![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3311 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() هـل حــدثتــك نفسـك بالعــودة أخي الغالي ... أختي الغالية: إني لأستبطأ الأيام متى تزف إلى جميل الخبر؟ متى أرى دموع التوبة من مقلتيك تنهمر؟ متى تقوى على كسر القيود وتنتصر؟ إني بفارغ ذاك الصبر انتظر؟ فهل فكرت بالتوبة؟ لهفي على لحظة سماع عودتك إلى الله وانضمامك إلى قوافل التائبين العائدين أريد أن أفرح لفرحك! قد لا تتصور سعادتي بك تلك اللحظة. لست أنا فقط، بل الله تعالى الغني العلي الكبير سبحانه يفرح بهذه الأوبة والرجوع إليه، جعلنا الله من التائبين الصادقين. قلي بربك من مثلك إذا فرح الله بك؟ لقد جاء في الحديث ((إن الله يفرح بتوبة أحدكم))... الله أكبر، فهل تريد في هذه الليلة أن يفرح بك الله. والله إن أحدنا يريد أن يفرح عنه أبوه أو أمه، و يرضى عنه زميله فكيف برب العالمين تبارك وتعالى. نعم إن الأمر صدق هو كذلك (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) البقرة. وإذا احبك الله فما عليك ولو أبغضك من في الأرض جميعاً. من مثلك... يفرح بك الله و يحبك. الله الذي له مقاليد السماوات والأرض المتصرف الوهاب، الذي إذا أراد شيئاً إنما يقول له كن فيكون. ومن كان الله معه فما الذي ينقصه؟! إن يكن معك الله فلا تبالي ولو افتقدت الجميع فهو - سبحانه -: (نعم المولى ونعم النصير) الأنفال. معك من لا يهزم جنده، معك الذي يعز من أطاعه ويذل من عصاه، الذي لا يُقهر سلطانه، ذو الجبروت والكبرياء والعظمة، معك الكريم الواسع المنان الملك العزيز القهار -سبحانه وتعالى-. أيها الغالي والغالية: ما أتعب الناس الذين هم يلهثون وراء الشهوات والمحرمات بزعمهم أن في ذلك السعادة والفرح إلا بعدهم عن الله، وإلا لو عرفوا الله حقاً ما عرف الهم والضيق طريقاً إليهم ولأيقنوا أن السعادة لا تستجلب بمعصية الله. أيها الغالي والغالية: أين نحن عن قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ). وعن قوله: (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ...). أتجد في نفسك تردداً إلى الآن؟! كن عاقلاً فلا تشري حطام الدنيا الزائل بنعيم الآخرة الدائم حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر في أبد لا يزول في روضات الجنة يتقلب ساكنها وعلى الأسرة يجلس وعلى الفرش التي بطائنها من إستبرق يتكئ وبالحور العين يتنعم وبأنواع الثمار يتفكه ويطوف عليه من الولدان المخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون و فاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعلمون. ويطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون، في قصور الجنة ينظرون إلى الرحمن- تبارك وتعالى -ويمتعون أنظارهم. ويلتقون بصفوة البشر سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-. نعيم لا يوصف لا هم ولا كدر. لا عرق ولا أذى ولا قذر ولا حيض ولا نفاس ولا نصب ولا تعب ولا نوم لكي لا ينقطع النعيم بنوم. ولا عبادة تنشأ إلا لمن أراد أن يتلذذ بها فهي دار جزاء لا دار عمل. هل تملكك في يوم شعور صادق بالتوبة؟ ما الذي يمنعك تكذيب أم تردد أم هي قيود المعاصي التي تستعذب لظاها؟! أعلنها من الآن توبة إلى الله، فك قيود المعاصي وتسلط الشيطان والنفس عليك، ألجأ إلى الله واعتصم به وانطرح بين يديه، هاهم العائدون إلى الله تراهم سلكوا طريق النجاة فعلام التقهقر والتردد؟ ألا تعلم أن ما عند الله خير وأبقى، أتبيع الجنة بالنار؟! ألم تستوعب إلى الآن حقيقة الدنيا، وأنها دار ممر وليست دار مقر، وأنها ميدان عمل و تحصيل ثم توفى كل نفس ما عملت ‘إن خير فخير وإن شراً فشر، أتظن أنك وحدك القادر على ارتكاب الحرام أتظن أن الذين لزموا الطاعة وصبروا على شهوات الدنيا لا يقدرون على ارتكاب الملذات من الحرام؟ بلى هم يستطيعون ذلك لا يمنعهم شيء لكنهم يخافون الله ويرجون ثوابه ويصبرون قليلاً ليرتاحوا كثيراً فكن معهم تجد السعادة في الدنيا قبل الآخرة. قل للنفس يكفي ما كان واعزم على هجر الذنوب واسلك طريق العودة. فإن لم تتب اليوم فمتى ستتوب وإن لم تندم اليوم متى ستندم؟ هل تنتظر أن تتوب عند الموت؟ فالتوبة لا تقبل حينئذ. هل تنتظر أن تندم حين لا ينفع الندم؟! حين تقول ياليت ويا ليت! قال - تعالى -: (يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولَ، وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلَ، ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً)! أو هل تنتظر حتى تدخل النار فتتوسل إلى الله يوم لا يجدي التوسل يوم يتوسل أهل النار أن يخرجهم الله منها ليعودوا ليعملوا صالحاً ولكن هيهات ((ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون)) فيجيبهم المولى - سبحانه -: (قال اخسئوا فيها ولا تكلمون). عد إلى الحق واستجب له ما دمت في زمن الإمهال قبل أن تكون من الذين يتمنون الموت من فرط العذاب فلا يستجاب لهم أتدري لماذا؟ لأنهم أتاهم الحق فما استجابوا له قال الله - تعالى -: (وقالوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال إنكم ماكثون، لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون). أخي، أختي أرجو الله أن تجد كلماتي قبولاً لديك سائلاً المولى - تعالى -أن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وقبل أن أودعك أجد نفسي أقول لك: إني لأستبطأ الأيام متى تزف إلي جميل الخبر؟ متى أرى دموع التوبة من مقلتيك تنهمر، متى تقوى على كسر القيود وتنتصر؟ إني بفارغ ذاك الصبر انتظر؟ أخوك المنتظر عودتك. -------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3312 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() التحـــذيـــر مــن كبـــائر الـذنـوب الحمد لله الهادي إلى الطريق المستقيم، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وبعد.. يقول الله تعالى: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً)) وقال سبحانه: (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة). إذا علم هذا فإنه يتعين على كل مسلم أن يعرف هذه الكبائر تمام المعرفة، ويجتهد في اجتنابها والبعد عن اقترافها، لئلا تكون حائلا بينه وبين وعد الله له بالمغفرة الواسعة والمدخل الكريم، خصوصا وأن النبي حذرنا من اقترافها بقوله: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر)) [مسلم والترمذي]. وفي هذه الرسالة عدد من الكبائر التي يجدر بكل مسلم أن يوليها اهتمامه، علما بها وحذرا من اقترافها، وقد راعينا في اختيارها ما يهم السواد الأعظم من الناس، فنسأل لله تعالى أن يقينا وسائر المسلمين الذنوب والمعاصي، وأن يختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين. 1- الشرك بالله تعالى: قال تعالى: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار) [المائدة:72] وقال النبي: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله..)) [متفق عليه] وهـو نوعان: شرك أكبر وهو عبادة غير الله، أو صرف أي شيء من العبادة لغير الله، وشرك أصغر ومنه الرياء، قال تعالى في الحديث القدسي: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)) [رواه مسلم]. 2- قتل النفس: قال تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً) [النساء:93] وقال النبي: ((اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله...)) [متفق عليه]. 3- السحر: قال الله -تبارك وتعالى-: (ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) [البقرة:102] وقال: ((اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله...)) [متفق عليه]. 4- ترك الصلاة: قال تعالى: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب...) [مريم:59] قال: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)) [رواه أحمد والترمذي والنسائي]. 5- منع الزكاة: قال تعالى: (وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون) [فصلت:6]. 6- عقوق الوالدين: قال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً) [الإسراء:23- 24] وقال -عليه الصلاة والسلام-: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟.. فذكر منها عقوق الوالدين)) [متفق عليه]، وقال -عليه الصلاة والسلام-: ((رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد)) [رواه الترمذي وابن حبان]. 7- الزنا: قال تعالى: (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا) [الإسراء:32]، وقال: إذا زنى العبد خرج منه الإيمان، فكان على رأسه كالظلة، فإذا أقلع رجع إليه [رواه أبو داود والحاكم]. 8- اللواط: قال - تعالى - عن قوم لوط: (أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون) [الشعراء:165] وقال النبي: (لعن الله من عمل عمل قوم لوط) [رواه النسائي]. 9- أكل الربا: قال - تعالى -: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) [البقرة:278-279]، وقال: ((لعن الله آكل الربا وموكله)) [رواه مسلم]. 10- أكل مال اليتيم: قال الله - تعالى -: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) [النساء: 10] وقال - تعالى -: (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) [الأنعام:152]. 11- الكذب على الله - عز وجل - وعلى رسوله: قال - تعالى -: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) [الزمر:60]، وقال: ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) [رواه البخاري]. 12- الكبر والفخر والخيلاء والعجب والتيه: قال - تعالى -: (إنه لا يحب المستكبرين) [النحل:23]، وقال: ((لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال ذرة من كبر)) [رواه مسلم]. 13- شهادة الزور: قال - تعالى -: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) [الحج:30]، وقال: ((لا تزول قدما شاهد الزور يوم القيامة حتى تجب له النار)) [رواه ابن ماجة والحاكم]. وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ألا وقول الزور. فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت)) [متفق عليه]. 14- شرب الخمر: قال - تعالى -: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) [المائدة:90]، وقال: ((لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها)) [رواه أبو داود والحاكم]. وقال: ... ((ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)) [متفق عليه]. 15- القمار: قال - تعالى -: (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) [المائدة:90]. 16- قذف المحصنات: قال - تعالى -: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم) [النور:23] وقال: ((من قذف مملوكة بالزنا أقيم عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال)) [متفق عليه]. 17- السرقة: قال - تعالى -: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم) [المائدة:38]، وقال: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن)) [متفق عليه]. 18- قطع الطريق: قال - تعالى -: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) [المائدة:33]. 19- اليمين الغموس: قال: ((من حلف علي يمين صبر، يقتطع بها مال امرئ مسلم وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان)) [رواه البخاري]. 20- الظلم: ويكون بأكل أموال الناس وبالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، قال - تعالى -: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) الشعراء:227]، وقال: ((اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة...)) [رواه مسلم]. 21- قتل النفس: قال - تعالى -: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا) النساء:30]، وقال: ((لعن المؤمن كقتله، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقاتله، ومن قتل نفسه بشيء عذبه الله به يوم القيامة)) [متفق عليه]. 22- الكذب في غالب الأقوال: قال الله - تعالى -: ( ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) آل عمران:61]، وقال: ((وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)) [متفق عليه]. 23- الحكم بغير ما أنزل الله: قال - تعالى -: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) المائدة:44]. 24- تشبه النساء بالرجال وتشبه الرجال بالنساء: قال: ((لعن الله المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء)) [رواه البخاري]. 25- الديوث: قال: ((ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء)) [رواه النسائي والحاكم وأحمد]. 26- عدم التنزه من البول: وهو من فعل النصارى، قال - تعالى -: (وثيابك فطهر) وقال النبي وقد مر بقبرين: ((إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة)) [متفق عليه]. 27- الخيانة: قال - تعالى -: (وأن الله لا يهدي كيد الخائنين) يوسف:52]، وقال: ((لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له)). 28- التعلم للدنيا وكتمان العلم: قال - تعالى -: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) البقرة:159]، وقال: ((من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني ريحها)) [رواه أبو داود]. 29- المنان: قال - تعالى -: (ولا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) البقرة:264] وقال: ((ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلاً: عاق، ومنان، ومكذب بالقدر)) [رواه الطبراني وابن أبي عاصم]. 30- المتسمع على الناس ما يسرونه: قال - تعالى -: (ولا تجسسوا) وقال النبي: ((من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة، ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ)) [رواه البخاري]. 31- النميمة: قال - تعالى – ( ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم) وقال النبي لما مر بقبرين: ((إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة...)) [رواه البخاري]. 32- اللعن: قال: ((لعن المؤمن كقتله)) [متفق عليه]. 33- تصديق الكاهن والمنجم: قال: ((من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)) [رواه أحمد والحاكم]. 34- نشوز المرأة على زوجها: قال الله - تبارك وتعالى-: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيراً) النساء:34]، وقال النبي: ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح)) [رواه البخاري]. 35- أذى الجار: قال: ((لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوإئقه)) [رواه مسلم]. 36- غش الإمام للرعية: قال - تعالى -: (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم) الشورى:42]، وقال النبي: ((أيما راع غش رعيته فهو في النار)) [رواه أحمد]. 37- الأكل والشرب في آنية الذهب أو الفضة: قال: ((إن الذي يأكل أو يشرب في إناء الذهب أو الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم)) [رواه مسلم]. 38- لبس الحرير والذهب للرجال: قال: ((إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة)) [رواه مسلم]. 39- الجدل والمراء: قال: ((ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع..)) [رواه أبو داود]. 40- نقص الكيل والميزان: قال - تعالى -: (ويل للمطففين)المطففين:1]. 41- الأمن من مكر الله: قال - تعالى -: (أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) الأعراف:99]، وكان النبي أن يقول: يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك فقيل له: يا رسول الله أتخاف علينا؟ فقال رسول: ((إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء)) [رواه أحمد والترمذي والحاكم]. 42- تكفير المسلم: قال: ((من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما)) [رواه البخاري]. 43- ترك صلاة الجمعة والصلاة مع الجماعة: قال: ((لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين)) [رواه مسلم]. وقال: من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر [رواه ابن ماجة وابن حبان]. 44- المكر والخديعة: قال الله - تعالى -: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) فاطر:43]، وقال: ((المكر والخديعة في النار)) [البيهقي في شعب الإيمان]. 45- سبه أحد من الصحابة: قال: ((لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)) [رواه البخاري]. 46- النياحة على الميت: قال: ((اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في الأنساب، والنياحة على الميت)) [رواه مسلم واحمد]. 47- تغيير منار الأرض: قال - صلى الله عله وسلم -: ((ولعن الله من غير منار الأرض)) [رواه مسلم]. 48- الواصلة والنامصة والمتنمصة والمتفلجة والواشمة: قال: ((لعن الله الواشمات، والمستوشمات، والنامصات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله [متفق عليه]، وقال: لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة)) [متفق عليه]. 49- الإلحاد في الحرم: قالت الله - تعالى -: (والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) الحج:25]، وسأل رجل النبي: ما الكبائر؟ قال: هن تسع: الشرك بالله.. وذكر منها: واستحلال البيت الحرام قبلتكم)) [رواه أبو داود والنسائي]. 50- إفطار رمضان بغير محذر، وترك الحج مع الاستطاعة: قال: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا وسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت [متفق عليه]. وفي الختام نسأل الله العلي القدير أن يعصمنا من الوقوع في شيء من هذه الكبائر، وأن يبيض وجوهنا: (يوم تبيض وجوة وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون). أخي المسلم أختي المسلمة: إذا أردتم الاستزادة فيمكنكم الرجوع إلى: كتاب(الكبائر(للإمام الذهبي. كتاب(الكبائر(للإمام محمد بن عبد الوهاب. كتاب(محرمات استهان بها الناس(للشيخ محمد صالح المنجد. --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3313 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() يا دمعة طال انتظرها عدتُ متعباً في تلك الليلة..، وكاد عقلي أن ينفجر من كثرة المُدخلات "الحسابية" والمُخرجات " التجارية". وما إن فتحت باب الشقة حتى وجدتُها "ساجدة". سمعتُ نحيبها وهى تدعو ربها "يا غافر الذنب، يا قابل التوب، اغفر لزوجي وعجّل أوبته، وأعده إليك أحسن مما كان في سالف الأيام" فسقطت دمعة. كنتُ في اشتياق إليها منذ سنين جلسنا معاً. "زوجتي ودمعتي وأنا" ذكّرتني وعيني تدمع بأيامنا مع الله: " صلاتنا.. صيامنا.. قيامنا. ذكّرنا.. بكاءنا من خشيته.. تناصُحَنا فيه.. فرارنا منه إليه " فماذا حدث؟ زوج ألهته تجارته عن ربه ودعوته. وزوجة ما يئست من تذكيره بربه. ودمعة طال انتظارها.. استحلفتني بربها ألا أغضب من نصيحة ليلتنا هذه ثم قالت: - تخيل أنك الآن بين يدي ربك أتظنه سيرضى عنك وأنت بهذه الحال؟! - تخيل انك أُصبت عافاك الله بمرض ما، وقعدت عن تجارتك فأي ربح بالله عليك- ينفعك عند ربك؟! - تخيل أنك ملكت الدنيا كلها "ذهبُها وحريرها.. جاهها وسلطانها" ثم عشت ما عشت؛ فإلي أين المنتهى؟! أجابت. إلي طريق من اثنين: إما إلى الجنة، وإما إلى. ثم مدت يدها وقالت: مد يدك وتعال نسير معا إلى الجنة. فكانت ليلة توبة … ودمعة أوبة أسأل الله أن يديمهما. --------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3315 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() علاج نافع لأمراض النفس قال ابن القيم : من أنفعها أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه ، ثم يجدد له توبة نصوحاً بينه وبين الله ، فينام على تلك التوبة ، ويعزم على أن لا يعاود الذنب إذا استيقظ ، ويفعل هذا كل ليلة ، فإن مات من ليلته مات على توبة ، وإن استيقظ ، استيقظ مستقبلاً للعمل مسروراً من تأخير أجله حتى يستقبل ربه ، ويستدرك ما فاته ، وليس للعبد أنفع من هذه التوبة ، ولا سيما إذا أعقب ذلك بذكر الله واستعمال السنن التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند النوم ، حتى يغلبه النوم ، فمن أراد الله به خيراً وفقه لذلك .المرجع / الروح ص : 79 من روائع ابن القيم 1- من أراد أن ينال محبة الله فليلهج بذكره 2- من لاح له كمال الآخرة هان عليه فراق الدنيا 3- في غض البصر : نور القلب والفراسة 4- قصر الأمل : هو العلم بقرب الرحيل وسرعة انقضاء مدة الحياة . 5- قصر الأمر بناؤه على أمرين : الأول : تيقـن زوال الدنيا ومفارقتها . الثاني : تيقن لقاء الآخرة وبقائها ودوامها . 6- الحاسد عدو النعم . 7- حب الدنيا والمال وطلبه أصل كل سيئة . 8- لاشيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر . 9- أدب المرء : عنوان سعادته وفلاحه . 10- وقلة أدبه : عنوان شقاوته وبواره . نفوس حيوانيــــة فمنهم : من نفسه سبعية غضبية : همتـه العــدوان على الناس وقهــرهم . ومنهم : من نفسـه فأريـة .فاسق بطبعـه ، مفســــد لما جــــاوره . ومنهم : من طبعه طبع خنزيـــر .يمر بالطيبـــات فلا يلوي عليها ، فإذا قام الإنسان من رجيـعه قَـمّه --- وهكذا كثير من الناس ومنهم : من هو على طبيعة الطاوس .ليس له إلا التطوس والتزيــــن بالريــش وليس وراء ذلك من شيء ومنهم : من هو على طبيعة الجمل .أحقد الحيوان وأغلظـــه كبداً . المرجع / مدارج السالكين / 1 / 394 من أقوال ابن القيم : المفاتيح وقد جعل الله سبحانه لكل مطلوبا مفتاحاً يفتح به فجعل مفتاح الصلاة : الطهـــور ومفــتـــاح الحـــج : الإحـــــرام ومفــتــــاح البــر : الصــــدق ومفتاح الجـنـــة : التوحيـــد ومفتـــاح العلم : حسـن الســــؤال ومفتــــاح النصــر : الظفر والصبــر ومفتــــاح المزيـــد : الشــكـــر ومفتــــاح الولاية : المحبـة والذكــر ومفتــــاح الفــلاح : الـتــقــــوى ومفتــــاح التوفيق : الرغبــة والرهبــة ومفتاح الإجابة : الدعــــاء ومفتـــاح حياة القلب : تدبر القرآن والتضرع بالأسحار ومفتـــاح الرزق : السعي مع الاستغفار والتقوى ومفتـــاح العــز : طاعــة الله ومفتاح كل شر : حب الدنيا وطول الأمل ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3316 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() من وصل الينبوع لم يلتفت الى الساقية قاعدة من قواعد الحياة: أن من يصل إلى قلب العين فإنه يستقل السواقي الصغيرة! أليس كذلك؟ ذلك ما يحكم به العقلاء تحت كل سماء، وفي كل زمان، ولكن للأسف! لا نجد أنفسنا نطبق هذه القاعدة مع كتاب ربنا -جل جلاله-. هو عين الحياة ونبعها الفياض، وسر بقائها، هو أصل التربية في كمال روعتها، وأحلى حللها، هو ينبوع الأدب وجماله وكماله وبهاؤه، هو حياة القلب التي بدونها فلا حياة حقيقية لهذا القلب! ألا يكفي أنه من خلال تربية الفريدة أخرج أمة أمية من هامش الهامش ليجعلها خير أمة أخرجت للناس. فأصبح بفضله رعاة الغنم قادة الأمم!؟ رغم هذه الحقائق كلها وغيرها أكثر منها، رغم ذلك نجد أنفسنا أبعد ما نكون عن هذا الينبوع السماوي الخالص، بل نجد أنفسنا نهرول في كل اتجاه بحثاً عما يسلينا ويعزينا، ولا عزاء في الحقيقة! نعم، سبحان الله، معين لا ينضب، وروائع لا تنقطع. وبدائع لا تزال تتجدد، وعطاء متصل بشكل مذهل، وأنوار تتلألأ، وغيث يروي العطاش، وسلوى ونجوى وحياة. وروح وريحان وجنة ونعيم.. و.. و…و.. ومع هذا كله للأسف الشديد نجد جمهرة غفيرة من أبنائنا وبناتنا، بل وبعض المفكرين والشعراء والأدباء، يديرون ظهورهم لهذا الينبوع السماوي الصافي، ويؤثرون التقاط الفتات المتساقط من الموائد في شرق الأرض وغربها، ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً. إننا كمن يقف على الساحل ويلتقط الصدف، وأمامه محيط رائع مملوء بالجواهر! نسأل الله بجميع أسمائه الحسنى أن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا، وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، اللهم آمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3317 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ حين يطلق الإنسانُ آهاتِه وزفراتِه؛ فإنك تدرك من عباراته عظيمَ مصيبتِه، وشدةَ فجيعته، وكلما كان القائل أصدق، والمعبِّر عن هذه المصيبة أقدر على البيان؛ كانت القدرة على الإفصاح عن حجم المشكلة وعميق المأساة أكثر، ووقعُ خبرها على النفس أعظم، فما ظنك - أيها المسلم - إذا كان الذي بث الشكوى هو أفصح من نطق بالضاد: محمدٌ بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم -؟! وما ظنك إذا كان الذي نقل هذه الشكوى وبثها: كتابٌ حوى أفصح الكلام، وأبينه وأصدقه: إنه القرآن؟! حينها ستكون الألفاظ غايةً في التعبير عن الشكوى، وعميقةً في الدلالة على عظم المصيبة!. تلك - أخي القارئ - هي شكاية محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - مِن هجر قومه للقرآن، والتي سجلها القرآن، وأين؟ في سورة الفرقان بالذات؛ لأن الفرقان هو القرآن، سجلها في قوله - تعالى -: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) متروكاً مُقاطَعاً مرغوباً عنه، وإن ربه ليعلم بشكواه وحال قومه مع هذا القرآن؛ ولكنه دعاء البث والإنابة، يُشهِد به ربه على أنه لم يأل جهداً، ولكن قومه لم يستمعوا لهذا القرآن ولم يتدبروه. وتأملوا يا أمة القرآن: في قوله: (اتخذوا) فهي تدل على أنهم جعلوا الهجر ملازماً له ووصفاً من أوصافه عندهم، وهذا أعظم وأبلغ من أن يقال: إنهم هجروه؛ لأن هذا اللفظ يفيد وقوع الهجران منهم، دون دلالة على الثبوت والملازمة(1)]. لقد هجروا القرآن الذي نزّله الله على عبده لينذرهم، ويبصرهم...، هجروه فلم يفتحوا له أسماعهم، وهجروه فلم يتدبروه ليدركوا الحق من خلاله، ويجدوا الهدى على نوره، وهجروه فلم يجعلوه دستور حياتهم، وقد جاء ليكون منهاج حياة يقودها إلى أقوم طريق(2). فهل ندرك - معشر قراء كتاب الله - ونحن نقرأ هذه الآية أن شكوى النبي - صلى الله عليه وسلم - مَن هجر القرآن، فيها دلالةٌ على أن ذلك من أصعب الأمور عليه، وأبغضها لديه؟ وأن في حكاية القرآن لهذه الشكوى وَعِيدٌ كبير للهاجرين بإنزال العقاب بهم إجابةً لشكوى نبيه - صلى الله عليه وسلم -؟ أيُلامُ نبينا - صلى الله عليه وسلم - على شكواه وتفجعه! والمهجور هو كلام ربه - عز وجل -، الذي فتح الله به آذاناً صماً، وعيوناً عمياً، وقلوباً غلفاً؟ أليس هو عمدةَ الملة، وينبوعَ الحكمة، وآيةَ الرسالة، ونورَ الأبصار والبصائر؟ إنه الصراط المستقيم، والدستور القويم. وإذا كانت هذه شكواه - صلى الله عليه وسلم - من هجر قومه الكفار، فماذا لو أحياه الله اليوم! لينظر في أنواع الهجر التي تلبّس بها أكثر المسلمين اليوم؟! لوَجد فيهم الهاجرَ للعمل به - وإن قرأه وآمن به -، ولوَجد الهاجرَ لتحكيمه والتحاكمَ إليه في أصول الدين وفروعه، ولرأى من هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فطَلبَ شفاء دائه من غيره! ولأبصر مَن هجر تدبرَه، وأعرض عن تفهمه ومعرفةِ مراد المتكلم به منه؛ فكان حظه منه كحظ اليهود من التوراة الذين قال الله عنهم: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) أي: أنهم لا يعلمون من كتابهم إلا تلاوة ألفاظه فحسب، أما العمل والتدبر فهم عنه بمعزل. قال ابن القيم -بعد أن ذكر هذه الأنواع الخمسة من الهجر-: "وكل هذا داخل في قوله: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً)"(3). ماذا لو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياً؟ أما والله لتزيدن شكواه إلى ربه، وهو يرى قوماً من المنتسبين للإسلام لا يعرفون القرآن إلا في الموالد والمآتم والاحتفالات! وحظهم من تدبره - في تلك الأحوال - هزُّ الرؤوس، وتمايلُ الأعناق!. أما حضوره في الحكم والتحاكم؛ فهذا ممنوع في أكثر بلاد الإسلام اليوم - ولا حول ولا قوة إلا بالله -! اللهم إلا في زاوية ضيقة فيما يسمى بالأحوال الشخصية! ولو طلب المسلمُ أن يُحْكم له بهذا القرآن لسُخِر به، بل ولأجبر على التحاكم إلى القانون الفرنسي أو الانجليزي! ولا تَستغرب - إذا دخلت إحدى هذه المحاكم الوضعية - أن ترى فوق رأس القاضي - الذي يحكم بالقانون - الآية الكريمة التالية: (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)!. بل كم رأينا من يضع يده على المصحف مقسماً به ليُعلن اليمين الدستورية! أتدرون ما معنى هذا؟ إنه يقسم بالمصحف على تحكيم القوانين الوضعية! فرحماك يا رب بأمة الإسلام، وعياذاً بالله من هذا التناقض الشنيع!. والمسلم يرى هذا الإقبال الكبير على قراءة كتاب الله - عز وجل - وخصوصاً في هذا الشهر الكريم - ينتابه شعوران: شعور بالفرح والسرور لمثل هذا المنظر، وشعورٌ بالحزن للبون الشاسع بين ما يقرؤه القارئ وبين حاله التي هو عليها منذ سنوات طويلة! والمصيبة تعظم حينما يرى القارئُ لألفاظه، والهاجرُ لبعض أحكامه أو أكثرها أنه قد أتى بالمطلوب، وبما يحبه الله ورسوله بمجرد قراءته!. ولم يعلم أن له نصيباً مِن هجر القرآن بقدر تقصيره في تطبيق ما يقرأ، ونصيباً من شكوى محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - لربه! أتريدون البرهان: كم هم رواد المحاكم الذين يقرءون أو يسمعون قوله - تعالى -: (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ) أي: إلى القضاة (لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)؟ وهنا نسأل: ما الذي جعل الدعاوى الكاذبة - من أحد الخصمين - في المحاكم بالمئات؟ وما الذي أشغل القضاة بمثل تلك الدعاوى التي أحد الطرفين فيها - غالباً - يعلم أنه كاذب؟ أين تحكيم هذه الآية في واقعهم؟ وخذوا هذا النموذج الآخر: كم تمر هذه الآية الجامعة العظيمة على مسامعنا - لا أقول في الشهر أو في السنة، بل - كل أسبوع حينما يصدع بها خطباء الجمعة: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)؟ وهنا نقف فقط مع جملة واحدة من هذه الآية: ألا وهي قوله: (بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ) قلِّب بصرك؛ فإنك لن تتعب في رؤية صور الظلم والجور التي تُمارَس داخل البيوت وخارجها، فكم هم الأولاد الذين يشكون من عدم العدل بينهم؟ وكم هن الزوجات اللاتي ينشدن عدل أزواجهن بينهن؟ وكم هم العمال المساكين الذين يجأرون إلى الله من ظلم مكفوليهم؟! وأيضاً: كم هم الذين يقرءون قوله - تعالى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)؟ ومع ذلك لا يزال مُصِراً على أكل الربا، إما صراحةً أو تحايلاً! إلى غير ذلك من صور التناقض البغيض، والظلم الشنيع، والتي هي كفيلة بنزع البركة، وحبس القطر من السماء. يا قراء كتاب الله: أليس فينا من إذا ذكر هجر تحكيم القرآن لم ينصرف ذهنه إلا إلى الحكام والحكومات، والأنظمة التي تحكم الدول؟! وهذا - لعمر الله - من تضييق دلالة معنى التحكيم؛ ألم يقل الله - تعالى -: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)؟!. إن القرآن إنما نزل ليُتدبر وليُعمل به (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) فمتى غاب التدبر والعمل، وصار الكلام عن القرآن كلامَ تعالمٍ، أو بحوث تُملأ بها الأدراج، وتؤخذ عليها الشهادات؛ فسيصبح الناس في وادٍ والقرآن في وادٍ آخر، ولله در الحسن البصري يوم قال: "والله ما تدبُّره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده! حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كله، ما يُرى له القرآنُ في خُلُق ولا عمل! "(4). أمة القرآن: إن القرآن في ذاته بلاغ، وهو وحده كافٍ في إصلاح أوضاع الأمة المأساوية اليوم؛ لو سمحنا له أن يطرق القلوب، وأن يؤدي رسالته فينا، ولا يكون نصيبه منا هو نصيبَ أهل الكتاب (التلاوةَ فقط)، وإذا صُرِفَ القرآن عن غايته فهل تجدي تلاوته؟ فالمشكلة والأزمة في الهجر؛ هجرِ الاتباع، وهجر العمل به. متى يأتِ اليومُ الذي نصل فيه - معشر المسلمين - إلى مرحلةٍ تُدرك فيها أمةُ الإسلام كلُها - سواء على مستوى الحكومات أو الأفراد - أن القرآن - فعلاً - يهدي للتي هي أقوم كما قال ربنا ذلك في كتابه؟! نعم يهدي للتي هي أقوم بإطلاق!. "فيشمل الهدى أقواماً وأجيالاً بلا حدود من زمان أو مكان. فهو يهدي للتي هي أقوم بالعقيدة الواضحة التي لا تعقيد فيها ولا غموض. ويهدي للتي هي أقوم في الربط بين ظاهر الإنسان وباطنه ربطاً حقيقياً، وفي الربط بين مشاعره وسلوكه، وبين عقيدته وعمله؛ فإذا هي كلها مشدودةٌ إلى العروة الوثقى التي لا تنفصم، متطلعة إلى أعلى، وهي مستقرة على الأرض. ويهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض: أفراداً وأزواجاً، وحكومات وشعوباً، ودولاً وأجناساً، ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي والهوى، ولا تميل مع المودة والشنآن، ولا تصرفها المصالح والأغراض، الأسس التي أقامها العليم الخبير لخلقه، وهو أعلم بمن خلق، وأعرف بما يصلح لهم في كل أرض وفي كل جيل، فيهديهم للتي هي أقوم في نظام الحكم، ونظام المال، ونظام الاجتماع"(5). أما والله لو أخذناه بهذا الشمول، وبهذا الفهم - كما أخذه الصحابة - رضي الله عنهم - ومن تبعهم بإحسان - لصرنا كما صاروا؛ قادة للأمم، ولفتحنا به القلوب والآذان قبل فتح البلدان، ولَملكنا به الأرواح قبل الأبدان والأشباح: الله أكبر إن دين محمد وكتابَه أقوى وأقومُ قيلا طلعت به شمس الهداية للورى وأبى لها وصف الكمال أفولا والحق أبلج في شريعته التي جمعتْ فروعاً للهدى وأصولا لا تذكر الكُتْبَ السوالف عنده طلع الصباحُ فأطفئ القنديلا ولئن تحدثنا عن الفِصام النَّكِد بين المطلوب والواقع مع هذا الكتاب الكريم؛ فإننا - ومن باب التحدث بنعمة الله - نرى في الساحة من وفقهم الله للبعد عن مشابهة أهل الكتاب، الذين لا يعرفون من كتابهم إلا التلاوة، ووُفِّقوا للسلامة من شكوى نبيهم - صلى الله عليه وسلم - لربه في هجر هذا الكتاب العظيم، نرى ذلك في فئام من الناس، أكثرهم من الشباب والفتيات الذين تربوا بالقرآن وعاشوا معه وبه؛ فصاروا - ولا زالوا - أمل الأمة المشرق، في المساهمة في إعادة مجدها السليب وعزها المفقود، وهم - بتخرجهم من بيوت الله - تعالى - أنوارٌ تسطع للأمة وتشع بالخير والإحسان؛ يحيون الثقة بتلك الطريقة الصحيحة في تربية أبناء المسلمين، التي تنطلق من المساجد، إذ: لا يُصنع الأبطال إلا في مساجدنا الفِساح في روضة القرآن في ظل الأحاديث الصحاح شعبٌ بغير عقيدة ورق تذرِّيه الرياح ومن المعلوم أن مثل الجمعيات الخيرية - التي تقوم بدعم مثل تلك المشاريع - لا يمكن أن تقوم بدَورها المنوط بها إلا إذا دعمها المسلمون مادياً ومعنوياً، ومن عجز منا أن يمارس تعليم القرآن بنفسه؛ فلا يعجزنّ أن يعلمه بماله، فالكل موعود بالخيرية من محمد ح في قوله: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))(6)، وحذارِ حذار أن نهجر هذا الباب من أبواب البر؛ فنضيف بذلك تقصيراً إلى تقصيرنا!. ________ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3318 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() لاتقنط ولاتيأس مهما كثرت ذنوبك لصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يااهل الايمان يامن وفقتم للتوبة والعودة الى الله مبارك والله هذا الفضل من الله تعالى عليكم ولكن ... لننتبه للشيطان ووسواسه فلا ينتصرعلينا اذا فكرنا بالاصلاح وقررنا التوجه لله ويقول انت مذنب مسرف لافائدة من توبتك ولن يقبل منك اسرع الى كتاب الله واقرا قوله تعالى (قل ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ....الايه ) هذه الايه العظيمة التي تجعل الامل في قلب كل مذنب وليس مذنبا فقط بل من اسرف على نفسه بالذنوب لاتقنط لاتيأس فهو يغفر الذنوب جميعا ........ولكن لابد من فعل السبب الذي فيه النجاة وهو طلاق الذنوب والبعد عنها والندم على مافات والتوجه الى الله عز وجل بكل ماتملك من جوارح بالطاعة لتنجو وتفوز برضى الرحمن اخي اخيتي :قال تعالى (ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) كلنا نخطئ ونذنب ولكن ماذا بعد الذنب هل نصر ام نرجع للتوبة من جديد ونستغفر الله ؟ استغفر من ذنبك واندم وتب وبادر بكل عمل صالح وتوجه لله عز وجل والمغفرة منه جل في علاه ولكن افعل السبب بقلب صادق ...وفي الحديث القدسي قوله جل في علاه (يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم) عليك بالاستغفار كلما اذنبت قال الله عز وجل (وَالّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوَاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرّواْ عَلَىَ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَـَئِكَ جَزَآؤُهُمْ مّغْفِرَةٌ مّن رّبّهِمْ وَجَنّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) لنتمعن هذه الايه احبتي ........ والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله ........ هل نحن ممن اذا اذنب ذكر الله واستغفر واناب وذرف الدموع حسرة وندما على مافعل وتاب من ذنبه........هل نحن ممن لم يلجأ الا للمولى جل في علاه ودعاه دعاء المضطر الذليل بين يديه ليغفر له لانه لا يغفر الذنب الا هو.... هل نحن ممن لم يصر على ذنوبه ومما اقترفت يداه من ذنوب فما الجزاء ؟؟؟؟........جزاؤهم مغفرة من ربهم......وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ..... اذا لنفعل سبب ذلك كله لننال هذا الفضل العظيم من الله تبارك وتعالى...... احبتي التائبين لننسى مافات ولنبكي على خطايانا اليوم ونسارع الى مغفرة من ربنا كما امرنا تبارك وتعالى وجنة عرضها السماوات والارض ماذا نريد من الفانية التي ليس فيها الا الهم والغم الا من رحم الله عز وجل واحياة حياة الطاعة والتوجه اليه جل في علاه يقول الله تعالى (ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ) ابدأ بالتغيير من الان واترك التسويف فهو من جنود ابليس الذي لايرضى لابن ادم الا الذل والهوان والخسران في الدنيا قبل الاخرة يامعشرالتائبين : قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم . رواه مسلم تب واستغفر ولا تمل من ذلك عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة . رواه الترمذي وأبو داود اخوتي واحبتي التائبين لنتجه توجها صادقا لله عزوجل بكل ماتعنيه الكلمات من معاني ولانقول تبنا فقط بالسنتنا بل لنجعلها توبة من كل ذنب صادقة لانريد من هذا التوجة الا لله ورجاء مغفرته والفوز بجناته ولنبدأ حياة جديدة مليئة بكل طاعة خالصة لله تبارك وتعالى ولاتلهينا الدنيا الفانية وملذاتها اللحظية الزائلة ولنشتغل بالاخرة ومااعد الله فيها للمتقين من رضوان ونعيم ان اصبت من الله وان اخطات فمن نفسي والشيطان والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجميعن ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3319 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() اصدق الناس املا اسرعهم لتوبة عن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها فهل لذلك من توبة؟ قال : فهل أسلمت؟ قال : أما أنا فأشهد ألا إله إلا الله وأنك رسول الله. قال : تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن. قال : وغدراتي وفجراتي؟ قال : نعم. قال : الله أكبر. فما زال يكبر حتى توارى.رواه البزار والطبراني وإسناده جيد قوي. قال فيه الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. الحاجة : الذنب الصغير. الداجة : الذنب الكبير. تأملات في نعمة التوبة في القرآن الكريم. 1 ــ التوبة هي العبادة التي لا يستغني عنها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل بله عبد خطاء.( يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ) ـ ( قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ) إلخ .. وسر ذلك هو أنه لا يقدره سبحانه في كونه ولا في خلقه حق قدره أحد أبدا فلا مناص من توبة كل أحد حتى المعصوم إما بسبب نقص في العبادة أو خاطرة في الصدر لا تليق بكمال الرحمان وجلال الديان وجمال من هو كل يوم في شأن .. سبحانه. 2 ــ التوبة النصوح تجب ما قبلها. " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ". توبة ينصح بها نفسه والناس والدين النصيحة كما أخبر عليه الصلاة والسلام. ولا يلزم ذلك عدم العود إلى الذنب نفسه بدليل أن اللمم في إحدى روايتي إبن عباس عليهما الرضوان هو إقتراف الذنب مرات قليلة في الحياة. ومن معاني التوبة النصوح : الصدق والإخلاص سيما بالندم العميق والدمعة الحرى وعقد العزم على عدم العود ( ولو عاد بعد ذلك ) و تجديد الأمل في الله سبحانه وتجديد الرجاء في توبته عليه. 3 ــ التوبة الجماعية. " وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون". توبوا كلكم من الذنب كله وهي دعوة إلى التوبة الجماعية بسبب أنها جاءت بعد الأمر بإلتزام آداب الإستئذان على البيوت وعلاقات الرجال بالنساء والمعنى من ذلك هو أنه لا تستقيم حياة العفاف في المجتمع الإسلامي إلا بتوبة جماعية كبيرة يطغى فيها الخير على الشر أما توبة بعض الناس دون غيرهم فهو أمر لا ينجو به المجتمع من شر الذين " يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا". 4 ــ الإعراض عن التوبة من بعض الذنوب ظلم. " ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون". جاء تعقيبا عاما بعد النهي عن السخرية واللمز والتنابز. هو عدوان على أعراض الناس ولذلك كان ظلما و كبيرة . وجاء عليه الوعيد بسبب أن العدوان على أعراض الناس ليس فطرة جبل عليها الناس لا يقدرون على التخلص منها كما هو الحال في قوله " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ". 5 ــ ليس للتوبة زمان ولا مكان ولا حال ولا طقوس ولا شروط. للصلاة وللعمل الصالح شروط في الزمان والمكان إلا التوبة فلا تتطلب شيئا من ذلك أبدا. يتوب التائب في أي زمان ومكان وحال بينه وبين ربه في صدره ولو إقترف الذنب بعد الذنب لا يمنعه ذلك من التوبة حتى يغرغر. وهي توبة ينشئها الله سبحانه ويقبلها عن عباده ويستر ذنبها عن عباده كلهم. " ثم تاب الله عليهم ليتوبوا " والتوبة منه سبحانه تكون على العبد ولكن التوبة من العبد تكون إليه " تبت إليك " و" وهو يقبل التوبة عن عباده ". أخرج البخاري عن أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام أخبر عن موسى عليه السلام أنه أصابه وقومه قحط فأستسقى فقال له ربه : فيكم من لم يتب من ذنبه فمره فليخرج فلم يخرج أحد ثم إستسقى ثانية فأمطروا فسأل موسى عليه السلام ربه عن السبب فأخبر بأن العاصي تاب فقال دلني عليه قال : سترته فلا أفضحه. 6 ــ التوبة أربح صفقة تجارية. " إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ". إذا أردت إختبار منسوب أملك في ربك فألتقط أول خاطرة تولد في صدرك فإن قالت لك نفسك : أليس ذلك كثير. فجدد عرى اليقين فيه قبل أن يدركك القنوط من رحمته فتهلك. قال العلماء : أكبر الذنب اليأس من رحمة الله سبحانه ولا يضاد ذلك كون الشرك كذلك بسبب أن الشرك يأس والكافر يائس ولو أمل في نفسه وفي ربه وفي الناس من حوله لآمن. لا تجد دائنا في هذه الدنيا ولو كان أباك أو أمك وأخاك يبدل ديونك التي تنقض ظهرك ديونا لك أو يقلب ميزان حسابك عنده فيجتمع شماله إلى يمينه وتتبدل خسارتك أرباحا .. إلا الملك الديان سبحانه الذي وعد ووعده الحق " يبدل الله سيئاتهم حسنات". أجدد لك الدعوة ألا تستكثر ذلك على ربك فهو الغني القوي فإن فعلت عاملك بالعدل لا بالإحسان والفضل والجود والكرم ولن تأمن على نفسك عندها الهلاك... صفقة تجارية رابحة لا يحرم منها شر الكفار : المنافقون." إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا وإعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله ". .. ولا المرتد " كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم .. إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا "... ولا دهاقنة الظلم الحقود ممن شوى الرضع في أخاديد عميقة تلتهب لظى وهو ينعم بمشهد أم تلقى في النار ورضيعها في حضنها. " إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق". فهل ييأس بعد ذلك مؤمن من توبة التواب الكريم لقراب السماء والأرض وما بينهما موبقات؟ إن يئس فهو إلى هذا أقرب " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون". قال عليه الصلاة والسلام عن إمرأة من جهينة زنت فحدها وصلى عليها " لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم " هل تعلم من أولئك السبعين؟. إنهم الأصحاب الذين يسكنون المدينة إلى جواره عليه الصلاة والسلام. فكم تسع توبتها بحسابنا نحن اليوم؟ أضعاف أضعاف السبعين .. سبعين مرة بعد مرة .. الحكمة من التعجيل بالتوبة. مثل التسويف بالتوبة وتأخيرها كمثل رجل إحتاج إلى قلع شجرة تؤذي الناس في طريقهم أو تستأثر بماء الحقل عما يحيط بها من الغراس فظل يؤجل ذلك يوما بعد يوم حتى خارت قواه بسبب تقدم سنه وضربت جذور تلك الشجرة في الأرض ضربا شديدا وترسخت جذوعها وأغصانها ولم يعد بد من الإستسلام لها .. ذلك مثل المتأخر عن توبته من ذنب ما ... وهي شبيهة بما يسمى التوبة الفرعونية التي لا تقبل " .. أألآن وقد عصيت قبل ". التوبة : علم وحال وعمل. هي علم لأنها عمل يتطلب حضور العقل الذي يسدد العمل وهي حال لأنها تنبت الندم في القلب والذلة بحضرة الله سبحانه " .. رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه " وهي عمل لأنها تقتضي إقلاعا ولو مع العود مرة بعد مرة كما تتطلب قضاء لحقوق الناس من مال أو عرض أو دماء .. تلك هي التوبة النصوح وتلك هي الصفقة التجارية الأكثر ربحا التي تقلب ميزان الحساب رأسا على عقب .. من أجمل ما قيل في التوبة النصوح " أن تضيق عليك الأرض بما رحبت حتى لا يكون لك قرار ثم تضيق عليك نفسك مصداقا لقوله سبحانه في وصف من تاب عليهم من المخلفين " حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا ألا ملجأ من الله إلا إليه ..". إجعل لروحك حمامات ومطهرات إسوة بحمامات بدنك ومطهرات ثوبك: أجزل التوبات : حسنة من جنس السيئة و من أمارات قبول التوبة : تيسير الحسنة بعد السيئة. موئل ذلك : قاعدة في الدين و الدنيا : الجزاء من جنس العمل. فمن قتل نفسا مثلا كانت توبته بتحرير رقبة لأن القتل إماتة مادية والتحرير إحياء معنوي. ومن غنم مالا لا يدري صاحبه تصدق به عليه. روي أن إبن مسعود إشترى من رجل جارية ودخل يزن له الثمن فذهب رب الجارية فأنتظره حتى يئس من عوده فتصدق بالثمن وقال " اللهم هذا عن رب الجارية فإن رضي فالأجر له وإن أبى فالأجر لي وله من حسناتي بقدره". أول حمام : التوبة. قال عليه الصلاة والسلام " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ". ثاني حمام : الإستغفار. قال إبن مسعود هذه الآية خير لأهل الذنوب من الدنيا وما فيها " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فأستغفروا لذنوبهم ". ثالث حمام : الحسنات والطاعات. " إن الحسنات يذهبن السيئات ". وقال عليه الصلاة والسلام "وأتبع السيئة الحسنة تمحها ". رابع حمام : التوحيد الخالص من الشرك. " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ". المهم هو تخليص التوحيد من كل شائبة شرك ولو كانت بمثل ذبابة. خامس حمام : إحسان الوضوء والصلاة. في الصحيحين عن أنس قال كنت عنده عليه الصلاة والسلام فجاءه رجل وقال : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي. قال : ولم يسأله عنه فحضرت الصلاة فصلى مع النبي عليه الصلاة والسلام فلما قضى النبي عليه الصلاة والسلام الصلاة قام إليه الرجل فقال : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقم في كتاب الله. قال : أليس قد صليت معنا؟ قال : نعم. قال : فإن الله قد غفر لك ذنبك. سادس حمام : الصيام والصدقة والحج. " من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " و " الحج يهدم ما كان قبله ". سابع حمام : ذكر الله. " من قال سبحان الله وبحمده في يومه مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر.". ثامن حمام : البر والصلة. بر الوالدين وصلة الرحم. تاسع حمام : الإحسان إلى الخلق. " الصدقة تطفئ غضب الرحمن " و " كل معروف صدقة". ويدخل في الخلق الحيوانات وأبرز مثال من السنة المرأة البغي التي دخلت الجنة بسبب سقياها لكلب من بئر بموقها ( حذائها ). عاشر حمام : المصائب والهموم. " ما يصيب المسلم من وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ". كان الصحابي إذا أذنب فيما دون حد و قصاص تصدق إبتغاء أن يطفئ غضب الرحمان سبحانه. مم تكون التوبة: 1 ــ من ترك المأمور ( الواجبات والفرائض المعروفة آجلها وعاجلها عينيها وكفائيها ). 2 ــ فعل المحظور ( المحرمات والنواهي المعروفة وخاصة كبائرها ). 3 ــ ذنوب الجوارح وذنوب القلوب سواء بسواء. ( معاصي اللسان والعين والأذن ..هي معاصي جوارح ولكن الأخطر منها هي معاصي القلوب من مثل الحسد والكبر والرياء والشح وهي المهلكات " شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه ". ). الكبر مثلا مانع ثابت من دخول الجنة " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ". 4ــ ذنوب المعاصي وذنوب البدع. المعصية تتعلق بالسلوك ( الكذب مثلا ) أما البدعة فتتعلق بالعقل والقلب وهي بدعة قولية إعتقادية من مثل بدع الفرق المنحرفة عن المنهج الإسلامي الوسط العدل كغالية الباطنية قديما والعلمانية حديثا وهي كذلك بدعة عملية سلوكية من مثل صلاة الرغائب التي إستحدثها الناس في أول رجب الحرام ومثل تأخير الإفطار مبالغة في الحيطة. 5 ــ ذنوب قاصرة وذنوب متعدية. الذنوب المتعدية هي التي يتعدى مفعولها إلى الناس في محيط صاحبها ومثالها الكذب. ( الرجل يغدو من بيته يكذب الكذبة تبلغ الآفاق ) ومن أمثلة ذلك ذنوب الأمراء والعلماء ( ثلاثة لا ينظر إليهم : عائل مستكبر وشيخ زان وملك كذاب ). أما الذنوب القاصرة التي تلزم صاحبها فهي من مثل ترك المأمور من العبادة مثل الصيام. 6 ــ ذنوب متعلقة بحقوق العباد وأخرى متعلقة بحقوق الله سبحانه. ومعلوم أن حقوق الله مبناها المسامحة وحقوق العباد مبناها المشاحة. ولذلك أضيف شرط رابع للتوبة من هذه الذنوب وهو : إرجاع الحق لأهله ( حديث المفلس ). أما حقوق الله سبحانه فالتوبة النصوح فيها كافية. 7 ــ صغائر الذنب وكبائره. الأمر ثابت بالقرآن والسنة رغم جدال بعض علماء التزكية فيه وهو خلاف لفظي. والثابت أن إجتناب الكبائر مكفر للصغائر " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ". ولكن ورد اللمم وأورد إبن عباس فيه قولين. الكبائر نفسها متفاوتة الدرجة بين الموبقات والمهلكات وأكبر الذنب ولكن الثابت أن عددها محصور ممكن الإحصاء بخلاف الصغائر واللمم وأمارة الكبيرة : الحد أو القصاص في الدنيا بنص صحيح صريح أو وعيد شديد أو لعنة وغضب أو عذاب في الآخرة. الخلاصة العامة : التوبة في الإسلام أمل في الله سبحانه وفي الإنسان حيال نفسه وحيال غيره من الناس وهو أمل مفتوح دوما في كل ساعة من ليل ونهار وزمان ومكان وحال يجدد به الإنسان حياته ويطرد به اليأس وينبذ به القنوط فلا يحتاج إلى رجل دين كما هو الحال في المسيحية يتذرع به إلى ربه أو يستغفر له بالنيابة عنه. التوبة بذلك المعنى أكبر نقاط القوة في الإسلام بمعنى منهج المقارنة وهو أمر لو أحسن الدعاة إستخدامه خطاب يسر وبشر بين الناس من عصاة وكافرين وظالمين .. لإنعتقت الدعوة الإسلامية المعاصرة من آسار التهديد بالرحمان سبحانه في غير موضعه. التوبة في الإسلام هي خير رد على دعوات العسر والتشديد والغلو داخل الإسلام وخارجه لتفيئ إلى رحمة الرحمان سبحانه وهل يتردد في التوبة عاقل يعلم علم اليقين أن فجراته كلها وغدراته كلها ـ كما قال راوي هذا الحديث في رأس الموعظة ـ لا يمحوها الله فحسب ولكن يبدلها حسنات متألقة؟ التائب من أي ذنب كان ومن أي دين كان ( إلى الإسلام ) هو الإنسان الإيجابي الذي يكون ناجحا في حياته العامة فإذا رأيت تائبا فاشلا في حياته فلك أن تتردد في وصف توبته بأنها نصوح. التائب حبيب الرحمن سبحانه " إن الله يحب التوابين " وهو يفرح به كائنا ما كانت ذنوبه ما لم يغرغر غرغرة فرعون حين أدركه الموت وكل توبة قبل الموت هي توبة " من قريب " ولكن يخشى المرء على نفسه أن يغتاله الموت إغتيالا ولات حين مناص " بادروا بالأعمال سبعا : هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مقعدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر". التائب خير الناس للناس لأنه ينبذ اليأس منهم فيقبل عليهم يتخولهم بالموعظة الحسنة والحكمة على بصيرة " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله " وذلك هو معنى الأمل في الناس منبجسا من الأمل في رب الناس من بيده أقفال قلوبهم يقلبها بين إصبعيه كيف يشاء سبحانه .. التوبة رحمة مهداة يجتمع بها شمل القاتل مع المقتول في الجنة. أخرج الشيخان عن أبي هريرة عليه الرضوان أنه عليه الصلاة والسلام قال : " يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر فيدخلان الجنة. يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيسلم ويستشهد". التوبة تجديد للإيمان ومباشرة للإصلاح والتغيير. لا تكاد تعثر على موضع توبة في القرآن الكريم إلا مشروطا بالإيمان وبالإصلاح حتى لو كان التائب مؤمنا مصلحا وهو يعني أن التوبة هي معراج الإنسان إلى مراقي الخير العظمى. " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم إهتدى ". التوبة حركة شاملة لا تقتصر على زكاة النفس بالعبادة بل هي أوبة إلى المنهاج الإسلامي في كل كبيرة وكل صغيرة وفي كل حقل من حقول الحياة. " يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين " ( توبة إقتصادية ) ـ " والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وإنتصروا من بعد ما ظلمو ". ( توبة فنية ). إلخ .. التوبة فرصة العمر للرجال والنساء سواء بسواء كلما كان " النساء شقائق الرجال ". " التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله " وذلك للجنسين ثم خصهن بـ : " مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات". فأبشر بربك سبحانه وأبشر بتوبته عليك التي تتوسل إليها بــ : 1 ــ تجديد الإخلاص مرة بعد مرة. 2 ــ إجتناب الكبائر الموبقات في عشرتها الكبرى المعروفة على الأقل. 3 ــ إقام الفروض العظمى والواجبات الكبرى. 4ــ التعاون على الخير مع الناس تواصيا بالحق وبالصبر وبالمرحمة. ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3320 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() العنـايـة بــاحــوال القلــــوب لقد تقدمت العناية بالقلب من الناحية الحسية حتى وصلت لمرحلة زراعة القلب. لكننا هنا سنتطرق -إن شاء الله - لموضوع العناية به من الناحية الروحية المعنوية. أهمية الموضوع: 1 -أن الله أمر بتطهير القلب. قال تعالى: (وثيابك فطهر) الثياب القلب. 2 - أهمية القلب وأثره في حياة الإنسان في الدنيا والآخرة، فلهذا القلب مكانه فهو الموجه والمخطط. ففي حديث أبي هريرة: (القلب ملك والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث خبثت جنوده). 3 - غفلة كثير من المسلمين عن قلوبهم مع الاهتمام الزائد في الأعمال الظاهرة مع أن القلب هو الأساس والمنطلق. 4 -أن كثيراً من المشاكل بين الناس سببها من القلوب وليس لها أي اعتبار شرعي ظاهر. 5 -أنّ سلامة القلب وخلوصه سبب للسعادة دنيا وأخرى. 6 -مكانة القلب في الدنيا والآخرة قال - عز وجل -: (يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) وقال: (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب) وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قوله –صلى الله عليه وسلم-: (إنّ الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم) وأشار إلى صدره. وفي حديث النعمان بن بشير قوله –صلى الله عليه وسلم-: (إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب). 7 -أن من تعريف الإيمان (وتصديق بالجنان) وتعريف آخر (عمل الجوارح وعمل القلب)، فلا إيمان إلا بتصديق القلب وعمله، والمنافقون لم تصدّق قلوبهم وعملوا بجوارحهم ولكنهم في الدرك الأسفل من النار. ولكن قليلاً منّا من يقف أمام قلبه فهو يقضي جلّ وقته في عمله الظاهر، والقلب يُمتحن ففي الحديث: (تُعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً فأي قلب أُشربها نُكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نُكتت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على قلبين قلب أسود وقلب أبيض). وليس الامتحان الابتلاء بالشيء الظاهر كالسجن أو الفصل من العمل أو الإيذاء ولكن الامتحان الأصعب هو امتحان القلوب، وفي قوله تعالى: (وأعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) معنىًً للامتحان. والقلب كالبحر لاحتوائه على أسرار عجيبة وغموض كبير وأحوال متقلبة سواءً كانت منكرة كالغفلة -الزيغ-الأقفال-القسوة-الرياء-الحسد-النفاق... والنتيجة الطبع والختم والموت... وصفته أسود. أو كانت تلك الأحوال محمودة كاللين -الإخبات -الخشوع -الإخلاص -المتابعة -الحب -التقوى -الثبات -الخوف -الرجاء... والنتيجة السلامة والحياة والإيمان... وصفته أبيض، فالقلب عالم مستقل. المواضع التي يكثر فيها امتحان القلوب و ابتلائها: 1 - موطن العبادة: الصلاة-الصدقة-الصيام. قال الله - تعالى -: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً). 2 -موطن العلم: فقد يكون أول مقصده لله ثم يتحول مقصده للرياسة أو عند المراءاة والجدل. 3 – الدعوة. 4 –المال. 5-الرياسة والمناصب. 6 -الحسب والجاه والنسب. 7 -الشهوات والشبهات. ملاحظة مهمة: إن أعمال القلوب لا يعلمها إلا الله خالق القلوب - سبحانه - وليست موكلة لنا، فقد قال الله تعالى لرسوله الكريم في شأن المنافقين: (أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم)، وفي قصة أسامة بن زيد أنه لحق رجلاً من الكفار وعندما رفع السيف عليه، قال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فقتله أسامة، فجاء يخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال له: أقال لا إله إلا الله وقتلته فأجاب أسامة: إنما قالها خوفاً من السلاح، فقال الرسول: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا. مجالات الابتلاء: 1 - النفاق: لم ينته بل هو أخطر منه في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وكان الصحابة يخافون من النفاق، فهذا عمر يسأل حذيفة: أعدني رسول الله من المنافقين؟، وقال أبن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من الصحابة كلهم يخشى النفاق على نفسه، وتجد البعض من الناس يقع في صفة من صفات المنافقين من حيث يشعر أو لا يشعر، وعلى سبيل المثال نجد من يتحدث في بعض المجالس مؤثراً حكم الطواغيت والأحكام الوضعية على حكم الله (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم). 2 - الرياء: لا يسلم منه إلا القليل فقد تجد الرجل يصلي مبتدءاً صلاته بنية خالصة لله ثم تتحول نيته عندما يسمع صوتاً فيحسن صلاته، وهو أدق من دبيب النملة السوداء على الصفاة السوداء في الليلة الظلماء. وفي الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه). وقال: (من سمّع سمّع الله به ومن يرائي يرائي الله به). 3 - الشبه والشك والريبة: قال - تعالى -: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه). 4 - سوء الظن: أسوأ ذلك سوء الظن بالله تعالى في نصره ووعده للمجاهدين والدعاة، وفي أنه يرزق العبد. 5 - الحسد والغيرة: إذا رأى على غيره نعمة مثل عنده علم أو منصب أو تجارة، فيحسده عليها ويغار منه. ويقول شيخ الإسلام: (والحسد مرض من أمراض القلوب فلا يخلص منه إلا قليل من الناس ولهذا يقال: ما خلا جسد من حسد لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه) وقال - تعالى -: (أم يحسدون الناس على ما ءآتاهم الله من فضله). ومن علاج ذلك ما قاله شيخ الإسلام: (من وجد في نفسه حسداً لغيره فعليه أن يستعمل معه التقوى والصبر ويكره ذلك من نفسه). 6 - الكبر والإعجاب واحتقار الغير: قال الله تعالى: (إن في صدورهم إلا كبرٌ ما هم ببالغيه) وقال: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق)، فالبعض يُحتقر لأنه مسكين، أو لأنه في وظيفة صغيرة، أو لأن أصله كذا أو كذا أو قبيلته كذا. وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)) وقال أيضاً: ((بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم)). 7 - اليأس: البعض يأيس من الواقع وقال: لا مخلص مما نحن فيه، وقنطوا من نصر الله ووعده. قال الله تعالى: (أفلم يأيس الذين ءآمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً). 8 - الهوى: ومنه محبة غير الله، وصرف المحبة لغير الله مهلِك؛ فإن الحب يعمي ويصم إذا كان لغير الله - تعالى -. 9 - الخوف والخشية من غير الله: قال تعالى: (فلا تخشوا الناس واخشوني إن كنتم مؤمنين). 10 - الوسواس: عند الصلاة وعند الوضوء وغير ذلك. العلاج: أساس صحة القلب وسلامته هو الإيمان. ومنه يتفرع: كمال محبة الله لله وفي الله قال تعالى: (فسوف يأتي بقوم يحبهم ويحبونهم)، صدق الإخلاص قال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)، حسن المتابعة قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وقال: (وما ءآتاكم الرسول فخذوه) وقال: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين). السلامة من الامتحان والابتلاء: ذكرُ الله تعالى. قال تعالى: (ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذ كر الله...) وقال: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) وأعظم الذكر قراءة كتاب الله. ونوع من العلاج محاسبة النفس-العلم-التقوى-الدعاء-إطابة المطعم-الصدقة-غض البصر- تحقيق الولاء والبراء- محبة المرء لأخيه ما يحب لنفسه - عدم التطلع لزينة الحياة الدنيا. وذكر ابن القيم (علامة صحة القلب ونجاته أنه: أ-أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى يتوب إلى الله وينيب. ب- لا يفتر عن ذكر ربه ولا يفتر عن عبادته. ج- إذا فاته ورده وجد لفواته ألماًَ أشد من فوات ماله. د- أنه يجد لذة في العبادة أشد من لذة الطعام والشراب. هـ - أنه إذا دخل في الصلاة ذهب همه وغمه في الدنيا. و-أنه أشح بوقته أن يضيع من الشحيح بماله. ز- أنه بتصحيح العمل أعظم اهتماماً من العمل نفسه. ومن علامات رسوب القلب في الاختبار: أ- أنه لا تؤلمه جراحات القبائح. ب- أنه يجد لذة في المعصية وراحة بعدها. ج- أن يقدِّم الأدنى على الأعلى فيهتم بتوافه الأمور على حساب شئون الأمة. د- يكره الحق ويضيق صدره. هـ - الوحشة من الصالحين والأنس بالعصاة. و- قبوله للشبهة وتأثره بها. ز- الخوف من غير الله. ح- أن لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ولا يتأثر بموعظة. ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |