منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 26-08-2013, 06:30 AM   #3691
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

اصحابي السبب في دخولي في المحرمات
هذا من الأمور المهمة والتي ما من شك فيها أن الصاحب ساحب
يا يسحبك إلى النار أو إلى الجنةالآن وأنت تقرأ هذا الموضوع، تأمل أصحابك!! من هم؟؟ هل صالحون؟؟ هل يذكروني بالله؟؟ هل يدخلون المواقع المحرمة أو المواقع المفيدة والدعوية.بل إذا خالطت هؤلاء الغافلين وجلست معهم فإنك سوف تقول الكل مثلنا، والكل يلعب ثم سوف تكون مثلهم، حدد من الآن وأعلم أنك سوف تتركهم ويوم القيامة سوف تتلاعنون إن كنتم من أهل النار.فاحذر يا عبد الله..وتذكر قصة ذلك الرجل الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قتل مائة نفس وكان يريد التوبة، فقال له العالم: اترك قريتك واذهب إلى قرية آخرى فيها ناس صالحون يعبدون الله فكون معهم.هذا يدلك على الصحبة وان القوم الصالحون سوف تكون مثلهم،،والقوم الفاسدون سوف تكون مثلهم، لهذا اترك الصحبة السيئة وابدلهم بصحبة صالحة..

سوف تقول أين أجد الصحبة الصالحة؟ نقول لك: سوف تجدهم ينتظروك في بيوت الله تعالى..المساجد.فإذا كان لديك بريد لأخوة أسرفوا على أنفسهم بالمعاصي، فانصحهم فإذا لم ينفع معهم فانجووووا بنفسك قبل ان ترحل من هذه الدنيا وتكون مفلس لا لديك حسنات.ويوم القيامة ترى أخوانك في الدنيا لديهم حسنات كالجبال، في فرحة وسعادة وأنت تبحث عن حسنة واحدة هناك فلا أحد يعطيك..نعم لا أحد يعطيك حسنة واحدة.فابدا مشوارك من الآن مع الدين والأخلاق الحسنة، وابتعد عن المحرمات من زنى ولواط وعادة سرية ومشاهدة الصور والأفلام،
واصبر على الطاعة والموعد إن شاء الله الجنة.كم سوف تعيش؟؟ خمسون سنة، مائة سنة، ثم ماذا؟ حفرة ضيقة لا صديق ولا رفيق ولا شيء ووالله لن تأخذ شيء من هذه الدنيا، لا الأموال ولا الأولاد ولا المنصب ولا الشهوات، وإنما سوف تأخذ كفن معك وعملك.فما هو عملك اخي الحبيب؟؟
حاسب نفسك واجلس مع نفسك..الأيام التي مضت، والسنوات التي رحلت من عمري، أين هي؟؟أين لذاتها في الحرام؟؟ أين المتعة في الحرام؟ كلها ذهبت وبقى الأثم.جرب طريق الإستقامة، اخي هل تريد الطمئينة؟؟هل تريد الراحة والسعادة؟؟
هل يجعل الله تعالى السعيد في معصيته؟؟ هل يجعل الله تعالى السعيد الذي خالف امره؟؟نعم ربما سعادة موهومه، أو سراب، ربما تجد العاصي يضحك معك ويبتسم لك ولكن قلبه نار تشتعل من الهموم والضيق بل دائما يتعثر في حياته ودائما تتعسر الأمور معه ودائما يهان من الناس.تعال انظر إلى كلام ربك الذي خلقك فسواك فعدلك، تأمل هذه الآيات، إنه كلام الله تعالى، قف مع هذه الآيات قليلا.قال الله تعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) النحل97.تأمل الآية.. الحياة الطيبة!! أين نجدها؟؟ هل في المعاصي والذنوب؟؟ هل في مشاهدة الصور والأفلام والزنى واللواط والعادة السرية؟ كلا وألف كلا.وإنما في العمل الصالح والإيمان، وهذا وعد من الله،
لقد وعدك اخي الكريم.أختي الكريم من يعمل صالحاً وهو مؤمن فإن الله سوف يجعله يعيش حياة سعيدة وطيبة هذا في الدينا.ثم في الآخرة قال تعالى(ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) إذن أربط حزام الآمان الذي يتكون من الإيمان والعمل الصالح وربما تصطدم ببعض الشهوات المحرمة ولكن إن كانت صداماتك قوية فلن يؤثر فيكوسير في طريقك أخي وأنت رابط هذا الحزام حتى تصل إلى بر الأمان، حتى تصل إلى الجنة التي أعدها الله تعالى لمن أطاعه وابتعد عن الحرام.فتأمل هذا رعاك الله..فلا تضيع الطريق
--------
للفايدة


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 06:45 AM   #3692
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أيا صاحبة الصوت الجميل !!
الحمد لله وبعد ,
فلا ريب أنّ ترقيق المرأة صوتها، وتنعيمه بحضرة رجال أجانب،لا يحلنَّ لها فيه أعظم الضرر عليها وعليهم, كما أنّ في ذلك أمضى سبب إلى فساد المجتمع برمته، وشيوع الفاحشة بأسرع طريق !ومن خلال هذه السطور أناشد حواءَ أن تتقي الله في مشاعر وعواطف الرجال, وألاَّ تعين الشيطان عليهم بعذوبة صوتها, ونعومة كلامها؛ فيكفيهم أمواج الفتنة, وبراكين الشهوات من بين أيديهم ومن خلفهم, وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم !
ولعل الإخوة والأخوات يساعدونني في تلخيص مفاسد ترقيق المرأة صوتها، وخضوعها بالقول، والتي أحسب أن من أبرزها النقاط التالية :
1- إثارة أطماع من في قلبه مرض :
قال الله جلّ شأنه: (( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا)) (سورة الأحزاب :32) فقد نهى الله تعالى أشرف نساء الأمة عن الخضوع بالقول، حتى لا يكنَّ سبباً في إثارة أطماع مرضى القلوب، ذلك أنَّ حلاوة الصوت وجاذبيته كثيراً ما تُحركُ أرباب الشهوات، فيبذلون ما في وسعهم لإشباع غرائزهم مع ذات الصوت الجميل ! وقد قيل:يا قوم:إنَّ أذني لبعض الحيِّ عاشقةً والأذن تعشق قبل العين أحياناً.
2- تعريض أهل العفة والصلاح إلى فتنةٍ محققة
قد يكون الرجل في أصله صالحاً، ذا خُلق وعفة، لا تخطر سفاسف الأمور، وقبيح الفعال على قلبه، فيبتلى بامرأةٍ لعوبٍ ذات صوت حسن، ونغمة رقيقة، وغُنجٍ متعمد فتثير لديه شهوةً خاملة، وفتنةً نائمة، فيخرج عن طوره، ويتخلى عن أدبه ووقاره، وكم من الصالحين وقعوا ضحايا الغانيات الماجنات، والفاتنات الناعمات ! وصدق نبينا الكريم- عليه الصلاة السلام- حيث يقول فيما رواه مسلم من طريق أسامة بن زيد- رضي الله عنهما-: (( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء )) .
3- شيوع الفاحشة في المجتمع
إنّ اعتياد بعض النسوة والفتيات الخضوع بالقول، وطمع مرضى القلوب فيهن، وافتتانهم بأصواتهنَّ كفيلٌ بإرباك المنظومة الأخلاقية في المجتمع، وإقحامه في أتون الفواحش والرذائل، وتعريض عامة الناس إلى الفتنة العمياء، والردّة الصمّاء ! وقد رأينا كيف وقعت بعضُ المجتمعات ضحية تهتك النساء، وتخنث الرجال، فراجت الفاحشة، وانتشرت الرذيلة، وذهب الحياء، وقلّ الوقار.حتى احترف النساء الغناء والعزف، والرقص والتمثيل, بل لعبنَ كلَّ الأدوار التمثيلية المطلوبة، بما فيها دور الزوجة النائمة بجانب زوجها عارية، تحت لحافٍ واحد، تتبادل معه القبلات الحارة, والمضاجعة الآثمة، التي تضجُّ من هولها الجبال!! . وما كان ليحدث شيء من هذا لولا تبذل النساء وتغنجهنَّ, وشروعهن في طريق الإغواء خطوةً خطوة، حتى آل الأمر إلى ما ترى وتسمع، والله المستعان !
4- الخضوع بالقول جرأة على حدود الله ، وقواعد الشريعة
لا ريب أنّ صوت المرأة في حدّ ذاته مهما كان جاداً بعيداً عن الريبة والخضوع، مثير لشهوة ضعاف النفوس, لئام الطبع؛ فكيف إذا صاحب الصوت تغنجٌ وتكسرٌ ولين وعذوبة ؟ ! إنّ الأثر حينئذ لجدُّ خطير، والمفسدة متحققة لا محالة، وأبرزها: افتتان الرجال بجمال الصوت ودلاله، فالغريزة في الذكور تجاه الإناث قابلة للهيجان عند أدنى مؤثر صادر عن المرأة، حتى ولو كان خفق نعليها، فكيف إذا كان الصوت صادراً من حنجرةٍ لعوب، ولسان ماكر؟! قال الله تعالى: ((وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) (سورة النور :31) .
5- الإفتتان بالدميمات
إنّ هيئة المرأة وصورتها قد لا تكون مثيرة للإعجاب لدى كثير من الرجال، بسبب دمامة الوجه وقبح المنظر، بيد أنّ نعومة الصوت وجاذبيته قد يتغلبان على ذلك النقص الجبلي، فيقع عقلاء الرجال فضلاً عن سفهائهم ضحية تلك الأصوات العذبة؛ فتطيش عقولهم، ويذهب وقارهم تحت أقدام النساء !!
6- ذهاب حياء المرأة وزيادة جرأتها
ومن الآثار السيئة لخضوع المرأة بالقول ما يتبعه من خطوات أخرى أشد فحشاً, ومنها ذهاب حيائها شيئاً فشيئاً، ومن ثمّ جرأتها على إذاعة صوتها عبر الإذاعات، والقنوات، والمداخلات في الفضائيات وغيرها، فإنَّ صفيقات الوجوه هنّ اللواتي يُكثرنَ من هذه المشاركات بلا مبررٍ ضروري ، بسبب ما تعودنَ عليه من التكسر والتغنج بأصواتهن ، بل ربما جرَّهُنَ ذلك إلى الإنشاد والغناء، وإلاَّ من أين خرجن هؤلاء المطربات الفاجرات ؟!
إلى هنا تم المقصود بحمد الله ونعمته وكرمه, والله المسؤول أن يجعلهُ خالصاً لوجههِ الكريم .
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم,,,

----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 07:09 AM   #3693
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من صبر الرسول صل الله علية وسلم
إن الحديث عن صبره عليه الصلاة والسلام ، هو في حقيقة الأمر حديث عن حياته كلها ، وعن سيرته بجميع تفاصيلها وأحداثها ، فحياته صلى الله عليه وسلم كلها صبر ومصابرة ، وجهاد ومجاهدة ، ولم يزل عليه الصلاة والسلام في جهد دؤوب ، وعمل متواصل ، وصبرٍ لا ينقطع ، منذ أن نزلت عليه أول آية ، وحتى آخر لحظة في حياته .


لقد عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم طبيعة ما سيلقاه في هذا الطريق ، منذ اللحظة الأولى لبعثته ، وبعد أول لقاء بالملك ، حين ذهبت به خديجة رضي الله عنها إلى ورقة بن نوفل ، فقال له ورقة : يا ليتني كنت حياً إذ يخرجك قومك ، فقال له عليه الصلاة والسلام : ( أو مخرجي هم ؟ ) ، قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي . فوطن نفسه منذ البداية على تحمل الصد والإيذاء والكيد والعداوة .
ومن المواقف التي يتجلّى فيها صبره عليه الصلاة والسلام ، ما تعرض له من أذى جسدي من قومه وأهله وعشيرته وهو بمكة يبلغ رسالة ربه ، ومن ذلك ما جاء عند البخاري أن عروة بن الزبير سأل عبد الله بن عمرو بن العاص عن أشد شيء صنعه المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة ، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط ، فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا ، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ، ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟ .


وفي يوم من الأيام كان عليه الصلاة والسلام يصلي عند البيت ، وأبو جهل وأصحابٌ له جلوس ،
فقال بعضهم لبعض: أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد ، فانبعث أشقى القوم فجاء به ، فانتظر حتى سجد النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه على ظهره بين كتفيه ، فجعلوا يضحكون ويميل بعضهم على بعض ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه ، حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره الأذى .
-------
يتبـــــــع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 07:39 AM   #3694
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وأشد من ذلك ، الأذى النفسي المتمثّل في ردّ دعوته وتكذيبه ، واتهامه بأنه كاهن وشاعر ومجنون وساحر ، وادعاء أن ما أتى به من آيات ما هي إلا أساطير الأولين ،
ومن ذلك ما قاله أبوجهل مستهزئا : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزلت : { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام } ( الأنفال : 33 – 34 ) ، وروى البخاري في صحيحه أن امرأة من المشركين جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له : يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك ؛ لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثا . فأنزل الله عز وجل : { والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى } ( الضحى : 1 – 3 ) ، وكان أبو لهب يتْبَع النبي صلى الله عليه وسلم في مجامع الناس وأسواقهم ، ويكذّبه ، بينما كانت امرأته أم جميل تجمع الحطب والشوك وتلقيه في طريقه .


وقد حدَّث صلى الله عليه وسلم عن موقف من مواقف الأسى والكرب ، حين يبلغ بالإنسان الحد أن ينسى نفسه وهو في غيبوبة الهم والحزن ، وذلك بعد أن ضاقت عليه مكة فخرج إلى الطائف يطلب النصرة ، فقد روى البخاري ومسلم أن عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقالت : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ قال : (لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل ابن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال فسلم علي ،
ثم قال : يا محمد فقال : إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ) .


ويبلغ الأذى قمته فيُحاصر صلى الله عليه وسلم ثلاث سنوات في شعب أبي طالب ، وتهجم عليه الأحزان المتوالية ، فيفقد زوجته خديجة التي كانت خير ناصر ومعين بعد الله عز وجل ، ثم يفاجأ بموت عمه الذي كان يحوطه ويدافع عنه ، ويضاعف حزنه أنه مات على الكفر ، ثم يخرج من بلده مهاجراً بعد عدة محاولات لقتله واغتياله ، وفي المدينة يبدأ عهداً جديدا ًمن الصبر والتضحية ، ، وحياة فيها الكثير من الجهد والشدة ، حتى جاع وافتقر ، وربط على بطنه الحجر ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( قد أُخفت في الله وما يخاف أحد ، ولقد أوذيت في الله وما يُؤذى أحد ، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة ومالي ول بلال طعامٌ يأكله ذو كبد ، إلا شيء يواريه إبط بلال ) رواه الترمذي .


وما بدر وأحد والأحزاب وتبوك وحنين وغيرها من غزواته وسراياه التي بلغت مائة غزوة وسرية ، إلا صفحات مضيئة من صبره وجهاده صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن يخرج من غزوة إلا ويدخل في أخرى ، حتى شُجَّ وجهه الشريف ، وكسرت رباعيته ، واتهم في عرضه ، ولحقه الأذى من المنافقين وجهلة الأعراب ، بل روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمة ، فقال رجل من الأنصار : والله ما أراد محمد بهذا وجه الله ، قال ابن مسعود : فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فتمعر وجهه وقال : ( رحم الله موسى ، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر ) .


ومن المواطن التي صبر فيها النبي صلى الله عليه وسلم ، أيّام موت أولاده وبناته ، حيث كان له من الذرية سبعةٌ ، توالى موتهم واحداً تلو الآخر حتى لم يبق منهم إلا فاطمة رضي الله عنها ، فما وهن ولا لان ، ولكن صبر صبراً جميلاً ، حتى أُثر عنه يوم موت ولده إبراهيم قوله: ( إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) .


ولم يكن صبر النبي صلى الله عليه وسلم مقتصراً على الأذى والابتلاء ، بل شمل صبره على طاعة الله سبحانه وتعالى حيث أمره ربّه بذلك في قوله : { فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل } ( الأحقاف : 35 ) ، وقوله : { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } ( طه : 132 ) ، فكان يجتهد في العبادة والطاعة حتى تتفطّر قدماه من طول القيام ، ويكثر من الصيام والذكر وغيرها من العبادات ، وإذا وكان شعاره في ذلك : أفلا أكون عبدا شكورا ؟


لقد كانت وقائع سيرته صلى الله عليه وسلم مدرسة للصابرين ، يستلهمون منها حلاوة الصبر ، وبرد اليقين ، ولذة الابتلاء في سبيل الله تعالى .
------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 08:21 AM   #3695
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الصبر على الاذى لرسول الله
لقد تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو إلى الله في مكة إلى أذى شديد من زعماء الكفار، ولقد كان قوي الشخصية شجاعًا في مواجهة هؤلاء الزعماء على الرغم مما كانوا عليه من قوة معنوية , ومكانة عالية بين العرب , فقد كانوا يقتلون بنظراتهم الحادة وألسنتهم السليطة كل ضعيف خوار,وكان العرب جميعًا يحترمونهم ويقدرون رأيهم لمكانتهم من خدمة بيت الله الحرام وجواره.
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجههم بما يكرهون حينما أصروا على باطلهم , وتحداهم بما عجزوا عن مقاومته حتى أسقط سمعتهم الوهمية القائمة على الدجل واستغلال غفلة العقول ، فلم يكن منهم إلا أن ضاعفوا من كيدهم وأذاهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به .
وقد جاءت روايات في بيان ماتعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى , فمن ذلك :
1 – ماأخرجه ابن إسحاق رحمه الله قال : حدثني يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه عروة بن الزبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قلت له : ما أكثر مارأيت قريشًا أصابوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كانوا يظهرون من عداوته ؟ قال : حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يومًا في الحجْر , فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من أمر ذلك الرجل قط , قد سفه أحلامنا وشتم آباءنا , وعاب ديننا , وفرق جماعتنا , وسب آلهتنا , لقد صبرنا منه على أمر عظيم , أو كما قالوا .
فبينما هم في ذلك إذا طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل يمشي حتى استلم الركن , ثم مر بهم طائفًا بالبيت , فلما مر بهم غمزوه ببعض القول . قال : فعرفت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال : ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها , فوقف ثم قال: أتسمعون يامعشر قريش ؟ أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح .
قال: فأخذت القوم كلمته حتى مامنهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع , حتى إن أشدهم فيه وصاة قبل ذلك لَيَرْفَؤْه بأحسن مايجد من القول , حتى إنه ليقول : انصرف أبا القاسم, فو الله ماكنت جهولاً .
قال : فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحِجْر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض : ذكرتم مابلغ منكم , ومابلغكم عنه , حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه .
فبينما هو في ذلك طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثبوا إليه وثبة رجل واحد , وأحاطوا به يقولون : أنت الذي تقول كذا وكذا ؟ لما كان يقول من عيب آلهتهم ودينهم , فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم أنا الذي أقول ذلك.
قال : فلقد رأيت رجلاً منهم أخذ بجمع ردائه . قال : فقام أبو بكر رضي الله عنه دونه, وهو يبكي ويقول : أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ! ثم انصرفوا عنه , فإن ذلك لأشد مارأيت قريشًا نالوا منه قط ([1]) .
وأخرجه أبو يعلى والطبراني بنحوه وفيه أن أبا جهل قال : يا محمد ماكنت جهولاً , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنت منهم " .
ذكره الهيثمي وقال : وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن , وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح ([2]) .
2 – أخرج الحافظ أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي بإسناده عن أسماء بنت أبي بكر أنهم قالوا لها : ما أشدُّ مارأيت المشركين بلغوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالت : كان المشركون قعدوا في المسجد يتذاكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ومايقول في آلهتهم فبينما هم كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاموا إليه وكانوا إذا سألوا عن شيء صَدَقهم فقالوا : ألست تقول كذا وكذا ؟ فقال: بلى فتشبثوا به بأجمعهم .
فأتى الصريخ إلى أبي بكر فقيل له : أدرك صاحبك فخرج من عندنا وإن له غدائر ([3]) فدخل المسجد وهو يقول : ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ؟ قال: فلهوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبلوا على أبي بكر , فرجع إلينا أبو بكر فجعل لايمس شيئًا من غدائره إلا جاء معه , وهو يقول : تباركت ياذا الجلال والإكرام ([4]) .
وقد أشار الحافظ ابن حجر إلى هذه الرواية وقال : ولقصة أبي بكر هذه شاهد من حديث علي أخرجه البزار من رواية محمد بن علي عن أبيه أنه خطب فقال:من أشجع الناس؟ فقالوا: أنت.
قال : أمَا إني مابارزني أحد إلا أنصفت منه , ولكنه أبو بكر , لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذته قريش , فهذا يجره وهذا يتلقاه , ويقولون له : أنت تجعل الآلهة إلها واحدا , فو الله مادنا منه أحد إلا أبو بكر يضرب هذا ويدفع هذا , ويقول : ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله .
ثم بكى عليّ ثم قال : أُنشِدكم الله أمؤمن آل فرعون أفضل أم أبو بكر ؟ فسكت القوم, فقال علي : والله لساعة من أبي بكر خير منه, ذلك رجل يكتم إيمانه وهذا يعلن إيمانه ([5]) .
وأخرج الإمام أحمد وأبو يعلى من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لقد ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة حتى غشي عليه فقام أبو بكر فجعل ينادي : ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله فقالوا من هذا : فقالوا : أبو بكر المجنون .
ذكره الهيثمي وقال : ورجالهما رجال الصحيح
([6]) .
3 – وأخرج الحافظ ابن سيد الناس من حديث عروة بن الزبير قال : حدثني عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه عثمان بن عفان قال : أكثر مانالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيت يوما- قال عمرو : فرأيت عيني عثمان بن عفان ذرفتا من تذكر ذلك – قال عثمان بن عفان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت ويده في يد أبي بكر , وفي الحجْر ثلاثة نفر جلوس : عقبة بن أبي معيط , وأبو جهل بن هشام , وأمية بن خلف , فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما حاذاهم أسمعوه بعض مايكره , فعُرِف ذلك في وجه النبي صلى الله عليه وسلم , فدنوت منه حتى وسَطته , فكان بيني وبين أبي بكر, وأدخل أصابعه في أصابعي حتى طفنا جميعا , فلما حاذاهم قال أبو جهل : والله لانصالحك ما بَلَّ بحر صوفة وأنت تنهى أن نعبد مايعبد آباؤنا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنَّى ذلك !
ثم مضى عنهم فصنعوا به في الشوط الثالث مثل ذلك , حتى إذا كان في الشوط الرابع ناهضوه ووثب أبو جهل يريد أن يأخذ بمجامع ثوبه فدفعته في صدره فوقع على استه , ودفع أبو بكر أمية بن خلف , ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عقبة بن أبي معيط , ثم انفرجوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف , ثم قال : أما والله لاتنتهون حتى يحل بكم عقابه عاجلا .
قال عثمان : فو الله مامنهم رجل إلا أخذه أَفْكل
([7]) , وهو يرتعد , فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بئس القوم أنتم لنبيكم , ثم انصرف إلى بيته , وتبعناه خلفه حتى انتهى إلى باب بيته, ووقف على السُّدَّة ثم أقبل علينا بوجهه فقال : أبشروا فإن الله عز وجل مظهرٌ دينه , ومُتِمٌّ كلمته وناصر نبيه , إن هؤلاء الذين ترون مما يذبح الله بأيديكم عاجلا ، قال : ثم انصرفنا إلى بيوتنا , فو الله لقد رأيتهم قد ذبحهم الله بأيدينا ([8]) .
وذكر الحافظ ابن حجر في شرح حديث عبد الله بن عمرو السابق من رواية الزبير بن بكار والدارقطني في "الأفراد" من طريق عبد الله بن عروة بن الزبير , عن عروة قال: حدثني عمرو بن عثمان عن أبيه عثمان .. وذكر أوله , ثم قال : " فذكر قصة يخالف سياقها حديث عبد الله بن عمرو هذا , فهذا الاختلاف ثابت على عروة في السند , ولكن سنده ضعيف , فإن كان محفوظًا حمل على التعدد , وليس ببعيد لما سأبينه" ثم قارن بين الروايتين وقال : وهذا يقوي التعدد ([9]) .
وهذا يعني أنه إذا كان خبرًا واحدًا فالمعتبر هو حديث عبد الله بن عمرو لأنه أقوى إسنادًا, وإن حمل على تعدد القصة وهو الذي رجحه الحافظ ابن حجر فإن ضعفه محتمل للتقوية , وهكذا أورده الحافظ ابن سيد الناس على أنه خبر مستقل
4 – وأخرج الإمام أحمد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو جالس حزينًا قد خُضِب بالدماء , ضربه بعض أهل مكة , قال فقال له: مالك؟ قال فقال له : فعل بي هؤلاء وفعلوا , قال فقال له جبريل : أتحب أن أريك آية ؟ قال: نعم , قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال : ادع تلك الشجرة , فدعاها فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه , فقال: مرها فلترجع , فرجعت إلى مكانها , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حسبي ([10]) .
من هذه النصوص نعرف مدى ماكان المشركون يضمرون لرسول الله صلى الله عليه وسلم من عداوة , حيث كانوا يجتمعون على محاربته ويوصي بعضهم بعضا بالوقوف في وجهه , ويلوم بعضهم بعضا على التقصير في مباداته بالعداء .
وحينما يكون العدو متفرقا أمره ويقاوم أفرادُه الدعوة الوافدة وهم فرادى فإن أمره يكون ميسورًا إذ بإمكان صاحب الدعوة أن يصل إلى إقناع بعضهم بدعوته وأن يتفادى عداوة الآخرين بكلمة مودة أو برد حازم يسكت عدوه , فأما حين يجتمع أفراد العدو على صاحب الدعوة فإن موقفه يكون حرجا أمامهم إذ أن السيادة في مثل هذه الاجتماعات تكون للدهماء الذين تحركهم عادةً العصبيةُ القبلية والتمسك بالموروثات وإن كانت تتنافى مع العقل السليم , ولايتمكن صاحب الدعوة – والحالة هذه – من مخاطبة أصحاب العقول المفكرة .
وقد كان زعماء قريش الذين تغلب هذه الصفات على أصحاب الرأي منهم هم الذين يحتلون ساحات المسجد الحرام ولايتركون الفرصة لأصحاب العقول المفكرة التي تميل إلى التحرر من الأوهام والخرافات التي لاتنسجم مع العقول السليمة .. لايتركون لهم الفرصة ليلتقي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يسمعوا كلامه فقد قاموا بالحجْر الفكري على مجتمعهم وطبقوا ذلك بصرامة فائقة حتى كان من يريد السماع من النبي صلى الله عليه وسلم يضطر إلى التسلل في الخفاء .
ومن هنا كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم صعبًا للغاية في معاملتهم وكان لابد له أحيانًا أن يخرج عن حلمه المعهود ليسلك معهم طريق الحزم والمجابهة كما هو الحال في الخبر الأول لأن الذين يواجهونه يخاطبونه بعواطفهم الثائرة الحاقدة ولايخاطبونه بعقول متزنة تدرك مايُلقَى عليها من قول وتفكر فيه، فلما قال لهم : أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح استكانوا وخضعوا له .
لقد كان زعماء الكفار أولئك يحاولون أن يبنوا لأنفسهم مجدا من خلال جرأتهم على الرسول صلى الله عليه وسلم وإقدامهم على سبه وإيذائه أمام الجمهور , حيث يظهرون بمظهر الأبطال الذين لايبالون بسخط النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ولا بسخط حماتهم من بني هاشم , فكان من المناسب أن يجيبهم النبي صلى الله عليه وسلم بكلام شديد يهز فيه من شخصياتهم ويسقط فيه من معنوياتهم حتى لايمتدحوا أمام أتباعهم بتلك المواقف الوهمية , ولقد حصل للنبي صلى الله عليه وسلم ما أراد حيث وجموا لسماع ذلك الكلام وتكلموا بكلام يحمل معنى الاعتذار عن موقفهم السيء ذلك .
إن اجتماعهم على الباطل يلغي تفكيرهم السليم ويجعلهم ينطلقون من الحماس المتأجج من العواطف الثائرة , وغالبًا مايكون التفكير والتوجيه من فرد أو أفراد يتزعمون أفراد المجتمع, فيبقى أغلب الأفراد تابعين لهؤلاء الزعماء من غير تفكير في صواب مادعوهم إليه من خطئه ولذلك أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم إلى التفكير المتأمل المتجرد عن فكر الجماعة الذي يهيمن عادة على الأفراد حيث يقول تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) (سبأ : 46 )
فإذا خلا الإنسان بنفسه ثم تفكر في أمر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه سيلغي من حسابه اتهامه بالجنون وغيره مما ألصقه به الأعداء , وكذلك إذا خلا بصاحبه وقَارَنَا بين النبي صلى الله عليه وسلم ومن عُرف عنهم الإصابة بهذه التهم , لأن الفكر – والحال هذه – ينطلق من العقل المتجرد من العاطفة والتبعية للقوى المهيمنة على العقول فلابد أن يصل إلى النتيجة الصحيحة الموافقة للعقل السليم .
وحينما يخلو الإنسان إلى فكره يخبو نداء العاطفة تدريجيًّا ويرتفع نداء العقل فيصلُ الإنسان إلى الحكم الصحيح العادل .
وفي هذه الأخبار مواقف رائعة لأبي بكر رضي الله عنه,حيث وقف دون النبي صلى الله عليه وسلم ودافع الناس عنه وحماه بنفسه حتى انصرف عنه أعداؤه , وفيها بيان لشدة الأذى الذي تحمله في سبيل ذلك,وهذا دليل على قوة إيمانه وشجاعته النادرة واستهانته بنفسه في سبيل الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي أحد هذه الأخبار شهادة على شجاعة أبي بكر البالغة يقدمها بطل كبير من أبطال الإسلام هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي لم تنتكس له راية ولم يقف له أحد في موقف.

وإنما يدرك فضل أهل الفضل من شاركهم في هذا الفضل , حيث شهد له بالإقدام على مدافعة المشركين وإنقاذ النبي صلى الله عليه وسلم من بين أيديهم بينما لم يجرؤ غيره على ذلك , وإن هذا الموقف بقدر مايصور شجاعة أبي بكر وتضحيته فإنه يصور فظاعة المشركين وعنفهم في الانتقام وقوة شخصياتهم التي أوقفت المؤمنين حتى عن الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وإن من مزايا هذه الشهادة الكريمة أنها تم إعلانها على ملأ من الناس, وفي وقت بدأ فيه بعض الموتورين والجهال بالغضِّ من شأن بعض كبار الصحابة , فأراد علي رضي الله عنه أن يعدِّل الموازين, وأن ينبئ الناس بأن محبتهم له يجب أن لاتطغى بحيث يترتب عليها التهوين من شأن كبار الصحابة كأبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين .
وإننا حين نبرز حق أبي بكر وفضله كما أعلنه علي رضي الله عنهما فإننا نقدر لعلي هذا الموقف الكريم المشتمل على التواضع الجمِّ والوفاء الكبير لأخوة له مضوا على درب الجهاد والدعوة.
وفي الخبر الأخير بيان لموقف عثمان رضي الله عنه حيث دفع أبا جهل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أوقعه على الأرض . مع ماكان يتمتع به أبو جهل من مكانة عالية بين قومه , فرضي الله عن هؤلاء الصحابة الذين صمدوا – مع قلتهم – لأهل الباطل وهم في أوج عزهم وكثرتهم .
-----

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 11:00 AM   #3696
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
في جـــوف الليـــــل
تفيق العيون والشوق يأسر الدموع التي تكاد أن تتفجر مثل الينابيع التي لا تنضب الجسد يتطهر ويقف ضامراً ذليلاً والكلمات تنساب على استحياء مما مضى الفكر صافى وبه نقاء لا يشوبه شيئاً من الدنيا ويخلد به حب الرحمن والشوق حاضر لأشرف الخلق صلى الله عليه وسلم الدموع حارة على الخد مطهرة للقلب غامرة للوجه فيا ربى أدمها على من نعمه الجسد ينهار بين يدي خالقه خوفاً من يوم تشيب فيه الولدان طامعاً في كرم من أوجده من العدم . تغمض العيون وعلى اللسان ترجى من الملك بالعفو تغمض العيون ومن القلب تذللاً على باب الرحمة تغمض العيون وفى الفكر أمنيات بمجاورة الرحمن ورفقة الرسول الأمين وأتباعه المؤمنين

[/frame]

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 03:45 PM   #3697
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

التــوحيــد ومعنـاه واقسـامــه
بسم الله الرحمن الرحيم
التوحيد: هو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له، وهو دين الرسل كلهم عليهم الصلاة والسلام الذي لا يقبل الله من أحد ديناً سواه، ولا تصح الأعمال إلا به، إذ هو أصلها الذي تُبنى عليه، ومتى لم يوجد لم ينفع العمل، بل هو حابط إذ لا تصح العبادة إلا به.
أقسام التوحيد
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية.
1 - توحيد الربوبية:
وهو الإقرار بأن لا رب للعالمين إلا الله الذي خلقهم، ورزقهم وهذا النوع من التوحيد قد أقرّ به المشركون الأوائل، فهم يشهدون أن الله هو الخالق والمالك والمدبر والمحيي والمميت وحده لا شريك له، قال تعالى: وَلَئَن سَألتَهُم مّن خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالأرضَ وَسَخَرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللّهُ فَأنَّى يُؤفَكُونَ [العنكبوت:61].
ولكن إقرارهم هذا وشهادتهم تلك لم تدخلهم في الإسلام، ولم تنجهم من النار ولم تعصم دماءهم وأموالهم، لأنهم لم يحققوا توحيد الألوهية، بل أشركوا مع الله في عبادته بصرفهم شيئاً منها لغيره.
2 - توحيد الأسماء والصفات:
وهو الإيمان بأن لله تعالى ذاتاً لا تشبهها الذوات وصفات لا تشبهها الصفات وأن أسماءه دالة دلالة قطعية على ما له سبحانه من صفات الكمال المطلق كما قال تعالى: لَيسَ كَمثلهِ شَيء وَهو السّميعُ البَصير [الشورى:11].
وأيضاً إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله إثباتاً يليق بجلاله من غير تشبيه، ولا تمثيل ولا تعطيل، ولا تحريف، ولا تأويل ولا تكييف، ولا نحاول لا بقلوبنا وتصوراتنا ولا بألستنا أن نكيف شيئاً من صفاته ولا أن نمثلها بصفات المخلوقين.
3 - توحيد الألوهية:
وهو توحيد العبادة أي إفراد الله سبحانه وتعالى بجميع أنواع العبادة التي أمر بها كالدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية، والإنابة، والإستعانة، والإستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من العبادات التي أمر الله بها كلها،

والدليل قوله تعالى: وَأَنَّ المَسَاجِدَ للّهِ فَلاَ تَدعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً [الجن:18]، بحيث لا يصرف الإنسان شيئاً من هذه العبادات لغير الله سبحانه وتعالى لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل ولا لولي صالح، ولا لأي أحد من المخلوقين، لأن العباده لا تصح إلا لله، فمن صرف شيئاً منها لغير الله فقد أشرك بالله شركاً أكبر وحبط عمله.
وحاصله هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله، والإقبال بالقلب والعبادة على الله، ولا يكفي في التوحيد دعواه والنطق بكلمة الشهادة من غير مفارقة لدين المشركين وما هم عليه من دعاء غير الله من الأموات ونحوهم والاستشفاع بهم إلى الله في كشف الضر وتحويله وطلب المدد والغوث منهم إلى غير ذلك من الأعمال الشركية التي تنافي التوحيد تماماً.
وتحقيق التوحيد: هو بمعرفته والاطلاع على حقيقته والقيام بها علماً وعملاً، وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح أو القلب إلى الله محبة وخوفاً، وإنابة وتوكلاً ودعاءً وإخلاصاً وإجلالاً وهيبة وتعظيماً وعبادة، وبالجملة فلا يكون في قلب العبد شيء لغير الله، ولا إرادة لما حرم الله من الشركيات والبدع والمعاصي كبيرها وصغيرها، ولا كراهة لما أمر الله به وذلك هو حقيقة التوحيد وحقيقة لا إله إلا الله
---------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 04:40 PM   #3698
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أهوال يوم القيامة - طول الموقف
وردت نصوص الكتاب والسنة في صفة الموقف وشدته ومدته وهوله، مما يدلل على خطورة ذلك اليوم العظيم، وذلك الموقف الرهيب.
فعند مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: )مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهُ إِلَّا أُحْمِىَ عَلَيْهِ في نَارِ جَهَنَّمَ فَيُجْعَلُ صَفَائِحَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبَاهُ وَجَبِينُهُ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلفَ سَنَةٍ، ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ (.
وروى الإمام أحمد وأبو يعلى وابن حبان في "صحيحه" عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: )يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. فقيل: ما أطول هذا اليوم! فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده؛ إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون عليه أخف من صلاة مكتوبة (.
ولطول ذلك اليوم يظن الناس في يوم المعاد أنهم لم يلبثوا في الحياة الدنيا إلا ساعة من نهار، كما قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ ﴾ (سورة يونس آية: 45) ، قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: "يقول تعالى مذكرا للناس قيام الساعة ويحشرهم من أجداثهم إلى عرصات القيامة: ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ ﴾، كقوله: ﴿ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ﴾ (سورة النازعات آية: 46). وقال تعالى: ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا ﴾ ( سورة طه آية: 104)، وقال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ﴾ (سورة الروم آية: 55) ، وهذا دليل على استقصار الحياة الدنيا في الدار الآخرة، كقوله: ﴿ قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ ﴾ (سورة المؤمنون الآيتان: 112- 113).
ويوم القيامة يطول على الكفار ويقصر على المؤمنين، ويشير لهذا قوله تعالى: ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴾ (سورة الفرقان آية: 26)، فتخصيصه عسر ذلك اليوم بالكافرين: يدل على أن المؤمنين ليسوا كذلك وقوله تعالى: ﴿ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ﴾ (سورة المدثر الآيتان: 9-10) يدل بمفهوم مخالفته على أنه يسير على المؤمنين غير عسير كما دل عليه قوله تعالى: ﴿ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ﴾ (سورة القمر آية: 8).
وقال ابن جرير: حدثني يونس، أنبأنا ابن وهب، أنبأنا عمرو بن الحارث: أن سعيدا الصواف حدثه أنه بلغه: أن يوم القيامة يقصر على المؤمنين، حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس، وأنهم يتقلبون في رياض الجنة، حتى يفرغ من الناس وذلك قوله: ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ (سورة الفرقان آية: 24) ، ونقله عنه ابن كثير في تفسيره.
------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 05:17 PM   #3699
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من أعمال القلوب - محبة الله تعالى
من أجل أعمال القلوب وأعظمها حب الله تعالى؛ وحب ما يقرب إليه.
وحب الله تعالى هو رأس الإيمان؛ والحامل والباعث على العمل رغم المشقة الحاصلة منه؛ وهو أس العبودية وأساسها؛ والمُحب لله تعالى مؤثر له على كل شيء في الوجود؛ والمحبون لله تعالى هم القائمون بأوامره الشرعية؛ والمنتهون عن زواجره.
وقد ورد الأمر الشرعي بحب الله تعالى؛ وحب ما يقرب إلى حبه؛ وورد علامات لمحبة الله تعالى.
فقال تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ﴾ (المائدة/ 54).
وقال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ ﴾ (البقرة 165).
روى البخاري في صحيحه عن أنس - رضي اللَّهُ عنه - عن النّبيّ - صلّى اللَّهُ عليه وسلّم - قال: )ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان اللّه ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما، ومن أحبّ عبدا لا يحبّه إلّا للّه، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه اللّه كما يكره أن يلقى في النّار(.
وروى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه؛ )أنّ رجلا سأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: متى السّاعة يا رسول اللّه؟ قال: ما أعددت لها؟. قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكنّي أحبّ اللّه ورسوله. قال: أنت مع من أحببت (.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: والقرآن والسّنّة مملوءان بذكر من يحبّه اللّه سبحانه من عباده المؤمنين، وذكر ما يحبّه من أعمالهم وأقوالهم وأخلاقهم. كقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ (آل عمران/ 146)، ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ (آل عمران/ 134، 148). فلو بطلت مسألة المحبّة لبطلت جميع مقامات الإيمان والإحسان. ولتعطّلت منازل السّير إلى اللّه. فإنّها روح كلّ مقام ومنزلة وعمل. فإذا خلا منها فهو ميّت لا روح فيه. ونسبتها إلى الأعمال كنسبة الإخلاص إليها.
بل هي حقيقة الإخلاص، بل هي نفس الإسلام. فإنّه الاستسلام بالذّلّ والحبّ والطّاعة للّه. فمن لا محبّة له لا إسلام له البتّة. بل هي حقيقة شهادة أن لا إله إلّا اللّه.
فإنّ «الإله» هو الّذي يألهه العباد حبّا وذلّا، وخوفا ورجاء، وتعظيما وطاعة له، بمعنى «مألوه» وهو الّذي تألهه القلوب. أي تحبّه وتذلّ له.
------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2013, 05:33 PM   #3700
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أضئ لنفسك الطريق يوم القيامة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ (سورة الحديد: الآية 12)، فالله -سبحانه وتعالى- يعطي العبد من النور على قدر أعماله في الدنيا، فمنهم من يعطى من النور كمثل الجبل أمامه، أو مثل النخلة، أو يعطى على قدر إبهام قدميه يضيء تارة ويطفئ أخرى، فيا ترى ما الأعمال التي تسبب النور أو تزيده يوم القيامة؟
1- المحافظة على الصلاة: فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه ذكر الصلاة يومًا فقال: )من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبَيِّ بن خلف(.
2- كثرة المشي إلى المساجد لصلاتي الفجر والعشاء: قال -صلى الله عليه وسلم-: )بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة(.
3- إسباغ الوضوء: أي إتمام غسل الأعضاء كاملة من غير نقص، قال -عليه الصلاة والسلام-: )إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء(.

4- قراءة سورة الكهف يوم الجمعة: قال -عليه الصلاة والسلام-: )من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة(.
5- إذا شاب الإنسان في طاعة الله -سبحانه وتعالى-: قال -عليه الصلاة والسلام-: )من شاب شيبةً في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة(، في الإسلام: أي كان مقيما على طاعة الله أي مضى في طاعة الله حتى أدركه الشيب، وصرف عمره في طاعة الله، ولو كانت شيبة واحدة، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: )لا تنتفوا الشيب ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام -قال: عن سفيان- إلا كانت له نورا يوم القيامة(.
6- المتحابون في الله :في الحديث القدسي أن الله –سبحانه وتعالى- يقول: )المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء(.
7- المقسطون في ولاياتهم: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: )إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يدي الرحمن يمين الذين يعدلون في حكمهم وما ولوا(.
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على النبي، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 07:27 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved