منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 19-08-2013, 09:54 AM   #3631
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الإنسان قبل البنيان
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه حقيقة مؤكدة، وقاعدة شرعية عامة، وفريضة من الفرائض العظمى، ودليل على نور الإسلام، وتوافقه مع التعاليم الإلهية، بل مع النضج البشري، التي وصلت إليه الإنسانية بعد قرون.
لا نستطيع أن نخفي أن كل تعاليم الإسلام، وكل شرائعه، بل كل تكليفاته، قامت على هذا الأصل" تقديم الإنسان على البنيان" " الإنسان واحترامه وتقديره هدف ورسالة الإسلام" " محمد صلى الله عليه وسلم مثال حي لاحترام الإنسان، وتقديمه على البنيان"، ولا يخفى أيضاً أن مقاصد الشريعة العظمى، وأهدافها العليا صبت في هذا المضمون، فالمقاصد الخمسة تعلقت كلها بهذا الإنسان، فالدين وحفظه من أجل إعلاء كرامته وتحريرة من سلطان الطغيان، وربقة العدوان، وإعلاء كرامته، بعدم الخوف إلا من خالقه. وحفظ النفس، من أجل كرامتها على خالقها، وعزتها الفطرية، وحرمة انتهاكها، والاعتداء عليها، بل التعرض لها بأدنى درجات التعدي من إيذاء مادي أو معنوي، بل إنه جعل منتهكها في لعنة من الله، ومنزلة تضاهي منزلة الكافرين والطواغيت.
وحفظ العقل، فهو روح الإنسان، وعصب حياته، وملَكُ جسده، فكيف يصيبه بأدنى شيء يحد من نباهته، ويقف حجر عثرة أمام تفكره وتدبره، فأحرى أن يحرّم كل من يجعله عبداً لشهوة زائلة، أو مطلب ليس له قيمة.
وحفظ المال، والذي جهد فيه نفسه، وأراد أن يجعله في عمارة حياته، وتربية أولاده، فكيف به يبدده، ويجعله عرضة لنزع البركة، وإبطال مفعوله في أعمال لا تليق بما استخلفك الله فيه.
وحفظ العرض، فلا ينبغي لإنسان أن يكشف ستر أخيه، ولا يجوز أن يخوض في عرضه وكرامته، فهذا خط أحمر لا ينتهك، وخطيئة ينبغي الوقوف عندها.
هكذا قدّم الإسلام الإنسان على البنيان، وهكذا ينبغي للمسلم أن يقدم ما قدّمه الله، وأن ينفذ تعاليم السماء، فهو لا يستطيع أن يعيش في أمن وأمان إلا باتباعه لهذه التعاليم، وتنفيذه إياها، فهي رسالة لكل من الراعي والرعية، أن عظّموا ما عظمه الله، ولا تهوّنوا ما أوصاكم الله به.
فالحاكم ينبغي أن يصب أهدافه وبرنامجه على هذا الأصل، فيهتم بتنمية رعيته، في كل المجالات، فلن تستطيع الأمة أن تنهض إلا بتنمية حقيقية لهذا الإنسان، والاهتمام به، وتقديم كل الخدمات لصالحه، فلم تنهض دول الإسلام إلا بذلك.
وعلى الرعية أن يعينوا الراعي في ذلك، فلا يستبيح المسلم دم أخيه، فقد حرم الله جسده، وجعله أكرم ما في الأرض، علينا أن تعتز بأنفسنا، علينا أن نعتني بأجسادنا وأرواحنا.
الإنسان قبل البنيان، قاعدة مطلقة لا تقبل التأويل، وهدف سام غال لا يقبل التأجيل.
------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2013, 11:06 AM   #3632
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

50 حكمة قرآنية ونبوية في الدين والدنيا


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفي والصلاة والسلام علي من اصطفي وبعد..
ما أحوجنا في عصر اختلطت فيه الأمور والمعايير وفشت فيه المنكرات وكثر فيه الكلام والحكم والأمثال الشعبية من هنا وهناك دون النظر إلي قائلها ومعناها الفاسد والمخالف لشرع الله- تعالي - وتعاليمه السامية في كثير منها.
ومن ثم رأيت أن أجمع بعضًا من كلام الله وأقوال النبي -صلي الله عليه وسلم -التي
تحتوي علي حكم وكلها حكم, مع شرحها من تفسيرات وأقوال أهل العلم ليستوعب معناها الشرعي بعيدا عن التفسير بالهوي الذي برع فيه البعض من أهل الأهواء والبدع دون النظر إلي عواقب ذلك والله المستعان.
حكم من القرآن الكريم
1- أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
قال ابن جريج: { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ } أهل الكتاب والمنافقون كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة، وَيَدَعُونَ العملَ بما يأمرون به الناس، فعيرهم الله بذلك، فمن أمر بخير فليكن أشد الناس فيه مسارعة. تفسر ابن كثير"
2-ولَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ
يقول تعالى: وفي شَرْع القصاص لكم -وهو قتل القاتل -حكمة عظيمة لكم، وهي بقاء المُهَج وصَوْنها؛ لأنه إذا علم القاتلُ أنه يقتل انكفّ عن صنيعه، فكان في ذلك حياة النفوس. وفي الكتب المتقدمة: القتلُ أنفى للقتل. فجاءت هذه العبارة في القرآن أفصح، وأبلغ، وأوجز."تفسير ابن كثير"
3- واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا
هي أخوة إذن تنبثق من التقوى والإسلام . . من الركيزة الأولى . . أساسها الاعتصام بحبل الله - أي عهده ونهجه ودينه - وليست مجرد تجمع على أي تصور آخر ، ولا على أي هدف آخر ، ولا بواسطة حبل آخر من حبال الجاهلية الكثيرة! ا-ظلال القرآن"
4-وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ
أي: ولا تتبع ما ليس لك به علم، بل تثبت في كل ما تقوله وتفعله، فلا تظن ذلك يذهب لا لك ولا عليك- السعدي
5-وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا
هذا استفهام بمعنى النفي المتقرر أي: لا أحد أحسن قولا. أي: كلامًا وطريقة، وحالة { مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ } بتعليم الجاهلين، ووعظ الغافلين والمعرضين، ومجادلة المبطلين، بالأمر بعبادة الله، بجميع أنواعها،والحث عليها، وتحسينها مهما أمكن، والزجر عما نهى الله عنه.- السعدي
6-وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
أي: لا يستوي فعل الحسنات والطاعات لأجل رضا الله تعالى، ولا فعل السيئات والمعاصي التي تسخطه ولا ترضيه، ولا يستوي الإحسان إلى الخلق، ولا الإساءة إليهم.. ثم أمر بإحسان خاص، له موقع كبير، وهو الإحسان إلى من أساء إليك، فقال: { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } أي: فإذا أساء إليك مسيء من الخلق، خصوصًا من له حق كبير عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم، إساءة بالقول أو بالفعل، فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فَصلْهُ، وإن ظلمك، فاعف عنه- السعدي
7- إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ
يقرر تعالى الأخوة الإسلامية ويقصر المؤمنين عليها بين أفرادهم وعدم التساهل في ذلك { واتقوا الله } في ذلك فلا تتوانوا أو تتساهلوا حتى تسفك الدماء المؤمنة ويتصدع بنيان الإِيمان والإِسلام في دياره – تفسير أيسر التفاسير
8- ياَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ
أي: وإن تسألوا عن تفصيلها بعد نزولها تبين لكم، ولا تسألوا عن الشيء قبل كونه؛ فلعله أن يحرم من أجل تلك المسألة. –ابن كثير
َّ9-ولَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ
أي: لا يعير أحدكم أخاه، ويلقبه بلقب ذم يكره أن يطلق عليه (3) وهذا هو التنابز، وأما الألقاب غير المذمومة، فلا تدخل في هذا.
{ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ } أي: بئسما تبدلتم عن الإيمان والعمل بشرائعه، وما تقتضيه، بالإعراض عن أوامره ونواهيه، باسم الفسوق والعصيان، الذي هو التنابز بالألقاب.- السعدي
10- يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ
نهى الله تعالى عن كثير من الظن السوء بالمؤمنين، فـ { إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } وذلك، كالظن الخالي من الحقيقة والقرينة، وكظن السوء، الذي يقترن به كثير من الأقوال، والأفعال المحرمة، فإن بقاء ظن السوء بالقلب، لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك، بل لا يزال به، حتى يقول ما لا ينبغي، ويفعل ما لا ينبغي- السعدي
11- لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا
هذه آداب شرعية، أدّب الله بها عباده المؤمنين، وذلك في الاستئذان أمر الله المؤمنين ألا يدخلوا بيوتًا غير بيوتهم حتى يستأنسوا،أي: يستأذنوا قبل الدخول ويسلموا بعده. وينبغي أن يستأذن ثلاثًا، فإن أذن له، وإلا انصرف –ابن كثير
12- يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
يعني: طرائقه ومسالكه وما يأمر به، { وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } : هذا تنفير وتحذير من ذلك، بأفصح العبارة وأوجزها وأبلغها وأحسنها.- تفسير ابن كثير
13- قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ
فالعلم الحق هو المعرفة . هو إدراك الحق . هو تفتح البصيرة . هو الاتصال بالحقائق الثابتة في هذا الوجود . وليس العلم هو المعلومات المفردة المنقطعة التي تزحم الذهن ، ولا تؤدي إلى حقائق الكون الكبرى ، ولا تمتد وراء الظاهر المحسوس . - ظلال القران
14- إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
قال سعيد بن جبير: الصبر اعتراف العبد لله بما أصاب منه، واحتسابه عند الله رجاء ثوابه، وقد يجزع الرجل وهو مُتَجَلّد لا يرى منه إلا الصبر –ابن كثير
15-مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
ملكان من بين يديك ومن خلفك يقول الله تعالى " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله " –تفسير القرطبي
16-وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
وأما التحدث بنعمة الله وبخاصة نعمة الهدى والإيمان فهو صورة من صور الشكر للمنعم . يكملها البر بعباده ، وهو المظهر العملي للشكر ، والحديث الصامت النافع الكريم –ظلال القران
17-أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ
لأن خلقه للمخلوقات، أدل دليل على علمه، وحكمته، وقدرته-السعدي
18- خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين
قال الزَّمَخْشَرِيُّ : وَالْعَفْوُ ضِدُّ الْجُهْدِ ، أَيْ خُذْ مَا عَفَا لَكَ مِنْ أَفْعَالِ النَّاسِ وَأَخْلَاقِهِمْ ، وَمَا أَتَى مِنْهُمْ وَتَسَهَّلَ مِنْ غَيْرِ كُلْفَةٍ ، وَلَا تُدَاقَّهُمْ وَلَا تَطْلُبْ مِنْهُمُ الْجُهْدَ وَمَا يَشُقُّ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَنْفِرُوا كَقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسِّرُّوا وَلَا تُعَسِّرُوا قَالَ :
خُذِي الْعَفْوَ مِنِّي تَسْتَدِيمِي مَوَدَّتِي .-تفسير المنار
19- فاتقوا الله ما استطعتم
يأمر تعالى بتقواه، التي هي امتثال أوامره واجتناب نواهيه، ذلك بالاستطاعة والقدرة.- السعدي
20-وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها
التحية هي: اللفظ الصادر من أحد المتلاقيين على وجه الإكرام والدعاء، وما يقترن بذلك اللفظ من البشاشة ونحوها. وأعلى أنواع التحية ما ورد به الشرع، من السلام ابتداء وردًّا. فأمر تعالى المؤمنين أنهم إذا حُيّوا بأي تحية كانت، أن يردوها بأحسن منها لفظا وبشاشة، أو مثلها في ذلك. ومفهوم ذلك النهي عن عدم الرد بالكلية أو ردها بدونها. –السعدي
21- إنما يخشى الله من عباده العلماء
أي: إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به؛ لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى -كلما كانت المعرفة به أتمّ والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر. - ابن كثير
22- قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون
أي : الذين يعلمون أن ما وعد الله به من البعث ، والثواب ، والعقاب حق ، والذين لا يعلمون ذلك ، أو الذين يعلمون ما أنزل الله على رسله ، والذين لا يعلمون ذلك ، أو المراد : العلماء والجهال ، ومعلوم عند كل من له عقل أنه لا استواء بين العلم والجهل ، ولا بين العالم والجاهل .– فتح القدير للشوكاني
23- لئن شكرتم لأزيدنكم
أي: لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها- ابن كثير
24- فاذكروني أذكركم
معنى الآية: اذكروني بالطاعة أذكركم بالثواب والمغفرة، قاله سعيد بن جبير. وقال أيضا: الذكر طاعة الله، فمن لم يطعه لم يذكره وإن أكثر التسبيح والتهليل وقراءة القرآن- القرطبي
25- إن ربك لبالمرصاد
فربك راصد لهم ومسجل لأعمالهم . فلما أن كثر الفساد وزاد صب عليهم سوط عذاب ، وهو تعبير يوحي بلذع العذاب حين يذكر السوط ، وبفيضه وغمره حين يذكر الصب . حيث يجتمع الألم اللاذع والغمرة الطاغية ، على الطغاة الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد .-في ظلال القران
26- فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى
أي: تمدحوها وتشكروها وتمنوا بأعمالكم، { هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } ، كما قال: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا } [النساء: 49].-ابن كثير
27- ولا تصغر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا
لا تُعرِضْ بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك، احتقارًا منك لهم، واستكبارًا عليهم ولكن ألِنْ جانبك، وابسط وجهك إليهم
وقوله: { وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا } أي: جذلا متكبرًا جبارًا عنيدًا، لا تفعل ذلك يبغضك الله-ابن كثير
28-وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا
أي الذي تعاهدون عليه الناس والعقود التي تعاملونهم بها، فإن العهد والعقد كل منهما يسأل صاحبه عنه { إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا } أي: عنه.-ابن كثير
حكم من السنة النبوية الصحيحة
29-إنما الأعمال بالنيات
والمراد بالأعمال : الأعمال الشرعية
ومعناه : لا يعتد بالأعمال بدون النية مثل الوضوء والغسل والتيمم وكذلك الصلاة والزكاة والصوم والحج والإعتكاف وسائر العبادات- ابن دقيق العيد
30-احفظ الله يحفظك
(( احفظِ الله )) يعني : احفظ حدودَه ، وحقوقَه ، وأوامرَه ،
ونواهيَه ، وحفظُ ذلك : هو الوقوفُ عندَ أوامره بالامتثال ، وعند نواهيه بالاجتنابِ ، وعندَ حدوده ، فلا يتجاوزُ ما أمر به ، وأذن فيه إلى ما نهى عنه ، فمن فعل ذلك ، فهو مِنَ الحافظين لحدود الله -جامع العلوم والحكم لابن رجب
31- خالقِ الناس بخلق حسن
والخلق الحسن فسر بتفسيرات: منها أنه بذل النَّدَى وكف الأذى؛ يعني أن تبذل الخير للناس، وأن تكف أذاك عنهم..وقال آخرون: إنّ الخُلق الحسن أنْ يُحسِن للناس بأنواع الإحسان، ولو أساءوا إليه.-قاله صالح آل الشيخ
32-استوصوا بالنساء خيرا
استوصوا بالنساء خيرا يعني اقبلوا هذه الوصية التي أوصيكم بها وذلك أن تفعلوا خيرا مع النساء لأن النساء قاصرات في العقول وقاصرات في الدين وقاصرات في التفكير وقاصرات في جميع شئونهن فإنهن خلقن من ضلع- قاله ابن العثيمين
33-كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الخطاب للأمة جميعا يبين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان راع ومسئول عن رعيته والراعي هو الذي يقوم على الشيء ويرعى مصالحه فيهيئها له ويرعى مفاسده فيجنبه إياها كراعي الغنم - قاله ابن العثيمين
34-لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا
قال النووي :أي تأتلف قلوبكم وفيه مصلحة عظيمة من اجتماع قلوب المسلمين وتناصرهم وتعاضدهم ولهذا قال بعضهم إنه أدفع للضغينة بغير مؤنة واكتساب أخوة بأهون عطية
35- اتقوا دعوة المظلوم
أي اجتنبوا دعوة من تظلمونه وذلك مستلزم لتجنب جميع أنواع الظلم على أبلغ وجه وأوجز إشارة وأفصح عبارة لأنه إذا اتقى دعاء المظلوم فهو أبلغ من قوله تظلم وهذا نوع شريف من أنواع البديع يسمى تعليقا- قاله الشوكانى في فتح القدير
36- التأني من الله والعجلة من الشيطان
وكثيرا ما يلاحظ المرء وهو في الجماعة عددا من المصلين عن يمينه أو شماله بل ربما يلاحظ ذلك على نفسه أحيانا مسابقة الإمام بالركوع أو السجود وفي تكبيرات الانتقال عموما وحتى في السلام من الصلاة -قاله الشيخ صالح المنجد
37- لا تغضب
ففي هذا الحديث الحث على أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب وأن لا يسترسل فيه لأنه يندم بعده كثيراً.-قاله ابن العثيمين
38-دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
قوله دع أي اترك ما يريبك بفتح الياء أي تشك فيه ولا تطمئن إليه إلى ما لا يريبك أي إلى الشيء الذي لا ريب فيه . .-قاله ابن العثيمين

39-اتبع السيئة الحسنة تمحها
أتبع السيئة الحسنة تمحها أي إذا عملت سيئة فاتبعها بحسنة فإن الحسنات يذهبن السيئات ومن الحسنات بعد السيئات أن تتوب إلى الله من السيئات فإن التوبة من أفضل الحسنات -قاله ابن العثيمين

40-المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
مؤمن القوي: يعني في إيمانه وليس المراد القوي في بدنه، لأن قوة البدن ضرراً على الإنسان إذا استعمل هذه القوة في معصية الله، فقوة البدن ليست محمودة ولا مذمومة في ذاتها، إن كان الإنسان استعمل هذه القوة فيما ينفع في الدنيا والآخرة صارت محمودة، وإن استعان بهذه القوة على معصية الله صارت مذمومة .- قاله ابن العثيمين

41-الحياء شعبة من الإيمان
الحياء صفة محمودة لكن الحق لا يستحي منه فإن الله يقول { وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ } .. ولهذا جاء في الحديث إن مما أدرك الناس من النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت .-قاله ابن العثيمين

42-هلك المتنطعون
هلاك ضد البقاء يعني أنهم تلفوا وخسروا والمتنطعون هم المتشددون في أمورهم الدينية والدنيوية ولهذا جاء في الحديث لا تشددوا فيشدد الله عليكم .-قاله ابن العثيمين

43-ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا
يعني أن الإنسان إذا عفا عمن ظلمه فقد تقول له نفسه: إن هذا ذل وخضوع وخذلان فبين الرسول عليه الصلاة والسلام أن الله ما يزيد أحدا إلا عزا فيعزه الله ويرفع من شأنه.-قاله ابن العثيمين

44-الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان
الطهارة شرط في صحة الصلاة فصارت كالشطر ولا يلزم في الشطر أن يكون نصفا حقيقيا وقيل غير ذلك وأما قوله [ والحمد لله تملأ الميزان ] فمعناه : أنها لعظم أجرها تملأ ميزان الحامد لله تعالى وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الأعمال وثقل الموازين وخفتها- قاله ابن دقيق العيد

45- البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك
يعني : أن حسن الخلق أعظم خصال البر كمال قال [ الحج عرفة ] أما البر فهو الذي يبر فاعله ويلحقه بالأبرار وهم المطيعون لله عز و جل
والمراد بحسن الخلق : الإنصاف في المعاملة والرفق في المحاولة والعدل في الأحكام والبذل في الإحسان وغير ذلك من صفات المؤمنين- ابن دقيق العيد

46-القرآن حجة لك أو عليك
فمعناه ظاهر أي تنتفع به إن تلوته وعملت به وإلا فهو حجة عليك- قاله ابن دقيق
47-لَقنوا موتاكم لا إله إلا الله
يحتمل اْن يكون أمره - عليه السلام - بذلك لأنه موضع يتعرض فيه الشيطان لافساد اعتقاد الانسان ، فيحتافي إلى مذكًر ومنبه له على التوحيد ، ويحتمل أن يريد بذلك ليكون آخرَ كلامه ذلك ، فيحصل له ما وعد به - عليه السلام - فى الحديث الآخو : (من كان آخر كلامه : لا إله إلا الله دخل الجنة)- قاله القاضي عياض
48-لا يدخل الجنة قاطع رحم
من قطع أقاربه الضعفاء وهجرهم وتكبر عليهم ولم يصلهم ببره وإحسانه وكان غنياً وهم فقراء فهو داخل في هذا الوعيد محروم عن دخول الجنة إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليهم- قاله الذهبي
49-كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل .
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل سبحان الله أعطى الله نبيه جوامع الكلم، هاتان الكلمتان يمكن أن تكونا نبراسا يسير الإنسان عليه في حياته كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل والفرق بينهما أن عابر السبيل ماش يمر بالقرية وهو ماش منها .
وأما الغريب فهو مقيم فيها حتى يرتحل عنها، يقيم فيها يومين أو ثلاثة أو عشرة أو شهرا، وكل منهما لم يتخذ القرية التي هو فيها وطنا وسكنا وقرارا –قاله ابن العثيمين
50-إنما الأعمال بالخواتيم
قال ابن رجب : فالخواتيم ميراث السوابق وقال ابن دقيق العيد : لما كانت السابقة مستورة عنا والخاتمة ظاهرة . جاء في الحديث : " إنما الأعمال بالخواتيم " .
وانقلاب الناس من الشر إلى الخير كثير ، وأما انقلابهم من الخير إلى الشر ففي غاية الندور ، ولله الحمد .
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
-----------
للفايدةَ
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2013, 01:03 PM   #3633
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

انـــــــــواع الصبـــــــر
الحمد لله الذي وعد الصابرين أجرهم بغير حساب وبشر الشاكرين لنعمته بالمزيدووعد الكافرين بالعذاب
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عليه توكلنا وإليه المتاب
وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله أفضل من شكر لربه، وأناب
وأصبرهم على أحكام الله بلا ارتياب
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب وسلم تسليماً.

{ أما بعد أيها الناس: }
اتقوا الله تعالى، واعلموا أن كل أحد لا يخلو من إحدى حالين إما سراء، وإما ضراء
وأن على العبد في كليهما وظيفة يجب عليه أن يؤديها ليتمم بذلك إيمانه
فوظيفة العبد عن الضراء أن يكون من الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة
قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون
فإن الله خالق العبد، ومالكه، ومدبره،
والمقدر عليه ما يشاء يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد
{ فالعبد عبد الله عليه أن يستسلم له، وأن لا يتسخط من قضائه وقدره}
فإن المرجع إليه، ولا مفر منه إلا إليه
ومن أصيب بمصيبة، وأراد أن تسهل عليه
فليتذكر ما في الصبر عليها من الأجر والثواب
فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
((( لا يصيب المؤمن من هم، ولا غم، ولا أذى إلا كفر الله به عنه حتى الشوكة))).
ومما يهون المصيبة أيضاًً أن يذكر نعم الله عليه التي لا تحصى
وأن يقرن تلك المصيبة بما هو أعظم منها مما ابتلى به هو أو غيره
فإنه ما من مصيبة إلا فوقها أعظم منها.
وهناك صبر آخر وهو ( الصبر عن معاصي الله)
فإن الصبر عن المعاصي يحتاج إلى معاناة ومجاهدة
فإن النفس أمارة بالسوء، إلا ما رحم ربي
وقد يصبر بعض الناس عن شيء من المعاصي
ولكنك تراه منهمكاً في غيره
فتجد بعض الناس يمنع نفسه مثلاً من أكل أموال الناس والخيانة فيها
ولكنه لا يمنع نفسه عن أكل لحومهم والوقوع في أعراضهم
مع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قرن الدماء والأموال والأعراض في حكم واحد
حيث قال في حجة الوداع:
((( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام)))
وهناك صبر ثالث، وهو ( الصبر على طاعة الله)
فإن طاعة الله تعالى بفعل أوامره تحتاج إلى مجاهدة النفس، وعمل الجسم
وكل هذا يحتاج إلى صبر
( فالصبر ثلاثة أنواع
{ صبر على الأقدار
وصبر عن المعاصي
وصبر على الطاعات
}
وأما الحال الثانية وهي حال السراء والرخاء والنعم
فإن على العبد فيها وظيفة الشكر
وذلك بأن يعلم أن هذه النعمة من فضل الله عليه
وأنه لولا لطف الله وتيسيره ما حصلت له. تلك النعمة
ثم بعد ذلك يثني بها على ربه بما أنعم به عليه من نعم ظاهرة وباطنة دينية ودنيوية
ثم يقوم بطاعة من أنعم بها عليه
فالشكر لا بد له من اعتراف بالقلب، واعتراف باللسان، وعمل بطاعة النعم في الجوارح والأركان.
فمن حقق مقام الصبر، ومقام الشكر كمل بذلك إيمانه، ونجا
ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر، فكان خير له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له))).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قال الله تعالى:
{{ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}}
{{ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاَةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
----------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2013, 01:14 PM   #3634
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لقد وجدت الكنز؟!
أخبرني صاحبي عما وجد في الاعتكاف يقول:
والله لقد ذقتُ حلاوة ولذة لم أشعر بها طوال حياتي، لقد استمتعت بمناجاة الله وتلذذت بالخلوة مع الله.
نعم.. لقد كنت أسمع عن حلاوة الإيمان وعن لذة الطاعات ولكني الآن وجدتها وشعرت بها.
لقد عرفت حقيقة هذه الآية: (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ))[النحل:97].
إن
الحياة الطيبة هي في الأنس بالله، والشوق إليه، ولقد عاهدت نفسي أن لا أترك الاعتكاف أبداً.
إشراقة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان.

-----------
سلطان العمرى
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2013, 01:41 PM   #3635
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أيها الشاب الفطن اتق الله
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشاب الفطن .. اتق الله وكن عفيفاً
أخي الحبيب ...أرجو أن تقرأ هذه الرسالة بنفس الهدوء الذي كتبت لك به .. بعيداً عن الانفعال أو اتخاذ موقف سلبي قبل أن تستكمل قراءتها ، فالعاقل الفطن من يستمع ويقرأ للنهاية ، ثم هو و شأنه ! قد يقوم البعض منا بأعمال يكون دافعُه لها الشهوةَ المجردة ، دون التفكير المتعقل لعواقبها .
ومن ذلك : ما يقوم به المعاكس للنساء ، لذا نقول له : دعنا نقف معك قليلا ً ، ونلقي الضوء على ما تقوم به :1ـ إن الفتاة التي تعاكسها هي من أفراد مجتمعك ، ويعني ذلك أنك تساهم في إفساده .. إرضاء لشهوتك ، وكان من المفترض ـ وأنت ابن الإسلام ـ أن تسهم في إصلاحه . فهل ترضى لمجتمعك وفتياته الفساد؟‍!2ـ إن الفتاة التي تعاكسها وتسعى إلى أن تفعل بها الفاحشة أو أنك قد فعلت : إنما هي في المستقبل إن لم تكن زوجة لك فهي زوجة لقريبك أو لأحد من المسلمين ، وكذلك الفتاة التي عاكسها غيرك وساهم في إفسادها قد يبتليك الله بها عقوبة لك في الدنيا ؛ قال تعالى : ( الخبيثات للخبيثين ) [ النور : 26[ 3ـ إن فساد النساء يعني فساد المجتمع ، وقد يبدأ من شخصك أو مما تساهم في تنشيطه ، وينتهي في المستقبل مع قريباتك ، ومن أفسدتها اليوم ـ أنت أو غيرك ـ قد تكون صديقة لزوجتك أو أختك أو قريبتك ، ويقمن بإفسادها ودلالتها على طريق الغواية .. فهن جزء لا يتجزأ من مجتمعك ، وقد حذر نبيك من مغبة الأمر ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : ( فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) [ رواه مسلم [4- إن كانت الفتاة ترضى أن ترتبط معك في علاقة محرمة فما ذنب أهلها بتدنيسك لعرضهم ؟ثم هل طواعيتها لك عذر مقبول لاعتدائك ؟! بمعنى آخر : لو أن أحداً من الناس بنى علاقة غير مشروعة مع أحد قريباتك ثم اكتشفت ذلك فهل يكفيك عذراً أن يقول لك من هتك عرضك : هي التي دعتني لذلك لتغفر له خطيئته ؟ وأسوق لك حديث الشاب الذي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له : ائذن لي في الزنا ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( أتحبه لأمك .. لابنتك .. لزوجتك .. لعمتك .. لخالتك ) ، وكان يقول : لا والله يا رسول الله ـ جعلني الله فداك ـ فقال صلى الله عليه وسلم : ( ولا الناس يحبونه لبناتهم وأخواتهم وعماتهم وخالاتهم ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم [ رواه أحمد عن أبي أمامة [5ـ لو خيرت بين الموت أو أن يهتك عرضك : ماذا تختار ؟ إذاً كيف ترضى لنفسك الوقوع في محارم الناس؟! قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من قتل دون أهله فهو شهيد ) [ رواه أحمد وأبو داود والنسائي وهو صحيح [6ـ ما هو الشعور الذي ينتابك وأنت تعيش في مجتمع خنته وهتكت محارمه وأفسدت نسائه ؟ 7ـ هل يكفيك من الفاحشة أن تقوم بها مرة .. مرتين .. ثلاث أم أن الشيطان يريد لك الهلاك ؟فالأمر لا يتوقف ، وهو مسلسل سقوط خطير في دنياك وآخرتك ؛ قال تعالى : ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) [ فاطر : 6 [8ـ سمعت عن القول المأثور : ( الجزاء من جنس العمل ) ، فهل أنت مستعد أن تبتلى في عرضك الآن أو حتى بعد حين مقابل التنفيس عن شهواتك ؟قد تقول : أتوب قبل أن أتزوج أو أرزق بنتاً ! فأسألك : هل تضمن أن الله يقبل توبتك ولا يبتليك ؟!قال تعالى : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) [ الشورى : 40[واعلم أن الذئاب كثير ، ولك أم وأخت وزوجة وبنت وابنة عم وابنة خال .. فاحذر وانتبه !قال الشافعي رحمه الله : عفــــــوا تعف نساؤكم في المحــــــرم وتجنبــــوا ما لا يليــق بمســـلم إن الزنى ديـــن فــإن أقرضتـــــــــــــه كـان الوفاء بأهــــل بيتك فاعـلـم 9ـ إذا صُنِّف الناس إلى صنفين : مصلحين ومفسدين فأين تصنف نفسك ؟ وقد نهى الله عز وجل عن الفساد ؛ قال تعالى : ( ولا تفسدوا الأرض بعد إصلاحها... ) ] الأعراف : 56 [10ـ ما هو شعورك وأنت تفعل الفاحشة بزانية .. يدخل عليك والداك وإخوانك وكل صديق يثق بك ويحبك ، وكل عدو يود أن يشمت بك ثم الناس كلهم ويرونك على هذه الحال ، بل ما هو موقفك وأنت بعيد عن أعينهم في مأمن لكن عين الله تراك ؟ وهل تذكرت وقوفك بين يدي الله في أرض المحشر عندما ( ينصب لكل غادر لواء فيقال : هذه غدرة فلان ) كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري .11ـ إن كنت ذكياً وحاذقاً واستطعت بذكائك التلاعب بأعراض المسلمين دون أن يكتشف أمرك فما هو موقفك من قول الله تعالى : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) [ إبراهيم : 42[ 12ـ هل تظن أن ستر الله عليك في هذا العمل كرامة ؟ لا ، بل قد يكون استدراجاً لك لتموت على هذا العمل وتلاقي الله به ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) [ رواه البخاري ومسلم ] ، ( ومن مات على شيء بعثه الله عليه ) [ السلسلة الصحيحة 1/ 282[ 13ـ ثم لنفترض أن الله ستر عليك ، أفلا تستحي منه وتتوب ، وإلى متى وأنت تفعل الذنوب ؟!
14ـ نهاية طريق حياتك الموت ( ثم توفى كل نفس ما كسبت ) [ البقرة : 281 ] ، فهل تستطيع أن تَشِذ عن الخلق وتغير هذا الطريق ؟‍!

إذاً لماذا لا تستعد للموت وما بعده ، والقبر وظلمته ، والصراط وزلته ؟!! واعلم أنك تموت وحدك ، وتبعث وحدك ، وتحاسب وحدك . 15ـ روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي انطلق ـ وذكر الحديث حتى قال : فأتينا على مثل التنور ، فإذا فيه لغط وأصوات ، فاطلعنا فيه ، فإذا فيه رجال ونساء عراة ، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ) فلما سأل عنهم الملائكة قالوا : ( وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني (فهل تود أيها الشاب أن تكون منهم ؟!16ـ قد تقول لا أستطيع الزواج لغلاء المهور . فهل الحل الوقوع في الحرام ؟! ثم إن سلوكك طريق الحرام تواجهك فيه مصاعب ، وتسعى جاداً لتذليلها بجهدك ومالك وفكرك ، وأنت مأزور غير مأجور ، فلماذا لا تكون لك هذه الهمة في طريق الحلال فتواجه الصعوبات ، وأنت مأجور لك الأجر وحسن المثوبة والذكر الحسن ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث حق على الله عونهم ـ ذكر منهم ـ الناكح يريد العفاف ) [ أخرجه الترمذي والنسائي وحسنه الألباني [فمـــاذا تختـــــار؟إن ممارسة الشيء والاستمرار عليه مدعاة لحبه والدعوة إليه ، فيُخشى على من داوم فعل هذه الفاحشة أن يستسيغها حتى في أهله بعد حين فيصبح ديوثاً ، والعياذ بالله من ذلك . أخي المسلم ... قد تكون المرأة التي بدأت معها علاقة غير مشروعة عن طريق الهاتف متزوجة ، وفي لحظة ضعف أو غياب وعي استرسلت معك في الحديث ثم قمت بالتسجيل كالعادة ثم بدأت بتهديدها .. الخ هل تعلم أنك بهذا العمل قد ارتكبت جريمة شنعاء ؟!! ليس في حق المرأة فقط بل وفي حق زوجها الذي أفسدت عليه زوجته ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس منا من خبب ـ أفسد ـ امرأة على زوجها ) [ رواه أبو داود ] ، ثم في حق أطفالها إن كان لديها أطفال ، فما ذنبهم أن يدنس عرضهم ، ويفرق بين أبويهم ؟ وقد يكون ذلك أيضاً سبباً في ضياعهم وانحرافهم . والمسؤول عن ذلك كله هو أنت ، فما هو عذرك أمام الله ؟ وختاما ...نتمنى أن لا تكون ممن قال الله فيهم : ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ) [ البقرة : 206 [ ولكن عد إلى الله ، واعلم أن التوبة تَجُب ما قبلها ، واسْعَ إلى التوبة النصوح قبل أن توسد في قبرك وتحصى عليك أعمالك .قال تعالى : ( فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم ) [ المائدة : 39[وقال تعالى : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى الله وأسلموا له ... ) [ الزمر : 53، 54[
أخي الشاب .. اغتنم شبابك قبل هرمك ، وحياتك قبل موتك ، واجعل هذا الذكاء وهذه الفطنة لنفع الإسلام والمسلمين ، ورفع شأن راية الدين . جعلك الله هادياً مهدياً إماماً في الخير والهدى ، ورزقنا جميعاً العفاف والتقى ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-2013, 01:06 AM   #3636
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


الـــــذنـــوب الخفيـــة
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
إنه يجب على العبد أن يتجنب الذنوب كلها دقها وجلها صغيرها وكبيرها وأن يتعاهد نفسه بالتوبة الصادقة والإنابة إلى ربه. قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).وروى الإمام أحمد عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه). وإن من أخطر الذنوب على العبد الذنوب الخفية التي تتعلق بالقلب وذلك لخفائها عن النفس وخفائها عن الناس ، ولأن العبد لا يشعر بها غالبا ولا يحدث نفسه بالتخلص منها خلافا للذنوب الظاهرة التي يشعر المذنب بها ويلوم نفسه على فعلها.ومما يبين خطر هذه الذنوب أن إهمال العبد لها والتساهل فيها يؤدي إلى انتكاسة العبد عن الطاعة فهي كامنة في القلب تغلي فيه فإذا نزل بالعبد نازلة أو ضاقت به الحال ظهرت على جوارحه وأفسدت دينه ، وكذلك إذا نزل الموت بالعبد وكان أضعف ما يكون والشيطان حريص على أن يظفر به غلبت عليه هذه الذنوب وأحاطت به فأهلكته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة). متفق عليه.وكثير من الخلق لا يعتني بالأحوال الباطنة والأعمال القلبية فيعمر ظاهره بالعمل الصالح ويهمل إصلاح باطنه فتراه مصليا صائما منفقا لكن قلبه مصاب بأنواع من الأمراض والذنوب الخفية والعياذ بالله ويظن أنه على خير.ولو فتش أحدنا قلبه لوجد أنه مبتلى بشيء من ذلك ولا يكاد يسلم أحد إلا من سلمه الله ووفقه للهداية الخاصة.فالواجب على العبد أن يحرص أشد الحرص على إصلاح باطنه وتزكية نفسه وأن يبذل وسعه في تطهير قلبه من الآثام ومداواته وتعاهده بالأدوية الشرعية النافعة. قال تعالى: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ). فلا ينفع العبد يوم القيامة إلا القلب السليم من الشبهات والشهوات.
والذنوب الخفية كثيرة من أبرزها وأشدها خطرا ما يلي:1- الرياء:وذلك أن العبد يريد بعمل الآخرة ويقصد به الرياء والسمعة أو عرضا من الدنيا فمن رائى حبط عمله وحرم الثواب. وقد ورد ذم شديد ووعيد للمرائي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به) متفق عليه. والرياء أخفى الذنوب وهو من الشرك الأصغر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فلما سئل عنه؟ قَالَ: الرياء) رواه أحمد. والمؤمن الحق هو الذي يخلص في عمله ويقصد بطاعته وجه الله والدار الآخرة ولا يلتفت قلبه إلى غير الله. قال تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)
.2- الكبر:وهو ذنب عظيم يوجب دخول النار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس). رواه مسلم. والكبر أن يتعاظم المرء نفسه فيحمله على أن يختال في مشيته ويزدري الخلق ويتنقصهم ويرد الحق إذا جاء ممن دونه أو خالف هواه. والكبر هو الذي حمل الشيطان على عصيان ربه والامتناع عن السجود له وحمل صناديد قريش على رد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم. والكبر من خصائص الله تعالى لا يليق إلا به فمن نازعه فيه أهلكه وكبه في النار. عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار). رواه مسلم
.3- الحسد:من أخطر الذنوب وقد روي أنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. وهو ذنب يفسد إيمان العبد بالقضاء والقدر ويضر المسلمين فأثره متعدي. والحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير. فالحاسد مسيء الظن بربه معترض على القدر ساخط على حكمة الله تعالى في قسمته الأرزاق والنعم غير قانع بما آتاه الله. قال تعالى في الاستعاذة من الحسد والحاسد: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ). ومن عين الحاسد ونفسه الخبيثة تنشأ العين التي تهلك المعيون في نفسه وأهله وماله وتجعل حياته جحيما لا يطاق. وقد أثنى الله على الأنصار لخلو قلوبهم من الحسد فقال تعالى: (وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مّمّآ أُوتُواْ). وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بطلوع رجل من أهل الجنة فتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص ليتبين خبره فلم ير فيه كبير عمل فسأله عن العمل الذي رفع منزلته فقال الرجل: (ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه). رواه أحمد
.4- الظن السوء:وهو ذنب عظيم قد يوجب للعبد الردة والعياذ بالله. وهو إساءة العبد الظن بربه في وعده ووعيده والسنن التي يجريها الله على الأمم. فإذا نزل بالعبد نازلة اعترض على قضاء الله وقدره ولم يسلم الأمر لله وظن فيه ظن السوء. أو يظن العبد أن الدولة للكفار والغلبة لهم وأن الله يخلف وعده لعباده ولا يعلي دينه وينصر أتباعه. أو يتشائم العبد في الأشياء التي يكره سماعها والنظر إليها فكل هذا من سوء الظن بالله وهو من أخلاق المنافقين. قال تعالى: (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ). وقال تعالى: (وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا)
.5- الغل:ومن الذنوب الخطيرة التي تدل على عدم سلامة القلب وقلة النصح للعباد الغل والحقد وهو أن يحمل العبد في قلبه غلا وحقدا على أحد من المسلمين لسبب أو لغير سبب. وهو من الظلم والبغي بغير الحق. وسلامة القلب من أعظم أسباب دخول الجنة. والمؤمن الحق لا يغل ولا يحقد مهما ظلم أو خاصم. ومن كمال نصحه ومحبته للمؤمنين أن يستغفر لمن سبقه بالإيمان ويدعو الله بأن يطهر قلبه من الضغائن والأحقاد. قال تعالى في ذكر دعاء الصالحين: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ). وقال سفيان الثوري: (وإياك والبغضاء فإنما هي الحالقة وعليك بالسلام لكل مسلم يخرج الغل والغش من قلبك، وعليك بالمصافحة تكن محبوباً إلى الناس)
.6- العجب:ومن أعظم ما يهلك العبد ويحبط عمله ويضيع نصيبه في الآخرة وقوعه في العجب. وهو أن يعجب بعمله الصالح ويمن على الله حتى يصيبه الغرور والعياذ بالله. ويحمله ذلك على تزكية نفسه والانقطاع عن الطاعة فلا يستمر في الصالحات ويظن أنه أدى حق الله وتفضل عليه واستوجب دخول الجنة. وهذا من أعظم المهلكات التي تعرض للناسك الجاهل قليل البصيرة.
والمؤمن الحق هو الذي يعمل العمل ويتقرب به إلى الله تعالى وهو خائف وجل أن لا يقبل الله منه قد مقت نفسه في الله ونظر مشفقا إلى ذنوبه وتفريطه في جنب الله وله نظر آخر إلى عظم حق الله وحق آلائه ونعمه التي لو عبد الله ألف سنة ما أدى شكر نعمة واحدة. وهو مع ذلك يوقن أنه لن يدخل الجنة بعمله إنما يدخلها برحمة الله. فهو كثير التوبة والندم كثير الإنابة والخشية لله كثير الشعور بالتقصير وقلة الشكر لله والله المستعان. قال تعالى واصفا حال المخبتين: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ). قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل ؟ قال: (لا يا بنت الصديق, ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل). رواه الترمذي. و قال الحسن البصري: (إن المؤمن جمع إحساناً وشفقة, وإن الكافر جمع إساءة وأمناً)
.7- الشح:ومن الذنوب العظيمة التي إذا أصابت العبد أهلكته وجعلته عبدا للدنيا يغضب ويرضى لأجلها الشح وشدة الطمع والحرص على جمع حطام الدنيا ولو على حساب دينه. قال تعالى: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم) رواه مسلم. فإذا غلب حب الدنيا على قلب العبد أصيب في مقتل وزهد في عمل الآخرة وصارت الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه وحمله ذلك على البخل ومنع الحقوق والتعدي على حرمات الله لا يتورع أبدا عن أكل المحرمات والشبهات ينازع الناس في الدرهم الحقير. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الذم: (تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش). رواه البخاري. والمؤمن الحق هو الذي يعمل للدنيا كأنه يعيش أبدا ويعمل للآخرة كأنه يموت غدا. ينظر إلى الدنيا على أنها وسيلة للطاعة والاستغناء عن الخلق يسخرها ويستعملها في طاعة الله ويتقي الله في جمعها وإنفاقها. وقد كانت الدنيا في أيد الصحابة ولم تكن في قلوبهم. قال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)
.8- طول الأمل:ومن أعظم ما يفتن قلب المؤمن ويجعله يعيش في الأماني وتسويف التوبة طول الأمل. فيظن العبد أن حياته طويلة وأنه سيعمر في هذه الدار. وهذا الشعور السيء دليل على حب الدنيا وإيثارها على الآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان: الحرص على المال، والحرص على العمر). رواه مسلم. والمرء إذا علم أن سفره بعيد لم يتأهب له ولم يتزود بما يعينه على السفر. وكلما هتف هاتف التوبة وحدث الملك النفس بالمبادرة بالعمل الصالح والإقلاع عن المعاصي قال القلب المفتون إنك مخلد في الدنيا وما زال في العمر مهلة فاستمتع بشبابك حتى يمضي العمر ويختم للعبد خاتمة سوء ويؤخذ على حين غرة. أما المؤمن الحق فيوقن أن هذه الدنيا دار ممر لا مقر فيها وأنه مسافر عنها عما قريب وأنه مهما أقام فيها وطال عمره فإن هذا يسير جدا بالنسبة للخلود في الآخرة وأنه لن يخلد في الدنيا فيتأهب للمسير ويتزود بالتقوى ويتعاهد نفسه بالتوبة ويمتثل وصية رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. قال ابن عمر رضي الله عنهما : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ فقال : (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) . وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك". رواه البخاري.
-------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-2013, 02:16 AM   #3637
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


عظماء المسلمين من الأطفال
1-"علي بن أبي طالب" الذي نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة وهو ابن عشر سنين.
2- "الحسن" و"الحسين" الذين رأيا شيخا يتوضأ –وكانا غلامين- فلم يريدا جرح مشاعره بأن يقولا له أنه لا يحسن الوضوء ،فقالا له: يا عماه لقد اختلفت وأخي فيمن يحسن الوضوء منا فهلا حكمت بيننا؟ وأرياه كيف الوضوء الصحيح .
3-"عبد الله بن الزبير" الذي عُرف عنه منذ صغره قوة في الحق وصراحة في الكلمة يعترف إذا أخطأ ويتحمل الجزاء إذا دعا الأمر،وقد كان يوما يلعب مع الصبية-وهو لا يزال صبي- وإذا بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب يمر بهم،ففروا من أمامه-لأنه كان يسألهم عن صلاتهم فإذا كانوا قد أدوها تركهم وإذا لم يؤدوها أمرهم بأدائها- أما "عبد الله" فوقف مكانه ،فلما سأله "عمر" عن عدم فراره معهم قال:" لَم أرتكب ذنباً فأخافك،وليست الطريق ضيقة فأوسعها لك"، فسأله:" هل أديت فرضك؟" قال " نعم يا أمير المؤمنين،وتلاوة ما عليَّ من قرآن وحديث وأنا الآن أروِّح عن نفسي،فقال له:" جزاك الله خيرا يا ولدي".
4-"أسامة بن زيد" الذي علم أن رسول الله صلى الله عليه سلم يتجهز للغزو فأصر – وهو بعد لم يتجاوز العاشرة من عمره- على أن يكون له دور،فذهب يعرض نفسه على النبي صلى الله عليه وسلم،إلا أن الرسول الكريم أجابه بأنه ما يزال صغيرا لم يُفرض عليه القتال ،فعاد باكياً،ولكنه عاود الكرة مرة ثانية وثالثة ،وفي الثالثة طلب منه أن يطيِّب الجرحى من المقاتلين،ففرح فرحاًً شديداً،ولما كبر أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولى أسامة قيادة أحد جيوش المسلمين ،فتم ذلك في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
5-"معاذ" و"معوِّذ" الغلامان الذين نالا شرف قتل "أبي جهل" رأس الكفر الذي طالما آذى الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه،فقال لهما :"أيكما قتله؟"،فقال كل منهما :" أنا قتلته" فقال لهما:" هل مسحتما سيفيكما؟" قالا :"لا" فنظر صلى الله عليه وسلم في السيفين وقال:" كِلاكما قتله"!!!
6-"أسماء بنت أبي بكر" التي تشرفت -دون الخلق- بحمل الطعام والشراب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيها في مخبأهما أثناء الهجرة،والدفاع عنهما بشجاعة وصلابة أمام أبي جهل الذي لطمها على خدها لطمة أطاحت قرطها.
7-أروى بنت الحارث التي قادت كتيبة من النساء وقد عقدت لواءً من خمارها كخدعة حربية،ففعلت من معها من النساء مثلها واندفعت بالكتيبة إلى حيث كان المسلمون يواجهون عدوهم في "ميسان"،فلما رأى الأعداء الرايات مقبلات عن بعد ظنوا أن مدداً للمسلمين في الطريق إلى أرض المعركة ،ففروا مولين الأدبار،وتبعهم المسلمون يطاردونهم حتى قتلوا منهم أعدادا ًكبيرة.
---------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-2013, 02:42 AM   #3638
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أرسل رجل إلى بريد الأهرام هذه الرسالة وهذا نصها :-
هذه الرسالة كان يجب أن تكون بين يديك منذ عامين‏,‏ ولكنني لم أستطع أن أكتبها إلا الآن فقط‏,‏ بعد أن صفيت الكثير من حسابي لنفسي ومع الآخرين‏,‏ فوجدت فرضا علي أن أرسلها إليك حتي يستريح ضميري‏,‏ هذا إذا كتب الله له الراحة ‏!‏!! .
أنا رجل في نهاية الأربعينيات‏,‏ نشأت في أسرة متوسطة‏,‏ مستورة‏,‏ كان أبي وكذلك أمي‏,‏ صالحين‏,‏ تعبا في تربيتي وأشقائي كثيرا‏,‏ وأصرا علي أن نحصل جميعا علي مؤهل عال‏,‏ ونجحا في ذلك‏.‏ منذ طفولتي وأنا متمرد‏,‏ طموح‏,‏ أحلم بالثروة والوجاهة‏,‏ لذا التحقت بكلية تؤهلني للعمل الخاص‏,‏ وما أن تخرجت‏,‏ حتي التحقت بمكتب لأحد رجال الأعمال الكبار‏,‏ وبدأت تحقيق حلمي الكبير‏.‏
لم أكن متدينا‏,‏ علي الرغم من بيئتي الدينية‏..لا أحرص علي أداء الصلوات‏,‏ وإن كنت حريصا علي صلاة الجمعة‏,‏ بحكم العادة‏,‏ ولأنه لم يكن مقبولا من والدي أن أجلس في البيت وقت الصلاة‏ ،‏ لم أجد غضاضة يوما في الجلوس في البارات أو الملاهي الليلية ،‏ وكنت أتعامل مع شرب الخمور علي أنها وجاهة اجتماعية ‏,‏ تضعني في طبقة أخري‏ ,‏ وتتيح لي الجلوس مع شخصيات لم أكن أحلم بالجلوس معها‏,‏ بل وأصادقها‏,‏ فالسكر يزيل الفوارق ويقرب المسافات‏,‏ بل يسقطها تماما ،‏ لذا فقد نجحت في مصادقة رئيسي في العمل‏,‏ ووصلت إلي رئيس المؤسسة‏,‏ ووصلت إلي مرتبة رائعة في سنوات قصيرة ‏.‏
كان لدي نهم شديد للخطيئة‏ ,‏ أبحث عنها إن لم تأت إلي‏ ,‏ بدون أي تأنيب للضمير‏..‏ لم يكن يؤلمني إلا وجه أمي الذي يصادفني عند عودتي إلي البيت وقت صلاة الفجر ,‏ فتقبلني وهي تدعو لي ربنا يهديك يا بني وينور طريقك ويحبب فيك خلقه ويبعد عنك أولاد الحرام ثم تختم دعاءها بسؤالها التقليدي‏ :‏ مش هتصلي الفجر يا بني ؟ ..‏ صل واشكر ربنا علي نعمه عليك‏ ,‏ فأرد عليها‏:‏ طبعا هصلي دلوقتي ‏,‏ ثم أهرب منها وأنا نصف واع‏,‏ ونصف متألم‏.‏ فأستسلم للنوم‏,‏ لأصحو وأواصل زحفي‏ .‏
في سني عمري المبكرة‏,‏ أدمنت أيضا العلاقات النسائية‏,‏ لم أفرق يوما بين زوجة صديق‏ , ابنة جار ‏,‏ قريبة ‏,‏ أو حتي صاحبة مصلحة أو حاجة .
استمرت حياتي هكذا‏ ,‏ حتي اهتزت حياتي بوفاة والدي وعمري يلامس الثلاثين‏ ، توقفت مع نفسي بعد أن واريت جثمانه الثري ورأيت المقر الذي سأذهب إليه ‏, فعدت إلي الله وتبت علي ما فعلت , واصطحبت والدتي وذهبنا إلي حج بيت الله الحرام . ومع الحزن الذي كانت تعيش فيه أمي‏ , إلا أنها كانت سعيدة بهدايتي‏ , ففاتحتني في أمر الزواج‏ ,‏ فرحبت علي الفور , ووجدتها فرصة , للخلاص نهائيا من الوقوع في الخطيئة .
سيدي‏..‏ خلال شهور قليلة‏,‏ اشتريت شقة جديدة‏ ,‏ ورشحت لي والدتي فتاة من العائلة ‏,‏ علي خلق وجمال ‏,‏ فسعدت بها‏ ,‏ وأتممنا زواجنا بسرعة شديدة‏..‏ كان الله كريما معي إلي أقصي حد‏..‏ فقررت أن أبتعد عن الأجواء التي كنت أعيشها‏..‏ تركت العمل وأسست مكتبا خاصا‏ ,‏ وكأن زوجتي هي مفتاح الخير‏,‏ رزقني الله من حيث لا أحتسب‏ ,‏ فانتعشت أحوالنا ‏,‏ وانتقلنا خلال عام واحد إلي شقة أوسع في منطقة أرقي‏..‏ كنت راضيا ‏,‏ سعيدا بحياتي‏,‏ خاصة بعد أن رزقني الله بطفلة مثل البدر‏.‏ لن أستطيع أن أصف لك‏ , كيف كانت تسير أيامي ‏,‏ نجاح يلاحق نجاحا ‏,‏ ومع هدوء واستقرار في البيت‏ , حتي كنا محط حسد وغبطة كل من حولنا ‏.‏
خمس سنوات مرت علي زواجي واستقراري‏ ,‏ حتي حدث الإنقلاب الكبير‏......
ذات يوم زارتني في مكتبي سيدة‏ ,‏ شديدة الجمال ‏,‏ جاءت لي كي أتولي بعض قضاياها‏ .‏ في اللحظة الأولي التي رأيتها ‏,‏ حدث لي اضطراب شديد‏..‏ تمنيتها ‏,‏ اشتهيتها‏..‏ وجدت نفسا أخري غير التي كنتها ‏,‏ تلك النفس الفاجرة التي عايشتها سنوات‏.‏ لا أخفيك‏,‏ هي الأخري , كانت ماكرة‏ , لعوبا‏..‏ حديثها لين ,‏ مراوغ‏.‏ فوجدتني أتحول إلي ذاك القناص القديم‏ ,‏ فألقيت عليها بكل شباكي‏..‏ فتوطدت علاقتنا ‏,‏ بدأت أسهر معها‏,‏ وأتأخر عن مواعيد عودتي إلي البيت‏ ,‏ متحججا بكثرة العمل‏.‏ ولك أن تتوقع ما حدث بيننا بعد أسابيع قليلة ‏.‏ سقطت في الوحل مرة أخري‏..‏ ولكن هذه المرة أصابني غم ونكد وندم‏ ,‏ دامت أياما‏ ,‏ ثم تلاشت كل هذه الأحاسيس بعد أيام‏..‏ وفوجئت بأن غطاء الخطيئة انفتح مرة أخري‏..‏ فتكررت لقاءاتنا ‏,‏ وبعد فترة مللتها فابتعدت عنها‏ ,‏ وإن لم أبتعد عن هذا الطريق ‏.‏
عدت إلي سيرتي الأولي ‏,‏ كل يوم سهر وخمور ونساء‏..‏ وكل يوم ‏,‏ المسافة تبتعد بيني وبين زوجتي التي أنجبت لي طفلة ثانية ‏,‏ فانشغلت بتربية الطفلتين ‏,‏ وإن لم تنشغل عني‏ ,‏ بل كانت تعبر عن اندهاشها من تغيري‏ ,‏ من انقطاعي عن الصلاة‏ ,‏ وسهري للصباح ‏,‏ فكنت أقول لها كلاما غير مقنع عن توتري الشديد بسبب مشكلات في العمل‏ ,‏ وأنها فترة قصيرة وسأعود إلي ماكنت عليه‏.‏ فكانت تقبل كلامي مجبرة ‏,‏ حريصة علي عدم الصدام معي‏ .‏
ولكن لم يكن هناك مفر من هذا الصدام‏ ,‏ عندما بدأت أشرب الخمور في البيت ‏,‏ فاعترضت بعنف‏ ,‏ وقالت لي إنها لن تقبل أن تعيش وابنتاها في بيت لا تدخله الملائكة‏ ,‏ وهددتني بترك البيت ‏,‏ فوعدتها وإلتزمت بعدم شرب الخمور في البيت ‏,‏ وإن ابتعدت عنها أكثر‏ ,‏ وحدث شرخ كبير في علاقتنا ‏,‏ حتي شحبت وأصبحت أشاهدها كثيرا تبكي‏ ,‏ ولكني لم أتوقف عن طريقي‏ .‏
كنت كل ما أخشاه أن تعرف أمي ما صرت إليه ‏,‏ فتغضب مني وتتوقف عن دعائها لي‏..‏ فقد كنت أستشعر أن ستر ربي لي وعدم عقابه لي ‏,‏ بسبب دعواتها‏ .‏ كما أني كنت أكثر من فعل الخير‏ ,‏ أتصدق علي الفقراء ‏,‏ وأرعي الأيتام ‏,‏ وأتبرع للأعمال الخيرية ‏,‏ مؤمنا بأن الحسنات يذهبن السيئات‏,‏ مرددا " مثل كل العاصين " هذه نقرة وتلك نقرة أخري‏ , مكتفيا عقب كل معصية‏ ,‏ بترديد التوبة ‏,‏ وكأني أخدع الله سبحانه وتعالي فيما كنت أخدع نفسي ‏,‏ مستسلما لوسواس الشيطان‏ .
أعوام تلحق بأعوام‏ ,‏ أحوالي المالية جيدة‏ ,‏ علاقتي بأسرتي فاترة ‏,‏ وعلاقتي بالله مخدرة‏ ,‏ غارق حتي أذني في الخطيئة ‏,‏ واثقا - ولا أدري مصدر هذه الثقة - في عفو الله وكرمه ورحمته‏ ,‏ بدون أن أفعل ما أستحق عنه كل هذا‏ .
سيدي‏..‏ كان يمكن أن تستمر حياتي هكذا‏ ,‏ لولا تلك الرسالة القاسية - علي المذنبين مثلي- التي وصلتني من الله منذ عامين‏ .‏
كنت في أحد الأماكن مع بعض الأصدقاء‏ ,‏ ومن بينهم فتاة شديدة الجاذبية ‏,‏ متحدثة‏ ,‏ لبقة‏ ,‏ واثقة من نفسها ‏,‏ ويبدو من مظهرها أنها تنتمي إلي أسرة ثرية‏..‏ فتألقت نفسي الأمارة بالسوء‏ ,‏ وبدأت في إرسال ذبذبات الإعجاب‏ ,‏ فتلقفتها ‏,‏ وبادلتني إياها ‏,‏ فالطيور علي أشكالها تقع ‏.
‏تبادلنا أرقام الهواتف والاسطوانات المشروخة‏ , وكلانا يعر ف النهاية مقدما‏ ,‏ وإن كانت تلك الفتاة ‏,‏ شديدة الذكاء ‏,‏ عصية‏ ,‏ فلم تلن بسهولة‏ ,‏ بل أرهقتني أسابيع طويلة حتي تقبل أن تأتي لي في شقتي الخاصة التي استأجرتها في إحدي المدن الجديدة‏ ,‏ بعيدا عن العيون‏ ,‏ لهذا الهدف الحقير‏ .
حددنا الموعد ‏,‏ وذهبت في هذا اليوم مبكرا إلي الشقة ‏,‏ أعددت كل شيء في انتظار الغنيمة‏..‏ كان الوقت يمر بطيئا مملا حتي جاءني تليفونها قبل الموعد بربع ساعة‏ ,‏ تخبرني أنها في الطريق‏ ,‏ فتهلل وجهي وجلست علي نار مترقبا صوت جرس الباب مرة‏ ,‏ وأخري راصدا الطريق من شرفة الشقة‏ ،‏ مر الوقت‏,‏ نصف ساعة ‏,‏ ساعة‏ ,‏ لم تأت‏..‏. أصابني القلق والتوتر ‏,‏ اتصلت بها فلم ترد‏..‏ فاتصلت مرة أخري‏ ,‏ ففوجئت بصوت رجل يرد علي‏ ,‏ فقلت له يبدو إني أخطأت في الرقم‏ ,‏ فاستمهلني الحديث‏ ,‏ وسألني هل تعرف السيدة صاحبة هذا التليفون‏ ,‏ فأجبته بتردد نعم‏..‏ فقال لي‏:‏ بكل أسف‏ ,‏ السيدة أصيبت في حادث إصابات بالغة ‏,‏ ونقلناها أنا وبعض المارة إلي المستشفي‏..‏ فأُصبت بانهيار ‏,‏ ولم أصدق ما أسمعه ‏,‏ فسألته عن اسم المستشفـي‏ ,‏ فأخبرني ‏,‏ وهرولت مرتبكا إلي هناك .
وصلت وكانت الفتاة قد دخلت الي غرفة العمليات ‏,فحاولت الاطمئنان علي حالتها ‏,‏ خاصة أني شاهدت ارتباكا وحركة غير طبيعية وهمهمات بين الأطباء والممرضين‏ , فسألت عن المدير المسئول وذهبت إليه , وفهم أني أحد أقربائها خاصة بعد أن عرضت دفع مبلغ تحت الحساب‏..‏ بعد فترة صمت مريبة من الطبيب‏..‏ قال لي‏:‏ قبل أن أشرح لك حالة قريبتك , لابد أن أخبرك بشيء مهم‏...‏ قريبتك في حالة سيئة ‏,‏ ولديها كسور متعددة ‏,‏ ونزفت كثيرا ,‏ لذا فإنها ستحتاج إلي نقل دم‏ ,‏ وفي هذه الحالات لابد أن نجري تحليلات لدمها ,‏ ليس فقط لأسباب طبية‏ ,‏ ولكن للتأكد من أنها ليست مصابة بأي فيروسات معدية‏ ,‏ ونتهم بعدها بأنها نقلت لها مع الدم‏..‏ والكارثة أننا اكتشفنا أنها حاملة لفيروس الإيدز !!!!‏ .
إيدز‏..‏ إزاي‏ , منين‏ ,‏ انت بتهرج‏ ,‏ إيدز ايه هكذا كنت أردد وأنا مذهول غير مصدق‏..‏ لم أنشغل بإصابتها‏ ,‏ ولا بإذا كانت ستعيش أو تموت‏..‏ كل ما فكرت فيه أني كنت علي مسافة ربع ساعة فقط من إصابتي بالإيدز .
لا أتذكر ماذا حدث ‏,‏ ولا كيف دفعت أموالا في المستشفي ‏,‏ أو اتصلت بالأصدقاء كي يخبروا أهلها للحضور إلي المستشفي .
كل ما أتذكره ‏,‏ أني خرجت أكلم نفسي وأنا في صورة مفزعة‏ ,‏ لم تفارق خيالي لحظة‏..‏ عدت إلي نفس الشقة ‏,‏ وكر الشيطان‏,‏ وكري والشاهد علي خطيئتي ونجاتي .
دقائق فقط فصلتني عن الإصابة بالإيدز لو كان الله نجاها ووصلت إلي الشقة .‏
من المؤكد أنها لا تعرف بأمر إصابتها‏..‏ ليس مهما هي‏ ,‏ تعرف أو لا تعرف تلك قضيتها‏..‏ وقضيتي‏ ,‏ هل كنت سأعرف أني سأحمل هذا الفيروس القاتل‏..‏ ياربي زوجتي ما ذنبها‏,‏ كنت سأنقل إليها الإيدز‏..‏ نموت معا‏ ,‏ بفضيحة‏..‏ المسكينة تموت بفضيحة ‏,‏ وأنا‏,‏ بناتي وإخوتي‏..‏ سترك يارب ‏,‏ عفوك يارب ‏.
سيدي‏..‏ لن أصف لك انهياري‏ ,‏ وبكائي‏,‏ وخجلي من ربي‏..‏ ما كل هذا الكرم‏ ,‏ عصيتك فسترتني ورزقتني‏ ,‏ فلم أبال ‏,‏ تحديت عفوك ورحمتك بمعصيتي‏..‏ وها أنا أوشكت علي السقوط في وحل أعمالي بلا خروج‏ ,‏ ولكنه برحمته الواسعة‏ ,‏ وبلطف قضائه‏ ,‏ انتشلني وأنقذ أسرتي من الضياع والفضيحة ‏.‏
سجدت علي الأرض‏, ‏ باكيا ‏,‏ مستغفرا‏...‏ تطهرت وقضيت يومي مصليا ‏,‏ تائبا ‏,‏ قارئا للقرآن‏..‏ لملمت نفسي‏ ,‏ وعدت إلي بيتي‏...‏ أغلقت غرفتي علي وعلي زوجتي ‏,‏ قبلت يديها وقدميها وأنا أبكي‏ ,‏ طلبت منها أن تسامحني وتعفو عني ‏,‏ وعدتها بأن أكون كما تحب وكما كنت‏ ,‏ فاحتضنتني وهي تبكي وترتجف ‏,‏ بدون أن تسألني عما حدث لي‏..‏ كانت رائعة كعادتها دوما‏ ,‏ بعدها استدعيت ابنتي‏,‏ احتضنتهما في صدري‏ ,‏ وكأني أبحث عن أمان وطمأنينة لا أعرف الطريق إليهما‏ ,‏ فطلبت منهن أن يتوضأن لنصلي جماعة ‏,‏ ثم سارعت بالذهاب إلي أمي ‏,‏ جلست تحت قدميها ‏,‏ ورجوتها أن تقرأ علي القرآن‏,‏ وتدعو لي‏..‏ ففعلت وابتسامة الرضا وهالة النور تكسوان وجهها الآمن ‏.‏
لم أنم في تلك الليلة ‏,‏ عاهدت الله علي ألا أعصيه أبدا ‏,‏ وأن استرضي كل من أخطأت في حقه أو هتكت عرضه ما حييت‏ ,‏ وبدأت رحلة جديدة في الحياة ‏.‏
سيدي‏..‏ أكتب إليك الآن بعد عامين مما حدث‏...‏ مددت يدي بالخير لكل من آذيته ‏,‏ طلبت منهم السماح عن أي شيء بدر مني تجاههم‏ ,‏ لم أفصح عما ارتكبت فقد سترني الله ‏,‏ فلما أهتك الأستار‏..‏ ليس في حياتي الآن‏ ,‏ إلا أسرتي وعملي وفعل الخير‏..‏ انتهز أي فرصة لمد يد المساعدة لمن يحتاج‏ ,‏ لا أترك فرضا من فروضي‏..‏ ذهبت العام الماضي إلي الحج‏,‏ ودعوت لله كثيرا أن يغفر لي ويهدي كل العاصين ‏.‏
ستسألني عن تلك الفتاة‏ ,‏ وأقول لك بدون الخوض في التفاصيل أني ذهبت إليها مرة واحدة‏ ,‏ بعد خروجها من العناية المركزة ‏,‏ ولم تكن تعلم وقتها بحقيقة مرضها بالإيدز‏..‏ ولكني رجوتها أن تسامحني وتتجاوز عن خطئي ودعوت لها بالهداية ‏,‏ وإن علمت من الأصدقاء بعد ذلك أنها أصيبت بالشلل وانهارت بعد معرفتها بما ألم بها ‏,‏ وقرر أهلها أن تسافر إلي الخارج لتعيش في مصحة لتبتعد عن الأجواء القاسية التي تعيش فيها‏..‏ هداها الله وشفاها وغفر لها ورفع عنها‏ ,‏ اللهم آمين ‏.‏
سيدي‏..‏ لم أكتب إليك لأتطهر من خطاياي‏ ,‏ فهذا أمر بيني وبين ربي ‏,‏ ولا أريد أن أسألك عونا خاصا بالرأي أو بالنصيحة‏ ,‏ وإن كنت لا أستغني عنها ‏,‏ ولكني وجدت أني ملزم من خلال حكايتي‏ ,‏ بتحذير كل شاب وفتاة من نهاية طريق المعصية ‏,‏ والتي لا يعرف أحد متي تأتي هذه النهاية المؤلمة وكيف تكون‏..‏
رسالتي أمام الله ‏,‏ أني قد أبرأت ذمتي بدرس عمري‏ ,‏ لعله ينير الطريق لمن هم غارقون في ملذاتهم وشهواتهم‏ ,‏ غافلون عن أن عين الله العادل لاتنام‏ ...!!!! .‏
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-2013, 02:56 AM   #3639
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصه بطل من ابطال الاسلام..
* عبد الله بن حذافة السهمي ... من منكم لا يعرفه... إنه الصحابي الجليل ... إنه أحد العظماء... الذين لا يخافون في الله لومة لائم ....
إنه أحد الأبطال الشجعان .... ترى ما هي قصته مع الفرنج ... وما قصته مع ملك الروم .... سوف ترى أيها المسلم استعلاء المؤمن على المحن والمصائب... وسوف ترى الرقص على الألم والجراح... استمع إلى هذه القصة ...
نظر ملك الروم إلى عبد الله بن حذافة طويلًا ثم بادره قائلًا: إني أعرض
عليك أمرًا.
قال: وما هو؟
فقال: أعرض عليك أن تتنصر ... فإن فعلت؛ خليت سبيلك، وأكرمت مثواك.
فقال الأسير في أنفة وحزم: هيهات... إن الموت لأحب إليَّ ألف مرة مما تدعوني إليه.
فقال قيصر:إني لأراك رجلًا شهمًا... فإن أجبتني إلى ما أعرضه عليك أشركتك في أمري وقاسمتك سلطاني.
فتبسم الأسير المكبل بقيوده وقال: والله لو أعطيتني جميع ما تملك، وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد طرفة عين ما فعلت.
قال: إذن أقتلك.
قال: أنت وما تريد، ثم أمر به فصلب، وقال لقناصته - الرومية - ارموه قريبًا من يديه، وهو يعرض عليه التنصر فأبى.
فقال: ارموه قريبًا من رجليه، وهو يعرض عليه مفارقة دينه فأبى.
عند ذلك أمرهم أن يكفوا عنه، وطلب إليهم أن ينزلوه عن خشبة الصلب، ثم دعا بقدر عظيمة فصب فيها الزيت، ورفعت على النار حتى غلت ثم دعاء بأسيرين من أسارى المسلمين، فأمر بأحدهما أن يلقى فيها فألقي، فإذا لحمه يتفتت.
وإذا عظامه تبدو عارية.
ثم التفت إلى عبد الله بن حذافة ودعاه إلى النصرانية، فكان أشد إباء لها من قبل.
فلمَّا يئس منه، أمر به أن يلقى في القدر التي ألقي فيه صاحباه فلما ذهب به دمعت عيناه.
فقال رجل قيصر لملكهم: إنه قد بكى... فظن أنه قد جزع وقال: ردّوه إليَّ، فلما مثل بين يديه عرض عليه النصرانية فأباها.
فقال: ويحك، فما الذي أبكاك إذًا؟!
قال: أبكاني أني قلت في نفسي: تلقى الآن في هذه القدر، فتذهب نفسك، وقد كنت أشتهي أن يكون لي بعدد ما في جسدي من شعر أنفس فتلقى كلها في هذا القدر في سبيل الله.
فقال الطاغية: هل لك أن تُقبل رأسي وأخلي عنك؟
فقال له عبد الله: وعن جميع أسارى المسلمين أيضًا؟
قال: وعن جميع أسارى المسلمين أيضًا.
قال عبد الله: فقلت في نفسي: عدو من أعداء الله، أقبل رأسه فيخلي عني وعن أسارى المسلمين جميعًا، لا ضير في ذلك عليَّ.
ثم دنا منه وقبَّل رأسه، فأمر ملك الروم أن يجمعوا له أسارى المسلمين، وأن يدفعوهم إليه، فدفعوا له.
قدم عبد الله بن حذافة على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وأخبره خبره، فسرَّ به الفاروق أعظم السرور، ولما نظر إلى الأسرى، قال: حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة... وأنا أبدأ بذلك
--------

للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-2013, 04:25 AM   #3640
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

دعني أقبّل رأساً أنقذت ابني من النار ..
يقول أحد الصالحين :- كنت أمشي في سيارتي بجانب سوق العويس بالرياض . فإذا شاب يعاكس فتاة , يقول فترددت هل أنصحه أم لا ؟ ثم عزمت على أن أنصحه , فلما نزلت من السيارة هربت الفتاة ، وأما الشاب فقد توقع أني من هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر , فسلمت على الشاب وقلت :- أنا لست من الهيئة ولا من الشرطة وإنما أخٌ أحببت لك الخير فأحببت أن أنصحك .
ثم جلسنا وبدأت أذكره بالله
حتى ذرفت عيناه ثم تفرقنا وأخذت تلفونه وأخذ تلفوني وبعد أسبوعين كنت أفتش في جيبي وجدت رقم الشاب فقلت :- اتصل به وكان وقت الصباح فاتصلت به قلت :- السلام عليكم فلان هل عرفتني
قال :- وكيف لا أعرف الصوت الذي سمعت به كلمات الهداية وأبصرت النور وطريق الحق . فضربنا موعد اللقاء بعد العصر , وقدّر الله أن يأتيني ضيوف , فتأخرت على صاحبي حوالي الساعة ثم ترددت هل أذهب أم لا ؟.. فقلت أفي بوعدي ولو متأخراً , وعندما طرقت الباب فتح لي والده .. فقلت :- السلام عليكم .. قال :- وعليكم السلام , قلت فلان موجود , فأخذ ينظر إلي , قلت فلان موجود وهو ينظر إليّ باستغراب قال :- يا ولدي هذا تراب قبره قد دفناه قبل قليل .
قلت :- لقد كلمني صباحاً ؟
قال :- صلى الظهر ثم جلس في المسجد يقرأ القرآن وعاد إلى البيت ونام القيلولة فلما أردنا إيقاظه للغداء فإذا روحه قد فاضت إلى الله .
يقول الأب :- ولقد كان ابني من الذين يجاهرون بالمعصية لكنه قبل أسبوعين تغيرت حاله وأصبح هو الذي يوقظنا لصلاة الفجر بعد أن كان يرفض القيام للصلاة ويجاهرنا بالمعصية في عقر دارنا , ثم منّ الله عليه بالهداية .
ثم قال الرجل :- متى عرفت ولدي يا بني ؟
قلت :- منذ أسبوعين
فقال :- أنت الذي نصحته ؟ ..
قلت :- نعم
قال :- دعني أقبّل رأساً أنقذت ابني من النار
فن لا يجيده الكثيرون :-
نعم النصيحة فن لكن لا يجيده الكثيرون .. تعتبر أغلى الأشياء في حياة البشر .. جميعنا يحتاجها .. جميعنا يحتاج أن يقف أمام المرآة ليعدل هندامه وثيابه وحاله .. أوليست النصيحة مرآتنا التى نرى فيها أنفسنا على حقيقتها ؟! .. وهى واجب شرعي ، لا مناص للمسلم ـ كل بحسب استطاعته ـ من القيام به نحو الناس أجمعين ، وبخاصة منهم إخوانه المسلمين .. ومن حق المسلم على أخيه المسلم :- ( أن ينصحَ له إذا غاب أو شَهِدَ ) رواه مسلم أي يضمر له الخير .. فيعينه ويدله عليه، ويمنع عنه السوء والشرّ ..
هى رسالة الأنبياء :-
فلقد كان تقديم النصيحة رسالة كل رسل الله عليهم السلام ، فقد سجَّل القرآن الكريم على لسان نوح عليه السلام قوله لقومه :- ( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وأَنصَحُ لَكُمْ وأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) سورة الأعراف : 62 ..
وعلى لسان هود عليه السلام :- ( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ) سورة الأعراف: 68
وعلى لسان صالح عليه السلام :- ( يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي ونَصَحْتُ لَكُمْ ) سورة الأعراف: 79
وعلى لسان شعيب عليه السلام :- ( لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي ونَصَحْتُ لَكُمْ ) سورة الأعراف: 93
ولقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى تلك المكانة العليا للنصيحة ؛ حيث عرَّف الدين بأنه النصح للمسلمين ، فقال :- الدِّينُ النَّصِيحَةُ .. قيل: لِمَنْ ؟ قَالَ :- لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ) رواه مسلم
الأسلوب اللائق
:- وهنا يقول الأستاذ صلاح عمر شنكل :- النصيحة فن من حيث إنها تُعطى في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب ، وهي لا تأتي إلا من أخ أو صديق يهمه أمرك ويخشى عليك الهلاك ، أما من يصرخون في وجوهنا مبرزين أخطاءنا وشامتين في حالنا مدعين أنهم نصحونا ولم نسمع ، فهؤلاء لا يمكن أن نسميهم ناصحين أبداً ، فالنصيحة هي الحكمة وهي ضالة المسلم ، ومن ينصح بالحق وللحق فهو صادق ومحب ، ومن ينصح ويعمل بالنصح فهذا يؤكد صدق نواياه ..
اختيار الوقت والمكان المناسب
:- فعلى من ينصح أن يختار الوقت المناسب لإسداء النصيحة , فليس مقبولاً أن ننصح إنسانا و هو في شدة غضبه , أو في ظروف لا تسمح له بالاستجابة , و تجعله يرفض النصيحة و يفعل عكسها .. وكذا اختيار المكان المناسب فكم قيل النصيحة علي الملا فضيحة ..
الحكمة والموعظة الحسنة واللين
:- فقد أمرنا الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة والنصح فقال تعالى :- ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) سورة النحل: 125 .. وقال :- ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) سورة الأعراف: 199 ..وقال :- ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) سورة فصلت: 34
ارجوك اجعلها فى السر
:- كأنى اسمع المنصوح وهو يقول :- أرجوك انصحنى فى السر .. لا ترفع صوتك حتى لا يسمعك أحد .. فنصيحتك عندما تكون في السر يكون لها تأثيراً كبيراً عليه .. ويقول الإمام الشافعي رحمه الله فى ذلك :-
تعمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع

من التوبيخ لا أرضى استماعه
------------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 09:08 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved