![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3671 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() حقاً ان للأسحـــــــار أسرار ..!!! احبيت ان اتطرق من خلال هذا الموضوع الى افعال بعض المسلمين الذين يرتكبون المعاصي في الساعات المتأخرة من الليل اوقات السحر ظنوا أن ظلمة الليل تسترهم ,,, البعض يتمادى في ارتكاب المعاصي في الليل يمارسون الفواحش وينغمسون في الرذائل,,,, يضيعون اوقاتهم في المعاكسات الهاتفية وعلاقات مسنجريه والافلام الهابطه ,,, و كل شيء ممكن ان تتصورونه ,,, يفعلون ذلك في الظلام خوفا من الناس عجبا يخشون المخلوقات ولايخشون الخالق !!! جعلوا الله- سبحانه - أهون الناظرين إليهم !!!! إذا ما خلوت بريبة في ظلمـة والنفس داعية الي العصياني فاستحي من نظر الاله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني ..؟؟ انقسم الناس بالليل الى 3 اقسام 1- القسم الاول :سهرانين بس يفعلون شيء يغضب الله يقترفون الذنوب والمعاصي ,,,من مشاهدة الافلام والفضائيات الهابطه او الاختلاء المحرم والفواحش او المكالمات الهاتفيه والانغماس في الرذيلة وبعض النساء للاسف يسهرون في الاعراس على النميمه وسماع الغناء وغيرها من المخالفات 2- القسم الثاني: ,,,هم النائمون الذين لم يتذوقوا حلاوة قيام الليل ,,يضيعون اوقاتهم بالعمل نهارا والنوم ليلا انشغلوا بالدنيا ونسوا الآخرة!! عجباً كيف ينام…جوف ليل وقلبه مستهام..إن قلبي طائر لمليك الأنام 3_ القسم الاخير ,,يخلون بربهم ويتوجهون الى خالقهم ,,, يستغفرونه و يسألونه من فضله {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}[(17) سورة الذاريات] ويقول الله -جل وعلا-: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}[(16) سورة السجدة]، ويقول الله -جل وعلا-: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[(9) سورة الزمر] حقا إن للأسحار أسرار في وقت نزول المولى عز وجل إلى السماء الدنيا يقول : (( هل من داع فأستجيب له , هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فأعطيه )) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ينزل الله تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ ومن يستغفرني فأغفر له ؟ هل من مستغفر فاغفر له ؟؟ هل من داع فاستجيب له ؟؟ يا الله ما احلى التضرع بين يدي الله في ساعة السحر فلا تضيعوها يا اخواتي ففيها تذوقون اللذة والأنس بالله وحلاوة الإيمان *هيا نقوم ونزيل عن قلوبنا ادران الذنوب ونقف بين يدي علام الغيوب *اهجري بالنهار لذيذ الطعام. ودعي في الدجى لذيذ المنام فالله يدعوك لدار السلام *يا نساء الليل جدوا.. رب داع لايرد..ما تقوم الليل الا من لها عزم وجد.. أسأل الله أن يعيننا على قيام الليل ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3672 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() حينمـــا تــــزهـــر الصخـــور *** بسم الله الرحمن الرحيم *** هنــاك في صحراء الغــفلة .. مع سطــوع شمس الــباطل .. وهبوب ســموم الفــتن والرذائل .. تتــصبب الأجســاد ذنــوبا !! وجوه ســوّدها حر المــعصية .. أقــدام أحرقتها رمال الشــقاء .. أرواح مزّقتــها أشواك الــهوى .. نَبَذَت ينابيع الهــدى .. فأجدبت الــقلوب !! رَثَت لحــالهم ســحابة .. بكــت حــزنا .. فأحيت قلــبا .. مشــى على أقدام الــطاعة بــثبات .. سعى لــيوقظ من حوله من ســبات .. يحيــيهم من موات .. ما أكثر ضحــايا الحياة !! قتــيلُ الهوى .. وعليل أسقمته المــنى .. ولكن رغم عِظــَم موكب الشــقاء .. ظل الــقلب الحي مستبشرا .. لم يبالي كونه وحــيدا فردا .. لم يزعم أنه مــنهم براء .. لم يخــشَ الأذى .. فجهــده لن يذهب سُدى .. امتطى صــهوة الصبر .. دوى صــهيل النصر .. أشعل فتــيل الإيمان .. بدّد ضــباب الخذلان .. خاطــب وجدان الصم والبكم والعميان !! .. غسل الأنــفس من الأدران .. فأعتق رهائن العــصيان .. أحبــتي .. يا مــشاعل النور .. يا قلوبا تفتت الصــخور .. لا تســأموا .. لا تــيأسوا .. هبّوا إلى غرس البــذور .. لا يحطمنّكم الشــانئون .. وإن ادّعوا أنكم تزرعـــون في أرض بور .. تذكروا : مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فلعلّــها تـُزهِـر الصخور .. ---------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3673 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ارواح وارواح الدنيا قد آذنت بالفِراق، فراق ليس يشبهُه فراق، قد انقَطع الرجاءُ عنِ التلاق، وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ فطوبى لمن فرَّ من مَواطِن الرِّيَب ومواقِع المقتِ والغضَب، مستمسِكًا بدينه، عاقدًا عليه بكِلتا يدَيه، قد اتَّخذه من الشّرور ملاذًا ومن الفِتنِ مَعاذًا. ويا خسارَ من اقتَحَم حِمى المعاصي والآثام، وأَرتعَ في الموبقاتِ العِظام، وأحكَم عَقدَ الإصرارِ على الذنوبِ والأوزار. هلك المصِرّ الذي لا يُقلِع، وندِم المستمرُّ الذي لا يَرجِع، وخابَ المسترسِلُ الذي لا ينزِع، وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ وما أقبحَ التفريطَ في زمن الصِّبا فكيـف به والشيبُ نازل؟! الموتُ في كلّ حين ينشُر الكفنا، ونحن في غفلةٍ عمّا يُراد بِنا. سهوٌ وشرود، وإعراضٌ وصدود، إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ . كم شيّعنا من الأقران، كم دفنّا من الإخوان، كم أضجعنا من الجيران، كم فقدنَا من الخِلاّن. فيا مَن يُقصدُ بالموت ويُنحَى، يا من أسمعته المواعظُ إرشادًا ونُصحًا، هلاّ انتهيتَ وارعَوَيت، وندمتَ وبكَيت، وفتحتَ للخير عينَيك، وقُمتَ للهُدى مَشيًا على قدمَيك، لتحصُل على غايةِ المراد، وتسعَد كلَّ الإسعاد، فإن عصيتَ وأبيت وأعرضتَ وتولّيت حتى فاجأك الأجل وقيل: "ميْت" فستعلم يومَ الحساب مَن عصَيت، وستبكي دمًا على قُبح ما جَنيتَ، يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ، وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً . يا هاتِكَ الحرمات لا تفعَل، يا واقعًا في الفواحشِ أما تستحي وتخجَل؟! يا مبارزًا مولاكَ بالخطايا تمهَّل، فالكلام مكتوب، والقولُ محسوب، وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ، إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ، أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ يا مطلِقًا نفسَه فيما يشتهي ويريد، الملِكُ يرى والملَك شهيد، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ يا مشغولاً قلبُه بلُبنى وسُعدَى، يا مستلِذَّ الرُّقادِ وهذه الركائبُ تُحدى، أعَلى قلبك حجابٌ أم غَشَى أم في عينك كَمَه أم عَشى؟! أنسيتَ الموتَ وسكرته وصعوبتَه ومرارتَه؟! أنسيتَ القبر وضمَّتَه ووحشته وظلمتَه والحساب وشدّتَه؟! سَلُوا القبور عن أهلِها، واستخبروا اللحودَ عن رهائنِها، لقد أصبحوا عظامًا رميمًا ورُفاتًا هشيمًا، سكنوا تحت التراب، وظعنوا فليس لهم إياب، الأصواتُ هامِدة، والأجساد بالية، والآثار عافِية، قد ارتُهِنوا في أفظعِ مضجَع، وضمّهم أبعدُ مستودَع، لا يجِدون لما هم فيه دفعًا، ولا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا، ينتظرون يومًا الأممُ فيه إلى ربِّها تُدعَى والخلائق تحشَر إلى الموقِف وتَسعَى، يقول رسول الهدى : ((ما رأيتُ منظرًا قطّ إلاّ والقبر أفظعُ منه)) أرواحٌ في أعلى علِّيِّين، وأرواح في أسفلِ سافلين، أرواح في حواصِل طيرٍ خُضرٍ تسرح في الجنّة حيث شاءت، وأرواحٌ في تنُّور الزّناة والزواني، وأرواحٌ في نهرِ الدم تُلقَم الحجارةَ وهم أكلةُ الربا، وآخرون تُثلَم رؤوسهم بالحجارة وهم الذين يأخذون القرآن فيرفضونه وينامون عن الصلاة المكتوبة. يا مَن سارت بالمعاصي أخبارُهم، يا مَن قد قبُح إعلانهم وإسرارْهم، يا مَن قد ساءت أفعالهم وأقوالهم، تذكَّروا القبرَ المحفور، تذكَّروا النفخَ في الصور، تذكَّروا البعثَ والنشور، تذكَّروا الكتابَ المسطور، تذكَّروا السماءَ يومَ تتغيَّر وتمور، والنجومَ يومَ تنكدِر وتغور، والصراطَ يوم يُمَدّ للعبور، فهذا ناجٍ وهذا مأسور، وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا . فأينَ الباكي على ما جَنى؟! أين المستغفِر قبل الفَنا؟! أين التائب ممّا مضى؟! فالتَّوبُ مقبول، وعفو الله مأمول، وفضله مبْذول، فكم ضمِن من التّبِعات، وكم بدّل من السيئاتِ بالحسنات. ((إنّ الله عز وجل يبسط يدَه بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يدَه بالنهار ليتوبَ مسيء الليل، حتى تطلعَ الشمس من مغربها)). فيا فوزَ من تاب، ويا سعادةَ من آب، وربّه يقول: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ . فيا مَن يسمعُ الخطابَ، تنبّه قبلَ أن تُناخ للرحيل الرّكاب، وإياكَ إياك أن تدركَك الصَّرعةُ وتؤخَذ عند الغِرَّة، فلا تُقال العَثرَة، ولا تمكَّن من الرجعة، وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . فإن تك بالأمسِ اقترفتَ إساءةً فثَنِّ بإحسانٍ وأنتَ حميدُ ولا تُرجِ فعلَ الخير منك إلى غدٍ لعلّ غدًا يأتي وأنت فقيدُ احذَروا المعاطِبَ التي توجِب في الشقاء الخلودَ، وتستدعي شَوهَ الوجوه ونُضجَ الجلود، واعلموا أنّ الدنيا سُمُّ الأفاعي، وأهلُها ما بين مَنعيٍّ وناعي، دُجُنّةٌ ينسَخُها الصباح، وصَفقةٌ يتعاقبها الخسارُ أو الرباح، ما هي إلا بقاءُ سَفرٍ في قَفرٍ أو إعراسٌ في ليلةِ نَفر، كأنّكم بها مُطّرحةٌ تعبُر فيها المواشي وتنبو العيون عن خبرها المتلاشي، فلا تعترُّوا فيها بقوّة أو فُتُوَّة، فما الصحّةُ إلا مركبُ الألم، وما الفُتُوّة إلا مِطيّة الهرَم، وما بعد المقيلِ إلا الرّحيل إلى منزلٍ كريم أو منزلٍ وَبيل، فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3674 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() تبســــــــــــــــم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مـا أجـمـل أن تـبـتـسـم وأنـت فـي قـمـة الإنـهـيـار ... الابتسامة , الابتسامة , الابتسامة , الابتسامة ... ربـمـا الـبـعـض يـعـلـم أن الابتسامة تـعـمـل أكـثـرمـمـا تـعـمـلـه الـقـنـبـلـة الـنـوويـة ؟؟ كــــــــــيــــــــــف ؟؟؟!!! الـبـسـمـة رسـالـة حُـب وصـدق وإخـلاص ، لُـغـة رقـيـقـة وزاهـيـة الألـوان تُـدخـل الـفـرح والسرور إلى الـقـلـب ... هـي قـطـرات نـدى لـزيـادة الـتـرابُـط والـتَّـواصـل ... الـبـسـمـة تـحـول الـدَّمـعـة إلـى رضـا ... الـبـسـمـة تُـذهـب الـحـقـد والـبـغـض مـن الـقـلـوب ... الـبـسـمـة تُـعـلـمـك الـقـنـاعـة وأنَّ مـا أصـابـك هـو بـقـضـاء الله وحـده ... وفـوق كـل هـذا فـهـي صـدقـة كـمـا فـي الـحـديـث : " تـبـسُـمـك فـي وجـه أخـيـك صـدقـة " ... بالابتسامة تـسـتـقـبـل الـمـرأة زوجـهـا .. فـتـزداد الـعـلاقـة حُـب وتـوافـق ... والأم تـحـنـو عـلـى صِـغـارهـا فـيـتـعـلـمـون الـعـطـف ... ولـقـد قـال الـعُـلـمـاء عـنـدمـا تُـهـزم ابتسم لأنَّـهـا تُـفـقـد الـمُـنـتـصـر لـذة الـفـوز ... لــــــــــمــــــــــاذا ؟؟؟ لا نـبـتـسـم وديـنـنـا يـأمُـرنـا بـذلـك ... لـقـد تـوصـل الـغـرب أخـيـراً إلـى أنَّ الابتسامة واجـب اجتماعي لأنـهـا تـقـضـي عـلـى الـكـآبـة والـوحـدة ... فـي حـيـن أنـنـا نـعـلـم ذلـك ولـكـن نـبـخـل عـلـى أنـفـسـنـا بـهـا .. ونـبـخـل عـلـى غـيـرنـا ... فــــــــــهـــــــــــيــــــــــا ... مـن الـيـوم لـنـجـعـل الابتسامة لا تُـغـادر شـفـتـانـا وسـنُـلاحِـظ الـفـرق ... راحــة نــفــســيــة ... حُــب وإخــلاص .. وتــلافــي أخطاء الــغــيــر ... قــنــاعــة دائــمــة ... حُــب الــحــيــاة والإقــبــال عــلــيــهــا ... قُــبــول فــي الــمــجــتــمــع ... سعادة دائمة ...دعواتكم ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3675 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() إنهـــــا ... " المعـــاملـــــة " ...! إنها ذلك السلوك الإنساني الذي يتميَّز به كلُّ فردٍ على وجْه البسيطة، في أقواله وأفعاله، صحيحةً كانتْ أو خاطئة، إلا أنه كان لزامًا على المسلمين - بشكلٍ خاصٍّ - أن يتخلَّقوا بالمعاملة الحسنة، سلوكًا يتقرَّبون به إلى الله تعالى، وبالتالي تكون معاملتهم للآخرين "راقية" على جميع الأصْعدة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما بُعثْتُ لأُتَمِّم مكارم الأخلاق))، كما أن هذه المعاملة الراقية تُعتبر جزءًا مِن تميُّز المسلم بعقيدته وإسلامه، وقد قيل: ((الدِّين المعاملة)). ولكَمْ ضرَب لنا رسولُنا - صلى الله عليه وسلم - أولاً أبهى صور هذه المعاملة والخُلُق الحسَن، التي شهد بها الحليفُ والعدو، والتي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]! وقد سردتْ لنا كُتُب السِّيَر ألوانًا مِن خُلُقه العظيم - صلى الله عليه وسلم - مع كل إنسان، أيًّا كانتْ منزلتُه، ومكانته، وديانته. وعلى هذا نهج الصحابةُ ثانيًا، والتابعون ثالثًا، والصالحون من أمة محمد من بعدهم رابعًا. لكن لَمَّا انحرفتْ أفهامُ البعض عن الخلُق الحسَن، أصبح ينسب الأشياء إلى غير مُسمياتها بالتعامُل اللفظي والعملي، وكل هذا باسْمِ الذَّوق والأخلاق أيضًا. فأنت ترى الإعراض عن الآخرين يُسَمَّى: "عدم النزول لمستوى دون المستوى"، وهم بذلك يُخالفون قول الله تعالى: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18]. قال الشيخ السعدي في تفسير هذه الآية: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}؛ أي: لا تُمِلْهُ وتعبس بوجْهك الناس؛ تكبُّرًا عليهم وتعاظُمًا[1]. وأنت ترى تحقير الآخرين، وعدم التحاوُر معهم يُسَمَّى: "أفضل الحل"، بينما هو من أسوأ الحلول، كيف وقد حاور الله تعالى أحقر خلْقه "إبليس"، وهو العليُّ الكبير؟! وأنت ترى "تسْفيه الآخرين" يُسمى: "فنًّا وذَوْقًا"، بينما هو في الحقيقةِ إفلاسٌ للذوقِ العام، خاصة لإخوة لك في العقيدة. وأنت ترى التعامُل مع الآخرين باستعلاء يُسَمَّى: "رد اعتبار"، وما هو إلا كِبْر يظنونه المجْد، وما هم ببالغيه بتصرُّفات أطفال العُقول... إلى غيرها من النماذج، والمعامَلات، والتصرُّفات. والعجيبُ أن البعض يظن أن إكرامكَ له، والتخلُّق بصفات الحسن - نوعٌ منَ الضَّعف في شخصيتك، وسبحان الله! إِذَا أَنْتَ أَكْرَمْتَ الكَرِيمَ مَلَكْتَهُ --- وَإِنْ أَنْتَ أَكْرَمْتَ اللَّئِيمَ تَمَرَّدَا وكلُّ الإشكالية عندما تكون هذه التصرُّفات من المسلمين أنفسهم، بل من خاصة المسلمين وأعلاهم مكانة دينية أو اجتماعية، حتى وإن لَم يكن الأمر على إطلاقِه - بحمد لله - إذ إن الأصلَ هو الباقي، والزبَد يذهَبُ جُفاء، لكن تصرُّفًا واحدًا غير مسؤول من قبَل هؤلاء خاصة كفيلٌ بأن يدمِّر ويفسد مجتمعات بأكملها. وهاكم أمثلةً: * الأسرةُ التي تعامل الخدَم بامتهانٍ واحتقار، تخلُق صورةً سيئة في ذهن هذا العامل المسكين عن هذا المجتمع بأكملِه، فيبقى حاقدًا عليه، ويوصل هذه الصورة لمسامِع الآخرين، خاصة إذا شاركه المعاناة، ولقي مثلها عاملاً آخر. * الطفلُ الذي يُعامله والداه أو أحدهما بصورةٍ سيئة، وإهانة مستديمة، سيكبر مُتَنَكِّرًا لوالدَيْه، يناصبهما العداء، وقد يصدرها لأبنائه. * المرأة التي تَتَزَوَّج مِن رجلٍ كانتْ تحسب أن خلقَه مُتلازمًا مع دينِه، عندما يُسيء الرجلُ معاملتها، فأي فساد سيلحقها لو لَم يربط الله تعالى على قلْبها، فتصبر وتحتسِب؟! بل انظروا ماذا أخرجتْ لنا هذه التصرُّفات عند "بعض النساء"، مِن تيارات فكرية منحرفة لديهن بفِعْل هذا الرجل المحسوب على أهْل الاستقامة، فهي تارة ليبرالية منفتحة، خارجة في وسائل الإعلام، ناقمة على دينها ومجتمعها، أو مساهمة في منظَّمة مشبوهة؛ تشْويهًا للدِّين الذي احْتَضَنَها، وما ذا إلا لبعضِ التصرُّفات العشوائيَّة مِن رجال جنْسها، لا سيما "أهل الخير"، أو "المحسوبين عليه"! قطعًا لا يوجد تصرُّف أيًّا كان يُبَرِّر للمسلم والمسلمة التصرُّفات الخاطئة، أيًّا كانتِ الأسباب، ففي النهاية "الحقُّ أبلج"؛ وقال تعالى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [النجم: 38]. ولكن لا بُدَّ أن نضع في الاعتبار أن السلوك السيئ قد يخلُق نفورًا ذريعًا عن البعض، وبالتالي لا تتحقَّق المصلحةُ مِن الإصلاح إن كانتْ هي الغاية، وصدَق القانون الفيزيائي - وإن كان للجمادات، لكنَّه ينطبق على هذا الواقع أحيانًا -: "لكل فعلٍ ردة فعل، مساوية له في المقدار، ومعاكسة له في الاتجاه"، وأكبر الخسارات أن تكون هذه الخسارة في الدين أو الأخلاق للطرفَين. وقد تناسى أصحابها قولَ المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يكون الرِّفق في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه)). وقد قال - صلَّى الله عليه وسلم -: ((إنما النِّساء شقائق الرِّجال، ما أكرمهنَّ إلا كريمٌ، وما أهانَهُنَّ إلا لئيم)). * وترَوْن أيضًا فعل البعض مع المُذنبين والمقصِّرين، وكلنا ذلك الرجل، تجد البعض يعاملهم بطريقةٍ جافة، لا تحقق الإصلاح الذي لأجْله خاطبه، إن لَم تكن تزيد مِن حاله، فيعاند ويحجم ولا يقبل، ويضيق صدرُه إذا ذكر الخير وأهله، وما ذاك إلا بتصرُّف غير مسؤول من أهْل الخير ومحبيه، بينما ينبغي للمسلم أن يكون مُشفقًا يُعالج الخطأ بالحكمة والصواب. قال الإمام مالك - رحمه الله -: "لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، فإنما الناس مبتلى ومعافى، فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية". ولستُ أدري أين هؤلاء من فِعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - مِن تعامُله الرحيم مع شاب من أمَّتِه طلَب منه الإذْن بأمْرٍ جلَل؟! قفوا على قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتأملوا حال الشاب بعد ذلك. المعامَلة بشكْلٍ عام هي الذوق، وفرع منَ الخُلُق الكريم، والقليل من الزُّهد فيها قد يهْدم الكثير من الخير الذي عند المرء في أعين الناس، بل عند ربّه قبل ذلك؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالاً، تهوي به في جهنم سبعين خريفًا))، وكم من تصرُّف وكلمةٍ أفسدتْ أكثر مما أصلحتْ! ورُب كلمةٍ قالتْ لصاحبها: دعني، فليزْهد بالتعامُل والخلق الحسن مَن شاء، ولكن لا يظنن بحماقة أنَّ فعلَه ليس محسوبًا عليه، وبدورنا نقول لهم: دعوها فإنها مُنتنة، وإن أبَيْتم فمارسوها كيفما تشاؤون؛ طالما اخترتموها، وعجزتم عن التمام بأفضل منها، لكن إياكم والظنَّ أنكم مدينون إلى الناس بشيء، فالناسُ كل الناس تستطيع معاملتكم بالمثْل، لكن ارتقوا بأنفسهم لعدم الهبوط لتعاملكم وأخلاقكم وعدم سنها وصدق الشاعر: لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ أما أنتم أيها المتخلقون بالحسنى، لا تظنون أنَّ بتقلُّدكم للمحامد أنكم تافهون، أعرف هذا الشعور جيدًا، خاصة عندما تعامَلون بالجفاء "وقلة الذوق"، بل كل القوة والذوق بالحلم والترفع الحقيقي ما تفعلون من حلْم وتغاضي. يَزِيدُ سَفَاهَةً فَأَزِيدُ حِلْمًا كَعُودٍ زَادَهُ الإِحْرَاقُ طِيبَا "اللهم اهدِنا لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال، سبحانك لا يهدي لأحسنها إلا أنت". ومضات: * قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]. * قال معاذ بن سعيد: كنَّا عند عطاء بن أبي رباح، فتحدث رجل بحديث، فاعترض له آخر في حديثه، فقال عطاء: سبحان الله! ما هذه الأخلاق؟! ما هذه الأحلام؟! إني لأسمع الحديث منَ الرجل، وأنا أعلم منه، فأريه مِن نفسي أني لا أحسن منه شيئًا. * إننا ننشد القلب الذكي المحب للناس، العطوف عليهم، الذي لا يفرح لزلَّتهم، ولا يشمت في عقوبتهم، بل يحزن لخطئهم، ويتمنى لهم الصواب؛ محمد الغزالي. * القول اللَّين يفتح مغاليق القلوب، ويعطي من أمامك الفرصة كاملة ألا يستبد به وبعقله الشيطان؛ {فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]؛ قال القرطبي - رحمه الله -: "فإذا كان موسى أُمِر بأن يقولَ لفرعون قوْلاً لينًا، فمن دونه أحرى بأن يقتدي بذلك في خطابه وأمره بالمعروف في كلامه". * عندما لا تحترم كلمتك، فأنت تكسر شيئًا لا يُجبر. -------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3676 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() عالم خفايا الأسرار!! اعلم رحمك الله؛ أن قبول الناس لك، وابتهاجهم بلقائك، ورفعة منزلتك في نفوسهم، إنما تكمن وراءها أسبابٌ خفيّة، يقدر الله وحده معاييرها بدقة بالغة!! فلا تتوهمن أبداً أن باستطاعة (مالك أو منصبك أو جاهك) منحك مثل هذا القبول الرباني!! وإنما أقصى ما يمكن أن يهبه لك (وبشكل عارض ومؤقت) هو الرضا الظاهري من أصحاب الابتسامات المزيفة، الراغبين في الحصول منك على المنافع الشخصية، أو المصالح المادية التي يظنون قدرتك عليها، فإذا ما تبين لهم زوال تلك القدرة عنك، قلبوا لك ظهر المجن، وأنكروا معرفتك بحال!! أما المحبة الربانية التي جعل الله موضعها قلوب الخلق، دون رجاء منفعة دنيوية، أو مصالح مادية، فقد يكون من أسبابها الخفية؛ مسحة يدٍ حانية على رأس يتيم!! أو دمعة حارة في جوف الثلث الأخير من الليل، من قلبٍ يتقطع ندماً وحسرة على اقتراف المعاصي!! أو ابتسامة صادقة في وجه فقير منبوذ بالأسواق!! أو تقبيل رأس وأيادي الوالدين براً وعطفاً ورحمة وحناناً!! أو صدقة سرٍ آثر بها صاحبها إخوانه المسلمين، وهو يعاني الفقر والحاجة!! أو رد غيبة أخٍ مسلم، والذب عن عرضه دون الحاجة لإخباره؛ خشية الوقوع في النميمة!! أو طهارة قلبٍ من الغل والحقد والحسد!! أو الزهد فيما في أيدي الناس!! أو سلامة صدر للمسلمين، وقبول أعذارهم وإقالة عثراتهم!! أو السعي في قضاء حاجة الإخوان والفرح لفرحهم والحزن لحزنهم!! أو دعاء الوالدين لولدهم؛رضاً بما يصنع!! وفي المقابل، قد يكون بغض الله تعالى للعبد، والذي يورثه بغض الناس لا محالة، بسبب نظرة سخرية لفقيرٍ أو مسكين!! أو تعنيفٍ لسائل أو محروم!! أو استعلاءٍ على معاق محزون!! أو القسوة على يتيم مكلوم!! أو استمراء النظر لمشاهد العهر والفجور!! أو عقوق الوالدين وإظهار التأففٍ أو النفور!! أو ظلم عامل أو أجير أو مكفول!! أو غيبة مسلمٍ أو سعي بالنميمة والفجور!! أو التكلم فيما لا يعني من الأمور!! أو التعرض لدعوة مظلوم مقهور!! أو موالاة ظالم، والتبرأ من أهل الجهاد والثغور!! فأمعن النظر يا رعاك الله في خفايا الأسرار الكامنة وراء تيسير أمورك الحياتية أو تعثرها، فالأمر كله بيد الله وحده، ورُبَّ عملٍ قليلٍ تعظِّمه النية، ورُبَّ عملٍ عظيمٍ تحقِّره النيةَ!! فإياك أن تنخدع بمظاهر الدنيا الفانية، وتغفل عن الآخرة الباقية!! فالمراقب الله . . والعاقبة منها المُعجل في الدنيا، ومنها المُضاعف أجراً أو عقاباً في الآخرة!! فاحذر السقطات الخفية في جميع خطواتك، واغتنم المثوبة كلما لاحت ببابك، فالأمر كله بيد الله وحده!! ومرد أعمالنا جميعاً، قد أحصيت بين يدي الله وحده!! --------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3677 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() اتباع لا ابتداع بسم الله الرَّحمن الرَّحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه و على آله وصحبه، ومن تعبه واقتفى أثره إلى يوم الدين، أما بعد : فإن من عظيم كرم الله سبحانه ومنّته، أن بعث فينا رسولاً منّأ يتلو علينا الآيات المبيِّنات، ويزكينا بالأخلاق الفاضلات، يرشدنا إلى الصراط المستقيم، والسبيل الموصل إلى جنَّات النعيم. وقد أكمل الله لنا هذا الدين، وأتمَّ علينا نعمته فقال (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)( المائدة، الآية3 )، وأمر سبحانه عباده بأن يتبعوا نبيَّه صلى الله عليه وسلم، ويقتفوا أثره، ويهتدوا بهديه، ويستنُّوا بسنَّته، فقال (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (آل عمران، الآية 132) وبيَّن سبحانه أن علامة صدق حُبِّ المحبِّين له، والسبيل إلى حبِّ الله لهم، ومغفرته لذنوبهم؛ إنما هي باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم فقال ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم ) (آل عمران، الآية 31)، قال الحسن البصري " زعم قومٌ أنهم يحبون الله، فابتلاهم الله بهذه الآية"[1]. و قد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن يلزموا غرزه، ويتمسكوا بما كانوا عليه معه من بعده، وحذَّرهم من مخالفته و تنكُّبِ طريقه فقال " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَة "[2]. وقد لزم الصحابة غرز نبيّهم صلى الله عليه وسلم، وعملوا بوصيته من بعده، فنشروا السنن، وحذّروا من البدع، قال عمر بن الخطاب " أيُّها النَّاسُ، قد سُنَّت لكم السنن، وفُرِضَتْ لكمْ الفرائِض، وتُرِكتُم على الواضِحَةِ، إلاَّ أن تَضِلُّوا بالنَّاسِ يَميناً وشمالاً "[3]، و قال حذيفة بن اليمان " يا معْشرَ القرَّاء استَقيموا فقد سبقتُم سَبْقاً بَعيداً، فإنْ أخذتُم يَميناً وشِمالاً لقدْ ضَللتُم ضَلالاً بَعِيداً "[4]. وقد يسأل أحدهم عن سبب هذا التحذير الشديد من البدع، وللإجابة عن هذا فإنه يقال : قد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن البدعة ضلالة تودي بصاحبها إلى النار فقال صلى الله عليه وسلم " و كلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ "[5]. وأخبرنا صلى الله عليه وسلم أن المحدِثَ في الدين، ومن آواه، مطرودونَ من رحمة الله سبحانه، فقال " المَدينةُ حَرم فمنْ أحدَثَ فيها حَدَثاً أو آوى مُحدِثاً فعليهِ لَعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أَجمعينَ لا يقبلُ مِنْهُ يومَ القِيامَةِ عَدلاً ولا صَرفاً "[6]، قال ابن الأثير " والمحدث يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول، فمعنى الكسر: من نصر جانياً أو آواه وأجاره من خصمه، وحال بينه وبين أن يقتصَّ منه. والفتح: هو الأمر المبتدع نفسه، ويكون معنى الإيواء فيه الرضا به والصبر عليه، فإنه إذا رضي بالبدعة وأقرَّ فاعلها ولم ينكِر عليه فقد آواه "[7]، وقال ابن بطال " ودل الحديث على أنه من آوى أهل المعاصى والبدع أنه شريك فى الأثم، وليس يدل الحديث على أن من أحدث حدثًا أو آوى محدثًا في غير المدينة أنه غير متوعد ولا ملوم على ذلك؛ لتقدم العلم بأن من رضي فعل قوم وعملهم أنه منهم، وإن كان بعيدًا عنهم . فهذا الحديث نصٌ فى تحذير فعل شىء من المنكر فى المدينة وهو دليل فى التحذير من إحداث مثل ذلك فى غيرها، وإنما خصَّتْ المدينة بالذكر في هذا الحديث؛ لأن اللعنة على من أحدث فيها حدثًا أشد والوعيد له آكد؛ لانتهاكه ما حذَّر عنه، وإقدامه على مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم "[8]، وقال الشاطبي " وهو ( أي الحديث ) وإن كان مختصَّاً بالمدينة فغيرها أيضاً يدخل في المعنى"[9]. ثم إن رجوع المبتدع إلى السنة أصعب من رجوع غيره، وذلك لأنه اتَّخذ هذه البدعة ديناً يتقرب بها إلى مولاه، ولذلك قال كثيرٌ من العلماء بأن التوبة محجوبة عنهم، إلا أن يوفِّق الله أحدهم للرجوع والإنابة، وقد وردت بعض الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وهي صحيحة المعنى. والبدع من أهمِّ أسباب التنازع وإلقاء العداوة والبغضاء بين أهل الإسلام، وذلك لأنها تقتضي تفرق المسلمين شِيَعاً وأحزاباً . هذا ويقال أيضاً: إن صاحب البدعة قد نزَّل نفسه منزلة المضاهي للشارع الحكيم في التشريع، فهو كالمستدرك على الله ورسوله، بجعله لنفسه مشرعاً معهم يضاهي ببدعته السنة، ويلبِّس بها على الخلق ليصرفهم بهواه عن الهدى إلى الضلال، وكفى بهذا شراً، قال الإمام مالك " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة، لأن الله يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )( المائدة، آية 3 )، فما لم يكن يومئذٍ ديناً، فلا يكون اليوم ديناً "[10]. ومما ينبغي التنبيه عليه أن البدعة تميت سنةً في مقابلها، قال حسان بن عطية " ما أحدثَ قومٌ بدعةً في دينهم إلا نَزعَ اللهُ من سُنَّتهم مِثلَها، ثمَّ لمْ يُعِدها إليهِم إلى يومِ القِيامَةِ "[11]، وقد خولفت في عصرنا الحاضر كثير من السنن، فلم يبق لها ذكرٌ إلا عند الغرباء، الذين يحيون ما مات من السنن. ولتوضيح هذا فإنني أستعرض بعضاً من البدع التي ذهبت بسننٍ في مقابلها، لا على سبيل الحصر، بل على سبيل التمثيل: فمن ذلك ما يقوم به البعض من زخرفة للمساجد، وإسراف في البناء، والسنة خلاف ذلك، ولو أن هذه الأموال بُذلت في إعانة فقير، أو إغاثة محتاج لكان أولى . ومن ذلك السلام على المصلين بعد الفراغ من الصلاة مباشرة، والسنة أن يذكر الله ويلتزم بالأوراد التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه و سلم، وهو بسلامه على المصلي بعد الفراغ مباشرة يقطع عليه هذه العبادة التي ثبتت في السنة. ومن ذلك أيضاً ما يقام في المساجد ليلة القدر ( على القول بأنها في السابع والعشرين منه )، من أناشيد وذكر جماعي، والسنة أن يختلي المسلم بنفسه ويعكف قلبه على ذكر الله، ولا بأس بأن يروح عن نفسه قليلاً، لا أن يحيي جلَّ ليله بهذه الأمور التي فيها مخالفة للهدي النبوي. ومن ذلك أيضاً ما يفعله الكثير من المسلمين اليوم من زيارة القبور بعد صلاة العيد مباشرة، ولا يخفى ما يجرُّ هذا الفعل على قلب المسلم من الأحزان، والأصل أن يدخل المسلم على أهله الفرح والسرور والابتهاج في العيد، لا أن يقلبه عزاءً والله المستعان. ومن ذلك ما يقوله المعزُّون لأهل الميت ( يسلم رأسك ) ولن يسلم رأس من الموت، والأصل أن يلتزم الألفاظ الشرعية عند العزاء، وخير هديٍ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك أيضاً ما يقوم به الكثير من العوام من توسُّلٍ بالأموات، وهم بذلك قد هجروا سنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يتوسل بأسماء الله الحسنى و صفاته العليا. ومن ذلك أيضاً ما يفعله بعضهم عند وقوع شدة أو حادث عظيمٍ من اللِّياذِ بأصحاب القبور والاستغاثة بهم، والسنة أن يلجؤوا إلى ربهم، لا أن يشركوا به أحداً في الدعاء والاستغاثة. هذه بعضٌ من البدع التي حلَّت مكان السنن، والكثير منها منتشر بين المسلمين، ولا يتسع المقام لذكرها، وهذه الكثرة مع سَعةِ الانتشار يدلُّ على خطورة الابتداع، و يخطِّئ القول القائل بوجود بدعة حسنة في الدين، ولقد بيَّن الصَّحابة خطأ هذا القول الخطير، يقول ابن عمر رضي الله عنه ( كلُّ بِدعَةٍ ضَلالةٌ، وإنْ رَآها النَّاسُ حسَنةً )[12]، وكلُّ خيرٍ في اتباع من سلف، وكل شرٍّ في ابتداع من خلف. ولكي نتجنب الوقوع في البدع؛ فإنه لابدَّ لنا من التعرف إلى الأصول التي تعرف بها، ومن أهمِّها[13]: 1- أن يُتَقرَّب إلى الله بما لم يَشرع، كأن يُعبد الله بعبادة تستند إلى حديث مكذوب، أو بعبادة تستند إلى هوىً وذَوقٍ ورأيٍ مجرَّد، أو بعبادة تخالف عمل السلف أو تخالف قواعد الشريعة، أو بعبادة مطلقة يقيدها بوقت أو مكان معيَّن، أو بعبادة مقيَّدة يجعلها مطلقةً في كل وقتٍ ومكان. 2- الخروج على نظام الدين، كأن تبتدع اعتقادات تخالف نصوص الوحي، أو لا يكون لها ذكرٌ في نصٍ من النصوص الشرعية، ولم تؤثر عن الصحابة والتابعين، أو أن يحصل بفعل عادةٍ أو معاملةٍ تغييرٌ للأوضاع الشرعية الثابتة، أو أن يُتَشبّه بالكفار في خصائصهم ومحدثاتهم، أو أن يؤتى بشيءٍ من أعمال الجاهلية. 3- الذرائع المفضية إلى البدعة، كأن يلتزم أحدهم عملاً زائداً على المشروع بحيث يُتَوهَّم انضمامه إليه، أو أن تُفعل عبادةٌ على صورةٍ تُوهِم أنها واجبة وهي مندوبة، أو مندوبة وهي واجبة. إن الانتشار الواسع للبدع مع خطورتها، يدلُّ دلالةً واضحةً على مدى التقصير في محاربتها والتحذير منها، فكثير من أهل العلم يسكت عن مثل هذه الأمور مبرراً ذلك بأنه يثير العامَّة، أو أنه يعمل على تفريق الكلمة، ومنهم من يعمل بهذه البدع ويؤيدها لموافقتها لهواه أو لأنها تخدم أهدافه الحزبية، والأصل أن يقوم أهل العلم بما استأمنهم الله عليه من العلم حق القيام ولا يكتموه، وقد حذرنا الله سبحانه من كتم العلم فقال حكاية عن بني إسرائيل ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ) (آل عمران، الآية187). وفق الله علماءنا و دعاتنا وأهل الخير فينا لنشر دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وسدّدهم ونفع بهم العباد والبلاد، والحمد لله رب العالمين. ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3678 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() اسباب رفع البلاء او تخفيفة ذكر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم أن المصائب والكربات التي تصيب المؤمنين من عباده هي من عند أنفسهم سواء كانت هذه المصائب فردية أو جماعية ، قال - عز وجل - : ومَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ويَعْفُو عَن كَثِيرٍ [ [الشورى : 30] ومن رحمته - سبحانه - أنه جعل هذه الكربات أو البلايا التي يصيب بها عباده المؤمنين بمثابة الدواء المر الذي يتجرعه المريض ليشفي من مرضه ، وهذا المرض هو الذنوب التي تتراكم في صحائف أعمال العباد فتأتي هذه المصائب لتكفر الذنوب ، ولتنبه ذوي القلوب الحية إلى العودة إلى الله بالتوبة إن أراد الله بها خيراً . وقد يستطيع المؤمن أن يفعل بعض الأسباب التي - بمشيئته - يرفع الله بها بلاءً كتبه عليه أو يخففه عنه بهذه الأسباب .. ومن هذه الأسباب وأهمها : (1) التقوى : ومعنى التقوى كما هو معروف : هو فعل أوامر الله واجتناب معاصيه الظاهرة والباطنة ومراقبة الله في السر والعلن في كل عمل . قال - سبحانه وتعالى - : ] ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً [ [الطلاق : 2] . جاء في تفسير ابن كثير : قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير هذه الآية : أي ينجيه من كل كرب في الدنيا والآخرة . وقال الربيع بن خُثيم : ] يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً [ : أي من كل شيء ضاق على الناس . ويأتي حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن عباس ليوضح نتيجة هذه التقوى أو أثرها في حياة المؤمن حين قال له : ( يا غلام ، إني معلّمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، تعرف إلى الله في الرخاء ، يعرفك في الشدة ) . ومعنى احفظ الله : أي احفظ أوامر الله ونواهيه في نفسك . ومعنى يحفظك : أي يتولاك ويرعاك ويسددك ويكون لك نصيراً في الدنيا والآخرة . قال - سبحانه - : ] أَلا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ [ [يونس : 62] . (2) أعمال البر (ركالإحسان إلى الخلق بجميع صوه) ، والدعاء : ونستدل هنا على ذلك بقصة الثلاثة الذين انسدَّ عليهم الغار بصخرة سقطت من الجبل ، فقالوا : ( ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم ) فكلٌّ دعا بصالح عمله فانفرجت الصخرة وخرجوا جميعاً ، وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم . وقد جاء في الحديث من صحيح الجامع الصغير : ( صدقة السر تطفئ غضب الرب ، وصلة الرحم تزيد في العمر ، وفعل المعروف يقي مصارع السوء ) . وجاء في الدعاء من صحيح الجامع الصغير : ( لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر ) . فليثق بالله كل مؤمن ومؤمنة لهما عند الله رصيد من أعمال الخير ، فليثق كل منهما أن الله لن يخذل من يفعل الخير خالصاً لوجهه الكريم وأنه سيرعاه ويتولاه . فكما قالت خديجة - رضي الله عنها - للرسول -صلى الله عليه وسلم - عندما عاد إليها من غار حراء وهو خائف بعد نزول جبريل - عليه السلام - مذكِّرة له بسجاياه الطيبة ، وأعماله الكريمة وأن مَن تكون هذه سجاياه وأعماله فلن يضيعه الله وسيرعاه ويتولاه بحفظه . قالت له : » كلا ، أبشر ، فوالله لا يخزيك الله أبداً ، إنك تصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكَلّ ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق « . ومن أمثلة أثر الدعاء في رفع البلاء قبل وقوعه : قصة قوم يونس . قال - تعالى - : فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إيمَانُهَا إلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا ومَتَّعْنَاهُمْ إلَى حِينٍ [ [يونس : 98] . وذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية : أنه عندما عاين قوم يونس أسباب العذاب الذي أنذرهم به يونس خرجوا يجأرون إلى الله ويستغيثونه ، ويتضرعون إليه وأحضروا أطفالهم ودوابهم ومواشيهم وسألوا الله أن يرفع عنهم العذاب ؛ فرحمهم الله وكشف عنهم العذاب . وتحدث ابن قيم الجوزية في كتابه (الجواب الكافي) عن الدعاء قائلاً : ( والدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء ، يدافعه ويعالجه ، ويمنع نزوله ، ويرفعه أو يخففه إذا نزل ، وهو سلاح المؤمن ، وله مع البلاء ثلاث مقامات : أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه . الثاني : أن يكون أضعف من البلاء ، فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً . الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منها صاحبه ) . وقال أيضاً : ( ولما كان الصحابة - رضي الله عنهم - أعلم الأمة بالله ورسوله ، وأفقههم في دينهم ، كانوا أقوم بهذا السبب وشروطه وآدابه من غيرهم ، وكان عمر - رضي الله عنه - يستنصر به على عدوه وكان يقول للصحابة : لستم تنصرون بكثرة ، وإنما تُنصرون من السماء ) . (3) الإكثار من الاستغفار والذكر : قال - سبحانه - : ] ومَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [ [الأنفال : 33] . وقد كشف الله الغمة عن يونس - عليه السلام - وهو في بطن الحوت لكثرة تسبيحه واستغفاره ، قال - سبحانه - في سورة الصافات : ] فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ وهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [ [ الصافات : 142-144] وكان من استغفاره - عليه السلام - وهو في بطن الحوت قوله : لاَّ إلَهَ إلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [ [الأنبياء : 87] وقال- صلى الله عليه وسلم - عن هذا الدعاء : » دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له « . وهكذا سيجد المؤمن والمؤمنة - بإذن الله - أثراً محسوساً في حياتهما بهذه الأسباب السالفة الذكر إن فعلاها وبالأخص في وقت الرخاء » تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفْك في الشدة « وأن يُراعَى فيها إخلاص النية لله ؛ عندئذ تؤتي ثمارها بمشيئة الله وتكون كالرصيد المالي المدخر الذي تظهر منفعته وقت الحاجة إليه . ---------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3679 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() أخي أليس من العيب أن تضيّع شبابك لاهياً أمام تلك المرأة القابعة في الزاوية الشرقية من غرفتي كنت أسرح شعري في أصيل يوم قائظ.. وكانت نغمات الموسيقى تملأ الجو صخباً وضجيجاً.. وفجأة خفق قلبي خفقاناً شديداً لم أعرف سببه.. اتجهتُ إلى المسجل وأسكتُّ تلك الموسيقى الغربية وذلك الضجيج الذي لا أفهم منه شيئاً.. وزاد قلبي خفقانا.. اتجهتُ إلى النافذة لأستنشق الهواء إلا أنني أحسست بشعور غريب لا أعلم ماهو ولا أدرك سببه! فما هي أول مرة أستعد هذا الاستعداد.. ثم أتجه إلى أحد الأسواق كي أُنقِّلَ طرفي هنا وهناك.. وأستأثم بمعاكسة الفتيات. وخلال عبوري البيت متجهاً إلى الباب الخارجي مررتُ بأمي. وبعد أن تجاوزتها ببضع خطوات نادتني: أحمد لقد رأيتك البارحة في المنام.. إلا أني تظاهرت بعد السماع وواصلت المسير.. لحقتْني وأمسكتْ بذراعي وقالت: ألن تضع حداً لهذا الاستهتار وضياع الوقت يا أحمد؟. وعندما التقتْ عيناي بعينيها عاودني ذلك الخفقان القلبي المريب.. واتجهتُ إلى الباب صامتاً ومن ثم خرجتُ إلى صديقي وبعد أن امتطيت سيارتي الفارهة.. التفَتَ إلىّ مبتسماً ونفثَ في وجهي شيئاً من دخان سيجارته الملتهبة. أما أنا فلا زال قلبي يضرب بقوة.. رفعتُ صوت المسجل علّه يصرف عني ما بي.. أي سوق سنذهب إليه الآن؟ سألني.. وعندما سمعت هذه الكلمة التي سمعتها ليلة البارحة وكأنما صمّت أذناي فلم أعد أسمع شيئاً سوى صدى تلك الكلمات المتدفقة بالحياة: أخي أليس من العيب أن تضيّع شبابك لاهياً .. ساعياً.. وراء بنات المسلمين وأن تساهم في إفساد المجتمع وأن تدعم مخططات الأعداء وأنت من فلذات أكبادنا ومن أبنائنا.. أخي ألا تتقي الله؟. وهكذا أصحبت هذه الكلمات تدوّي في سماء عقلي كالرعد المجلجل.. وصورة ذلك الرجل الذي يضيء وجهه إيماناً وطهراً لا تفارق مخيلتي رجل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمسك معصمي البارحة وأنا أتجول في أحد الأسواق ألاحق الفتيات.. وهمس في أذني بتلك الكلمات التي كانت أبلغ من كل تهديد أو وعيد.. فتحت عيني فإذا بصديقي يهزني بيده سائلا: ما بك؟ التفتُّ إليه وقلت: لا شيء .. أريد أن أرجع إلى البيت. ولا أدري ما هي القوة التي دفعت بصاحبي بأن يرجعني إلى البيت بدون مناقشة. هبطتُ من السيارة واتجهتُ إلى البيت دون أن أودع صاحبي.. وكم كان عجبي شديداً عندما رأيتُ البيت ممتلئاً.. رجالا.. ونساءً ذهلتُ. اتجهتُ إلى أخي الصغير لما رأيته ينتحب باكياً.. سألته ما بك؟! نشج.. ثم سعل.. ثم رفع رأسه الصغير إلىّ وقد امتلأت عيناه دموعاً وقال: أحمد.. لقد ماتت أمي.. أصيبت بنوبة قلبية.. وماتت.. أحسست بقلبي يتوقف رويداً رويداً، وتمنيتُ أن يعاوده ذلك الخفقان، إلا أنه لم يفعل. لقد مضى على هذه القصة ثلاث سنوات، وها أنذا الآن أرويها بدموعي.. وأردد الدعاء وجزيل الشكر لذلك الرجل الذي منحني عاطفة صادقة وكلمات ناصحة من القلب. ------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3680 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 70"] آه ياقلب لم الآهات والأحزان تلم بك من كل جانب لم العثرات تأخذك يمنة ويسار لم أنت مقيد بأغلال الذنوب والمعاصي لم ولم؟؟ ماذا أقول عنك ياقلب كفاك ياقلبي ألما وحسرات على مافات وانطلق معي نحو قلب جديد نظيف سليم انه قلب التائب والمنيب اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر سيائتنا وتوفنا مع الابرار [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |