منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-09-2013, 08:54 AM   #3761
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ما أعظم هذا الدين!





ما أعظم هذا الدين!
لم أكن بحاجة لتذكيري أن البر بالوالدين فرصة ذهبية لا تعوض لدخول الجنة، ولذا أصررت على أن أصحب معي أسرتي وبخاصة والدتي المريضة، وأن يكون ذلك شرطي الأول والأخير لقبول الابتعاث إلى ألمانيا في دورة مدتها سنة وبضعة أشهر،
لدراسة مواد تخصصية في مجال عملي.
أكد لي المدير أنه لا يمكن ابتعاثي بهذا الشرط، وأن هناك ثلاثة موظفين ليس عندهم ظرفي الذي يستوجب ذلك الشرط.
سألته:
- هل تراني أكفأ المتقدمين أم لا؟
قال: بصراحة، نعم.
- أليس في نظام الابتعاث شيء بخصوص ظرف مثل ظرفي مع والدتي؟
- أظن.
- لا.. بل فيه.. أنا متأكد أن واضع النظام قد راعى مثل هذا الظرف المهم في مجتمعنا، ومع ذلك فأنا من كل قلبي أخبرك أنه لا رغبة لي في الابتعاث إلا باصطحاب والدتي، وثق أنني لا أقبل المساومة على هذا الشرط.
وانتهى النقاش عند هذا الحد بيني وبين المدير، ونسيت الموضوع تمامًا. فلم أكن أطمح إلى الابتعاث لأن دبلوم الابتعاث يحتاج إلى معاناة، ثم إن مردوده الوظيفي لا يستحق كل هذا العناء، ولذا شعرت حين أخبرني المدير بعد ذلك بقرار ابتعاثي أني أقدم على شيء ليس مريحًا...
لم تفرح زوجتي كثيرًا بخبر هذا السفر، ولم تخفِ والدتي ضيقها وإن كانت لا تبدي أي اعتراض، وذلك من طيبة ودها ولطفها بي. فهي تلقي وجهة نظرها بأسلوب خفيف بعيدًا عن الإحراج، لأنها تعرف أن أي وجهة نظر منها، سأعدّها أمرًا أمتثله مهما كان؛ ولذا لم تكن تتضجر أو تبدي تأففًا لأي أمر تراني مُقدِمًا عليه أو في مصلحتي، وكانت تثق كل الثقة باختياري ورأيي، وهو شيء أعتز به، وتوفيق من الله أشكره عليه.
وعلى الرغم من ذلك الجفاف والبرود الذي صاحب قبول الابتعاث، إلا أنني أشعر داخل نفسي بأن الابتعاث سيكون من ورائه خير ما، لا أدري ما هو، لكنني أحس بأنه سيحدث. قلت لوالدتي: "نغير جوًّا ونزداد خبرة ومكافأة". قالت بسماحة نفس: "الله يدبرنا وإياك للخيرة المباركة". واعتبرت هذا القول منها موافقة ثمينة.
وفي الأيام التي سبقت السفر، زرت مع والدتي الطبيبةَ التي تتابع علاجها، وأخذت كمية كبيرة من الأدوية التي تتناولها، وكذلك كل ما أتوقع أنها تحبه وستفتقده في السفر.
وصلنا إلى "كولون" بألمانيا، المدينة التي سوف أدرس فيها. وأسرعت في البحث عن سكن مريح فوجدته في حي هادئ جدًّا. لم يكن يعنيني في الدرجة الأولى إلا الراحة النفسية لوالدتي ولزوجتي وأطفالي الثلاثة.
وسارت أمور الدراسة سيرًا حثيثًا مع حرصي ألا تستأثر بوقتي جميعه، ولذا لم أضغط على نفسي في الجدول الدراسي، لكي يكون لي وقت مع أسرتي ووالدتي. ولم أجد صعوبة تذكر بالنسبة لعائلتي، إذ كانت هنالك مرونة في التلاؤم مع الظروف الجديدة، فسارت الأمور على خير ما يرام.
أما بالنسبة لوالدتي المريضة المقعدة، فلابد أن تلقى مني ومن الأسرة عناية مضاعفة، وإن كنت على يقين أنها -حتى وإن لم ترتح في الغربة- فلن تبديَ لي شيئًا من ذلك، حتى لا تكون سببًا في إرباكي أو مضايقتي؛ ولذا لم أدخر جهدًا في بذل سبل الراحة لها.
واشتريت سيارة مناسبة، فكنت أوقفها قريبًا من باب المنزل، ثم أدفع بالكرسي المتحرك الذي تجلس عليه إلى السيارة فإذا حاذيت الباب فتحته، وحملتها برفق بالغ ووضعتها على الكرسي المجاور لكرسي السائق، ولم أنس في كثير من الأحيان أن أمازحها بكلمة تشجيع أو مجاملة.
وكلما خطر في ذهني شيء من التضايق أو التعب، استحضرت قصة ذلك الرجل الذي حمل والدته وطاف بها البيت وسأل عمر رضي الله عنه هل أدى حقها أو شيئًا من حقها؟ فقال له عمر: ولا طلقة من طلقاتها، إنك تحملها وتتمنى موتها حتى تستريح، وحملتك وهي تتمنى لك الحياة.
أتذكر هذه الحادثة فأستحي، وأبعد كل غرور يطوف بأرجاء نفسي في أن أكون قد أديت شيئًا من الواجب نحوها. ومع ذلك لا أذكر أنني تعمدت إغضابها، وكنت سعيدًا لا تكاد الأرض تسعني من الفرح حين أرى مخايل الرضا على قسمات وجهها، وأسمع منها الدعاء الصادق الندي الذي أجده يعطر الأجواء حولي أينما ذهبت.
كنت رفيقًا بها، حنونًا عليها كلما أنزلتها من السيارة ووضعتها على الكرسي المتحرك، أو عند التجول بها في الحديقة أو السوق. وقد عرفت زوجتي أن هذا الأمر من مهماتي، فتولت العناية بأطفالي والإمساك بهم في مثل تلك التجولات.
كانت هنالك عينان ترقبانني في كثير من الأحيان دون أن أشعر، وكانت تبهرهما العناية المدهشة وسعة صدري في هذه الرعاية التي أقوم بها لأمي.
وفي أحد الأيام وعقب المجيء من جولة من جولات التنزه مع والدتي وزوجتي وأطفالي. وجدت جاري قادمًا نحوي وأنا في طريقي لإنزال بعض الأغراض من السيارة.
إنني أعرفه معرفة خفيفة، فطالما تبادلت وإياه تحايا عابرة حينما نلتقي قريبًا من منزلنا، أو في السوق المركزي الصغير للحي الذي نسكن فيه.
كان رجلاً طويلاً، ضخم الجثة، أشيب الشعر، تدل سحنته على شيخوخة وكبر في السن، وإن بدا وافر النشاط جم الحيوية، لكنه أبدًا لا يستطيع إخفاء أعراض الشيخوخة التي تبدي زحفها القوي على بدنه وتترك بصماتها الواضحة في انحناء ظهره، وتجعد بشرته، وضعف بصره.. لكن روحه بالفعل كانت شابة، تتجلى في نظراته المتفائلة، وابتسامته الصافية البسيطة التي لا يتكلفها، يحيي بها كل قادم حتى ولو كان غريبًا مثلي. قال لي:
- لقد تعارفنا منذ مدة أليس كذلك؟
- سعدتُ بذلك.
- لا أحب الفضول أو التدخل في شئونك الخاصة، ولكن هنالك شيئا يثيرني وأتعجب منه كثيرًا.. هذه العجوز التي تعتني بها، كم تدفع لك من الأجرة مقابل هذه العناية الشديدة بها؟ لابد أنها تجزل لك المكافأة؟!
ثم أضاف:
- لقد رأيتك تعتني بها عناية فائقة، وذهلت لاستمرارك على هذا المستوى، دائمًا تحملها في السيارة ثم تنزلها منها، وتقبل رأسها ويدها، وتتجول بها وترفه عنها.. لم أرك في يوم من الأيام متضايقًا من خدمتها.
لقد أثار هذا فضولي كثيرًا -لا مؤاخذة!- ولكن هذا ما حدث بالفعل، وهو ما دفعني بالفعل إلى هذا السؤال.
ورأيت أن أزيل الكلفة بيننا فقلت له:
- سأجيبك عن تساؤلك، ولكن ليس هنا ونحن وقوف على باب المنزل، أرجو أن تتفضل وتشرب معي فنجانًا من القهوة.
- أنا حريص على وقتك.. ربما لا تعلم أنني متقاعد ولدي وقت فراغ أكثر منك بكثير.. وأكثر مما أريد.. ولا أريد أن أضايقك.
- لا مضايقة أبدًا.
ودخل معي إلى المنزل، وبينما كنا نرتشف القهوة، رحت أجيبه عن تساؤله الذي أفضى به إلي، وأخبرته أنها أمي، وأنني أخدمها بدون نقود، بل إنني أنفحها في كل شهر بمصروف خاص تنفق منه ما تريد، مع تغطية جميع ما تحتاج إليه بكل معنى الكلمة. ذهل وهو يسمع هذه المعلومات..
قلت:
- ليس هذا هو المهم.
نظر إليّ بتعجب وقال:
- وهنالك ما هو أهم من ذلك؟
- نعم، إنني أقوم بكل ذلك في سعادة غامرة، ورضى يغمر قلبي بالحب والسرور، إنني لا أشعر أنها مشكلة على الإطلاق، بل نعمة موفورة أتاحها القدر لي. وهنالك شيء أُومن به وهو أن ما سأقدمه لوالدتي سوف أجده من أبنائي، والأمر الأعظم من ذلك كله أنني أريد رضى الله تعالى. ولدينا إيمان نحن المسلمين، بأن رضى الله من رضى الوالدين، وسخطه من سخطهما، فهما أو أحدهما سبيل لنعيم خالد، أو لعذاب خالد مستمر بعد الموت، هذا أمر الله تعالى ويجب أن نمتثله ولا نعارضه.
قال بلهجة ونبرة فيها تأسف:
- أنا لا أصدق أن مثل ذلك يحدث لولا أني رأيتك بعيني!
وتنهد بحسرة بالغة وهو يقول:
- لقد أحلت إلى المعاش منذ ثلاث سنوات، ولو لم يكن لدي هذا المنزل وراتب المعاش لرمى بي ولدي وابنتي إلى دار المسنين، لأني لا أجد عندهما أي عاطفة نحوي.. لقد أنفقت مالاً كثيرًا في تربيتهما وتعليمهما، ومع ذلك فقد نسيا ذلك كله.. ثم توقف ليقول:
- أتصدق أن ابني قد زوّر توقيعي عدة مرات وسحب من رصيدي في المصرف عدة مرات؟ كان يعلم أنني أحبه وأني لن أعاقبه. وقد غضبت منه وقتها، ولكنني لم أستمر في غضبي لأنني بالرغم من كل شيء أحبه، والمشكلة أنه يعرف ذلك.. لقد خدمت في الشرطة زهرة شبابي حتى وصلت إلى رتبة جيدة، والآن أعيش وحدة قاتلة. ولو كانت زوجتي بجانبي الآن ربما كانت المشكلة أقل، لكننا كنا قد افترقنا بالطلاق منذ عدة سنوات، وعاش كل منا وحده. لا أدري ما حدث لها بعدي.. آسف!
ثم أضاف بلهجة حزينة...
- لقد شغلتك بأمور لا تعنيك.
- لا، أبدًا.. أنا سعيد أن تختارني بالذات لتكشف لي عن معاناتك.. وهذه ثقة أعتز بها، أعتز بها كثيرًا.
- حقًّا.. أنت تبالغ في مجاملتي.
- هذا ما أعتقده.. أنا لا أجاملك.
وسار الحديث هادئًا هانئًا، ثم تجدد اللقاء بعد ذلك، حيث دعاني إلى منزله عدة مرات.. وحين عرف أن ديني الإسلام هو الذي يجعلني أحترم والدتي وأحبها وأبذل الكثير لإسعادها، رأيته يطلب مني أن أحدثه عن الإسلام.. قال إنه لا يعرف إلا القليل عنه، وأن هذا القليل لا يشجع مطلقًا على الدخول فيه.
وجدتها فرصة.. قلت له:
- لماذا لا تتعامل مع المصدر الأصلي لتعاليم الإسلام؟- ما هو؟
- القرآن الكريم.
وناولته في اليوم التالي نسخة من القرآن الكريم، وعددًا من الكتب الإسلامية المتميزة، وتركته يقرأ على مهل، ويفكر بهدوء، وأنا أدعو من صميم قلبي أن يهديه الله على يدي.
ولم يخيب الله رجائي، إذ لم تمض ثلاثة أشهر، إلا وهو يأتي إليّ يعلن فيه رغبته في اعتناق الإسلام.. هذه الرغبة التي أَشْعَلتْها في نفسه -بعد توفيق الله- رؤيته لرعاية والدتي بكل حب وحنان. لقد جاءت به المشاهد التي رآها لمعاملتي لوالدتي ليكون من المسلمين من غير أن أكلمه وقتها بأي كلمة عن الإسلام.
-----------
للفايدة






ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2013, 05:56 PM   #3762
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

روعة التشريع في تحكير الوقف



روعة التشريع في تحكير الوقف
إن لفظة التحكير غالبًا ما يصاحبها اشمئزاز في النفس عند سماعها، وهناك من الأحاديث النبويَّة الشريفة ما يُجرِّم بل يُحرم تحكير السلع والخدمات التي يحتاجها الناس؛ بيد أن عبقريَّة الفقيه المسلم نظرت إلى الأمر بطرق مغايرة؛ حيث رأت أن ثمة حالات يجوز فيها التحكير بل ويُستحبُّ لأجل المصالح المترتِّبَة!
فالحكر عقد إجارة يُقصد به إبقاء الأرض الموقوفة في يد المستأجر بقصد البناء عليها أو غرسها، أو لأي غرض آخر، على نفقة المستأجر بحيث لا يضرُّ بالوقف؛ شريطة أن يدفع المستأجر أجرًا محدودًا، يتَّفِق عليه دون تحديد مدَّة الإجارة[1].
واللافت أن الفقهاء أجازوا تحكير الأرض الموقوفة إذا ضعف عائدها، ولم يُوجَدْ مَنْ يرغب في استئجارها لإصلاحها، فإنه يجوز حينئذ تحكيرها، وقد استند الفقهاء إلى إجازة التحكير على القاعدة الفقهيَّة التي تقول: تنزل الحاجة منزلة الضرورة. وهنا نلاحظ روعة الفقه الإسلامي؛ حيث لم يَقِفْ جامدًا أمام التغيُّرات التي من الممكن أن تطرأ على الوقف، بل بحث عن المصلحة الشرعيَّة؛
وهي استمرار الوقف في عمله، حتى لو ضعفت غلَّة الأرض، أو فسدت بصورة من الصور، فكان هذا التحكير الذي يُشَجِّع المستأجر على إصلاح الأرض أو العقار؛ لكي تتحقَّق الفائدة للجميع؛ لذلك لا يجوز قَبُول تحكير الوقف إلا إذا ارتبط بتحقيقه مصلحة للوقف، وكانت هناك ضرورة لذلك بأن هُدم العقار الموقوف وتعطَّل الانتفاع به، ولم يكن للوقف ريع لإعماره، واستحال إبداله، فحينئذٍ جوَّز بعض الفقهاء تحكير الوقف[2].
وقد يحصل التحكير بإذن الناظر للمستأجر بالبناء أو الغرس أو أي غرض آخر على وجه البقاء والقرار، وذلك بعد إجراء عقد الإجارة وخلال المدَّة المبيَّنَة بالعقد، وتبقى الأرض بيد المستأجر بعد انتهاء مدَّة الإجارة؛ ما دام منتظمًا على دفع أجر المِثْلِ، أي أن المدَّة مفتوحة غير محدَّدة، وهذا ما ذهب إليه فقهاء الحنفيَّة المتأخِّرُون، ولا يصحُّ الاحتكار إلا إذا كان الحكر بأجرة المثل، لا أقلَّ منه على تقدير أن الأرض الموقوفة خالية من البناء -
وهو ما يُطلق عليه المسقفات- والغراس -وهو ما يُطلق عليه المستغلات- الذي أحدثه المستأجر (المحتكر) فيها، ولا يجوز أن تبقى الأجرة المتَّفَق عليها ثابتة على حال واحدة، بل تزيد وتنقص حسب الزمان والمكان والعوامل الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة المحيطة.
ولم ينسَ الفقهاء قضيَّة زيادة أسعار الإيجار زيادة فاحشة، فإذا زادت أجرة المِثْلِ زيادة فاحشة،
فإن الفقهاء يُفَرِّقُون بين نوعين:
[1] إذا كانت الزيادة بسبب العمارة أو البناء الذي أقامه المحتكر في الأرض فلا تلزمه الزيادة.
[2] إذا كانت الزيادة بسبب ارتفاع قيمة الأرض نفسها، أو لكثرة رغبة الناس فيها، فإن الزيادة تلزمه إتمامًا لأجر المثل، فإذا وافق على دفع الزيادة تبقى الأرض معه أو مع ورثته، وإن رفض الزيادة أُخِذَت الأرض منه وما عليها من إنشاءات وإحداثات.
وهنا -أيضًا- صورة راقية من صور المرونة الفقهيَّة؛ حيث لم يضع الفقهاء قانونًا جامدًا لكل المتغيِّرات، بل بحثوا عن المصلحة الشرعيَّة، ولم يلجأوا إلى إهدار مصلحة المستأجر أو الموقوف عليهم، إنما قدَّروا الأمر قدره، فإذا كانت الزيادة في الأجر بسبب إصلاحات المستأجر فلا تلزمه هذه الزيادة؛ لأنه السبب الرئيس في حدوثها، ولو كانت الزيادة بسبب ارتفاع قيمة الأرض فهي حقُّ الموقوف عليهم، ولا يجب أن تُهْدَرَ.
ويجب على القاضي أن يُشرف على تحكير الوقف -سواء كان عقارًا أو أرضًا- إشرافًا كاملاً؛ فإن رأى أن المصلحة لن تتحقَّق إلاَّ بتحكير الأرض الموقوفة أو العقار الموقوف؛ جاز له ذلك، ويجب عليه الاحتراز من أفعال المستأجرين؛ فله أن يُفسخ العقد إن رأى أي ضرر قد يُسبِّبَه المستأجر في الوقف؛ كإتلافه، أو نهبه، أو ادِّعَائه أنه له ولورثته، وإنه مهما طالت مدَّة الإجارة فللقاضي أن يسترجع الوقف متى رأى أن ذلك في مصلحة العين الموقوفة والمستحقين[3].
العدول عن رأي الأستاذ
إنَّ العدول إلى الحقِّ صفة إسلاميَّة أصيلة؛ فلقد كان من الطبيعي أن يستمسك تلميذ أبي حنيفة أبو يوسف ببطلان الوقف ومنعه كأستاذه، لكنه "لَمَّا حجَّ مع الخليفة هارون الرشيد فرأى وقوف الصحابة رضي الله عنهم بـ المدينة ونواحيها؛ رجع فأفتى بلزوم الوقف"[4].
ولم يكن رجوع أبي يوسف عن رأي إمامه إلا لكونه رأى إجماع الصحابة على لزوم الوقف، لكن أبا يوسف أضاف مع الدليل الإجماعي الذي عاينه المصلحةَ التي تَمَثَّلَتْ في مصلحة المعاد؛ إذ الوقف صدقة جارية ينتفع بها صاحبها بعد مماته، وكذلك مصلحة المعاش، "كبناء الخانات والرِّباطات واتخاذ المقابر"[5].
ولعلَّ الذي جعل أبا حنيفة يقول ببطلان الوقف ومنعه، افتقاره للأدلَّة التي أيَّدت لزوم الوقف، وهو ما جعل تلميذه أبا يوسف يقول عند رجوعه عن رأي شيخه في هذه المسألة: "لو بلغ أبا حنيفة لقال به"[6]. أي لو علم أبو حنيفة ما عَلِمَه أبو يوسف من الأدلَّة الشرعيَّة التي افتقدها من قبل، لرجع إلى القول بجواز الوقف، وهذا الأمر من الأدب الظاهر مع الإمام أبي حنيفة رحمه الله رغم مماته؛ ثم إنه تواضع أمام الأدلَّة التي عاينها، ومن ثم انصياعه لها.
ومن ثَمَّ وجدنا المتأخِّرين من فقهاء الحنفيَّة يُجِيزُون الوقف، ويُؤَوِّلون رأي أبي حنيفة السابق؛ وذلك لِمَا رَأَوْا من الأدلَّة الصريحة في السُّنَّة النبويَّة، وكذا الإجماع المتواتر على مرِّ السنين من الفقهاء أصحاب المذاهب المختلفة، فرأينا البَابَرْتِيَّ يقول عن الوقف: "والأصح أنه جائز عنده -أي عند أبي حنيفة- إلاَّ أنه غير لازم بمنزلة العارية، وعندهما -أي أبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني- حَبْسُ العين على حُكْمِ مِلْكِ الله تعالى؛ فيزول مِلْكُ الواقف عنه إلى الله تعالى على وجهٍ تعود منفعته إلى العباد، فيلزمُ ولا يُباع ولا يُوهَب ولا يورث"[7].
بل صرَّح بعض فقهاء الحنفيَّة بلزوم الوقف دون تأويل لِمَا قاله الإمام أبو حنيفة رحمه الله، ومن جملة هؤلاء أَبو بكر بن مسعود الكاشاني[8] الذي قال: "لا خلاف بين العلماء في جواز الوقف في حقِّ وجوبِ التَّصَدُّق بالفرع ما دام الوقف حيًّا، حتى إنَّ مَنْ وقف داره أو أرضه يلزمه التصدُّق بِغَلَّةِ الدار والأرض، ويكون ذلك بمنزلة النذر بالتَّصَدُّق بالغَلَّة"[9].
ومن الأدلَّة التي ذكرها إبراهيم بن موسى الطرابلسي[10]، والتي دلَّلَتْ على مشروعيَّة الوقف وجوازه، ما ذكره عن ابن كعب القُرظي[11]، بقوله: "كانت الحبس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة حوائط في المدينة... وقد حبس المسلمون بعده على أولادهم وأولاد أولادهم، وقد حبس أبو بكر رضي الله عنه رباعًا له بمكة وتركها، فلا نعلم أنها وُرِثَتْ عنه، ولكن يسكنها مَنْ حَضَر من وَلَدِ ولده ونسله بمكة، ولم يتوارثوها، فإمَّا أن تكون صدقة موقوفة، أو تركوها على ما تركها أبو بكر رضي الله عنه ، وكرهوا مخالفة فعله فيها، وهذا عندنا شبيهٌ بالوقف، وهي مشهورة بمكة"[12].
ولم يكن أبو يوسف رحمه الله الذي انفرد في تاريخ التشريع الإسلامي بمخالفة رأي شيخه أبي حنيفة رحمه الله؛ فالاختلافات الفقهيَّة أو بالأحرى الاجتهادات تكاد لا تُحصى في المؤلفات الفقهيَّة المتنوِّعة؛ مما يُؤَكِّد على المرونة الرائعة التي اتصفت بها الحضارة الإسلامية في جانب الفكر والتنظير، فضلاً عن التشريع نفسه، فكما خالف أبو يوسف أبا حنيفة في مشروعيَّة الأوقاف ولزومها، فإننا نجد الإمام ابن القيم[13] رحمه الله يخالف رأي شيخه وأستاذه ابن تيمية رحمه الله في مسألة تأجير الوقف لمدَّة طويلة على ما مرَّ بنا في تأجير الوقف؛ فقد رأى ابن القيم أن ذلك قد يخالف شروط الواقف، ويمنع تحقق المصلحة المرجوَّة من الوقف للمستحِقِّين، فقال: "ومن الحيل الباطلة: تحايلهم على إيجار الوقف مائة سنة مثلاً، وقد شرط الواقف ألاَّ يُؤَجَّر أكثر من سنتين أو ثلاثٍ؛ فيؤجّره المدَّة الطويلة في عقود متفرِّقة في مجلس واحد، وهذه الحيلة باطلة قطعًا، فإنه إنما قصد بذلك دفع المفاسد المترتِّبَة على طول مدَّة الإجارة، فإنها مفاسد كثيرة جدًّا، وكم قد مُلِكَ من الوقوف بهذه الطرق وخرج عن الوقفيَّة بطول المدَّة واستيلاء المستأجر فيها على الوقف هو وذريته وورثته سنين بعد سنين! وكم فات البطون اللواحق (الأجيال اللاحقة) من منفعة الوقف بالإيجار الطويل! وكم أُجّر الوقف بدون إجارة مِثْلِهِ لطول المدَّة وقبض الأجرة! وكم زادت أجرة الأرض أو العقار أضعاف ما كانت، ولم يتمكَّن الموقوف عليه من استيفائها! وبالجملة فمفاسد هذه الإجارة تفوت العدَّ، والواقف إنما قصد دفعها، وخشي منها بالإجارة الطويلة، فصرَّح بأنه لا يؤجّر أكثر من تلك المدَّة التي شرطها، فإيجاره أكثر منها -سواء كان في عقد أم عقود- مُخَالَفَةٌ صريحة لشرطه، مع ما فيها من المفسدة بل المفاسد العظيمة، ويا لله العجب! هل تزول هذه المفاسد بتعدُّد العقود في مجلس واحد؟! وأي غرض للعاقل أن يمنع الإجارة لأكثر من تلك المدَّة ثم يُجَوِّزها في ساعة واحدة في عقود متفرِّقة؟! وإذا أجَّره في عقود متفرِّقة أكثر من ثلاث سنين، أيصحُّ أن يقال: وَفَّى بشرط الواقف ولم يخالفه؟ هذا مِنْ أَبطلِ الباطل وأقبح الحيل، وهو مخالف لشرط الواقف ومصلحة الموقوف عليه"[14].
إن هذا الملمح الرائع الذي نراه من مخالفة التلميذ لرأي أستاذه، ما هو إلا دليل على عظمة فقهاء المسلمين، ومن ثَمَّ روعة التشريع الإسلامي؛ فكلٌّ من أبي يوسف وابن القيم -رحمهما الله- لم يخالف شيخه لمجرَّد الخلاف؛ حتى يُشار إليه بالبنان ويُقال: لقد خالف شيخه. لكنهما رأَيَا أن مصالح الشريعة الغراء مُقَدَّمة على الانصياع لرأي الشيخ مهما كان الأمر؛ كما أنه يُؤَكِّد على حُرّية الفكر، وعدم التقيُّد أو الجمود على رأي مُعَيَّنٍ كما هو الحال عند كثير من المسلمين اليوم!
---------
للفايدة





الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2013, 06:17 PM   #3763
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

روائع أقوال الصحابة



أبو بكر الصديق رضي الله عنه احرص على الموت توهب لك الحياة[1].
** إذا استشرت فاصدق الحديث تُصْدَقِ المشورة، ولا تخزن عن المشير خبرك فتُؤتى من قِبل نفسك[2].
** إذا فاتك خير فأدركه، وإن أدركك فاسبقه[3].
** أربع من كُنَّ فيه كان من خيار عِباد الله: من فرح بالتائب، واستغفر للمذنب، ودعا المدبر، وأعان المحسن[4].
** أكيس الكيس التقوى، وأحمق الحمق الفجور، وأصدق الصدق الأمانة، وأكذب الكذب الخيانة[5].
** إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، وإن أضعفكم عندي القويّ حتى آخذ منه الحق[6].
** إن الله قرن وعده بوعيده؛ ليكون العبد راغبًا راهبًا[7].
** إن الله يرى من باطنك ما يرى من ظاهرك[8].
** إن عليك من الله عيونًا تراك[9].
** إن كثير الكلام يُنسِي بعضه بعضًا[10].
** إنَّ كل مَنْ لم يهدهِ الله ضالٌّ، وكل من لم يعافه الله مُبتلًى، وكل من لم يُعِنه الله مخذول، فمن هدى الله كان مهتديًا، ومن أضلَّه الله كان ضالاًّ[11].
** حقٌّ لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلاً، وحقّ لميزان يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفًا[12].
** رحم الله امرأً أعان أخاه بنفسه[13].
** لا خير في خير بعده نار، ولا شرَّ في شرٍّ بعده الجنة[14].
** لا يكونَنَّ قولك لغوًا في عفو ولا عقوبة[15].
** ليتني كنتُ شجرة تُعَضَّد ثم تؤكل[16].
** ليست مع العزاء مصيبة[17].
** الموت أهون مما بعده، وأشد مما قبله[18].
** وكان يأخذ بطرف لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد[19].
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
** قال : لا تغرَّنَّكم طنطنة الرجل بالليل (يعني صلاته)؛ فإنَّ الرجل -كل الرجل- مَنْ أَدَّى الأمانة إلى مَن ائتمنه، ومن سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده[20].
عثمان بن عفان رضي الله عنه
** قال : لو أن قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربِّنا، وإني لأكره أن يأتي عليَّ يوم لا أنظر في المصحف[21].
** ما أسرَّ أحد سريرة إلا أبداها الله تعالى على صفحات وجهه، وفلتات لسانه[22].
** إن الله ليزعَ بالسلطان ما لا يزع بالقرآن[23].
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
** قال : الصبر مطية لا تكبو[24].
** وقال: لا تنظر إلى من قال، وانظر إلى ما قال[25].
أبو الدرداء رضي الله عنه
** قيل: يا أبا الدرداء، وما الأمانة؟ قال: الغُسْلُ من الجنابة؛ إنَّ الله لم يأمن ابن آدم على شيء من دينه غيرها[26].
الحسن بن علي رضي الله عنهما
** سأل معاويةُ الحسنَ بن علي عن الكرم، فقال: الكرم التبرُّع بالمعروف قبل السؤال، والإطعام في المحلِّ، والرأفة بالسائل مع بذل النائل[27].
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2013, 06:32 PM   #3764
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

روائع أقوال التابعين



وهب بن منبه ** قال: إذا مدحك الرجل بما ليس فيك فلا تأمنه أن يذمَّك بما ليس فيك[1].
** وقال: العِلْمُ خليل المؤمن، والحِلْم وزيره، والعقل دليله، والعمل قَيِّمُه، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللِّينُ أخوه[2].
** وقال: المؤمن ينظر ليعلم، ويتكلم ليفهم، ويسكت ليسلم، ويخلو ليغنم[3].
** وقال: استكثر من الإخوان ما استطعت؛ فإن استغنيت عنهم لم يضروك، وإن احتجت إليهم نفعوك[4].
** وقال: وجدتُ على حاشية التوراة اثنين وعشرين حرفًا كان صلحاء بني إسرائيل يجتمعون فيقرءونها ويتدارسونها: لا كنز أنفع من العلم، ولا مال أربح من الحلم، ولا حسب أوضع من الغضب، ولا قرين أزين من العمل، ولا رفيق أشين من الجهل، ولا شرف أعز من التقوى، ولا كرم أوفى من ترك الهوى، ولا عمل أفضل من الفكر، ولا حسنة أعلى من الصبر، ولا سيِّئة أخزى من الكبر، ولا دواء ألين من الرفق، ولا داء أوجع من الخُرْق، ولا رسول أعدل من الحقِّ، ولا دليل أنصح من الصدق، ولا فقر أذلّ من الطمع، ولا غنى أشقى من الجَمْعِ، ولا حياة أطيب من الصحَّة، ولا معشية أهنأ من العفَّة، ولا عبادة أحسن من الخشوع، ولا زهد خير من القنوع، ولا حارس أحفظ من الصمت، ولا غائب أقرب من الموت[5].
عبد الله بن المبارك
** قال: رأس التواضع أن تضع نفسك عند مَنْ دونك في نعمة الدنيا؛ حتى تُعْلِمَهُ أنه ليس لك بدنياك عليه فضل، وأن ترفع نفسك عمَّن هو فوقك في الدنيا؛ حتى تُعْلِمَهُ أنه ليس له بدنياه عليك فضل[6].
** وقيل لعبد الله بن المبارك: ما التواضع؟ قال: التكبُّر على الأغنياء[7].
الحسن البصري
** قال: الزاهد إذا رأى أحدًا قال: هذا أفضل مني. فذهب إلى أن الزهد هو التواضع[8].
** وسُئل عن حُسْنِ الخُلُق، فقال: الكرم والبذلة[9] والاحتمال[10].
ميمون بن مهران
** قال: ثلاثٌ المؤمن والكافر فيهن سواء: الأمانة تؤدِّيها إلى من ائتمنك عليه من مسلم وكافر، وبرُّ الوالدين، قال الله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا} [لقمان: 15]، والعهدُ تفي به لمن عاهدتَ من مسلم أو كافر[11].
أويس القرني
** قال رحمه الله: الزهد هو ترك الطلب للمضمون، وهو إشارة إلى الرزق[12].
-----------
للفايدة





الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2013, 07:20 PM   #3765
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

روائع أقوال المفسرين



مجاهد
** قال رحمه الله: ما أدري أيُّ النعمتيْن عليَّ أعظمُ: أن هداني للإسلام، أو عافاني من هذه الأهواء[1].
قتادة
** قال رحمه الله: مَنْ أُعْطِيَ مالاً أو جمالاً أو ثيابًا أو علمًا ثم لم يتواضع فيه، كان عليه وبالاً يوم القيامة[2].
القرطبي
** قال رحمه الله: الرَّحمة رقَّةٌ يَجِدُهَا الإِنْسَانُ فِي نفسه عند رُؤية مُبْتَلًى، أو صغيرٍ، أو ضعيفٍ، تَحْمِلُهُ عَلَى الإحسان له، واللُّطف والرِّفق به، وَالسَّعْيِ في كشف ما به[3].
--------
للفايدة





الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2013, 07:51 PM   #3766
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

روائع أقوال الزهاد




أبو حامد الغزالي
** قال: أوحى الله تعالى إلى داود : يا داود، مَن صَدَقَنِي في سريرته صَدَقْتُهُ عند المخلوقين في علانيته[1].
** وقال: ومعنى الوفاء الثبات على الحبِّ، وإدامته إلى الموت معه، وبعد الموت مع أولاده وأصدقائه[2].
** وقال: الزهد ترك ما سوى الله[3].
** وقال: الزهد عبارة عن الرغبة عن حظوظ النفس كلها إلى ما هو خير منها، علمًا بأن المتروك حقير بالإضافة إلى المأخوذ[4].
يحيى بن معاذ
** قال: صبر المحبِّين أشدُّ من صبر الزاهدين، واعجبًا! كيف يصبرون؟ وأنشدوا:
الصبر يُحْمَدُ في المواطن كلها
إلاَّ عليك فإنه لا يُحْمَدُ[5]
** وقال: الزهد ثلاثة أشياء: القلَّة، والخلوة، والجوع[6].
محمد بن الفضل
** سُئل محمد بن الفضل عن الزهد، فقال: النظر إلى الدنيا بعين النقص، والإعراض عنها تعزُّزًا، وتظرفًا، وتشرفًا[7].
الجنيد
** سُئل الجُنَيْدِ عن الصبر، فقال: هو تجرُّع المرارة من غير تعبيس[8].
** وسُئِل أيضًا عن الحياء، فقال: رؤية الآلاء ورؤية التقصير، فيتولَّد من بينهما حالة تُسَمَّى الحياء.
** وسأل رويمُ بن أحمد الجنيدَ عن الزهد، فقال: هو استصغار الدنيا، ومحو آثارها من القلب.
** وسئل الجنيد عن الزهد، فقال: خلوُّ اليد من المِلْكِ، والقلب من التَّتَبُّع.
** وسئل أيضًا عن التواضع، فقال: خفض الجناح للخلق، ولين الجانب لهم.
السَّرِيُّ
** قال: إنَّ الحياء والأُنْسَ يطرقان القلب؛ فإن وَجَدَا فيه الزهد والورع حطَّا، وإلاَّ رَحَلاَ[9].
بشر بن الحارث
** قال: مَن عامل الله بالصدق، استوحش من الناس[10].
أبو سليمان الداراني
** قال: اجعل الصدق مطيتَك، والحقَّ سيفَك، واللهَ تعالى غايةَ طلبك[11].
الفضيل بن عياض
** سُئل الفُضَيل بن عياض عن الصبر، فقال: هو الرضا بقضاء الله. قيل: وكيف ذلك؟ قال: الراضي لا يتمنَّى فوق منزلته[12].
** وقال: الزهد في الدنيا هو القناعة. وهذا إشارة إلى المال خاصَّة[13].
** وسُئل عن التواضع ما هو؟ فقال: أن تخضع للحقِّ وتنقاد له، ولو سمعته من صبيٍّ قَبِلْتَهُ، ولو سمعته من أجهل الناس قَبِلْتَهُ[14].
منصور بن عمار
** قال: أحسن لباس العبد التواضع والانكسار، وأحسن لباس العارفين التقوى[15].
أبو بكر الورّاق
** قال: احفظ الصدق فيما بينك وبين الله تعالى، والرفق فيما بينك وبين الخلق[16].
ذو النون المصري
** قال: الصبر التباعد عن المخالفات، والسكونُ عند تجرُّع قصص البليَّة، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة[17].
** وقال: الصبر هو الاستعانة بالله تعالى[18].
الخواص
** قال عن الصبر: هو الثبات على أحكام الكتاب والسُّنَّة[19].
مالك بن دينار
** قال: المؤمن كريم في كل حالة، لا يحبُّ أنْ يُؤْذِيَ جاره، ولا يفتقر أحدٌ من أقربائه[20].
معروف الكرخي
** سُئل عن حقيقة الوفاء، فقال: إفاقة السرِّ عن رقدة الغفلات، وفراغ الهمِّ عن فضول الآفات[21].
قاسم الجوعي
** قال: أفضل العبادة مكابدة الليل، وأفضل طريق للجنة سلامة الصدر[22].
** وسُئل عن الزهد، فقال: اعلم أن البطن دنيا العبد، فبقدر ما يملك من بطنه يملك من الزهد، وبقدر ما يملكه بطنه تملكه الدنيا[23].
------------
للفايدة





الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2013, 09:40 PM   #3767
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 60"]
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولاإله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس). رواه مسلم
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2013, 11:00 PM   #3768
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لــــــذة فــي ظـــلام الليـــل
السلام عليكم
حل الظلام ..
وخيّم السكون..
ونامت العيون ..

هدوء يعم الدُنيا ..
لاأصوات ..
ولابشر

قامت تلك الفتاة ..
لتتميز عن كل أولئك البشر..
قامت ..
تُرى !
ماالذي يوقظها في هذا الوقت ..
والناس نيام!!
مالذي تُريدُ أن تفعله ؟؟
تركت أجمل ماتحب النفس "{ النوم} "
إلى أين ستذهب ؟
لِمَ لاتنام مثل غيرها !!
{ حبيبتي ..}
أتعلمين ماالذي أيقظها ؟؟
وماذا تُريدُ أن تفعل !
أيقظها حب مولاها ..
تاق قلبها للجنان ..
فما رضا دونها سكن ولااطمئنان..
أطار الشوق .. النوم عن عينيها ..
وكيف لايفعل !
والمُشتاق إليه ربها ..الرحمن!!
{ لله درّها ..}
قامت لتصلي من الليل ركعات ..
قامت لتدعوا مولاها بدعوات ..
تبكي من خشيته وتُسبِل الدمعات
تناجيه ..
تسأله لقائه ..
تستغفره ..

تتلو كتابه ..
وتذكره ..
{ أخواتي في الله}
لماذا لانقف في لذة تلك العبادة؟
بل وربي أروع اللذات
قال تعالى :
{
{ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّواسُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ *
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *
فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
} }
[ السجدة، الآيات: 15-17 ]
(
فضائل قيام الليل):
{ 1-}
مدح الله وثنائه لأهل قيام الليل
{ 2-}قيام الليل أفضل الصلوات بعد الفرائض
{ 3-}نزول الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا واستجابته لدعاء عباده
{ 4-}قيام الليل من أسباب النجاة من الفتن
{ 5-}قيام الليل قربة لله تعالى وتكفير للسيئات
{ 6-}قيام الليل شرف المؤمن

( سؤال لكِ حبيبتي ..)هذه فضائل قيام الليل .. فهل قد سمعتِ بها من قبل؟ ..
وماهو الفضل الذي لأول مرة تعلمين به( ؟ )ومالذي يؤثر فيك كثيرا من هذه الفضائل ..؟
---------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2013, 11:06 PM   #3769
محمد الساهر
عضو مميز
 
الصورة الرمزية محمد الساهر
 







 
محمد الساهر is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



MOHAMMED ALSAHER





أتمنى متابعتي ومشاركتي عبر تويتر والفيس بوك

@m5mmm
أخر مواضيعي
محمد الساهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2013, 11:15 PM   #3770
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ألا تستحون بعد هذا الكلام
قال تعالى:" إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم
يقول الله عز وجل ما غضبت على أحد كغضبى على عبد أتى معصية فتعاظمت عليه فى جنب عفوى أوحى الله لداود " يا داود لو يعلم المدبرون عنى شوقى لعودتهم ورغبتى فى توبتهم لذابــو شوقا الى يا داود هذه رغبتى فى المدبرين عنى فكيف محبتى فى المقبلين على“يقول الله عز وجل "إنى لأجدنى أستحى من عبدى يرفع الى يديه يقول يارب يارب فأردهما فتقول الملائكة الى هنا إنه ليس أهلا لتغفر له فأقول ولكنى أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم إنى قد غفرت لعبدى""جاء فى الحديث: إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصى فيقول يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها فى الرابعة فيقول الله عز وجل الى متى تحجبون صوت عبدى عنى؟؟؟ لبيك عبدى لبيك عبدى لبيك عبدىلبيك عبدى "ابن آدم خلقتك بيدى وربيتك بنعمتى وأنت تخالفنى وتعصانى فإذا رجعت الى تبت عليك فمن أين تجد إلها مثلى وأنا الغفور الرحيم ""عبدى أخرجتك من العدم الى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل، عبدى أسترك ولا تخشانى، اذكرك وأنت تنسانى، أستحى منك وانت لا تستحى منى. من أعظم منى جودا ومن ذا الذى يقرع بابى فلم أفتح له ومن ذا الذى يسألنى ولم أعطيه. أبخيل أنا فيبخل على عبدى؟ ""جاء أعرابى الى رسول الله فقال له يا رسول الله " من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ " فقال الرسول "الله" فقال الأعرابى: بنفسه؟؟ فقال النبى: بنفسه، فضحك الأعرابى وقال: اللهم لك الحمد. فقال النبى: لما الابتسام يا أعرابى؟ فقال: يا رسول الله إن الكريم إذا قدر عفى إذا حاسب سامح قال النبى: فقه الأعرابى". قال أحد الائمة:"لا تسئم من الوقوف على بابه ولو طردت""ولا تقطع الاعتذار ولو رددت""فان فتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين ومد إليه يدك وقل له مسكين فتصدق علي فإنما الصدقات للفقراء والمساكين"يقول الله تبارك وتعالى:"يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموايا عبادى كلكم جائع الا من أطعمته فاستطعمونى أطعمكميا عبادى كلكم عار إلا من كسوته فاستكسونى أكسكم يا عبادى كلكم ضال الا من هديته فاستهدونى اهدكميا عبادى انكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفرونى اغفر لكميا عبادى لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص من ملكى شيئايا عبادى لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيدٍ واحد فسألونى فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندى الا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر .جاء فى الحديث إنه عند معصية آدم فى الجنة ناداه الله"يا آدم لا تجزع من قولى لك "أخرج منها" فلك خلقتها ولكن انزل الى الارض وذل نفسك من أجلى وانكسر فى حبى حتى إذا زاد شوقك الى وإليها تعالى لأدخلك اليها مرة أخرى يا آدم كنت تتمنى ان أعصمك؟ قال آدم نعمفقال: "يا آدم إذا عصمتك وعصمت بنيك فعلى من أجود برحمتى وعلى من أتفضل بكرمى، وعلى من أتودد، وعلى من أغفريا آدم ذنب تذل به الينا أحب الينا من طاعة تراءى بها علينا يا آدم أنين المذنبين أحب الينا من تسبيح المرائيين
------
كلمات مضيئه
-----------

للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 10:52 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved