منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 25-07-2013, 12:43 PM   #3351
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

انتبــة العمــــر يمضـــــــــي
قال الشاعر:
إذا مر بي يوم ولم أقتبس هدى
ولم أستفد علماً فما ذاك من عمري
وقال حكيم: من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه، أو فرضٍ أداه، أو مجدٍ أثَّله، أو حمدٍ حصَّله، أو خير أسسه، أو علمٍ اقتبسه فقد عق يومه وظلم نفسه.
وللوقت خصائص يتميز بها يجب علينا أن ندركها حق إدراكها، وأن نتعامل معه على ضوئها، ومن هذه الخصائص:
أولاً: سرعة انقضائه:
فهو يمر مر السحاب سواء كان زمن مسرة وفرح، أم كان زمن اكتئاب وترح.
قال الشاعر:
مرت سنون بالوصال وبالهنا
فكأنها من قصرها أيام
ثم أتت أيام هجر بعدها
فكأنها من طولها أعوام
ثم انقضت تلك السنون وأهلها
فكأنها وكأنهم أحلام

ومهما طال عمر الإنسان في هذه الحياة فهو قصير ما دام الموت هو نهاية كل حي. وعند الموت تنكمش الأعوام والعقود التي عاشها الإنسان حتى لكأنها لحظات مرت كالبرق الخاطف.
ويحكون عن شيخ المرسلين نوح عليه السلام : عندما سئل: كيف وجدت الدنيا؟ فقال: كدار لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر.
وسواء كانت القصة صحيحة أم غير صحيحة فإنها تعبر عن حقيقة مقررة هي: تضاؤل الأعمار عند الموت. قال تعالى : (ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار) [يونس: 45].
ثانياً: أن ما مضى منه لا يعود ولا يعوَّض:
فكل يوم يمضي وكل ساعة تنقضي وكل لحظة تمر ليس في الإمكان استعادتها، ومن ثمَّ لا يمكن تعويضها؛ وهذا ما عبر عنه الحسن البصري بقوله البليغ: "ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: يا ابن آدم! أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني؛ فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة".
قال الشاعر:
وما المرء إلا راكب ظهر عمره
على سفر يفنيه باليوم والشهر
يبيت ويضحي كل يوم وليلة
بعيداً عن الدنيا قريباً إلى القبر

ثالثاً: أنه أنفس ما يملك الإنسان:
فالوقت يعتبر من أنفس وأثمن ما يملك الإنسان؛ لأن ما مضى منه لا يرجع ولا يعوَّض بشيء. وترجع نفاسة الوقت إلى أنه وعاء لكل عمل وكل إنتاج؛ فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان فرداً أو مجتمعاً.
والوقت ليس من ذهب فقط كما يقول المثل ؛ بل هو أغلى في حقيقة الأمر من الذهب وغير ذلك من المعادن والجواهر النفيسة، إنه هو الحياة؛ فما حياة الإنسان إلا الوقت الذي يقضيه من ساعة الميلاد إلى ساعة الوفاة.
وفي هذا قال الحسن البصري أيضاً: ابن آدم! إنما أنت مجموعة أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك، ومن جهل قيمة الوقت الآن فسيأتي عليه حين يعرف فيه قدره ونفاسته وقيمة العمل فيه ولكن بعد فوات الأوان.
وفي هذا يذكر القرآن موقفين للإنسان يندم فيهما على ضياع وقته، حيث لا ينفع الندم:
الموقف الأول: ساعة الاحتضار:
حين يستدبر الإنسان الدنيا ويستقبل الآخرة ويتمنى لو منح مهلة من الزمن وأُخِّر إلى أجل قريب ليصلح ما أفسد ويتدارك ما فات. قال تعالى : (وأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) [المنافقون:10]. ولكن الله رد عليهم بقوله: (ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها إن الله خبير بما تعملون) [المنافقون: 11].
الموقف الثاني: في الآخرة:
حيث توفى كل نفس ما عملت وتجزى بما كسبت، ويدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار؛ قال تعالى : (ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون) [الزمر: 70]، وقوله تعالى : (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب) [ غافر: 17]. هناك يتمنى أهل النار لو يعودون مرة أخرى إلى الدنيا؛ ولكن هيهات لما يطلبون؛ فقد انتهى زمن العمل وجاء زمن الجزاء،
والله أعطى كل مكلَّف من العمر ما يتسع لعمل ما كُلِّفَ به، ويُذكِّره إذا غفل عنه وبخاصة من عاش حتى بلغ الستين من عمره؛ ففي هذا القدر من السنين ما يكفي لأن ينتبه الغافل ويتوب العاصي. وفي الحديث الصحيح: "أعذر الله إلى امرئ أمهله حتى بلغ ستين عاماً"(1).
ــــــــــ
الهوامش:
(1) رواه البخاري، ح/0495.
------------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-2013, 01:15 PM   #3352
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

تــــوبــــــة فتــاة مصـــابــة با لإيدز
بعد أن وقعت في المصيدة:
أكتب قصتي بدموعي التي صارت أنهاراً من دم، بعد ما غرق قلبي في الحزن والبكاء والندم، ولكن هل يجدي الندم نفعا ً؟ وهل تخضر الأوراق بعد اصفرارها وذبولها، وهل تعود الأيام واللحظات بعد رحيلها؟!
أما قصتي فهي ليست من نسج الخيال ولا أحاديث جدات ترويها لأحفادها ليناموا عليها، ولا هي مشهد من فيلم تنتهي أحداثه بكلمة النهاية ولا يبقى منه إلا الأثر، قصتي مأساة رهيبة أحالت حياتي إلى أشباح وكوابيس مخيفة تحيط بي أينما اتجهت، فما هي مأساتي وقصتي؟.
أرويها فقط لعلّ من تسمعها تأخذ منها عبرة وعظة، أو لعلَّ تلك الشاردة عن طريق الصواب تستيقظ قبل فوات الأوان، أرويها لتلك الفتاة التي أينعت أوراقها وأزهر شبابها، وتفتحت أيامها وهي في ريعان الصبا، قد أنستها الغفلة سياج التقوى فسبحت في بحيرة الرغبة لا تدري ماذا سيحلُّ بها..
تأملي قصتي باختصار..
لمَّا بلغت عامي الثامن عشر أحسست أني أستقبل الحياة بكل حرية، لا قيود ولا مراقبة، وسياج الثقة من الأهل قد دفعني لاكتشاف المجهول، تعرَّفت على مجموعة من الصديقات في أول سنة في الكلية، وبما أني أزعم أني متطورة و(مودرن)؛ فقد وافقت على أن أتخذ ما يسمى (بوي فرند)، أي صديق، فاختارت صديقتي أخ صديقها، ودون تردد وافقت، وتمَّ التعارف دون تقدير للعواقب، فقد ضرب الشيطان على سياج الحرية والثقة بالنفس،
وأنَّ هذا الأمر طبيعي، فاندفعت إليه بكل عفوية وبراءة طفولية، وبعدها بدأ مسلسل اللقاءات والزيارات والمكالمات، فكنت أذهب إليه ونذهب إلى حيث نريد، كل ذلك وأمي لا تعلم شيئاً،
فقد كنت أكذب عليها، وليتني أخبرتها، ولكن ما أصعب الندم.
أحسست أني متعلقة به جداً ولا أقوى على فراقه، وفجأة نزل عليَّ خبر كالصاعقة، فلم أصدق أول الأمر، ولكن دائماً نحن هكذا، لا نصدق الأخبار المهمة إلا بعد هدوء النفس، نعم إنه الرحيل الحتمي، فقد توفي صديقي متأثراً بمرض تليف الكبد،
واكتشفت أنه كان بسبب المخدرات؛ لأنه كان مدمناً ولم أكن أعلم، وخيَّم الحزن عليَّ، وضاقت نفسي، ولكن هل يفيد الحزن؟
وبينما أنا أتجرَّع مرارة الحزن، وإذا بالذي غيَّر مجرى حياتي، وقلب كياني وأطار صوابي وبعثر أوراقي، فأفقت من صدمتي وأنا كالمجنونة، وراح لساني يلعنه دون إرادة مني،
فقد همست صديقة لي تعرفه قائلة: إنه كان مصاباً بمرض خطير جداً قبل وفاته مع مرض تليف الكبد، قالت: إنه كان مصاباً بالإيدز!! نعم كان مصاباً بالإيدز.. فتلعثمت عن الكلام وتوقف قلبي عن الخفقان ويبس الكلام وانشل تفكيري، فأيقنت بالرحيل..
أغلقت على نفسي باب غرفتي، أضربت عن الطعام، ولكن هل أقول فات الأوان؟.. رحمتك يا ربي.. تراقصت تلك الليالي وتلك اللقاءات أمام عيني.. فمزقتُ كفي وأصابعي من الندم، ولكن ندمي لو وزع على فتيات العالم لكفاهن، فأحاطت بي الحيرة ماذا أفعل؟
التحليل.. ولكن ماذا أقول لأمي، وأبي المريض بالقلب، تفهمت أمي بعد ما بكت طويلاً وأشفقت عليَّ أن أموت من الحزن بين يديها، اتجهنا للمستشفى، وأخذوا مني عينة من الدم.
الموعد بعد أسبوع لمعرفة نتيجة التحليل، فصار هذا الأسبوع كأنه الزمان كله، صار عليَّ أطول من القرن، لم أذق فيه طعماً للنوم، أو مذاقاً للأكل.. كلما اقترب الموعد زاد خوفي وهلعي ووجلي وترقبي، سقطتُ من الإعياء والإجهاد..
بخطى متثاقلة دخلت أنا وأمي المستشفى بعد أن شحب لوني وابيضت شفتاي واحمرت عيناي من البكاء وطول السهر،
جلست في غرفة الانتظار.. المكان مزدحم بالنساء، فتيات في مثل سني يضحكن وهنَّ في منتهى الأناقة، هذه معها طفلها الأول، والأخرى قد تعينت حديثاً هنا، والأخرى مع أمها يظهر أنها حديثة عهد بعرس، والقاسم المشترك بين الحضور هو الفرح، أما أنا لو يعلمن ما على قلبي من الحزن والوجل وأنا أنتظر نتيجة التحليل، وهل سأكون مع الأموات وأنا في عداد الأحياء؛ أم أكون قد نجوت من الغرق، وأتشبث بالحياة من جديد وأحيط نفسي بسياج العفاف والتقوى؟!
ولكن ما أصعب أن ينتظر الإنسانُ الموت في أية لحظة ولا يدري من أين يأتيه، ما أبشع الخوف من شيء لا تراه.
خرجت الممرضة: تنظر في الوجوه، كأنها تبحث عني، تسارعت ضربات قلبي، تردَدَ نفسي، يبس ريقي، ما لها هكذا، نادت أمي، قامت أمي إليها، كم أتمنى أن أعرف ما هي النتيجة، كم أتمنى أن تكون النتيجة أني قد نجوت من المصيدة، ما أرخص الأحلام وما أبشع الواقع!
قالت الممرضة لأمي: لا بد من حضور رجل! ترى ما الأمر، قالت: لا لن أخبرك.. ولكن لا بدَّ من حضور رجل، أمي تذرف الدموع، ما الأمر يا أمي؟ الصمت يلف أمي بوشاحه، ودموعها أنهار تجري على خديها، أخذت أمي الورقة من يديها، نظرت إليها، مزقتها، ألقت بها على الأرض وهي لا تدري، أخذت قصاصة منها، فتحتها، ألقيت نظرة على ما بها، فكانت الطامة.. رأيت النتيجة..
رأيت ثمن الانحراف عن طريق العفاف، شاهدت بأم عينيّ نتيجة العبث واللهو، فكان في أول الأمر طيش، وإذا به ينتهي إلى مأساة لا يمكن أن يستوعبها عقل.
أنا في ريعان الصبا، ذات الثمانية عشرة عاماً، هل تصدقون، هل تستوعبون، هل تسمعون؟ أنا.. نعم أنا أحمل الطاعون.. أحمل ثمن الانحراف، أحمل فيروس الإيدز!!
أفقت، ولكن بعد فوات الأوان، ندمت ولم يفد الندم.. بكيت فجفَّت دموعي، سهرت لأطرد شبح الموت، فأنهكني التعب، أبحث في طرق الحياة عن ملاذ فلم أجد إلا طريق الإيمان والندم، وأنا الآن أقف في مهب الريح أنتظر قدري مع كل إحساس بألم.
أسوق قصتي لك ولها لعلّ الغافلة تفيق من غفلتها، ولعلّ الشاردة تعود أدراجها، ولعل العابثة تنتبه قبل أن تحترق أيامها، فمعاناتي لا توصف، وألمي لا حدَّ له، ألم أشدّ من فتك الأمراض، وألم الحرمان بحياة آمنة، وألم الخوف من الموت الذي أراه في كل لحظة وفي كل زاوية من أيام حياتي..
فيا ربي رحمتك وعفوك وغفرانك.
قال - تعالى -: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
إنَّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم.
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-2013, 01:58 PM   #3353
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
من قصص السلف - إكرام وإيثار الضيف
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: )جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: إِنِّي مَجْهُودٌ. فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلاَّ مَاءٌ. ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ لاَ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلاَّ مَاءٌ. فَقَالَ: مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ؛ فَقَالَ: لاِمْرَأَتِهِ هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ. قَالَتْ: لاَ إِلاَّ قُوتُ صِبْيَانِي. قَالَ: فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ، فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ، فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ. قَالَ: فَقَعَدُوا وَأَكَلَ الضَّيْفُ فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: قَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ (.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-2013, 02:11 PM   #3354
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
من قصص السلف - عمرو بن الجموح
ذكر الإمام الذهبي في سيره عن ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَدِمَ مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ المَدِيْنَةَ يُعَلِّمُ النَّاسَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَمْرُو بنُ الجَمُوحِ: مَا هَذَا الَّذِي جِئْتُمُونَا؟
قَالُوا: إِنْ شِئْتَ جِئْنَاكَ، فَأَسْمَعْنَاكَ القُرْآنَ.
قَالَ: نَعَمْ.
فَقَرَأَ صَدْرًا مِنْ سُورَةِ يُوسُفَ، فَقَالَ عَمْرٌو: إِنَّ لَنَا مُؤَامَرَةً فِي قَوْمِنَا، وَكَانَ سَيِّدَ بَنِي سَلِمَةَ.
فَخَرَجُوا، وَدَخَلَ عَلَى مَنَافٍ، فَقَالَ: يَا مَنَافُ! تَعْلَمُ - وَاللهِ - مَا يُرِيدُ القَوْمُ غَيْرَكَ، فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ نَكِيرٍ؟
قَالَ: فَقَلَّدَهُ السَّيْفَ، وَخَرَجَ، فَقَامَ أَهْلُهُ، فَأَخَذُوا السَّيْفَ.
فَلَمَّا رَجَعَ، قَالَ: أَيْنَ السَّيْفُ يَا مَنَافُ؟ وَيْحَكَ! إِنَّ العَنْزَ لَتَمْنَعُ اسْتَهَا، وَاللهِ مَا أَرَى فِي أَبِي جِعَارٍ غَدًا مِنْ خَيْرٍ.
ثُمَّ قَالَ لَهُم: إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى مَالِي، فَاسْتَوْصُوا بِمَنَافٍ خَيْرًا.
فَذَهَبَ، فَأَخَذُوهُ فَكَسَرُوهُ وَرَبَطُوهُ مَعَ كَلْبٍ مَيتٍ، وَأَلْقَوْهُ فِي بِئْرٍ.
فَلَمَّا جَاءَ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتُم؟
قَالُوا: بِخَيْرٍ يَا سَيِّدَنَا، طَهَّرَ اللهُ بُيُوتَنَا مِنَ الرِّجْسِ.
قَالَ: وَاللهِ إِنِّي أَرَاكُمْ قَدْ أَسَأْتُم خِلافَتِي فِي مَنَافٍ.
قَالُوا: هُوَ ذَاكَ، انْظُرْ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ البِئْرِ.
فَأَشْرَفَ، فَرَآهُ، فَبَعَثَ إِلَى قَوْمِهِ، فَجَاءُوا، فَقَالَ: أَلَسْتُم عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ؟
قَالُوا: بَلَى، أَنْتَ سَيِّدُنَا.
قَالَ: فَأُشْهِدُكُم أَنِّي قَدْ آمَنْتُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ.
قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: )قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (.
فَقَامَ وَهُوَ أَعْرَجُ، فَقَالَ: وَاللهِ لَأَقْحَزَنَّ عَلَيْهَا فِي الجَنَّةِ.
فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-2013, 03:33 AM   #3355
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ايا نفس اصبري فالموعد الجنة
في لحظة يأس سوداء عشتها بكل آلامها وتفاصيلها.. لحظة.. كانت الأقسى في حياتي.. بل الأوجع والأكثر ألماً.. كنت أحاول كثيراً أن أطردها.. أن أبعدها.. ولكن كانت تفرض نفسها على واقعي دوماً.. كنت أعلم علماً يقيناً ما الذي سأجنيه إذا ما نجحت في أن تفرض نفسها و تلون جزء من حياتي بلونها.. فكنت معها في عراك.. حتى كان ما خشيت! فصارت لها الغلبة واستطاعت في فترة ضعف مني أن تفرض نفسها على واقعي! و بدأ الصراع الحقيقي!
إن الصراع بين الحق والباطل صراع أزلي ابتدأ منذ أن أشرقت الدنيا كلها بنبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- وبدينه الجديد الذي أخرج الناس من أعتم ظلمات.. ظلمات الكفر والجاهلية.. إلى أوضح نور.. نور الإيمان والاستقامة.. ذلك النور الذي أشرقت به قلوب الصحابة.. قلوب كانت بحاجة ماسة إلى من ينقذها من همجية الجاهلية وضلالها.. إلى من يحييها بعد موتها! فحيت بنور الإسلام.. وعلت وسمت بالانقياد إلى تعاليمه والانتماء إلى شريعته.
ومع بداية تلك الحياة الجديدة.. كان لابد من الخضوع إلى مشيئة الله الكونية و التي وضعت أساساتها منذ منبع الوحي الأصيل حينما قال الله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء) فوضعت تلك الآية وغيرها دعامة من دعائم العقيدة.. دعامة كانت الأقسى على القلوب المضيئة التي ولدت قريباً.. فبدأ ألصراع!
فهذا يترك طاعة أمه لضلالها.. يصارع في داخله بين طاعة أمه التي سعت كل حياته في تربيته وأحسنت إليه كل إحسان وبين طاعة رب عظيم كان له الفضل الأكبر في أن رزقه تلك الأم ويسر له ذلك الإحسان..
فوعت القلوب قبل العقول سعة رحمة الله وفضله وأنه سبحانه هو الرزاق ذو القوة المتين قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون*ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون* إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين).. فكانت النتيجة مثمرة كبدايتها.. انتماء كامل لدين رضت به النفس وفرت إليه.. فرغم الصعوبات والعقبات توجهت تلك القلوب ورضخت لذلك الكيان الإسلامي السامي فاكتست بثوب العزة بعد ذلة عاشتها سنوات..
كان الأب يختار دينه على زوجته وبنيه الكفار لأنه قرأ قوله: (يوم يفر المرء من أخيه*وصاحبته وبنيه) فكان كل شيء يهون لديه أمام رضا من خلق ذلك اليوم ووعد به..
كان الصاحب يختار دينه على أصحابه وأخلائه المشركين لأنه قرأ قوله تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).. إلى غير ذلك من تضحيات لا تسعها كلماتي..
واستمر الصراع بين دعاة الحق والهدى و دعاة الضلال والهوى.. و الحكمة في ذلك واضحة كل الوضوح.. فلم تكن البداية منذ تلك المرحلة فقط.. بل كانت تكملة لصراع أزلي بزغ منذ أن خلق الله آدم قال تعالى: (وقلنا لآدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين*فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين).. وبنبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- بدأت مسيرة أخرى في الصراع بين أولياء الله و أولياء الشيطان!
ولعل البعض يتسائل.. لماذا لم يخلق الله العالم أجمع على دين الحق؟ فلا يكون هناك صراع ولا حروب وعراك!! فالحكمة في ذلك- كما سطرت آنفاً- واضحة.. والمولى أعلم وأحكم.. قال تعالى: (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات).. فلو كان العالم كله على دين واحد لما عُرِف المحب لدينه المجاهد في سبيله! ولما عُرِفت القلوب الأبية التي تضحي بكل شيء في سبيل دينها وعقيدتها..
بل أشبعت بتلك الحكمة غرائز النفس البشرية وفطرتها الإنسانية التي جمعت بين الحب والكرة.. فصرفت جانب الحب إلى خالقها والمحسن إليها ومن والاه.. وصرفت جانب الكره إلى الشيطان وكل من والاه..
إنها مشاعر لا توصف.. تلك التي تسكن القلب عندما يدخله نور الإيمان ويسقيه بماء الحياة الإيمانية.. حياة لا يشعر بها إلا المؤمن الصادق في إقباله على ربه.. يشعر بها كلما فعل طاعة تقربه إليه.. يشعر بها كلما ترك معصية لا لشيء إلا لوجهه.. سبحانه.. يشعر بها كلما أحسن وعفى وصفح من أجله.. كلما كظم غيظا أو ترك ظلماً أو ترفع عن مكروه لرضاه وحده.. وإن استاء كل من في الكون وإن سخط من سخط.. أليس ربه راض.. فهو برضاه يرضى.. وكأن ديدنه
قول الشاعر:
وليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني و بينك عامر
وبيني بين العالمين خراب
إذا ما صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب

وبذلك تكون حياته كلها لله.. و أنفاسه كلها ملكاً له.. يبذل الغالي والنفيس في سبيل إرضائه.. وقد تعرض له بعض العوارض و الفتن.. فيصبر و يحتسب ويلتجأ إلى من بيده رفعها عنه.. لأنه قد تيقن بأن من ترك الراحة وجد الراحة.. وأن الإنسان ممتحن ومبتلى والصبر هو طوق النجاة.. ولا نجاح في امتحان الدنيا بدونه.. فيتصبر في أدق لحظات حياته المريرة مع أن قلبه قادر على الجزع و التسخط.. وكلما زينت له نفسه ذلك ترائت أمامه جنات عدن والفردوس الأعلى..
فيحدث نفسه قائلاً.. أيا نفس اصبري فالموعد الجنة.. لأنه جرب حلاوة الإيمان ومرارة الضلال فاختار الأجود والأسمى.. فلولا أن عرف طعم المرارة لما تلذذ بطعم الحلاوة.. ولولا معرفته قسوة الحزن لما تلذذ بطعم السعادة.. ولولا تجربته وحشة المعصية لما تلذذ بحلاوة الطاعة.. فكانت المشيئة السماوية معالجة لطبيعة النفس البشرية والخالق وحده بمن خلق أعلم!
وفي بعض الأحيان تزل تلك النفس المؤمنة فتضعف.. ولا يكون ذلك إلا بعد أن تبتعد ولو قليلاً عن منهل تلك القوة.. ولكن ما تلبث إلا أن تعود.. مستغفرة تائبة ترجو رحمة ربها الغفور الرحيم الذي قال: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً).. فتعود أقوى مما كانت لأنها استشعرت معنى أن تفقد تلك اللذة الإيمانية و لو للحظات!
والمؤمن بهذه الحياة الإيمانية غريب في نفسه.. غريب بين أهله و إخوانه عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء، قال: ومن الغرباء؟ قال: (الذين يصلحون إذا فسد الناس)حديث حسن.. وكلما زاد ذلك الإيمان زادت درجة الغربة.. حتى يجد المؤمن نفسه في عالم آخر.. فهو مع الناس بجسده وفي ذلك العالم بقلبه.. قلب متعلق بربه.. يراقبه بنور إيمانه.. ويلجأ إليه مع كل نفس من أنفاسه.. يفر إليه كلما ضعف إيمانه.. فإن سبح بلسانه فالقلب ساكن لعظمته.. وإن ترك شيئاً لوجهه فالوجد سابح بلذة طاعته.. وإن عمل صالحاً فالفؤاد راضخ لأمره ونهيه في كل حب واطمئنان.
وهو بذلك في حصن ربه.. يحميه بفراره إليه ممن يتربص به ويكيد له.. يقيه بطاعته من كل ما يعرض له من فتن في دينه وإيمانه.. يحميه أولاً من شر نفسه ومن شر مخلوقاته.. فهو بذلك قد احتمى بربه بعد أن اكتسب بقربه منه مصلاً ذاتياً يصرف عنه كل ما يعرض لدينه أو يهزه..
ولم يأت ذلك المصل إلا بعد أن أيقن أنه لا حول ولا قوة له إلا بربه.. فهو الضعيف بنفسه القوي بربه..
وهو الذليل بذاته العزيز بدينه.. وهو بذلك في أمس الحاجة إلى ربه لينصره ويثبِته أمام فتن الدنيا وابتلائاتها.. فإن فتن هذا الزمان قد تشربت ما تشربت من القلوب فسكنتها.. فلم تعد تفرق بين الحق و الباطل.. قال حذيفة: لا تضرك الفتنة ما عرفت دينك!! إنما الفتنة إذا اشتبه عليك الحق والباطل.
ولم يكن ذلك إلا بعد أن ابتعدت القلوب عن منهل قوتها وعزتها.. وانشغلت بدنياها الزائلة الفانية.. فنزلت همتها إلى التراب بعد أن كانت تحلق في السماء.. ولكن في خضم نيران الفتنة المترامية و شعاراتها المتصاعدة تبقى فئة صامدة ثابتة تمثلت في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يأتي عليكم زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر)).. تلك الفئة عانت ومازالت تعاني ألم الجمر وحرقته.. ومع ذلك صمدت وثبتت.. فكلما سولت لها أنفسها أن ترمي ذلك الجمر تذكرت حرقة الحياة ومرارتها بدونه! فزادها ذلك ثباتاً وصموداً.. فهاهي ترى تلك الجراح الغامرة في قبضتها ولكن تأبى إلا والثبات، إلا والانتصار! فالانتصار على النفس هو الانتصار الحقيقي لتلك القلوب التي أشربت معين الحياة الطيبة بالقرب من الله! قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) إنها مشاعر إيمانية من نوع فريد.. لا يطيق القلم تسطيرها.. ولا تستطيع الألسنة وصفها.. إنها مشاعر القوة والعزة في وقت الضعف والذلة.. مزيج غريب يناسب تلك الغربة ويحاكيها.. غربة تستحق المعايشة والتجربة.. فلنسمو بأنفسنا معها متسلحين بقوله تعالى: (معي ربي سيهدين).
ونهاية المطاف الكل يعرفها.. نعيم دائم بعد عناء السفر الطويل.. وراحة أبدية مع أول قدم توضع في جنات عدن..
في هذه اللحظة توضع نقطة النهاية..نهاية الصبر والتحمل..نهاية الصراع والجهاد.. نهاية لها مصيران لا ثالث لهما.. إما سعادة أبدية.. وإما شقاء دائم.. فلنكن من أبطال السعادة الأبدية.. سعادة لا شقاء بعدها أبدا!
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-2013, 03:50 AM   #3356
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

انت بين تكريم الله واهانت نفسك
في كتاب الفنون: لقد عظم الله الحيوان لا سيما ابن آدم، حيث أباحه الشرك عند الإكراه، فمن قدم حرمة نفسك على حرمته حتى أباحك أن تتوقى عن نفسك بذكره بما لا ينبغي له سبحانه لحقيق أن تعظم شعائره وتوقر أوامره وزواجره، وعصم عرضك بإيجاب الحد بقذفك وعصم مالك بقطع يد مسلم في سرقته،
وأسقط شطر الصلاة في السفر لأجل مشقتك، وأقام مسح الخف مقام غسل الرجل إشفاقاً عليك من مشقة الخلع واللبس، وأباحك الميتة سد لرمقك وحفظاً لصحتك، وزجرك عن مضارك بحد عاجل ووعيد آجل، وخرق العوائد لأجلك، وأنزل الكتب إليك، أيحسن لك مع هذا الإكرام أن يراك على ما نهاك منهمكاً،
ولما أمرك تاركاً، وعلى ما زجرك مرتكباً، وعن داعيه معرضاً، ولداعي عدوه فيك مطيعاً، يعظمك وهو هو، وتهمل أمره وأنت أنت، هو حط رتبة عباده لأجلك، وأهبط إلى الأرض من امتنع من سجدة يسجدها لأبيك، هل عاديت خادماً طالت خدمته لك لترك صلاة، هل نفيته من دارك للإخلال بفرض أو لارتكاب نهي فإن لم تعترف اعتراف العبد للموالى، فلا أقل أن تقتضي نفسك إلى الحق سبحانه اقتضاء المساوي المكافي، ما أفحش ما تلاعب الشيطان بالإنسان، بيناً هو بحضرة الحق سبحانه وملائكة السماء سجود له، ترامى به الأحوال والجهات إلى أن يوجد ساجداً لصورة في حجر، أو لشجرة من الشجر، أو لشمس أو لقمر، أو لصورة ثور خار، أو لطائر صفر.
ما أوحش زوال النعم، وتغير الأحوال، والحور بعد الكور، لا يليق بهذا الحي الكريم الفاضل على جميع الحيوانات أن يرى إلا عابداً الله في دار التكليف، أو مجاوراً لله في دار الجزاء والتشريف، وما بين ذلك فهو واضع نفسه في غير موضعها. انتهى كلامه.
قد هيئوك لأمر لو فطنت له
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ
يقول ابن القيم -رحمه الله-: "من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه، ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره، ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه، وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه، وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض، وفيما يبعدك عنه راغب" تذكر قبل أن تعصي أن الله يراك، ويعلم ما تخفي وما تعلن: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْم الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
تذكر أن الملائكة تحصي عليك جميع أقوالك وأعمال وتكتب ذلك في صحيفتك، قال الله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيب عَتِيدٌ) تذكر قبل أن تعصي يوم تدنو الشمس من الرؤوس قدر ميل و يعرق الناس، "فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يُلجمه العرق إلجاما".. تذكر قبل أن تعصي، يوم يحشر الناس حفاة عراه قال -صلى الله عليه وسلم-: ((يحشر الناس يوم القيامة حفاةً عراةً غرلاً)) قالت عائشة: يا رسول الله! الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: يا عائشة! الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض" من هول يوم القيامة. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه فيم فعل فيه)) فاستفد من وقتك فيما ينفعك قبل أن يأتي ملك الموت فتندم حين لا ينفع الندم، وقال الفضيل بن عياض: (من استحوذ عليه الهوى واتباع الشهوات انقطعت عنه موارد التوفيق).
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-2013, 05:38 AM   #3357
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

سبع سنوات تهز عرش الرحمن
صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((خيركم من طال عمره وحسن عمله، وشركم من طال عمره وساء عمله)) ليس العمر بكثرته بل ببركته، فمن الناس من يعيش ثمانين أو مائة سنة هباء منثوراً، ليس لهم دور في الحياة ولا في العبادة ولا الدعوة إلى الله إنما هم من سقط المتاع، أهداف رخيصة وهموم تافهة.
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات.
وبعض المسلمين..لا دفع ولا نفع.
وأنت امرؤ منا خلقت لغيرنا
حياتك لا نفع وموتك فاجع

فليس لديه الشجاعة للاعتراف بالخطأ والتقصير، وليس لديه الاستعداد للعمل والمشاركة، ولكنه على أتم الاستعداد للنقد والتجريح، والثلب والتقبيح يصدق فيه قول القائل:
لنا صاحب مولع بالخلاف
كثير الخطأ قليل الصواب
ألجّ لجاجاً من الخنفساء
وأزهى إذا ما مشى من غراب
ينشط للفتن مغلاق للخير
وإخوان عهدتهم دروعا
فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهاما راميات
فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوب
لقد صدقوا ولكن عن ودادي

ولكن هذا الرجل عاش سبع سنوات في الإسلام، كانت كافيه ليهتز له عرش الرحمن
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم

إن من علامة كمال العقل علو الهمة، والراضي بالدون دنئ ومن الصحابة من عاش شهراً واحداً، ومنهم من مات في نفس اليوم الذي أسلم فيه فدخل الجنة.
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثان

هو.. عدو لليهود مجاهد صادق، ومقاتل مقدام، صارت شجاعته حديث الركبان، وأصبحت بطولته مضرب المثل، ويكفيه شرفاً وفخراً، وحسبه ثناءً ومدحاً أن عرش الرحمن اهتز له لما مات، وليس بعد ذلك فخر ومجد.
عباد ليل إذا جن الظلام بهم
كم عابد دمعه في الخد أجراه
وأسد غابٍ إذا نادى الجهاد بهم
هبوا إلى الموت يستجدون لقياه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً
يشيدون لنا مجداً أضعناه

إسلام سيد المدينة أرسل -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة مصعب بن عمير يدعوا أهلها إلى لا إله إلا الله وما إن سمع به سيد المدينة سعد بن معاذ، قيل له: رجل من مكة أتى يغير دين، فغضب سعد -رضي الله عنه-، وأخذ حربته وأراد شيئاً والله يريد شيئاً آخر؛ والله غالب على أمره.
والحق ركن لا يقوم لهدّه
أحدٌ ولو جُمعت له الثقلان
دعها سماويةً تجري على قدرٍ
لا تفسدنها برأيٍِ منك منكوس

أخذ حربته والسم عليها، ورأى مصعب في وجهه الشر فما كان منه إلا أن قال: أيها الرجل! لا تعجل. اسمع مني فإن كنت قلت حقاً؛ فأنصت للحق، وإن كنت قلت باطلاً؛ فعليك بي! وكان العرب عقلاء حكماء وهذا سيد الأوس وإطفاء ضوء الشمس أدنى لراغبٍ ***وأيسر من إطفاء نور الشريعة
فركز سعد الحربة، ثم جلس مصعب يتحدث عن لا إله إلا الله وعن رسالة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويقرأ القرآن، فدخل الإيمان مباشرة كالنور وكالبشرى إلى قلب سعد بن معاذ -رضي الله عنه-، فلما قال: لا إله إلا الله، قال: اذهب فاغتسل، فذهب فاغتسل، ودب الإسلام في عروقه، وانتفض جسمه فخرجت كل ذرة من ذرات الشرك والوثنية والكفر والفجور.
عمره ثلاثون سنة يوم أسلم، طاقة إيمانية عالية ليست السعادة في السكون ولا الخمول ولا القعود في العيش بين الأهل تأكل كالبهائم والعبيد وأن تعيش مع القطيع وأن تقاد ولا تقود إن السعادة أن تبلغ دين ذي العرش المجيد إن السعادة في التلذذ بالمتاعب لا التلذذ بالرقود وهب حياته لله وكيف لا والله تعالى يقول قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين.
حصان إخلاصنا ما زال يُسمعنا
صهيله غير أنا ما امتطيناه
وقف حياته لله فكان شعاره
مرحبا بالخطب يبلوني إذا
كانت العلياء فيه السبب لا يعرف

تلك السلبية التي يعيشها كثير من المسلمين،
وكيف يعيش في البستان غرس
إذا ما عُطلت عنه السواقي
حتى يقول القروي:
لقد صام هندي فدوخ دولة
فهل ضر كفراً صوم مليار مسلم
وقال الآخر في هذه الأصفار المليار وزيادة!
عدد الحصى والرمل في تعدادهم
فإذا حسبت وجدتهم أصفارا
من كل مفتون على قيثارة
كلٌ وجدت بفنه بيطارا

إعلان عام ولا مجاملة لأحد! ذهب إلى قبيلته. قال: اجتمعوا لي رجالاً ونساءً، ولا يدرون ما الخبر، وهو السيد المطاع والأمير المقدم رضي الله عنه؛ اجتمعوا رجالاً ونساءً. قال: كيف أنا فيكم؟ فقالوا: أفضلنا وسيدنا وأصدقنا وأكرمنا وأشجعنا. قال: فإن كلام رجالكم وكلام نسائكم عليَّ حرام حتى تؤمنوا بالله وحده وبرسول الله - صلى الله عليه وسلم-. لا مكان عنده لتمييع الدين، أو تمييع الولاء والبراء، فسمعوا الخبر فقاموا، قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قالوها رجالاً ونساءً، فصاروا في كفة حسناته وفي ميزان بركاته -رضي الله عنه وأرضاه-. قال الراوي: وليس في بني عبد الأشهل رجل كافر، وذلك ببركة هذا الرجل. موقف سعد بن معاذ في غزوة بدر حضر -صلى الله عليه وسلم- بدراً واستعرض الجيش، وقد أخبره الله ووعده إحدى الطائفتين، لكن الواحد الأحد يريد شيئاً آخر، يريد أن يستخلص شهداء، يريد أن يصاول الإسلام، يريد الصراع العالمي ليظهر الصادق من الكاذب، أما الإيمان السلبى الميت الذي تعيشه الأمة الآن فليس من الدين. وإذا بالطائفة الثانية ذات الشوكة ألف من كفار مكة مدججين بالسلاح، وإذا هم بالوادي، مفاجأة غير متوقعة0 وكان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثمائة وبضعة عشر، فقام - صلى الله عليه وسلم - يستشير الناس، يريد -صلى الله عليه وسلم- الأنصار، فالمهاجرون مضمونون وورقة رابحة، شيك مسدد مدفوع القيمة من قبل. فوقف المقداد بن عمرو -رضي الله عنه- وقال: يا رسول الله! صل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وأعط من شئت، وامنع من شئت، وحارب من شئت، وسالم من شئت، والله! لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: "فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ " [المائدة: 24] لكن نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون؛ فتهلل وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعا له. فالتفت إلى الأنصار، ولا يتكلم في الأنصار إلا سعد الشاب، صاحب الثلاثين سنة، قال: يا رسول الله كأنك تريدنا؟ قال: نعم. فقال: يا رسول الله لقد صدقناك وآمنا بك، وعلمنا أن ما جئت به حق، يا رسول الله! اذهب إلى ما أمرك الله به، والذي نفسي بيده لو استعرضت بنا البحر وخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، يا رسول الله! إنا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء، وعسى الله أن يريك منا ما تقر به عينك. فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعا له. وكان النصر للمؤمنين
ماضي وأعرف ما دربي وما هدفي
والموت يرقص لي في كل منعطف
وما أبالي به حتى أحاذره
فخشية الموت عندي ابرد الطرف
ماض فلو سرت وحدى والدنا هتفت
بى قف سرت فلم أقف

ولم أخف دور سعد بن معاذ في معركة الخندق وجاءت معركة الخندق، وحصن الرسول - صلى الله عليه وسلم - النساء والأطفال، وحفر الخندق حول المدينة وتألبت قبائل العرب واليهود والمنافقين ضد الرسول -صلى الله عليه وسلم- لكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلَّ حدهم، وشتت شملهم، فخرج سعد وأمه سبيكة بنت رافع -رضي الله عنها وأرضاها- تنظر إليه، وهي تلقي عليه نظرة من الحصن، وتقول: لو سددت هذا المكان، يعني: درعه كان مفتوحاً من جهة، ولكنه لم يبالى فإذا بمشرك يطلق سهما فيصيب تلك الفتحة التي بجسد سعد! فقال سعد: من الذي أرسل السهم؟ قال: أنا ابن عرقة، قال: عرق الله وجهك في النار، وكان الجرح في الأكحل، وكأن هذا الجرح في قلوب المسلمين ليس في سعد، فأخذه - صلى الله عليه وسلم - وضرب له خيمة في المسجد ليعوده من قريب - عليه الصلاة والسلام -، وما أرحمه بالأمة! كان إذا أراد أن يصلي -صلى الله عليه وسلم- مر بسعد وسلم عليه ليعلمنا كيف نحترم الرجال والأفاضل وإذا انتهى من الصلاة مر بسعد وسلم عليه، وفرّ الأحزاب، وبقي أعداء الله اليهود الذين نقضوا العهد ونقضوا الوثيقة التي كتبت بينهم وبين الرسول - صلى الله عليه وسلم -....... الهجوم على يهود بني قريظة فأتى جبريل من السماء للرسول - صلى الله عليه وسلم - والرسول - صلى الله عليه وسلم - قد وضع الّلأمة بعد الخندق بعد الحصار والجوع،، قال جبريل: أوضعت لأمتك؟ قال: نعم. قال: و لكن الملائكة لم تضع السلاح بعد، عليك ببني قريظة فقال: لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة
إذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
فانطلق الصحابة، منهم من صلى في الطريق، ومنهم من صلى حين وصل. طوقهم - صلى الله عليه وسلم - وضاقت عليهم الأرض بما رحبت 0 اليهود يطلبون حكم سعد!!! ما تذكروا إلا صديقاً واحداً كان حليفاً لهم في الجاهلية، إنه سعد بن معاذ، كان يبايعهم ويشاريهم، لديهم اتفاقيات ينصرونه في الجاهلية وينصرهم هو وبني عبد الأشهل والأوس قالوا: لا ننزل إلا على حكم سعد بن معاذ، قال - عليه الصلاة والسلام -: ((ترضون بحكم سعد بن معاذ؟)) قالوا: لا ننزل إلا على حكم سعد بن معاذ، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((عليَّ بسعد بن معاذ)) فذهبوا إلى سعد بن معاذ وهو مجروح في المسجد، فوطَّئوا له الحمار وأركبوه، وأقبل رجلاه تخطان في الأرض كان طويلاً كالحصن، فلما وصل قال - صلى الله عليه وسلم -: ((قوموا إلى سيدكم فأنزلوه)) وهنا نتعلم أن ننزل الناس منازلهم فصاحب الجهاد، والعالم وطالب العلم والداعية، والسلطان المقسط العادل يحترم، والشيخ الكبير والزاهد والعابد يوقر وينزل منزلته سعد بن معاذ يصدر حكمه في اليهود لا أبطل من الباطل إلا السكوت عليه، والساكت عن الحق شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق،
اجهر برأيك لا يأخذك ترويع
لا ينفع الصوت إلا وهو مسموع
فنزل سعد بن معاذ في الخيمة، وأخبره - صلى الله عليه وسلم - أنهم يريدون حكمه، فمن إجلاله للرسول - صلى الله عليه وسلم - وتعظيمه له وتوقيره قال: أيرضى من في هذه الناحية بحكمي؟ ناحية الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: أرضى. ولم يقل هو محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا يا رسول الله، إجلالاً: ثم قال: وترضون بحكمي؟ -أي: اليهود- قالوا: نرضى بحكمك. قال: رأيي فيهم يا رسول الله! أن تقتل مقاتلتهم وأن تسبى ذراريهم، وأن تقسم أموالهم.
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم
فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده! لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات)).
والحق يعلو والأباطل تسفل
والحق عن أحكامه لا يسأل
وإذا استحالت حالة وتبدلت
فالله - عز وجل - لا يتبدل
صدق الله.. فصدقه الله ويتحرى سعد موعود الله، يطلب الشهادة، وصح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من طلب الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه في الأثر القدسي أن الله يقول: وعزتي وجلالي! ما اعتصم بي عبد فكادت له السموات والأرض إلا جعلت له من بينها فرجاً ومخرجاً. وعزتي وجلالي! ما اعتصم بغيري عبد إلا أسخت الأرض من بين قدميه، ثم لم أبال في أي واد من أودية الدنيا هلك بعض الناس يعمل كأنه خادم أو موظف، حتى إن بعضهم يعمل في الدعوة، فإذا سألته: لماذا لا تواصل؟ قال: يا أخي! نعمل مع أناس لا يقدرون الجهود ولا يعرفون تعبنا، وكأنه موظف في شركة. فأنت تعمل عند الواحد الأحد: (يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً) [الفتح: 29]. رجع سعد بن معاذ إلى الخيمة ينتظر الوفاة، وأخذ - عليه الصلاة والسلام - يكرر زيارته له ويجلس معه، وفي يوم من الأيام رفع سعد يديه إلى الواحد الأحد فقام سعد يدعو: اللهم إن كنت أبقيت بين رسولك - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش حرباً فأبقني لها، وإن كنت أنهيت الحرب بين رسولك - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش فاقبضني إليك. فلما انتهى من الدعاء حتى انفجر الجرح!! ليموت كما تمنى شهيدا!
حكم المنية في البرية جاري
ما هذه الدنيا بدار قرار
طبعت على كدر وأنت تريدها
صفواً من الأقذار والأكدار
تقول عائشة رضي الله عنها: والله الذي لا إله إلا هو، إنني كنت أعرف بكاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- من بكاء أبي بكر من بكاء عمر على سعد. لقد اهتز عرش الرحمن اليوم لموت سعد بن معاذ إنها أول كلمة للرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول للناس وللعالم وللدنيا، "لقد اهتز عرش الرحمن اليوم لموت سعد بن معاذ الدنيا بكت، و الصحابة بكوا،، لكن أعظم من ذلك أن عرش الواحد الأحد الرحمن الديان المنان القهار الغفار الجبار جل في عليائه، الذي ما السموات السبع بالنسبة لعرشه إلا كحلقة في فلاة هذا العرش العظيم الضخم يهتز لموت سعد قال أهل العلم: وذلك فرحاً، ويا لها من خاتمة عظيمة! ويا له من مرد طيب! ويا له من منقلب حسن عند الله! إذ اهتز عرش الله لموت هذا الإمام العلم.
العيش عيش الآخرة:
أتى وفد من بلاد فارس بجبة لكسرى من حرير مخلوطة بألوان -وتصور ملك فارس ماذا يلبس- فلما رآها الصحابة تبرق مع الشمس، وكادت تعمي أبصارهم، فأخذوا يمسحونها بأيديهم ويلمسونها بأصابعهم، فيقول -عليه الصلاة والسلام-: ((أتعجبون من هذه؟ والذي نفسي بيده! لمناديل سعد بن معاذ خير من هذه في الجنة)) المناديل فقط -مناديل العرق- فكيف النعيم؟ كيف الدور؟ كيف القصور؟ كيف المنقلب؟ كيف النظر إلى وجه الباري - سبحانه وتعالى -؟ كيف الخيام؟ كيف الحور العين والطعام والشراب واللباس والعز والمجد والملك الكبير؟ المناديل فقط خير من جبة كسرى التي شريت بالآلاف المؤلفة من الدنانير. فهذا شيء من طرف النعيم في الجنة.
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه
وإن بناها بشر خاب بانيها
لمن أوقفنا حياتنا؟ سؤال من أعماق أزمتنا يا أُمة الحق إن الجُرحَ متسع فهل تُرى من نزيف الجرح نعتبرُ ماذا سوى عودةٌ لله صادقةٌ عسى ُتغير هذي الحال والصورُ حالنا اليوم أول من نام وآخر من استيقظ، حالنا اليوم كحال اليتيم الضائع الجائع؛ إذا لم يسع لنفسه مات تأمّل!! كيف دخل الإسلام إلى أفريقيا والفلبين، والهند والصين، حتى صار فيها ملايين المسلمين، من دعا هؤلاء؟! والله ما دعاهم شيوخ ولا علماء، وإنما اهتدوا بسبب تجار مسلمين.. ليسوا طلبة علم نجباء، ولا أئمة مساجد مفوهين، ولا منظّرين ولا أكادميين فخرج من هؤلاء المسلمين الهنود والصينيين علماءُ ودعاةٌ.. وأجر هدايتهم لأولئك التجار.. إن توزيع الأشرطة. ونشر الكتب.. وتوزيع بطاقات الأذكار.. أمور لا تحتاج إلى علم..
جد بالدما من غير منّ
إن لم تذد عنها فمن
؟ أنت كذاب يقف أحد المسلمين عند محطة وقود.. ويطلب من العامل أن يعبأ له ببضع ريالات.. وخلال ذلك يسأل العامل: مسلم أنت.. فيقول العامل: لا.. لست مسلماً.. فيسأله صاحبنا: لماذا لا تسلم.. فيقول العامل: لا أعرف ما الإسلام.. فيقول صاحبنا: أنا أحضر لك كتباً عن الإسلام.. عندها صاح به العامل وقال: أنت كذاب.. قال: كذاب!! لماذا.. فقال العامل: أنا أعمل في هذا المحطة منذ خمس سنوات.. وكل واحد يمر بي يقول: سأحضر لك كتباً عن الإسلام.. وإلى الآن لم يحضر إليَّ أحد شيئاً.. فيسكن الكافر بين أظهرنا سنين.. ويعود إلى أهله كافرا! هذه همة الكافرين لنصر باطلهم فأين همتك؟
كلُّ العدى قَدْ جَنَّدوا طَاقَاتِهِم
ضِدَّ الهُدَى والنُّورِ ضِدَّ الرِّفْعَةِ
إِسلامُنا هُو دِرْعُنَا وَسِلاحُنَا
و منارنا عَبْرَ الدُّجَى فِي الظُّلْمَةِ
هُو بِالعَقِيدةِ رَافِعٌ أَعْلامَهُ
فَامْشِي بِظِلِّ لِوَائهَا يَا أُمَّتِي
لا الغَربُ يَقصِد عِزَّنَا كَلا وَلا
شَرْقُ التَحَلُّلِ، إنَّهُ كَالحَيَّةِ
الكُلُّ يَقْصدُ ذُلَّنَا وهَوَانَنَا
أَفَغَـيْرُ رَبِّي مُنْقِذٌ مِنْ شِدَّةِ؟

انظر - إن شئت - إلى عمل اليهود وتكاتفهم.. لإقامة دولة إسرائيل.. وانظر إلى تفاني الهندوس والبوذيين في خدمة دينهم.. حتى استغرق ذلك أوقاتهم واستنفذ جهودهم.. فأشغلهم عن اللذات والشهوات.. وانظر إلى نشاط المنصرين.. وحرصهم على دعوتهم.. وبذلهم أموالهم.. وأوقاتهم.. وجهودهم.. وهم على باطل.. (منصّرة) شابّة بيضاء بأدغال إفريقيا! يقول أحد الدعاة كانت تقدم إليَّ الدعوات دائماً لزيارة اللاجئين المسلمين في أفريقيا.. فتوجهت إلى هناك بعد تردد طويل.. وقررت أن أمكث أسبوعين.. وفوجئت بخطورة الطريق.. والحر الشديد.. وكثرة الحشرات.. والبعوض الحامل للأمراض.. فلما وصلت فرح بي هؤلاء الضعفاء.. وأسكنوني في أحسن الخيام.. وأحضروا لي أنظف الفرش.. فبقيت تلك الليلة معجباً بنفسي.. وتضحيتي.. ثم نمت في عناء شديد.. وأنا أحمل هم هذين الأسبوعين.. وفي الصباح جاءني أحدهم وطلب مني أن أتجول في المخيم.. فطلبت منه تأجيل ذلك حتى تخف حرارة الشمس.. فأصرَّ عليَّ فخرجت معه.. وذهبنا إلى البئر الوحيد الذي يزدحم عليه الناس.. ولفت نظري من بين هؤلاء الأفارقة.. شابة شعرها أصفر.. لم يتجاوز عمرها الثلاثين.. فسألته بعجب: من هذه؟ فقال: هذه منصرة نرويجية.. تقيم هنا منذ ستة أشهر.. تأكل من طعامنا.. وتشرب من شرابنا.. وتعلمت لغتنا.. وقد تنصر على يدها المئات.. هنا احتقرت نفسى نعم.. (إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (مهّودة) تشعر بالراحة لأنها دعت إلى ربها!! يقول أحد الدعاة كنت في ألمانيا.. فطُرق علي الباب.. وإذا صوت امرأة شابة ينادي من ورائه.. فقلت لها: ما تريدين؟ قالت: افتح الباب.. قلت: أنا رجل مسلم.. وليس عندي أحد.. ولا يجوز أن تدخلي عليَّ.. فأصرت عليَّ.. فأبيت أن أفتح الباب.. فقالت: أنا من جماعة شهود يهوه الدينية.. افتح الباب.. وخذ هذه الكتب والنشرات.. قلت: لا أريد شيئاً.. فأخذت تترجى.. فوليت الباب ظهري.. ومضيت إلى غرفتي.. فما كان منها إلا أن وضعت فمها على ثقب في الباب.. ثم أخذت تتكلم عن دينها.. وتشرح مبادئ عقيدتها لمدة عشر دقائق.. فلما انتهت.. توجهت إلى الباب وسألتها: لم تتعبين نفسك هكذا.. فقالت: أنا أشعر الآن بالراحة.. لأني بذلت ما أستطيع في سبيل خدمة ديني.. (إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ) اهتديت عند إشارة المرور يقول أحد المهتدين: "أنا قبل أربعة عشر عاماً.. كنت واقفاً عند إشارة مرور.. وقد رفعت صوت الغناء.. فالتفت إليَّ شاب من السيارة المجاورة.. وابتسم في وجهي.. ثم مدَّ إليَّ شريطاً.. وأضاءت الإشارة خضراء وانطلق كل منا إلى سبيله.. أما أنا فقد وضعت الشريط في المسجل.. فلما استمعت إليه.. فتح الله على قلبي.. وأصبحت لا أغيب عن المحاضرات والدروس إلى يومي هذا.. وأنا لا أعرف هذا الشاب الذي اهتديت على يده لكنه يكفيه أن الله يعرفه.. والملائكةَ ترقبه.. وأني ما أعمل عملاً إلا كان في ميزانه مثل أجري.. أطباء.. بالناس يرفقون.. لا جبابرة يعيّرون بعض الناس ليس بينه وبين ترك منكره.. إلا أن يسمع موعظة صادقة.. القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.. كان زاذان الكندي مغنياً.. فجلس مرة في طريق يغني.. ويضرب بالعود.. وله أصحاب يطربون له ويصفقون.. فمر بهم عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.. فأنكر عليهم فتفرقوا.. فأمسك بيد زاذان وهزّه وقال: ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى.. ثم مضى.. فصاح زاذان بأصحابه.. فرجعوا إليه.. فقال لهم: من هذا؟ قالوا: عبد الله بن مسعود.. قال: صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!! قالوا: نعم.. فبكى زاذان.. ثم قام.. وضرب بالعود على الأرض فكسره.. ثم أسرع فأدرك ابن مسعود.. وجعل يبكي بين يديه.. فاعتنقه عبد الله بن مسعود.. وبكى وقال: كيف لا أحب من قد أحبه الله.. ثم لازم زاذان ابن مسعود حتى تعلم القرآن.. وصار إماماً في العلم.. تأمل قوله (واجعلنا للمتقين إماما) لم يقل سبحانه واجعلنا من المتقين ولكنها تربية على الهمة العالية والعزيمة الصادقة.
وما المرءُ إلا حيث يجعل نفسهُ
ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل
متى يستيقظ الأخيار؟ متى يتحرك الصالحون؟ متى يستيقظ المسلمون؟ أليس في قلوبنا غيرة؟ أليس فينا حياة؟ متى نشعر بالتحدي وأعداء الله -عز وجل- يشمتون بهذه العقيدة ليل نهار؟
سيروا كما ساروا لتجنوا ما جنوا
لا يحصد الحب سوى الزراع وتيقظوا
فالسيل قد بلغ الزُبى
يا أيها النومى على الأمطاع واسترجعوا
ما فات من أمجادكم
ما دمتم في مهلة استرجاع
يا خاطب العلياء إن صداقها
صعب المنال على قصير الباع
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-2013, 01:23 PM   #3358
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لا يــــــــا قيــــود الـــذل
أختي... أما إذا وفقكِ الله للتوبة إليه، فاحذري أن تقعي مرة أخرى أسيرة لقيود الذنوب، فإن للذنوب أغلالاً وقيوداً، تقيد صاحبها، وأسراً وجاذبية لمن أدمن عليها، تدفعه دوماً للالتصاق بها، والحنين إليها والإصرار عليها، حتى يتعلق قلب العبد بها، ولا يستطيع فكاكاً من أسرها، إلا أن تداركه رحمة من ربه.وإليك إيتها الحبيبة الغالية، هذه الوصايا الذهبية، التي تقيك شر النكوص على عقبيك،

وتذهب من قلبك تعلقه بالذنب، بإذن من مقلب القلوب.
1- إياك ومحنة الفراغ:فالفراغ والبطالة سبب مباشر للانحراف، فإذا اشتغلت بما ينفعك في دينك ودنياك، قلت بطالتكِ، ولم تجد فرصة للفساد والإفساد، ونفسك أيتها الغالية، إن لم تشغليها بما ينفعها، شغلتكِ بما يضركِ
2- أغلقي أبواب المعاصي:فكل ما من شأنه أن يثير فيكِ دواعي المعصية، ونوازع الشر، ويحركِ فيكِ الغريزة لمزاولة الحرام، قولاً وعملاً، سواء كان ذلك سماعاً أو مشاهدة، أو قراءة، ابتعدي عنه، واقطعي صلتكِ به.كأشخاص يفتحون لكِ أبواب المعاصي أو أصحاب يحركون فيكِ نوازع الشر، وهكذا الرجال الأجانب عنكِ والأماكن التي يكثر ارتيادها،

وتضعف إيمانكِ النوادي والملاهي وهكذا الابتعاد عن مجالس اللغو واللغط، والابتعاد عن الفتن، وضبط النفس فيها، ومن ذلك إخراج كل معصية تبت منها، وعدم إبقائها معكِ في منزلكِ أو مدرستكِ أو عملكِ.
3- الزمي حاملات المسك:فإذا صاحبتِ جليسه صالحه، حيا قلبك، وانشرح صدرك،

واستنار فكرك، وبصرتك بعيوبك، وأعانتك على الطاعة، وجليسة الخير تذكركِ بالله، وتخفظك في حضرتكِ وغيبتكِ، وتحافظ على سمعتكِ، واعلمي أن مجالس الخير تغشاها الرحمة، وتحفها الملائكة، وتتنزل عليها السكينة، فاحرصي على رفقة الطيبات المستقيمات، ولا تعدي عيناكِ عنهم فإنهم أمناء.
4- تجنبي نافخي الكير.فاحذري رفيقة السوء، فإنها تفسد عليك دينك، وتخفي عنك عيوبك، تحسن لكِ القبيح، وتقبح لكِ الحسن، تجركِ إلى الرذيلة، وتباعدكِ من كل فضيلة، حتى تُجرئكِ على فعل الموبقات والآثام، والصاحب ساحب، فقد تقودك إلى الفضيحة والخزي والعار.وليست الخطورة فقط في إيقاعك في علاقات محرمة مع الشباب أو غيرها من من المعاصي، بل الخطورة كل الخطورة في الأفكار المنحرفة والعقائد الضالة،

فهذه أخطر وأشد من طغيان الشهوة.لأن زائغ العقيدة قد يستهين بشعائر الإسلام، ومحاسن الآداب، فهي لا تتورع عن المناكر، ولا تؤتمن على المصالح، بل تلبس الحق بالباطل، فهي ليست عضو أشل، بل عضوم مسموم يسري فساده كالنار في الهشيم.
5- تذكري عزة الانتصار:فكلما همت نفسكِ باقتراف منكر أو مزاولة شر، تذكري أنكِ أن أعرضتِ عنها، واجتهدتي في إجتنابها، ولم تقربي أسبابها، فسوف تنالي قوة القلب، وراحة البدن، وطيب النفس، ونعيم القلب، وانشراح الصدر،

وقلة الهم والغم، والحزن وصلاح المعاش، ومحبة الخلق، وحفظ الجاه، وصون العرض، وبقاء المروءة.والمخرج من كل شيء، مما ضاق على الفساق والفجار، وتيسير الرزق عليكِ من حيث لا تحتسبي، وتيسير ما عسر علي أرباب الفسوق والمعاصي، وتسهيل الطاعات عليكِ، وتيسير العلم فضلاً عن أن تسمعي الثناء الحسن من الناس، وكثرة الدعاء لكِ، والحلاوة التي يكتسبها وجهكِ، والمهابة التي تلقى لك في قلوب الناس، وسرعة إجابة دعائكِ، وزوال الوحشة التي بينك وبين الله، وقرب الملائكة منك، وبعد شياطين الإنس والجن عنكِ.
هذا في الدنيا، أما في الآخرة فإذا متِ تلقتكِ الملائكة بالبشرى من ربكِ بالجنة، وأنه لا خوف عليك ولا حزن، تنتقل من سجن الدنيا وضيقها إلى روضة من رياض الجنة، تنعم فيها إلى يوم القيامة.فإن كان يوم القيامة وكان الناس في الحر والعرق، كنت في ظل العرش، فإذا انصرفوا من بين يدي الله تبارك وتعالى، أخذ الله بكِ ذات اليمين مع أوليائه المتقين، وحزبه المفلحين (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) (الجمعة: 4).إنكِ أن استحضرتي ذلك كله، فأيقني بالخلاص من الولوغ في مستنقع الرذيلة.
6- تذكري آلام الأشواك:فكلما أردتِ مزاولة الحرام، ذكري نفسكِ أنكِ إن فعلتِ شيئاً من ذلك، فسوف تحرمي من العلم والرزق، وسوف تلقي وحشة في قلبكِ بينك وبين ربكِ، وبينك وبين الناس.وأن المعصية تلو المعصية تجلب لك التعسير في الأمور، وسواد الوجه، ووهن البدن، وحرمان الطاعة، وتقصير العمر، ومحق بركته، وأنها سبب رئيسي لظلمة القلب، وضيقه، وحزنه، وألمه، وانحصاره وشدة قلقه، واضطرابه، وتمزق شمله، وضعفه عن مقاومة عدوه، وتُعريه من زينه.استحضريِ أن المعصية تورث الذل، وتفسد العقل، وتقوي إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة، وتزرع أمثالها، وتدخلك تحت اللعنة، وتحرمك من دعوة الرسول r، ودعوة المؤمنين، ودعوة الملائكة.بل هي سبب لهوانك على الله، وتضعف سيرك إلى الله والدار الآخرة وأن المعصية تطفئ نار الغيرة من قلبك وتذهب بالحياء، وتضعف في قلبك تعظيم ربك، وتستدعي نسيان الله لك، وأن شؤم المعصية لا يقتصر عليك، بل يعود على غيرك من الناس والدواب.استحضري أنك إن كنتِ مصاحبة المعصية، فالله ينزل الرعب في قلبكِ ويزيل آمنك ويبدل به مخافة، فلا تري نفسكِ إلا خائفة مروعوبة، تذكري ذلك جيداً قبل أقترافك للسيئة.

------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-2013, 01:31 PM   #3359
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
إكسير الحياة ..
لولا الأمل ما بنى بان بني .. ولا غرس غارس .. ولا عمل عامل .. ولا ذاكر مذاكر .. ولا تاب عاص .. ولا دعى داع .. ولا تقدم متقدم .. ولا اخنرع مخترع
الأمل هو :- انشراح النفس في وقت الضيق والأزمات ؛ الأمل هو قوة تدفع الإنسان إلى إنجاز ما فشل فـيه من قبل ، ولا يمل حتى ينجح في تحقيقه ..

وكما قيل هو :- نور الحياة ، وأما عكسه اليأس فهو سلم الفقراء .. وقيل :- لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس ..
وقيل :- ولولا الأمل لما تحققت كل الإنجازات التي وصلت إليها البشرية، وذلك لأن المخترع لم يتمكن من تحقيق إنجازه من أول مرة في أغلب الأحيان، وإنما حاول تحقيقه مرة بعد مرة دون يأس أو ملل ..

ولذلك قيل :- الأمل يُنَمِّي الطموح والإرادة، واليأس يقتلهما.
والأمل هو :- إكسير الحياة ، وهو دافع نشاطها، وهو مخفف ويلاتها، وهو باعث البهجة والسرور فيها.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-2013, 01:40 PM   #3360
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 60"]
العلامة يكتب عن الأمل ..
وقد كتب فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوى :- ( من مصادر الأمن والسكينة لدى المؤمن :- ما يغمر جوانحه من أمل ، ذلك الشعاع الذي يلوح للإنسان في دياجير الحياة فُيضيء له الظلمات ، ويُنير له المعالم ويهديه السبيل ، ذلك هو الأمل ، الذي به تنمو شجرة الحياة ، ويرتفع صرح العمران ، ويذوق المرء طعم السعادة، ويحس ببهجة الحياة.
الأمل قوة دافعة تشرح الصدر للعمل ، وتخلق دواعي الكفاح من أجل الواجب ، وتبعث النشاط في الروح والبدن ، وتدفع الكسول إلى الجد ، والمجد إلى المداومة على جده ، والزيادة فيه تدفع المخفق إلى تكرار المحاولة حتى ينجح ، وتحفز الناجح إلى مضاعفة الجهد ليزداد نجاحه ..

إن الذي يدفع الزارع إلى الكدح والعرق أمله في الحصاد ، والذي يغري التاجر بالأسفار والمخاطر أمله في الربح ، والذي يبعث الطالب إلى الجد والمثابرة أمله في النجاح ، والذي يحفز الجندي إلى الاستبسال أمله في النصر ، والذي يهون على الشعب المستعبد تكاليف الجهاد أمله في التحرر ، والذي يحبب إلى المريض الدواء المر أمله في العافية ، والذي يدعو المؤمن أن يخالف هواه ويطيع ربه أمله في رضوانه وجنته ) ..
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 07:50 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved