منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 16-10-2013, 03:01 AM   #4281
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قــلـبـــــــــــي

قلبي... اسمع مني هذا الكلام بصدر رحب فوالله لا أقوله إلا لمحبتي لك... ولا أقوله إلا وأنا أعلم أنك أنت سر سعادتي وسر تعاستي... أنت سر صلاحي وسر فسادي... أنت سر قربي من الله وسر بعدي... فاسمع مني عسى أن ينفعني وينفعك هذا الكلام.
والله لقد أتعبتني بكثرة تقلبك... يوماً أراك تسرح مع الملائكة في روحانية وصفاء في أعلى عليين... ويوماً أراك تسرح مع الشياطين في فجور وشقاء في أسفل سافلين...
قلبي... أعلم أني أذنبت كثيرا وأن كل ذنب نكت نكتة سوداء فيك كانت سببا في غفلتك... ولكن ألا من طريق لمحو هذا السواد؟.... تقول لي تب إلى الله... أقول لك ، تبت ثم تبت ثم تبت... ولكن ما زال للذنب أثر فيك لا يريد أن يزول... ما زال للماضي حيز بداخلك لا يريد أن يرحل... فما هو الحل... كيف لي أن أطرد منك آثار كل ذنب أليم وكل ماض مظلم؟
قلبي... مالك تنظر إلى الدنيا في كل عمل أقوم به؟. لا أكاد أقوم بعمل إلا ولمتاع الدنيا حظ فيه حتى بت أشك أني عملت عملا خالصا لوجه الله قط منذ أن خلقت!.. أنقذني... ألا تعلم أن الرياء وحب الدنيا سببان لجعل كل حسناتي هباء منثورا؟؟..
قلبي... أهلكتني بكثرة نظرك إلى المخلوقات وغفلتك عن الخالق... ألا تهديني عملا واحدا فقط تكون فيه متجها لله وحده.. عمل واحد فقط لا يهمك فيه مخلوق... لا يهمك ثناء أحد... ولكن فقط تنظر فيه إلى الله وحده؟.. والله إن لم تجبني لهذا الطلب لأهلكن أنا وأنت في يوم لا ينظر الله فيه إلى أشكالنا ولا إلى أعمالنا ولكن إلى القلوب التي وراء تلك الأعمال... سينظر إليك يا قلبي فيرى أن وراء كل عمل عملته مصلحة دنيوية... فوالله إن ذلك لهو الشقاء الأبدي ينتظرنا إن لم نعقد صلحا نصلح فيه هذا الوضع المعوج...
قلبي... أحلم أن أطرد الدنيا منك... ولكن كيف وقد ملأت كل جوانبك وأركانك... كيف والدنيا ومتاعها أصبحا غذاءك وشرابك.... كيف لي أن أطرد الدنيا منك؟؟دلني فقد ضللت الطريق وما عدت أعرف طعما لشيء... دلني فقد افتقدت إلى لحظات تكون فيها يا قلبي خاليا إلا من الله!.. دلني فقد أرهقتني الدنيا وأرهقني الاهتمام بها... دلني فقد اشتقت إلى زيارة الله لك...
قلبي... أعدك إن أنت أخلصت لله لأذيقنك نعيما لم تنعم به قط...
قلبي... أعدك إن أنت أحببت الله ، لأرينك متعا لم تحلم بها قط...
قلبي... أعدك إن أنت أخرجت الدنيا منك ، لآتين بالدنيا راغمة تحت قدميك...
قلبي... أعدك وأعدك وأعدك... فإن لم تثق بكلامي فثق بكلام الله الذي خلقني وخلقك... ووعده الحق سبحانه...
قلبي أهديك هذا الدعاء عسى الله أن يصلح ما بيننا من جفاء...
اللهم اهد قلبي إلى حبك وحب رسولك... الله اجعل الدنيا في يدي ولا تجعلها في قلبي... اللهم استودعتك قلبي.. اللهم أصلح قلبي... اللهم طهر قلبي... اللهم قوم قلبي... اللهم نق قلبي من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس...
(إن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله.. ألا وهي القلب).
-----------------
أحمد الشقيري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-2013, 03:30 AM   #4282
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

خــــــــواطــــر نفـــــــــس
الحياة موقف، أحلام، وقائع، وخير ما يعبر عن كل ذلك كلمة، ولكن صادقة.المشاعر، الآلام، النجاح، الانتصار، الانكسار، كلُّ ذلك يمكن وضعُه في إطار الكلمات إذا أحسنت كتابتها.كن صادقًا دائمًا، إن كنتَ سعيدًا، حزينًا، دامعًا، صبورًا، ماردًا، كن صادقًا في كلِّ أحوالك، فهذا ما يجعلك تُكنُّ لنفسك احترامًا.
خواطر
1- كما أن دموع الفرح أشدُّ تعبيرًا عنه من الابتسام، فقد تكون استهانتك بالشقاء والأحزان أفضل في تجاوُزها من بكاء عينيك حين تَفْجَؤكَ الهمومُ.

2- عليك بطفل يلعب ويتعب، يقوم وينام، يفرح ويغضب، يبكي ويضحك، كي ينسيك أحزانك، ويعيد لك معنى البراءة التي حرمتْك منها الحياةُ.
3- الحياةُ قصيرة، وآمالنا فيها عريضة ومستحيلة، والإنسانُ الحكيم هو الذي يُحاول تحقيق أكبر قدر في كلِّ أمل من آماله، ولا يدفعه الحُمق إلى الانغماس في أحدها طوال عمره يُطَوِّق فيه نفسه، ثم يندم حتى إذا حققه
.4- تعب أناسٌ كثيرون في نيْل الكمال، وهم مخطِئون، فعلينا أن نتعبَ في نيل الإخلاص؛ لأنه ممكن، أما الكمال فمستحيل لا يرام
.5- نجاحات من لا يعرفون اليأس أعظم في نفوسهم من نجاحات اليائسين، فاليائس بائس، حتى إن نجح
.6- كم في الحياة من مواقفَ وقراراتٍ يمكنك أن تقضيَ أيامك في النَّدم عليها، إلَّا أن الأولى بك أن تعيش الحياة بحُلوها ومرها؛ عسى ألا يكونَ في آخرتك مرارة ولا بأس
.7- الحكيم مَن اتخذ لكلِّ موقف قرارًا، ثم حَصَّل من العزيمة ما ينفِّذ به قراراتِه
.8- لا تتخلَّ عن آمالك بسهُولة، ولكن تمسَّك بها حتى النهاية بكلِّ قوة وإرادة، فإما تمكَّنْتَ من الحصول عليها، وإما كنتَ المقاتل الصلد الذي لا يلينُ للحُصُول على أكبر قدر منها
.9- حياتُك ملك لك، فلا تنتظر أن يحافظَ لك الآخرونَ عليها، حافِظْ أنت عليها، واعمل على رعايتها باللين إن أمكنك، وبالقوة إن لَزِمَتْ
.10- ناضل من أجل خير تعيش فيه وتلقى الله عليه، ولا تجعل شيئًا يصرفك عن كفاحك في نيل درجة في الجنة، مهما كان هذا الشيء
.11- ليس في هذه الدُّنيا أمرٌ كامل، فكن دائمًا على استعداد لاكتشاف نقائِص أُمُورك، وكن ذا أهبة حتى لا تفاجئك تلك النقائص فتقضي على سعادتك، اجعلْها فقط تنتقص منها؛ لكن لا تهدمها
.12- إن ظهور الصِّغار على مسرح الحياة صغارًا لا يشينك، إنما يشينك أن تكون أنت الصغير
.13- ليس أسهل على غادر من دمعة يرسلها حتى يوقعَ من غدر بهم في شباك التسامح الذي لا يستحقه
.14- أيام النجاح والمجد هي نهايات العذابات والتضحيات والآلام
.15- في الحياة آلام لا يُخَفِّفها إلا مُرُور الأيام، تجعل الأيام آلامنا ذكريات قد لا تنمحي، لكنها تنتهي، الواقع ينتهي، لكن الذكرى أبدًا لا تضيع
.16- عسى البائس التعيس في هذه الدنيا أن يُدْعَى إلى خير وفير يوم القيامة
.17- القلوب التي لا تعرف القسوة تعيش في سلام نفسي رغيد
.18- هناك أناس نظن أننا نحبهم، وأناس ليس أمامنا إلا أن نحبهم، المأساة هي أن من نحبهم طواعية وعن اختيار قد لا نصادفهم في حياتنا أبدًا
. 19- من تبني لهم مكانًا في حياتك لا يحافظون عليه، ولكن من يبنون مكانهم في حياتك أجدر أن يحافظوا عليه، وأن تحافظ عليهم، تَعَرَّف إلى من يبنون في حياتك.
زفرات
1- كنا نعتاد أشياء كثيرة فيما مضى

.2- حتى الموت لا يوقف حياة مَنْ على قيد الحياة
.3- ليس المهم ما فاتك، ولكن المهم ما ينتظرك أو تنتظره، مَنْ تنتظره أفضل كثيرًا مِمَّنْ فاتك وغادرته
.4- ليس مِن حقِّ مَن تَرَكُوكَ طَوَاعية أن يبحثوا عنك بعد ذلك
.5- إياك أن تخدعك عيون من لا يستحقون، ما أكثر ما تكذب العيون، وتسرق من القلوب
.6- من لم يرضَ بالعزة في كنف من يكرمه، فليتحمل الهوان في شَرَكِ من يكرهونه
.8- من تخلى عنك وهو يعلم أنك تحبه، ليس من حقِّه أن يطلب عفوك، وهو يعلم أنك تكرهه
.9- من جعلك ندًّا في قلبه لمن يسيئون إليه، لا يحبك
.10- من يحبك بإخلاص يرجح كفتك في كل مقارنة
.11- نحن لا نصنع الأحباب، فقط نتمناهم
.12- سهل ألا تختار من تعاملهم، صعب ألا تختار من تحبهم
.13- لا حيلة لنا في عواطفنا، فقط نتوهم أننا نتحكم فيها
.14- سهل ألا يرضيك من تحب، لكن صعب أن يخونك
.15- هل نحترم كل من نحبهم؟ وهل نحب كل من نحترمهم؟
16- أولى أن تحتفظَ بمن يحبونك لا بمن تحبهم، ولا يأبهون لك
.17- الرضا يصنع المعجزات، السخط يضيعها
.18- قبل أن تغضب كن مستعدًّا لدفع الكثير
.19- الضياء لا يأتي إلا بسبب، الظلام يأتي إذا نزعنا السبب
.20- ازرع في أرض طيبة، لكن لا تفقد الأمل في الأرض البور
.21- أحيانًا نعاقب على التفكير في الجريمة، حين تكون عظيمة
.22- نحن لا نسرف في شيء بقدر ما نسرف في مشاعرنا تجاه الآخرين
.23- تكرار التسامح والعفو يرفع من رصيدك، تكرار الأخطاء يقتلك
.24- نضيع أوقاتنا كثيرًا في الأوهام، لكن نرفض أن نبذلَ نفس الأوقات في الواقع
.25- لا تستطيع أن تلومَ إنسانًا أبدًا على إحسانه، ولكن على من أحسن إليهم
.26- أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم، كم تغيرت القواعد!
27- النجاح عادة أسبابه واضحة، الفشل معظم أسبابه ضبابيَّة
.28- الإفراط في العفو عمن لا يستحقون ليس إحسانًا ولا حكمة
.29- الحقائق دائمًا نسبية، لا شيء مطلق إلا عند الله تعالى
.30- نحن لا نملك أن نغيِّر الأشياء، فقط نحاول
.31- الهزيمةُ ليست أن تفقدَ كل شيء، ولكن أن تملكه وصفًا فقط
.32- نحن لا نزرع الكراهية، هي تنبت رغمًا عنا
.33- الأشخاص تفنى، تبقى الأحداث
.34- إذا رضيت بالآلام فلا تصدر يومًا صراخًا
.35- إذا اعتدت السير في الظل، فلن تطيق للشمس شعاعًا
.36- بنيت قصرًا كبيرًا، سقط سريعًا، أنت لم تقمه على دعائم
.37- ابدأ عملاقًا، كافح بعنفوان، تنتصر بمجد وشموخ
.38- كون الأشياء لم تنتهِ نهاية جميلة، لا يعني أنها لم تكن أبدًا جميلة
.39- إلى من يحلمون بجنة للإنسان، ليست أحلامكم على هذه الأرض
.40- هل الضياء بعيد، أم عيوننا هي البعيدة عنه؟
41- بعد الصدق لا يندم الإنسان أبدًا
.42- ألَّا تشعر بنجاحك الكبير، هذا هو الفشل الكبير
.43- إذا فارقنا الأحبة عرفنا أنا نحبهم، وإذا ماتوا علمنا مقدار حبِّنا لهم
.44- دائمًا حولنا من يكنون لنا مشاعر نفيسة، ودائمًا لا نشعر بهم.
متناقضات
1- المكان الذي شهد أفراحك، هو نفسه الشهيد على أتراحك

.2- الذي جاهدت لتعيش معه طيلة عمرك، قد يكون هو نفسه مَنْ تتمنى لو لم تقابله يومًا
.3- أكثر الناس مطالبة لك بحقوقهم، هم أنفسهم أكثرهم تفريطًا في حقوقك
.4- ما رضيت به يومًا هو ما تسخط على نفسك الآن؛ لأنك رضيت به
.5- مَنْ أسعدك أيامًا من حياتك، هو نفسه الذي يشقيك باقيها
.6- مَنْ عدلت معه بل وعاملته دومًا بالفضل، دائمًا هو نفسه ظالمك المبين
.7- من وفرت له كل أسباب الحياة الكريمة التي ما كان يأملها يومًا، هو نفسه من يضن عليك بأبسط أسباب الحياة
.8- من سهرت الليالي جواره حين آلامه، هو من يسخر دومًا من آلامك
.9- من جاهدت حتى ترفعه إلى المعالي، هو من يحارب لتؤول إلى المهاوي.
لحظات السعادة
لحظات السعادة الحقيقية قد تكون قليلة في الدُّنيا، إلا أنها رغم ذلك كافية جدًّا كي تخفف عن الإنسان ما يلقاه في أيام وشهور وسنوات الشقاء، ولربما كان انتظارك للحظة سعادة في نهاية الهموم أقوى دافع لك على تحمُّلها، قد لا ندري معنى السعادة دائمًا، لكن يكفينا أن ندريه أحيانًا.
الحقيقة والقدرة
من حقك أن تحلمَ، ولكن ليس من حقك أن تجبرَ الآخرين أن ينفِّذوا لك أحلامك، حلمك أنت الذي صنعتَه دون أن يشاركك في صناعته أحدٌ، فلا جرم أنك وحدك من عليه تحويل هذا الحلم إلى حقيقة، فإنِ استطعتَ ذلك تكون قد قَدَّمْتَ لنفسك إنجازًا كانتْ تتوق إليه ولو يومًا من الأيام، وإن لم تستطع فلن تكونَ شديد الندم حينذاك؛ لأنك اعتمدت على نفسك فقط، فتلك حقيقتك وهذه قدراتك، لم تمكنك من كل ما تريد.كن حكيمًا، وخُذ من تلك الأحلام ما يُمكن تحقيقه، ولا تُمَنِّ نفسك بما ليس لك فيه يد فتدفعها إلى اجترار أحزان وآلام دائمة، فالمرارةُ التي تملأ أنفسنا حين نفشل في الوُصُول إلى ما نطمح ما كان أجدرها ألَّا تعرف طريقها إلينا لو أننا لم نَسْعَ إلَّا للوُصُول إلى ما نستطيع.أغلق عينيك على ما لم يَتَحَقَّق من آمالك، وافتَحْها دائمًا على ما تحقق منها؛ لأن ما تحقق هو فعلًا أمامها يمكنها أن تراه، أمَّا ما لم يتم فهو في الظلام لا يدركه بصرُك إلاَّ بعد أن يقعَ عليه بصيص من الضوء.
الرحيل القاسي
الرحيلُ القاسي ليس هو أن تفارقَ مَن رحلت عنهم، أو رحلوا عنك، فلا تتلاقى وجوهكم وأجسادكم، هذا هو الرحيل الحاني.أما الرحيل القاسي فهو أن تظل تحيا دائمًا مع مَن فارقوك في منهجك، وسفهوا أهدافك، وسخروا من طموحاتك، وهم معاول لهدم آمالك، وقد اختلفت عقولهم معك فلا تتلاقى، وتباينت نظرتهم مع نظرتك للأمور،

وانصرفت قلوبهم عن قلبك فلم يعودوا يذكرونه إلا خيالًا.الرحيل القاسي: أن تحنو على من يقسون عليك، أن تَتَعَهَّدَ بالرعاية من يَتَعَهَّدُونك بالنكاية والشكاية، أن ترومَ رضا من لا ترضيهم إلا أهواؤهم، أن ترغب فيمن يرفضونك، أن تثقَ فيمن يخونونك، سلسلة طويلة هي معاني الرحيل القاسي والفراق المرير.
البشر ليسوا صافين
على الإنسان في سعيه في الحياة أن يعي دائمًا أن القاعدة التي رسختها الآية الكريمة: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} لا تَتَحَقَّق كما هي إلا عند الله تعالى، البشر ليسوا جازين ولا صافين، لا تصفو لك قلوبهم أبدًا، فهي غالبًا ملأى بالشحناء والحنق عليك مهما فعلت من أجلهم، يجازونك على البرِّ بالتبرُّم والشكوى، ويكافئونك على التعب بتهوين ما فعلت،

وحظك منهم غالبًا الثورة والإنكار، ومن كانت تلك صفته فلا تجعل عملك من أجله أبدًا؛ لأنك ساعتها إنما تلقيه في الريح لتذروه، ولكن اصنع المعروف والكرائم وعينك دائمًا على رضا ربك، تفعل الخير والواجب لأن الله أمرك به، لا لأنه سوف يقربك من قلوب أو نفوس من يستفيدون منه، فتلك غاية لا تدرك.
النفس الأبيَّة
إذا ائتمنتَ أحدًا على حلم من أحلامك، فاعلم أنه حلم يؤول إلى ضياع، الغادرون أبدًا لا يؤتمنون على حلم، ولا تودع عندهم أمانات. إذا ظننت أن اشتراك أحد معك فى الحياة سوف يخفف وطأتها ويُقلل آلامها،

وأن أيامك بذلك تزيد إشراقًا، وتكون أقدر على تحمل النكبات لأن بجوارك من يشاركك في كل ذلك - ما أقصر ناظريك إذًا، دائمًا جرح، دمع، آلام، هذا قدرك وحدك لن يشاركك فيه أحد.ليس هناك من يقبل وضع نفسه مكانك في هذه الظروف، بل ولا حتى أن يضع بجانبك كلمة أو بسمة أو مشاركة.عبثًا نحاول البحث عمن يُرْتَجَى منه إحسان أو عرفان حتى بما نقدمه له، لعلك تكون مركز دوائر من حولك،
ولكنهم أجمعوا على إخراجك من هذه الدوائر، كن مركزًا فقط، لكن ليس لك نصيب في أكثر من ذلك، هكذا غالبًا يقول الناس.لقد أورثتني الأحزان وجراح الحياة نفسًا أبية لا تشكو لأحد همًّا، ولا تطلب من أحد عونًا أو ترتجيه،
لكني في رحابك يا إلهي ضعيف إلا أن تمدني بقوة، فقير إلا أن تغنيني، جاهل إلا أن تعلمني، حائر إلا أن تهديني، كن عونًا لي يا إلهي وإن كنت أنا عبدك السقيم من خطاياه، فرحمتك أوسع ومغفرتك أعظم، يا ربي، قلبي بكى، وإليك يا الله المشتكى.
مقاييس العمر
بِمَ يُقاس عمر الإنسان في هذه الدنيا؟ أيُقاس بما حصل فيه من أسباب السعادة، أم بما حَصَّل فيه من السعادة نفسها، أيُقاس بما قدم فيه من خير وبر؟ أم بما فعل فيه من شر وظلم؟ أيقاس بلحظات الحب والصفاء؟ أم بلحظات البغض والانتقام؟

أيقاس بما ترك من حُسْن في قلوب الآخرين وأنفسهم؟ أم بما زرع فيها من سوء وشحناءَ له ولغيره؟ أيُقاس بما حصل عليه من العلم؟ أم بما جعل الآخرين يحصلون عليه من العلم؟ أم بما نشره هو نفسه من العلم؟أم بما غلب عليه من جهل وظلم؟ أيُقَدَّر عُمرنا بلحظات النصر والشرف؟
أم بلحظات الانكسار والهزيمة؟ أتدخل في حساباته آماد الأحزان والجراح، وآلام القلوب والأجساد، وأنين النفوس من عذابات الحياة وظلمها؟ أم تُرَى أعمارنا تقاس بكل ذلك في آن واحد؟من الظلم يولد العادلون، من أغوار الجهل قد ينبت العلماء، من دماء جراح لا تندمل وصراخ آلام لا تهدأ قد يبزغ فجر الراحة الأبدية، رحماك يا ربي ما أعدلك في قضائك وحكمك! وما أكثر استعجالنا لهذه الراحة! هل راحتنا أن نجتمع في الدنيا؟ أم أن نتلاقى في الآخرة؟ أم أن نكون معًا فيهما؟ علم ذلك عند الله وحده.
------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-2013, 04:08 AM   #4283
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حــــــدائـــق ذات بهجـــة
بين الحسن و امرأته :
قال الحسن بن علي- رضي الله عنهما - لامرأته عائشة بنت طلحة : أمرك بيدك . فقالت : قد كان بيدك عشرين سنة فأحسنت حفظه ، فلا أضيعه إذ صار بيدي ساعة واحدة وقد صرفته إليك . فأعجبه ذلك منها وأمسكها .
امرأة عمر بن عبد العزيز:
كتبت إليه لما انشغل عنها بالعبادة :
ألا أيها الملك الذي قـــــــــــد

سبى عقلي وهام به فؤادي
أراك وسعت كل الناس عدلا

وجرت علي من بين العباد
وأعطيت الرعية كل فضـــل

وما أعطيتني غير السهـــاد
بين معن بن زائدة وأبي جعفر المنصور:
دخل معن بن زائدة على أبي جعفر المنصور فقال له أبو جعفر : لقد كبرت سنك ، أجاب : في طاعتك . قال : وإنك لجلد ، فقال : على أعدائك . قال : وأرى فيك بقية ، قال: هي لك !
أبو الأسود الدؤلي والبخل :
وقف أعرابي على أبي الأسود الدؤلي وهو يتغدى ، فأقبل الدؤلي على طعامه ولم يعزم على الأعرابي ، فقال الأعرابي : إني قد مررت بأهلك ، فقال : كذلك كان طريقك !
_ وامرأتك حبلى .
_ كذلك كان عهدي بها .
_ وقد ولدت.
_ كان لابد لها أن تلد!
_ ولدت غلامين .
_ كذلك كانت أمها !
_ فمات أحدهما !
_ لم تكن لتقدر على إرضاع اثنين !
_ ثم مات الآخر !
_ ما كان ليبقى بعد موت أخيه !
_ وماتت الأم !
_ ماتت حزنا على ولديها !
فلما يئس الأعرابي أن يصرفه عن طعامه قال : ما أطيب طعامك ! فأجاب : لأجل ذلك أكلته وحدي ، ووالله لا ذقته يا أعرابي !
ِبين الأصمعي وبدوية :
مر الأصمعي ببدوية من أحسن الناس وجها ولها زوج دميم . فقال لها : يا هذه أترضين أن تكوني تحت هذا؟! أجابت : يا هذا ، لعله أحسن فيما بينه وبين ربه فجعلني ثوابه ، ولعلي أسأت فيما بيني وبين ربي فجعله عذابي .
بين أبي هريرة و أمه :
كان أبو هريرة - رضي الله عنه – إذا خرج من منزله يمر بحجرة أمه فيقف بباب حجرتها ويقول :
- السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته .
- فتقول له : وعليك السلام يا بني ورحمة الله وبركاته .
- فيقول : رحمك الله كما ربيتني صغيرا .
- فتقول : و رحمك الله كما بررت بي كبيرا .
ويفعل مثل ذلك إذا دخل البيت .

بين فارس وأعرابية :
أصاب فارس العطش وهو بالصحراء فمر على بئر وإلى جوارها أعرابية ،

فقال لها : أهون ما عندكم نريد . فلما كان الماء أهون شئ عندهم قدمته له
وقالت : لو عرفت اسمك لقلت لك هنيئا .
فقال : اسمي على جبينك .
فقالت : هنيئا يا حسن .
فقال لها : وأنا لو عرفت اسمك لقلت لك شكرا .
فقالت : اسمي على جنبك ! ولما كان الفارس يحمل سيفا
قال لها : شكرا يا هند . ( فمن أسماء السيف المهند )
أعرابيان :
لقي أعرابي أعرابيا آخر فقال: ما اسمك ؟
قال : اسمي فيض .
قال : ابن من أنت ؟
قال : ابن الفرات .
قال : أبو من ؟
قال : أبو بحر .
قال : ليس لنا إلا أن نكلمك في زورق حتى لا نغرق !

مؤدب وسفيهان :
مر سفيهان برجل مؤدب ، فأرادا أن يسخرا منه فوقف أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله وقالا له : هل أنت أحمق أم غبي ؟ فأجاب : بل أنا بين الاثنين !
الشاعرة ( سلمى الخضراء ) ومقطع من قصيدتها ( العطاء ) :
أنت إن أعطيتني ما أتمنى ...
تحرم القلب أفانين التمني ...
وبماذا أتغنى ..
إن أنا نلت المحال ؟
وردة الحب الرهيفة ..
إنما يتلفها فيض المياه ...
فاسقها من رائق المزن ....
رذاذات خفيفة ..
إن توخيت لها طيب الحياة .

----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-2013, 04:30 AM   #4284
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الاخلاص .. سلاحنا الغائب
في زمن نحن أحوج فيه إلى القوة؛ يغيب عن أذهاننا سلاح هام، يحتاج إلى ضبط للنوايا، ورفع للهمم، وقصد لوجه الله تعالى في كل أمورنا، فبيده النصر، وهو القادر على العون والمدد.
فسلاح المؤمن هو الإخلاص، وهو سلاح واقٍ، يحميه من الهم والحزن واليأس والضياع والضعف والخيبة، ويجلب له السعادة وصلاح البال، قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} [ الفتح: 18].لقد علم الله ما في قلوبهم من الإخلاص، وصدق النية والوفاء، {فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً}، والسكينة هي الطمأنينة، والثبات على ما هم عليه من دينهم، وحسن بصيرتهم بالحق الذي هداهم الله له.يُثمر الإخلاص السكينة وقد ضرب الله مثلاً لحال الموحدين المخلصين، وبين سبحانه كيف يُثمر الإخلاص في نفوسهم اطمئناناً وسكينة وراحة، فلو أن هناك عبدين، الأول له سيد واحد، عرف ما يرضيه وما يسخطه،
فجعل هذا العبد كل همّه في إرضاء سيده واتباع ما يحبه، والآخر عبد يملكه شركاء غير متفقين، كل واحد يأمره بخلاف ما يأمره به الآخر، وكل واحد يطلب منه غير ما يطلبه الآخر، فهو في حيرة أيرضي هذا أم يرضي ذاك.فهل يستوي هذان العبدان في راحة النفس والبدن وسكينة القلب، لا يستويان؛ لأن الأول له سيد واحد لا يستمع لغيره ولا يسعى إلا في رضاه، والذي له سادة متعددون سيشقى في محاولة إرضائهم، ويتشتت قلبه وتهلك قوته في طاعة أوامرهم المتضادة.قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُـونَ} [ الزمر: 29 ].
وكلما قل الإخلاص في القلب قلت السكينة وضاعت الطمأنينة، حتى تجد أكثر القلوب ضياعاً وأشدها ظلاماً قلوب المهرولين وراء الدنيا والمرائين والمنافقين والمشركين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش ) .مفرطون في حب الدنيافالذين يفرطون في محبة زينة الدنيا من مال وغيره لدرجة يصيرون لها كالعبيد،
فلا يتحركون إلا من أجلها، حتى على حساب دينهم، فصار يرضى عن ربه بوجودها، ويسخط بعدمها، إن أُعْطِيَ من الدنيا رضي ولم يشكر، وإن لم يُعْطَ سخط ولم يصبر، وترك ما يأمره به دينه، هؤلاء واقعون في تعس الحياة، ولا ينالون إلا الشقاء في الدنيا حتى إن كانوا من أهل الثروات والأموال
".قال ابن القيم: "الإخلاص والتوحيد شجرة في القلب؛ فروعها الأعمال، وثمرها طِـيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة، وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك.والشرك والكذب والرياء شجرة في القلب؛ ثمرها في الدنيا الخوف والهم والغم وضيق الصدر وظلمة القلب،
وثمرها في الآخرة الزقوم والعذاب المقيم، وقد ذكر الله هاتين الشجرتين في سورة إبراهيم".مفتاح الفرج يُثمر الإخلاص في وجدان وحياة المؤمنومن ثمرات الإخلاص في الدنيا نزول الفرج والنجاة من الكرب والشدة، بحسب مشيئة الله تعالى وقدره، وقد تعجب لو قلت لك إن الله يفرّج بالإخلاص عن المشرك لو أخلص لله قليلاً، مع أنه مشرك، فما ظنك بالمؤمن الذي ينبغي أن تكون حياته كلها مبنية على الإخلاص، وأن يجتهد في تحقيق الإخلاص في كل عمل.فإذا كان الله يفرج عن المشرك لو أخلص قليلاً فإنه سبحانه لا شك يفرج عن المؤمن الذي يتحرى الإخلاص في عمله، وينجيه مما ينزل به من شدائد، وكل بحسب قدر إخلاصه وتوكّله، قال تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إلى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} [ لقمان: 32 ].
ومن ثمرات الإخلاص قوة الهمة، فلا مثيل للإخلاص في رفع همة الإنسان فيما يريد تحقيقه من أعمال، حين يتحطم عزمه أمام العقبات، وقد تنفع معه وسيلة أو أخرى لرفع همته، لكن لن تجد دواء لإصلاح العزم، ورفع الهمة كالإخلاص لله تعالى في العمل.فالذي يطلب رضا الله؛ لن تقف به همته عند هدف دنيوي من مال وشهرة ومكانة،
ولن تعوقه عقبات؛ لأنه ينظر إلى أبعد من الدنيا، فهو يرجو رضا الله تعالى عنه، ويطمع في الثواب الدائم الذي لا ينقطع في الآخرة، وربط آمال نفسه برضا الله ونعيمه المقيم، فالإخلاص هو الذي يرتفع بالهمم دون حدود، ويشحذها إذا فترت.ضمان الوحدةوالإخلاص في أعمالنا وجهودنا هو الضمان الوحيد لتحقيق الوحدة،
وهو الأساس الذي ينبغي لنا أن تكون أخوتنا وعلاقتنا وصداقتنا مبنـيّة عليه، بدءاً من مستوى الدول حتى مستوى العلاقة بين فئات الأمة من علماء ودعاة وقادة.وتخيّل لو أن المسلمين بمختلف تياراتهم واتجاهاتهم أخلصوا لله تعالى في العمل على الوحدة والترابط، ولم يكن من وراء أعمالهم وجهودهم إلا تحقيق مراد الله وطلب رضاه؛
كيف ستكون الوحدة أسهل تحقيقاً، وأقوى رابطة، وأشد آصرة، وأنجح في إذابة الخلافات وتطهير القلوب من الشحناء.ألست معي أن الإخلاص يتخلّف عن قلوبنا، وإن ادعيناه، في كثير من علاقاتنا وجدالنا ومواقفنا، ليحل محله خفية مصالح شخصية أو مآرب دنيوية، وغيرها من الأغراض التي تحركنا بعيداً عن معنى الإخلاص!لا يقدر أحد أن يرى الإخلاص؛
لأنه من عمل القلب، لكن حين نكون على أرض الواقع فنقوم بعبادة، أو ندخل في معاملة، أو نتحمل أمانة، أو نقف أمام تقاطع طرق في مصالحنا؛ حينها يمكن أحياناً مشاهدة أمارات الإخلاص، ومعرفته بعلاماته،
والتفريق بينه وبين الأنانية وحب الذات والرياء والنفاق، وحين ينزوي الإخلاص جانباً يتسع المجال لفساد الذمم، وظهور الكذب والنفاق والرياء، وفساد ذات البين، وخيانة الأمانة.والضمان الأول للفوز بتأييد الله تعالى لنا في تحقيق النصر هو الإخلاص، وإلا فسيكون مصيرنا في معاركنا مع أعدائنا مرهوناً بمعايير القوة الطبيعية وحدها، ونحرم أنفسنا من الفوز بمعونة الله تعالى ومعـيّته.
انظر إلى الصحابة رضي الله عنهم كيف فتح الله لهم البلاد، حتى بلغوا في سنوات قليلة حدود الصين شرقاً والأندلس غرباً، والقسطنطينية شمالاً، مع أنهم لم يكن لهم من عدة الحروب وعتادها ما كان للفرس والروم، ولم تكن القوة بينهم وبين عدوهم متكافئة، فعدوهم كان يملك أضعاف ما يملكون من قوة بشرية وحربية؛
ولكن لأنهم أسسوا حركتهم في نشر الإسلام على الإخلاص، وأقاموها على فقه في الإعداد والتوكل، تحقق على أيديهم النصر المنشود.بالإخلاص يفتح الله لك أبواب الهداية في كل شيء: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [ العنكبوت: 69 ]، فحددت الآية أولاً طريق الجهاد والمجاهدة: {جَاهَدُوا فِينَا} ، ثم بينت الآية نتيجة هذا الطريق المبني على الإخلاص: {لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.نجاح الدنيا والآخرةوالمخلص موعود بالنجاحين، النجاح في الدنيا والنجاح في الآخرة،
وليس هناك من طريق يجمع النجاح في الدنيا والآخرة غير طريق الإخلاص، فقد ينال غير المخلص مراده وينجح في تحقيق هدفه الدنيوي، لكنه لن يحصل على نجاح الآخرة وثوابها: {مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَـمِيعاً بَصِيراً} [ النساء: 134].وبالإخلاص ينجو المسلم من النار، ولو جاء رجل مشرك إلى الله تعالى بالدنيا وما فيها وقدّمه لله؛ لينجيه من النار لن ينفعه، لأنه لم يكن موحداً مخلصاً، قال عليه الصلاة والسلام: ( يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتعالى: لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَوْ كَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهَا فَيَقُولُ نَعَمْ فَيَقُولُ قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لاَ تُشْرِكَ -أَحْسَبُهُ قَالَ- وَلاَ أُدْخِلَكَ النَّارَ فَأَبَيْتَ إِلاَّ الشِّرْكَ ) صحيح مسلم.وفي رواية أحمد: أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( يُجَاءُ بِالْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَباً أَكُنْتَ مُفْتَدِياً بِهِ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ. قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: لَقَدْ سُئِلْتَ أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} ) مسند أحمد.
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-2013, 04:42 AM   #4285
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قيمة الزمن في حياة المسلم
كل شيء من حولك يذكرك بقيمة الوقت والزمن الذي تعيشه، طلوع الشمس وغروبها، والقمر الذي قدره الله منازل، كل يوم تراه أصغر أو أكبر من اليوم الذي قبله، حركة الكون والكواكب، السماوات والأرض، كل هذه الأشياء تذكرك بقيمة الزمن الذي هو رأس مالك.
أركان الإسلام: تذكرنا بقيمة الزمن، فالصلاة التي فرضها الله في كل يوم وليلة خمس مرات، كلما مر وقت من أوقاتها ذكرك بأنه قد مر عليك زمن، ودخل زمن جديد، هذا في اليوم.
أما في الأسبوع، فصلاة الجمعة تذكرك بقيمة الزمن، فإذا جاء يوم الجمعة، نسمع كثيرا من الناس يقولون: والله ما أحسسنا كيف مرت هذه الجمعة.
الصوم يذكرك بقيمة الزمن، فإذا دخل رمضان جديد قلت بينك وبين نفسك: لقد مضى علي عام، ودخل عام جديد، ونقص من عمري سنة.
الزكاة التي تخرجها عندما يحول الحول، وأنت تخرجها، تؤدي عبادة وفريضة وتتذكر، أنه مر على مالك حول كامل، وهذا الحول مر عليك أيضا وأخذ من عمرك سنة فتتذكر قيمة الزمن.
الحج الذي فرضه الله تعالى في العمر مرة واحدة، يذكرك بقيمة الزمن، فعندما تحج وتؤدي هذه الفرضة العظيمة، تشعر بأنك قد تقربت إلى الله تعالى أكثر، وكذلك تشعر بأنه قد مضى من عمرك كذا وكذا من السنين فتصبح تستعد لما بقي.
وحتى لو لم تحج ففي كل عام، وعندما تودع الحجاج الراحلين إلى بيت الله، تأخذك عبرة من البكاء على رحيل وفراق أناس أحببتهم، ولا تدري أتلتقون مرة أخرى، أم لا تلتقون.
كل هذه الأشياء، وأشياء أخرى كثيرة، في هذا الكون من حولنا، تذكرنا بقيمة الزمن، فهل شعرنا بذلك، وهل عملنا لذلك.
وكان الحسن البصري رحمه الله يقول: "يا ابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك".
وقال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمت على شيء، ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي".
وقال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: "الليل والنهار يعملان فيك".
ويقول الإمام الشافعي رحمه الله: "الوقت كالسيف, إن لم تقطعه قطعك, ونفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر".
وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول عندما نستيقظ من النوم:
((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ))
ومعنى هذا الدعاء: الحمد الله الذي سمح لي أن أعيش يوماً جديداً.
وهناك آية في القرآن تخبرنا بأن الله تعالى أقسم بعمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهي قوله تعالى: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون}.
والسؤال: لماذا يقسم الله تعالى بعمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟؟؟
الجواب: لأنه لم يضيّع لحظة واحدة من حياته صلوات ربي وسلامه عليه.
-----------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-2013, 10:15 AM   #4286
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

اصلـــح نفســك بنفســـك
قال الله سبحانه :" قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " , قال ابن كثير في التفسير عند هذه الآية: قَوْلُهُ تَعَالَى : ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَاجوابُ القسَمِ، يقولُ: قد فازَ ونَجَا من طهَّرَ نفسَهُ بالإيمانِ والطاعةِ؛ فصار زاكياً طَاهراً بنعيمِ الجنة،( وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)؛ أي وقد خَسِرَ من دسَّ نفسَهُ؛ أي أهملَها في الكفرِ والمعاصي. ويقال: معناهُ: قد أفلحَ من زكَّى اللهُ نفسَهُ؛ أي أصلحَها اللهُ وطهَّرَها من الذنوب ووفَّقَها للتقوَى،
وقد خابَ وخسِرَ مَن دسَّاها، دسَّا اللهُ نفسَهُ أي شَهَرَها وأخذلَها وأحملها وأخفَى محملها، حتى عمِلت بالفجور ورَكبتِ المعاصي. وقال ابنُ عبَّاس: ( أهْلَكَهَا ).
وكان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: اللهم آت نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. ولذلك أفضل ما يُشغل الإنسان نفسَه، هو تزكية هذه النفس الأمارة بالسوء.
قال ابن قدامة المقدسي - رحمه الله - في مختصر منهاج القاصدين - ص 156: ( من أراد الوقوف على عيوب نفسه

فله في ذلك أربع طُرُق:
1- أن يجلِسَ بين يدي شيخٍ بصيرٍ بٍعُيوبِ النفس، يُعَرِّفُه عيوب نفسِه وطُرُقَ علاجها، وهذا قد عزَّ في هذا الزمان وجودُه، فمن وقع به فقد وقعَ بالطبيب الحاذق، فلا ينبغي أن يُفارِقَه.
2- أن يطلُبَ صديقًا صدوقًا بصيرًا متديناً، ويُنَصِّبَه رقيبًا على نفسِه، لينبِّهه على المكروه من أخلاقِه وأفعاله. وقد كان أميرُ المؤمنين عمرُ بنُ الخطَّاب رضي الله عنه يقول: ( رحِم الله امرءًا أهدى إلينا عُيوبَنا ). وقد كان السلف يحبون من ينبههم على عيوبهم، ونحنُ الآن في الغالب أبغضُ الناسِ إلينا من يُعرِّفُنا عيوبَنا.
3- أن يستفيدَ معرفةَ عيوبِ نفسِه من ألسنةِ أعدائه، فإنَّ عين السُّخط تبدي المساوئ، وانتفاعُ الإنسانِ بعدُوٍّ مُشاجِرٍ يذكُرُ عيوبَه؛ أكثرُ من انتفاعِه بصديقٍ مُداهنٍ يُخفي عنه عيوبه.
4- أن يُخالِط الناس، فكل ما يراه مذمومًا فيما بينهم يجتنبُه ).
هذه أربع طرق تعالج وتصلح نفسك بهن، فأين هم الجادون في إصلاح أنفسهم؟؟.
واعلم أخي المسلم أن إصلاحك لنفسك يكون على مراحل أربع وهي:
1- إصلاح القلب، فالقلب بصلاحه يصلح الجسد كله، كما قال صلى الله عليه وسلم ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) رواه البخاري. ولأن الجوارح ترجمان القلب، فهي تعبر عما يكنه القلب ويستره، ولذا قال أحد السلف الصالح: إنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه.
2- إصلاح السلوك، فلا بد من صلاح سلوك الفرد، ولذا عني الإسلام بتهذيب سلوك المسلم، فهو عنوان التزامه وتدينه، قال الله تعالى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)النازعات:40-41.
-3 إعداد الجوارح للسلوك الصالح، كما أن صلاح القلب والسلوك يؤثر بلا شك على جوارح الإنسان، ولذا ينبغي لهذه الجوارح أن تُعَدَّ إعداداً جيداً للالتزام بصلاح القلب والسلوك.
4- التجهيز لأداء النفس لدور في المجتمع، فالمسلم يحيا في حياته ليؤدي دوراً، لا ليعيش ليأكل، وينام، ويموت كالدواب، وقد هوَّن القرآن من شأن قوم عاشوا بلا هدف ولا رسالة، فقال عنهم أولئك كالأنعام بل هم أضل )الأعراف: 179. فالمسلم يحيا لأداء رسالة في مجتمعه، وقد تحدَّث القرآن الكريم عن هذه الرسالة فقال: ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)الحج:77. ولذا أوجب الإسلام على المسلم أن يؤدي دوراً في مجتمعه، كل يوم قدر استطاعته، يقول صلى الله عليه وسلم: ( على كل مسلم صدقة قيل: أرأيت إن لم يجد ؟. قال: ( يعتمل بيديه، فينفع نفسه، ويتصدق ). قال: أرأيت إن لم يستطع ؟. قال: ( يعين ذا الحاجة الملهوف ) قال: قيل له: أرأيت إن لم يستطع ؟. قال يأمر بالمعروف أو الخير ) قال: أرأيت ان لم يفعل ؟. قال: ( يمسك عن الشر فإنها صدقة (رواه مسلم.
من أراد أن يبتعد عن الخطأ، وعن الوقوع في الزلل، فليقرأ بقلبه درة من درر الحسن البصري حيث قال: ( أدركت أقواماً لم تكن لهم عيوب، فتكلموا في عيوب الناس، فأحدث اللّه لهم عيوباً، وأدركت أقواماً كانت لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس، فستر اللّه عيوبهم ).
هكذا كثير من الناس يُبتلى من حيث لا يدري، لأنه كان في عافية وفضل من الله، فانشغل بغيره، وكل منشغل بغيره فهو ضعيف في نفسه، لأنه لا يقوى على مصارحتها، وكشف ما بها من عطب، فبدلاً من تأديبها، وتقويمها، وإعادتها إلي رشدها، يصارع عدواً وهمياً حتى يظل في ميدان الحروب، وحينها يؤجل كل شيء بعد انتهاء الحرب الخيالية.
كن صريحاً مع نفسك، محباً نجاتها، مريداً مصلحتها، ولا تنشغل بغيرها إلا فيما أوجبه الله عليك، لا فيما حرمه الله عليك !!.
يقول الدكتور/ مصطفى السباعي في كتابه: هكذا علمتني الحياة: ( إذا همَّت نفسك بالمعصية؛ فذكرها بالله، فإن هي اتعظت؛ فاحمد الله، وإن لم تتعظ، فذكرها بأخلاق الرجال، فإن هي اتعظت؛ فاحمد الله، وإن لم تتعظ، فذكرها بالفضيحة إذا علم بها الناس، فإن هي اتعظت؛ فاحمد الله، وإن لم تتعظ، فاعلم بأن نفسك بعد هذه اللحظة؛ قد تحوَّلت إلى حيوان ).

استوقفتني هذه الكلمات لأجول بين معانيها و مغزاها؛ فإذا هي تؤصل معانٍ عظيمة، علينا الوقوف أمامها، و تلمس عين الحكمة منها.
من النفوس من تقف عند حدود الله، بمجرد التذكير، وأقلِّ الوعظ، وحالها يقول: لا تنظر لصغر الذنوب، ولكن!! انظر إلى عِظم من تعصي، فهؤلاء يعيشون درجة الإحسان في الطاعة، وهي عبادة الخالق كأنه يراك، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. ومنها مريضة تحتاج بعض الرعاية،

والكثير من الحكمة لتؤثر الآخر على نفسها، مرضهم الجاه والسلطة، همُّهم ما يقول الناس عنهم، وكيف يستقبلونهم ويحتفوا بهم، تراهم يراؤون الناس في أقوالهم وتعاملاتهم، وللأسف الكثير منا يزيد من مرضهم، بمراءاتهم لهم، ومجاملاتهم لهم.
ونفوس أسرتها أهواؤها وشهواتها؛ فأخذت بهم إلى بؤر السوء، وقاع الانحطاط، حتى تساووا بتصرفاتهم، واتباعهم شهواتهم بالحيوانات أعزكم الله .
فهنيئاً لمن سمت نفسه وعلت فوق شهواتها؛ لتقترب من منازل الملائكة، بل وتعلو عنها، ويباهي الله بصنيعهم الملائكة، والمثال الأوضح في مهرجان عرفات، حيث يجتمع المسلمين من مشارق الأرض و مغاربها، وفي هذا اليوم العظيم يباهي الله ملائكته بأهل عرفات، كما جاء في الحديث القدسي الصحيح:
( أنَّ الله يباهي بهم ملائكته، فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً، أقبلوا يضربون من كل فج عميق، أشهدكم بأني قد غفرت لهم ).
كثير منا للأسف ذاق لذة المعصية، في غفلة أصابت قلبه، و كثير منا قد منَّ الله عليه باستشعار لذة الطاعة والأنس بالله، ولكن!! هل جربت لذة ترك المعاصي؟؟.
كلنا نعلم أنَّ عصرنا هذا مليء بالفتن، بل أكاد أجزم ان كل دقيقة تمر علينا بها من الفتن ما يختبر بها الله عبده المؤمن؛ فإذا عرضت عليك المعصية و الفتن فاستشعر هذه اللذة، لذة ترك المعاصي، وكأنَّ لسان حالك يصرخ ويقول: يا ربي أنت تعلم أنَّ لهذه المعصية لذة عاجلة، ولكنِّي تركتها لك وحدك، فلا أحد يراني إلا أنت، و لا يطلع عليَّ أحد إلا أنت، يارب طهر قلبي،

افتح لي أبواب رحمتك، اغفر لي، ليس لي إلا أنت، لقد أتعبتني ذنوبي، لقد أبعدتني عنك ذنوبي، سئمت البعد عنك، أريد القرب منك، أريدك أنت وحدك، لا أريد إلا رضاك.
فوالله الذي لا إله إلا هو، سيقذف الله في قلبك نور وطمأنينة، ولذة لا تعادلها لذة أخرى، كنت تفكر في الحصول عليه بالمعصية!!.
تذكر: إنَّ النَّفس لأمارة بالسوء، فإن عصتك في الطاعة؛ فاعصها أنت عن المعصية!!، ولا شيء أولى بأن تمسكه من نفسك، ولا شيء أولى بأن تقيّده من لسانك وعينك، فهما بحاجة إلى لجام شديد لكي تسيطر عليهما.
تذكر :أتعصى الله وترجو رحمته، أفتعصي اللهَ وترجُو جنتَه، وتذكرَ أنك إلى اللهِ قادم، فكما تدين تدان، والجزاء من جنس العمل، ولا يظلمُ ربك أحداً.
تذكر : كم من شهوة ساعة أورثت ذلاً طويلاً!!، وكم من ذنب حرم قيام الليل سنين!!، وكم من نظرة حرمت صاحبها نور البصيرة!!، ويكفي هنا قول وهيب بن الورد حين سئل: أيجد لذة الطاعة من يعصي؟! قال: لا.. ولا حتى من همَّ بها.
فأعظم عقوبات المعاصي حرمان لذة الطاعات، وإن غفل عنها المرء لقلة بصيرته، وضعف إيمانه، أو لفساد قلبه..

قال ابن الجوزي : ( قال بعض أحبار بني إسرائيل: يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني؟! فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟.
تذكر : أقوال السلف في المعاصي:
قال ابن عباس: إن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهناً ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق.
وقال الفضيل بن عياض : بقدر ما يصغر الذنب عندك، يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك، يصغر عند الله.
وقال يحيى بن معاذ الرازي :عجبت من رجل يقول فى دعائه: اللهم لا تشمت بي الأعداء، ثم هو يشمت بنفسه كل عدو، فقيل له: كيف ذلك ؟ قال يعصى الله ويشمت به في القيامة كل عدو.
قال أحد الصالحين: ركب الله الملائكة من عقل بلا شهوة وركب البهائم من شهوة بلا عقل وركب ابن آدم من كليهما فمن غلب عقله على شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلبت شهوته على عقله فهو شر من البهائم.
وأخيراً: ارفع يديك لمولاك وتضرع إلى ربك، بقلب خاشع، وطرف دامع، وجبهة ساجدة، مع قصد، وتوجه، وتحرق، وتشوق، وتعلق بالذي لا يخيب مؤمله، ولا يرد سائله، أن يمن عليك بلذة العبادات، ويملأ بها قلبك ونفسك وروحك؛ فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه....
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً...
-------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-2013, 10:39 AM   #4287
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

تائهة في الظلمات
السؤال:
السَّلام عليْكم ورحمة الله وبركاته،
أنا فتاة في ال 23 من عمري أعاني من حيرة كبيرة، ومشكلتي تتلخَّص في تردُّدي، فأنا - والحمد لله - أحبُّ الله كثيرًا وأتَمنَّى أن يَجْعلني من عباده الصَّالحين، فأنا فتاة متوسِّطة التديُّن؛ بمعنى أنَّ قلْبي معْمور بِحب الله لكنْ لبْسي لبْس الوسَط، ليس زيَّ الإسلام الشَّرعي، وأتَمنَّى من الله أن يَهديني ويُصْلح حالي، فأنا حافظةٌ للجزْء الـ 29 : 30، والجزْء الأول من سورة البقرة، وأتمنَّى من الله أن أحفظَ كلَّ القُرآن، فخيرُكم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمه.
لكن المشكِلة أني أحسُّ أني فاشلة، وأني ضعيفة الإرادة، فأنا أتمنى أن أرتدي النِّقاب؛ لكِن أهلي غير مشجِّعين، ويقولون: إنك "ستُعنِّسين" لو لبسته، أو: لا تلبسيه إلا بعد أن تتزوجي.
وأنا قد تخرَّجت وتقدَّم لي أكثر من شخص، لكن غير مناسبين.
المشكلة أيضًا عندي أنَّ كلَّ حاجة أتَمنَّاها لا تحصل؛ يعني: لو حلمت بأي حاجة تنعكس سريعًا، في أي شيء، يعني لو هناك إنسان أتقبله وأتَمنَّاه أن يكون زوجًا لي، الموضوع ينعكس ولا يحصل، لدرجة أني شككتُ أني معمول لي عمل، وقال لي رجل: إني تخطيت على مياه، وهي التي عكست لي كلَّ شيء، وأعطاني ورقًا فيه حُروف لفكِّ هذا العمل.
أحس أني تائهة وتعبانة، وحزينة ومَكسورة وخائفة، وأتمنَّى من الله أن يَجعلني من الصَّالحين المتَّقين.
ادعوا لي وأفيدوني في حيرتي، ولكُم جزيل الشُّكر، والسَّلام عليْكم ورحْمة الله وبركاته.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قرأتُ رسالتَك المخْتصرة عدَّة مرَّات؛ لأستخلِص منها المشكِلات وأناقشَها معك، فوجدتُها كالتَّالي:
• التردُّد.
• الرَّغبة في الارتِقاء بالنَّفس.
• الرَّغبة في حفْظ القرآن، والقرب من الله.
• الشُّعور بالفشل وضعْف الإرادة.
• الصِّراع مع قانون (مورفي)، وسأشْرح لك نبذةً عنه خلال الأسطر القادمة.
• الشُّعور بالحزْن والتَّعب والتِّيه والخوف.
التَّردد:
إذا كنتِ تقْصدين أنَّك تقفين حائرةً أمام بعض المواقف الَّتي تتطلَّب سرعةَ اتِّخاذ القرار، فلا داعيَ للقلَق أبدًا، فالكثيرُ مِن الأُمور والقَرارات الَّتي يَجب عليْنا اتِّخاذُها تتطلَّب بالفعل بعْضَ اللَّحظات من التردُّد، وتَحتاج لمزيدٍ من التَّفكير للتوصُّل للحلِّ الأنسب والاختِيار الموفَّق، لكن إن زاد التردُّد عن حدِّه الطَّبيعي، فهُنا يَجب معالجة الأمْر بسلوكٍ إيجابي، ولا يتمُّ ذلك إلاَّ بتعْويد النَّفس وتدْريبها على ذلك، ولتبدئي بالقَرارت البسيطة، فاختِيار ألوان الملابس، واختيار نوع الغداء أو العشاء في يومٍ ما، والسَّير في بعض الطرق دون البعض، كلُّ هذه لا يَجب أن تأْخُذ من وقتِك إلاَّ دقائق، دون الالتِفات أو الخوف من النَّتائج؛ فالأمر لا يستحقُّ التوقُّف، أمَّا إن كان التردُّد في قرارات مصيريَّة أو شبه مصيريَّة، فعليْك فقطْ بمحاولة تقْليص مدَّة التَّفكير والتردُّد فيها، على أن يتمَّ دراستُها من كافَّة الجوانب والنَّظر في العواقب، ثمَّ لا تلتفتِي أيضًا بعد ذلك للنَّتائج، وإنْ تبيَّن لك أنَّكِ لم تُحسني الاختِيار، فقولي بنفس راضية: "قدر الله وما شاء فعل".
الرَّغبة في الارتِقاء بالنَّفس:
هذا شعور جَميل ورغبة نبيلة، ولا تدلُّ إلاَّ على نفس طموحٍ وشخصيَّة إيجابيَّة، لكن كيْف ومتى نبدأ التَّنفيذ؟
يقول أحد مندوبي المبيعات، والَّذي كان يُقاسي في عملِه الملل والضِّيق: أصبحت أقضي مع نفْسي كلَّ صباح، وقُبَيل ذهابي إلى عملي المملِّ - خَمسَ دقائق معْدودة، أنظر إلى نفْسي في المرآة وأتذكَّر بعض نِعَم الله عليَّ، وأُخاطب نفْسي بعباراتٍ قليلة تشجيعيَّة، مثل:
"أنت اليوم في حالة ممتازة"، "تبدو متحمِّسًا بدرجة تتيح لك النَّجاح"، "سأنجح اليوم بإذن الله"، "سأتعامل مع المواقف بشكْلٍ أفضل من أمس".
ثمَّ يمضي إلى عملِه، قال: فحقَّقت في مدَّة وجيزة نجاحًا لم أكُن أتوقَّعه، وحصلتُ على ترقيات، وزيادة في الرَّاتب، وأصبح عملي من أحبِّ الأعمال إلى نفسي.
لديكِ الآنَ الرَّغبة في التحسُّن والارتقاء، فحدِّدي على الفور النِّقاط التي ترْغبين في تحسينِها، واكتُبيها بخطٍّ واضح، واكتُبي لكلٍّ منها بعض المقتَرَحات العمليَّة، وحدِّدي وقتًا زمنيًّا تَرَيْنه كافيًا، ثمَّ شجِّعي نفسك، وابدئِي العمل، وإيَّاك واليأْسَ، فإن لم تنجحي في البداية، فأعيدي صياغة الجدول، وغيِّري الزَّمن المحدَّد أو بعض المقترحات، وإيَّاك أن تنسي كتابة التقدُّم، ولو كان يسيرًا في نظرك، فلا بدَّ من كتابتِه وملاحظته، وحمْد الله عليه.
الرغبة في حفظ القُرآن والتقرب إلى الله:
ما أرْوعَ أن تَجعلي حِفْظ كتاب الله لك هدفًا! وقد بدأتِ بالحفظ فأكملْتِ بحمْد الله الجزئَين 29 و 30 مع حفظ الجزء الأوَّل من سورة البقرة، فعليْك الآن تحديد الطَّريق لإكمال الحفظ، وأُفضِّل لك أن تُكْمِلي من الأجزاء الأخيرة فتبدئين بحفظ جزء (قد سمع)، وما أجمله!
فإن هممتِ فاجعلي معك تفسيرًا موجزًا، كـ"زبدة التفسير" مثلاً، ولتنظُري فيما تَحتاجين إلى تفسيره من الآيات؛ فذاك من أكثر ما ييسِّر الحفظ ويثبت الآيات، ثمَّ عليْك بتحديد القدْر الَّذي يُمكنُك حفظُه في كلِّ يوم ومراجعته باستِمْرار، ولا تقارني نفسَك بغيرك، فلا تقولي: أحفظ وجهين كفلانة، بل ابدئي بما يتيسَّر لك، وسيزيدُ وِرْدُك باستمرارك على الحفظ بإذْن الله.
وإن حدث لك انقِطاع يسيرٌ فلا تيْئسي، ولا تعودي من البداية، بل أكْمِلي حفظَك ومراجعتَك على نفس الوتيرة السَّابقة، وستُلاحظين قربَك من هدفك السَّامي مع مرور الأيَّام، وإن تيسَّر لكِ الاستِعانة ببعض الصَّديقات ومراجعة الوِرْد معها، فهو خير وأفضل.
ولكي تتقرَّبي إلى الله، فلستِ بحاجة - في الحقيقة - إلاَّ أن تتقرَّبي إليه - عزَّ وجلَّ.
تعرَّفي على الله بالقراءة في كتُب العقيدة، والاستِماع إلى المحاضرات النَّافعة التي تُذكِّر بالآخِرة، واقرئي في كتُب التَّرغيب والتَّرهيب، والكتُب التي تتحدَّث عن السَّلف وما كانوا عليْه، وتذكَّري نِعَم الله عليْك؛ فهو أحرى أن يقرِّبَك من الله، ويملأ قلبَك بحبِّه - عزَّ وجلَّ.
الشُّعور بالفشل وضعف الإرادة:
اعْلمي أنَّ مَن يقول: أنا فاشل، سيكون كذلك، ومَن يقول: أنا ضعيف، سيصبح بالفِعْل ضعيفًا.
نحن لا نصنع المستقْبَل الَّذي هو بيد الله وحدَه، لكن بإمكانِنا أن ننظُر إلى الجوانب الحسنة في أنفُسِنا، ونعمل على تنمِيَتها وتطْويرها، أليْس كذلك؟!
تذكَّري أنَّ كلَّ الإنجازات بدأت بفكرة، مجرَّد فكرة طرأتْ على العقل، فلم يغفلْها صاحبها بل طوَّرها وأحسن استِغْلالها، فانطلقت شرارتُها وبرق لمعان نجاحِها.
أنت - بفضْل الله - قد أتْممتِ نجاحَك الدِّراسي على خير وجه، سني المرْحلة الابتدائية، ثمَّ الإعداديَّة (المتوسِّطة)، ثمَّ الثَّانوية، ثمَّ تخرَّجتِ، وتقولين: إنَّني فاشلة!
إنَّك بِهذا القول تعْملين على وأْد كلِّ طموح بداخلك، تقْتُلين النَّجاح الَّذي حققتِه خلال السنوات السَّابقة، يقول علماء النَّفس: "أنت لا تستطيع؛ لأنَّك ترى أنَّك لا تستطيع!".
ويقول الشيخ الدكتور سلمان العودة - حفِظه الله -: "كلُّ إنسان لديْه إمكانيَّة النجاح، ولكن نجاحه يعتمِد على قدرته على تفْجير مواهبه، مُخطئٌ مَن يتصوَّر أنَّ النَّجاح يأتيه على طبقٍ مِن ذهب، وإلاَّ لساد النَّاس كلهم، فالدنيا قد خُلِقَت على كدر، والبعض يُريدها خلوًا من الأكدار!".
قولي بكلِّ ثقة: أنا إنسانةٌ ناجحة.
نعم، نجحْتِ في دراستك، نَجحتِ مع أهْلك في البيت، نجحْتِ في تكوين بعض الصَّداقات، كلُّها أمور رائعة يا عزيزتي.
تقول المحلِّلة النفسيَّة (فيرا بيفر): "إذا أمعنتَ التَّفكير في شيءٍ ما فسيتضخَّم قدرُه".
فعليْكِ ألاَّ تفكِّري في مرَّات الفشل، وإلاَّ فكلُّنا نفشل، ولكن فكِّري في مرَّات النَّجاح وعدِّديها واكتُبيها إن شئت، وأعيدي قراءتَها خلال اليوم، وستجنينَ ثمارًا حلوة، ثقي في ذلك.

الصراع مع قانون (مورفي):
يتلخَّص قانون أو قوانين (مورفي) السَّاخرة في تعميم النَّظرة التشاؤميَّة، والاعتِقاد بأنَّ الأمور لا بدَّ أن تسير في الاتِّجاه الأسوأ، كقوله بأنَّه: لن يُصْغي إليك أحدٌ إلاَّ عندما تقول شيئًا خاطئًَا، وأنَّ الخبز لا يسقُط إلاَّ على الجانب الذي دُهن بالزُّبد، وأنَّ الشَّيء المفقود لا يمكن أن نجِدَه إلاَّ حين نبتاع غيره، وغيرها من الكلمات التي لا تنظر إلاَّ بصورة أكثر تشاؤمًا.
وهذا تمامًا ما تعْتقدينه أنتِ، أليس كذلك؟
مَن قال لك: إنَّ كلَّ ما تتمنَّينَ حدوثَه لا يحدث؟ تأمَّلي جيِّدًا في الماضي، وتذكَّري تلك الأحداث الطيِّبة، ولا تلتفتي لِما لم يحدث، فرغْبتُك في أحد الخطَّاب لا تعْني بالضَّرورة أنَّ فيه الخير.
وردِّدي بثقة وإيمان: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
والحلُّ الوحيد لهذا الشُّعور وتلك الظنون هو: تفْويض الأمر إلى علاَّم الغيوب، هو الذي قدَّر حدوث هذا، فلا شكَّ أنَّ فيه الخير لنا من حيث لا نعْلم، وعليْك أن تكثري من الدُّعاء بأن يرزُقَك الله بالزَّوج الصَّالح الَّذي تسْعدين معه في الدُّنيا والآخِرة، وقد أخطأتِ خطأً عظيمًا بذهابِك لِمَن لا تعلمين لفكِّ سحرٍ لستِ متيقِّنة منْه، وما يدريك ما كُتِب في هذه الورقة؟! ولا أظنُّ إلاَّ أنَّه ساحر أو مشعْوذ، فعليكِ بتمْزيقها على الفور، والاستعاذة بالله، والاستغفار والمداومة على الرُّقْية الشَّرعية؛ فقد روى أبو سعيدٍ الخدري - رضِي الله عنْه - أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((أتاني جبريل، فقال: يا محمَّد، اشتكيتَ؟ قلتُ: نعم، قال: بسم الله أرْقيك، من كلِّ شيءٍ يؤْذيك، من شرِّ كلِّ نفسٍ، و عين حاسد، بسم الله أرقيك، والله يَشفيك))؛ صحيح الجامع.
وعن عائشة - رضِي الله عنْها - أخبرت أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - كان إذا اشتكى يقرأُ على نفسِه بالمعوِّذات، وينفث، قالت: فلمَّا اشتدَّ وجعُه كنت أقرأُ عليْه وأمسح عنْه بيدِه؛ رجاء بركتِها؛ رواه البخاري.
فتوجَّهي إلى الله بالدُّعاء وأكْثِري منه، وثِقِي في رحمة الله، واعلمي أنَّ رحْمَتَه كما قال الله - تعالى -: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56]، وحافظي على الأذْكار الشَّرعيَّة، وأقْبلي على الله بقلب خاشع خاضع، وهو - سبحانه - لا يردُّ سائلاً.
الشعور بالحزن والتعب والتيه والخوف:
الشُّعور بكل هذا ما هو إلاَّ ردَّة فعل طبيعيَّة جدًّا ومتوقَّعة لِما أحطتِ نفسَك به، من قيودٍ ومكبلات نفسيَّة سلبيَّة.
يقول عالم النفس في كتابه (علم النَّفس القوي): "إنَّ القدْر الأكبر من الإجهاد الذي نعانيه إنَّما يرجع لأسبابٍ ذهنيَّة وعقْليَّة، والسَّبب وراء التَّعب الشَّديد نادرًا ما يكون مجرَّد الإجهاد البدني فقط".
وانظري بنفسِك في حال المَريض كيف يكون قبل أن يأتِيَ أحدُ الأقارب أو الأحباب لزيارته، حيثُ يشتدُّ ألَمه ويُقاسي المرَض العضوي والألم الجسدي، في حين يَختفي قدرٌ كبير من كلِّ تِلك الآلام بمجرَّد رؤيته لأحبابِه واستمْتاعه بمرافقتهم له، فدعي عنك تلك المشاعر السلبيَّة وانزعيها بقوَّة، وأزيلي كلَّ أثَر تركتْه على نفسك، وجاهديها بكلِّ السُّبل؛ فلن تَجِدي منها مقاومة تُذكر، بل ستنْدهشين من ضعْفِها ووهنها أمام إرادتِك الصلْبة.
عزيزتي، انظُري إلى حياتك الجميلة بعين التَّفاؤل والأمل، وتأمَّلي في نعم الله عليك، واستمْتعي بحياتِك الطَّيِّبة، وتبسَّمي في وجْه الأحزان، فإنَّها لن تلبث أن تَختفي خجلاً من ابتِسامتك الرَّائعة، عديني وأعدُك أنَّك ستجنين ثِمار هذا التفاؤُل في أيَّام معْدودة.

أخـيرًا:يقول الدكتور الشَّيخ محمَّد العريفي في كتابِه الرَّائع "استمتِع بحياتك":
"لماذا نُعطي المصائب والأحزان في أحيان كثيرة أكبرَ من حجمِها، فنغتمّ أيَّامًا، مع إمْكانِنا أن نجعل غمَّنا ساعة، ونحزن ساعات على ما لا يستحقُّ الحزن؟! لماذا؟! أعلم أنَّ الحزن والغمَّ يهْجمان على القلب ويدخلانِه من غير استئذان، ولكن كلّ باب همٍّ يفتح فهناك ألف طريقة لإغلاقه".
بالطَّبع أدعوكِ لقراءة هذا الكتاب ووضْعه ضمن خطَّتك الرائعة التي ستقومين بإعدادها فور قراءتِك لهذه الاستشارة.
وفَّقك الله لكل خير وفلاح، وأسعدَ قلبَك في الدَّارين، ورزقَك من حيث لا تعلمين، وجعلك هاديةً مهْديَّة،

----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-2013, 12:30 AM   #4288
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من لآلئ القلوب: الحنان
الحنانُ قِرْبَةُ ماءٍ في صحراءَ واسعة، وظلٌّ وارفٌ تأنَسُ إليه الروحُ الظَّمأى عندما تنالُ الرَّمضاءُ من رقَّتها وعذوبتها وقتَ الهاجرة ما تنال، وعندما تسومُ الأحاسيسَ الرقيقةَ أعاصيرُ الهجرِ العاتية، وعندما تُزَجُّ المشاعرُ في قفصٍ ضيِّق يسدُّ المهاربَ عليها، ويَكبتُ تغريدها، ويحبسُ بوحَها.
الحنانُ أنشودةُ الأملِ على أوتارِ النفس، وقطراتُ الندى على خميلةِ الفكر، وامتدادُ الأفقِ في بؤبؤ العيون الحالمة.
وهو أثرٌ من آثارِ الخالقِ حيث أودعهُ في صدرِ الأم لبناً خالصاً، وفي راحتَيها دفئاً، وفي قلبها واحةً من الأمان، فعندما يُذكرُ الحنان يقفِز إلى الذهنِ صورةُ الأمِّ التي أعلى الإسلام قَدرَها، وعظَّم شأنها..
جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، من أحقُّ الناس بحسن صحابتي ؟ قال: ((أمّك)) قال: ثمّ من ؟ قال: ((أمّك)) قال: ثمَّ من ؟ قال: ((أمّك)).
قال: ثمّ من ؟ قال: ((ثمَّ أبوك))[1].
ومما قيل في الأمِّ التي هي يَنبوع الحنان الثّرُّ وقمرُ الكون المضيءُ:
- قال شكسبير: "ليس في العالم وسادة أنعمُ من حِضْن الأم".
- وقال لي شيبي: "الأمُّ شمعة مقدّسة تُضيءُ ليل الحياة بتواضع ورقّة وفائدة".
- وقال سقراط: "لم أطمئنَّ قطُّ إلا وأنا في حجر أمي".
- وقال نابليون بونابرت: "الأمُّ التي تهزُّ السَّريرَ بيمينها تهزُّ العالمَ بشمالها".

- ومما يُستحسن ذكرُه في هذا المقام هذا الحوار المؤثّر بين أم وولدها حيث يعبّر عن أرقى درجات المحبَّة والحنان والتضحية والنُّبل:
أغرى امرؤٌ يوماً غُلاماً جاهلاً بنُقودِه حتى ينالَ به الوَطَر
قال: اِئْتِني بفؤاد أمّكَ يافتى ولكَ الدّراهمُ والجواهرُ والدّرَر
فمضى وأَغْمَدَ خَنجراً في صَدرها والقلبَ أخرجه وعادَ على الأثَر
لكنَّهُ من فَرْطِ سُرعته هَوى فتدَحرَجَ القلبُ المضرَّجُ إذ عَثَر
ناداهُ قلبُ الأمِّ وهو مُعفَّرٌ ولَدي حَبيبي هل أصابَكَ من خَطَر؟
فكأنَّ هذا الصوتَ رغمَ حُنوِّه غَضَبُ السَّماء بهِ على الوَلَد انْهَمَر
فاستَلَّ خَنجَرَه ليَطعَنَ نفسَه طَعْناً ليَبقى عِبرةً لِمَنِ اعْتَبَر
ناداهُ قلبُ الأمِّ: كُفَّ يداً، ولا تَطعَن فؤادي مرَّتَين على الأثَر
الحنان بحرٌ من الحبِّ يحملُ في طيَّاتِ أمواجِهِ تباشيرَ الغَيث، وفي قعرهِ يسكنُ اللؤلؤ والألماس والمرجان.
ومن رحمة الله الواسعة إيداعُ الحنانِ ليس في قلوب البشَر فحسب بل في قلوبِ البهائم أيضاً؛ إذْ تحنو على أولادِها، وتُرضعُهم اللبن، وتحرسُهم وتوفِّرُ لهم أسبابَ الحماية..
وأودعَهُ في نُسوغ الأغصان التي تُمدُّ ثمارَها بالغذاء حتى ترتويَ وتَنضَج..
وأودعه في الزهور التي تمنحُ الرحيقَ للنحل ليقدِّمه عسلاً نافعاً لبني البشَر.
الحنانُ مفتاحُ النَّفس فإذا ما هَمَس إليها، ودغدغَ أحاسيسَها، وحرَّك أوراقَ زهورِها فإنها تسعدُ، وتستفيقُ، ثم تتوقَّد وتبتسم، فتضوعُ عطراً يملأُ الآفاق، فيداعبُ خيوطَ الشمس الفضيّة تارةً، ويرتمي في أحضان النسيم تارةً أخرى، ليرسلَه هديَّة جميلةً للخمائلِ والأفنان، فتصحو البلابلُ والعصافيرُ من طيبِ الأريج، وتغرِّدُ فرحةً جَذلى فيطربُ الكونُ وتبتسمُ السُّحب البيض.

الحنانُ يتمثَّل في كلمة حقٍّ، ونُصرةِ مظلوم، ومواساةِ مُبتلى، ولمسةٍ حانية على رأس مَعوق، وهمسةِ حبٍّ في أذن مجروح.
الحنانُ يتمخَّض عن الحق تمخُّضَ العسل عن الرحيق، وتمخُّضَ النُّبلِ عن الأخلاق.
الحنانُ تضحيةٌ كتضحيةِ الأبِ العَطوف في سبيل الأبناء، وتفاني المعلمِ المخلص في الصفِّ من أجل التلاميذ، وتضحيةِ الأحرار ذَوداً عن دينهم وأوطانهم.
الحنانُ يولِّدُ الأخوَّة بين الناس، لأنه إذا ما حطَّ رحالَه المباركة على ضفَّتَي قلب طيِّب، فإنه يُسخِّنُ ماء هاتين الضفَّتَين بدفئه، فيعلو نُبلهما، ليُشكِّل سحائبَ الخير التي تَهمي على الدنيا فُيوضاً من العَطاء.
الحنانُ دواءٌ لكثيرٍ من الأدواء فإنِ استُخدِم في وقته، وبقدرِ الحاجةِ إليه، نفعَ وأجدى، وإن استُخدِمَ بعشوائية ومن غيرِ ضوابطَ فإنه يُضرُّ، فهو سلاحٌ ذو حدَّين.. فما أكثرَ الآباء والأمهات الذين كانوا سبباً في تضييعِ أبنائهم لإغراقهم إياهُم بالحنان الجارف الذي غمرَ شخصياتهم فأضرَّ بها، كما يُضرُّ الماءُ النبتةَ إذا ما غمرها كلَّها؛ لأن النبتةَ تحتاجُ إلى الماءِ في أوقاتٍ محدَّدة، كما تحتاج إلى الشمسِ في أحايينَ أخرى، وفي مرَّة ثالثة قد لا تحتاج إلى هذا أو إلى ذاك، بل تحتاجُ إلى رطوبة وهواء. وهذه هي حال الإنسان.
كلُّ واحدٍ منَّا بحاجةٍ إلى الحنان، لأن حاجةَ النفوسِ إلى الحنان كحاجةِ الأرض إلى المطر، وحاجةِ الشِّفاه إلى الابتسامة، والعينِ إلى الكُحل، والأغصان إلى زقزقة العصافير، والجداول إلى همسِ النجوم.
وتأمَّلوا هذه اللمسةَ الحانية من نبيِّ الرحمةِ والهداية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهو يمسحُ على رؤوسِ الأيتامِ في يومِ العيد، ويتفقَّدُ الحزانى والثكالى والمجروحين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((خيرُ بيتٍ في المسلمين بيتٌ فيه يتيمٌ يُحسَنُ إليه، وشرُّ بيتٍ في المسلمين بيتٌ فيه يتيمٌ يُساءُ إليه))[2].
فالحنانُ وديعةُ اللهِ في النفوس الطيبة، ولمسةٌ نديَّةٌ من لمسات الخالق بثَّها في القُلوب الصافية، فلا تبخَلوا بها على أرحامكم وجواركم، وعلى الغُرباء من الناس والمبتلين، وعلى الأيتام الذين طارَ بريقُ الفرح من عيونهم، وتلاشى حسُّ الأمان في نُفوسهم.
قال تعالى:{فأمَّا اليتيمَ فلا تَقهَر* وأمَّا السائلَ فلا تَنهَر}. [الضحى: 9-10].
ولرُبَّ همسةِ حنان واحدة فتحَتِ الآفاقَ أمامَ موهبةِ طالبٍ كامنة، ورسمت الأملَ على شفاهِ مَكروبٍ يعتصرُه الألم، ويُقِضُّ مضجعَه الحزنُ، وغيَّرت مسيرةَ إنسانٍ من دروبِ الضَّياع إلى دروبِ الحقِّ والهدى.
فيا أيها الزوجُ الكريم، إذا وَجدتَ في نفسك الحاجةَ إلى لمسةِ حنانٍ من مديركِ في العمل، أومن والدَيك، فامنَحْ زوجَتَك تلك الهمسةَ؛ لأنَّ أفضلَ طريقةٍ للحصول على الحبِّ مبادرَتُك الآخرين بالمحبَّة. فالعطاء قيمةٌ وشجاعة وسعادة.
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((الراحمونَ يرحمهُم الرحمن، ارحَموا مَن في الأرضِ يرحَمكم مَن في السماء، الرَّحِمُ شُجنةٌ من الرَّحمن، فمَن وصَلَها وصلهُ الله، ومَن قطعَها قطعَهُ الله))[3].
هَبُوا الحنانَ للآخرين تُوهَب لكم المحبَّة، وارحموا الآخرين تُظلّكم غمامة الرِّضا العلويَّة، وبوحوا بالكلام الطيِّب، تحصدون محبَّة الناس وخالق الناس، وعامِلوا الناس بخُلُقٍ حَسن يُقرِّبكم نبيُّ الرحمة والهداية إليه في جنات النعيم.
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحبَّكُم إليَّ، وأقربَكُم منِّي في الآخِرة، أحاسِنُكم أخلاقاً))[4].
------------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-2013, 12:39 AM   #4289
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
من مظاهر التكبر العقلي، عدم الرضا بما يرضى به بسطاء الناس،
{ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ } ،
{ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ } ،
{ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ }
ثم تبدأ صورة أشد من هذه حين يجعل المتكبر انقياده للأمر دليلا على أنه صحيح، وعدم انقياده للأمر دليلا على أنه خاطئ !
{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ } !
[ ناصر المدلج ]

[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-2013, 12:55 AM   #4290
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

هذه ايضا من تعثر امر زواج الفتاة
كثيرا من الشباب وخصوصا البنات يشكون من عدم التوفيق في الزواج..
ولكن في بعض الحالات لو فتشت عن نفسها لوجدت انها مقصرة مع الله تعالى تقصيرا واضحا في الصلاة وغيرها..
وتجلس بالساعات الطوال..وتتحدث احيانا مع شاب بعلاقة محرمة او رسائل او صور او اغاني محرمة لا ترضي الله عز وجل..وتتسأل دوما ..لماذا اموري كلها متعسره..؟؟؟؟!!!

انه البعد عن طاعة الله ...نعم انه البعد عن تعاليم النبي صلى الله عليه واله وسلم..انه الرفيق والجليس السوء...
يقول الله تعالى(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
فكم من عاصي وعاصية تابت الى الله تعالى ورزقوا بمال وزواج ووظيفة وتيسير للامور كلها...قال عز وجل(ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا).
ولكن لننتبه الى هذا..من تاب بصدق تاب الله عليه...ومن فرج الله عنه لا يعود الى معاصيه ثانية...
صلى وصام لأمر كان يقصده فلما انقضى الامر لا صلى ولا صام.

فالتوبة التوبة..قبل الندم وحلول الموت فجأة على معصية والعياذ بالله.
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 02:40 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved