![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3321 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً يا لها من قاعدة عظيمة تدلُّنا على المخرج من مصائبنا وهمومنا، إنَّ المخرج هو تقوى الله: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً)، مخرجاً من الضيق والعنت في الدنيا والآخرة، ورزقاً من حيث لا يتوقع الإنسان ولا يحتسب. والتَّقْوَى من الوِقَاية، وهي: حفظُ الشيءِ ممّا يضرُّه ويؤذيه، وجعل الإنسان نفسه في وِقَايَةٍ مما يخاف منه، فالتَّقْوَى هي حفظ النفس عمَّا يؤثم، وذلك بفعل المأمور وترك المحظور. وقد ورد أنَّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سأل أُبَي بن كعب عن التقوى فقال له: أما سلكتَ طريقاً ذا شوك؟ قال: بلى! قال: فما عملت؟ قال: شمَّرت واجتهدت. قال: فذلك التقوى. فالتقوى هي الضمير الحي لدى الإنسان والوازع الداخلي فيه، ورقابته الذاتية لنفسه، فيكون ذا إحساس عالٍ في ضميره، ويَقَظَة في شعوره، وخشية مستمرة، وتَوَقٍ لأشواك الطريق. قال طلق بن حبيب - رضي الله عنه - في التقوى هي: "العمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله" فبالتقوى يحرص المؤمن على رضا الله - تعالى -، ويبتعد عمَّا يسخطه ويغضبه. فتقوى الله هي سبب تفريج الشدائد والمصائب، وهي التي تزيد إيمانه ويقينه بالله - سبحانه -، قال ابن عطاء: "على قدر قربهم من التقوى أدركوا من اليقين". قال - تعالى -: (إِنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)، والكريم حقاً هو الكريم عند الله - تعالى -، فالميزان الصحيح لقيمة الإنسان هو ميزان التقوى، ميزان الاتصال بالله وذكره وتقواه. وكفى المتقين جزاءً أنَّ الله معهم بنصره ومعونته وتأييده، قال - تعالى -: (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ). فازرع التقوى في قلبك، حتى تنبت نباتاً حسناً، تحصد منه ثماراً يانعة، قطوفها دانية، من التوفيق والفلاح والخيرات والمسرَّات في الدنيا والآخرة، فالله - سبحانه - أكرم من أن يعامله العبد نقداً فيجازيه نسيئةً، بل يَرَى العبدُ مِنْ ثواب عمله في الدنيا قبل الآخرة من السعادة والسرور وما يكرمهم الله - تعالى - به من النِّعَم. وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.. ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3322 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() حتــــى تــــرتــــاح نفسُــــــك، حتى ترتاح نفسُك، ويهدأ ضميرك، كن واسع الصدر، فأعقل الناس وأسعدهم هم أعذرهم للناس، وأبعدهم عن العقل والحكمة هم أسرعهم لوماً وأقلُّهم تحقُّقاً وتثبُّتاً فيما صدر عنهم. ما أجمل أن يعذر بعضنا بعضاً، فأنت لا تعلم عن ظروف الآخرين الغائبة عنك، ولا تدري ما الذي قاده إلى ذلك التصرف الذي لم يعجبك. فعندما تجد من أحد موقفاً لا يليق فعله أو خطأ لا ينبغي الوقوع فيه، فلا تنسى أنه قد يكون وراء ذلك أسبابٌ لم تدركها، وأمورٌ اضطرته إلى هذا التصرف. ويزداد هذا أهمية حينما لا تعرف عن إنسان إلا كل خير، ورأيتَ تصرفاً يناقض ما تعرف عنه، فإن استطعت أن تسمع منه وتعرف ماذا حصل فعلتَ ذلك، وإلا فالتمس الأعذار له. حين تكون النفسُ سليمةً جميلةً ترى الأشياء بصورتها الإيجابية، وتصنع من الليمون الحامض شراباً حلواً، وتجعل من المِحَن مِنَحَاً وعطايا وفوائد عظيمة. حين يكون الصدر واسعاً يتسع المكان الضيق لعدد كبير من الناس، أما إذا كان الصدر ضيقاً فإن أوسع المساحات تضيق على أقل عدد منهم. لَعَمْرُكَ مَا ضَاقَتْ بلاَدٌ بأهْلِهَا وَلكِنَّ أخْلاقَ الرجَالِ تَضِيقُ حين يكون المعدنُ أصيلاً، والقلبُ صافياً سليماً، فلا تنتظر من صاحبه إلا خيراً عميماً، وفضلاً جسيماً.. وحين يكون الأصلُ الشريفُ معدوماً، والباطنُ خواءً فارغاً مذموماً، والإحساسُ بالجمال مفقوداً، فلا تنتظر إلا شراً مَهِيناً وضلالاً مبيناً. لا تَلُمْ صديقَك على تقصيره معك، فلستَ الوحيد في هذا الكون الفسيح، ولست الوحيد في قلبه، فقد يكون عنده من الأصدقاء والأحباب من هم أكثر محبة له منك، وهو أشد حباً لهم من محبته لك ـ مع كامل الاحترام والتقديرـ، ومع هذا لا يلتقي بهم إلا نادراً، فالناس عندهم ما يشغلهم من أعمال ومهمات، وأهل وأصدقاء، فلا تتعلق بإنسان تعلقاً شديداً يجعلك لا تستطيع العيش بدونه. ومَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهواكَ قلبُهُ وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحةٌ وفي القلبِ صبرٌ للحبيبِ ولو جفا فلا تجعل سعادتك مرهونة لشخص أو لعمل أو متاع، فسعادتك في نفسك وفي نظرتك للأشياء من حولك، فلا تعلقها بأمر خارجٍ عنها. فالنظرة السليمة والإيجابية للأشياء هي طريقك إلى السعادة، فمثلاً حينما تنظر إلى نقد الناس لك على أنه طريق للترقي نحو الأفضل، فهذا يجعلك تسعد بالنقد وتطلبه من أهله. حتى النقد الهدام الذي يقصد به التحطيم والتحقير، يمكن أن تسعد به عندما تعرف أنه لا تُرمَى إلا الشجرة المثمرة، وأنه لا يُعرَف طِيب العود إلا باشتعال النار فيه، وأن النقد ضريبة طبيعية لكلِّ من يعمل شيئاً، فتجعل ذلك محفزاً لك على العمل والإبداع. فهناك أناس لا يخطؤون؛ لأنهم لا يعملون شيئاً، فهذا الذي لا يعرف إلا أن ينقد الناس، لو كان مكان مَنْ ينتقده فقد يخطئ أكثر من أخطائه بكثير، فعلى من يَنتقِد أن يكون واقعياً، منصفاً. تأكد أنه لا يمكن لكلمة قالها أحدهم فيك، أو لموقف حصل، أن يغير هذا من الحقيقة والواقع شيئاً، فآراء الناس ليست حقائق قطعية، وإنما هي وجهات نظر تحتمل الصواب والخطأ، فلا تبالغ وتهتم كثيراً في الرد على من أساء إليك بشيء، فدع أفعالك تكذب ما قال، واترك الناس يحكمون بما يرونه. إذا أساء إليك أحدٌ فلا تعامله بما يستحق أو بمثل ما يعاملك، بل بما ترضاه لنفسك وبما يعبر عن أخلاقك ومبادئك، فكما قال الشيخ سلمان العودة: " أنت لستَ مسؤولاً عما يعمله الآخرون تجاهك، بل عمَّا تعمله أنت تجاه الآخرين". فبالتسامح وسعة الصدر، تحسن إلى نفسك وتسعدها قبل أن تحسن إلى غيرك. وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً. --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3323 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ قال - تعالى -: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئَاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ). ما أجملَ أنْ تضع هذه الآية نصب عينيك عندما تواجه أمراً تكرهه، فأنتَ لا تدري أين الخير هل هو فيما تحب أو فيما تكره، فلا تنظر إلى ظاهر الأمور وتغفل عمَّا تنطوي عليه من الحِكَم والفوائد. ولَكَ في قصة الخَضِر مع موسى - عليهما السلام - عبرةٌ، فانظر كيف كان الخضر يعمل أعمالاً يحسبها موسى - عليه الصلاة والسلام - شراً فيكلمه فيها، ثم بعد أن يبيِّن له حقيقة الأمر وملابسات الموقف عرف أنَّ ما فعله الخضر هو الخير والصواب؛ وهكذا في حياتك حينما تُفَاجأ بما لا تحب وما لا تريد تذكَّر قصة الخضر مع موسى - عليهما السلام -، واعلم أن الله أعلم بما يصلحك وهو أحكم الحاكمين، وتذكر في حياتك كم هي الأمور التي كنت تحسبها شراً ثم تبين لك أنها خير ومصلحة لك. وها هو نبيُّ الله يوسف - عليه الصلاة والسلام -، كاد له إخوته كيداً وأرادوا أن يخفضوا من شأنه ومكانته، فجَعَلَ اللهُ كيدَهم رِفْعَةً ليوسف - عليه السلام - وجعله عزيز مصر، فإرادة الله غالبة وهي فوق إرادة الكل، وصَدَقَ الله: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرَاً كَثِيرَاً). فلا مكان في الوجود للمصادفة العمياء، فكل ما يحصل هو بإرادة الله وحكمته وتقديره، قال - سبحانه -: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ)، وقال: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)، فكل أمر له حكمة. ولكن هذه الحكمة قد تغيب عن الناس ولا يدركونها. ثم إنَّ الدنيا دارُ ابتلاء واختبار للعباد، قال - تعالى -: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالخَيْرِ فِتْنَةً وَإلَينَا تُرجَعُونَ)، فالصحة والمرض، والغنى والفقر، وكل ما في هذه الدنيا من خير أو شر، هو امتحان للناس، فعطاء الله ومنعُه في الدنيا لا يستدل به على رضوان الله عن العبد أو سخطه، فهو يعطي الصالح والطالح، ويمنع الصالح والطالح؛ إنه يعطي ليبتلي، ويمنع ليبتلي، والمعول عليه هو: نتيجة الابتلاء، فمن صبر على الضَرَّاء وشكر عند السرَّاء، فهو من المفلحين. قال عبد الملك بن أبجر: ما من الناس إلا مبتلى بعافية لينظر كيف شكره، أو مبتلى ببلية لينظر كيف صبره. فما على المؤمن إلا أنْ يأخذ بالأسباب ثم يطمئن إلى حكمة الله وعدله ورحمته: (وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ). -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3324 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() بل الانسان على نفسه بصيرة إنني بكل حب أهمس في أذن كل أخ وأخت، أن نسأل أنفسنا قبل أن يسألنا ربنا يوم أن نلقاه كما قال - سبحانه -: (وَإِنَّهُ لَذِكرٌ لَّكَ وَلِقَومِكَ وَسَوفَ تُسأَلُونَ)(الزخرف: (44)، وكما قال - سبحانه - أيضا: (سَتُكتَبُ شَهَـدَتُهُُم وَيُسأَلُونَ)(الزخرف من الآية: (19). 1. من مَّنا كان يركب حماراً أو جملاً أو فرساً ثم صار يركب السيارات الفارهة، ثم عاد بعد مدة يركب الحمار والجمل والفرس في كل تحركاته وأسفاره؟ 2. من مَّنا كان يجلس في صيف يوليو وأغسطس بدون مروحة ولا تكييف ثم اتخذ مروحة ثم مكيفات هوائية، ثم بسهولة يعود إلى الحياة بدون مكيفات أو حتى مراوح؟ 3. من مَّنا كان يلتقط الأخبار من الجرائد والمجلات، ثم فتحت العين على شاشات التلفزيونات والفضائيات، ثم فجأة استغنى بالجرائد والمجلات عن هذه المستحدثات؟ 4. من مِّنا كان يأكل القديد من الخبز، والجريش من الملح، والقليل من اللحم والثريد من الطعام، ثم تحول مطبخنا إلى موائد وفيرة وأطقم من الملاعق والأطباق كثيرة، وثلاجات وبوتاجازات وميكروفات وخزانات، وتنوعت المطاعم إلى مقبلات وسلطات ونشويات وبروتينات وحلويات ومشروبات، ثم عاد إلى طعامه الأول مزقة لبن، أو تمرات أو خبزاً وملحاً ولقيمات؟ 5. من مَّنا كان يغسل أو تغسل الملابس والأواني باليدين، فتدب العافية في الأبدان، ثم صارت غسالات الأطباق والملابس بنوعيها "الغسيل والتجفيف الجزئي والكلي" ثم عاد أو عادت "ريمة إلى عادتها القديمة" يغسل أو تغسل بكلتا اليدين؟! 6. من مَّنا يذكر يوم أن كانت الحمّامات ضيقة صغيرة، يحمل معه الماء للاستنجاء، وإذا جف الماء استنجى بالحجارة، ثم صارت الحمامات فيها مقاعد وفيرة، مكسوة بالمفارش ومحفوفة بالستائر ومدعومة بالبانيوهات والحنفيات والمنظفات، ثم عاد على عقبيه إلى الحمام الأول؟! 7. من مَّنا كان يركب ويضرب أكباد الإبل كي يطمئن على أخبار الأهل والإخوان والشعوب والبلدان ثم صارت الرسائل والتليفون الأرضي، ثم صار في جيب الرجال والنساء والشباب والفتيات المحمول والمنقول من أنواع بديعة من التليفونات أشبه بالتلفزيونات، وتستدعي الإنترنيت من أي مكان وتحفظ المعلومات والأرقام والرسائل وأنواع "الرنات"، ثم فجأة قال: لأطلقن هذه التلفونات الثابتة والمتحركة ثلاثا، وسوف أعود بنفسي إلى جمع الأخبار بين النجوع والجبال والسفوح والوديان؟! 8. من مَّنا يذكر عندما كان عنده من كل ملبس نوعان أو ثلاث، تكفي لكل المناسبات، ويعلقها على حبل مشدود بين مسمارين أو وتدين، ثم صارت ملابس لا تعد ولا تحصى، وأطقم ذات ألوان متناسقة وماركات متعددة، وموضات متغايرة، ودواليب طبقات بعضها فوق بعض، ومنها ما هو للمطويات وأخرى للمبسوطات، ثم عاد بعد هذا إلى ملبس واحد أو اثنين، واستغنى عن هذا الكم الهائل من الملبوسات؟!. 9. من مَّنا يذكر يوم كان يفترش الأرض ويلتحف السماء، وإن أكرم نفسه نام على جلد بعير أو غنم أو ماعز، ثم صارت في غرف النوم سرر مرفوعة، وأكواب موضوعة، ونمارق مصفوفة، وزرابي مبثوثة، وفرش مبسوطة، فالأرض الرملية أو الترابية واراها الأسمنت ثم البلاط والرخام ثم الموكيت وفوقه السجاد، وتسريحة للشعر وأوعية للملابس، ودفايات ومراوح ومكيفات، و..ثم عاد إلى النوم على الأرض أو أكرم نفسه بجلد بعير أو ماعز؟!. 10.من مَّنا كان يدون كل شيء في كراس أو كشكول ثم تطور إلى الآلة الكاتبة، ثم الحاسب الآلي الذي صار عقلاً صناعياً يسابق وينشط ويخدم العقل الرباني، ثم فجأة أبعد الكمبيوتر، وأزاح الآلة الكاتبة والفاكس والإسكانر، والطابعة، وقرر أن يعيش على الأقلام والقراطيس؟! 11. من منا كان يعيش في خيمة أو بيت صغير فيه البساطة والفطرة، فيه النوافذ المشرفة على صفاء السماء، وخضرة الأرض أو رمال الصحراء، ثم انتقل إلى بيت صخري، وبنيان قوي، طبقات بعضها فوق بعض، مع غرف عديدة، ونوافذ قليلة، وستائر كثيفة، وفرش وسجاد وورق جدران ورخام، وطاولات وإضاءات في الأرض والأسقف، ومكيفات ومراوح ولمبات، وطفايات وزهريات ونباتات مصنوعة، ومكتبات ولوحات، ثم فجأة قرر أن يعيش على البساطة الأولى، والأيام الخوالي؟! مع هذه الأسئلة نحتاج أن نعود بالذاكرة إلى حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- قدوتنا. كيف كان يعيش النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ عاش النبي -صلى الله عليه وسلم- في منزل لا يعرف الأثاث ولا الرياش.. فلم يكن فيه بساط قط.. ولا كان يستر حيطانه من الطين شيء من الأصباغ.. ولا تسويه بالملاط. ولما دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- عدي بن حاتم الطائي وهو ملك طيء وسيدهم وحبرهم.. وقد علق صليبا من الذهب في صدره.. واستضافه النبي - صلى الله عليه وسلم - في منزله.. لم يجد النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يقدمه لضيفه ليجلس عليه إلا وسادة واحدة من ليف وضعها النبي -صلى الله عليه وسلم- لضيفه ليجلس عليها.. وجلس رسول الله على الأرض!. ولم يعرف بيت النبي –صلى الله عليه وسلم- مطبخا.. ولا كان فيه فرن.. وكان يمر شهران كاملان ولا يوقد في بيت الرسول – صلى الله عليه وسلم - نار قط.. وكان يعيش الشهر والشهرين على الماء والتمر فقط. ومن الأدلة على ذلك ما يلي: روى البخاري بسنده عن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها-: "كنا نتراءى الهلال والهلال والهلال ثلاثة أهلة في شهرين.. ولا يوقد في بيت الرسول نار! قيل: فما كان طعامكم؟ قالت: الأسودان.. " التمر" و "الماء"!. ولم يكن يجد آل محمد - صلى الله عليه وسلم - التمر في كل أوقاتهم.. بل كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يمضي عليه اليوم واليومان وهو لا يجد من الدقل "التمر الرديء" ما يملأ به بطنه. روى البخاري بسنده عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: "ما شبع آلُ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- من خُبز بُرٍّ مأدومٍ ثلاثةَ أيام حتى لحقَ باللهِ" (صحيح البخاري - باب إذا حلف أن لا يأتدم فأكل تمرا بخبز وماء - حديث رقم: 6539). روى المنذري عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رضي الله عنه- قالَ: "مَا رَأى رَسُولُ اللّهِ النَّقِيَّ مِنْ حِينِ ابْتَعَثَهُ اللّهُ - تعالى - حَتَّى قَبَضَهُ اللّهُ، فَقِيلَ: هَلْ كَانَ لَكُمْ في عَهْدِ رَسُولِ اللّهِ مُنْخُلٌ؟ قالَ: مَا رَأى رَسُولُ اللّهِ مُنْخُلاً مِنْ حِينِ ابْتَعَثَهُ اللّهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللّهُ، فَقِيلَ: فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟ قالَ: كنَّا نَطْحَنُهُ وَنَنْفُخُهُ، فَيَطِيرُ مَا طَارَ، وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ" (الترغيب والترهيب، المنذري، كتاب التوبة والزهد ج4، رقم الحديث 4955). بعض هذه التساؤلات التي أرجو أن نصدق الله في الإجابة عليها يثور سؤال هل حرام أن نستمتع بهذه الطيبات والزينات من الأطعمة والألبسة والمراكب والأدوات والمخترعات؟! أقول قطعاً: ليس هذه حراماً، قال - تعالى -: (قُل مَن حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَـاتِ مِنَ الرِّزقِ قُل هي لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ في الحَيَوةِ الدُّنيَا خَالِصَةً يَومَ القِيَـامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيات لِقَومٍ يَعلَمُونَ) (الأعراف: (32). لكني أطرح السؤال من جانب آخر. كيف توسعنا في ثوابت الدنيا (الحلال) وقلّلنا ثوابت الآخرة؟!، لا مانع أن يوازن الإنسان قطعاً بين ثوابت الدنيا والآخرة، وفي هذه نصوص عديدة منها قوله - تعالى -: 1. (وَمِنهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا ءَاتِنَا في الدُّنيا حَسَنَةً وَفِى الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار) (البقرة: ?201?). 2. (وَبتَغِ فِيمَا ءَاتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنيا وَأَحسِن كَمَا أَحسَنَ اللَّهُ إِلَيكَ وَلَا تَبغِ الفَسَادَ في الأَرضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ لمُفسِدِينَ) (القصص: (77). 3. (لَعَلَّكُم تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنيَا والآخرة) (البقرة: من الآيتين 219، 220). 4. (وَلَا تُفسِدُواْ فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلَاحِهَا وَادعُوهُ خَوفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحسِنِينَ) (الأعراف: (56). 5. ما رواه مسلم بسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: ((اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري. وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي. وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. واجعل الموت راحة لي من كل شر)) (المسند الصحيح - الرقم 2720). 6. ورد لفظا الدنيا والآخرة 111 مرة لكلٍ، أي العدد نفسه هو هو، مما يشير إلى ضرورة التوازن الدقيق بين ثوابت الدنيا والآخرة. --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3325 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() كـــــن طبيـــــب قلبــــك تشعر أنّ قلبك لم يعد مستقرا وعامرا بالسعادة والإيمان كما كان من قبل، وتغرق في بحار الغفلة والتقصير في حق الله - عز وجل -، وتعود إليها من جديد عقب كل محاولة تبذلها للخروج منها، إذا كان هذا هو حالك فلا شك أنّ قلبك في حاجه ماسّة إلى طبيب؛ من أجل أن يساعدك على الشفاء من المرض الذي أصاب قلبك. ربما نكتفي في بعض الأحيان بالمسكنات للتخلص من الوعكات الصحية المختلفة، التي تلم بنا بين الحين والآخر، ولكن تعب القلب لا يجب السكوت عليه بأي حال من الأحوال؛ لأن الثمن سيكون فادحا فإنسان بلا قلب لن يشعر بأية لذة في الدنيا، حتى وإن كان غارقا في الملذات حتى رأسه. إذا تزحزح الإيمان في قلبك خطوة صغيرة، فاعلم أنك على خطر عظيم، وأنك في مواجهة الشيطان والنفس والهوى، وكلهم أعداء لا يعرفون الرحمة ويسعى كل منهم لاحتلال قلبك والسيطرة عليه، وطردك منه لتعيش طول العمر أسيرا لغيرك. لا تيأس! إذا تمكنت جيوش الغفلة من قلبك فلا تيأس ولا تجزع، وتضّرع إلى الله - عز وجل - وأظهر له ضعفك وابكي على بابه وألح عليه في الدعاء أن يرفع عن قلبك ما أصابه، وكن في كل هذا محسن الظّن به - سبحانه وتعالى -، وتذكر ذنوبك واندم عليها شعوراً وقولاً وفعلاً. في كل الأحوال، فإن إخراج المحتل يكون أصعب كثيراً من دخوله، ولذلك لا تيأس ولا تجزع واجمع حبال الصبر وتمسك بها، وتحصن بالله وتعّوذ به من كل من يسعى إلى إبعادك عن طريقه. ما يجب عليك أن تدركه جيداً هو أنّ الحياة تبدأ من القلب، وأنه إذا غُيّب قلبك فلن يكون عمرك سوى رحلة من الألم المتصل، بعيداً عن السعادة الحقيقة التي أثبت الواقع أنّ القلب لا يمكن أن يحياها إلا في رحاب الطاعة. وقد ذكر القرآن الكريم أنّ هناك عدة أنواع للقلوب هي: القلب السليم: الذي سلّمه الله من أمراض الشبهات والشهوات وانتدبنا لنلقاه به فننال النجاة يوم نلقاه. فقال - تعالى -: (يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم) [الشعراء: 89]. ووصف به خليله إبراهيم أبا الأنبياء - عليهم السلام - فقال عنه: (إذ جاء ربه بقلب سليم). القلب الميت: قلب الكافر الذي أُشرب الكفر حتى ران عليه فمنع وصول الحق إليه، قال - تعالى -: (وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً) ووصف - تعالى -قلب الكافر بالقسوة فقال: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة). القلب السقيم: المُثقل بمرض الشهوات أو الشبّهات أو بهما معاً، كما في قوله - تعالى -: (ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض). كثرة الكلام: من الأمراض التي تصيب القلب فتحجبه عن نور الإيمان، القسوة وأصحاب القلوب القاسية هم أبعد الناس عن الله، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد القلوب عن الله القلب القاسي). الرجوع إلى كتاب الله القائل: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) [الإسراء: 82] قبل أن تحيق الندامة بمن أعرض عنه، ومنها أيضا الانصراف إلى ذكر الله - تعالى -أو الإكثار منه، إذ إن القلوب القاسية لا يلينها مثل الذكر ولا يهذبها مثل الطاعة والانقياد لله - تعالى -، وهو القائل: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، والقائل في وصف عباده الصالحين: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله) [الرعد: 28] ومنها ما حصره ابن القيم في (الداء والدواء) بالسعي إلى إحراز السلامة من خمسة أشياء: ومن شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، وهوى يناقض التجريد والإخلاص. حرارة الإيمان: إنّ حرارة الإيمان تستطيع أن تنضج القلوب فتلينها وترققها، فإذا غذّاها وقود العمل الصالح والإكثار من الذكر، ومراقبة عدل الله وفضله وسلطانه المهيمن على جميع خلقه، رقَّت القلوب وخشعت..ومتى وصلت القلوب إلى هذه المرحلة تدفقت منها الرحمة. ومن أهم أسباب أمراض القلوب المعصية ومخالفة أمر الله، ونقضهم العهد والميثاق سبَّب لهم الطرد عن الله، فابتعدوا بذلك عن مهابط رحمة الله، فأمست قلوبهم جافة قاسية. كما أن من أسبابها الرئيسية أيضا الحرص على الدنيا، وهذا هو أول الأسباب لمرض القلب لما فيه ضياع للوقت وانشغال للعقل، بتحصيل الدنيا وبالتالي يغفل العبد عن آخرته التي مآله إليها وكذلك يعد إتباع الهوى قال الله - عز وجل - "أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا" [سورة الفرقان43]. ويؤكد العلماء أيضاً أنّ السبب الرئيسي في الأمراض التي تصيب العديد من القلوب هو الغضب: لأنّ الغضب والتعصب للأهواء يضيع على صاحبه معرفة الحق والتثبت من الرأي الصحيح، وكذلك حب الظهور والسيادة وفضول النظر والكلام (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) [رواه البخاري]. طريقة العلاج: ويمكنك وضع البرنامج التالي لعلاج قلبك خلال فترة وجيزة وإعادته إلى نور الطاعة مرة أخرى: أولاً: ذكر الله وتلاوة القرآن: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله كالحي والميت) [رواه البخاري]. ثانياً: الدعاء: قال النبي: (ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم). ثالثاً: قيام الليل: شرف المؤمن قيام الليل، قال الله - عز وجل - (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) [سورة السجدة: آية 16، 17] رابعاً: الصيام: قال رسول الله: (ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً). خامساً: حسن الخلق: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون). سادساً: بر الوالدين: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رغم أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر، فلم يدخلاه الجنة) (رواه مسلم). -------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3326 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() حقيقــــــة الـــــــدنيــــــا أمثلة تبين حقيقة الدنيا التي تعلقت بها القلوب المثال الأول شهوات الدنيا في القلب كشهوات الأطعمة في المعدة وسوف يجد العبد عند الموت من شهوات الدنيا في قلبه من الكراهة والنت والقبح ما يجده للأطعمة اللذيذة إذا انتهت في المعدة غايتهاوكما أن الأطعمة كلما كانت ألذ طعماً وأكثر دسماً وأكثر حلاوة كان رجيعها أقذر فكذلك كل شهوة كانت في النفس ألذ وأقوى فالتأذي بها عند الموت أشد .وفي المسند : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للضحاك بن سفيان : ألست تؤتى بطعامك وقد مُلح وقزح ثم تشرب عليه الماء واللبن؟ قال : بلى ، قال : فإلى ما يصير ؟ قال : إلى ماقد علمت ، قال : فإن الله عزوجل ضرب مثل الدنيا لما يصير إليه طعام ابن آدم .وكان بعض السلف يقول لأصحابه : انطلقوا حتى أريكم الدنيا فيذهب بهم إلى مزبلة فيقول : انظروا إلى ثمارهم ودجاجهم وعسلهم وسمنهم . المثال الثاني ما مثلها به النبي عليه الصلاة والسلام كظل شجرة والمرء مسافر فيها إلى الله فاستظل في ظل تلك الشجرة في يوم صائف ثم راح وتركها . المثال الثالث تمثيله لها صلى الله عليه وسلم بمدخل اصبعه في اليم فالذي يرجع به غصبعه من البحر هو مثل الدنيا . المثال الرابع مثالها مثال إناء مملوء عسلاً رآه الذباب فأقبل نحوه فبعضه قعد على حافة الإناء وجعل يتناول من العسل حتى أخذ حاجته ثم طار ، وبعضه حمله الشره على أن رمى بنفسه في لجة الإناء ووسطه فلم يدعه انغماسه فيه أن يتهنأ به إلا قليلاً حتى هلك في وسطه . المثال الخامس مثال الدنيا كحوض كبير ملئ ماء وجعل مورداً للأنام والأنعام فجعل الحوض ينقص على كثرة الوارد حتى لم يبقى منه إلا كدر في أسفله قد بالت فيه الدواب وخاضته الناس والأنعام كما روى مسلم في صحيحه عن عتبة بن غزوان : أنه خطبهم فقال في خطبته : إن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حَذاء ولم يبقى إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها وأنكم منتقلون عنها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم .إن الدنيا قد أذنت بصرم / أي بانقطاع وانقضاء .وولت حذاء / أي خفيفة سريعة .الصبابة / البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء. المثال السادس ما مثلها به النبي عليه الصلاة والسلام من الثوب الذي شق وبقي معلقاً بخيط في آخره فما بقاء ذلك الخيط ؟؟؟ المثال السابع كمثل رجل أوقد ناراً عظيمة فجعلت الفراش والجنادب يرون ضوءها فيقصدونها ويتهافتون فيها ومن له علم بحالها جعل يستضيء بها من بعيد .تعليق هذه هي الدنيا التي يلهث الناس وراءها فهي لا تستحق أن يسعى العبد في طلبها فالدنيا ملعونه ملعون مافيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم ومتعلم كما جاء في الحديث.فالدنيا دار ممر وليست دار مستقر ابن القيم الجوزية ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3327 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الملائكة يستغفرون لك إن الله تعالى يحب أن تستغفر وتتوب من ذنوبك ، وحين تستغفر الله وتتوب إليه يجعل الملائكة يستغفرون لك … وليس اى ملائكة بل من يحملون عرش الله المقربون … أعظم الملائكة … يستغفرون لك أنت وهذا من حب الله لك .. يجعل ملائكته المقربين حملة العرش يستغفرون لك واسمع إلى كتاب الله وهو يقول :… {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } إن هذه الآية التي نتحدث عنها وردت في سورة غافر { غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ }هو سبحانه شديد العقاب ذى الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ، ولكنه يحب أن يغفر … قدم مغفرة الذنب على كل هذا ، وسمى السورة بإسمين …. سورة غافر … وسورة المؤمن …. فمتى تصبح أنت مؤمنا حقا ؟ </SPAN>وقال يحيى بن معاذ الرازي لأصحابه في هذه الآية : افهموها فما في العالم جنة أرجى منها ، إن ملكاً واحداً لو سأل الله أن يغفر لجميع المؤمنين لغفر لهم ، كيف وجميع الملائكة وحملة العرش يستغفرون للمؤمنين . وقال خلف بن هشام البزار القارئ : كنت أقرأ على سليم بن عيس فما بلغت : " ويستغفرون للذين آمنوا " بكى ثم قال : يا خلف ! ما أكرم المؤمن على الله نائماً على فراشه والملائكة يستغفرون له . فانظر للعظيم الذي يجعل ذكرك في السماء .. حول العرش .. في أعلى مكان وانظر للكريم الذي يجعل الملائكة تذكرك وتزيد على هذا بأن تستغفر لك وتدعو الله أن يقيك عذاب الجحيم كم يساوى هذا .. ؟ أموال الدنيا لا تساوى شيئا بجوار هذا … لذة الدنيا لا تساوي شيئا بجوار لحظة واحدة يذكر فيها اسمك عند عرش الرحمن . الملائكة العظام حملة العرش .. يستغفرون لك أنت أخي الكريم ؟ ويدعون الله أن يقيك عذاب الجحيم ؟ حين يكون … الإيمان بالله والتوبة إليه واتباع سبيله هو ما تحب ، فيعطيك الله ما يحب …. وهو يحب لك الخير سبحانه ، حين تفعل ما يحب …. يعطيك فوق ما تحب.... فهل تكون مثل هذه الايات دافعا لنا الى المسارعة للتوبة والاستغفار والرجوع الى الله بالعمل الصالح أنا مذنب أنا مخطئ أنا عاصي .... هو غافر وهو راحم هو كافي قابلتهن ثــلاثة بثـــلاثة ... ولتغلبن أوصافه أوصافي -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3328 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() فريق في الجنة وفريق في السعير يقرر القرآن الكريم أن الناس في يوم القيامة فريقان لا ثالث لهما ، فريق في الجنة ، وفريق في السعير .. هؤلاء في نعيم مقيم ، وجنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وملائكة يروحون عليهم ويغدون .. وأولئك في عذاب مقيم ، وأهوال تتجدد ، وشقاء يتلون ، وصياح وعويل ، ودماء ودموع ! هذا هناك يوم تقوم الساعة ، وهو موعد لن يتخلف عنه أحد .. ولكن المتأمل في دنيا الناس اليوم ، سيجد أنهم فريقان أيضا ً، فريق في الجنة وفريق في السعير ، غير أن أكثر الناس لا يعقلون !! أما الصنف الأول فهم الذين يعيشون في بحبوحة الطاعات ، وجنة معرفة الله سبحانه ، والتلذذ بذكره ومناجاته ، والأنس بالخلوة معه ، والتعب من أجله ، والإقبال عليه بكلية القلب .. هؤلاء ينعمون في جنات وارفة الظلال ، قطوفها دانية ، ونعيمها ممتد ، وبركتها واضحة . قال تعالى : (وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) في الدنيا قبل الآخرة ! ومن استشعر هذا الفوز ، اهتز قلبه بالفرح ، وأحس أنه في حدائق ذات بهجة ! أما الصنف الثاني فهم في أتون سعير الشهوات يتقلبون ، وبين لظاها يحترقون ، وبلهبها يكتوون ، ومن سمومها يشربون ، ودخانها يستنشقون..!! والعجب كل العجب أنهم يزعمون لك أنهم يتنعمون !! أبالنار وجمرها ولهبها ولظاها ودخانها تتنعمون ..!!؟ هيهات إن هي إلا أوهام ! إنه لولا قوة تخدير خمرة الهوى لعقولهم ، لضجوا بالبكاء ، ولزادوا في النواح ، ولما هدأت لهم عين ، حتى ينقلهم الله من هذا السعير الذي هم فيه ، إلى ذاك النعيم يتذوقه أهل الطاعات ..!! ولكن عين الهوى عمياء !! والقلب المعتم لا يُبصر !! والفطرة المنكوسة تنقلب في حسها الحقائق ، فتتبلد المشاعر !! غير أننا ننبه : أن كلامنا هذا ليس معناه أن نحكم على أحد بدخول النار يوم القيامة ، اللهم إلا إذا مات على غير الإسلام .. كلامنا هنا محصور في جحيم الشهوات ، ولظى المعاصي ، وأتون الذنوب ، وسجن الآثام .. ونحو ذلك ، مما يذوق مرارته أصحاب القلوب ، أعني من الصنف الأول ، إذا وقعوا فيه ولو ساعة من نهار أو ليل ! أما المطموسة بصائرهم فإنهم يضرسون الجمر ، ويقسمون لك أنه تمر !! فلا عبرة لكلامهم ، ولا التفات لدعواهم .. وكفى بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا ليضع النقاط على حروفها ، ففي الحديث الشريف يخبر الرسول الكريم أن هذه المعاصي ( قاذورات ) ومن ابتلي بشيء منها ، فليستتر .. وليبادر بالتوبة منها قبل أن يوافيه الموت وهو على ذلك .. وتحقيق الشرائط التوبة كفيل أن ينقل هذا الإنسان من هنا إلى هناك .. وما أدراك ما هناك ..! روح وريحان ، وسكينة واطمئنان ، ورب راضٍ غير غضبان ..! أبو عبد الرحمن ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3329 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() أبكي ترزق الخشوع أبكي ترزق الخشوع (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أنقل لكم هذا الموضوع وأسأله سبحانه أن يكتب به النفع .... فإذا عيناه تذرفان قال الله عزوجل واصفاً عباده المؤمنين إذا سمعوا آياته : { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً } .[مريم: 58]وقال عنهم : { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } .[الإسراء: 109]فاللبكاء عباد الله قيمة شرعيه تعبديه..والبكاء من خشية الله مفتاح لرحمته ..لا أقول أننا لا نبكي ..لا وألف لا ..بل نبكي..ولكن السؤال على ماذا نبكي ؟؟!!.. نبكي على مصائبنا وآلامنا ..هذا يبكي على أبٍ أو أم ..وذاك يبكي على أخٍ أو أخت ..وآخر يبكي على صاحب أو حبيب أو قريب ..وذاك يبكي لخسارة مادية أو مشكلة اجتماعية .. بل الأدهى هناك من يبكي على أحداث في مسلسلات وشاشات وقنوات ..وآخر يبكي على خسارة في المباريات .... شتان والله بين دموعهم ودموع الخاشعين لله ..بكت أم أيمن رضي الله عنها لما جاءها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يزورانها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالا لها :يا أم ما يبكيك ؟..يا أم أيمن ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسوله !!..قالت : بلى أعلم أنَّ ما عند الله خير لرسوله ، ولكن أبكي انقطاع الوحي من السماء ..بكت همَّا وحزنا وخوفاً على الأمة بعد نبيها ..فماذا عساى أن أقول عنهم وعن أخبارهم..فمنهم من بلَّ الأرض بدموعه ..ومنهم من إذا ذُكرت النار خرَّ على وجهه مغشياً عليه ..بل منهم من إذا سمع الأذان ارتعدت فرائصه ..ومنهم من إذا توضأ للصلاة احمَّر وجهه ، وسالت دموعه ..قال ابن عثيمين رحمه الله : والله لو أنَّ القلوب سليمة لتقطّعت ألماً ولتفطّرت حزناً وهي تقرأ قول الله مخاطباً عباده:{ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } ..[البقرة: 223]وأي بشارة أعظم من لقاء الحبيب ...فكل حبيب يشتاق إلى لقاء حبيبه ...واعلم أنَّ البكاء من مفاتيح التوبة ..ألا ترى أن القلوب ترق حينها فتندم ..اسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول ( عينان لا تمسهما النار:عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ) . إذا أردت أن تعرف قيمة الدموع وأثرها !!.فاسأل التائبين .. اسأل التائبين عندما يتوجهون إلى ربهم بقلب كسير وعيون خاشعة ذليلة فتنهمر الدموع لتكون دليلاً على الندم والتوبة ..{ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }[البقرة: 222]إذا أنت لم تبكي على ذنبك ، فمن يبكي لك عليه بعدك ؟!..::اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع ، و عين لا تدمع ، وأذن لا تسمع ، ونفس لا تشبع ، وعلم لا ينفع اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان.. ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3330 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() قصص التائبين عبرة وعظة لا شك أن القصص لها أثر كبير على النفس، خاصة إذا كانت تلك القصص واقعية فإنها تكون أكبر أثرا وأعظم وقعا فكم كانت سببا في تخفيف مصيبة على إنسان أو تفريج هم أو بث الأمل في نفسه، ولذا نجد القرآن الكريم يذكر كثيرا من قصص الأمم السابقة وما حدث لهم لتكون عبرة وعظة يستفيد منها المرء في حياته، والإمام الحافظ ابن رجب -رحمه الله- نقل لنا (أثناء حديثه عن التوبة وضرورة الاهتمام بها) بعضا من قصص التائبين لتكون مذكرة ومعينة على التوبة يقول -رحمه الله-: ذكر ابن أبي الدنيا بإسناد له: أن رجلاً من ملوك البصرة كان قد تنسك، ثم مال إلى الدنيا والشيطان، فبنى داراً وشيدها، وأمر بها ففرشت له ونجدت، واتخذ مأدبة، وصنع طعاماً ودعا الناس، فجعلوا يدخلون ويشربون وينظرون إلى بنائه ويعجبون منه، ويدعون له ويتفرقون. فمكث بذلك أياماً حتى فرغ من أمر الناس. ثم جلس في نفر من خاصة إخوانه، فقال: قد ترون سروري بداري هذه، وقد حدثت نفسي أن أتخذ لكل واحدٍ من ولدي مثلها، فأقيموا عندي أياماً أستمتع بحديثكم وأشاوركم فيما أريد من هذا البناء لولدي، فأقاموا عنده أياماً يلهون ويلعبون ويشاورهم كيف يبني لولده، وكيف يريد أن يصنع. فبينما هم ذات ليلة في لهوهم إذ سمعوا قائلاً يقول من أقاصي الدار: يا أيها الباني منيته لا تأمنن فإن الموت مكتوب على الخلائق إن سروا وإن فرحوا فالموت حتف لذي الآمال منصوب لا تبنين دياراً لست تسكنها وراجع النُسك كيما يغفر الحوب قال: ففزع من ذلك وفزع أصحابه فزعاً شديداً، وراعهم ما سمعوا من ذلك، فقال لأصحابه: هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم. قال: فهل تجدون ما أجد؟ قالوا: ما تجد؟ قال: أجد والله مسكة على قلبي ما أراها إلا علة الموت. قالوا: كلا، بل البقاء والعافية. قال: فبكى، وقال: أنتم أخلائي وإخواني فما لي عنكم؟ قالوا: مُرنا بما أحببت. قال: فأمر بالشراب فأهريق، وبالملاهي فأخرجت. ثم قال: اللهم! إني أشهدك ومن حضر من عبادك أني تائب إليك من جميع ذنوبي، نادم على ما فرطت أيام مهلتي، وإياك أسأل إن أقلتني أن تتم علي نعمتك بالإنابة إلى طاعتك، وإن أنت قبضتني إليك أن تغفر لي تفضلاً منك علي. واشتد به الأمر فلم يزل يقول: الموت والله! حتى خرجت نفسه. فكان الفقهاء يرون أنه مات على توبة. وروى الواحدي في كتاب " قتلى القرآن " بإسناد له، أن رجلاً من أشراف أهل البصرة كان منحدراً إليها في سفينة ومعه جارية له، فشرب يوماً، وغنته جاريته بعود لها، وكان معهم في السفينة فقير صالح، فقال له: يا فتى! تُحسن مثل هذا؟ قال: أحسن ما هو أحسن منه. وكان الفقير حسن الصوت، فاستفتح وقرأ: (قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً * أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) (النساء، 77، 78) فرمى الرجل ما بيده من الشراب في الماء، وقال: أشهد أن هذا أحسن مما سمعت، فهل غير هذا؟ قال: نعم، فتلا عليه: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها....) الآية (الكهف 29). فوقعت من قلبه موقعاً، ورمى بالشراب في الماء، وكسر العود، ثم قال: يا فتى! هل هناك فرج؟ قال: نعم، (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) (الزمر، 53) الآية، فصاح صيحة عظيمة، فنظروا إليه فإذا هو قد مات - رحمه الله -. وروى ابن أبي الدنيا بإسناد له أن صالحاً المريَّ - رحمه الله - كان يوماً في مجلسه يقص على الناس، فقرأ عنده قارئ (وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) (غافر، 18) فذكر صالح النار وحال العصاة فيها، وصفة سياقهم إليها، وبالغ في ذلك وبكى الناس، فقام فتى كان حاضراً في مجلسه، وكان مسرفاً على نفسه، فقال: أكل هذا في القيامة؟ قال صالح: نعم، وما هو أكثر منه، لقد بلغني أنهم يصرخون في النار حتى تنقطع أصواتهم فلا يبقى منهم إلا كهيئة الأنين من المريض المدنف، فصاح الفتى: أيا لله! واغفلتاه عن نفسي أيام الحياة! وأسفاه على تفريطي في طاعتك يا سيداه! وأسفاه على تضييع عمري في دار الدنيا! ثم استقبل القبلة، وعاهد الله على توبة نصوح، ودعا الله أن يتقبل منه وبكى حتى غشي عليه، فحُمل من المجلس صريعاً، فمكث صالح وأصحابه يعودونه أياماً، ثم مات، فحضره خلق كثير، فكان صالح يذكره في مجلسه كثيراً، ويقول: وبأبي قتيل القرآن! وبأبي قتيل المواعظ والأحزان! فرآه رجل في منامه، فقال: ما صنعت؟ قال: عمتني بركة مجلس صالح فدخلت في سعة رحمة الله التي (وسعت كل شيء) (الأعراف، 156) من آلمته سياط المواعظ فصاح فلا جناح، ومن زاد ألمه فمات فدمه مباح. قضى الله في القتلى قصاص دمائهم ولكن دماء العاشقين جبار وبقي ها هنا قسم آخر، وهو أشرف الأقسام وأرفعها، وهو من يفني عمره في الطاعة، ثم ينبه على قرب الآجال، ليجَّد في التزود ويتهيأ للرحيل بعمل يصلح للقاء، ويكون خاتمة للعمل. قال ابن عباس: لما نزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاء نصر الله والفتح) (النصر، 1) نعيت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسه، فأخذ في أشد ما كان اجتهاداً في أمر الآخرة. قالت أم سلمة: كان النبي -صلى الله عليه وسلم-، في آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ولا يذهب ولا يجيء إلا قال: "سبحان الله وبحمده" فذكرت ذلك له، فقال: " إني أُمرت بذلك، وتلا هذه السورة ". وكان من عادته أن يعتكف في كل عام في رمضان عشراً، ويعرض القرآن على جبريل مرة، فاعتكف في ذلك العام عشرين يوماً، وعرض القرآن مرتين، وكان يقول: ما أرى ذلك إلا لاقتراب أجلي. ثم حج حجة الوداع، وقال للناس: خذوا عني مناسككم، فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا. وطفق يودع الناس، فقالوا: هذه حجة الوداع. ثم رجع إلى المدينة فخطب قبل وصوله إليها، وقال: أيها الناس! إنما أنا بشر، يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب. ثم أمر بالتمسك بكتاب الله، ثم توفي بعد وصوله إلى المدينة بيسير - صلى الله عليه وسلم -. إذا كان سيد المحسنين يؤمر أن يختم عمره بالزيادة في الإحسان، فكيف يكون حال المسيء. خذ في جد فقد تولى العمر كم ذا التفريط قد تدانى الأمر أقبل فعسى يُقبل منك العذر كم تبني كم تنقضُ كم ذا الغدر مرض بعض العابدين فوصف له دواء يشربه، فأتى في منامه فقيل له: أتشرب الدواء والحور العين لك تُهيأ؟ فانتبه فزعاً، فصلى في ثلاثة أيام حتى انحنى صلبه، ثم مات في اليوم الثالث. كان رجل قد اعتزل وتعبد، فرأى في منامه قائلاً يقول له: يا فلان! ربك يدعوك فتجهز وأخرج إلى الحج، ولست عائداً؛ فخرج إلى الحج فمات في الطريق. رأى بعض الصالحين في منامه قائلاً ينشده: تأهب للذي لابد منه من الموت الموكل بالعباد أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد. -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |