منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 13-09-2013, 06:30 AM   #3901
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من قصص السلف - الزبير بن العوام
ذكر الإمام الذهبي في سيره عن هشام قال: قال عبد الله بن الزبير: لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الجَمَلِ، دَعَانِي. فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! إِنَّهُ لاَ يُقْتَلُ اليَوْمَ إِلاَّ ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُوْمٌ، وَإِنِّي لاَ أُرَانِي إِلَّا سَأُقْتَلُ اليَوْمَ مَظْلُوْمًا، وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي، أَفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئًا؟ يَا بُنَيَّ! بِعْ مَا لَنَا، فَاقْضِ دَيْنِي، فَأُوصِي بِالثُّلُثِ، وَثُلُثِ الثُّلُثِ إِلَى عَبْدِ اللهِ، فَإِنْ فَضَلَ مِنْ مَالِنَا بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ، فَثُلُثٌ لِوَلَدِكَ.
قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِ عَبْدِ اللهِ قَدْ وَازَى بَعْضَ بَنِي الزُّبَيْرِ: خُبَيْبٌ، وَعَبَّادٌ، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ بَنَاتٍ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَجَعَلَ يُوصِيْنِي بِدَيْنِهِ، وَيَقُوْلُ: يَا بُنَيَّ! إِنْ عَجِزْتَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَاسْتَعِنْ بِمَوْلاَيَ.
قَالَ: فَوَاللهِ مَا دَرَيْتُ مَا عَنَى حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَةِ، مَنْ مَوْلاَكَ؟ قَالَ: اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-. قَالَ: فَوَاللهِ مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ، إِلَّا قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ، فَيَقْضِيَهُ. قَالَ: وَقُتِلَ الزُّبَيْرُ، وَلَمْ يَدَعْ دِيْنَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، إِلَّا أَرَضِيْنَ بِالغَابَةِ، وَدَارًا بِالمَدِيْنَةِ، وَدَارًا بِالبَصْرَةِ، وَدَارًا بِالكُوْفَةِ، وَدَارًا بِمِصْرَ. قَالَ: وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجُلَ يَجِيْءُ بِالمَالِ فَيَسْتَوْدِعُهُ، فَيَقُوْلُ الزُّبَيْرُ: لاَ، وَلَكِنْ هُوَ سَلَفٌ، إِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ. وَمَا وَلِيَ إِمَارَةً قَطُّ، وَلاَ جِبَايَةً، وَلاَ خَرَاجًا، وَلاَ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَكُوْنَ فِي غَزْوٍ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ. فَحَسَبْتُ دَيْنَهُ، فَوَجَدْتُهُ أَلْفَي أَلْفٍ وَمَائَتَي أَلْفٍ. فَلَقِيَ حَكِيْمُ بنُ حِزَامٍ الأَسَدِيُّ عَبْدَ اللهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! كَمْ عَلَى أَخِي مِنَ الدَّيْنِ؟ فَكَتَمَهُ، وَقَالَ: مَائَةُ أَلْفٍ. فَقَالَ حَكِيْمٌ: مَا أَرَى أَمْوَالَكُمْ تَتَّسِعُ لِهَذِهِ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَتْ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمَائَتَيْ أَلفٍ؟
قَالَ: مَا أَرَاكُمْ تُطِيْقُونَ هَذَا، فَإِنْ عَجِزْتُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاسْتعِيْنُوا بِي.
وَكَانَ الزُّبَيْرُ قَدِ اشْتَرَى الغَابَةَ بِسَبْعِيْنَ وَمَائَةِ أَلْفٍ، فَبَاعَهَا عَبْدُ اللهِ بِأَلْفِ أَلْفٍ وَسِتِّ مَائَةِ أَلْفٍ. وَقَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا بِالغَابَةِ. فَأَتَاهُ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، وَكَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ أَرْبَعُ مَائَةِ أَلْفٍ. فَقَالَ لابْنِ الزُّبَيْرِ: إِنْ شِئْتَ تَرَكْتُهَا لَكُمْ.
قَالَ: لاَ. قَالَ: فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً. قَالَ: لَكَ مِنْ هَاهُنَا إِلَى هَاهُنَا. قَالَ: فَبَاعَهُ بِقَضَاءِ دَيْنِهِ.
قَالَ: وَبَقِيَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ، فَقَالَ المُنْذِرُ بنُ الزُّبَيْرِ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمَائَةِ أَلْفٍ.
وَقَالَ عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمَائَةِ أَلْفٍ. وَقَالَ ابْنُ رَبِيْعَةَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمَائَةِ أَلْفٍ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: كَمْ بَقِيَ؟ قَالَ: سَهْمٌ وَنِصْفٌ. قَالَ: قَدْ أَخَذْتُ بِمَائَةٍ وَخَمْسِيْنَ أَلفًا. قَالَ: وَبَاعَ ابْنُ جَعْفَرٍ نَصِيْبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِسِتِّ مَائَةِ أَلْفٍ. فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْنِهِ، قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ: اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيْرَاثَنَا. قَالَ: لاَ وَاللهِ، حَتَّى أُنَادِي بِالمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِيْنَ: أَلاَ مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا، فَلْنَقْضِهِ. فَجَعَلَ كُلَّ سَنَةٍ يُنَادِي بِالمَوْسِمِ، فَلَمَّا مَضَتْ أَرْبَعُ سِنِيْنَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ. فَكَانَ لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، قَالَ: فَرَفَعَ الثُّلُثَ، فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأةٍ أَلْفَ أَلْفٍ وَمَائَةَ أَلْفٍ، فَجَمِيْعُ مَالِهِ خَمْسُوْنَ أَلْفَ أَلْفٍ وَمَائِتَا أَلْفٍ.
-----------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-2013, 07:00 AM   #3902
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

في حب النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن من فضل الله سبحانه وتعالى علينا -نحن المسلمين- أن أرسل فينا خاتم الأنبياء والمرسلين، محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، الذي سيتبعه كل الأنبياء يوم القيامة، ويُحشرون تحت لوائه، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: ) أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي(. وهو الذي لا تفتح الجنة إلا لمن يسلك دربه، ويتبع منهجه، قال -صلى الله عليه وسلم-: ) آتِي باب الجنة فأسْتَفْتِح، فيقول الخازنُ: مَن أنت؟ فأقول: محمدٌ، فيقول: بك أُمرتُ أن لا أفتح لأحد قبلك (.
  • حب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الإيمان:
قال -صلى الله عليه وسلم-: ) لًا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (.

فالمؤمن الحقيقي هو الذي يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحب إليه من الناس أجمعين، حتى والده وولده.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " ومن حقه -صلى الله عليه وسلم- أن يكون أحب إلى المؤمن من نفسه وولده وجميع الخلق، كما دل على ذلك قوله سبحانه: ﴿ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لًا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ (سورة التوبة، الآية 24).
وقال الشيخ السعدي رحمه الله: " هذه الآية الكريمة أعظم دليلٍ على وجوب محبة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وعلى تقديمها على محبة كل شيء، وعلى الوعيد الشديد والمقت الأكيد على مَن كان شيءٌ من المذكورات أحبَّ إليه من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله، وعلامةُ ذلك أنه إذا عُرض عليه أمران؛ أحدهما يحبه الله ورسوله وليس لنفسه فيها هوى، والآخر تحبه نفسه وتشتهيه ولكنه يفوِّت عليه محبوبا لله ورسوله أو يُنقصه، فإنه إن قدَّم ما تهواه نفسه على ما يحبه الله دل على أنه ظالمٌ تاركٌ لما يجب عليه".

بل لا يكون المؤمن كامل الإيمان حتى يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- أحب إليه من نفسه، فقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: )يا رسول الله، لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي؛ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا، والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال عمر: فإنه الآن لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-الآن يا عمر(.
  • أنت مع من تحب:
كل منا - أيها المسلمون - يتمنى أن يدخل الجنة، والطريق إلى هذا الفوز هو أن نحبه -صلى الله عليه وسلم-، فقد )جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأله عن الساعة، فقال: وماذا أعددت لها؟ قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أنت مع من أحببت(.
  • نماذج من محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-:
سُئل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: كيف كان حبكم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: «كان أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ»، لهذه الدرجة كان الصحابة يحبون النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيما يلي سأذكر لكم بعض المواقف المعبرة عن هذا الحب، وما هي حصر، بل غيض من فيض.

في غزوة أحد:
أصيبت امرأة من بني دينار باستشهاد زوجها وأخيها وأبيها، فلما بلغها خبر استشهادهم قالت: ما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قيل: خير يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه، فأشير إليها حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله (جلل: أي صغير).
في صلح الحديبية:
ذهب رجل من قريش إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليناقشه في شروط الصلح، وبينما هو هناك رأى ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فلما رجع إلى قريش قال: «والله لقد وفدت على الملوك -على قيصر وكسرى والنجاشي-، فوالله ما رأيت ملكًا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحابُ محمد محمدًا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم أمرًا ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنه، وما يحدّون النظر إليه تعظيمًا له» (ابتدروا أمره: أي سارعوا وتسابقوا في تنفيذه).
خبيب -رضي الله عنه- يفدي النبي -صلى الله عليه وسلم- والسيف على رقبته:

في الآونة الأخيرة تجرأ بعض الكفار على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحاولوا النيل من احترامه الذي أجمع عليه القاصي والداني، فارتفعت نداءات عامة المسلمين الملتزم منهم وغير الملتزم منادين: (فداك أبي وأمي يا رسول الله.. وإلا رسول الله) صلى الله عليه وسلم، فما أحلى هذه الكلمة وما أعظمها حين تخرج في وقت الشدة، والسيف مصلت على الرقاب، فها هو خبيب -رضي الله عنه- حين أسره مشركو قريش، وصلبوه، يناشدونه، أتحب أن محمدًا مكانك؟ فقال: "لا والله العظيم، ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدمه".
  • بواعث محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-:
إن لمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- بواعث وأسبابًا جعلتنا نحرص على محبته كل الحرص، منها:

1- تعظيم محبة الله عز وجل، فمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- تابعة لمحبة الله عز وجل.
2- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سيد ولد آدم، وخاتم المرسلين.
3- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو المبلغ لشرع الله عز وجل.
4- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان رءوفًا ورحيمًا بأمته في كل ما شرعه.
5- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ناصحًا لأمته، صابرًا في الدعوة إلى الله عز وجل.
6- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تميز بالخلق الراقي العظيم.

7- أن لحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أجرًا عظيمًا في الدنيا والآخرة.
  • ثمرات محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-:
إن لمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمرات كثيرة وعظيمة، وإنما نذكر منها هنا ثمرتين:

الثمرة الأولى: أن هذه المحبة عون على الطاعة، والإكثار من العبادة.

الثمرة الثانية: أن هذه المحبة سبب للفوز بالجنة والنجاة من النار.
  • علامات محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-:
إن للمحبة علامات تدل على صدقها، من لم تظهر عليه هذه العلامات كانت محبته كاذبة غير صحيحة، ولمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- علامات هي:

1- أن نقدم محبته -صلى الله عليه وسلم- على محبة الخلق.
2- أن نتبع سنته -صلى الله عليه وسلم-، ولا نعترض عليها، ولا نستهزئ بها.
3- أن نهتم بقراءة سيرته العطرة -صلى الله عليه وسلم-، ونسير على هديها.
4- أن نكثر ذكره بالألسنة والقلوب، ونكثر من الصلاة والسلام عليه -صلى الله عليه وسلم-.
5- أن نحب الصالحين والداعين إلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- والعاملين بها، وعلى رأسهم الصحابة.

6- الشوق لرؤيته -صلى الله عليه وسلم-، ومصاحبته، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: )من أشد أمتي لي حبًّا ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله(.
  • الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم:
أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بأن نصلي ونسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب:56]. وهذه الصلاة والسلام على النبي هي أداء لأقل القليل من حقه -صلى الله عليه وسلم- على المسلمين.

وقد اشتهرت الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدة صيغ تجمع بين الصلاة والسلام، فمنها صيغتان مختصرتان كثر ذكر السلف الصالح والعلماء المعاصرين لها، هما (صلى الله عليه وسلم، وعليه الصلاة والسلام).
  • من فضائل الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم-:
جاء في فضل الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة نذكر منها:

1- قال -صلى الله عليه وسلم-: )من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا(.
2- قال -صلى الله عليه وسلم-: )من صلى عليَّ صلاة واحدة، صلى الله عليه عشر صلوات، وحُطت عنه عشر خطيئات، ورُفعت له عشر درجات(.

3- قال -صلى الله عليه وسلم-: )من صلى عليَّ حين يصبح عشرًا وحين يُمسي عشرًا أدركته شفاعتي يوم القيامة(.
  • خطورة ترك الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم-:
وكما جاءت أحاديث في فضل الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءت أيضًا أحاديث تحذر من تركها، منها:

1- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: )رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليَّ(، ورغم أنف يعني لصق بالتراب، أي: صار ذليلًا حقيرًا.
2- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: )البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ(.

3- قال -صلى الله عليه وسلم-: )ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم(، والترة: الحسرة والندامة.
  • الأوقات والمواضع المستحب فيها الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-:
1- الصلاة والسلام عليه في تشهد الصلاة.

2- الصلاة والسلام عليه في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية.
3- الصلاة والسلام عليه في الخطـب والعيـدين والاستسقاء... إلخ.
4- الصلاة والسلام عليه بعـد إجابـة المؤذن وعند الإقامة.
5- الصلاة والسلام عليه عند الدعاء.
6- الصلاة والسلام عليه عند دخول المسجد والخروج منه.
7- الصلاة والسلام عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم.
8- الصلاة والسلام عليه والإكثار منها يوم الجمعة وليلتها.
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-2013, 07:22 AM   #3903
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حفصة بنت عمر بن الخطاب
نسبها ومولدها:
هي بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وأمها زينب بنت مظعون، أخت عثمان بن مظعون.
عن عمر - رضي الله عنه - قال: وُلدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمس سنين.
زواجها قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -:
تزوجها خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي، فكانت عنده، وهاجرت معه إلى المدينة، ومات عنها بعد الهجرة، وبعد معركة بدر التي انتصر فيها المسلمون على المشركين، عاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، كانت حفصة في تلك الفترة قلبها يئن من الحزن ويضج بالهم والغم على زوجها حيث كان يعاني من سكرات الموت.
أسرع ابن الخطاب إلى دار ابنته ليطمئن على صهره ولكن سبق السيف العذل، وترملت حفصة - رضي الله عنها - وهي في سن مبكرة، لقد تألم عمر - رضي الله عنه - لفقدان خنيس وبكاء حفصة وترملها، فكان يزورها ويواسيها، وفي ذات يوم وقد كان في حزن وألم، التقى في الطريق عثمان بن عفان الذي فقد زوجته رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرض عليه الزواج من حفصة فأجابه عثمان: ما لي في النساء حاجة.
ثم التقى عُمر أبا بكر - رضي الله عنهما - فعرض زواج حفصة عليه فسكت ولم يجب.
فغضب عمر كثيرًا وأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثورة بادية في عينيه، وحين استمع إليه - صلى الله عليه وسلم -
قال له: يزوج الله تعالى عثمان خيرًا من ابنتك، ويزوج ابنتك خيرا من عثمان، فمكثت ليالي، ثم خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنكحتها إياه،
فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟
فقلت: نعم. قال أبو بكر: إنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ذكرها، فما كنت لأفشي سر رسول الله، ولو تركها رسول الله قبلتها، ولما تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حفصة بنت عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - فكان خيرا من عثمان، وتزوج عثمان من أم كلثوم بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت خيرا من حفصة.
مرت حياة حفصة في بيت النبي – صلى الله عليه وسلم - على أحب ما تشتهي وتريد، وحفظت عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بعض أقواله وتوجيهاته السامية، فسلكت مسلكها، وعملت بمقتضاها، ووعاها صدرها وقلبها.
ولما دنت ساعة الفراق، ولحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالرفيق الأعلى،
بكته حفصة بدمع هتون، وقلب محزون، ولزمت دارها لا تفارقها أبدا، وكانت العبادة سلوتها والتصدق على الفقراء والمساكين عادتها.
كانت حفصة - رضي الله عنها - أديبة كاتبة ذات فصاحة وبيان وبلاغة، قالت في مرض أبيها، بعد أن طُعن بخنجر مسموم وهو يؤدي الصلاة:
أكظم الغُلَّة المخالطة القلب
وأُعزّى وفي القرآن عزائي
لم تكن بغتة وفاتك وجدا
إن ميعاد من ترى للفناء
ولئن كانت حفصة - رضي الله عنها - لم تقل من الشّعر إلا أقله، فإنها ولا شك تدل في نظمها ونثرها على علوّ الكعب فصاحة وبلاغة وبيانًا.
روت حفصة - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأمانة الناقل كثيرًا من الأحاديث التي تتعلق بالأحكام والسلوك، وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين كأخيها عبد الله بن عمر وابنه حمزة، وحارثة بن وهب، وغيرهم.
كانت أمينة على بيتها وقدسيته، وزوجها ومكانته، وتقواها وورعها وزهدها، خصوصًا بعد انتقال النبي الكريم إلى الملأ الأعلى.
سبق وقلنا: إن السماء قد شهدت لحفصة بالمثل الأعلى في التدين والتقوى، حين قال جبريل عليه السلام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنها صئوم قئوم". ولقد حدّث جويرية بن أسماء عن نافع قال: ما ماتت حفصة حتى ما تُفطر. أما حجها... فحدث عنه ولا حرج.
كانت دارها في المدينة حجرتها في بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - محط أنظار الصحابة، يأتونها زائرين ومستفسرين ومتبركين، ومتعلمين وسائلين.
وفي العام الخامس والأربعين للهجرة وافاها الأجل المحتوم، إثر إرهاق ومرض، ولبت نداء ربها وأسلمت الروح في شهر شعبان من تلك السنة؛ - رضي الله عنها - وبارك مثواها، وأكرم منزلتها، وألحقنا بها في الصالحين من عباده.
--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-2013, 09:03 PM   #3904
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

المنتقى من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
المقدمة، اصطفاء الرسل، النسب الشريف، المولد المنيف، في ديار بني سعد، إلى أمه الحنون، إلى جده العطوف، إلى عمه الشفيق.
المقـــدمة
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا إله إلا الله، إله الأولين والآخرين، وقيّوم السماوات والأرضين.
والصلاة والسلام على محمد، عبده ورسوله، وأمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، وسفيره بينه وبين عباده، المبعوث بالدين القويم، والمنهج المستقيم، أرسله الله رحمة للعالمين، وإماما للمتقين، وحجة على الخلائق أجمعين، أما بعد:
•فهذه كلمات يسيرة في سيرة سيِّد المرسلين، وإمام المتقين -صلى الله عليه وسلم-، أقدمه لإخواني المسلمين للوقوف على بعض الشمائل المحمدية، والخصائص الأحمدية، والدلائل النَّبويَّة، وجوانب من سيرة نبي الرحمة، للاقتداء به واتباعه -صلى الله عليه وسلم-، قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب:21]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [آل عمران:31].
• ومصادر السيرة النبوية هي:
1- القرآن الكريم.
2- الحديث النبوي الشريف.
3- كتب الشمائل.
4- كتب دلائل النبوة - المعجزات.
5- كتب المغازي والسير.
بسم الله الرحمن الرحيم
• اصطفاء الرسل:
﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ﴾ [الحـج: 75].
﴿ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [ الأنعام: 124].
﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ﴾ [القصص: 68].
﴿ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [التوبة:128].
) فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا( رواه مسلم (532).
﴿ وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125].
﴿ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164].
• اصطفاء الذات المحمدية -صلى الله عليه وسلم-:
)أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ( متفق عليه.
• اصطفاء النسب الشريف:
)إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ( رواه مسلم (2276).
)إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ خَلْقِهِ، وَجَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ فِرْقَةٍ، وَخَلَقَ الْقَبَائِلَ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ قَبِيلَةٍ، وَجَعَلَهُمْ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِ ي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا، فَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا، وَخَي ْرُكُمْ نَفْسًا(. رواه أحمد في المسند، صحيح الجامع للألباني (1485).
• اصطفاء الزوجات:
﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُ هُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب: 6].
)خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ( رواه مسلم (2430).
)وَإِنَّ فَضْل عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ( رواه مسلم (2431).
)يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، قَالَ: مِنْ الرِّجَالِ؟ قَالَ: أَبُوهَا( رواه الترمذي (3886) وصححه الألباني.
• اصطفاء الأولاد والذرية:
)أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ( وهي فاطمة رضي الله عنها.رواه البخاري (3624).
)الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ( رواه الترمذي (3701).
• اصطفاء الأصحاب:
﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ﴾ [التوبة:100].
﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ﴾ [الفتح: 18].
• اصطفاء الأمة:
﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران:110].
) إِنَّكُمْ تَتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ ( رواه الترمذي (3001) وابن ماجة (4287) وحسنه الترمذي والألباني.
• اصطفاء الزمن:
)بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا، حَتَّى كُنْتُ مِنْ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ( رواه البخاري (3557).
• اصطفاء البلد:
﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ*وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ﴾ [البلد1-2].
﴿ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴾ [التين: 3].
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِمَكَّةَ: )مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ، وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ( رواه الترمذي (3926) وصححه الترمذي والألباني.
• اصطفاء المهاجر:
﴿ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لًا تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة:40].
)مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا، فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا( رواه الترمذي (3917)، وابن ماجة (3112)، وصححه الترمذي والألباني.
• اصطفاء بعض الأزمنة له -صلى الله عليه وسلم- ولأمته، ومن ذلك:
1- ليلة القدر: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر:3].
2- يوم عرفة: )مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟( رواه مسلم (1348).
)وَصِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ( رواه مسلم (1162).
3- يوم عاشوراء: )وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ( رواه مسلم (1162).
4- يوم الجمعة: )خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ( رواه مسلم (854).
5- رمضان سيِّد الشهور: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة:185].
فصل في نسبه صلى الله عليه وسلم
• وهو خير أهل الأرض نسبًا على الإطلاق، فلنسبه من الشرف أعلى ذروة؛ فأشرف القوم قومه، وأشرف القبائل قبيلته، وأشرف الأفخاذ فخذه. زاد المعاد لابن القيم (1/81) باختصار.
• ولما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان تلك الأسئلة عن صفاته -عليه الصلاة والسلام- قال: كيف نسبه فيكم؟ قال: هو فينا ذو نسب. قال: كذلك الرسل تبعث في أنساب قومها. يعني: في أكرمها أحسابا وأكثرها قبيلة، صلوات الله عليهم أجمعين.
فهو سيِّد ولد آدم وفخرهم في الدنيا والآخرة: )أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ( رواه مسلم (2278).
فهو: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعبِ بْنِ لؤَيِّ بْنِ غالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ.
إلى هنا معلوم الصحة، وما فوق عدنان مختلف فيه. ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل، وإسماعيل هو الذبيح على القول الصواب، والقول بأنه إسحاق باطل.
ولا خلاف أنه -صلى الله عليه وسلم- ولد بمكة عام الفيل. وكانت وقعة الفيل تقدمة قدمها الله لنبيه وبيته، وإلا فأهل الفيل نصارى أهل كتاب، دينهم خير من دين أهل مكة؛ لأنهم عبّاد أوثان، فنصرهم الله نصرًا لا صنع للبشر فيه، تقدمةً للنبي الذي أخرجته قريش من مكة، وتعظيمًا للبلد الحرام.
• حفظ النسب الشريف:
)خرجت من نكاح ول```م أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء(.
وهذا رواه ابن عدي عن علي بن أبي طالب وسند المرسل جيد قاله ابن كثير في السيرة، وحسنه الألباني في إرواء الغليل (1972).
فصل في مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولد صلوات الله عليه وسلامه يوم الاثنين.
)وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ، قَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ( رواه مسلم (1162) وقد هاجر يوم الاثنين، ودخل المدينة يوم الاثنين، ومات يوم الاثنين.
وكان مولده عليه الصلاة والسلام عام الفيل بالإجماع.
عن قيس بن مخرمة قال: )ولدت أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفيل، فنحن لِدَان( رواه الحاكم (12/440 برقم 5954)، وصححه، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني.
قصة الفيل: حملة أبرهة الحبشي سنة 571م لهدم الكعبة المشرفة.
• توفي أبوه عبد الله وهو حمل في بطن أمّه على المشهور: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ﴾ [الضحى: 6].
فصل فيما وقع من الآيات ليلة مولده عليه الصلاة والسلام
1- عن حسان بن ثابت قال: والله إني لغلام يفعة ابن سبع سنين أو ثمان، أعقل كل ما سمعت، إذ سمعت يهوديًّا يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب: يا معشر يهود! حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له: ويلك ما لك؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به.
رواه محمد بن إسحاق في السير (1/168)، وحسنه الألباني.
2- عن أسامة بن زيد قال: قال زيد بن عمرو بن نفيل:
قال لي حبر من أحبار الشام: قد خرج في بلدك نبي، أو هو خارج، قد خرج نجمه، فارجع فصدقه واتبعه.
رواه أبو نعيم ومحمد بن حيان، وحسنه الألباني في صحيح السيرة (14).
3- ). . . ورؤيا أمي التي رأت حين حملت بي، كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام(
رواه الحاكم (2/600)، وقال: (صحيح الإسناد)، ووافقه الذهبي، والألباني.
فصل في ختانه صلى الله عليه وسلم
وقد اختلف فيه على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه ولد مختونًا مسرورًا، وروي في ذلك حديث لا يصح. وليس هذا من خواصه، فإن كثيرًا من الناس يولد مختونًا.
القول الثاني: أنه خُتن صلى الله عليه وسلم يوم شقَّ قلبه الملائكة عند ظئره حليمة.
القول الثالث: أن جده عبد المطلب ختنه يوم سابعه، وصنع له مأدبة وسماه محمدا. والله أعلم زاد المعاد لابن القيم (1/81) باختصار.
فصل في أمهاته -صلى الله عليه وسلم- اللاتي أرضعنه
• وأوّل من أرضعته من المراضع بعد أمِّه -صلى الله عليه وسلم- ثويبة مولاة أبي لهب، بلبن ابنها مسروح، وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي: )أَرْضَعَتْنِي وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ( رواه البخاري (5101). ومسلم (1449).
• وأرضعته حليمة السعدية في ديار بني سعد:
)نعم أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام، واسترضعت في بني سعد بن بكر ...( جوّد إسناده ابن كثير في السيرة، والألباني في صحيح السيرة (17).
- فكان حمزة رضيعَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من جهتين: من جهة ثويبة، ومن جهة السعدية.
فصل في حواضنه صلى الله عليه وسلم
فمنهن أمّه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.
ومنهن ثويبة وحليمة، والشيماء ابنتها، وهي أخته من الرضاعة، كانت تحضنه مع أمها.
ومنهن الفاضلة الجليلة: أم أيمن بركة الحبشية، وكان ورثها من أبيه وكانت دايته. زاد المعاد لابن القيم (1/82). باختصار.
• شق الصدر في المرة الأولى: )أَتَاهُ جِبْرِيلُ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ يَعْنِي: ظِئْرَهُ، فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ( رواه مسلم (1/101-102).
• والمرة الثانية: ليلة الإسراء والمعراج.
وروى ابن إسحاق عن نفر من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا له: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك. قال: )نعم أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام، واسترضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بَهْمًا لنا، إذ أتاني رجلان - عليهما ثياب بيض - بطست من ذهب مملوء ثلجًا، ثم أخذاني فشقَّا بطني، واستخرجا قلبي، فشقَّاه فاستخرجا منه علقةً سوداء فطرحاها، ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه، ثم قال أحدهما لصاحبه: زِنه بعشرة من أمّته. فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قال: زنه بمئة من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قال: زنه بألفٍ من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم، فقال: دعه عنك فوالله لو وزنته بأمته لوزنها(.
تهذيب سيرة ابن كثير (81) وقال ابن كثير: وإسناده جيد قوي، وانظر الصحيحة للألباني (1545-1546).
إلى أمه الحنون
وخشيت عليه حليمة بعد هذه الوقعة حتى ردته إلى أمه، فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنين.
ورأت آمنة - وفاء لذكرى زوجها الراحل - أن تزور قبره بيثرب، فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغ نحو خمسمائة كيلو مترًا، ومعها ولدها اليتيم محمد -صلى الله عليه وسلم- وخادمتها أم أيمن، وقيِّمها عبد المطلب، فمكثت شهرًا، ثم قفلت، وبينما هي راجعة إذ لحقها المرض في أوائل الطريق، ثم اشتد حتى ماتت بالأبْوَاء بين مكة والمدينة.
إلى جده العطوف
وعاد به عبد المطلب إلى مكة، وكانت مشاعر الحنو في فؤاده تربو نحو حفيده اليتيم، الذي أصيب بمصاب جديد نَكَأ الجروح القديمة، فَرَقَّ عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده، فكان لا يدعه لوحدته المفروضة، بل يؤثره على أولاده، قال ابن هشام: كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالًا له، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتي وهو غلام جفر حتى يجلس عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب إذا رأي ذلك منهم: دعوا ابني هذا، فوالله! إن له لشأنًا، ثم يجلس معه على فراشه، ويمسح ظهره بيده، ويسره ما يراه يصنع.
ولثماني سنوات وشهرين وعشرة أيام من عمره -صلى الله عليه وسلم- توفي جده عبد المطلب بمكة، ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبي طالب شقيق أبيه.
إلى عمه الشفيق
ونهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه، وضمه إلى ولده، وقدمه عليهم، واختصه بفضل احترام وتقدير، وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويصادق ويخاصم من أجله، وستأتي نبذ من ذلك في مواضعها.
الرحيق المختوم (65-66).
ونكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة، وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
------------
إعداد الباحث/ محمد بن أبكر بن عبد الرحيم القُرعاني
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-2013, 10:39 PM   #3905
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الاصل الاول معرفة العبد ربة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين : نتم باذن الله ماسبق من الاصول الثلاثة بمعرفة الاصل الاول :
الأصل الأول: معرفة الرب:
فإذا قيل لك:من ربك؟ فقل: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه، وهو معبودي ليس لي معبود سواه.
والدليل قوله تعالى: الحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْن [الفاتحة:2] وكل من سوى الله عالم، وأنا واحد من ذلك العالم.
فإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟ فقل بآياته ومخلوقاته، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السموات السبع، والأرضون السبع، ومن فيهن وما بينهما.
والدليل قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت:37]، وقوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54].
والرب هو: المعبود.
والدليل قوله تعالى: يَأيُّهَا النَّاسُ اعبُدُوا ربَّكُمُ الذَِّي خَلَقَكُم وَالذِّينَ مِن قَبلكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ(21) الّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرضَ فِرَاشًا وَالسَّمآءَ بِنآءً وَأنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَاَءً فَأخرَجَ بِهِ مِن الثَّمراتِ رِزقًا لّكُم فَلاَ تَجعَلُواْ لَلَّهِ أندَادًا وَأنتُم تَعَلُمونَ [البقرة:22،21].
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ( الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة ).
وأنواع العبادة التي أمر الله بها، مثل الإسلام، والإيمان، والإحسان، ومنه الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها، كلها
.
والدليل قوله تعالى: وَأنَّ المَسَاجِد لِلَّهِ فَلا تَدعُوا مَعَ اللَّهِ أحَداً [الجن:18].
فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر.
والدليل قوله تعالى: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117].
وفي الحديث: { الدعاء مخ العبادة }.
والدليل قوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60].
ودليل الخوف قوله تعالى: فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران:175].
ودليل الرجاء قوله تعالى: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110].
ودليل التوكل قوله تعالى:
وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [المائدة:23]، وقوله: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3].
ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90].
ودليل الخشية قوله تعالى: فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي [البقرة:150].
ودليل الاستعانة قوله تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1].
ودليل الاستغاثة قوله تعالى: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ [الأنفال:9].
ودليل الذبح قوله تعالى:قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:163].
ومن السنة { لعن الله من ذبح لغير الله }.
ودليل النذر قوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً [الإنسان:7].
انتهى الاصل الاول وسوف نتم ان شاء الله الاصل الثاني (( معرفة العبد دينه ))
هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-2013, 10:52 PM   #3906
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


أختر رقم الهدية وانتظر10ثواني







(1) : http://upquran.com/gift/1.htm
(2) : http://upquran.com/gift/2.htm
(3) : http://upquran.com/gift/3.htm
(4) : http://upquran.com/gift/4.htm
(5) : http://upquran.com/gift/5.htm
(6) : http://upquran.com/gift/6.htm
(7) : http://upquran.com/gift/7.htm
(8) : http://upquran.com/gift/8.htm
(9) : http://upquran.com/gift/9.htm
(10) : http://upquran.com/gift/10.htm
(11) : http://upquran.com/gift/11.htm
(12) : http://upquran.com/gift/12.htm
(13) : http://upquran.com/gift/13.htm
(14) : http://upquran.com/gift/14.htm
(15) : http://upquran.com/gift/15.htm
(16) : http://upquran.com/gift/16.htm
(17) : http://upquran.com/gift/17.htm
(18) : http://upquran.com/gift/18.htm
(16) : http://upquran.com/gift/19.htm
(20) : http://upquran.com/gift/20.htm
(21) : http://upquran.com/gift/21.htm
(22) : http://upquran.com/gift/22.htm
(23) : http://upquran.com/gift/23.htm
(24) : http://upquran.com/gift/24.htm
(25) : http://upquran.com/gift/25.htm
(26) : http://upquran.com/gift/26.htm
(27) : http://upquran.com/gift/27.htm
(28) : http://upquran.com/gift/28.htm
(29) : http://upquran.com/gift/29.htm
(30) : http://upquran.com/gift/30.htm
(31) : http://upquran.com/gift/31.htm
(32) : http://upquran.com/gift/32.htm
(33) : http://upquran.com/gift/33.htm
(34) : http://upquran.com/gift/34.htm
(35) : http://upquran.com/gift/35.htm
(36) : http://upquran.com/gift/36.htm
(37) : http://upquran.com/gift/37.htm
(38) : http://upquran.com/gift/38.htm
(39) : http://upquran.com/gift/39.htm
(40) : http://upquran.com/gift/40.htm
(41) : http://upquran.com/gift/41.htm
(42) : http://upquran.com/gift/42.htm
(43) : http://upquran.com/gift/43.htm
(44) : http://upquran.com/gift/44.htm
(45) : http://upquran.com/gift/45.htm
(46) : http://upquran.com/gift/46.htm
(47) : http://upquran.com/gift/47.htm
(48) : http://upquran.com/gift/48.htm
(49) : http://upquran.com/gift/49.htm
(50) : http://upquran.com/gift/50.htm


------------------
اهداء من شقران /منتدى بالخزمر



=================
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-2013, 10:58 PM   #3907
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لامانع من نسخ اي موضوع للفايدة
وارجو ان لا تنسونا من صالح دعاكم

جزاكم الله كل خير والفردوس الاعلى من الجنة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-2013, 01:35 AM   #3908
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عائشة بنت أبي بكر الصديق
أم المؤمنين، كبيرة محدثات عصرها، ونابغته في الذكاء، والفصاحة، والبلاغة، فكانت عاملا كبيرا ذا تأثير عميق في نشر تعاليم الرسول -صلى الله عليه وسلم-،
ولدت بمكة في السنة الثامنة أو نحوها قبل الهجرة.
بعد أن لحقت خديجة -رضي الله عنها- بالرفيق الأعلى، أصبح بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خاليا من الصدر الحنون والقلب الرءوف، الذي كان يبثه همومه ومتاعبه وما يلقاه من عنت المشركين وصدودهم وأذاهم، فجاءته يوما خولة بنت حكيم ) قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَزَوَّجُ قَالَ: مَنْ؟ قَالَتْ: إِنْ شِئْتَ بِكْرًا وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا، قَالَ: فَمَنْ الْبِكْرُ؟ قَالَتْ: ابْنَةُ أَحَبِّ خَلْقِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- إِلَيْكَ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: وَمَنْ الثَّيِّبُ؟ قَالَتْ: سَوْدَةُ ابْنَةُ زَمْعَةَ قَدْ آمَنَتْ بِكَ وَاتَّبَعَتْكَ عَلَى مَا تَقُولُ، قَالَ: فَاذْهَبِي فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ( ثم أرسل في طلب سودة وأخبرها برغبته في أن تصبح زوجته، فسرت بذلك، فقال لها رسول الله: مُري رجلا من قومك يزوجك... ثم بنى بها، فمضت فترة على زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من سودة، ثم استرجع النبي -صلى الله عليه وسلم- الرؤيا التي كانت تتكرر عليه، وهي قطعة القماش التي كانت عليها صورة عائشة وجبريل يقول له -عليه الصلاة والسلام-: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة، فكر رسول الله في أمر هذه الرؤيا وأنها أمر الله، ولا بد من تنفيذ أمر الله -عز وجل-، فلما استقر المقام بالنبي -صلى الله عليه وسلم- قَصَّ على أبي بكر رؤياه، فأصغى الصديق وقد أدرك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء خاطبا، ثم التفت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: ما زالت صغيرة يا رسول الله، وسأرسلها إليك لتراها.
كانت الفرحة تغمر الصديق ثم دخل حَرم أهله ونادى عائشة التي كانت نحو التاسعة من عمرها، ثم أمرها بحمل إناء فيه تمر تذهب به إلى بيت رسول الله وتقول له: هذا ما عندنا فهل يوافقك؟؟
أسرعت عائشة إلى بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهش لها وحيّاها ثم قدمت له التمر وقالت له ما قال لها أبوها، ثم عادت إلى والدها فسألها: ماذا قال يا بُنية؟ فأجابت: نعم، على بركة الله.
ارتاحت نفس الصديق -رضي الله عنه- وسر غاية السرور لجواب النبي -صلى الله عليه وسلم-، خُطبت عائشة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي بنت تسع سنين، لقد وثقت هذه الخطبة أواصر المحبة والصداقة بين رسول الله وصديقه أبي بكر، وزادتها متانة وقوة، ومرت السنوات.
سنوات كفاح وجلاد وجهاد، حتى كانت الهجرة إلى يثرب، وبعد أن استقر المقام بالمسلمين آخى النبي بين المهاجرين والأنصار، وجمع بين الأوس والخزرج على طريق الإيمان والإسلام،
بعد ذلك جاء أبو بكر مذكرا النبي فقال له: ما الذي يمنعك أن تبني بأهلك يا رسول الله؟ فأجاب أبا بكر بالإيجاب، والابتسامة الرقيقة لا تفارق ثغره الكريم، دخلت عائشة بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- تحمل ضمن جهازها الدمى إذ كانت رغم اكتمال أنوثتها يغلب على تصرفاتها طابع الطفولة، ومع ذلك فقد كانت طفولة عائشة محببة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولم يكن ليتضايق منها أو يتألم، أو يبدي ضجرا أو اشمئزازا، ولكنه كان يرعاها رعاية الأب الحنون أو الوالد العطوف.
كيف لا؟ وهو نبي الرحمة، وهو الذي يقول: ) استوصوا بالنساء خيرا (.
كبرت عائشة ونضجت، واستوت عقلا وفهما وإدراكا، فكانت سيدة بيت رسول الله، ترعى شئونه وتدبر أموره، وتواسيه حين تجب المواساة، وتحفظ عنه الكثير من أقواله، وتتأسى بأفعاله، وتقوم بأمور بيت الزوجية خير قيام.
فعرف النبي -عليه الصلاة والسلام- لها الفضل، فكانت أحب نسائه إليه، وعرف فيها الذكاء والوفاء، والوعي والفهم؛ فقال مُوصيا أصحابه وأهله خذوا نصف دينكم عن هذه الحُميراء (، لقد وصل حب النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنها- إلى حد جعل باقي نسائه تشتد غيرتهن منها، وتدفعهن تلك الغيرة أن يُرسلن فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- إلى رسول الله يطلبن العدل بينهن، فجاءت أباها تنقل إليه احتجاج أزواجه، فغضب -صلى الله عليه وسلم- وأعرض عنها بوجهه، مع حبه الشديد لها، لكن فاطمة أعادت الحديث، وكررت الطلب، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: ) أي بنية، ألست تحبين ما أحب؟! فقالت: بلى، فقال: فأحبي هذه، لعائشة فسكتت فاطمة برهة، أضاف قائلا: ) فليتقين الله في عائشة، فوالله ما نزل الوحي في فراش واحدة منهن غيرها (.
حينما نتحدث عن عائشة فلا ننس غيرتها -رضي الله عنها-، فكانت شديدة الغيرة، فأتت أم سلمة بطعام في صحفة لها إلى رسول الله وأصحابه، فجاءت عائشة مستترة بكساء ومعها فهر، فكسرت الصحفة، فجمع رسول الله بين فلقتي الصحفة وهو يقول: ) غارت أمكم، غارت أمكم (، ثم أخذ رسول الله صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة، وأعطى صحفة أم سلمة إلى عائشة.
وخرج رسول الله من عند عائشة ليلا فغارت عليه، فجاء ليرى ما تصنع ثم قال لها: ) ما لك يا عائشة أغرت؟ فقالت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك (.
ولا يغربن عن البال أن ذلك الحب العظيم الذي تمتعت به عائشة أم المؤمنين كان عاملا قويا، بعث ما تكنه نفوس بعضهم من الحسد والغيرة لأن يقذفوا بالصديقة الطاهرة غير متورعين، ولا متحرجين من إثم، فبرأها الله بكتابه العزيز، فزادها ذلك منزلة وحبا لدى الرسول الأعظم، فبرأ الله عائشة بقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴾ (سورة النور، الآيتان: 11-12)، ثم أمر رسول الله بالأشخاص الذين كانوا يروّجون ويفترون، فنالوا جزاءهم، وعادت الطاهرة إلى بيتها، وإلى مقامها في قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإلى مكانتها الرفيعة في نفوس المسلمين جميعًا.
بعد أن فتح المسلمون مكة وطهروا البيت الحرام من الأوثان، وارتفعت كلمة: "لا إله إلا الله محمد رسول الله" مدوية في سماء الجزيرة، وبعد أن حج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمسلمين حجة الوداع، وتلا قوله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ (سورة المائدة آية: 3)، دمعت عينا أبي بكر -رضي الله عنه- إذ شعر بقرب وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وانتقاله إلى جوار ربه.
وحين دهمت الحمى رسول الله، سأل نساءه مستأذنا، بكل ما كان يتمتع به من أدب النبوة، أن يُمرَّض في حجرة عائشة فَأَذِنَّ له، فقامت عائشة المحبة الوفية بتمريضه، والاعتناء به، على خير ما يكون الوفاء والحب، وأوصى -صلى الله عليه وسلم- أن يدفن في حجرتها.
كانت -رضي الله عنها- أكثر نسائه وأهله حُزنا لفراقه، وألمًا لبعاده، ثم تولى والدها أبو بكر خلافة المسلمين، ثم تبعه عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- والكل يعرف لها مكانتها وفضلها وعلمها، فكم من قول وفعل كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ عنها وسمع منها.
مرضت السيدة عائشة -رضي الله عنها- وكان قد سبقها إلى الدار الآخرة معظم نساء النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم اشتد عليها المرض حتى فارقت الحياة الدنيا، ودفنت في البقيع بجوار أمهات المؤمنين وصحابة رسول الله رضي الله عنهم أجمعين.
وأنشد أبو عمر بن موسى بن محمد بن عبد الله الأندلسي الواعظ مادحا أم المؤمنين عائشة:

إني أقول مبينا عن فضلها
ومترجما عن قولها بلساني
يا مبغضي لا تأت قبر محمد
فالبيت بيتي والمكان مكاني
إني خُصصت على نساء محمد
بصفات بر تحتهن معاني
وسبقتهن إلى الفضائل كلها
فالسبق سبقي والعنان عناني
وأتاه جبريل الأمين بصورتي
فأحبني المختار حين رآني

من مناقب عائشة رضي الله عنها:
كانت كثيرة التعبد والتهجد والصوم، فكانت تسرع الصوم، حتى أنها كانت تصوم صيام الدهر ولا تفطر إلا يومي الأضحى والفطر، كانت شديدة الحياء حتى كانت تدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله وأبو بكر وهي واضعة ثوبها وتقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر بن الخطاب فكانت لا تدخله إلا مشدودة عليها ثيابها حياءً من عمر.
كانت -رضي الله عنها- لا تكذب أبدا فكان ابن الزبير إذا حدث عن عائشة قال: والله لا تكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبدا.
وكانت أيضا فصيحة اللسان بليغة المقال إذا خطبت ملكت على الناس مسامعهم، وإذا تكلمت أخذت بمجامع قلوبهم.
ومن مناقب عائشة، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:  كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام  .
يا لها من سيرة عطرة، ولعلنا وفقنا في ذكر بعض من جوانب سيرة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، فقد ذكرت نبذة مختصرة عن أبرز ما اشتملت عليه حياتها، فما أحوجنا إلى معرفة مثل هذه الشخصية البارعة، حتى تحرك ما بداخلنا من همم، وتخرج ما فيه من الجوهر، ونسمو ونتعلم وبها أيضا نقتدي، فنحن نحتاج سيرتها كزوجة، وعالمة، وداعية، ومربية.
نفعنا الله بما نقول ونسمع، اللهم آمين.
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-2013, 02:27 AM   #3909
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

خديجة بنت خويلد
يقول ربنا -تبارك وتعالى-: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ﴾ (سورة الأحزاب آية: 21) ، فهو -عليه الصلاة والسلام- القدوة وهو الأسوة لكل مؤمن ومؤمنة وكل مسلم ومسلمة، وهو المنار المحتذى لكل من انقاد قلبه لله واستسلم بجوارحه لشريعة العزيز الوهاب.
فمن كان متأسيا فليتأسَ برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن كان مقتديا فليقتدِ بمحمد رسول الهدى ونبي الرحمة، صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته وصحبه الأطهار.
ما أحوج مسلمات اليوم -فتيات ونساء- أن يقرأن سيرة زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- ليدركن ما تحملن مسئوليته في حياة الأمة كاملة، وأدين قسطهن من الواجب كاملا، واللاتي ما كان يلهيهن عن جدية الحياة زخرف أو بهرج، بل اضطلعن بالعبء يجاهدن الفتنة والزيغ والضلال.
فكانت حياتهن -رضي الله عنهن جميعا- مصابيح تشع هدى ونورا فتضيء الكون كله، وتعطره بشذى طيب النشر يلفه من أقصاه إلى أقصاه أزلا وأبدا.
ومن هنا نتكلم عن خديجة -رضي الله عنها- نشأت في بيت طهر كريم مترف، ولما بلغت الخامسة عشرة من عمرها خطبها أبو هالة بن زرارة التميمي فتى قومه، فعاشت معه تقدره ويقدرها، وولدت له بنتين هما هالة وهند، ولكن القدر عجل بوفاة الأب قبل بلوغ الطفلتين، وقد خلف لأسرته ثروة طائلة، وتجارة رابحة، ولما عرف عن خديجة -رضي الله عنها- من حسن وخلق، تنافس فتيان العرب على الفوز بها، فتزوج بها عتيق بن عائذ، ولكن القدر أيضا عجل بوفاته، فقد خلف لزوجته خديجة مالا وفيرا، وتجارة واسعة؛ فقامت على إدارتها وتوجيهها، فاستطاعت أن تؤسس في مكة بيتا ماليا ضخما، لكن شهرتها -رضي الله عنها- لم تقف عند حد المال والجمال، بل تعدت ذلك إلى سيرتها التي كانت نبراسا لكل فتاةٍ ولكل أم وعرفت بلقبي الطاهرة، وسيدة قريش.
كانت يد العناية الإلهية تعد خديجة لأن تكون بعد زمن يسير المسلمة الأولى وأم المؤمنين الأولى وسيدة نساء العالمين؛ والزوجة المجاهدة الصابرة،
كان الأمين محمد -صلى الله عليه وسلم- حديث الناس في مكة يحترمون أمانته وورعه ويُكبرون صدقه وصواب رأيه، في تلك الفترة كانت خديجة ممن يستمعون إلى أخباره -صلى الله عليه وسلم-، فوجدت نفسها يوما ترسل رسولها إلى أبي طالب تعرض عليه عرضا مقابل أن يتولى محمد -صلى الله عليه وسلم- تجارتها، فرضي بذلك واستبشر خيرا، لقد رأى ميسرة من أمر محمد شخصية خارقة، وأمانة ما بعدها أمانة، وصدقا بالغا وحنكة ودراية يعجز عنها فُحول التجارة،
عاد -صلى الله عليه وسلم- بالقافلة إلى البيت الحرام، وقد نفقت بضاعتها، وكثرت غلتها وكان ربحها كثيرا وفيرا.
مضت خديجة إلى دار ابن عمها ورقة، وحدثته بحديث ميسرة عن محمد والغمام الذي كان يظلله في تنقلاته يحميه وهج الشمس وأذاها، فهتف ورقة: قدوس قدوس ... لقد قرب الأوان، واستدار الزمان، وآن لمكة أن تشهد الآية الكبرى.
في هذه الفترة أبدت خديجة رغبتها في الاقتران بمحمد، فوافقها ورقة،
فعرضت خديجة نفسها على النبي -صلى الله عليه وسلم- فوافق، عمت الفرحة بيت الهاشميين، وتناقل الناس النبأ العظيم، وتأسس البيت النبوي المبارك، وكانت خديجة -رضي الله عنها- يوم ذاك في الأربعين من عمرها، والنبي -صلى الله عليه وسلم- في الخامسة والعشرين، ومرت أيام الحياة بمحمد وخديجة على أهنأ ما تكون، وبعد مرور عام وبعض عام أنجبت خديجة- رضي الله عنها- زينب كبرى بنات النبي -صلى الله عليه وسلم-، فملأت البيت بالحركة والحيوية، وبعد عام وضعت رقية، ثم أعقبتها أم كلثوم ثالثة النجوم، وفي تلك الفترة تهامس الناس بأن محمدا -صلى الله عليه وسلم- لا يلد إلا البنات، وبإكمال العام العاشر من زواجه -صلى الله عليه وسلم- بخديجة حلت حادثة بقريش إذ احترقت أستار الكعبة ومر بها سيل جارف، فصدع جوانبها وأسقط بعض جدرانها، وتنافس الناس في البناء، فحكم النبي -صلى الله عليه وسلم- بينهم بحكمته البالغة، فطلب ثوبا طويلا، ووضع في وسطه الحجر الأسود، ثم طلب إلى الكبراء منهم أن يمسك كل بطرف، ثم أعاد الحجر إلى مكانه بيده الشريفة، وحقن برجاحة عقله دماء العرب، كان -صلى الله عليه وسلم- قلق البال على زوجته التي كانت تعاني من آلام الوضع، وعند مشارف البيت الكريم تلقى النبي -صلى الله عليه وسلم- البشرى بمجيء فاطمة الزهراء.
أخذت خديجة -رضي الله عنها- تلاحظ سمات جديدة تعلو وجه النبي الكريم، وتأملا شديدا يسرح به، فأحست بقرارة نفسها أن الأمر جلل،
فقامت خير قيام، فوفرت للنبي كل أسباب الصفاء، وتتابعت الرؤى يردف بعضها بعضا، فأخذ يحدثها بكل ما يراه، فتستمع إليه بنفس مبتهجة وصدر منشرح، وتبعث في ذاته الشريفة العزم والتصميم، وعندما دخل رمضان من ذلك العام، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينصرف إلى ربه وخلواته وتأملاته أشد وأبلغ، كانت خديجة خير معين له على ذلك حيث قامت بتهيئة زاده وأشرفت على استقراره وسكينته، وفي ليلة مباركة هي ليلة القدر، أشرقت الأرض بنور ربها، وازينت السماء، ونادى مناد:
هذا يوم البشرى ... ثم هبط جبريل -عليه السلام- بالأمر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلا له: اقرأ ... بعد هذه البشرى ... عاد إلى الصدر الحنون والقلب الكبير يحدثها بما رأى وبما سمع وهو يقول: زملوني، زملوني.
فانقادت لطلبه وزملته في دثاره وهي تقول: أبشر يا ابن عمي واثبت، فقد أريد بك الخير العظيم، وإنك والله لأهل لكل خير.
أسلمت خديجة وآمنت الزوجة الوفية؛ ولم تقف في إيمانها عند حد معين، بل انطلقت في سبيل الله مثبتة رسوله داعية لدينه، باذلة الغالي النفيس لأجله.
ثم تتابع الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن ثَم تتابع دخول المسلمين في موكب الإيمان، وكثيرا ما كان يأتي -صلى الله عليه وسلم- إلى منزله معفر الجبين، وقد أصابه سُفهاء القوم بالأذى، فتتلقاه خديجة بحنانها وحُبها، فتمسح جراحه، وتغسل وجهه، وتطمئن قلبه، ولا تزال تواسيه حتى يبتسم ويتناول طعامه.
توالى الوحي،
وأخذ أمر الرسالة يقوى، ورايتها تعلو، والصراع بين الإيمان والكفر يشتد، وأخذت وفود العرب تتعرف إلى محمد ودعوته، وفي عام واحدٍ أصيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحادثين جللين، جعلاه يسمي ذلك العام عام الحزن، فقد توفي عمه أبو طالب، ثم لحقته خديجة، وأحس النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحزن والأسى، كما أحاطت بالفراش الطاهر زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة يبكين أغلى الأمهات، وأكرم المجاهدات.
ثم دنا منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باكيا وهو يقول: ما أمر الفراق يا خديجة! وسيكون اللقاء في الجنة في قصرك يا خديجة، الذي أعده الله لك في لؤلؤ مُضيء، فتجيبه الصدِّيقة مع آخر نسمة من نسمات الحياة:
إن شاء الله ...
ويبكي النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتبكي بناته، ويخلو البيت الكريم من الشعلة الإيمانية التي أضاءت حياته وآفاقه ثمانية وعشرين عاما.
ولحقت خديجة –رضي الله عنها– بالرفيق الأعلى، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ) كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن عليها الثناء، فذكرها يوما من الأيام فأذكرتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزا قد أخلف الله لك خيرا منها؟ قالت: فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب، ثم قال: لا والله، ما أخلف الله لي خيرا منها، لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله أولادها إذ حرمني أولاد النساء، قالت: فقلت بيني وبين نفسي: لا أذكرها بسوء أبدا (.
لقد كانت -رضي الله عنها- في ميدان الإيمان أصلب من شُم الجبال.
وكانت في بيتها زوجة وأُمًّا أخلد من التاريخ.
وكانت في ساحات النضال والوغى فارسة فاقت الرجال إقداما.
لعلنا عندما نقرأ سيرة كسيرة خديجة -رضي الله عنها-، تحرك فينا العزم والهمة والصبر والثبات، ونكون مع ذواتنا، وأزواجنا، وأولادنا، ومجتمعنا، وعالمنا الإسلامي كما كانت خديجة خير زوجة وأفضل أم، وخير معين لزوجها في سبيل نشر الدين الإسلامي.
ومهما تحدثنا عن هذه السيرة العطرة، فلن نستطيع أن نخوض في جميع جوانبها، ونسأل الله -عز وجل- أن نكون قد ذكرنا أبرز ما اشتملت عليه حياتها.
-------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-2013, 02:56 AM   #3910
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عمرة بنت عبد الرحمن
كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله - بالبريد - إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم - بالمدينة -: أن انظر ما كان من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أو سنة ماضية، أو حديث عمرة فاكتبه، فإني خفتُ دروس العلم وذهاب أهله.
فمن عمرة هذه التي خصها عمر بن عبد العزيز بحفظ الحديث؟
لقد انتقى عمر بن عبد العزيز رحمه الله العلماء القائمين بالتدوين، فأحسن الانتقاء، وخص أحاديث ذات أهمية خاصة، وخص عمرة بالذات لما جُمع فيها من صفات لا تكاد موجودة في امرأة تعاصرها، من فقه وعلم بالحديث النبوي الشريف، وضبط روايته وفهمه، وملازمتها لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وأخذها الحديث عنها، وهذا مما زاد في رصيد عمرة في عالم الرواية وعالم الحديث.
إذن هي: عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بن عُدُس، الأنصارية النجارية، المدنيّة، الفقيهة، وجدُّها من قدماء الصحابة، وهو أخو النقيب الكبير أسعد بن زرارة رضي الله عنهم.
عمرة في حجر عائشة:
نشأت عمرة في حجر عائشة - رضي الله عنها - وقد حباها الله حافظة قوية جعلتها التلميذة النجيبة التي حفظت أحاديث أم المؤمنين عائشة وروت عنها، فكانت بذلك سيّدة نساء التابعين، حيث كانت المحدثة العالمة الفقيهة الثقة الحجة، ويؤيد ذلك ما ورد بأن القاسم بن محمد قال للإمام الزهري: أراك تحرص على العلم، أفلا أدلك على وعائه؟
قال: بلى، قال: عليك بعمرة بنت عبد الرحمن، فإنها كانت في حجر عائشة - رضي الله عنها-
قال الزهري: فأتيتها فوجدتها بحرا لا ينزِف، ويعود الفضل في هذه التربية الفريدة لأمنا عائشة - رضي الله تعالى عنها - التي أثرت الدنيا بسادات العلماء، وعلماء السادات من الصحابة والتابعين رجالا ونساءً.
ولم تتوقف عمرة في روايتها على أستاذتها عائشة - رضي الله عنها - فحسب، بل حدثت أيضا عن أم سلمة أم المؤمنين، وعن أختها لأمها أم هشام بنت حارثة بن النعمان الأنصارية، وعن حبيبة بنت سهل، وأم حبيبة حمنة بنت جحش، وكلهن صحابيات فاضلات - رضي الله عنهن وأرضاهن - كما حدثت عن الصحابي رافع بن خديج الأنصاري - رضي الله عنه -، وحدث عن عمرة عدد من أكابر التابعين وعلمائهم مثل: ابنها أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن، وحفيديها: حارثة ومحمد ابني محمد، وابن أختها القاضي أبي بكر بن حزم الزهري، وآخرين.
نماذج من مرويات عمرة:
من مروياتها في الفقه والسيرة ما رواه يحيى بن سعد عنها أنها قالت: سمعت عائشة - رضي الله عنها - تقول: ) خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخمس ليال بقين من ذي القعدة، ولا نرى إلا أنه الحج، فلما دنونا من مكة، أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لم يكن معه هديٌ إذا طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة أن يحلّ (، قال يحيى بن سعد: فذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمد فقال: أتتك والله بالحديث على وجهه.
أقوال العلماء في عمرة:
وقد شهد لعمرة بالثقة في الرواية عالمان من ذوي الثقة والحجة وهما: يحيى بن معين، والعجليّ.
فقد قال يحيى بن معين: عمرة بنت عبد الرحمن ثقةٌ حجةٌ.
وقال العجلي: مدنيةٌ تابعيةٌ ثقةٌ.
وقال ابن عيينة أيضا: أثبت حديث عائشة حديث عمرة والقاسم وعروة، ووصفها الزهري بأنها بحر من العلم لا ينضب.
وأما المؤرخون وكتب التراجم، فقد طاب لهم أن يثنوا على عمرة بما هي أهله، قال عنها ابن العماد الحنبلي: الفقيهة الفاضلة عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية، نشأت في حجر عائشة، فأكثرت الرواية عنها، وهي العدل الضابطة لما يؤخذ عنها.
وأثنى عليها الإمام الذهبي بقوله: كانت عالمةً، فقيهةً، حجةً، كثيرة العلم - رحمها الله -،
ولله درّ من امتدح العلماء بقوله:
العز مخصوصٌ به العلماءُما للأنام سواهم ما شاءواإن الأكابر يحكمون على الورىوعلى الأكابر يحكمُ العلماء
عاشت عمرة رحمها الله في المدينة المنورة، تنيرُ الناس بما أفاء الله عليها من العلم إلى آخر حياتها، وفي يوم من أيام سنة ثمان وتسعين من الهجرة توفيت عمرة بنت عبد الرحمن، ودفنت قرب البقيع بالمدينة المنورة، رحم الله عمرة، وجعل قلوبنا عامرة بطاعته وذكره، إنه سميع عليم.
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 07:34 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved