أيُها الأمين على ما بين أنامله،،
قل لي بربكَ كيف تنثرُ سحركَ و كيفَ تُحكِمُ قبضتك على البيان، بل كيف ترغمُنا على الدهشةِ في زمنٍ أضحى غيرُ قليل ممن استأمناهم على عقولنا أضحوكةً بخوائِهم الفكري و سردِهم العقيم.
ذا الفكرِ و القلم،، هنا أسئلة ترتجي بوحك مع أني أخالك لن تفعل:
من هي ملهمتُك؟
و ما هو حجمُ ألمِك؟
و لِمَ تلوذُ بفراشِك مع كلِ حالةِ اشتياقٍ تعتريك؟
يخيل إليَّ أن جذورَك العربية تكادُ تخنقك، فتلجمُ فاكَ عن أن تبوحَ بشيءٍ قد يعرضكَ لمصارعَ السوءِ، أو أن يباعدَ بينك و من تحب. إنني يا سيدي أدركُ أن الصبَ تفضحه عيونه، فما بالك إن هو حرك لسانَه بذكر من يُحِب!
لمن سيمرُ من هنا
يا سادتي،، يكفي أن نضعَ بين يدي العندليب دواةً و قلماً - و لا شأن لمثله بممحاة - لينثر أمامَ أعيننا درراً فائقة الانتقاء و ليجسدَ آلامنا في أحرفٍ من نورٍ، لا نقوى على أن نأتي بمثلها، و إن حرصنا.
العندليب فكرٌ قبلَ أن يكون قلماً، و قلمٌ لا ينقصه فكر. يتوجس بعضُنا من الكتابة خيفة أن يقرأ له مثل العندليب فيأتي عليه ما كتب بالحسرات. فالرجلُ يستطيعُ ببضعِ كلماتٍ أن يسحقَ من يتجرأ على الاقتراب من عالمه
و ليسمح لي أخي العندليب أن أقول:
أيها الممتلئ شجناً،، و لا تثريبَ عليَّ إن أنا قلت: أيها العندليب،،
كأني بكَ تحاول جاهداً أن تستنجَ سرَ علاقةِ الوجدِ بتفاحةِ إسحاق. فإن كان الأمر كذلك، فإنني أخشى عليكَ منك.
سيطول بك الأمدُ لا محالة، بينما أنت منكفئ على نفسك، تقتات على فتات الذكريات، مؤملاً النفسَ بوصلٍ لم يبلغه قبلكَ قياصرةُ العشق و أكاسرةُ الغرام.
سيدي الكريم،، لك أن تتأمل مقولةَ أبي الفضل هذه لتدرك أن العربَ قد أيقنوا أنه لا عِتقَ لإقدامنا من هذه الأرض إلا إليها، رغم أن أحدهم لم يأت بما جاء به ذلك الصعلوكُ، إسحاق نيوتن، الذي نجح في إدراج اسمه على قائمةِ الفلاسفةِ والمفكرين في ما كان يسمى بعصر التنوير كــ جان جاك روسو
و فولتير.
ما أود قوله أيها الكاتبُ الجهبذ أن أبا الفضل ذاك، قد اشغله حنينه عن واقعٍ فيزيائي كان يعيشهُ كلَ يوم، و لم يكن من جاء بعده بأمثل حال منه، حتى أيقظت التفاحة إياها التاريخَ من خلالِ السير نيوتن.
يحسب لأبي الفضلِ أنه ألهمنا المستحيل في محاولةٍ أكثر استحالة لنصل إلى من نحبهم بأي وسيلة كانت، حتى و إن كان ذلك من خلال استجداء ذوات الحواصل لتعيرنا أجنحتها علها تعيننا على وصل،، يقول:
بكيتُ على سربِ القطا إذ مررن بي // فقلتُ و مثلي بالبكاءِ جديرُ
أسربُ القطا هل من يعيرُ جناحَه // لعلي إلى من قد هويتُ أطير؟
خلاصةُ قولي أيها العزيز
فتش عن المستحيل في كل مكان، فإن لم تجده، فانفث فيه من روحك، فإنه ليسَ على محبٍ حرج.
فإن (خارت قواك و لم يدرِ بك القمر)، فكن كما تراني
نعم أنا مشتاق وعندي لوعة // ولكن مثلي لايُذاعُ لهُ سرُ
إذا الليلُ أضناني بسطتُ يدَ الهوى // و أذللتُ دمعاً من خلائقه الكِبرُ
تكادُ تضيء النارُ بين جوانحي // إذا هي أذكتها الصبابةُ والفكرُ
معللتي بالوصلِ والموتُ دونَه // إذا مت ظمآناً ،، فلا نزلَ القطر
أخوكــ سحاب