![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3381 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() شذرات احتسابية من حيات شيخ الاسلام ابن تيمية إنَّ من منَّة الله على عباده أن: "جعل في كل زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم يَدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويُبَصِّرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍ تائهٍ قد هَدوه، يَنْفُون عن كتاب الله تأويل الجاهلين، وتحريف الغالين، وانتحال المبطلين"[1]. ومن بقايا أهل العلم الذين منَّ الله بهم على هذه الأمة المباركة: "الشيخ الإمام، العالم العلّم، العلامة الفقيه، الحافظ، الزاهد العابد المجاهد، القدوة شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن الإمام العلامة المفتي شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم ابن الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبي البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم محمد بن الخضر بن محمد ابن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني، ثم الدمشقي"[2]. وفي هذه المقالة لن نتحدث عن ترجمته، وأحواله الشخصية، أو عن صفاته الخُلقية، أو عن إنجازاته العلمية، أو عن مصنفاته الفريدة، أو ما أشبه ذلك، وقد ألفت فيه عشرات الكتب والرسائل؛ فهو رجل بأمة، وبحر لن نحيط بسواحله، ولن نغوص في عميقه، ولكننا سنقف على ساحله، ونتناول جانبا واحدا من جوانب حياته، ونتقمص بعضا من لؤلؤه ومرجانه، ونصطاد بعضا من درره، ونستخلص شذرات من حياته الاحتسابية؛ علَّ هممنا أن تعلو، وأرواحنا أن تسموا، وفتورنا أن يخبو، ونحن نقرأ هذه الشذرات من حياته الندية؛ فقراءة تاريخ وسير وتراجم مثل هؤلاء الأجلاء؛ أنفع من كثير من الفقه؛ كما قال أبو حنيفة - رحمه الله -: "الحكايات عن العلماء ومجالستهم أحب إلي من كثير من الفقه"[3]. إن من أبرز الصفات التي تميز بها شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- قوة حجته، وقيامه بأمر ربه، واحتسابه على منكرات عصره؛ المتمثلة في شيوع المنكرات، وكثرة الفرق الضالة، والنحل الهدامة، فتصدى - رحمه الله - لذلك كله، محتسبا بكافة وسائل الاحتساب، فاحتسب على تلك المنكرات والمخالفات بيده، ولسانه، وقلمه، وإليك بعض هذه الشذرات الاحتسابية من حياته - رحمه الله -، والتي منها ما يلي: الشذرة الأولى: احتسابه على أحد الوزراء بحضرة السلطان: كما سطر ذلك المؤرخ الكبير الحافظ ابن كثير - رحمه الله - فيقول: "وجلس الشيخ تقي الدين بين يدي السلطان على طرف طراحته، وتكلم الوزير في إعادة أهل الذمة إلى لبس العمائم البيض بالعلائم، وأنهم قد التزموا للديوان بسبع مائة ألف في كل سنة زيادة على الحالية، فسكت الناس، وكان فيهم قضاة مصر والشام، وكبار العلماء من أهل مصر والشام من جملتهم ابن الزملكاني، قال ابن القلانسي: وأنا في مجلس السلطان إلى جنب ابن الزملكاني، فلم يتكلم أحد من العلماء ولا من القضاة، فقال لهم السلطان: ما تقولون؟ يستفتيهم في ذلك، فلم يتكلم أحد، فجثى الشيخ تقي الدين على ركبتيه، وتكلم مع السلطان في ذلك بكلام غليظ، ورد على الوزير ما قاله ردا عنيفا، وجعل يرفع صوته، والسلطان يتلافاه ويسكته بترفق وتؤدة وتوقير، وبالغ الشيخ في الكلام، وقال مالا يستطيع أحد أن يقوم بمثله، ولا بقريب منه، وبالغ في التشنيع على من يوافق في ذلك، وقال للسلطان: حاشاك أن يكون أول مجلس جلسته في أبهة الملك، تنصر فيه أهل الذمة لأجل حطام الدنيا الفانية، فاذكر نعمة الله عليك إذ رد ملكك إليك، وكبت عدوك، ونصرك على أعدائك، فذكر أن الجاشنكير هو الذي جدد عليهم ذلك، فقال: والذي فعله الجاشنكير كان من مراسيمك؛ لأنه إنما كان نائبا لك، فأعجب السلطان ذلك، واستمر بهم على ذلك"[4]. الشذرة الثانية: هدمه لبعض الأنصاب بدمشق: يقول العلامة ابن القيم - رحمه الله - أبرز تلاميذه: "وقد كان بدمشق كثير من هذه الأنصاب، فيسر الله - سبحانه - كسرها على يد شيخ الإسلام، وحزب الله الموحدين؛ كالعمود المخلق، والنصب الذي كان بمسجد النارنج عند المصلى يعبده الجهال، والنصب الذي كان تحت الطاحون الذي عند مقابر النصارى، ينتابه الناس للتبرك به، وكان صورة صنم في نهر القلوط ينذرون له، ويتبركون به، وقطع الله - سبحانه - النصب الذي كان عند الرحبة يسرج عنده، ويتبرك به المشركون، وكان عمودا طويلا على رأسه حجر كالكرة، وعند مسجد درب الحجر نصب قد بنى عليه مسجد صغير يعبده المشركون يسر الله كسره"[5]. ويحدثنا العلامة إبراهيم بن أحمد الغياني -رحم الله الجميع- عن تفاصيل أكثر عن هذه الشذرة الاحتسابية، فيقول: "فبلغ الشيخ أن جميعَ ما ذكر من البدع يتعمدها الناس عند العمود المُخَلَّقِ الذي داخل "البابِ الصغيرِ" الذي عند "دربِ النافدانيين". فشدَّ عليه وقام، واستخار اللهَ في الخروج إلى كسره، فحدثني أخوه الشيخ الإمامُ القدوة شرف الدين عبد اللهِ ابن تيمية قال: فخرجنا لكسرهِ فسمع الناس أن الشيخ يخرج لكسر العمود المُخَلَّق؛ فاجتمع معنا خلق كثير. قال: فلما خرجنا نحوه، وشاع في البلدانِ: ابن تيمية طالع ليكسر العمودَ المُخَلَّق[6]، صاح الشيطان في البلدِ، وضجتِ الناس بأقوال مختلفةٍ، هذا يقول: "ما بقيت عين الفيجةِ تطلع"، وهذا يقول: "ما ينزل المطر، ولا يثمر الشجر"، وهذا يقول: "ما بقي ابن تيمية يفلح بعد أن تعرّض لهذا"، وكل من يقول شيئاً غير هذا[7]. قال الشيخ شرف الدين: فما وصلنا إلى عنده إلا وقد رجع عنا غالب الناس، خشية أن ينالهم في أنفسهم آفة من الآفات، أو ينقطع بسبب كسره بعض الخيرات. قال: فتقدمنا إليه، وصحنا على الحجَّارين: "دونكم هذا الصنم" فما جسر أحد منهم يتقدم إليه. قال: فأخذت أنا والشيخ المعاول منهم، وضربنا فيه، وقلنا: (جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)[سورة الإسراء(81)]. وقلنا: إن أصاب أحداً منه شيء نكون نحن فداه. وتابعنا الناس فيه بالضرب حتى كسرناه، فوجدنا خلفه صنمين حجارة مجسَّدة مصوَّرة، طول كل صنم نحو شبر ونصف...فكسرناه، ولله الحمد، وما أصاب الناس من ذلك إلا الخير، والحمد لله وحده"[8]. الشذرة الثالثة: احتسابه على نصراني سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يقول ابن كثير - رحمه الله -: "واقعة عَسَّافٍ النصراني: كان هذا الرجل من أهل السويداء[9]، قد شهد عليه جماعة أنه سب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد استجار عَسَّاف هذا بابن أحمدَ بنِ حجى أمير آل علي[10]، فاجتمع الشيخ تقي الدين ابن تيمية، والشيخ زين الدين الفارقي شيخ دار الحديث، فدخلا على الأمير عز الدين أيبك الحموي نائبِ السلطنةِ، فكلماه في أمره، فأجابهما إلى ذلك، وأرسل ليحضره، فخرجا من عنده ومعهما خلق كثير من الناسِ، فرأى الناس عسافاً حين قدم، ومعه رجل من العربِ فسبوه وشتموه، فقال ذلك الرجل البدوي: "هو خير منكم" يعني النصراني، فرجمهما الناس بالحجارة، وأصابت عسافاً، ووقعت خبطة قوية، فأرسل النائب، فطلب الشيخين ابنَ تيمية والفارقي، فضربهما بين يديهِ، ورسم عليهما في العذراوية، وقدم النصراني فأسلم، وعقد مجلس بسببهِ، وأثبت بينه وبين الشهود عداوة، فحقن دمه، ثم استدعى بالشيخين فأرضاهما وأطلقهما، ولحق النصراني بعد ذلك ببلادِ الحجازِ، فاتفق قتله قريباً من مدينةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قتله ابن أخيه هنالك، وصنف الشيخ تقي الدينِ ابن تيمية في هذه الواقعةِ كتابه: "الصارم المسلول على ساب الرسول"[11]. وهذا نوع آخر من الاحتساب لا يقل أهمية عن الاحتساب باليد، واللسان: الاحتساب بالقلم، وتأليف الكتب، وكتابة الرسائل والردود التي تبين للناس حكم الله، وتوضح لهم سبل المجرمين، ووسائلهم الشيطانية. الشذرة الرابعة: احتسابه على دجاجلة البطائحية الرفاعية (إحدى فرق الصوفية): ومن الشذرات الاحتسابية التي سجلها التاريخ لشيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه-: احتسابه على الدجاجلة البطائجية؛ يقول ابن كثير- رحمه الله -: "وفي يوم السبت تاسع جمادي الأولى حضر جماعة كثيرة من الفقراء الأحمدية إلى نائب السلطنة بالقصر الأبلق، وحضر الشيخ تقي الدين بن تيمية، فسألوا من نائب السلطنة بحضرة الأمراء أن يكف الشيخ تقي الدين إمارته عنهم، وأن يسلم لهم حالهم، فقال لهم الشيخ: هذا ما يمكن، ولا بد لكل أحد أن يدخل تحت الكتاب والسنة قولا وفعلا، ومن خرج عنهما وجب الإنكار عليه، فأرادوا أن يفعلوا شيئا من أحوالهم الشيطانية التي يتعاطونها في سماعاتهم، فقال الشيخ: تلك أحوال شيطانية باطلة، وأكثر أحوالهم من باب الحيل والبهتان، ومن أراد منهم أن يدخل النار فليدخل أولا إلى الحمام، وليغسل جسده غسلا جيدا، ويدلكه بالخل والأشنان، ثم يدخل بعد ذلك إلى النار إن كان صادقا، ولو فرض أن أحدا من أهل البدع دخل النار بعد أن يغتسل، فإن ذلك لا يدل على صلاحه، ولا على كرامته، بل حاله من أحوال الدجاجلة المخالفة للشريعة إذا كان صاحبها على السنة، فما الظن بخلاف ذلك، فابتدر شيخ المنيبع الشيخ صالح، وقال: نحن أحوالنا إنما تنفق عند التتر ليست تنفق عند الشرع، فضبط الحاضرون عليه تلك الكلمة، وكثر الإنكار عليهم من كل أحد، ثم اتفق الحال على أنهم يخلعون الأطواق الحديد من رقابهم، وأن من خرج عن الكتاب والسنة ضربت عنقه، وصنف الشيخ جزءا في طريقة الأحمدية، وبين فيه أحوالهم ومسالكهم وتخيلاتهم، وما في طريقتهم من مقبول ومردود بالكتاب، وأظهر الله السنة على يديه، وأخمد بدعتهم، ولله الحمد والمنة"[12]. وكذلك احتسب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - على الرافضة؛ كما نقل ذلك المؤرخون، وناظرهم في مسائل عديدة كالإمامة، وغيرها، وأفحمهم. ولم يقتصر احتساب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - على الفرق التي تنتسب إلى الإسلام فحسب!! بل احتسب أيضاً على أهل الملل الأخرى، فقد احتسب على النصارى، وجرت بينه وبين رهبانهم مناظرات عدة في المسيح ودين النصارى، وما إلى ذلك. وبسبب احتسابه - رحمه الله - على المنكرات والمخالفات؛ لاقى كثيرا من الأذى!! فقد سجن عدة مرات في سجون مصر والقاهرة والإسكندرية، وسجن كذلك في سجون دمشق عدة مرات، بل إنه - رحمه الله - توفي في سجن القلعة صابرا محتسبا، ولما بلغ الناس خبر وفاته أقبلوا من كل حدب وصوب، وكانت جنازته جنازة مهيبة، لم يشهد التاريخ مثلها إلا قليلا؛ لكثرة من شهد تلك الجنازة، ولشدة حزن الناس وتأثرهم برحيل هذا العلم الشامخ المجاهد المحتسب- رحمه الله -. فأمتنا اليوم بحاجة إلى علماء أجلاء، وإلى رجال أقوياء؛ يقومون بهذه العبادة الجليلة، والوظيفة النبيلة. وفقنا الله لما يحبه ويرضاه، وجعلنا من القائمين بالمعروف الناهين عن المنكر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. __________ المصادر كثيرة لا استطيع نقلها ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3382 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ألأدب مـــــــــــــــع ألله يرحم الله من قال: من صاحب الملوك بلا أدب جرَّه ذلك إلى الهلاك والعطب. وليس كأدب الأنبياء مع مولاهم: فانظر إلى سيدهم وسيد ولد آدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عنه ربه: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) [النجم: 17]. قال ابن القيم: إن هذا وصف لأدبه -صلى الله عليه وسلم- في ذلك المقام؛ إذ لم يلتفت جانباً، ولا تجاوز ما رآه، وهذا كمال الأدب، والإخلال له، أن يلتفت الناظر عن يمينه وعن شماله، أو يتطلع أمام المنظور، فالالتفات زيغ، والتطلع إلى ما أمام المنظور طغيان ومجاوزة، فكمال إقبال الناظر على المنظور ألا يصرف بصره عنه يمنة ولا يسرة، ولا يتجاوزه. وفي هذه الآية أسرار عجيبة، وهي من غوامض الآداب اللائقة بأكمل البشر - صلى الله عليه وسلم -، تواطأ هناك بصره وبصيرته، وتوافقا وتصادقا فيما شاهده بصره، فالبصيرة مواطئة له، وما شاهدته بصيرته، فهو أيضاً حق مشهود بالبصر، فتواطأ في حقه مشهد البصر والبصيرة؛ ولهذا قال - سبحانه وتعالى -: (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى)[النجم: 11] (أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى)[النجم: 12]، أي: ما كذب الفؤاد ما رآه ببصره[1]. فهذا رسولنا - صلى الله عليه وسلم - لما تأدب مع الله - عز وجل -، ووقف عند حده رفعه الله رفعة ما بعدها رفعة، فأعطاه الله المقام المحمود. أُفُق وضيء طليق مرفرف، عاش فيه قلب رسولنا - صلى الله عليه وسلم - وبصره.. هي لحظات خص بها القلب المصفى، وأدب من بصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يتجاوز رتبته، وكله شوق، فأعطاه الله ما لم يعط أحداً غيره. من تواضع لله رفعه، لما تأدب بصر نبينا - صلى الله عليه وسلم - أثني الله عليه، ويسجل هذا في الكتاب الخالد، وهل بعد هذا من جزاء؟! والجزاء من جنس العمل. وانظر إلى خليل الرحمن إبراهيم - عليه السلام -، الذي جاء ربه بقلب سليم، عن ابن عباس أنه قال: " حسبي الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد حين قالوا: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران: 173]. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لما ألقي إبراهيم - عليه السلام - في النار، قال: اللهم إنك في السماء واحد، وأنا في الأرض واحد أعبدك)). وذكر بعض السلف أنه عرض له جبريل وهو في الهواء، فقال: ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا، وأما من الله فبلى. هذا الذي لم يتزود إلا التسليم، قال الله - تعالى -للنار: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ)[الأنبياء: 69]. فلما رأينا محباً في بيداء الوجد يهيم: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ)[الأنبياء: 69]. قال السدي: كان معه في النار مَلَك الظل. لم يلتفت إبراهيم حتى إلى جبريل، وسلم لله، فاستحق أن يكون خليلاً للرحمن، وهمَّ بذبح ولده، وآثر الله على من سواه، فآثره الله على من سواه. وتعالَ أخي.. إلى العلماء الذي تأدبوا مع ربهم، وخافوه، ما خافوا سواه. من عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه، وقَّره الله في قلوب الخلق أن يذلوه، انظر إلى الحافظ الصادق القدوة العابد، عبد الغني المقدسي، الذي كان لا يصبر على إنكار المنكر إذا رآه. ذُكر أن العادل حاكم مصر قال: ما خفت من أحد، ما خفت من هذا. فقلنا: أيها الملك! هذا رجل فقيه، قال: لما دخل ما خُيل إليّ إلا أنه سبع[2]. قال أبو بكر بن أحمد الطحان: كان بعض أولاد صلاح الدين، قد عملت لهم طنابير، وكانوا في بستان يشربون، فلقي الحافظ عبد الغني الطنابير فكسرها، قال: فحدثني الحافظ قال: فلما كنت أنا وعبد الهادي عند حمّام كافور، إذا قوم كثير معهم عصيّ فخففت المشي، وجعلت أقول: حسبي الله ونعم الوكيل، فلما صرت على الجسر لحقوا صاحبي، فقال: أنا ما كسرت لكم شيئاً، هذا هو الذي كسر، قال: فإذا فارس يركض فترجّل وقبل يديّ، وقال: الصبيان ما عرفوك، وكان وضع الله له هيبة في النفوس[3]. لما هابوا الله وحده هابتهم الملوك. انظر إلى الإمام الحسن البصري، لما قدم عمرو بن هبيرة العراق أرسل إلى الحسن البصري والشعبي، وأمر لهما ببيت، فكانا فيه شهراً ونحوه، ثم جاء عمرو إليهما، فسلم ثم جلس، معظماً لهما، فقال: إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك كتب إليّ كتباً أعرف أن في إنفاذها الهلاك، فإن أطعته عصيت الله، وإن عصيته أطعت الله، فهل تريا لي في متابعتي إياه مخرجاً، فقال الحسن للشعبي: أجب الأمير، فتكلم الشعبي كلاماً يريد به إبقاء وجهه عنده-أي: يريد إرضاءه- فقال ابن هبيرة للحسن: ما تقول أنت يا أبا سعيد؟ قال: أقول يابن هبيرة! أوشك أن ينزل بك ملك من ملائكة الله، فظ غليظ، لا يعصي الله ما أمره، فيخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، يا عمرو بن هبيرة! لا تأمن أن ينظر الله إليك على أقبح ما تعمل في طاعة يزيد بن عبد الملك، فيغلق به باب المغفرة دونك، يا عمرو بن هبيرة! لقد أدركت ناساً من صدر هذه الأمة، كانوا عن هذه الدنيا وهي مقبلة، أشد إدباراً من إقبالكم عليها وهي مدبرة، يا عمرو بن هبيرة! إني أخوفك مقاماً خوفك الله - عز وجل - فقال: (ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ)[إبراهيم: 14]، يا عمرو بن هبيرة! إنك إن تك مع الله - تعالى - في طاعته كفاك يزيد بن عبد الملك، وإن تك مع يزيد على معاصي الله وكلك الله إليه. فبكى عمرو بن هبيرة وقام بعبرته، فلما كان من الغد أرسل إليهما، فأدناهما وأجازهما فأكثر في جائزة الحسن، وأنقص جائزة الشعبي، فخرج الشعبي إلى المسجد فقال: أيها الناس! من استطاع منكم أن يؤثر الله على خلقه فليفعل، فوالذي نفسي بيده، ما علم الحسن شيئاً منه فجهلته، ولكن أردت وجه ابن هبيرة، فأقصاني الله منه[4]. وهذا عليان، وكانوا يعدونه من مجانين الكوفة، وما هو بذلك، إنما هو من عبادها. يقول له المأمون: يا عليان! هل من حاجة فأقضيها؟ قال: نعم، أريد أن تنسئ في أجلي، وتتجاوز عن سيئاتي، وتغفر لي خطيئتي، فكبى المأمون، وقال: يا عليان! ليس هذا إليّ، أنا لا أقد أستخلصه لنفسي، فكيف أستخلصه لك؟ قال عليان: يا أمير المؤمنين! إن الله- تبارك وتعالى - لم يجعل أحداً فوقك في عصرنا، فيجب عليك ألا يكون أحد أطوع لله منك، فقال له: عظنا يرحمك الله! قال: يا أمير المؤمنين إن الذي أكرمك بما أكرمك به يحب أن تحب له ما أحب، وتبغض له ما أبغض، فوالله، لقد أحب داراً أبغضتَها، وأبغض دراً أحببتها، كأنما أردت خلافك ربك، أو أردت سواه، فاعلم يا أمير المؤمنين، أن الذي في يديك لو بقي على من كان قبلك إذاً لما صار إليك، وهكذا هو صائر إلى من بعدك، فاتق الله في خلافتك، واحفظ محمداً - صلى الله عليه وسلم - في أمته، فبكى المأمون ثم أمر أن يحشى فمه دراً وياقوتاً، فقال له: أعفني يا أمير المؤمنين، قال: فأعفاه ثم خرج من عنده، فقيل له: لِمَ لمْ تقبل جوائز أمير المؤمنين؟ قال: خشيت أن أمنع جوائز رب العالمين، ثم ولى وهو يقول: كم ملـوك عن الـدار تفانوا وخلت منهم هناك البيوتُ فسلِ الربع والمنازل عنهم هل تُنبِّيك عنهم أم سكوت حب من شئت فهْو بالموت فإن غير أني أحببت من لا يموت وانظر إلى المحدث الزاهد شيخ الإسلام بنان الحمال، امتحن في ذات الله فصبر، وارتفع شأنه، قال أبو علي الروذباري: كان سبب دخولي مصر، حكاية بنان الحمال، وذلك أنه أمر ابن طولون بالمعروف، فأمر به أن يلقى بين يدي السبع، قيل له: ما الذي كان في قلبك حين شمك؟ قال: كنت أتفكر في سؤر السباع ولعابها، ثم ضُرب سبع دِرر. ذكر إبراهيم بن عبد الرحمن أن القاضي أبا عبيد الله، احتال على بُنان حتى ضربه سبع دِرر، فقال: حبسك الله بكل درة سنة، فحبسه ابن طولون سبع سنين، والجزاء من جنس العمل[5]. وانظر رحمك الله إلى سلطان العلماء العز بن عبد السلام. قال الشيخ الباجي: طلع شيخنا عز الدين مرة إلى السلطان أيوب الملك الصالح، في يوم عيد إلى القلعة، فشاهد العسكر مصطفين بين يديه، ومجلس المملكة، وما السلطان فيه يوم العيد من الأبهة، وقد خرج على قومه في زينته، وأخذت الأمراء تقبل الأرض بين يدي السلطان، فالتفت الشيخ إلى السلطان وناداه: يا أيوب! ما حجتك عند الله، إذا قال لك: ألم أبوئ لك ملك مصر، ثم تبيح الخمور؟! فقال: هل جرى ذلك؟ فقال: نعم، الحانة الفلانية يباع فيها الخمور وغيرها من المنكرات، وأنت تتقلب في نعم هذه المملكة، يناديه هكذا بأعلى صوته، والعساكر واقفون، فقال: يا سيدي! هذا ما أنا عملته، هذا من زمان أبي، فقال: أنت من الذين يقولون: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ) [الزخرف: 22]، فرسم السلطان بإبطال تلك الحانة. قال الباجي: سألت الشيخ: لما جاء من عند السلطان، وقد شاع الخبر: يا سيدي! كيف الحال؟ فقال: رأيته في تلك العظمة، فأردت أن أهينه؛ لئلا تكبر عليه نفسه فتؤذيه، فقلت: يا سيدي! أما خفته؟ فقال: والله يا بني! استحضرت هيبة الله - تعالى - فصار السلطان قدّامي كالقط. وقد توفي - رحمه الله - في عهد الظاهر بيبرس، ولما مرت الجنازة تحت القلعة، وشاهد كثرة الخلق الذين معها، قال لبعض خواصه: اليوم استقرَّ أمري في الملك؛ لأن هذا الشيخ لو كان يقول للناس: اخرجوا عليه، لانتزع الملك مني[6]. وانظر يا أخي! إلى هذا الشيخ الذي ذكر دينه، ونسي دنياه إلى الشيخ حسن العدوي، عندما زار السلطان العثماني عبد العزيز مصر في عهد إسماعيل باشا، كان إسماعيل حفيّاً بالزيارة؛ لأنها كانت جزءاً من برنامجه للحصول على لقب خديوي، مع عدة امتيازات في نظام الحكم بمصر، وكان من برنامج الزيارة أن يستقبل الخليفة العلماء في السراي، ولما كنت للمقابلة السنية تقاليد، منها أن ينحني الداخل إلى الأرض، وغير ذلك من التقاليد السخيفة المنافية لروح الإسلام، فقد كان حتماً على رجال السراي أن يدربوا العلماء على طريقة المقابلة عدة أيام، حتى لا يخطئوا في حضرة السلطان، وعندما حان الموعد دخل السادة العلماء، فنسوا دينهم واشتروا دنياهم، وانحنوا أمام مخلوق مثلهم تلك الانحناءات، وخرجوا موجهين وجوههم إلى الخليفة كما أمرهم رجال التشريفات، إلا عالماً واحدا ًوهو حسن العدوي، استحضر في قلبه أن لا عزة إلا لله، ودخل مرفوع الرأس كما ينبغي أن يدخل الرجال، وواجه الخليفة بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين! وابتدره بالنصيحة التي ينبغي أن يتلقى بها العالم الحاكمَ، دعاه إلى تقوى الله، والخوف من عذابه، والعدل والرحمة بين رعاياه، فلما انتهى سلّم وخرج مرفوع الرأس، وأُسقط من يد الخديوي ورجال السراي، وظنوا أن الأمر كله قد انقلب عليهم، وأن السلطان لا بد غاضب، فضائعة تلك الجهود التي بذلوا، والآمال التي نسجوا، ولكن كلمة الحق المؤمنة لا تذهب سُدى، فلا بد أن تصدع القلوب، قوية حارة كما نبعت من مكمنها قوية حارة، وهكذا كان، فقال السلطان: ليس عندكم إلا هذا العالم، وخلع عليه دون سواه[7]. والجزاء من جنس العمل، قال المناوي: "إذ خاف الله العبدُ" قدم المفعول؛ اهتماً بالخوف، وحثاً عليه، "أخاف اللهُ منه كل شيء"، لأن الجزاء من جنس العمل، كما تدين تدان، فكما شهد الحق بالتعظيم، ولم يتعد حقوق الحكيم، ألبسه الهيبة، فهابه الخلق بأسرهم، وحكم عكسه عكس حكمه[8]. _________________ [1] مدارج السالكين (2/382). ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3383 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم ؟! بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم ؟! يا لها من آية عظيمة ويا له من نداء تهتز له القلوب وتقشعر منه الأبدان. يوم ينادى عليك أيها الإنسان الفقير الضعيف ما غرك بربك الكريم ؟ ما الذي خدعك حتى عصيت الواحد القهار ؟ ما الذي خدعك فاقترفت الآثام بالليل والنهار؟ ما الذي خدعك ففرط في حدود الله ؟ ما الذي خدعك فتهاونت في الصلاة ؟ ما الذي خدعك فأطلقت بصرك في الحرام ؟ ما الذي خدعك فلم تخش الله كما كنت تخشى الأنام ؟ أهي الدنيا؟ أما كنت تعلم أنها دار فناء؟ وقد فنيت! أهي الشهوات؟ أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت! أم هو الشيطان ؟ أما علمت أنه لك عدو مبين ؟ إذن ما الذي خدعك ؟ أجب ...أجب ... لا عذر اليوم. لا إله إلا الله ... إنها لآية عظيمة وتذكرة مبينة لمن وعاها... كررها بينك وبين نفسك .. قم بها في جوف الليل إذا هجع الأنام وغارت النجوم كررها في ركعتين تلذذ فيهما بمناجاة ربك وكرر يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم وتمثل نفسك ماذا تجيب ، تذكر ذنوبك و ابك على تفريطك . تخيل معي هذا المنظر كأنك تراه واعلم أنه واقع لا محالة وتخيل هذا المشهد المهيب: إذا السماء انفطرت، وإذا الكواكب انتثرت، وإذا البحار فجرت، وإذا القبور بعثرت، علمت نفس ما قدمت وأخرت، يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. -------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3384 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() كنــت الغـــريقــة فـــا نقـــذنــي الله ولقد عجلت اليك ربي لترضى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احبتي في الله يا كل من دعى لي دعوة بظهر الغيب اشهد الله اني احببتك في الله أخواني وأخواتي والله انا كنت الغريقة لولا ان اعزني الله احبتي اردت ان ابلغكم اني تبت الى الله وندمت على ما فعلت وعزمت على الا اعود لمثل هذه الكبائر والمعاصي ابدا من رحمة الله علينا انه ربنا غفور رحيم والله لا يرد سائلا ابدا ويعفو عن المسئ فهو الغفور الرحيم هل تعلمون اخوتي كيف تبت ؟ والله سألت نفسي أنا أبحث عن حب حرام يؤدي بي الى كبائر وكلما ازدت بالحب الحرام قربا ولى لي ظهره وازداد بعدا فسألت نفسي لماذا لا اجعل كل هذا الحب وهذه الطاقة الحرام اوهبها كلها في حب الله وابتغاء مرضاته فان الله من تقرب اليه شبرا تقرب اليه ذراعا ففي ليلة من رمضان قد تكون مظلمة سوداء حالكة في اعين الناس بل والله كانت لي كالقمر المنير والشمس الساطعة يكفي انى عدت فيها الى الله واني احسن الظن بربي الذي لا يرد سائلا ولا يغلق الباب في وجه محتاج ابدا في تلك الليلة كنت قد دخلت في احد المواقع التي تبث الهدى والحب والنور للناس سمعت خطبة لاحدى مشايخنا الأفاضل جزاه الله عنا خير الجزاء ووالله ان الله القى في قلبي حلاوة قلت والله لن اضيعها بل ساعمل على زيادتها فقمت وتوجهت الى الله وتضرعت اليه ودعوته دعاء المساكين دعاء من ثقلت عليه الكبائر فصليت ورجوته ان يرزقني حبه فوالله لا اريد سوى حبه والله كنت ابكي لهجر حبيب او غيره ولكنه بكاء زائف ولكن احبتي والله ما وجدت روعة بكاء الا بين يدي الله وما وجدت حلاوة ذل الا بين يدي العزيز ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3385 |
مراقب عام
![]() |
![]() بارك الله فيك على ما قدمته |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3386 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() تشرفت بزيارتك ابني الفاضل عبدالله العدواني
وجزاك الله خير وبارك الله فيك |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3387 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() سعــــــد بــــــن الـــــــربيـــــــع هو سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. عقبي بدري نقيب كان أحد نقباء الأنصار، وكان كاتبا في الجاهلية شهد العقبة الأولى والثانية؛ وقتل يوم أحد شهيدا. روى البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال: )لما قدمنا إلى المدينة آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيني وبين سعد بن الربيع، فقال سعد بن الربيع: إني أكثر الأنصار مالا فأقسم لك نصف مالي؛ وانظر أي زوجتي هويت نزلت لك عنها فإذا حلت تزوجتها. قال عبد الرحمن: لا حاجة لي في ذلك. هل من سوق فيه تجارة؟ قال: سوق قينقاع. قال: فغدا إليه عبد الرحمن فأتى بأقط وسمن. قال: ثم تابع الغدو فما لبث أن جاء عبد الرحمن عليه أثر صفرة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تزوجت؟ قال: نعم. قال: ومن؟ قال: امرأة من الأنصار. قال: كم سقت؟ قال: زنة نواة من ذهب أو نواة من ذهب. فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: أولم ولو بشاة (. وروى ابن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني، أخي بني النجار، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: )من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع أفي الأحياء هو أم في الأموات؟ فقال رجل من الأنصار: أنا، فنظر فوجده جريحا في القتلى وبه رمق، قال: فقال له: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرنى أن أنظر أفي الأحياء أنت أم في الأموات. فقال: أنا في الأموات، فأبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلامي وقل له: إن سعد بن الربيع يقول لك: جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته. وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم: إن سعد بن الربيع يقول لكم: إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف! قال: ثم لم أبرح حتى مات وجئت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته خبره(. ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3388 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() سر سعادة المرء في لسانه عجيبة تلك العضلة الصغيرة في جسم الإنسان, فبالرغم من صغر حجمها إلا أنها تصنع أعمالا عظيمة, فقد تمزق وتفرق وقد تجمع وتقرب, وقد تكون سببا لسعادة الإنسان في حياته وقد تكون أيضا سببا في شقائه, وقد تكون سببا لزيادة الحسنات ورفعة الدرجات, وقد تكون سببا لكسب السيئات ومحق الحسنات بل...!! قد تهوي به في دركات النار, إنها.... اللسان...!!! نعم.. اللسان, فحين يحسن الإنسان حديثه مع الآخرين وينتقي عباراته, ولا يتحدث إلا بأطيب القول وبما ينفع, وفيما يعنيه, ويذكر الله به جُلَّ وقته, كان ذلك سببا لسعادته وفلاحه؛ لأنه حفظ لسانه عن الوقوع في أعراض الناس وعن الغيبة والنميمة التي تعد من كبائر الذنوب, والتي نهانا الله عن فعلها, بل وصور من يفعل ذلك بأبشع تصوير دلالة على شناعة الفعل وعلى قبحه فقال جل وعلا:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾(سورة الحجرات آية 12). والغيبة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ) ذكرك أخاك بما يكره (ولو كان فيه، أما النميمة فهي: نقل الكلام من شخص لآخر بقصد الإفساد. وهاتان الصفتان الذميمتان من أكبر ما يفرق بين المجتمعات ويمزق وحدتها, وتملأ القلوب غيظا وحنقا, وتسبب الحقد والضغينة والكراهية؛ لذلك نهانا الله عنها, وعلى النقيض أمرنا بالنطق بأطيب القول وأحسنه في الدعوة إلى التوحيد وفي شتى المجالات؛ لأنه أدعى للقبول وأحرى للإجابة, وأقرب مثال لذلك أنه - سبحانه - حينما أرسل موسى وأخاه هارون إلى فرعون ذلك الطاغية الكافر المتكبر ليدعواه إلى دين الله, أمرهما بأن يدعواه بالقول اللين فقال تعالى: ﴿ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي *اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ (سورة طه آية 42 - 44 ). وتفسير الآية ما ذكره الشيخ عبد الرحمن السعدي في كتابه (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) قَوْلًا لَيِّنًا أي سهلا لطيفا برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف ولا غلظة في المقال أو فظاظة في الأفعال، لَعَلَّهُ بسبب القول اللين يَتَذَكَّرُ ما ينفعه فيأتيه أَوْ يَخْشَى;ما يضره فيتركه، فإن القول اللين داع لذلك، والقول الغليظ منفر عن صاحبه ا.هـ.». وإذا كان هذا التصرف، وهذا التعامل مع الكافر وهو كافر, فمن البديهي أن يكون التعامل الجيد والحسن مع المسلمين أولى وأحرى, لذا ينبغي على الإنسان المسلم أن يتحلى بالأخلاق الحميدة الموجودة في عقيدة الإسلام والتي علمنا إياها النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وأن يراقب لسانه ويتحرى الصدق فيما يقول, ويحاسب نفسه على كل كلمة ينطق بها هل تكون له في ميزان حسناته...؟؟ أم تكون عليه وتكون في ميزان سيئاته...؟؟ ومن واقع تجربة - حتى يحظى الإنسان بالقبول والمحبة من جميع من هم حوله ويشعر بالسعادة - أذكر هذه النقاط التي أرجو أن تكون نافعة إن شاء الله: * أن يكون الإنسان بشوشا مبتسما فالابتسامة في وجه أخيك صدقة وتفتح لك القلوب. * أن يتحلى بأدب المجلس من: إلقاء التحية, الإفساح في المجلس, احترام الكبير, ألا يتصدر المجلس بالحديث ويدع المجال للآخرين بأن يتحدثوا. * سؤال الآخرين عن أحوالهم والاحتفاء بهم وتقديم المساعدة لهم إن احتاجوا لذلك. * تحري الصدق في كل ما يقول وينطق وفي الحديث: ) لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا (. * عـدم التدخل فيما لا يعنيه من شئون الآخرين وفي الحـديث: ) من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه (. * تأسيس الرقابة الذاتية واستشعار أن الله مطلع على الإنسان ومحيط بكل ما يقول وينطق, ويتذكر دائما أن عن يمينه وشماله ملكين يسجلان ويكتبان كل ما يقول, واستحضار ذلك دائما يدفع الإنسان إلى فعل الخير وإلى ما يرضي الله عنه, ويدعوه إلى ترك المعاصي وعن كل ما يغضب الله. * كلما تقرب العبد لربه بالطاعات والأعمال الصالحات نال رضا الله ومحبته وجعل الله له القبول في الأرض وألقى محبته في قلوب الخلق. * حسن الظن بالآخرين وألا ينشغل إلا بنفسه؛ لأن المرء حينما يشغل نفسه بمراقبة الآخرين وانتقادهم يغفل عن نفسه وعيوبه, وقبل أن ينتقد الإنسان الآخرين لا بد أن يرى عيوبه ويسعى لإصلاحها, وحتى لو واجه النقد فليتقبله بكل رحابة صدر، اعلم أن تقبل النقد قد يكون صعبا بعض الشيء خصوصا حينما يكون نقدا لاذعا خاليا من الأسلوب الجيد, لكن العاقل من يستمع إليه مهما كان الأسلوب الذي جاء به, ويسعى للإصلاح والتقويم. كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: «رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي» لأن المحب الحقيقي الناصح هو الذي يوجهك وينبهك عند وقوعك في الخطأ ويؤيدك على الصواب والفعل الحسن, وجميل أن نجعل نقد الآخرين بمثابة الموج الذي يدفعنا للأمام وأن نرتقي بأنفسنا وأخلاقنا وذواتنا إلى معالي الأمور. * أن نتذكر أن سعادة المرء وتعاسته في لسانه, فإن استطاع التحكم في لسانه فإنه يستطيع التحكم في سعادته وفي الحديث: ) وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم (، فكلما كانت كلماتك لطيفة ومهذبة ومؤدبة كسبت بذلك ودّ من حولك وحبهم واحترامهم وازدادوا شوقا إلى حديثك وسماع كلامك, وكلما كان اللسان طويلا غير مهذب بذيئا كسبت نفور من حولك وفقدت احترامهم لك وكرهوك وكرهوا مجالستك تفاديا لسماع حديثك وكلامك. * الدعاء: الدعاء فشأنه عجيب وقد سمعنا في ذلك قصصا كثيرة, فلا يغفل الإنسان عن الدعاء بأن يطهر الله لسانه من الكلام الفاحش البذيء ومن الغيبة والنميمة وأن يطهر قلبه من الحقد والحسد والنفاق. * ترطيب اللسان وتطييبه بذكر الله وتعويده عليه ولا أسهل من ذكر الله ولا أعظم أجرا منه, وحينما يعتاد الإنسان الكلام الطيب يتعفف لسانه ويتورع فيما بعد عن النطق بغيره. هذا ما جاد به قلمي, وفاضت به قريحتي أسأل الله أن أكون قد وفقت فيما كتبت فانتفعت ونفعت, وأدعو ربي أن يهدينا لأحسن الأقوال والأعمال لا يهدي لأحسنها سواه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3389 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الإحسان إلى الوالدين لقد أمر الإسلام ببر الوالدين وجعل برهما أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الصلاة التي هي أعظم دعائم الإسلام بعد الشهادتين, فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: )أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين (. بل قرن الله تعالى الإحسان إلى الوالدين بعبادته وتوحيده, وكما أمر الإسلام ببر الوالدين وقرنه بعبادة الله فقد حرم عقوق الوالدين وجعله من أكبر الكبائر وقرنه بالإشراك بالله, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ) ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟.... الإشراك بالله, وعقوق الوالدين.... (. ولمن أراد الفلاح والسداد في الدنيا والآخرة ونيل أعلى الدرجات في الجنان - بإذن الله - فعليه بعد طاعة الله والامتثال لأوامره والوقوف عند حدوده ونواهيه, البر بالوالدين والإحسان إليهما, ولعل ما سأذكره من النقاط يكون سببا في تحصيل ذلك إن شاء الله. * الاستماع إلى توجيهاتهم ونصائحهم وطلب استشارتهم والأخذ برأيهم ولو لم يعجبك الرأي ولم تأخذ بالنصيحة, فأظهر أنك تحب استشارتهم وأنك لا تستغني عن آرائهم؛ لأن هذا من البر بهم. * إظهار عدم الاستغناء عن حاجتهم ولو كبرنا وكبروا؛ لأن هذا يقوي علاقتنا بهم ويزيد من محبتهم لنا بل هذا يولد شعورا جميلا بأنه مهما كبروا وضعفوا عن القيام بأنفسهم فلن نستغني عنهم, إننا لا نزال نحبهم ونريدهم. * تلمس حاجاتهم ومعرفة رغباتهم الداخلية وما يتمنون وتلبيتها بكل فرح وسرور من غير أن يتلفظوا بها وينطقوا, وهذا من البر الحقيقي الذي لا يستطيعه كل أحد. * الصبر على تغير النفسية وتغير الطباع في حال الكبر؛ لأن الشخص حينما يكبر في السن ويرق حاله ويعجز عن القيام بنفسه, تكثر طلباته ويكثر انتقاده ويريد أن يؤتى بكل شيء بسرعة, لذا يجب البر بهما والصبر عليهما والإحسان لهما ومراعاة تلك النفسية ومداراتها. * تقديم الهدايا التي تبهج الخاطر وتدخل على القلب الأنس والسرور, ومن المستحسن جلب ما يحبون وما يرغبون فمن كان والداه يحبان العطور فجميل لو كانت الهدية علبة عطر مميز, وليس شرطا أن يكون هناك مناسبة لأجل الهدية؛ بل قد تكون بدون مناسبة لها وقع أكبر. * التلطف والأدب والاحترام حين التحدث معهما واختيار أجمل وألطف العبارات. * عدم التضجر والغضب والتلفظ بكلمة (أف) عندما يطلبان أمرا أو حتى عندما يكثران عليكم الطلب. * الدعاء لهما في الصلاة وفي أوقات الإجابة بأن يطيل الله عمرهما على الطاعة وأن يحسن لهما الختام. * سؤال الله دائما الإعانة والتوفيق إلى برهما ونيل رضاهما. * احترامهما وعدم رفع الصوت عليهما بل مناداتهما بأحب الأسماء إليهما. * الإحسان والبر بأصدقاء الوالدين وصلة أقاربهما في حياتهما وبعد مماتهما؛ لأن هذا من البر بهما. * ترك الأشياء المحببة للنفس المزعجة للوالدين, والنزول عند رغبتهم ولو كانت مخالفة لما تحب النفس وتهواه. * سرعة الإجابة لأوامرهم وتلبية طلباتهم ورغباتهم, وعدم تقديم طلباتنا ورغباتنا على طلبات ورغبات الوالدين. * إخبارهم بمستجدات حياتنا اليومية البسيطة إن كان هناك مجال وفسحة؛ لأن هذا يشعرهم باهتمامنا بهم وقربهم منا. * عدم تفضيل وتقديم أحد عليهم في الإحسان والرعاية والاهتمام سواء كانت زوجة أو أبناء أو أقرباء؛ لأن الوالدين أعظم حقًّا وليس ثمة أحد أعلى منهم منزلة وأحق بالعناية. * البر الحقيقي حينما يكون الإحسان والسمع والطاعة للوالدين في حال اختلاف رغباتنا وميولنا وطريقة تفكيرنا عنهم, وفي حال عدم حاجتهم لنا؛ لأن برنا بهم وهم محتاجون لنا ليس برا وإنما واجب علينا ورد للجميل الذي قاموا به ونحن صغار, وكأن العلاقة بيننا وبين والدينا سلف ودين؛ لأننا سنلقى كل ما نعمله لهم في أبنائنا سواء كان برا أو عقوقا. - بعض الآيات والأحاديث في الإحسان للوالدين: * قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا *وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾(سورة الإسراء آية 23 - 24 ). * قال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾ (سورة الأحقاف آية 15). * قال -صلى الله عليه وسلم-: ) رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة (. * قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات (. واستحضار تلك الآيات والأحاديث واستشعار عظمة حق الوالدين وعظم الجزاء المترتب على البر والإحسان لهما يدفع إلى المسارعة بالبر والطاعة والإحسان لهما. وعلى من يريد النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة وكسب الأجر العظيم من الله أن يشفق عليهما ويتذلل لهما وأن يترحم عليهما ويدعو لهما بما يفتح الله عليه, وليتذكر الإنسان شفقة أبويه وتعبهما في تربيته؛ ليزيده ذلك إشفاقا لهما وحنانا عليهما, قال حكيم -رحمه الله-: راع أباك يرعاك ابنك. والحقيقة أن مهما عملنا ومهما قدمنا فلن نصل إلى غاية البر والإحسان لهما؛ لأن حقهما أعظم وأكبر مما نتصور, ويكفي في ذلك أن الله قرن عبادته بطاعتهما والإحسان لهما فقال سبحانه: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾(سورة النساء آية 36)،ومع هذا نحسن ونجتهد ونحتسب الأجر والثواب من الله على قدر الاجتهاد. وأخيرًا: الحديث في هذا الباب طويل, ولكن هذا فيض من غيض وكم هو جميل حينما تتزوج الفتاة أو الشاب, وقد أضحى كل منهما إلى عش الزوجية وقد ترك وراءه والدين رحيمين يدعوان له في كل لحظة بالتوفيق والسداد ممزوجة بمحبة صادقة, وحزن على فقدانه وإن لم يكن ذلك حقيقيًّا؛ لأنه لم تنقطع الصلة بينهما وما ذاك الحزن والفقد إلا نتيجة لحسن البر والتعامل مع هذين الأبوين. أسأل الله أن يوفقنا إلى البر بهما والإحسان لهما ونيل رضاهما. ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3390 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() أضئ لنفسك الطريق يوم القيامة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فقال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ (سورة الحديد: الآية 12)، فالله -سبحانه وتعالى- يعطي العبد من النور على قدر أعماله في الدنيا، فمنهم من يعطى من النور كمثل الجبل أمامه، أو مثل النخلة، أو يعطى على قدر إبهام قدميه يضيء تارة ويطفئ أخرى، فيا ترى ما الأعمال التي تسبب النور أو تزيده يوم القيامة؟ 1- المحافظة على الصلاة: فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه ذكر الصلاة يومًا فقال: )من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبَيِّ بن خلف(. 2- كثرة المشي إلى المساجد لصلاتي الفجر والعشاء: قال -صلى الله عليه وسلم-: )بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة(. 3- إسباغ الوضوء: أي إتمام غسل الأعضاء كاملة من غير نقص، قال -عليه الصلاة والسلام-: )إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء(. 4- قراءة سورة الكهف يوم الجمعة: قال -عليه الصلاة والسلام-: )من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة(. 5- إذا شاب الإنسان في طاعة الله -سبحانه وتعالى-: قال -عليه الصلاة والسلام-: )من شاب شيبةً في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة(، في الإسلام: أي كان مقيما على طاعة الله أي مضى في طاعة الله حتى أدركه الشيب، وصرف عمره في طاعة الله، ولو كانت شيبة واحدة، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: )لا تنتفوا الشيب ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام -قال: عن سفيان- إلا كانت له نورا يوم القيامة(. 6- المتحابون في الله :في الحديث القدسي أن الله –سبحانه وتعالى- يقول: )المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء(. 7- المقسطون في ولاياتهم: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: )إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يدي الرحمن يمين الذين يعدلون في حكمهم وما ولوا(. والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على النبي، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. ---------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |