![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3751 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() يا دمعة طال انتظارها عدتُ متعباً في تلك الليلة… وكاد عقلي أن ينفجر من كثرة المُدخلات "الحسابية" والمُخرجات " التجارية". وما إن فتحت باب الشقة حتى وجدتُها "ساجدة".. سمعتُ نحيبها وهى تدعو ربها "يا غافر الذنب، يا قابل التوب، اغفر لزوجي وعجّل أوبته، وأعده إليك أحسن مما كان في سالف الأيام" فسقطت دمعة كنتُ في اشتياق إليها منذ سنين جلسنا معاً… "زوجتي ودمعتي وأنا" ذكّرتني وعيني تدمع بأيامنا مع الله: " صلاتنا.. صيامنا.. قيامنا.. ذكّرنا.. بكاءنا من خشيته.. تناصُحَنا فيه.. فرارنا منه إليه " فماذا حدث؟ زوج ألهته تجارته عن ربه ودعوته.. وزوجة ما يئست من تذكيره بربه.. ودمعة طال انتظارها.. استحلفتني بربها ألا أغضب من نصيحة ليلتنا هذه ثم قالت: - تخيل أنك الآن بين يدي ربك أتظنه سيرضى عنك وأنت بهذه الحال؟! - تخيل انك أُصبت عافاك الله بمرض ما، وقعدت عن تجارتك فأي ربح بالله عليك- ينفعك عند ربك؟! - تخيل أنك ملكت الدنيا كلها "ذهبُها وحريرها.. جاهها وسلطانها" ثم عشت ما عشت؛ فإلي أين المنتهى؟! أجابت… إلي طريق من اثنين: إما إلى الجنة، وإما إلى.. ثم مدت يدها وقالت: مد يدك وتعال نسير معا الى الجنة فكانت ليلة توبة ودمعة اوبة اسال الله ان يديمها ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3752 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() هذه قصتي في ظلال مواقع الزواج فاقسم بالله أن ماذكر فيها هي حياتي التي كنتُ بها وذكرتها هنا للعبرة والعظة وأرجو الدعاء لي بالهداية وأن يثبتني الله على دينه ولم أذكرها لأكون محطة حديثٍ وتعليقٍ لهذا وذاك فلتتقوا الله في كل كلمة تكتبوها وتمسني بسوء... أرجو نشرها في كل المواقع ولا تنسوا :: أن الدال على الخير كفاعله وأرجو عدم تغيرها أو الزيادة بها أو نقصها وأُشهدوا الله على ما تفعلون .. كانت الرغبة المتأججة بداخلي بزوجٍ صالحٍ يشاركني حياتي بفرحها وحزنها زوجاً يكون لي عوناً في هذه الحياة وعوناً على بلوغ أعلى مراتب الآخرة وكذلك اشتعال نيران الأمومة بداخلي أول بدايات سيري بهذا الطريق لا سيما أن أهلي كانوا يرفضوا من يتقدم لخطبتي بسبب دخله المتدني أو سوء أخلاق أهله ... الخ فأردت أن أجد بنفسي الزوج الذي يتفق مع شروط أهلي ورغباتي فالجات إلى مواقع الزواج بحكم تعدد الرجال وأصنافهم قمت بالتسجيل فيه كمتطلب أساسي وبدأت أبحر في شواطئه ومن أول تسجيل ولم يمضي على وجودي أكثر من يوم فوجئت بالردود الكثيرة وكل واحدٍ منهم يعلن رغبته الصادقه بالإرتباط فرحت كثيراً وقلت هنا سأجد ضالتي هنا سأجد مبتغاي ولكني نسيت أنني في بحر النت وأن الذئاب يترصدوا للفتيات في كل مكان بدأت أعتذر لهذا وأرسل قبول لذاك فكان المتعارف عليه بالموقع أنه عندما تجدي شخص وتعجبين ببياناته تقومين بالرد عليه بالموافقه ويتم تبادل الاميل لدخول الماسن حيث تتعرفي أكثر على هذا الشخص ثم بدأت رحلة الماسن ومن هنا بدأتُ أكتشف هدف هؤلاء الشباب فمن أول مرة يبدءون بالحديث عن الجنس فوجئت كثيرا وعرفت أنهم يريدون الجنس فقط فقمتُ بحذفهم واستمريت على هذا الحال وقمتُ بالتسجيل في أكثر من موقع وقد هاتفت بعضهم واستمريت قرابت الأربع شهور وأنا أهاتف بعض من أحسست بالارتياح معهم ولكن كنت أحادث أكثر من شابٍ وعندما بدءوا يتحدثوا عن الجنس كنت أساير بعضهم ولكنني كنت أشعر بداخلي بحقارة نفسي ودناءتها ولكن كنت أقول لابأس من أجل البحث عن زوجٍ كنت أتكلم مع بعضهم في الغالب في آخر الليل تناسيت أن هذا الوقت هو وقت رحمة وقت نزول الله عز وجل بعظمته وكبرياءه إلى السماء الدنيا ليسأل عباده هل من داعي فأستجيب له هل من مستغفرٍ فأغفر له آآآآه من تفريطي.. .وكنت أكتشف أن هذا متزوج وهذا قد وصل عمره للـ 35 بدون زواج لأنه وجد الحرام متوفر وكما يدعي بقوله أن الزواج مسؤليه وكان يحكي لي عن سفرياته المحرمة وآخر شاذ يريد أن يمارس كما يمارس بالتلفاز وآخر يريدها علاقة حبٍ فقط وآخر يريد أن يراني في شقه ...إلخ رأيتُ وسمعتُ عجبا منهم والمشكلة أنهم في بداية المكالمة يتصنعوا البراءة والطهر والرغبة الصارمة في الستر والبحث عن الحلال ولكن سرعان ما تظهر أنيابهم وأنزلت بنفسي إلى مستواهم من القذارة وممارسة الجنس عبر الهاتف ... ومع ذلك أستمر بحثي في المواقع عن هذا الرجل الذي أتمنى أن أجده رجلاً يحترمني ويقدرني كأنثى ولكني نسيت أيضا أنه لا يوجد رجلاً سيقدر امرأة أهانت نفسها في التعرض لمواقع الزواج والتي كان من المفروض أن تكون هذه المواقع ارتقاء لنا ومعالجة مشكلة العنوسة ولكن للأسف كانت مجرد استغلال الشباب للفتيات وللمطلقات وللأرامل استغلال ضعفهن وقلة حيلتهن ... ومع مرور الأيام وبحثي جار حتى التقيتُ بشابٍ كان كما كنت أصفه رائع وجدته وشعرت بأنني أسعد إنسانه وجدته كما أردته فتطور موضوعي معه من الماسن إلى المكالمات الهاتفيه تعلقتُ به كثيراً وأحببته كما كنت أعتقد كنت أتخيله بأنه سيكون زوجي وأباً لأولادي وأشعرني هو برغبته الكبيرة بي و من ثم طلب رؤيتي عندها وافقت دون تردد ولا تفكير وغفلة عن ربي وخنت ثقت أهلي بي وتم اللقاء بيننا وحصل ما يحصل بين أي فتاة وشاب ولكن لم يتجاوز الموضوع الخطوط الحمراء...بعد ذلك طلب مني إلغاء عضويتي من الموقع وفعلت ذلك وألغيت عضويتي بجميع المواقع ظناً مني أني وجدت فارس أحلامي وهو أيضا الغى عضويته واستمريت معه قرابة 6 أشهر وأنا بإنتظار أن يخبرني انه سيحادث أهله برغبته بالزواج ولكن دون جدوى كنتُ أُلمح له بأنني سوف أكمل دراستي بالخارج رغبة بأن أختبره هل هو صادق أم كاذب ولكن كان هذا التلميح متأخر واستيقاظي من الغفلة متأخر أيضاً وللأسف كان جوابه أن قال لي وبكل برود سافري للدراسة وأنا سألحقك هناك بين وقت ووقت لرؤيتك وهنا أظلمت الدنيا بوجهي وتأكدت أنه مجرد ذئب آخر عرف كيف يستغل ضعفي ورغبتي بالزواج فهنا قررت أن أخبره بأنني قد خُطبت وعندها قرر أن يأخذ رأي أهله بالموضوع فأخبرني بأن أهله لن يرضوا أن يزوجوه من خارج العائلة هنا تألمت وأخبرته أنه لا داعي للاستمرار بالعلاقة دام أن كل شي اتضح وأنهيت ما كان بيننا حزنت حزناً شديداً بكيت وعزلت نفسي في غرفتي يومين أبكي في حيرةٍ من أبي وأمي اللذان لا يعلمانِ شيئا... وكنتُ وقتها قد أنهيت دراستي الجامعية وقد مر 7 شهور من إنهاء دراستي... وفي يومٍ من الأيام والذي كان له أكبر الأثر بتغيـر حياتي واستيقاظي من غفلتي هو يومٌ سمعت شيخاً وهو راقي قصته طويله ولا داعي لذكرها هنا ولكن قال لي آيه من كتاب الله . (( لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم )) هنا أختلت موازيني وأستيقظت من غفلتي ففكرت بحياتي وماذا فعلت وماذا جنيت.. طرقت أبواب الناس ونسيتُ باب علام الغيوب ... سلكت الدرب الحرام سنة كاملة وأنا أتخبط بهذه المواقع تركت التضرع لله...نسيت أن ما بني على باطل فهو باطل... نسيت أن لي رباً رحيما يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ... هنا بدأتُ صفحة جديده من حياتي طلبت من والدي تغير رقم هاتفي وتحججت بأني أريد أن أغيره لشبكة أخرى فوافق على طلبي وبدأت رحلتي وحياتي الجديده مع خالقي ندمت ندما على ما فعلت بدأت أحافظ على صلواتي وأتوسل إلى ربي أن يغفر لي تقربت إلى ربٍ رحيم وتركت كل شيئٍ من أجله ( من ترك شيئاً لله عوضه الله بخيرٍ منه ) وهاأنا على هذا الطريق الجديد قرابة ثلاثة شهور وانا أنعم براحة في قلبي وصفاءٍ بفكري وطمأنينه بصدري وأن كل نفسٍ لن تموت إلا بعد استكمال رزقها فوالله الذي لا إله إلا هو أنني أشعر بأن ربي سيحقق مطلبي في القريب العاجل وأملي به كبير وانعكس رجوعي لله في كافتي أفعالي فقد أصبحت أراقب الله تعالى في كل ما أقوم به ... أنني أشعر بالندم فيما فرطت بجنب الله تعالى ... ولكن علمت أن ربي قد أخر زواجي لحكمة وهاهي هذه الحكمة تتجلى أمامي الآن فقد عدت لربي ولو أنه رزقني الزوج وأنا في غفلتي لستمريت بهذه الغفلة حتى ألقاه ولكن أراد أن يهديني إلى طريقه وكنت أتخبط قبل ذلك في تضييع الصلوات وقلة الذكر ومهاتفة الشباب ... فرسالة إلى أخواتِ الغاليات من بنات آدم وحواء رسالة أخطها بدم قلبي وبدمع عيني: أناشدكم جميعا يا فتيات الإسلام أن تستيقظوا من غفلتكم وشنوا حملتكم ضد هذه المواقع المضلة الفاسده المهلكة فأنا قد أنجاني منها رباً رحيما ولكن هناك من وقعوا في مصيدة الذئاب ... أعلموا أن أبواب السماء مفتوحة عودوا إلى الله ... لكل من تشتكي من تأخر الزواج أعلمي انه ما منعتي إلا لذنبٍ قد سهوتِ عنه أو لإختبار صبرك من رب العالمين وذلك ليسمع صوتك وأنت تناديه إن ربي ليفرح بتوبة العبدِ ولو أننا لم نخطئ لذهب بنا ولأتى بقومٍ يخطئون ويتوبون إليه أخرج مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر له) قال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر : 53] وقول الله تعالى في الحديث القدسي:- ((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة )) رواه الترمذي من حديث أنس وقال الألباني حديث حسن. فأهم شيئ التوبة التوبة والرجوع إلى الله تعالى وترك المعاصي وهجر محادثة الشباب بأي طريقة كانت بالماسنجر أو الشات...الخ ورسالة إلى أخواني أبناء آدم وحواء: فلتتقوا الله في أخواتكم في الله ولا تستغلوا ضعفهم وعواطفهم الجياشة ولتعلموا أن لكم أمهات وأخوات وسيكون لكم بنات وأن الزمن دوار فما فعلته ستجده بأهل بيتك وأن الله تعالى يمهل ولا يهمل (من زنا يزنى ولو بجدار بيته) وأن الذنوب تختم على قلب صاحبها بالظلام فعند ذلك لا يشعر بالحلال ولا بالحرام .. اتقـــــوا الله تعالى ولتتوبوا إليه ذهب من عمرنا الكثير ولم يتبقى إلا القليل... قال تعالى في كتابه الكريم ((يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3753 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الجود والكرم .. روائع القصص ![]() - رفع رجل إلى الحسن بن علي -رضي الله عنهما- رقعة، فقال: حاجتك مقضية. فقيل له: يابن رسول الله، لو نظرتَ في رقعتِهِ ثم رَدَدْتَ الجواب على قَدْرِ ذلك. فقال: يسألني الله ![]() - لقي رجل من أهل مَنْبِج[2] رجلاً من أهل المدينة، فقال: ممَّن الرجل؟ فقال: من أهل المدينة. فقال له: لقد أتانا رجل منكم يُقَالُ له: الحكم بن عبد المطلب. فأغنانا. فقال له المدني: وكيف؟ وما أتاكم إلاَّ في جُبَّة صوف؟! فقال: ما أغنانا بمال، ولكنه علَّمَنَا الكرم، فعاد بعضنا على بعض حتى استغنينا. - قال عمر بن أبي سلمة: حدثني ظِئْرٌ[3] كان لنا قال: قدمت بأباعر[4] لي عشرين أو ثلاثين بعيرًا ذا المروة أريد المِيرَةَ[5] من التمر، فقيل لي: إن عمرو بن عثمان في ماله، والحسين بن علي في ماله. قال: فجئت عمرو بن عثمان، فأمر لي ببعيرين أن يحمل لي عليهما، فقال لي قائل: ويلك، ائت الحسين بن علي. فجئته، ولم أكن أعرفه، فإذا رجل جالس بالأرض حوله عبيده، بين يديه جفنة[6] عظيمة، فيها خبز غليظ ولحم، وهو يأكل، وهم يأكلون معه، فسلَّمتُ، فقلتُ: والله ما أرى أن يعطيني هذا شيئًا. فقال: هَلُمَّ، فكُلْ. فأكلتُ معه، ثم قام إلى ربيع الماء مجراه، فجعل يشرب بيديه، ثم غسلهما، وقال: ما حاجتُك؟ فقلتُ: أمتع الله بك، قدمت بأباعر أريد الميرة من هذه القرية، فذُكِرْتَ لي، فأتيتُكَ لتعطيني ممَّا أعطاك الله. قال: اذهب فأتني بأباعرك. فجئتُ بها، فقال: دونك هذا المِرْبَد[7] فأَوْقِرْهَا[8] من هذا التمر. فأوقرتُها والله ما حملتْ، ثم انطلقتُ، فقلتُ: بأبي وأمي، هذا والله الكرم[9]. - اجتمع قُرَّاء البصرة إلى ابن عباس وهو عامل بالبصرة، فقالوا: لنا جار صوَّام قوَّام يتمنَّى كلُّ واحد مِنَّا أن يكون مثله، وقد زوَّج بنته من ابن أخيه، وهو فقير وليس عنده ما يُجَهِّزُهَا به. فقام عبد الله بن عباس، فأخذ بأيديهم، وأدخلهم داره، وفتح صندوقًا، فأخرج منه سِتِّ بِدَر[10]، فقال: احملوا. فحملوا، فقال ابن عباس: ما أنصفناه، أعطيناه ما يَشْغَلُهُ عن قيامه وصيامه، ارجعوا بنا نكن أعوانه على تجهيزها؛ فليس للدُّنْيَا من القدر ما يشغل مؤمنًا عن عبادة ربِّه، وما بنا من الكِبَرِ ما لا نخدم أولياء الله تعالى. ففعل وفعلوا[11]. - حُكِيَ أنه لما أجدب الناس بمصر، وعبد الحميد بن سعد أميرهم، فقال: والله لأُعْلِمَنَّ الشيطانَ أنِّي عدوُّه. فَعَالَ محاويجَهم إلى أن رخصت الأسعار، ثم عزل عنهم، فرحل وللتُّجَّار عليه ألف ألف درهم، فرهنهم بها حلي نسائه وقيمتها خمسمائة ألف ألف، فلما تعذَّر عليه ارتجاعُها كتب إليهم ببيعها ودَفْعِ الفاضل منها عن حقوقهم إلى مَنْ لم تَنَلْهُ صِلاتُه[12]. - كان مَعْنُ بن زائدة عاملاً على العراقين بالبصرة، فحضر بابه شاعرٌ، فأقام مدَّة، وأراد الدخول على مَعْنٍ، فلم يتهيَّأ له، فقال يومًا لبعض خدَّام معن: إذا دخل الأمير البستان فعرِّفْنِي. فلمَّا دخل الأمير البستان أَعْلَمَهُ، فكتب الشاعر بيتًا على خشبة، وألقاها في الماء الذي يدخل البستان، وكان معن على رأس الماء، فلمَّا بصر بالخشبة، أخذها وقرأها، فإذا مكتوب عليها: أَيَا جُودَ مَعْنٍ نَاجِ مَعْنًا بحاجتي فما لي إلى مَعْنٍ سواك شفيع[13] فقال: مَنْ صاحب هذه؟ فدُعِيَ بالرجل، فقال له: كيف قُلْتَ؟ فقال له، فأمر له بعَشْرِ بِدَرٍ، فأخذها، ووضع الأمير الخشبة تحت بساطه، فلمَّا كان اليوم الثاني أخرجها من تحت البساط وقرأها، ودعا بالرجل فدفع إليه مائة ألف درهم، فلمَّا أخذها الرجل تفكَّر وخاف أن يأخذ منه ما أعطاه فخرج، فلمَّا كان في اليوم الثالث قرأ ما فيها، ودعا بالرجل، فطُلِبَ فلم يُوجَدْ، فقال معن: حقٌّ عليَّ أنْ أُعْطِيَهُ حتى لا يبقى في بيت مالي ولا دينار[14]. - قيل لقيس بن سعد بن عبادة: هل رأيتَ أحدًا أسخى منك؟ فقال له: نعم، نزلنا بالبادية على امرأة، فحضر زوجها، فقالت له: إنه نزل بك ضِيفَانٌ. فجاء بناقة ونحرها، وقال: شأنكم بها.. فلمَّا كان بالغد جاء بأخرى ونحرها، وقال: شأنكم بها. فقلنا: ما أكلنا من التي نحرتَ لنا البارحة إلاَّ اليسير. فقال: إنِّي لا أُطْعِمُ أضيافي الغاب. فبقِينَا عنده يومين أو ثلاثة، والسماء تمطر، وهو يفعل كذلك، فلمَّا أردنا الرحيل وضعنا له مائة دينار في بيته، وقلنا للمرأة: اعتذري لنا إليه. ومضينا، فلمَّا مَتَع النهار إذا نحن برجل يصيح خلفنا: قفوا أيُّها الركب اللئام، أعطيتموني ثمن قرايَ. ثم إنه لحقنا، وقال: لتأخُذُنَّه، وإلاَّ طعنتكم برمحي هذا. فأخذناه وانصرف، فأنشأ يقول: وإذا أخذْتُ ثواب ما أعطَيْتُهُ فَكَفَى بذاك لنائلٍ تَكْدِيرا[15] - قيل مَرِضَ قيس بن سعد بن عبادة، فاستبطأ إخوانَهُ، فسأل عنهم، فقيل له: إنهم يستحيُون ممَّا لك عليهم من الدَّيْنِ. فقال: أخزى الله مالاً يمنع الإخوان من الزيارة!! ثم أمر مَنْ يُنَادي مَنْ كان لقيس عليه دَيْنٌ فهو منه في حلٍّ. فكُسِرَتْ عتَبَتُه بالعَشِيِّ، لكثرة ما عاده[16]. - قال عمر بن شَبَّة: أُتِيَ مَعْنُ بن زائدة بثلاثمائة أسير، فأمر بضرب أعناقهم، فقُدِّم غلامٌ منهم ليُقتل، فقال: يا مَعْنُ، لا يُقْتَلُ أسراك وهم عطاشٌ. فقال: اسقوهم ماءً. فلمَّا شربوا قام الغلام، فقال: أيُّها الأمير، لا تَقتُل أضيافك. فأطلقهم كلُّهم[17]. - بَكَتْ عجوزٌ على ميتٍ، فقيل لها: بماذا استحقَّ هذا منكِ؟ فقالت: جاورنا وما فينا إلاَّ مَنْ تَحِلُّ له الصَّدَقة، ومات وما فينا إلاَّ مَنْ تجِبُ عليه الزكاة[18]. - عن أبي عبد الله الواقدي القاضي، قال: جاءتني جارتي يوم عرفة، فقالت لي: ما عندنا من آلة العيد شيء. فمضيتُ إلى صديق لي من التُّجَّار فعَرَّفْتُهُ حاجتي إلى القرض، فأخرج إليَّ كيسًا مختومًا فيه ألفٌ ومائتا درهم، فانصرفتُ به إلى المنزل، فما استقررت جالسًا حتى استأذن عليَّ رجل من بني هاشم، فذَكَرَ تخلُّفَ غَلَّتُه واختلالَ حاله، وحاجتَهُ إلى القرض، فدخلتُ إلى امرأتي فعجبتها من ذلك، فقالت: فما عزمك؟ قلتُ: أشاطره الكيس. فقالت: والله ما أنصفتَ، لقيتَ رجلاً سوقة فأعطاك شيئًا، وجاءك رجل له من رسول الله ![]() - لما وَلَّى المنصورُ مَعْنَ بنَ زائدةَ أَذْرَبِيجَانَ قصده قوم من أهل الكوفة، فلمَّا صاروا ببابه استأذنوا عليه، فدخل الآذن، فقال: أصلح الله الأمير، بالباب وفدٌ من أهل العراق. قال: من أي العراق؟ قال: من الكوفة. قال: ائذن لهم. فدخلوا عليه فنظر إليهم معنٌ في هيئة زرية، فوثب على أريكته، وأنشأ يقول: إذا نوبةٌ نابَتْ صديقَكَ فاغْتَنِمْ مرمتَهَا فالدهْرُ بالناس قُلَّبُ فأحسنُ ثوبيكَ الذي هو لابسٌ وَأَفْرَهُ مُهْرَيْكَ الذي هو يركبُ وبادِرْ بمعروفٍ إذا كنْتَ قادرًا زوال اقْتِدَارٍ أو غنًى عنك يُعقِبُ[20] قال: فوثب إليه رجل من القوم، وقال: أصلح الله الأمير، ألا أُنْشِدُك أحسن من هذا؟ قال: لمن؟ قال: لابن عمك ابن هَرْمَة. قال: هات. فأنشأ يقول: وللنَّفْسِ تاراتٌ تحلُّ بها العُرَى وتسخو عن المال النفوس الشحائحُ إذا المرءُ لم ينفعك حيًّا فنفعه أقلُّ إذا ضُمَّتْ عليه الصفائحُ لأيَّة حالٍ يمنعُ المرء ماله غدًا فغدًا والموت غادٍ ورائحُ[21] قال معن: أَحْسَنَ والله، وإن كان الشعر لغيرك، يا غلامُ، أعطهم أربعة آلاف يستعينوا بها على أمورهم إلى أن يتهيَّأ لنا فيهم ما نريد. فقال الغلام: يا سيدي، أجعلها دنانير أم دراهم. فقال معن: والله لا تكون همَّتُك أرفع من همتي، صفِّرها لهم[22]. - قال الهيثم بن عدي: امترى ثلاثة في الأجواد، فقال رجل: أسخى الناس عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وقال آخر: أسخى الناس في عصرنا هذا قيس بن سعد بن عبادة. وقال الثالث: أسخى الناس عرابة الأوسي. فتلاحَوْا، وأفرطوا، وكثُر ضجيجهم في ذلك بفناء الكعبة، فقال لهم رجل: قد أكثرتم، فلا عليكم، يمضي كل واحد منكم إلى صاحبه يسأله حتى ينظر ما يعطيه، ونحكم على العيان. فقام صاحب عبد الله بن جعفر فصادفه، وقد وضع رجله في غرز راحلته يريد ضيعة له، فقال له: يابن عمِّ رسول الله ![]() ومضى صاحب قيس بن سعد بن عبادة، فلم يصادفه، وعاد، فقالت له الجارية: هو نائم، فما حاجتك إليه. قال: ابن سبيل ومنقطع به. قالت: فحاجتك أيسر من إيقاظه، هذا كيس فيه سبعمائة دينار، ما في دار قيس مال في هذا اليوم غيره، وامضِ إلى معاطن[23] الإبل إلى مولانا بغلامينا، فخذ راحلة مرحلة وما يصلحها وعبدًا، وامض لشأنك. فقيل إن قيسًا انتبه من رقدته، فخبرته المولاة بما صنعتْ، فأعتقها، وقال لها: ألا أنبهتني، فكنتُ أَزِيده من عُرُوض[24] ما في منزلنا، فلعلَّ ما أعطيتِه لم يقع بحيث ما أراد. ومضى صاحب عَرَابَة الأوسي إليه، فألفاه وقد خرج من منزله يريد الصلاة وهو متوكئ على عبدين، وقد كُفَّ بصره، فقال: يا عرابة. قال: قُلْ ما تشاء. قال: ابن سبيل، ومنقطع به. قال: فخلَّى عن العبدين، ثم صفَّق بيده اليمنى على اليسرى، ثم قال: أوه أوه، والله ما أصبحت ولا أمسي وقد تَرَكَتِ الحقوقُ لعرابة من مال، ولكن خذهما. يعني العبدين، قال: ما كنت بالذي أفعل، أقصُّ جناحيك!! قال: إن لم تأخذهما فهما حُرَّان، وإن شئت فأعتق، وإن شئت فخذ. وأقبل يلتمس الحائط بيده، قال: فأخذهما وجاء بهما. قال: فحكم الناس على ابن جعفر قد جاد بمال عظيم، وإن ذلك ليس بمستنكر له، إلاَّ أن السيف أجلُّها، وأن قيسًا أحد الأجواد حكَّم مملوكة في ماله بغير علمه، واستحسانه ما فعلته، وعتقه لها، وما تكلم به، وأجمعوا على أن أسخى الثلاثة عرابة الأوسي؛ لأنه جهد من مقلٍّ[25]. - قال رجل لحاتم: هل في العرب أجود منك؟ قال: كل العرب أجود مني. ثم أنشأ يحدث، قال: نزلت على غلام من العرب يتيم ذات ليلة، وكانت له مائة من الغنم، فذبح لي منها شاة، وأتاني بها، فلما قرب إلي دماغها، قلت: ما أطيب هذا الدماغ! قال: فذهب فلم يزل يأتيني منه، حتى قلت: قد اكتفيت. قال: فلما أصبحنا فإذا هو قد ذبح المائة شاة، وأبقى لا شيء له. قال الرجل: فقلت له: ما صنعتَ به؟ قال: ومتى أبلغ شكره، ولو صنعت به كل شيء؟ قال: على ذاك. قال: أعطيته مائة ناقة من خيار إبلي[26]. ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3754 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() آيات قرآنية وأدعية مصوّرة
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الفقير الى ربه |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3755 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ألشفـــــــــــاعــــــة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فهذه كلمات في الشفاعة، أولاً: كلمات في الشفاعة تعريف الشفاعة: الشفاعة في اللغة من الشفع، وهو ضد الوتر، لأن المشفوع صار شفعاً بالشفع. وتعريفها عرفاً وشرعاً هو: 1- سؤال الشافع الخيرَ لغيره. 2- أو: توسط الشافع لغيره بجلب نفع أو دفع ضر، أو رفعه. 3- أو: هي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم. أقسام الناس في الشفاعة: الناس في الشفاعة على ثلاثة أقسام: 1- قسم غلا في إثباتها: وهم النصارى المشركون، وغلاة الصوفية، والقبوريون، حيث جعلوا شفاعة من يعظمونه عند الله يوم القيامة كشفاعته في الدنيا، حيث اعتقدوا أن هؤلاء المعظمين يشفعون استقلالاً. 2- قسم أنكر الشفاعة: كالمعتزلة والخوارج؛ حيث أنكروا شفاعة النبي وغيره لأهل الكبائر، وقصروا الشفاعة على التائبين من المؤمنين، لأن إثبات الشفاعة للفساق ينافي مبدأ الوعيد في مذهبهم الباطل، فهم يرون وجوب إنفاذ الوعيد لمن استحقه، ولا يرون الشفاعة له لا من النبي صلى الله علية وسلم ولا من غيره. 3- قسم توسط: وهم أهل السنة والجماعة؛ فلم ينفوا كل شفاعة، ولم يثبتوا كل شفاعة. بل أثبتوا من الشفاعة ما دلّ عليه الدليل من الكتاب والسنة، ونفوا منها ما نفاه الدليل؛ فالشفاعة المثبتة عندهم هي التي تطلب من الله عز وجل وهي التي تكون للموحدين بعد إذن الله للشافع ورضاه عن المشفوع له؛ فلا تطلب من غير الله، ولا تكون إلا بعد إذنه ورضاه. فهذه الشفاعة يثبتها أهل السنة بأنواعها، بما في ذلك الشفاعة لأهل الكبائر. أما الشفاعة المنفية عند أهل السنة فهي التي نفاها الشرع، وهي التي تطلب من غير الله استقلالاً، ولم تتوافر فيها شروط الشفاعة. نوعا الشفاعة: من خلال ما مضى يتبين لنا أن الشفاعة نوعان: 1- مثبتة: وهي التي توافرت فيها شروط الشفاعة. 2- منفية: وهي التي لم تتوافر فيها تلك الشروط. شروط الشفاعة: للشفاعة المثبتة شرطان: وهما: 1- إذن الله للشافع، قال تعالى: مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ [البقرة:255]. 2- رضاه عن المشفوع له: قال الله تعالى: وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى [الأنبياء:28]. وبعضهم يزيد شرطين وهما: 3- قدرة الشافع على الشفاعة، كما قال تعالى في حق الشافع الذي يطلب منه: وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف:86]. فعلم أن طلبها من الأموات طلب ممن لا يملكها. 4- إسلام المشفوع له، قال تعالى: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ [غافر:18]. والمراد بالظالمين هنا: الكافرون ويستثنى منهم أبو طالب. وهذان الشرطان - في الحقيقة - يدخلان في الشرطين الأولين؛ فلا يَقْدر على الشفاعة إلا من أذن له الله، ولا يُشفع إلا لمسلم. أنواع الشفاعة المثبتة: قال الله تعالى: لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً[الزمر:44]. فهذه الآية تدل على أن للشفاعة أنواعاً متعددة، وفيما يلي ذكر تلك الأنواع: 1- الشفاعة الكبرى التي يتأخر عنها أولو العزم من الرسل، حتى تنتهي إلى النبي صلى الله علية وسلم فيقول: { أنا لها }، حتى تهرع الخلائق إلى الأنبياء، ليشفعوا لهم عند ربهم، ليريحهم من مقامهم في الموقف، ويقضي بينهم. وهذه الشفاعة خاصة بالنبي . 2- شفاعة النبي لأهل الجنة بدخولها، وهذه - أيضاً - خاصة بالنبي صلى الله علية وسلم. 3- شفاعة النبي صلى الله علية وسلم لعمه أبي طالب بأن يخفف عنه من عذاب النار، وهذه خاصة بالنبي صلى الله علية وسلم. 4- الشفاعة لقوم من العصاة من أمة محمد صلى الله علية وسلم قد استوجبوا النار، فيشفع لهم النبي ألا يدخلوها. وهذه للنبي صلى الله علية وسلم ولغيره من الملائكة، والمؤمنين. 5- الشفاعة للعصاة من أهل التوحيد الذين يدخلون النار بذنوبهم بأن يخرجوا منها. وهذه للنبي صلى الله علية وسلم وغيره. 6- الشفاعة لقوم من أهل الجنة في زيادة ثوابهم، ورفع درجاتهم. وهذه للنبي صلى الله علية وسلم وغيره. 7- شفاعة الأفراط لوالديهم المؤمنين. 8- شفاعة الشهداء لذويهم من المؤمنين. 9- شفاعة المؤمنين بعضهم لبعض. هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3756 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() تـــدابيـــــر صــلاة الفجـــــر بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم . أما بعد .. فهذه بعض التدابير الشرعية لتصلي الفجر في وقته : أولا : التبكير في النوم .. ( فقد كان صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها ) (رواه البخاري ) . وترجم البخاري : باب ما يكره من السمر بعد العشاء . قال الحافظ ابن حجر : والمراد بالسمر في الترجمة ما يكون في أمر مباح لأنَّ المحرم لا اختصاص لكراهته بعد صلاة العشاء ، بل هو حرام في الأوقات كلها . ثانيًا : صدق العزيمة والنية عند النوم . قال تعالى : "وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا " [الإسراء :19 ] ثالثا : الحرص على الطهارة وقراءة الأذكار قبل النوم . في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : " إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوئك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل : اللهم أسلمت وجهي إليك و فوضت أمري إليك و ألجأت ظهري إليك رغبة و رهبة إليك لا ملجأ و لا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت و بنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة و اجعلهن آخر ما تتكلم به " رابعًا : ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ من النوم . في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : " يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب مكان كل عقدة : عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس و إلا أصبح خبيث النفس كسلان " خامسًا : الاستعانة على القيام للصلاة بالأهل والصالحين . قال تعالى :" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى " [ المائدة : 2] وقال جل وعلا :" وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى " [ طه :132] سادسًا : استخدام وسائل التنبيه . سابعًا : عدم الإكثار من الأكل قبل النوم . ثامنًا : الاستعانة بنوم القيلولة ( بين الظهر والعصر ) في النهار .روى الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قيلوا فإن الشياطين لا تقيل " في الأدب المفرد وحسنه الألباني : عن خوات بن جبير قال: "نوم أول النهار خُرقٌ ( أي جهل ) ، وأوسطه خُلُق ( أي خلق محمود ) ، وآخره حمق . تاسعًا : عدم الانفراد في النوم ( إلا لضرورة ) . فقد روى الإمام أحمد في المسند وصححه الالباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم " نهى عن الوحدة : أن يبيت الرجل وحده " . عاشرًا : نضح الماء في وجه النائم . روى أبو داود والنسائي وصححه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " رحم الله رجلا قام من الليل فصلى و أيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء و رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت و أيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء" حادي عشر : الهمة في الاستيقاظ . ثاني عشر : الاستعانة بطاعة الله في النهار ( من أصلح نهاره أصلح الله له ليله ) . قال تعالى :" وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ " [ محمد :17 ] قال أبو سليمان الداراني : من أحسن في نهاره كوفئ في ليله ، ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره . فاستعينوا بالدعاء والتضرع ، وصدق اللجأ إلى الله تعالى ، وبهذه الوسائل العملية تبلغوا إن شاء الله تعالى ---------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3757 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() مـــــاذا لـــو كنـــــت أعمـــــى الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله،، كان لي صديق عزيز ،أعطاه الله صوتاً حسناً ولساناً ذاكراً ونفس طيبة ،كل من يجلس معه يحبه ويجله لاسيما وأن الله أعطاه روح الأنس والدعابة ، ولكن شاء الله أن يبتليه بمرض العمى ،حيث ولد وهو أعمى ثم نشأ وترعرع في كنف والديه ودرس وتعلم حتى كبر ولكن كان طول حياته لا يرى إلا الظلام -عافانا الله وإياكم- ، كنت دائماً أتأمل في صاحبي وكيف يعيش حياته وهو أعمى ، بل إني أتأمله أكثر حينما أحضر لقاءً أو اجتماع مع بعض الزملاء ويكون بيننا صاحبي فأرى من زملائي من يأتي والثاني يستقبله والآخر يقوم بواجب الضيافة والآخر ممسك بجواله يرى الجديد فيه وبعضهم من يجهز الطعام وهكذا.. كلٌ يفعل ما يشاء وحيداً دون مساعدة من أحد إلا صاحبي لايستطيع أن يفعل مايفعلون إلا بوجود من يساعده أو يفعل بعض مايفعلون فيما يستطيع ولكن يفعله ببطئ وحذر لئلا يؤذي نفسه أو يتعثر،فلايستطيع أن يأتي إلينا إلا بمساعدة ولايذهب إلى أي مكان إلا ومعه من يعاونه، حتى الإتصال بالجوال كم مرة قال لي : اتصل لي على فلان، وكم مرة قال لي : اذهب بي إلى ذاك المكان ، وهكذا هي حياته لا يستطيع أن يفعل ما يريد إلا بوجود شخص يسانده ويعاونه . حقيقة كنت دائماً أسأل نفسي وأقول : " ماذا لو كنت مكانه كيف ستكون حياتي " ،وأنت يا أيها القارئ الكريم اسأل نفسك "ماذا لو كنت أعمى كيف ستكون حياتك"،،؟ اغمض عينيك لمدة دقيقة ماذا ترى،،؟ لا ترى إلا الظلام،،حاول أن تسير لخطوات وأنت مغمض العينين،،لا أظن أنك ستتحمل،،ماذا لو كنت هكذا طول حياتك لا ترى إلا الظلام،،،كيف ستكون حياتك،،؟! كيف تأكل وتشرب؟ كيف تقرأ وتكتب ؟ كيف تهتدي للطريق ؟ . الإنسان يفرح حينما يرى والديه ويأنس حينما يرى أولاده وأهله وأقاربه ويبتهج حينما يرى المناظر الطبيعية الجميلة ، بعينيه يرى الأشياء،،وبناظريه يذهب ويعود،،وبهما يقرأ ويكتب ويتعلم ،،وبهما يهتدي للطريق ليلاً أو نهاراً،،وبهما يفعل ما يريد وما يشاء دون حاجة لمساعدة من أحد،،ماذا لو خلقك الله أعمى كمثل صاحبي لا تستطيع رؤية ما سبق كيف ستكون حياتك،،؟ كيف ستكون حياتك حينما تتحدث مع والديك وتضحك معهم وتأنس بهم ولكن لا تستطيع أن تراهم،وتتمنى أن تفعل أي شيء لخدمتهم وكسب رضاهم ولكنك لا تستطيع لأنك أعمى،،؟! كيف ستكون حياتك حينما تجلس مع أهلك وإخوتك وأقاربك تضحك معهم وتأنس بهم وتسمع أصواتهم،،ولكنك تتمنى رؤيتهم ولا تستطيع لأنك أعمى،،؟! كيف ستكون حياتك حينما يراك صغارك ويفرحون بك وبقدومك وتضمهم إلى صدرك وتضحك معهم وتقبلهم ويقبلونك،،ولكنك طول حياتك لا تستطيع رؤيتهم ولا تعرف أشكالهم وألوانهم،،لأنك أعمى،،؟! هب أن الله خلقك أعمى منذ الصغـر كمثل صاحبي، وتسمع الصغار يلعبون ويلهون ويضحكون وأنت جالس فريداً وحيداً حزيناً لا تستطيع فعل ما يفعلون ،، كيف ستكون حياتك،،؟! تأملت في صاحبي ثم تيقنت أنه في يوم من الأيام حينما كان صغيراً كان الصغار يلعبون ويلهون،،وصاحبي كان يجلس في زاوية البيت وحيداً يسمعهم يضحكون ويلعبون ويركضون ولكنه لا يستطيع فعل ما يفعلون،،لأنه أعمى . بل وتفكرت في والديه وكيف كانا ينظران إليه بنظرات الأسى والحزن والألم حينما كانوا ينظرون إلى الصغار وهم يلعبون وابنهم لا يستطيع اللعب معهم لأنه أعمى ولا يستطيعون هم فعل شيء،،تخيل نفسك لو كنت مكانهم ولديك طفل ضرير وترى الصغار يلهون ويضحكون ويلعبون وولدك في زاوية البيت ولا يستطيع فعل ما يفعلون،ما أنت فاعل،،؟! يقيناً لا تستطيع فعل شيء،،ولكن والله لتمنيت أن تفديه بعينيك ولا تكون أنت ولا هو في مثل هذا الموقف. صحيح أن هذا ابتلاء من الله سبحانه بحكمته وعدله وسيجازي من فقد حبيبتيه بالجنة كما قال المصطفى عليه السلام ،وفي الحديث الآخر " من يرد الله به خيراً يصب منه " ولكن حتى تعلم يا محب مقدار هذه النعمة العظيمة الجليلة الثمينة والتي أعطاك الله إياها دون ثمن ، وبدون أن تتألم أو تتحسر ،ولم يجعلك الله في مثل هذا الموقف . ولد أعمى قال لأمه يوماً متسائلاً : يا أمي ما شكل السماءُ وما الضياءُ وما القمر بـجـمـالهـا تتـحدثـون ولا أرى مــنهــا أثــــــر هـل هـــذه الـدنـيـا ظــلام فـي ظــلام مـستـمـر يا أمـي مـدي يـديـك عـسى يـزايـلـني الضجـر أمـشـي أخـاف تـعـثراً وسـط النهار أو السحـر لا أهتدي في السير إن طال الطريق وإن قصر أمـشـي أحـاذر أن يـصادفـنـي إذا أخـطو خطـر والأرض عـندي يستوي منها البسائط والحفـر عـكـازتـي هـي ناظـري هـل في جماد من نظـر يـجري الصـغـار ويلعـبون ويرتعون ولا ضرر وأنا ضـريـر قـاعــد فـي عـقـر داري مـسـتـقـر الله يـلـطـف بـي ويـصـرف ما أقـاسـي من كدر ولكن الأم صمتت، وفي قلبها ألم وأسى وحسرة، ولم تستطع الإجابة،، وكذا حال الأبكم والأصم فهو وإن كان يرى ولكنه يتمنى أن يكون مثل بقية الناس متحدثاً سميعاً،،واسأل نفسك ماذا لو كنت أبكماً أو أصماً،،،كيف ستكون حياتك،،؟! انظر يا أخي إلى التلفاز ثم أغلق صوته تماماً،،ماذا ترى،،؟! لا ترى إلا حركات دون أن تسمع شيئاً،،وهذا هو حال من لا يسمع فيما لو كان صوت التلفاز عالياً . أنت تجلس مع أهلك وزملائك وأقرانك وتتحدث معهم وتضحك وتأنس بهم،،وهو يراكم تتحدثون وتضحكون ولكن لايسمع شيئاً،،أنت تسمع قارئ القرآن وتتلذذ بهذا السماع،،وهو لايستطيع لأن الله خلقه هكذا غير قادر على السماع ،،أنت تسمع كل شيء وهو لايستطيع لأن الله خلقه هكذا،،،ماذا لو كنت مكانه،،كيف ستكون حياتك،،؟! وكذا حال المريض والمعاق ومن به عاهة فهو وإن كان متحدثاً سميعاً بصيراً إلا أنه يتمنى أن يكون في مثل صحتك وعافيتك،،فإن كنت تراه وتحمد الله أنك لم تكن مثله ،فإنه يراك ويتمنى أن يكون مثلك، وإن كنت تدعو الله ألا يبتليك مما ابتلاه فإنه يدعو الله أن يعافيه مما ابتلاه . وثق تماماً أن كل أعمى أو أبكماً أو أصماً أو مريضاً أو معاقاً أو غيرهم مما فيه عاهة يراك ويغبطك على هذه النعم التي أعطاك الله إياها هبة وفضلاً وكرماً ويتمنى أن يكون مثلك في الصحة والعافية وأن أعضاءه سليمة ،،(أسأل الله أن يشفي كل مريض ومبتلى وأن يقر أعينهم بالشفاء والصحة والعافية) . أحبتي الفضلاء : بعد هذا العرض البسيط أتساءل : كيف يتجرأ العبد المسكين الفقير أن يعصي الله بنعمته،،!! كيف يتجرأ الإنسان الضعيف أن يعصي من وهبه النعم بنعمه وهو يعلم أن الله يراه ومطلع عليه،،!! ماهذه الجرأة ؟!! ألا يستحي البد بعد أن أكرمه الله بنعم عظيمة جليلة لا تقدر بثمن وأزاح عنه هم فقد النعم ، وأزاح عنه عواقب فقد النعم أن يعصي الله بنعمه . ألا يخشى العبد العاصي أن يسلب الله منه هذه النعم بعد أن أكرمه بها، فالله بكرمه أزاح عنك هذا الهم بهذه النعم واصطفاك وفضلك على كثير ممن خلق تفضيلاً ،فالذي وهبك ومنّ عليك بهذه النعم العظيمة قادر بقدرته وحكمته وعدله على سلبها منك . فإن كنت مسلماً سميعاً بصيراً وقادر على الكلام وفي صحة جيدة فقد فضلك الله وميزك على كثير من خلقه ،ويتمنى الكثير لو كانوا مثلك ،وإن كنت زيادة على ذلك لديك المسكن والمأكل والمشرب والمركب وتعيش في أمن وأمان فأنت والله ملك من ملوك هذه الدنيا بل قد حيزت لك الدنيا بحذافيرها ، فقد قال المصطفى –عليه السلام- "من أصبح آمناً في سربه، معافى في جسده ،عنده قوت يومه ،فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها " . ولذا يا محب إذا رأيت رجلاً غنياً أو صاحب جاه أو منصب أو رجلاً فيه من الصفات ماليس فيك فاعمل بوصية رسول الله-صلى الله عليه وسلم- حين قال "انظروا إلى من هو دونكم ولاتنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أحرى ألا تزدروا نعمة ربكم...." . ووالله لو تأملت في حالك وفي صحتك وعافيتك وتأملت نعم الله عليك لهانت عليك مصائب الدنيا ومشاكلها سواء كانت مشكلة مالية أو نفسية أو أسرية أو غيرها ،فبمجرد النظر والتأمل إلى هذه النعم التي أسبغها الله عليك ورؤية من ابتلاه الله بفقدها تهون عليك والله كل المصائب . فاحمد الله واشكره شكراً كثيراً على نعمه وفضله وإحسانه ، وأعظم نعمة تستحق الحمد والشكر والتي حرمها كثير من الناس هي نعمة الإسلام والعقيدة الصافية السليمة فقد قال الله في الحديث القدسي " ياعبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم" فالله اصطفاك على العالمين وجعلك مسلماً موحداً، فاحمد الله واشكره على نعمه وآلائه ليزيدك من واسع كرمه وفضله ، ثم اشكره شكراً كثيراً قولاً وفعلاً على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ليزيدك سبحانه من فضله ونعمائه ،فالشكور سبحانه يحب الشاكرين ووعد من يحمده ويشكره بالزيادة ،فقد قال الله سبحانه "ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد" ، وكان أحد السلف يدعو ويقول : اللهم اجعلني من الأقلين ، قيل له "لماذا ؟ قال : لأن الله قال " إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لايشكرون" وقال سبحانه "وقليل من عبادي الشكور" ،وأنا أرجو الله وأدعوه أن يجعلني من الأقلين الشاكرين . ونحن ندعو الله ونسأله أن يجعلنا من عباده الأقلين الشاكرين . اللهم لك الحمد حتى يبلغ الحمد منتهاه ،اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى،،اللهم ارزقنا شكر نعمتك،ونعوذ بك اللهم من زوال نعمتك ومن تحول عافيتك ومن فجاءة نقمتك ومن جميع سخطك . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، ------- للفايدة -------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3758 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() النور الإلهي- يوم يتعرف عليه البشر بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد : فلم يحظ قرن من القرون بمثل ماقيل عن هذا المتأخر منها من أوصاف المديح والثناء فهو زمن تحضر فيه الإنسان ونال مدنية وتكرمة وعزة وكثيرا من المعاني الإنسانية التي اصطبغ بها ساكنوا المعمورة . ومن المفارقات أن يصدر مثل هذا عن مفكرين وأدباء وهم الذين يرون كم سالت فيه الدماء غزيرة وأعداد المشوهين يفوقون الحصر. ومن العجب أن ترى من هؤلاء الكتبة من هو وراء مثل هذه المعارك الدموية فأحدهم يُسوَق للقتل والدمار عن طريق إشاعته في مؤلفاته بـ(( أن الغاية تبرر الوسيلة)) مهما كانت طبيعة هذه ونوعية صبغتها فالحكم في ذلك مصلحة الفرد والمجتمع والأمم دون مراعاة لما تقول عنها الأديان السماوية والأفكار الإنسانية النيَرة . وبعد أن كان الأذى يصيب المئات والآلاف أصبحت ضحاياه بالملايين سواء كان ذلك من المتقاتلين أو من الشيوخ والنساء والأطفال بل ربما طال الحيوانات والنبات وكم نرى من الأمم من يفتخر بملكيته مثل هذه الأسلحة الفتاكة التي يحصل بها الفناء دون نظر للأحكام على هذا المعدم برقابة من وحي إلاهي أو ضمير إنساني . ومما يعظم مثل هذا النهج والسلوك أن يقول القرآن الكريم (( من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)). وبه تظهر كرامة الإنسان عند ربه ومدى منزلته ومقدار مكانته فهو سيد هذا الكون وعليه المدار في خلقه وإيجاده (( إني جاعل في الأرض خليفة )) . والنظر إليه بعزة وتكرمة ومحاولة هدايته ودلالته على الحق والخير وعدم المساس به أو إيذائه دون أن يدفع لذلك شيء من الحق أو يوصل إليه أسباب تدعو لمثله . وحركة البشر عندما تنفلت من الحدود الربانية فإنها تسعى به وتقوده إلى حيث يحيا التعاسة والشقاء والألم (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) ودوافع الهوى ونزغات الشيطان تبقى دون هيمنة لأحكام الإلاه وحدود الرب قائدة للمرء إلى حيث الظلمات والضلال (( بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم )) وهو مالا يعفي البشر مما ساد حياتهم من الشرور والآثام رغم نعمة الإيجاد وفضائل المدد بالرزق والصحة والفكر والعقل (( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة )) وكان ذو الجلال والجمال له فضائله في تكوين ابن آدم وطبيعة معيشته (( الذي أحسن كل شيء خلقه )) . ولو سار المرء حياته وفق الحقائق هذه وطالب نفسه بالوقوف عندها لأصبح هانئا وأمسى مستريحا (( ففروا إلى الله )) فحياة البشر في الكون يحكمها تشريع إلاهي يقوم على الإحسان للمحسن (( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )) والعدل من الرب هو من يدرك المتدبر مدى تواجده وقيام نظام الكون وفقه (( والسماء رفعها ووضع الميزان )) (( إن الله يحب المقسطين )) ومن أدخل نفسه تحت رعاية الخالق وحفظه بما وصل إليه من طرق للخير وسبل للحق فقد فاز وأفلح ونجح واهتدى. (( هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور )) وسيادة هدى الله تعالى تعني وجود الخير في كل نواحي الحياة الإنسانية وجميع شؤونها وماتدور الكائنات عليه . (( ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما )) وهي أمور لايسع المرء إلا أن يوقن بها وأنها تسير بنظام تحكمه أقدار الإلاه وحكمه كما هو سير نظام مافي الكون من مجرات وكواكب تجري بدقة وإحكام (( سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا )) ورحمة الله ولطفه يدركهما المرء عندما يتعرف على موجده ويحبه ويخافه ويرجوه فإذا هو من عباد الله المتقين وصالحي المحسنين والمتوكلين على الحافظ الكريم الذين يكلؤهم برعايته ويحفظهم وفق تعرفهم عليه ومحبتهم له وعبادتهم إياه وعباد الرحمن إن أحبوا الخير لأنفسهم ولذواتهم فهم لايبخلون به على من سواهم بل إنهم لكثير مايؤثرون به غيرهم وفي الحديث النبوي (( والذي نفسي بيده لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولاتؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم )) وهذه الأمة هي على الدوام مصدر إشعاع للخير ونبذ للشر كما أنها نبع للرحمة والهداية وماعرفت على مدار الزمن إلا كذلك وأسوتها في ذلك نبيها المختار صلى الله عليه وسلم (( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )) ومن هداها لذلك هو مولاها الذي أثبت ذلك لها (( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لامولى لهم )) والخير فيها صبغة وفطرة وشريعة ((ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات )) وإرادة الله فيها بأنها رائدة للبشرية وأنها لاترتضي لها حياة سوى ماسكن فيها من مودة وصفاء وطمأنينة وسلام ويسر (( يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر )) وحين يحل في أرض الله الخير فهو مقصد للهداة من هذه الأمة وهدف سام لهم ينبع من أفئدتهم ويقطن في عقولهم وأفكارهم ومشاعرهم ووجداناتهم . (( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها )) ولاعجب فهو من فيض الرحمن ومدده (( كتب ربكم على نفسه الرحمة )) وهو سبيل لو وعاه البشر وأدركوه لرتقوا به إلى حيث يعم الحق والخير (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )) ويبتعدوا به عن كل جور وظلم وبغي (( إنه لا يفلح الظالمون )) وهذا لأن ميادين حركات الإنسان هي محكومة بنظام إلاهي وحق رباني (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )) والأنبياء والمصلحون ينالهم الأذى من المدعوين ولكنهم يصبرون على ذلك بل ويدعون لقومهم بالهداية دون ملل أو كلل (( اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون )) ومن حمل عبء ذلك علم أن صلاح الكون مرهون بتقوى الخلق وإيمانهم وإحسانهم (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض )) ومن أخلص حياته للحق والخير فلن يطال أحدا منه في هذه الأرض شيئا من الظلم لأن طبعه لايتناسق ولايتوازى مع شيء من ذلك فهو ضد صبغته وخلقته وتكوينه (( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )) وبتأكد مدى ماوصل إليه الظلم ضمن أعمال السوء الأخرى فهو يقيَم على أنه أساس الشر وركينة الباطل (( ومايجحد بآياتنا إلا الظالمون )) وقد اتضح وبان ماهم عليه من الآثام وإن خفي واستتر من أذنب بغيره (( بل الظالمون في ضلال مبين )) والظلمة يقودون أنفسهم إلى حيث الهلكة والدمار وهم من اتجهوا بذواتهم لذلك (( فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )) والله خلقهم لرحمته وعبادته والتذلل له ولكنهم اتجهوا بأنفسهم إلى مقار الشقاء وحيث يكون العذاب والتعاسة وقد ركبوامركبا صعبا عندما تعرضوا لغضب الله ولعناته (( ألا لعنة الله على الظالمين )) والعهود والمواثيق المعطاة للإنسان لن ينالها هؤلاء (( لاينال عهدي الظالمين )) وإنها لنعمة من الإلاه قد استبدلوا بها الشرور والآثام (( ومن يبدل نعمة الله من بعد ماجاءته فإن الله شديد العقاب )) والعلو مطلب إنساني ولايريد سواه إنسان ذو لب وعقل يستبدل به ركونا إلى الأرض ورضا بهوانها (( ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه )) ولما يكون سعيه في دنياه رهين رضى ربه ومحبة خالقه وهو مابه يفرح ويسعد (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )) وهم من يحفظهم ربهم ويرعاهم (( فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين )) والمرء الذي سعى إلى حب الله وخوفه ورجائه هو من أدرك عظمة الخالق وقدره حق قدره وضمن لنفسه- برحمة الله – الرضى والأمان لأنه من بيده الملكوت ويسعى لرضائه عقلاء البشر على مر التاريخ وإنه إن يقل سواه إنني أملك ذلك فليضمن لنفسه البقاء على الأرض دون أن يدفن فيها (( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بإذنه )) وما أظهرته وما أبطنته فهو يعلمه (( ويعلم ماتخفون وماتعلنون )) وإذا علم البشر ماعليه إلاههم من عزة وكبرياء أطاعوه ورضوا شرعه ليحصل لهم الولاية والنور (( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور )) والتوكل على ربهم ليحبهم (( فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين )) ويسعون لتحقيق العدل في الأرض (( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) والتخفيف من كل ضيق وعسر (( يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا)) (( فلولا أنه كان من المسبحين ــ للبث في بطنه إلى يوم يبعثون )) وتجارته مع الرحمن هي في قمة الربح (( وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون )) وإحسانهم يجعلهم مصحوبين بعناية الله (( وإن الله مع المحسنين )) ومن صفة اللطف في الله يتعامل الدعاة بها ليحققوا مرادات الله في الكون (( الله لطيف بعباده )) وهم يريدون أجرا من الله فيعفون ويصفحون (( فمن عفا وأصلح فأجره على الله )) وهم من يهديهم الله مع بال صالح ((سيهديهم ويصلح بالهم )) ويرون الصدق معه الخير دائما (( فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم )) وعنده يتجلى الحق بأنه هو الحق وحده وماسواه باطل وإن أعجبته نفسه ساعة من الدهر فذلك ماهو إلا السراب المضلل لصاحبه (( ذلك بأن الله هو الحق وأن مايدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير )) وفي الأزمات لايجد البشر سوى الله يفرون إليه (( ففروا إلى الله )) لأنه من وصف نفسه بالجلال والإكرام (( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام )) وربنا وإن نسب المال لنا إلا أن الملكية الحقة له سبحانه (( كلوا من رزق ربكم واشكروا له )) ودين الله هو النور الحق الذي يستضاء به في كل شيء في هذه الدنيا (( والله متم نوره ولو كره الكافرون )) ومخارج مافي الحياة وأرزاق البشر هي بيد الله يهبها للإنسان إن هو اتقاه (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ــ ويرزقه من حيث لايحتسب )) ومن يطلب اليسر فليتق (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا )) وللسقيا والأمطار والخيرات فهي بالقيام بأمر الله (( وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا )) وبالتوبة والتطهر يحصل حب الله للعبد (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) وعلم الله بظواهرك وبواطنك يجعلك تحذره وتطلب رضاه (( واعلموا أن الله يعلم مافي أنفسكم فاحذروه )) وعملهم محفوظ لهم لن يضيع ولن ينقص (( ومايفعلوا من خير فلن يكفروه )) واتصاف القلب بالسلامة هو ما يرتقي بالإنسان إلى حيث النفع والفائدة (( يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم )) والحياة الحقيقية هي مايأتي من الله ومايهبه لعبده (( لينذر من كان حيا )) (( ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )) ومن أراد مددا من الله وسكينة فليؤمن به (( ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها )) وبإيمانهم يعمرون الكون بالخلافة فيه والإصلاح والبناء (( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم )) ومن اتجه بأعماله لرضى ربه فقد تحقق له الأجر العظيم (( ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما )) وعدم الإيمان يعني منتهى الخسارة (( الذين خسروا أنفسهم فهم لايؤمنون )) وإذا حصل لهم مايسوؤهم فهو بفعلهم (( ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون )) والتقوى حصانة وستر ومناعة (( ولباس التقوى ذلك خير )) ومن منا لايرتجي رحمة الله وقد عمت الوجود ؟؟ (( ورحمتي وسعت كل شيء )) وللصبر منزلة عظيمة قد لايحظى بها سواه (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) ومن سلك سبل الخير وطرق الحق فله أن يعيش على الفضل والإحسان من مولاه (( للذين استجابوا لربهم الحسنى )) ومحل الإعزاز والإكرام والتقدير ماتواجد فيه الموعظة والشفاء والهدى والرحمة وهو الكتاب العزيز (( ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )) ومن يريد لنفسه النجاة ويسعى لينقذ نفسه وغيره فإنه بالإيمان (( كذلك حقا علينا ننجي المؤمنين )) وعواقب الأمور ونتائج حركات الإنسان الحميدة هي من نصيب أولي التقوى والصلاح (( فاصبر إن العاقبة للمتقين )) ولن يريد التقاة ومن همه عمارة الكون سوى الإصلاح فهو سبيل الأنبياء وطريق أولياء الرحمن (( إن أريد إلا الإصلاح مااستطعت )) وعباد الله هم محل مغفرة ربهم ورحمته (( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم )) والمؤمنون يهبهم الله حبه وحب الملائكة وحب أهل الأرض (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )) وقد ينتفع البشر بدفاع بعضهم عن بعض فما بالك إذا كان المدافع عنك خالقك ومبدعك (( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )) (( أليس الله بكاف عبده )) وفي ظل الإسلام ونظمه وتشريعاته سينعم البشر بالأمن والآمان والسكينة والطمأنينة بل إن الحيوان سيضمن له الحق بأن لا يعتدى عليه مالم يكن ذا ضرر وهو مايكونه الإنسان . (( إن الله لايهدي القوم الظالمين )) وروي عن عمر رضي الله عنه (( لا تلطموا وجوه الدواب فإن كل شيء يسبح الله بحمده )) كما روي أن عثمان رضي الله عنه كان يعد ماء الوضوء بالليل بنفسه فقيل له: لو أمرت الخدم فكفوك ذلك فقال : لا إن الليل لهم يستريحون فيه . وإن هذا الدين القيم والحق المبين كفيل بإزالة المظالم التي خلقها من زعموا أنفسهم أرباب حضارة وأصحاب مدنية وهم في الحقيقة من استهان بالإنسان وجعل إبادته وإذلاله شيئا مقدسا وعلى المسلمين أن ينيروا البشرية بما هو جدير بإحلال الحق والعدل والسلام ليصبح الكون ويحل في الأرض ماهو من إشراقات الخير وإضاءات الصلاح وينفي منها كل الشرور والآثام وهو الحق الذي جاء به الحق (( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا )) وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3759 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() فضل نعيم الجنة على متاع الدنيا متاع الدنيا واقع مشهود، ونعيم الجنة غيب موعود، والناس يتأثرون بما يرون ويشاهدون، ويثقل على قلوبهم ترك ما بين أيديهم إلى شيء ينالونه في الزمن الآتي، فكيف إذا كان الموعود ينال بعد الموت؟ من أجل ذلك قارن الحق تبارك وتعالى بين متاع الدنيا ونعيم الجنة، وبين أن نعيم الجنة خير من الدنيا وأفضل، وأطال في ذم الدنيا وبيان فضل الآخرة، وما ذلك إلا ليجتهد العباد في طلب الآخرة ونيل نعيمها.وتجد ذم الدنيا ومدح نعيم الآخرة، وتفضيل ما عند الله على متاع الدنيا القريب العاجل في مواضع كثيرة، كقوله تعالى: ( لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وما عند الله خيرٌ للأبرار ) [ آل عمران : 198]، وقوله : (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزوجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خيرٌ وأبقى ) [ طه : 131].وقال في موضع ثالث : ( زين للناس حب الشهوات من النساء والنساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب * قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزوج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد ) [ آل عمران : 14-15]. ولو ذهبنا نبحث في سر أفضلية نعيم الآخرة على متاع الدنيا لوجدناه من وجوه متعددة : أولاً : متاع الدنيا قليل ، قال تعالى : ( قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ) [ النساء : 77].وقد صور لنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - قلة متاع الدنيا بالنسبة إلى نعيم الآخرة بمثال ضربه فقال: " والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه – وأشار بالسبابة – في اليم، فلينظر بم ترجع "(1). ما الذي تأخذه الإصبع إذا غمست في البحر الخضم ، إنها لا تأخذ منه قطرة. هذا هو نسبة الدنيا إلى الآخرة .ولما كان متاع الدنيا قليلاً ، فقد عاتب الله المؤثرين لمتاع الدنيا على نعيم الآخرة ( يا أيها الذين ءامنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ) [ التوبة : 38]. الثاني : هو أفضل من حيث النوع ، فثياب أهل الجنة وطعامهم وشرابهم وحليهم وقصورهم – أفضل مما في الدنيا، بل لا وجه للمقارنة، فإن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ففي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها "(2). وفي الحديث الآخر الذي يرويه البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ولقاب قوس أحدكم من الجنة خير مما طلعت عليه الشمس " (3) . وقارن نساء أهل الجنة بنساء الدنيا لتعلم فضل ما في الجنة على ما في الدنيا ، ففي صحيح البخاري عن أنس ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت على الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها " (4) . الثالث : الجنة خالية من شوائب الدنيا وكدرها ، فطعام أهل الدنيا وشرابهم يلزم منه الغائط والبول ، والروائح الكريهة ، وإذا شرب المرء خمر الدنيا فقد عقله، ونساء الدنيا يحضن ويلدن، والمحيض أذى، والجنة خالية من ذلك كله، فأهلها لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يبصقون ولا يتفلون، وخمر الجنة كما وصفها خالقها ( بيضاء لذة للشاربين * لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون ) [ الصافات : 46-47] وماء الجنة لا يأسن، ولبنها لا يتغير طعمه ( أنهار من ماء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ) [ محمد: 15]، ونساء أهل الجنة مطهرات من الحيض والنفاس وكل قاذورات نساء الدنيا، كما قال تعالى: ( ولهم فيها أزوج مطهرة ) [ البقرة : 25].وقلوب أهل الجنة صافيه ، وأقوالهم طيبة، وأعمالهم صالحة، فلا تسمع في الجنة كلمة نابية تكدر الخاطر، وتعكر المزاج، وتستثير الأعصاب، فالجنة خالية من باطل الأقوال والأعمال، ( لا لغو فيها ولا تأثيم ) [ الطور: 23]، ولا يطرق المسامع إلا الكلمة الصادقة الطيبة السالمة من عيوب كلام أهل الدنيا ( لا يسمعون فيها لغواً ولا كذابا ) [ النبأ : 35]، ( لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاما ) [مريم : 62]، ( لا تسمع فيها لاغية ) [الغاشية : 11]، إنها دار الطهر والنقاء والصفاء الخالية من الأوشاب والأكدار، إنها دار السلام والتسليم ( لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً * إلا قيلاً سلاماً سلاما ) [ الواقعة : 25-26].ولذلك فإن أهل الجنة إذا خلصوا من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار ، ثم يهذبون وينقون بأن يقتص لبعضهم من بعض، فيدخلون الجنة وقد صفت منهم القلوب ، وزال ما في نفوسهم من تباغض وحسد ونحو ذلك مما كان في الدنيا، وفي الصحيحين في صفة أهل الجنة عند دخول الجنة " لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً " (5). وصدق الله إذ يقول: ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين ) [ الحجر : 47 ].والغل : الحقد ، وقد نقل عن ابن عباس وعلي بن أبي طالب أن أهل الجنة عندما يدخلون الجنة يشربون من عين فيذهب الله ما في قلوبهم من غل ، ويشربون من عين أخرى فتشرق ألوانهم وتصفو وجوههم. ولعلهم استفادوا هذا من قوله تعالى: ( وسقاهم ربهم شراباً طهورا ) [ الإنسان: 21]. (6)الرابع : نعيم الدنيا زائل ، ونعيم الآخرة باق دائم ، ولذلك سمى الحق تبارك وتعالى ما زين للناس من زهرة الدنيا متاعاً، لأنه يتمتع به ثم يزول ، أما نعيم الآخرة فهو باق، ليس له نفاد ، ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق ) [النحل : 96] ، ( إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ) [ ص : 54]، ( أكلها دائم وظلها ) [ الرعد : 35]، وقد ضرب الله الأمثال لسرعة زوال الدنيا وانقضائها ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا * المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً وخيرٌ أملا ) [الكهف : 45 – 46]. فقد ضرب الله مثلاً لسرعة زوال الدنيا وانقضائها بالماء النازل من السماء الذي يخالط نبات الأرض فيخضر ويزهر ويثمر، وما هي إلا فترة وجيزة حتى تزول بهجته، فيذوى ويصفر، ثم تعصف به الرياح في كل مكان، وكذلك زينة الدنيا من الشباب والمال والأبناء الحرث والزرع ... كلها تتلاشى وتنقضي، فالشباب يذوى ويذهب ، والصحة والعافية تبدل هرماً ومرضاً ، والأموال والأولاد قد يذهبون ، وقد ينتزع الإنسان من أهله وماله ، أما الآخرة فلا رحيل ، ولا فناء ، ولا زوال ( ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين * جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار ) [ النحل : 30-31].الخامس : العمل لمتاع الدنيا ونسيان الآخرة يعقبه الحسرة والندامة ودخول النيران، ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) [آل عمران : -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3760 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() لـمـاذا يـا نفــس؟ · إذا شعرت بالسعة في الرزق أصابك الزهو والغرور والاستعلاء على الناس وحب التبذير في المال على ملذات الحياة؟ ونسيتي أيام فقرك وحاجتك وبغضك للمتكبرين المغرورين المتعالين على الناس، وحب الاقتصاد في النفقة والمسارعة لمساعدة المحتاجين المكروبين؟ لـمـاذا يـا نفــس؟ · إذا اصابك الخوف لجأت إلى الله وذرفتي دموع الخوف والرجاء والرهبة، وعاهدت نفسك على التوبة الصادقة؟ وإذا أصابك الأمن فرطت في جنب الله، ونسيتي ما كان من عهود؟!!! لـمـاذا يـا نفــس؟ · إذا خالطت الصالحين علت همتك وسهل عليك القيام بالطاعات، وإذا انفردت بحالك دنت همتك وهانت عليك المعاصي التي كنت تستعظمي الوقوع فيها يوماً والله مطلع عليك؟ لـمـاذا يـا نفــس؟ · إذا خالطت الغافلين التمست لنفسك الأعذار في السكوت عن منكرهم؛ تأليفاً لقلوبهم، فإذا ما فارقتيهم وجهت سهام اللوم لحالك على عدم قيامك بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ بعدما عاينت بنفسك كم كان تأثرك بمنكرهم، وأن غبار غفلتهم قد أصاب منك القلب في مقتل ؟! لـمـاذا يـا نفــس؟ · إذا سافرت منفردة؛ ألقيت عن كاهلك الكثير من الالتزامات والواجبات بحجة اختلاف عادات الشعوب والمجتمعات، وأنه من المستحيل العيش بنفس النمط الذي كنت عليه في مجتمعك!! فإذا بك تنسلخين رويداً رويداً من كل قناعاتك، فإذا ما عدت وأيقنت أن هذه الأبام قد ضاعت من عمرك في غير طاعة، بل وربما في الكثير من الغفلات والمعاصي، استدركت أنه كان ينبغي عليك أن تكوني داعية إلى الله على كل حال، مهما اختلف بك الزمان والمكان!! لـمـاذا يـا نفــس؟ · تودعين كل يوم مفارقاً لهذه الحياة، ولا تفكرين في اليوم الذي سيودعك فيه الناس كمفارقة لهذه الحياة، فتحسنين القول وتتقنين العمل قبل فوات الأوان؟! لـمـاذا يـا أبا مهند القمري؟ · لا زلت توجه نصائحك للناس، وأنت فيك ما فيك من القصور والعيوب والتفريط في حق الله، أما كانت كل هذه النصائح أولى في حقك، قبل ما توجهها لغيرك من الناس؟! ------------ ابو مهند القمري |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |