![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3971 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الكلْية وما أدراك ما الكلْية!!! ذلك المخلوقُ الصغير المُتقوقِع على نفسه, المشغول عن غيره بِما أُوكِلَ إليه من مهام, لا يتعرّض لأحدٍ بقولٍ أو فِعل ولا يعارض الآخرين في توجهاتهم إلا ما كان عكس المسار الفِطْري, فليس بينهُ وبين البنكرياس أي خلافات فكريّة أو منهجيّة وليسَ بينهُ وبين الطُحال أي نقاشاتٍ عَقَدِيَّة, ولا تجد بينه وبين الرِئة أي جِدال بيزنطي عمّن أتى قبلاً البيضة أم الدجاجة, عُضوُ مُسالِم إلى أبعد الحُدود, لا يُؤذي أحداً, فلا يُؤذيهِ أحد. يستقبل يوميّاً كميّات لا بأس بها من الدم المُمتلئ بالشوائب التي يترتب عليه تنقيتها في صمت, فيُبقي لنا ما نستفيد منه وما عدا ذلك فإنّه يتخلص منه, كُل هذا وقد الْتحف هذا الصغير أرتال الشحوم مُتخذاً شكلَ الجنين في رَحِم أُمّه, فهو في ظُلُماتٍ بعضُها فوق بعض, ظُلمة الشحوم وظُلمة الأحشاء. مع صِغَرِ حجمه وقِلّة وزنه الذي لا يتعدى المائة وخمسون جراماً فإنَّ هذا المخلوق العجيب يحوي أكثر من مليون ومائتي ألف وحدة تصفيّة, ومجموع أطوال القنوات الشِعرية فيه تُقدّر بعشرة آلآف كيلومتر. فسبحان الخالق العظيم. إننا لانتذكر الكلية إلا عندما نراها في أحشاء مُفطّحٍ كان ضحية مناسبة من المناسبات التي أكثرها للإستملاح عن بُعد, فبعد افتراس ذلك المُفطّح الذي كان قُبيل ساعةً مُجندلاً بِتمام لحْمِه وشَحْمِهِ على واحة من الأرز مُكللاً بباقاتٍ مُقطعة من الطماطم انتشرت على ضفاف التبسي وقد نُثِرت عليه بعضاً مِن فُصوصِ الصنوبر والزبيب وتَحُفُّهُ شُمُوسٌ مِن شرائح البيض مِن جميع الجوانب مُتّكئاً على خيوط من مكرونة الإسباغيتي, و بعدأن يصبح ذلك المُنبطحُ رُزّاً مُجرّداً من كل مظاهر التفطُّح الحضاري....تنكشف سَوْءة ذلك العضو الصغير المسكين الذي لاحول لهُ ولاقوّة, فتتبادره الأيدي الغاشمة التي لم ترحم الأعضاء الكبيرة قبله كالكَبِد والطُحال والقلبُ الواله فكيف به هو, تتبادره الأيديَ بالاختطاف لتُلقيه بين فكّين شَرِسيَن لأحد فُرسان الوغى من مُجاهدي الضرب بالأخماس والذي لا تكادُ ساحة من ساحات الاحتفالات تخلو له من طعنة بسكينٍ حادة في ظهر أحد الأعداء من الخرفان, أو مسكةٍ مِخْلبيّةٍ تُهشِّم رأس العدو, أو سوبلكس خلفي فيجعل عالي الضحية سافلها. ذلك هو مَبِلغ تذكرنا للكلية. قبل فترة مِن الزمَن وعلى غير المُتعارَف عليهِ في الوسط الجسدي الخاص بي قررت كليتي العزيزة تذكيري بها, ولكن بصورة فَظّة لم أتعود عليها بل لم أعرفها مُنذُ خُلِقت... لقد قَررَت ودون سابق انذار أن تُعلن تمردها وثورانها ضد أعراف جسمي وتقاليده ضاربة بعرض المعدة كل اجراءاتي اليومية الإحتياطية لتجنُّب مثل هذه الإنقلابات..وفعلاً حصل لها ما أرادت...وجعلتْنِي أغُطُّ في صراعات رهيبة من الألم الذي لا أستطيع وصفه والحمدلله على كُل حال. كُنتُ مِن شِدَّةِ ألمها أُخابِطُ بنفسي ذا الجدار وذا الجِدارا....لآ ألوي على شيء....لم أكُن أعرِف مالذي أصابني....واللهِ إنَّ ألمها لا يكادُ يوصَف مِن هَولِهِ أجارَكُم الله. في نفس ذلك اليوم الكئيب أُخِذتُ غَيلة إلى أحد مجازرنا الوطنية المُسمّاة زورًا وبهتاناً مُستشفيات وأُدخلت الى قسم (الطوارق) حيثُ يُطرق المريض طرقاً لا يعلم أمِن السماءِ يُطرَق أم مِن الأرض...وهناك و بُعيد البوابة استقبلني جزار عام وهو يقول (بسيطه يا عم الحاج بسيطه...بسيطه...يا رضوان حُئنة فولتارين بسرعة...بسرعه يابني). بعد أنّ أخذتُ قذيفة الفولتارين قال لي (كُلّها نُص ساعه وياخد الدوا مفعولُه..صبرك بالله..صبرك بالله.. الظاهر و حسب الأعراض اللي بتشتكي منها إنّك محتاق لاستئصال المرارة...شويه حيقيلك أخصائي الباطنه هوَّه اللي حيقَرّر). ماذا؟؟؟ المرارة؟ المرارة حِتّة واحدة يا مُفتري؟!! فقع الله مرارتك ومرارة من استقدمك لنا على أنّكَ طبيب...لاحول ولا قوة إلا بالله...أيُّ تشخيصٍ هذا؟ تشخيصٌ سريع بسرعة الضوء مِن أحد جزارينا المُعتبرين, يظهرُ أنَّ القوم لديهم نَقصٌ حاد في قِطَع الغيار البشريّة فيقومون بإيهام المرضى بأنَّ هُناك مالا قيمةَ لهُ في أجسادِهم وأنَّهُم في الطريقِ لاستئصالِ تِلكَ الزوائد الغير مُعترَف بِها دوليّاً, والغريب أنَّ جزاري الأحمَق هذا لم يخْتَر إلا قِطعة لا تُزرَع ولا يُستفادُ مِنها في مكانٍ آخَر, الحمدُ لله.... ثوارةُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ. بعد أن سيطرت قوات الجيش- لواء الفولتارين على الكلْية الثائرة تقدّمَ منّي جزار آخر بمرتبة جزار رُكن باطنة وقال لي (عاوزينك تقيب عيّنة يورين حالاً..وتَدّيها للمُمرضة توديها المختبر وانته ترقع على سريرك عِدِل)... قُلتُ لنفسي ما هذا؟!!! يتكلّم الأفندي وكأنني جُندي تمَّ نتفُ شاراته في الجبهَة يتلقى أوامره العسكرية مِن أحدِ كِبار الضباط!! هكذا يتعامل جزارينا المُستقدمين معنا..بكل تعالٍ على المرضى, وكأننا أتيناهم نستجْدِ منهم رغيف خُبز أو نطْلبهُم حُجرة تأوينا كما يفعلُ المُشردين في الأرض... آه يا بلد... ندفع الكثير فنخرج بخُفّيّ حُنين...لا...لا...بل نخرج بلا شيء. المُهم...خرجت نتيجة التحليل بعد أن رأيتُ العجَبَ العُجاب...بأنّ المُشكلة هي مُجرّد أملاح في الكلى والعلاج يكمُن في كثرة شُرب الماء. البارحه يوم الخلايق نياما.. لم أضطر لأخذ المُسكنات كالعادة...فأنا لي أُسبوع أكرع كِمّيّات هائلة من منقوع الشعير آنيِّ التحضير , هذا النقيع لهُ تأثير عجيب في طرد الأملاح من الكلى فالحمد لله أولاً وأخيراً. أخذتُ فُرصة السكون الكلوي للتفكُّر في هذا المخلوق الصغير..العجيب التكوين الذي ثارت ثائرته. هل ثارَت ثائرته ليُذكرني بقول الله تعالى( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ). أو ثارَت ثائرته لأحمد الله على عطاياه التي لا تُعدُّ ولا تُحصى؟ أم ثارَت ثائرته لأني قصرتُ في تسبيح من خلقني وإيّاه؟ لا إله إلا هو سبحانه إنّي كُنتُ من الظالمين.... رُبَّ ضارّةٍ نافعة. ---------- معلومة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3972 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ![]() ![]() الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإن ظاهرة انتشرت في بعض الناس ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوبة المطهرة، إما على سبيل الذم، أو على سبيل بيان سوء عاقبة من فعلها. إنها ظاهرة الظلم، وما أدراك ما الظلم، الذي حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه وحرمه على الناس، فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله ![]() وعن جابر ![]() ![]() والظلم: هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة. وهو ثلاثة أنواع: النوع الأول: ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله تعالى، قال تعالى: ![]() ![]() ![]() ![]() النوع الثاني: ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات، من معاصي لله ورسوله. قال جل شأنه: ![]() ![]() النوع الثالث: ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار. صور من ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته: غصب الأرض: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ![]() مماطلة من له عليه حق: عن أبي هريرة ![]() ![]() منع أجر الأجير: عن أبي هريرة ![]() ![]() وأذكر هنا قصة ذكرها أحد المشايخ في كلمة له في أحد المساجد بمكة، قال: ( كان رجل يعمل عند كفيله فلم يعطه راتب الشهر الأول والثاني والثالث، وهو يتردد إليه ويلح وأنه في حاجة إلى النقود، وله والدان وزوجة وأبناء في بلده وأنهم في حاجة ماسة، فلم يستجب له وكأن في أذنيه وقر، والعياذ بالله. فقال له المظلوم: حسبي الله؛ بيني وبينك، والله سأدعو عليك، فقال له: أذهب وأدعوعلي عند الكعبة (انظر هذه الجرأة) وشتمه وطرده. وفعلا استجاب لرغبته ودعا عليه عند الكعبة بتحري أوقات الإجابة، على حسب طلبه، وبريد الله عز وجل أن تكون تلك الأيام من أيام رمضان المبارك ![]() ![]() فلما رآه قال: أدعوت علي؟ قال له: نعم وفي المكان الذي طلبته مني. فنادى على ابنه وقال: أعطه جميع حقوقه، وطلب منه السماح وأن يدعو له بالشفاء ). الحلف كذباً لإغتصاب حقوق العباد: عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي ![]() ![]() السحر بجميع أنواعه: وأخص سحر التفريق بين الزوجين، قال تعالى: ![]() ![]() ![]() ![]() عدم العدل بين الأبناء: عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال:{ نحلني أبى نحلاً فقالت أمى عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد عليه رسول الله ![]() حبس الحيوانات والطيور حتى تموت: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ![]() شهادة الزور: أي الشهادة بالباطل والكذب والبهتان والافتراء، وانتهاز الفرص للإيقاع بالأبرار والانتقام من الخصوم، فعن انس ![]() ![]() وأكل صداق الزوجة بالقوة ظلم.. والسرقة ظلم.. وأذيه المؤمنين والمؤمنات والجيران ظلم... والغش ظلم... وكتمان الشهادة ظلم... والتعريض للآخرين ظلم، وطمس الحقائق ظلم، والغيبة ظلم، ومس الكرامة ظلم، والنميمة ظلم، وخداع الغافل ظلم، ونقض العهود وعدم الوفاء ظلم، والمعاكسات ظلم، والسكوت عن قول الحق ظلم، وعدم رد الظالم عن ظلمه ظلم... إلى غير ذلك من أنواع الظلم الظاهر والخفيى. فيا أيها الظالم لغيره: اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس ![]() ![]() لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم آخره يأتيك بالندم نامت عيونك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجل: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله. تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك. وتذكر أيها الظالم: قول الرسول ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ولكن أبشر أيها الظالم: فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال ![]() ولكن تقبل التوبة بأربعة شروط: 1- الإقلاع عن الذنب. 2- الندم على ما فات. 3- العزم على أن لا يعود. 4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3973 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ![]() لا أعرف كيف أتحدث إليك، أو أبعث إليك برسالة.. فأيام عمري التي قضيتها معك والتي سوف أقضيها كنت أنت الذي تتحدث وأنا الذي أستمع، كنت ترسل إليَّ بأوامرك، وأنا الذي أجيب... وها نحن اليوم نتبادل الأدوار.. فاليوم لن تصبح اللسان الذي يتكلم، ويأمر وينهى، ويمدح، ويذم، ويغتاب، وينم... يا لساني... ماذا لو تخيّلت نفسك عضواً آخر، لك وظيفة... أي وظيفة غير الكلام!!! إن رسالتي التي أود أن أرسلها إليك منذ ولدت بك هي رسالة تحمل في طياتها الكره لك، فأنا أكرهك.. نعم أكرهك... هذه هي الحقيقة... ولكن أما سألت نفسك لماذا أكرهك، وأنت عضو في؟! لماذا أكرهك، وأنت وسيلة اتصال بيني وبين الآخرين؟! لماذا أكرهك وأنت الوحيد الذي تترجم ما يدور في داخلي! إن أسباب الكراهية كثيرة ومتعددة، وإني لذاكر لك ما كان منك... أنت سبب هلاكي.. أنت سبب دماري وتعذيبي.. أنت سبب في استحقاقي دخول النار، نعم أيها اللسان. النميمة... وهي إحدى مصائبك التي رميتني بها، وأوقعتني بسببها في شراك المعصية، هل تذكر يوم كذا، وكذا، وكذا، يوم سعيت بين الناس بالنميمة فخرجت عليهم، وتحولت حياتهم السعيدة بسببك إلى نار جهنم، أظنك تذكر ذلك، كم بيت أدخلت عليه الهم والحزن، وكم من صديق فرقت بينه وبين صديقه بنميمتك التي كنت تسعى بها، تتظاهر بالخوف على مصالحهم، وأنت أشد حرصًا على تمزيقها إلى أشلاء، لا يمكن جمع شتاتها. الغيبة... وهي الأخرى من جراء البلوى التي عمت بك أيها اللسان، فأنت تأكل لحم الناس، أتدري كيف تأكل لحومهم؟ عند غيبتك للناس فإنك تأكل لحومهم، ويا له من لحم مر ![]() ![]() النهش في الأعراض... والتغامز والتلامز على الناس من ورائهم، وهم يحسبونك لسانًا عفًا حصانًا لا تتكلم إلا بالحق.. يا لساني... إنك نسيت قول الرسول ![]() ونسيت قوله ![]() فانظر إلى ذلك واعتبر، إن جرائمك كثيرة أكثر من أن تحصى عند البشر، ولكن... تذكر قوله تعالى: ![]() ![]() من قول أي قول يا لساني، وكان بعض السلف في مرضه وكان يتوجع من شدة المرض، فقال له بعضهم: إن الملائكة تكتب أنين المريض، فتوقف عن التأوه بالوجع خشية أن يكتب عليه، ويسجل في سيئاته، مريض امتنع عن التوجع، عن إصدار كلمة (آه) وأنت لا تتوقف، ولا تريد أن تتوقف عن الخوض والنهش في أعراض الناس، لا تتوقف عن كشف مساوئهم للناس بحق وهذه غيبة، وبغير حق وهذا بهتان.. يا لساني... تذكر غضب الرسول ![]() ![]() ![]() وانظر يا لساني إلى الكلمة التي قالتها أم المؤمنين عائشة، إنها لا تعد شيئاً في معجمك الواسع المليء، الذي لا يخلو من الألفاظ التي أنت أعلم بها مني. الكذب... وآفة الكذب عندك أصبحت ساترًا للقناع المزيف الذي ترتديه، أنت تكذب في كل شيء، كل أقوالك لا أشعر فيها بالصدق، وإنما تنتشر منها رائحة الكذب، حتى إنني لا أستطيع أن أتحمل تلك الرائحة، فأنت تكذب في البيت وخارج البيت، تكذب على الناس، بل وصل بك الأمر أنك تكذب حتى نفسك عندما تثني على نفسك خيراً، وتعدد بطولاتك وأمجادك المزيفة. ولا أريد أن أحدثك عن شهادة الزور، والحلف الكذب وغيرها من الأمور التي أوقعتني، وأوقعت نفسك بها، وتابعت الشيطان وكنت له قرينًا ![]() ![]() وها هي الفرصة الأخيرة أعرضها عليك، فبادر إلى أخذها وفهمها حتى تنجو، وأنجو معك يا لساني العزيز... كن في معية الله: عن أبي هريرة ![]() ![]() اكسب ألف حسنة كل يوم: عن سعد ![]() ![]() تكفير الذنوب: عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله ![]() الابتعاد عن مجالس الحسرة: عن أبي هريرة ![]() ![]() المداومة على قراءة القرآن: فقراءة القرآن من أعظم الذكر، لأن القرآن كلام رب العالمين، والمداومة على تلاوته تلين القلب، قال ![]() ---------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3974 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() آداب النساء في المساجد الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ![]() أختي الحبيبة،،، إن خروجك إلى المسجد له آداب شرعية يجب مراعاتها والأخذ بها، حتى تحققي من خلالها مرضاة الله جل جلاله، وتنالي الأجر العظيم على آدائها، فإليك أخيَّـتي بعض النصائح المفيدة: أخلصي نيتك لله سبحانه وتعالى عن عمر بن الخطاب ![]() ![]() استأذني قبل الخروج من المنزل من ولي الأمر ( الأب – الزوج ) عن ابن عباس ![]() ![]() لتكن الحشمة لباسك وامشي بسكينة و وقار تجنبي وضع البخور والعطور عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ![]() عن أبي هريرة ![]() ![]() عن أبي هريرة أن النبي ![]() تفلات: غير متطيبات.. إماء الله: جمع أمة ويعني بها النساء. تجنبي أكل كل ماله رائحة كريهة فإنه يؤذي المصليات عَنْ جَـابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ: قَالَ النّبيُّ ![]() احرصي على نظافة البدن والملبس عند ذهابك إلى المسجد أفرغي قلبك مما سوى الله عز وجل قال الله عز وجل: ![]() احرصي على غلق هاتفك النقال حتى لا يفوتك الخشوع عند دخولك إلى المسجد قولي: { بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، الَّلهم اغفر لي ذنوبي، وافتحــلي أبواب رحمتك }. وعند خروجك { بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللًّهم اغفر لي ذنوبي، اللَّهم إني أسألك من فضلك } [رواه مسلم في صحيحه وعند أهل السنن بألفاظ مختلفة]. قال ![]() صلي قائمة ما استطعت ففي ذلك تمام الأجر عن النّبي ![]() لا تجهري بقراءة القرآن ولا تسابقي الإمام في الركوع والسجود عن أبي هريرة ![]() ![]() عن أبي حازم التّمّارِّ عن البياضي أن رسول الله ![]() إياك والهمز واللمز والغيبة والنميمة قال تعالى: ![]() ابتعدي عن الصلاة في الممرات حتى لا تؤذي الآخرين تجنبي التدافع والزحام أثناء الدخول إلى المسجد والخرج منه تجنبي اصطحاب الأطفال إلى المسجد حتى لا تؤذي المصليات حافظي على نظافة المسجد فإنه بيت الله جل جلاله ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3975 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() حقــــوق الخــــدم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد.. يقول الله تبارك وتعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [سورة الزمر: 9]، ويقول جل وعلا: يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [سورة المجادلة: 11]، ويقول النبي ![]() واستجابة لهذه التوجيهات العظيمة حرصا على التواصل معكم بإصدارتنا العلمية المتنوعة، مساهمة منا في نشر العلم الشرعي بطريقة ميسرة ومختصرة وما هذا الإصدار الذي بين أيديكم إلا أقل ما ينبغي على المسلم معرفته من أحكام ديننا في هذا الباب. نسأل الله العظيم أن يُعيننا على تعلم وتطبيق أحكام ديننا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. حامل المسك1428هـ تقديم: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه. أما بعد، فنعم الله علينا لا يحصيها بش، ومن تلك النعم أنه لا يكاد يخلو بيت من بيوتنا من خادم. والخادم هو من يعمل في قضاء حوائج البيت اليومية نظير أجر يتقاضاه، وهو عادة ما يعيش في كنف أهل البيت الذين يخدمهم. وهذا من تسخير الله بعض عباده لبعض: نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [سورة الزخرف: 32]، وعادة ما يطلب الناس من الخادم أداء حقوقهم، لكن هل سأل أحدنا نفسه: ما حق خادمه عليه... ذكرا كان أو أنثى؟! إن خير من يقتدي به في هذا الباب، وفي غيره من مجالات الدنيا والدين، هو صاحب الخلق العظيم، عبد الله ورسوله، محمد ![]() ![]() ![]() وفي زماننا توجد بيوت -ولله الحمد- يعامل فيها الخدم معاملة حسنة، ولكن في الجانب الآخر يوجد من يظلم الخادم ولا يؤدي حقوقه كاملة، ولذلك لابد من التذكير بسوء عاقبة الظلم والتحذير من بخس الحقوق. وإنما قصدنا الخادم في هذه الرسالة لتكرار التعامل معه بشكل يومي، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. 1- أداء حق الخادم من الراتب المتفق عليه: فلا يجوز بخس الخادم من راتبه ولا تأخيره عنه فإن ذلك حق له وأمانة لدى مخدومه. يقول الله تعالى:إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا[سورة النساء: 58]، فهضم حقه مخالفة ومعصية لرب السماوات والأرض. وليحذر الإنسان أن يكون خصمه اليوم يوم القيامة إن لم يوف الأجير أجره، فقد روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي ![]() 2- حسن معاملة الخادم: وهذا باب كبير من أبواب البر، فإن فيه تربية للنفس على التواضع. وقد كان سيد البشر ![]() 3- عدم إهانة الخادم أو ضربه: ومن حسن معاملة الخادم عدم إهانته أو ضربه، روي عبد الله بن مسعود عن النبي ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() كما كان النبي ![]() ![]() ![]() والله تعالى رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، كما صح عن النبي ![]() ومن أشد المنكر أن بعض الناس يتعمد ضرب الخادم على الوجه وفي ذلك ما فيه من الإهانة، وهو بذلك يخالف أمر نبيه ![]() 4- لا يكلف الخادم فوق طاقته: ومن حقوق الخادم كذلك أن لا يكلف من الأعمال ما هو فوق طاقته أو خارج مسؤولياته اتفاقا أو عرفا؛ فعن أبي هريرة ![]() ![]() ![]() 5- تعليم الخادم أمور دينه: ومن حسن معاملة الخادم المسلم أن يعلمه مخدومه الضروري من أمور دينه كالصلاة والصيام وينهاه عن البدع، فإن كثيرا من الذين يفدون للخدم يأتون من بيئاتهم ببعض البدع الدينية، خاصة من يفيد من بيئات تتفشى فيها هذه الأمور. ولا شك أن سيد المنزل راع والخادم يعتبر من رعيته لذلك فهو مسئول يوم القيامة عن إنكار ما يراه منه من منكر. كما قال النبي ![]() وإن كان الخادم غير مسلم فدعوته إلى الإسلام فيها خير عظيم، كما قال النبي ![]() 6- أكل الخادم من أكل أهل البيت: إن كون الخادم أقل منزلة اجتماعية من مخدومه لا يستوجب أن يكون طعامه أقل مستوى منه، بل إن هذه منازل قدرها الله تعالى على العباد في هذه الحياة الدنيا. لذلك حث النبي ![]() ![]() ![]() عن أبي هريرة رضي الله عنة عن النبي ![]() ثم إطعام الخادم صدقة، كإطعام النفس والزوجة والولد، فعن المقدام بن معديكرب أنه سمع النبي ![]() 7- الختم على الخادم: وقد كان من هدي السلف أن يعينوا الخدم على أنفسهم فلا يتركون أموالهم هملا، فقد يشجع ذلك الخادم على السرقة وخيانة الأمانة. فإذا حفظ أهل البيت أموالهم وحليهم عن أن تصل إليهم أيدي الخدم فإن ذلك من صالح الخدم من ناحيتين: الأولى أنهم يصانون من ذنب السرقة، والثانية أنه إذا فقد شيء منها لا يظن بهم ظن السوء. عن أبي العالية (تابعي) قال: {كنا نؤمر أن نختم على الخادم، ونكيل ونعدها، كراهية أن يتعودوا خلق سواء، أو يظن أحدنا ظن سوء} [رواه البخاري في الأدب المفرد 167 وصحيح إسناده الألباني]، قال الجيلاني: "لأن قلوبنا بالختم والكيل والعد تطمئن بالحفظ، وينحسم طمع العبيد والخدم فلا يجترثون على السرقة والخيانة، فهم يصانون عن ذئب، ونحن نصان عن سوء الظن بهم". وقد كان أبو هريرة ![]() وعن سلمان ![]() 8- لا يخلو بالمرأة الخادمة ويغض بصره عنها: ومن حسن معاملة المرأة الخادمة أن لا ينظر إليها مخدومها ولا يخلو بها فإنها أجنبية عنه أجيرة لديه وهي أمانة في عنقه، وهذا داخل في عموم الأمر بعض البصر والنهي عن الخلوة بالأجنبية؛ فقد قال رسول الله ![]() 9- لا تخلو المرأة بخادمها ولا تتكشف له: وبالنسبة للمرأة فلا يجوز أن تخلو بخادمها ولا أن يرى منها ما يحرم النظر إليه؛ فهو أجنبي عنها أجير لديها، وحكمه في النظر والخلوة حكم الأجنبي، كما في الحديث السابق. وإن كانت المرأة الخادمة أفضل من الرجل لأن علاقة الخادم عادة تكون في أكثر الأوقات مع سيدة المنزل. ومن المنكر الشائع ركوب المرأة السيارة مع السائق متعطرة متبرجة، فإن ذلك مخالفة لأمر النبي ![]() 10- الإنفاق على الخادم: والإنفاق على الخادم صدقة لها أجرها عند الله تبارك وتعالى، وقد حث النبي ![]() عن أبي هريرة قال: {أمر النبي ![]() 11- العفو عن الخادم: من منا لا يخطئ؟!.. ومن منا إذا أخطأ لا يحب أن يغفر له ويعفى عنه؟!... فكذلك الخدم. قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: {جاء رجل إلى النبي ![]() 12- الدعاء للخادم، لا الدعاء عليه! فقد نهانا رسولنا الكريم ![]() ![]() ![]() ![]() خاتمة: وأخيرا تذكر أن الجزاء من جنس العمل! قال رسول الله ![]() ![]() ![]() هذا ما تيسر جمعه في باب معاملة الخادم في شريعة نبينا ![]() ------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3976 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() لا تيـــــــــــــــــــأس إنَّ الحمد الله نحمده ونستعينه وتستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله. أمَّا بعد: حينما يسيطر اليأس على الإنسان.. تتغشاه الكآبة.. ويسكنه الإحباط.. ويرى الحياة على جمالها ورونقها واتساعها كئيبةً ضيقةً خاليةً من فرص السَّعادة والنَّجاح. فاليأس حجابٌ قاتمٌ.. يحجب العين عن رؤيةِ كلِّ ما هو جميلٍ، ويحجب القلب عن التَّفاؤل وحسنِ الظَّنِّ.. ويحجب العقل عن التَّطلع والطُّموح.. ويخنق أنفاس الإنسان وآماله بخناق التَّشاؤم والتَّوجس السَّلبي الخاطئ للمستقبل.. ويظلُّ اليائس مهما كان موقعة.. ينظر إلى أعماله وأحواله بعينٍ بائسةٍ.. لا يستمتع كغيره بزهرة الحياة.. ولا يرى فيها ما يبعث على السَّعادة.. بينما يتشاءم من كلِّ شيءٍ.. ويستوي لديه الإخفاق والإنجاز.. والفشل والنَّجاح. والخطأ والإصابة.. فما هي مظاهر اليأس في الحياة؟ وكيف يمكن للإنسان تجاوزه؟ مظاهر اليأس أوَّلاً: يأس المذنب من التَّوبة: وهو أخطر أنواع اليأس؛ لأنَّه يبعد الأنفس عن الله ويبقيها على ما هي عليه من الذُّنوب والمعاصي. فالمذنب اليائس من قبول التَّوبة.. يرى نفسه هالكًا لا محالة ولا يرى لها بالتَّوبة خلاصًا.. وهو ما يجعله مكروباً خائباً يتمادى به يأسه حتى يجعله ملازمًا لذنوبه لا ينفك عنها. أخي الكريم: وأنت إذا تأملت في نصوص الشَّريعة وجدت فيها الدَّعوة إلى الطَّمع في عفو الله ومغفرته ما لو سمعها المذنب.. لا تفرج هم عصيانه.. ولهرول إلى الله يطلب عفوه.. ويسأله التَّوبة.. وأوَّل تلك النُّصوص.. قوله تعالى: ![]() ![]() فتأمَّل أخي في قوله تعالى: أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، وفي قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ، فهل يحلُّ ليائسٍ من رحمة الله أن يبقى على يأسه ولا يمدُّ يد النَّدم والتَّوبة إلى ربَّه؟! وتأمل أخي أيضاً في قول رسول الله ![]() فالله جلَّ وعلا لا يقتصر على مغفرة ذنب التَّائب إليه.. بل ويفرح بتوبته فرحاً شديداً.. وهو فرح إحسانٍ ورحمةٍ وعطفٍ.. وفي ذلك الفرح دلالةٌ عظيمةٌ على حبِّ الله جلَّ وعلا للتائب العائد إلى الله كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222]. فلا تيأس.. مهما اقترفت ومهما صنعت فباب التَّوبة مفتوح لكلِّ تائبٍ.. ورحمته وسعت كلَّ شيءٍ، قال تعالى في حقِّ الكفار: ![]() ![]() فإذا كان الكافر إذا أسلم وتاب إلى الله تقبل الله توبته؛ وبارك عودته؛ فكيف بالمؤمن المذنب؟! يا ربِّ إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم إن كان لا يرجوك إلا محسن فمن الَّذي يدعو ويرجو المحسن وتأمَّل أيضاً في قوله تعالى: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط تذكَّر أنَّ الله لو أراد أن يعاقب النَّاس على ذنوبهم لما ترك على الأرض من دابَّةٍ كما قال تعالى: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ ![]() فتذكَّر.. أنمَّا سبق من سبق باجتناب الإصرار.. وملازمة التَّوبة والطَّمع في رحمة الله.. ثانياً: اليأس من رحمة الله: وهو أيضًا مظهرٌ من مظاهر اليأس الشَّائعة. وله صورٌ شتى في الحياة.. فمن الناس من هو يائسٌ من رزقه.. يظنُّ بربِّه شراً.. وبنفسه شرًّا.. ومنهم من هو يائسٌ من نصر الله له.. ومنهم من هو يائسٌ من مرضه لا يظنُّ أبدًا أنَّه سيعافى ويشفى.. وكلُّ هذه الأنواع من اليأس محرَّمةٌ في الشَّرع.. إذ رحمة الله أوسع من كلِّ بلاءٍ كما قال تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ![]() ![]() ثالثاً: اليأس من إجابة الدُّعاء: فمن النَّاس من يتشاءم في الدُّعاء، ورغم أنَّه لا ينكره إلا أنَّه يستعجل الإجابة.. ويصيبه اليأس والإحباط لضيق علمه بالله جلَّ وعلا. فالله سبحانه خبيرٌ حكيمٌ.. يدبر الأمور بعلمٍ وحكمةٍ.. وقد يؤخر إجابة دعاء عبده رحمةً به أو اختبارًا لإيمانه أو لمانع يمنع من الإجابة متعلقٌ بعمل العبد نفسه فيود منه -سبحانه- إصلاح نفسه كي يتأهل للدُّعاء.. "ومن الموانع اَّلتي تمنع إجابة الدعاء أن يستعجل المسلم ويترك الدُّعاء؛ لتأخر الإجابة فقد جعل رسول الله ![]() عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ![]() وعنه قال: قال رسول الله ![]() فالعبد لا يستعجل في عدم إجابة الدُّعاء؛ لأنَّ الله قد يؤخر الإجابة لأسبابٍ: إما لعدم القيام بالشُّروط أو الوقوع في الموانع أو لأسبابٍ أخرى تكون في صالح العبد وهو لا يدري، فعلى العبد إذا لم يستجب دعاءه أن يراجع نفسه ويتوب إلى الله تعالى من جميع المعاصي، ويبشر بالخير العاجل والآجل والله تعالى يقول: وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف:56]، فما دام العبد يلح في الدُّعاء ويطمع في الإجابة من غير قطعٍ؛ فهو قريبٌ من الإجابة، ومن أدام قرع الباب يوشك أن يفتح له وقد تؤخر الإجابة لمدَّةٍ طويلة كما أخر سبحانه إجابة يعقوب في ردِّ ابنه يوسف إليه وهو نبيٌّ كريمٌ، وكما أخر إجابة نبيِّه أيوب عليه الصَّلاة والسَّلام في كشف الضُّرِّ عنه، وقد يعطي السَّائل خيرًا ممَّا سأل، وقد يصرف عنه من الشَّرِّ أفضل ممَّا سأل" [شروط الدُّعاء: سعيد القحطاني]. فلا تيأس.. واسأل الله من فضله وأنت موقنٌ بالإجابة.. فقد قال ![]() فالله جلَّ وعلا لا يعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السَّماء، وهو أرحم الرَّاحمين، ولا شيء أكرم عليه من الدُّعاء، ولا ينفد ما عنده من العطاء كما قال تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَـزِّلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ [الحجر:21]. وجديرٌ بالمؤمن العارف بربِّه أن يطمع في رحمته وأن يكون رجاؤه فيه قويًّا؛ ليظفر بفضله.. قال ![]() رابعاً: التَّشاؤم واستمراء البلاء: والتَّشاؤم خلقٌ نفسانيٌّ سلبيٌّ.. يولده ضعف الإيمان وقلَّة الخبرة بالحياة.. إذ يجعل الإنسان مهما كانت قدراته وطاقاته عاجزًا.. مترددًا.. متوجسًا للشَّرِّ.. يائسًا من الظفر بالخير. والتَّشاؤم يناقض روح الإيمان والعبادة.. إذ الرَّجاء في الله -جلَّ وعلا-، والَّذي بيده مقاليد الأمور يشكِّل ركنًا من أركان العبادة ومن معاني الرَّجاء: التَّفاؤل بالحياة. ويجمع النَّاس على أنَّ المتفائل في الأمور.. ينتفع بتفاؤله إذ يمكنه تفاؤله من مزاولة أعماله بانشراحٍ وهدوءٍ.. ورغبةٍ صادقةٍ متطلعةٍ إلى النَّجاح وهذا ما يجعل عمله متقنًا سليمًا.. وهو مهما كانت نتائج عمله ينتفع بتفاؤله من حيث أنَّه لا يجرع نفسه مرارة القلق على شيءٍ لم يحدث؛ ولذلك كان رسول الله ![]() ضاقت فلمَّا استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنُّها لا تفرج استعن بالله ولا تعجز كما قال رسول الله ![]() "فجمع ![]() وجعل الأمور قسمين: قسمًا يمكن العبد السَّعي في تحصيله أو تحصيل ما يمكنه منه أو دفعه أو تخفيفه؛ فهذا يبدي فيه العبد مجهوده، ويستعين بمعبوده، وقسمًا لا يمكن فيه ذلك، فهذا يطمئنُّ له العبد ويرضى ويسلِّم، ولا ريب أنَّ مراعاة هذا الأصل سببٌ للسُّرور وزوال الهمِّ والغمِّ" [الوسائل المفيدة: ص13]. واليأس.. أخطر صور العجز.. فقد يعجز الإنسان عن عملٍ لقصور في عمله.. أو ضعفٍ في جسمه.. لكنَّه إذا امتلك طموحًا وتفاؤلًا وهمُّه استطاع انجازه.. وحتَّى لو لم يستطع ذلك فإنَّه يتحوَّل إلى ما يستطيع وينجزه.. لكنَّ الإنسان اليائس لا يستطيع إنجاز أي شيءٍ وإن كان عمله وجسمه من القوَّة والقدرة في نهاية. لأنَّ ضعفه جاثمٌ على إرادته وميوله.. لا يرى فائدةً من عمله.. ولا يرجو من إنجازاته خيرًا. يرى الأمور وإن بانت محاسنها شرًّا ويرمق من به الضَّرر أخي الكريم: كيف تيأس وعون الله سهل المنال.. فقد وعدك إن توكلت عليه بالعناية والكفاية.. ![]() ![]() ووعدك إن اتقيته بالمفازة والهداية والتَّوفيق ![]() ولا تزال نعمه وحفظه وكلاءته وخيره وفضله عليك عظيمًا من غير سابق سؤالٍ ولا دعاءٍ.. فكيف تيأس وفي قلبك من الإيمان بالله ما يدلُّك على الخير العظيم.. وما يهديك إلى التَّوفيق والنَّجاح في السَّعادة والفلاح. ابذل جهدك، ولا تيأس ![]() ![]() خزائن الله ملأى.. لا ينقصها العطاء.. وفضله أقرب إليك من نفسك.. لكن مفتاحه بيدك ![]() فمعيَّة الله للإنسان نوعان: معيَّةُ علمٍ واطلاعٍ: وهي عامَّةٌ على الخلق جميعاً. ومعيَّةُ نصرٍ وتوفيقٍ: وهي خاصَّةٌ بعبادة المتَّقين، وبحسب تقوى القلوب تكون المعيَّة. فاتَّق الله واعلم أنَّك لست وحدك.. بل الله معك بنصره وتأييده وتوفيقه وعونه كما قال رسول الله ![]() واليأس -أخي- فيه إهمالٌ للإيمان.. وكأنَّ صاحبه يشكُّ في نصر الله وتوفيقه وقدرته وقوَّته.. فاتَّق الله فتقوى الله ما جاورت قلب امرئ إلا وصل ليس من يقطع طرقًا بطلًا إنَّما من يتَّقِ الله البطل وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3977 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() وأما بنعمة ربك فحدث الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة.. فله الحمد في الأولى والآخرة.. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.. للنعم أثر.. للنعم لذة... للنعم مذاق خاص ولكن لمن عرفها وأدى شكرها وللنعم أيضاً مذاق خاص لمن افتقدها.. قد يتعجب القارئ من هذه المقدمة وهذه الكلمات التي ابتدأت بها ولكن لعل السطور تُفصح وتُبين عن سبب كتابتها.. النعم وما أدراك ما النعم !! إن النعم التي تحيط بنا ونتقلب فيها صباح مساء.. نعم كثيرة وأقول بصراحة: قد تغمرنا غمراً حتى تكاد ألا نُحس بها فضلاً عمن يعصي الإله بها ولعل من أعظم النعم بعد الإسلام نعمة الصحة والعافية.. لا تسلني عن عظمها وعن علو قدرها فقد عشت التجربة وخضت غمارها وبين يديك قصتي أكتبها بقلمي وهي تنبع من حبر قلبي.. حبرتها عظة وعبرة.. آيات لقوم يعقلون وهي من باب الذكرى والتحدث بالنعمة ![]() ![]() أنا فتاة أبلغ من العمر إحدى وعشرين سنة.. أصابني مرض شديد عندما كنت في المرحلة الثانوية، وقد أعاقني هذا المرض عن إكمال دراستي وتحقيق أمنياتي.. فطالما تمنيت أن أكمل دراستي وأدخل إحدى الكليات الشرعية وأتخرج فيها داعية إلى الله على علم وبصيرة، لقد أصابني المرض وكان فيه أعظم درس لي ؛ بل أعظم شهادة أخذتها من الحياة.. بداية المرض بدأ المرض فجأة وبدون أية مقدمات فقد افتقدت جزءا من الذاكرة كم كان يختل توازني ! وعندما أريد المشي أتمايل ولا أثبت وبعدها لاأدري عما يحدث فقد قالوا لي: إنك عجزت عن القيام والحركة فجأة. . لم تعد لي الذاكرة إلا وأنا في حالة المرض الشديد، لقد افتقدت فيه نعما والله لاأعد فقدها شيئا عند نعمة الإسلام أََوَ لم نقرأ: ![]() ![]() نعمة الحركة مما افتقدته من النعم نعمة الحركة وهي من أعظم النعم التي يتلذذ بها الإنسان ( من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)!!! كنت أعجز عن المشي بل عن الحركة الطبيعية البسيطة.. أعجز عن رفع يدي إلى فمي.. من تعجز عن الحركة هل ستلذذ بأداء طاعة أو عبادة؟؟ إن الحركة قد تكون نعمة لصاحبها وقد تكون نقمة إذا كانت حركات المرء في معصية الله يالها من لحظات كنت أتمنى أن أطأطئ الرأس فيها ساجدة أو راكعة طالما تمنيت رفع يداي لأراهما أمامي وأنا أدعو الله إذن أقدمها دعوة... دعوة من أعماق القلب إلى تقوى الله في هذه النعمة واستغلالها فيما هو بر وطاعة ... على السرير الأبيض: لبثت أياما وساعات طوال في المستشفى ولقد رأيت مارأيت في ذلك المكان إذ لم أكن إلا جسدا ملقى على ذلك السرير الأبيض واللباس الأبيض ..كم تمنيت يوما رفع يدي لأغطي وجهي إذا أتى الأطباء من حولي يمنة ويسرة.. كم تمنيت ستر جسدي وقد كان العلاج يستدعي كشف أجزاء من جسدي فلم أتوقع يوما ما أن أتكشف أمام الرجال ولكن للضرورة أحكام من سماحة الإسلام.. لقد عُملت لي أكثر من مرة عملية صعبة في الظهر لأخذ عينة من النخاع الشوكي. فقد كانت تستلزم البقاء على الظهر ست ساعات بعد إجراء العملية، فهل رأيتِ كيف يقضي المرضى الساعات الطوال لإتمام العلاج، والبعض منا يقضي الساعات الطوال في معصية الله.. وأيضا ادخلت في الأشعة المغناطيسية فما خرجت منها إلا وقد تذكرت أعظم منزل سوف يمر بنا وهو القبر ؛ لأنها تشبه شكله فكان أعظم شيء يذكرني بالآخرة.. .. موقف آلمني: أيضا رأيت من المرضى من هم أعظم مني مرضا فمنهم تلك الفتاة الصغيرة التي عجزت عن الحركة تماما وعن الكلام وكان شعرها طويلا جدا فعندما عجزوا عن تمشيط شعرها اضطروا إلى قصه فكانت تنظر إلى شعرها وهو يقص أمامها وتتحسر عليه لكنها لا تستطيع الكلام فكيف ببعض الأخوات من تحملها قدماها للذهاب إلى المشاغل لتقص هذا الشعر بأبشع القصات المحرمة. .... إلى منزلنا: بعد ذلك خرجت من المستشفى إلى منزلنا فكنت أُخدم ولا أخدم حتى عند قضاء الحاجة – أكرمكم الله – فلا أستطيع الذهاب إلى دورة المياه فأي نعمة يتقلب قيها الأصحاء وقد لا يشعرون !! فلا تنسي نفسك من هذا الدعاء الذي من قاله في صباحه أدى شكر يومه ومن قاله حين يمسي أدى شكر ليلته: ( اللهم ما أصبح – أو ما أمسى بي – من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر ) ............ تساؤلات؟؟ ياترى هل التعبير عما في النفس نعمة؟ هل الكتابة والإفصاح عمل نريد نعمة؟ إليك الجواب: أثناء مرضي عجزت يدي عن الكتابة وهي نعمة يتلذذ بها الإنسان في بعض أحواله، وعجزت أيضا عن الكلام بطلاقة فعندما أريد التعبير لا أجد ممن حولي يفهم ما أريد، وفي بعض الأحيان تفهمني أمي – جزاها الله خيرا – يا له من نعمة عظيمة هذا اللسان، هذه العضلة الصغيرة تتحرك بلا أذى ولا ألم وبسرعة فتُفصح عما في النفس... يا الله كم يعُصى الإله بها.. غيبة ونميمة، وكما أنه يُعصى الله بها فهو يطاع، الاستغفار والذكر والتسبيح وتأمل قد يأتي الإنسان يوم القيامة ولديه أمثال الجبال من الحسنات فيقول: أنى لي هذه فيقال: هذا تسبيحك واستغفارك وذكرك الله عزو وجل – بلسانك. مرارة الفقدان: ومن النعم الجليلة نعمة البصر فقد أحسست بمرارة فقدها في فترة المرض وإن لم يكن فقدي للبصر كاملا فقد كنت أرى بشكل غير واضح فلا أرى إلا الضوء ولكن لا أدري ما أمامي ثم بعد ذلك تحسن النظر وأصبحت أرى الصورة الواحدة اثنتين فصار عندي ما يسمى بازدواجية البصر.. ياإلهي..إذا اشتاقت النفس لقراءة القرآن ووضع المصحف بين يدي رأيت الحروف متداخلة فهنيئا ثم هنيئا لأهل الصحة والعافية هنيئا لهم تلذذهم بكلام ربهم، وكما قال أحد السلف: ماتلذذ المتلذذون بشيء مثل ذكر الله يا الله كم يعصى الله بهذه النعمة !! أين من يقضي الأوقات وهو يقلب النظر في القنوات ينظر ويمعن النظر وقد قال تعالى: ![]() ![]() ياترى ألم يعمل بأن الله يراه وأنه محاسب على كل دقيقة تمر وعن كل ضخة دم يضخها القلب إلى أن تصل إلى هذه العين وهي ناظرة ( ألم نجعل له عينين، ولساناً وشفتين، وهديناه النجدين ) ( البلد: 8-10) وما أدراك ما السمع؟ والآن مع نعمة السمع.. وماأدراك ماالسمع؟! يترتب عليه مصالح ومنافع كثيرة، عندما افتقدت نعمة السمع علمت حقا قدرها لقد كنت لا أسمع إلا همساً كم تمنيت وقتها سماع ما تنشرح به الضدور، وتزول به الهموم، وتطمئن به القلوب كلام علام الغيوب ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ( الرعد: 28) أين هم الذين بحثوا عن الطمأنينة في سماع المعازف والأغنيات ومع ذلك لايبالون حلال أم حرام !!! (.... يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف..) نعمة السمع كم هم الذين سخروها في معصية فقابلوا إحسان المنعم بسوء. هيا لنفق من غفلة ؛ فننكر المنكر الذي نسمع من غيبة وغيرها فمن رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة.. حتى الشوكة: وهناك نعمة عظيمة قد ينساها أو يتناساها البعض ألا وهي نعمة الإحساس بالألم نعم والله عظيمة فإذا أحس الإنسان بأي ألم في جسده، كفر الله من خطاياه كما قال الرسول ![]() عندما كنت في مرضي احترق جزء من جسدي ولم أشعر ؛ لأن الإحساس كان معدوما فكنت في المستشفى وقد وضعوا لي بعض الكمادات الحارة على بطني لأجل العلاج فاحترق جزء من بطني ولم أحس بهذا الحرق ولو كنت أحسست بشدة حرارتها لما تركتها تحرقني.. .... الحياة: الحياة نعمة فنحمد الله أننا مازلنا على قيد الحياة..أنفاسنا لن تعود وأعمارنا تطوى فكم ممن في القبور يتمنى الرجوع إلى هذه الحياة أياما. إذن هي دعوة للعمل الصالح واستغلال لحظات الحياة.. كم تعرق مني الجبين أثناء المرض.. كم فترت قواي.. كم ضاق النفس وبردت الأطراف فظننت حينها أن حياتي انقضت، أمي تظن أني في احتضار. أشعر ببكائها ودعواتها، وتلك الأخت التي قالت: دعيني أقرأ عليها وأرقيها لعلها لم تحتضر فبدأت تقرأ علي حتى غشاني النوم، أفقت بعدها وقد ظننت أنني سأكون في قبري.. فأحمد الله أن زادني بسطة في الوقت، فالعمل العمل قبل حلول الأجل شعارا أجعله لنفسي وأومئ به للأصحاء من حولي. حمد وثناء: أحمد الله أن منّ عليّ بالشفاء بعد مرض دام أربع سنوات، أحمده حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه.. أحمده سبحانه أن بارك لي في وقتي وأن يسر لي ألذ شيء يتمتع به قلبي وله الأثر على جوارحي كلام الكريم الرحمن، الذي مازلت متعلقة به وإن كان المرض يعاودني فأنسى ماحفظت فتكرر ذلك مرارا أسأل الله لي ولكم حفظ القرآن وأن يجعله ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وذهاب أسقامنا وختاما إليك همسات: 1- تفكر فيمن حولك لتزداد يقيناً وإيماناً وثباتاً.. نِعم تترى تشكرها بنعمه ( الإسلام، الصحة، اللسان، وعمل الجوارح ) 2- همسة في أذن المتبرجة ترى لو كنت مكاني في المرض لاقدر الله هل ستفتني الرجال من حولك بتمايلك في مشيتك والتفنن في حجابك !! 3- الصحة والفراغ نعمة أضيفي لها زمن الشباب ليكون الوقت العامر بطاعة الله.. 4- دروس الحياة مفيدة لمن يتعقلها ويستفيد من الأحداث 5- العقل نعمة من حقها التفكر والتفكير فيما يرضي الله. 6- - همسة للمرضى.. نية المؤمن أبلغ من عمله ابني آمالا ولا يعيقك المرض فأنت قادرة على الإنتاج وتحصيل الأجور.. 7- الصبر همسة لكل مبتلى.. 8- استفيدي من الأحداث فقد تخرجت داعية إلى الله وتحقق الأمل ولكن من مدرسة الحياة بعد توفيق الله.. وهمسات بين طيات السطور جعلني وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. ---------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3978 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() رســــالــــة إلـــى عينـــي الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد إن الإنسان ليغتر بقوته، والله هو المنعم عليه بهذا القدر من القوة، وقد جعل الله لهذا المخلوق من الحواس ما يهديه في عالم المحسوسات، ومن أعظم هذه الحواس نعمة العين. بما فيها من قدرة الدقة في التركيب، وحسن الهيئة، وبهاء المنظر والقدرة على الإبصار، هذه العين بما ترى في صفحات هذا الكون من دلائل القدرة، وموجبات الإيمان، وهو معروضة في صفحات الكون، مبثوثة في حناياه (في ظلال القرآن بتصرف). وظيفة العين: إن لكل عضو في جسد الإنسان وظيفة منوطة بها، فالله -سبحانه- قد خلق العين لوظيفة سامية، فقد خلقت العين؛ لتبصر الطريق وآفاته، والكون وآياته، وترى الأهل والأحباب، والولد والأصحاب، خلقت لرؤية إشراقة الشمس وغروبها وجمال البدور وبهائها ونزول الغيث بعد إمساكها، وإخضار الأرض بعد ذبولها، خلقت لكي ترى الليل يعقبه النهار، والنهار يعقبه الليل، خلقت لتتأمل في جريان الوديان والأنهار، كل ذلك لكي تصل إلى حقيقة واحدة... وهو الاهتداء إلى معرفة الواحد القهار ( منبريات، لأحمد السديس، بتصرف). حياء العين: قال النبي ![]() فالحياء الشرعي للعين أن يتحفظ نفسها من النظر إلى ما حرم الله فإن العين إذا أشتد حياؤها؛ صانت صاحبها، ودفنت مساوئه، ونشرت محاسنه. قال ابن حبان: ( ومن ذهب حياؤه؛ ذهب سروره، ومن ذهب سروره؛ هان على الناس ). إذا لم تصن عرضا ولم تخش خالقا وتستحي مخلوقا فما شئت فاصنع (الحياء هو الحياة، بتصرف). النظر بريد الزنا: النظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولد خطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة؛ فيقع الفعل، ولابد ما لم يمنع منه مانع (الداء والدواء). عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي ![]() ![]() ![]() لا تتبع النظرة النظرة: النظرة... سهم من سهام إبليس المسمومة، ورائد الشهوة، النظر المحرم، يثمر في القلب خواطر سيئة رديئة، وقد أمر الله تعالى عبادة بأن يغضوا أبصارهم ![]() ![]() يقول الشيخ سيد قطب: إن الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف، لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة، ولا تستثار فيه دفعات اللحم والدم في كل حين؛ فعمليات الاستثارة المستمرة تنتهي إلى سعار شهواني لا ينطفئ ولا يرتوي. والنظرة الخائنة، والحركة المثيرة والزينة المتبرجة، والجسم العاري، كلها لا تصنع شيئا إلا أن تهيج ذلك السعار الحيواني فالمجنون. فغض البصر من جانب العين أدب نفسي ومحاولة للاستعلاء على الرغبة في الاطلاع على المحاسن والمفاتن في الوجوه والأجسام كما أن فيه إغلاقا للنافذة الأولى من نوافذ الفتن والغواية، ومحاولة عملية للحيلولة دون وصول السهم المسموم. والواجب على المسلم إذا وقع نظره على ما حرم الله أن يصرف بصره، ولا يتبع النظرة النظرة؛ لحديث الرسول ![]() آفة النظر إلى المحرم: إن النظرة كأس مسكر، وسكرة العشق، وسكر العشق أعظم من سكر الخمر فسكران الخمر يفيق، وسكران العشق أني يفيق!! سكران، سكر هوى وسكر مدامة فمتى إفاقة من به شكران صراع مع الشهوات: فالنظر إلى الحرام سبب في هلاك العابد، وفسخ عزم الزاهد، وليحذر ذو العقل من النظر؛ فإنه سبب الآفات، ومفتاح الشهوات، ومركب الهلاك والصراعات، غير أن علاجه في بداية قريب وسهل، فإذا كرر تمكن الشر؛ فصعب علاجه (من كلام لابن الجوزي بتصرف). ومن آفات النظر إلى المحرم: أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات، فيرى العبد ما ليس قادرا عليه ولا صابرا عنه، وهذا من أعظم العذاب أن ترى ما لا صبر لك عنه، ولا عن بعضه، ولا قدرة لك عليه. إن حال من ينظر إلى الحرام كحال الذي يشرب من ماء البحر المالح، أتراه يروى؟!.. لا، بل لا يزداد مع الشرب إلا عطشا، فهو بهذا النظر لا يزيد شهوته إلا تأججا وشدة (صراع مع الشهوات). فوائد غض البصر عن الحرام: ذكر ابن القيم جملة من الفوائد في غض البصر، منها: - امتثال أمر الرب جل وعلا الذي هو نهاية سعادة العبد دنيا وأخرى. - أنه مانع من وصول أثر السهم المسموم إلى قلبك فيهلك. - أنه يورث القلب أنسًا بالله، واجتماع القلب على الرب ولذة لا يجدها من أطلق بصره في الحرام. - أنه يقوي القلب ويفرحه، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه. - أنه يكسب القلب نورا كما أن إطلاق البصر يكسبه ظلمة. - أنه يورث العبد الفراسة الصادقة التي يميز بها بين الحق والباطل، والصدق والكذب. - أنه يورث القلب شجاعة وثباتا، ويجمع الله لصحابه سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة. - أنه يسد على الشيطان مدخلا من مداخله على القلب، فإن بوابة القلب الكبرى النظرة. - أنه يفرغ القلب للفكرة الصالحة والاشتغال بها. - أنبين العين والقلب منفذا وطريقا يوجب انفعال أحدهما بالآخر، وأنه يصلح بصلاحه، ويفسد: فإن صلحت منظورات العبد؛ صلح قلبه، وإن فسدت؛ فسد. قيل في البصر: من القرآن: - ![]() ![]() - ![]() ![]() - ![]() ![]() ومن السنة: - {إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر...} [رواه البخاري]. - عن جرير بن عبد الله قال: {سألت رسول الله ![]() - {يا علي، لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة} [رواه أبو داود، وحسنه الألباني]. - {اضمنوا لي ستا من أنفسكم، أضمن لكم الجنة}، وذكر منها: {وغضوا أبصاركم} ( رواه أحمد ). ومن أقوال الحكماء: - النظرة سهم من سهام إبليس المسمومة. - النظرة رائدة الشهوة. - الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده. - حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات. ومن أقوال الشعراء: كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر كم نظرة بلغت في قلب صاحبها كمبلغ السهم بين القوس والوتر والعبد ما دام ذا طر بقلبه في أعين الغيد موقف على الخطر يسر مقلته ما ضر مهجته لا مرحبا بسرور عاد بالضرر وقول ابن القيم: يا راميا بسهام اللحظ مجتهدا أنت القتيل بما ترمي فلا تصب وبباعث الطرف يرتاد الشفاء له احبس رسولك لا يأتيك بالعطب ويقول الآخر: الحب أول شيء قد يهيم به قلب المحب فيلقي الموت كاللعب ويكون مبدؤه من نظرة عرضت ومزحة أشعلت في القلب كاللهب كالنار مبدؤها من قدحة إذا تضرمت أحرقت مستجمع الحطب ويقول الآخر: ما زلت تتبع نظرة في نظرة في إثر كل مليحة ومليح وتظن ذلك دواء جرحك وهو في التحقيق تجريح على تجريح فذبحت طرفك باللحاظ وبالبكا فالقلب منك ذبيح أي ذبيح -------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3979 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() من عجائب الكرم والسخاء تمارى ثلاثة نفر في الأجواد، فقال رجل: أسخى الناس في عصرنا هذا عبد الله بن جعفر، فقال الآخر: أسخى الناس: قيس بن سعيد بن عبادة، فقال الآخر: بل أسخى الناس اليوم عرابة الأوسي، فتنازعوا بفناء الكعبة، فقال لهم رجل: لقد أفرطتم في الكلام، فليمض كل واحد منكم إلى صاحبه يسأله حتى ننظر بما يعود، فنحكم على العيان. فقام صاحب ابن جعفر فوافاه، وقد وضع رجله في ركاب راحلته يريد ضيعة له، فقال الرجل: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن سبيل ومنقطع به، قال: فأخرج رجله، وقال: ضع رجلك واستو على الناقة، وخذ ما في الحقيبة، وكان فيها مطارف خز وأربعة آلاف دينار. ومضى صاحب قيس، فوجده نائماً فقالت له جارية قيس: ما حاجتك. فقال: ابن سبيل ومنقطع به، فقالت له الجارية: حاجتك أهون من إيقاظه، هذا كيس فيه سبعمائة دينار ما في دار قيس اليوم غيرها، وامض إلى معاطن الإبل، فخذ راحلة من رواحله، وما يصلحها، وعبداً، وامض لشأنك، قيل: إن قيساً لما انتبه أخبرته الجارية بما صنعت، فأعتقها، ولو لم تعلم أن ذلك يرضيه ما جسرت أن تفعله، فخلق خدم الرجل مقتبس من خلقه، قال بعض الشعراء: وإذا ما اختبرت ود صديق فاختبر وده من الغلمان ومضى صاحب عرابة، فوجده قد خرج من منزله يريد الصلاة، فقال: يا عرابة ابن سبيل ومنقطع به. وكان معه عبدان، فصفق بيده اليمنى على اليسرى، وقال: أواه أواه، والله ما أصبح ولا أمسي الليلة عند عرابة شيء، ولا تركت له الحقوق مالاً، ولكن خذ هذين العبدين، فقال الرجل: والله ما كنت بالذي يسلبك عبديك، فقال: إن أخذتهما، وإلا فهما حران لوجه الله تعالى، فإن شئت، فأعتق، فأخذ الرجل العبدين ومضى. ثم اجتمعوا وذكروا قصة كل واحد، فحكموا لعرابة لأنه أعطى على جهد. ( تتمة ) ما دار بين معاوية بن أبي سفيان وعرابة بن أوس من الحديث عن رجل من الأنصار من أهل المدينة قال: قال معاوية لعرابة بن أوس بن حارثة الأنصاري: بأي شيء سدت قومك يا عرابة؟ قال: وأصبحت في أمر العشيرة كلها كذي الحلم يرضى ما يقول ويعرف وذاك لأني لا أعادي سراتهم ولا عن أخي ضرائهم أتنكف وإني لأعطي سائلي ولربما أكلف ما لا أستطيع فأكلف وإني لمذموم إذا قيل حاتم نبا نبوةً إن الكريم يعنف ووالله إني لأعفو عن سفيههم، وأحلم عن جاهلهم، وأسعى في حوائجهم، وأعطي سائلهم؛ فمن فعل فعلي فهو مثلي، ومن فعل أحسن من فعلي فهو أفضل مني، ومن قصر عن فعلي فأنا خير منه؛ فقال معاوية: لقد صدق الشماخ حيث يقول فيك: رأيت عرابة الأوسي يسمو إلى الخيرات منقطع القرين إذا ما رايةٌ رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين . ------ مشاركة /شبيه الريح /منتدى بلخزمر |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3980 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() مـــــــواعـــــــظ * - اذا كنت تحب نفسك ولا تحب احدا فأطع ربك لانك بطاعة الله تسلم وبالعمل اصالح ير فع قدرك *- على كل انسان ان يسأل نفسه لماذا جاء الله بي الي الدنيا ؟؟؟ جاء بك الى الدنيا لتكون الدنيا ثمنا لجنة دائمه *- اثمن شيئ في الدنيا الوقت لانك بضعة ايام كلما نقص يوم نقص بضع منك *- يوم القيامه يندم الذي بداخله على كل لحظه لو يذكر الله بها فكيف الذي خارجها *- البعد عن الله تعيش مشاعر مؤلمه لا تنتهي *- اعداء الدين يوهمونك ان الدين كله حرمان هذا حرام وهذا حرام ومن من شهوه اودعها الله في الانسان الا وجعل لها قناه نظيفه تسرى من خلالها *- اعداء الدين لا يحترمون دينك الا اذا كنت متفوقا في دنياك فكن متفوقا وقويا يحترموك اعدائك *- على الانسان ان يعد عمره عدا تنازليا لا تصاعديا وان يعد لساعة الموت التي لا بد منها *- العاقل من يدخل الموت في حساباته واستثماراته وان يعمل الي بعد الموت *- يجب على الانسان ان يتكيف وان يعمل لاخطر حدث مستقبلي في حياته الا وهو الموت *- المومن الصادق اسعد لحظات حياته على الاطلاق عند مغادره الدنيا *-عندما تعرف الله عز وجل تصير كتلة خير ترحم النمله *-الله عز وجل يعتمد مقايس بين خلقه وهى العلم والعمل *-من اتكل على زاد غيره طال جوعه ومن انفق الحرام في طاعة فهو كمن طهر الثوب بالبول *- احرص على ما ينفع ودع كلام الناس فانه لا سبيل الي السلامه من السنة الناس *- كرر ( لا حوله ولا قوه الا بالله ) فانها تشرح البال وتصلح الحال وتحمل الاثقال وترضي الرب * جد لنفسك مكانا في القمه ففي القاع ازدحام شديد * ان يتقدم بك العمر فهذا امر حتمي ولكن ان تشيخ روحك فهذا اختياري * من كان له ام فليفتخر ويحمد الله العلي القدير فهناك ايتام لديهم مشاعر * سترزق بفرج من حيث لا تدري تماما كما ابتليت بحزن من حيث تدري * باب الامل خيط رقيق جدا لكنه لا ينقطع الحمد لله رب العالمين وارجو ان لا تنسونا من صالح الدعاء ------- شبيه الريح /بلخزمر |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |