منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-07-2013, 01:02 AM   #3111
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ضرب الزوجات ضوابط ومحاذير
بسم الله الرحمن الرحيم
ديننا الإسلامي الحنيف دين يحث على الألفة والمحبة والعشرة بالمعروف والآيات والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة ، منها قوله تعالى : ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا )) (النساء:19) .
وقوله عز وجل ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ )) ( البقرة:228)
وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق بالنساء والإحسان إليهن ، والصبر على عوجهن فقال في الحديث الذي رواه الشيخان عن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه : " اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ من ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لم يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا " [ البخاري : 4890 - مسلم : 1468]
وروى مسلم عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مؤمنة إن كَرِهَ منها خُلُقًا رضي منها آخَرَ " [ مسلم : 1469 ] .
وفي حجة الوداع قال صلى الله عليه وسلم : " اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ " [ مسلم : 1218]
وقال صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
وقال ابن عباس رضي الله عنهما " إني لأحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تزين لي لأن الله عز وجل يقول : (( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ )) وما أحب أن أستوفي جميع حقي عليها لأن الله عز وجل يقول : (( وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ )) " . [ رواه البيهقي 7/295].
ولكن في ظل غياب التوجيهات الإسلامية عن واقع المسلمين ، وانتشار مفاهيم خاطئة عن معنى الرجولة والقوامة نسمع ونقرأ بين الفينة والأخرى عن ضرب الأزواج لزوجاتهم بل وضرب الزوجات لأزواجهن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
لقد شرع الله سبحانه وتعالى للزوج أن يقوم بتأديب زوجته الناشز بوسائل تأديب محدودة ومحددة من أجل تهذيبها وإصلاحها، وقد سلك القرآن الكريم في علاج نشوز المرأة طريقًا حكيمًا مستورًا، فلم يكن ضرب الأزواج لزوجاتهم كل العلاج ولا أوله، وإنما كان واحدًا من طرق العلاج بل كان آخرها ،
قال تعالى : (( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان علياً كبيراً )) [النساء: 34]
ففي الآية الكريمة نص ٌصريح على أنه في حالة نُشُوز الزوجة وعدم طاعتها لزوجها وأداء حقوقه يحق للزوج تأديبها حتى تطيعه ، والتأديب كما حددته الآية الكريمة يتم على ثلاث مراحل :
الوعظ، ثم هجر المضجع، ثم الضرب ؛ فعلى الزوج أن يبدأ في وعظ زوجته بالرفق واللين وذلك بأن يذكرها بما أوجبه الله عليها من حقوق ، ويخوفها من عقاب الله تعالى في حالة أنها عصته ولم تؤد حقوقه ؛ فإن لم تستجب الزوجة فللزوج الحق في أن يعظها بشيء التعنيف والتهديد .
فإذا لن تستجب الزوجة ينتقل الزوج إلى المرحلة الثانية من مراحل التأديب ألا وهي : الهجر في المَضْجع ، وجدير بالذكر هنا أنه لا يجوز للزوج أن يهجر بيت الزوجية لحديث حَكِيمِ بن مُعَاوِيَةَ الْقُشَيْرِيِّ عن أبيه رضي الله عنه قال : قلت : يا رَسُولَ اللَّهِ ما حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عليه ؟ قال : " أَنْ تُطْعِمَهَا إذ طَعِمْتَ وَتَكْسُوَهَا إذا اكْتَسَيْتَ أو اكْتَسَبْتَ ولا تَضْرِبْ الْوَجْهَ ولا تُقَبِّحْ ولا تَهْجُرْ إلا في الْبَيْتِ ".
فإذا لن تستجب الزوجة ينتقل الزوج إلى المرحلة الثالثة ألا وهي : الضرب شريطة أن يكون قصد الزوج من ذلك هو تأديب زوجته وتقويمها لا التشفي والانتقام منها ، فليس المقصود بالضرب إلحاق الأذى بالزوجة كأن يكسر أسنانها أو يشوه وجهها أو أن يكسر ضلعها ، أو أن يسبب لها عاهة، وإنما المقصود بالضرب هو إصلاح حال المرأة ، فالضرب علاج لمرض ، فإذا ذهب المرض فلا حاجة للعلاج أصلاً ، وقد جعل القرآن الكريم الضربَ آخر الوسائل الإصلاحية التي يملكها الرجل وبذلك كان كالدواء الأخير الذي لا يلجأ إليه إلا عند الضرورة ، ويجب ألا يكون الضرب مبرحاً
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " فاضربوهن إذا عصينكم في المعروف ضرباً غير مبرح"، وذلك بأن يضربها بسواك أو منديل أو نحوه ، وقد سُئل ابن عباس : ما الضرب غير المبرح ؟ قال : السواك وشبهه يضربها به . رواه ابن جرير 5/68
ويحرم عليه ضرب الوجه ولا يحل له أن يضربها أكثر من عشر ضربات بحال من الأحوال لحديث أَبَي بُرْدَةَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لَا تَجْلِدُوا فَوْقَ عَشْرَةِ أَسْوَاطٍ إلا في حَدٍّ من حُدُودِ اللَّهِ " [البخاري : 6458 - مسلم : 1708] .
ولا شك أن الترفع عن الضرب أفضل وأكمل إبقاء للمودة والألفة بين الزوجين ، فخيار الرجال لا يضربون نساءهم ، ويحضرني هنا قول شريح القاضي رحمه الله تعالى وقد تزوج من امرأة من بني تميم يقال لها زينب :
رأيت رجالا يضربون نساءهم --- فشلَّـت يميني حين أضرب زينبـا
أأضربها من غير ذنب أتت به فما العدل مني ضرب من ليس مذنبا
[ تاريخ دمشق 23/52 ]
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فإنه بأبي هو وأمي ما ضرب بيده شيئاً قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما ضرب امرأة ولا خادماً قط [ البخاري : 4658]
بل إنه لما طلب نساؤه منه زيادة النفقة جلس صلى الله عليه وسلم مهموماً غاضباً ، فلما دخل عليه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ورأوه على هذا الحال وعرفا سبب غضبه صلى الله عليه وسلم قام أبو بكر رضي الله عنه إلى عائشة ليضربها، وقام عمر رضي الله عنه إلى حفصة، كلاهما يقولان: تسألان النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده. فنهاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضربهما .
وقد روي أن رجلا جاء إلى عمر رضي الله عنه يشكو خلق زوجته فوقف على باب عمر ينتظر خروجه فسمع امرأة عمر تستطيل عليه بلسانها وتخاصمه وعمر ساكت لا يرد عليها فانصرف الرجل راجعا وقال : إن كان هذا حال عمر مع شدته وصلابته ـ وهو أمير المؤمنين ـ فكيف حالي ؟ فخرج عمر فرآه مولياً عن بابه فناداه وقال : ما حاجتك يا رجل ؟ فقال يا أمير المؤمنين جئت أشكو إليك سوء خلق امرأتي واستطالتها علي فسمعت زوجتك كذلك فرجعت وقلت : إذا كان حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي ؟ فقال عمر : يا أخي إني احتملتها لحقوق لها علي : إنها طباخة لطعامي خبازة لخبزي غسالة لثيابي مرضعة لولدي وليس ذلك كله بواجب عليها ويسكن قلبي بها عن الحرام فأنا احتملتها لذلك ، فقال الرجل : يا أمير المؤمنين وكذلك زوجتي قال عمر : فاحتملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة .

فنصيحتي للأزواج : أن يتقوا الله في زوجاتهم ، ويرفقن بهن ، فإنهن شقائق الرجال ،وأمهات الأجيال ، ما أكرمهن إلا كريم ، وما أهانهن إلا لئيم ، فلنتغاضى ونتغافل أحياناً حتى تستمر الحياة في سعادة هانئة لا تكدرها صغائر الأمور ، ولله در القائل :
ليس الغبي بسيد في قومه --- لكن سيد قومه المتغابي
---------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2013, 01:16 AM   #3112
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

إسحاق عليه السلام
سيرته:
لا يذكر القرآن الكريم غير ومضات سريعة عن قصة إسحاق.. كان ميلاده حدثا خارقا، بشرت به الملائكة، وورد في البشرى اسم ابنه يعقوب..
وقد جاء ميلاده بعد سنوات من ولادة أخيه إسماعيل.. ولقد قر قلب سارة بمولد إسحق ومولد ابنه يعقوب، عليهما الصلاة والسلام.. غير أننا لا نعرف كيف كانت حياة إسحق، ولا نعرف بماذا أجابه قومه.. كل ما نعرفه أن الله أثنى عليه كنبي من الصالحين.
--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2013, 01:27 AM   #3113
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

يعقوب عليه السلام
سيرته:
هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.. اسمه إسرائيل.. كان نبيا إلى قومه.. ذكر الله تعالى ثلاث أجزاء من قصته.. بشارة ميلاده.. وقد بشر الملائكة به إبراهيم جده.. وسارة جدته.. أيضا ذكر الله تعالى وصيته عند وفاته.. وسيذكره الله فيما بعد -بغير إشارة لاسمه- في قصة يوسف.
نعرف مقدار تقواه من هذه الإشارة السريعة إلى وفاته.. نعلم أن الموت كارثة تدهم الإنسان، فلا يذكر غير همه ومصيبته.. غير أن يعقوب لا ينسى وهو يموت أن يدعو إلى ربه.. قال تعالى في سورة (البقرة):

أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) (البقرة)

إن هذا المشهد بين يعقوب وبنيه في ساعة الموت ولحظات الاحتضار، مشهد عظيم الدلالة.. نحن أمام ميت يحتضر.. ما القضية التي تشغل باله في ساعة الاحتضار..؟ ما الأفكار التي تعبر ذهنه الذي يتهيأ للانزلاق مع سكرات الموت..؟ ما الأمر الخطير الذي يريد أن يطمئن عليه قبل موته..؟ ما التركة التي يريد أن يخلفها لأبنائه وأحفاده..؟ ما الشيء الذي يريد أن يطمئن -قبل موته- على سلامة وصوله للناس.. كل الناس..؟
ستجد الجواب عن هذه الأسئلة كلها في سؤاله (مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي). هذا ما يشغله ويؤرقه ويحرص عليه في سكرات الموت.. قضية الإيمان بالله. هي القضية الأولى والوحيدة، وهي الميراث الحقيقي الذي لا ينخره السوس ولا يفسده.. وهي الذخر والملاذ.
قال أبناء إسرائيل: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا، ونحن له مسلمون.. والنص قاطع في أنهم بعثوا على الإسلام.. إن خرجوا عنه، خرجوا من رحمة الله.. وإن ظلوا فيه، أدركتهم الرحمة.
مات يعقوب وهو يسأل أبناءه عن الإسلام، ويطمئن على عقيدتهم.. وقبل موته، ابتلي بلاء شديدا في ابنه يوسف.
سترد معنا مشاهد من قصة يعقوب عليه السلام عند ذكرنا لقصة ابنه النبي الكريم يوسف عليه السلام
----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2013, 02:17 AM   #3114
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الصوم وقضايا الصحه
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم، أجرت شبكة المشكاة الإسلامية الحوار التالي مع
د. ست البنات خالد اختصاصي أمراض النساء والتوليد جامعة الخرطوم.
شبكة المشكاة الإسلامية: للصوم فوائد صحية عديدة...نرجو أن تبسطوا لنا الحديث حولها؟
إن صيام رمضان يعطي للصائم شعوراً بالراحة النفسية والطمأنينة ويوفر له ارتقاء روحياً ونفسياً وتوازناً فسيولوجيا كاملاً يتمثل في تنشيط عملية الهدم والبناء وإعطاء فرصة لراحة الجهاز الهضمي حيث يصوم الإنسان لفترة تصل إلي‏12‏ ساعة تقريباً يتوقف فيها الجهاز الهضمي عن إفراز العصارات المختلفة اللازمة لهضم الطعام كذلك تصبح هذه الفترة كافية لراحة الكبد التي تعمل علي إفراز العصارة الصفراوية اللازمة لعملية التمثيل الغذائي وهذا يسهم بدور فعال
في تطهير الجسم من السموم وقد أثبتت الأبحاث أن الصيام يساعد علي خفض نسبة السكر بسبب استعادة غدة البنكرياس لنشاطها أثناء فترة الصوم وذلك يعد علاجا فعالا لمرض السكر غير المعتمد علي الأنسولين وتؤكد الدراسات أن الصوم يساعد علي خفض مستوي الدهون والكولسترول مما يقي الجسم من أمراض القلب والشرايين‏.
عند الإفطار علينا أن نتبع الإرشادات الغذائية التي تساعد الصائم على تحقيق الفوائد الصحية المرجوة في الصيام وترفع قدرته على تحمل مشاق الصوم، ويمكن توضيح ما تقدم، بمجموعة من النصائح الغذائية السليمة في شهر رمضان المبارك. يأتي في مقدمتها أن يكون التمر والرطب أول ما يتناوله الصائم عند الإفطار لأن السكريات الموجودة فيهما سهلة الامتصاص وسريعة الوصول إلى الدورة الدموية، وهذا ما يحتاجه الجسم بعد ساعات طويلة من الامتناع عن الطعام حيث تنشط إفرازات الأنزيمات الهاضمة لاستقبال الطعام الذي يتناوله الصائم، كما أن للحساء و الشوربة الدافئة قبل الطبق الرئيسي دوراً مهماً وذلك لتهيئة المعدة وتنشيطها بعد ساعات من الراحة فمن الضروري عدم التهام الطعام والتأني في مضغه حتى لا يصاب الصائم بعسر الهضم.
شبكة المشكاة الإسلامية: ذكرت أن جسم الصائم يحتاج إلى سكريات سريعة الهضم عند الإفطار، هل يمكن أن نستبدل الرطب أو التمر بغذاء آخر، بمعنى آخر هل للرطب والتمر ميزة على الأغذية الأخرى التي تحوي سكريات؟
التمور من أكثر أنواع الفاكهة انتشارا وهي غذاء صحي مركز وطبيعي، وتتميز التمور على كثير من الأغذية باحتوائها على العناصر الغذائية المفيدة لجسم الإنسان ويتغذى على ثمارها كثير من الناس حول العالم، فالتمور غنية بالمواد السكرية 65- 75% كما إنها غنية بالأملاح المعدنية والعديد من الفيتامينات.
فوائد التمور الصحية
1- غذاء سهل الهضم ولا يرهق المعدة.
2- تحد من الشعور بالجوع الشديد الذي يشعر به الصائم.
3- تهيئ التمور المعدة لاستقبال الطعام
4- تقي من الإصابة بالقبض (الإمساك).
5- مدرة للبول وتغسل الكلى.
6- تنظف الكبد من السموم.
7- تهدئ من التهيج العصبي..
شبكة المشكاة الإسلامية: ما هي مكونات الغذاء المثالي خلال رمضان؟
حتى يوصف غذاؤك بأنه صحي، فلا بد أن تجتمع به عدة شروط، ألا وهي: اكتمال عناصره الغذائية بحسب السن والجنس والحالة الفسيولوجية، وأن يكون متنوعا فاتحًا للشهية ومقبول الشكل، كما أن خلوَّه من أي ملوثات كيميائية أو بيولوجية أمر أساسي لسلامة الغذاء وصحته. وبذلك تظهر علامات صحية عليك تدل على تناولك لهذا الغذاء المتوازن. وحتى تضمن الحصول علي احتياجاتك الأساسية من العناصر الغذائية نقسم لك الأطعمة إلى ثلاث مجموعات بحسب محتواها من العناصر الغذائية ووظيفتها:
فالمجموعة الأولى (أطعمة الطاقة):
وهي التي تمد الجسم بالطاقة اللازمة للنشاط والحيوية، مثل: الحبوب بأنواعها ومنتجاتها - الدرنات - السكريات - الدهون الحيوانية والنباتية.
المجموعة الثانية (أطعمة البناء):
وهي المختصة بالنمو وتجديد خلايا الجسم، وهي مصادر البروتين الحيواني والنباتي.
المجموعة الثالثة (أطعمة الوقاية):
وهي كالخضراوات والفواكه والعصائر، وهي مصادر الفيتامينات والأملاح المعدنية، وهي ضرورية في الوقاية من الأمراض وزيادة مقاومة الجسم.
وعليك الآن أن تختار عند عمل وجبة غذائية صنفا واحدا على الأقل من كل مجموعة من الثلاث السابقة حتى تكوِّن وجبة غذائية متزنة.
شبكة المشكاة الإسلامية: من وجهة النظر الطبية ما هي الأمراض المبيحة للفطر في رمضان …
مع شرح طبيعة كل مرض ودرجاته؟
أن الصيام فرصة مناسبة لكل المسلمين لإعادة توازن حياتهم الغذائية بشكل صحي وسليم والبعد عن الإسراف فيه‏، ‏ وهناك بعض الأمراض الحادة والمزمنة التي يؤثر الصيام فيها علي صحة كبار السن كأمراض الجهاز الهضمي المصحوبة بالإسهال أو القيء المتكرر ومبادئ الحمل و الوحم وأمراض القلب المرتبطة بارتفاع ضغط الدم ومرضي السكر والحميات أو بعد العمليات الجراحية ومرضي السرطان حيث أنه يسبب الهزال والأنيميا ويحتاج إلي غذاء متوازن‏.
شبكة المشكاة الإسلامية: إذا كان المريض يتناول أدوية ولكنه يستطيع الصيام هل يمكنه تناول الأدوية بعد الإفطار؟
فى بعض حالات الأمراض يجب على المريض إتباع زمن محدد لتناول الدواء مما يستدعى الفطر و لكن يمكن فى كثير من الأمراض أن يتغير مواعيد تناول الدواء دون التأثير على صحة المريض.
شبكة المشكاة الإسلامية: المرأة الحامل... في أي الشهور تستطيع الصوم؟ ومتى يجب عليها الإفطار؟
ينبغي على الحامل والمرضع استشارة الطبيب قبل أن تقرر الصوم أو الإفطار، وعموماً هي تستطيع الصوم في كل مراحل الحمل إلا أن تكون هنالك حالة تستدعى فطرها مثل حالات الأنيميا الحادة أو أن تصاب ببعض الأمراض أو الالتهابات مع الحمل أو الإصابة بمرض السكري مع الحمل خصوصا إذا كانت تعالجه بواسطة حقن الأنسولين أو حسب إحساسها و خوفها على جنينها فإذا سمح لها بالصيام فينبغي عليها عدم التهام كمية كبيرة من الطعام عند الإفطار، وتوزيع طعام الإفطار المعتدل إلى وجبتين: الأولى عند الإفطار، والباقي بعد أربع ساعات. كما تنصح بتأخير وجبة السحور، والإكثار من اللبن الزبادي، والإقلال من الطعام الدسم والحلويات.
أما المرضع، فإن صامت فيجب أن توفر للمولود كمية إضافية من الماء والسوائل ليشربها خلال ساعات الحر بجانب الرضاعة من ثدي الأم وعليها الاهتمام بغذائها من حيث الكمية والنوعية. كما ينبغي أن تكثر من الرضعات في الفترة بين الإفطار والسحور. فإذا ما شعرت بالتعب والإرهاق فعليها استشارة الطبيب.
شبكة المشكاة الإسلامية: بماذا توصين مرضى القلب والسكري والكلى خلال رمضان؟
إذا قرر الطبيب أنه بإمكان مريض السكر الصيام، فينبغي على المريض الالتزام بوصايا الطبيب، والمحافظة على نفس كمية ونوعية الغذاء الذي وصفه له.
وتقسم هذه الكمية إلى ثلاثة أجزاء متساوية، بحيث يتناول الأولى عند الإفطار، والثانية بعد صلاة التراويح، والثالثة عند السحور.
ويفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان، والإكثار من تناول الماء، والإقلال من النشاط الجسدي أثناء فترة الصيام، وخاصة في الفترة الحرجة ما بين العصر والمغرب. وإذا شعر المريض بأعراض انخفاض السكر فعليه أن يفطر ولا ينتظر وقت الإفطار ولو كان ذلك الوقت قريبا.
أما مرضى الكلى الذين ليس لديهم حصيات كلوية فلا داعي للقلق في رمضان. أما إذا كانت لديهم حصيات، أو تجربة تكرر حدوث حصيات كلوية فيمكن أن تزداد حالتهم سوءا إذا لم يشرب المريض السوائل بكميات كافية. ويستحسن في مرضى الحصيات بالذات الامتناع عن الصيام في الأيام الشديدة الحرارة، حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة. ويعود تقدير ذلك للطبيب المعالج، وعموما ينصح مرضى الحصيات الكلوية بتناول كميات كافية من السوائل في المساء وعند السحور، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار،
كما ينصح هؤلاء بالإقلال من تناول اللحوم ومواد معينة مثل السبانخ والسلق والمكسرات وغيرها.
شبكة المشكاة الإسلامية: بعض الناس يكثرون من تناول الطعام في السحور ظنا منهم ان ذلك يساعدهم على الصيام …ماتعليقكم؟
إن كثرة الاكل فى وجبة السحور قد تجئ برد فعل عكسي إذا بالغ المرء فى الكمية و فى تنوع الاصناف فيجب أن تتكون من الزبادي أو اللبن الرايب بالإضافة إلي قليل من الفول والخبز ومن المعروف أن الزبادي من أفضل الأعذية التي تحتوي علي بروتينات سهلة الامتصاص كما تحتوي علي حمض اللاكتيك الناتج عن تخمر سكر اللاكتوز والذي يعمل علي تطهير المعدة من البكتيريا الضارة كما يساعد علي عمليات الهضم والامتصاص أما بالنسبة لأهمية الفول في السحور فترجع إلي أنه من المصادر النباتية التي تأخذ فترة أطول في الهضم مما يجعل الإنسان يشعر بالشبع ويجب الابتعاد من تناول الحلويات في السحور لأنها تسبب للصائم اضطرابات وعسرا في الهضم في في أثناء النهار كما تزيد الإحساس بالعطش‏، ‏ ويرجع ذلك إلي أن عملية الهضم لأي نوعية من الدهون تتطلب كميات زائدة من الماء لتمثيلها
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2013, 02:51 AM   #3115
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

المسجد .. شريك قوي وفعّال في تربية الأطفال
بسم الله الرحمن الرحيم
إن المسجد حينما يأخذ مكانه الطبيعي الذي بني من أجله، وأراده الله له، يصبح من أعظم المؤثرات التربوية في نفوس الناشئين، قال - تعالى -: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ
ففيه يرون الراشدين مجتمعين على الله، فينمو في نفوسهم الشعور بالمجتمع المسلم، والاعتزاز بالجماعة الإسلامية ومن هنا فإن خروج الأب والوالد بالطفل معه خارج البيت واصطحابه إلى المسجد سنة مبكرة، وأسلوب تربوي أصيل لتنشئة الطفل على حب المساجد والصلاة والتعود عليها، وفيه مخالطة لأهل الخير وحضور دعواتهم، علاوة على المؤانسة للطفل وفرحه بالخروج من البيت، والانطلاق خارجه، في ظل الحماية والرعاية من الأب الوالد.
لذلك
وجدنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - يصطحب الأطفال معه إلى المسجد، فقد روى الأئمة: النسائي وأحمد والحاكم بالسند الصحيح -: "خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل الحسن والحسين، فتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعه ثم كبر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهراني الصلاة سجدة أطالها، قال الراوي: فرفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه حدث أمر، أو أنه يوحى إليك، قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته".
لقد كان المسجد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - بيتاً للصغار، بما وجد فيه من رعاية وعطف وصبر الكبار، فخرجوا منه سادة أطهار، مجاهدين أبرار، ما وسعهم ليل أو نهار، فهذا جابر ابن سمرة - رضي الله عنه - يحكي عن طفولته وذكرياته مع المسجد فيقول ما رواه الإمام مسلم: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الأولى بمعنى صلاة الظهر - ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان الصبيان فجعل - صلى الله عليه وسلم - يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا، قال جابر: وأما أنا فمسح على خدي، فوجدت ليده برداً وريحاً، كأنما أخرجها من جونة عطر".
دروس يتعلمها الصغار من صلاة الجماعة:
فأول ما يؤثر في الطفل حينما يحضر إلى المسجد "صلاة الجماعة "، فالصلاة في حقيقتها مدرسة إعلامية تغرس في نفوس وأعماق الملازمين لها مثلاً عليا، وقيماً عظمى، فمن شعائرها الجماعة التي تلتقي على هدف لا ريب في سموه، وفيها عنصر التوقيت الزمني "خمس مرات في اليوم والليلة"، حددت تماماً مواقيتها. "إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا"
أضف إلى ذلك عنصر التوقيت المكاني إذ يتم ذلك التجمع في المسجد، والمسجد في الإسلام يشمل كل طاهر من أرض الله، "وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً" جزء من حديث أخرجه البخاري، والجماعة في الصلاة تترقى مستوياتها، فالصلوات اليومية يجتمع فيها أهل الحي،
وفي الجمعة يلتقي في المسجد الجامع أهل المدينة أو القرية، وكذا في صلوات العيدين والاستسقاء والخسوف والكسوف، وهذا سر فضل صلاة الجماعة في الإسلام، هو إذن درس بالغ، وما أكثر الدروس الاجتماعية فضلاً عن الدينية في الصلاة.
.. ودرس في النظام!
أضف إلى ما سبق هذا الدرس الجمالي يتعلمه الأطفال من الصلاة أيضاً، ألا وهو: انتظام المسلمين في صفوف، بل وكيفية هذه الصفوف..
روى الإمام مسلم عن أبي مسعود - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: "استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليليني منكم أولو الأحلام والنهى -هم الرجال البالغون- ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم".
وعن عبد الله بن غنم عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يسوي بين الأربع ركعات في القراءة والقيام، ويجعل الركعة الأولى هي أطولهن لكي يثوب الناس، ويجعل الرجال قدام الغلمان، والغلمان خلفهم، والنساء خلف الغلمان" رواه أحمد.
.. وآخر في احترام الكبير والاقتداء به
فحينما يقف الطفل خلف صفوف الرجال يتعلم كيف يحترم الكبير، بل ويتعلم أن الكبير الحقيقي هو من وقف في الصف الأول في المسجد لا من كان خارجه، فيتعلم كيف يتمنى أن يكبر ليكون في الصفوف الأولى أمام الله - عز وجل -.
أضف إلى ذلك تعلمه كيف ينتظم مع أمثاله الصغار، فتبدأ علاقته وصداقاته من المسجد، فتكون بداية لصداقة طويلة لأنها صداقة المساجد لا صداقة الشوارع والطرقات، وإخوة الإيمان لا إخوة المطامع و الشهوات.
.. وشهودٌ لحلق الذكر
ومما يؤثر في الطفل أيضاً عند حضوره للمسجد "حلقات العلم والذكر" ففيها يرى العلم والمتعلمين، ويعيش مع الذكر والذاكرين، ويشعر بالحب والمتحابين،
وبالتواضع والمتواضعين وبذلك يعرف للذكر لذته وللعلم مكانته، وللعالم حقه، وللمسجد هيبته لذلك حرص أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على اصطحاب أطفالهم إلى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليجلسوا في حلقة العلم بين يدي المعلم الأعظم محمد - صلى الله عليه وسلم - فلم يكن غريبا أن ترى في هذه الحلقة المباركة طفلا يثب على ظهر أبيه، أو يجلس في حجره، أو يداعب لحيته بأصابعه اللطيفة...
روى النسائي بالسند الصحيح "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه، فيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره، فيقعده بين يديه، فهلك (مات الطفل)، فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه، ففقده النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: مالي لا أرى فلانا؟ قالوا يا رسول الله: بنيّه الذي رأيته هلك، فلقيه النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن بنيه، فأخبره أنه هلك، فعزاه عليه، ثم قال: "يا فلان، أيهما كان أحب إليك، أن تتمتع به عمرك، أو لا تأتي إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك يفتحه لك؟ قال: يا نبي الله، بل يسبقني إلى باب الجنة يفتحه لي، لهو أحب إلي، قال: فذاك لك).
وبعد...
فإن هذه الدرر الثمينة وغيرها الكثير، لن يتعلمها أطفالنا إلا في المساجد، فإذا أردنا صلاحاً لأطفالنا، وذخراً لنا في أخرانا، فلنعد نحن وأطفالنا إلى المسجد إيمانا وعملاً وأخلاقاً.
--------------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2013, 03:38 AM   #3116
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

جمعت لكم بعض صور الادعيه للاهداء ودعاء يوم الجمعه وتهانئ يوم الجمعه


















































































اهداء للجميع

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2013, 05:36 AM   #3117
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


حـــب الصحـــــابــــــة وفظلهــــــم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وصحبه أجمعين.
لقد أثنى الله - عز وجل - على صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مواضع عديدة من كتابه الكريم، وامتدحهم بأحسن الأوصاف وأكملها، وامتنَّ عليهم بالرِّضوان والتوبة، وأخبرهم بما أَعدَّ لهم من الأجر الكريم والثواب العظيم.
قال - تعالى -: ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ - رضي الله عنهم - وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) [التوبة: 100].
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتَّبعوهم بإحسان، فيا ويل من أبغضهم أو سبَّهم أو أبغض أو سبّ بعضهم! ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم، أعني الصدّيق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة - رضي الله تعالى عنه - فإن الطائفة المخذولة يُعادون أفضل الصحابة ويُبغِضونهم ويَسبُّونهم - عياذًا بالله من ذلك - وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة، وقلوبهم منكوسة،
فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبُّون مَن رضي الله تعالى عنهم، وأما أهل السنة فإنهم يترضَّون عمن - رضي الله عنه - ويَسبون مَن سبَّه الله ورسوله، ويوالون مَن يوالي الله، ويُعادون مَن يعادي الله، وهم مُتَّبِعون لا مُبتدِعون ويقتدون ولا يبتدعون، ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون" [1] اهـ.
قال الإمام البخاري - رحمه الله -: " ومَن صحِب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو رآه من المسلمين، فهو من أصحابه" [2].
قال ابن تيمية - رحمه الله -: "والصحبة اسم جنس يقع على مَن صحِب النبي - صلى الله عليه وسلم - قليلاً أو كثيرًا؛ لكن كل منهم له من الصحبة بقدر ذلك، فمَن صحِبه سنة أو شهرًا أو يومًا أو ساعة أو رآه مؤمنًا، فله من الصحبة بقدر ذلك"[3].
قال الشوكاني - رحمه الله -: "ويعرف كون الصحابي صحابيًّا بالتواتر والاستفاضة، وبكونه من المهاجرين أو من الأنصار، وبخبر صحابي آخر معلوم الصحبة"[4].
الأحاديث الواردة في فضائلهم:
* عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خير الناس قَرْني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تَسبِق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته))[5].
قال ابن حجر - رحمه الله -: "والمراد بقرن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث: الصحابة"[6].
* عن جابر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة))[7].
* قال النبي- صلى الله عليه وسلم - لعمر - رضي الله عنه -: "وما يُدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتُم فقد غفرتُ لكم؟! "[8].
قال العلامة خليل بن أحمد السهارنفوري - رحمه الله -: كأنه - تعالى -علِم مِنهم أنه لا يجيء منهم ما يُنافي المغفرة، فقال لهم: اعملوا ما شئتم، إظهارًا لكمال الرضا عنهم، وأنه لا يُتوقَّع منهم من الأعمال بحسب الأعم والأغلب إلا الخير، فهذه كِناية عن كمال الرضا وصلاح الحال، وتوفيقهم غالبًا للخير"[9].
عدالة الصحابة:
* قال - تعالى -في تعديلهم: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح: 18].
* قال ابن كثير - رحمه الله - في قوله - تعالى -: " (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) [الفتح: 18]؛ أي: من الصدق والوفاء والسمع والطاعة، (فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ) [الفتح: 18]، وهي الطمأنينة[10]. هـ.
* وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: "والرضا من الله صفة قديمة، فلا يرضى إلا عن عبد علِم أنه يوافيه على موجبات الرضا، ومَن - رضي الله عنه - لم يسخط عليه أبدًا"[11].
* قال أبو محمد بن حزم - رحمه الله -: فمن أخبرنا الله - عز وجل - أنه علم ما في قلوبهم ورضي عنهم وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقُّف في أمرهم ولا الشك فيهم البتَّة، ولقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة))[12].
* قال ابن كثير - رحمه الله -: "الصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة؛ لِما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السُّنة النبويَّة في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذَلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل والجزاء الجميل"[13]ا. هـ.
* قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: " فإن القدح في خير القرون الذين صحِبوا الرسول قدْح في الرسول - عليه السلام - كما قال مالك وغيره من أئمة العلم هؤلاء طعنوا في أصحاب رسول الله، وإنما طعنوا في أصحابه ليقول القائل: رجل سوء كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلاً صالحًا لكان أصحابه صالحين"[14]ا. هـ.
ثناء العلماء على الصحابة:
* عن سعيد بن زيد - رضي الله عنه - قال لمشهدِ رجل منهم - أي الصحابة - مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغبرّ فيه وجهه خير من عملِ أحدكم عمره، ولو عمّرَ عُمر نوح[15].
* عن شعبة عن منصور بن عبد الرحمن: سمعت الشَّعبي يقول: أدركت خمسمائة أو أكثر من الصحابة، يقولون: علي وعثمان وطلحة والزبير في الجنة، قلت - أي الذهبي -: لأنهم من العشرة المشهود لهم بالجنة، ومن البدريِّين، ومن أهل بَيْعة الرّضوان، ومن السابقين الأولين، الذين أخبر - تعالى -أنه رضي عنهم ورضوا عنه، ولأن الأربعة قُتِلوا ورُزِقوا الشهادة، فنحن مُحبُّون لهم[16].
* قال الشافعي - رحمه الله -: "وقد أثنى الله -تبارك وتعالى- على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القرآن والتوراة والإنجيل وسبَق لهم على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفضل ما ليس لأحد بعدهم، فرحمهم الله وهنأهم بما أتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين، أدوا إلينا سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشاهَدوه والوحي ينزل عليه فعلِموا ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامًّا وخاصَّا وعزمًا وإرشادًا، وعرفوا من سنَّته ما عرفنا وجهِلنا، وهم فوقنا في كل عِلم واجتهاد وورع وعقل"[17].
* قال ابن القيم - رحمه الله -: "والمقصود أن أحدًا ممن بعدهم - أي الصحابة - لا يساويهم في رأيهم، وكيف يساويهم؟! وقد كان أحدهم يرى الرأي فينزل القرآن بموافقته"[18]!
* قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: "فمَن اتَّبع السابقين الأولين كان منهم وهم خير الناس بعد الأنبياء، فإن أمة محمد خير أمة أُخرِجت للناس وأولئك خير أمة محمد كما ثبت في الصِّحاح من غير وجه أن النبي قال: ((خير القرون القرن الذي بُعِثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم))، ولهذا كان معرفة أقوالهم في العِلم والدين وأعمالهم خيرًا وأنفع من معرفة أقوال المتأخِّرين وأعمالهم في جميع علوم الدين وأعماله؛ كالتفسير وأصول الدين وفروعه والزهد والعبادة والأخلاق والجهاد وغير ذلك، فإنهم أفضل ممن بعدهم كما دلَّ عليه الكتاب والسنة؛ فالاقتداء بهم خير من الاقتداء بمن بعدهم، ومعرفة إجماعهم ونزاعهم في العلم والدين خير وأنفع من معرفة ما يُذكَر من إجماع غيرهم ونزاعهم؛ وذلك أن إجماعهم لا يكون إلا معصومًا، وإذا تنازَعوا، فالحق لا يخرج عنهم"[19].
* قال العلامة ابن القيم - رحمه الله - في ميميَّته.

أولئكَ أتباعُ النبيِّ وحِزْبُهُ
ولولاهُمُ ما كان في الأرضِ مُسْلِمُ
ولوْلاهُمُ كادَتْ تَمِيدُ بأهْلِهَا
ولكنْ رَوَاسِيها وأوْتادُها هُمُ
ولوْلاهُمُ كانتْ ظلامًا بأهْلِها
وَلكنْ هُمُ فِيها بُدُورٌ وَأنْجُمُ
أولئكَ أصْحَابي فحَيَّهَلاً بهِمْ
وحَيَّهَلاً بالطيِّبينَ وأنعِمُ
لِكُلِّ امْرِئ منهم سَلامٌ يَخُصُّهُ
يُبلِّغه الأدنَى إليهِ وينعَمُ
ويَا لائِمِي فِي حُبِّهُمْ وَوَلائِهمْ
تأمَّلْ هَدَاكَ الله مَنْ هُوَ ألْوَمُ
بأيِّ دَلِيلٍ أمْ بأيَّةِ حُجةٍ
ترَى حُبَّهُمْ عَارًا عَليَّ وَتنقِمُ
ومَا العارُ إلا بُغْضُهُمْ وَاجْتِنابُهُمْ
وَحُبُّ عِدَاهُم ذاكَ عارٌ ومَأثمُ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـــــــــــــــــــــــ
[1] تفسير ابن كثير (2: 398).
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2013, 06:07 AM   #3118
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


الاستنــــــارة بالاستخـــــــارة
أيها المسلمون: لا يَنْفَك العباد عن حاجتهم لربهم في شؤونهم كلها، والمؤمن يسألُ الله العَوْن على أمور الدين والدنيا، ويستعين به فيها في كل ركعة يصليها فيقرأ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة: 5]
وللناس أشغال يودون قضاءها، وحاجات يسعون في تحصيلها، والمؤمن مُوقِنٌ بأن تصريف الأمور وتدبيرها بيد الله - سبحانه وتعالى-، وأن العبد لا ينالُ خيرًا، ولا يصيبه شرٌ إلا بتقديره - جل جلاله -؛
كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس - رضي الله عنهما -: ((واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله - تعالى - لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله - تعالى - عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف))؛ رواه الترمذي وقال: حسن صحيح[1]
يعلمُ المؤمن أن المقادير من خَيْر وشر، ونفع وضر ليست بيده، وأن ما يصيبه منها هو بإرادة الله - تعالى - وقضائه وقدره: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [القصص: 68]، ولم يمنع ذلك المؤمن من أن يضرب في الأرض، ويسعى فيما ينفعه في الدنيا والآخرة، ويسألَ الله - تعالى- العَوْن والسَّدَاد في أموره كلها.
وإن احتار بين أمرين لا يدري أيُّهُما خير له شُرِعَ له أن يستخيرَ اللهَ - سبحانه وتعالى- ويسألُه أن يُقَدِّرَ له ما فيه نَفْعُه،
كما قال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمُنا الاستخارة في الأمور كلِّها كما يُعَلِّمُنا السُّورَةَ من القرآن، يقول: ((إذا هَمَّ أحَدُكم بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ ركْعَتَيْنِ من غَيْرِ الفريضة، ثم ليقل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلمُ أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمرى وآجلهِ - فاقْدُرهُ لي، ويسِّرْهُ لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقْدُرْ لي الخير حيث كان ثم أرضني به))؛ رواه البخاري[2].
وظاهِرٌ من لفظ الحديث حرصُ النبي - صلى الله عليه وسلم - على تعليم أصحابه هذا الدعاء العظيم؛ كما قال جابِرٌ: " يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها؛ كما يعلمنا السورة من القرآن". والمعنى: أن العبدَ كما يحتاج إلى القراءة في الصلاة فيتعلم السورة من القرآن، فهو كذلك محتاج إلى حفظ دعاء الاستخارة؛ لكثرة أموره التي تحتاج إلى استخارة. أو يكون المعنى: كما لا يجوز له أن يَزِيدَ في السورة من القرآن، ولا ينقص منها حرفًا، فكذلك لا يزيد في هذا الدعاء المأثور، ولا يَنقص منه شيئًا حالَ استخارته، فيحفظه كما يحفظُ السورة من القرآن[3].
ويبدأ وقت استخارته منذ هَمِّه بِفِعْلِ أمر من الأمور، واحتار هل يفعل أم لا يفعل، فيصلي ركعتين ينويها للاستخارة، فإن كان في وقتِ نَهْيٍ أخَّر استخارته إلى ما بَعْدَهُ إلا إذا كان الذي يَسْتَخِيرُ من أجله يفوت إذا أُخرت الصلاة، فيصلي في وقت النهي ويستخير؛ وذلك لأن صلاة الاستخارة من ذوات الأسباب، وذوات الأسباب يجوز فعلها في وقت النهي على الصحيح[4].
فإن منعه مانع من الصلاةِ؛ كالحيض للمرأة مع حاجتها إلى الاستخارة قبل زوال المانع فتستخيرُ بالدعاء فقط، قال النووي - رحمه الله تعالى -: "ولو تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء"[5].
ولا يقدم الدعاء على الصلاة؛ بل يصلي ثم يدعو، قال ابن أبي جمرة - رحمه الله تعالى -: "الحكمة في تقديم الصلاةِ على الدعاء أن المرادَ بالاستخارة حصولُ الجمع بين خيري الدنيا والآخرة؛ فيحتاج إلى قرع باب الملك، ولا شيء لذلك أنجعُ من الصلاة لما فيها من تعظيم الله، والثناء عليه، والافتقار إليه مآلاً وحالاً"[6].
فإذا سلّم من صلاته دعا، وإن دعا قبل السلام صح ذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله تعالى -: "يجوزُ الدعاء في صلاة الاستخارة وغيرها قبل السلام وبعده، والدعاءُ قبل السلام أفضل؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر دعائه كان قبل السلام، والمصلي قبل السلام لم ينصرف فهذا أحسن"[7].
فإن كان المستخير لا يحفظ الدعاءَ دعا به من كتاب، أو كتبه في ورقة ثم يدعو منها بحضور قلب وخشوع وتعلق بالله - تعالى-، والأولى أن يحفظ المسلم هذا الدعاء المبارك لكثرة حاجته إليه؛ إذ هو متعلق بحاجاته، وحاجاتُه كثيرة ومستمرة؛ ولأنه قد يحتاج إلى الاستخارة في مكان لا يجد فيه هذا الدعاء مكتوبًا.
فإذا صلَّى ودعا واستخار الله - تعالى- أقدم على ما ينوي فعله،
فإن كان خيرًا يسّره الله - تعالى - له، وإن كان شرًّا صَرَفَهُ الله - تعالى- عنه، وأبعده منه، وما يعتقده بعض الناس من أن المستخير إذا استخار ربه في شيء فعليه أن ينتظر حتى يرى منامًا، وبناء على الرؤيا التي يراها يفعل أو لا يفعل فذلك لا أصل له، وقد لا يرى شيئًا البتة؛ لكنَّ العلماءَ قالوا: "ينبغي له أن يُفرِّغ قلبه من جميع الخواطر؛ حتى لا يكون مائلاً إلى أمرٍ من الأمور، ثم يفعلُ ما بدا له سواء انشرحت نفسه أم لا؛ فإن فيه الخير ما دام مستخيرًا وإن لم تنشرح نفسُه، وليس في الحديث تعليق الفعل على انشراح الصدر[8].
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى-: "والمعتمد أنه لا يفعل ما ينشرحُ به صدره مما له فيه هوًى قويٌ قبل الاستخارة"[9].
وبعض العلماء يَرَى أنه يقدم على ما انشرح صدره له بشرط أن لا يكون له فيه هوًى قبل الاستخارة[10]، وإنِ احتاج إلى تَكرار الاستخارة كَرَّرَها، وذلك فيما لو لم تتضح له الصورةُ، ولا وجهُ الخير فيما عَزَم عليه؛ وذلك لأن الاستخارة دعاء، والدعاء يُشرع تَكراره، وقال ابن الزبير - رضي الله عنه -: "إني مستخير ربي ثلاثًا"[11].
أيها المؤمنون: تشرعُ الاستخارة في الأمور المباحة؛ كالسفر والزواج والتجارة ونحوها، أما الواجبات والمندوبات فلا يستخيرُ لها؛ بل يفعلها فورًا، فلا يستخيرُ هل يصلي أو لا يصلي، ولا تدخل الاستخارة في ترك المحرمات والمكروهات، فلا يستخير هل يسرق أم لا؛ إذ الواجب عليه: فعل الواجبات، وتركُ المحرمات، والسنة في حقه: فعل المندوبات، واجتناب المكروهات. وقد يستخير العبدُ في أمر يتعلق بالعبادة لا لذات العبادة، وإنما لوسيلتها أو ما يحيط بها؛ وذلك مثل سفره للعمرة أو الحج لاحتمال عدوٍ أو فتنةٍ أو تكون مشقة الحج مَضَرَّةً به لمرضٍ أو كبر أو نحو ذلك، فما كان مثل ذلك فله أن يستخير فيه؛ لأنه لم يستخر لذات الطاعة؛ وإنما لما قد يلحقه من جرائها وينبغي للمؤمن أن يعوِّد نفسه على الاستخارة، ولا يحتقر شيئًا يستخير الله فيه؛ إذ كبائر الأمور تبنى على صغيرها، ثم إن كثرة الاستخارة تدل على قوة توحيد العبد، وشدة تعلق قلبه بالله - تبارك وتعالى -؛ ذلك أنه فوض أمره لله - تعالى -، وتبرَّأ من حوله وقوته ورأيه، وسأل الله - تعالى - أن يختار له؛ لأنه موقن بأنَّ الله - تعالى - يعلم ما هو الخير له؛
قال عبد الله بن عمر: " إن الرجل ليستخير الله فيختار له، فيسخط على ربه، فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خار له ". وفي المسند من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( من سعادة ابن آدم استخارته الله - تعالى -، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله - عز وجل -، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله))،
قال ابن القيم فالمقدور يكتنفه أمران: الاستخارة قبله، والرضا بعده. وقال عمر بن الخطاب: "لا أبالي أصبحت على ما أحب أو على ما أكره، لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره". فيا أيها العبد المسلم لا تكره النقمات الواقعة والبلايا الحادثة، فلربّ أمر تكرهه فيه نجاتك، ولربّ أمر تؤثره فيه عطبك،
قال - سبحانه وتعالى -: (وعسى أن تكْرهواْ شيْئاً وهو خيْرٌ لّكمْ وعسى أن تحبّواْ شيْئاً وهو شرٌّ لّكمْ واللّه يعْلم وأنْتمْ لا تعْلمون) [البقرة:216]، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وثبت في أمره.
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2013, 06:54 AM   #3119
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

فضــائل السنن الــــرواتـــــــب
إن الحمد لله - تعالى-، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله - تعالى- من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله - تعالى- فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم- وبعد:
من أعظم الطاعات والقربات التي يتقرب بها المسلم لخالقه - سبحانه وتعالى - المحافظة على الصلاة في أوقاتها مع الجماعة، ثم المحافظة على النوافل والمواظبة عليها لإكمال ما في الفريضة من نقص وخلل، وزيادة في الثواب والحسنات، وللسنن الرواتب للصلاة فضائل عظيمة دلنا عليها المصطفى - صلى الله عليه وسلم -
هيا بنا نتعرف على هذه الفضائل.
أحاديث عامة في فضل صلاة النوافل:
عن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ حَبِيبَةَ رملة بِنْتِ أبي سُفْيَانَ - رضي الله عنهما - قالت: سمعت رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للهِ - تعالى -كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعاً غَيرَ الفَرِيضَةِ، إلاَّ بَنَى الله لَهُ بَيْتاً في الجَنَّةِ، أو إلاَّ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ))، وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتْينِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الجُمُعَةِ، وَرَكْعَتَينِ بَعدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَينِ بَعدَ العِشَاءِ
وعن عبد الله بن مُغَفَّلٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قال رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((بَيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلاَةٌ، بَيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلاَةٌ، بَيْنَ كل أذانين صلاة)) قال في الثَّالِثةِ: ((لِمَنْ شَاءَ)).
سنة الفجر: وردت أحاديث كثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تبين لنا فضل وثواب سنة الظهر ومنها:
1- مواظبة النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها: عن عائشة - رضي الله عنها -: " أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ لا يَدَعُ أرْبَعاً قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الغَدَاةِ"، وعنها قالت: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ تَعَاهُدَاً مِنهُ عَلَى رَكْعَتَي الفَجْر".
2- أنها خير من الدنيا وما فيها: عن عائشة - رضي الله عنها -: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدنْيَا وَمَا فِيهَا))، قال الإمام ابن دقيق العيد - رحمه الله -: " فيه دليل على تأكد ركعتي الفجر وعلو مرتبتها في الفضيلة"، وقال المباركفوري - رحمه الله -: " قوله: ((ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)): أي من متاع الدنيا قاله النووي. وقال الطيبي - رحمه الله -: " إن حمل الدنيا على أعراضها وزهرتها فالخير إما مجرى على زعم من يرى فيها خيراً أو يكون من باب أي الفريقين خير مقاماً، وإن حمل على الإنفاق في سبيل الله فتكون هاتان الركعتان أكثر ثواباً منها"، وقال الشاه ولي الله الدهلوي - رحمه الله -: " إنما كانتا خيراً منها لأن الدنيا فانية ونعيمها لا يخلو عن كدر النصب والتعب وثوابهما باق غير كدر"، وقال الإمام الصنعاني - رحمه الله - " قوله: (( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)): أي أجرهما خير من الدنيا، وكأنه أريد بالدنيا الأرض وما فيها أثاثها ومتاعها، وفيه دليل على الترغيب في فعلهما وأنها ليستا بواجبتين إذ لم يذكر العقاب في تركهما بل الثواب في فعلهما". وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: " لا تدع ركعتي الفجر ولو طرقتك الخيل". وقال عمر -رضي الله عنه-: " هما أحب إلى من حمر النعم"، وقال إبراهيم - رحمه الله-: " إذا صلى ركعتي الفجر ثم مات أجزأه من صلاة الفجر"، وقال علي -رضي الله عنه-: " سألت النبي - صلى الله عليه وسلم-، عن إدبار النجوم، فقال: (( ركعتين بعد الفجر))، قال على وأدبار السجود: ركعتين بعد المغرب".
سنة الظهر: وردت أحاديث كثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تبين لنا فضل وثواب سنة الظهر ومنها:
1- مواظبة النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها: عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا
وعن عائشة - رضي الله عنها -: " أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ لا يَدَعُ أرْبَعاً قَبْلَ الظُّهْر
وعن عائشة - رضي الله عنها -: " قالت: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي في بَيْتِي قَبْلَ الظُّهْرِ أرْبَعاً، ثُمَّ يَخْرُجُ، فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. وَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ المَغْرِبَ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَيُصَلِّي بِالنَّاسِ العِشَاءِ، وَيَدْخُلُ بَيتِي فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ".
2- أن من حافظ عليها حرمه الله على النار: عن أُمّ حَبِيبَةَ - رضي الله عنها - قالت: قال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ حَافَظَ عَلَى أرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأرْبَعٍ بَعْدَهَا، حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ)).
وعن عبد الله بن السائب - رضي الله عنه- أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي أرْبَعاً بَعْدَ أنْ تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ، وقَالَ: ((إنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيها أبْوَابُ السَّمَاءِ، فَأُحِبُّ أنْ يَصْعَدَ لِي فيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ))،
وعن عائشة - رضي الله عنها -: " أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إذا لَمْ يُصَلِّ أربَعاً قَبلَ الظُّهْرِ، صَلاَّهُنَّ بَعْدَهَا".
وعن أبي أيوب -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم، تفتح لهن أبواب السماء ".
3- أربع ركعات قبل الظهر يعدلن بصلاة السحر: عن أبي صالح قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( أربع ركعات قبل الظهر، يعدلن بصلاة السحر)).
سنة العصر: وردت أحاديث كثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تبين لنا فضل سنة العصر ومنها:
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي قَبْلَ العَصْرِ أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَفْصلُ بَيْنَهُنَّ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُؤْمِنِينَ. عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((رَحِمَ اللَّهُ امْرءاً صَلَّى قَبْلَ العَصْرِ أرْبَعاً)).
وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي قَبلَ العَصْرِ رَكْعَتَيْنِ".
سنة المغرب بعدها وقبلها:
وردت أحاديث كثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تبين لنا فضل سنة المغرب ومنها: عن عبد الله بن مُغَفَّل - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((صَلُّوا قَبْلَ المَغْرِبِ)) قال في الثَّالِثَةِ: ((لِمَنْ شَاءَ))، وعن أنس - رضي الله عنه - قَالَ: " لَقَدْ رَأيْتُ كِبَارَ أصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-، يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ عِندَ المَغْرِبِ"، وعن أنس - رضي الله عنه - قَالَ: " كُنَّا نصلِّي عَلَى عهدِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ قَبْلَ المَغْرِبِ، فَقِيلَ: أكَانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صَلاَّهما؟ قَالَ: كَانَ يَرَانَا نُصَلِّيهِمَا فَلَمْ يَأمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا". وعنه، قَالَ: كُنَّا بِالمَدِينَةِ فَإذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ لِصَلاَةِ المَغْرِبِ، ابْتَدَرُوا السَّوَارِيَ، فَرَكَعُوا رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى إنَّ الرَّجُلَ الغَريبَ لَيَدْخُلُ المَسْجِدَ فَيَحْسَبُ أنَّ الصَّلاَةَ قَدْ صُلِّيَتْ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ يُصَلِّيهِمَا".
سنة العشاء بعدها وقبلها: وردت أحاديث كثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تبين لنا فضل سنة العصر ومنها: حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وحديث عبد الله بن مُغَفَّلٍ -رضي الله عنها-: ((بَيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلاةٌ))". قال الإمام النووي - رحمه الله -: " باب استحباب جعل النوافل في البيت سواء الراتبة وغيرها والأمر بالتحول للنافلة من موضع الفريضة أَو الفصل بينهما بكلام"، عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: " أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإنَّ أفْضَلَ الصَّلاَةِ صَلاَةُ المَرْءِ في بَيْتِهِ إِلاَّ المَكْتُوبَةَ)) قال الإمام المناوي - رحمه الله -: " ((صلوا أيها الناس في بيوتكم)) أي النفل الذي لا تشرع جماعته (( فإن أفضل صلاة المرء)) أي الرجل يعني جنسه ((في بيته إلا)) الصلوات الخمس (( المكتوبة)) أي أو ما شرع فيه جماعة كعيد وتراويح ففعلها بالمسجد أفضل.
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((اجْعَلُوا مِنْ صَلاَتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُوراً))، قال الإمام النووي - رحمه الله -: قوله - صلى الله عليه وسلم -: (( اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً)) معناه: صلوا فيها ولا تجعلوها كالقبور مهجورة من الصلاة والمراد به صلاة النافلة أي صلوا النوافل في بيوتكم؟ وقال القاضي عياض - رحمه الله -: " قيل: هذا في الفريضة ومعناه اجعلوا بعض فرائضكم في بيوتكم ليقتدي بكم من لا يخرج إلى المسجد من نسوة وعبيد ومريض ونحوهم". قال: وقال الجمهور: بل هو في النافلة لإخفائها، وللحديث الآخر أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة. ثم قال الإمام النووي - رحمه الله -: الصواب أن المراد النافلة وجميع أحاديث الباب تقتضيه، ولا يجوز حمله على الفريضة، وإنما حث على النافلة في البيت لكونه أخفى، وأبعد من الرياء وأصون من المحبطات وليتبرك البيت بذلك وتنزل فيه الرحمة والملائكة وينفر منه الشيطان كما جاء في الحديث الآخر وهو معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - في الرواية الأخرى فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً". وعن جابر - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إِذَا قَضَى أحَدُكُمْ صَلاَتَهُ في مَسْجِدِهِ فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيباً مِنْ صَلاَتِهِ؛ فَإنَّ اللهَ جَاعِلٌ في بَيْتِهِ مِنْ صَلاَتِهِ خَيْراً))، وعن عمر بن عطاءٍ: أنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أرْسَلَهُ إِلَى السَّائِبِ ابن أُخْتِ نَمِرٍ يَسأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ رَآهُ مِنْهُ مُعَاوِيَةُ في الصَّلاَةِ، فَقَالَ: نَعَمْ، صَلَّيْتُ مَعَهُ الجُمُعَةَ في المَقْصُورَةِ، فَلَمَّا سَلَّمَ الإمَامُ، قُمْتُ في مَقَامِي، فَصَلَّيْتُ، فَلَمَّا دَخَلَ أَرْسَلَ إلَيَّ، فَقَالَ: لاَ تَعُدْ لِمَا فَعَلْتَ. إِذَا صَلَّيْتَ الجُمُعَةَ فَلاَ تَصِلْهَا بِصَلاةٍ حَتَّى تَتَكَلَّمَ أَوْ تَخْرُجَ؛ فَإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أمَرَنَا بِذلِكَ، أن لاَ نُوصِلَ صَلاَةً بِصَلاَةٍ حَتَّى نَتَكَلَّمَ أَوْ نَخْرُجَ".
كانت هذه بعض الأحاديث الواردة في فضائل السنن الراتبة قبل الصلاة وبعدها جمعتها في مقال واحد كي يسهل على كل مسلم قراءتها والعمل بها، وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ورزقنا وإياكم الإخلاص والقبول والصدق في القول والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2013, 07:22 AM   #3120
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ
كيف يهلك الله الشعوب ويبيد الأمم، وكيف يديل من الدول دولًا وينزع السيادة من قوم، ويستخلف من بعدهم قومًا آخرين؟ يقول المسلمون: إنَّ الدين هو الذي كان سبب سيادتهم وسعادتهم، وإن الإعراض عنه هو الذي أوقعهم في الشقاء وأنزل عليهم البلاء.ويحتجون بآيات من الكتاب العزيز، كقوله - تعالى -: (أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) [الأنبياء: 105]. وقوله - تعالى -: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم: 47] حقًّا قالوا، ولكنَّ أكثرهم يلهج بالقول عن غير فهم ولا بصيرة، متوهمين أنَّ في الدين سرًّا روحانيًّا غير معقول، يمدُّ الآخذين به بالنصر والقوة، ويعطيهم الغلب بالخوارق والكرامات!
ويقول الناظرون في سير الإنسان في زمانهم الحاضر والواقفون على تاريخه في الزمن الغابر: إنَّ ضعف الأمم وانحلالها، وهلاك الشعوب وانقراضها، وعزة الدول وامتناعها، وسيادتها وارتفاعها، كلُّ ذلك جارٍ على نواميس طبيعية، وسنن إلهية، لا تغيَّر ولا تحوَّر ولا تبدَّل ولا تحوَّل، وقد هدى الله بفضله النوع الإنساني النجدين، وبيَّن له الطريقين، فمن سار على طريق الترقي والسيادة، مراعيًا سنن الله - تعالى -فيهما وصل إليهما، سواء كان مؤمنًا أم كافرًا، فالدين لا أثر له في عزة الأمم ولا في ضعفها واستكانتها، والشاهد على ذلك أنَّ جميع الدول الإسلامية اليوم ضعيفة، ودولة اليابان الوثنية في أعلى درجات القوة والعزة، بل إنَّ الأمم المتمدنة تعتقد أنَّ الدين حجاب كثيف يحول دون الارتقاء - لولا أن مزقَّته لما لاح لها نور العلم بطرق السعادة- وقيد ثقيل، لولا أن فكُّوه لما أمكنهم الإيجاف والإبضاع والتزلل والارتفاع، ولظلوا يرسفون رسفان (مشي المقيد) من لا تزال القيود في أرجلهم، والأغلال في أعناقهم، ومن رأي هؤلاء: أنَّ العقبة الكبري في طريق تقدم الدول الإسلامية هو الدين نفسه، وأنهم إذا مرقوا منه رُجي لهم اتباع خطوات أوروبا وتقدموا كما تقدمت! من كان مبغضًا للمسلمين من هؤلاء يسجل عليهم الضعف والانحطاط، بل يعدهم بالحِمام والموت الزؤام.
ومن يحب المدافعة عنهم لأمر ما يقول: إن فيهم قابلية للنهوض والترقي والأخذ بأساليب المدنية الجديدة التي ساد فيها غيرهم،.... هذا ملخص ما يقوله فينا المتمدنون، ويكتبه في سياستنا الكاتبون، وقد اشتبه على الدهماء منا حقه بباطله، ورأى فيه المنحرفون شبهة على بطلان الدين، وهبوطه بالآخذين به إلى أسفل سافلين؛ لأنَّ من المشهود الذي لا يمكن إنكاره أنَّ المسلمين أمسوا أفقر الأمم وأكسلها وأجهلها، ودولهم باتت أضعف الدول وأظلمها. ولا فرق بينهم وبين جيرانهم يضاف إليه هذا التقهقر والانحطاط إلا في الدين، فلا جرم أنَّ الناظر في طبائع الملل يضيف ذلك إليه ويقرنه به.
وإننا نكشف الغطاء عن تحقيق الحق في المسألة؛ لينجلي الصبح لذي عينين فنقول: قول المسلمين: إنَّ الدين هو الذي كان سبب سيادتهم وسعادتهم، وإنَّ خسران تلك السيادة والسعادة إنما جاء من الانحراف عن هديه- صحيح،
وقول القائلين: إن الله - تعالى -قد جعل لارتقاء الأمم سننًا حكيمة من سار عليها فاز، ومن تنكبها خسر مهما كان دينه- صحيح أيضًا... وقد غالى كلُّ فريق في رأيه، فزعم المسلمون أنَّ الانتساب للدين فيه أسرار غير معقولة، تُعطي أصحابه قوى غيبية تكون بها غلبتهم على من سواهم، وزعم الآخرون أنَّ الدين لا أثر له في الإسعاد، بل هو موقع لأربابه في الشقاء، فأفرط الغالون، وفرَّط المارقون، اغترارًا بأُولى المسلمين، وآخرة الأوروبيين، ولم تخرج سيادة المسلمين في أول نشأتهم عن نواميس الكون، إلَّا ما أمدَّ الله به نبيَّه -صلى الله تعالى عليه وسلم- عند ضعف المسلمين ووهنهم بالمعونة الربانية، زيادة عن المحافظة على السنن العامة، وتلك سنته - تعالى- مع أنبيائه. ألم ترَ كيف كان الظفر كاملًا والتأييد شاملًا في غزوة بدر ووقعه الأحزاب ونحوهما، مع قلة المسلمين وضعفهم، ويوم حنين إذ أعجبتهم كثرتهم، فلم تُغنِ عنهم شيئًا وولوا مدبرين؟ وكيف انكسروا في واقعة أُحُد؛ لإخلالهم بالسنَّة الإلهية، وهي طاعة الرئيس بالحقِّ.
وأمَّا أوروبا فإنَّ الدين لم يكن صادًّا لها عن التقدم، إلا بما زاد عليه الرؤساء من المنع عن النظر في نواميس الكون، وسائر الفنون العقلية، وسلب الاستقلال في الإرادة والرأي، والحرية في القول والعمل، بحجة الدين، فلما اهتدى القوم إلى هذا بما اقتبسوه من الإسلام في حروبهم الصليبية، أقاموا في ضوئه أساس مدنيتهم، ولما أحسوا بلذة المدنية، طفقوا ينسلون من الدين الذي كان مانعًا لهم منها، ولكن نبذ الدين رماهم بشرور ستضطرهم إلى الرجوع إلى الدين يومًا ما؛ لأن كمال البشر لا يتمُّ إلا به...
والاعتدال في مسألتنا الذي نريد أن نبينه هو: أنَّ الدين الإسلامي- دين الفطرة- لما كان مرشدًا إلى سعادة الدنيا والآخرة معًا بيَّن للناس أنَّ لله في خلقه سننًا حكيمة، لا تبدَّل ولا تحوَّل، وهداهم إلى السير عليها، وشرع لهم من الأحكام ما إن تمسكوا به لن يضلوا عن طرق السعادة أبدًا، ومن السنن التي بينها القرآن بيانًا كافيًا، وكرَّر القول فيها- سنته - تعالى -في إهلاك الأمم، وسقوط الدول، قال - تعالى-: (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا). [يونس: 13]، وقال - تعالى -: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا). [الإسراء: 16]، وقال - تعالى-: (وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ). [القصص: 59] وبيَّن - تعالى- أنَّ الظلم إذا وقع في أمة يعمُّها العذاب، وإن لم يواقع الظلم جميع أفرادها، فقال: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال: 25] والآيات الناطقة بأنَّ الظلم مُؤْذن بهلاك الأمم وفساد العمران كثيرة جدًّا، وتقابلها الآيات المبينة أنَّ التقوى والصلاح، والإصلاح والعدل ونحوها من صفات الكمال واقية من حلول البلاء، وسبب لزيادة النعماء، وهي كثيرة أيضًا منها: (أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) [الأنبياء: 105] الصالح في عرف المسلمين من يقوم بحقوق الله وحقوق العباد... ومنها: (إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [الأعراف: 128]. وقد صدرنا هذه المقالة بآية كريمة وموعظة حكيمة وهي: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) (هود: 117) قوله - تعالى -: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ... ) إلخ.
معناه: ما كان من شأنه ذلك، ولم تجرِ سنته به، فكلُّ آية مُصدَّرة بذلك فهي قاعدة عامة، تنبئ عن سنة ثابتة، وفسَّر الظلم في الآية بالشرك، وهي نصٌّ على أنَّ إصلاح الناس فيما بينهم مانع من إهلاكهم، وتسليط الأعداء عليهم، وإن كانوا مشركين بالله - تعالى-، وفيها دليل على أنَّ الإيمان بالله من غير إصلاح الأعمال، وعدل العمال، لا يمنع الإهلاك، يؤيده قوله - تعالى-: (فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ). [الأنعام: 48] وقوله - عز وجل-: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ). [النور: 55] وتأمل قوله: (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم) ففيه إشارة إلى أنَّ سنته - تعالى -واحدة، وأما آية (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم: 47] فيحمل الإطلاق فيها على التقييد في الآيات الكثيرة أو يراد بالتعريف: التعظيم، والمراد: المؤمنون الكاملون الذين يقومون بحقوق الإيمان، على أنَّ الإيمان يطلق كثيرًا على التصديق والعمل الصالح معًا، والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة، ومنها ما ورد: أن ((الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)).
أرشد الدين الإسلامي إلى السنن الإلهية، وأمر بالنظر في الكون والتفكر والاعتبار، وفصَّل ما تمسُّ إليه الحاجة، وهدانا إلى أنَّ لكلِّ عمل أثرًا لا يتعدَّاه، وأنَّ الأسباب مربوطة بمسبباتها، وكلَّ سبب يفضي إلى غاية، والأمور الدنيوية لا يمنعها الله عن طلابها، إذا أتوا البيوت من أبوابها، والتمسوا الرغائب من طرقها وأسبابها، سواء كانوا مؤمنين أم كافرين، وإنما الإيمان شرط للمثوبة في العقبى، وكمال السعادة في الدنيا (كُلًا نُّمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) [الإسراء: 20].
بهذا كان الدين الإسلامي سببًا في سعادة ذويه وسيادتهم، عندما كانوا مهتدين بهديه، ومتمسكين بحبله، لا بأسرار خفية، وأمور غير معقولة.
لكن جهل المسلمين بتعاليم دينهم أفضى بهم إلى التفرق والانقسام، والميل مع الهوى، وجهلهم بحالة العصر زادهم عمهًا وحيرة في الدين والدنيا، ثم لما اتصل بعض أمرائهم وحكامهم بالأوروبيين رأوا أنفسهم مضطرين إلى مجاراتهم وموافقتهم، فقلدوهم عن غير بصيرة، فكانوا بذلك عونًا لهم على أنفسهم، فازدادوا من الأمة بغضًا على بغض الظلم والفسق، وعجز العلماء والفقهاء عن هدايتهم إلى تعاليم الدين الموافقة لروح العصر،
لعدم وقوفهم على حالة العصر،
على أنَّ الباحثين عن هذه التعاليم نفر قليل في كل قطر، ولا يكادون يتسامون إلى مراتب الأمراء والسلاطين، والمتصدرون جهلاء وعن الإصلاح بُعداء، الجماهير منهم مشغولون بالمباحث اللفظية وأساليب الكتب وخلاف الفقهاء، والمدعون الإرشاد لا همَّ لهم إلا المفاخرة بالأنساب، ومناهضة بعضهم بعضًا حسدًا وغواية، وخداع العامة بأنهم في قصورهم، وأجدادهم في قبورهم متصرفون في الأكوان! يُشقُون ويُسعدون، ويُفقرون ويُغنون، ويحلون ويعقدون، ويحيون ويميتون، ويوم القيامة يشفعون فيشفعون (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ) [المطففين: 14-15] لأنهم مضلون يقولون على الله الكذب وهم يعلمون.
فهؤلاء رؤساؤنا من الحكام والعلماء والمرشدين، هذه أحوالهم يشكو بعضهم من بعض، ولا يهتم أحد منهم إلا بتحصيل رغائبه، ونكاية مُناصبه، وقد ضاعت الأمة فيما بينهم: ضاع دينها بإهمال التعليم والإرشاد، وضاعت دنياها بترك العدل في البلاد (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر: 13- 14]. وأيُّ عذاب أشدُّ من سوء الحال، وضياع الاستقلال، وانتزاع ممالكهم من أيديهم ولا حرب ولا قتال. فإذا ادعوا أنهم على الإسلام فأين آثاره التي تدلُّ عليه؟ وإذا اعترفوا بالانحراف عنه فليرجعوا إليه، وإلا فلينتظروا من الأمر ما هو أدهى وأمر، وأنكى وأضرُّ، ولنا الرجاء بأنَّ المسلمين قد تنبَّهوا من رقادهم، وطفقوا يرجعون إلى رشادهم، وذلك بتعميم التربية والتعليم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 0 والزوار 12)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 06:37 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved