![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4201 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 80"] ســــــأل ســــــائــــــل كلما سَأل سائل: كم مضَى من عمرك؟ أقول: لقد مضى العُمر وأنا في غفلةٍ من عمري، كم قدَّمت لدين ربِّي؟! كلَّما تذكرت أنِّي سأقف بين يدَيْ ربي لِيَسألني، أتَمزَّق، بل أذوب على الأرض من هول ما أستَحْضر! وَيْلي! كم أنا في حاجةٍ لأَنْهض لهذا الدِّين؛ لأكون في خدمته حتَّى الممات! ربي نفسي تخلد إلى الأرض، الدُّنيا أثقلَتْ ظهري، أصبحتُ بين الملذَّات ضائعًا، مولاي اجعَلْ لي مخرجًا من ساحات الدُّنيا الدنيئة، اجعل لي نورًا به أرى في دُنْياي، وفي القبر يزيل ظلمتي، وفي الآخرة يكون لي هاديًا. منذ زمنٍ كان أمَلي ضائعًا بين بحور الظَّلام، حين كنت فيها أتخبَّط، حين كنت في صحراء بين الوُحوش، كنت بين السَّراب أتقلَّب فلا أَجِد ماءً ولا أملاً إلاَّ كذبًا، مللت منه فخرجتُ هائمًا بين دُروب الصَّحراء، مناجيًا ربِّي: أين ذاهِبٌ أنا؟ إلهي، ما عدتُ أَذُوق طعمَ الحياة، في كلِّ وادٍ سِرْت فلم أَجِدْه، نفسي في عَذابات لا يَعْلَمها إلاَّ أنت. سيِّدي، لا تردَّنِي لما كنت عليه؛ لأنَّني وجدتُ طعم الحياة في جنَّة الإيمان، فثبِّتْنِي وزِدْني، حتَّى نفوزبرِضاك ورفقة نبيِّك. إلهي ارحَمْ واغفِر لكلِّ مُسلم ومسلمة، واستُرْنا في الدُّنيا والآخرة، والصَّلاة والسلام على نبِيِّ الرحمة محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم. [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4202 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() روعة اجتماع الاحبة تحت ظل الرحمن أختي في الله السلام عليك ورحمة الله وبركاته . أكتب لك – أختي الحبيبة – هذه الكلمات لنعيش معا لحظات نتذاكر بها الإيمان بالله عزوجل بكل ما جاء به رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم وهذه هي سنة أسلافنا الصالحين إذ كان أحدهم يقول لأخيه في الله تعالى " هيا بنا نؤمن ساعة " ..أجل يا أختاه : هيا بنا نذكر ربنا تبارك وتعالى , عسى أن يلهمنا طاعته , ويرزقنا الهمة العالية , ويوفقنا للعمل الصالح .. إن مما لا شك فيه أختي العزيزة : أن الدافع الأكبر , والأساس القوي الذي يعيننا على الأستمرار في طريق الأسلام الصحيح الكامل هو الحياة في جماعة , وكما يقول أحد الصالحين : " لا عون على أكتشاف النفس وتقويم الاعوجاج الفكري والعملي والقلبي إلا بالحياة في جماعة " . " إن من زعم أن بوسعه الأعتماد على نفسه وحده في كل شي , فسوف ينقضي أجله في شقاء , ولا يحصل على شي ". ولهذا فإني أحمد الله تعالى أن وهبني أخوات تقيات , ليكن لي عونا في طريقي إلى الله والدار الآخرة . فما أجمل أن تكون للواحدة أخوات مثلكن , حليتهن : الخلق القويم , والمسلك العطر , والإيمان العميق !! .. وما أروع أن يجتمع الأحبة تحت ظل عرش الرحمن يوم القيامة . وإن من الاصناف السبعة , أصحاب الصفات السبع الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل ألا ظله : " رجلان تحابا في الله , أجتمعا عليه , وأفترقا عليه " والرجال والنساء , في شرع الله سواء ,. ألا حالات الاستثناء . ثم اليك- اختي الحبيبة – هذه الوصايا الغالية : دخل رجل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له : اوصني . قال :" أوصيك بثلاث أن تحفظ ألاء الله عليك في كل حالة كنت , وأن تذكر أطلاع الله عليك في كل حالة كنت , وان تذكر الموت ودخول القبر على أي حالة كنت ". ونحن بدورنا يا اختاه نوصي بعضنا بهذ الوصايا , وهي بتعبير آخر : -حفظ نعم الله علينا بأستعمالها في كل ما يحب ويرضى , وعدم أستعمالها في أي شئ يجلب سخطه وغضبه. -تقوى الله عز وجل وخشيته ومراقبته في كل قول وعمل وسلوك : سرا وعلانية . -تذكر الموت ولقاء الله تعالى – في كل وقت , وبالتالي : الأستعداد لما بعد الموت . بالله عليك يا اختاه : افلا ترين معي أذن : أن هذه الوصايا تعتبر منهج حياة متكاملا لمن أراد ان يسير على الطريق السوي والدرب الكريم ؟!! نعم: إنه بأتباع هذه الوصايا الجامعة نظمن له إن شاء الله تعالى الفوز والسعادة في الدنيا والآخرة . واعلمي- أختي في العقيدة- إنك في ميدان سباق , وأعمارنا القصيرة المحدودة تختلس أو تنتهب , فلا تخلدي إلى الكسل , ولا تغفلي عن غايتك الكبرى وسائر اهدافك , فما فاتنا ما فتنا ألا بالكسل والغفلة , ولا نلنا ما نلنا الا بالجد وصدق العزيمة .. وإن الهمة العالية المتأججة لتغلي في القلوب غليان ما في القدور . جعلني الله وأياك وأخواننا وأخواتنا جميعا ممن يظلهم الله بظله في الآخرة وممن يستظلون بمظلة الأسلام في الدنيا ومن السباقين بخير الدارين ------------ من كتاب همس القلوب |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4203 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() فيض من الرحمات ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليماً " [النساء: 147]انسابت كلمات هذه الآية إلى مسمعي بهدوءٍ لا يُضاهى .. وكأنني أسمعها لأول مرة ..فأدمعت عيني وأيقظت في قلبي نبضاً اشتقتُ له ..وجلستُ أتأمل معناها.. يا الله! .. ما أرحمك بنا!:: (( جعل الله الرحمة مائة جزء، أنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه )) حديث صحيح (( الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )) حديث صحيح (( إن رحمتي تغلب غضبي )) حديث قدسي صحيح (( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَـٰفِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرحِمِينَ )) [يوسف:64] (( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الامّىَّ )) [الأعراف:156، 157] (( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَوٰةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَـٰتٍ لّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبّكَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ )) [الزخرف:22] ورحمة ربك خير مما يجمعون .. كم مرة يسّر لنا الله عز وجل طاعة ً ؟ وكم مرة عسّر علينا معصية وأبعدها عنا ؟ كم مرة كان بيننا وبين الموت بضعة شعيرات فأنجانا برحمته ؟ كم مرة ابتُلينا بكربٍ عظيم لم نعلم الحكمة منه إلا بعد سنوات ؟ كم مرة يسّر الله عز وجل لنا سبُلاً لأمور ٍ كنا نشعر أنه يستحيل علينا تحقيقها فأتانا التيسير من حيث لم نحتسب ..؟ كم مرة سمعنا أو قرأنا عن قصة رجل أخّره نومه عن موعد الطائرة فغادرت المطار قبل أن يصل.. فحزن لذلك واشتد همّه فإذا به عند المساء يسمع خبر سقوط تلك الطائرة التي كان سيستقلها ؟ كم مرة سمعنا قصصاً مشابهة لتلك القصة التي تتجلى فيها رحمة الله جل في علاه ، ولطفه بنا ..؟ كم مرة سمعنا عن خطبة شابٍ وفتاة انتهت لسببٍ مفاجئ لم يفهم كلا الطرفين مغزاه إلا بعد فترة من الزمن .. فحمدا الله أن أنهى أمرهما وأبدلهما خيراً وإلا كانت حياتهما ستصبح بحراً متلاطم الأمواج ..؟:فالحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.. الحمد لله على نعمة الرحمة التي يغمرنا بها جل في علاه.. فيضٌ من الرحمة واللهِ نعيش فيه يا أخواتي .. فهلا استشعرنا هذه الرحمات التي تحيط بنا وشكرنا هذه النعمة ؟ والكون كله يشهد بذلك..فمن رحمة الله عز وجل بنا أننا لا نرى الجراثيم والبكتيريا وإلا لأصبحت حياتنا لا تُطاق .. ومن رحمة الله عز وجل بنا أننا لا نسمع الأصوات العالية جداً والتي يبلغ ارتفاعها : 16000 هرتز.. وإلا لتسبب ذاك الارتفاع لآذاننا بفقدان السمع .. ومن رحمة الله بنا أن لم يجعل كل أعمال المؤمن تنقطع بعد وفاته.. بل جعل الدعاء والصدقة تصلان ميزان حسناته.. فتكون له رحمة من الله جل في علاه.. وبنفس الوقت تكون سلواناً لمن فارقه من أهله وأحبابه.. تثلج صدورهم وتشعرهم بشيء من الاطمئنان على من فارقوا .. من رحمة الله عز وجل أنه يرسل لنا رسائل بسيطة المبنى عظيمة المعنى .. تهز كياننا وتغيّر مجرى حياتنا من الخطأ إلى الصواب وتوقظ نفوسنا الغافلة .. فمن تلك الرسائل : موت قريب أو صديق .. حادث .. خبر مؤثر .. كلمة نسمعها في محاضرة.. والكثير الكثير من الرسائل الربانية التي تصلنا فتحدث نقلة نوعية في حياتنا.. حتى همومنا وجراحنا ما هي إلا هدايا القدر .. أرسلها لنا الله عز وجل لكي تكون كفارة ً لذنوبنا في الدنيا.. ولـولا الـهــدى ربنــا واليقـيـن لضاعت زهــور الجـراح سـدى جــراحـي ومــاذا تكـون الجـراح أليسـت جراحي هدايـا القـدر؟ إذا ما ارتضيـت يــطيــر الجنــاح يـكحــل بالنــور عـيـن القمــر لك الحمد في الليل حتى الصباح لك الحمد في الصبح حتى السحر جراحــي وما لي جراح ســوى ذنـوبـي فكيـف أداوي الـذنـوب؟ لو تأمل كلّ منا ما حوله لوجد رحمة الله عز وجل تحيط به من كل جانب.. سبحان من أجرى لهاجر زمزما بين الرمال القاحلة.. سبحان من ساق الهداية لأهل سبأ من خلال هدهد ..سبحان الرحمن الرحيم ..اللهم إرحمنـآجميعآ .. -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4204 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 90"] حنـــــــون القلــــــب تذكرة قوله صلى الله عليه وسلم حينما كان يتحدث لأصحابة ((اشتقت لإخواني)) فأبى لســـــــاني إلا أن يخرج عبارات الشوق نحـــــوه بأبي هو وأمي فرددت قائلا: حنون القلب يوما غاب عنا ومن عطف الأبوة كان يروي!! رفيق الدرب كان لنا مشيرا إلى الجنات عهد عند ربي .. وكان مرددا دوما بقولا أيا أصحابي هذا كل شوقي!! على إخوان حب غير أني سأرحل رغم حب لم يروني!! فسال الدمع بالخدين جما ودام الشوق في الدنيا فإني!! من الرحمن أرجوا هناك يوما!! بأعلى جنة في الخلد ربي على سرر الأرائك حيث أنســا من السقيا يكون لهم بحوضي! إلهي قد تمسك كل فردا بسير في السفينة قرب نهري!! فأنت وعدتني فيهم شفيعا بجنتك لمن في الله يبدي!! علامات المحبة فيك دوما ودافع بالسيوف لأجل عرضي! إلهيا قد سعوا للمجد ركبا وسيرا في الصفوف بجوف ليلي!! ونحو الموت كان لهم رجاء وماذا إلهي غير دربي!! فأنت وعدتني فيهم شفيعا بجنتك لمن في الله يبدي!! علامات المحبة فيك دوما ودافع بالسيوف لأجل عرضي!! [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4205 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() من علامات القلب القاسى والمقصود بها : مخالطة المرضى والاحتكاك بأموات القلوب ومعايشة قساة المشاعر الإيمانية والمبيت وسط من يذكِّرونك بالدنيا وليس لهم من الآخرة نصيب ، وهؤلاء يجرونك نحو النار جرا ويوصدون في وجهك أبواب الجنة ، وفيهم يقول ابن القيّم رحمه الله : " وكم جلبت خلطة الناس من نقمة ، ودفعت من نعمة ، وأنزلت من محنة ، وعطَّلت من منحة ، وأحلت من رزية ، وأوقعت في بلية ، وهل آفة الناس إلا الناس ، وهل كان علي أبي طالب عند الوفاة أضرَّ من قرناء السوء ؛ لم يزالوا به حتى حالوا بينه وبين كلمة واحدة توجب له سعادة الأبد " . وغني عن القول أن الصاحب جسر إلى الرحمة أو اللعنة ، والصديق سائق إلى الجنة أو النار ، لذا قصَّ الله تعالى علينا في القرآن قصة يوم الندم فقال : } وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا { [ الفرقان : 27-28 ]. والقصة أن عقبة كان قد همَّ بالإسلام فمنعه منه أمية بن خلف وكانا صديقين ، وكان عقبة قد صنع وليمة فدعا إليها قريشا ، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أن يأتيه إلا أن يُسلم ، وكره عقبة أن يتأخر عن طعامه أحد من أشراف قريش فأسلم ونطق بالشهادتين ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل من طعامه ، فعاتبه خليله أمية بن خلف وكان غائبا ، فقال عقبة : رأيت عظيما ألا يحضر طعامي رجل من أشراف قريش ، فقال له خليله : لا أرضى حتى ترجع وتبصق في وجهه وتطأ عنقه وتقول كيت وكيت ، ففعل عدو الله ما أمره به خليله ؛ فأنزل الله عز وجل : } وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ { [ الفرقان : 27 ]. والظالم هنا هو عقبة بن أبي معيط وخليله هو أمية بن خلف ، ولم يُسمِّيا في الآية لأنه أبلغ في الفائدة ، ليُعلم أن هذا سبيل كل ظالم أطاع صاحبه في معصية الله. قال مجاهد : " الظالم عام في كل ظالم " . إشارة إلى كل ظالم اتخذ خليلا له يصده عن الذكر بعد إذ جاءه على يد نبيه ويصرفه عن ما فيه نجاته ، ليرتدع التابع ويرتجف رعبا هو يرى نفسه يُقرن بمن بصق في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وداس على عنقه وقُتل على يديه. ومن يكن الغراب له دليلا يمرُّ به على جيفiiالكلاب إن تأملا في من يُحشر معهم المرء يكفي للتخلص من أثر هذا السم في الحال } الأَخِلَّاْءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلا المُتَّقيْنَ { [ الزخرف : 67 ] ولكن قساة القلوب من الظالمين أعاجم لا يفهمون لغة القرآن ، وهو سُم ليس لك تتهاون في تناول جرعة واحدة منه وإلا كان العطب ( لا تصاحب إلا مؤمنا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ). وإن أي طالب للشفاء اليوم وباحث عن العافية سيفشل حتما ويظل متخبِّطا في الضلال والظلمة ، وكلما قام سقط ، وكلما تقدَّم تعثَّر ؛ ما لم يتخذ القرار المصيري الحاسم بهجر الرفقة المهلكة والتي تشده إلى الوراء وتهوي بإيمانه إلى الأسفل ، ولن تُجدي أبدا جرعة دواء ما دام يتبعها جرعة سم ، ولن تحصل عافية يوما ما دمت تُصبح وتُمسي بين أعداء العافية ألا فانتبه!!أخي .. كاذبٌ ثم كاذبٌ من ادعى قدرته على معايشة البيئة الفاسدة دون التأثر بغبارها ، لأن قلبه قلب بشر لا قلب مَلَك ، وسيتأثر حتما بالبيئة المحيطة سلبا أو إيجابا ، وإلا لماذا أمر الله رسوله المؤيد بالوحي والذي رأى الجنة والنار رأي العين بصيانة سمعه وبصره ومفارقة مجالس السوء؟ بل وحذَّره من أن يفتن بهم قائلا : } وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ { [ الأنعام : 68 ] فإذا كان هذا التحذير للنبي صلى الله عليه وسلم وهو أطهر القلوب وأنقاها وأشرفها وأزكاها ؛ بل وأبعدها عن التأثر بما يتأثر به غيره فكيف بغيره؟! بل لما ذهب إلى عرس من أعراس الجاهلية ألقى الله على عينيه بالنعاس صيانة له وحفظا. سببا المرض إن سبب الإقبال على صحبة السوء هو التشابه أو الغفلة ، فأما التشابه فقد كان مالك بن دينار يقول : " لا يتفق اثنان في عِشرة إلا وفي أحدهما وصفٌ من الآخر ، وإن أجناس الناس كأجناس الطير ، ولا يتفق نوعان من الطير في الطيران إلا وبينهما مناسبة. قال : فرأى يوما غرابا مع حمامة فعجب من ذلك ، فقال : اتفقا وليسا من شكل واحد ، ثم طارا فإذا هما أعرجان ، فقال : من ها هنا اتفقا " . ولذلك قال بعض الحكماء : كل إنسان يأنس إلى شكله ؛ كما أن كل طير يطير مع جنسه ، وإذا اصطحب اثنان برهة من زمان ولم يتشاكلا في الحال فلا بد أن يتفرقا ، وهذا معنى خفي فطن له الشعراء حتى قال قائلهم : وقـائـل كـيـفiiتفارقتـمـا فقلت قـولا فيـهiiإنصـاف لم يك من شكلي ففارقته والـنـاس أشـكـال وألاف وأما الغفلة فالمقصود بها : عدم الانتباه إلى سهولة انتشار العدوى وعموم البلوى بالمخالطة ، والإنسان بطبعه وحكم بشريته يتأثر بصديقه وجليسه ، ويكتسب أخلاق قرينه وخليله ؛ لأن رفقة السوء أعدى من الجرب ، ولربما يعدي السليمَ الأجربُ ، وقد قال ابو قدامة في كلام مختصر حواه كتابه مختصر منهاج القاصدين ، وهو يرصد فيه ما خفي عن غيره من الأطباء والمرضى من عواقب رفقة السوء : " مسارقة الطبع من أخلاقهم الرديئة ، وهو داء دفين قلما ينتبه له العقلاء فضلا عن الغافلين ، وذلك أنه قلّ أن يجالس الإنسان فاسقا مدة ، مع كونه منكرا عليه في باطنه ، إلا ولو قاس نفسه إلى ما قبل مجالسته لوجد فارقا في النفور عن الفساد ، لأن الفساد يصير بكثرة المباشرة هيِّنا على الطبع ، ويسقط وقعه واستعظامه ، ومهما طالت مشاهدة الإنسان الكبائر من غيره ، احتقر الصغائر من نفسه " . ومن آثار صحبة السوء : الرضا عن النفس ، وما حال مريض يقارن نفسه بالأموات؟! أو يفرح أن وجد نفسه أعور بين قطيع من العُمي؟! أو يظن بنفسه الخير أن كان يهوي إلى أسفل وغيره أسفل منه ؛ كلاهما يهوي لكنه مطمئن أن أخاه أقرب منه إلى الهاوية!! وهو معنى قول ابن عطاء : ربما كنت مسيئا فأراك الإحسان صحبة من هو أسوأ حالا منك. ومن آثارها : حالة الموت السريري أو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأن مخالطة الفاسدين تُضعِف قوة الإنكار في القلب ، ومع مرور الوقت تنعكس المشاعر ، وتتحول كراهة المنكر إلى حب له واستئناس به ، وحتى إن لم تنطمس الفطرة وتصل إلى هذا المنحدر يكون السكوت عن الإنكار حتى لا يخسر الصديق صديقه أو حتى يؤذي مشاعره!! ومن آثارها : نفور الصالحين منك بعد أن أدنيت أهل السوء ، وهي وصية الواعظ أبي حازم لما دخل على أمير المدينة ، فقال له : تكلم. قال له : " انظر الناس ببابك ، إن أدنيت أهل الخير ذهب أهل الشَّر ، وإن أدنيتَ أهل الشَّر ذهب أهل الخير " . فإذا وجدت الصالحين يهربون منك ولم تجد حولك غير قساة القلوب فاعلم أنك أنت السبب ، فلا يدخل الضوء مكانا حتى يطرد الظلام ولا يملؤ العسل وعاءً مُلئ بالعلقم. ولهذا حذّر عالم المدينة وسيد التابعين في زمانه سعيد بن المسيب [ ت : 94 ] من مجرَّد النظر إلى الفئة الضالة فضلا عن مخالطتهم فقال متخذا أقصى درجات الحيطة ومتجنبا أولى خطوات الانهيار والسقوط : " لا تنظروا إلى الظلمة فتحبط أعمالكم الصالحة ؛ بل هؤلاء لا سلامة في مخالطتهم ، وإنما السلامة في الانقطاع عنهم " . ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4206 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() مضـــــار التـــــدخيــــن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن التدخين داء وبيل، ومرض خطير، ابتلي به كثير من الناس، وهي عادة قد ظهر خبثها، وبان ضررها، بحيث لم يعد هناك مجال للشك في القول بحرمتها، وإثم متعاطيها. والتدخين يجمع كثيراً من خلال الشر ورديء الخصال، فمن ذلك: 1- أنه معصية لله تعالى يعاقب فاعلها. 2- أن الله تعالى يبغضه ويبغض متعاطيه. 3- أن متعاطيه يؤذي الملائكة والكرام الكاتبين. 4- أنه يؤذي المؤمنين غير المدخنين، ويجلب عليهم الضرر. 5- أنه يفسد الهواء النقي. 6- أنه تبذير، والله تعالى يقول: وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً [الإسراء:26]. 7- أنه إسراف، والله تعالى يقول: وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام:141]. 8- أنه إعانة على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]. 9- أنه إعانة لأعداء الإسلام على المسلمين وتقوية لهم. 10- أنه من باب المجاهرة بالمعصية، ومعلوم أن المجاهر بالمعصية أشدّ إثماً من المسرّ بها، قال ![]() 11- أنه خبيث، ومنتن، وصاحبه يشاكله في شيء من وصفه. 12- أنه ضياع للوقت فيما لا يفيد بل يضر. 13- أن متعاطيه فيه تشبّه بأعداء الله الكافرين؛ لأن الدخان ظهر في بادئ الأمر في بلاد الكفار. 14- أنه يذهب المروءة. 15- أنه يدلّ على خفة العقل؛ لأن العاقل لا يرتكب شيئاً يتيقن ضرره. 16- أنه يجعل صاحبه قدوة سيئة لأبنائه فيقلدونه في تعاطيه. 17- أنه يثقل على شاربه العبادات والطاعات. 18- أنه يزهده في مجالس العلم والذكر. 19- أنه يدعوه إلى مخالطة الأشرار والأنذال. 20- أنه يكرّه الصيام لمتعاطيه؛ لأن الصيام يحرمه منه. 21- أن التجارة فيه والكسب منه حرام. 22- أنه يؤدي إلى الوفاة، وقد ذكرت هيئة الصحة العالمية أن الوفيات الناتجة عن التدخين أكثر من الوفيات الناتجة عن أي وباء آخر. 23- أنه يؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة والتهاب الرئة المزمن. 24- أنه يؤدي إلى الإصابة بمرض السلّ الرئوي والربو المزمن. 25- أنه يؤدي إلى الإصابة بسرطان الحنجرة. 26- أنه يؤدي إلى الإصابة بضيق التنفس والالتهاب الشعبي المزمن. 27- أنه يؤدي إلى الأرق والتوتر والاكتئاب. 28- يضعف الأعصاب، وقد يصاب المدخن بشلل الأعصاب. 29- يضعف الذاكرة ويوهن النشاط الذهني. 30- يضعف حاستي الشم والذوق. 31- يضعف البصر نتيجة الدخان المتصاعد. 32- يزيد عدد ضربات القلب. 33- يؤدي إلى تصلب الشرايين بما فيها شرايين القلب. 34- يؤدي إلى جلطات أوعية المخ الدموية. 35- يؤدي إلى الإصابة بالذبحات الصدرية. 36- يؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم. 37- يؤدي إلى الإصابة بفقدان الشهية. 38- يؤدي إلى الإصابة بالاضطرابات الهضمية والإسهال والإمساك. 39- يؤدي إلى الإصابة بالوهن والضعف العام. 40- يؤدي إلى الإصابة بسرطان الشفة واللسان والفم والبلعوم والمريء والبنكرياس. 41- يؤدي إلى الإصابة بقرحة المعدة والإثني عشر. 42- يؤدي إلى الإصابة بمرض الضمور الكبدي. 43- يؤدي إلى الإصابة بسرطان المثانة وقرحة المثانة. 44- يؤدي إلى الإصابة بسرطان الكلى. 45- يؤدي إلى التسمم البولي. وبعد ذلك.. هل ستصرّ على التدخين.. أيها العاقل.. أيها العاقل.. أيها العاقل!!!! وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4207 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() البيــــت الحصيــــــن الصَّمت "بيتٌ حصين"، يمنع قاطنَه من رياح التُّهم العاتية، ويُؤويه من سُيول الظُّنون الجارفة، ويظلُّه من شعاع السُّخرية المحرق، ويحضنه دفئًا من برد التَّصنيف القارص. وللصَّمت ثلاث فوائدَ عظيمة: أوَّلها: الاستِفادة من حديث المجالس. وثانيها: البُعْد عن أغْلاط اللِّسان الوخيمة. وثالثها: حِفْظ الهَيْبة والمكانة للنَّفس الصَّامتة في أنفُس الآخرين. فالصَّامت بصَمْتِه عند النَّاس كصُندوق مُحكم الإغْلاق، لا يُمكن التعرُّف على ما بداخله حتَّى يفتح فيه نافذة تُخبِر عن خبره، وتصف ما يحويه باطنُه، فإن كان نافعًا انتفعوا به، وإن كان ضارًّا هربوا وابتعدوا عنْه، لكنَّ المقفل يكون من عنده في حذَرٍ وهَيبة منه؛ لأنَّها لا تنفكُّ عنه كلُّ الاحتِمالات، سيِّئها والحسن، فالنَّاس تتعامَل معه بحذرٍ؛ خوفًا من أن يُصِيبَهم منه مكروه، كذلك الصَّامت، فالنَّاس تُجلُّه وتَهابه؛ لأنَّهم لم يتوصَّلوا لباب يعرِّفهم على ما بقلبه، وما يَحبِسه صدره. فمن أعظمِ الأبواب التي تطل بالنَّاظر على قلب المتحدِّث لتنبئَ عمَّا فيه: اللسان، فإذا صَمَتَ صاحبُه احتار مُجالِسُه؛ لأنَّ النَّاس فُطِرَت على التَّلاؤم مع نفوس الآخِرين، بقدر ما يتوصَّلون إليْه من معلومات عنْهم. وفي اللسان نبأٌ عن مكنون صاحبِه، كما أنَّ في الهيْئة الظَّاهرة والأعْمال التي يقوم بها كذلِك دلالات؛ لكنَّها ليست كاللِّسان، فالمظاهر العمليَّة والشخصيَّة بمثابة النَّوافذ الصَّغيرة للدَّار، واللِّسان بمنزلة الباب الكبير له؛ ولذلِك فإنَّ المنافقين - وهُم أحْرَص الخَلْقِ على كتْم عيوبِهم وإخْفاء سرائرهم - تفضَحُهم ألسنتُهم فقد أخبر اللهُ نبيَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن ذلك فقال: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 30]. وفي الكلام مضارُّ كثيرةٌ جدًّا: فهو مسبِّب للزَّلل، ومُجرِّئ للنَّاس، ومبيِّن لمعائب النَّفس، وكثرة الكلام مذمَّة بحدِّ ذاتِها ما لم تكن في خير، وليس فيه إلاَّ فائدةٌ واحدة مقرونةٌ بالخير الأُخْروي، من نصْح وتعليمٍ للنَّاس وتذْكير؛ ولذلك فإنَّ الإسلام زهَّد في كلِّ استِخْدام لِلسان في غير طريق الخير؛ قال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مَن كان يؤمِن بالله واليوْم الآخِر فلْيقُل خيرًا أو ليصْمُت)). -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4208 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() أفيقي يا نفس من صلاح القلوب بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده تعالى و نستعينه و نستغفره, و نعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا, من يهديه الله فلا مضل له, و من يضلل فلا هادي له, و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله. اللهم صلي على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى , و إن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم, و إن شر الأمور محدثاتها وإن كل محدثة بدعة, و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار. ثم أما بعد فيا أيها الأحبة في الله, لا شك أن أول واجب شرعي يلزم جميع المسلمين و جميع الشباب على وجه الخصوص في هذه الأيام, هم تطهير القلوب, اللهم طهر قلوبنا يا رب. و تطهير القلوب ليس بالأمر الذي يُنتهى منه بمجرد الكلام, أو بمحاولات سريعة متوالية, يعتمد فيها على صورة العمل دون وصول العمل إلى القلب. فإن بين العمل و بين القلب مسافة, و في تلك المسافة قطاع طرق, و بين القلب و بين الرب مسافة, و في تلك المسافة قطاع طرق. فلا بد أن يصل العمل إلى القلب و لا بد أن يصل القلب إلى الرب, إذا أردنا أن تطهر قلوبنا على الوجه الذي تصح معه أعمالنا, و على الوجه الذي نعيش فيه عيشة أهل الجنة, اللهم أرزقنا جنتي الدنيا و الآخرة يا رب. فإصلاح القلوب مهمة عاجلة وجبت أن تتوجه إليها النفوس و القلوب, و تتوجه إليها الاهتمامات في هذا العصر قبل أي شيء غيره, فإن صلاة بلا قلب لا تفيد و لا تؤثر, و صدقة بلا قلب لا تفيد و لا تؤثر, و ذكر بلا قلب لا يفيد و لا يؤثر, و تلاوة قرآن بلا قلب لا تفيد و لا تؤثر, حتى قيام الليل بلا قلب ليس له أي فائدة و لا أثر. "إن الله لا ينظر إلى صوركم و لا إلى أجسامكم و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم". اللهم أصلح قلوبنا و أعمالنا. و السبيل إلى تطهير القلوب أيها الأخوة سبيل شاقة طويلة, تحتاج إلى صبر و مكابدة, إذا كان بعض السلف قال:" عالجت قيام الليل سنة, ثم تمتعت به عشرين سنة" فإن هذا الرجل كان يعيش في جو-أنا لا أشك لحظة- أنه أطهر من الجو الذي نعيش فيه, كان يعيش في عصر أنظف من العصر الذي نعيش فيه, كانت تحيط به فتن لا شك أقل و أصغر مما يحيط بنا, فلذلك كانت همته في العمل أقوى, كانت قوته في تطهير قلبه و تحصينه أتم, و أئمن, فإذا كان عالج قيام الليل سنة, فأحدنا يعالج قيام الليل كم سنة لكي يستمتع؟ لا شك أننا لا تكفينا سنة و لا اثنين و لا خمسة, و مثال ذلك أن سلفنا الصالح كانوا, إذا أراد أحدهم أن يطهر قلبه, فإنه يكفيه سنة, سنة كمثل حجر و رجل قوي الساعد ضخم العضلات, عظيم البنية, يمسك بمطرقة و يدك على الحجر, تكفيها كم ضربة؟ عشر ضربات. أما إذا كان رجل ضعيف الساعد, ضعيف البنية, ضعيف العزيمة, فإنه يكفيها كم ضربة لتتكسر هذه الحجارة؟ مئة ضربة. فكذلك الأمر عندنا, قلوبنا صارت حجر أو أشد اللهم رطب قلوبنا يا رب, نحتاج لكي نكسر هذه الحجارة أن نفتتها, و سواعدنا ضعيفة, و عزيمتنا ضعيفة و هممنا ضعيفة و نوايانا ضعيفة, فنحتاج إلى سنين, سنين طويلة لكي نفتت الأحجار التي زرعت في قلوبنا. كذا أشار بعض السلف قال:" لو وضع في بيتي بكل ذنب حجر, كما وضع في قلبي بكل ذنب حجر, لما عاد في بيتي موضع لقدم, فالذنب على الذنب حجر على قلبك في حجر. " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة". هناك قلوب أقسى من الحجارة, تحتاج تلك القلوب القاسية إلى أعمال طويلة, و همم عالية قوية, لكي تطهر القلوب, لذلك لا بد لكل منا أن يقف وقفة بعزيمة صادقة, مع قلبه, يواجه نفسه. أخوتاه, إن عاقلا لا يرضى بما نعيشه, ذنوب فوق ذنوب, و تكاسل عن الطاعات فوق تكاسل و تباعد عن الله فوق تباعد, و جفاء مع الله بعد جفاء, و ننتظر أن يأتي الموت فجأة فإذا الموت اليوم أو الساعة, فماذا سيكون مصيرنا؟ ماذا سيكون مصيرنا؟ سؤال أردده على مسامعكم كثيرا و أرجوا أن يجد صدى, أرجوا أن يجد صداه بينكم. لو أن ملك الموت دخل علينا الآن من هذا الباب, و تفرس الوجوه, و تفحص الأشخاص, ثم هجم عليك فقبض روحك, أنت أو أنت أو أنت, قبض روحك الآن, غسلناك كفناك و دفناك و غطيناك و تركناك. أي القبرين سيكون قبرك؟ أي الجليسين سيكون جليسك؟ أي البابين سيفتح عليك؟ أي الوجهين سيكون وجهك؟ ماذا ستقول لربك إذا عاتبك و حاسبك؟ إن هذا موقف ينبغي ألا يفارق عقولنا لحظة, حينها نبدأ في تطهير قلوبنا. اللهم طهر قلوبنا. أن تقف مع نفسك وقفة و قد بينت لك نفسك الآن و أنا أسائلك هذا السؤال, فقل أنا صليت المغرب ألقى الله على هذا السؤال, قل. قف مع نفسك الليلة وقفة أخوتي أرجوا أن تعاهدوني أن تقوموا لله الليلة, أن تقوموا لله الليلة بكاملها, تصلون , تسألون الله فكاك رقابكم من النار, اللهم أعتق رقابنا من النار. نعم إنني حين أسائلكم أخوتاه, أتذكر آخر ليلة قمتها؟ لعلها آخر ليلة قمتها كانت في رمضان, أتذكر آخر مرة ختمت فيها القرآن؟ أتذكر آخر صدقة وضعتها في يد يتيم أو فقير؟ أتذكر أتذكر أتذكر, مضى عهد بعيد, " طال عليكم الأمد فقست قلوبكم". قست القلوب, اللهم طهر قلوبنا.توقف مع نفسك. و قد يجيب بعضكم علي الآن فيقول: نعم نعم قمت أول أمس, ما أثر هذا القيام؟ قمت فأصبحت تطالع في وجوه المتبرجات, ما أثر هذا القيام في قلبك؟ قمت فلقيت صديق لك فجلستما تغتابا الناس و بعضكما يكذب قلت قم الليلة و استشعر قرب الرب و عاتب نفسك قل ويحك يا نفس كيف تعجبين بعملك مع كثرة خطاياك يا نفس كيف تعجبين بعملك مع كثرة خطاياك و زللك ويحك يا نفس ما أغدرك و يحك يا نفس ما أوقحك ويحك يا نفس ما أجهلك ويحك يا نفس على المعاصي ما أجرئك ويحك يا نفس كم تعقدين العهد مع الله ثم تنقضين كم تعهدين ثم تغدرين ويحك يا نفس أما تستحين, تزينين ظاهرك للخلق و بالمعاصي لله تبارزين أفتستحين من الخلق و لا تستحين من الله؟ ويحك أهو أهون الناظرين إليك ويحك يا نفس أتأمرين الناس بالخير و أنت ملطخة بالرذائل تدعين إلى الله و أنت فارة عنه, تذكرين بالله و أنت له ناسية ويحك يا نفس أتستزيدين مع هذه الخطايا بعمارة دنياك كأنك غير مرتحلة عنها, أما تنظرين إلى أهل القبور, كيف جمعوا كثيرا فأصبح جمعهم بورا, و بنوا مزيدا فصار بنيانهم قبورا, و أملوا بعيدا فصار أملهم زورا ويحك يا نفس أما لك بهم عبرة, أما لك إليهم نظرة, أتظنين أنهم دعوا إلى الآخرة و أنت من المخلدين ويحك يا نفس هيهات هيهات جاء ما تتوهمين, ما أنت إلا في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك ويحك يا نفس ابن على وجه الأرض قصرك, و هو قبرك ويحك يا نفس تعرضين عن الآخرة و هي مقبلة عليك, و تقبلين على الدنيا و هي فارة معرضة عنك, كم من مستقبل يوما لا يستكمله, و كم مؤمل غدا لا يبلغه ويحك يا نفس ما أعظم جهلك, أما تعرفين أن بين يديك الجنة أو النار, و أنت طائرة إلى إحداهما, مالك يا نفس تفرحين و تضحكين, و باللهو تشتغلين, و أنت مطلوبة لهذا الأمر الجسيم, عساك اليوم أو غدا بالموت تُختطفين ويحك يا نفس أراك ترين الموت بعيدا, و الله يراه قريبا, فمالك لا تسعدين للموت, و هو أقرب إليك من كل قريب, أما تتدبرين ويحك يا نفس ما أعجب نفاقك و دواعيك الباطلة ويحك يا نفس تدعين الإيمان بلسانك و النفاق ظاهر عليك ويحك يا نفس لو كان الإيمان باللسان ما خُلد المنافقون في قعر جهنم تحت الكافرين أفيقي يا نفس و توبي إلى الله و أرجعي إليه يا نفس قبل أن يكلك الله إلي و يكلني إليك فنصير في قعر جهنم مع المنافقين هكذا يقوم الرجل يناجي ربه, و يستعتبه, يناجي ربه و يستعتب نفسه و يتوب من زلل عمله, و تظهر له خطيئته, فإذا توجه بهذا فيبدأ أول مرحلة من مراحل تطهير القلب ألا و هي دمعة من عين العين اللهم طهر قلوبنا يا رب. دمعة طاهرة من عينك تنزل على صخرة قلبك فتحفر فيها حفرة, هاته الحفرة تكون أول معول في تكسير الصخرة, ثم تتوالى القطرات و تنزل تترا الدمعات, فتفتت الصخرة التي رست على القلب, فتخرج حينها و قد تفجرت عيون الخير من قلبك, و لكن كيف؟ السبيل إلى هذا أخوتاه, أن تنفتح أولا في قلبك عين, ترى بها حقيقة الآخرة, فتعيش فيها معيشة واضحة, هذا هو السبيل لرقة القلوب, و تطهيرها و تعلقها بالآخرة. الكثير منا يشكو فيقول, أسمع فيرق قلبي ثم أعود فيقسوا القلب مرة أخرى, الحل أخوتاه أن تنفتح في قلبك عين, ترى بها الآخرة فتعيش فيها دوما, بأن تتصور وعود الغيب من الموت و الجنة و النار و القبر و الحساب و النشر و الصراط و الميزان و تتطاير الصحف, و الملائكة و العرش, تتخيل تتصور تتبين ترى, ترى كل هذا بعين قلبك واقعا. أول ما ينبغي عليك أن تتصوره, تتصور سكرات الموت, و الله سمى الموت مصيبة, قال تعالى:" فأصابتكم مصيبة الموت". و العلماء يقولون أن دواهي الموت ثلاثة: الداهية الأولى: معاينة وجه ملك الموت, هذه أول الدواهي أن ترى صفحة وجه ملك الموت, و قد مد يده إلى فيك ليخرج روحك.هذه وحدها لو ظللت تتأملها و تحذرها و تخافها, لنغصت عليك عيشتك. ثانيا: سكرات الموت. ثالثا: سماع البشرى. أول داهية من دواهي الموت, أن ترى وجه ملك الموت, تخيل الآن, تصور أنك راقد على سريرك, أو لا يلزم الرقود, و أنت جالس هكذا, ملك الموت فاجأك في وجهك و أنت تنظر إليه, وجه ليس كوجوه الآدميين, وجه شيء آخر بالطبع, أنت لا تعرفه,أول مرة ترى وجه ملك, ثم تفاجئ به, يقول لروحك أخرجي, و قد مد يده هكذا لينتشل الروح من فمك, ثم معالجة سكرات الموت, و قد بدأت الروح تسحب من أصابع قدميك, فمن قدمك فمن ساقك فمن ركبتك فمن فخذك, هذا النزع أشد من ضرب بالسيوف و قرض بالمقاريض, أشد من أن تُغلى في القدور. و سكرات الموت, لا يصرخ منها من به السكرات, لأن الذي يصرخ من الألم, لأنه بقيت فيه قوة و بقي فيه صوت ليصرخ, أما في السكرات في حال النزع في سياقة الموت فقد إنهدت قواك و انقطع صوتك و لو استطعت لصرخت. فتثور حضور الملك لجذب روحك من قدميك, ثم الاستمرار في الجذب من جميع بدنك, فنشطت الروح متصاعدة إلى أعلى, حتى إذا بلغ منك الكرب, و الوجع و الألو منتهاه, و عمت الآلام جميع بدنك و قلبك, و قلبك وجل محزون منتظر. الداهية الثالثة: تنتظر الداهية الثالثة إما البشرى من الله بالرضى أو بالغضب, فبينما أنت في كربك و غمومك و غططك و شدتك و شدة حزنك لارتقابك إحدى البشريين, إذ سمعت ملك الموت يقول: أخرجي أيتها الروح ال..., و هنا طار قلبك, تخيلها حين يسمع طالب في الثانوية العامة الأرقام التي قبله, كلما اقترب رقمه, فهو يكاد قلبه يقف, هل سيمر أم سيذكر, يقول لك الملك, أخرجي أيتها الروح و أنت تنتظر الطيبة أم الخبيثة؟ لو لم يكن بك موت ساعتها لمت. أخرجي أيتها الروح... الطيبة, هنا يطير قلبك فرحا و تسعد روحك, و لذلك تخرج من روحك أطيب ريح شمت على وجه الأرض. أما إذا كانت الأخرى, أخرجي أيتها الروح الخبيثة, إلى نار و نيران و رب منتقم غضبان, فتخرج كأنها شوك تتفرق في جميع الجسد, فيضرب و يضرب على الوجه و القفى و الأفخاذ فيسود وجهه, و يزرق جسمه و تخرج روحه منتنة, بعد أن تفرقت في جميع جسمه. تصور نفسك حين طار قلبك فرحا و سرورا ببشرى الملك, أخرجي أيتها الروح الطيبة, إلى روح و ريحان ورب غير غضبان, أو حين ملأ قلبك رعبا و حزنا و حسرة بقول الملك, أخرجي أيتها الروح الخبيثة, إلى نار و نيران و رب منتقم غضبان. انقضت, غسلت كفنت, حملت و إذا بك و أنت محمول على الأكتاف, يحملك الرجال و أمامك خلق و خلفك خلق, يا ترى تصور معي, أي الروحين ستكون روحك, يقول الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم:" إذا حضرت الجنازة فحملها الرجال, طارت الروح فوقها ,فوق سرير الجنازة, إذا كانت صالحة قالت: قدموني قدموني, و إن كانت غير ذلك – و يا ويلك إن كنت غير ذلك- تقول يا ويلها أين تذهبون بها".فأدخلت في القبر و فك عنك الكفن, و كشف منك الوجه و نثر عليك التراب, و سقطت من أصحابك و أحبابك العبرات, و لكن لم يرحم وحدتك أحد. ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4209 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 60"] { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ } [آل عمران:139] للعبد من العلو بحسب ما معه من الإيمان! [ابن القيم] [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4210 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 70"] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [التغابن:14] في الآية عزاء لمن بلي بزوج مؤذ أو ولد عاق فصبر على أذاهما، وعفا وصفح عن زلاتهما، وفي موعود الله من الغفران ما يهون عليه ذلك. [القصاب] [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 0 والزوار 23) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |