![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4351 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ما زاد الله عبدآ بعفو إلا عزآ فأجعل العفو عنوانك أَرَأَيْت لَو كَانَت لَدَيْك آَنِيَة مِن زُجَاج نَظِيْفَة لَامِعَة ثُم تَعَرَّضْت لِلْأَتْرِبَة حَتَّى اغْبَرَّت وَانْطَفَأ بِرِيْقِهَا. فَعَاجَلَتْهُا بِالْمَسْح وَالتَّنْظِيْف فَعَاد إِلَيْهَا رُوَاؤُهَا وَرَوْنَقُهَا مَا كَان أَسْهَل ذَلِك عَلَيْك ثُم أَرَأَيْت لَو أَنَّك أَهْمَلْتُهَا حَتَّى تَرَاكَمَت الْأَتَرِبَة .. وَتَحَجَّرَت وَاسْتَمْسَكْت فَصَار مِن الْعَسِير عَلَيْك حِيْنَئِذ تَنْظِيْفِهَا إِلَا أَن تَقْسُو عَلَيْهَا فِي الْتَّنْظِيْف قَسْوَة قَد تَحْدُث فِيْهَا خَدْشَا لَا تَمْحُوَه الْأَيَّام كَذَلِك هِي الْقُلُوُب تُحَمِّل عَلَى مَن حَوْلَهَا الشَّيْء بَعْد الْشَّيْء مِن الْغَضَب أَو الْحِقْد أَو الْحَسَد فَإِذَا بَادِر أَصْحَابِهَا بِتَنْقَيَّتِهَا زَال كُل كَدَر وَعَم الْصَّفَاء وَسَلَّم الْصَّدْ وَإِذَا أَهْمَلُوَا ذَلِك تَرَاكَمَت الْمَوَاقِف وَتَتَابَعَت الْمَآخِذ حَتَّى يُصْبِح فِي كُل قَلْب عَلَى أَخِيْه بَغْضَاء فَتُشْحَن الْقُلُوْب وَتَضِيْق الْصُّدُوْر.. وَيَطُوْل الْهَجْر وَتَمْتَد الْقَطِيعَة وَتَذْهَب الْأَيَّام وَالْأَعْمَال لَا تُرْفَع وَيَبْقَى الْتَّعَامُل مِن الْجَانِبَيْن مَشُوْبا بِالْحَذَ لِمَاذَا لَا تُسَرَّع الْنُّفُوْس فِي إِطْفَاء نَار الْخِلَافَات وَإِخْمَاد لَهِيْبِهَا فلَا أَنْجَع فِي تَخْفِيْف سَعِيْر الْعَدَاوَات وَإِمَاتَة شُّعَلِهَا مِن إِلْقَاء بَرْد الْعَفْو عَلَيْهَا وَمُعَاجِلْتِهَا بِغَيْث الْصَّفْح وَصَب مَاء الْتَّسَامُح عَلَى الْقُلُوْب لِيُطَهِّرَهَا مِن دَنسِهَا ويُنِقَيُّهَا مِن وَضَرَهَا .. وَيَسْقِي جُذُوْر الْحُب وَيَرْوِي غِرَاس الْمَوَدَّة ..وَيُعِيْد لَأَغْصَان الْأُنْس وَالْأُلْفَة رُوَاءَهَا .. أَلَم نَتَأَمَّل قَوْل الْلَّه تَعَالَى .. } وَإِن تَعْفُوَا وَتَصْفَحُوْا وَتَغْفِرُوْا فَإِن الْلَّه غَفُوْر رَّحِيْم { يَقُوْل الْشَّيْخ ابْن عُثَيْمِيْن رَحِمَه الْلَّه تَعَالَى فِي تَفْسِيْرِه لِهَذِه الْايْه .. أَن بَيْن "الْعَفْو" و "الْصَّفْح" فَرَقَا؛ فـ "الْعَفْو" تَرَك الْمُؤَاخَذَة عَلَى الْذَّنْب "الْصَّفْح" الْإِعْرَاض عَنْه مَأْخُوْذ مِن صَفْحَة الْعُنُق وَهُو أَن الْإِنْسَان يَلْتَفِت، وَلَا كَأَن شَيْئا صَار يُوَلِّيَه صَفَحَة عُنُقِه . فـ "الْصَّفْح" مَعْنَاه الْإِعْرَاض عَن هَذَا بِالْكُلِّيَّة وَكَأَنَّه لَم يَكُن فَعَلَى هَذَا يَكُوْن بَيْنَهُمَا فَرْق .. فـ "الْصَّفْح" أَكْمَل إِذَا اقْتَرَن بـ "الْعَفْو" فَالْعَفْو لَا تُؤَاخِذْه بِذَنْبِه وَلَكِن لَا حَرَج ان بُقَى فِي نَفْسِك شَيْئ او تُذَكِّر لَه، وَالْصَّفَح تَعْرْض عَن هَذَا إِطْلاقَا وَلَا كَأَن شَيْئ جَرَى فَلِهَذَا الْصَّفْح أَكْمَل وَأَكْمَل إِذَا اقْتَرَن بِالْعَفْو الْعَفْو هُو فَالتَجَاوَز عَن الْذَّنْب، وَتَرْك الْعِقَاب عَلَيْه وَأَصْلُه الْمَحْو وَالْطَّمْس.. فَمَا قِيْمَة عَيْش الْمَرْء وَهُو يَكْنِز فِي مَضْغِه صَغِيْرَه عَدَاوَات وَانْتُقَامَات مُغَلَّفَة بِسُوَء ظَن وَقَسْوَه قَلْب وَحُب لِلْتَّشَفِّي مَع الْبَحْث عَن مَكَامِن الِانْتِصَار لِلْنَّفْس وَالْأَخْذ بِحَقِّه يَقُوْل ابْن الْقَيِّم رَحِمَه الْلَّه فِي كِتَابِه بَدَائِع الْفَوَائِد .. مَا الَّذِي يُسَهِّل هَذَا عَلَى الْنَّفْس وَيُطَيِّبَه إِلَيْهَا وَيُنَعِّمُهَا بِه ..؟؟!! اعْلَم أَن لَك ذُنُوْبَا بَيْنَك وَبَيْن الْلَّه تَخَاف عَوَاقِبَهَا وَتَرَجَّوْه أَن يَعْفُو عَنْهَا وَيَغْفِرَهَا لَك وَيَهَبُهَا لَك . وَمَع هَذَا لَا يَقْتَصِر عَلَى مُجَرَّد الْعَفْو وَالْمُسَامَحَة حَتَّى يَنْعَم عَلَيْك وَيُكَرِّمَك وَيَجْلِب إِلَيْك مِن الْمَنَافِع وَالْإِحْسَان فَوْق مَا تُؤَمِّلُه فَإِذَا كُنْت تَرْجُو هَذَا مِن رَبِّك أَن يُقَابِل بِه إِسَاءَتِك فَمَا أَوْلَاك وَأجدْرّك أَن تُعَامِل بِه خَلْقَه وَتُقَابِل بِه إِسَاءَتَهُم لِيُعَامْلك الْلَّه هَذِه الْمُعَامَلَة . فَإِن الْجَزَاء مِن جِنْس الْعَمَل ... – ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4352 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() يا صاحب الهم أبشر إن الفرج قريب اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس, يا رب العالمينأنت رب المستضعفين وأنت ربيإلى من تكلني يا رب، إلى بعيد يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمريإن لم يكن بك على غضب فلا أبالي، ولكن رحمتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو تحل عليّ سخطك لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك. يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشـر بخيـر فــإن الـفـارج الله اليأس يقطـع أحيانـابصاحبـه لا تـيـأسـن فـــإن الـكـافـي الله الله يحدث بعـد العسـرميسـرة لا تجـزعـن فــإن الصـانـعالله إذا بليت فثق بـالله وارضبـه إن الذي يكشف البلوى هوالله حينما تضيق الدنيا على القلوب بما رحبت عندما يضرِب الكَرْب أطنابه في صدور آخرين حينها تُخيِّم سحائب الْحُزن وقد تُمطِر العيون دَماً بعد دمع وقد يَرى أُناس الليل فلا يَرون فيه إلاّ حِلْكَته وسَواده قد يتنفّس أحدهم من ثُقب إبرة ! وقد يَنظر من خلال منظار مُغلَق ! فلا يَرى في الأُفُق أمَلاً يَلُوح بل لعلّه إذا رام تفريجا رأى ضيقاً وإن نَشَد الفَرَح صَفَعَه الْحُزن وإن أراد أن يَضحَك عُبِس في وجهه فهو ينتقل مِن هَـمٍّ إلى هـمّ ويَخْرُج من غمّ ويَدخل في آخر إلا أنّ دوام الْحال من الْمُحال وربّ العزّة سبحانه أخبر عن نفسه بأنه } كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ{ قال عليه الصلاة والسلام : (من شأنه أن يَغْفِر ذَنْباً ، ويُفَرِّجكَرْباً ، ويرفع قوما ويخفض آخرين) رواه ابن ماجه . قال عبيد بن عمير : مِن شَأنه أن يُجيب داعيا،أو يُعْطِي سائلا،أو يَفُكّ عَانيا،أو يَشْفِي سقيما. ولرب نازلة يضيق بهـا الفتـىذرعًـا وعـــنــــد الله مــنــهـــاالــمــخـــرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكــــنــــت أظــنـــهـــا لا تــــفـــــرج رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا أيها المكروب ... أيها المهموم ... أيها المغموم ألا إلى الله ألتجأت ....... ألا إلى الله ناديت } أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ{ } وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّوَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُفَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ{ } وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِيالظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ { }وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْكَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ{ فيا صاحب الهـمّ ..اعلم أن الفَرَج مع الكَرْب وأن مع العُسر يُسْرا قال عليه الصلاة والسلام : ( واعلم أنّ في الصبر على ماتَكْرَه خيرا كثيرا ، وأن النصر مع الصبر ، وأن الفَرَجَ مع الكَرْب ، وأن مع العسر يُسرا ( ويا صاحب الهـمّ ..اعلم أن الهـمّ أجرٌ وخير ) ما يصيب المؤمن من وَصَب ولا نَصَب ولا سَقَم ولا حَزَن ، حتى الْهَمّ يُهَمَّه إلا كُفِّرَ به من سيئاته ( ياصاحب الهـمّ لاتقلإن همي كبير فإن من أتى به.قادر على أن يزيله عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقولعند الكرب: )لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربالعرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم ( عن أبى بكرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال دعوات المكروب: )اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلحلي شأني كله لا إله إلا أنت( ويا صاحب الهـمّ .. لا تَغْفَل عن القرآن ... ولا تنس الأذكار ولا تُغفِل مصدر الفَرَج وأصل السعادة و الوقوف بين يدي الله جلا وعلا والإلتجاء إليه في كل وقت وفي كل حال وأهم ما يلجأ إليه المسلم في شدته وكربه واكتئابه الصلاة التي يقف فيها المسلم بين يدي ربه خائفًا متضرعًا ؛ فهيعدة للإنسان المؤمن في معركة الحياة، تمده بروح القوة، وقوة الروح، وتمنحه طاقة نفسية، وزاداً روحيًا يعينه علىمواجهة الشدائد، قال تعالى في توجيه المؤمنين: }يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ { وكان النبي صلى الله عليه وسلم اشتد عليه أمر فزع إلى الصلاة. يا صاحب الهم ... يـا مَـن لـه تعنـو الوجـوهُوتخشـعُ ولأمـــرهِ كـــل الـخـلائـقتـخـضـعُ أحنو إليـك بجبهـة لـم أحنِهـا يومـا لـغـيـر سـؤالــك سـاجــدا أتـضــرع أنا من علمتَ المذنب العاصي الذي عظُـمـت خطـايـاه فـجـاءك يـهــرع كم من ساعـة فرطـت فيهـامسرفـا وأضعـتـهـا فـــي زائــــل لا يـنـفــع إن لـم أقـف بالبـاب راجــي رحـمـة فــلأي بــاب غـيـر بـابــكأقـــرع هــذا أوان العـفـو فـاعـف تـفـضـلا يـا مـن لـه تعنـو الوجـوهوتخشـع }أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ{ ألا ترى أن الهـمّ والْحزن والكَرْب مِحَنٌ في طـيِّـها مِنَح ؟! اللهم فرج هم المهمومين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين.. اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك . أسأل الله رب العرش العظيم لنا ولكمـ العلم النافع والعمل الصالح اللهم اني رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا بارك الله في الجميع وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4353 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() تحريم سماع الغيبه إن الغيبة حرام ، وسماعها أو الاستمتاع بالحديث فيها حرام أيضاً ، لأن المسلم مطالب بالنصيحة وطلب الكف عن الغيبة ، وعن أنواع اللغو ومنكر القول ، فالمتكلم والسامع في الإثم سواء ، والمستمع أحد المغتابين ، لأن السامع رضي بالمنكر ، قال الله تعالى مبيناً وجوب الإعراض عن سماع اللغو: }وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ { [القصص:55] ووصف المؤمنين بقوله: } وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ{ [المؤمنون:3] وسوف يسأل الله تعالى الإنسان يوم القيامة عن كيفية استعماله لحواسه }إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً { [الإسراء:36] وقال تعالى واصفاً رسوله وآمراً له بالإعراض عن اللغو فقال تعالى: }وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ { [الإنعام:68]. وأوضحت السنة النبوية سبل التخلص من الطعن في الغائب ، فقد روى الإمام الترمذي عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من رد عن عرض أخيه رد الله النار عن وجهه يوم القيامة ) أي: أن المدافع عن أخيه في الدنيا ينجو من عذاب النار يوم القيامة. ولا يجوز لأحد أن يطعن في أخيه المسلم الغائب ولو كان في العيب حقاً ، فقد ورد الحديث المتفق عليه عن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال: ( قام النبي عليه الصلاة والسلام يصلي فقال: (أين مالك بن الدُّخشم؟) ، فقال رجل: ذلك منافق لا يحب الله تعالى ولا رسوله ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال لا إله إلا الله؟ يريد بذلك وجه الله تعالى وإن الله تعالى قد حرَّم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله). دلَّ الحديث على تحريم الغيبة لاجتنابها: إما بزجر القائل وردعه عنها وإما بردّ ما قاله عن أخيه المؤمن ، كما دلَّ الحديث على أن العمل الصالح لا ينفع منه إلا ما أريد به وجه الله تعالى والإخلاص له والتقرب به إليه. وفي هذا الأدب الرفيع منع الغيبة وتحريمها مظهر من مظاهر التضامن الاجتماعي في الإسلام لإنكار المنكر ، وإقرار المعروف ، وهو أدب يتطلب الستر على الأخ والحفاظ على سمعته وكرامته ، وتحسين الظن به ومنع إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ومحاربة كل أنواع الانحراف ، لأن التحدث بها يغري البرآء ويُضعف الوازع الديني ويشجّع على اقتراف المعاصي واستحلال عرض الغير وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام محذراً منها: ( ألا أدلكم على أربى الرِّبا ؟ قالوا: بلا يا رسول الله قال: أن يستحل المسلم عرض أخيه ) أي: أن يغتابه. أسباب إباحة الغيبة استثناءً إن الأصل أو القاعدة العامة أن الغيبة حرام ، لكنها وف بعض الأحيان تُبَاح لغرض صحيح شرعي ، لا يمكن الوصول إليه إلا بها ، فهي تباح لعذر أو سبب والأسباب ستة كما ذكرها الإمام النووي في كتابه رياض الصالحين،وهي: - الأول: التَّظلم: فيجوز للمظلوم أن يشكو من ظلمه إلى الحاكم أو القاضي وغيرهما ممن له القدرة أو الولاية ويستطيع أن ينصفه ممن ظلمه فيقول: ظلمني فلان بكذا وكذا.. - الثاني: الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر: إن فلاناً يعمل كذا أو يقول كذا.. ، فازجره ونحو ذلك ، ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر ، فإن لم يقصد ذلك كان فعله وقوله حراماً. - ثالثاً: الاستفتاء: فيقول للمفتي: ظلمني فلان بكذا فهل يجوز له ذلك ؟ وما طريقي في الخلاص منه وتحصيل حقي ؟ وما شابه ذلك.. فهذا جائز عند الفقهاء للحاجة ، والأفضل عدم تعيين الشخص ، فإنه يحصل به الغرض من دون تعيين ، وإن كانت التعيين جائزاً. - الرابع: تحذير المسلمين من الشَّرِّ ونصيحتهم وذلك من وجوه: ومنها المشاورة في مصاهرة إنسان أو مشاركته في عمل ما ، أو إيداعه مالاً أو معاملته ، أو غير ذلك ويجب حينها على من يُسْتَشار أن لا يخفي حاله ، بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة. - الخامس: أن يكون مجاهراً بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر ، ومصادرة أموال الناس وإيذائهم وأخذ المكس ، فيجوز في حق مثل هذا أن يُذكر علناً بما فيه من مساوئ. - السادس: التعريف: فإذا كان الإنسان معروفاً بلقب ، كالأعمش والأعرج والأصم وغيرهم جاز تعريفهم بذلك ويحرم إطلاقه على جهة التنقص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى. ------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4354 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() سورة ( ق ) جامعة لأصول الإيمان وقد جمعت هذه السورة من أصول الإيمان ما يكفى ويشفى , ويغني عن كلام أهل الكلام , ومعقول أهل المعقول , فإنها تضمّنت تقرير المبدأ والمعاد والتوحيد والنبوّة والإيمان بالملائكة , وانقسام الناس إلى هالك شقي , وفائز سعيد , وأوصاف هؤلاء وهؤلاء . وتضمّنت إثبات صفات الكمال لله , وتنزيهه عما يضاد كماله من النقائص و العيوب . وذكر فيها القيامتان الكبر والصغرى , والعالمين : الأكبر , وهو عالم الآخرة , والأصغر وهو عالم الدنيا . وذكر فيها خلق الإنسان ووفاته وإعادته , وإحاطته سبحان به من كل وجه , حتى علم بوساوس نفسه , وإقامة الحفظة عليه , يحصون عليه كل لفظة يتكلم بها , وأنه يوافيه يوم القيامة , ومعه سائق يسوقه إليه , وشاهد يشهد عليه , فإذا أحضره الشاهد قال : { هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } [ ق : 23 ] أي : هذا الذي أمرت بإحضاره قد أحضرته , فيقال عند إحضاره : { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ } [ ق : 24 ] كما يحضر الجاني إلى حضرة السلطان فيقال : هذا فلان قد أحضرته , فيقول : اذهبوا به إلى السجن وعاقبوه بما يستحقّه . وتأمّل كيف دلّت السورة صريحا على أن الله سبحانه وتعالى يعيد هذا الجسد بعينه الذي أطاع وعصى , فينعمه ويعذّبه , كما ينعم الروح التي آمنت بعينها , ويعذّب التي كفرت بعينها, لا أنه سبحانه يخلق روحا أخرى غير هذه فينعمها ويعذبها كما قال من لم يعرف المعاد الذي أخبرت به الرسل , حيث زعم أن الله سبحانه يخلق بدنا غير هذا البدن من كل وجه , عليه يقع النعيم والعذاب , والروح عندهم عرض من أعراض البدن , فيخلق روحا غير هذه الروح , وبدنا غير هذا البدن وهذا غير ما اتفقت عليه الرسل ودلك عليه القرآن والسنّة وسائر كتب الله تعالى . وهذا في الحقيقة إنكار للمعاد وموافقة لقول من أنكره من المكذبين , فإنهم لم ينكروا قدرة الله على خلق أجسام غير هذه الأجسام يعذبها وينعمها كيف وهم يشهدون النوع الإنساني يخلق شيئا بعد شيء ! فكل وقت يخلق الله سبحانه أرواحا و أجساما غير الأجسام التي فنيت . فكيف يتعجّبون من شيء يشاهدونه عيانا ؟ وإنما تعجّبوا بعودتهم بأعيانهم بعد أن مزّقهم البلى و صاروا عظاما ورفاتاً فتعجّبوا أن يكونوا هم بأعيانهم مبعوثين للجزاء , لهذا قالوا : { أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } [ الصافت : 16 ] و قالوا : { ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ } [ ق : 3 ] ولو كان الجزاء إنما هو لأجسام غير هذه , لم يكن ذلك بعثا ولا رجعا , بل يكون ابتداء , ولم يكن لقوله : { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ } [ ق : 4 ] كبير معنى . فانه سبحانه جعل هذا جوابا لسؤال مقدّر , وهو : انّه يميز تلك الأجزاء التي اختلطت بالأرض واستحالت إلى العناصر بحيث لا تتميّز , فأخبر سبحانه بأنه قد علم ما تنقصه الأرض من لحومهم وعظامهم وأشعارهم , وأنه كما هو عالم بتلك الأجزاء , فهو قادر على تحصيلها وجمعها بعد تفرّقها وتأليفها خلقا جديدا , وهو سبحانه يقرر المعاد بذكر كمال علمه , وكمال قدرته , وكمال حكمته . فان شبه المنكرين له كلها تعود إلى ثلاثة أنواع : ( أحدها ) : اختلاط أجزائهم بأجزاء الأرض على وجه لا يتميّز ولا يحصل معه تميز شخص عن شخص آخر . ( الثاني ) : أن القدرة لا تتعلّق بذلك . ( الثالث ) : أن ذلك أمر لا فائدة فيه , أو أن الحكمة اقتضت دوام هذا النوع الإنساني شيئا بعد شيء , هكذا أبدأ , كلما مات جيل خلفه جيل آخر . فأمّا أن يميت النوع الإنساني كله ثم يحييه فلا حكمة في ذلك -------- الفوائد ( للإمام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ) الزرعي المعروف بابن القيّم [2] --------------- للفايدة التعديل الأخير تم بواسطة الفقير الي ربه ; 19-10-2013 الساعة 10:48 PM. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4359 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى بسم الله الرحمن الرحيم{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة260 هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في العشر الأخير من سورة البقرة, وهي سورة مدنية, وآياتها ست وثمانون ومائتان(286) بعد البسملة, وهي أطول سور القرآن الكريم علي الإطلاق.هذا, وقد سبق لنا استعراض سورة البقرة, وما جاء فيها من ركائز العقيدة, وأسس العبادة, ومكارم الأخلاق, والتشريعات, والقصص, والإشارات الكونية, ونركز هنا علي ومضة الإعجاز التاريخي والعلمي في حوار إبراهيم مع ربه عن قضية إحياء الموتي. من أوجه الإعجاز العلمي والتاريخي في الآية الكريمة : يروي لنا القرآن الكريم عن حوار وقع بين رب العالمين وعبده ورسوله إبراهيم ـ عليه السلام ـ فيقول: وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتي قال أولم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل علي كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم( البقرة:260).ومن معاني ذلك أن أبا الأنبياء إبراهيم ـ عليه السلام ـ سأل الله ـ تعالي ـ أن يبصره بكيفية إحيائه الموتي, وسؤاله هذا ليس من قبيل الشك, ولذلك قال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم: نحن أحق بالشك من إبراهيم, إذ قال رب أرني كيف تحيي الموتي, قال أولم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي( أخرجه الشيخان, واللفظ للبخاري).فالسبب في سؤال نبي الله وعبده إبراهيم ـ عليه السلام ـ هو حبه العميق للانتقال بنفسه من مرحلة علم اليقين إلي مرحلة عين اليقين بالرؤية المباشرة, خاصة أنه قد وصف ربه في جداله مع الملك الكافر مدعي الربوبية قبل ذلك بآيتين( في الآية رقم258) من السورة نفسها قائلا:ربي الذي يحيي ويميت... فأراد أن يري عملية الإحياء من الموت رأي العين, وأن يري طلاقة القدرة الإلهية بعينيه, ويلمسها بيديه حتي يستطيع الدفاع عنها بأقوي ما يملك من الحجة البالغة والمنطق الذي لا يرد, رغم إيمانه العميق وتسليمه الكامل بأن الله ـ تعالي ـ علي كل شيء قدير.فسأله الحق ـ تبارك وتعالي ـ قائلا: أولم تؤمن فرد علي الفور: قال بلي ولكن ليطمئن قلبي.فأمره الله ـ تعالي ـ بأن يأخذ أربعة من الطير فيقربهن منه, ويميلهن إليه حتي يتعرف عليهن, وعلي مميزات كل طائر منهن فلا يخطئه إذا عاد إليه, ثم أمره الله ـ تعالي ـ أن يذبح هذه الطيور الأربع, وأن يقطع أجسادهن, ويفرق تلك القطع علي قمم الجبال المحيطة به, ثم يدعوهن فتتجمع قطع أجسادهن الممزقة مرة أخري, وترتد إليهن الحياة, ويعدن إلي نبي الله إبراهيم, وقد تحقق ذلك بالفعل, فرأي نبي الله إبراهيم رأي العين كيف يحيي الله الموتي, ورأي صورة من صور طلاقة القدرة الإلهية التي لا تحدها حدود, ولا يقف أمامها عائق.ومن الغريب أن نبي الله إبراهيم الذي تعرف علي خالقه من خلال التأمل في بديع صنع الله في الكون هو الذي يسأل هذا السؤال, وهو سؤال لم ينطلق من منطلق الشك كما أشرنا, ولكنه تشوق المحب لربه, المؤمن بطلاقة قدرته أن يري جانبا من هذه القدرة الإلهية يتحقق أمام عينيه. وهذا الشوق إلي مزيد من التعرف علي قدرة الله البالغة يتحرك في قلوب وعقول الكثيرين من عباد الله الصالحين لا شكا في الأمر, ولكن رغبة في المزيد من اليقين الحسي, الذي يزيد العبد تعرفا علي شيء من صفات الله الخالق البارئ المصور, حبا له وتقربا منه بمزيد الإيمان به عن طريق التعرف علي المزيد من طلاقة قدرته, وهذا لا يشكك في استقرار الإيمان وثبوته, ولا في تمام اليقين ورسوخه, ولكنه بلوغ اليقين الحسي عند المؤمن الذي آمن بالغيب, خاصة عند واحد من أولي العزم من الرسل, عند خليل الرحمن, وأبو جيل من الأنبياء الكرام الموصولين بالله ـ تعالي ـ, وهل بعد إيمان الأنبياء إيمان؟ وهل إيمان أمثالهم يحتاج إلي برهان؟ ولكنه الشوق لمشاهدة طلاقة القدرة الإلهية المبدعة وهي تعمل المعجزات التي لا يقوي علي مثلها أحد من المخلوقين.ومن مبررات هذا السؤال الذي سأله نبي الله إبراهيم لربه أن قضية البعث بعد الموت كانت عبر التاريخ, وحتي اليوم, وإلي أن يشاء الله, هي حجة الكفار والمتشككين, وذريعة الضالين الضائعين من بني الإنسان, إما لكفرهم بالله ـ تعالي ـ أو لقياسهم الخاطئ علي الله بمعايير البشر, والمنطق السوي يقول بتميز الخالق علي المخلوق بقدرات وصفات لا يمكن للمخلوق أن يتصورها, لأنها فوق قدرات عقله وحسه, ومن هنا كان من ركائز العقيدة الإسلامية تنزيه الله ـ سبحانه وتعالي ـ عن جميع صفات خلقه, وعن كل وصف لا يليق بجلاله.ومن هنا سخر القرآن الكريم من دعوي المتشككين في أمر البعث وأورد في الرد عليهم الشيء الكثير الذي نختار منه الآيات التالية:(1) وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين( الأنعام:29). (2) وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه علي الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين (هود:7). (3) وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلي وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون (النحل:38) .(4) وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا( الإسراء:49) .(5) ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا( الإسراء:98) .(6) ثم إنكم يوم القيامة تبعثون( المؤمنون:16) .(7) إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين( المؤمنون:37) .(8) قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون( المؤمنون:82).(9) أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون( الصافات:16).(10) وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون( الواقعة:47).(11) زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلي وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك علي الله يسير( التغابن:7).(12) وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا( الجن:7). ومن هنا كان رجاء نبي الله إبراهيم من الله ـ تعالي ـ أن يريه طلاقة القدرة الإلهية في هذا الأمر الذي يشهد به الخلق كله إلا عصاة الإنس والجن. فالمتأمل في الكون المادي من الذرة إلي المجموعة الشمسية إلي المجرة, فالتجمع المحلي, ثم التجمع المجري, ثم التجمع المحلي الأعظم, فالتجمع المجري الأعظم, ثم الكون المدرك كله, يري في ضخامة البناء ووحدته, وفي دقة الأداء وانتظامه ما ينفي احتمال العشوائية أو الصدفة, ويؤكد التدبير والحكمة, ويشهد للخالق ـ سبحانه وتعالي ـ بالألوهية والربوبية والوحدانية المطلقة فوق جميع الخلق الذين أوجدهم الخالق ـ سبحانه وتعالي ـ في زوجية كاملة( من اللبنات الأولية للمادة إلي الإنسان) حتي يبقي ربنا ـ تبارك وتعالي ـ متفردا بالوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه.وكذلك المتأمل في الأحياء من الكائنات وحيدة الخلية( النباتية والحيوانية) عبر أكثر من مليون نوع من أنواع النباتات, وأكثر من مليون ونصف المليون نوع من أنواع الحياة الحيوانية حتي يصل إلي كمال الخلق في الإنسان, فإنه يدرك تمام الإدراك استحالة أن يتكون بمحض الصدفة جزيء واحد من عشرين جزيئا من جزيئات الأحماض الأمينية التي تنبني منها مئات الآلاف من جزيئات البروتين التي تتكون منها الخلية الحية, هذا فضلا عن تعقيد بناء الخلية الحية بصورة تفوق أكبر المصانع التي بناها الإنسان, بل التي فكر في إنشائها ولم يتمكن من ذلك بعد, فما بالنا بمائة تريليون( مائة مليون مليون) خلية حية في جسد كل فرد من بني آدم( في المتوسط) من الخلايا المتخصصة التي تنتظم في أنسجة, وأعضاء, وأجهزة, ونظم متخصصة تتعاون كلها في تناغم مذهل من أجل مصلحة الجسد الذي يحملهاوذلك كله مما يشهد لحقيقة الخلق, ولطلاقة قدرة الخالق ومشيئته بلا حدود ولا قيود, كما يشهد للخالق الذي أبدع هذا الخلق من العدم بالقدرة علي إفناء خلقه وعلي إعادة بعثه.وقد شرح رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ عملية البعث بعد الموت في عدد من أحاديثه الشريفة التي منها ما يلي:(1) كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب, منه خلق وفيه يركب( صحيح مسلم).(2) وليس من الإنسان شيء إلا يبلي إلا عظما واحدا هو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة .(3) ما بين النفختين أربعون... ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل. ليس من الإنسان شيء إلا يبلي إلا عظما واحدا هو عجب الذنب, ومنه يركب الخلق يوم القيامة( صحيح البخاري). وتشير هذه الأحاديث إلي أن سر الإنسان يتركز في عظمة واحدة في حجم حبة الخردل بنهاية عموده الفقري( العصعص) سماها رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ باسم( عجب الذنب), وكل ما زاد علي ذلك من البناء الجسدي الذي ينمو من كل من عناصر الأرض ومائها يعود بعد موت الإنسان من حيث أتي إلي تراب الأرض ومائها, ويبقي عجب الذنب ليعيد الله ـ سبحانه وتعالي ـ بعث كل مخلوق حي منه في يوم البعث.ولذلك قال ـ تعالي ـ: قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ( ق:4).وعلي الرغم من توضيح رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ هذه السنة الكونية إلا أن إرادة الله ـ تعالي ـ لا تحتاج إلي هذه السنن لقوله ـ عز من قائل ـ: إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون* فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون( يس:83,82). وهكذا رأي نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ صورة من صور طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في قضية الخلق أمرا واقعا بين يديه, والحياة والموت يتكرر حدوثهما في كل لحظة من لحظات هذا الوجود, ولا يري الناس من ذاك إلا آثاره البادية لهم, فيؤمن من يؤمن, ويكفر من يكفر, ويبقي إيجاد الحياة من العدم وإفناؤها إلي العدم, والقدرة علي إعادة بعثها من جديد واحدة من أعظم الشهادات علي طلاقة كل من الإرادة والقدرة الإلهية اللتين لا تحدهما حدود, ولا يقف أمامهما عائق. ومن أوجه الإعجاز التاريخي والعلمي البينين في الآية التي اتخذناها عنوانا لهذا المقال أن يفصل القرآن الكريم هذه الواقعة التاريخية المهمة في حياة نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ ولم يرد لها ذكر في كتب الأولين, ومن الغريب حقا أن يتطاول أهل الباطل بالادعاء الكاذب الذي أشاعوه وملأوا به أسماع أهل الأرض بأن القصص القرآني منقول عن كتب الأولين, وهذه هي الواقعة الكبري الثالثة التي تبطل هذا الادعاء الكاذب من أساسه, وذلك من بين عشرات الوقائع والأحداث التي أوردها القرآن الكريم في تاريخ نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ( وسبق أن عرضنا منها كلا من واقعة رفع القواعد من البيت وحوار إبراهيم ـ عليه السلام ـ مع الملك الذي ادعي الربوبية في زمانه) ولم يشر أي من كتب الأقدمين إلي شيء من ذلك, علي الرغم من ورود ذكر إبراهيم ـ عليه السلام ـ عشرات المرات في عدد منها.وإيراد مثل هذه الواقعة التاريخية في كتاب الله بصيغة علمية وأدبية رصينة لما يشهد لهذا الكتاب العزيز بأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية, بل هو كلام الله الخالق, الذي أنزله بعلمه, علي خاتم أنبيائه ورسله, وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية, في نفس لغة وحيه( اللغة العربية), وتعهد بهذا الحفظ تعهدا مطلقا, وقد تحقق هذا الحفظ علي مدي زاد علي أربعة عشر قرنا من الزمان, وسوف يظل القرآن الكريم محفوظا بحفظ الله ـ تعالي ـ إلي ما شاء الله, حتي يبقي شاهدا علي الخلق أجمعين بأنه كلام رب العالمين..فالحمد لله علي نعمة الإسلام, والحمد لله علي نعمة القرآن, والحمد لله علي بعثة خير الأنام سيدنا محمد بن عبدالله ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.من أسرار القرآن -------------- بقلم:د. زغلول النجـار ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4360 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() المؤمن الذي في هذه الدنيا يقوم لصَلـآة الفَجر يتَركُ الطعـآم والشَرآب , يصَلي ويسَجـد ويركع يُجآهد فـي سَبيل الله , يؤذى من أجل الله التي تصَبر على حجآبهـآ وسَترهآ فتؤذى في هذه الدنيآ الذي ينفق أمولهُ لله .. متَى يترآح هذآ المؤمن !! ومتى يرتآح العبَـد في هذه الدنيآ الدنيآ فيهآ رآحه لكَنهآ ليست كآمله مِشَوبةً بكدر ! إذا متى تكون الرآحه الحقيقه !! لـآ تكون الرآحه إلا عنَـدمآ يضَع المؤمن قدمه في جنت الله هنآك تكون الرآحه ويكون النعيم الذي لـآ بأس بعده فليس هنآك نعيم كآمل ولآ رآحة مطلقه الكل يعيش هذه الدنيآ في كبد المؤمن وغير المؤمن لكن المؤمن موعود بجنةً عرضها السموات والارض فمآ قصة هذه الجنَه !! ول نتكلم بطرف من أوصافهآ لأن الجنه فيهآ مآل عينُ رأت ولـآ أذُن سَمعتَ ولـآ خطر على قلب بشَر فجأة تجَمع النآس عنـد ربَهم , الكفآر : سَيق بيهم ربهم إلي جهنَم بقي أهل الأيمآن فيهم المنآفقون : فَ يضرب بينهم بسَور لهو بآب فَ يعزل المنآفقون عـن أهل الأيمآن فيدخل المنآفقون إلى جهنَم , فلـآ يبقى إلا الخالصون إلا الموحدون إلا المؤمنيون أنهى حسَآبهم , وبقي أمر الـآن مَ هو !؟ أن تسوقهم المـلـآئكهٌ إلى جنَةً عرضُهآ السَموآت والأرض سَنذهب إلى الجنه !!! نعـم الـآن سَتذهبون إلى الجنه الجنه التي قرأنَآ عنهآ وسَمعنآ بهآ نعم هـيَـآ الجنّه سَندخل الأن إلى القصَور ونرى الأنهآر والأشَجآر والجنآن نعم الـآن هو وقتهآ : (وسَيقى أهل الجنَه زمرآ ) جمآعآت كَـل أمةٍ مع من كـآن مثَلهآ في هذه الدنيآ تسَآق المجمووعآت إلى جنةٍ تتلأء ريحهآ يخرج من مسَيرة كذآ وكذآ سَنوآت فقط يشَم الرآئحه , كيف بالجنه نفسِهآ , يتَقدهم من !! "الأنبييَـآء" على رأسَهم من !! "محمد صَلى الله علييه وسَلـم " تخيلوآ هذآ الوفد المجموعه الأولى وجههم كـل القمر في ليله البَدر على رأسهم الأنبيآء معهم الصَديقون الشَهدآء الصآلحون من هذه الأمه والأمم السَابقه يسَآقون إلى إين !! إلى أبَـوآبَ الجنه الثَمآنيه ليَسَت سبع كَـ جهَنم بَالأكثر , مَ بين طرفي هذآ البآب مَ حجم هذآ البآب ! فقط مَ بين طرف البآب الأول والثآني / مسَيرة أربيعين سَنه مشَي ركض مسَيرة ملك إنسآن جوآد الله أعلم وسيأتي عليه يوم لكضيض وزحم من كثرة الأمم في دخول الجنـه لذآلك اليوم نسأل الله أن كون ويآكم مع ذآك الوفد الذي وصَل للجنآن ! يَتسألون مَ هذآ البآب ! هذآ بآب الريآن : لًصَيآم فقط وهذآ باب المجآهدين هذآ باب المصلين هذا باب المتصدقين لكل ميزة تمييز بهي هذآ الأنسآن باب فمنهَم من ينآدى بإثنتآن عآبد صَلـآة وصَيآم فمنهم من يِنآدي بثَلـآث ! ومنهم من ينَـآدى بالأبوآب الثمَآنيه جميعهآ منهم أبو بكرَ الصَديق ينآدى بَ الأبوآب الثمآنيه مَ أجممممله من موقف مَ أحلـآه من مشَهد الأبوآب مغلقه والنآس تنتظر أن تفتح هذه الأبوآب لينظروآ مَ كآن يسَمعون به , ليشَهدوآ هذآ النعيم الكبير يخَرج أفضلهم وخيرهم سَييد ولد آدم "محمد صلى الله عليه وسَلم " يخَرج من بين النآس لـأنه أوذن له , فإتي إلى بآب من أبوآب الجنه والنآس يشَهدون فَ يأخذ حلقه من حلقآت البآب فيطرقه ويَقول " الله أكبر " مَ أججمل ذآلك الوقت يسَمعه خآزن الجنه " رضَوآن " ملكٌ فَ يَقول: مَـن أنتَ ! قَآل بَكل توآضع بكَل أدب أنآ محمد فَ يقول الملك بَك أُمرت أن لـآ أفتح لأحد قبَلك ! الجنه لـآ تفتح إلآ لك وإذآ بجَنه تفتح أبًوآب الجنه =) تخيَلوآ مَ ذآ سنآشهد فـي هذآ اليوم ! إي نور سَيخرج من تلك الجنه المتلألأه - هذه الدنيآ في الجنه لـآ شَيئ لـآ شَيئ ! إلى الآن لم يدخل المؤمنيون إلى الجنه لأنهم لأن سَينآدهم بأسَمآئهم , وسَتبدأ الأمم في الحشَود وككلمآ دخلت أمةً : تسَتقبلهم الملآئكه تنآديهم الملآئكه وتقول (( سَلـآم عليكم فَيمآ صَبرت , فنعم عقبى الدآر )) صَبرككم ع الجوع والعطش وقيآم الليل وحفظ القرآن والأنفآق والعرق في سَبيل الله لـأن جآئت النتيجه تخيل يَ عبد الله مَ هي أرض الجنَه ! مَ هي قصَورهآ وأنهآرهآ ومَ هي خيَآمهم التي من لؤلؤ ! فلَنتخيل هذه الجنه ! ومهمآ تخيلنآ وذهب تخيلنـآ بعيد فَ الجنه أأجججمل ولـآ يمكن تأتي بنصَف خيَآلنآ بَكثير فَ يَـآآآرب أجعلنَـآ ممن يقَآل لهـم (( أدخلوهـآ بَسَلـآمٍ أمنين )) جَعلنَـي الله ويَآككم من أهـل الجّنـه ------------- مشاركة/قوية باس /بلخزمر |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |