منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 23-10-2013, 08:03 PM   #4401
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ًكقصه اكثر من روروروروعه. عزم قوم من أهل الثراء في بلاد الشام على الحج فأرادوا أن يصحبهم من يقوم على خدمتهم فأشاروا عليهم برجل خدوووم طباخ خفيف الظل لم يحجّ، فعرضوا عليه أن يصحبهم ويخدمهم فيصنع طعامهم ويقضي حوائجهم وتكون أجرته الحجّ معهم، فوافق فرحاً بهذا العرض السخيّ، وكان الحج من أمانيه التي حال بينه وبينها الفقر، وكم في المسلمين من نظرائه !!
عندما وصلوا مكة استأجروا بيتاً وخصصوا فيه حجرة تكون مطبخاً وبدأ الخادم بالعمل جاداً فرحاً، وفوجئ ذات يوم وهو يدق بالهاون (وهي آلة تدق بها الحبوب القاسية ) أن الأرض تُطَبْطِبُ وتهتز وتوحي بأنّ شيئاً مدفوناً في قعرها، ودعته نفسه أن يبحث عن المُخبَّأ فلعل رزقاً ينتظره في جوف الأرض، وكانت المفاجأة السعيدة: كيسٌ من الذهب الأحمر في صندوق صغير من الحديد، التفت يمنة ويسرة لئلا يكون أحد قد اطلع على الرزق المستور، وبعد تفكير رأى أن يعيده مكانه حتى يأذن القوم بالرحيل فيأخذه معه، ويخفيه عنهم ، وبدأ مع تلك الساعة سيل الأفكار والأماني، ماذا يصنع بهذا المال وكيف سيودّع أيام الفقر والحاجة، ونسي في غمرة ذلك أن هذا المال حرام عليه في بلد حرام لا تحل لقطته ولكنه الإنسان كما وصفه الله (وإنه لحب الخير لشديد)العاديات: ٨
لما آذنوا بالرحيل جعل الصرّة بين متاعه وحملها على جمله وأحكم إخفاءها وخبرها، وسار القوم وصاحبنا لا يشعر بمشقة السفر ولا بالضيق من بعد الطريق ، والأماني تحوم حول رأسه والخوف الشديد يحاصره شفقة على المال من الزوال.
عندما وصلوا منطقة قرب تبوك نزلوا ليرتاحوا، ونزل صاحبنا وبدأ عمله المعتاد في الخدمة والطبخ، وفجأة
شرَدَ جمل الخادم بما حمل، فتسارع القوم لردّه وكان أشدّهم في ذلك صاحبه ، ولكنّ الجمل فات على الجميع ولم يدركه أحد فعاد الناس بالخيبة، وتأثر الخادم حتى بلغ الأمر حدّ البكاء الذي لا يليق بثبات الرجال.
لما رأى أصحابه منه هذا الجزع طمأنوه ووعدوا أن يضمنوا جمله ويعوضوه خيراً منه وخيراً مما عليه، لكنه أبدى لهم بأنّ عليه أشياء لا يمكنه الاستغناء عنها وهدايا وتحفاً اشتراُها من مكة والمدينة لأهله، وهذا سبب حزنه، لكن القوم لم يلتفتوا لما أصابه وطلبوا الرحيل لمواصلة المسير والتعجّل إلى الأهل، ورَضخ مُكرهاً لطلبهم وسار معهم حتى وصل بلده مغموما من ذهاب الذهب وفقدان الأمل.
في العام الذي يليه رغب آخرون من الأثرياء الحجّ وسألوا عمّن يرافقهم ويقوم بخدمتهم فأوصاهم الأوّلون بصاحبنا ومدحوه لهم، وأثنوا على عمله خيراً، وفي طريقهم للحج نزلوا منزلاً قريباً من المنزل الذي فقد فيه صاحبنا جمله.
ولما ذهب لقضاء حاجته مرّ ببئر مهجورة فأطلّ فيها فوجد في قاعها أثر جمل ميت فنزل والأمل يحدوه أن يكون الجملُ جملَه، فوجده بالفعل ميتا قد بليت عظامه وأما المتاع وكيس الذهب بحاله لم ينقص منهما شيء، أخذ الذهب وأخفاه وعادت إليه أفراحه وأمانيه، وسكن مع أصحابه في البيت نفسه واتخذ من الحجرة التي خصصت له مطبخاً ورأى أن يعيد المال إلى مكانه ريثما ينتهي الحج فيأخذه مرة أخرى.
في تلك الأيام جاء رجل هِنْدي لعله صاحب البيت وطلب أن يأخذ شيئاً من البيت فأذنوا له، فدخل حجرة صاحبنا وقصد إلى موضع الصندوق فحفر ثم أخرج الصندوق، كان الخادم ينظر إليه وهو في غاية الذهول، فلمّا رآه قد عثر عليه وأخذه استوقفه قائلاً له، ما هذا الذي أخذت؟ قال الهندي: ذهب كنت خبّأته في هذا الموضع من سنين وقد احتجته اليوم وجئت لآخذه.
لم يتمالك صاحبنا نفسه أن قال للهندي: وهل تعلم أن مَالَكَ هذا قد وصل إلى أطراف بلاد الشام ثم عاد إلى هذه البقعة لم ينقص منه شيء.
قال الهندي: والله لو طاف الأرض كلها لعاد إلى مكانه وما ضاع منه شيء لأني أزكيه كل عام لا أترك من زكاته شيئا ، واستودعته ربي فمن استودع ربه شيئا حتما انه سيحفظه له والله يحفظه لي.

كتبه/محمد بن عبد العزيز الخضيري.

قلت :
إن كان المال وهو جزء منفصل عن صاحبه قد حفظه الله بتزكيته !!
فكيف بتزكية النفس !! وتزكية اللسان !! وتزكية العلم !!(( اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليّها ومولاها ))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( احفظ الله يحفظك ))
استودعو الله دينكم واماناتكم وخواتيم اعمالكم
استودعوه اول ليلة تكونو فيها بقبوركم
استودعوه شهادة ان ﻻاله اﻻ الله بان ينطقكم هي اذا حانت منيتكم.

-------------
مشاركة /ترف /بلخزمر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-2013, 08:07 PM   #4402
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

كيف اصنع لنفسي السعاده
1) لا تكره أحدا مهما أخطأ في حقك

(2) لا تقلق أبدا فكل شئ مكتوب لك كى تكون باحسن حال
فلا تحمل هم لها الحياة
...
(3) عش في بساطة مهما علا شأنك فلا تتعالى على من حولك كى لا تشعر بضالة نفسك

(4) توقع خيرا مهما كثر البلاء فلا نار ليس
لها رماد ولا شئ ليس له نهاية توكل
على الله واعلم ان غزير الخير دائما ما يصحب شديد الازمات

(5) أعطي كثيرا و لو حرمت فعندما تعطى فانت
موجود تسعد من حولك فيسعوا ليسعدوك
وان لم يسعوا فيكفى حقا انك بعطاءك موجود.

(6) ابتسم ولو القلب يقطر دما فالابتسامة
تريح القلب ولو لحظات من كل همومه وتزيد عمرك ايضا.

(7) توكل على الله واجعله لك خير رفيق
وصديق فلا تحمل للدنيا هم ولا تفكر فيما قد يحدث بالغيب
-------------

مشاركة/ همس الذكريات/بلخزمر
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-2013, 08:16 PM   #4403
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أحسرة تريدها ام حسرات
إنَّ في منْعِ النَّفس عن إمْضاء رغبتِها، والحيلولةِ بينها وبين شهوتِها - ثِقَلاً على تلك النفس، وله حسرة لا يستطيع العبدُ مقاومتَها، إلاَّ إذا علِم أنَّها حسرةٌ تَمنع بوجودها حسرتين، فهِي حسرة يسيرة على فوات لذَّة معكَّرة، في مقابل حسرتين عظيمتين:
أولاهنَّ:
عند فوات النَّعيم الأبَدي والأنس السَّرمدي، ورؤْية أهلِه وهم بنجاتِهم وبتحقُّق رجائِهم فرِحون، يدخلون إلى دارٍ عَلِموا عنها ما أعْلَمَهم بها الله، وأيْقنوا بها كما أمرهم الله، وعمِلوا بأسباب حصولِها راغبين في الثَّواب من عند الله، يدْخلون إليْها زُمَرًا وهم كضيض من الزِّحام، متشابكة أياديهِم كما كانت في الدُّنيا قلوبهم، يضجُّون بالذِّكْر والتَّسبيح: {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: 43].
والحسْرة الثَّانية:
بدخوله النَّار، موطن سخط الله العزيز الجبار، من بعد أن سمِعت آذانه زفيرها، ورأت عينه سوءَ هوْلِها ومصيرها، وأحسَّ جسدُه عظم حرِّها وزمهريرها، يلْقَى فيها من مكان ضيِّق مقرَّنًا، فحينئذٍ يندم ندمًا لا ينفعه، ويوقِن يقينًا لا يمنعه، ويبكِي بكاءً من خشية الله هو له جحيم، يزيد على ما به من جحيم.
وبعدُ، فإنَّك - عبدَ الله - بقدر إيمانك بتلك الحقائق والحسَرات تَهون عندك حسرةُ فواتِ الذنب، وهذا ما جعل أهْلَ الإيمان من أبْعَد النَّاس عن الوقوع في ما حرَّم الله.
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبِه وسلَّم.
-------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-2013, 08:40 PM   #4404
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الخطـــــــــــــوة الأولى
في أيِّ مشروع هي تاريخه الكبير بعد ذلك، وهي الشرارة التي تلهب في أرضه قوادح النار، ولو لم تكن كذلك، لما جسرت أن أجعلها عنوانًا لهذه المقالة.
كثيرون هم الذين يتمنون السعادة، ويهتفون بالراحة والطمأنينة، ويجهدون في تحقيق معاني الحياة الكريمة في أنفسهم، ثم لا يصلون.
وكثيرون كذلك هم الذين يبحثون عن صلاح زوجة، ووفاء أسرة، وقضاء دين، ثم يرسبون في الوصول إلى النهاية.
وحين تمعن في سبب إخفاق هؤلاء عن الوصول، تجد أنَّ كلَّ هؤلاء يجهدون في غير طريق، وفي النهاية يخسرون كل شيء.
إن ثَمَّة سننًا لله تعالى في خلقِه، لا يمكن أن يُطال شيء من الدنيا إلا بعد الأخْذ بها كما أراد الله تعالى، وأيَّة رغبة في الإصلاح لا تتواءَم مع هذه السنن هي رغبة مشوَّهة، عارية عن عوامل التوفيق، حتى لو كانت تجيش بالقلب أوسع ما يكون.
إن جزءًا من إشكالاتنا أننا نقرأ القرآن ونحن لا نُدرك أنَّ فيه حياتنا أكمل ما تكون، ونقرأ القرآن بغية في الأجر، وننسى أن حلول مشكلاتنا مهما بلغتْ، فَسِرُّ حلِّها الجذري في كتاب الله تعالى؛ وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57]، والهدى والرحمة المشار إليها في الآية أوسع مما يتخيل قارئ في لحظة تدبُّر.
إنَّ الخطوة الأولى للتغيير تكمُن في الأخْذ بسنن الله تعالى في التغيير، وقد قَرَّر الله تعالى في كتابه أنَّ التغْيير في حياة الأمم والأفراد والمجتمعات مَنُوط بهذه الخطوة، ومعقود على الأخْذ بها في بداية الرحلة؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].
وكم نحن بحاجة إلى إعادة قراءة هذه الآية قراءة تأمُّليَّة! نقف منها على هذه السنة الكبرى في عالَم التغيير، إنَّ الآية واضحة صريحة تؤكِّد على مسألة في غاية الأهمية، هي أنه مهما كانت الأماني تعصف بالإنسان للتغيير، ومهما كانت الأشواق تهيِّج روح الخلاص من المشكلات التي يعيشها الإنسان، إلا أنها ليست كافية في إحداث التغيير المرغوب، مهما كانت جذوتها في القلب، وعيشها في الضمير.
والله - تعالى - له القدرة المطلقة - سبحانه، فلو شاء أن يقول للشيء كن فيكون؛ لكن حكمة الله تعالى قضت ربط الأمور بأسبابها، وأبت لأيِّ تغيير أن يأخذ مساحته في حياة أي إنسان، إلا بعد الأخْذ بسنَّة الله - تعالى - في هذا التَّغيير، وكل مَن يُحَاول خلاف ذلك، ويجهد بغير هذا الطريق، فإنما يعبث بوقته في غير طائل، ويكتب على نفسه مزيدًا من الرِّحلة في العناء الطويل.
إن الخطوة الأولى في هذا التغيير تبدأ من الإنسان ذاته، وحين يحسن العناية بهذه الخطوة تتنزَّل عليه بعد ذلك بشائر التغيير، كأنما حرّك جذرها، وأهاج ورقها الكثير.
إن هذه السنة واضحة في كتاب الله تعالى غاية الوُضُوح، فقد بَيَّنَ ربُّنا - تبارك وتعالى - ما لهذه الخطوة من مكانة في التغيير؛ فيقول - تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5-10].
إنَّ التيسير لليسرى والتيسير للعسرى هنا هو نتيجة للخطوة الأولى، التي يخوضها الإنسان في حياته، فإن كانت هذه الخطوة تقوى وعطاء وتصديق، كانت الخاتمة يسرى في كل شيء؛ يسرى في قلبه، ويسرى في وقته،

ويسرى في بيته، ويسرى في عمله، ويسرى في كل حياته، وإن كانت الخطوة بُخل وتكذيب، كانت الخاتمة عسرى في كل شيء؛ عسرى في قلبه وحياته، وعسرى في بيته وعمله، وعسرى في رزقه وأهله، وأظن هذه الخطوة بهذا البيان واضحة الأثر، كبيرة المعنى.
وإذا تأمَّلت أكثر في كتاب الله تعالى، وجدتَ أن الله - تعالى - ساق لك الأمثلة الواضحة؛ لتقرير أهمية هذه الخطوة في حياتك
فخذ على سبيل المثال قصة مريم بنت عمران، والتي ساق الله - تعالى - أحداثها في سورة مريم، وتأمل في قول الله - تعالى - لها بعد نِفاسها مباشرة: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [مريم: 25]،

إن هذا التوجيه يصل إلى مسمع مريم، وهي في حالة إعياء من أَثَر النفاس، وقد تجد كَلَلاً في التقاط الرُّطَب المتساقط لتأكله، فكيف تهزُّ جِذعًا، لو اجتمع على هزِّه جمع منَ الرجال، ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً؟!
ويعلم كل عاقل أنه كان يمكن اختصار ذلك الجهد في أمر الله تعالى للنخلة أن تساقط رُطبها بين يدي مريم في لحظة ضعفها؛ لكن سنة الله تعالى تأبَى ذلك وترفضه؛ لأن الخطوة الأولى لا يعدلها شيء في سنن الله - تعالى.
{وَهُزِّي} ليس شرطًا أن يكون هزُّ مريم قويًّا للدرجة التي يتساقط منها الرُّطَب، لا، وليس لها إلى ذلك من سبيل، وإنما السنة تؤكِّد أنه على مريم أن تمدَّ يدَها وتحاول، وتبدأ رحلة جني الرطب بهذا الجهد، حتى في حالة ضعفها وظروفها الراهنة، ثم يكون لها ما تريد.
وتأمل في قصة موسى - عليه السلام - وقد خرج هاربًا من فرعون وجنوده، فارًّا بِمَن آمن معه من بني إسرائيل، لما وصل البحر ضاق بهم الأمر، وفزعوا أن فرعون وَصَل إليهم، ولا سبيل إلى الخلاص منه، فعلمهم الله - تعالى - ارتباط الأشياء بأسبابها، وبيان أثر الخطوة في كل مشروع؛ فقال - تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63].
وكان يمكن اختصار الطريق كذلك في كلمة: "كن فيكون"؛ تأييدًا لعباده، ونصرًا لأوليائِه، إلا أن هذا يخالف سنته الكونية، فأراد الله - تعالى - أن يمضيَ هذا الحادث في فلك الأخْذ بالأسباب، فأَمَرَهُ بضرْب البحر بتلك العصا التي كان يهش بها على غنمِه بالأمس.
إنني أودُّ أن أقول لك: إنَّ العناية بالخطوة الأولى هو الذي يهب لك التوفيق على ظهر الأرض، ولن يكون غير تلك الخطوة شيء يدفع بك إلى ما ينتظر من آثار.
إن الأُنس الذي تريده في حياتك، والمتعة التي تتشوَّق إليها بقلبك، والسعادة التي تلهث من أجل الحصول عليها - لن تتمَّ إلا بتلك الخطوة التي تقوم بها من إصلاح نفسك، وترتيب علاقتك بالله تعالى، وإعادة الوهج إلى تلك العلاقة، وحينئذ تتنزَّل عليك آثار الرحمة والسعادة والطمأنينة أفرح ما تكون
قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97].
وأنت أعلم أن آثار هذه الخطوة أكبر مما تتصوَّر في حياتك، وفي سورة الكهف التي تقرؤها كل أسبوع خبر الجدار الذي بني للفتية دون مقابل؛ ذلك أن أباهم كان صالحًا؛ {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [الكهف: 82]،

وقد قال أهل التفسير: إنَّ هذا الأب هو الجد السابع.
ومثل ذلك تمامًا ذلك الذي يعاني من سوء وضْعه المالي، لن يكون فرجه وإعادة ترتيب وضعه إلا بالخطوة الأولى في حياته، وقد قال الله - تعالى - في كتابه مُبَيِّنًا ذلك: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96].
ومثلهما طالب العلم الذي يرجو أن يكون متميزًا في قادم الأيام، لن يكون له ذلك - أو حتى بعضه - حتى يعيش هذه الأمنية في كل ذرة من شعوره أولاً،

ثم يذهب يركض إليها بروحِه وجسدِه، وماله ووقته، ثم تتنزَّل بعد ذلك منَح السماء، معانقة له مباركة له جهده، مهنأة له الوصول.
ومثل ذلك من يريد أن يكون متميزًا في كل مشروع، عليه أن يدركَ تمامًا أن الخطوة الأولى هي الشّرارة التي تنير الظُّلْمة مهما كانت حالِكة، وهي الوهج الذي يشع في الأرض نورًا كبيرًا.
وإلى تاريخ هذه اللحظة لم أسمعْ أن إنسانًا يرفع يديه يريد ذرية صالحة، وهو لم يتزوج، ولم أسمع أن إنسانًا سأل ربه الثمرة ولم يزرع بعد، ولا طالبًا يريد النجاح والتميُّز وهو لم ينتظم في مدرسة ولا عمل.
والله المسؤول أن يكتب التوفيق لكل من أراده، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-2013, 08:57 PM   #4405
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حتى نتجاوز نفق الفتنة ..
قرأتُ اليوم حديثاً رواه الترمذي وابن ماجه وأبو داوود يحذرنا فيه رسول الله من التشبه بالعوام بالذات عند الفتن .. فيقول عليه الصلاة والسلام : ( ائتمروا بالمعروف ، وانتهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بنفسك ، ودع عنك العوام ، فإن من ورائكم أيام ، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله ... ) الحديث ..
لا يزال العوام في كل زمان ومكان .. يلهثون وراء كل ناعق .. ويُصدقون كل إشاعة .. ويتناقلون كل خبر .. ويحركهم أهل الفتن .. ويقودهم أهل الأهواء .. وتستبد بهم الألسنة .. وتستأثر بهم المقالات .. فهم وقود الفتن .. ومحركو الاضطرابات .. وإذا كان الأمر في سابق الزمان .. فكيف والإعلام الآن يسمعه الناس في بيوتهم .. ينتقل الصوت والكلام والخبر في كل مكان .. فنٌ يتقنه أبالسة الإنس .. ويحسنه شياطين الخلق ..
ومن هنا فعلى الداعية .. أن يرى بعين بصيرته .. لا ينحرف مع ركب الغوغاء .. ولا يتأثر كما يتأثر العوام .. وإلا سقط في الفتن .. كما يسقط الآخرون .. بل ويصبح من وقودها ..
وأنا أبحث في موضوعي هذا لقراءة بعض الأحاديث المتعلقة به .. وجدتُ حديثاً مشابهاً .. رواه أحمد وابن ماجه .. فيه كيف يعمل العوام عند الفتن ..

ويتأثرون بما يسمعون .. ويقرأون .. مما يتيه فيه الناس .. ويخلِطون .. فيقول صلى الله عليه وسلم : ( كيف بكم وبزمان أو يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة تبقى حثالة من الناس ، قد مرجت عهودهم وأماناتهم ، واختلفوا فكانوا هكذا . وشبك بين أصابعه ، فقالوا كيف بنا يا رسول الله ؟ قال : تأخذون ما تعرفون ، وتذرون ما تنكرون ، وتقبلون على أمر خاصتكم ، وتذرون أمر عامتكم ) ..
أيها الداعية الحصيف .. لا تكن كعوام المسلمين .. ابحث عن الحق .. واتزن .. وتريّث .. وانقل الكلام - إذا استدعى ذلك - بموضوعية .. ولا تصدق كل إشاعة .. وعليك بالمعروف .. وخذ به .. وعضَّ عليه بالنواجذ .. واعرف المنكر .. واتركه ..
حينها . تتميّز عن العوام . وتستحق أن تكون داعية . قدوة . قائداً
.
----------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-2013, 09:29 PM   #4406
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حتى يكون العتاب جميلاً
قال لي: أخي لا يعرف غير التبكيت والعتاب؛ إذ لا يكاد يراني حتـى يـبدأ بلومـي وتقـريعي وكأن لا حسنة لي، وكأني لا أجيد إلا مقارفة الخطأ والولوج في بوابة الزلل؛ بصوابٍ في حين، وتحاملٍ ومبالغةٍ وضعف معلومة في أحيان كثيرة، حتى كرهته، وضجرت منه، ولم أعد أطيق لقياه أو سماعَ صوته!فقلت له: على رِسْلِك، فما فتئ آحاد الناس في كل بيئة - ومنهم الدعاة والمصلحون -

يختلف رأيُ هذا عن هذا، ويخطئ هذا على هذا بدواعٍ عديدة، ومن منطلقات مختلفة، يأتي في مقدمتها: الجهل، والظلم، والغفلة، والعجلة، وحب الذات، واتباع الهوى، وضعف التجرد، وتفاوت العباد في الفهوم والطباع والقدرات، كما هو الحال في كل بيئة تتسم بالتفاعل والحراك الاجتماعي؛ إذ النقص في كل البشر سجية، والأصلُ التنوعُ والاختلافُ وحدوثُ المشاحّة
والتنافس، ومن الطبيعي الخطأ:ومن ذا الذي تُرضي سجاياه كلُّها؟كفى المرء نُبْلاً أن تُعَدَّ معايبُهْ!
وأمام هذا الواقع؛ ينقسم من يقع عليهم التجنِّي والخطأ[1] إلى فئتين:
فئة كريمة: كبيرة النفس، واسعة البال، تناست الهفوة، وآثرت الصفح الجميل؛ فأخذت بالعفو، وارتدت ثياب الحِلْم، وتخلَّقت بعبير الصبر، واتسمت بالرفق والسماحة واللين؛ حرصاً منها على استدامة المودة، وعدم تعكير أجواء الصفاء مع الإخوة، وتغليباً منها لحُسن الظن، والإدراك بأن الزلة من سمات البشر، ورجاءَ بلوغ المعالي يوم الدين، والظفر بما جاء في قوله - تعالى -: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: ٢٢]، وقوله - عز وجل -: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِـمِينَ} [الشورى: ٠٤]، {وَلَـمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَـمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [الشورى: ٢٤ - ٣٤].
وفئة فاضلة: نهجت سبيلَ العدل، وآثرت أخْذَ الحق، قناعةً منها بضرورة معالجة الخطأ، وأنّ إحسان الظن لا يمنع المعالجة والتصويب بل يُحتِّمه؛ لكي لا يزداد الزلل وتنجم أخطاءٌ أكبر، وحفاظاً على المحبة وديمومة الإخاء، فنبَّهت على ما ترى فيه تقصيراً تجاهها، وجنوحاً عليها،

وعدم مراعاةٍ لمشاعرها؛ معاتِبةً على الزلل، ومطالِبةً بتصحيح الحال، والبِدار إلى الرجوع عن السقطات، وعدم التمادي في التفريط وإتيان مسببات الفرقة وبذور العداوة.ولا شك أن الاحتمال وإغضاء الطرف، وعدم الالتفات إلى زلـل الإخـوان مـن دون ما تقريعٍ ولا تأنيب، ولا معاتبة، ولا تنبيه على الخطأ؛ أخير وأكمل، يقول الشاعر:
هبْني أتيتُ بجهلٍ ما قُذِفتُ به

فأين فضلُك والحِلْمُ الذي عُرِفا؟
ويقول الآخر:
هبْني أسأتُ، كما تقولُ فأين عاطفة الأخوّهْ

؟أو إن أسأتَ كما أسأتُفأين فضلك والمروّهْ؟
ويتأكد ذلك في حال كان ذلك باختيارٍ ورضا نفسٍ، فلم يورث حقداً ولا ضغينة، ولا جرّ إلى هجرٍ أو دعا إلى قطيعة. يقول الفضيل بن عياض: «الفتوةُ: العفو عن عثرات الإخوان»[2]، وقال الحسن بن وهب: «من حقوق المودة: أخذُ عفو الإخوان، والإغضاء عن تقصيرٍ إن كان»[3]، وحكى الأصمعي عن بعض الأعراب أنه قال : «تناسَ مساوئ الإخوان يدُم لك وُدُّهم»[4]، وقال بعض الحكماء: «الصبر على مضض الأخ خيرٌ من معاتبته، و المعاتبة خيرٌ من القطيعة، والقطيعة خير من الوقيعة»[5].
فالاحتمال في الأصل أجلُّ وأفضل، لكن متى رجَّح مكلومٌ طرْقَ بوابة المعاتبة؛ فلا بد له حينها من التنبه إلى ما يأتي: - أن يتوثق قبل العتاب من دِقة النقل، وصحة الفهم، وعدم التجني، ويتأكد من صدور الهفوة ووقوع صاحبه في الزلة، حتى لا يلوم على خطأ لم يقع، فيكون هو الملوم بلومه، وأن يعلم بأنه إن لم يصادف بعتابه العلةَ كان ذلك خادشاً للأُلفة، وحامشاً للمودة، ومفسِداً لصحة الأخوّة، وكان نتاج معالجته لنفسٍ سليمة كتركِه معالجة نفسٍ سقيمة سواء بسواء، إن لم يكن أشد.
- نظره في عواقب العتاب وآثاره، وتفكيره في مآلاته، فإن رأى فيه علاجاً للعلل، وتطهيراً للشحناء، واستدامةً للإخاء؛ أقدم عليه. وإن رأى فيه غرساً للعداوة، وجلباً للبِعاد، وزرعاً للبغضاء؛ ترَكَه ولم يحفل به؛ لأنه رُبَّ هجْرٍ مُولَّد من عتابٍ،

وجفاء ناشئ عن كتاب.
- أن يتسم بالنية الصالحة والقصد الحَسَن، ويجعل غرضَه من معاتبة أخيه صيانةَ الصحبة وتعميقَ المحبة؛ لأنها - كما قيل - تصلح بالعتاب وتصدق، وألا يكون مرامه منها تقرير الفضل، والانتصار للذات، والقيام بتعنيف الآخر وتبكيته وإثبات خطئه، إذ (العتاب ضربان: عتاب يحيي المودة، وهو ما كان في نفس الود، وعتاب يميتها، وهو ما كان في ذنب وموجدة. التقى أعرابيان فتعاتبا، وإلى جنبيهما شيخ، فقال: أنعِما عيشاً! إن العتاب يبعث التجني، والتجني ذرء المخاصمة، والمخاصمة أخت العداوة، فانتبها عمّا ثمَرَتُه العداوة)[6]. لذا؛ على المرء ألا يعاتب من إخوانه إلا من يحب، ومن له في مكنون القلب منزلة وود، وفي هذا السياق يقول الشاعر:
أُعاتِب ذا المودّة من صديقإذا ما رابني منه اجتنابُإذا ذهب العتاب فليس وُدٌّويبقى الودُّ ما بقيَ العتابُ[7]
- تقليل العتاب وتخفيفه، وتجميل التأنيب، وسلوك طريق الحسنى به، من خلال مراعاة المفاسد والمصالح، ووضع الخطأ في نصابه، وتجنُّب تضخيمه وإعانة الشيطان على أخـيـه أو إثارة الآخرين عليه، بل يقبل الصواب، ويتجنب التعميم، ويعرض عن بعضٍ، ويخاطب صاحبه برفق وإدلال؛ تاركاً التكرار،

مقدِّماً السرَّ على العلن، والتعريضَ على التصريح، والمكاتبةَ على المشافهة؛ لأن المباشرة في المعاتبة والغلظة فيها، والإكثار منها؛ مجلبةٌ لقلة الإخوان، فالكيِّس العاقل هو الفَطِن المتغافل، ومَنْ أكثرَ من معاتبة إخوانه وأعظَمَ من لومهم لم تطُل مودته، ولن يدوم لهم بصاحب.
يقول موسى ابن جـعفر: «مـن لك بأخيك كله؟ لا تستقصِ عليه فـتبقى بلا أخ»[8]. وقيل: «من عاتب في كل ذنبٍ أخاه؛ فخليقٌ به أن يملَّه ويقلاه»[9]، ومن لم يتغافل ويغمض عينه عن بعض ما في صديقه؛ يمُت وهو عاتب، فأسوأ الآداب وأجفى الخلال تجاه الإخوان: شدةُ العتاب وكثرته.
وما أجمل مقولة بشار بن برد: إذا كنتَ في كلِّ الأمور معاتباًصديقَك، لم تلقَ الذي لا تعاتبُه فعِشْ واحداً، أو صِلْ أخاك؛ فإنهُ مُقارفُ ذنبٍ مَرَّةً ومجانبُهإذا أنتَ لم تشرب مراراً على القذىظمئتَ؛ وأيُّ الناسِ تصفو مشاربُه؟[10]

ومقولة سعيد الكاتب: أقلِل عتابَك فالبقاء قليلُوالدهر يعدل مرّةً ويميلُولعلّ أيامَ الحياة قصيرةٌ،فعلامَ يكثُر عتبُنا ويطولُ؟لم أبكِ من زمنٍ ذممتُ صروفَهإلا بكيتُ عليه كيف يزولُ[11]
- أن يوضح للمعاتَب أن غرضه من العتاب استدامة المودة وإزالة ما يعكرها، ويبدأ عتابه ويختمه بذكر محاسن أخيه المعاتَب، ويُظهِر له المحبة والإشفاق عليه، ويشوب ملامته له بمدح وثناء صادق،

حتى يكون ذلك أدعى للولوج إلى قلبه وتقبُّله تجرُّع مرارة العتاب، وحتى يكون في ذلك كثرة دلالة على اتسام الشخص المعاتِب بالإنصاف، والرغبة في حفظ المودة، وتصحيح الحال، وإتيان رفيقه بالصواب.
- أن يتحين الوقت والمكان المناسبين؛ إذ لكل مقامٍ مقالٌ، ولكل فعلٍ أوان، وللعتاب مواضع، وخير القول ما وافق الحال، وفي حفظ الحدود استمرار الخير الموجود. لذا؛ عليه أن يقصر عتابه على حالات الهدوء والاطمئنان وراحة البال التي لا توتُّرَ فيها، ولا غضب من كلا الطرفين فيها.
- ألا يعاتـب إلا من يرجـو أوْبَتـه ويخال رجوعه، فمن لم يكن له لُبٌّ يردعه، أو كان في حالة تحُول بينه وبين الفهم والاستيعاب، أو كان فاقداً لإرادة التراجع، غيرَ مالكٍ للعزيمة، أو غير قادر على التصويب للعلة المرادة؛ لم يحسُـُن عتابُه، ولو عوتب كان في ذلك وضعٌ للشيء في غير موضعه، وإهمال بيِّن لحظِّ النفس، وعدم صيانتها عمّا لا يجدر بها ويحسُن من مثلها.
- أن يُعنى بمعالجة أصل الخطأ وبواعثه ولا يكتفي بمعالجة مظاهره، وألا يصحب عتابه بجفاء، ويرفقه بهجران وقطيعة أو كلمة قاسية أو لفظ نابٍ، فالحر تكفيه الملامة. وعليه أن يكثر عقِبه من التزاور والصلة، والإحسان والكلمة الطيبة، ويداوم على التبسم والبشاشة، وإظهار المودة.
- ألا يقربَنّ الصنيعَ الذي يعاتـب أخـاه على فـعـله، حتى لا يقع في الملامة الواردة في قوله - تعالى -: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [البقرة: ٤٤]، وقوله - عز وجل -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: ٢ - ٣]، التــي نعى الله - تعالـى - فيها على طائفة من المؤمنين تتمدح بخير لا تأتيه، وتتنـزه عن شر وهـي ملوثـة به جاثيـة في أسْـره، وما أجمل مقولة الشاعر:
عوِّد لسانَك قِلّة اللفظِواحفظ لسانَك أيّما حِفْظِإياك أن تعظ الرجالَ وقدأصبحتَ محتاجاً إلى الوعْظِ!
- أن يُحسِن الظن بأخيه، ويتجنب الحكم على النوايا، ويضع نفسه موضعه، فيتلمَّس له ما قد يوجد من أعذارٍ دفعته للوقوع في الخطأ، ويحرص على إنصافه وترك التعسف والمبالغة والتجني في إثبات الخطأ، ويدع الإصرار على اعترافه بخطئه قبل التصافي، بل يعطي أخاه فرصة للتعبير عن وجهة نظره،

ويقبل عذرَه، ويرضى عنه، ويعفو عن خطيئته والزلة التي حدثت منه في حقه؛ إذ المؤمن سمحٌ ليِّنٌ، سليم الصدر، حسَن الظن في الأصل، يطلب المعاذير لإخوانه، سواء صمَت الآخر ولم يتمادَ، أو قال: (لم أفعل)، أو قال: (فعلت لأجل كذا)، أو قال: (فعلت وقد أسأت). قال عمر بن الخطاب - رضي اللّه عنه -: «أعقل الناس أعذرُهم لهم»[12]، وقال بعض الأدباء : «من أحبّ أن يسلم له صديقه، فليقبلْ عذرَه»[13]، وقال الشاعر في هذا السياق:
اقبلْ معاذيرَ من يأتيك معتذِر

اًإنْ برَّ عندك فيما قالَ أو فَجَرَ
افقد أطاعك من أرضاك ظاهرُه
وقد أجلّك من يعصيك مستتِرَا
كما على من عوتب أن يتنبه إلى الجوانب التالية:
- أن يحمد الله - تعالى - على أن سخّر له من إخوانه من يعاتبه، وأن يعلم أنه بذلك مُنَعَّم محبور، إذ في العتاب حياة بين أقوام، وبعث على الإجلال والإكرام، وهو رائد الإنصاف، وشفيع المودة، ويد للمحافظة؛ تظهر للمرء من خلاله عيوبٌ خافية، ويستطيع أن يزيل به من مسيرة العلاقة بينه

وبين إخوته ما يعكر صفاء الوداد، ويهيج البغضاء والحقد، ويقطع أواصر الصحبة.
قال بعض الحكماء : العتاب علامة الوفاء، وسلاح الأكفاء، وحاصد الجفاء،
وقال آخر: ظاهر العتاب خير من مكنون الحقد، وضربة الناصح خير من محبة الشّاني[14].
- أن يُحسِن الظنَّ بأخيه المعاتِب له، وينظر إليه على أن غرضه من المعاتبة التنقيب عن علة لأخذ العفو وحدوث التصافي، وأنه عينه التي تريه الزلل، وتنبهه على ما لا يحسن صدوره عنه من الأقوال والفعال التي تسهم في تشتيت الأخوّة، وتضييع حقوق الخلة، فيشكر له تنبيهه له وصراحته معه، وعنايته بحفظ مبنى المودة وأسوار الثقة.

يقول ابن الرومي:
أنت عيني، وليس من حقِّ عيني غضُّ أجفانِها عن الأقذاءِ
- أن يضع نفسه موضع أخيه، ويتخيّل مشاعره حال وقـوع الخـطأ عليه، فيبادر إلى تطيـيب نفسـه بالمقالة والفعل، ويعـمل على إزالـة كرْبِه وطـمس غضبه بترك الخطأ، ومفارقة مسـببات الجـفاء، والاعتذار له عن الأمر الذي ألجأه إلى نهج سبـيل المعـاتـبة، سـواء أكان ذلك خـطأ صـادراً عنه بقـصد أو غـفلة، أو كان سـوء فهم أو ضعف بيان .. ونحو ذلك،

وألا يدع لشياطين الجن والإنس مجالاً لزراعة الضغينة، وإفساد بذور المحبة وما تقـادم مـن إخـاء ووفـاء وثقة، حتى لو كان المعاتِبُ مخطئاً في حقه، لائماً له على أمر لم يصدر عنه أو ليس في يده، متذكِّراً مقولة الشاعر:
وإذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ

جاءت محاسنُه بألف شفيعِ
- أن يتجنب الحلف، ويحذر من مقابلة معاتبة أخيه له بعتاب آخر، بل يعاتب نفسه ويلومها على تسبُّبها في إيذاء أخيه وإقحامه في دركات الغضب، سواء أكان مرد تلك المعاتبة إلى قول أو فعل صادر عنه، أو سوء فهم أو ظنٍّ بُنِيَ على ضعف معلومة ورداءة اتصال؛ إذ ما لام النفسَ مثلها لائم،

والإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره.ومتى تمكّن المرء من الاتصاف بذلك حَمِد للمعاتِب فعلَه، وإن تعجّل في عتابه أو أساء بأخيه الظن.
- أن يصبر ويحتسب على وخزات اللوم ومقارع العتاب، ويعمل على القيام بحق أخيه واحتمال تقصيره، ويحذر الإعراض والجفاء؛ فإن الصدود - كما يقال- هو الفراق الأول، متذكّراً مقولة الشاعر:
صبرتُ على بعضِ الأذى
خوفَ كلِّه ودافعتُ عن نفسي بنفسي
فعزَّتِفيا رُبَّ عِزٍّ ساقَ للنفس ذُلَّها ويا رُبَّ نفْسٍ بالتذلُّلِ عزَّتِوجرّعتُها المكروهَ حتى تجرَّعتْولو لم أجرِّعها كذا لاشمأزّتِ[15]
والمتأمل في بيئة طلبة العلم والدعاة اليومَ يرى بجلاء أن العتاب الرديء كثيراً ما أسهم في بث الفرقة، وأورث القطيعة والشحناء، وأتلف أكثر مما أثمر، وأنه لا بد من إذاعة ثقافة العتاب الجميل، وتربية الأجيال - ذكوراً وإناثاً - عليها، حتى تحدث الصحة النفسية، ويتحقق الاستقرار الداخلي، فتذهب الحساسية الزائدة، ويزول التوتر، وتنتشر البسمة، وتتجذر المحبة، وتعمّ الألفة.
وحريٌ بمن كان غرضه صون أخوَّته، وتعميق الوداد بينه وبين رفقاء دربه من أهل الفضل والإحسان أن يتأدب بآداب المعاتبة، ويتخلق بأخلاقها الفاضلة، حتى تؤتي أُكُلَها، ويتحقق المقصد من إتيانها.
فاللهم ألهمنا الرَّشد، وزيِّنا بزينة اللين، وارزقنا غاية الرفق، وقوِّ دعائم الأخوة وأواصر الثقة بين علمائنا ودعاتنا وجيل صحوتنا وسائر أمتنا، بمَنٍّ منك وإحسان يا رحيم! وصلّى الله وسلم على أشرف من عوتب وعاتب، نبينا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين
---------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-2013, 09:55 PM   #4407
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
حبــــــــــر ومطـــــــــر
كَحبَّاتِ المطرِ يَهطِلُ المِداد، قَطرَةٌ هنا وقَطرَة هناك، وفي هذهِ المساحة تَتَجمَّعُ القطراتُ.
• سألتها: هل الكِتابة مَوهبة أم عاطفة؟
• مَوهبة تُذكيها العَاطفة.
• هل تكتبين لمجرَّد الكِتابة؟
• لا.
• هل تُشاركين في مُسابقة أدبيَّة - ذات جائزة قيِّمة - شَريطة أن تكتُبي من وحي الخيال؟
• لا.
• إذًا؛ مَوهبتك تحرِّكُها العاطفة، والعاطفة فقط؟
• نعم.

صَفِّق لي لأصَفِّقَ لك.
سَأُصَفِّق لك لِتصفِّق لي!
ما زالَت تَتمنَّى الموت، وما زلتُ أرهبُه.
سألتها ذات مساء: لماذا؟
فأجابتْني: لعلَّ باطن الأرضِ يكون خيرًا - أرحمَ مِن ظاهرها!
(أنا، أنا، أنا ... ثمَّ أنا!).
كَم هو ثَقيل، مُزعِج، مُنَفِّر.
ذلكَ الذي يَتمَركز حَول ذاتِهِ نُطقًا، كِتابَةً، وسُلوكًا!
جاء في الأخبار: "أحدثَ شبَّان فلسطينيُّون يمثِّلون نبض المقاومة في الضفة الغربيَّة المحتلَّة فجْوة كبيرة في الجدار العنصُري الإسرائيلي، الَّذي يبلغ ارتِفاعه ستَّة أمتار، يوم الجمعة، في احتِجاج نظِّم في ذكرى سقوط جدار برلين قبل عشرين سنة".
فكتبتُ...
الكُتَل البشريَّة التي مَلأ الإيمانُ واليَقين وحبُّ الجهاد قلبَها، لا تَقف في وجهها كُتَل خرسانيَّة مَهْما عَلَت جَوْدَتها!
سائرُ الأعمالِ ترتقي إلى عِبادة بإخلاص النِّيَّة وتوْجيهها.
ما حاجَتنا إلى كلِماتِ حُبٍّ تُذَرُّ في الهَواء، والفِعل مِنها بَراء؟!
الحُبُّ مُشاركة، اهتمام، وعَطاء بسخاء.
لا ألَم يَعْدل ألَم الفَقْد!
هذه القطرة كانت نواة قصَّة: "في كومَة شَوك"
يُصَفَّقُ للكاذِبِ، تُمنح الأوسمة للمُحابي، تُفَتَّح الأبواب للوصوليِّ، وكلُّ الأمْكنة مُشَرَّعة أمام المُراوِغ!
فماذا بَقِيَ للصَّادق الحُرِّ الأبيِّ؟!
التَّوبة .. قَرار.
التَّغْيير .. قَرار.
وتنفيذ القَرار يَحتاج إلى .. قَرار!
ما تكبَّر عَبْد بنعمةٍ - منَّ الله بها عليْه - على عبادِ الله، خاصَّة أولئك المحرومين مِنها، إلاَّ سُلِبَت منه بطريقةٍ أو بأخرى!
ما كان التَّعاون الجادّ المُخلص في أمرٍ إلاَّ أثمر.
كلُّ إحْراق يَعقبه سَواد ورماد.
وحدَه الصَّبْر مَن يَحرقنا لِنَبْيَضَّ ونتألَّق..

[/frame]

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-2013, 04:28 AM   #4408
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصة السجين المليونير
كان هناك مليونير..أودع في سجن ما على جزيرة نائية تمهيداً لإعدامة لجريمة قتل قام بها.. حسناً...لأنه مليونير فقد قرر رشوة حارس السجن ليقوم بتهريبة من جزيرة السجن بأي طريقة وأي ثمن..! ... أخبره الحارس أن الحراسة مشددة جداً وأنه لا يغادر الجزيرة أحد إلا في حالة واحدة...وهي الموت!! ولكن إغراء الملايين جعل حارس السجن يبتدع طريقة غريبة لكن لا بأس بها للهرب.. وأخبر المليونير بها وهي كالتالي....

"إسمع ، الشيء الوحيد الذي يخرج من جزيرة السجن بلا حراسة هي توابيت الموتى..يضعونها على سفينة وتنقل مع بعض الحراس إلى اليابسة ليتم دفنها بالمقابر هناك بسرعة وطقوس بسيطة ثم يرجعون... التوابيت تنقل يومياً في العاشرة صباحاً في حالة وجود موتى.. الحل الوحيد هو أن تلقي بنفسك في أحد التوابيت مع الميت الذي بالداخل..وحين تصل اليابسة ويتم دفن التابوت..سآخذ هذا اليوم إجازة طارئة..وآتي بعد نصف ساعة لإخراجك.. بعدها تعطيني ما اتفقنا علية...وأرجع أنا للسجن وتختفي أنت...وسيظل اختفاؤك لغزاً وهذا لن يهم كلينا...ما رأيك..؟" طبعاً فكر صاحبنا أن الخطة عبارة عن مجازفة مجنونه...لكنها تظل أفضل من الإعدام بالكرسي الكهربائي! المهم أنه وافق...واتفقا على أن يتسلل لدار التوابيت ويرمي نفسه بأول تابوت من على اليسار غداً...هذا إن كان محظوظاً وحدثت حالة وفاة..! المهم..في اليوم التالي..ومع فسحة المساجين الأعتيادية..توجه صاحبنا لدار التوابيت..و وجد تابوتين من حسن حظة..أصابه الهلع من فكرة الرقود فوق ميت لمدة ساعة تقريباً..لكن مرة أخرى، هي غريزة البقاء.. لذلك فتح التابوت ورمى نفسه مغمضاً عينيه حتى لا يصاب بالرعب...أغلق التابوت بإحكام وانتظر حتى سمع صوت الحراس يهمون بنقل التوابيت لسطح السفينة.. شم رائحة البحر وهو في التابوت وأحس بحركة السفينة فوق الماء..حتى وصلوا اليابسة.. ثم شعر بحركة التابوت وتعليق أحد الحراس عن ثقل هذا الميت الغريب! شعر بتوتر...ثم تلاشى هذا التوتر عندما سمع حارساً آخر يطلق سبة ويتحدث عن هؤلاء المساجين ذوي السمنه الزائدة..
فارتاح قليلاً وها هو الآن يشعر بنزول التابوت..وصوت الرمال تتبعثر على غطائة..وثرثرة الحراس بدأت تخفت شيئا فشيئاً...هو الآن وحيد مدفون على عمق 3 أمتار مع جثة رجل غريب وظلام حالك وتنفس يصبح صعباً أكثر مع كل دقيقة تمر.. لا بأس...هو لا يثق بذلك الحارس...ولكن يثق بحبه للملايين التى وعده بها هذا مؤكد انتظر..حاول السيطرة على تنفسه حتى لا يستهلك الأوكسجين بسرعة..فأمامه نصف ساعة تقريباً قبل أن يأتي الحارس لإخراجه بعد أن تهدأ الأمور وبعد 20 دقيقة تقريباً..بدأ التنفس يتسارع ويضيق..الحرارة خانقة..لا بأس..عشرة دقائق تقريباً..بعدها سيتنفس الحرية ويرى النور مرة أخرى وبعد لحظات قليلة............ بعد لحظات...بدأ يسعل..ومرت 10 دقائق أخرى..الأوكسجين على وشك الإنتهاء.. وذلك الغبي لم يأت بعد..سمع صوتاً بعيداً جداً..تسارع نبضة.. لا بد أنه الحارس...أخيراً..! لكن الصوت تلاشى..شعر بنوبة من الهستيريا تجتاحه...ترى هل تحركت الجثة...صور له خياله أن الميت يبتسم بسخرية تذكر أنه يمتلك ولاعة في جيبة...ربما الوقت لم يحن بعد ولكن رعبه هيأ له أن الوقت مر بسرعة..أخرج الولاعة ليتأكد من ساعة يده..لابد أنه لازال هناك وقت..! قدح الولاعة وخرج بعض النور رغم قلة الأوكسجين..لحسن حظه.. قرب الشعلة من الساعة..لقد مرت أكثر من 45 دقيقة..!!! هو الهلع إذاً وقبل أن يطفىء الولاعة خطر له أن يرى وجه الميت..إلتفت برعب وقرب القداحة.. ليرى آخر ما كان يتوقعه في الحياة.. وجه الحارس ذاته..!!!! والوحيد الذي يعلم أنهُ هنا في تابوت تحت ثلاثة أمتار... النهاية {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً} [الأحزاب:16] .
-----------
م/ن
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-2013, 04:46 AM   #4409
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-2013, 05:04 AM   #4410
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

انظروا كيف يعامل أمه !!
السلام عليكم
قصة حقيقية حصلت بين شاب وامه
دخل شاب وزوجته الى محل مجوهرات
وخلفهما عجوز (هي ام الشاب)تمسك ابنهما
اخذت الزوجة تنتقي لها المجوهرات والخواتم و......إلخ
وبعد ان انتهت سال الشاب البائع :
كم الحساب؟
رد البائع :
مئتان الف ومئة ريال
الشاب:
ومن اين اتت هذه المئة؟
(يعني الميتين الف غدت رخيصة والمئة خالية ما شاء الله)
البائع:
تلك العجوز اخذت خاتما بمئة
الشاب:
ارني اياه
البائع:
ها هو تفضل
وناوله اياه
تفحص الشاب الخاتم ثم رماه
وقال للبائع:
أعده لا اريده
وهنا خرجت ام الشاب وهي تبكي مسرعة للسيارة
قالت الزوجة للشاب:
اذهب وراضها وإلا فإنها لن تمسك إبنك مرة أخرى.
وذهب الشاب للسيارة وفتح بابها وقال لأمه:
إذا كنت تريدينه فخذيه.
قالت له أمه:
(لا لاأريده ...لقت كنت أريد أن افرح بالعيد كما يفرح الناس لكنك
قتلت فرحتي)

ما يستفاد من القصة
(لكل انسان شعور واحساس فلا تجرحه ولكن اذا كان الامر مع
والديك فهذا يختلف جدا فكما ربياك صغيرا اعتني بهما وهم كبيرون
ولا تقل لهما اي كلمة قد تغضبهما فهما طريقك الى الجنة وإلى رضا
الله تعالى
)
جعلنا الله تعالى واياكم ممن يرضا عنهم والديهم وربهم ويدخلهم جناته
----------
مكرر للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 02:27 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved