![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4421 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() مبدأ التسامح ... في حياة وسلوك شيخ الإسلام ابن تيمية بسم الله الرَّحمن الرَّحيم قيل: ( من ثمارهم تعرفهم، هل تجني من الشوك عنباً ، أم من العوسج تيناً ) ؟! إن الشجرة الطيبة تطرح ثماراً طيبة ، والشجرة الخبيثة تطرح ثماراً خبيثة ، ولكنك أيها القراء الفطن لأي شجرة تقصد ، وتحت أيهما تستظل ، وأي الثمار تأكل ؟ لا شك أن مبدأ التسامح عظيم، لأننا كلنا أهل خطأ، ونحتاج كثيراً إلى من يصفح عنًا ويحلم علينا، ليصنع لنا بذلك معروفاً ندين له به أبداً، والحقيقة أنني متى ما رأيت أن خصمي يراني خبيثاً وشريراً وكافراً أو رجعيّ ظلامي مستبد ، فإني وتلقائياً استبد برأيي واستبدل ريشة القلم بسيف بتار أضرب به عنق الآخر ، ومتى ما رأيت كلمات التسامح والصفح والمحبة من الآخر كلما أحسست بعظمة الإحسان الذي تملكني، هذا هو لسان كل إنسان كلنا نخطئ ، كلنا نذنب ، كلنا يحتاج إلى مغفرة ، وكم قسونا وكما تجاوزنا الحدود ، والذي يبقى في النهاية بكل تأكيد هو التسامح. والحقيقة أن التسامح متى ما كان أقوالاً لا تدعمها السلوكيات، ومواعظ وكلمات لا تبرهن عليها الأفعال، كان التسامح ضرباً من ضروب التدجيل والزيف لترويج البضائع اللفظية، إنه من السهل - يا سادتي - أن ننمق الكلمات والعبارات ونرصف بها شوارع الأوراق، ونزيف بها رسومات فنية جميلة، لكنها في النهاية تبقى حبيسة الإطار، ومسجونة في حدود الألفاظ الزائفة، إن القانون الحقيقي لكلمة التسامح هي : الثمرة السلوكية العملية في الحياة، نعم .. من ثمارهم تعرفهم، هل تجني من الشوك عنباً ، أم من العوسج تيناً، ما أسهل التبشير باسم التسامح والعدل، لكن الثمار الشوكية العملية تفضح وتعري وتكشف هذا التبشير المزوق المزور! لقد قال الفيلسوف ( فوليتر ) يوماً : ( ما هو التسامح ؟ إنه نتيجة ملازمة لكينونتنا البشرية ، إننا جميعاً من نتاج الضعف ، كلنا هشّون وميالون للخطأ ، ولذا دعونا نسامح بعضنا البعض ونتسامح مع جنون بعضنا البعض بشكل متبادل). يالها من كلمات جميلة، أنا سأقولها، وستقولها أنت ، وستقولينها أنت بالطبع ، كلنا سنقولها بإعجاب وبترنم عذب، لكن الثمار ستكشفنا جميعاً وتعرينا وترهقنا كثيراً، لأننا وقّعنا على ورقة شيك بها مبلغ عظيم لا نستطيع سداده ، إنه التسامح ! لقد تعلم الناس يوماً ما من زعيم العقلانية الأوروبية، والأب الروحي للفلسفة الحديثة "رينيه ديكارت" الأخلاق والتسامح والفلسفة، كم كان رائعاً في أحلامه، في فلسفته، في تأملاته، لكننا صدمنا من ثماره الكاشفة والمعرية للكلمات الزائفة. لقد تعلم الناس منك أيها الفيلسوف "ديكارت" الأخلاق والتسامح والفضيلة، ولكن لما نراك تخون تعاليمك المقدسة يوم مارست الخطية مع أعز أصحابك الذين خدموك بإخلاص وتفاني، فها أنت تخونهم وتشي بهم حتى أوقعتهم في المصائب ! هل هذا من الأخلاق والتسامح يا سيادة الفيلسوف؟ لمَ أراك تخوف الأخلاق مع خادمتك "هيلانة" فتنتج ثمر الخطية ابنة غير شرعية ؟! أيها الفيلسوف " جان جاك روسو" لقد استحوذت على كثير من الناس بإنجيل الحرية (العقد الاجتماعي) وإنجيل التربية ( إميل) لكن فجعتني وآلمتني وأثرت عجبي في (اعترافاتك ) !! هل أنت حقاً من صف الكلمات في إنجيل التربية إميل ؟! عجباً لك ..لم يكن لك أيّ حظ من التربية الخلقية ألبتة في حياتك، فأنت تعترف بنفسك أنك تسرق الخمر من معلم النقش، وتكذب بغير مبرر، وتعمل كل ما ينافي التربية والأخلاق! لقد ظهرت في سلوكك متناقضاً، فكثيراً ما استقبحت ما كنت تحسنه، واستحسنت ما كنت تستقبحه، هاجمت الأغنياء، مع أنك كنت تلهث تحت فتات موائدهم وكان لهم الحظ الأوفر في حياتك ونجاحك!لقد قال عنك يوماً ( فولتير) : ( أنك تدعو إلى الجهالة والعصور المتوحشة، ولو أطاعك الناس لصاروا حيوانات تسير على أربع) ! أعلم أن قضية التسامح معضلة وليست بالهينة ولذلك لا نستغرب أن استعصت على كبار الفلاسفة من زمن إيرازموس إلى زمن جون لوك إلى ستيورات ميل ! يالها من فلسفة رائعة فاضحة كاشفة معرية تلك الفلسفة المعروفة بفلسفة ( الثمار) . بعد هذه المقدمة التي أردت منها تثبيت حقيقة مهمة وهي : أن حقيقة ومصداقية القيم والأخلاق والتعاليم تعرف بمدى تمسك وسلوك أصحابها بها ، ولذا جاء مقالي هذا بعنوان ( التسامح مع الآخر ... في حياة وسلوك شيخ الإسلام ابن تيمية ) فالتسامح أمر عظيم ولمعرفة عظمته نريد أن نتعرف على مكانته في حياة وسلوك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله . لست بحاجة للتعريف بشخص ابن تيمية والعصر الذي عاش فيه رحمه الله، وما تعرض له من عداء وهجوم وسجن وتعذيب واعتداء، وكيف كان رحمه الله يقابل ذلك بتسامح وعفو وصفح . لقد كان شيخ الإسلام يدرك أن الاختلاف أمر طبيعي بل حتمي في هذه الكون، وهذه سنة إلهية ، حيث بيّن الله سبحانه وتعالي أن الناس في اختلاف ، وأنهم لا يزالون كذلك ، وأن الخلاف لا يعرف أحقيته أو بطلانه من كثرة الأعداد أو قلتها ، وأن الحق لا يرتبط بالأشخاص ولا بالدول ولا بالمؤسسات ، والحق أصيل وقديم ، وهو الغالب ، بالكلمة والحجة والبرهان ، وأن الحق لا يحتاج إلى أشخاص يجيدون الشتائم والسباب ، وأن الحق لا يريد إقصاء الآخر ، ولا إلغاء شخصه، ولا الانتقام منه ، بل الحوار معه ، في جو يكفل المساواة في الفرص والإمكانات ، وكما أن الحق ظاهر فإنه لا يزال في صراع ، حتى يرث الله الأرض ومن عليها . ولولا قيمة هذا الصراع لما أوجده الله ، فالله سبحانه وتعالى لا يوجد - إطلاقا - شرا محضا ، ولا يوجد في مخلوقات الله شرور معدومة الخيريّة بوجه من الوجوه ، بل لا توجد مصيبة ولا شر، كموت الأنبياء ، والصالحون ، أو انتكاسة من انتكس ، أو زوال مظهر من مظاهر الخير ، إلا وفيه خير ظاهر أو باطن علمه من علمه وجهله من جهله ، فلله الحكمة البالغة كما له الحجة البالغة ، ولو شاء لهدى الناس جميعا ، ولكن الحياة أرض بلاء ومحك اختبار ، ودار عمل ، فمن شاء فليقدم لنفسه من الأعمال والأقوال ما ستنفعه يوم القصاص الأكبر . لكن العجيب من مواقف التسامح أن تكون في موقف القوة والغلبة، وأن يكون لك الحق، فإذا تسامحت مع من ظلمك وهو تحت سطوتك، كنت حقاً متسامحاً كريم الخلق والنفس. -------------- يتبـــــــــــع/ان شاء الله في مابعد التعديل الأخير تم بواسطة الفقير الي ربه ; 25-10-2013 الساعة 02:13 PM. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4422 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() سبع كلمات تحب المرأة سماعها ![]() المرأة خلقها الله تعالى لتكون سكنًا وملاذًا وأمانًا، وملهمة للأفكار، ومصنعًا للحب، وهي بحكم خلقها وتكوينها مخلوق عاطفيّ، لديها اهتمامات تتناسب مع طبيعتها ولهذا فإنّ التعامل معها يحتاج إلى مهارة وفن وذوق، وقد شبّهها النبيّ الكريم صلى الله عليه وسلم بالقارورة وأمرنا أن نرفق بها فقال: «رفقا بالقوارير»، فهي شفافة، ورقيقة، وأنيقة، وجميلة، وفي حالة كسرها فإنّه يصعب التئامها، وكسرها يحصل بإهانتها، وظلمها، وضربها، وجرحها، وإهمالها وطلاقها ظلمًا. وقد عُمِلت دراسات كثيرة حول المرأة واهتمامها، ويذكر أنه عُمِل استبيان ليُتعرَّف فيه على أهم أولويتين تريدهما المرأة من الرجل، وكانت النتيجة هي (الاهتمام، والشعور بالأمان)، فلو استطاع الرجل سواء أكان زوجها أو أبوها أو أخوها أن يحقق لها ذلك فإنها ستحيا بسعادة عظيمة. وحتّى تُتَرجم هذه المعاني لواقع عملي، نطرح (7) كلمات تحب أن تسمعها المرأة، وتحقّق لها الاهتمام والشعور بالأمان، وقد جُرِّبت هذه الكلمات على المتزوجين الجدد، ومن لديه مشكلة مع زوجته، أو أخته، أو حتى أمّه، فكانت النتائج رائعة وندعوكم لأن تجربوها كذلك؛ وهـــــــي: أولاً: أن تمدح ذكاءها وطريقة تفكيرها، فتقول لها في بعض المواقف أنتِ ذكية وفكرتكِ ساعدتني على تجاوز المشكلة، فهذه الكلمة تفهمها المرأة أو الفتاة على أنّها مهمّة بحياتك فتزداد ثقة وعطاء وهذا نسميه "الجمال العقلي". ثانيًا: أن تتحدث عن جمالها وبالذات جمال شكلها، وهذا هو "الجمال الجسدي"، فالمرأة تعتني بجسدها كثيرًا وتنظر إليه دائمًا، ويهمّها ما يقوله الناس عنها، ويمكنك مدح شكلها وجسدها أو لباسها وعطرها فهذا الكلام يُطرِب أذنها. ثالثًا: أن تعبّر لها عن أهمية علاقتكما، وتؤكّد لها "أنّك فخور بها"، وتبيّن ما قدمته لك من خدمات أو مساعدات، وأنّك سعيد بتضحياتها، سواء وقفت بقرب والدتك أو دعمتكّ ماليًّا، أو سهرت على أولادك، أو غيرها من التضحيات. رابعًا: أن تتحدث معها عن أهمية وجودها بحياتك، وأن تخبرها بأنها "خير صديقة لك"، ونذكر قصة عن أحد الأشخاص اذي رأى أحد أصدقائه مع زوجته، فتحدث معي عن زوجته والمواقف البطولية التي وقفتها معه خلال العشرين سنة الماضية، وقال بصراحة: "لولاها لضعت في هذه الدنيا"، وكانت هي تسمع كلامه وهي سعيدة. خامسًا: أن تتحدث عن بعض المبادرات التي تفعلها، فتقول لها أنتِ طريقتك جميلة، أو طبختكِ لذيذة، أو مقترحكِ مهم وأنا لم أفكر به، وتتحدث عن العلاقة الحميمية التي بينكما، وتمدح أنوثتها فإنّ ذلك يشبع غرورها ويسعدها. سادسًا: أن تشعرها بأنّك تدافع عنها وإن كانت هي تستطيع أن تحمي نفسها، ولكنّها تحبُّ أن تكون محميّة، فتقف موقف المدافع عنها أمام أهلك، أو أهلها، أو أصحابك، فإنّ هذه اللحظات لا تنساها طول عمرها، لأنّها تشعرها بالأمن والأمان عند سماعها. سابعًا: أن تكون لطيفًا معها، وقريبًا من مشاعرها، وعندما تتحدث معك تستمع لها من غير مقاطعة، لأنّها في كثير من الأحيان تريد منك مشاركة عاطفية لا حلولاً جذرية. إنّ ما ذكرناه يحتاج منّا إلى منهج تربويّ نربي أبناءنا عليه، حتى لا يخرج لدينا جيلٌ يستمتع بتعذيب المرأة وإهانتها ويحبُّ تحقيرها والاستهزاء بها، بل الأصل أن المرأة تتربّى على الدلال والحب والزينة، وقد قال تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} [الزخرف: 18]، والمراد في ذلك النساء فهي تنشأ في الزينة فلها تربية خاصّة تختلف عن تربية الرجال، ولهذا أكبر خطأ يرتكبه الرجل عندما يعامل المرأة كرجل فهذه لغة لا تعرفها المرأة ولا تفهمها بل وتتضايق منها. ومن يتأمل مواقف النبي الكريم مع زوجاته يجد الرّفق، واللّطف، والحب في كل المواقف، فقد حمى السيدة عائشة من أبيها لما همّ بتأديبها دفاعًا عنها، وقد عبر عن حبه لها أمام أصحابه، وقال إنّها أحبُّ الناس إليه، وكان يبتسم لزوجاته ويضحك معهنّ ويستمع لحديثهنّ إذا تحدثن، ويشاركهنّ الحوار، كحديث قصة أم زرع، ويضع ركبته لصفية حتى تصعد على الإبل، ومسح دموعها بيده لمّا بكت أمامه، ويصلُ صديقات خديجة بعد وفاتها، وقصص كثيرة تؤكّد ما ذكرناه من سبع كلمات تحب المرأة سماعها، فالمرأة تمثّل نصف المجتمع، وقد أنجبت النصف الثاني فهي إذن تمثّل المجتمع كله.. أفلا تستحق منّا أن نحسن معاملتها ؟! --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4423 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() عشرُ زهِراتٍ يقطفُها منْ أراد الحياة الطيبة 1. جلسةٌ في السَّحر للاستغفارِ : ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ﴾ . 2. وخلوةٌ للتفكُّرِ : ﴿ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ . 3. ومجالسةُ الصالحين : ﴿ وَاصْبِرْ نَفْس...َكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم ﴾ . 4. والذِّكْر : ﴿ اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ﴾ . 5.وركعتانِ بخشوعٍ : ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ . 6.وتلاوةٌ بتدبُّرٍ : ﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ﴾ . 7.وصيامُ يومٍ شديدِ الحرِّ : (( يدع طعامه وشرابه وشهواته منْ أجلي )) . 8.وصدقةٌ في خفاءٍ : (( حتى لا تعلم شمالهُ ما تنفقُ يمينُه )) . 9.وكشْفُ كربةٍ عنْ مسلمٍ : (( منْ فرَّج عنْ مسلمِ كربةً منْ كُربِ الدنيا فرَّج اللهُ عنه كربةً منْ كربِ يومِ القيامةِ )) . 10.وزهْدٌ في الفانيةِ : ﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ============ مشاركة/قوية باس/بلخزمر |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4424 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() للشباب .. كيف تخطط بوعي لاختيار شريكة العمر ؟! ![]() عند عتبة الزواج يقف الشاب يبحث من أين يبدأ ؟ ومن يختار ؟ وكيف يكون متوازناً في شروطه ومواصفاته التي يرغبها في شريكة حياته ؟! يسأل .. وربما بعضهم استسلم لعادات قومه وثقافتهم ومورثاتهم فيما يخصّ الزواج من حيث الاختيار ابتداءً ثم ما يتبع ذلك من علاقة اجتماعيّة التي تنشأ بعقد الزوجيّة . وهكذا يعيش كثير من الشباب بين التخبّط والمثالية والاستسلام في حسن الاختيار لشريكة الحياة !! وبما أن الشاب هو المسؤول ابتداء عن اختياره وعن حياته فإن المهمّة عليه في أن يكون أكثر وعياً وفهماً لطبيعة العلاقات الاجتماعيّة وكيفية التعامل معها بما يضمن للمسلم أن يحيا حياة مستقرة في ظل دين الله عز وجل . ومن هنا كانت هذه الكتابة لكل شاب وقف على عتبة الزواج لعلها أن تفتّق له فكرة أو تزيده دُربة ودراية ليكون أكثر وعياً وواقعيّة عند اختيار شريكة حياته . أولاً : أهمية الزواج . إن من أعظم الشرائع التي شرعها الله تعالى ورتّب عليها من الأحكام والآداب والسنن والفضائل هي شريعة ( الزواج ) . وحين نتأمل القرآن في تدبّر وتأمّل نجد كيف أن القرآن أظهر لنا عظمة هذه الشعيرة من خلال منهج قراني فريد ، فمن مظاهر تعظيم شأن الزواج : 1- الأمر به . قال الله تعالى : " فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ " وقال في سورة النور : " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ " 2- التشويق إليه . فقد شوّق الله عباده للزواج بمشوّقات كثيرة منها : أ- أنه من سنن المرسلين . قال تعالى : " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً " ب- أنه سبب للغنى والاستغناء النفسي والاجتماعي والاقتصادي . قال الله تعالى : " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " ج - أنه سبب لحصول الولد والذرية الذين بهم تحلو الحياة . قال الله تعالى : " وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ " د - أنه سبب في حصول الستر السكن والايناس والمودة والرحمة . قال الله تعالى : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " إلى غير ذلك من المشوّقات التي شوّق الله بها عباده لهذه الشعيرة العظيمة . 3 - ومن تعظيم الله لهذه الشعيرة أن جعل التوارث بين طرفيها ( الزوج والزوجة ) . قال تعالى : " وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ . ." إلى غير ذلك من المظاهر التي تدلّ على تعظيم الله تعالى لهذه الشعيرة العظيمة ، والمقصود إنما هو الإشارة إلى عظمة الزواج وأنه من الشعائر التي عظّمها الله تعالى وأمر بتعظيمها . ومن هنا تكمن أهمية الزواج الشعيرة التي عظمها الله تعالى وأمر بتعظيمها ، فالزواج هو اللبنة الأولى لبناء المجتمع المسلم وهو طريق العفة والطهر والستر والحياء ، وهو الملاذ الآمن للسكن والاستقرار النفسي والاجتماعي ، وهو باب عظيم من أبواب الجنة ورفعة الدرجات . . ثانياً : لماذا الزواج ؟! أهمية الجواب على هذا السؤال تكمن في أن الإجابة المحددة والصادقة في نفس الوقت هي البداية الأولى لتحديد ملامح التخطيط الواعي لاختيار شريكة عمرك !! تذكّر . . أن تمام النهايات بجمال البدايات . .!! وعمر كل عمل مرهون بثبات غايته ومقصده !! من الأهداف التي يطلبها الناس من وراء الزواج : - الكسب المادي . - كسب الوجاهة والمكانة . - ابتغاء الولد . - ابتغاء الستر . - رضا الوالدين . - المشاركة في صناعة الحياة بالأسرة الصالحة . - المتعة الغريزية ! ثالثاً : أهمية التخطيط قبل الاختيار . الزواج هو أساس تكوين المجتمع المسلم ، وأساس صناعة المملكة العظيمة التي تبدأ من زوجين ، والزواج هو أحد أهم العلاقات الاجتماعية بين الناس بل هو الطريق الأهم في تحقيق مقصد الشارع من تعارف الناس بعضهم ببعض إذ يقول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا . . " ولمّأ كان الزواج بهذه العظمة والاهتمام في نصوص الوحي ، ومن ثم في أهمية التواصل والعلاقات الاجتماعية بين الناس ، كان من المهم جدّاً حين يقبل عليه الشاب أن يقبل عليه إقبالاً يستشعر فيه هذه العظمة في نفسه الأمر الذي يدعوه أن يتبيّن ويهتمّ بإنشاء هذه اللبنة بصورة صحيحة وعلى أساس متين يضمن بقاء هذه الأسرة كما يضمن له تحقيق تعظيم هذه الشعيرة حق التعظيم ، ومن هنا فإن التخطيط السليم يجنّبنا التسرّع والعجلة ، كما أنه يعطينا الفرصة حتى يكون اختيارنا اختياراً ناجحاً والاختيار الناجح سبب في العشرة الصالحة ودوامها ، يحسّن نوعيّة أفراد المجتمع . . تنتشر بين الناس عبارة ( الزواج قسمة ونصيب ) !! وهي عبارة كثيراً ما يرددها الناس إمّا عند الهرب من التخطيط أو عند الفشل !! صحيح أن الزواج قسمة ونصيب لكن ذلك لا يعني العجز والكسل عن أن يخطط الإنسان من أجل أن يحظى بالنصيب الوافر وذلك بسلوك طرقه وسبله . لأجل هذا كانت هذه الكتابة أهديها لكل شاب مقبل على الزواج عسى أن تفتح له آفاقاً وتعطيه خطوطاً في التصوّر من أجل اختيار موفق لشريكة الحياة !! رابعاً : لماذا لا تفكّر بالزواج ؟! فئة ليست بالقليلة أولئك العازفون عن الزواج أو يتأخرون في التفكير بالزواج . . لماذا ؟! • معوقات نفسيّة . - الخوف من الفشل . - الرغبة في التفلّت وعدم الارتباط بتحمّل المسؤولية . - الشروط ( المخمليّة ) !! • معوقات اجتماعية . - غلاء المهور . - انتظار الوظيفة !! - بعض العادات والتقاليد التي تقدّس الترتيب العمري بين الأخوان والأخوات في الزواج . - السوابق الجنائية !! - حصول الإشباع بطرق غير مشروعة . - الدراسة والتخرج ( طلب العلم ) . - انتظار بنت العم أو بنت الخال حتى تبلغ !! - تعارض رغبات الوالدين ( سيما إذا كان الوالدان مفترقين بالطلاق ) !! خامساً : حين تفكّر بالزواج ؟! جاء في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج . . " ومعلوم أن الشاب إذا وصل مرحلة البلوغ فقد أصبح قابلاً لئن يتزوج ، لكن بلوغه لا يشفع له أن يكون مؤهلاً للزواج ، إذ الذي يؤهله للزواج هو حصول الاستطاعة على الباءة . وقد فسّر جمع من أهل العلم الباءة بالقدرة على الجماع ، وإن كانت معاني أهل العلم في تفسير الباءة متكاملة في ضم بعضها إلى بعض . . فمن الاستطاعة الاستعداد المادي والاجتماعي والثقافي للشاب حتى يتم له التأهيل التكاملي - ولو على الحدّ الأدنى من ذلك - حتى يكون مؤهلاً للزواج وأن يكون على قدر من المسئولية . من المهم جدّاً حين يفكّر الشاب بالزواج أن يسعى إلى تأهيل نفسه من النواحي التالية : أ- التأهيل الصحي للزواج من ناحية عدم اعتلال الصحة وخاصة ( الصحّة الغريزية والنفسيّة ) . ب- التأهيل المادي للزواج . - البحث عن مصدر للدخل ، ولا أقول البحث بل أقول العمل والضرب في الأرض من أجل الكسب . - - الابتعاد قدر الإمكان عن تراكمات الديون والأقساط . - - الموازنة بين الدخل والمصروفات الشخصية أو على زملاء ( الكشتات ) !! ج- التأهيل المعرفي والمهاري . - الشعور بأهمية وعظمة هذه الشعيرة وأنها من سنن المرسلين وأنها باب من أبواب الجنة . - - تنمية المهارات والقدرات في وسائل التواصل والاتصال بالآخرين . ( القراءة والإطلاع - المشاركة في بعض الدورات التدريبية ) - التزوّد المعرفي بالأحكام والسنن والآداب التي تتعلّق بالنكاح . - معرفة المقوّمات الأساسية لحسن الاختيار . د- التأهيل الاجتماعي . - حسن السيرة بين الناس . ( الابتعاد عن أي سلوك اجتماعي ضار ومحاولة التخلّص منها - كالأصحاب وشرب الدخان أو المخدرات وكثرة الأسفار .. ) . - عدم وجود سوابق ( جنائية ) . - تصحيح المسار ( إن وجد بعض المسبّقات ) !! - ترتيب الأولويات : * الزواج . * البحث عن وظيفة . * رعاية الوالدين . * الدراسة والتخرج . ( طلب العلم ) . * الأصحاب وبحبوحة العزوبية !! سادساً : شروط الزواج بين القيم والمعايير !! التخطيط الواعي هو الذي يوازن بين اعتبار القيم ومعايير القبول عند وضع الشروط المراد توفرها في شريكة العمر ، هذا التوازن يضمن - بإذن الله - أن يتخلّص الشاب من عقدة الشروط ( المخمليّة ) ومن التهوّر وعدم الرويّة . . • قيم وأسس الاختيار . - الدين . - الحسب . - المال . - الجمال . جاء في الحديث من حديث أبي هريرة مرفوعا : " تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك هذه القيم الأربع هي القيم التي يعتبرها الناس ولا يخرجون عنها في تحديد معايير القبول والرفض ، وهي التي ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار على تفاوت في أهمية كل قيمة عن الأخرى . • معايير القبول . أ- المعايير الاجتماعية : 1- النسب . 2- الحسب . 3- المال . 4- الأقارب . 5- المنبت الصالح . 6- الحرفة . ( موظفة - غير موظفة ) . ب- المعايير الشخصية ( في الزوجة ) : 1- التدين . والأصل فيه حديث : " فاظفر بذات الدين تربت يداك " 2- الجمال . والجمال من المعاني والمعايير المعتبرة في النكاح ومن أجله أبيح النظر إلى المخطوبة ، وفي بعض الآثار : ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته ! 3- الودود . 4- الولود . جاء في الصحيح : " خير نسائكم الولود الودود المواسية المواتية إذا اتقين الله .. " وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لا تلد أفأتزوجها ؟ قال : " لا " ثم أتاه الثانية فنهاه ثم أتاه الثالثة فقال : " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم " 5- البكر . جاء في الحديث الذي يحسنه الإمام الألباني - رحمه الله - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما وأسخن أقبالا وأرضى باليسير من العمل " . وجاء في وصيته صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه :" هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك " 6- العمر . الفارق العمري بين الزوجين له دور مهم في صناعة الاستقرار الزوجي ، ومراعاة هذا الفارق من الاعتبار بمكان . 7- العلم والمعرفة . فالمتعلمة تختلف بالطبع عن المرأة غير المتعلمة ، لكن ما هو الحدّ التعليمي بالنسبة للمرأة الذي يحقق الاستقرار الزوجي والأسري في مستقبل الأيام ؟! هل هو بلوغها أعلى الرتب العلمية أم يكفيها أن تكون غير أمّية ( بمعنى أنها تقرأ وتكتب ) ؟! ج- معايير خارجية . 1- موافقة الوالدين . 2- يسر المهر وجهاز الزواج . د- معايير ( تحفيزيّة ) * تطوّعيّة : . 1- أن تكون الفتاة يتيمة . 2- مطلقة بلا أولاد . 3- مطلقة بأولاد . 4- أرملة . 5- من ذوي الاحتياجات الخاصّة . * تحفيزية نفسيّة : الحب والإعجاب . من خلال الموازنة بين أولويات القيم وأوليات هذه المعايير بواقعيّ’ تستطيع أن تخرج باختيار موفق إن شاء الله . وحتى تكون أيها الشاب أقرب إلى الواقعيّة في تحديد شروطك وتحديد المعايير المناسبة التي تضمن لك اختياراً تطمئنّ إليه نفسك وتقرّ به عينك لعلّي أن أنبهك إلى أمور : - الأصل في معايير القبول اعتبار ( صفة الدين والأخلاق ) . وأن هذه القيمة هي الأساس الذي يُبنى عليه غيره ، فالمراد بالدّين هو الإسلام في إطاره العام ، والاستقامة عليه في الإطار الخاص ، وهو الصلاح الذي يؤكّده الله تعالى في كتابه بأكثر من وصف ، فمرّة يشير إليه بوصف الإيمان كما في قوله تعالى : " وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ومرّة بوصف ( الطيب ) كما في قوله : " وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ .. " ومرّة يصرّح فيه بوصف الصلاح كما في قوله : " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ " وفي السنّة تأكيد لهذا المعنى كما مرّ في الحديث السابق " فاظفر بذات الدين تربت يداك " . وحدّ التدين المقبول هو المحافظة على الفرائض والشعائر الظاهرة . أما الأخلاق فالحدّ المقبول في الفتاة هو التزام أدب الإسلام في ذاتها وخاصّة فيما يتعلّق بعفتها وشرفها وحجابها وصيانة نفسها عن مواطن الريب ، وحدّ لطيف أشار إليه الحديث " خير نسائكم الودود " فالودّ واللطف ملحظ ينبغي ملاحظته في خُلق الفتاة . - الجمال . هو أحد أهم الاعتبارات التي تحصل بها الالفة بين الزوجين ، ومما يدل على أهمّية هذا الاعتبار أن النصوص قد ندبت إلى اعتباره فمن ذلك : ما جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : إني تزوجت امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم " ألا نظرت إليها فإن في أعين الأنصار شيئا !! " ولمّا سئل صلى الله عليه وسلم : أي النساء خير ؟! قال : " التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره " ومما يدل على أهمّية اعتبار الجمال : إباحة النظر إلى المخطوبة ، ومعلوم أن النظر إنما ليُعرف القبح والجمال في المرأة . يقول الغزالي رحمه الله في فصل عقده بعنوان ( ما يراعى من أحوال المرأة ) قال : الثالثة : حسن الوجه , فذلك أيضاً مطلوب , إذ به يحصل التحصن , و الطبع لا يكتفي بالدميمة غالباً , وما نقلناه من الحث على الدين , وأن المرأة لا تنكح لجمالها , ليس زاجراً من رعاية الجمال , بل هو زجر عن النكاح لأجل الجمال المحض مع فساد الدين . المقصود أن الجمال هو أحد أهم أسباب حصول الألفة بين الزوجين ، لكن حتى تكون نظرتنا إلى هذا الاعتبار نظرة متزنة لابد أن نعي أموراً : أ- أن الجمال في المرأة له شقّين : الشق الأول : جمال الظاهر . ( الجسد ) وهو جمال الصورة ، وهذا أمر نسبي عند الرجال ، فكما قيل : الجمال في العين !! فعين ترى المرأة جميلة وعين لا تراها كذلك !! فالوالدة أو الأخت أو الخطّابة قد ترى الفتاة جميلة وهي في عينك قد لا تكون كذلك ، وقد تكون في عينهم غير جميلة وهي في عينك جميلة ، ولذلك فالمعوّل هنا على الرؤية ( الشرعية ) . وقد سبق أن بيّنت لك أهمّية هذا الشق . الشق الثاني : جمال الباطن . ( الروح ) وهو جمال الروح بالدين والأخلاق والأدب ، فكم من فتاة غير جميلة الصورة لكنها جميلة بروحها وشفافية أخلاقها ، وكم من جميلة في الصورة دميمة في مخبرها وخلقها وسلوكها . والفرق بين جمال الصورة وجمال الروح : :*: أن جمال الصورة تبليه السنين ولا يقبل النّماء بعكس جمال الروح فإنه قابل للنّماء والتألّق ، وهو الجمال الذي امتدحه الله تعالى بقوله : " فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ " . :*: أن جمال الصورة قابل للتنازل بعكس جمال الروح فإنه لا يقبل التنازل عنه أو التساهل فيه . وتذكّر وصية حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم إذ أوصاك بقوله : " فاظفر بذات الدين تربت يداك " ب- بعض ملامح الجمال في ( الصورة أو الروح ) يمكن تكميله وتعويضه . فلا يلزم من اشتراطك ملامح معيّ،ة في الجمال أن تفرّط في بعض الفرص السانحة بسبب ذلك ، فمثلاً قد تجد فتاة صيّنة دينة على جمال وخلق لكنها ( بدينة ) وأنت ترغب في فتاة غير بدينة ، فالجمال من هذه الجهة ممكن أن يعوّض بمساعدتها مثلا على برنامج للحمية ونحو ذلك ، آما من جهة الدين فقد تجد مثلا فتاة جميلة في ظاهرها الأدب ومعروف عن عائلتها المحافظة لكن فيها ما يعيبها من جهة دينها من حيث جهلها ببعض أمور دينها أو اعتيادها على بعض العادات الاجتماعية غير المقبولة فمثل هذه الأمور التي يمكن تقويمها وتهذيبها لا بأس من التغاضي عنها في سبيل كسب الفرصة التي قد لا تعوّض . - التوازن بين الشرط والواقع . نجد في قصص الصحابة رضوان الله عليهم أن جابراً رضي الله عنه تزوج بامرأة وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم " أبكراً أم ثيّب ؟ " فقال : بل ثيّباً يا رسول الله !! فقال صلى الله عليه وسلم : " فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك ، وتضاحكها وتضاحكك ؟ " فقال جابر بن عبد الله : إن عبد الله - يعني والده - هلك وترك [ تسع أو سبع ] بنات ، وإني كرهت أن أجيئهن بمثلهن ، فتزوجت امرأة تقوم عليهن وتصلحهن ، فقال : " بارك الله لك " أو قال لي خيرا . فلابد أن تتوازن في شروطك مع واقعك فليس من الواقعيّة أن تشترط ملكة جمال زمانها وأنتَ في ذاتك لا تملك من الجمال ما تطلب أضعافه - على أن هذا لا يمنع أن تشترط ذلك لكن سيكون شرطاً لا يتسم بالواقعيّة - وليس من الواقعيّة أن تبحث عن شريكة عمرك في بيوت الثّراء وأنت لا تملك إلا ما يستر حالك !! المقصود أن الواقعيّة في قراءتك لواقعك أفضل من أن تكون مثالياً !! - المرأة العاملة تختلف عن المرأة غير العاملة . فالمرأة العاملة لها إيجابيات منها : :*: تشارك زوجها في تحمّل أعباء ومتطلبات الحياة . :*: العمل يكسبها خبرة ودُربة في التعامل . ولها سلبيات منها : :*: حصول التقصير ولابد في واجبات الزوجية سواء تجاه زوجها أو تجاه أبنائها . :*: أقرب إلى الفتنة والافتتان بمنهم خارج البيت . وللمرأة غير العاملة أيضا إيجابيات منها : :*: تفرّغها للقيام بواجبات الزوجيّة وتهيّئ الواقع لها . :*: أبعد عن الفتنة والافتتان بغير زوجها .والتطلّع إلى الآخرين . ومن سلبياتها : :*: ضعف الموارد المالي والمدخول الأسري سيما إذا كان الزوج قليل ذات اليد . :*: الفراغ الذي ستعيشه الزوجة في بيتها سيما في أيامها الأولى . وغير ذلك من الإيجابيات والسلبيات ، والمقصود ليس هو استقراء ذلك بقدر ما يُقصد التنبيه على أن اختيار هذه أو تلك كما أن لك غنمها فعليك الغُرم أيضاً ، فلا يسوغ مثلاً أن تختار زوجة عاملة ثم تشتكي من تقصيرها في حقوقك لأن اختيارك للمرأة العاملة هو بمثابة ( تنازل من جهتك ) عن بعض حقوقك وواجباتك . . - اليسر في المهر أمر نسبي بين الناس . جاء في بعض الآثار : " أعظمهنّ بركة أيسرهن مهراً أو أيسرهن مؤونة " اليسر هاهنا أمر نسبي يختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر ، والمقياس في يسر ذلك وسهولته هو العرف والعادة إلاّ أن يصل الأمر إلى حدّ التبذير أو الإسراف ، فالتبذير هو بذل المال في محرّم والإسراف هو مجاوزة الحدّ في المباح . فالبحث عن البركة في المرأة لا يلزم قلّة مهرها ، إنما المقصود هو اليُسر في المهر والمؤونة . لكن لابد أن تضع في حسبانك أن ( الإفراط ) في الاستدانة من أجل الزواج يوقعك مستقبلاً في حرج مع زوجتك وفي حياتك . - الاختيار الذي يتوافق مع رضا الوالدين أقرب إلى ضمان استقرار الحياة وحسن الاختيار قد ترغب في فتاة لا يرغب فيها والداك لأمر أو لآخر أو لا يرغب بها أحدهما ، فإنك كانت الفتاة مما تعوّض صفاتها في أخرى فالنزول عند رضا الوالدين خيرٌ وأولى ، فإن كانت لا تعوّض الفتاة في صفاتها فاجتهد أمرك في محاولة إقناعهما بذلك . - الحب قبل الزواج !! في الحديث الصحيح عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن عندنا يتيمة وقد خطبها رجل معدم ورجل موسر وهي تهوى المعدم ونحن نهوى الموسر فقال صلى الله عليه وسلم [ لم ير للمتحابين مثل النكاح ] . الحب قبل الزواج من القضايا الحسّاسة التي انقلبت فيها المفاهيم واختلط فيها الحابل بالنابل فمن متساهل فيه إلى حدّ المحظور ومن متشدد فيه إلى حدّ الغلو والتنطّع . والذي يظهر أن الحب في أصله من الأمور التي قد لا يملك فيها الإنسان مشاعره لأن الحب إنما هو عبارة عن مشاعر و ميلان القلب للمحبوب، وذلك إذا حصلت أسبابه ومن أهم أسبابه : حصول الإعجاب ! وأهم ما يثير الإعجاب في نفس الرجل أو المرأة : ( المال - الدين - الخلق - الجمال - النسب - موقف - مساعدة - ذكاء ) . هذه الأمور تثير في النفس الإعجاب بمالكها وهذا الإعجاب في أصله لا يُذمّ فيما إذا بقي في حدّ الشعور والميلان ولم يتعدّ ذلك إلى سلوك منحرف . ومعلوم أن الإعجاب طريق من طرق الحب ، والحب من أينع ثماره أن يتوّج بالارتباط المباح وهو ( الزواج ) ولقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بقوله : " لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ . . " فالتنصيص على الإعجاب دليل في أنه في أصله لا يُذم ، إنما المذموم أن ينحرف هذا الشعور إلى سلوك غير سويّ أو سلوك محرّم ، ولذلك جاء الإسلام ليضبط هذا الشعور فينتهي إلى سلوك مباح وهو الزواج . والمتأمل في قصّة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من جويرية بنت الحارث يجد كيف إن الإعجاب الذي حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بجمالها توّجه بالزواج منها : فعن عائشة قالت : كانت جويرية امرأة حلوة ملاَّحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها قالت عائشة فوالله ما هو إلا رأيتها على باب حجرتي فكرهتها وعرفت أنه سيرى فيها ما رأيت , فدخلت عليه فقالت : يا رسول الله أنا جويرة بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه , وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في السهم لثابت ابن قيس أو لابن عم له فكاتبته على نفسي , فجئتك أستعينك على كتابي !! قال : فهل لك خير من ذلك ؟ قالت: وما هو يا رسول الله ؟ قال: أقضي عنك كتابك و أتزوجك قالت : نعم يا رسول الله . قال : قد فعلت , قالت: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرة ابنة الحارث بن أبي ضرار , فقال الناس : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأرسلوا ما بأيديهم , قالت : فلقد أعتق لتزويجه إياها مئة أهل بيت من بني المصطلق , فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها المقصود أن بعض الشباب يقع في نفسه إعجاب بفتاة ربما عايشها منذ الطفولة أو كانت قريبة له أو حصل له مصادفة اللقيا بها في مكان ما كجامعة أو نحو ذلك ووقع في نفسه الإعجاب بها فمثل هذا ينبغي إمّا أن يسلك بهذا الإعجاب مسلكه الصحيح ليخرج مخرجه الصحيح أو يحسم الأمر من حينه حتى لا تكون فتنة . على أن الإعجاب وحده لا يكفي أن يكون مبرراً للارتباط بالفتاة بل ينبغي أن يراعي اعتبار ( الدّين والخُلق ) أولاً . - تذكّر دائماً أن ( تحديد هدفك وغايتك بوضوح ) من الزواج يعينك كثيراً على أن تكون أقرب إلى الواقعيّة في شروطك . - الكفاءة في النسب . ( الزواج من الأقارب ). الأصل في الكفاءة بين الزوجين هو ( الدّين وحسن الاستقامة عليه ) ، وهذا الذي أكّدت عليه آيات القرآن وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم القولية والعملية . أمّا القرآن فقد قال الله تعالى : " وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ " وقال تعالى : " وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ " وفي سورة الحجرات يُلمح القرآن إلى أن الدّين وحسن الاستقامة عليه هو المحور الذي يكون به التفاضل والتكريم : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " وأما السنة القولية منها ما ثبت في الحديث الصحيح : " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه .. " وهو تنصيص على أن الأصل في الكفاءة بين الزوجين هو الدين وحسن الخلق . وأمّا دلالة السنة العملية على ذلك فما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر زينب بنت جحش رضي الله عنها وهي قرشيّة النسب أن تنكح زيد بن حارثة وهو مولى ، وكما في قصّة جليبيب رضي الله عنه الرجل الأسمر الذي أرسله إلى بيت من بيوت الأنصار وأمره أن يتزوّج منهن . المقصود أن مدار الكفاءة الأصلية بين الزوجين هي على الدين والخُلق . أمّا كفاءة النسب فهي تعتبر لكن باعتبار ثانوي غير أصلي ، وهو من الأمور التي ينبغي مراعاتها واعتبارها خاصّة إذا كان لمثل ذلك أثرا في استقرار الحياة الزوجية ، إذ من أهم مقاصد الشارع في الزواج هو استقرار الحياة الزوجيّ’ ودوامها . على أن هاهنا أمور في هذا الجانب ينبغي أن يكون منها الشاب على وعي : 1- الإغراب في الزواج يحقق مقصداً شرعيّا من مقاصد الدّين وهو حصول التعارف بين الناس وهو المقصد الذي أشار الله تعالى بالأمر به في قوله : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا " والزواج من أعظم وسائل التعارف بين الناس . وقد جاء في بعض الآثار الإشارة إلى أن في الإغراب بالزواج محمدة . سيما وأن بعض الدراسات الطبية اليوم تثبت أن الأسرة القريبة هي أكثر مرضاً وأسوأ نسلاً من الأسرة البعيدة 2- الزواج من العائلة أو الأقارب فيه مجال لتخفيف أعباء الزواج ورعاية أطفال الأسرة ونسائها في حالة وفاة الزوج أو الزوجة . 3- الزواج من خارج العائلة أو القبيلة أو الوطن في أصله أمر جائز ، لكن على الشاب أن يراعي هاهنا : أ- الواقع البيئي ( الاجتماعي ) . والذي له أكبر الأثر على استقرار الحياة بين هذين الزوجين من عدمه ، ففي بعض المجتمعات أو العوائل تسود بينهم نظرة الاحتقار والازدراء والنظرة الدّونية لزوجة الابن غير المواطنة ، سيما مع طبيعة الغيرة الموجودة بين النساء وعلى الأخصّ غيرة والدة الزوج من زوجة ابنه . ب- شخصية الزوج . فالشخص الحازم الحكيم يختلف الأمر بالنسبة بينه وبين الشخص ضعيف الشخصية غير الحكيم ، فإن من الظلم أن يتزوج الشاب بزوجة من خارج بلده أو قبيلته ثم هو لا يستطيع أن يحميها ويصون لها كرامتها بين أهله وجماعته . سابعاً : إذا طرقت الباب !! إذا وُصفت لك الفتاة ووجدت أنها أقرب إلى أن تتحقق فيها ما تريد من الشروط والمعايير فابدأ الآن بطرق الباب ، فإذا طرقت الباب : 1- صلّ أولا صلاة الاستخارة . وصفتها كما وصفها جابر رضي الله عنه بقوله : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن يقول لنا : " إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة وليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر يسميه بعينه الذي يريد خير لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه اللهم وإن كنت تعلمه شرا لي مثل الأول فاصرفني عنه واصرفه عني واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به أو قال في عاجل أمري وآجله " وعلامة الخيرة أحد علامتين : الأولى : حصول اليسر والسهولة . ويظهر اليسر من جهتين : أ- حصول الاتفاق والمودة عند النظرة الشرعية . ب- سهولة مهرها وجهازها . الثانية : حصول الصرف عن هذا الأمر . والصّرف هاهنا يحصل إمّا : أ- بعدم حصول الاتفاق والمودة عند الرؤية الشرعية . ب- أو عدم الاقتناع بوصفها إن وصفت له . ج- أو صعوبة وعسر جهازها ومهرها . ومما يُستأنس به ويجدر اعتباره ما فُرض في هذا العصر على كل شاب وفتاة أن يقوما بفحص طبي قبل الزواج لإثبات توافقهما الصحي . ولا بأس من تكرار صلاة الاستخارة والدعاء بقوله : اللهم خرّ لي واختر لي . وعلى الإنسان أن يحسن الظن بربه وأن يكون على جادّ’ اليقين بخيرة الله له وأن لا يُكابر حين تظهر له من علامات الخيرة إن يسُراً أو صرفاً ، يقول ابن عمر رضي الله عنهما : إن الرجل ليستخير الله تعالى فيخار له، فيسخط على ربه عز وجل فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خير له. !! 2- ثم انظر إلى مخطوبتك . فعن أنس بن مالك أن المغيرة بن شعبة أراد أن يتزوج امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ففعل فتزوجها فذكر من موافقتها " ومعنى قوله أحرى أن يؤدم بينكما قال أحرى أن تدوم المودة بينكم . قال الأعمش – رحمه الله - : كل تزويج يقع على غير نظر فآخره همٌّ وغمٌّ !! فالنظر إلى المخطوبة من أهم الخطوات العمليّة بعد التخطيط وتحديد المعايير والاختيار ، بعض العادات تفرض على الشاب أو الفتاة سياجاً ( موروثاً ) يمنع الشاب من أن ينظر إلى الفتاة لخطبتها ولايراها إلاّ على فراش الزّوجيّة . إن استطعت أن تتغلّب على هذه العادة ومقاومتها بالأسلوب الحسن وإلاّ فتحيّن الفرص المواتية لرؤيتها من غير رسميات ، وافعل كما فعل جابر رضي الله عنه إذ يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل " قال فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجها فتزوجتها . وهذا النظر في هذه الحال وهذه المناسبة يباح للرجل أن ينظر بقدر الحاجة التي تدعوه إلى نكاح المرأة ، فعن محمد بن سلمة قال : خطبت امرأة فجعلت أتخبأ لها حتى نظرت إليها في نخل لها ؛ فقيل له : أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إذا ألقى الله في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها " ماذا تنظر في مخطوبتك ؟! يجوز النظر عند رؤية المخطوبة إلى الأعضاء التي تبدو عادة في البيت كالوجه واليدين والقدمين والرأس والساقين والرقبة ، كما يجوز تكرار النظر حتى يتبين للخاطب هيئة المخطوبة ، ولو تكلّم معها فلا بأس ، يقول ابن الجوزي رحمه الله : من قدَر على مناطقه المرأة ومكالمتها بما يوجب التنبيه - بما يدل على شخصيتها أو أسلوب حديثها أو صوتها - ثم ليرى ذلك منها فإن الحُسن في الفم والعينين فليفعل ولا يجوز ملامسة المخطوبة أو تقبيلها لأنها لا تزال محرمة على الخاطب . 3- ثم استشر . فما خاب من استخار ولا ندم من استشار ، فاستشر : ناصحاً ، محباً ، غير حاسد ولا مبغض . 4- اجمع معلومات عن شريكة حياتك . مهمّة جمع المعلومات عن شريكو العمر خطوة مهمّة في سبيل الاختيار الموفق - إن شاء الله - أهم ما ينبغي أن تبحث عنه في الفتاة التي انطبقت عليها شروطك واطمأننت ابتداءً إلى أن تتخذها شريكة لك: أ- الودّ . وهو كناية عن خلقها وأدبها بل أدق من ذلك وهو لطفها وشفافيتها وهذا يمكن معرفته بإرسال من يسأل عنها في محيطها ( بيتها - مدرستها - جامعتها - حلقة التحفيظ ) . ب- الولود . أيّ أن تكون مظنة للحمل ، وهذا يعرف بالنظر إلى حال أمها وخالتها . ج- طبيعة تفكيرها وطموحها في حياتها . وهاهنا يقترح بعض الفضلاء أسئلة عشرة تحدد ملامح وعي الفتاة أو الشاب ويزيد من التعارف والانسجام بينهما ويذكر أن هذه الأسئلة قد جربت على بعض الحالات وأفادت نتائج طيبة ، هذه الأسئلة هي : س 1 : ما هو طموحك المستقبلي وهدفك في الحياة ؟ س 2 : ما هو تصوّرك لمفهوم الزواج ؟ س 3 : ما هي الصفات التي تحب أن تراها في شريك حياتك ؟ س 4 : هل من الضروري إنجاب الطفل في أول سنة من الزواج ؟ س 5 : هل تعاني من أي مشاكل أو عيوب صحية ؟ س 6 : هل انت اجتماعي ؟ ومن هم أصدقاؤك ؟ ( يعني وصف من تصادق ) . س 7 : كيف هي علاقتك بوالديك وأقاربك ؟ س 8 : ما هي هواياتك وبماذا تقضي وقت فراغك ؟ س 9 : هل لك نشاط خيري أو تطوعي ؟ س 10 : ما رأيك لو تدخلت والدتي أو والدتك في حياتنا الشخصية ؟ بالطبع هي أسئلة مقترحة ولا يمنع الأمر إضافة بعض الأسئلة التي يرها الشاب مهمّ’ في تحديد معالم وهوّية شريكة حياته . ويمكن جمع هذه المعلومات بطريقة أو بأخرى إما بطريق مباشر أو طريق غير مباشر . هذه الخطوات الأربع ستحدد له معالم الاطمئنان للاختيار الصحيح ، فإن الاطمئنان يحدث إذا حصل الرضا من جهات ثلاثة : - العقل . - العين . - القلب . فالأسئلة العشرة وبتحديد الإجابة عليها يحدث نوعا من الرضا ( العقلي ) . والرؤية الشرعية تُحدث الرضا للعين ، يبقى القلب بعد ذلك فإن الأرواح جنود مجندة ، على أن العقل والعين طريقان للقلب . اللهم ربّ بارك لكل عروسين واجمع بينهما على خير وأدم بينهما حياة الحب والاستقرار في ظل طاعتك يا كريم . . والحمد لله رب العالمين ؛ ؛ ؛ --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4425 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() •~••[السِّلاحُ المُعطَّل]••~• بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ •~•قُصاصات في الدعاء•~• * قال مطرف بن عبدالله: تذاكرت جماع الخير؟فإذا الخير كثير: الصيام ، والصلاة ، وإذا هو في يد الله تعالى ، وإذا أنت لا تقدر على ما في يد الله إلا أن تسأله فيعطيك؛ فإذا جماع الخير : الدعــــــــــــــاء~ [مدارج السالكين]~ * وقد أمر الله في كتابه بالدعاء في عدة مواضع: فقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } (60)غافر وقال { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) البقرة فقوله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} فالآية تدل على الوجوب للأمر في الآية ولأن ترك العبد دعاء ربه من الاستكبار وهو كفر . وقال تعالى :{واسألوا الله من فضله} وقال تعالى: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين } {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } * قال بعض السلف: [ من أراد أن يعرف معرفته بالله، فلينظر إلى ما وعده الله ووعده الناس بأيهما قلبه أوثق ]~ * وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء وحث عليه : فمن الأحاديث : 1. [ادع إلى ربك الذي إن مسك ضر فدعوته كشف عنك والذي إن ضللت بأرض قفر فدعوته رد عليك والذي إن أصابتك سنة فدعوته أنبت لك ]رواه أحمد وغيره . 2. [أعجز الناس من عجز عن الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام ] 3. حديث أنس [إن الله حيي كريم يستحيي أن يبسط العبد يديه إليه فيردهما صفرًا ] وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا]رواه أبو داود.[ كيف بحالك وأنت تسأل ملك من ملوك الدنيا؟ تأمل !] 4. عن أبي هريرة [إن لله تعالى عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة ]رواه أحمد . 5. عن أبي هريرة [إن من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه ]. 6. وعنه رضي الله عنه [ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء ]رواه احمد . 7. عن أبي أمامة [ما أنعم الله على عبد نعمة فحمد الله عليها إلا كان ذلك الحمد أفضل من تلك النعمة ... [رواه الطبراني وحسنه الألباني . * أقوال في الحث على الدعاء: * قال وهب بن منبه لرجل كان يأتي الملوك : تأتي من يغلق عنك بابه ويظهر لك فقره ويواري عنك غناه وتدع من يفتح لك بابه نصف الليل ونصف النهار ويظهر لك غناه ويقول ادعني استجب لك * وفي بعض الإسرائيليات يقول الله : أيؤمل غيري للشدائد والشدائد بيدي وأنا الحي القيوم ويرجى غيري ويطرق بابه بالبكرات وبيدي مفاتيح الخزائن وبابي مفتوح عند دعائي. من ذا الذي أحلت به بنائبة فقطعت به أو من ذا الذي رجاني لعظيم فقطعت به أو من ذا الذي طرق بابي فلم أفتحه له أنا غاية الآمال كيف تنقطع الآمال دوني أبخيل أنا فيبخلني عبدي ؟ أليس الدنيا والآخرة والكرم والفضل كله لي ؟ فيا بؤسًا للقانطين من رحمتي ويا بؤسًا لمن عصاني وتوثب على محارمي . * [ضجيج الأصوات في هياكل العبادات،يُحلّل ما عقدته الأفلاك المؤثرات] قالها الفلاسفة في أثر الدعاء،وهم ملاحدة! فألحّوا في الدعوات ~ د.عبدالعزيز العبداللطيف~ * قُصاصات في أهمية الدعاء وفضله: * عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [لا يُغني حذر من قدر ، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم يَنْزِل ، وإن البلاء ليَنْزِل فيتلقاه الدعاء ، فَيَعْتَلِجَان إلى يوم القيامة]~ (رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وحسنه الألباني في صحيح الجامع) * يقول خالد الربعي :عجبت لهذه الأمة ! أمرهم بالدعاء ووعد بالإجابة وليس بينهما شرط ! فسئل عن هذا؟ فقال: مثل قوله:{وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات} فها هنا شرط[أي البشارة مشروطة بالإيمان والعمل الصالح]، وقوله{فادعوا الله مخلصين له الدين} فها هنا شرط ، أما قوله:{ادعوني أستجب لكم} فليس فيه شرط. * تفسير القرطبي~ * [قال أبو الدرداء رضي الله عنه : من يُكثر قرع الباب يُوشك أن يُفتح له، ومن يُكثر الدعاء يُوشك أن يستجاب له]~ رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " * قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: [القلوب الصادقة والأدعية الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب]~ * يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: [ إذا أراد الله بعبد خيراً ألهمه دعاءه والاستعانة به، وجعل استعانته ودعاءه سبباً للخير الذي قضاه له، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [إني لا أحمل هم الإجابة، وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه]. كما أن الله تعالى إذا أراد أن يشبع عبدًا أو يرويه ألهمه أن يأكل أو يشرب، وإذا أراد الله أن يتوب على عبد ألهمه أن يتوب فيتوب عليه، وإذا أراد أن يرحمه ويدخله الجنة يسره لعمل أهل الجنة، والمشيئة الإلهية اقتضت وجود هذه الخيرات بأسبابها المقدرة لها، كما اقتضت وجود دخول الجنة بالعمل الصالح، ووجود الولد بالوطء، والعلم بالتعليم، فمبدأ الأمور من الله، وتمامها على الله]. اهـ. * وقال ابن القيم في (الفوائد): [إذا كان كل خير أصله التوفيق, وهو بيد الله لا بيد العبد, فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه، فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له, ومتى أضلّه عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه]. اهـ. * وقال في (عدة الصابرين):[ من أعطى منشور الدعاء أعطى الإجابة، فإنه لو لم يرد إجابته لما ألهمه الدعاء، كما قيل: لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ... من جود كفك ما عودتني الطلبا]. اهـ. * وقال في (الجواب الكافي): من ألهم الدعاء فقد أريد به الإجابة؛ فإن الله سبحانه يقول: (ادعوني أستجب لكم). وقال: (وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)]. اهـ. * قال بعض السلف : [متى أطلق الله لسانك بالدعاء والطلب فاعلم أنه يريد أن يعطيك]. * وقال ابن القيم: [من أراد الله به خيرا فَتح له باب الذل والانكسار، ودوام اللجأ إلى الله تعالى والافتقار إليه] .. * قال سهل التستري :[ليس بين العبد وبين ربه طريق أقرب إليه من الافتقار]. * وقال بعضهم:[يا ابن آدم، لقد بورك لك في حاجة أكثرت فيها من قرع باب سيدك] * في صحيح الترغيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: * ]ما من مسلم ينصب وجهه لله عز وجل في مسألة إلا أعطاها إياه إما أن يعجلها له وإما أن يدخرها له في الآخرة[~ * وفي الحديث الآخر عن الرسول صلى الله عليه وسلم:" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ! قَالَ: اللَّهُ أَكْثَرُ." رواه أحمد وصححه الألباني. * قال ابن عبد البر في (التمهيد): فيه دليل على أنه لا بد من الإجابة على إحدى هذه الأوجه الثلاثة. اهـ. * وقال ابن حجر في (الفتح): كل داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة: فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه. اهـ. * يقول ابن القيم-رحمه الله-: [وليتأمل العاقل هذا في نفسه وفي غيره وليعلم أن إجابة الله لسائليه ليست لكرامة السائل عليه، بل يسأله عبده الحاجة فيقضيها له وفيها هلاكه وشقوته ويكون قضاؤها له من هوانه عليه وسقوطه من عينه. ويكون منعه منها، لكرامته عليه ومحبته له فيمنعه حماية وصيانةً وحفظًا لا بخلاً، وهذا إنما يفعله بعبده الذي يريد كرامته ومحبته ويعامله بلطفه فيظن بجهله أن الله لا يحبه ولا يكرمه ويراه يقضي حوائج غيره فيسيء ظنه بربِّه وهذا حشو قلبه ولا يشعر به والمعصوم من عصمه الله]~ * [مدارج السالكين (1:79)] ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4426 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() تابع لما سبق * وقال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- : [مِنْ تَمَامِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُنْزِلَ بِهِمْ الشِّدَّةَ وَالضُّرَّ وَمَا يُلْجِئُهُمْ إلَى تَوْحِيدِهِ فَيَدْعُونَهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ، وَيَرْجُونَهُ لَا يَرْجُونَ أَحَدًا سِوَاهُ ، وَتَتَعَلَّقُ قُلُوبُهُمْ بِهِ لَا بِغَيْرِهِ ، فَيَحْصُلُ لَهُمْ مِنْ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَالْإِنَابَةِ إلَيْهِ وَحَلَاوَةِ الْإِيمَانِ وَذَوْقِ طَعْمِهِ وَالْبَرَاءَةِ مِنْ الشِّرْكِ مَا هُوَ أَعْظَمُ نِعْمَةً عَلَيْهِمْ مِنْ زَوَالِ الْمَرَضِ وَالْخَوْفِ أَوْ الْجَدْبِ أَوْ حُصُولِ الْيُسْرِ وَزَوَالِ الْعُسْرِ فِي الْمَعِيشَةِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَذَّاتٌ بَدَنِيَّةٌ وَنِعَمٌ دُنْيَوِيَّةٌ قَدْ يَحْصُلُ لِلْكَافِرِ مِنْهَا أَعْظَمُ مِمَّا يَحْصُلُ لِلْمُؤْمِنِ . وَأَمَّا مَا يَحْصُلُ لِأَهْلِ التَّوْحِيدِ الْمُخْلِصِينَ لِلَّهِ الدِّينَ فَأَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُعَبِّرَ عَنْ كُنْهِهِ مَقَالٌ ، أَوْ يَسْتَحْضِرَ تَفْصِيلَهُ بَالٌ ، وَلِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ ذَلِكَ نَصِيبٌ بِقَدْرِ إيمَانِهِ ، وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: يَا ابْنَ آدَمَ لَقَدْ بُورِكَ لَك فِي حَاجَةٍ أَكْثَرْت فِيهَا مِنْ قَرْعِ بَابِ سَيِّدِك . وَقَالَ بَعْضُ الشُّيُوخِ : إنَّهُ لَيَكُونُ لِي إلَى اللَّهِ حَاجَةٌ فَأَدْعُوهُ فَيَفْتَحُ لِي مِنْ لَذِيذِ مَعْرِفَتِهِ وَحَلَاوَةِ مُنَاجَاتِهِ مَا لَا أُحِبُّ مَعَهُ أَنْ يُعَجِّلَ قَضَاءَ حَاجَتِي خَشْيَةَ أَنْ تَنْصَرِفَ نَفْسِي عَنْ ذَلِك ؛ لِأَنَّ النَّفْسَ لَا تُرِيدُ إلَّا حَظَّهَا فَإِذَا قُضِيَ انْصَرَفَتْ ] مجموع الفتاوى 10 / 333. * [ لله در الحاجات.. كم قادتنا إلى الله، وجددت قلوبنا، وأحيت معاني العبودية في أرواحنا، وألهمتنا حرارة الدعاء.]~ د.سلمان العودة~ * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذا تمنى أحدُكم فليُكثر، فإنما يسأل ربَّه]~ * قال المناوي رحمه الله: إذا تمنى أحدكم خيرًا من خير الدارَيْن فليكثر الأماني، فإنما يسأل ربه الذي ربَّاه وأنعم عليه وأحسن إليه، فيعظم الرغبة ويوسِّع المسألة...]~ * ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن في الجنة مائة درجة، أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة – أراه قال: وفوقه عرشُ الرحمن – ومنه تفجَّرُ أنهار الجنة] * رحمة الله لا تعز على طالب في أي مكان، وجدها إبراهيم في النار، ويوسف في الجب، ويونس في الحوت، وموسى في اليم، والفتية في الكهف. أسال الله أن يفتح لك رحمة~ د.نوال العيد~ * يقول ابن تيمية-رحمه الله-: [ الرَّبّ أكرم ما تكون عليه؛ أحوج ما تكون إليه]~ •~[قُصَاصات الدُّعاءُ المُسْتجاب]~• * يقول ابن القيم-رحمه الله-في الجواب الكافي-: [وإذا جمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب، وصادف وقتًا من أوقات الإجابة الستة-وهو: الثلث الأخير من الليل، وعند الآذان، وبين الآذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبات، وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة من ذلك اليوم، وآخر ساعة بعد العصر. وصادف خشوعاً في القلب، وانكساراً بين يدي الرب، وذلاً وتضرعاً ورقة. واستقبل الداعي القبلة، وكان على طهارة، ورفع يديه إلى الله، وبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار، ثم دخل على الله، وألحّ عليه في المسألة، وتملقه ودعاه رغبة ورهبة، وتوسل بأسمائه وصفاته وتوحيده، وقدم بين يدي دعائه صدقة فإن هذا الدعاء لا يكاد يُرد أبدًا، ولا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى عليه وسلم أنها مظنة الإجابة، أو أنها متضمنة للاسم الأعظم]~ * (خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)~صحيح الترمذي قال ابن عبد البر: "وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره .. وفي الحديث أيضا دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب" . التمهيد (6/ 41). * وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إلى صدره يدعوا من بعد الظهر إلى غروب الشمس .. إذا كان هذا هو حال من قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ..فكيف بنا ؟ فحريٌ بأصحاب الحاجات إدمان قرع الباب في يوم عرفة و( من أدمن قرع الباب يوشك أن يُفتح له)~ * يقول أحد الصالحين: "والله ما دعوت دعوة يوم عرفة وما دار عليها الحول إلا رأيتها مثل فلق الصبح ". * ويقول الشيخ عبدالعزيز الطريفي:"لا تشرق شمس على يوم أفضل من يوم عرفة، ولا تغرب لليلة أفضل من ليلة القدر، والدعاء فيهما من أفضل الأعمال، وأقربها قبولاً وإجابة" . * لوقت الفطر في رمضان مزية عظمى، وقت التفضل الإلهي والعتق من النار وإجابة الدعوات، فاحرص على استثماره،[إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة]~ د.نوال العيد~ * قوله:{وإذا سألك عبادي عني..} [إيماء إلى أن الصائم مرجو الإجابة وإلى أن شهر رمضان مرجوة دعواته وإلى مشروعية الدعاء عند انتهاء كل يوم من رمضان]~ ابن عاشور~ * أكثر من ذكر الله تفتح لك أبواب السماء ويجاب لك الدعاء، وفي الحديث الصحيح:[ثلاثة لا يرد الله دعاءهم: الذاكر الله كثيرًا، ودعوة المظلوم، والإمام المقسط]~ د.نوال العيد~ * أأذكر حاجتي أم قد كفاني حياؤك إن شيمتك الحياء.. إذا أثَنى عليك المرءُ يوم كفاه من تعرُّضِهِ الثناءُ.. * [من "سورة الفاتحة" نتعلم أن إطالة الثناء في أول الدعاء مشروع فقد استغرق نصف الفاتحة ، ثم يأتي الانكسار ثم السؤال ويكونا في القدر دون الأول ]~ د.عصام العويد~ * قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: [تأمَّلت أنفع الدعاء فإذا هو : سؤال الله العون على مرضاته]~ * [ما سُئل الله بأعظم من توحيده وعبادته]~ د.عبدالله وكيل الشيخ~ * قيل للإمام أحمد - رحمه الله -: [كم بيننا وبين عرش الرحمن؟ قال: دعوة صادقة من قلب صادق]~ * ورد عن بعض السلف أن من دعا الله بلفظ الربوبية-ربنا- خمس مرات استجيب له استدلالًا بأواخر سورة آل عمران حيث ذكر فيها "ربنا" خمس مرات فجاءت الآية بعدها}فاستجاب لهم ربهم{~ * يقول ابن القيم –رحمه الله:وقد جرب أنه من قال رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين سبع مرات ولا سيما مع شدة حاجة العبد وفقره كشف الله ضره. * دعوة المُضْطَر: قال تعالى:{أمن يجيب المضطر إذا دعاه} قال ابن عباس : [هو ذو الضرورة المجهود]. وقال السدي : [الذي لا حول له ولا قوة] . قال ذو النون : [هو الذي قطع العلائق عما دون الله] . وقال أبو جعفر وأبو عثمان النيسابوري : [هو المفلس ]. وقال سهل بن عبد الله : [هو الذي إذا رفع يديه إلى الله داعيًا لم يكن له وسيلة من طاعة قدمها] . * ينبه تعالى أنه هو المدعو عند الشدائد ، المرجو عند النوازل ، كما قال : {وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه }[ الإسراء : 67 ] ، وقال تعالى : {ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون }[ النحل : 53 ] . وهكذا قال هاهنا : {أمن يجيب المضطر إذا دعاه }أي : من هو الذي لا يلجأ المضطر إلا إليه ، والذي لا يكشف ضر المضرورين سواه . ابن كثير~ * [في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تُسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل". رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب~ * عن أبي تميمة الهجيمي ، عن رجل من بلهجيم قال : قلت : يا رسول الله ، إلام تدعو ؟ قال : [أدعو إلى الله وحده ، الذي إن مسك ضر فدعوته كشف عنك ، والذي إن أضللت بأرض قفر فدعوته رد عليك ، والذي إن أصابتك سنة فدعوته أنبت لك ]~ رواه الإمام أحمد-رحمه الله- * عن عبيد الله بن أبي صالح قال : دخل علي طاوس يعودني ، فقلت له : ادع الله لي يا أبا عبد الرحمن ، فقال : [ادع لنفسك ، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه ]~ * وجاء رجل إلى مالك بن دينار فقال : [أنا أسألك بالله أن تدعو لي فأنا مضطر ; قال : إذا فاسأله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه]~ * وعن وهب بن منبه قال : [قرأت في الكتاب الأول : إن الله يقول : بعزتي إنه من اعتصم بي فإن كادته السموات ومن فيهن ، والأرض بمن فيها ، فإني أجعل له من بين ذلك مخرجا . ومن لم يعتصم بي فإني أخسف به من تحت قدميه الأرض ، فأجعله في الهواء ، فأكله إلى نفسه ]~ * وإني لأدعو الله والأمر ضيق لي فما ينفك أن يتفرَّجا ورب أخ سدت عليه وجوهه أصاب لها لما دعا الله مخرجا .. * عن الأوزاعي قال: [رأيت رجلاً في الطواف متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: يا رب إني فقير كما ترى، وصبيتي قد عروا كما ترى، وناقتي قد عجزت كما ترى، فما ترى يا من ترى ولا يُرى؟ ------------- يتبع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4427 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() فإذا بصوت من خلفه: يا عاصم ! إلحق عمّك فقد هلك بالطائف وقد خلَّف ألف نعجة، وثلاثمائة ناقة، وأربعمائة دينار، وأربعة أعبد، وثلاثة أسياف يمانية، فامض فخذها فليس له وارث غيرك! فقلت: يا عاصم ! إن الذي دعوته لقد كان قريبًا منك. قال: يا هذا أما سمعت قوله تعالى:{وإذا سألك عبادي عنِّي فإني قريبٌ أُجيبُ دَعْوة الدَّاع إذا دعَان}]~ •~[الدُّعاء خُفية]~• * قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [فقوله تعالى : {ادعوا ربكم تضرعا وخفية} يتناول نوعي الدعاء ؛ لكنه ظاهر في دعاء المسألة متضمن دعاء العبادة ولهذا أمر بإخفائه وإسراره . قال الحسن : [بين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفًا] ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت أي ما كانت إلا همسا بينهم وبين ربهم عز وجل ؛ وذلك أن الله عز وجل يقول : { ادعوا ربكم تضرعا وخفية } وأنه ذكر عبدًا صالحًا ورضي بفعله فقال : { إذ نادى ربه نداء خفيًا } . * وفي إخفاء الدعاء فوائد عديدة : " أحدها " أنه أعظم إيمانا ؛ لأن صاحبه يعلم أن الله يسمع الدعاء الخفي . و " ثانيها " أنه أعظم في الأدب والتعظيم لأن الملوك لا ترفع الأصوات عندهم ومن رفع صوته لديهم مقتوه ولله المثل الأعلى فإذا كان يسمع الدعاء الخفي فلا يليق بالأدب بين يديه إلا خفض الصوت به . و " ثالثها " أنه أبلغ في التضرع والخشوع الذي هو روح الدعاء ولبه ومقصوده . فإن الخاشع الذليل إنما يسأل مسألة مسكين ذليل قد انكسر قلبه . وذلت جوارحه وخشع صوته ؛ حتى أنه ليكاد تبلغ ذلته وسكينته وضراعته إلى أن ينكسر لسانه فلا يطاوعه بالنطق . وقلبه يسأل طالبا مبتهلا ولسانه لشدة ذلته ساكتا وهذه الحال لا تأتي مع رفع الصوت بالدعاء أصلا . و " رابعها " أنه أبلغ في الإخلاص . و " خامسها " أنه أبلغ في جمعية القلب على الذلة في الدعاء فإن رفع الصوت يفرقه فكلما خفض صوته كان أبلغ في تجريد همته وقصده للمدعو سبحانه . و " سادسها " - وهو من النكت البديعة جدا - أنه دال على قرب صاحبه للقريب لا مسألة نداء البعيد للبعيد ؛ ولهذا أثنى الله على عبده زكريا بقوله عز وجل : { إذ نادى ربه نداء خفيا } فلما استحضر القلب قرب الله عز وجل وأنه أقرب إليه من كل قريب أخفى دعاءه ما أمكنه . وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعنى بعينه بقوله في الحديث الصحيح : { لما رفع الصحابة أصواتهم بالتكبير وهم معه في السفر فقال : أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته } " . وقد قال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } وهذا القرب من الداعي هو قرب خاص ليس قربا عاما من كل أحد فهو قريب من داعيه وقريب من عابديه وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . وقوله تعالى { ادعوا ربكم تضرعا وخفية } فيه الإرشاد والإعلام بهذا القرب . و " سابعها " أنه أدعى إلى دوام الطلب والسؤال فإن اللسان لا يمل والجوارح لا تتعب بخلاف ما إذا رفع صوته فإنه قد يمل اللسان وتضعف قواه . وهذا نظير من يقرأ ويكرر فإذا رفع صوته فإنه لا يطول له ؛ بخلاف من خفض صوته . و " ثامنها " أن إخفاء الدعاء أبعد له من القواطع والمشوشات ؛ فإن الداعي إذا أخفى دعاءه لم يدر به أحد فلا يحصل على هذا تشويش ولا غيره وإذا جهر به فرطت له الأرواح البشرية ولا بد ومانعته وعارضته ولو لم يكن إلا أن تعلقها به يفزع عليه همته ؛ فيضعف أثر الدعاء ومن له تجربة يعرف هذا فإذا أسر الدعاء أمن هذه المفسدة . و " تاسعها " أن أعظم النعمة الإقبال والتعبد ولكل نعمة حاسد على قدرها دقت أو جلت ولا نعمة أعظم من هذه النعمة فإن أنفس الحاسدين متعلقة بها وليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته عن الحاسد . وقد قال يعقوب ليوسف عليهما السلام { لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا } الآية . وكم من صاحب قلب وجمعية وحال مع الله تعالى قد تحدث بها وأخبر بها فسلبه إياها الأغيار ؛ ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظ السر مع الله تعالى ولا يطلع عليه أحد والقوم أعظم شيئا كتمانا لأحوالهم مع الله عز وجل وما وهب الله من محبته والأنس به وجمعية القلب ولا سيما فعله للمهتدي السالك فإذا تمكن أحدهم وقوي وثبت أصول تلك الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء في قلبه - بحيث لا يخشى عليه من العواصف فإنه إذا أبدى حاله مع الله تعالى ليقتدى به ويؤتم به - لم يبال . وهذا باب عظيم النفع إنما يعرفه أهله . قال رحمه الله: " و " المقصود " أن كل واحد من الدعاء والذكر يتضمن الآخر ويدخل فيه وقد قال تعالى : { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة } فأمر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يذكره في نفسه قال مجاهد وابن جريج : أمروا أن يذكروه في الصدور بالتضرع والاستكانة دون رفع الصوت والصياح وتأمل كيف قال في آية الذكر : { واذكر ربك } الآية . وفي آية الدعاء : { ادعوا ربكم تضرعا وخفية } فذكر التضرع فيهما معا وهو التذلل والتمسكن والانكسار، وهو روح الذكر والدعاء . وخص الدعاء بالخفية لما ذكرنا من الحكم وغيرها وخص الذكر بالخيفة لحاجة الذاكر إلى الخوف فإن الذكر يستلزم المحبة ويثمرها ؛ ولا بد لمن أكثر من ذكر الله أن يثمر له ذلك محبته والمحبة ما لم تقترن بالخوف فإنها لا تنفع صاحبها بل تضره ؛ لأنها توجب التواني والانبساط وربما آلت بكثير من الجهال المغرورين إلى أن استغنوا بها عن الواجبات]~ مجموع الفتاوى (15/ 19- 20). * وقال: [فتأمل أسرار القرآن وحكمته في اقتران الخيفة بالذكر والخفية بالدعاء مع دلالته على اقتران الخفية بالدعاء والخيفة بالذكر أيضا وذكر الطمع الذي هو الرجاء في آية الدعاء ؛ لأن الدعاء مبني عليه فإن الداعي ما لم يطمع في سؤاله ومطلوبه لم تتحرك نفسه لطلبه ؛ إذ طلب ما لا طمع له فيه ممتنع وذكر الخوف في آية الذكر لشدة حاجة الخائف إليه فذكر في كل آية ما هو اللائق بها من الخوف والطمع فتبارك من أنزل كلامه شفاء لما في الصدور]~ مجموع الفتاوى (15/ 21- 22). •~[قُصاصة الأدعية المُستجابة]~• * ذكر ابن القيم في الجواب الكافي الأدعية التي وردت في السنة أنها مظنة إجابة أو أنها متضمنة لاسم الله الأعظم، منها ما يلي: * سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول:[اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. فقال: لقد سأل الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب]~ (صحيح)~ * وعن أنس بن مالك-رضي الله عنه-أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ورجل يصلي، ثم دعا فقال:[اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ياذا الجلال والإكرام، ياحي ياقيوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى]~ (إسناده حسن). * وعن أسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين": {إن إلهكم إله واحد لآ إله إلا هو الرحمن الرحيم}البقرة:١٦٣. وفاتحة آل عمران{ آلم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.]~ (قال الترمذي حسن صحيح). * يقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:[ألِظُّوا بياذا الجلال والأكرام]~ (صحيح)~ * عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قال: [ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث]~ (حسن لغيره). * وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:[اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن:البقرة، وآل عمران، وطه]~ (حسن لغيره). * وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:[دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت {لآ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}الأنبياء:٨٧~ إنه لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له]~(صحيح) وفي رواية:[ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم أمر مهم فدعا به يفرج الله، دعاء ذي النون]~(صحيح)~ * وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب:[لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم]~ * (متفق عليه). * وعن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-قال:[علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل بي كرب أن أقول:لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمدلله رب العالمين]~ (حسن لغيره). * وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما أصاب أحد قط هم ولا حزن، فقال:"اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي"إلا أذهب الله عزوجل همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحاً فقيل: يارسول الله، ألا نتعلمها؟ قال:"بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها]~ * (صحيح). * الدعاء للمسلم : يقول الله تعالى: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }[محمد: 19]، وقال - صلى الله عليه وسلم - : [ما من عبدٍ مسلم يدعو لأخيه بظَهْر الغيب، إلاَّ قال الملك: ولك بمثله]~ * عن صفوان-رضي الله عنه- قال: قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء فقالت أتريد الحج العام؟ فقالت: نعم. قالت فادع الله لنا بخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: [دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير فال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل]~ (رواه مسلم). * [روت أم الدرداء-رضي الله عنها-قالت:كان لأبي الدرداء ستون وثلاثمائة خليل في الله يدعوا لهم في الصلاة، فقلت له في ذلك، فقال: إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب إلا وكل الله به ملكين يقولان: ولك بمثل. أفلا أرغب أن تدعوا لي الملائكة]~ * وروت أيضًا-رضي الله عنها-أنها قالت: بات أبو الدرداء الليلة يصلي فجعل يبكي ويقول اللهم أحسنت خَلقي فأحسن خُلقي حتى أصبح. فقلت يا أبا الدرداء ما كان دعاؤك منذ الليلة إلا في حسن الخلق؟ قال: يا أم الدرداء إن العبد المسلم يحسن خلقه حتى يدخله حسن خلقه الجنة، ويسوء خلقه حتى يدخله سوء خلقه النار، وإن العبد المسلم ليغفر له وهو نائم. قال: قلت وكيف ذلك ذاك يا أبا الدرداء؟ قال: يقوم أخوه من الليل فيتهجد فيدعوا الله فيستجيب له ويدعو لأخيه فيستجيب له]~ (الزهد لأحمد بن حنبل)~ * [كان لحمدون الدلال صحيفة مكتوب فيها ثلاثمائة من أصدقائه وكان يدعوا لهم كل ليلة. فتركهم ليلة فنام، فقيل له في نومه: يا أبا حمدون لم لم تسرج مصابيحك الليلة؟ فقعد وأسرج وأخذ الصحيفة فدعا لواحدٍ واحد حتى فرغ]~ (صفة الصفوة لابن الجوزي). * يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: [أسْرعُ الدُّعاء إجَابة دُعاءُ غَائبٍ لغائبْ]~ * قال الإمام أحمد رحمه الله:" لو كان لي دعوة مستجابة; لصرفتها للسلطان; فإن بصلاحه صلاح الأمة". الدعاء .. الدعاء .. * لأحبتنا في سوريا .. وبيرما .. وأراكان .. ومالي.. و العراق .. وفلسطين .. ومصر .. واليمن وفي كل مكان~ * في الدعوات معانٍ وتنبيهات: * [وهب المسيئين منا للمحسنين] دعاء نسمعه كثيرًا في القنوت، ومعناه نسأل الله أن يعفو عن المسيئين من المسلمين بدعاء المحسنين وشفاعتهم وصحبتهم ولا حرج.. ولا حرج فيه؛ لأن مجالسة الأخيار من أسباب العفو فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم، ولكن لا يعتمد المسلم على هذه الأمور لتكفير سيئاته.. بل يجب عليه أن يلزم التوبة دائمًا ويحاسب نفسه ويجاهدها على الطاعة. [ابن باز].رحمة الله * الدعاء على طغاة الشام بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم على قريش: [اللهم اجعلها عليهم كسني يوسف)] غير مناسب؛ لأن فيه نوعًا من الإمهال. ومن وجه آخر؛ فإن الأخذ بسني القحط لا يقتصر أثره على المدعو عليهم، بل يعم جميع أهل البلاد.. والمطلوب الدعاء عليهم أن يزيلهم الله ويمحقهم عاجلا غير آجل، حقق الله ذلك بعز الإسلام والمسلمين، ونصر المجاهدين. د.عبدالرحمن البراك~ * من الدعاء المشهور: [اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعز فيه أهل طاعتك، ويُذل فيه أهل معصيتك... إلخ]~ وقد أشكل على بعضهم قوله: ويذل فيه أهل معصيتك، ومن ذا الذي يسلم من جنس المعصية؟! واللفظ المأثور في هذا الدعاء كما جاء عن طلق بن حبيب: [اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا راشدا تعز فيه وليّك، وتُذل فيه عدوك، ويُعمل فيه بطاعتك،ويُتناهى فيه عن سخطك]~ فينبغي الدعاء به،وبه يزول الإشكال. د.عبدالرحمن البراك~ * ]الدعاء ليس كله جائزًا، بل فيه عدوان محرم، والمشروع لا عدوان فيه، والعُدوان يَكون تارة في كَثرة الألفاظ، وتَارة في المعاني]~ (ابن تيمية) * [قيل لابن عمر رضي الله عنهما:لو دعوت لنا بدعوات،فقال: اللهم اهدنا وعافنا وارزقنا.فقال له رجل:لو زدتنا، فقال:أعوذ بالله من الإسهاب]~ ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4428 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() تكملة لمبدء التسامح لابن تيمية ولبيان منهج ابن تيمية في التسامح .. نقول : (1) قاعدة شيخ الإسلام ابن تيمية العامة في التسامح . وضع ابن تيمية قاعدة للتسامح في حياته السلوكية والعملية ، هذه القاعدة هي مقولته المشهورة : " أحللت كل مسلم عن إيذائه لي" لقد كان لسان حال شيخ الإسلام مع أعدائه : من ضاق صدره عن مودتي، وقصرت يده عن معونتي كان الله في عونه وتولى جميع شؤونه، وإن كل من عاداني وبالغ في إيذائي لا كدر الله صفو أوقاته ولا أراه مكروهاً في حياته، وإن كل من فرش الأشواك في طريقي، وضيق عليّ السبل، ذلل الله له كل طريق وحالفه النجاح والتوفيق. (2) التطبيق العملي لقاعدة التسامح التيمية . ولأن ابن تيمية رجل يقول الخير ويفعله، ويؤسس التسامح ويمارسه، لذلك وجدنا حياته كلها صورة صادقة وتعبير دقيق لهذا القاعدة، إنها فلسفة الثمار التي يؤمن بها . بعض الأمثلة العملية لتسامح ابن تيمية : (أ) موقف ابن تيمية من خصمه علي بن يعقوب البكري الصوفي . ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رسالة مختصرة بعنوان ( الاستغاثة) وهي رسالة علمية بالأدلة الشرعية في حكم الاستغاثة، وكان الأليق بالعلماء الذين يختلفون معه أن يتصدوا لمثل هذه المسألة بالدليل والبرهان العلمي بعيداً عن التكفير والحكم بالزندقة والشتائم والسباب. لكن الشيخ الصوفي علي البكري كان رده على هذه الرسالة بالحكم على شيخ الإسلام ابن تيمية بالكفر والزندقة والخروج عن ملة الإسلام! ولم يكتف الشيخ الصوفي البكري - عفا الله عنا عنه - بمجرد التكفير بل بالغ في إيذاء ابن تيمية بالقول والعمل، فقد قام باستعداء العوام على الشيخ وحرض الجند وأصحاب الدولة على شيخ الإسلام وشهر به وأقذع الشتيمة في حقه .وكان الشيخ الصوفي البكري من أشد الصوفية على شيخ الإسلام ابن تيمية، ففي محنة الشيخ مع الصوفية سنة 707هـ حول قضية الاستغاثة طالب بعضهم بتعزير شيخ الإسلام، إلا أن الشيخ البكري طالب بقتله وسفك دمه! وفي سنة 711هـ تجمهر بعض الغوغاء من الصوفية بزعامة الشيخ البكري وتابعوا شيخ الإسلام ابن تيمية حتى تفردوا به وضربوه، وفي حادثة أخرى تفرد البكري بابن تيمية ووثب عليه ونتش أطواقه وطيلسانه، وبالغ في إيذاء ابن تيمية ! في المقابل تجمع الناس وشاهدوا ما حل بشيخ الإسلام من أذية وتعدي فطلبوا الشيخ البكري فهرب، وُطلب أيضاً من جهة الدولة فهرب واختفى، وثار بسبب ما فعله فتنة، وحضر جماعة كثيرة من الجند ومن الناس إلى شيخ الإسلام ابن تيمية لأجل الانتصار له والانتقام من خصمه الذي كفره واعتدى عليه . والسؤال هنا : ما هو موقف شيخ الإسلام من هذا الرجل الذي كفره وحكم عليه بالزندقة ثم وثب عليه وضربه ونتش أطواقه ؟ حينما تجمع الجند والناس على ابن تيمية يطالبون بنصرته وأن يشير عليهم بما يراه مناسباً للانتقام من خصمه البكري الصوفي؛ أجابهم شيخ الإسلام بما يلي : " أنا ما أنتصر لنفسي " !! فماج الناس والجند وأكثروا عليه وألحوا في طلب الانتقام؛ فقال لهم : " إما أن يكون الحق لي، أو لكم، أو لله ، فإن كان الحق لي فهم في حل، وإن كان لكم فإن لم تسمعوا مني فلا تستفتوني؛ وافعلوا ما شئتم، وإن كان الحق لله فالله يأخذ حقه كما يشاء ومتى يشاء". ولما اشتد طلب الدولة للبكري وضاقت عليه الأرض بما رحبت هرب واختفى عند من ؟ هرب واختفى في بيت ابن تيمية وعند شيخ الإسلام لما كان مقيماً في مصر، حتى شفع فيه ابن تيمية عن السلطان وعفا عنه!! فانظر أيها القارئ إلى عظيم تسامح هذا الإنسان العظيم، فالبكري قابله بالظلم والتكفير والاعتداء والعدوان والبهتان، وابن تيمية قابله بالعفو والإحسان والكرم ، إن في ذلك آية عظيمة لكل منصف سليم القلب . (ب) موقف ابن تيمية من خصومه الذين تسببوا في سجنه وطالبوا بقتله . كان شيخ الإسلام - رحمه- من أكثر العلماء الجهابذة الذين تعرضوا لأذى الحساد من الأقران ، ولكنه كان من ألطف الناس وأرحمهم بالخصوم. يقول " ابن فضل الله العمري " : ( اجتمع عليه عصبُ الفقهاء والقضاة بمصر والشام ، وحشدوا عليه خيلهم ورجلهم، فقطع الجميع، وألزمهم الحجج الواضحات أيّ إلزام ، فلما أفلسوا أخذوه بالجاه والحكام ) . فبعد أن وشى به بعض العلماء وكذبوا عليه وألّبوا الحكام والأمراء عليه وتزلفوا لدى الكبراء في ابن تيمية؛ سُجن وعذب ، وتولى كِبر ذلك الجُرم الشيخ الصوفي " نصر المنبجي" والأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير تلميذ المنبجي ، وجماعة من الفقهاء والعلماء ، الذين ناصروا الحاكم بيبرس في انقلابه ضد السلطان ناصر بن قلاوون. ولكن شاء الله أن تزول أمارة بيبرس ويضم السلطان ناصر بن قلاوون دمشق ومصر إلى حكمه ، ولم يكن همّ السلطان إلا الإفراج عن شيخ الإسلام المسجون ظلما وزوراً . فأخرجه معززاً مكرماً مبجلاً ، ويصل الشيخ إلى البلاط الملكي فيقوم له السلطان تكريماً واحتراماً ويضع يده بيد ابن تيمية ويدخلان على كبار علماء مصر والشام ... ! ويختلي السلطان ناصر قلاوون بشيخ الإسلام ابن تيمية ويحدثه عن رغبته في قتل بعض العلماء والقضاة بسبب ما عملوه ضد السلطان وما أخرجه بعضهم من فتاوى بعزل السلطان ومبايعة بيبرس، وأخذ السلطان يحث ابن تيمية على إصدار فتوى بجواز قتل هؤلاء العلماء، ويذكره بأن هؤلاء العلماء هم الذين سجنوه وظلموه واضطهدوه وأنها حانت الساعة للانتقام منهم ! وأصر السلطان ناصر بن قلاوون على طلبه من شيخ الإسلام كي يخرج فتاوى في جواز قتلهم ! --------- يتبع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4429 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() فماذا كــــــان رد ابن تيميــــــــة ؟ هل وجدها فرصة للتنفيس عن أحقاده وخصوماته ؟ كلا ... فنفس الكريم أرفع وأطهر من ذلك ، لقد قام ابن تيمية بتعظيم هؤلاء العلماء والقضاة ، وأنكر أن يُنال أحد منهم بسوء، وأخذ يمدحهم ويثني عليهم أمام السلطان وشفع لهم بالعفو والصفح عنهم ومنعه من قتلهم ، فقال للسلطان :(إذا قتلت هؤلاء لا تجد بعدهم مثلهم من العلماء الأفاضل!) فيرد عليه السلطان متعجبا متحيراً : لكنهم آذوك وأرادوا قتلك مرارا ؟! فقال ابن تيمية: من آذاني فهو في حل، ومن آذى الله ورسوله فالله ينتقم منه، وأنا لا أنتصر لنفسي ! وما زال ابن تيمية بالسلطان يقنعه أن يعفو عنهم ويصفح، حتى استجاب له السلطان فأصدر عفوه عنهم وخلى سبيلهم !! إنها النفوس الكبيرة - يا سادة - هي التي تستطيع أن تتجاوز أحقادها ومواقفها الشخصية وتمارس العظمة بكل معانيها . لقد شهد له كبير خصومه ومن الذين هاجموه وآذوه ، شهد له بعد عمله التسامحي الفريد الذي عمله معهم أثناء غضب السلطان ناصر بن قلاوون عليهم ، لقد كان قاضي المالكية " القاضي ابن مخلوف " أحدهم ولما أفرج عنه قال عن ابن تيمية : ( ما رأيت كريماً واسع الصدر مثل ابن تيمية فقد أثرنا الدولة ضده، ولكنه عفا عنا بعد المقدرة، حتى دافع عن أنفسنا وقام بحمايتنا، حرضنا عليه فلم نقدر عليه ، وقدر علينا فصفح عنا وحاجج عنا )... هذا هو ابن تيمية، هذه هي أخلاقه مع خصومه ! (ج) موقف ابن تيمية من بعض خصومه لما بلغه وفاتهم . الإنسان في الغالب يفرح إذا سمع بموت أحد خصومه، وأحيانا يتشفى بذلك ! لكن ابن تيمية يختلف عن هؤلاء .. لقد ُبلغ يوماً بوفاة أشد خصومه عداوة له وهجوماً عليها، بُلغ ذلك عن طريق أقرب تلاميذه له، والذي بلغه وهو فرح بذلك. فماذا كان موقف شيخ الإسلام ابن تيمية ؟يقول عنه تلميذه البار الإمام الحافظ ابن قيم الجوزية : ( كان يدعو لأعدائه، ما رأيته يدعو على واحد منهم، وقد نعيت إليه يوماً أحد معارضيه الذي كان يفوق الناس في إيذائه وعدائه، فزجرني، وأعرض عني، وقرأ : "إنّا لله وإنا إليه راجعون" وذهب لساعته إلى منزله، فعزى أهله، وقال : " اعتبروني خليفة له ، ونائباً عنه، وأساعدكم في كل ما تحتاجون إليه" وتحدث معهم بلطف وإكرام بعث فيهم السرور، فبالغ في الدعاء لهم حتى تعجبوا منه) . الله أكبر ... من يطيق ما تطيقه يا ابن تيمية ؟! (3) النفسية التسامحية عند ابن تيمية تجاه خصومه . أنعم الله على شيخ الإسلام بنفسية تسامحية عجيبة جداً قل أن تجدها عن غيره من العلماء، فما كان يحمل في قلبه غلاً ولا حسداً ولا حقداً على أحد، بل ولا على خصومه . فلما وقف منه ابن مخلوف موقف العداء ورماه بكل قوس في جعبته، وأثار عليه العوام والحكام وأصدر ضده الأحكام والفتاوى التي أثارت الفتنة بين الناس، وابن تيمية صابر محتسب يقابل السيئة بالحسنة، ولم يحمل في نفسه حقداً ولا بغضاً لهذا الرجل.يقول ابن تيمية معبراً عن نفسيته المتسامحة : (وأنا والله من أعظم الناس معاونة على إطفاء كل شر فيها وفي غيرها، وإقامة كل خير، وابن مخلوف لو عمل مهما عمل والله ما أقدر على خير إلا وأعمله له، ولا أعين عليه عدوه قط، ولا حول ولا قوة إلا بالله، هذه نيتي وعزيمتي، مع علمي بجميع الأمور فإني أعلم أن الشيطان ينزغ بين المؤمنين، ولن أكون عوناً للشيطان على أخواني المسلمين). وقال في رسالة كتبها وهو في السجن إلى تلاميذه ومحبيه يتحدث عن خصومه الذين تسببوا في دخوله السجن ومصادرة كتبه : ( أنا أحب لهم أن ينالوا من اللذة والسرور والنعيم ما تقر به أعينهم وأن يفتح لهم من معرفة الله وطاعته والجهاد في سبيله ما يصلون به إلى أعلى الدرجات) . وقال عن خصومه : ( وأنا أحب الخير لكل المسلمين وأريد لكل مؤمن الخير ما أحبه لنفسي). (4) النفسية التسامحية وتأثيرها في العدل والإنصاف . هذه النفسية التسامحية العظيمة عن ابن تيمية، أثرت عليه كثيراً حينما يتناول الطوائف والفرق المخالفة، فابن تيمية باحث عن الحق، ومن مهمة الباحث العلمي أن يعري ويكشف حقائق الأفكار وزيفها وصدقها، لأنه يقوم بمهمة علمية يفترض فيه الأمانة مع العدالة. ومع ما يوصف به ابن تيمية من الحدة والقوة في الجدل، إلا أنه أنصف أشد الطوائف عداء له، وأشدها بعداً عن المعقول والمنقول . فحينما تناول شيخ الإسلام طائفة الشيعة بالنقد والتحليل، لمن يمنعه العداء والرد والنقض أن ينصف ويعدل مع هؤلاء الذين يراهم على باطل، ونصوصه في ذلك أكثر من أن تحصى، لكن منها على سبيل البيان والمثال : يقول وهو يتحدث عن طائفة الشيعة الإمامية :( كثيراً منهم ليسوا منافقين ولا كفاراً، بل بعضهم له إيمان وعمل صالح، ومنهم من هو مخطئ يغفر له خطاياه، ومنهم من هو صاحب ذنب يرجى له مغفرة الله) .وقال : ( والرافضة فيهم من هو متعبد متورع زاهد). وقال منصفاً الشيعة :( وينبغي أيضاً أن يعلم أنه ليس كل ما ينكره بعض الناس عليهم يكون باطلاً، بل من أقوالهم أقوال خالفهم فيها بعض أهل السنة ووافقهم بعضهم، والصواب مع من وافقهم ). وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن لهم جهوداً في دعوة الكفار إلى الإسلام فدخل على أيديهم خلق كثير من الكفار. وقال عن المعتزلة : أنه مع مخالفتهم نصروا الإسلام في مواطن كثيرة وردوا على الكفار والملاحدة بحجج عقلية . وقد عاب شيخ الإسلام على الإمام ابن فورك الأشعري تكفيره للمعتزلة وتأليب الحكام عليهم، يقول ابن تيمية عنه : ( وقصد بنيسابور القيام على المعتزلة في استتابتهم وكما كفرهم عند السلطان، ومن لم يعدل في خصومه ومنازعيه ويعذرهم بالخطأ في الاجتهاد، بل ابتدع بدعة وعادى من خالفه فيها أو كفره فإنما هو ظالم لنفسه). وقال عن الأشاعرة مع مخلفته لهم في كثير من الأصول والفروع: ( إنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة، وهو يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم). وكان رحمة الله يتحرج كثيراً من تكفير الأشخاص ، يقول الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي نقلاً عن زاهر السرخسي أنه قال : ( لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد، دعاني فأتيته، فقال : اشهد عليّ أني لا أكفر أحداً من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات. قلت - أي الذهبي - : وبنحو هذا أدين، وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفر أحداً من الأمة، ويقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم). (5) النفسية التيمية التسامحية وأثرها الجميل على الناس. هذا التسامح العظيم الذي كان يتحلى به ابن تيمية كان له الأثر العظيم في الناس، ولذلك أحبه الناس حباً عظيماً، وتعلقوا به، وكانوا لا يرون به بديلاً رحمه الله .يقول ابن عبد الهادي :( وسائر العامة تحبه، لأنه منتصب لنفعهم ليلاً ونهاراً، بلسانه وقلمه) . وكان رحمه متواضعاً للعامة والخاصة ، للكبير والصغير، للرجال والنساء، للأمراء والحقراء، كثير السلام على العامة والخاصة، يزور المرضى ويتفقد أحوالهم ، كان مجلسه مفتوحاً لكل أحد ، وقلبه يسع الكل، وخصاله أكثر من أن نحصرها هنا . قال عنه الإمام الحافظ بن فضل الله العمري وهو ممن عاصر شيخ الإسلام ابن تيميه : (كانت تأتيه القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والخيل المسومة والأنعام والحرث، فيهب ذلك بأجمعه، ويضعه عند أهل الحاجة في موضعه، لا يأخذ من شيئاً إلا ليهبه، ولا يحفظه إلا ليذهبه).ويقول أيضاً عنه : ( كان يتصدق حتى إذا لم يجد شيئاً نزع بعض ثيابه فيصل به الفقراء)!! وقال عنه أحد من عاصره : ( كان يتفضل من قوته الرغيف والرغيفين، فيؤثر بذلك على نفسه)! وكان أثره عظيماً على تلاميذه، فهو القدوة الحسنة، وهو المربي بسلوكه وأقواله، وهو المؤمن الزاهد العابد، وهو العالم المتيقن ، وهو الذي يفزع إليه الناس في حقائق أمورهم وخواص شؤونهم. يقول عنه تلميذه الإمام ابن قيم الجوزية : ( وكنا إذا اشتد الخوف وساءت الظنون، وضاقت بنا الأرض بما رحبت، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب عنّا ذلك كله وينقلب انشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة). وصدق الشيخ السبكيّ - أحد خصومه السابقين - حينما قال : ( والله ما يبغض ابن تيميه إلا جاهل أو صاحب هوى ، فالجاهل لا يدري ما يقول ، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به ) . (6) من أقول ابن تيميه المهمة . * ( ماذا يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري ، أين رحت فهي معي لا تفارقني ، أنا حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة ) . * وحين عرضه لهذا الحديث : ( إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله، أو تذمهم على مالم يؤتك الله). قال : ( من عبدالله وأحسن إلى الناس فهذا قائم بحقوق الله وحق عباد الله في إخلاص الدين له، ومن طلب من العباد العوض، ثناءً، أو دعاءً أو غير ذلك لم يكن محسناً إليهم لله، ومن خاف الله فيهم، ولم يخفهم في الله كان محسناً إلى الخلق وإلى نفسه، ومن خافهم ولم يخف الله فهو ظالم لنفسه ولهم، حيث خاف غير الله ورجاه، لأنه إذا خاف دون الله احتاج أن يدفع شرهم عنه بكل وجه، إما بمداهنتهم ومراءاتهم ، وإما بمقابلتهم بشيء أعظم من شرهم أو مثله، فتجد هذا الضرب كثير الخوف من الخلق، كثير الظلم إذا قدر، مهين ذليل إذا ُقهر، فهو يخاف الناس بحسب ما عنده من ذلك وهذا مما يوقع الفتن بين الناس ) . (7) النفسية التيمية التسامحية في آخر لحظاتها. كاد له خصومه مرة أخرى وأدخلوه السجن ، ففرح بخلوته بالله وطلبه العلم ، ولكن كانت أكبر مصيبة حلت على شيخ الإسلام طلب بعض القضاة بأن تصادر كتبه وأقلامه ، فكبر ذلك عليه وعز أن تفارقه أقلامه ودفاتره، فكتب بالفحم على الجدران، لكنه مرض بسبب فقده لكتبه وزاد وجعه . وأخبر صديقه وصاحبه في السجن الشيخ عبدالله الزرعي وفي آخر لحظاته في هذه الحياة الدنيا وهو في السجن البارد الضيق : أنه سامح جميع أعدائه وحللهم من عداوته وسبّه ! ثم تفرغ لتلاوة القرآن وختمه ثمانين مرة ووصل عن قوله تعالى : ( إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) . ثم أشدت علته، وفارق الدنيا وهو سجين، بعيداً عن أقلامه دفاتره ! رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به في مستقر رحمته… -------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4430 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() العجوز الفائز بظل العرش بإذن الله بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد .. أحبتي في الله كثيرة هي القصص التي تتلهف لها القلوب فتكون نسائما ماتفتأ عن روائع الهبوب وقد حمل كتاب ربنا جل وعلا من القصص الكثير والكثير قصص الأنبياء وقصص الأمم السابقة صالحين وجبابرة هالكين لتكون قصصهم عبرة وتذكرة للمؤمنين . وفي حاضرنا نتوق إلى القصص المفيدة فنسارع إلى الأجداد لنسمع منهم أجمل القصص بأسلوب رائع أخاذ وما أكثر ما استغل أعداء الدين هذا الفن فأنتجوا الأفلام وسطروا الرذائل بالأقلام فيأسروا قلوب الشباب والفتيات فيخدعوا بتلك المسلسلات والأفلام الهابطة والقصص التي تنسج السعادة الزائفة ... قصتي هذه المرة ليست من نسج الخيال وليست من كتاب منقولة او مسموعة بل انها قصة من الواقع عايشتها ورأيت بطلها كتبتها بعد ان أذنت لي ابنة ذلك البطل وطلبتها ان اسطر انا على لسانها هذه القصة تتكلم عنه وانا أصوغ العبارات والجمل علي أوفق في كتابتها فالله ادعوه ان تنال استحسانكم ... ( رايته واراه كل يوم يتراقص قلبي فرحا وفي نفس الوقت يمتزق الما ليس عليه لا والله فما لمثله الالم او الحزن وانما لغيره وستعرفون لماذا وسأبدأ بسرد القصة .... رجل عمره اليوم يزيد عن التسعين هذا الرجل أراد الله عز وجل ان يمد في عمره ليزيد من نور وجهه وصالح عمله ما أسرع تلك السنين التي مضت وما أجملها يوم ان تمضي في طاعة الرحمن ما أجملها يوم ان تذهب وهي مليئة بصيام وصلاة وعبادة للمنان .... نعم ان هذا الرجل احسبه والله حسيبه أفنى أجمل أيام شبابه في المسجد مع صلاة الجماعة ولعلي لن أكون مبالغه ان قلت انه فاز بظل العرش باذن الله اسال الله له ذلك اوليس نبينا الكريم عليه أتم الصلاة وأزكى التسليم قال (سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله وذكر منها رجل قلبه معلق بالمساجد ) كنت اقرا واحفظ هذا الحديث واقول في نفسي معقول يكون تعلق بهذه الدرجة ؟؟ حتى رأيت بنفسي حال هذا الرجل كنت طفلة العب معه وامرح فكم كان وما يزال ابا حنونا عطوفا اراه ينهض من نومه العميق لذهب مسرعا يلبي النداء للصلاة لا ينظر إلي وانا أحب اليه ولا يعبا بي ولا لندائي له لان هناك نداء اعظم واجل نداء خالق الاكوان جل وعلا ويعلو الاذان وما ان ينتهي حتى اجده ذهب ويعود بابتسامه مشرقه ياخذني بين ذراعيه ويلاعبني قائما بشؤون اسرته مراعيا لرعيته اذهب معه للنزهه وأول ما يبحث عنه في المكان المسجد مستحيل ان يجلسنا في مكان بعيد عن المسجد او ليس به مسجد كثيرا ما كنت اتشاجر معه فهو ابي واخي كنت اغضب لاني اريد مكانا به الالعاب وهو يرفض بشده لان ليس به مسجد وكانه يقول لي بنيتي لن اقبل مساومة على صلاة الجماعة مهما كان حبي لك .... نجلس ويمر بنا الوقت واسمع الأذان واذا بي اركب السيارة وانا لم اخذ كفايتي بعد من جمال المكان فنذهب ونصلي ثم نعود وكأني ارى المكان غير المكان كاني اراه أجمل وأروع مما كان ...وما اكثر من يضيعون الصلاة ويتهاونون بها لاجل الاستمتاع في النزهات الا من رحم الله كم كنت افتخر به في طفولتي فانا ابنة الامام الجميع ممن يعرفوننا ينظرون لي بنظرات التقدير والاحترام فانا بنت الامام وهذا يبرر لي شيئا من الشقاوة والمشاكسة طفولة جميلة كنت امضي ايامها وانا بين ذراعي والدي اطال الله عمره اراه ياتي بعد صلاة الفجر ليزعجني بالاضاءة وقراءة القران وينغص علي نومي وما أجمله من تنغيص وماهي الا دقائق واذا بالماء البارد يصب على راسي فاقفز من سريري غاضبة امام ضحكات والدي الذي تعب من إيقاظي للصلاة بكل الفاظ الدلال وأحلاها حتى يئس فاحضر الماء فاقوم واصلي مجرد حركات من طفلة متمردة عنيده حجتها ان الصلاة لم تفرض عليها فقط واسارع للنوم لأسمع كلمات اللوم والعتاب من والدي لاني لم اقرا شيئا من القران واظل اسمعه يقرا ويرتل واقول في نفسي ترى الا يمل من القراءة الا يشتهي النوم مثلي ؟؟؟ ما كنت اعلم انه يشتهي ماهو أحلا وألذ من النوم يشتهي جنة عرضها السموات والأرض تنتظره ... كنت المدللة لكن ليس على حساب الصلاة يوم ان كنت احاول جاهده ان اقنع والدي بالمكان الذي اريده في ذهابنا للنزهة كنت اعجب من نصائحه وكانه يرجوني بكلماته يوم ان كان ينصحني ان نجلس في مكان يكون فيه مسجد فكنت اقول له ان نصلي كلنا جماعه معه فكان يقول لا يا بنيتي لا تكافئيني على استجابتي لك بالنزهه بحرماني من صلاة الجماعة نصلي أولا ثم نذهب الى اي مكان تريديه كان كلامه مليئ بالإيمان ملامحه تضيئ بنورها يكلمني بحنان وليس بقسوة او إصدار للأوامر كان بامكانه ان يقول انا والدك وأريد المسجد بلهجه قاسية فيها من الأوامر والزجر لكنه الأب الرحيم الحنون المربي الذي اراد ان يحببني في هذا الدين وفي الصلاة ... وهذا الأسلوب للأسف كثيرا ما نفتقده لا من رحم الله كثيرا ما نجد في زماننا ما يسمى بالالتزام الأجوف الذي سرعان ما ينتكس أصحابه الا من رحم الله فيلتزم الابناء اما لان والديهم او احدهما دعاة او ملتزمين مجرد تقليد عن غير اقتناع او حب فتكون النتيجة انتكاسة عند أول محك والعياذ بالله ....فنجد الوالدين يجبرون الابن او الابنه على التحفيظ مخافة اللوم او النقد من المجتمع كون ان الأم داعية او الاب طالب علم مثلا او امام او في اي مجال من مجالات الدعوة فيخجلون ان يكونوا ابنائهم على غير ماهم عليه فيأتي الإجبار لتكون النتيجة تمرد وانهيار الا من رحم الله ... ---------------- يتبع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |