منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 20-09-2013, 12:14 PM   #3991
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أن يوم الجمعة هو سيد أيام الأسبوع،
وأفضلها عند الله تعالى .

قال الله تعالى :
( ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ( 9 )
فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ( 10 )
وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين ( 11 )

فضل يوم الجمعة :
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها
ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة
) أخرجه مسلم .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( الصلاة الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر ) رواه مسلم.
‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ذكر يوم الجمعة فقال
( ‏فيه ‏ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم ‏ ‏يصلي
يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاهإياه وأشار بيده يقللها
) رواه البخاري .
يوم الجمعة وتسميته عيد المسلمين.
وقد صحت تسمية الجمعة عيداً عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء الجمعة فليغتسل. رواه ابن ماجه وصححه الألباني
قال ابن القيم:
وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة، وهو يوم عيد لهم في الدنيا. انتهى.
الدعاء ساعة الإجابة من يوم الجمعة
وأرجح الأقوال في تحديدها عند محققي العلماء قولان - وأحدهما أرجح من الآخر - :
الأول : أنها تكون بعد صعود الإمام إلى المنبر وجلوسه حتى ينصرف من الصلاة .
والقول الثاني : من بعد العصر إلى مغيب الشمس .
ما روى مسلم في صحيحه من حديث أبي بردة بن أبي موسى أن عبد الله ابن عمر قال له :
أسمعت أباك يحدث عن رسول الله في شأن ساعة الجمعة شيئاً ؟ قال : نعم، سمعته يقول :
سمعت رسول الله يقول : هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة " .
عن أنس بن مالك : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد العصر إلى غيبوبة الشمس " . رواه الترمذي 489
التخلف عن الصلاة يوم الجمعة
حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن قوم يتخلفون عن الجمعة:
"لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس،
ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم
" رواه مسلم وأحمد.
وحديث أبي هريرة وابن عمر أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره:
"لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين" رواه مسلم، وأحمد، والنسائي. ومعنى: (ودعهم): تركهم، ومعنى: (يختم على قلوبهم) أي: يطبع على قلوبهم، ويحول بينهم وبين الهدى والخير.
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة ، فإنه مشهود تشهده الملائكة ، وإن أحدا لم يصل علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها "
، قال : قلت : وبعد الموت ؟ قال : " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ، فنبي الله حي يرزق
" . رواه ابن ماجه .
و للتذكير بفضل الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام :
الحديث الاول , قال عليه الصلاة والسلام :
من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات. رواه أحمد وغيره وصححه الألباني في صحيح الجامع.
الحديث الثاني , قال عليه الصلاة والسلام:
ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني وحسنه شعيب الأرنؤوط.
الحديث الثالث , قال عليه الصلاة والسلام :
إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة. رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه، وأبو يعلى في مسنده، وحسنه الألباني في صحيح الجامع وصحيح الترغيب.
فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
وقال عليه الصلاة والسلام :
( من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق )
[ صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 736 ] ..
وقال صلى الله عليه وسلم :
( من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين )
[ صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 736 ] ..
فضل الإغتسال يوم الجمعة
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :
" إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل " في الصحيحين.
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" حق لله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام ، يغسل رأسه وجسده " . رواه مسلم .
حسن الختام في يوم الجمعة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما من مسلم يموت يوم الجمعة او ليلة الجمعة الا وقاه الله تعالى فتنة القبر".
آداب يوم الجمعة :
الاغتسال.
لبس أحسن الثياب.
التبكير في الذهاب إلى المسجد.
قراءة سورة الكهف
الله يوفقنا لطاعته ويستجيب دعواتنا.
--------

للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-2013, 02:42 PM   #3992
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

السيجارة في قفص الاتهام
يطير فرحاً حينما يمسكها بيده.. ويزداد نشوة حينما يقبلها بفمه..! يستوحش لفقدها.. ويأنس لقربها.. أسعد لحظاته حينما يخلو بها.. وأشقى ساعاته حينما يفارقها.. تحدد أصدقائه وأماكن جلوسه.. قد ينحرف بسببها.. قد يرتكب المحرمات لأجلها، بل قد يموت بتأثيرها..؟ إنها السيجارة!!! إذا فلنضعها في قفص الاتهام!!

عبــرة!!
شاب في الخامسة والعشرين من عمره، ابتلي بشرب الدخان لعدة سنوات.. وذات يوم أدخل المستشفى بسبب ألم مفاجئ وهو هبوط في القلب.. ووضع عدة أيام بغرفة العناية المركزة تحت مراقبة الأجهزة الطبية المتطورة، حيث أن الطبيب المشرف على علاجه أصدر أوامره لهيئة التمريض بعدم إدخال الدخان للمذكور لأنه السبب الرئيسي لمرضه،
وتفتيش الزوار خوفاً من تسلل الدخان له خفية..
تحسنت صحته وبدأ يستعيد نشاطه.. إلا أنه لم يتقيد أخيراً بتعليمات الأطباء، حيث عاد إلى التدخين، وفي أحد الأيام فقد هذا الشاب.. بحثوا عنه فوجدوه في أحد الحمامات وقد فارق الحياة (وبيده سيجارة)!!
مكونـات السيجـارة
تتكون السيجارة من عدة مركبات يصل عددها إلى أكثر من 200 مركب وأشدها ضرراً، وأعظمها خطراً النيكوتين، حيث يوجد منه من 1.: 2 مليجرام في كل سيجارة، وأضراره هي:
1-أن النيكوتين يؤثر على أنسجة الجسم.
2-أن جراماً واحداً منه يكفي لقتل عشرة كلاب من الحجم الكبير دفعة واحدة.
3-أن حقنة منه تقدر بسنتيمتر مكعب كافية لقتل حصان قوي في لحظات قليلة.
4-أن 50 مليجرام منه تقتل الإنسان إذا حقنت عن طريق الوريد.

التدخيـن هـلاك للديـن
حيث يبتعد المدخن عن أماكن الخير والصلاح فنجده يتوارى من الناس من سوء رائحته، بل قد يكون سبباً في ارتكاب بعض المحرمات، ناهيك عن كونه محرماً شرعاً، والله تعالى يقول: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ [الأعراف: 157].
هـلاك الصحـة
حيث يؤدي إلى الإصابة بضعف النسل، وضعف في جهاز المناعة، والتهاب الجلد، والسرطان في الرئة، والحنجرة والشفة، والذبحة الصدرية، والسل الرئوي، والبلغم وضيق النفس، وهذا إهلاك للنفس والله تعالى يقول: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً [النساء:29].
يا من يريد دمار صحته
ويهوى الموت منتحراً بلا سكين
لا تيأس فإن ذلك واجد
كـل الـذي يـــرجــوه بـــالتدخيــن
هـلاك للمـال
حيث يؤدي إنفاق المال في المحرم، بل فيما يضر، وهذا ما سيسأل عنه يوم القيامة حيث سيسأل { عن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه }.
ولا عجب في ذلك فالذي يتناول 10 سجائر يومياً ينفق 1000 ريال سنوياً، في حين أنه لا ينفق عشره صدقة لوجه الله.
ماذا قال العلماء عن التدخيـن؟؟
قال ابن باز رحمه الله: ( والدخان لا يجوز شربه، ولا بيعه، ولا التجارة فيه كالخمر، والواجب على من كان يشربه أو يتجر فيه البدار بالتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، والندم على ما مضى والعزم على أن لا يعود في ذلك ).
وقال ابن عثيمين حفظه الله: ( فنصيحتي لإخواني المسلمين الذين ابتلوا بشربه أن يستعينوا بالله عز وجل ويعقدوا العزم على تركه، وفي العزيمة الصادقة مع الاستعانة بالله ورجاء ثوابه، والهرب من عقابه، ففي ذلك كله معونة على الإقلاع عنه ).
ماذا قال الأطباء عن التدخين؟
يقول الدكتور/ كليفورد أندرسون: ( لقد دلت الإحصاءات التي قامت بها جميعة السرطان الأمريكية أن الانقطاع يفيد ويقلل خطر الإصابة بالسرطان بمعدل النصف.. ومن المحقق أن الذين لا يدخنون هم أقل الناس تعرضاً للإصابة بهذا المرض ).
ويقول الدكتور/ كنعان الجابي: ( لقد مضى على معالجتي للسرطان 25 عاماً فلم يأتني مصاباً بسرطان الحنجرة إلا مدخن ).
وجاء في تقرير الكلية الملكية للأطباء بلندن: "إن تدخين السجائر في العصر الحديث يسبب من الوفيات ما كانت تسببه أشد الأوبئة خطراً في العصور السابقة.. وجاء فيه أن 95% من مرضى شرايين الساقين هم من المدخنين".
وجاء في تقرير لأحد من مراكز البحوث الأمريكية: "إن التدخين يؤدي إلى أعلى نسبة وفيات في العالم بالمقارنة للحروب والمجاعات".
معلومـات تهمـك
1-إن ضحايا التدخين في العالم لا تقل عن مليونين ونصف المليون شخص.
2-إن السجائر التي تورد إلى دول العالم الثالث أكثر ضرراً من غيرها بسبب احتوائها على كمية أكبر من القطران والنيكوتين.
3-إن التدخين هو العتبة الأولى في طريق المخدرات.
4-إن المدخن شخص عاجز بالمفهوم الرياضي.
5-إن المدخن شخص غير مرغوب فيه اجتماعياً.
تسـاؤلات صريحـة
1-هل تصنف الدخان من الطيبات؟ أم من الخبائث؟
2-هل تسمي الله حينما تبدأ بشرب الدخان؟ أو تحمده حينما تنتهي؟
3-هل هناك مأكول أو مشروب حينما تنتهي منه تطأه بحذائك.
4-هل تشرب الدخان في بيت من بيوت الله؟
5-هل حققت من الدخان مكسب مادي أو صحي أو اجتماعي؟
6-ما هو موقفك حينما ترى أحد أبنائك أو إخوانك يدخن؟
متى ستقلع عن التدخين؟
أخـي الحبيب: وبعد هذا كله ألم تفكر في الإقلاع عن التدخين؟! ستقول كعادتك بلى!
وأقول متى ستقلع عنه إذاً؟
ستقول غدا أو بعد غد، أو بعد ذلك سأحاول الإقلاع عنه.. إذا أنت لم تقتنع بما قرأته آنفاً بل ستستمر على التدخين، ولن تقلع عنه أبداً!!
ستقول لا!! إنني مقتنع تماماً بما مضى، ولكن صعب عليَّ الخلاص منه وأخشى ألا أستمر على تركه..!!
إذاً ما الحل أخـي الحبيب؟.. هل سنقف معك في طريق مسدود؟
ستقول لا لم يصل الأمر إلى هذا الحد.. إذاً ما العمل؟
ربما تقول: "لعلي أسلك طريقاً آخر أنجو من أضرار التدخين سأتحول إلى الغليون أو الشيشة ونحوها، فلعلها أقل ضرراً وأهون خطراً، وأقول لك ما أنت إلا كالمستجير من الرمضاء بالنار، أما علمت أن ما مضى ذكره من أضرار التدخين ينطبق على الشيشة والغليون وغيرها، ربما ستقول إذاً سأنتقل إلى نوع خفيف من السجائر التي تحتوي على كمية قليلة من النيكوتين والقطران وهذه خدعة كبرى، قد ثبت ضررها وعدم جدواها، وذلك لأن هذا سبب لتدخين أكبر عدد من السجائر، وهذا يؤدي إلى امتصاص المزيد من النيكوتين والقطران، وهذا يحدث بطريقة لا إرادية، فهل نلجأ إلى هذا الحل إذاً؟"
إذاً مـا الحـل؟
ليس هناك حل أيها الأخ الحبيب إلا أن تترك الدخان فوراً وتهجره بلا رجعة فعشمي بك كبير، وهمتك أكبر من أن تعجز عن الفكاك من أسر سيجارة حقيرة، وليس تركه بذاك الأمر الكبير العسير إذا صاحَبَهُ عزيمة صادقة وهمة عالية وإرادة قوية.

الأمور المعينة على ترك التدخين

1-الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه.
2-الرغبة الصادقة والعزيمة الأكيدة والإرادة القوية في الإقلاع عنه.
3-خطط لطريقة تقلع فيها عن التدخين كأن يكون تدريجياً أو فورياً.
4-أخبر أصدقائك ومن حولك أنك ستقلع أو أقلعت عن التدخين.
5-لا ترتاد الأماكن التي يكثر فيها التدخين.
6-استعمل السواك أو اللبان (العلك) إذا وجدت حنيناً للتدخين.
7-أكثر من شرب الماء والعصير لتخفيف تركيز النيكوتين بالدم.
8-حاول زيارة طبيب مختص تستشيره.
9-غاز ثاني أكسيد الكربون سينخفض من جسمك بعد يومين من الإقلاع عن التدخين.
10-تذكر أنك الآن أقلعت عن التدخين وأضراره وانظر لنفسك أنك شخص غير مدخن.
ولغير المدخنين همسة
أخـي الحبيب: أحمد الله سبحانه وتعالى على أن عافاك من هذا البلاء وسلمت من أضراره، ولكن بقي أن تعلم أن أولئك المدخنين كانوا من قبل أناس أصحاء لا يشربون الدخان، بل إن بعضهم يكرهه كرهاً شديداً، ومع ذلك وقعوا في ما هم عليه الآن، وما ذاك إلا أنهم تساهلوا في بعض الأمور التي تؤدي إلى الوقوع في التدخين ومنها:
1-العبث بالدخان.
2-شربه مجاملة أو حياء.
3-شربه بدعوى التجربة.
4-الجلوس في أماكن يشرب فيها الدخان.
5-الاغترار بفعل المشاهير لهذه العادة السيئة.
----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-2013, 02:09 PM   #3993
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب




ما الحياة في الواقع إلا سلسلة متتالية من الاختبارات، والله عز وجل يراقب أعمالنا وأقوالنا وردود أفعالنا في هذه الاختبارات، ومن هذا المنطلق فكل أحوال الدنيا ما هي إلا اختبار، فالعبادات اختبار، والمعاملات اختبار، والمواقف المختلفة التي نمر بها اختبار، ولا تمر لحظة واحدة من لحظات الدنيا إلا وهي اختبار!
ومن هذه الاختبارت المهمة اختبار خطير أسميه "عبادة الأمل"، وهو يكمن في قناعة المؤمن بالأمل في نصر الله وتأييده للمؤمنين، فإن الله عز وجل وعد في مواطن كثيرة من القرآن الكريم، وكذلك من السنة المطهرة بأنه ينصر عباده الصالحين، فقال على سبيل المثال: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51]، فهو سبحانه في الآية الكريمة يعد بأنه لا ينصر الرسول فقط ولكن ينصر {الَّذِينَ آمَنُوا} كذلك، ولا ينصرهم في يوم القيامة فقط إنما ينصرهم في {الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، فمن الذي يصدق هذه الآية؟ ومن الذي يشك في تحقيقها؟
إن المسألة مسألة اختبار..
الذي يوقن بقدرة الله، وقوته، وإحاطته بكل شئ، وروعة تدبيره للأمور، يوقن يقينًا جازمًا بتحقق الآية، والذي يشك في هذه القدرة، وغير مطمئن إليها، لا يرى النصر ممكنًا، وبين درجة اليقين الكامل في النصر، والشك الكامل فيه، مئات والآف الدرجات حسب درجة الإيمان، فصارت مسألة الثقة في نصر الله من هذا المنظور اختبارا مهمًا يمر به الناس جميعًا..
وحتى يكون الاختبار حقيقيًا فإن الله عز وجل ينزع من المؤمنين أسباب النصر واحدًا تلو الآخر، ثم يعيد اختبار ثقتهم فيه سبحانه، لأن المؤمن إذا كان يمتلك كل الأسباب فإنه يعتمد عليها، ويطمئن إليها، ومن ثم لا يكون اختبار الثقة في الله كاملاً، ولكن إذا نُزعت الأسباب، وهو ما زال على نفس درجة الثقة في الله، فهذا يعني أنه يؤمن إيمانًا حقيقيًا لا يتزعزع مع النوازل والكوارث..
من هنا نفهم بعض الأحداث العجيبة في السيرة النبوية..
لقد أيَّد الله عز وجل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بعمه أبي طالب فترة من الزمن بلغت عشر سنوات كاملة، وكان عمه يحوطه ويمنعه من بطش قريش، وكان المسلمون "يطمئنون" إلى وجود عم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جواره، فإذا بالله عز وجل "ينزع" عمه من الدنيا، فيموت أبو طالب، ويترك رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا إجارة ولا حماية من البشر، فهنا ترتفع وتيرة الاختبار لدى المؤمنين..
هل تطمئنون إلى نصر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم حتى لو غاب عمه أبو طالب؟
نعم نطمئن.. هذه علامة إيمان..
ولكن قد يكون اطمئنانًا راجعًا لقناعتنا بوجود قوى أخرى في الجزيرة العربية قد تساعدنا، وتقف إلى جوار قضيتنا..
فلنذهب إلى الطائف، فلعل ثقيف تساعدنا، وهي إحدى القبائل العظيمة في الجزيرة، وكانت تنافس قريشًا في الشرف، وقد تؤمن بالإسلام لإحداث شئ من التوازن في المنطقة مع قريش..
قد تكون هذه حسابات بعض السياسيين، ولكنها لم تكن في ذهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أنه يريد الوصول بالدعوة إلى كل البشر، بصرف النظر عن الأوضاع السياسية المختلفة، ولكنه في النهاية اختبار للمؤمنين..
ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، وهناك قابلوه بما نعرف جميعًا.. لقد كذبوه ورفضوا دعوته، بل وطردوه ورجموه وصاحبه زيد بن حارثة رضي الله عنه بالحجارة، وصارت
المصيبة مصيبتين، فالخبر سيطير إلى مكة، وسيتهم أهل مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتخابر مع قبيلة أجنبية، وخاصة أنه يطلب النصرة صراحة على قريش الظالمة..
هنا نزع الله عز وجل سببًا آخر من أسباب نصر التي حاول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمتلكها.. لقد بذل الجهد، وسار أكثر من مائة كيلو متر سيرًا على الأقدام، وأبدع إبداعًا عظيمًا في إيصال الدعوة بأفضل الطرق، لكن شاء الله عز وجل أن يمنع هذا السبب من مساعدة المسلمين..
فلنحاول إذن اخفاء الأمر عن قريش لكي لا تعرف أنه كان ينوي الاستغاثة بثقيف عليها.. يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حديقة بالقرب من الطائف يحتمي فيها من السفهاء الذين يقذفون عليه الحجارة، ويستريح فيها قليلاً، وقد غطته وصاحبه الدماء، وظهرت عليه مظاهر التعب والإعياء،
فإذا بالحديقة مملوكة لاثنين من كبار مشركي قريش: عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، وإذا هما موجودان في الحديقة، ورأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرفا القصة بحذافيرها، وطار الخبر عن طريقهما إلى مكة بأسرع مما يتخيل أحد!
لقد نزع كذلك سبب "الحذر الأمني" الذي كان يرتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن العودة إلى مكة الآن صارت مستحيلة، فلقد أغلقت كل الأبواب، وغاب كل المناصرين، وصار المسلمون وحدهم أمام مدفع المشركين..
هذا اختبار عظيم للثقة في نصر الله.. فليس في أيدينا ما يجعلنا نقول أننا بهذا السبب من المحتمل أن نحقق النصر، فهذا هو الاختبار في قمته!
في هذا الموقف يسأل زيد بن حارثة رضي الله عنه سؤالاً يطمئن فيه على حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمانه في الأيام القادمة الخطيرة.. يقول زيد: "كَيفَ تدخُل عَلَيْهِم وهم أَخرجوك؟!"، إن أسباب الأمان كلها منزوعة، واحتمال القتل أكبر من احتمال النجاة، فماذا تعتقد؟ وفيم تفكر؟ وماذا ستفعل؟
يقول صلى الله عليه وسلم: "يَا زيد، إنَّ الله جاعلٌ لِما ترى فَرَجَاً ومَخْرَجاً، وإنَّ الله ناصرُ دينه، ومُظهر نبيّه"
الله أكبر!!
هذا ما نعنيه بعبادة الأمل.. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعبد اللهَ عز وجل بالثقة في نصره، فكما اختبرنا اللهُ عز وجل بالإيمان باليوم الآخر، ونحن لم نره، واختبرنا بالإيمان بالرسل السابقين ونحن لا نعرفهم، واختبرنا بالتصديق بوجود الملائكة ونحن لم نر واحدًا منهم، كذلك اختبرنا بالثقة في نصره مع عدم وجود سبب واحد يدعم هذه الثقة، إلا أننا فقط نصدق ما قاله الله،
وما بلغ عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه الثقة المتناهية في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تمنعه من العمل، فراسل الأخنس بن شريق، ليدخل في جواره ليحميه من بطش القرشيين، ولكنه رفض، فراسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً آخر هو سهيل بن عمرو، فرفض هو الآخر، فراسل ثالثًا هو المطعم بن عدي فقبل، ومن ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في إجارته، وأكمل دعوته..
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف من أين ستأتي النجدة، بدليل أنه راسل في البداية رجلين لم يستجيبا له، فراسل الثالث فاستجاب، ولو رفض الثالث لراسل غيرهم وغيرهم، ولو رفضوا جميعًا لفتح الله عز وجل له بابًا جديدًا من أبواب النصرة..
إن النصر محقق لا محالة، ولكن المسألة مسألة اختبار.. فإذا اطمئن المؤمنون إلى وعد الله جاءهم النصر من عنده، وإن تشككوا واعتمدوا على قوى الأرض، وظنوا أن النصر يأتي بدعم فلان أو غيره من البشر والهيئات والدول، تأخر النصر وقد يضيع بالكلية..
إننا في اختبار خطير أيها المؤمنون..
ووجه الخطورة أن معظم البشر للأسف يفشلون في اختبار عبادة الأمل، فقد قال الله تعالى: {...وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف:21]، فأكثر الناس لا يعلمون هذه الحقيقة، وكلما نزع الله عز وجل سببًا من أسبابا النصر ظنوا أن الأمل في نصر الله صار غير واقعي، ومن هنا تحدث الكارثة، بينما الواجب عليهم أنهم إذا رأوا الأسباب تُنزع علموا أنهم في عمق الاختبار، وأن عليهم أن يرفعوا درجة يقينهم أكثر وأكثر، وعندها سيجدون أن نصر الله صار قريبًا أكثر مما يتصورون..
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]
ونسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين.
----------------
د/ راغب السرجاني
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-2013, 02:37 PM   #3994
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


نخــــــوة الكــــافــــرين





هناك بعض المواقف في السيرة النبوية تُذهل قراء زماننا المعاصر! منها مواقف نخوة الكافرين!
فنحن عندما نقرأ عن أبي جهل أو الوليد بن المغيرة أو عتبة بن ربيعة أو غيرهم من رؤوس الكفر وقادته، نتخيل أنهم كانوا دومًا بلا نخوة ولا شهامة، وخاصة أنهم ليسوا مفسدين أو مجرمين فقط إنما يعبدون من دون الله أوثانًا، ولكن عندما ننظر إلى أخلاقياتهم في بعض المواقف نجدها أعلى بكثير من أخلاقيات أقوام ينتمون إلى الإسلام في زماننا الآن!
ما عدد المسلمين الذين قتلوا في مرحلة مكة المكرمة كلها؟ هل تدري أنهما اثنان فقط؟! وهما ياسر وسمية والدا عمار بن ياسر رضي الله عنهم جميعًا.. إن كل هذه الحرب من المشركين على المسلمين لم تخلِّف وراءها إلا شهيدين فقط على مدار ثلاثة عشر سنة كاملة، فما بالنا نرى المجرمين من المسلمين الآن يقتلون المئات من إخوانهم بدم بارد؟
هل فقدوا نخوة الكافرين الذين تحرَّجوا أن يقتلوا عددًا أكبر على مدار هذه السنين، مع أن الكثير من المسلمين آنذاك كانوا عبيدًا وموالي لا وزن لهم في المجتمع، لكن عملية إزهاق الروح كانت تحتاج من الكافر آنذاك إلى مراجعات كثيرة..
ونقرأ كذلك عن عمليات التعذيب التي تعرض لها المسلمون في مكة، ولكننا نجد أن التعذيب عندما توقف لم يترك أثرًا دائمًا على المعذبين، فقلما نجد منهم من فقد رجله أو يده، أو من اختل عقله، أو من أفضى به التعذيب الشديد إلى الموت، بينما نجد في زماننا الآن، وفي سجون المسلمين، من يفقد روحه نتيجة التعذيب، ومن يتعرض للإعاقة الدائمة في حياته بعد التعذيب والضرب، فأين نخوة الكافرين؟
هاجرت أم سلمة رضي الله عنها بمفردها من مكة إلى المدينة، فلقيها عند التنعيم على بعد خمسة كيلو مترات من مكة عثمان بن طلحة، وكان آنذاك مشركًا، فسألها إلى أين؟ فقالت إلى المدينة حيث زوجي، فقال لها مَنْ معك؟ قالت لا أحد إلا الله، ثم هذا الغلام، ابنها سلمة، وكان يبلغ من العمر عامين فقط، فقال لها: لا والله مالك من مترك! وأقسم أن يوصلها إلى المدينة، وسار بها بالفعل، وهي تركب الناقة، وهو يسير على قدميه مسافة خمسمائة كيلو متر حتى أوصلها إلى المدينة، ثم تركها وقفل عائدًا دون أن ينتظر كلمة شكر واحدة من زوجها أو من المسلمين!
لماذا فعل ذلك؟
فعلها نخوةً.. لم يستطع أن يجد امرأة تحتاج إلى عون ثم لا يقدمه، مع أنها على غير دينه، وزوجها كذلك، لكن هناك اعتبارات أخلاقية لا يستطيع تجاهلها..
أبو جهل يرفض أن يتسور بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويفتشه عنوة بحثًا عنه يوم الهجرة، وذلك لكي لا يتحدث العرب أنهم دخلوا بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنوة، فقد يكشفون ستر نسائه، وهذا لا يجوز في أعراف الكافرين.
المطعم بن عدي الكافر يجير رسول الله صلى الله عليه وسلم..
والوليد بن المغيرة الكافر يجير عثمان بن مظعون رضي الله عنه..
وابن الدغنة الكافر يجير أبا بكر الصديق رضي الله عنه..
والعاص بن وائل الكافر يجير عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
ونجد الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أن جلس في الحديقة بعد أن قذفه أهل الطائف بالحجارة يَقْبل طبقًا من العنب قُدِّم له من كافر! مَنْ الذي قدَّمه؟ إنه أحد أكبر أعدائه، وهو عتبة بن ربيعة، ومعه أخوه شيبة بن ربيعة، وكانا يكرهان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرفضان منهجه ودعوته ودينه، ولكن عندما رأوه حزينًا باكيًا "تَحَرّكَتْ لَهُ رَحِمُهُمَا" كما تقول الرواية! لقد ذكرا ما يجمعهم من قرابة، ولو كانت بعيدة، فهما ليسا من نفس القبيلة، ولكن هذه هي نخوة الكافرين.
وفكَّ الحصار عن المسلمين في خمسة من الكافرين، فما بال المسلمين الآن يحاصَرون في المساجد، ولا يجدون مسلمًا بنخوة الكفار يفك عنهم الحصار؟
أنا لا أقول هذا الكلام دفاعًا عن الكافرين، فهذه الأسماء التي ذكرتها كلها باستثناء عثمان بن طلحة، ماتوا على الكفر، وهم من أصحاب الجحيم، لكن الذي أتعجب له أن نخوة الصادين عن سبيل الله الآن من المسلمين صارت أضعف بكثير من نخوة الكافرين، بل لعلها انعدمت تمامًا!
فسِّروا لنا أيها المسلمون الذين تقتلوننا كيف تفعلون ذلك بدم بارد؟!
صارحونا كيف هانت عليكم أنفسكم حتى قبلتم لها هذا التدني في الخلق، وهذا الضعف في العقيدة؟
ألستم تدركون أنكم ستقفون بين يدي الله عز وجل يومًا يحاسبكم على ما اقترفتموه في حق أناس لا تعرفونهم أصلاً، بل قتلتموهم قتلاً عشوائيًا هكذا؟
ثم كيف وجدنا نخوة في الكفار لا نراها فيكم الآن!
يا رب أنت تسمع وترى..
اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم..
اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تغادر منهم أحدًا..
اللهم عليك بهم واحدًا واحدًا، وأرنا فيهم عجائب قدرتك، وافضحهم على رؤوس الخلائق أجمعين..
اللهم انصرنا عليهم في الدنيا، وخذ لنا حقنا منهم في الآخرة، وكبهم على وجوههم في الجحيم..
يارب لقد غرَّهم حلمك عليهم، واستهانوا بدمائنا وشبابنا، فأظهر لنا عظيم قدرتك عليهم، حتى لا تكون فتنة..
اللهم انصر المصلحين على المفسدين..
وانصر المؤمنين على المنافقين..
وانصر من يحملون كتابك على من يحملون السلاح في وجوه المصلين الصائمين..
آمين آمين
أسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين.
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-2013, 03:12 PM   #3995
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب





يتقلب الناس في دنياهم بين أيام الفرح والسرور, وأيام الشدة والبلاء
وتمر بهم سنين ينعمون فيها بطيب العيش, ورغد المعيشة, وتمر بهم الأيام العصيبة
وفي كلا الحالين لا يزال المؤمن بخير ما تعلق قلبه بربه ومولاه, وهناك عبادة هي صلة العبد بربه, وهي أنس قلبه, وراحة نفسه.
إنه أقوى من كل سلاح مهما بلغت قوته ودقته, والعجيب في هذا السلاح أنه عزيز لا يملكه إلا صنف واحد من الناس, لا يملكه إلا أنتم
نعم, أنتم أيها المؤمنون الموحدون
إنه سلاح رباني, سلاح الأنبياء والأتقياء على مرّ العصور.
سلاح نجى الله به نوحًا عليه السلام فأغرق قومه بالطوفان ونجى الله به موسى عليه السلام من الطاغية فرعون
نجى الله به صالحًا, وأهلك ثمود
وأذل عادًا وأظهر هودَ عليه السلام, وأعز محمدًا
في هذه الدنيا مصائب ورزايا، ومحن وبلايا .. آلام تضيق بها النفوس، ومزعجات تورث الخوف والجزع ..
كم في الدنيا من عين باكية، وكم فيها من قلب حزين، وكم فيها من الضعفاء والمعدومين ..
قلوبهم تشتعل ودموعهم تسيل ..
هذا يشكو علة وسقماً، وذاك حاجة وفقراً، وآخر هماً وقلقاً!!
عزيز قد ذل، وغني افتقر، وصحيح مرض .. وكل له هموم وآلام
فإلى من يشكون ؟ وأيديهم إلى من يمدون؟
إلى رب الأرض والسماوات، مجيب الدعوات، ومقيل العثرات
علاِّم السر والنجوى، وسامع كل أنة وشكوى.
فإليك ربنا وخلقنا وسيدنا نمد أيدينا وأنت تعلم حاجتنا وفقرنا



إلى قلب يتوجع .. إلى الحيارى .. إلى البائسين
هلموا إلى باب الرجاء والأمل
فسبحان من فتح لنا باب الأمل
وسبحان من هو أرحم بنا من أمهاتنا
إنه الباب الذي لا يغلق
باب بين العبد وربه فتحه الله لعباده
ولم لا وهو القائل جل في علاه
" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ " سورة البقرة
وهو القائل
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ " سورة غافر
إنه باب الدعاء
إلهي وأنت قريب مجيب، أناجيك وأطلب منك العفو والدواء
فمن أعظم منه جودا والخلائق له عاصون
من ذا الذي دعاه فلم يجبه ؟
ومن ذال الذي سأله فلم يعطه ؟
ومن ذا الذي رجاه فقطع رجاه؟
هو الجواد ومنه الجود
هو الكريم ومنه الكرم




الدعاء من أعظم العبادات, فيه يتجلى الإخلاص والخشوع, ويظهر صدق الإيمان, وتتمحص القلوب وهو المقياس الحقيقي للتوحيد
ففي كلامٍ لشيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: إذا أردت أن تعرف صدق توحيدك فانظر في دعائك.

وللدعاء آداب منها
1. أن يكون الداعي موحداً لله تعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، ممتلئاً قلبه بالتوحيد
فشرط إجابة الله للدعاء : استجابة العبد لربه بطاعته وترك معصيته


وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
(186) البقرة
2. الإخلاص لله تعالى في الدعاء
قال الله تعالى : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ) البينة
والدعاء هو العبادة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فالإخلاص شرط لقبوله .

3. أن يسأل اللهَ تعالى بأسمائه الحسنى
قال الله تعالى : " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " (180) الأعراف


4. الثناء على الله تعالى قبل الدعاء بما هو أهله
روى الترمذي عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدْ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، وَصَلِّ عَلَيَّ ، ثُمَّ ادْعُهُ )
وفي رواية له : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ ) .
قَالَ : ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، ادْعُ تُجَبْ ) صححه الألباني في "صحيح الترمذي" .


5. رفع اليدين
روى أبو داود عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا )
وصححه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" .




6. الإكثار من المسألة ، فيسأل العبد ربه ما يشاء من خير الدنيا والآخرة ، والإلحاح في الدعاء ، وعدم استعجال الاستجابة
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الاسْتِعْجَالُ ؟ قَالَ : يَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ ، وَقَدْ دَعَوْتُ ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي ، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ ) رواه البخاري
وفي الحديث
ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره . قال : قلت : يا رسول الله ! أويضحك الرب ؟ قال : نعم . قلت : لن نعدم من رب يضحك خيرا
الراوي: أبو رزين لقيط بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1/78
خلاصة حكم المحدث: حسن
وقرب غِيَرِهِ يعني قرب يستجاب له
7. التضرع والخشوع والرغبة والرهبة ، قال الله تعالى : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) الأعراف
وقال :

إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)الأنبياء

وقال :

وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) الأعراف .
8. الجزم فيه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ ، لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ ، فَإِنَّ اللهَ لا مُكْرِهَ لَهُ ) رواه البخاري ومسلم .

9. إطابة المأكل والملبس
روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ ، فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ )
وَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ )
ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ
وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ )
قال ابن رجب رحمه الله : فأكل الحلال وشربه ولبسه والتغذي به سبب موجِبٌ لإجابة الدعاء


وهناك أوقات يكون فيها الدعاء مجاب يجب علينا تحريها والدعاء فيها
منها :
(1) حال السجود.
أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . فأكثروا الدعاء
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 482
خلاصة حكم المحدث: صحيح


(2) بين الآذان والإقامة
لا يُرَدُ الدُّعاءُ بين الأذانِ والإقامةِ
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الترمذي - المصدر: مختصر الأحكام - الصفحة أو الرقم: 2/37
خلاصة حكم المحدث: حسن


(3 ) الثلث الأخير من الأخير من الليل
ينزل ربُّنا جل وعلا كل ليلةٍ إلى سماء الدنيا إذا ذهب شطرُ الليلِ فيقول : من يدعوني فأستجيبَ له، من يسألني فأعطيَه، من يستغفرني فأغفرَ له . حتى إذا ذهب ثلثُ الليلِ فهو أيضًا وقتٌ للقيامِ لقوله : إذا بقي ثلثُ الليلِ ينزل ربنا إلى سماء الدنيا . . .
الراوي: - المحدث: ابن العربي - المصدر: أحكام القرآن - الصفحة أو الرقم: 4/326
خلاصة حكم المحدث: صحيح

(4) ساعة الجمعة.
فِي الجمعةِ ساعةٌ ، لا يُوافِقُها مسلمٌ قائمٌ يُصلِّي ، يَسأَلُ اللهَ خيرًا إلا أعطاهُ البخاري
(5) يوم عرفة
خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ الترمذي


(6) أثناء السفر.
(7) عند الفطر من الصوم .

ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ : دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ ، ودعوةُ الصائِمِ ، ودعوةُ المسافِرِ صحيح الجامع




قصه رجل مشلول يحكيها الشيخ محمد حسان

كنت ألقي محاضرة في مكة ، وقبل أن أتكلم قال لي رجلٌ _ يا شيخ محمد أستحلفك بالله ما تتكلم ولا كلمة إلا لما تسمعني الأول ، قلت له تفضل .. تفضل أيها الوالد إجلس
جلس جواري ، رجل عادي ، (تاجر) فتح الله عليه و وسع عليه ، لكنه كان مصاب بالشلل الكلي
يقول ذهبت إلى لندن ولم يُقدّر الله لي الشفاء ، إلى فرنسا ولم يُقدّر الله لي الشفاء ، إلى أمريكا ولم يُقدّر الله لي الشفاء ...
يقول وأنا أجلس في يوم من الأيام أمام التلفاز رأيتهم ينقلون الصلاة من بيت الله الحرام فبكيت ثم قلت إلى أولادي ..
يا أولاد أنا عاوز أروح للملك بيته ، قالوا لي الملك مين يا بابا .. تروح للملك مين؟!
قال أريد أن أذهب إلى ملك الملوك ، وأنا على يقين أنه لن يردني خائبا، أريد أن أذهب إلى العمرة ..
عمرة أيه هو أنت قادر تتحرك !
قلت استأجروا لي طيارة خاصة بمالي ...
المهم
حملوه وذهبوا به إلى بيت الله الحرام ، يقول لي والله يا إبني أدخلوني على الكرسي ..،
قلت لهم قربوني من الكعبة واتركوني ، فأنزلوه إلى صحن الطواف
قال لي والله يا إبني ما دعيت ربنا إلا بكلمات ظللت ساعة كاملة أدعو الله بها .. ما عنديش غيرها ..
قعدت أقول : "والله ما أنا طالع من بيتك إلا على رجليه أو على المقابر"
يقول وقعدت أصرخ والله ما أنا طالع من بيتك إلا على رجليه أو على المقابر ..
وأصرخ وأصرخ ساعة كاملة ، يقول تعبت ، دماغي صدعت ، ركنت على الكرسي ونمت
يقول فرأيت في هذه الإغفاءة هاتف ينادي علي ويقول لي .. قم امشي .. قم امشي ، يقول الثالثة .. قم امشي ...
فاستيقظت .. قم ... قمت ، امشي ... مشيت
وبعد خطوات تذكرت أني مشلول ...


فصرخت وقلت ياااااااااااا ملك والله ما خيبت من لجأ إليك ... وفوض أمره إليك ..





إن ضاقت بك النفس عما بك
ومزق الشك قلبك واستبد بك، وتلفّتَ فلم تجد من تثق
وغدا قلبك يحترق، وأصبح القريب منك غريب
وأغلق الناس باب الودِّ وانصرفوا
فكنْ موقناً بأن هنالك باب يفيض رحمة ونوراً وهدى ورحاب...
باب إليه قلوب الخلق تنطلق
فعند ربك باب ليس ينغلق

------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-2013, 04:33 PM   #3996
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أنا شاب عمري 26 باختصار عشت مرحله شبابي أعبث بجميع أنواع الفواحش، إلا شرب الخمر والمخدرات، كنت لا أصلي ولا أعرف من الإسلام إلا كلمة أني مسلم، ولكن لم أذق طعم الإيمان يوما إلى أن جاء ذلك اليوم وأنا اعبث بأشرطة الأغاني إلي كانت بسيارتي، وإذ بي أجد شريطا غريبا بسيارتي، وكنت ذاهب لحفله (قعده أنس) وقلت من أين أتى هذا الشريط؟ فوضعته بالمسجل، وإذ بصوت رقيق عذب من أجمل ما سمعت من أصوات، ولكن ليس لمطرب، أو مغني، بل كان لشيخ يقرأ القرآن، وكانت القراءة تصل لقلبي لا لأذني، كنت استمع بدقه، ووقفت جانب الطريق؛ لكي انتبه أكثر من باب الفضول فقط اطفيت المسجل وأكملت طريقي إلى أن وصلت للحفلة، وإذ الغناء قد بدا والرقص كذلك، دخلت ورحبوا بي أصحاب السوء، وجلست لكنني أحسست بضيق، وأن المكان قد أصبح ضيقا جدا، خرجت لكي اشرب سيجاره، تذكرت الشريط، ركبت سيارتي، وأشغلت الشريط، وإذ بقوله تعالى: ( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً..)، هنا أحسست برعشة بجسدي غريبة، وأن روحي تريد أن تطلع من عظامي وجسدي، تذكرت ذنوبي ومعاصيي، كم هي كثير، كم فرطت من وقت، كم سيئة لدي، لو أني تبت الآن، هل تبدل سيئاتي إلى حسنات؟، هنا فقط أدركت أني كنت ضائع، وأن أصحابي شياطين، وأنا غارق بالتفكير بين توبتي وبين حالي الآن، إذ بي أقف فجأة أمام المسجد، وإذ أذان الفجر قد بدا، حسيت أنني أول مرة أسمع أذان في حياتي، نزلت من سيارتي وتوضأت بمساعده احد الهنود بالمسجد، حيث كنت لا أعرف الوضوء، دخلت صليت ركعتين، وأخذت أقرأ القرآن، وجاء وقت الصلاة، فقرأ الإمام الفاتحة، ثم تبعها بنفس الآية التي كنت اسمعها منذ قليل، لم استطع أن أتمالك نفسي، فأجهشت بالبكاء كنت ابكي مثل بكاء الأطفال، فلما انتهت الصلاة جاءني شاب في مثل عمري، وسلم علي، ثم قال لي: أنا أول مره أشوف هني أنت جديد؟ قلت له: نعم، قال: ياريت تشرفنا بالديوانية الفلانية، وأعطاني العنوان، قلت له: إنشاء الله سوف افعل، ذهبت البيت، ودخلت غرفتي، إذ بأختي تدخل علي، فقلت لها هل عندك مصحف، قالت: نعم، قلت: أعطني إياه، قالت: سوف افعل فذهبت، وأحضرت المصحف وتركتني، وأخذت اقرأ القرآن أول مره بحياتي أذق طعم الراحة، حسيت أن صدري انشرح، واني ولدت من جديد، فواضبت على الصلوات الخمس بالمسجد، والحمد لله، وبعد ذلك بأسبوع، وإذ بأخي الكبير يعمل حادث وتوفي على الفور، تألمت وحزنت كثيرا، ولما ذهبنا إلى المقبرة لدفنه، جلست أمام القبر، وكنت أول مره بحياتي ادخل مقبرة، فنظرت إلى القبر وقلت في نفسي: لو أنني لم أجد الشريط في سيارتي، ومت، وأنا ظالم لنفسي، ودخلت الحفرة هاذي هل من أصدقاء ينقذونني من العذاب الأليم؟ فحمدت الله على نعمته التي وهبني إياها قبل فوات الأوان، فدفنا أخي ودعوت له بالرحمة والمغفرة، ورجعنا إلى البيت، وضللت أنا على طاعتي لله - تعالى -وأموري كلها بدأت تنتظم، وحياتي أصبح لها طعم ثبتني الله وإياكم بطاعته.
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-2013, 04:59 PM   #3997
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

سبب نزول قوله تعالى إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – قَالَ: لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ لَهُمَا: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾[سورة التحريم آية: 4] فَحَجَجْتُ مَعَه فَعَدَلَ وَعَدَلْتُ مَعَهُ بِالْإِدَاوَةِ فَتَبَرَّزَ حَتَّى جَاءَ فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنَ الْإِدَاوَةِ فَتَوَضَّأَ
فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنِ الْمَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللَّتَانِ قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ– لَهُمَا: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾ [سورة التحريم آية: 4] فَقَالَ: وَاعَجَبِي لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الْحَدِيثَ يَسُوقُهُ
فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ وَجَارٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْأَمْرِ وَغَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَهُ، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الْأَنْصَارِ إِذَا هُمْ قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ فَصِحْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي
فَقَالَتْ: وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُرَاجِعْنَهُ وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ فَأَفْزَعَنِي فَقُلْتُ: خَابَتْ مَنْ فَعَلَ مِنْهُنَّ بِعَظِيمٍ ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ: أَيْ حَفْصَةُ أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ
فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَقُلْتُ: خَابَتْ وَخَسِرَتْ أَفَتَأْمَنُ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَهْلِكِينَ لَا تَسْتَكْثِرِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَا تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ وَلَا تَهْجُرِيهِ وَاسْأَلِينِي مَا بَدَا لَكِ وَلَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكَ هِيَ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُرِيدُ عَائِشَةَ، وَكُنَّا تَحَدَّثْنَا أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ النِّعَالَ لِغَزْوِنَا فَنَزَلَ صَاحِبِي يَوْمَ نَوْبَتِهِ فَرَجَعَ عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا وَقَالَ أَنَائِمٌ هُوَ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ
وَقَالَ: حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، قُلْتُ: مَا هُوَ؟ أَجَاءَتْ غَسَّانُ؟ قَالَ: لَا بَلْ أَعْظَمُ مِنْهُ وَأَطْوَلُ طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نِسَاءَهُ، قَالَ: قَدْ خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ، فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَخَلَ مَشْرُبَةً لَهُ فَاعْتَزَلَ فِيهَا فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي، قُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ؟ أَوَلَمْ أَكُنْ حَذَّرْتُكِ، أَطَلَّقَكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟
قَالَتْ: لَا أَدْرِي هُوَ ذَا فِي الْمَشْرُبَةِ، فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ الْمِنْبَرَ فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْمَشْرُبَةَ الَّتِي هُوَ فِيهَا فَقُلْتُ لِغُلَامٍ لَهُ أَسْوَدَ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فَدَخَلَ فَكَلَّمَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ فَذَكَرَ مِثْلَهُ فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْغُلَامَ
فَقُلْتُ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا فَإِذَا الْغُلَامُ يَدْعُونِي قَالَ: أَذِنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ
ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ: طَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: لَا، ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ: أَسْتَأْنِسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى قَوْمٍ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَذَكَرَهُ فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قُلْتُ: لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ
فَقُلْتُ: لَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هِيَ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُرِيدُ عَائِشَةَ فَتَبَسَّمَ أُخْرَى فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ ثُمَّ رَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِيهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلَاثَةٍ
فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَكَانَ مُتَّكِئًا
فَقَالَ: أَوَفِي شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ حِينَ أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ وَكَانَ قَدْ
قَالَ: مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حِينَ عَاتَبَهُ اللَّهُ فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَبَدَأَ بِهَا
فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: إِنَّكَ أَقْسَمْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا وَإِنَّا أَصْبَحْنَا لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَعُدُّهَا عَدًّا فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ وَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأُنْزِلَتْ آيَةُ التَّخْيِيرِ فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ امْرَأَةٍ
فَقَالَ: إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا وَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ قَالَتْ: قَدْ أَعْلَمُ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَأْمُرَانِي بِفِرَاقِكَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ ﴾ [سورة الأحزاب آية: 28] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿ عَظِيمًا ﴾ [سورة الأحزاب آية: 29] قُلْتُ: أَفِي هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ.
--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-2013, 06:50 PM   #3998
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لا تكــــــــن لعــــانــــاً
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد.
لا ريب أن من مقاصد رسالة الإسلام تهذيب الأخلاق، وتزكية النفوس، وتنقية المشاعر، ونشر المحبة والألفة وروح التعاون والإخاء بين المسلمين.. قال النبي : { إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق } [رواه أحمد والطبراني] وهناك آفة عظيمة انتشرت بين جميع فئات المجتمع على اختلاف مراحلهم العمرية وطبقاتهم الثقافية.. آفة عظيمة نشأ عليها الصغير، ودرج عليها الكبير، وتساهل بها كثير من الآباء والأبناء، الرجال والنساء، الشباب والفتيات.. آفة عظيمة تولدت منها الأحقاد، وثارت الضغائن، وهاجت بسببها رياح العداوة والبغضاء. آفة عظيمة تغضب الرب جل وعلا، وتخرج العبد من ديوان الصالحين، وتدخله في زمرة العصاة الفاسقين.. إنها السب واللعن والفحش وبذاءة اللسان.. فتجد الوالد يسب أبناءه ويلعنهم، والأم كذلك تفعل مثله، ولا يدريان أن ذلك من كبائر الذنوب وعظائم الآثام. وتجد الصديق يسب ويلعن صديقه، فيرد عليه بسب أمه وأبيه. حتى الطفل الصغير تجده قد تعود كيل السباب واللعائن للآخرين، وربما فعل ذلك بأبيه وأمه وهما ينظران إليه فرحين مسرورين..
إن الواجب على كل عاقل أن يضبط لسانه دائماً، ولا يعوده السب واللعن، حتى مع خادمه وولده الصغير، بل ومع أي شيء من جماد أو حيوان، فإنه لا يأمن إذا سب أحداً من الناس أو لعنه أن يقابله بمثل قوله، أو يزيد عليه فيثور غضبه ويطغى، ويقوده إلى ما لا تُحمد عقباه، وكم من جريمة وقعت كانت بدايتها لعناً وسباباً، ومعظم النار من مستصغر الشرر.
وإذا سب الإنسان أو لعن مسلماً فقد آذاه، والله تعالى يقول: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا [الأحزاب:58].

آفة السب
يقول النبي : { سباب المسلم فسوق وقتاله كفر } [متفق عليه]. قال النووي رحمه الله: ( السب في اللغة: الشتم والتكلم في عِرض الإنسان بما يعيبه. والفسق في اللغة: الخروج، والمراد به في الشرع: الخروج عن الطاعة.. فسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة، وفاعله فاسق كما أخبر به النبي ) [شرح صحيح مسلم:2/241].
فهل تصور أولئك الذين يطلقون ألسنتهم سباً وشتماً وانتهاكاً لأعراض المسلمين أنهم يكونون بذلك فساقاً خارجين عن طاعة الله ورسوله ؟! ألا فليتق الله أناس تركوا العنان لألسنتهم حتى أوردتهم موارد الهلكة ومراتع الحسرات، قال النبي : { سباب المسلم كالمشرف على الهلكة } [رواه البراز وحسنه الألباني]

تحذير للبادئ بالسباب:
إن البادىء بالسباب هو الذي يتحمل الإثم وحده، إذا عفا عنه المسبوب، أو انتصر بقدر مظلمته، ولم يتجاوز ذلك إلى ما ظلم وتعد، قال النبي : { المستبان ما قالا، فعلى البادىء منهما، ما لم يعتد المظلوم } [رواه مسلم] وللإمام النووي رحمه الله فوائد حول هذا الحديث حيث قال: (1
- معناه أن إثم السباب الواقع من اثنين مختص بالبادىء منهما كله، إلا أن يتجاوز الثاني قدر الانتصار، فيقول للبادىء أكثر مما قال له. 2- وفي هذا جواز الانتصار، ولا خلاف في جوازه، وقد تظاهرت عليه دلائل الكتاب والسنة. قال الله تعالى: ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل [الشورى:41]. وقال تعالى: والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون [الشورى:39].
3- ومع هذا فالصبر والعفو أفضل، قال الله تعالى: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور [الشورى:43]. وللحديث المذكور بعد هذا: { وما زاد الله عبداً بعفواً إلا عزى }.
4- واعلم أن سباب المسلم بغير حق حرام، كما قال : { سباب المسلم فسوق }
5- ولا يجوز للمسبوب أن ينتصر إلا بمثل ما سبه، ما لم يكن كذباً، أو قذفاً، أو سباً لأسلافه، فمن صور المباح أن ينتصر بـ ( يا ظالم ) ( يا أحمق ) أو ( يا جافي ) أو نحو ذلك، لأنه لا يكاد أحد ينفك من هذه الأوصاف.
6- قالوا: وإذا انتصر المسبوب استوفى ظلامته، وبرئ الأول من حقه، وبقي عليه إثم الابتداء، أو الإثم المستحق لله تعالى ) ا. هـ. [شرح صحيح البخاري].
وإذا تعدى المسبوب وتجاوز الحد وقع الإثم عليهما، فعن عياض بن حمار قال: قلت: يانبي الله ! الرجل يشتمني وهو دوني، أعليّ من بأس أن أنتصر منه؟ قال : { المستبان شيطانان يتهاتران، ويتكاذبان } [رواه ابن حبان وصححه الألباني].

من أكبر الكبائر:
واحذر أخي من أن تكون سبباً في سب والديك فتكون كمن سبهما، فقد قال النبي : { إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه } قيل يارسول الله ! وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: { يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه } [رواه البخاري].
ومن المؤسف أنه قد انتشر ذلك بين أبناء المسلمين وطلابهم، وهذا - والله - دليل على انحطاط في التربية، وتفريط من أولياء الأمور الذين لا ينشئون أبناءهم على الفضيلة والأخلاق الحسنة والخصال الجميلة. وهذا الوعيد فيمن كان سبباً في سب أبيه وأمه دون أن يسبهما بنفسه، فكيف حال من يقوم بسبهما بنفسه، فيسب والديه ويلعنهما، وهناك من يضربهما ولا حول ولا قوة إلا بالله.
آفة اللعن
أما اللعن فقد ورد فيه وعيد شديد وتهديد أكيد من النبي ، فقد قال النبي : { لعن المؤمن كقتله } [متفق عليه]. وتأمل أخي في جريمة قتل المؤمن وشدة قبحها، وما رتب الله عليها من العذاب والنكال واللعنه والغضب في الدنيا والآخرة، تعرف بذلك خطورة اللعن والتمادي فيه. قال تعالى: ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاءوه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً [النساء:93]. فهذا جزاء قاتل المؤمن الذي شبه النبي لاعنه به،
فأي جرم هذا الجرم؟ وأي خطيئة تلك الخطيئة؟! وبيّن النبي أن المؤمن كامل الإيمان لا يكون لعاناً أبداً، فقال عليه الصلاة والسلام: { لا يكون المؤمن لعاناً } [رواه الترمذي وصححه الألباني]. ولذلك نهى النبي عن التلاعن فقال عليه الصلاة والسلام: { لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه ولا بالنار } [رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح].
وأخبر عن تأخر منازل اللعانين يوم القيامه فقال: { لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة } [رواه مسلم]. قال النووي رحمه الله عن هذا الحديث: ( فيه الزجر عن اللعن، وأن من تخلق به لا يكون فيه هذه الصفات الجميلة، لأن اللعنه في الدعاء يراد بها الإبعاد من رحمة الله تعالى، وليس الدعاء بهذا من أخلاق المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالرحمة بينهم والتعاون على البر والتقوى، وجعلهم كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وكالجسد الواحد، وأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فمن دعا على أخيه المسلم باللعنة – وهي الإبعاد من رحمة الله – فهو في نهاية المقاطعة والتدابر ) [شرح صحيح مسلم:16/364].
وأوصى النبي جرموذ الجهني فقال: { أوصيك ألا تكون لعاناً } [رواه الطبراني وصححه الألباني]. وقال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: ( كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه، رأينا أنه أتى باباً من الكبائر ).

أين تذهب اللعنة؟
هل تدري أيها اللعان أن لعنتك تصعد إلى السماء فيهرب أهل السماء منها خشية أن تصيبهم؟! هل تدري أنها تهبط إلى الأرض بعد ذلك، فتهرب الكائنات منها خشية أن تصيبهم؟! هل تدري أنها تذهب بعد ذلك يميناً ويساراً حتى تصادف من يستحقها؟ ثم هل تدري أنها تعود إليك إذا كان من لعنت لا يستحق لعنتك؟ فعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : { إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنه إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإن لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن فإن كان أهلاً، وإلا رجعت إلى قائلها } [رواه أبو داود وحسنه الألباني لغيره].
فلماذا تحمل نفسك - أخي - هذا الذنب العظيم، ولما تصر على هذا الجرم الكبير؟ ولماذا لا تعود لسانك الدعاء لأبنائك وبناتك بدلاً من لعنهم والدعاء عليهم؟ ألا تخشى أن ترجع إليك لعنتك وتكون ساعة إجابة، فتطرد من رحمة الله عز وجل، وتكون من المبعدين المقبوحين؟
ألا تخشى أن تلقى الله عز وجل بلسان ولغ في أعراض المسلمين واستباح حرماتهم؟ ألا تخشى أن تتساوى حسناتك وسيئاتك فتأتي لعنتك فترجح ميزان سيئاتك فتدخل بها النار؟
سد منافذ اللعن
إن بعض الناس لم يسلم منه حتى الجماد والحيوان، فتراه يسب ويلعن ويضرب كل شيء حوله، ولذلك سد النبي كل منفذ يؤدي إلى السب واللعن، فنهى عن سب أو لعن كل شيء لا يستحق اللعن، حتى ولو كان حيواناً أو جماداً، فعن عمران بن حصين قال: بينما رسول الله في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت، فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله فقال: { خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة }. قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد. [رواه مسلم]. قال النووي رحمه الله: ( إنما قال هذا زجراً لها ولغيرها، وكان قد سبق نهيها ونهي غيرها عن اللعن، فعوقبت بإرسال الناقة. والمراد. النهي عن مصاحبته لتلك الناقة في الطريق ) [شرح صحيح مسلم للنووي:16/363]. وقال النبي : { لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة } [رواه أبو داود وابن حبان وصححه الألباني].
إن عظمة الإسلام لتتجلى في هذه التوجيهات السامية والآداب الرفيعة التي حافظت على حق الحيوان البدني والمعنوي، والتي حرمت كل أشكال الإيذاء بغير حق، فيا ليت دعاة حقوق الحيوان يعرفوا للإسلام فضله في هذا السبيل، ويعترفوا له بالسبق في هذا الميدان الذي يتفاخرون به ويحسبون أنهم أصحابه. وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رجلاً لعن الريح عند رسول الله فقال: { لا تلعن الريح فإنها مأمورة، من لعن شيئاً ليس له بأهل، رجعت اللعنة عليه } [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني]. وعن جابر أن النبي دخل على أم السائب فقال: { مالك تٌزفزين؟ } قالت: الحمى، لا بارك الله فيها. قال: { لاتسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير الخبث } [رواه مسلم].
ومما سبق يتبين أن الإسلام حرص على أن يكون المؤمن طاهر اللسان حلو المنطق، عذب الكلمات، لا يشينه شيْ، ولا يقدح في مروءته قادح.
[حكم لعن المعين]
لاريب أن المؤمن المعين لا يجوز لعنه حياً أو ميتاً للأدلة التي ذكرنا بعضها فيما سبق، أما الكافر المعين فلا يجوز لعنهإذا لم يكن قد مات على الكفر، لأنه لا يدري ما يختم له به، وليس هناك مصلحة في الدعاء على أحد بالموت على الكفر، ويدل على ذلك حديث ابن عمر، أن رسول الله قال يوم أحد: { اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن سهل بن عمرو، اللهم العن صفوان بن أميه } فنزلت الآية ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون [آل عمران:128] فتاب عليهم كلهم [رواه أحمد والترمذي، وعند البخاري { اللهم العن فلاناً وفلاناً }. فإذا كان لايجوز لعن الكافر المعين الذي لم يمت على الكفر، فكذلك لا يجوز لعن الفاسق المعين أو الظالم المعين من باب أولى، نعم يجوز ذلك بالأوصاف العامة، كأن يقول: لعنة الله على الزناة، أو على الكاذبين ونحو ذلك ( أنظر كتاب الأخلاق الدينيه لعبد الرحمن الجزيري ص111 ).
فقد لعن النبي أصنافاً من العصاة بغير تعيين كالواشمة والمستوشمة، والنامصة والمتنمصة، وآكل الربا وموكله، وشارب الخمر، والمحلل والمحلل له، وغيرهم كثير. أما من تيقن موته على الكفر كفرعون وأبي جهل وغيرهما فإنه يجوز لعنه، على أن المسلم ينبغي عليه أن يطهر لسانه من السبّ واللعن إلا إذا كانت مصلحة راجحة. [أدب السلــف].
أخي الحبيب: كان سلف الأمة أحرص منا على الخير، ولذلك كانوا يتحاشون السبّ واللعن، ويطيبون ألسنتهم بذكر الله وشكره ودعائه والثناء عليه وتلاوة كتابه، ومما روي عنهم في ذلك:
1) قال الزربقان: كنت عند أبي وائل، فجعلت أسبّ الحجاج، وأذكر مساوئه، فقال أبو وائل: وما يدريك ! لعلّه قال: اللهم اغفرلي فغفر له !
2) وقال عاصم بن أبي النجود: ما سمعت أبا وائل شقيق ابن سلمة سب إنساناً قط ولا بهيمة.
3) وقال المثنى بن الصباح: لبث وهب بن منبه أربعين سنة لم يسب شيئاً فيه روح.
4) وعن سالم قال: ما لعن ابن عمر خادماً قط، إلا واحداً فأعتقه. لا تكن عوناً للشيطان على أخيك.
5) عن ابن مسعود قال: ( إذا رأيتم أخاكم قارف ذنباً فلا تكونوا أعواناً للشيطان عليه، تقولون: اللهم اخزه، اللهم العنه، ولكن سلوا الله العافية، فإنا أصحاب محمد كنا لا نقول في أحداً شيئاً، حتى نعلم على ما يموت، فإن ختم له بخير، علمنا أنه قد أصاب خيراً، وإن ختم له بشر، خفنا عليه عمله.
6) وروي أن أبا الدرداء مر على رجل قد أصاب ذنباً، فكانوا يسبونه، فقال لهم أبو الدرداء: أرأيتم لو وجدتموه في بئر ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى. قال: فلا تسبوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم. قالوا: أفلا نبغضه؟ قال: إنما أبغضه عمله، فإذا تركه فهو أخي.
ولو أن المسلمين تعاملوا بهذه الأخلاق الكريمة، والنفوس الصافية والصدور السليمة لتغير حالهم، وعظم أثرهم في أنفسهم وفي غيرهم من غير المسلمين.. ألا فليرجع المسلمون إلى أخلاق النبوة وآداب الرسالة، ليرجع إليهم تميزهم، ويكونوا خير أمة أخرجت للناس، كما كان أسلافهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-2013, 07:17 PM   #3999
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الاختيار من كتاب المصنف لابن أبي شيبة
قال الإمام ابن أبي شيبة - رحمه الله -:
ما ذكر عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - في الزهد:
وكيع عن المسعودي عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: )إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل الراكب قال في ظل شجرة في يوم صائف ثم راح وتركها (.
أبو معاوية عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال: ) أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيدي أو ببعض جسدي فقال لي: يا عبد الله بن عمر، كن في الدنيا غريبا أو عابر سبيل، وعد نفسك في أهل القبور، قال مجاهد: وقال لي عبد الله بن عمر: إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من حياتك قبل موتك، ومن صحتك قبل سقمك، فإنك لا تدري ما اسمك غدا (.
وحدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي السفر عن عبد الله بن عمرو قال: ) مر علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نصلح خصا لنا فقال: ما هذا؟ قلت: خص لنا وها نصلحه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك (.
حدثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: سمعت مستوردا أخا بني فهر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ) والله ما الدنيا في الآخرة إلا كما يضع أحدكم إصبعه في اليم ثم يرفعها فلينظر بم يرجع (.
حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ) كان أساود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يتكئ عليه من أدم حشوه ليف (.
سفيان بن عيينة عن عمرو بن يحيى بن جعدة قال: ) عاد ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضبابا فقالوا: أبشر أبا عبد الله ترد على محمد - عليه الصلاة والسلام - الحوض، فقال: كيف بهذا وهذه أسفل البيت وأعلاه وقد قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما يكفي أحدكم من الدنيا كقدر زاد الراكب (.
أبو معاوية عن الاعمش عن شقيق قال: )
دخل معاوية على خاله أبي هاشم بن عتبة يعوده فبكى فقال له معاوية: ما يبكيك يا خالي، أوجع يشئزك أم حرص على الدنيا، فقال: كل لا، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد إلينا قال: يا أبا هاشم، إنها لعلها تدرككم أموال تؤتاها أقوام، فإنما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله فأراني قد جمعت(.
--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-2013, 07:55 PM   #4000
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ورأيتــــــك يـــا بنــــي..
فكانت الثانية ساعة؛ والساعة يوما؛ واليوم شهرا...
وقف الزمان؛ وأنا ماثلٌ أمام سرير أمك، وبجانبها تلتف خرقةٌ بيضاء متناهية الصغر،،، ثم تحركت يدي وكأنما تحمل أطنان حديد، وتأن تحت وطأة الواقع السعيد، وتقصر المسافة، وتقصر..
وأخيراً؛؛ رفعت الغطاء عن وجهك الصغير، فاحتبس الهواء من حولي، وخفتت الأصوات عن أذني، فكانت عزلةٌ عن العالم، بين عيني وعينيك تمتد وشائج من نور، وروابط من فرحٍ وسرور..

عذراً بني إن عثر بي البيان، فما كانت تلك اللحظات؛ لتسجل بالكلمات،،، ولا أفواج تلك المشاعر؛ لتسطرها المحابر..
دعني بني أتجاوز تلك الثواني، فهي اكبر من طاقتي، واسمح لي أن أنتقل بالحديث إلى دربٍ آخر..
في تلك الأقماط بني..
كم كنت صغيراً هزيلا، وكم كنت ضعيفاً عاجزا، إن رضيت فرضاك النوم، وإن سخطت أو تألمت أو احتجت فتعبيرك البكاء، لا تملك سواهما إلا ما منحك الله به من محبة أبويك وعطفهما..
مساكين نحن بني..
من نطفةٍ خلقنا، وفي رحم الظلمات نشأنا، ثم إلى الدنيا ضعفاء خرجنا، فما أقل حيلتنا بكل أطوار حياتنا..
عاجزون؛؛ خلقنا ونشأنا في هوان، ثم إذا بلغ المرء منا اكتمال النصاب، ووصل لسن الشباب، نسي من ماضيه ما كان، ورأيته يجر عطفي القوة والخيلاء، ويرى بعين شدته أنه المخلوق الأوحد، والكامل المفرد..
لو تذكر المرء كلما هبت عليه رائحةٌ من غرور، أنه كان يوماً جنيناً تغمره الدماء، ومولوداً لا يعي من أمره رداً ولا أداء، تقلبه الأيدي فلا يملك عن نفسه دفعا، ولا يسطع لروحه نفعا..
لو تذكر ذاك لهان عليه من نفسه ما صعب، وتيسر عليه من خلقه ما جمح، فمن ضعفٍ نشأ وإلى ضعفٍ يعود، ومن هونٍ ارتقى وإلى هونٍ يئوب..
فما زهوه بشبابه –إن زها- إلا فقاعة صابون، ما أيسر أن تلامسها كف داء؛ أو إصبع شقاء، ليعود لذات ضعفه؛ وينقلب لحال هونه..
فرحمتك إلهي؛؛ حكمك بنا محيطة،، كم نغفل عنها ونجهل، وما زلت بنا رحيما..
أي بني..
لإن أطال الله بك العمر، وأجرى بك في مسير الدهر، فسيأتي عليك يومٌ وأنت بإحدى حالتين:
إما فقرٌ وإما غني، ولا أرى فيها توسطا، فإن من ملك قوت يومه وغده قد اغتنى، أما الفقير فهو بني من لا يضم على محيط بيته إلا قوت يومه، فإذا أصبح كان له مع قوته يوماً جديد، وربما جرت المقادير بآية فقره فبات طاويا..
أعلم بني أني قد فجأتك وأنت حبيس لفائفك بحديثي هذا..
بيد أني رأيت يدك المقبوضة فانقبضت لمرآها نفسي، وتذكرت قولهم عن يد ابن آدم مقبوضةً عند مولده، مبسوطةً عند موته، فرجوت الله أن يجعل يدك بين الأمرين ما طالت بك حياتك بين الولادتين..
يا بني.. إن عشت غنياً فاعلم أن للقلوب غناً كم يغفل عنه الأغنياء، فلتزد من بسط يدك في الخير، لتكن سعادتك بغنى نفسك أشد، وفرحك بقناعة روحك أعم؛ واعلم أن هللةً تنفقها في برٍ تزرع في وجدانك من السعادة مالا تسطع زرعه آلاف الريالات تنفقها لتشبع لبانتك..
واعلم بني؛؛ أنك إن عشت فقيراً فقد نلت غناً لا تقل به سعادةً عن سعادة من حاز الكنوز، وإني بني قد قلبت في دنيانا هذه نظرا، وأجلت فيها بصرا، فما رأيت فيها سعادةً كسعادة الفقير بين أهله، ولا حبوراً كحبوره بين جيرانه، قد يئست المصالح أن تتسلق جدران بيوتهم، فسلمت الشقوق والخراب، وعاشوا بها إخوةً أحباء، ورفقةً خلصاء..
واعلم أنه لولا فضائل الفقراء لكانوا والبهائم سواء، فإن الغني يداهن الناس بماله ليغطي ما ضيع من أخلاقه، أما الفقير فزاده أدبه، فإن كمل وحسن؛ فلا يضره بعده إن عاش طاوي البطن، عاري البدن..
أي بني..
أعلم أني ثقيلٌ عليك بنصحي، فقد رميتك لمعترك الحياة ولما تزحف بها بعد، فاعذر أباً تلجلج منه اللسان لمرآك، واختلج منه الوجدان للقياك، ولعلك إن جرت المقادير بك فوقفت من الحياة موقفي هذا، أن تحس بما أحس، وتعالج من الشعور ما أعالج.. وحينها؛؛ ربما عذرت..
--------------

مشاركة من /سعادتي في صلاتي /بلخزمر
--
يتبع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 06:32 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved