلة إلى الاستقامة، وقد حذر العلماء من إغفال التذكرة وعدم التأثر بها، فقال إبراهيم ابن أدهم: علامة سواد القلوب ثلاث..ذكر منها: أن لا يجد المرء في التذكرة مألما!..وكان الحسن إذا سمع القرآن قال:والله لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا حزن وذبل وإلا نصب وإلا ذاب وإلا تعب، وقال ذر لأبيه عمر بن ذر الهمداني: ما بال المتكلمين يتكلمون فلا يبكي أحد فإذا تكلمت أنت يا أبت سمعت البكاء من ههنا وههنا؟ فقال: يا ولدي ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة... 3- محاسبة الجوارح ومخاطبتها..فعن أحمد بن إبراهيم قال: نظر يونس ابن عبيد إلى قدميه عند موته فبكى وقال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله!، فهذه إذن حسرات الصالحين، حسرة يوم يذكر طاعة لم يتمها، وحسرة يوم يذكر خيرا لم يشارك فيه، وحسرة يوم يمر عليه وقت لا يذكر الله _تعالى_ فيه، والحق إن في الحديث إلى الجوارح لاسترجاع لواقع المرء الحقيقي الذي غاب عنه، فينظر إلى كل جارحة من جوارحه ويخاطبها: كم من ذنب شاركت فيه؟ وكم من طاعة قصرت عنها؟ وكم من توبة تمنعت عنها؟ وكم من استغفار غفلت عنه؟..ويذكر قول الله _تعالى_: " حتى إذا جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يكسبون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء..." الآيات فصلت. البكاء والإخلاص: تساؤل يثار كثيرا حول الموقف من البكاء أمام الناس وفي حضرتهم رغم ما يمكن أن يكتنف هذا من التماس ببعض شبهات المراءاة للناس وتصوير النفس بالخشوع والتقوى، فكثير من الناس يمتنعون عن ذلك البكاء ولا يبدونه مهما كانت الأحوال مخافة الاتهام بالرياء أو مخافة مداخلة النفس العجب، وعلى جانب آخر يرى البعض أن البكاء في المجالس وفى المواعظ شيء طبيعي لأصحاب القلوب الرقيقة لا يمكن إنكاره أو اتهام صاحبه بسوء نية، فما هو الموقف الصائب إذن؟.. الناظر إلى أحوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تابعهم ونهج نهجهم من علماء الأمة ليرى بوضوح أن البكاء كان سمة مميزة لهم – كما سبق وبينا فيما سبق من آثار – بل أكثر من ذلك.. إن بعضهم كان ربما يظل طوال درس العلم الذي يلقيه يظل يبكي حتى ينتهي، فيروي الإمام الذهبي عن أبي هارون قال: كان عون يحدثنا ولحيته ترتش بالدموع، وقال جعفر بن سليمان: كنت إذا رأيت وجه محمد بن واسع حسبت أنه وجه ثكلى.. إلى غير ذلك من الآثار المتكاثرة. ولكن هناك أيضا من الآثار ما حض على إخفاء ذلك البكاء وجعله في الخلوة ومنفردا فقط: فعن محمد بن زيد قال " رأيت أبا أمامة أتى على رجل في المسجد وهو ساجد يبكى في سجوده فقال له: أنت أنت لو كان هذا في بيتك"، وقال سفيان بن عيينة: "اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك "، بل نقل الذهبي عن عمران بن خالد قال سمعت محمد بن واسع يقول: إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم به.. إلى غير ذلك من الآثار. وخلاصة القول في ذلك أن يعلم الإنسان نفسه البكاء من خشية الله وعند سماع الموعظة والذكر والتذكرة وعند محاسبته لنفسه أو غير ذلك، والأصل في البكاء أن يكون في الوحدة ومنفردا وفي الخلوات، ولكن إذا كان المرء بين الناس وغلبه البكاء فلا شيء في ذلك أبدا إذا اطمأن من نفسه الصدق والإخلاص، بل إن ذلك كان حال الصالحين. نصائح تربوية تطبيقية حول البكاء..: 1- تهيئة البيئة التربوية الإيمانية هام في تربية المرء على رقة القلب واستشعار الخشوع واعتياد العين على البكاء، فلم يكن الصالحون يصلون إلى هذه الدرجة العالية من البكاء من خشية الله لولا أن هناك بيئة إيمانية تربوا عليها وفيها أعانتهم على ذلك وتلك البيئة لها أكبر الأثر في التشجيع على الأعمال الصالحة والتربي عليها، والمربون الذين يهملون تهيئة تلك البيئة أو يتناسون أثرها هم مخطئون ولاشك، يروي ابن الجوزي أن عمر بن عبد العزيز بكى ذات ليلة، فبكت فاطمة زوجته، فبكى أهل الدار لا يدري أولئك ما أبكى هؤلاء فلما تجلت عنهم العبرة سألوه ما أبكاك؟ فقال: ذكرت منصرف القوم بين يدي الله فريق في الجمة وفريق في السعير، فمازالوا يبكون! 2- أثر القدوة هام جدا في التربية على تلك العبادة الصالحة فقد كان البكاؤون السابقون يجدون القدوة الصالحة في ذلك من معلميهم ومربيهم فكانوا يتشبهون بهم إلى أن يصير العمل الصالح عندهم أساسا وأصلا، أما أن يبح صوت خطيب أو معلم يعظ الناس في البكاء والناس لم يروا عليه أبدا أثرا للبكاء فلا أثر لنصحه أبداً. 3- يجب ألا يكون بكاء المرء على شيء من الدنيا فات أو صاحب فقد أو مصيبة حدثت فذلك بكاء الدنيا وإنما مقصودنا هو بكاء الخشية من الله، وهو أن يكون باعث البكاء دائما هو خشية الله سبحانه وتوقيره والتقصير في حقه تعالى وكثرة ذنوب العبد وخوف العاقبة، وقد كانت أسباب بكاء الصالحين السابقين تدور حول: تذكر ذنبهم وسيئاتهم وآثار ذلك، أو التفكر في تقصيرهم تجاه ربهم سبحانه وما وراء ذلك، أو الخوف من عذاب الله سبحانه وسوء الخاتمة أو الخوف من ألا تقبل أعمالهم الصالحة، أو الخوف من الموت قبل الاستعداد له أو الشوق إلى الله _سبحانه_ ومحبته، أو خوف الفتن ورجاء الثبات على دينهم أو رجاء قبول الدعاء. ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |