منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-07-2013, 12:40 PM   #3091
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


رمضان ... أقبلت يا خير الشهور
بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان شهر الخير والبركات، أقبل بالبشر والخير، عمت أنواره جميع الكائنات، وملئت نفحاته العبقة الأرض والسماوات، وتنزلت بحلوله البركات، وانهالت لمقدمه الرحمات، فمرحباً بخير الشهور، مرحباً بمقدم الضيف الحبيب، كنز المتقين، وفرصة التائبين من رب العالمين.
أطل علينا سيد الشهور، وأفضلها على مر العصور، شهر خصه الله بخصائص عظيمة، ومزايا جليلة، لو تكلمنا عن بعض فضائله، ما وسعنا الزمان في ذكر محاسنه، يقول المولى عز وجل: (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )).
شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً وفضيلة، تُفتح فيه أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين، يكفي لنا قول سيد الأنام عن شهر الصيام : (( أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ )).
فرحنا برؤية هلاله، هلال رشد وخير، واستبشرنا بحلول أول أيامه، فأيامه زينة الدنيا وزاد الآخرة، ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا رأى الهلال قال: (( اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ )).
الأعمال فيه مباركة، والأجور فيه مضاعفة، فهو موسم من أعظم المواسم الربانية،

يقول عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم: (( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلا الصَّوْمَ ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ؛ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ )).
فيا سعادة من مد الله له في الأجل، ومتعه بنعيم الصحة، ليغنم بمغفرة الله ورضوانه، والعتق من نيرانه،

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )).
فحقيق بمن استقبل رمضان وهو في نعمة الله، أن يشكر هذا النعمة بأداء حقها، وأن يستغل هذه الأيام المباركة بما يرضى المولى عز وجل عنه، ولنتعرض لنفحات الله تعالى في هذا الشهر الكريم، ولنعقد العزم من أول يوم من أيامه أن نكون إلى الله أقرب وعن النار أبعد، لكي لا نضيع فرصاً قد أتت، فلعلنا لا ندرك رمضان، ولعل رمضان يأتي ولا يلقانا، فكم من عزيز كان معنا في رمضان الماضي وهو الآن تحت الثرى، فلنجد ونجتهد من أول أيامه، ولنستغل سعاته ولحظاته، فإن المحروم من يدخل عليه رمضان ولم يغفر له.

أتى رمضان مزرعة العباد
لتطهير القلوب من الفساد
فـأد حقوقه قـولاً وفـعـلاً

وزادك فــاتخذه إلى المعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها

تأوَّه نادماً يوم الحصاد
فحمداً لك ربنا أن بلغتنا رمضان، ونسألك الإعانة على الصيام والقيام، وأن تمن علينا بتمامه بالقبول والرضوان.
-------------

للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-2013, 01:25 PM   #3092
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

هل أعددت لكلامك جواباً بين يدي الله !
قال الإمام ابن دقيق العيد - رحمه الله -:
" ما تكلمتُ كلمةً ، ولا فعلتُ فعلاً ، إلا وأعددتُ له جواباً بين يدي الله عز وجل ".
« طبقات الشافعية الكبرى » (9 /212)
قلت :
سُبحان الله ! ، لله دره ، ما أشد ورعه ، وما أعظم خشيته !
مقولةٌ صعبةُ التطبيق ، من هذا الإمام ، فكيف طبقها !
نسأل الله السترَ ! ، وأن يعفو عن الزلل ، ويحفظنا من الخطل

قال شداد بن أوس-رضي الله عنه- يوما لرجل من أصحابه :
هات السفرة نتعلل بها – نلتهي ونتشاغل بها -
فقال رجل من أصحابه ما سمعت منك مثل هذه الكلمة منذ صحبتك !
فقال : ما أفلتت مني كلمة منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا مزمومة مخطومة وأيم الله لا تنفلت غير هذه.
حلية الأولياء (1/265 )
قال الحسن - رضي الله عنه - :
ما ضربتُ ببصري ، ولا نطقتُ بلساني ، ولا بطشتُ بيدي ، ولا نهضتُ على قدمي ، حتى أنظر أعلى طاعة أو على
معصية ؟
فإن كانت طاعة تقدمتُ ، وإن كانت معصية تأخرتُ .
الورع (ص116) ، جامع العلوم والحكم (ص76).
قال الحسن البصري -رحمه الله-في قوله عز وجل (وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ):
إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه، يقول: ما أردت بكلمتي؟ يقول: ما أردت بأكلتي؟ ما أردت بحديث نفسي؟ فلا تراه إلا يعاتبها؛
وإن الفاجر يمضي قدماً فلا يعاتب نفسه.
تفسير ابن كثير (7/167)
قال أبو الحسن بن مقسم -رحمه الله-:
سمعت أبا الحسن بن بشار يقول ؛ وكان إذا أراد أن يخبر عن نفسه شيئاً قال: أعرف رجلاً حاله كذا وكذا
فقال ذات يوم: أعرف رجلاً منذ ثلاثين سنة ما تكلم بكلمة يعتذر منها. !
طبقات الحنابلة (2/57)
قال عمرُ بنُ ذر -رحمه الله-:
ربما قيلَ لإبراهيم التيميِّ: تكلّمْ، فيقولُ: ما تحضُرني نية
حلية الأولياء(4/211)
قال ميمون بن سياه –رحمه الله-:
ما تكلمت بكلمة منذ عشرين سنة لم أتدبرها قبل أن أتكلم بها إلا ندمت عليها إلا ما كان من ذكر الله.
الصمت لابن أبي الدنيا (ص220)
قال أبو عبيد -رحمه الله-:
دخلنا على محمد بن سوقة، قال: ألا أحدثكم بحديث لعله ينفعكم؟ فإنه نفعني، قال لنا عطاء بن أبي رباح:
يا ابن أخي إنَّ من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام، وكانوا يعدّون فضول الكلام ما عدا كتاب الله تعالى أن يُقرأ، أو أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر، أو تنطق في حاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها أتنكرون {وإن عليكم لحافظين، كراما كاتبين} [الانفطار: 11] {عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق: 17]
أما يستحي أحدكم لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه
حلية الأولياء (3/314)
قال مورق العجلي -رحمه الله-:
تعلمت الصمت في عشر سنين وما قلت شيئا قط إذا غضبت أندم عليه إذا ذهب عني الغضب.!
حلية الأولياء (2/235)
قال طاووس بن كيسان –رحمه الله-:
ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا أحصي عليه ، حتى أنينه في مرضه!.
سير أعلام النبلاء (5/47)
قال رياح القيسي – رحمه الله-:
قال لي عتبة الغلام : يا رياح إن كنت كلما دعتني نفسي إلى الكلام تكلمت فبئس الناظر أنا، يا رياح إن لها موقفا تغتبط فيه بطول الصمت عن الفضول.
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (6/ 233)
قال سفيان الثوري -رحمه الله-:
صحبنا ربيع بن خثيم عشرين سنة فما تكلم إلا بكلمة تصعد وقال آخر صحبته سنتين فما كلمني إلا كلمتين.
حلية الأولياء [2/ 110]

----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-2013, 02:02 PM   #3093
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

كلماتٌ غيرت طريق حياتهم !
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله محمد ، صلى الله عليه وسلم ،
أما بعد :
كثيراً من العلماء والزهاد والصالحين ، قد من الله عليهم بالهداية والصلاح بسبب كلمة ! ،
كان لها وقعاً عظيماً وتأثيراً كبيراً على قلوبهم ، فغيرت مجرى حياتهم ، وصاروا بعدها أئمة في الزهد والعلم والورع
فرأيت في جمعها في هذه الصفحة مستعيناً بإخواني ، فائدة لي ، ولهم.
1- قال الفضل بن موسى:
كان الفضيل بن عياض شاطراً يقطع الطريق، وكان سبب توبته أنه عشق جارية
فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلاً يتلو {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق}
فقال: يا رب قد آن، فرجع،
فأواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة
فقال بعضهم: نرتحل، وقال قوم: حتى نصبح فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا،
فتاب الفضيل وأمّنهم، وجاور بالحرم حتى مات
[تاريخ الإسلام:12/334].
2- قيل لعمر بن عبد العزيز - رحمه الله -:
ما كان بدء إنابتك ؟
قال : أردت ضرب غلام لي ،
فقال لي :
يا عمر ! اذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة .
[ المجالسة وجواهر العلم : 2/268 ]
3- سبب إسلام عمر بن الخطاب-رضي الله عنه -:
يروى أنه التجأ ليلة إلى المبيت خارج بيته، فجاء إلى الحرم، ودخل في ستر الكعبة، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، وقد استفتح سورة { الْحَاقَّةُ } ،فجعل عمر يستمع إلى القرآن، ويعجب من تأليفه، قال : فقلت ـ أي في نفسي : هذا والله شاعر، كما قالت قريش، قال : فقرأ { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ } [ الحاقة : 40، 41 ] قال : قلت : كاهن . قال : { وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ } إلى آخر السورة [ الحاقة :42، 43 ] . قال : فوقع الإسلام في قلبي .
كان هذا أول وقوع نواة الإسلام في قلبه، لكن كانت قشرة النزعات الجاهلية، وعصبية التقليد، والتعاظم بدين الآباء هي غالبة على مخ الحقيقة التي كان يتهمس بها قلبه، فبقى مجدًا في عمله ضد الإسلام غير مكترث بالشعور الذي يكمن وراء هذه القشرة .
وكان من حدة طبعه وفرط عداوته لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خرج يومًا متوشحًا سيفه يريد القضاء على النبي صلى الله عليه وسلم، فلقيه نعيم بن عبد الله النحام العدوي، أو رجل من بني زهرة، أو رجل من بني مخزوم فقال : أين تعمد يا عمر ؟ قال : أريد أن أقتل محمدًا . قال : كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمدًا ؟ فقال له عمر : ما أراك إلا قد صبوت، وتركت دينك الذي كنت عليه، قال : أفلا أدلك على العجب يا عمر ! إن أختك وخَتَنَكَ قد صبوا، وتركا دينك الذي أنت عليه، فمشى عمر دامرًا حتى أتاهما، وعندهما خباب بن الأرت، معه صحيفة فيها : [ طه ] يقرئهما إياها ـ وكان يختلف إليهما ويقرئهما القرآن ـ فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت، وسترت فاطمة ـ أخت عمر ـ الصحيفة . وكان قد سمع عمر حين دنا من البيت قراءة خباب إليهما، فلما دخل عليهما قال : ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم ؟ فقالا : ما عدا حديثًا تحدثناه بيننا . قال : فلعلكما قد صبوتما . فقال له ختنه : يا عمر، أرأيت إن كان الحق في غير دينك ؟ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديدًا . فجاءت أخته فرفعته عن زوجها، فنفحها نفحة بيده، فدمى وجهها ـ وفي رواية ابن إسحاق أنه ضربها فشجها ـ فقالت، وهي غضبى : يا عمر، إن كان الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله .
فلما يئس عمر، ورأي ما بأخته من الدم ندم واستحيا، وقال : أعطونى هذا الكتاب الذي عندكم فأقرؤه، فقالت أخته : إنك رجس، ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل، فقام فاغتسل، ثم أخذ الكتاب، فقرأ : { بسم الله الرحمن الرحيم } فقال : أسماء طيبة طاهرة . ثم قرأ [ طه ] حتى انتهي إلى قوله : { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } [ طه : 14] فقال : ما أحسن هذا الكلام وأكرمه ؟ دلوني على محمد .
فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت، فقال : أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس : ( اللّهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام ) ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا .
فأخذ عمر سيفه، فتوشحه، ثم انطلق حتى أتى الدار، فضرب الباب، فقام رجل ينظر من خلل الباب، فرآه متوشحًا السيف، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستجمع القوم، فقال لهم حمزة : ما لكم ؟ قالوا : عمر ؟ فقال : وعمر ؟ افتحوا له الباب، فإن كان جاء يريد خيرًا بذلناه له، وإن كان جاء يريد شرًا قتلناه بسيفه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم داخل يوحى إليه، فخرج إلى عمر حتى لقيه في الحجرة، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف، ثم جبذه جبذة شديدة فقال : ( أما أنت منتهيًا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزى والنكال ما نزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم، هذا عمر بن الخطاب، اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ) ، فقال عمر : أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله . وأسلم، فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد .
الرحيق المختوم
4- عن عبد الله بن المبارك -رحمه الله -:
قد كان سبب توبته أنه سمع قوله تعالى { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق } وقال بلى والله وكان هذا أول زهده
طبقات الحنفية 2/529
5- اجتاز داود الطائي -رحمه الله-:
على مقبرة وامرأة عند قبر تقول هذين البيتين

تهيج منازل الأموات وجدا
ويحدث عند رؤيتها اكتئاب
منازل لا يجيب حين تدعو

وعز عليك أنك لا تجاب
وكيف يجيب من تدعوه ميتاً

تضمنت الجنادل والتراب
مقيم إلى أن يبعث الله خلقه

لقاؤك لا يرجى وأنت قريب
تزيد بلى في كل يوم وليلة

وتنسى كما تبلى وأنت حبيب

فسمعها فكان ذلك سبب توبته يعني سبب انقطاعه عن الدنيا وأسبابها وانشغاله بالآخرة والاستعداد لها
أهوال القبور (ص 280)
6- قيل كان سبب توبة شقيق بن إبراهيم أبو علي الأزدي
أنه كان من أبناء الأغنياء خرج للتجارة إلى أرض الترك وهو حدث ودخل بيت الأصنام فرأى خادما للأصنام قد حلق رأسه ولحيته وليس ثيابا أرجوانية فقال شقيق للخادم إن لك صانعا حيا عالما فاعبده ولا تعبد هذه الأصنام التي لا تضر ولا تنفع فقال إن كان كما تقول فهو قادر على أن يرزقك ببلدك فلم تعنيت إلى ما ها هنا للتجارة فانتبه شقيق وأخذ في طريق الزهد
الرسالة القشيرية
7- عن يونس البلخي قال:
كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف، وكان أبوه كثير المال والخدم والمراكب والجنائب والبزاة، فبينا إبراهيم في الصيد على فرسه يركّضه إذا هو بصوت من فوقه يا إبراهيم ما هذا العبث {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً وأنّكم إلينا لا ترجعون} [المؤمنون:115]، اتق الله! عليك بالزاد ليوم الفاقة فنزل عن دابته وأخذ في عمل الآخرة".
[مسند إبراهيم بن أدهم: 1/18].
8- كان بشر بن الحارث شاطرا يجرح بالحديد،
وكان سبب توبته أنه وجد قرطاسا في أتون حمام فيه: بسم الله الرحمان الرحيم، فعظم ذلك عليه، ورفع طرفه إلى السماء وقال: سيدي، اسمك ها هنا ملقى فرفعه من الارض، وقلع عنه السحاة
(1) التي هو فيها، وأتى عطارا، فاشترى بدرهم غالية
(2)، لم يكن معه سواه، ولطخ تلك السحاة بالغالية، فأدخله شق حائط، وانصرف إلى زجاج كان يجالسه، فقال له الزجاج: والله يا أخي أقول لك، حتى تحدثني ما فعلت في هذه الايام، فيما بينك وبين الله تعالى، فقال:
ما فعلت شيئا أعلمه، غير أني اجتزت اليوم بأتون حمام.
فذكره.

فقال الزجاج: رأيت كأن قائلا يقول لي في المنام: قل لبشر: ترفع اسما لنا من الارض إجلالا أن يداس لننوهن باسمك في الدنيا والآخرة.
(1) في اللسان: السحا والسحاة والسحاءة والسحاية: ما انقشر من الشئ كسحاءة النواة والقرطاس.
وسحا القرطاس: أخذ منه سحاءه أو شده بها، وسحوت القرطاس وسحيته أسحاه: إذا قشرته.
(2) الغالية: الطيب.
9- كان صلة بن أشيم -رحمه الله -:
يخرج إلى الجبانة (المصلى العام الذي يكون في طرف البلدة) فيتعبد فيها، فكان يمر على شباب يلهون ويلعبون فقال لهم، أخبروني عن قوم أرادوا سفراً فحادوا النهار عن الطريق وناموا بالليل متى يقطعون سفرهم، قال: فكان كذلك يمر بهم ويعظهم فمر بهم ذات يوم فقال لهم هذه المقالة، فانتبه شاب منهم فقال: يا قوم إنه لا يعني بهذا غيرنا نحن بالنهار نلهو وبالليل ننام، ثم اتبع صلة فلم يزل يختلف معه إلى الجبانة فيتعبد معه حتى مات.
حلية الأولياء (2/238) ، البداية والنهاية (9/21 )
10- قال أبو هاشم الرماني -رحمه الله-قال زاذان*:
كنت غلاما حسن الصوت، جيد الضرب بالطنبور -آلة عزف-، فكنت مع صاحب لي وعندنا نبيذ- خمر- وأنا أغنيهم، فمر ابن مسعود فدخل فضرب الباطية (إناء الخمر) فبددها وكسر الطنبور،
ثم قال: لو كان ما يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت، ثم مضى.
فقلت لأصحابي: من هذا ؟ قالوا: هذا ابن مسعود، فألقى في نفسي التوبة، فسعيت أبكي، وأخذت بثوبه، فأقبل علي فاعتنقني وبكى وقال: مرحبا بمن أحبه الله، اجلس، ثم دخل وأخرج لي تمرا
سير أعلام النبلاء (4/281)
* أبو عمر الكندي أحد كبار التابعين ، أسلم في حياة النبي ، قال عنه الذهبي -رحمه الله- أحد العلماء الكبار
11- قال أبو زيدٍ النّحوي –رحمه الله-:
كان الذي حدَاني على طلب الأدبِ والنَّحو أني دخلتُ على جعفر بن سليمان
فقال: ادْنُه فقلتُ: أنا دَنِيٌّ فقال: «لا تقل يا بنيَّ أنا دَنِيٌّ ولكن قل أنا دَانٍ»
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/27)
12- كان عبد الجبار بن خالد –توفي سنة(281 هـ) - رحمه الله -:
غادياً الى الجمعة، فإذا بشاب جميل حسن البشرة، يمشي في أثر صبية. فاتكأ عبد الجبار، فقطع شسعه -نعله-، وناداه: يا شاب. فوقف، ومشى إليه عبد الجبار، وقال له: أنا شيخ ضعف بصري، وانقطع شسعي، فأصلحه. وأخذ منه النعل فأصلحه.
ومشى في أثر الصبية فقطعه ثانية. وناداه ليصلحه فعطف. وقال له: أنا قطعته يا شاب. إشفاقاً على هذا الشباب من لفح النار، وبكى. فبكى الفتى. وجزاه خيراً. وصحبه الى الجامع وحسنت توبته.
ترتيب المدارك (4/387)
13- قال أَبُو نَصْرٍ الْفَتْحُ بْنُ شَخْرَفٍ-رحمه الله-:
تعلق رجل بامرأة ومعه سكين لا يدنو منه أحد إلا عقره ، وكان شديد البدن فبينا الناس كذلك والمرأة تصيح مر بشر بن الحارث
فدنا منه وحك كتفه بكتف الرجل فوقع الرجل إلى الأرض ومرت المرأة ومر بشر فدنوا من الرجل وهو يرشح عرقا فسألوه ما حالك؟
فقال : ما أدري ؟! ولكن حاكني شيخ وقال : إن الله عز وجل ناظر إليك وإلى ما تعمل. فضعفت لقوله وهبته هيبة شديدة لا أدري من ذلك الرجل ؟!
فقالوا له : ذاك بشر بن الحارث. فقال : واسوأتاه كيف ينظر إلي بعد اليوم وحُمَّ من يومه ذاك ومات يوم السابع.
التبصرة لابن الجوزي (2/287)
14- قال زبيد الإيامي –رحمه الله-:
«سمعت كلمة، فنفعني الله عز وجل بها ثلاثين سنة ! »
سير أعلام النبلاء (5/ 297)
15- كان الحسن بن أبي الحسن يجلس في مجلسه الذي يذكر فيه في كل يوم
، وكان حبيب الفارسي * يجلس في مجلسه الذي يأتيه فيه أهل الدنيا والتجار وهو غافل عما فيه الحسن لا يلتفت إلى شيء من مقالته إلى أن التفت إليه يوما، فقال سائلاً بالفارسية ماذا يفعل الحسن في مجلسه
فقيل: والله يا أبا محمد هو يذكر الجنة ويذكر النار ويرغب في الآخرة ويزهد في الدنيا، فوقر ذلك في قلبه، فقال بالفارسية: اذهبوا بنا إليه. فأتاه

فقال جلساء الحسن: يا أبا سعيد، هذا أبو محمد حبيب قد أقبل إليك فعظه وأقبل عليه فوقف عليه فقال: أين همي كومي جكوي؟ فقال الحسن: إيش يقول. قال: يقول: هذا الذي يقول إيش يقول.
قال: فأقبل عليه الحسن فذكره الجنة وخوفه النار ورغبه في الخير وزهده في الشر ورغبه في الآخرة وزهده في الدنيا فوقعت موعظته من قلبه، فخرج عما كان يتصرف فيه ثقة بالله، ومكتفيا بضمانه
فاشترى نفسه من الله عز وجل وتصدق بأربعين ألفا في أربع دفعات، تصدق بعشرة آلاف في أول النهار، فقال: يا رب اشتريت نفسي منك بهذا، ثم أتبعه بعشرة آلاف أخرى فقال: يا رب هذه شكرا لما وفقتني له، ثم أخرج عشرة آلاف أخرى فقال: رب إن لم تقبل مني الأولى والثانية فاقبل هذه، ثم تصدق بعشرة آلاف أخرى فقال: رب إن قبلت مني الثالثة فهذه شكرا لها
حلية الأولياء (6/149) ، تاريخ دمشق (12/47)
* ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 436 وميزان الاعتدال 1 / 457 وسير أعلام النبلاء 6 / 143
16- قال رجاء بن عيسى -رحمه الله-:
قال لي عمرو بن جرير: تدري أي شيء كان سبب توبتي؟ خرجت مع أحداث بالكوفة فلما أردت أن آتي المعصية هتف بي هاتف: {كل نفس بما كسبت رهينة} [المدثر: 38]
حلية الأولياء (12/ 135)

-----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-2013, 02:53 PM   #3094
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

رحلتــــــــي مـــــــع الجمــــــال . .



منذ أن كنت في الخامسة وأنا لا أحب أبداً النظر إلى المرآة مثل بقية الأطفال . .
كنت أعلم جيداً بغريزتي الطفولية . . أن شكلي لم يكن جذاباً بأية حال . .
لكن علاقتي بالمرآة بدأت تزداد نفوراً أكثر فأكثر حين دخلت المرحلة المتوسطة . .
وذات مرة حين تشاجرت مع موضي ابنة المديرة . . قالت لي بكل احتقار :
"اسكتي . . أيتها القبيحة!"

كنت دائماً الفتاة الأقوى شخصية والأكثر دخولاً في المشاجرات.. وكان لساني مسموماً كما تقول أمي.. لكني يومها صدمت بالحقيقة التي صفعتني بها موضي.. وسكت لوهلة والدموع تغرق عيني.. ثم انهلت عليها ضرباً حتى لا يلاحظ أحد دموعي..
نظرت إلي المشرفة الاجتماعية بحدة.. كنت أعلم أنها تكرهني تماماً كما أكرهها.. لكني شعرت بالظلم يومها.. لأني كنت أعلم أنها لن تسمع كلامي.. ولن تفهمه أبداً..
كنت أعلم أنها تنفر مني بسبب شكلي.. لكني أبديت الجمود التام..
كانت تنظر لي بكل احتقار.. ثم صرخت في وجهي: (ألن تتأدبي يا بنت..؟ ألم يؤدبك أهلك ويربوك؟)
سكتُّ وأنا أنظر إلى الأرض..
التفتت نحو إحدى الإداريات بقربها ثم قالت هامسة بصوت خفيض جداً: (استغفر الله.. سوء خُلق وخلق!) .. لكني سمعتها.. ونزلت كلمتها كالسهم القاتل في قلبي.. لكني سكتُّ أيضاً..

انتهى اليوم بضربي بشدة بالمسطرة على يدي.. ثم قرار بفصلي لمدة أسبوع..
وحين عدت إلى البيت.. دخلت إلى غرفتي بهدوء.. وأقفلت الباب..
ثم نظرت جيداً إلى المرآة..
وجه أصفر، نحيف وطويل.. عينان جاحظتان.. أنف مقوس طويل.. فك بارز وأسنان متداخلة.. شعر خشن باهت ومنفوش بعد شجار اليوم..
والجسم.. هزيل ونحيف جداً بالنسبة لحجم الرأس الكبير..
مررت يدي على شعري.. ثم وجهي.. تلمست صدري الذي تبرز عظامه..
لم أجد علامة واحدة للجمال أو الأنوثة..
شعرت بعطف كبير على نفسي.. ولأول مرة أخذت أبكي بحرقة..
كنت أعلم أني لست على أي قدر من الجمال.. لكني لم أكن مستعدة لتحمل المزيد من الإهانات في حياتي بسبب ذلك..

ترى.. أهو ذنبي حتى أظلم بهذا الشكل.. أهو ذنبي حتى ينفر مني البعض فقط بسبب شكلي..
هذا ما جعلني أحقد على العالم أجمع.. حتى أمي التي لم أسلم من تعليقاتها يوماً..
(شين وقوي عين!) هذا ما تقوله أمي دائماً حين أصر على شيء.. موضي لم تكن لتستطيع إهانتي بأي شكل.. إلا بسبب شكلي.. إنها نقطة ضعفي التي يمسكني منها الآخرون دائماً..
مرت مرحلة المتوسطة مليئة بالمشاحنات والحقد على الجميع حتى أصبحت منبوذة.. كنت كالقطة المتوحشة المستعدة لمهاجمة كل من يحاول مسها بأذى أو حتى يقترب منها.. كنت أحاول إخفاء الطفلة الحزينة في داخلي بالظهور بمظهر القوية الجامدة التي لا تهتم ولا تأبه بما يقوله الآخرون عنها..
وحين وصلت للمرحلة الثانوية.. بدأت أشعر أني تعبت من ارتداء القناع.. وأني لم أعد قادرة على التمثيل أكثر من ذلك.. كان دور القوية صعباً ومتعباً ومؤلماً جداً.. ولم أكن قادرة على تقمصه بعد ذلك..
ولسببٍ ما لا أعرفه.. بدأت أشعر بالانكسار.. والهدوء.. ثم الانعزال..
كنت أجلس في آخر الصف.. بالكاد أعرف أحداً من زميلات الفصل.. وبالكاد تعرفني إحداهن..
متجنبة أن أسبب أي أذى لأحد.. أو أن أتعرض أنا بدوري لأذى من أي شخص..

في تلك الفترة.. بدأت أهتم بالقراءة.. لأقضي بها الوقت الطويل الذي أمضيه وحدي.. سواء في البيت أو المدرسة.. وبهذا أجد بعض السلوى عن انعزالي عن الناس..
ولعدم وجود من يوجهني لما أقرأ.. وجدت نفسي أغرق في قراءة دواوين الشعر.. وبالذات شعر الغزل.. أصبحت أفكر طوال الوقت بهذه الأبيات وبالرومانسية الحالمة التي تسبح فيها.. حتى لم أعد أفكر بشيء سواها.. غرقت في تخيلات حالمة جميلة حول قصص الحب.. واقتنعت أنه الهدف الوحيد للحياة في هذا العالم.
وكنت كلما غرقت في هذا التفكير أكثر، كلما شعرت بالأسى والحزن أكثر فأكثر على نفسي، وشعرت أني إنسانة ناقصة غير قادرة على تبادل الحب كغيري، وبالتالي غير قادرة على تحقيق هدف الحياة..
جلب لي هذا التفكير إهمال كل ما حولي حتى تردى مستواي الدراسي.. وانقطعت علاقتي بشكل أكبر مع أسرتي.. أصبحت دائمة السرحان وحين كنت أجلس وحدي كنت أبكي دون سبب..
حتى صحتي بدأت تتأثر أيضاً فكثرت أمراضي وساءت تغذيتي فازداد وجهي نحولاً وشحوباً.. مما زاد اكتئابي أكثر فأكثر..

وذات مرة.. أصرت أمي أن أذهب معها إلى حفل زواج.. كنت أرفض المبدأ تماماً.. وهي تعلم أني لم أحضر أي حفل زواج منذ كنت في الصف السادس لأني لست بحاجة لمزيد من نظرات الاستغراب أو همسات الشفقة..
لكنها – ولأول مرة- أصرت بشدة وأقسمت عليّ.. ربما لأنها كانت تريد أن تخرجني من حالة الانطواء والحزن التي كانت تثير شفقة كل أسرتي عليّ..
شعرت أني في مأزق.. لكني أجبرت نفسي على ارتداء فستان قديم بدا واسعاً عليّ.. حاولت وضع بعض المكياج لكني لم أعرف كيف.. وحين جربت وضع ظل أزرق بدوت كمهرج مضحك.. غسلت وجهي ومعه دموعي.. ثم ذهبت للحفل كما أنا.. وبقيت صامتة طوال الوقت أجاهد دموعي حين أرى البعض يتهامس وينظر إليّ..

في أحد الأيام.. طلبتني أبله هدى،مدرسة التاريخ، هذه الإنسانة أحبها لا أعرف لماذا.. تبدو كشخص يفهم ماذا تعني المشاعر.. واستغربت حين علمت أنها تريدني أن أشاركهم في أنشطة المصلى.. أنا؟.. المصلى؟
كانت تريد مني أن أساعدها في إعداد النشرات وترتيب المكتبة وتجهيز اللوح وغيرها.. لوهلة.. فرحت..
ثم فكرت.. ربما كانت مشفقة.. فقد رأتني أكثر من مرة أجلس لوحدي في الفسحة.. لكن.. حسناً.. لا بأس.. لأجرب..

وبدأت التجربة.. وهناك.. اكتشفت أشياء كثيرة.. اكتشفت أن هناك أشياء كثيرة في الحياة أهم من الحب المادي البسيط الذي نجمع في بوتقته كل معاني الحياة.. هناك الحب الأعظم.. حب الحليم الرحيم.. الله.. الذي خلقني ووهبني النعم الكثيرة.. وهبني العقل والسمع والبصر وسخر لي السماء والأرض وكل شيء..
الله الذي اختارني من بين الملايين لأكون مسلمة.. جعلني أسير.. وأتكلم وأسمع وأفهم.. منحني آلاف الآلاف من النعم العظيمة.. واختارني للابتلاء حتى يمحو ذنبي.. نعم.. حين خلقني بجمال بسيط كان يريد ابتلائي فهل أصبر أم سأكون من الكافرين بنعمه..

يا الله.. يا مولاي وسيدي.. أحمدك.. كم أحبك يا الله.. منحتني هذه الحياة.. فيئست منها وكأني أتذمر من هذه الهبة العظيمة.. أمضيت وقتي في الحزن والتذمر ولم أفكر في التوجه إليك سبحانك..
وبدأت أذوق طعم السعادة التي لم أذقها في حياتي.. وشعرت بالرضا عن نفسي.. بل بدأت أحبها وأحترمها.. وشيئاً فشيئاً بدأت ثقتي بنفسي تزداد حتى استطعت أن ألقي كلمة على الطالبات في المصلى عدة مرات.. كنت أشعر أنهن لا ينظرن إلى أسناني أو عينيَّ الجاحظتين بقدر ما ينظرن إلى الكلمات التي تخرج من قلبي..
أصبح جدولي مليئاً بالأنشطة.. وأصبحت أواظب على حفظ أجزاء من القرآن مع جماعة المصلى.. أصبح لدي صديقات يضحكن ويمزحن معي دون أن أشعر بأي نقص عنهن.. لأن ما يجمع بيننا لم يكن علاقة دنيوية بسيطة تعتمد على المادة والمظهر والشكل.. العلاقة بيننا كانت أسمى من ذلك.. كانت علاقة أرواح.. علاقة حب في الله.. حبٌ لأجل الروح التي حلقت وسمت في فضاء الحمد والشكر لله..
أصبحت أنظر لكل شيء بحب وجمال، حتى انعكس ذلك على حديثي وملابسي واهتمامي بنفسي التي أصبحت أحبها..
وذات مرة طلبت مني والدتي مرافقتها لحفل زواج.. كدت أرفض في البداية لكني براً بها وحباً لها أجبتها.. يومها.. اخترت فستاناً بلون السماء يظهر من أطرافه الدانتيل الأبيض.. وارتديت طقماً لؤلؤياً ناعماً.. سرحت شعري القصير بعناية..
فقد أصبحت أحبه وأعتني به برفق.. حولت خشونته لتموج جميل مع استخدام كريم للشعر.. ثم وضعت شريطاً حريرياً أبيض تتدلى أطرافه على كتفي.. وضعت شيئاً من كريم الأساس تحت عيني الجاحظتين.. ولأول مرة أشعر بجمالها وأنتبه لطول رموشي السوداء..
أمسكت بأحمر الشفاه وأنا مترددة.. كان فاتحاً وخفيفاً.. وبلون الورد.. وضعت شيئاً منه بخفة.. ثم وضعت تحت أذني زيتاً عطرياً برائحة الفل..
وشعرت بنفسي لأول مرة.. كفتاة.. نظرت جيداً في المرآة.. يا إلهي.. لا أصدق.. إنها أنا!
كان وجهي قد تغير وأصبح أكثر إشراقاً وعيني أكثر لمعاناً..
ماذا حصل يا ترى.. كنت أعلم أنه لم يكن الفستان.. ولا المكياج.. ولا رائحة الفل..
لقد كانت السعادة التي حين تنبع من روح الإنسان.. فإنها تنعكس جمالاً على وجهه ومن عينيه..

وفي الحفل.. كنت أسير مع أمي بثقة وسعادة.. واستطعت لأول مرة أن أشاهد الآخرين بمنظار الحب لا منظار الحقد والكره.. فلم أر أي نظرة شفقة أو سخرية.. فهذا كله لم يكن سوى في مخيلتي المريضة..
لقد عرفت أخيراً كيف تكون الفتاة جميلة حين تريد..

حين تعرف.. أين يكمن الجمال..
---------
مجلة حياة العدد (36)

-------------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-2013, 03:13 PM   #3095
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حين قالت .. أنتِ بلا مخ!

حين كانت أستاذة منيرة تكتب درسها الممل على السبورة كنت أول من يقوم بقذف
الطائرات في اتجاهها . .
وكان هذا العمل يعد بطولياً بالنظر إلى عصبية أبله منيرة وحدتها . . لذا كانت
الطالبات يحاولن كتم ضحكاتهن التي لا تحتمل حين تضرب إحدى طائراتي الهدف مباشرة!
كانت تشتعل غضباً وصراخاً باحثة عمن قام بهذا لكنها عبثاً لا تملك أي دليل عليّ فقد
كنت ممثلة ماهرة جداً . .

لذا كانت تصب جام غضبها على الطائرات فتقطعها إرباً وهي تتوعدنا بنقص الدرجات التي كانت آخر ما يهمنا.. أو يهمني أنا شخصياً..
كنت الطالبة المهملة المثالية في تلك المدرسة الابتدائية.. وكان بالإمكان تقليدي وسام (أكسل) طالبة في المدرسة.. كل المدرسات كن يمقتنني وينفرن من تصرفاتي الهوجاء وإهمالي الدراسي.. كما أن أمي لم تكن تعتني بنظافتي وترتيبي كثيراً فاكتملت المأساة..
وفي كل مرة كانت المشرفة الاجتماعية تعطيني ورقة لأمي كنت أمزقها وأرميها في طريق عودتي للبيت.. أمي لم تكن تقرأ وحتى لو كانت تقرأ فهي لا تهتم أصلاً بهذه الأمور..
وذات يوم في حصة الرياضيات قالت لي أبله سلمى: (أنت لا تفهمين لأنك لا تملكين مخاً أصلاً مثل باقي البشر!!) كانت كلمتها قاسية جداً وجرحتني، لكني أبديت اللامبالاة ووقفت في صمت خلف باب الفصل لأكمل عقابي لعدم حل الواجب وأيضاً بسبب إضحاكي لزميلاتي طوال الوقت..
كنت مقتنعة تماماً أني لا أصلح لشيء.. وأن هذه المدرسة ليست لي ولا لأمثالي.. إنها للفتيات اللاتي يعشن مع أسرة طبيعية ويخرجن للنزهات مع أهاليهن.. إنها للفتيات المرفهات وليس المعذبات والمهمَلات أمثالي..
لذا لم أكن أهتم بأي شيء.. ورسبت للعام الثالث على التوالي في الصف السادس..
وفي السنة الأخيرة زاد شغبي وإهمالي حتى قررت المدرسة فصلي تماماً من المدرسة.. وعدت إلى البيت لأخبر أمي بأني يجب أن أذهب لمدرسة أخرى..
وبالطبع لم يكن لأمي أي تعليق حول ذلك.. فقد كان في مجلسها عدد من النساء وكانت مشغولة بالحديث والضحك معهن..
لذا طلبت من ابنة عمي المتزوجة أن تأتي معي لأسجل في مدرسة أخرى.. وذهبت معي وحاولنا.. لكن المديرة رفضت فقد كان سجلي حافلاً ولا يشجع على القبول بي في أي مدرسة..
ثم حاولنا في مدرسة أخرى وتم الرفض أيضاً.. ولم يكن أمامي سوى أن أعرض على والدي تسجيلي في مدرسة أهلية، لكنه رفض تماماً.. فقد كان مشغولاً بتكاليف زواجه المقبل.. ولم يكن يستطيع تحمل مصاريف جديدة..
عندها أيقنت أني يجب أن أجلس في البيت حتى يقضي الله أمره..
وبقيت في المنزل عامين كاملين.. لم أشعر خلالهما بأي شيء.. كنت أزور بنات عمي ويزرنني بدورهن أحياناً.. وفي الربيع كنا نخرج للبر.. ولم يكن هناك أشياء جديدة..
طوال تلك المدة كان هناك جرح يؤلمني رغم محاولتي لتجاهله.. إنه تيقني التام.. أني إنسانة فاشلة.. ولا فائدة لها في الحياة.. كانت كلمة أبلة الرياضيات لا تزال ترن في ذهني.. أنت لا تملكين مخاً مثل باقي البشر.. أنت لا تملكين مخاً..!
لذا برمجت حياتي كلها على هذا الأساس.. وهو أني انسانة بلا مخ.. بلا عقل.. همها فقط الضحك واللعب والحديث..
وكنت أعرف منذ طفولتي أني محجوزة لابن عمي مساعد.. صديق طفولتي.. والشاب العاقل الوسيم الذي تتمناه كل فتيات أسرتنا.. لكن لسببٍ لا أعرفه لم يتم الحديث حول هذا الموضوع أبداً رغم أني أصبحت أبلغ من العمر 17عاماً وهو عمر مناسب للزواج في نطاقنا العائلي..
وذات مرة سمعت همسات بين أمي وزوجة عمي، وبدت أمي غاضبة بعض الشيء.. ثم جاء دور أبي الذي ظهر غضبه جلياً.. وسمعت صراخاً بينه وبين عمي في المجلس.. لكن دون أن أعرف حول ماذا..
وبعد يومين.. عرفت الحقيقة من ابنة عمي.. لقد كانت المسألة كلها حولي أنا.. ومساعد..
فمساعد الذي بنيت أحلامي عليه.. لا يريدني.. مساعد الذي تخرج الآن من الكلية الأمنية لا يريد فتاة محدودة الأفق والتفكير مثلي.. إنه لا يريد فتاة ناقصة.. أو بلا مخ كما أخبرتني معلمة الرياضيات..!
وكانت هذه قاصمة الظهر بالنسبة لي..
لقد أصبت هذه المرة بشدة.. وفي صميم كبريائي..
استطعت تحمل الصدمة.. وتجاوزت الموضوع رغم الانقطاع الكبير الذي حدث بين أهلي وبين بيت عمي.. لكني أيقنت حينها أني يجب أن أتغير..
يجب أن أفعل شيئاً لنفسي..

واتخذت قراري بإكمال تعليمي عن طريق المنازل..
كان القرار صعباً في البداية.. وكنت مشتتة لأني أعود للدراسة بعد ثلاثة أعوام من نسيانها.. لكن عزيمتي كانت أقوى من أي صعوبات.. توكلت على الله.. وعزمت على التفوق وليس النجاح فقط في دراستي..
وبالفعل استطعت سنة بعد سنة اجتياز الصف الأول ثانوي وبتقدير جيد جداً.. وهو ما لم أحلم به في حياتي..
وبعد ذلك شعرت أني بحاجة لشيء يشغل وقت فراغي طوال العام.. فقررت الالتحاق بدار التحفيظ الجديدة التي فتحت قرب بيتنا..
وبالفعل التحقت بها وانسجمت مع المدرسات والطالبات وشعرت أني بدأت حياة جديدة.. فقد كان الجو ودوداً جداً.. وتحمست جداً لحفظ القرآن الكريم..

وذات مرة.. أشادت بي المعلمة وقالت أن لي حافظة قوية.. فطأطأت رأسي وقلت لها بخجل.. (أنت تجاملينني فأنا طوال عمري كسولة ولا أملك قدرات عقلية مثل غيري..)
نظرت إلي أبله هناء باستغراب وقالت.. (ومن قال لك ذلك؟)

قلت لها: (معلمة الرياضيات قبل ثمان سنوات)
عندها قالت لي وهي تبتسم : (على العكس تماماً أنت إنسانة ذكية ونبيهة جداً.. ربما كانت فقط ظروفك هي المؤثرة سلباً عليك، وحينما كبرت واستطعت تجاوز هذه الظروف؛ ظهرت قدراتك العقلية التي كانت خافية بسبب الإهمال وبسبب الظروف القاسية).
لم أستطع حبس دمعة ساخنة في عيني.. فطوال عمري لم أشكو لأحد معاناتي الحقيقية التي كنت أحاول اعتبارها أمراً عادياً.. لذا لم أشعر بنفسي إلا وأنا أسرد لمعلمتي شريط حياتي بكل آلامه..
حكيت لها عن قسوة أمي وعدم اهتمامها بي ولا بنظافتي ولا تعليمي وتربيتي منذ الطفولة،

وحكيت عن أبي الذي لا نراه إلا نادراً بسبب انشغاله بزوجته الجديدة ثم طلاقه وزواجه من جديد.. حكيت لها عن تقتير أبي علينا وحرماننا من أبسط احتياجاتنا.. وعن أسرتنا حيث المشاعر لا أهمية لها ولا مكان سوى للقسوة والحدة في التعامل.. وحكيت كيف شاهدت أمي تضرب عدة مرات من قبل أبي.. وكيف سجن أخي عدة مرات بسبب العصابة الفاسدة التي يصاحبها، وعن الديون التي أغرقت كاهل أبي ودفعته لخلافات كثيرة مع إخوته.. حكيت لها كل ما كان يعتمر قلبي ويكبت أنفاسي منذ سنوات.. ثم حكيت لها عن قصة مساعد وكيف رفضني بسبب كسلي وغبائي..
وشعرت بالحرج.. كيف أخبرتها عن كل ذلك..
لكنها ابتسمت لي ربتت على كتفي وقالت.. (عزيزتي نفلة.. الإنسان هو ما يطمح أن يكون.. مهما كانت ظروفه.. أنت الآن على أعتاب طريقك الصحيح فاستمري به وسوف تصلين بإذن الله وتصبحين الإنسانة المحترمة التي تطمحين لأن تكوني إياها.. ثم.. انظري دائماً للجانب الأفضل.. أنت رغم كل تلك الظروف كنت وما زلت نفلة الطيبة المحبوبة التي يحبها الجميع لطيبتها ومرحها.. كما كنت نفلة الخلوقة الصالحة التي لم تنسق وراء المغريات أو تنحرف كما تعلل الكثيرات أسباب انحرافهن بظروف الأسرة.. أنت استطعت مقاومة كل ذلك.. وبالإضافة إليه طورت نفسك وشققت طريقك نحو النجاح في الدنيا والآخرة.. لقد نجحت في الدراسة ونجحت في حفظ نصف القرآن في سنة واحدة وهذا إنجاز كبير جداً ورائع يا نفلة.. أنت إنسانة رائعة وموهوبة ما شاء الله)
نظرت إلي مرة أخرى ثم قالت وهي تبتسم: (وسيعوضك الله من هو خير من مساعد فلا تقنطي من رحمة الله واستمري في طريقك).
انسابت كلمات معلمتي كالماء الزلال على الأرض العطشى المتشققة فتشربتها بعطش وارتاحت لها نفسي وشعرت أني أعطيت دافعاً قوياً للسير نحو النجاح..

والحمد لله بعد عام آخر تخرجت من الثانوية بتقدير لم يتوقعه أحد، كما أتممت ختم كتاب الله في نفس السنة. وفي نفس السنة أيضاً.. تقدم لخطبتي أحد أقاربنا الذي لم أتوقع يوماً أن يخطبني.. لقد كان مهندساً وقادماً للتو من الخارج بعد إكمال دراسته وكان يبحث عن فتاة صالحة.. لقد شعرت لوهلة أن هذا كثيرٌ عليّ.. بعد هذه السنوات كنت أتوقع أن أحظى بأقل من هذا بكثير.. لكن الحمد لله الذي وسعت رحمته كل شيء..
وتزوجت وعشت في سعادة ولله الحمد.. وشجعني زوجي على إكمال دراستي الجامعية بالانتساب..
وفي حفل تخريج الخاتمات لكتاب الله.. كنت أتهادى في سيري وأنا حامل في شهري الأخير.. وقد اجتزت السنة الجامعية الأولى في كلية الدعوة وبتقدير امتياز..
وفي لحظة تسلمي للشهادة شعرت بدموعي الساخنة تترقرق في عيني، وتمنيت لو ألتفت فأرى معلمتي في الرياضيات هنا بين صفوف الحاضرات..
**
مجلة حياة العدد (37)

----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-2013, 03:49 PM   #3096
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ولــــــــــدت لأبقــــــــى
يوماً ما كان السكون يملأ داخلي . . عواطفي . . وكل جزء من نفسي . .
تخرجي من الجامعة والتحاقي بعمل رائع كان يزيد هذا الإحساس الجميل بداخلي يوماً بعد يوم . .
كنت وسأظل أرسم حلماً كبيراً لحياتي . . هدفاً جميلاً يحركني ويشعل في أعماقي قوة هائلة تزيل دائماً ما يعلق في طريقي من آلام وأحزان . . كنت دائماً وحتى الآن أهرب من واقعي الصاخب إلى حيث الهدوء والسكينة . . إلى صلاتي . . راحتي وسعادتي . . بعض من حولي لا يلتفت إلى هذه السعادة . . لذلك هم دائماً يحسدونني على هذا الرضا والأمان الذي يتخلل أنفاسي . .



ذات صباح رسمت الحلم مرة ثانية ولكنه اليوم أقوى من أن يُرسَم.. إنه يوم تعييني رئيسة القسم في المستشفى.. ارتديت ملابسي وركبت السيارة وكلمات المدير التي تثني على اتقاني وتفاني في عملي تحيك الحلم بألوان ذهبية أخرى..
كان أبي يرمقني ونحن في السيارة.. نظرات أبي لم تكن تعجبني.. ترى ما الأمر؟.. لم كل هذا التوجس والقلق في عيني أبي؟..
وأخيراً تكلم أبي.. خلود!.. تنزلين الآن وتقدمين استقالتك فوراً!
نزلت هذه الكلمات عليّ كالصاعقة.. ماذا؟!.. استقالتي!.. لماذا؟ ماذا حصل؟.. ماذا هناك؟ لماذا أستقيل من عملي؟
لم يسمع أبي هذه الكلمات وهو يسبقني إلى مكتب المدير العام ليطلب منه شخصياً استقالتي..
تفاجأ المدير جداً.. خلود تطلب الاستقالة؟!.. لماذا؟ ماذا حصل؟..
نفس الكلمات أيضاً لم تلق إجابة من والدي..
واستقلت..
هذا الذي عرفته لمدة يومين.. أني استقلت فحسب..
بعد هذا الموقف العصيب شعرت بتعب شديد.. أخبرت أمي برغبتي في الذهاب إلى الطبيبة.. تغير وجه أمي.. الطبيبة؟.. لماذا؟!
عادي.. أشعر بتعب شديد.. لعله بسبب ما تعرضت له من صدمة..
لم ترد عليّ أمي.. إلا أنها أصرت على الذهاب معي..
وبعد الكشف.. أخبرتني الطبيبة أني مصابة بفقر حاد في الدم.. هنا تفاجأت بسؤال أمي.. فقط فقر دم ... هل أنت متأكدة؟
نعم .. أجابت الطبيبة ... وعيني لا تكاد تفارق وجه أمي .. ترى لماذا هذا السؤال.. ولماذا كل هذا الخوف في ملامح أمي .. كما أني طوال حياتي وأنا اذهب للطبيبة وحدي .. لماذا أصرت أمي أن تذهب معي هذه المرة؟
أسئلة كثيرة أخذت تدور في رأسي دون أن أجد لها أي تفسير ...
دخلت عليّ أختي في هذه الأثناء .. وفجأة وبدون أي مقدمات رمتني بكلمة كادت أن تقتلني .. (ماذا بك؟ .. كل هذا التفكير من أجله؟.. فقدته وافتقدت التنزه معه؟)
هنا فقط توقفت أخيراً فقد خرج أحد من الصمت المطبق الذي يحيرني وبلا شعور مني صرخت فيها بقوة
- ماذا تقولين؟
- أمرك انكشف لأبي وأمي
.. وصلهم من أكثر من قريب أنك تخرجين مع أحد زملائك في عملك وعلاقتك به قوية ... لا داعي للإنكار..
أسرعت إلى أمي وأنا أكاد أسقط من هول الصدمة..
- نعم أختك قالت الحقيقة! هذا ما حصل بالطبع ... وأخر اتصال وصلني من خالتك .. تطلب مني أن أخرجك من هذا العمل حالا لهذا السبب..
دافعت عن نفسي كثيراً .. كثيراً جداً.. لكن .. هل صدقني أهلي بعد كل ذلك ... لا أدري ..
وبعد هذا الموقف العصيب بكيت كثيراً .. الآن عرفت سر إصرار والدتي على الذهاب معي للمستشفى كانت تريد أن تتأكد أني لست حاملاً..
أغلقت عليّ غرفتي لأيام طويلة ..
ذات ليلة كان السكون يملأ أرجاء غرفتي الهادئة ... وكعادتي أشعلت شمعة غرفتي الصامدة التي لم تحترق حتى الآن .. تنفست بهدوء .. شعرت أني افتقدت شيئاً غالياً انه أنيس حياتي ..

إنها سجادة صلاتي التي من حبي لها دائما تبقى في مكانها ولا تتغير.. صليت كثيرا ودعوت الله كثيراً.. حينئذ بدأت نفس المشاعر والأحاسيس الدافئة تعود رويداً رويداً إلى نفسي تهدؤها وتسكنها.. أخذت ورقة وقلماً وبدأت أكتب..
ولدت في هذه الحياة لأبقى بإذن الله صامدة وقوية.. أبني نفسي وأسير في طريق حياتي مهما حدث .. وما زلت لن أحيد عن ذلك فلن أتوقف لأي سبب كان ..
بعدها .. واجهت مواقف قوية من أهلي ترفض عودتي إلى ساحة العمل مرة أخرى .. لكني صبرت وحاولت مرارا ... وبفضل من الله نجحت .. والتحقت بعمل أروع من السابق ... اثبت فيه وجودي وكياني ..
والآن وبعد مضي ما يقارب أربع سنوات على هذه الحادثة أصبحت اشغل منصب نائبة المديرة العامة في إحدى المؤسسات .. وبما أن الحقيقة لابد بإذن الله أن تظهر يوما ما فقد ذهبت إلى عملي السابق أبارك لإحدى صديقاتي زواجها.. هنا فاجأتني أنها تريد أن تخبرني بأمر هام وهو أن قريبي الذي توسط لي لأدخل إلى عملي السابق وتجاهلت اتصالاته التي لا داعي لها.. هو من أظهر هذه الإشاعة البغيضة وهو من نشرها في أوساط عائلتي..
هل أخبر أهلي..؟
سؤال سألته نفسي طوال طريق عودتي للمنزل..
- أبي..! أريد أن أخبرك شيئاً..
فرح أبي وقال..
- هاه يا خلود.. طلع الراتب؟
ضحكت بلا شعور مني..
- غداً يا أبي (إن شاء الله)..
قبلت رأس أبي الذي اعتاد أن أعطيه بعض المال منذ تقاعد..
تراجعت وسكت وأنا أردد في سري..
حسبي الله ونعم الوكيل.. وكفى..
----------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-2013, 08:26 PM   #3097
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


الإحـســان إرتــقــاء بالإنسان
انبثق الفجر .. وتسللت أشعة الشمس في الأجواء لتعلن بداية يوم جديد
وانتشرت أصوات الحياة لتكسر سكون ليلٍ مضى
وامتلأت الطرقات .. كل شخص يتجه إلى عمله في موعده المحدد
العامل .. الموظف .. المعلمين والطلاب ...
كلٌ يسعى إلى عمله لأهداف مختلفة ...
ومنهم من يتقنه ويتفنن فيه لغاية ما .. كزيادة مكسب أو ترفيع درجة ..
أو التماس رضا رئيسه.....
جميل هذا الالتزام والإخلاص في العمل
ولكن ماذا عن العمل الأساسي الذي خُلقنا لأجله
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
[ الذاريات : 56 ]
هل يتم إتقانه كباقي الأعمال ..
هل نخلص فيه لـ نجني ثماره التي لا تقدر بثمن ؟؟
هل نعبد الله بإخلاص ووفاء ؟
إن العبادة الحق هي أن نعبد الله كأننا نراه ..
وذلك هو الإحسان الذي يكون عندما نستشعر بمراقبة الله لنا
في جميع أمورنا وأعمالنا حين يكون ظاهرنا مرآة لباطننا ..
ونلتزم بالعمل الصالح في السر والعلن
كثير منا يلتزم بعمله لأن هناك من يراقبه ويشرف عليه ..
يجتهد كي لا يرتكب أي خطأ خوفاً من غضب رئيسه
أليس الله أحق أن نخافه ؟؟
وهو لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا السماء يعلم السر وما أخفى ..
مراقب دائم لنا وأقرب إلينا من حبل الوريد
فالأجدر بنا أن نخافه ونتقيه في كل عمل صغير كان أو كبير
نشعر برقابته لنا فنطهر قلوبنا وأقوالنا وأفعالنا
فتصبح نقية من المعاصي والرياء فلا تغدو الصلاة مجرد حركات ..
والصيام جوع .. والصدقة رياء ومباهاة
عندها يصلح حال المجتمع بصلاح أفراده الذين يؤدون عبادتهم بكل إخلاصٍ
وتفانٍ وصفاء نية ويتقن كل منهم صلاته في الخلوة
أكثر ما يتقنها في الجماعة ..
ويطهر أعماله من كل ما يشوبها وحين تعرض له الفتن ويقول إني أخاف الله
..وعندما يؤدي الأمانات ويشهد بالحق ..
عندها فقط يصل إلى أن يعبد الله كأنه يراه ..فإن لم يرى الله فإن الله يراه ....
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-2013, 08:52 PM   #3098
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لوط عليه السلام
سيرته:
حال قوم لوط:
دعى لوط قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن كسب السيئات والفواحش. واصطدمت دعوته بقلوب قاسية وأهواء مريضة ورفض متكبر. وحكموا على لوط وأهله بالطرد من القرية. فقد كان القوم الذين بعث إليهم لوط يرتكبون عددا كبيرا من الجرائم البشعة. كانوا يقطعون الطريق، ويخونون الرفيق، ويتواصون بالإثم، ولا يتناهون عن منكر، وقد زادوا في سجل جرائمهم جريمة لم يسبقهم بها أحد من العالمين. كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء.
لقد اختلت المقاييس عند قوم لوط.. فصار الرجال أهدافا مرغوبة بدلا من النساء، وصار النقاء والطهر جريمة تستوجب الطرد.. كانوا مرضى يرفضون الشفاء ويقاومونه.. ولقد كانت تصرفات قوم لوط تحزن قلب لوط.. كانوا يرتكبون جريمتهم علانية في ناديهم.. وكانوا إذا دخل المدينة غريب أو مسافر أو ضيف لم ينقذه من أيديهم أحد.. وكانوا يقولون للوط: استضف أنت النساء ودع لنا الرجال.. واستطارت شهرتهم الوبيلة، وجاهدهم لوط جهادا عظيما، وأقام عليهم حجته، ومرت الأيام والشهور والسنوات، وهو ماض في دعوته بغير أن يؤمن له أحد.. لم يؤمن به غير أهل بيته.. حتى أهل بيته لم يؤمنوا به جميعا. كانت زوجته كافرة.
وزاد الأمر بأن قام الكفرة بالاستهزاء برسالة لوط عليه السلام، فكانوا يقولون: (ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ). فيئس لوط منهم، ودعا الله أن ينصره ويهلك المفسدين.
ذهاب الملائكة لقوم لوط:
خرج الملائكة من عند إبراهيم قاصدين قرية لوط.. بلغوا أسوار سدوم.. وابنة لوط واقفة تملأ وعاءها من مياه النهر..
رفعت وجهها فشاهدتهم.. فسألها أحد الملائكة: يا جارية.. هل من منزل؟
قالت [وهي تذكر قومها]: مكانكم لا تدخلوا حتى أخبر أبي وآتيكم.. أسرعت نحو أبيها فأخبرته. فهرع لوط يجري نحو الغرباء. فلم يكد يراهم حتى (سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ)سألهم: من أين جاءوا؟ .. وما هي وجهتهم؟.. فصمتوا عن إجابته. وسألوه أن يضيفهم.. استحى منهم وسار أمامهم قليلا ثم توقف والتفت إليهم يقول: لا أعلم على وجه الأرض أخبث من أهل هذا البلد.
قال كلمته ليصرفهم عن المبيت في القرية، غير أنهم غضوا النظر عن قوله ولم يعلقوا عليه، وعاد يسير معهم ويلوي عنق الحديث ويقسره قسرا ويمضي به إلى أهل القرية - حدثهم أنهم خبثاء.. أنهم يخزون ضيوفهم.. حدثهم أنهم يفسدون في الأرض. وكان الصراع يجري داخله محاولا التوفيق بين أمرين.. صرف ضيوفه عن المبيت في القرية دون إحراجهم، وبغير إخلال بكرم الضيافة.. عبثا حاول إفهامهم والتلميح لهم أن يستمروا في رحلتهم، دون نزول بهذه القرية.
سقط الليل على المدينة.. صحب لوط ضيوفه إلى بيته.. لم يرهم من أهل المدينة أحد.. لم تكد زوجته تشهد الضيوف حتى تسللت خارجة بغير أن تشعره. أسرعت إلى قومها وأخبرتهم الخبر.. وانتشر الخبر مثلالنار في الهشيم. وجاء قوم لوط له مسرعين..
تساءل لوط بينه وبين نفسه: من الذي أخبرهم؟.. وقف القوم على باب البيت.. خرج إليهم لوط متعلقا بأمل أخير،
وبدأ بوعظهم:
(هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ).. قال لهم: أمامكم النساء -زوجاتكم- هن أطهر.. فهن يلبين الفطرة السوية.. كما أن الخالق -جلّ في علاه- قد هيّئهن لهذا الأمر.
(فَاتَّقُواْ اللّهَ).. يلمس نفوسهم من جانب التقوى بعد أن لمسها من جانب الفطرة.. اتقوا الله وتذكروا أن الله يسمع ويرى.. ويغضب ويعاقب وأجدر بالعقلاء اتقاء غضبه.
(وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي).. هي محاولة يائسة لِلَمْس نخوتهم وتقاليدهم. و ينبغي عليهم إكرام الضيف لا فضحه.
(أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ).. أليس فيكم رجل عاقل؟.. إن ما تريدونه -لو تحقق- هو عين الجنون.
إلا أن كلمات لوط عليه السلام لم تلمس الفطرة المنحرفة المريضة، ولا القلب الجامد الميت، ولا العقل المريض الأحمق.. ظلت الفورة الشاذة على اندفاعها.
أحس لوط بضعفه وهو غريب بين القوم.. نازح إليهم من بعيد بغير عشيرة تحميه، ولا أولاد ذكور يدافعون عنه.. دخل لوط غاضبا وأغلق باب بيته.. كان الغرباء الذين استضافهم يجلسون هادئين صامتين.. فدهش لوط من هدوئهم.. وازدادت ضربات القوم على الباب.. وصرخ لوط في لحظة يأس خانق: (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) تمنى أن تكون له قوة تصدهم عن ضيفه.. وتمنى لو كان له ركن شديد يحتمي فيه ويأوي إليه..
غاب عن لوط في شدته وكربته أنه يأوي إلى ركن شديد.. ركن الله الذي لا يتخلى عن أنبيائه وأوليائه.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ هذه الآية: "رحمة الله على لوط.. كان يأوي إلى ركن شديد".
هلاك قوم لوط:
عندما بلغ الضيق ذروته.. وقال النبي كلمته.. تحرك ضيوفه ونهضوا فجأة.. أفهموه أنه يأوي إلى ركن شديد.. فقالوا له لا تجزع يا لوط ولا تخف.. نحن ملائكة.. ولن يصل إليك هؤلاء القوم.. ثم نهض جبريل، عليه السلام، وأشار بيده إشارة سريعة، ففقد القوم أبصارهم.
التفتت الملائكة إلى لوط وأصدروا إليه أمرهم أن يصحب أهله أثناء الليل ويخرج.. سيسمعون أصواتا مروعة تزلزل الجبال.. لا يلتفت منهم أحد.. كي لا يصيبه ما يصيب القوم.. أي عذاب هذا؟.. هو عذاب من نوع غريب، يكفي لوقوعه بالمرء مجرد النظر إليه.. أفهموه أن امرأته كانت من الغابرين.. امرأته كافرة مثلهم وستلتفت خلفها فيصيبها ما أصابهم.
سأل لوط الملائكة: أينزل الله العذاب بهم الآن.. أنبئوه أن موعدهم مع العذاب هو الصبح.. (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ
خرج لوط مع بناته وزوجته.. ساروا في الليل وغذوا السير.. واقترب الصبح.. كان لوط قد ابتعد مع أهله.. ثم جاء أمر الله تعالى.. قال العلماء: اقتلع جبريل، عليه السلام، بطرف جناحه مدنهم السبع من قرارها البعيد.. رفعها جميعا إلى عنان السماء حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم، قلب المدن السبع وهوى بها في الأرض.. أثناء السقوط كانت السماء تمطرهم بحجارة من الجحيم.. حجارة صلبة قوية يتبع بعضها بعضا، ومعلمة بأسمائهم، ومقدرة عليهم.. استمر الجحيم يمطرهم.. وانتهى قوم لوط تماما.. لم يعد هناك أحد.. نكست المدن على رؤوسها، وغارت في الأرض، حتى انفجر الماء من الأرض.. هلك قوم لوط ومحيت مدنهم.
كان لوط يسمع أصوات مروعة.. وكان يحاذر أن يلتفت خلفه.. نظرت زوجته نحو مصدر الصوت فانتهت.. تهرأ جسدها وتفتت مثل عمود ساقط من الملح.
قال العلماء: إن مكان المدن السبع.. بحيرة غريبة.. ماؤها أجاج.. وكثافة الماء أعظم من كثافة مياه البحر الملحة.. وفي هذه البحيرة صخور معدنية ذائبة.. توحي بأن هذه الحجارة التي ضرب بها قوم لوط كانت شهبا مشعلة. يقال إن البحيرة الحالية التي نعرفها باسم "البحر الميت" في فلسطين.. هي مدن قوم لوط السابقة.
انطوت صفحة قوم لوط.. انمحت مدنهم وأسمائهم من الأرض.. سقطوا من ذاكرة الحياة والأحياء.. وطويت صفحة من صفحات الفساد.. وتوجه لوط إلى إبراهيم.. زار إبراهيم وقص عليه نبأ قومه.. وأدهشه أن إبراهيم كان يعلم.. ومضى لوط في دعوته إلى الله.. مثلما مضى الحليم الأواه المنيب إبراهيم في دعوته إلى الله.. مضى الاثنان ينشران الإسلام في الأرض.
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-2013, 11:19 PM   #3099
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لـــــن أيــــأس يـــا أمــــي ..
مع حلول أذان العصر ..
بدأت أمي تحزم أمتعتها للسفر.. وكنت صغيرة لم أفهم ما تفعل.. كنت أخاطبها..
- أمي أين تذهبين؟ لماذا تحملين حقائبك؟
أمي لا ترحلي..

كان عمري آنذاك ثمان سنوات..
وقبيل أذان المغرب.. أخذت أصرخ وأبكي.. أمي.. أرجوك.. لا تتركيني..!
لكن أمي لم ترد..
قبلتني واحتضنتني.. ثم وضعت حقائبها في السيارة، وذهب بها أخي إلى المطار..
جلست في حديقتنا أعاني بعد أمي..
وفي ذلك الوقت.. بدأت أشعر بالمسؤولية.. أخذت أبكي.. وأفكر كيف سأعيش في هذه الحياة القاسية..
كيف سأنام وحدي بعد أن تعودت أن أنام بجانب أمي وفي حضنها الدافئ؟
نظرت إلى الشمس وهي تغرب وتختفي.. كما اختفت أمي عن عيني..
ولم أنم في تلك الليلة حتى آذان الفجر.. تذكرت أمي.. وتذكرت كلماتها..
(هيا إلى الصلاة) فالله يحب الصلاة..
عندها.. قمت وتوضأت وصليت.. ودعوت الله أن تعود أمي كما عادت الشمس وأشرقت..
أريد أن أنام.. ولكن لم أستطع.. لم أتعود النوم وحدي.. وما زلت أدعو الله أن تعود أمي.. وأملي بالله كبير..
حاولت النوم مرة أخرى لكن لم أستطع.. وبقيت يقظة حتى موعد الذهاب إلى المدرسة.. قمت وجهزت نفسي.. كان أول يوم أجهز فيه نفسي بمفردي..
كان البرد قارساً.. أخذت معطفي، ولبست حذائي.. ومشطت شعري..
ثم نهض أبي من نومه ليذهب بي إلى المدرسة..
لاحظت زميلاتي حزني.. فأين تلك الطالبة المجتهدة التي كانت تملأ حياتها حباً ونشاطاً وحيوية؟؟
أقبلت زميلاتي عليَّ ليسألنني .. ما بك يا (جيهان)؟ .. لم أجب..
ثم قلت.. مجرد إرهاق بسيط..
فقلن لي.. تعالي والعبي معنا، فقلت لا.. فأنا متعبة..
لاحظت صديقتي المخلصة أنني أكذب ولأول مرة.. فقالت:
- ما بك يا (جيهان)؟ أنت لست متعبة.. أجيبي بصراحة .. وجهك شاحب وعيناك حمراوان، ثم ما هذا الذي ترتدينه؟ فالبرد قارس وعادة ما تلبسك أمك ما يدفئك...
فعاودت البكاء ثانية، فقالت: ألم أقل لك أنك تحملين هماً بداخلك.. ماذا يحزنك؟
حكيت لها الحكاية.. وخففت من همي وحزني.. ثم قالت لي.. لا داعي للبكاء فلن يفيدك في شيء..
وأخذت تشغلني لأنسى الأمر.. ولكن من الصعب ذلك..
عدت للبيت.. دخلت المطبخ أبحث عن أمي.. أتخيلها وهي تجهز طعامي..
واستمرت حياتي على هذا الحال.. وعانيت بعدها سنيناً وأياماً..
خلالها تدني مستواي الدراسي عن السابق ولكن ليس تماماً فقد كانت أمي مهتمة بي كثيراً خاصة وأني أصغر إخوتي..
بعد ذلك.. تزوجت أختاي.. وعشت بعدهم وحيدة في المنزل مع أبي..
وحيدة أصبحت.. فلا أجد من أشكو إليه همي أو أتحدث إليه..
لكني إلى الآن لم أفقد الأمل ولله الحمد فما زلت أدعو الله أن تعود أمي وتعود الحياة جميلة.. فأعود للفرح.. أعود الطفلة التي كانت تملأ البيت سعادة بصراخها ولعبها..
أريد أن أذكر كلمة (أمي) مرة أخرى..
(أمي) أنا جــائعــة! أمي لدينا حفل في المدرسة..
(أمي) ما أجمل هذه الكلمة التي تتمتع بها كل فتاة في مثل عمري..
وما زلت أدعو الله من كل قلبي وبكل الشوق أن تعود أمي إليَّ.. وأملي بالله كبير..
-------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-2013, 11:40 PM   #3100
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

غــــــريبـــــة فـــي بيـــت أهلــــي




حين عدت من المدرسة ذلك اليوم . . ألقيت نفسي على السرير وأخذت أبكي وأبكي بحرقة . .
فقد شعرت حقاً كم أنا ضعيفة ومهانة . .
لا أعرف كيف سمحت لها أن تقول عني هذا الكلام . . لقد وصفتني بالمنافقة والكاذبة رغم أني أبعد الناس عن هذه الصفات . .
لكنها مشكلتي أنا . . نعم . . إنه ذنبي . .
لم أعرف كيف أعبّر عما أريد قوله . .ولم أرد أو أدافع عن نفسي . . يا لي من غبية حمقاء . .!
هكذا أخذت أردد على نفسي . . وأنا مستمرة في البكاء والنشيج . .
كنت أعلم أني على حق وأنني إنسانة بريئة مسالمة لكن سمر التي كانت تكرهني استغلت عبارة بسيطة قلتها لتقلب الموقف عليّ وتحرجني بكلامها الجارح أمام البنات . .

لا أعرف لماذا سكت تماماً ولم أعرف كيف أرد..
إنني هكذا دائماً جبانة ومترددة ولا أعرف كيف أتحدث مع الآخرين.. ثم أعود لغرفتي لأبكي على نفسي المهانة..
- (مي.. هيا دورك..!)
- آآ.. عـ.. عفواً أستاذة..لا أستطيع .. تفضلي موضوعي..
- كلا يجب أن تقرئيه بنفسك..
وأمام إصرار المعلمة كنت أقف وقطرات العرق تتصبب وأنا أشعر أن الدنيا تدور بي، وأن الجميع ينظر إلي.. لكني أحاول أن أتماسك وابدأ بالقراءة وأنا أتنفس بعمق.. ودقات قلبي تتصاعد حتى ينتهي الموضوع بسلام..
هكذا كانت تمر عليّ حصة التعبير برعب لأني أضطر خلالها للوقوف والحديث أمام الجميع..
كان والدي يعيرني دائماً لأنني لم أرث عنه قوة الشخصية والحديث بطلاقة.. فقد كان أبي اجتماعياً يعرف الكثير من الناس ويتحدث بطلاقة مع الجميع.. لكني كنت أعتقد أن لكونه مديراً لشركة كبرى دوراً في ذلك.. أما أمي فقد كانت مدرسة وتمتلك أيضاً قدراً من قوة الشخصية.. لكنها لم تفهمني يوماً أو تشعر بالعقدة التي أعاني منها..
ورغم كل العوامل الأسرية الجيدة التي كانت تحيط بي، حيث لم أتعرض للعنف أو الإهانة في المنزل.. لكن شيئاً ما كان يجعلني أشعر بالقلق والخوف دائماً.. كنت أخشى دائماً مجالسة الآخرين ولا أعرف كيف أتحدث أمامهم.. حتى أنني أصبحت منطوية ومنعزلة وقليلة الصداقات بسبب هذا الأمر..
وما زاد حدة الأمر أن الجميع في أسرتنا كان يتخذني مادة للسخرية نظراً لسرعة ارتباكي وضعف شخصيتي.. فقد كنت مشهورة بأنني أكثر من يحطّم الأواني ويدلق السوائل على المائدة.. حتى أنني أصبت بإحراج شديد يوم أن عرضت علي ابنة عمي أن أساعدها في صب القهوة لبعض الضيفات فقالت لي وهي تضحك بخبث:
- لا حبيبتي مي.. حتى تكبين القهوة عليهم وتحرقينهم مساكين؟!
حين كنت في المرحلة المتوسطة.. كنت شديدة النحف.. مما جعل نحفي سبباً آخر لإحساسي بالنقص عمن حولي، كما ساهم في إظهار ضعفي وارتباكي الدائم.. فزاد هذا من مشكلتي وجعلني أنطوي أكثر بعيداً عن نظرات الاستهزاء أو العطف.. وحين كبرت ودخلت المرحلة الثانوية.. تحسنت حالتي بعض الشيء، لكنني كنت لا أزال أشعر بأنني دائماً الأضعف.. وأن الآخرين أقوى مني وأفضل مني.. فحين تتكلم الفتيات عن موضوع ما وأود مشاركتهن أجد لساني عاجزاً عن الحديث فأتلعثم في كلامي وأقلب الكلمات والعبارات بشكل مضحك فيتحول انتباههن للضحك على أخطائي فيحمر وجهي وأزداد إحراجاً وأتمنى لو لم أنطق بحرف..
وحين تخرجت من الثانوية.. ازداد وضعي سوءاً.. فلم أعد أحضر اجتماعات أقاربي إلا نادراً وتحت إلحاح أمي الشديد.. وبقيت حبيسة غرفتي أقرأ وأطالع الكتب علها تغنيني عن وجود صديقة في حياتي..
لكني بدأت أشعر حقاً بالمرض.. لقد أدت بي هذه العزلة لمزيد من القلق والخوف من مواجهة الآخرين.. فأصبحت أشعر برعشة في أطرافي حين أضطر للجلوس مع ضيفة ولا أستطيع رفع نظراتي عن الأرض من شدة الارتباك..
لم أعد قادرة على الحديث حتى مع أفراد أسرتي فقد بدأت اللعثمة تزداد في كلامي وأصبحت أشعر بأن الجميع يهزأ بي وينتظر أخطائي حين أتكلم..
كنت أعلم أنني مريضة وأن بي خللاً نفسياً يمكن علاجه.. ولكن أحداً لم يراع ذلك بي.. لقد ازداد استهزاء أهلي بي دون أن يعلموا أن هذا يزيد حالتي سوءاً.. كانوا يعتقدون أني أفعل هذا بإرادة مني، ولم يقدروا يوماً العذاب الذي أتعذبه داخل نفسي بسبب هذه المشكلة.. لم يستوعبوا يوماً أني أقضي ليالٍ طويلة وأنا أبكي لأني لم أستطع شرح عذري لشخص أو لأنني تسببت في ضحك الجميع على تصرف قمت به..
إنه أمرٌ مؤلم.. مؤلم بشكل لا يمكن وصفه.. أن تشعر أنك مخلوق ضعيف.. وأن الناس كلهم أعداءك.. ولا يفهمونك ولا يتركون لك المجال لتثبت نفسك أمامهم..
لكن أهلي لم يقدروا الألم الذي أعيشه.. ولم يسعوا مرة لأن يفهموني..
كنت أشعر بالوحدة والغربة في قعر بيتي.. فالجميع مشغول.. أبي بعمله وخروجه المستمر.. وأمي بعملها وزياراتها العائلية.. وأخوتي بلعبهم وبالكمبيوتر..
وأنا الوحيدة في هذا البيت التي تعيش دون أن تتحدث مع أحد أو يتحدث معها أحد..
وبعد سنوات مريرة من المكوث في البيت.. بدأت أشعر بنظرات الناس تزداد قسوة.. (لماذا لم تتزوج؟) .. (هل ترفض الزواج؟) .. (مسكينة.. لا دراسة ولا عمل ولا زواج؟!)
شعرت بالأنصال الحادة تمزق قلبي وكأن هذا هو ما ينقصني.. المزيد من الاستهزاء والاحتقار..
عندها شعرت بأني بدأت أصاب بعقدة نفسية حقيقية وبخوف شديد جداً من مقابلة الناس.. أصبحت أكرههم وأخاف من الجلوس معهم لدرجة الرعب..
وذات مرة حين حاولت أمي إجباري على النزول للسلام على بعض القريبات في منزلنا.. رفضت ثم أخذت أبكي وحين ازداد إصرار أمي.. أخذت أصرخ بقوة لم أصرخ مثلها من قبل.. فقد شعرت أني لو سقت إلى الموت لكان أرحم على قلبي من أساق للجلوس مع الناس الذين أخاف منهم وأكرههم.. وحين رأت أمي الرجفة التي سيطرت عليّ انتابها ذعر شديد.. ولم ألبث حتى شعرت بأنفاسي تتوقف من شدة التأثر والخوف والصراخ..
حاولت أن أسترد أنفاسي لكني لم أستطع..
كنت كمن يغرق ويبحث عن نفس واحد.. دون جدوى..
أيقنت أن الموت قريب مني جداً.. وضعت إحدى يدي على عنقي وأخذت أشير بيدي لأعلى أطلب نفساً وأنا أرى أمي تبكي وكأني في حلم.. وكان وجهها الباكي آخر ما رأيت.. ثم.. وقعت في إغماءة..
وحين أفقت.. كنت في المستشفى.. حيث كل شيء أبيض..
وعرفت من أبي الذي كان ودوداً جداً معي.. أني أصبت بانهيار عصبي حاد.. وأن طبيبة نفسية ستشرف على علاجي.. شعرت لأول وهلة بطعنة حادة.. طبيبة نفسية؟.. لماذا.. هل ينقصني أن ينعتني الناس بالمجنونة؟!
لكن تمالكت وقررت خوض التجربة..
كانت طبيبة حنونة وطيبة.. وكانت تذكرني دائماً بالله وبالأجر الذي ينتظرني على احتسابي لهذا الابتلاء.. أشعرتني بأني قوية وأني قادرة على تجاوز كل هذا.. وكل ما أحتاجه هو فقط شيء من الإرادة والعزم..
وحين سألتني.. لماذا يا مي؟ لماذا تركت نفسك تعانين من هذا الرهاب الاجتماعي الحاد طوال تلك الفترة دون علاج؟ طأطأت رأسي وأخبرتها أن أحداً لم يساعدني ولم يقدم لي العون.. إن أحداً لم يستمع يوماً لي ولم يناقشني في سبب مشكلتي.. لذا لم أعرف كيف أواجه هذا المرض الذي أخذ يزداد مع انعزالي عن الآخرين..
وضعت الطبيبة أوراقها جانباً على سريري.. ثم قالت..
إن المسألة يا عزيزتي ليست في من يدفعك نحو القرار.. إنه قرارك أنت.. لو أصبحت صديقة لنفسك وواجهتها بهذه المشكلة من قبل لعرفت أن الحل سهل جداً بإذن الله.. لقد كان أمامك خيارين: إما مواجهة نفسك وتقوية شخصيتك مع الاستعانة بالله.. وإما بالبحث عن طبيبة نفسية صالحة تفرغين لديها ما تشعرين به من رهاب.. إنها مشيئة الله أن تتأخري في العلاج لكن من رحمته أن استطعت الآن البدء بتجاوز هذا المرض ولله الحمد..
ومع تكرر جلسات العلاج.. بدأت أشعر بتحسن كبير.. لم يكن التحسن راجعاً للعلاج ذاته ولكن للثقة التي بدأت الطبيبة تزرعها في نفسي.. كما كان لحديثي المتواصل معها أثر في تحسن أسلوب حديثي..
لقد تغيرت حياتي بعد ذلك.. خاصة حين التحقت بدورة الإلقاء التي نصحتني بها الدكتورة.. والتي شجعتني على تنسيق أسلوب حديثي..
لم يتغير شيء من حولي.. فأبي وأمي لم يتغيرا كثيراً.. لا زالت الفجوة بيني وبين أسرتي كبيرة.. ولا زلت أشعر أن أحداً لا يفهمني.. لكني عرفت معاني أجمل للحياة..
وعرفت أنك ترى الحياة كما يصورها لك عقلك أنت..
لم تكن حياتي هي الأفضل لكنها لم تكن الأسوأ.. وهذا ما لم ألتفت إليه..
لقد كانت لدي الكثير من المميزات لكني لم أكن أرى سوى عيوبي فصرت أشعر بالنقص والضعف..
أما الآن.. فقد اختلفت الصورة.. وأصبحت أحاول النظر للمميزات وللجانب الأفضل.. وأدعو الله أن أبقى هكذا حامدة شاكرة متوكلة على الله.. مهما ساءت الظروف..
--------
مجلة حياة العدد (39)

--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 01:53 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved