منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 06-07-2013, 07:25 PM   #3141
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

استقبال خاص لحبيب مفارق !
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله دائماً أبداً والصلاة والسلام على نبينا محمد ليلاً ونهاراً سرمداً وبعد :
فإن الناس فيما يعشقون مذاهب ،ولهم فيما يحبون مشارب ؛فمنهم من يعشق المال ومنهم من يعشق النساء ومنهم من يعشق الدنيا وما فيها .
وبعض الناس عشقهم مواسم الطاعات وأيام الأعطيات ؛تكاد أرواحهم عند استقبال تلك المواسم أن تخرج من أجسادهم فرحاً وسروراً ،وإذا رأيتهم عند فراقها أحزنك حزنهم وهالتك دموعهم وعجبت من شوقهم .
وهؤلاء هم من يستقبلون (رمضان ) استقبالاً خاصاً فهم يعلمون أنه (حبيب مفارق ) .
شعارهم عند استقباله مرحباً برمضان حبيب جاء على فاقة ).
هم يعلمون أن رمضان من أعظم مواسم الربح (لتجار الآخرة) .
هم يعلمون أنه عندما (يربط عنك عدوك بالسلاسل ) ولا تنجو منه وتبقى أسيراً له ؛فلن تنجو منه أبدا !
فكيف تنجو ؟ أم متى تنجو؟
هم يعلمون أن من (تُفتح له أبواب الجنة ) فلا يدخلها ؛(وتغلق عنه
أبواب النار ) ويصر على اقتحامها ؛فذاك مخذول .
هم يعلمون أن من يفرط في اغتنام (ليلة) خير من (ألف شهر )فذاك محروم .
هم يتعجبون ممن (دعائه مستجاب) وقت صيامه ،كيف تبقى له حاجة لا تقضى
،أين آماله ؟ أم أين آلامه ؟
حاجة لا ترفع في رمضان متى ترفع ؟
أمراض لا تشفى في رمضان متى تشفى ؟
هم يعلمون أن رمضان (شهر القرآن) ؛فلا تكاد مصاحفهم تفارق أيديهم قد غلبتهم دموعهم يسألون الله من فضله عند آية رحمة ويستعيذون من عذابه عند آية وعيد ويسبحون ربهم ليل نهار ولا (يسئمون ).
هم يعلمون أن ساعة في (صلاة التراويح ) مع الإمام تعدل قيام الليل كله فكيف يتكاسلون عنها أم كيف يتثاقلون في أدائها !
هم يعلمون أن رمضان (شهر الجود ) وقد كان حبيبهم صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان ؛فإذا رأيت بذلهم وعطائهم ظن البخيل أنهم ينفقون من مال غيرهم من كثرة ما يبذلون ،وشعارهم في إنفاقهم إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ).
هم يعلمون أن علم لا يتوجه عمل وبال وأي وبال .
يا رب هذا رمضان قد أقبل وقد علمنا من عظيم فضلك فيه ما لا يخفى فلا تجعلنا فيه محرومين .
يارب لك في كل ليلة منه عتقاء يارب فاجعلنا منهم ؛فإن أجسادنا على النار لا تقوى .
يارب كم من مستقبل له لا يودعه ،وكم من مودع له لا يستقبله ؛يارب فأحسن لنا الختام واجعل عواقب أمرنا إلى خير ،واجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله وصلاة ربي وسلامه على محمد وآله وأصحابه ومن اتبع هداه واقتفى أثره إلى يوم الدين .
-------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2013, 07:46 PM   #3142
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

يونس عليه السلام
سيرته:
كان يونس بن متى نبيا كريما أرسله الله إلى قومه فراح يعظهم، وينصحهم، ويرشدهم إلى الخير، ويذكرهم بيوم القيامة، ويخوفهم من النار، ويحببهم إلى الجنة، ويأمرهم بالمعروف، ويدعوهم إلى عبادة الله وحده. وظل ذو النون -يونس عليه السلام- ينصح قومه فلم يؤمن منهم أحد.
وجاء يوم عليه فأحس باليأس من قومه.. وامتلأ قلبه بالغضب عليهم لأنهم لا يؤمنون، وخرج غاضبا وقرر هجرهم ووعدهم بحلول العذاب بهم بعد ثلاثة أيام.
ولا يذكر القرآن أين كان قوم يونس. ولكن المفهوم أنهم كانوا في بقعة قريبة من البحر. وقال أهل التفسير: بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل (نينوى) من أرض الموصل. فقاده الغضب إلى شاطىء البحر حيث ركب سفينة مشحونة. ولم يكن الأمر الإلهي قد صدر له بأن يترك قومه أو ييأس منهم. فلما خرج من قريته،
وتأكد أهل القرية من نزول العذاب بهم قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم وصرخوا وتضرعوا إلى الله عز وجل، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات والأمهات. وكانوا مائة ألف يزيدون ولا ينقصون. وقد آمنوا أجمعين. فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب الذي استحقوه بتكذيبهم.
أمر السفينة:
أما السفينة التي ركبها يونس، فقد هاج بها البحر، وارتفع من حولها الموج. وكان هذا علامة عند القوم بأن من بين الركاب راكباً مغضوباً عليه لأنه ارتكب خطيئة. وأنه لا بد أن يلقى في الماء لتنجو السفينة من الغرق. فاقترعوا على من يلقونه من السفينة .
فخرج سهم يونس -وكان معروفاً عندهم بالصلاح- فأعادوا القرعة، فخرج سهمه ثانية، فأعادواها ثالثة، ولكن سهمه خرج بشكل أكيد فألقوه في البحر -أو ألقى هو نفسه. فالتقمه الحوت لأنه تخلى عن المهمة التي أرسله الله بها, وترك قومه مغاضباً قبل أن يأذن الله له. وأحى الله للحوت أن لا يخدش ليونس لحما ولا يكسر له عظما. واختلف المفسرون في مدة بقاء يونس في بطن الحوت، فمنهم من قال أن الحوت التقمه عند الضحى، وأخرجه عند العشاء. ومنهم من قال انه لبث في بطنه ثلاثة أيام، ومنهم من قال سبعة.
يونس في بطن الحوت:
عندما أحس بالضيق في بطن الحوت، في الظلمات -ظلمة الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل- سبح الله واستغفره وذكر أنه كان من الظالمين. وقال: (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). فسمع الله دعاءه واستجاب له. فلفظه الحوت. (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون). وقد خرج من بطن الحوت سقيماً عارياً على الشاطىء.
وأنبت الله عليه شجرة القرع. قال بعض العلماء في إنبات القرع عليه حِكَم جمة. منها أن ورقه في غاية النعومة وكثير وظليل ولا يقربه ذباب، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره نياً ومطبوخاً، وبقشره وببزره أيضاً. وكان هذا من تدبير الله ولطفه. وفيه نفع كثير وتقوية للدماغ وغير ذلك. فلما استكمل عافيته رده الله إلى قومه الذين تركهم مغاضباً.
‏فضل يونس عليه السلام:
لقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل يونس عليه السلام، منها قول النبي‏ ‏صلى الله عليه وسلم: "‏لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من ‏‏ يونس بن متى" وقوله عليه الصلاة والسلام: "من قال أنا خير من ‏‏ يونس بن متى ‏ ‏فقد كذب".
ذنب يونس عليه السلام:
نريد الآن أن ننظر فيما يسميه العلماء ذنب يونس. هل ارتكب يونس ذنبا بالمعنى الحقيقي للذنب؟ وهل يذنب الأنبياء. الجواب أن الأنبياء معصومون..
غير أن هذه العصمة لا تعني أنهم لا يرتكبون أشياء هي عند الله أمور تستوجب العتاب. المسألة نسبية إذن.
يقول العارفون بالله: إن حسنات الأبرار سيئات المقربين.. وهذا صحيح. فلننظر إلى فرار يونس من قريته الجاحدة المعاندة. لو صدر هذا التصرف من أي إنسان صالح غير يونس.. لكان ذلك منه حسنة يثاب عليها. فهو قد فر بدينه من قوم مجرمين.
ولكن يونس نبي أرسله الله إليهم.. والمفروض أن يبلغ عن الله ولا يعبأ بنهاية التبليغ أو ينتظر نتائج الدعوة.. ليس عليه إلا البلاغ.
خروجه من القرية إذن.. في ميزان الأنبياء.. أمر يستوجب تعليم الله تعالى له وعقابه.
إن الله يلقن يونس درسا في الدعوة إليه، ليدعو النبي إلى الله فقط. هذه حدود مهمته وليس عليه أن يتجاوزها ببصره أو قلبه ثم يحزن لأن قومه لا يؤمنون.
ولقد خرج يونس بغير إذن فانظر ماذا وقع لقومه. لقد آمنوا به بعد خروجه.. ولو أنه مكث فيهم لأدرك ذلك وعرفه واطمأن قلبه وذهب غضبه.. غير أنه كان متسرعا..
وليس تسرعه هذا سوى فيض في رغبته أن يؤمن الناس، وإنما اندفع إلى الخروج كراهية لهم لعدم إيمانهم.. فعاقبه الله وعلمه أن على النبي أن يدعو لله فحسب. والله يهدي من يشاء.
-------------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2013, 08:03 PM   #3143
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

شعيب عليه السلام
سيرته:
دعوة شعيب عليه السلام:
لقد برز في قصة شعيب أن الدين ليس قضية توحيد وألوهية فقط، بل إنه كذلك أسلوب لحياة الناس.. أرسل الله تعالى شعيبا إلى أهل مدين. فقال شعيب (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُه) نفس الدعوة التي يدعوها كل نبي.. لا تختلف من نبي إلى آخر.. لا تتبدل ولا تتردد. هي أساس العقيدة.. وبغير هذه الأساس يستحيل أن ينهض بناء.
بعد تبيين هذا الأساس.. بدأ شعيب في توضيح الأمور الاخرى التي جاءت بها دعوته (وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ) بعد قضية التوحيد مباشرة.. ينتقل النبي إلى قضية المعاملات اليومية.. قضية الأمانة والعدالة.. كان أهل مدين ينقصون المكيال والميزان، ولا يعطون الناس حقهم.. وهي رذيلة تمس نظافة القلب واليد.. كما تمس كمال المروءة والشرف، وكان أهل مدين يعتبرون بخس الناس أشياءهم.. نوعا من أنواع المهارة في البيع والشراء.. ودهاء في الأخذ والعطاء.. ثم جاء نبيهم وأفهمهم أن هذه دناءة وسرقة.. أفهمهم أنه يخاف عليهم بسببها من عذاب يوم محيط.. انظر إلى تدخل الإسلام الذي بعث به شعيب في حياة الناس،
إلى الحد الذي يرقب فيه عملية البيع والشراء. قال: (وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) لم يزل شعيب ماضيا في دعوته..
ها هو ذا يكرر نصحه لهم بصورة إيجابية بعد صورة النهي السلبية..إنه يوصيهم أن يوفوا المكيال والميزان بالقسط.. بالعدل والحق.. وهو يحذرهم أن يبخسوا الناس أشيائهم.
لنتدبر معا في التعبير القرآني القائل: (وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ) كلمة الشيء تطلق على الأشياء المادية والمعنوية.. أي أنها ليست مقصورة على البيع والشراء فقط، بل تدخل فيها الأعمال، أو التصرفات الشخصية. ويعني النص تحريم الظلم، سواء كان ظلما في وزن الفاكهة أو الخضراوات، أو ظلما في تقييم مجهود الناس وأعمالهم..
ذلك أن ظلم الناس يشيع في جو الحياة مشاعر من الألم واليأس واللامبالاة، وتكون النتيجة أن ينهزم الناس من الداخل، وتنهار علاقات العمل، وتلحقها القيم.. ويشيع الاضطراب في الحياة.. ولذلك يستكمل النص تحذيره من الإفساد في الأرض: (وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) العثو هو تعمد الإفساد والقصد إليه فلا تفسدوا في الأرض متعمدين قاصدين (بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ).. ما عند الله خير لكم.. (إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
بعدها يخلي بينهم وبين الله الذي دعاهم إليه.. ينحي نفسه ويفهمهم أنه لا يملك لهم شيئا.. ليس موكلا عليهم ولا حفيظا عليهم ولا حارسا لهم.. إنما هو رسول يبلغهم رسالات ربه: (وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ) بهذا الأسلوب يشعر شعيب قومه بأن الأمر جد، وخطير، وثقيل.. إذ بين لهم عاقبة إفسادهم وتركهم أمام العاقبة وحدهم.
رد قوم شعيب:
كان هو الذي يتكلم.. وكان قومه يستمعون.. توقف هو عن الكلام وتحدث قومه: (قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ)
كان أهل مدين كفارا يقطعون السبيل، ويخيفون المارة، ويعبدون الأيكة.. وهي شجرة من الأيك حولها غيضة ملتفة بها.. وكانوا من أسوأ الناس معاملة، يبخسون المكيال والميزان ويطففون فيهما، ويأخذون بالزائد ويدفعون بالناقص.. انظر بعد هذا كله إلى حوارهم مع شعيب: (قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا)... ؟
بهذا التهكم الخفيف والسخرية المندهشة.. واستهوال الأمر.. لقد تجرأت صلاة شعيب وجنت وأمرته أن يأمرهم أن يتركوا ما كان يعبد آباؤهم..
ولقد كان آباؤهم يعبدون الأشجار والنباتات.. وصلاة شعيب تأمرهم أن يعبدوا الله وحده.. أي جرأة من شعيب..؟ أو فلنقل أي جرأة من صلاة شعيب..؟ بهذا المنطق الساخر الهازئ وجه قوم شعيب خطابهم إلى نبيهم.. ثم عادوا يتساءلون بدهشة ساخرة: (أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء)
تخيل يا شعيب أن صلاتك تتدخل في إرادتنا، وطريقة تصرفنا في أموالنا.. ما هي علاقة الإيمان والصلاة بالمعاملات المادية؟
بهذا التساؤل الذي ظنه قوم شعيب قمة في الذكاء..
طرحوا أمامه قضية الإيمان، وأنكروا أن تكون لها علاقة بسلوك الناس وتعاملهم واقتصادهم. هذه المحاولة للتفريق بين الحياة الاقتصادية والإسلام، وقد بعث به كل الأنبياء، وإن اختلفت أسماؤه.. هذه المحاولة قديمة من عمر قوم شعيب. لقد أنكروا أن يتدخل الدين في حياتهم اليومية،
وسلوكهم واقتصادهم وطريقة إنفاقهم لأموالهم بحرية.. إن حرية إنفاق المال أو إهلاكه أو التصرف فيه شيء لا علاقة له بالدين.. هذه حرية الإنسان الشخصية..
وهذا ماله الخاص، ما الذي أقحم الدين على هذا وذاك؟.. هذا هو فهم قوم شعيب للإسلام الذي جاء به شعيب، وهو لا يختلف كثيرا أو قليلا عن فهم عديد من الأقوام في زماننا الذي نعيش فيه. ما للإسلام وسلوك الإنسان الشخصي وحياتهم الاقتصادية وأسلوب الإنتاج وطرق التوزيع وتصرف الناس في أموالهم كما يشاءون..؟ ما للإسلام وحياتنا اليومية..؟
ثم يعودون إلى السخرية منه والاستهزاء بدعوته (إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) أي لو كنت حليما رشيدا لما قلت ما تقول.
أدرك شعيب أن قومه يسخرون منه لاستبعادهم تدخل الدين في الحياة اليومية.. ولذلك تلطف معهم تلطف صاحب الدعوة الواثق من الحق الذي معه، وتجاوز سخريتهم لا يباليها، ولا يتوقف عندها، ولا يناقشها.. تجاوز السخرية إلى الجد.. أفهمهم أنه على بينة من ربه.. إنه نبي يعلم وهو لا يريد أن يخالفهم إلى ما ينهاهم عنه،
إنه لا ينهاهم عن شيء ليحقق لنفسه نفعا منه، إنه لا ينصحهم بالأمانة ليخلوا له السوق فيستفيد من التلاعب.. إنه لا يفعل شيئا من ذلك.. إنما هو نبي..
وها هو ذا يلخص لهم كل دعوات الأنبياء هذا التلخيص المعجز: (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ) إن ما يريده هو الإصلاح.. هذه هي دعوات الأنبياء في مضمونها الحقيقي وعمقها البعيد.. إنهم مصلحون أساسا، مصلحون للعقول، والقلوب، والحياة العامة، والحياة الخاصة.
بعد أن بين شعيب عليه السلام لقومه أساس دعوته، وما يجب عليهم الالتزام به، ورأى منهم الاستكبار، حاول إيقاض مشاعرهم بتذكيرهم بمصير من قبلهم من الأمم، وكيف دمرهم الله بأمر منه. فذكرهم قومنوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط. وأراهم أن سبيل النجاة هو العودة لله تائبين مستغفرين، فالمولى غفور رحيم.
تحدي وتهديد القوم لشعيب:
لكن قوم شعيب أعرضوا عنه قائلين: (قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا) إنه ضعيف بمقياسهم. ضعيف لأن الفقراء والمساكيهم فقط اتبعوه، أما علية القوم فاستكبروا وأصروا على طغيانهم. إنه مقياس بشري خاطئ، فالقوة بيد الله، والله مع أنبياءه. ويستمر الكفرة في تهديهم قائلين: (وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) لولا أهلك وقومك ومن يتبعك لحفرنا لك حفرة وقتلناك ضربا بالحجارة.
نرى أنه عندما أقام شعيب -عليه السلام- الحجة على قومه، غيروا أسلوبهم، فتحولوا من السخرية إلى التهديد. وأظهروا حقيقة كرههم له. لكن شعيب تلطف معهم.. تجاوز عن إساءتهم إليه وسألهم سؤالا كان هدفه إيقاظ عقولهم: (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ) يا لسذاجة هؤلاء. إنهم يسيئون تقدير حقيقة القوى التي تتحكم في الوجود..
إن الله هو وحده العزيز.. والمفروض أن يدركوا ذلك..
المفروض ألا يقيم الإنسان وزنا في الوجود لغير الله.. ولا يخشى في الوجود غير الله.. ولا يعمل حسابا في الوجود لقوة غير الله .. إن الله هو القاهر فوق عباده.
ويبدو أن قوم شعيب ضاقوا ذرعا بشعيب. فاجتمع رؤساء قومه. ودخلوا مرحلة جديدة من التهديد.. هددوه أولا بالقتل، وها هم أولاء يهددونه بالطرد من قريتهم.. خيروه بين التشريد، والعودة إلى ديانتهم وملتهم التي تعبد الأشجار والجمادات.. وأفهمهم شعيب أن مسألة عودته في ملتهم مسألة لا يمكن حتى التفكير بها فكيف بهم يسألونه تنفيذها. لقد نجاه الله من ملتهم، فكيف يعود إليها؟
أنه هو الذي يدعوهم إلى ملة التوحيد.. فكيف يدعونه إلى الشرك والكفر؟ ثم أين تكافؤ الفرص؟ أنه يدعوهم برفق ولين وحب.. وهم يهددونه بالقوة.
واستمر الصراع بين قوم شعيب ونبيهم.. حمل الدعوة ضده الرؤساء والكبراء والحكام.. وبدا واضحا أن لا أمل فيهم.. لقد أعرضوا عن الله.. أداروا ظهورهم لله. فنفض شعيب يديه منهم. لقد هجروا الله، وكذبوا نبيه، واتهموه بأنه مسحور وكاذب.. فليعمل كل واحد.. ولينتظروا جميعا أمر الله.
هلاك قوم شعيب:
وانتقل الصراع إلى تحد من لون جديد. راحوا يطالبونه بأن يسقط عليهم كسفا من السماء إن كان من الصادقين.. راحوا يسألونه عن عذاب الله.. أين هو..؟ وكيف هو..؟ ولماذا تأخر..؟ سخروا منه.. وانتظر شعيب أمر الله.
أوحى الله إليه أن يخرج المؤمنين ويخرج معهم من القرية.. وخرج شعيب.. وجاء أمره تعالى:

وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (94) (هود)

هي صيحة واحدة.. صوت جاءهم من غمامة أظلتهم.. ولعلهم فرحوا بما تصوروا أنها تحمله من المطر..
ثم فوجئوا أنهم أمام عذاب عظيم ليوم عظيم.. انتهى الأمر. أدركتهم صيحة جبارة جعلت كل واحد فيهم يجثم على وجهه في مكانه الذي كان فيه في داره.. صعقت الصيحة كل مخلوق حي.. لم يستطع أن يتحرك أو يجري أو يختبئ أو ينقذ نفسه.. جثم في مكانه مصروعا بصيحة.
-------------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2013, 10:13 PM   #3144
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عندما تستيقظ الغيرة!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
عندما ازدادت مسئولياته بزيادة عدد أفراد أسرته شعر بالتعب الجسدي والنفسي،فمتطلبات البيت كثيرة،وطلبات أبنائه وبناته اليومية أكثر من أن يتحملها،يريدون أغراض المدرسة أن تكون كاملة،
ويطلبون المزيد من الحاجيات للبيت أو للخروج،يتنافسون في تحصيل رغباتهم،وأكثر ما يثير انزعاجه آلات اللهو واللعب التي لا تنتهي،فأشرطة الفيديو متصلة يحضرها الواحد تلو الآخر،والألعاب الإلكترونية سرعان ما يفقدون متعتها عندما يحدثهم أقرانهم في المدرسة عن إنتاج جديد،ويكون التعب على أشده عندما يلبي طلباتهم في الخروج،فالطرق مزدحمة،وتلبية حاجة أحدهم في الذهاب لمكان معين تأخذ منه نهاراً كاملاً.
في كل صباح يستيقظ معهم،يأخذ كل منهم إلى مدرسته،خصام شديد بين الأبناء والبنات في الدور الأول،في البداية كان يرفع صوته عالياً عندما يتجرع منهم كمية الإزعاج الصباحية فيلوذون بالصمت،وفي الأيام الأخيرة جعل الأولوية متتالية بينهم،فلكل منهم نصيب منها كل ثلاثة أيام،وعندما ينتهي منهم لا يكون هناك وقتاً كافياً للعودة إلى البيت ولو لشرب كوباً من الشاي،بالكاد يصل إلى مقر عمله،يصل إلى المكتب وينظر إلى زملائه،يقارن بين نفسه وبينهم،يشعر بالتعب من بداية يومه،ويراهم يتدفقون حيوية ونشاطاً،يقبلون على أعمالهم برغبة عارمة،ويكون نصيبه التململ إلى وقت الظهيرة،وتكون استراحته دورة قاسية تحت أشعة الشمس المحرقة لإعادة أبنائه وبناته إلى البيت،ومن ثم يعود إلى عمله مرّة أخرى،ولم يكن يصل إلى بيته بعد انتهاء العمل إلا قبيل العصر من كل يوم.
بعد العصر تكون هناك معاناة من نوع آخر،أغراض منزلية لا تنقطع،وإصلاحات تخص السباكة والكهرباء،وإذا لم يعرف الخلل فالمشقة تكون أكبر لأنه لا بد له من إحضار عامل من أقرب ورشة،ومن ثم يقف معه لاستطلاع الأمر،وبعدها دوران بالسيارة بين المحلات لشراء المطلوب لإصلاح العطل،وبعد انتهاء كل شيء يعيد العامل إلى محله،ويعود إلى البيت ليسرق لنفسه من وقته الثمين لحظات راحة واسترخاء،كان يحدّث نفسه في بعض الأحيان عن هذا العناء الذي يعيشه بشكل يومي،ويسأل نفسه أيضاً عن الحل الجذري لذلك،فأعصابه لم تعد تحتمل،ونفسيته أصبحت متذبذبة ولا تطيق كل ذلك،فكّر في أصدقائه،وتذكر زملاءه في العمل،وتساءل عنهم وعن حياتهم وهل يعيشون وضعاً مشابهاً لوضعه أم لا؟؟فكر قليلاً وتذكر بأنهم جميعاً يعيشون حياة أسرية مشابهة،ولديهم الأولاد والبنات الذين هم في مثل أعمار أولاده،ولكنه لاحظ عليهم علامات الاستقرار والراحة،فلا أثر عليهم للشقاء الذي يعيشه،ولا المتاعب اليومية التي يعاني منها.
في صباح اليوم التالي كان الدورة الصباحية المعتادة بأبنائه،وبعدها توجه إلى مقر عمله،كان هذه المرّة يحدّث نفسه بسؤال زملائه عن أوضاعهم،وعن طريقتهم في تدبر احتياجات أسرهم اليومية،دخل زملاءه الواحد تلو الأخر،تردد قليلاً ولكنه في النهاية ألقى عليهم بسؤاله الذي كان يتردد بين جنبات صدره،سألهم عن أطفالهم،وعن أغراض بيوتهم،وتأمين احتياجات أسرهم،استغرب بعضهم السؤال ولكن أحد الزملاء انفجر ضاحكاً ورد رداً حاسماً:-
• السائق يا أخي هو الحل لمشكلتك.
• ماذا سائق في البيت.
• نعم،إنه يقوم بكل المهام الصعبة التي تشتكي منها.
• ألا ترى أن وجوده دون ضرورة غير مناسب؟
• ضرورة!!وأي ضرورة أكثر من ظروفك الآن،ولا تنس أنك ستتخلص من كل هذا العناء مقابل 800 ريال فقط في الشهر.
بدأت الأفكار تدور في رأسه،ووجد في فكرة استقدام السائق حلاً مناسباً،ولكنه تساءل عن إمكانية أن يأتمن رجل أجنبياً على أسرار بيته وأطفاله،شعر بأنه في حيرة من أمره،متطلبات الحياة كثيرة،وكثير من زملاءه وأصدقاء سبقوه بجلب سائقين إلى منازلهم،فهل يصبح مثلهم ويسير على منوالهم ويريح رأسه من هذا العناء؟؟أم يستمر في دوامة لا تنتهي من العمل الشاق؟؟
عدة أيام مضت وهو يفكر في هذا الموضوع،زملاءه في العمل أمطروه بعبارات مشجعة لاتخاذ القرار،أوحوا له بأنه يشعر بالهيبة الآن وأنها سرعان ما تنقضي مع إمساك السائق بزمام الأمور،قرر بينه وبين نفسه أن يخوض التجربة،وبدأ بالإجراءات المطلوبة وسط اعتراضات شديدة من زوجته،بعد مضي أيام قليلة كانت الأوراق كاملة،دفع بها إلى مكتب الاستقدام،وانتظر النتيجة بفارغ الصبر،
وبعد مرور شهر ونصف تلقى اتصالاً من مكتب الاستقدام يفيد وصول السائق وأنه يجب عليه أن يذهب لاستلامه في المطار،ذهب على عجل وأنهى إجراءات استلامه،وأحضره إلى مكانه المخصص في المنزل،حجرة مستقلة بجانب الباب الرئيسي للبيت.
في صباح اليوم التالي بدأ في توجيهاته للسائق،يريد منه أن يستلم مهامه في أقرب وقت،سقاية الزرع وتنظيف الفناء الخارجي هي الأعمال الصباحية التي تسبق ذهاب الأطفال إلى مدارسهم،كان السائق على درجة من الذكاء،وأصبح يتلقى الأوامر بصدر رحب،أيام قليلة واستلم عمله بكفاءة عالية،تفانى في عمله في محاولة كبيرة لكسب ثقة أصحاب البيت،نظر إلى السائق بتمعن شديد،شاب في مقتبل العمر من أقصى شرق الكرة الأرضية،حضر إلى هنا لتأمين لقمة العيش،نظر إليه مرّة أخرى،شعر نحوه بمشاعر لم يستطيع تفسيرها في تلك اللحظة،حدّث نفسه بأنها مسألة وقت،وبعد ذلك ستظهر الصورة جلية للعيان.

مرّت الأيام،وشعر بالفرق بين حاله سابقاً والحال التي يعيشها الآن،شعر بالراحة الجسدية،ولكن القناعة والراحة النفسية لم يجد لهما مكان في حياته،راقب الوضع عن كثب،زوجته بين الحين والآخر تطلب منه مالاً فقط فالسائق سيحضر كل شيء،أطفاله يذهبون إلى والدتهم لتأمين احتياجاتهم،
السائق يأخذ أبنائه إلى مدارسهم صباحاً قبل أن يستيقظ من نومه،بعد انتهاء عمله يجد أطفاله قد استسلموا للنوم،فالسائق قد سحب بساط الأبوة من تحت قدميه،بدأ يستشعر الخطر،وبدأ تحولاً غريباً يصيب مجرى حياته،استبعد المقارنة في هذه اللحظة بينه وبين الآخرين،فالقناعات تختلف من شخص إلى آخر،أعطى نفسه فرصة أخرى لمتابعة الوضع،وقرر أن يمنح فكره المتعب مزيداً من الوقت لاتخاذ القرار.
السائق يحضر الخبز في الصباح،يروي حديقة البيت،ينظف الفناء الخارجي،يأخذ الأولاد والبنات إلى مدارسهم،يحضر مستلزمات الطبخ في الساعة التاسعة،يعود بالجميع إلى البيت بعد الظهر،وفي العصر هذا يحتاج إلى أدوات مدرسية فيحضرها السائق،الصغير حرارته مرتفعة فتأخذه الأم برفقة السائق إلى أقرب مستشفى،هناك مناسبة للأقارب فيكون الذهاب أيضاً مع السائق،البيت بحاجة إلى عامل لإصلاح بعض أعطال الكهرباء فيذهب السائق لإحضاره والوقوف معه لحين الانتهاء،اليوم سيحضر ضيوف إلى المنزل والسائق يقوم بكل شيء خارجي،السائق،السائق،السائق،هبّ من مكانه مذعوراً وهو يردد كلمة السائق.
خرج من حجرته بسرعة،نادى عليها بصوت مرتفع،طلب منها أن تجمع أطفاله،يريد أن يراهم،هذا التغير الذي أحدثه وجود السائق تسبب في فقدانه لهم،يشعر بالحنين لطلباتهم التي انقطعت،ويشتاق لصخبهم الصباحي في سيارته،يفتقد الشعور بالأبوّة،يريد أن يعود إلى سابق عهده،الراحة التي كان ينشدها ظلّت طريقها إليه،والعناء الذي كان يشعر به كان أساس أبوته،لم يجد لذّة للراحة الجديدة،ولم يعد يطيق صبراً على بعد أطفاله،سيعود إلى سابق عهده معهم،سيأخذهم إلى المدرسة،وسيعود بهم ظهراً تحت أشعة الشمس المحرقة،أغراضهم الخاصة ستكون من اختصاصة ولا علاقة للسائق فيها،سيعود ليمثل دوره الحقيقي في البيت مرّة أخرى،ولن يعطي لغريب فرصة ليفصل بينه وبين أطفاله.
بدأ يمارس حياته كالسابق،والسائق قد أبدى دهشته لذلك،حصر دور السائق في أشياء هامشية،وعاد مجدداً لحمل كثير من الأعباء،عاد مجدداً إلى المعاناة اليومية،وعادت إليه حالة التعب والإرهاق،ابتسم عن رضا وقناعة،ووجد راحة النفس والقناعة التي تكسوها أكبر بكثير من راحة جسدية عابرة،استشعر الراحة النفسية لأول مرّة منذ أن جلب السائق،وشعر بالسعادة تملأ فؤاده مرّة أخرى،لم يكتفي بذلك بل قرر فيما بينه وبين نفسه الخلاص من السائق تماماً،وأن يعود إلى تحمل مسئولية بيته بالكامل،تذكر بأن الله سيعينه إن شاء الله،وأن بيته وزوجته وأطفاله أمانة في عنقة ولا يليق به أن يفرط في الأمانة مع رجل غريب لا يعلم عنه شيئاً.

----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2013, 10:27 PM   #3145
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عندما تتحطم السعادة!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
عندما استلمت شهادتها الجامعية في تلك السنة شعرت بأن باباً من أبواب السعادة فتح لها،كانت تحلم بالوظيفة،والراتب الكبير،ولم تنسى أن تنظم حلماً آخر في عقد أحلامها الكثيرة،زوج صالح،وبيت يضج بالأطفال،
شهور قليلة ويأتيها خبر تعيينها في قرية بعيدة عن مدينتها،استبشر أهلها خيراً،فستعمل هناك لفترة محدودة ومن ثم يتم نقلها إلى مدينتها أسوة بغيرها،استلمت وظيفتها،وأصبحت تدرّس في مجال تخصصها،فترة يسيرة وتستلم راتبها الأول،كانت فرحتها كبيرة،وشعورها بالاعتماد على نفسها أعطاها دفعة من الثقة والأمل،ومنذ البداية كانت تخطط وتفكر،فالمستقبل لا يعلمه إلا الله تعالى،والاحتياط واجب على كل حال.
مرت أشهر وهي تتردد على تلك القرية البعيدة،تخرج من بيتها قبيل الفجر مع مجموعة من زميلاتها،ولا تعود إلا بعد العصر،لم تتذمر،ولم تبدي أي شعور بالتعب أو حتى الملل،والدتها كانت تدعمها بكلام مشجع يشد من أزرها،وتذكرها دائماً ببنات خالها وعمها اللاتي سبقنها في هذه الرحلة الشاقة، ومن ثم ظفرن بنقل إلى مدارس بجانب بيوتهن،
كانت تتمنى النقل على كل حال،ولكن الوضع لم يكن سيئاً بالنسبة لها،فها هو الهدف من الوظيفة ماثل بين يديها في نهاية كل شهر،الراتب الكبير الذي تتقاضاه،ولها كامل الحرية في التصرف به،والدها ميسور الحال،ولم يكن بحاجة إليه،والدتها كانت تنصحها بعدم التبذير،وتحثها على التوفير.
بعد مرور سنتين تأتي البشرى بالنقل إلى مدرسة مجاورة،وفي نفس الوقت يطلب ودّها شاب مستقيم،وابن لأسرة معروفة بالخير والصلاح،تغمرها الفرحة بهذا الخبر،وتبدأ استعداداتها لحياة جديدة،حلم البيت والأطفال راودها كثيراً،وتشعر الآن بأنه قد أصبح قريب المنال،أيام قلائل وتنتقل إلى عش الزوجية الجميل،أحلامها تسبقها،وآمالها العريضة تداعب مخيلتها،وزوج طيب القلب يستقبلها،ويعمل جاهداً على توفير أسباب السعادة لها.
بدأت حياتها الجديدة،مدرستها قريبة ولكنها تحتاج إلى مواصلات،فالسير على الأقدام كل تلك المسافة كان صعباً،أبدى زوجها استعداده للقيام بمهمة توصيلها بشكل يومي،وتجاوز من خلال ذلك عن فارق التوقيت بين عملها وعمله،وضحى من أجل ذلك بساعة ونصف من راحته كل صباح،وفي الظهر كان له ترتيب آخر من أجل إعادتها للبيت،
لقد شعر بالسعادة لظروفه المناسبة ليوفر لها الراحة المطلوبة،أما هي فقد كانت ترى تصرفه حيالها شيء عادي،فهو زوجها ومسئول عنها،لم يشعر بنظرتها،ولم يفكر برأيها تجاه ما يقوم به حيالها.
مرت الأيام سريعة،تفكرت في حالها فوجدت أنها قد أمضت بضعة أشهر في بيت زوجها،تعمل في المدرسة صباحاً،وتكمل بقية يومها في شئونها المنزلية،وفي آخر كل شهر تودع راتبها في حسابها المصرفي ولا تبقي إلا القليل لبعض مستلزماتها الخاصة،
أما زوجها فيحضر الراتب ويبدأ في تقسيمه بين الديون والأقساط والإيجار،ومصاريف البيت،بدأت نظرتها لهذه الحركة تتغير،فقد كانت تعتقد بأنها عفوية،أما الآن فأصبحت تراها طريقة غير مباشرة لطلب مساعدتها،ومساهمتها بجزء من راتبها،كان موقفها من هذا الشيء واضحاً وصريحاً،فهذه مسئولية الرجل وحده.
مضى شهور وهي في بيتها،وبوادر إطلالة صغير تلوح في الأفق،ومع إتمامها للعام كانت فرحتها الجديدة بمولودة جميلة،فترة بسيطة في بيت أهلها،ومن ثم عادت إلى بيتها وزوجها،تغير الحال عن العام الماضي،فقد ازدادت طلباتها،وكانت تلح عليه في إحضار الدقائق لابنتها،وكثير من الناس يطرقون الباب و يلحون على زوجها في السداد،وفي ذلك اليوم عندما اشتد به الحال صرّح لها بضرورة مساهمتها المادية،أصمت أذنيها ولم تذعن لطلبه،وقوائم الطلبات تزداد يوماً بعد يوم.
في ذلك المساء أخذها في زيارة إلى بيت أهلها،وعندما حان وقت العودة انتظرت لعدة ساعات،اتصلت تستفهم الخبر وما من مجيب،باتت ليلتها وجلة تتوجس،وبادرها الصباح التالي بسبب غيابه،ورقة طلاقها اغتالت فرحتها،وذهبت بنضارة أحلامها،وعذره واضحاً أمام ناظري والدها وأشقائها،مصاريفها كثيرة ولا تحتمل،وليس لديها استعداد للمساهمة مطلقاً، تجرعت غصتها،واستجمعت شجاعتها، ،وهزت كتفيها علامة عدم الاكتراث،وكانت تؤمل نفسها بعوض أفضل منه،لم تدافع عن نفسها،ولم تقلل من شأنه أمام الآخرين،لزمت الصمت،واستسلمت للواقع الذي وجدت نفسها أسيرة بين جنباته.
لم يمض عام آخر إلا وقد طرق الباب من هو أفضل منه،كانت فرحتها كبيرة،فلم يطول انتظارها كثيراً،أيام وهي تعد العدة لدخول بيتها الجديد،وبعد فترة يسيرة تغادر بيت أهلها برفقته،ظروف مريحة مستقرة،وزوج يوفر لها أسباب الراحة والسعادة،وما أن أكملت العام حتى أقبلت صغيرة جميلة تكمل سعادتها،بدأت تشعر بتغيره نحوها،وجهه لم يعد كالسابق،كانت تتمنى أن يصرح ويبوح بمكنون فؤاده،ولكنه آثر الصمت،وفي ذلك اليوم وجدت نفسها مضطرة للاستفسار،فهي تريد أن تكون على بيّنة من الأمر،وتعرف أسباب التغير،فرح بمبادرتها،وتوقع أن تساؤلاتها ستكون مفتاحاً لحل المشكلة،ولكن توقعاته خابت،وآماله ذهبت أدراج الرياح.
مشكلتها مع زوجها الأول تعود بشكل آخر مع زوجها الحالي،استئثارها بكل قرش من راتبها قد تسبب في فجوة كبيرة بينهما،فآخر الشهر يكون مرهقاً من تسديد الديون والفواتير ومستلزمات الحياة الصعبة،أما هي فملابسها وأدوات زينتها وهدايا لمجاملات اجتماعية هي كل ما تقوم به،أما باقي راتبها فيكون في أمان عندما تودعه في حسابها المصرفي،ولم يتغير رأيها،فالرجل في نظرها مسئول عن تأمين الحياة الكريمة مهماً كانت الأسباب،وما هي إلا أيام ويأخذ الحديث أسلوباً جاداً،إما الوظيفة مع المساهمة ولو بالشيء اليسير،وإما البقاء في البيت،فيأتي جوابها قوياً بأنها ستبقى في وظيفتها وستحتفظ بكل راتبها.
الطلاق الثاني يلوح في الأفق،ونظرتها لم تتغير ألبتة،وموقفها من المساهمة المادية كان حازماً،نظرات طفلتيها الصغيرتين لم تحرك فيها ساكناً،والدتها تشعر بالقلق،وتتمنى حياة هادئة ساكنة لابنتها،بدأت في محاولات لإقناعها بتغيير موقفها،فالبيت والزوج أهم من أموال العالم،ورصيدها المالي لن يصنع لها السعادة ولا الاستقرار اللذان تنشدهما في هذه الحياة،ولكنها لم تقتنع،ولا تعتقد بجدوى مساهمة المرأة،وتنظر لهذا التعاون على أنه استغلال لضعف المرأة،وتعد صريح على حقوقها المادية.
تحققت توقعات والدتها،وها هو يحضر ورقة طلاقها،وفي هذه اللحظات فقط شعرت بالخوف والألم،فلم تكمل السابعة والعشرين بعد،
وقد اجتمع عليها طلاقين وطفلتين بريئتين من أبوين مختلفين،بدأت تستشعر الحزن الحقيقي لظروفها،وأحاسيس الألم النفسي تحاصرها،ولكنها استجمعت شجاعة مفتعلة،وهزت كتفيها مرة أخرى متصنعة عدم الاكتراث أمام أقاربها وزميلاتها،أيام قلائل ويعود إليها سكونها النفسي،وتعود آمالها عريضة كما كانت،وتعطي لمخيلتها العنان،
وتحلم بزوج أفضل من سابقيه،تنظر لنفسها،وتشعر بأنها لم تتغير،ولم يسوء حالها للظروف التي مرت بها،اهتمامها بنفسها كان زائداً عن الحد المطلوب،وحرصها على أناقتها كان من أساسيات يومها.
في ذلك اليوم الجميل،أحد أيام إجازة نهاية الأسبوع،تستيقظ من نومها مبكرة على غير عادتها،ويتهادى إلى سمعها أحاديث خافتة،ويتسلل إلى أذنيها كلمات غير واضحة،خرجت تستطلع الأمر،والدها يزف إليها البشرى،ووالدتها ترتعد فرائصها من خوض تجربة جديدة،كانت أكثر جرأة من والدتها،وأكثر قوة لتحمل مسئولية جديدة،بدأت والدتها تذكرها بسبب إخفاقها في المرتين السابقتين،وتحذرها من إصرارها على موقفها السابق،هزّت كتفيها علامة عدم الاكتراث،ونظراتها توحي بجرعات من العناد المدمر.
يتم كل شيء بسرعة،وتسير الأمور كلها على ما يرام،هي مطلقة وأم لطفلتين،وهو مطلق ولديه أطفال،طفلتيها مع والدتها،أما هو فأطفاله بعهدة والدتهم،نقل فجائي لعمله إلى إحدى المدن الرئيسة،تلحق به وهي سعيدة لنقلها لهذه المدينة الكبيرة،وتمر أيامها سعيدة هانئة،
وكل يوم تكتشف في شخصيته جوانب حسنة،وخصال حميدة،فهو مثال للتضحية والعطاء،أما بالنسبة له فقد بدأت ملامح شخصيتها تظهر جلية أمام ناظرية،شعر بأنانيتها المفرطة،وعدم استشعارها لمتاعب الآخرين،وبدأت فرحته بها تخبو شيئاً فشيئاً،وبدأت نفسه تبتعد عنها تلقائياً.
الانتقال إلى سكن جديد بجانب عمله كان قاصمة الظهر لهذا الزواج،طلبت البيت الجديد،والأثاث الجميل،وهاهو يلبي طلباتها،كانت تطلب المزيد،وفي نهاية كل شهر كان يسحب آخر قرش من حسابه،أما هي فكانت كعادتها تودع المزيد من الأموال،كان يلاحق بنظراته كل قطعة أثاث في بيته الجديد،اختيارها للغالي والنفيس دون مساهمتها المادية كانت محركاً لعقله المثخن تجاهها،استشعر فيها نزعة الأنانية هذه المرة بقوة،ودون أن يشعر كان في أعماق نفسه قد اتخذ قراراً بشأنها،لم يرغب في مفاتحتها أو التفاهم معها،فقد كان يرى وجوب إدراكها لهذا الأمر،ومعرفتها بالمطلوب دون شرح منه ولا من الآخرين.
أول زيارة لأهلها بعد الانتقال،كانت فرحة برؤية صغيراتها،وسعيدة لملاقاة والديها وبقية أفراد أسرتها،ثلاثة أيام فقط وتتحول سعادتها إلى حزن،ويصيبها طلاقها الثالث بخيبة أمل كبيرة،هنا بدأت تفكر،واستشعر عقلها الخطأ الفادح الذي وقعت فيه،فلم تهز كتفيها هذه المرة،ولم تحاول أن تمثل عدم الاكتراث،بدأت في أعماقها تعتصر الآهات،وتكتوي بنار الحسرات،ولا زالت مذهولة بواقعها الجديد،ثلاثة أزواج لا يعيبهم أي شيء وتفرط بهم بهذه السهولة،أموالها التي حرصت عليها،وكدستها أكواماً هنا وهناك هل ستجلب لها السعادة؟؟بيتها الذي قوضت دعائمه بأنانيتها هل سيكون بالإمكان إعادة بنائه؟؟ هل سيصلح الحال؟؟وهل سيكون هناك من يمنحها فرصة أخرى لتخوض تجربة جديدة دون أنانية أو عناد؟؟


------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2013, 11:05 PM   #3146
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حدود الله تعالى وحرماته
أهمية الحديث
مفردات الحديث
المعنى العام :
( 1- وجوب المحافظة على الفرائض و الواجبات
2- الوقوف عند حدود الله تعالى
3- المنع من قربان المحرمات و ارتكابها
4 - رحمة الله تعالى بعباده 5
- النهي عن كثرة البحث و السؤال )
ما يستفاد من الحديث
عن أبي ثَعْلَبَةَ الخُشَنيِّ جُرْثُومِ بن ناشِرٍ رضي اللهُ عنه :
عن رسول اللهِ صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله تعالى فَرَضَ فَرَائِضَ فَلا تُضَيِّعُوها ،
وحَدَّ حُدُوداً فَلا تَعْتَدُوها ، و حَرَّمَ أشْياءَ فَلا تَنْتَهِكُوها،
و سَكَتَ عَن أشيْاءَ - رَحْمَةً لَكُمْ غَيْرَ نِسْيانٍ - فلا تَبْحَثُوا عنها )
[ حديث حسن رواه الدَّارَقُطْنِيّ وغيرُه .
حَسَّنَه النووي رحمه الله تعالى ، و وافقه عليه الحافظ العراقي ،
و الحافظ ابن حجر، و صححه ابن الصلاح ]
أهمية الحديث
هذا الحديث من جوامع الكلم التي اختص الله تعالى بها
نبينا صلى الله عليه وسلم ، فهو وجيز بليغ ،
ذلك لأن النبي صلى الله عليه و سلم قسَّم أحكام الله إلى أربعة أقسام :
فرائض ، و محارم ، و حدود ، و مسكوت عنه . فمن عمل به
فقد حاز الثواب وأمن العقاب، لأن من أدى الفرائض، واجتنب المحارم ،
ووقف عند الحدود ، وترك البحث عما غاب عنه، فقد استوفى أقسام الفضل ،
و أوفى حقوق الدين، لأن الشرائع لا تخرج عن
هذه الأنواع المذكورة في هذا الحديث .
مفردات الحديث :
" فرض الفرائض" : أوجبها .
" فلا تضيعوها " : فلا تتركوها أو تتهاونوا فيها حتى يخرج وقتها .
" حد حدودا " : الحدود جمع حد، وهو لغة: الحاجز بين الشيئين ،
وشرعاً : عقوبة مُقَدَّرة من الشارع تَزْجُرُ عن المعصية .
" فلا تعتدوها " : لا تزيدوا فيها عما أمر به الشرع،
أو لا تتجاوزوها وقفوا عندها .
" فلا تنتهكوها " : لاتقعوا فيها ولا تقربوها .
و " سكت عن أشياء " : أي لم يحكم فيها بوجوب أو حرمة،
فهي شرعاً على الإباحة الأصلية .
المعنى العام :
وجوب المحافظة على الفرائض و الواجبات :
و الفرائض هي ما فرضه الله على عباده ، و ألزمهم بالقيام بها ،
كالصلاة و الزكاة و الصيام و الحج .
و تنقسم الفرائض إلى قسمين :
فرائض أعيان ، تجب على كل مكلف بعينه ،
كالصلوات الخمس و الزكاة و الصوم .
و فرائض كفاية إذا قام بها بعض المسلمين سقط الإثم عن الجميع ،
وإذا لم يقم بها أحد، أثم الجميع، كصلاة الجنازة، ورد السلام ،
والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر.
الوقوف عند حدود الله تعالى :
وهي العقوبات المقَّدرة، الرادعة عن المحارم كحد الزنا، وحد السرقة،
وحد شرب الخمر ، فهذه الحدود عقوبات مقدرة من الله الخالق
سبحانه وتعالى، يجب الوقوف عندها بلا زيادة ولا نقص .
وأما الزيادة في حد الخمر من جلد أربعين إلى ثمانين فليست محظورة،
وإن اقتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر على جلد أربعين،
لأن الناس لما أكثروا من الشرب زمن عمر رضي الله عنه ما لم يكثروا قبله،
استحقوا أن يزيد في جلدهم تنكيلاً وزجراً، فكانت الزيادة اجتهاداً منه
بمعنى صحيح مُسَوِّغ لها ، وقد أجمع الصحابة على هذه الزيادة .
[ انظر الفقه : كتاب الحدود حد الزنا والسرقة وشرب الخمر ] .
المنع من قربان المحرمات وارتكابها :
وهي المحرمات المقطوع بحرمتها، المذكورة في القرآن الكريم والسنة
النبوية، وقد حماها الله تعالى ومنع من قربانها وارتكابها وانتهاكها
{ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ }
[الأنعام: 151]
ومن يدقق النظر في المحرمات، ويبحث عن علة التحريم
بعقل نَيِّر ومنصف، فإنه يجدها محدودة ومعدودة، وكلها خبائث،
وكل ما عداها فهو باق على الحل، وهو من الطيبات، قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ }
[ المائدة: 87 ]
رحمة الله تعالى بعباده :
صرح النبي عليه الصلاة وسلام أن سكوت الله عن ذكر حكم أشياء،
فلم ينص على وجوبها ولا حلها ولا تحريمها، إنما كان رحمة بعباده
ورفقاً بهم، فجعلها عفواً، إن فعلوها فلا حرج عليهم،
وإن تركوها فلا حرج عليهم أيضاً. ولم يكن هذا السكوت منه سبحانه وتعالى
عن خطأ أو نسيان ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، قال الله تعالى :
{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا }
[ مريم: 64 ]
{ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى }
[ طه: 52] .
النهي عن كثرة البحث والسؤال :
ويحتمل أن يكون النهي الوارد في الحديث عن كثرة البحث والسؤال
خاصاً بزمن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن كثرة البحث والسؤال
عما لم يذكر قد يكون سبباً لنزول التشديد فيه بإيجاب أو تحريم،
ويحتمل بقاء الحديث على عمومه، ويكون النهي فيه لما فيه من التعمق
في الدين، قال صلى الله عليه وسلم :
( ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم
واختلافهم على أنبيائهم )
وقال صلى الله عليه وسلم :
( هلك المتنطعون )
و المتنطع : الباحث عما لا يعنيه ، أو الذي يدقق نظره في الفروق البعيدة .
وقد كف الصحابة رضوان الله عليهم عن إكثار الأسئلة عليه
صلى الله عليه وسلم حتى كان يعجبهم أن يأتي الأعراب يسألونه فيجيبهم ،
فيسمعون ويَعُونَ . و من البحث عما لا يعني البحث عن أمور الغيب
التي أُمرنا بالإيمان بها ولم تتبين كيفيتها، لأنه قد يوجب الحيرة و الشك ،
وربما يصل إلى التكذيب .
و أخرج مسلم :
( لا يزال الناس يسألون حتى يقال : هذا اللهُ خَلَقَ الخلقَ ، فمن خلق الله ؟
فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل آمنت بالله )
ما يستفاد من الحديث :
الأمر بإتباع الفرائض و التزام الحدود ، واجتناب المناهي ،
وعدم الاستقصاء عما عدا ذلك رحمة بالناس .
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2013, 08:36 PM   #3147
محمد الساهر
عضو مميز
 
الصورة الرمزية محمد الساهر
 







 
محمد الساهر is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مـن القــلــب الــى القـــلب ...

كثير منا يفتقر إلى هذه الكلمة!!

بل البعض قد حُذفت من قاموسه سهواً او بقصد منه!!

ولكن لماذا ؟؟



هـل أصبحنا نعشق الحزن؟


لهذه الدرجة أصبح اللون الأسود يريحنا؟



لنجرب الإبتسامة الحقيقية يوماً .. لنجرب شد شفاهنا الى الخلف بشكل جميل !!



لنجرب الضحك لحد التعب !!


لننسى هموم الدنيا التي سلبت إبتسامتنا برضى منا !!



ففي أصعب الظروف الإبتسامة تكون الحل!!



كما هي في أجمل الأحوال!!



إنها علاج بالمجان ياأخوان وهناك كتب كثيرة تدعم هذا الكلام!!



إنك قد تغير تفكير جميع من هم حولك بإبتسامة نابعة من قلب صادق.



عِدوني بأن تجربوا هذا العلاج لأجلي فقط ولمرة واحدة ولن تخسروا شيء



كيف ؟؟



إبتسم في وجه أطفالك ..


فهم محتاجين لها بقدر ماأنت محتاج للتفكير في أمور عملك.



إبتسم في وجه زوجتك ...


التي تريد الإحساس بأنها عرفت أن تدبر وتزين عالمك الذي هو مُناها.



إبتسم في وجه كل من حولك ..


لتكون مثالاً للحياة السعيدة.



ولكن بشرط!!



من القلب إلى القلب.



* انا لم أزل حتى إضافة هذا المقال مبتسماً فهي علاجي وبالمجان


تقبلوا تحيـــتي وإحــترامي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



MOHAMMED ALSAHER





أتمنى متابعتي ومشاركتي عبر تويتر والفيس بوك

@m5mmm
أخر مواضيعي
محمد الساهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2013, 09:51 PM   #3148
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

رفع الهـمـم إلى القمـم
أنا إن عشت لست أعدم خبزا
وإذا مت لست أعدم قبرا
همتّي همة الملوك ونفسي
نفس حر ترى المذلة طفرا
السلام على أهل الهمة
فهم صفوة الأمم … وأهل المجد والكرم ..
طالت بهم أرواحهم إلى مراقي الصعود … مطالع السعود …
ومراتب الخلود ومن أراد المعالي هان عليه كل هم ..
لأنه لولا المشقة ساد الناس كلهم
ونصوص الوحي تناديك .. سارع ولا تلبث بناديك ..
وسابق ولا تمكث بواديك أمية بن خلف لما جلس مع الخلف أدركه التلف …
ولما سمع بلال بن رباح حي على الفلاح ..
أصبح من أهل الصلاح أطلب الأعلى دائما وما عليك …
فإن موسى لما اختصه الله بالكلام قال :
{ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ }
[ الأعراف : 143 ]
المجد لا يأتي هبة … لكنه يحصل بالمناهبة .
فلما حمل الهدهد الرسالة، ذكر في سورة النمل بالبسالة …
نجحت النملة بالمثابرة ، وطول المصابرة ،
تريد المجد ولا تجدّ …؟؟؟؟ تخطب المعالي وتناوم الليالي …؟؟؟
ترجوا الجنة وتفرط في السنة …؟؟؟
قام رسولنا صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه …
وربط الحجر على بطنه من الجوع ..
وهو العبد الأواه .. وأُدميت عقباه بالحجارة .. وخاض بنفسه كل غارة .
يدعى أبو بكر من الأبواب الثمانية ، لأن قلبه معلق بربه كل ثانية ..
صرف للدين أقواله،، وأصلح بالهدى أفعاله ،، وأقام بالحق أحواله ،،
وأنفق في سبيل الله أمواله .. وهاجر وترك عياله
لبس عمر المرقع ،، وتأوّه من ذكر الموت وتوجع ،،
وأخذ الحيطة لدينه وتوقع ..عدل وصدق وتهجد ،،
وسأل الله أن يستشهد ،، فرزقه الله الشهادة في المسجد ..
عليك الجد إن الأمر جد
وليس كما ظننت ولا وهمتا
وبادر فالليالي مسرعات
وأنت بمقلة الحدثان نمت
أُخرج من سرداب الأماني ،، وانفض غبار الكسل ،،
فكل من سار على الدرب وصل ..
نسيت الآيات وأخّرت الصلوات ،، وأذهبت عمرك السهرات ،،
وتريد الجنات ؟؟؟ ويلك !!
والله ما شبع النمل حتى جد في الطلب .. وما ساد الأسد حتى وثب ..
وما أصاب السهم حتى خرج من القوس .. الحمامة تبني عشها ..
والحمرة تنقل عشها ..والعنكبوت تهندس بيتها .. والضب يحفر مغارة …
والجرادة تبني عمارة ..وأنت لك مدة … ورأسك على المخدة ..
في الحديث ***
(أحرص على ما ينفعك , لأن ما ينفعك يرفعك …
( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)
بالقوة يبنى القصر المنيف
وينال المجد الشريف
همة تنطح الثريا وعزم
نبوي يزعزع الأجيال
صاحب الهمة
ما يهمه الحرّ … ولا يخيفه القرّ … ولا يزعجه الضرّ ..
ولا يقلقله المرّ لأنه تدرع بالصبر .
صاحب الهمة .. يسبق الأمة .. إلى القمة
{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ }
[ الواقعة : 10 – 11 ]
لأنهم على الصالحات دائمون في البر مجرّبون .
عمي بعض المحدثين من كثرة الرواية ،،
فما كلّ ولأمل حتى بلغ النهاية مشى أحمد بن حنبل من بغداد إلى صنعاء ،،
وأنت تَفْتُر في حفظ دعاء .
سافر أحدهم إلى مصر وغدوه شهر ورواحه شهر ،، في طلب حديث واحد ،،
ليدرك به المجد الخالد .
ولولا المحنة ، ما دعي أحمد إمام السنة ,, ووصل بالجلد إلى المجد .
--------------
يتبع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2013, 10:11 PM   #3149
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ووضع ابن تيمية في الزنزانة
فبرز بالعلم زمانه .واعلم أن الماء الراكد فاسد ،، لأنه لم يسافر ولم يجاهد .
ولما جرى الماء ،، صار مطلب الأحياء .
بقيت على سطح البحر الجيفة ،، لأنها خفيفة ,, وسافر الدرّ إلى قاع البحر ،،
فوضع من التكريم على النحر .
فكن رجلا رجله في الثرى
وهامة همته في الثريا
يا كثير الرقاد ،، أما لنومك نفاد ؟؟ سوف تدفع الثمن يا من غلبه الوسن ..
تظن الحياة جلسة ,,وكبسة,, ولبسة,, وخلسة ؟؟
بل الحياة شريعة ودمعة ،، وركعة ،، ومحاربة بدعة .
الله أمرنا بالعمل ،، لينظر عملنا وقال :
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }
[ العنكبوت : 69 ]
فالحياة عقيدة ،، وجهاد ،، وصبر ،، وجلاد ،، ونضال ،،
وكفاح ،، وبر ،، وفلاح .
لا مكان في الحياة لأكول كسول .. ولا مقعد في حافلة الدنيا للمخذول ..
ابدأ في طلب الأجر من الفجر ،، بقراءة وذكر ،، ودعاء وشكر ،،
لأنها انطلاق الطير من وكورها ،،
ولا تنسى : "بارك الله لأمتي في بكورها العالم في حركة "
كأنه شركة ،، وقلبك خربة كأنه خشبة .
والطير يغرد ،، والقمري ينشد ،، والماء يتمتم ،، والهواء يهمهم ،،
والأسود تصول ،، والبهائم تجول ،،
وأنت جثة على الفراش ؟؟ لا في أمر عبادة ، ولا معاش ؟؟
نائم هائم ،، طروب لعوب كسول أكول .
ولا تقل الصبا فيه اتساع
وفكر كم صبي قد دفنتا
تفرّ من الهجير وتتقيه
فهلا من جهنم قد فررتا
أنت تفتر والملائكة لا يفترون ،، وتسأم العمل والمقربون لا يسأمون ،،
بم تدخل الجنة ؟؟ هل طُعِنتَ في ذات الله بالألسنة ؟؟
هل أُوذيت في نصر السنة ؟؟
فانفض عنك غبار الخمول ,, يا كسول .
فبلال العزيمة ،،
أذن في أذنك فهل تسمع ؟؟ وداع الخير دعاك فلماذا لا تسرع ؟؟
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }
[ الأنفال : 24 ]
ولابد للهمم الملتهبة أن تنال مطلوبها ،،
ولابد للعزائم المتوثبة أن تدرك مرغوبها ..
سنة لا تبدل ،، وقضية لا تحوّل ..
سوف تأتيك المعالي إن أتيت
لا تقل سوف ، عسى ، أين ، وليت قل للمتخلفين اقعدوا مع الخالفين ،،
لأن المنازل العالية والأماني الغالية ،، تحتاج إلى همم موارّة ،،
وفتكات جبارة ,, لينال المجد بجدارة وقل للكسول النائم ..
والثقيل الهائم .. امسح النوم من عينيك ،، واطرد الكرى من جفنيك ,,
فلن تنال من ماء العزة قطرة ،، ولن ترى من نور العلى خطرة ،،
حتى تثب مع من وثب ،، وتفعل ما يجب ،،
وتأتي بالسبب ألا فليهنأ أرباب الهمم ،، بوصول القمم .
وليخسأ العاكغون على غفلاتهم في الحضيض ،،
فلن يشفع لهم عند ملوك الفضل نومهم العريض .
وقل لهؤلاء الراقدين :
{ إنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ }
[ التوبة : 83 ]
فهبوا إلى درجات الكمال … نساء ورجالا ودرّبوا على الفضيلة أطفالا ..
** نفروا خفافا وثقالا **
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2013, 11:50 PM   #3150
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أسماء الزوجة الراضية الزاهدة


سمية: وعدتني يا أمي أن تذكري لي سبب تسمية أسماء رضي الله عنها بـ ((ذات النطاقين)).

الأم: تقول أسماء رضي الله عنها: صنعت سفرة النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أبي حين أراد أن يهاجر؛ فلم أجد لسفرته ولا لسقائه ما أربطهما، فقلت لأبي: ما أجد إلا نطاقي، قال: شقّيه باثنين فاربطي بهما. قالت أسماء: فلذلك سميت ذات النطاقين.
سمية: وماذا عن حسن تبعُّل أسماء لزوجها الزبير وصبرها عليه رضي الله عنهما؟
الأم: أجل يا سمية، لقد كان زوجها الزبير شديداً عليها، فأتت أسماء أباها الصديق تشكو إليه ذلك، فقال لها: يا بنيّة اصبري فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تُزوَّج بعده جمع بينهما في الجنة.
سمية: هل كان الزبير فقيراً؟
الأم: نعم وتتحدّث أسماء عن ذلك فتقول: تزوجني الزبير رضي الله عنه وما له في الأرض مال، ولا مملوك ولا شيء غير فرسه، فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤونته، وأسوسه، وأدق له النوى، وأعلفه، وأسقيه الماء، وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز فكان يخبز جارات لي من الأنصار وكنّ نسوة صدق. وكنت أنقل النوى من أرض الزبير على رأسي وهي على ثلثي فرسخ.
سمية: حياة صعبة فيها كدّ وتعب أين نحن منها اليوم منعّمات مرفّهات لا ننقل ولا نخبز ولا نعجن ولا نفعل شيئاً متعباً.. ومع هذا نكثر الشكوى وقلّما نرضى.
الأم: لهذا يحسن أن تقرأ بنات اليوم عن صبر الصحابيات الجليلات وزهدهنّ ورضاهنّ حتى يرضين مثلهن ويحمدن الله تعالى على ما هنّ فيه من نعم كثيرة.
سمية: وماذا عن زهدها أيضاً يا أمي؟
الأم: قدم ابنها المنذر من العراق فأحضر لها معه ثياباً فاخرة رقيقة بعدما كُفَّ بصرها، فلما لمستها بيدها قالت: أفّ! ردوا عليه كسوته. فشقّ عليه ذلك فقال لأمه: يا أمه، إنه لا يشفّ. فقالت: إنها إن لم تشف فإنها تصف.
سمية: رضي الله عنها وأرضاها ما أزهدها.
الأم: وما أتقاها، فرغم بلوغها من العمر ما بلغت فإنها لم تقبل ما أحضره لها ابنها المنذر من ثياب رقيقة لأنها تصف شكل الجسم.
سمية: ليت بنات اليوم اللواتي أخذتهن الدنيا وأهملن الحرص على اللباس الساتر السابغ الفضفاض يقرأن هذا ليتعلمن من أسماء زهدها وتقواها.
الأم: بقي أن أختم حديثي اليوم عن أسماء رضي الله عنها بموقفها الخالد في تثبيت ابنها عبد الله حتى استشهد.
سمية: تفضّلي يا أمي.
الأم: لما مات يزيد بن معاوية بويع لعبد الله بن الزبير في جميع البلدان الإسلامية، لكنّ مروان بن الحكم عارضه، وأخذ الشام ومصر من ولاّة ابن الزبير، ومات فتولّى بعده عبد الملك بن مروان الذي أرسل إلى الحجاج فحاصر مكة قُرابة سبعة أشهر. يقول عروة أخو عبد الله رضي الله عنهما: دخلت أنا وأختي على أمنا –أسماء- قبل أن يُقتل أخي عبد الله بعشر ليال، وكانت وجعة، فقالت لولدها عبد الله: والله ما أشتهي أن أموت حتى تأتي على أحد طرفيك: إما أن تقتل فأحتسبك، وإما أن تظفر فتقرّ عيني. وإياك أن تعرض عليّك خطة فتقبلها كراهية الموت. ولما أراد أن يودّعها نادته إليها وقبلته وضمّته فأحست بدرع على صدره فقالت: ما هذا؟! ليس هذا لمن يريد الشهادة.
سمية: ماذا حدث بعد ذلك؟ لماذا توقّفت يا أمي؟
الأم:



صبر أسماء وعفّة نفسها
الأم: سأحدثك عن صبرها، فالصبر تكرّر ذكره ما يقاربُ من تسعين مرة في القرآن الكريم؛ ما يدلّ على مكانته حتى وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه ضياء.
سمية: تفضلي يا أمي فإني منصتة إلى حديثك عن صبر أسماء.
الأم: عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: كنت مرة في أرض أَقْطَعَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة والزبير في أرض بني النضير. فخرج الزبير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولنا جار من اليهود، فذبح شاة فطُبختْ، فوجدتُ ريحها فدخلني ما لم يدخلني من شيء قط، وأنا حامل بابنتي خديجة فلم أصبر، فانطلقت فدخلت على امرأة اليهودي أقتبس منها ناراً لعلها تطعمني، وما بي من حاجة إلى النار. فلما شممت الريح ورأيته ازددت شرها فأطفأته، ثم جئت ثانياً أقتبس. ثم ثالثة، ثم قعدت أبكي وأدعو الله. فجاء زوج اليهودية فقال: أدخل عليكم أحد؟ قالت: العربية تقتبس ناراً. فقال: لا آكل منها أبداً أو ترسلي إليها منها. فأرسل إليَّ بقدحة – يعني غَرْفَة – فلم يكن شيء في الأرض أعجب إليَّ من تلك الأكلة.
سمية: إني أجد خلقاً جميلاً آخر فيما روته رضي الله عنها عمّا أحست به من جوع زاد في شدته ما شمته من رائحة طبخ جارتها للحم الشاة.
الأم: يعجبني فيك هذا يا سمية. قولي ما الخلق الذي وجدته؟
سمية: إنه كرم نفسها وحفظ وجهها عن السؤال فرغم جوعها الشديد واشتهائها المضاعف للطعام وهي حامل تشم رائحة اللحم المطبوخ فإنها لم تطلب من جارتها أن تطعمها.
الأم: أحسنت يا سمية، ولقد بلغت معاناتها مبلغاً عظيماً جعلها تقعد متألمة تبكي وتدعو الله فأجاب الله دعاءها على الفور.
سمية: بأن جعل الله زوج جارتها اليهودية يعود إلى بيته سائلاً: أدخل عليكم أحد؟ ثم ليقسم بعد أن علم بدخول أسماء ألاّ يأكل من الشاة شيئاً قبل أن ترسل زوجته إليها منها، فكان أن أرسل إليها بتلك الغَرْفة التي جاءت استجابة لدعائها وقد أغناها الله عن السؤال.
الأم: مع أنّ حديث أسماء شاهد على صبرها فلعلك لاحظت يا سمية قولها ((فلم أصبر)) حين شمّتْ رائحة طبخ لحم الشاة.
سمية: أجل يا أمي.. كيف يكون هذا؟
الأم: عدم الصبر هنا يشير إلى شدّة جوعها ومن ثمّ إلى عظم صبرها؛ لأنها لم تطلب من جارتها أن تطعمها بل طلبت منها ناراً، وهذا يؤكّد صبرها إذ لم تصرّح بجوعها.
سمية: ألا يشير إلى عفّة نفسها أيضاً يا أمي؟
الأم: بلى يا ابنتي، ويؤكد هذه العفة أنها لم تقبل هدايا جاءتها بها أمها حين كانت مشركة وهذا يشير أيضاً إلى اعتزازها بإسلامها.
سمية: أرجوك يا أمي أن تحكي لي هذا مفصّلاً.
الأم: لقد قدمت عليها أمها، واسمها قُتيلة بنت عبد العزّى، وكانت مشركة بهدايا منها لحم وسمن، فأبت أسماء أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها.
سمية: ألم يأمر ربنا سبحانه بمصاحبة الوالدين المشركين ما لم يجاهدا أبناءهما على الشرك؟
الأم: بلى يا سمية، ولكن لم يكن نزل قرآن بهذا، وكانت أسماء معتزّة بإيمانها فلم تقبل هدايا أمها ولم تدخلها بيتها لكونها مشركة، فسألت أختها عائشة النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أسماء أن تقبل هديّة أمها وتدخلها بيتها.
---------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 05:23 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved