![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3481 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الجمال في القرآن والسنة لقد استلهم المسلمون من الجمال المكنوز الذي تسيل به آيات القرآن وأحاديث النبي ، فألهمهم هذا صناعة جنانٍ على الأرض. كان لا بُدَّ لوصف الجنة الذي تحفل به آيات القرآن ويملأ أحاديث النبي أن يشكِّل الحاسة الجماليَّة عند المستمع، ولما كان الإسلام دين عمل، فالمتوقع أن السامع سيحوِّل لذة السماع إلى لذة البناء. ولقد عُني الإسلام بجمال البيئة بما يجعل تعاليمه في هذا الشأن إضافة أصيلة للحضارة الإنسانية التي لم تهتم -إلا حديثًا- بأمر البيئة ورعايتها وجمالها. نعرض للجمال الذي صنعته الحضارة الإسلامية على البيئة المحيطة بها، تلك التي جعلت الطبيعة حُلوة خضرة نضرة.. تَسُرُّ الناظرين. أولاً: الجمال في القرآن والسنة الجمال في القرآن لا تقتصر حكمة خلق الأشجار والنباتات والثمار على الفوائد الحيوية المعروفة من كونها غذاء للإنسان والحيوان، أو رئة تتنفس بها البيئة، بل إن الله أشار في كتابه الكريم إلى وظيفة أخرى تُؤَدِّيها الأشجار والحدائق في حياة الإنسان ووجدانه، وهي تلك البهجة والنشاط والحيوية التي تبعث في القلب، فقال تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} [النمل: 60]. وإن تلك الصبغة الجمالية التي تُمَيِّز الطبيعة على اختلاف مُكَوِّناتها ليست إلاَّ تطبيقًا لقاعدة عامَّة أَقَرَّها الله تعالى في كل ملمح من ملامح الكون، كما أَحَبَّ لعِباده أن يتخلَّقُوا بها؛ تلك هي (قاعدة الجمال)! فعن ابن مسعود tأن النبي قال: "إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْـجَمَالَ"[1]. ولعلَّ من اللافت للنظر كثرة الحديث عن الشجر والثمار والجنات في القرآن الكريم؛ حيث ورد لفظ شجر بمشتقَّاته في القرآن نحو 26 مَرَّة، كما وردت لفظة ثمر بمشتقَّاتها 22 مَرَّةً، ونبت بمشتقاته 26 مَرَّة، وذُكِرَت الحدائق 3 مَرَّات، أمَّا الجنة مفردة ومجموعة فقد وردت 138 مَرَّة. بل إن القرآن الكريم عندما يعرض للأشجار والثمار من حيث هي طعام للإنسان والأنعام، يأتي ذلك العرض في سياق لافت لجمال المنظر، ومن ذلك قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ *أَنَّا صَبَبْنَا الْـمَاءَ صَبًّا *ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا *فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْبًا *وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ} [عبس: 24-32]. تصوير الجنة في القرآن وإلى جانب إظهار الحكمة الجمالية من وراء خَلْقِ الحدائق بأشجارها وثمارها على هذا النحو البديع، فقد كان لتصوير القرآن الكريم والسُّنَّة المطهَّرة للجنَّة، بما تحتويه من مُتَعٍ حسِّيَّة ومعنويَّة، كان لتلك العوامل مجتمعة أثرٌ قوي في دفع المسلمين لمحاكاة هذا التصوير المثالي في التعامل مع البيئة. فمن مشاهد الجنة في القرآن الكريم قوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *ذَوَاتَا أَفْنَانٍ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْـجَنَّتَيْنِ دَانٍ * فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْـمَرْجَانُ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الْإِحْسَانُ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *مُدْهَامَّتَانِ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *فيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْـخِيَامِ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ*فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن: 46-76]. وغيرها من الآيات القرآنية الكثيرة. الجمال في السنة النبوية وكذلك كانت السنة النبوية و حديث رسول الله المنبع الثاني الذي استقى منه المسلمون رؤيتهم لجمال البيئة؛ فعن أبي هريرة قال: قُلْنَا:يَا رَسُولَ اللهِ، حَدِّثْنَا عَنِ الْـجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: "لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ، وَمِلاَطُهَا الْـمِسْكُ الأَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ، مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلاَ يَبْأَسُ، وَيَخْلُدُ وَلاَ يَمُوتُ، لاَ تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلاَ يَفْنَى شَبَابُه"[2]. وعنأبي موسى الأشعري عن النبي قال: "إِنَّ لِلْـمُؤْمِنِ فِي الْـجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلاً، لِلْـمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ، يَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْـمُؤْمِنُ فَلاَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا"[3]. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إِنَّ فِي الْـجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لاَ يَقْطَعُهَا"[4]. وعن أنس أن رسول الله قال: "بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْـجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْـمُجَوَّفِ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ. فَإِذَا طِينُهُ أَوْ طِيبُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ[5]"[6]. وإذ كثرت النصوص القرآنيَّة والنبويَّة الحافلة بهذا الجمال، تم تشكيل الوجدان الإسلامي العام على التطلُّع إلى هذا النعيم، فقدَّم المسلمون للحضارة الإنسانية ما استطاعت أيديهم أن تصنعه محاكاةً لهذه الصورة القرآنية والنبوية الرائعة. [1] مسلم:كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه (91)، وأحمد (3789)، وابن حبان (5466)، والحاكم(68). من سحب ثيابه لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقال أبو ريحانة لقد أمرضنا ما حدثتنا إني أحب الجمال حتى أجعله في نعلي وعلاقة سوطي أفمن الكبر ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده لكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس أعمالهم الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 4/167 خلاصة حكم المحدث: صحيح [2] أحمد (8030)، وقال شعيب الأرناءوط: صحيح بطرقه وشواهده. لبنة ذهب ، ولبنة فضة ، وبلاطها المسك ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران ، من يدخلها ينعم ولايبأس ، ويخلد ؛ لا يموت ، لاتبلى ثيابه ، ولايفنى شبابه . . . الحديث . الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3711 خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره [3] البخاري: كتاب التفسير، باب تفسير سورة الرحمن (4598)، ومسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في صفة خيام الجنة وما للمؤمنين فيها من الأهلين (2838)، واللفظ له. إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة ، عرضها ستون ميلا ، للمؤمن فيها أهلون ، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3715 خلاصة حكم المحدث: صحيح [4] البخاري:كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة (3079)، ومسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها (2827). إن في الجنة لشجرة ، يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها . قال أبو حازم : فحدثت به النعمان بن أبي عياش فقال : حدثني أبو سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن في الجنة لشجرة ، يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ما يقطعها الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6552 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] [5] مسك أَذفر:أَي طيب الريح. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادَّة ذفر 4/30 - بينما أنا أسير في الجنة ، إذا أنا بنهر ، حافتاه قباب الدر المجوف ، قلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر ، الذي أعطاك ربك ، فإذا طينه ، أو طيبه ، مسك أذفر . شك هدبة . الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6581 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ------------- د. راغب السرجاني |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3482 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() العــــرش والقــــلـــــوب عرش الله جل وعلا سرير ذو قوائم تحمله الملائكة . وهو أعلى الموجودات وأعظمها قدرا وأطهرها ذاتاً ، ولذلك صلح أن يستوي الله عز وجل عليه استواء يليــــق بجلاله وعظمته ، مع يقيننــا أن الله مستغنٍ عن العرش وعن غير العرش لكنه قال سبحانه وهـو أصدق القائلـين : (( الْرَّحْمَــنُ عَلَى الْعَــرْشِ اْسْتَــوَى )) . وأخبر سبحانه أن هذا العرش العظـيم هو ربـه جل وعلا فقال سبحانه : (( قُلْ مَنْ رَبُّ الْسَّمَـوَاتِ الْسَبْـعِ ورَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِــيم )) وقال جل ذكره : (( الله لاَ إِلَـهَ إلا هُـو رَبُّ الْعَــرْشِ الْعَظِــيم )) وقال سبحانه : (( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ 0 ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيــد )) . يحمـله ثمانية من الملائكــة . إما أن يكونوا ثمــانية أفـراد وإما أن يكونوا ثمانية صفوف . قال فريق من العلماء : " إن أربعة من أولئك الملائكة يقولون سبحانك اللهــم وبحمـدك لك الحمد بعـد علمـك . وأربعـة يقولون سبحانك اللهــم وبحمـدك لك الحمـد على عفـوك بعــد قدرتك " . الرابط بين العرش والقلوب : قال ابن القيم رحمه الله : " إن العرش لما طهُر صلُح لأن يستوي الله جل وعلا عليه وخلق الله القلوب فالقلب إذا طهُر صلــح أن يملأ بمحبـة الله جل وعلا ومعرفتـه وإرادتـه . وأقرب القلوب من العرش ومن الله جل وعلا أكملها طهــارة و أعظمهــا نقـاء ، وأبعـد القلوب عن الله تعالى القلوب القاسية (( فَوَيْلٌ لِلقَاسِيَة قُلُوبُهــم مِنْ ذِكـْــر الله)) " . والقلب القاسي : قال العلماء : " إنه ما من شيء يعذب به العبد أعظم من أن يجعل الله تبارك وتعالى قلبه قاسيا " . وقالوا : " إنه إذا هبّ نسيم الشوق إلى الله جل و علا أذهب ما في القلوب من التعلق بالدنيـا وزخرفهـا " . وهذه القلوب التي جعلهــا الله آنيـة أخبر صلى الله عليه وسلم أن لله آنية من أهل الأرض وآنيـة الله من أهل الأرض قلوب عباده الصالحـين التي ملأهـا من محبتـه وطاعته ومعرفته جل و علا . وحتى يكون الأمــر أوضح : فإن الفؤاد هـو عمق الدائرة النفسية كما يقول علمــاء النفس وهــذا لـه شاهــد من القرآن فإنه ينبغي عليك أن تتذكــر كل آنٍ و حين أن الله جل و علا خلق النـار ليذيــب بهــا القــلوب القاسيــة قال سبحانه : (( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ 0 نَارُ اللهِ الْمُوقَــدَةُ 0 الْتِي تَطَّـلِعُ عَلى الأَفْئـِدةِ 0 إِنـَّهـا عَلَيهِــمْ مُؤْصَـدَة 0 فَي عَمَــدٍ مُـمَدَّدَة )) . كيـــف يعرف الإنسـان أن قلبه لين ؟ يعــــرفه بطريقــــين : الأمـر الأول : إجلال العبد لله جل وعلا . الأمر الثاني : متابعة سنة محمد صلى الله عليه وسلم .كان ابن عمر رضي الله عنهما له غلمان فكــان إذا رأى من أحد غلمانه التفــافاً على الصلاة وانصرافا إليهــا اعتقـه حتى لا يحول بينه و بين العبادة ، فكان باقي الغلمـان يأتون يصلون أمــامه وقريباً منه أمـــلا في أن يعتقهـــم رضي الله عنه وأرضاه فكان يعتقهم فجــاءه بعض خواص أهـله وقالـوا له : " يا ابن عمر إنهــم يخدعونــك إنهــم يصلـون لا لله ولكن لتعتقهــم " . فقال رضي الله عنه وأرضاه : " من خدعنا بالله انخدعنا له " . فإجلاله من الله جل و علا يجعلـه يقبل خدعة هـؤلاء الغلمان لأن هـؤلاء الغلمان جعــلوا من تعظيــم ابن عمر لله تبارك وتعالى وسيلة لنيــل مآربهــم . وتــلك منزلـــة عالية أين نحن منهـا ؟ فالطريق الثاني اتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم فإن القلوب اللينـة التي فطــرت على الطاعة لا يمكن أن تكـون أعظــم رقـة وأقــوم سبيـــلا من قلب محمد صلى الله عليه وسلم ولن تنال القلوب تلك المنزلة إلا باتباعها سنته صلى الله عليه وسلم وعكوفها حول شريعته عليه الصلاة والسلام . وقد يرى الإنســان بعض السنن شيئــا يســـيرا فلا يريد أن يصنعهــا ظنــا منه أنه يرقـــى إلى الأعلى وليس الأعلى ما يوافــق هـــواك وإنمـا الأعلى حقيقة ما وافق هدي محمد صلى الله عليه وسلم . ربمـا يجد المسافر أحيانا حرجــا أن يقصــر الصلاة قي السفر طمعــا في الكمـال أن يصليهــا أربعـا ولو علم أنه صلى الله عليه وسلم ما أتــم الصلاة في سفر قـط أبـدا عليه الصلاة والسلام. فالسنة و الخــير و الهدى و السهولة و اللين في اتباع هديـه صلى الله عليه وسلم . فإذا أجلّ العبد ربـــه تبارك وتعالى واتبع سنة محمد صلى الله عليه وسلم وغـــذى قلبـــه بالذكـر وتأمــله بالفكــر وألهمــه الله عز وجل اليقــين وحسن الطاعة وجعــل قلبه منزلــة لمحبة الله ومعرفته وتلك أعظم المنازل وأعلى المراتب بلا شك .جعلنـــا الله وإياكـــم من أهلهـــا . ختاما : اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد الحي القيوم الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أنت ربنا لا إله إلا أنت لا رب لنا غيرك ولا إله سواك أنت خالقنا ورازقنا ولي نعمتنا وملاذنا عند كربتنا نسألك اللهم في هذه الليلة المباركة أن تصلي على محمد وعلى آله وأن تسلم تسليماً كثيرا . اللهم أنك خلقت جنة عدن بيدك فأدخلنا اللهم الجنة برحمتك اللهم أنك خلقت النار بأمرك فأجرنا اللهم من النار بقدرتك اللهم أن السماء سماؤك والأرض أرضك وما بينهما لك وحدك وملكك لا ينازعك فيها أحد فاللهم فك أسرى أخواننا المسلمين المأسورين في كل انحاء الارض رب العالمين اللهم نجهم بقدرتك ورحمتك يا ذا الجلال والإكرام اللهم جد لهم منجا ومخرجا أنك أنت العزيز الحكيم . هذا أيها المباركون آخر العظات من هذه المحاضرة " آيات وعظات " علما أننا سنضيف عظات أخرى من محاضرات عدة . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين . ------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3483 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() تـــــوبــــــة عـــــــــاص كنت في سيارتي متجهاً إلى المدينة… وعند أحد الجسور الموصلة إلى إحدى القرى فوجئت ببقرة تجري ويجري وراءها صبي صغير… وارتبكت… فاختلت عجلة القيادة في يدي ولم أشعر إلا وأنا في أعماق الماء (ماء ترعة ) ورفعت رأسي إلى أعلى عليّ أجد متنفساً… ولكن الماء كان يغمر السيارة جميعها… مددت يدي لأفتح الباب فلم ينفتح… هنا تأكدت أني هالك لا محالة. وفي لحظات -لعلها ثوان- مرتْ أمام ذهني صور سريعة متلاحقة، هي صور حياتي الحافلة بكل أنواع العبث والمجون… وتمثل لي الماضي شبحاً مخيفاً وأحاطت بي الظلمات كثيفة… وأحسست بأني أهوي إلى أغوار سحيقة مظلمة فانتابني فرع شديد فصرختُ في صوت مكتوم… يا رب… ودرت حول نفسي مادّا ذارعي أطلب النجاة لا من الموت الذي أصبح محقّقّاً… بل من خطاياي التي حاصرتني وضيقت عليّ الخن أحسست بقلبي يخفق بشدة فانتفضتُ… وبدأت أزيح من حولي تلك الأشباح المخيفة وأستغفر ربي قبل أن ألقاه وأحسست كأن ما حولي يضغط علي كأنما استحالت المياه إلى جدران من الحديد فقلت إنها النهاية لا محالة… فنطقت بالشهادتين وبدأت أستعد للموت… وحركت يدي فإذا بها تنفذ في فراغ… فراغ يمتد إلى خارج السيارة… وفي الحال تذكرتُ أن زجاج السيارة الأمامي مكسور… شاء الله أن ينكسر في حادث منذ أيام ثلاثة… وقفزت دون تفكير ودفعت بنفسي من خلال هذا الفراغ فإذا الأضواء تغمرني وإذا بي خارج السيارة… ونظرتُ فإذا جمع من الناس يقفون على الشاطئ كانوا يتصايحون بأصوات لم أتبينها… ولما رأوني خارج السيارة نزل اثنان منهم وصعدا بي إلى الشاطئ. وقفتُ على الشاطئ ذاهلاً عما حولي غير مصدق أني نجوت من الموت وأني الآن بين الأحياء… كنت أنظر إلى السيارة وهي غارقة في الماء فأتخيل حياتي الماضية سجينة هذه السيارة الغارقة… أتخيلها تختنق وتموت… وقد ماتت فعلاً… وهي الآن راقدة في نعشها أمامي لقد تخلصت منها وخرجت… خرجت مولوداً جديداً لا يمت إلى الماضي بسبب من الأسباب… وأحسست برغبة شديدة في الجري بعيداً عن هذا المكان الذي دفنت فيه ماضي الدنس ومضيتُ… مضيت إلى البيت إنساناً آخر غير الذي خرج قبل ساعات. دخلت البيت وكان أول ما وقع عليه بصري صور معلقة على الحائط لبعض الممثلات والراقصات وصور النساء عاريات… واندفعت إلى الصور أمزقها… ثم ارتميت على سريري أبكي ولأول مرة أحس بالندم على ما فرطت في جنب الله… فأخذت الدموع تنساب في غزارة من عيني… وأخذ جسمي يهتز… وفيما أنا كذلك إذ بصوت المؤذن يجلجل في الفضاء وكأنني أسمعه لأول مرة… فانتفضت واقفاً وتوضأت… وفي المسجد وبعد أن أديت الصلاة أعلنت توبتي ودعوت الله أن يغفر لي ومنذ ذلك الحين وأنا كما ترى…قلت هنيئاً لك يا أخي وحمداً لله على سلامتك لقد أراد الله بك خيراً والله يتولاك ويرعاك ويثبت على الحق خطاك. نقلا عن كتاب العائدون إلى الله ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3484 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() مع مناجاة لشيخ ادريس ابكر |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3485 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() المقداد بن معد يكرب نسب المقدام بن معد يكرب وقبيلته المقدام بن معد يكرب بن عمرو بن يزيد بن معد يكرب بن عبد الله بن وهب بن ربيعة بن الحارث[1]. مواقف المقدام بن معد يكرب مع الصحابة ![]() وفد المقدام بن معد يكرب وعمرو بن الأسود ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلى معاوية بن أبي سفيان، فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجع (أي قال: إنا لله وإنا إليه راجعون) المقدام. فقال له رجل: أتراها مصيبة؟ قال له: ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() من الأحاديث التي رواها المقدام بن معد يكرب عن رسول الله روي البخاري في صحيحه "أن المقدام بن معد يكرب ![]() ![]() شرح الحديث: (كيلوا طعامكم) أي: زنوه عند شرائه أو بيعه. (يبارك لكم) لامتثال أمر الشارع بكيله؛ حتى لا يحصل شك أو منازعة، وبفضل التسمية عند كيله ولدعائه ![]() وعن المقداد بن معد يكرب قال: "رأيت رسول الله ![]() وعن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله ![]() وعن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله ![]() وورد في سنن ابن ماجه "عن المقدام بن معد يكرب، أن رسول الله ![]() وجاء في سنن الدارمي عن المقدام بن معد يكرب الكندي: أن رسول الله ![]() وفاة المقدام بن معد يكرب يعد في أهل الشام، وبالشام مات سنة سبع وثمانين وهو ابن إحدى وتسعين سنة، عاش إلى خلافة عبد الملك، ويقال: إلى خلافة ابنه الوليد[6]. ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3486 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() رســـــايــــل تــــــدبـــــــر ** قال الحكماء :مُصاحب رفقاء السوء ، كراكب البحر ،إن هو سلم من الغرق ، لم يسلم من المخاوف الكثيرة !وإن مجاورة السبع والحية والعقارب أهون ألف مرة من مصاحبة أهل السوء !فإن الصحبة تُعدي ولابد ! ** عجبت لمن يتكبر ،وقد خرج من مجرى البول مرتين !رأى أحد الصالحين متكبرا فزجره فقال له : يبدو أنك لا تعرفني !فقال : بلى والله أعرفك أولك نطفة مذرة ، وآخرك جيفة قذرة ، وأنت خلال ذلك تحمل العذرة !فطأطأ الرجل رأسه ومضى !** القلب هو عمدة الأمر كله !في الحديث :إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلهوإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب .قال الشاعر :إذا حلت الهدايةُ قلباً ** نشطتْ للعبادةِ الأعضاءُفالنجاح في إصلاح القلب : نجاح في القمةوالفشل في هذه المهمة : فشل في الصميم ! \** حرك قلبك دائما بمشاعر محبة الله فإن من حصّل المحبة ، ما فاتته ولا حبة !فإن الحب حامل !ولا تجد محباً صادقا إلا وهو مشمر في فرح في خدمة الحبيب وما يرضيه ..شعاره على الدوام:وعجلت إليك رب لترضى ! إذا كان رضاكمْ في سهري ** فسلام الله على وسني ! ** أشعِرْ من تكلمهُ أنك تحبه ، وتثق به ،وأنك ناصح له ، مشفق عليه ، أشعره بمكانته في نفسك ، وأثن على ما ترى فيه من خير ولو يسير ،وحاول أن تشبع حاجاته النفسية ، واعمل على دفعه إلى الأمام ولو خطوات .إذا نجحت في ذلك .. تملك قلب هذا الإنسان مع الأيام ** إيقاع الحياة متسارع والحياة لا تمهلك ، وإن أهملتها والموت لا يغفل عنك ، وإن غفلت أنت عنه .!والعاقل من يجمع إلى رصيده في كل يوم رصيدا جديدايفرح به إذا لقي وجه الله أما الأحمق ، فيتمنى على الله الأماني ! ** من تمام تقوى الله : أن يُشكر فلا يُكفر ،وأن يُطاع فلا يُعصى ،وأن يُذكر فلا ينسى ..أسأل الله أن يكرمني وإياك بتمام تقواه وتقوى الله ما جاورت قلب امرئٍ إلا وصل !وقد قيل : كن تقياً تكن قوياً .. ** ( هذه رسالة تبعث قبيل كل صلاة ) صلاتك هي روحك وحياتك ،وهي أول ما يحاسبك الله عليه، بقي على الأذان خمس دقائق ،فقم على الفور ، وبادر إليها لتكسب أجر المبادرين الصادقين عسى أن تلحق بهم ،وتحشر معهم ..وفقنا الله وإياك لطاعته ..4 ** كثيرا ما تنسى النفس نفسها !فإذا هي تختال مزهوة !فاهمس في أذنها بقول الله تعالى ( والله لا يحب كل مختال فخور ) !لعلها ترعوي وتتطامن وتعود إلى أصلها .فتتذكر أنها خلقت من نطفة قذرة مهينة !والبقية تأتي بعون الله .. ------------ أبو عبد الرحمن |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3487 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() رسالة الى العقل والقلب قط من عساه يكون ذلك الرجل الذي شغل البشرية بما جاء به إلى يومنا هذا و بُعثت به من العدم أمة كانت تعيش في جاهلية عمياء فأصبحت في غضون سنوات قليلة دولة راسخة الأركان وحضارة مزدهرة امتدت في جميع أنحاء المعمورة لا يقف في وجهها شيء ؟ أما تأملت كيف استطاع رجل بمفرده – لو كان بمفرده – أن يحدث أكبر تغيير شهده التاريخ و هو على يقين بما جاء به و ما سيصل إليه من أول يوم بدأ فيه دعوته ؟ ألم تسأل ما الذي جناه هذا الرجل لنفسه من متاع الدنيا مقابل تحمله مشاق هذه الدعوة و الصبر على أذى قومه و تكذيبهم ثم جهادهم عليها جهادا كبيرا ؟ إذا أردنا الإجابة عن هذه الأسئلة فلابد أن نبدأ من البداية التاريخية التي يتفق عليها المصدقون به و المكذبون من قومه و من أهل الكتاب من وقت عاش إبراهيم عليه السلام. هناك في تلك البقعة المباركة حيث ترك النبي إبراهيم عليه السلام ولده الرضيع إسماعيل و زوجته هاجر وحدهما في الصحراء بأمر من ربه و سافر إلى الشام تولى الله أمر الصبي و أمه و فجر لهما بئر زمزم ينبوعا صافيا و ماء معينا بمعجزة إلهية باقية إلى يومنا هذا يرتوي منها الحجاج و المعتمرون من جميع أنحاء الأرض ثم ألف الله حولهم قلوب مجموعة من البدو فعاشت معهما حول الماء و نما بينهم الفتى إسماعيل و تعلم لغتهم حتى أمر الله إبراهيم عليه السلام أن يعيد بناء البيت الحرام بعد أن هدمه طوفان نوح عليه السلام لكي يعبد الناس عنده ربهم . فرفع إبراهيم و إسماعيل قواعد البيت و أذن إبراهيم في الناس بحج البيت فلبى الناس النداء - و ما زالوا يلبون إلى يومنا هذا – و ظل هذا البيت آية و قبلة للناس تحج إليه العرب و تعظمه أشد التعظيم و لا ينكر حقه و فضله يهودي و لا نصراني حتى أن الملك النصراني الذي أراد هدمه – و هو إبرهة – كي ينصرف الناس عنه إلى كنيسة بناها بالحبشة رد الله كيده في نحره و أرسل عليه طيرا من السماء ترميه بحجارة ملتهبة أهلكته و جنوده في حادثة خلدها القرآن في سورة كاملة[1]لم ينكرها أي من مشركي العرب و هم الذين كانوا يتلهفون لكي يجدوا خطأ واحدا في القرآن. و في نفس هذا العام وُلد من بني إسماعيل بجوار البيت ذلك الفتي اليتيم الأمي الذي عرف بين عشيرته بالصادق الأمين و عاش بينهم أربعين سنة كان فيها مثال الصدق و الشهامة و الأخلاق الفاضلة فنشأ حنيفا على ملة أبيه إبراهيم لا يشارك قومه في عبادتهم للأوثان و لا في لهوهم و لعبهم وحُبِّب إليه الخلوة فكان يخلو بنفسه في أحد جبال مكة يعبد ربه و يتأمل في ملكوت السماوات و الأرض حتى نزل عليه روح القدس و أمين الوحي جبريل عليه السلام فأقرأه أولى آيات القرآن الكريم ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ . اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ .) فعاد محمد يرجف بها فؤاده فدخل على خديجة زوجته قائلا زملوني زملوني[2]و أخبرها بما حدث فقالت " كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".ثم ذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان امرءا تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا بن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا بن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقاله له ورقة: هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا[3]، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك. و هذه كانت البداية .. بداية الرسالة.و الآن نعود لنسأل أنفسنا نفس الأسئلة السابقة هل كان هذا الرجل بمفرده أم أنه كان مؤيدا من عند الله عز و جل؟و هل يجب عليّ أن أتخذ موقفا واضحا و منصفا منه أم يكفي أن أسير هكذا كما سار أبائي و أجدادي و لا أشغل نفسي بأمره؟ إن العقل الراجح و البحث المحايد إذا نظر في دعوى محمد –صلى الله عليه و سلم - للنبوة ذلك الأمر العظيم فعليه أن يبحث في ثلاثة أمور على الأقل هي 1. حياة محمد و سيرته و أخلاقه و تعامله مع أعدائه فضلا عن أصحابه2 . ما جاء به محمد و ما دعا إليه من عقائد و شرائع و معاملات . موقفه من الأنبياء السابقين الذين يتفق الناس على نبوتهم وأصحاب الديانات الأخرى من أهل الكتاب و موقف أهل الكتاب منهوقبل أن نستطرد في هذا البحث أود أن نتفق معا على قاعدة في غاية الوضوح والبداهة وهي أن العقيدة الصحيحة المنزلة من عند الله في السماء لهداية البشر إلى ربهم يجب أن تكون هي أوضح الأمور و أبسط المسائل لا يكتنفها الغموض والتعقيد ولا يختلجها التكلف أو التناقض ويجب أيضا أن تكون مبنية على أدلة قوية واضحة وضوح الشمس لا على الظنون والأوهام ويجب ألا تحتاج الحقيقة إلى السب والشتم واختلاق الأكاذيب للإقناع بها ويجب أن يفهمها الناس على اختلاف عقولهم وأفهامهم بدون الحاجة إلى الخوض في متاهات الفلسفة و السفسطة. فإذا اطمئن قلبك لسلامة هذا المنهج ونمت في نفسك روح البحث عن الحق في هذا الأمر الخطير فالجزء الأول من هذه الرسالة الصغيرة يضع أمامك خطوطا رئيسية و علامات في طريق بحثك لك أن تقرأها و تعرضها على قلبك و عقلك ثم تتبع ما تطمئن إليه نفسك و ينشرح له صدركو أما الجزء الثاني فيناقش جانبا آخر من قضية الدين – أهم قضية في حياة الإنسان الدنيوية والأخروية - و هي مناقشة عقلانية لبعض العقائد التي تربي بعضنا عليها بدون أن يعطي نفسه فرصة للتفكر فيها بهدوء إيمانا بأن الإنسان السوي هو الذي يحترم عقله و فطرته و لا يسير كالقطيع مغمض العينين في أمر قد يترتب عليه سعادته الأبدية أو شقاؤه الأبدي و لكنه الذي يعمل عقله و فكره و لا يعطلهما و يسأل ربه في كل وقت أن يهديه الصراط المستقيم الذي يوصله إليه ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3488 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() قـــول فيـــــه الكثيــــر !! قال أحد الكتاب: تحتاج لدقيقة لتغضب أحدهم .. وساعة لتعجب بأحدهم ويوماً لتكسب محبة أحدهم ولكنك قد تحتاج الدهر كله لتنسى أحدهم الانسان ذو القلب الكبير والعقل المنير الصدق لايسكن إلا القلوب البريئة النقية التي تخرج منها, المشاعر الرقيقة فتصل إلى كل القلوب بدون تمييز ، فالمودة والمحبة بإمكانها ان تساهم بدفئها في إذابة الجليد وتلين الحجر وايقاظ القلوب الغافلة والعقل المنير فالانسان الذي يحمل القلب الكبير دائماً يتحمل الصِّعاب لكثرة تعرضه للهموم وللسهام للنيل منه ومع ذلك يصبح شامخاً كالنخلة لايهمها عبث العابثين فهى بعطائها وعزتها تعطى أروع الدروس للمتأملين ،أوهو كالقافلة التي تسير مهما تعددت العقبات وتكالبت المصاعب والمحن وطال السفر ونبحت الكلاب وعوت الذئاب فهى تسير دون اكتراث ولاوجل ، لأن الهدف الأسمى هو الوصول لنهاية الدرب لا مضيعة الوقت فيما لا يفيد . عندما يتكلم الفاروق قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه : من كثر ضحكه قلتّ هيبته ومن فرح استخفّ به ، ومن أكثر من شيء عرف به ، ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقَطه قلّ حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه قلّ خيره ومن كثر أكله لم يجد لذكر الله لذة ، ومن كثر نومه لم يجد في عمره بركة ومن كثر كلامه في الناس سقط حقه عند الله . رسالة لأخ اعتز به اخي ابدأ بنفسك أولاً .. واطرح ماعلق فيها من شوائب وانظر للكون ستجد الكون جميلاً فقط افهم الحياة بالشكل الصحيح وليس هناك اجمل من راحة النفس وسكينتها ودائماً عالج الخطأ بالصواب وليس الخطأ بالخطأ . ---------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3489 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() قصتــــــــي السلام عليكم و رحمة الله و بركاته... حقيقة أنى احترت من أين أبدأ قصتى .. بالذات أنى فى الحقيقة لست بارعة فى الكتابة إلى حد كبير . لذا فكرت بأن أترك نفسى تعبر عن ما بداخلها بكل عفوية فهذا هو الخيار الذى وجدته أمامى .. كنت مسلمة ..نعم مسلمة بالإسم فقط بشهادة ميلادى و أوراقى الرسمية بأدائى خمس صلوات يومياً دون فهم منى لها .. بصومى شهر كامل دون أن أعرف فضله "رغم أنى درستها مراراً و تكراراً .. هكذا حقيقتي مسلمة لكن بلا فكر إسلامى أو هوية اسلامية .. بل العكس تماماً كنت انسانة مبهورة بالحضارة و الفكر الغربى طالما خسرت صحبتى فى سبيل دفاعى عنهم و عن حياتهم و طالما تحدثت مع صديقاتى عن صديقاتى الغربيات اللواتى أعرفهن و أنا أحاول أن أبدو فخورة بذلك و مما زاد من تبجحى أننى كنت بارعة جداً فى اللغات الأجنبية و بالتالى كنت عنوان المدرسة فى كل أمر يحتاجون إليه مثل اقامة حفل لتكريم فود من ألأجانب أو ما شابه ..... تخرجت من المدرسة الثانوية و التحقت لدراسة علوم الطب البشرية فى واحدة من جامعاتنا و هنا زاد انبهارى بهم أكثر و أكثر و السبب هو شدة حبى لهذه المهنة فلم أكن أجد فى بلدنا تلك الرعاية و الاهتمام و الحب للمهنة مثلما وجدته فيهم فكنت باستمرار على تواصل معهم .. لم أكن أفهم يقيناً معنى لا إله إلا الله .. لم ألتفت يوماً لأسأل ما معنى محمد رسول الله .. لكنى كنت ذات خلق دوماً و حب للخير فى داخلى ينمو و يكبر باستمرار أحب الناس و أشفق عليهم و أمد يد الخير لهم كثيراً جداً ... ربما كان ذلك تدبير الله العلى العظيم و الذى يريد أن يبقى شئ يربطنى بنفسى حتى لا أضيع .. كان زيى و ملابسى على عادات الناس و تقاليدهم لم يكن يهمنى تطبيق شرع الله بقدر ما كان يهمنى تطبيق شرع العادات و التقاليد ضحوكة مبتسمة دوماً ذات مرح و دلال و..و ... لكن كل هذا لم يكفى و كل هذا لم يقتل بداخلى شعور طالما أرقنى و عذبنى ... مزيح من المشاعر لم أكن أفهم كنهها كان يعترينى كلما خلوت لنفسى ظننت أنه عدم فهمى لدورى جيداً فى الحياة ... كنت دوماً و الله العظيم أسأل ... ماذا أكون أنا ؟؟ماذا أريد من الحياة ؟ لماذا أنا موجودة فى هذا الكون ؟؟ و لماذا ؟ و لماذا ؟ و النهاية أنى أتمنى لو أنى لم أكن موجودة فى هذا الكون ........ كان عندى اخت صغيرة هى الآن فى السادسة من عمرها قمت على تربيتها و تنشئتها لكنها و سبحان الله لم تتأثر يوماً بفكرى كانت عوناً من الله العلى العظيم على الرشاد أشعر أنها هى بعد الله سبحانه و تعالى السبب فى الهداية ... طالما كنت أجلس معها لنتحدث بلا استغراب صحيح انها كانت صغيرة فى العمر يعنى كانت بما يزاهى 3 سنوات لكنها كانت كبيرة بفكرها و شخصيتها .... كانت تسألنى :ماما (هكذا تنادينى) ماذا تريدين أن تفعلى عندما نتنهين من دراستك؟ أقول لها أعمل ..تقول : تريدين مساعدة الناس ؟ اقول لها طبعاً ؟ تقول : لأنك تحبين الله .. هنا أشعر بأن هذا المعنى غير موجود فى نفسى لا أستطيع أن أشعره و تعود تساؤلاتى من جديد لتطرح نفسها !!! كانت مرحلة من التفكير العميق فى ذاتى و فى حياتى انتهت بأنى عرفت أنى مسلمة أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله .. كانت شهادة لكنها كانت مختلفة عن ذى قبل أنطقها و أنا أعرف معناها و اعمل به .. الآن فقط عرفت ماذا يعنى أن تكون مسلم تحب الله و الرسول و المسلمين لك دور فى الحياة يجب أن تقوم به عرفت معنى " و ما خلقت الجن و الانس إلا ليعبدون " و الحمد لله كانت نقطة التحول يوم رايت فتاتان تدرسان معى فى الجامعة تسدلان الخمار على الصدر و تلبسان القفازات .. استلطفت ذلك الأمر و أحببت ان أفعل مثلهما و بالفعل أصبحت أسدل الخمار و أرتدى القفازات ثم بعد ذلك لبست الحجاب بالكامل و الحمد لله و بدأت أتعلم دينى و أتعمق فيه أكثر و أكثر حتى غدوت من الناشطين فى طريق الدعوة إلى سبيل الله سبحانه و تعالى .. أستطيع القول باختصار أن توبتى كانت تحرر من عبودية العادات و التقاليد إلى عبودية الله سبحانه و تعالى .. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبلنا تائبين نائبين إليه و أن يعفو عن زلاتنا و ما اقترفت أيدينا و أن يتوب علينا .. انه قابل التوب غافر الذنب ..لا إله إلا هو تبارك فى علاه .. سبحان الله و بحمده سبحان ربى العظيم ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3490 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 70"] { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } فمجالسة الفسّاق تبعث على مساوقة طباعهم ورديء أخلاقهم، وهو داء دفين قلّ ما يتنبه له العقلاء فضلاً عن الغافلين، إذ قلّ أن يُجالس الإنسان فاسقا مدة ـ مع كونه مُنكِراً عليه في باطنه ـ إلا ولو قاس نفسه إلى ما قبل مجالسته لوجد فرقا في النفور عن الفساد؛ لأن الفساد يصير بكثرة المباشرة هيّنا على الطبع، ويسقط وقعه واستعظامه. [ أبو حامد الغزالي ] [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |