منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 17-08-2013, 09:31 AM   #3611
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
يــــــاراحليـــــــــن
ارحل أيها الذنب
ها هي الدموع قد أتعبت الجفون
ارحلي أيتها الذكريات الأليمة مع الأيام التي لا تعود ..
الرحيل مع دموع الندم إلى العظيم هو السبيل من أجل النجاة
يا راحلين بعيداً عودوا فإن كتاب الله هو راحة البال خير زاد، بل أطيب الكلام وشفاءً لكل داء
سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم نبع الحنان نور الطريق شفاء للصدور قنديلاً وسط الظلام
يا راحلين خلف أولئك الذاهبين وراء الدنيا فإن مجاورة رب الدنيا أعظم وأنجي ..
الرحلة في الدنيا قصيرة
لا تفيد سوى الأعمال الصالحة
اغتنم الأيام القليلة
لا ترحل إلا و لسانك رطباً بذكر الله ..
وقلبك يمتلئ حباً وشوقاً للقاء الرحمن ورفقة المختار في الفردوس الأعلى ..
ألا تريد ..التمتع بأعظم شئ في الوجود ألا وهو النظر إلى وجه الله
أخي
لتكن الدموع حتى لقاء خالق صاحب الدموع
أخي
لتكن موصولا مع الله حتى تصل ولا تكن مع الشيطان لكي لا تكون خسران ..
سنرحل من الدنيا فنعمُ الدنيا لا تُساوي نعمة في الجنة ..
سنرحل من الدنيا فعذابات الدنيا لا تُساوي عذابا في النار ..
سأرحل باكياً نادماً عما مضى
فمن ذا الذي ينفع عندما نأتي الله فرداً ومن الذنوب لا نخلو ولله الأمر جميعاً ..

[/frame]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-2013, 09:49 AM   #3612
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عدة الى الله بعد وفات ابنتي
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام
على سيدنا محمد اشرف الانبياء والمرسلين .
بالتحديد قبل عام في الحرم النبوي الشريف
سجدت لله تعالى اطلب منه الذرية الصالحة
بعد طول انتظار و ما هي الا ايام حتى ايقنت
ان الله تعالى استجاب لدعائي و ابتهالي
ولكن ماذا قابلت نعمه الله به قابلتها
بالغفلة و المعاصي بانواعها التي استحي
منها وما قد يخطر ببالكم و ما لا يخطر

وعند
وصولي الشهر السادس رأيت رؤيا انه علبه
الذهب الخاصة بي قد سرقت افقت من نومي فزعه
و فهمت معنى رؤيا وعلمت ان الله سياخذ عطيته
و لكن بعد دعائي ايام معدودات اوقفت الدعاء
و الصلاة كاني أأمن مكر الله
و لكن الله
اكبر مني و من عقلي الصغير و من فهمي و
ادراكي و بعد طول انتظار وفي اليوم الموعود
عندما بدا الم المخاض و فرحتي لا يسعها شي و
عند وصولي الى المستشفى وبعد الفحص المبدأي
تفسرت رؤياي و ان الطفلة التي طال انتظارها
قد قبض الله روحها بعد ما كانت بصحه وعافية
بدون اي عوارض او مشاكل صحية و بدون سبب كما
اعطاني اياها ربي اخذها من جديد

و هنا عرفت
ان هذه رساله من الله تعالى يذكرني بها
ولكنها كانت اقوى رساله و تذكار لي و اعنفها
و ادومها ان شاء الله فحمدت الله تعالى و
شكرته على ما قسم لي و ما قدر لي و عندها فقط
عرفت ان الموت قريب الى الانسان بشكل لا
يمكن تخيله فقد قبض الله روحها و هي في بطني
و قلبها قريب من قلبي و منذ تلك اللحظة غيرت
حياتي بالكامل فقد عاهدت الله ان اكون له
كما يحب و يرضى وانا ارجو رحمته و مغفرته و
ان يعتقني من النار و يبدل سيئاتي حسنات و و
يتقبل اعمال و تبت الى الله تعالى
و ادعوا
الله ليل نهار ان يتقبل توبتي و يغسل حوبتي
و يستجيب لدعوتي و يكتبني الله من الصابرين
و يدخلني في الصدقين و الشهداءو بعد هذا
اتمنى من كلمن يقرا قصتي ان يدعوا لي الله
ليثبتني و يغفر لي يعوضني بالذرية الحافظة
لكتابة و صلى الله و سلم على نبينا محمد صلى
الله عليه وسلم

---------------

للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-2013, 10:06 AM   #3613
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
كوني حرة
مع كل دقات قلب ابعث نسيما مع كل انتباهه فكر ابعث نسيما مع كل حركة وجدان ابعث نسيما نسيم إلى الأحبة أطيب نسيم مع أول نسيم كوني حرة كوني حرة و بايعي الله و رسوله على العفة كوني حرة و أقيمي حياتك على السعادة.....على الرضا.....على الاطمئنان.....السعادة أن ترضي ربها السعادة أن تكوني إنسانة تقية حتى تكوني حرة اسمعي لنداء ربك"لا تقربوا الزنا انه كان فاحشة و ساء سبيلا"احذري محطات الاقتراب التطلع إلى الحب الكاذب.....إلى الغرام الخادع الثقة في قناصي الفتيات الباحثين عن الصيد الانزلاق إلى التجربة الدخول في برنامج اسر العواطف لا تقربي و لا تقتربي لا تقتربي و أعلنيها أريدابنا.......لا لقيطاأبا........لا خليلابيتا......لا مخدعا فلن اشهد الجريمة!!!لن أضيع عفتي لن أدوس كرامتي لن اشهد الجريمة!!!

[/frame]

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-2013, 12:32 PM   #3614
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

خلق التسامح في ديننا العظيم
الإسلام دين الفطرة، دين الحنيفية السمحة، دين التسامح والمحبة والأخلاق العظيمة.
والتسامح خلق الإسلام كدين منذ أن خَلَق الله الأرض ومن عليها، منذ أن بعث الأنبياء والرسل، فكانت رسالة السماء تُسمّى على مر العصور، وفي زمن كل الأنبياء بالحنيفية السمحة كدليل على التسامح والتواصل والمحبة.

ثمّ جاء رسول الله _صلّى الله عليه وسلم_ حاملاً هذه الرسالة العظيمة المتضمنة لكل معاني القيم الإنسانية والحضارية، وفي طليعة هذه القيم التسامح، وقد جسّد هذا الخُلُق في مفاهيم عملية فحوّلها من مجرد قيمة إلى مفهوم عملي لازم حياته في جميع مراحلها، قبل البعثة وبعدها، في حالات الضعف كما في حالات القوة.
لقد دعا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إلى إشاعة جو التسامح والسلام بين المسلمين، وبينهم وبين غيرهم من الأمم، واعتبر ذلك من مكارم الأخلاق، فكان في تعامله مع المسلمين متسامحاً حتى قال الله _تعالى_ فيه: " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ" (التوبة:128)، وكان مع غير المسلمين ينطلق من هذا المبدأ العظيم ليكرّس قاعدة التواصل والتعاون والتعارف بين الناس، ولتكون العلاقة الطيبة الأساس الذي تُبنى عليه علاقات ومصالح الأمم والشعوب، وحتى مع أعدائه الذين ناصبوه العداء كان متسامحاً إلى حد العفو عن أسراهم واللطف بهم والإحسان إليهم.
فها هو أثناء عودته من الطائف، وبعد أن أدموه وأغروا به سفهاءهم وغلمانهم، وبعد أن طردوه من قريتهم، وأساؤوا معاملته،

يأتيه ملك الجبال يقول: مُر يا محمد. فيقول رسول الله: لعلّ الله يخرج من أصلابهم من يعبده وينصر هذا الدين. لقد كان ملك الجبال ينتظر منه إشارة ليطبق عليهم الأخشبين ويغرقهم في ظلمات الأرض فلا ينجو منهم أحد، ولكن الرحمة في قلبه وخُلُق التسامح الذي تربّى عليه دفعه إلى الاعتذار من ملك الجبال، وقال قولته الشهيرة التي تنمّ عن مسؤولية عظيمة وخُلُق فاضل.
ولم يكن الأمر أقل أهمية مع أهل مكة الذين ناصبوه العداء، وأخرجوه من أحب أرض الله إلى قلبه – مكة – وخاضوا حروباً ضده في بدر وأُحد والخندق، فقتلوا من المسلمين وقُتل منهم، وأسروا من المسلمين و أُسر منهم، وردّوه عام الحديبية وقد جاء إلى مكة حاجّاً معتمراً، وأساؤوا إلى أصحابه فعذبوهم وطردوهم وأخرجوهم، ومع كل ذلك فإنه يوم الفتح، وبعد أن منّ الله على المسلمين بنصر ميمون، وسقط الشرك والباطل في عاصمة الجزيرة العربية، يومها قال لجموع أهل مكة وقد احتشدوا واصطفوا للقائه، ينتظرون ماذا هو فاعل بهم. قال: ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا أخ كريم وابن أخ كريم. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء. فما أعظم هذا الخُلُق، وما أروع هذه الخصال.
ثمّ في علاقته بالمسلمين لم يكن أقلّ تسامحاً، فها هو يعفو عن حاطب بن أبي بلتعة وقد أفشى سر جيش الفتح، فأراد البعض أن يقتص منه، ولكن رسول الله قال: لعلّ الله اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم. وكان حاطب من أهل بدر. وكذلك الأعرابي الذي جاء يطلب مالاً وقد جذبه من طرف ردائه فعلّم ذلك في صفحة عنق رسول الله، يومها غضب عمر لهذا التصرف الأرعن من ذاك الأعرابي، فأراد أن يضرب عنقه، ولكن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال له ماذا تريد؟ قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك. قال: أعطه يا عمر. ثمّ مضى. فما أروع مكارم الأخلاق، وما أجمل أن نكون متسامحين مع بعضنا البعض في معاملتنا وعلاقتنا وبيعنا وشرائنا وكل حياتنا.
إن العالم اليوم في مشارق الأرض ومغاربها يحتاج إلى تعميم ثقافة وخُلُق التسامح على كافة المستويات، حتى تكون ثقافة عامة، يعمل بها الراعي والرعية، الصغير والكبير، الرجل والمرأة، الموظّف والتاجر، المزارع والصناعي، العامل ورب العمل، السياسي ورجل الأمن، المواطن والمسؤول، الشرقي والغربي، المسلم وغير المسلم، لأن من شأن ذلك، التوجه بالعالم الحائر المضطرب إلى شاطئ وبر الأمان.
إن ما يواجهه العالم اليوم، وما تواجهه المجتمعات الشرقية والغربية على حد سواء، سببه الرئيس تعميم ثقافة الانتقام، والبغض والحقد، ثقافة القنص والغصب وأكل الحقوق، ثقافة المجهر الذي يعمل من الحبة قبة، ثقافة الجدل المفضي إلى النار والهلاك، ثقافة بث الرعب والشك والظن، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من مجانبة الصواب، واتباع شريعة الغاب والذئاب، فبات العالم اليوم حيراناً لا يُعرف له قرار، ولا ينجلي فيه نهار.
إننا في وطننا العربي – ولا أعرف إن بقي هناك وطن عربي – وكأمة مسلمة، آمنت بربها واهتدت بهدي نبيها، مطالبون أن نعمّم ثقافة التسامح والتواصل، لا ثقافة الانتقام من كل شيء في هذا الوجود، من الأخضر واليابس ومن كل كائن حي، فهذا ليس من هدي ديننا،

وإن التعبير عن حالة السخط والفوضى والتراجع والتخلّف والضعف الذي تعيشه أمتنا، لا يكون بضرب القيم الأخلاقية العظيمة التي قام عليها كيان هذه الأمة، وفي مقدمتها قيمة التسامح، كما لا يكون بنشر الرعب في مجتمعاتنا والفوضى في صفوف أمتنا، والارتهان للخارج الذي لا يريد خيراً لنا.
إن ثقافة التسامح تشكّل صمام الأمان لعالم مطمئن ومزدهر ومتقدّم، كما تشكّل الأساس المتين لعلاقات طيبة على مستوى الأفراد والمجتمعات، لذا من واجب الجميع العمل على نشر قيم وفضائل التسامح حتى تصير ثقافة عامة، فنعيش في عالم مطمئن ومتقدم.
-----------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-2013, 01:13 PM   #3615
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

التسامح أساسالحياةالزوجية
لا بد من التعاون بين الزوجين في
الحياة المشتركة تحت شعار الإيثار والتضحية.
الحياة
الزوجية تتأرجح بين المودة والخلاف، فلو كانت مودة فقط أو خلافًا فقط، لكان هذا دليلاً على أنها علاقة غير سوية ومهددة بالزوال، ونجاح هذه العلاقة متوقف على الزوجين معًا ومدى حرصهما عليها، وهناك دراسات كثيرة أثبتت أن الحوار، والتسامح، والاحترام المتبادل، والنية السليمة، وتجنب النقد الحاد، واللوم المستمر، كلها مؤشرات على استمرارية الحياة الزوجية.
لا بد من تعلم فنون الحديث وتعلم فن الإصغاء كذلك، أيضًا، لنجاح الحوار، وعدم الاستسلام للصمت الذي يقتل الحب والتفاهم، فتنهار
الحياةالزوجية
الصدق ركن أساسي، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون الطرفان موضوعيين في أثناء التعامل، وعدم إلقاء أحدهما اللوم على الآخر
حسب الاستشاري النفسي د.محمد خالد عبدالحميد فإن الحب والمودة والرحمة صفات متقاربة في المعنى، ولكن نلمس بينها شيئًا من الفروق الدقيقة، حيث إن الحب عاطفة تعمر جوانب القلب وتقوم في داخل النفس، أما المودة قد تكون مظهرًا لهذا الحب، حيث يسلك الزوجان للتعبير عنها سبل المؤانسة والملاطفة والهدايا، وأما الرحمة فهي فيض من المشاركة الصادقة في الفرح، والحزن، والإشفاق المخلص، والمعونة الظاهرة، ينتج عن ذلك كله السكن النفسي الذي تتجمع فيه السعادة كلها، ولا بد من التعاون بين الزوجين في
الحياة المشتركة تحت شعار الإيثار والتضحية، فالزوجان يعملان على بناء أسرة إنسانية، ولا يمكن أن يتم هذا البناء إلا بأن يكون عملها متصفًا بالتضحية، والإيثار، والتسامح، والتحمل، وتحكيم دين الله في الحقوق والواجبات لكل من الزوجين، لأن هذا يقطع دابر الخلاف، ويتيح للسعادة أن ترفرف بأجنحتها على بيت الزوجية.
جددي حياتك
ويحدد د.خالد عددًا من الأمور يجب على الزوجين العمل بها لتجديد حياتهما
الزوجية وانعاشها، وهي:
أولاً: الحوار
لأن انشغال الزوجين بالعمل ومتطلبات الأطفال وتربيتهم، أو سفر أحد الطرفين للعمل أو الدراسة، من شأنه أن يتسبب في تسرب الملل العاطفي إلى حياتهم، ليقضي على الحوار الفكري والروحي، فلا يأنس الشريك بشريكه ولا يهتم لأمره، ولا بد من تعلم فنون الحديث، وتعلم فن الإصغاء، كذلك، أيضًا، لنجاح الحوار، الذي يكون بتبادل الضحكات، والآراء أو حتى الاتهامات، ثم يصفو الجو أو يتكدر فيتجدد الحب، وفي بعض الحالات يمكن أن يعوق الخوف من تكرار محاولة فشلت لإقامة حوار، أو خوف الزوجة من أن تطلب من زوجها أو تتحرج، لئلا يصدها أو يهمل طلبها أو يستخف به كما فعل في مرة سابقة، كل هذا يفضي إلى انتهاء الحوار بينهما، كذلك يأس الزوج من زوجته التي لا تصغي ولا تجيد إلا الثرثرة، أو التي لا تفهم وتتفاعل مع ما يطرحه أو يقوله، فيلجأ إلى الصمت بوصفه الحل الوحيد أمامه، فيكون عدم الحوار اختيارًا واعيًا لم تدفع به الظروف، وهنا يجب أن تأتي المبادرة من الطرف الذي سبق أن أغلق باب الحوار، والتحاور يكون بين طرفين أحدهما يستمع والآخر يتحدث، وهذا لا يعني أن يرسل أحدهما طوال الوقت أو يتوقع منه ذلك والآخر يستقبل أو ينتظر منه ذلك، وإنما يجب فتح باب الحوار ومحاولة تغيير المواقف السلبية، وعدم الاستسلام للصمت الذي يقتل الحب والتفاهم، فتنهار
الحياة الزوجية.
ثانيًا:
التسامح والاحترام
لا بد أن يكون الزوجان متسامحين، وأن يحذرا الجدل العقيم، وألا يشعر أحد الطرفين بصعوبة في التسامح، والثقة هي
أساس العلاقة الصحيحة بين الزوجين، كما أن الصدق ركن أساسي، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون الطرفان موضوعيين في أثناء التعامل، وعدم إلقاء اللوم أحدهما على الآخر، وإذا ارتكب أحد الطرفين خطأ فليعترف به، ويجب تبادل حسن الظن، لأن معظم المشكلات تنشأ من عدم تقدير أحد الزوجين لمتاعب الطرف الآخر، كما ينبغي الابتعاد عن التسلط والحرص على عدم تبادل الإهانات بين الطرفين، كما أن الغيرة الزائدة تؤدي إلى نتيجة عكسية على الزوجين. كذلك من الأمور المحببة عدم ذكر عيوب كل منهما وأخطائه أمام الآخرين، بحيث يتم تعديل السلوك من حين إلى آخر، ويعد الثناء والمدح عاملين أساسيين من مقومات وجود البسمة الدائمة، ولا بد من الوقوف إلى جانب شريك الحياة ليحقق طموحاته وأهدافه وأحلامه إلى جانب الحب والتفاهم.
ثالثًا: مواجهة الأزمات معًا
يمكن أن يؤدي سوء الوضع الاقتصادي إلى الطلاق، ولكن بمحاولة تحمل المشكلات، والتقريب بين الزوجين يصبح تأثيره أقل، كما أن تدخل الأقارب والأصحاب الإيجابي من شأنه أن يقرب أكثر بين الزوجين.
رابعًا:
الحياةالزوجية يتخللها نقاش وجدال
هنا يجب عدم الاستمرار في الجدال، لأن عملية الشد تحتاج إلى إرخاء أحدهما لامتصاص ثورته، فلا توجد مشكلة إلا ولها حل مناسب، ولكن بعد هدوء وروية، والابتعاد عن تبادل الاتهامات، واتخاذ مبدأ التعاون، خصوصًا في حال عمل المرأة، ولا بد أن تكون هناك جلسة المصارحة بين الزوجين وتبادل وجهات النظر.

خامسًا: التوافق بين الزوجين. التوافق بين شخص وآخر في العمر والثقافة والظروف الاجتماعية، يمكن أن يحقق نوعًا من الألفة الروحية والاجتماعية، ولكن هذا لا يمثل خطًا عامًا، فقد نجد زيجات كثيرة، على الرغم من أنه لم يتم التوافق في هذه الأمور نجدها أكثر نجاحًا من بعض الزيجات التي تملك هذا التوافق.
الزوج الأناني
ويضيف د.خالد: يوجد أزواج أنانيون ومحبون لذواتهم، يتهربون من المسؤوليات والواجبات، فتتحمل الزوجة تلك الأمور عنهم، ثم يعود ليلومها ويعاتبها إذا قصرت، ومن هؤلاء الأزواج من يعشق السهر في المقاهي مع أصدقائه، فلا يتابع شؤون أسرته من احتياجات وأولويات، ولا يتأثر برنامجه ببرنامج أسرته، تاركًا كل الأمور على كاهل الزوجة، فهناك من الرجال من يؤمن بمقولة إن المرأة خلقت من أجل الرجل، خلقت لتشقى وتفنى وينعم الرجل في غروره وأنانيته، هذه المقولة فيها ظلم للمرأة، فإذا أنصفها الإسلام لماذا لا ينصفها الرجل، فيتعاون معها في إدارة شؤون البيت، وتربية الأطفال، وتنظيم النسل، ووضع برنامج صحيح ومنظم لأعمال البيت وشؤون الأسرة، وتدريب الأولاد على الاعتماد على أنفسهم في الكثير من الأعمال، ومشاورة الزوجة في بعض الأمور والقرارات.
الخلافات الزوجية
من أهم أسباب الخلاف بين الزوجين العناد، والملل، والكسل، وتدخل الأهل، والغيرة، والأنانية، والبخل، وحب السيطرة، وعدم الصدق، والعدوانية، والعنف، والانعزالية السلبية، وهذا ينعكس سلبًا على الزوجين، فتصبح العلاقات متكدرة، تمثل معاناة عميقة في نفسيتهما، حيث إن التواصل السيئ والجدال المدمر يؤدي عادة بشخصين يحبان بعضهما البعض بشدة إلى الألم والمعاناة لكليهما، وإلى جانب الألم النفسي الشديد هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى أن الأفراد الذين لديهم علاقات متكدرة يصبحون أكثر حساسية للتعرض لكثير من الاضطرابات النفسية والجسمية، كما تعد الحالة الاجتماعية والزوجية من أهم عوامل ظهور الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب، وتزداد الإصابة بالأمراض بين المنفصلين والمطلقين والمطلقات، وتقل بين المتزوجين، كما أظهرت الدراسات الحديثة زيادة معدل الإصابة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب بين المنفصلين والمطلقين عنه في العزاب، وبالتأكيد يؤثر هذا الأمر في الطفل، فينمو سويًا في وجود علاقة دائمة، ودافئة، ووطيدة، ومستمرة مع الأب والأم وبين الوالدين أنفسهم، بالإضافة إلى وجود علاقة سوية بين الإخوة. أما الاضطرابات النفسية المصاحبة لسن المراهقة فهي الاكتئاب، والقلق، والإدمان، والانحرافات الجنسية، والتعثر الدراسي، واضطرابات الأكل، واضطرابات الكلام، ويقدر معدل الاكتئاب قبل دخول المدرسة بنحو 3.0%، وقبل البلوغ بنحو 8.1%، أما عند المراهقة 5.4%،

ويتمثل الاكتئاب في سن المدرسة في التعثر الدراسي، والأعراض الجسدية، والانسحاب الاجتماعي، وأعراض القلق، أما الاكتئاب ما قبل البلوغ فيتمثل في أعراض جسدية، وفرط الحركة، وغضب، وتمرد، واكتئاب المراهقة يتمثل في السلوك غير الاجتماعي كالانحراف، والعدوان، وتعاطي المخدرات، والفشل الدراسي وأعراض جسدية، أما اضطرابات القلق الاجتماعي فهي الأكثر شيوعًا لدى المراهقينو وتتمثل في الخوف من الغرباء، والخوف من المواجهات، وأعراض قلق عند التعرض لموقف اجتماعي، ويمكن علاج تلك الخلافات من خلال مناقشة الزوجين لمشكلة واحدة فقط في كل مرة، وحلها قبل الانتقال إلى مشكلة أخرى، دون تراكمات انفعالية،
يطلب من الزوجين تجنب أي تخمين لنية حاقدة في سلوك الشريك الآخر، وتجنب الاستخدام المتبادل للألفاظ والتصرفات الحادة، خاصة في أثناء وضع الحلول دون تقييم مستمر، وتنمية التقبل العاطفي عن طريق بناء التسامح، والتعرف على أنماط الزوجين لكل منهما، والاستعداد للانتكاس، وإعادة التأكيد الإيجابي لسمات كل منهما، والتدريب على حل المشكلات، ومعاونة الشريك على تحقيق ذاته، ومساعدته على الثقة بنفسه، والمرح، والترفيه، والتشجيع، والتذكير بنواحي التميز والجمال في الشريك، وتجنب النقد الحاد واللوم المستمر، وكذلك الصدق، وحسن توظيف الوقت، والحفاظ على استقرار المزاج النفسي، والذكاء، والتعبير عن الحب والإعجاب بالقول والفعل بإخلاص ووفاء.
------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-2013, 02:48 PM   #3616
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أبو حاتم الرازي ورحلته الممتعة في طلب الحديث

بسم الله الرحمن الرحيمَ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى الذين جاؤوا من بعدهم محسنين.
(حافظ المشرق أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس الحنظلي، كان بارع الحفظ، واسع الرحلة، من أوعية العلم... وكان ثقةً جاريًا في مضمار البخاري وأبي زُرعة الرازي... وأثنى عليه خلق من المحدثين...)(1).
يقول أبو حاتم الرازي فيما يرويه عنه ابنه عبد الرحمن:
" أولَ ما خرجت في طلب الحديث أقمت سبع سنين، أحصيت ما مشَيْت على قدميَّ زيادةً على ألف فَرسخ _ يعني خمسة آلاف كيلو متر على وجه التقريب _ لم أزل أُحصي حتى لما زاد على ألف فرسخ تركتُه _ أي صار يمشي دون أن يحسُب كم مشى _.
ثم ذكر البلاد التي رحل إليها على قدميه، وطلب العلم فيها في تلك المدة، فقال:
" ... سرت من الكوفة إلى بغداد ما لا أحصي كم مرة، ومن مكة إلى المدينة مراتٍ كثيرة، وخرجت من البحر من قرب مدينة " سَلا " _ وهي على المحيط الأطلسي من المغرب _ إلى مصر ماشيًا، ومن مصر إلى الرَّمْلة _ من مدن فلسطينَ المحتلة _ ماشيًا، ومن الرملة إلى بيت المقدس، ومن الرملة إلى عسقلان، ومن الرملة إلى طَبَريَّة _ وهي مدن فلسطينية _ ، ومن طبرية إلى دمشق، ومن دمشق إلى حمص _ في سورية _ ومن حمص إلى أنطاكِيَة _ وهي الآن في تركية _ ومن أنطاكية إلى "طَرَسُوس" _ مدينة في جنوب تركية _.
ثم رجعت من "طَرَسوس" إلى حمص، وكان بقي عليَّ شيء من حديث أبي اليَمَان _ الحكمِ بن نافع _ فسمعتُه، ثم خرجت من حمصَ إلى بَيْسان _ من فلسطين _، ومن بَيْسان إلى الرَّقَّة _ في شمال شرق سورية _، ومن الرقة ركبت _ نهر _ الفرات إلى بغداد، وخرجت قبل خروجي إلى الشام من واسِط _ وهي مدينة بين البصرة والكوفة _ إلى النيل _ في مصر _، ومن النيل إلى الكوفة، كل ذلك ماشيًا، هذا في سفري الأول، وأنا بن عشرين سنة، أجول سبع سنين، خرجت من الري سنة /213هـ/ ثلاث عشرة ومئتين للهجرة في شهر رمضان، ورجعت سنة /221هـ/ إحدى وعشرين ومئتين...
وخرجت المرة الثانية سنة /242هـ/ اثنتين وأربعين _ ومئتين _ ورجعت سنة /245هـ/ خمسٍ وأربعين _ ومئتين _ أقمت ثلاث سنين، وكانت سني في هذه الرحلة سبعًا وأربعين سنةً ".
قال عبد الرحمن بن أبي حاتَم الرازي: " سمعت أبي يقول: بَقِيتُ بالبصرة في سنةِ أربعَ عشْرةَ ومئتين ثمانية أشهر، _ وهذا في رحلته الأولى، قال: _ وكان في نفسي أن أقيم سنة، فانقطعتْ نفقتي، فجعلت أبيع ثيابي شيئًا بعد شيءٍ! حتى بَقِيت بلا نفقة! ومضيْت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة _ يعني المشايخ _، وأسمع منهم إلى المساء، فانصرف رفيقي ورجعت إلى بيتٍ خالٍ _ أي: من الطعام _، فجعلت أشرب الماء من الجوع!
ثم أصبحت من الغد، وغَدَا عليَّ رفيقي، فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد، فانصرف عني وانصرفت جائعًا، فلما كان الغد غدا عليَّ فقال: مُرَّ بنا إلى المشايخ، فقلت: أنا ضعيف لا يمكنني. قال: ما ضعفك؟ قلت: لا أكتُمُك أمري، قد مضى يومان ما طَعِمت فيهما شيئًا. فقال لي: قد بقى معي دينار، فأنا أواسيك بنصفه، ونجعل النصف الآخر في الكِراء _ أي: في استئجار المراكب _. فخرجنا من البصرة، وقبَضتُ منه النصف دينار.
ثم قال عبد الرحمن بن أبي حاتَم: سمعت أبى يقول: لما خرجنا من المدينة _ يريد مدينةَ النبي صلى الله عليه وسلم _ من عند داودَ _بنِ عبد الله_ الجعفري _وهو أحد شيوخه_ صرنا إلى (الجار)(2) _ مدينة على البحر الأحمر _، وركبنا البحر، وكنا ثلاثة أنفس: أنا... وشيخ مَرْوَرُوذِيُّ _ نسبةً إلى مدينة " مَرْوُ الرُّوذ " في خراسان، وآخرُ نيسابوري.
ولما كنا في البحر احتلمتُ، فأصبحت وأخبرت أصحابي بذلك، فقالوا لي: اغمِس نفسك في البحر. قلت: إني لا أحسن أن أسبح. فقالوا: إنا نشُد فيك حبلاً، ونَدْلُوك في الماء. فشدوا فيَّ حبلاً، وأرسلوني في الماء، وأنا في الماء أريد إسباغ الوضوء، فلما توضأت قلت لهم: أرسلوني قليلاً. فأرسلوني، فغمست نفسي في الماء فقلت: ارفعوني. فرفعوني.
وركبنا البحر ثم مشَيْنا وكانت الريح في وجوهنا، فبقِينا في البحر ثلاثة أشهر! وضاقت بنا صدورنا، وفنيَ ما كان معنا من الزاد، وبقيت بقية، فخرجنا إلى البر، فجعلنا نمشي أيامًا على البر، حتى فني ما كان معنا من الزاد والماء!.
فمشَيْنا يومًا وليلة لم يأكل أحد منا شيئًا ولا شربنا، واليومَ الثاني كمثله، واليومَ الثالث، كلَّ يوم نمشي إلى الليل، فإذا جاء المساء صلينا وألقينا بأنفسنا حيث كنا، وقد ضعفت أبداننا من الجوع والعطش والعَياء، فلما أصبحنا اليومَ الثالث جعلنا نمشي على قدْر طاقتنا، فسقط الشيخ المَرْوَرُوذِيُّ مغشيًّا عليه، فجئنا نحركه وهو لا يعقل، فتركناه! _ لأنهما لو بقيا معه لهلكوا جميعًا _.
ومشَيْنا أنا وصاحبي النيسابوريُّ قَدْر فرسخ أو فرسخين، فضَعُفتُ وسقطت مغشيًّا علي، ومضى صاحبي وتركني!
فلم يزل هو يمشى إذ بَصُر من بعيد قومًا قد قَرَّبوا سفينتهم من البر، ونزلوا على بئر موسى صلى الله عليه وسلم _ وهو مكان هناك معروف _، فلما عاينهم لوَّح بثوبه إليهم، فجاؤوه معهم الماء في إداوة، فسقَوْه وأخذوا بيده، فقال لهم: الحَقُوا رفيقين لي قد ألقَوْا بأنفسهم مغشيًّا عليهما، فما شعرت إلاَّ برجُل يصُب الماء على وجهي، ففتَحتُ عينيَّ فقلت: اسقني، فصب من الماء في رَكْوةٍ _ أو مَشْرَبة _ شيئًا يسيرًا، فشربت ورجَعتْ إليَّ نفسي، ولم يُرْوِني ذلك القدْرَ، فقلت: اسقني. فسقاني شيئًا يسيرًا _ لأنه لو سقاه شيئًا كثيرًا لأضره _ قال: وأخذ بيدي.
فقلت: ورائي شيخ ملقًى! قال: قد ذهب إلى ذاك جماعة، فأخذ بيدي وأنا أمشي أجُرُّ رِجليَّ، ويسقيني شيئًا بعد شيءٍ، حتى إذا بلغتُ إلى سفينتهم، وأتَوْا برفيقي الثالث الشيخ، أحسنَ إلينا أهل السفينة، فبَقِينا أيامًا حتى رجعت إلينا أنفسُنا.
ثم كتبوا لنا كتابًا _ أي: كتاب توصية _ إلى والي _ أو أمير _ مدينة يقال لها: "راية" _ في مصر الجنوبية _ وزودونا من الكعك والسَّوِيق والماء _ والسويق: قمح أو شعير يُقلى ثم يُطحن _ فلم نزل نمشي حتى نَفِد ما كان معنا من الماء والسويق والكعك! فجعلنا نمشي جياعًا عطاشًا على شط البحر، حتى وقعنا إلى سُلحفاة قد رمى بها البحر مثلَ التُّرس، فعَمَدنا إلى حجرٍ كبيرٍ فضربنا على ظهرها فانفلق ظهرها، وإذا فيها مثلُ صُفْرة البيْض، فأخذنا من بعض الأصداف المُلقاةِ على شط البحر، فجعلنا نغترف من ذلك الأصفر فنتحَسَّاه، حتى سكن عنا الجوعُ والعطش...
حتى دخلنا مدينة الراية، وأوصلنا الكتاب إلى عاملها _ أي: أميرِها _، فأنزلَنا في داره، وأحسنَ إلينا، وكان يقدِّم إلينا كل يوم القَرْع، ويقول لخادِمه: هاتِي لهم اليَقْطِينَ المبارَك، فقدم إلينا من ذاك اليقطين مع الخبز أيامًا! فقال واحد منا بالفارسية: ألا تدعو _ لنا _ باللحم المشؤوم؟! وجعل يُسمع الرجلَ صاحب الدار، فقال: أنا أحسن الفارسية؛ فإن جدتي كانت هَرَوِيَّةً _ نسبةً إلى مدينة هَراة في خراسان _، فأتانا بعد ذلك باللحم، ثم خرجنا من هناك وزوَّدَنا إلى أن بلغْنا مِصر " _ يقصِد مركز البلاد المصرية، ومجتمع العلماء، والله أعلم _.
أحبابي الكرام! كان ذلك بعضَ ما لقيه أحد أئمتنا في طلب العلم، وفي تاريخنا من أمثاله الكثيرُ الكثير، ممن رفع الله بِكَدِّهم وإخلاصهم ذكرهم، وأعلى درجتهم.
أما نحن فما عذرنا وقد تقاعسنا عن طلب العلم بعدما امتن الله علينا بتيسير سبله، وتقريب مناله؟! فما كان أسلافنا يضربون لأجله أكباد الإبل بات لا يحتاج منا إلا ضغطةً واحدةً على زِرِّ الحاسوب لنجدَ فيه بغيتنا، فإن شئنا قرأناها، وإن شئنا على جناح السرعة نسخناها، أو هتفنا بها إلى أخ كريم، أو أرسلناها بالبريد الإلكتروني، أو بالفاكس، أو بالهاتف الجوال.
كما يجب علينا أن لا ننسى أبدًا أن نبينا محمدًا _ صلى الله عليه وسلم _ قد أوصانا بنقل العلم وتبليغه لتعُمَّ في المعمورة فائدته، وينعمَ به أهلُها كافةً، فقال _ صلى الله عليه وسلم _: " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً... "(3). أخرجه البخاري. وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: " نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ "(4). أخرجه الترمذي وقال:... حَدِيثٌ حَسَنٌ.
(توفي أبو حاتم الرازي في شعبان، وهو في عُشر التسعين، سنة سبع وسبعين ومائتين)(5) للهجرة.
وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم، والحمد لله رب العالمين.
---------
(1) ابن العماد _ شذرات الذهب _ دار ابن كثير _ (ج 2 / ص 171).
(2) مدينة على بحر " القُلْزُم _ البحر الأحمر _ بينها وبين المدينة المنورة يوم وليلة، وهي مرفأ لها.
(3) البخاري: 3461 في " أحاديث الأنبياء ".
(4) الترمذي: 2656 في " العلم ".
(5) ابن العماد _ شذرات الذهب _ دار ابن كثير _ (ج 2 / ص 171).
----------
للفايدة


التعديل الأخير تم بواسطة الفقير الي ربه ; 17-08-2013 الساعة 03:01 PM.
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-2013, 03:27 PM   #3617
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الأمام الأعظم أبو حنيفة النعمان
بسم الله الرحمن الرحيم
و ما أدراك ما النعمان... كأس العلم لا يجرح الشفاه!
أبو حنيفة .. قصة رجل فريد
هو ...
رجل سمى ( الإمام الأكبر )...
و تلك التسمية لم تأت من فراغ , بل كان الرجل جديرا بها , و لا تعنى عصمته من الزلل و إنما تدل على مدى وجاهته و عطائه العلمى ...
رأيت أبا حنيفة كل يوم
يزيد نباهة و يزيد خيرا
و ينطق بالصواب و يصطفيه
إذا ماقال أهل الجور جورا
من شعر الفقيه الثقة عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى ...
والده ( ثابت ) قدم من فارس للكوفة ,
و عمل بالتجارة كما هى حال الأسرة , و عاش فى يسر مادى ...
ولم يكن نسبه الفارسي مقللا من قدره , فالإسلام العظيم يقدم المقدام و الفعال , و يقر بشرف التقى , و ليس نظام أسر و عائلات , أو عصبيات متغطرسة حمقاء .....
فقبل وثيقة النبلاء ( الماجنا كارتا ) الأجنبية كانت
وثيقة الحق سبحانه
( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
رحم الله أبا حنيفة المسلم غير العربى الأصل , الذى فاق بنى يعرب بلاغة و أدبا و علما ... و أحبوه أكثر من أنفسهم ...
فصدقت فيه نبوءة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
( لو كان العلم بالثريا لتناوله أناس من أبناء فارس )
و أبى حنيفة الإمام و مالك
و الشافعى و أحمد المتمنع
نزل والده ثابت بالكوفة و عاش بها , و فيها رزقه الله بابنه الإمام أبي حنيفة و اسمه هو
النعمان بن ثابت , ولِدَ سنة 80 من الهجرة .
و كان أبو حنيفة يبيع القماش و الثياب , و استمرت معه المهنة الحلال ,
و مما أثر عن أبى حنيفة بعدها فى
حرصه على الكسب الحلال :
أنه كان يقول: " أفضل المال الكسب من الحلال وأطيب ما يأكله المرء من عمل يده ".
فلم يكن قلب الشاب النعمان غافلا فى خيالات الفتيان , و لا سامدا فى الضحك و الرغبات , و لم يكن يحيا إغفاءة طولها ستون عاما مثل بعض الناس .....
بل كان هدفه كبيرا و حلمه عظيما .
و نقف هنا مع هذا التاجر الصدوق فى رواية لها العجب :
جاءته امرأة بثوب من الحرير تبيعه له فقال كم ثمنه، قالت مئة، فقال هو خير من مئة ، يعنى هو من يقول لها ارفعى الثمن فهو يستحق أكثر و لا يستغل الفرصة كتاجر !

فقالت مئتين، فقال هو خير من ذلك، حتى وصلت إلى أربع مئة فقال هو خير من ذلك، قالت أتهزأ بي؟ فجاء برجل فاشتراه بخمسمائة....يعنى هو من جاءها بالمشترى ابتغاء مرضاة الله و لم يأخذ نسبة على الوساطة ...

سيرة بلون البنفسج ...!

فلم تكن حياته لعبة مكسب و خسارة يحياها صعودا و هبوطا قفزا و سقوطا كأى تاجر !
** و ذات يوم أعطى شريكه متاعاً وأعلمه أنَّ في ثوب منه عيبا , و أوجب عليه أن يبين العيب عند بيعه , و باع شريكه المتاع و نسي أن يبين , و لم يعلم من الذي اشتراه، فلما علم أبو حنيفة تصدَّق بثمن المتاع كله.
فى الزهد أحمد و النباهة مالك
و أبى حنيفة و الأغر الهاشمى
*** و كان أبو حنيفة يجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة فيشتري بها حوائج الأشياخ و المحدثين
( منح دراسية مجانية لطلبة العلم ) و أقواتهم وكسوتهم و جميع لوازمهم , ثم يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم ويقول :
أنفقوا في حوائجكم ولا تحمدوا إلا الله , فإني ما أعطيتكم من مالي شيئاً ولكن من فضل الله عليّ فيكم .
فهو شريك لهم إن شاء الله فى كل علم بثوه للأمة ,
و شريك لمن تعلم منهم فى الأجر ...
فلم يكن أبا حنيفة مورثا علمه فقط بل ناشرا للعلم متبرعا سخيا ...
يا وردة ترسل أنوارها
فيضا على الكون من الرابية
*** و قد ذكر في اختياره لطريق العلم والفقه قوله :
كلما قلبته وأدرته لم يزدد إلا جلالة... و رأيت أنه لا يستقيم أداء الفرائض وإقامة الدين والتعبد إلا بمعرفته ، وطلب الدنيا والآخرة إلا به ..
و من معلميه الفضلاء سادة الأمة و تاركى إرث الذهب لها :
قال الإمام الذَّهبِيّ رحمه الله في كتابه الجميل ((تذكرة الحفاظ))1/168:
أن أبا حنيفة النعمان حدَّثَ عن :عطاء، ونافع، وعبد الرحمن بن هرمز ، وسلمة بن كُهَيل، وأبي جعفر محمد بن علي، وقتادة، وعمرو بن دينار، وأبي إسحاق، و خلق كثير ! )).
وقال في ((العبر)):
((وروى عن عطاء بن أبي رباح، وتفقه على حمّاد) )
فالرجل كان يروى الحديث , و يتعلم الفقه و يجتهد فهم الحكم الصحيح , فلا يقومن أحد و يقول أنا أتبع فلانا و يترك الحديث !
فالأئمة لم يكن همهم سوى البحث عن الحديث
فإن لم يجدوه اجتهدوا ... و قالوا لو ثبت حديث يخالف مقالنا فاعملوا بالحديث .. و الزمن الأن مختلف و قد جمعت الأحاديث و حققت ...
فهذا الإمام أبو حنيفة يقول: "إذا صح الحديث فهو مذهبي." ويقول: "لا يحل لمن يفتي من كتبي أن يفتي حتى يعلم من أين قلت." [1]
وهذا الإمام مالك يقول : "إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه..." [2]
وهذا الشافعي يقول: "إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقولوا بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعوا ما قلت"، وفي رواية: "فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد..." [3]
وهذا الإمام أحمد يقول: " من رد حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفا هلكة..." [4] ويقول: "لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا ..." [5]
[1] إيقاظ الهمم ص62.
[2] الانتقاء لابن عبد البر ص145.
[3] إيقاظ الهمم ص72.
[4] مناقب الشافعي ج1 ص472؛ والرواية الأخرى لأبي نعيم في الحلية ج9 ص107.
[5] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ج3 ص430.
فالكل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ملتمس ,
و لا يرضى تعصبا لشخصه , وانظر فى طيات كتبه تجد المعانى التى سكنت شرايينه و أوردته .. التى بثها طلابه و تلقاها من آبائه العلماء ...
-------
يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة الفقير الي ربه ; 17-08-2013 الساعة 03:38 PM.
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-2013, 11:33 PM   #3618
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ونكمل هذه السيرة العطرة ...
كان الخليفة المنصور يرفع من شأن أبي حنيفة و يكرمه ويرسل له العطايا و الأموال و لكن أبا حنيفة كان لا يقبل عطاءً. و لقد عاتبه المنصور على ذلك قائلاً: لم لا تقبل صلتي؟. فقال أبو حنيفة: ما وصلني أمير المؤمنين من ماله بشيء فرددته ولو وصلني بذلك لقبِلتُه إنما وصلني من بيت مال المسلمين ولا حق لي به !.... تأمل
*** وقع يوماً بين الخليفة المنصور وزوجته شقاق وخلاف بسبب ميله عنها ، فطلبت منه العدل فقال لها من ترضين في الحكومة بيني وبينك؟ قالت أبا حنيفة، فرضي هو به فجاءه فقال له: يا أبا حنيفة زوجتي تخاصمني فانصفني منها،

فقال له أبو حنيفة: لِيتكلَّم أمير المؤمنين. فقال المنصور: كم يحلُّ للرجال أن يتزوج من النساء ؟ قال: أربع. قال المنصور لزوجته: أسمعتِ. فقال أبو حنيفة: يا أمير المؤمنين إنما أحلَّ الله هذا لأهل العدل فمن لم يعدل أو خاف أن لا يعدل فواحدة لقوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء: 3]، فينبغي لنا أن نتأدَّب مع الله و نتَّعظ بمواعظه .
فسكت المنصور وطال سكوته، فقام أبو حنيفة وخرج فلما بلغ منزله أرسلت إليه زوجة المنصور خادماً ومعه مال وثياب،
فردها وقال: أقرئها السلام وقل لها إنما ناضلتُ عن ديني وقمتُ بذلك المقام لله ولم أرد بذلك تقرباً إلى أحد ولا التمستُ به دنيا.
أرأيتم !
لم يكن ليله فى انتظار ثقيل لمنحة أو نفحة , سوى من رب البرية , و لم يكن شاقا عليه أن ينطق بالحق , و لم يرهق قلبه بتعدد الرغبات و الميول , فلم يدر فكره فى دوائر الكلل و المعاناة للبحث عن حل وسط!
*** لزم أبو حنيفة عالِم عصره حمّاد بن أبي سليمان وتخرَّج عليه في الفقه , و استمر معه إلى أن مات.
حيث بدأ بالتعلم عنه وهو ابن 22 سنة و لازمه 18 سنة من غير انقطاع و لا نزاع.
يقول أبو حنيفة: " بعد أن صحبتُ حمّاداً عشر سنين نازعتني نفسي لطلب الرياسة ، فأردتُ أن أعتزله و أجلس في حلقة لنفسي , فخرجتُ يوماً بالعشيّ وعزمي أن أفعل، فلمّا دخلتُ المسجد رأيتُه ولم تطب نفسي أن أعتزله فجئتُ فجلستُ معه، فجاء في تلك الليلة نعي قرابة له قد مات بالبصرة، وترك مالاً و ليس له وارث غيره، فأمرني أن أجلس مكانه , فما هو إلا أن خرج حتى وردت عليَّ مسائل لم أسمعها منه ، فكنتُ أجيب وأكتب جوابي.
ثم قَدِمَ، فعرضتُ عليه المسائل وكانت نحواً من ستين مسألة، فوافقني بأربعين وخالفني في عشرين، فآليتُ على نفسي ألا أفارقه حتى يموت و هكذا كان ".
سبحان الله على الصراحة و التواضع , فلم يكن من الحالمين بكرسى الفتوى و تلفيق الأجوبة , بل كان حريصا على الأمانة الثقيلة , فالقيم فى قلبه دافئة ,
و أنفاسه أمينة عليها , و يحتفظ بأزهار أحلامه الخالدة فى رضوان الله تعالى نضرة يانعة , لم تشبها شائبة حب الرياسة و الثناء , فتذبل و تصير أثرا ذابلا ...
و لم يؤخذ عليه سوى
* التوسع فى الفقه الفرضى , حيث يفترض الوقائع و يصمم لها حلا و فتوى ..
* قلة الأحاديث التى وصلته - نسبيا - مما أثر على اتساع مساحة الإجتهاد و زادها زيادة كبيرة , مع اشتراطه شهرة الحديث مع صحة سنده مما قلل مساحة القبول للحديث كحجة .
فتنته مع أبي هبيرة:
كان أبو هبيرة والياً بالكوفة ، و ظهرت الفتن بالعراق، فجمع فقهاءها ببابه , و فيهم ابن أبي ليلى وابن شبرمة وداود بن أبي هند ، فولّى كل واحد منهم صدراً من عمله، وأرسل إلى أبي حنيفة طالبا جعل الخاتم في يده ولا يُنفذ كتاب إلا من تحت يده ولا يخرج من بيت المال شيء إلا من تحت يده .
و كان إخضاع أبي حنيفة قهراً أو إغراءً .....
فامتنع النعمان ....
وقال : لو أرادني أن أعد له أبواب ماجد واسط لما فعلت!

غيره تفرح روحه بتلك الأمور , أما هو ففرح الروح عنده مختلف , فلا يرى المناصب أزهارا و أنهارا ... بل أحمالا ثقالا و تنازلات لا تصح ...
سُجِنَ أبو حنيفة وضُرِبَ ضرباً مبرحاً مؤلماً أياماً متتالية حتى سقط فاقد الوعي!
صمد و لم يقبل , فالشبهة أخت الحرمة !
-------------

يتبع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-2013, 12:10 AM   #3619
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

* دخل يوماً أبو حنيفة على المنصور فقال له أحد الجالسين: هذا عالِم الدنيا اليوم.
فقال له المنصور: يا نعمان من أين أخذتَ علمك؟ قال: من أصحاب عبد الله ابن عمر عن عبد الله ابن عمر , و من أصحاب عبد الله ابن عباس عن عبد الله ابن عباس و من أصحاب عبد الله ابن مسعود عن عبد الله ابن مسعود .فقال المنصور احتطت لنفسك !

أرأيتم ! من أصحاب الصحابة عن الصحابة عن الحبيب العدنان عليه الصلاة و السلام ! مبلغا عن رب العزة سبحانه ... مما علمه الروح الأمين جبريل ..
ورد العلا أهدى لنا وردة

يا حبذا الورد من الورد
*** انتفض أهل الموصل على المنصور وكان المنصور قد اشترط عليهم أنهم إن انتفضوا حلَّت دماؤهم، فجمع الفقهاء و قال لهم: أليس صح أنَّ رسول الله قال المؤمنون عند شروطهم يلتزمون بها , وأهل الموصل قد اشترطوا ألا يخرجوا عليّ وها هم قد خرجوا وانتفضوا ولقد حلَّت دماؤهم فماذا ترون؟ قال أحد الحاضرين: يا أمير المؤمنين، يدك مبسوطة عليهم وقولك مقبول فيهم فإن عفوتَ فأنت أهل العفو وإن عاقبتَ فبما يستحقون. التفت المنصور إلى أبي حنيفة يسأله و يستنطقه !
فقال أبو حنيفة: إنهم شرطوا لك ما لا يملكونه وشرطتَ عليهم ما ليس لك لأنَّ دم المسلم لا يحِلُّ إلا بإحدى ثلاث فإن أخذتهم أخذتَ بما لا يحلُّ وشرط الله أحق أن يوفى به. عندئذ أمر المنصور الجميع أن ينصرفوا ما عدا أبي حنيفة و قال له: إنَّ الحق ما قلتَ، انصرِف إلى بلادك.
رجل حساس يحيا بقلب شهيد , ففى حسبانه أنه قد يفارق الأرض بسبب كلمته , لكنه لا ينسى حياة الخلود و سعادة الأبد
فلا يتناثر ضميره خوفا من المواجع ،

أقوال العلماء فيه:

قال الذهبي رحمه الله : " برع في الرأي، وساد أهل زمانه في التفقه ،وتفريع المسائل، وتصدر للاشتغال ، وتخرج به الأصحاب " ثمَّ قال : " وكان معدوداً في الأجواد الأسخياء ، والأولياء الأذكياء ، مع الدين والعبادة والتهجد وكثرة التلاوة و قيام الليل , رضي الله عنه !!!!!!"
....
أرأيتم لم يكن غصنا يتلوى مع الريح ...
و لم يكن مكتبة متنقلة فحسب ..
و قال ابن كثير رحمه الله : " الإمام أبو حنيفة... فقيه العراق ، وأحد أئمة الإسلام، والسادة الأعلام ، وأحد أركان العلماء ، وأحد الأئمة الأربعة ؛ أصحاب المذاهب المتبوعة، وهو أقدمهم وفاة "
وقال ابن العمادفي " شذرات الذهب": " وكان من أذكياء بني آدم، جمع الفقه والعبادة، والورع والسخاء، وكان لا يقبل جوائز الدولة؛بل ينفق ويؤثر من كسبه، له دار كبيرة لعمل الخز وعنده صنَّاع وأجراء رحمه الله تعالى .
عالجوا الحكمة ، واستشفوا بها
وانشدوا ما ضل منها فى السِّير
واقرؤوا آداب من قبلكم
ربما علَّم حيا من غبر
أرأيتم إشراقة الرجل فى سيرته ! رجل المواقف الحرة .. رافض المساومات دوما .... عبد شكور ليلا ,
و عالم نحرير نهارا ..
رجل يدرك أن مال الدنيا و وظائفها لا يساويان الحفاظ على التقوى

وقال سفيان الثوري وابن المبارك : " كان أبو حنيفة أفقه أهل الأرض في زمانه" .
الفضيل بن عياض قال فيه :
كان أبو حنيفة رجلاً فقيهاً معروفاً بالفقه، واسع المال معروفاً بالأفضال على كل من يطوف به، صبوراً على تعلُّم العلم بالليل والنهار، ، يقوم الليل ، كثير الصمت، قليل الكلام حتى يرد مسألة في حلال أو حرام.
فكان يحسن أن يدل على الحق، رهاباً من مال السلطان.كان رحمه اللّه واحد زمانه، لو انشقت عنه الأرض لانشقت عن جبل من الجبال في العلم والكرم والمواساة والورع والإيثار للّه تعالى.
طائر وسط أسراب العلماء , يحلق بجناحين هما الحب و الخشية لله المتعال ...لا يستسلم لأقفاص الدنيا الدنية و أسوارها ...
- عبد الله بن المبارك العالِم الكبير والتابعي الجليل يقول : كان أبو حنيفة مخ العِلم ....!
- مالك بن أنس و هو رجل من رواد خليج الأمل ممن نشروا النور الربانى قال عنه :
- هذا النعمان لو قال هذه الإسطوانة من ذهب لكانت كما قال !
يعنى لو قال عمود المسجد من ذهب لصدق و لأقنع..
- و فى رواية : لو جاء إلى أساطينكم فقايسكم على أنها خشب لظننتم إنها خشب.
أرأيتم رزق الله للعبد و بركة السعى
نحسبه و الله حسيبه كان على خير ....
وإنَّ علومي باسقاتٌ وطلعُها
نضيدٌ ورزقٌ للعباد ورحمةِ
- الإمام زُفَرقال: جالستُ أبا حنيفة أكثر من عشرين سنة فلم أر أحداً أنصح للناس منه و لا أشفق عليهم منه، بذل نفسه لله تعالى، أمّا عامة النهار فهو مشتغل في العلم و في المسائل وتعليمها , و فيما يُسأل من النوازل وجواباتها , و إذا قام من المجلس عاد مريضاً أو شيَّع جنازة أو واسى فقيراً أو وصل أخاً أو سعى في حاجة، فإذا كان الليل خلى للعبادة و الصلاة و قراءة القرآن، فكان هذا سبيله حتى توفي رضي الله تعالى عنه.
أرأيتم ..كيف يحيا شخص و يبقى رحيقه مثل شذا الزهر ، و يترك علما مثل النور له سناء فى كل صفحة و مجلد ... و تقرأ الصدق فيه قبل الحرف ...حيث عاشت نفسه المعنى المقصود , و صدقت حاله المبنى المسطور ...
تلك ذكريات الأئمة عنه , قمة الصفاء و سلسبيل الفكر النقى , يبيت يسبح الله و يصبح يجتهد لغايته الكبرى على ثقة بيوم الميعاد , شوق يحدوه للقيا الحبيب صلى الله عليه وسلم , فيملك كيانه كله ...
يخالف طلاسم ،المبتدعة و قسوة قلوب المحترفين , و لا زال هو الذكى الأريب ....
-------

للفايدة للموضوع بقية في مابعد

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-2013, 12:20 AM   #3620
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
لن تبقى لنا سوى بضع ذكريات
سطور وحروف
وأطياف من ذكريات
إن تذكرتمونا فادعوا لنا بالخير
فمن يدري فوقتها قد نكون أحوج ما نكون للدعاء .. وإن العمر لمحدود بالسنين
سنفنى ونكون ترابا
ولن تبقى سوى هذه الأحرف التي سطرناها هنا
فإن كان لكم علينا شيء .. فسامحونا
وإن كان لنا شيء فقد عفونا
سامحوني على كل شيء ... وادعوا لي بظهر الغيب ..

[/frame]

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 04:36 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved